قلبت عيونها بغرور لتردف بملل... -مفيش بس انا اقتنعت بكلامك! احمر وجهه بضيق من اسلوبها وعلت انفاسه قائلا بحده.. -كلام ايه بالظبط! رفعت حاجيها بتعجب... -اننا مش لبعض!.. برقت عيونه بقسوة و كحظ عينيه، ليغمره الغضب و الغيظ من موافقتها، ليتأكد له من جديد انه انسان غير سوي، الم تكن تلك رغبته، لماذا اذا يؤلمه موافقتها بها! زم شفتيه لتصدمه بباقي حديثها...
-وطبعا فكرت طالما انت مش ليا وانا مش ليك ؛ يبقي مينفعش يكون في تجاوز ولازم احافظ على نفسي للي يمتلكني ويتجوزني ويحافظ عليا! اشتعلت عيناه بغضب ارعبها ولكنها تمالكت ملامحها وابتلعت ريقها وهو يضغط بلا وعي على ذراعها بقوه ليردف من بين اسنانه... -امشي من قدامي يا جميله! ابعدها بحده وهو يحاول تهدئه السواد القاتم الذي توغل داخله لما يستمع له...
لم يطرق على باله فكره قدرته في ترك غيره يمتلكها، الفكرة وحدها تجعله يلهث ويري النار تشتعل حوله ولكنها لم تتوقف عند هذا الحد... زادت من ضغطها قائله... -امشي ليه؟!، الحقيقه صعبه مش كده ؛ طبيعي جدا لو انا مش ليك هبقي لغيرك! استدار بحده يعصر كتفاها بين كفيه بغل قائلا... -اخرسي متتكلميش بقولك! -لا هتكلم وهتكل...
قاطعها وهو يدفعها إلى البراد خلفها ويغطي شفتيها بشفتيه، حاولت المقاومة يعد خروجها من صدمتها ولكنه لم يتركها تتحرك انشا!.. حاولت ركله رافضه تركه يذيب عقلها بقبلاته ولكنه كان اسرع وقيد حركتها بساقيه القوية...
عضت على شفتيه ليبتعد مذهولا ينظر إلى وجهها المحتد باحمرار غضب ممزوج بخجل ليبتسم بغموض و قسوة قبل ان يمسك بفكها بين اصابعه ويقربها منه من جديد مطبقا على فمها بشفتيه واسنانه عقابا لها على رفض حق هو نفسه رافضا له وطالبها بنسيانه! (يا مررراااررتي من الرجاله و سنينها الهبببباب، رجاله تعل يااااختي ) لم تدم المقاومة اعتراضا على هجومه الكاسر على شفتيها الناعمة كثيرا حتى انها شعرت بانه يلتهما التهاما...
ابتعد بعد دقائق طويله يفتح عيونه الناعسة بجموح مشاعره ليقابل عيونها المستسلمة التي يهواها لينزل ببصره إلى شفاها المغرية و يري اثار شفتيه عليها... دلف فهد متعجبا من تأخره ليقف متسمرا... وجد محمد دافعا جميله بجسده ساندا اياها على باب المبرد (الثلاجة ) وجبينه يلامس جبينها بأنفاس لاهثه... عاد إلى الوراء بخجل تاركا اياهم بابتسامه تزداد اتساعا كل ثانيه تمر...
ليتجه تفكيره إلى زوجته الغاضبة عليه منذ الامس رافضه حدته معها دفاعا عن محمد صديقه الغبي على حد قولها... استجمعت جميله قوتها و ابعدته بحده قائله... -اياك تقرب نحيتي تاني انت فاهم! -لا مش فاهم!.. قالها بحده وابتسامه ساخرة، و وحش الغيرة لايزال مسيطرا عليه... دبدبت قدماها بغضب وقله حيله قبل ان تتجه إلى غرفتها متمتمه بحده... -انسان مستفز!
مسح وجه وشفتيه التي تطلق ذبذبات اثر ما فعله بشفتيها للتو، محاولا التخلص من سحابه تغطي عقله ترفض الابتعاد... ليتمتم بحنق على نفسه... -انت اكيد مجنون ومش طبيعي!
في غرفه فهد و حياه... دلف فهد ولا تزال ابتسامته واسعه، اغلق الباب بالمفتاح لتنظر له حياه وهي ترتب خزانتها بتعجب وحاجب مرفوع... اقترب منها ليقطع الصمت... -وحشتيني! مصمصت شفتيها بسخريه وقد بدأ وجهها يحمر قليلا خجلا من نظراته... -وماله! احتضنها من الخلف يقبل عنقها ليردف ببراءة... -الجميل لسه زعلان بقي! لتردف بتهكم.. -وازعل ليه، حاجه متخصنيش اني اتدخل! خبطها بجانب رأسه في راسها بخفه قائلا...
-خلاص بقي، انتي قلبك اسود اوي... -لا اسود و لا ابيض، خليك انت تدافع عن صاحبك الغلطان من ساسه لراسه ده! حملها لتشهق بخضه وهو يقول بمرح و مشاغبة... -بلا صاحبي ولا بتنجان دلوقتي، بقولك وحشتيني يا ست انتي! ابتسمت بحرج لتردف وهي تخفض عيناها... -ماشي عرفنا! -هو ايه اللي ماشي عرفنا لاااا اظبطي معايا كده متخلنيش اتهور! اطلقت ضحكه رنانة سرت بسائر جسده ورفرف لها قلبه قائله بدلال و عناد...
-تتهور ازاي ان شاء الله، اتكلم على قدك! القي بها على الفراش بإهمال لتهرب منها ضحكات خفيفة فاشلة في الاستمرار غاضبه عليه كثيرا وهو يخلع قميصه بمشاغبة وعيون ضيقه بتوعد... -ماااشي انتي اللي جبتي لنفسك! قالها وهو يجذبها نحوه و يسرق قلبها من جديد بقبلاته الحارة فتذوب في احضانه و بين ذراعيه...
في غرفه ماجد... بعد اجراء بعض اتصالاته وصل إلى رقم ناجي علوان، اتصل به وجلس على مقعده ينتظر رده الذي جاء سريعا... -الو... -الو، ناجي؟ صمت ناجي غير مصدق اذنيه ليردف ماجد بتأكيد... -ايوة يا ناجي انا ماجد الشناوي، انا بتصل بيك دلوقتي مش عشان خوف مني او ضعف... اتته صوت ضحكه ناجي الساخرة ليردف... -اومال متصل ليه يا ماجد يا شناوي بتوصل الرحم! هز ماجد رأسه برغم ان الاخر لم يراه ليقول...
-عشان انت صعبان عليا! -تقصد ايه؟! -انت خسرت ابنك وخسرت وقتك في انتقام من وهم خيالك و صعبان عليا انك تخسر حياتك كمان عشان وهم في دماغك... اردف ناجي بغل كفحيح الأفعى... -ميصعبش عليك غالي، هو انا هعيش ايه اكتر من اللي عشته بس خلي بالك انا مش هموت قبل ما اخد حق ابني منك! -مفيش فايده فيك، انا كده ريحت ضمير... ضحك ناجي بشده ليردف بحده... -وكان فين ضميرك ده لما قتلت ابني الوحيد! ارتفع صوت ماجد بحده قائلا...
-انا عمري ما اموت نفس من غير حق خصوصا لو النفس دي امنت على نفسها عندي، وزي ما انت عايز تعمل اعمل العمر واحد والرب واحد! اغلق ماجد الهاتف بغضب منهي اتصال اراح به قلبه وضميره... اما ناجي فقد قذف بهاتفه بعرض الحائط ليطلق صرخة غاضبه بحقد ينهش ماتبقي داخله!
في غرفه الجيم... امضي محمد ساعتين في الجيم يهدأ بها عقله وقلبه المنشغلان في صراع سببه حبه المشاغبة... فهو متأكد ان ما صرحت به ما هو الا لإشعاله ومعاقبته على رفض حبهم ولكنه لا يستطيع ان ينفي ان كل ما قالته جاء في الصميم وهذا اكثر ما يغضبه... وجه ركلات متتاليه يناجي تركيزه وان لا يفكر بهذا الامر بعد ان اخبره الضابط بألقاء القبض على سامح وبعض الرجال من الحرافيش...
طلب منه الضابط البقاء بجوار ماجد وان يترك لهم امر اخراج الاعتراف من سامح الذي تم القبض عليه في مكان اختباءه ومقر اجتماعاتهم المخالفة... انفتح الباب ليدلف فهد بملابسه الرياضية منضما اليه... -ايه اللي جابك، سايب مراتك ونازل بليل تتمرن؟! نظر له فهد بأهمال رافضا ان يخبره بانه يتمني ولكن زوجته العنيدة تجالس زوجته الاكثر عنادا وبالتأكيد يخططون للقضاء على صديقه المسكين، تنهد قائلا...
-محتاج انشط لياقتي الايام الجاية شكلها صعبه! تابع فهد ضرباته و ركلاته وجسده المشنج ليعرض بهدوء... -تعالي نلعب ماتش! ابتسم محمد قائلا بسخريه... -لا يوم تاني انا محتاجك سليم! اطلق فهد ضحكه عاليه قائلا... -بموت في خفه دمك! توقف محمد عن ضرباته وهو يمسك كيس الرمال ويلتقط انفاسه، ماسحا قطرات العرق على جبيه ليردف... -بس انا دمي تقيل ؛ تفتكر ايه اللي هيموتك!
وقف فهد يلف رباطا على يداه بابتسامه واسعه مستمتعا بمشاحناتهم الصغيره المرحه بالنسبه لهم... (هزار بوابين ) ليقول فهد بابتسامه تحدي... -يعني خايف ولا هتلعب؟! لم يجيبه محمد وهو يعدل من رباط يده ويتجه إلى نصف الحجرة ليشير له بالاقتراب وجانب وجهه مرفوع بابتسامه ثقه... انضم له فهد ليبدأ الاثنان معركتهم الخاصه! توقف فهد في المنتصف بعد ان القي محمد بضع لكمات إلى وجهه متتاليه... -لا وشي لا!
عقد محمد حاجبيه بتعجب قائلا... -ليه خايف على نفسك يا بيضه! نظر له فهد باشمئزاز ليردف بغرور... -حياة بتخاف عليا مش عايزها تعيط لما تشوف وشي متدمر! ضحك محمد قائلا... -لما هو كده، طلبت نلعب ماتش ليه؟! ليبتسم فهد باصفرار ويباغته بركله إلى جانبه قائلا... -عشان حسيت انك محتاج تضرب ولأني بصراحه هتنقط منك، اهو يمكن تفوق وتلحق نفسك! لمعت عينا محمد قبل ان يركل صديقه ويباغته بدفعه اوقعته للخلف، ليردف بعناد...
-ايه ده انت وقعت، معلش ما يقع الا الشاطر! تنهد فهد باستسلام ليعقد ساقيه جالسا على الارض رافعا ذراعيه بغيظ... -فهمني بس، انت بتكره نفسك! قلب محمد عينيه بحنق ليتجه إلى منشفته قائلا... -ايوة بكرها ارتحت! -لا ما ارتحتش، طيب بلاش انت بذمتك البت الغلبانة دي مش بتصعب عليك... هز رأسه ليجيب بتهكم... -اه غلبانه اوي!
-ماشي مش غلبانه اوي يعني، بس مش قدك دي باللي انت عمله فيها، وبعدين خلي عندك دم ومسئوليه انت كل ما تنكد على جميله حياه بتتنكد و بالتالي هتنكد عليا يعني ارحمني شويه! ضحك محمد ليردف... -طيب يا فهد هتحمل المسؤليه ممكن نطلع بقي خلينا نتابع الاخبار! -يلا يا اخويا!
-وبعدين يعني وصلوا الخبر ولا لسه و ليه بتقول كده؟! اردف محمد المتحدث على الهاتف مع وكيل النيابه، ليجيب الرجل بعنايه و هدوء... -سامح خلاص هيعترف بكل حاجه انا سيبته بيسجلوا اعترافه لما حس انه هيقع لوحده وانه هيشيل الجمل بما حمل وقلت اكلمك... -وافرض ناجي هرب! -مش هيلحق لاني بعت القضيه للنائب العام وفي خلال ساعه هيتمنع من السفر برا البلد...
-طيب انا متشكر جدا يا باشا واتمني انك تفضل متابعني بكل جديد، الموضوع ده يهمني بشكل خاص ده والدي! -اكيد طبعا يا محمد باشا انا حاسس بيك وعايزك تطمن ان بكره بالكتير ناجي علوان هيتمسح من على الخريطه! -تمام متشكر جدا على تعبك... -ده واجبي طبعا... -مع السلامه! -مع السلامه... اغلق وكيل النيابة الهاتف ليجد امين شرطه يقف متصنتا باهتمام ليهتف به بحده... -انت واقف ليه كده انت كمان؟! ارتبك الرجل ليردف سريعا...
-انا اسف يا باشا انا جبتلك اللي طلبته وافتكرتك عايزني لما ما طلبتش مني امشي.. -هعوز منك ايه ياخويا، يلا اتفضل من هنا! هرع امين الشرطه سريعا و إلى الخارج المبني نهائيا، ابتعد قليلا ليرفع جواله يبحث عن اسم حتى وجدته وضغط اتصال، بعد ثوان... -الو ناجي باشا ؛ الحق يا باشا خلاص اسمك اتجاب وسامح اعترف على كل حاجه! صمت يستمع إلى الجهه الاخري ليتابع...
-خلاص الموضوع وصل للنائب العام في قرار يمنعك من السفر في طريقه للمطارات، انا قلت الحقك يمكن تقدر تتصرف وتهرب محلي! بعد ثواني اغلق الرجل الهاتف وهو يضرب كف على كف من هذا المجنون الذي يتحدث وكأنه لم يستمع اليه!
رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الحادي والعشرون
جلس ناجي وسط رجاله مجتمعين بفيلته ليشير لاحدهم امامه... خرج الرجل ليحضر رجلان يحملان صندوق كبير ملئ بالأسلحة! -المهمه المره دي غير والفلوس كاش كل واحد فيكم هياخدها دلوقتي! قال ناجي بثقه ليردف احدي الرجال... -وايه المهمه دي؟! ابتسم تلك الابتسامة المريضة المريبة ليقول...
-احنا هنهجم على فيلا ماجد بنفسنا، كده كده انا واقع وانتم مالكوش ذنب، كل اللي هطلبوا منكم ولائكم كام ساعه لحد ما اخلص عليه وتاخدوا فلوسكم وتتمتعوا بيها، ها قولتوا ايه؟! نظر الرجال إلى بعضهم البعض ببريق الجشع في عيونهم ليوافقوا بالتوالي على خطته التي سيطرحها عليهم...
فيلا الشناوي... اشارت جميلة لحياه حتى تغلق صوت التلفاز لتقول في الهاتف... -ايوة يا الاء زي ما قلتلك كده ؛ واديني مستنيه اشوف اخرتها!.. -يا صابرك ياختي، ده لو انا كنت دبحته بسكينه! -بس يا رخمه كتك نيله في ملافظك! -شوف البت! انتي كمان زعلانه عليه، طيب والله حلال فيكي ابن المجنونه ده! -بطلي غلط بدل ما اخلي وليد يقص لسانك ده ؛ صحيح هو فين انا زعلانه منه من اخر مره ما كلمنيش! لتردف الاء بضحك...
-اخوكي غيران ياختي على شعره لو سمع صوت محمد ده تاني هينسي الاتفاق ويجي يخطفك ويحبسك في الشقه معانا! دوت صوت ضحكه جميله الخيالية في ارجاء المكان لتصل إلى مسامع محمد الذي ارتفعت شفتيه بابتسامه وهو يصعد امام فهد إلى الفتيات... -اه وماله هعمل نفسي اني مصدقاكي، بس بالله عليكي تخلي يكلمني بكره لما يصحي لانه وحشني اوي! اردفت الاء بمرح... -ماشي ماشي وانا لا! ابتسمت جميله قائله...
-وانتي طبعا ده انتي الخير والبركه!.. -المهم ابقي طمنيني اول بأول عملتي ايه، هسيبك بقي سلام... -سلام... اغلقت الهاتف لتلتقي بعيونه، متي جلس امامها هو وفهد؟! نظرت إلى حياه وجدتها تطالع التلفاز بانبهار، وجهت ابصارها لتري عرض ازياء بفساتين الافراح... فرغ ثغرها لتردف... -الله حلوين اوي! لتجيب حياه بابتسامه واسعه... -جدا، انتي لو شفتي فستان فرحي هتموتي ضحك! اردفت جميله بحنق طفولي يخفي الكثير بداخلها...
-اتلهي على الاقل انتي لبستيه، لكن انا لسه! حاول محمد الانشغال بهاتفه وهو يستمع لهم، لتردف حياه بغمزة لجميله لم تفت على فهد . -بكره يا حبيبتي هتلبسي احلي فستان فرح وتكوني عروسه! جز فهد على اسنانه ناظرا لحياه بتحذير ولكنها تجاهلته تماما... لتندمج جميله معها لتردف بمكر... -ايوة اول ما الاتفاق يخلص و ارجع بيتي انا هتجوز على طول... -هدووووء مش عارف اركز، مش عايز اسمع صوت تاني!..
قال محمد بغضب يحاول السيطرة عليه ليقول فهد بحنق... -انت بتزعق ليه ما تسبهم براحتهم! لم يجيب محمد وامسك بنظرات جميله المشتعلة بعناد، لتزيد من حنقه قائله... -اصل يا حياه انا متقدملي عريس... بذلك وقفت متجاهله عيونه المتسعة وصدمته لتردف.. -انا هعمل الفشار وطالعه يا يويو! هبطت سريعا بقلب يدق فلم يفتها سواد عيونه و وقوفه مكانه، لحق بها محمد بحده ليردف بهدوء ينذر بالشر... -ايه الهبل اللي بتقولي ده!
عقدت ملامح وجهها بذعر وهي تهرع بخطوات واسعه إلى المطبخ قائله... -احم قلت ايه! -اللي اتنيلتي و قولتي فوق دلوقتي! -ايه اتنيلت دي ؛ خلي عندك ذوق في الكلام! -نسيب المهم ونمسك في اتنيلت ولا متنيلتش... تنقلت وهي تحضر محتويات الفشار وتضع الاناء على الموقد، اقترب محمد بحده لتمسك بالغطاء كالدرع امام صدرها قائله بتوتر وتحذير... -اقسم بالله لو قربت مني تاني هصوت وافضحك! لم يأبه واقترب قائلا بغضب حالك...
-وهتقولي ايه بقي ؛ جوزي عايز يقرب مني! حاولت دفع الغطاء قليلا لوضع مساحه بينهم وهي تبتعد بخطوات إلى الخلف وهو يحاصرها بخطوات اشد خطورة... لتردف بحزم و ارتباك مكبوت... -انت جوزي على الورق و انا من حقي اني اعيش حياتي، طالما انت رافض تكون فيها ؛ انا اديتك فرصتك!.. ارتسمت نصف ابتسامه على فتيه شعرت بها كالمسامير تغرزها، لتتأكد ان ما سيخرج من فمه الان سيجعلها تكرهه وتكره ذاتها...
ولكنه تسمر لحظه قبل ان تتجمد عيناه ويلتفت بريبه شاعرا بسكون يسبق العاصفة! في لحظه سمعت صوت انفجار كبير لتخرج صرخة منها وهو يدفعها لتقع على الارض، جثا جوارها وصوت طلقات ناريه تحيط المكان... نظرت له ذعر ليجرها نحو البراد والاختباء بجواره وبين الحائط قائلا بحده... -خليكي هنا اوعي تتحركي او تطلعي من مكانك لحد ما ارجعلك... امسكت ذراعه بخوف وذعر ظهر جليا في صوتها... -انت رايح فين، انا خايفه!
اعتصر قلبه ليميل على جبينها بقبله سريعه وهو يمسك رأسها بين راحتيه... -متخافيش مفيش حاجه هتحصلك!.. اتاه صوت احد الحراس ليدفعها مكانها... مال بجسده العلوي وهو يتجه نحو باب المطبخ ليأتيه صوت ماجد من غرفه المكتب بجواره قبل يقذف له بسلاح... التقطه هو بكل براعه وهي تتابع بعيناها ذلك الجزء من شخصيته التي لم تراه قبلا لتختبئ عندما قفز ليختفي عن انظارها وهي تبكي بخوف محتضنه غطاء الاناء إلى صدرها!
وتدعو الله ان يعود اليها سالما وان يحمي كل من في الدار... اما فهد فقد كان يؤنب حياه عندما سمعوا اصوات الهجوم ليهرع بها إلى غرفتهم يبحث عن مخبأ لحب حياته بذعر ليستقر عقله على حوض الاستحمام في الداخل... جعلها تستلقي به و دموعها تنهمر بذعر وخوف لم تعهده من قبل ليركض نحو الدرج بجور فراشه يجذب سلاح صغير يتركه للازمات ويتجه نحوها وهو يتأكد منه ويفتح زر الامان... -امسكي يا حياه! -لا لا مش بعرف!
-هششش مفيش وقت، الموضوع سهل امسكي المسدس كده وخلي نحيه الباب اي حد يدخل عليكي مش انا او ضابط اضربي النار من غير تفكير تمام! -مش هقدر، مش هقدر! قالتها من بين شهقات بكاءها ليهزها فهد بعنف... -لا هتقدري ؛ انا لازم انزل حالا! قالها بحده و هو يهرع إلى الخارج ولم يتوقف حتى وصل إلى حزام سلاحه على الطاولة يجذبه هو وهاتفه ويطلب الشرطة في طريقه للأسفل بريبه خوفا من اصابته بأحدي الطلقات...
وجد محمد عند احدي النوافذ يتبادل اطلاق النار وماجد عند نافذه اخري و حارسان عند الباب... توجه بانحناءة وقفزه مدروسة تدرب عليها كثيرا ليصل إلى محمد... -ايه اللي بيحصل ده! -اكيد ناجي علوان! -هو اتجن ؛ ده هيروح في داهيه! -اكيد مش داهيه اكبر من اللي احنا فيها... ليردف احد الحراس بصوت عالي... -العربية التانيه اللي كانت مع العربية اللي انفجرت على البوابة بيطلع منها الاوامر! ليردف فهد بحده... -عرفت ازاي...
-الفتحه اللي عندي على الباب كل ما اضرب نار، الاقي حد داخل او طالع من هناك! ليجيب محمد سريعا... -ممكن بيجيبوا خزن الاسلحه! ليردف ماجد بحده... -لا اللي انا بضرب عليه عنده الصندوق كامل وبيرمي للكل من ورا مخبأه... جز محمد على اسنانه بتفكير ليردف بحزم وهو يجذب فهد من ياقته ويضعه مكانه بجوار النافذة... -خليك هنا، لو قدروا يدخلوا و جميله حصلها اي حاجه هقتلك انت!
هز فهد رأسه بعنف بالموافقة يحاول مؤازره صديقه قبل ان يردف بحده وهو يراه ينبطح قليلا و يتجه للداخل... -انت رايح فين! -لو اللي في دماغي صح يبقي ناجي جوا العربيه ؛ واحتا 5 وهما اكتر من 30 ؛ عقبال الحكومه ماتيجي هنكون اتصفينا الواحد ورا التاني، مفيش غير ناجي اللي هيقدر يوقف الهجوم! -وهتقنعوا ازاي ده مجنون! قال ماجد بذهول، ليرتفع جانب وجه محمد بشبه ابتسامه قائلا... -مش هقنعوا!
بذلك توجه إلى مكتب ماجد وقلبه يرغب في الدخول إلى جميله وطمئنتها ولكن لا وقت لذلك... سحب سكين خاص بفتح البريد على مكتب ماجد ووضعها في فمه، ممسكا بسلاحه وهو يقفز من النافذة الخلفية بعد ان تأكد من خلو المكان... توجه سريعا للسور الخلفي المحاط بقطع زجاج صغيره لمنع اي اقتحام خارجي ولكنه خلع قميصه يشقه إلى نصفين ويلفها على يديه... تأهب ليقفز و بصعوبة وببعض الخرابيش على ساعديه استطاع تخطي الجدار!
وجد الشارع شبه خالي وهو يحاول الرؤية في ظلام الليل ويحمد الله على تركيب والده فوانيس الإنارة التي تنير كامل المنطقة امامه... استند بظهره على اخر السور المؤدي إلى السور الامامي ويخطف نظره نحو البوابة الخارجية استطاع بها تحديد مكان السيارة و تحديد عدد الرجال بالخارج... بالتأكيد يقف بعيدا عن اطلاق النار كالجبناء...
استجمع عقله سريعا فلا يمكنه احداث ضجه بأطلاق النار، ليتسلل بخفه تتنافي مع قوه جسده نحو الرجل الوحيد الواقف بجوار السيارة ومعظم الرجال منشغلون بالداخل و بعضهم يطلقون النار من خلال البوابة... وضع سلاحه خلف ظهره ليمسك بسكين البريد بخفه و مهاره ليضع يده على فم الرجل ويضرب بالسكين ضربه حاده قويه في رقبته كانت كفيله بإخراج روحه وقطع انفاسه...
من حسن حظه ان ناجي كان منشغل على هاتفه يتابع تقدم الشرطة منهم، لينضم له محمد سريعا بعد ان اسقط الرجل بيده ويضع المسدس في مواجهه ناجي قائلا! -هنكمل و لا جيم اوفر! بلل ناجي شفتيه بصدمه والهاتف يقع من يده ويرفع يداه الاثنان قليلا بارتباك، ليستكمل محمد سريعا... -قولهم يوقفوا ضرب النار حالا، يلا انت هتصورني!
انتقل محمد إلى الجانب الاخر وهو يتخطى فوق جسده ويدفعه نحو الباب والمسدس في جانب ناجي ليردف بارتباك... -وقفوا ضرب النار... ليأتيه صوت احد رجاله بذهول... -البوليس على وصول احنا كده مش هنلحق... غرز محمد بالمسدس في جانبه اكثر ليردف ناجي بحده... -قلت وقفوا ضرب نار! نظر الرجال إلى بعضهم البعض ليقف احد الرجال بمعاضه... -كده خلاص ؛ انا هنفد بجلدي! وصلت لمساعهم صوت انذارات الشرطة ليهرعوا هاربين...
دلف اثنان إلى مقعد السائق والمقعد الامامي لسيارة ناجي... ليأتيهم صوت محمد الحاد، وهو يجذب ناجي من رقبته نحو صدره ويشير بالسلاح اليهم .. -اللي هيتحرك دماغه هتتصفي على حجره... تسمر الرجلان وهم ينظران في المرآه إلى الخلف، ليغمض احدهم عينيه نادبا حظه الاسود... ماهي الا لحظات حتى وصلت الشرطه وطوقت المكان...
كان ماجد يحترق بالداخل خوفا على ابنه الذي تأخر ولكنه شعر براحه عند توقف اطلاق نار و سمع صوت وصول الشرطة... حاول فهد الاستماع للخارج و التمسك بثقته بمهاره صديقه والا يغلب عليه التوتر والقلق... القي نظره ليري الرجال تنسحب بهرع ليأتيه صوت ماجد... -دول بيهربوا! ليردف الحارس... -الحمدلله ؛ اكيد محمد باشا وصلهم! ما ان رأي رجال الشرطه ومحمد يدلف معهم من البوابه حتى انطلق كالصاروخ للاطمئنان على زوجته...
فتح باب المرحاض لتنطلق طلقه تستقر بجواره بعشوائية، عاد إلى الوراء بخضه ليردف... -الله يحرقك ؛ انا فهد! اتاه صوتها الباكي بخوف وهي ترمي بالسلاح في الحوض بذعر وتتجه اليه لتجده واقف بجوار الباب... -حصلك حاجه ؛ اوعي تكون جات فيك! ابتسم فهد بذهول قائلا... -لو جت فيا مكنش زماني بكلمك دلوقتي... انكمشت ملامحها تطلق العنان لدموعها وهي تحتضنه اليها ليطمئنها بصوته الحنون... -خلاص اطمني كل حاجه تمام!
حركت رأسها بخفه واغمضت عيناها تستمع لدقات قلبه المساوية لدقاتها ليغيبا في لحظه تطمئنينه تجدها بين ذراعيه وحده...
وصل إلى محمد صوت طلقه ليهرع بقوه إلى الداخل والي مكان اختباء جميله، تمزق قلبه وهو يراها منكمشة على نفسها محتضنه الغطاء ووجها البريء تشوبه الدموع ويظهر عليه الرعب والارهاق شعرت باقتراب احد فأغمضت عيونها بشده واستسلام... جثا إلى ركبتيه ينفضها من مكانها لتخرج منها صوت مذعور قبل ان تستقر في احضانه وتصل إلى مسامعها صوته الهادئ المحب إلى قلبها... -انتي كويسه؟!
سقط الغطاء المعدني بينهم بصوت مزعج لتحيطه بكلتا ذراعيها براحه قائله... -انت اللي كويس... ابتعدت عنه تتفحصه بعيناها لتري جراح خفيفة على ذراعه فتحت فمها ليقاطعها سريعا... -الحمدلله انها جت لحد كده! هزت رأسها بتعب و ذهول قائله... -هما كويسين؟! -ايوة... قالها وهو يعيدها إلى احضانه ليتوقف الوقت بينهم وهو يقبل اعلي رأسها ويرغب لو يخبأها بين ضلوعه...
-هششش متعيطيش انا مش هخلي حاجه في الدنيا تأذيكي، انا هحميكي دايما! ليأتيها صوتها الرقيق الباكي... -ازاي وانت مش هتكون معايا! -انا مش هسيبك يا جميله انا اديتك فرصه للهرب وانتي رفضتي، انا مش مسئول عن اللي هعمله فيكي بعد كده! ابعدت رأسها تنظر له بأمل وتساؤل، ليجيبها وهو يميل عليها ويقبلها برقه وحنان بالغ قائلا بين شفتيها... -انا بحبك ومش هقدر اعيش من غيرك ولا هقدر اسيبك ؛ انا عارف اني اناني و...
قاطعته جميله وهي تحتضنه بفرحه كادت تخل بتوازنه لتردف بسعادة... -بس متتكلمش انا اصلا مسمعتش بعد كلمه بحبك! خرجت منه ضحكه على سخافتها ليضمها هو الاخر ويغمض عينيه منضما لها في لحظه شهدت ارتباطهم إلى الابد...
رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني والعشرون والأخير
-انا كويس الحمدلله، اهدي انت هتموت من القلق ليه كده! قالها فهد باصفرار وهو ينضم مع حياه و ماجد اليهم للاطمئنان فوجده يحتضن جميله بقوه... تنهد محمد قبل ان يبتعد عن جميله قائلا... -انا عارف انك زي القطط بسبع ارواح هقلق ليه! -يعني، كان في صوت طلقه كده مخدتش بالك منها! -اكيد الطلقه دي مش فيك فلخص ؛ كانت في مين!. ابتسم بفخر وهو يضم حياه اليه... -جت في الحمام! -نعم! ضحك فهد قائلا...
-هو انا مقولتلكش مين اللي ضربها؟! نكزته حياه بحرج ليستمر بابتسامه مرحه... -دي زوجتي العزيزة ضربتها عليا وانا رايح اطمن عليها، شفت غدر الحريم يا جدع!.. نفضت حياه التي اشتعلت وجنيتها بخجل ذراعه لتردف... -انت اللي قولتلي اضرب وبعدين انا قلتلك مش بعرف! ضحك محمد ليردف... -خساره! بس مش مهم انا هعلمك والجايات اكتر من الريحات!.. ليقاطعه فهد وهو يعيدها بجواره...
-الحمدلله انك مش بتعرفي واطلع منها انت مراتي انا اللي هعلمها!. نظر محمد إلى ماجد الذي يحتضن جميلة ويربت عليها بحنان بالغ ليشعر بقلبه يتضخم بحبهم... فهما و معهم فهد و حيااه بالفعل و حرفيا كل ما يمتلكه في تلك الحياة! -ايه يا بابا، انا اللي ابنك مش هتطمن عليا... ابتسم له ماجد بفخر وهو يتفحصه بعينيه... -ما انت زي القرد اهوه وبعدين انت حديد وقوي زي ابوك لكن دي رقيقه وبريئة...
-لا انا كده هغير بقي ؛ اوعي ايدك دي يا بابا! قالها محمد وهو يجذب جميله الضاحكة من احضان ماجد إلى احضانه ليستكمل وسط ضحكات الجميع... -مش عشان ابويا بقي تفضل تحضن في مراتي! اتسعت ابتسامه ماجد وشعر وقتها بضعفه نحو ولده الوحيد الذي لم يكن من صلبه ولكنه اثبت صلابه حبه اليه بلا قيد او شرط والدموع تحاول خيانته والهرب امامهم ليردف بحب... -ربنا يسعدكم يا ابني و يفرحكم!
ابتسم محمد بحب قبل ان يتجه إلى والده ويجذبه في عناق شديد و يربت على ظهره باحترام وحب... احتضنه ماجد ليبتعد قائلا... -اطلعوا انتو ارتاحوا شويه وانا هتابع مع البوليس، وانت يا محمد ارتاح عشان بكره عايز تفاصيل اللي حصل! هز محمد رأسه قائلا... -ناجي معاهم هو و كام واحد والباقي هرب، جاول متحتكش بيه تاني عشان خاطري! -حاضر ؛ انا اصلا خلاص كبرت ونفسي اتقطع ؛ انا هتكلم معاهم واحاول نأجل التحقيق للصبح!
-لا انا هطلع جميله وانزل معاك! -يا محمد متتعبنيش! -خلاص يا بابا بقي! -ياريت افضل بابا على طول ومرجعش ماجد باشا الصبح!.. هز محمد رأسه بنصف ابتسامه قائلا... -حاضر يا باابا، يلا يافهد... بالفعل صعدت الفتاتان ونزل محمد وفهد لمتابعه الامور مع ماجد...
اخذت جميله حماما لنسيان ما عايشته اليوم واستلقت على الفراش منتظره اياه ولكن التعب جذبها في نوم عميق ولم تشعر بنفسها الا و محمد ينضم اليها في الفراش و يضمها اليه... تنهدت بحب واستدارت لتحتضنه وتضع رأسها على صدره قائله بصوت يشوبه النوم... -خلاص! -اه ؛ نامي انتي متشغليش بالك! هزت رأسها وهي تحرك اصابعها على صدره العاري بدون وعي مستعده للغوص في النوم...
اوقف بيده حركه اصابعها ليرفع يدها إلى فمه يقبلها برقه... -بحبك! فتحت عيناها بسعادة محاربه سلطان النوم لتنظر له بابتسامه حانيه قائله..... -انا بحبك اوي اوي اوي ؛ انت نصيبي من وانا عندي 5 سنين وعينت نفسك صديقي الصدوق!. خرجت منه ضحكه ليقربها اكثر إلى صدره قائلا... -انتي لسه فاكره يا مخ الحمامه! ضربته بخفه لتردف... -ايوة فاكره يا رخم ؛ انت نسيت ولا حاجه؟! رفع يدها يضعها على قلبه ويضغط عليها قائلا...
-اللي يفتكره القلب عمره ما ينساه العقل! نظرت إلى يدهما سويا على صدره، لتنظر له بحب و خجل... -انت بقيت شاعر ؛ الله يرحم الدبش يا حبيبي! زادت ابتسامته ليترك يدها ويقبل وجنتها الحمراء قائلا... -حبيبي؟! اطرقت رأسها تخبأها في صدره لتردف بخفوت... -اه حبيبي عندك مانع! رفع ذقنها ينظر إلى عيونها بحب وشوق جارف قائلا... -انتي متأكده انك عايزة تكملي حياتك معايا؟!..
-لا كنت بجري وراك واحرق في دمي تسليه! ايوة طبعا متأكده! -يخربيت لسانك ده اللي عايز قطعه! زمت شفتيها بحنق وهي تعقد حاجبيه قائله... -اهو انت على فكره! امسكها بقوة وسط ضحكاته وهي تحاول الابتعاد عنه ليخبرها بثقه... -مش هسيبك على فكره ؛ انتي ملكي خلاص! مال عليها يقبلها بحب كبير قبله تخبرها بمكنونات قلبه وانجراف حبه... ابتعد بعد دقائق من جنون شوقه لحبيبته التي امتلكت قلبه منذ الطفولة، قائلا...
-انتي قلبي اوعي تبعدي عني ابدا! نظرت إلى عيونه التي تعيدها إلى عيونه التائهة في صباه ذلك الطفل الراغب في الحب والاطمئنان لترفع يدها تمررها على وجهه بحنان قائله... -اوعي انت بس تبعد عني! -ابدا! بهذه الكلمة انهي كلامهم ليبدأ كلام من نوع اخر ؛ كلام يستكشفه كلاهم مع الاخر، كلام يطفئ نار حب و عشق لا ينتهي... ليغرقا سويا في بحور مظلمه ينيراها بنجوم الحب و سحر الهوا... (هيييييييييح كتكوا القرف مليتوا البلد ).
في اليوم التالي... اجتمع الجميع على مائده الطعام وبرغم ما عاشوه الا ان مشاعر السعادة وملامح الرضا كانت ظاهره على وجوههم... ليردف فهد... -كده انا في السليم ؛ اجازة انا بقي من نفسي شويه! ضحك ماجد ليردف... -حقك طبعا! رفع كفه بابتسامه واسعه موجه كلماته إلى صديقه... -اروح بيتي بقا وازور اهلي ومحدش يدق على دماغي صبح وليل ويقرفني! رفع محمد حاجبه ليردف... -ده على اساس اني ماسك في ديلك، ما تغور!
-اه يا ندل يا معفن بعد ما خدت غرضك مني! -بس بس ايه هتفضحنا قدام الناس يقولوا علينا ايه، هو ايه اللي غرضي ومش غرضي مش انت اللي عايز تاخد مراتك وتخلع! ضحك فهد وهو ينظر إلى حياه بابتسامه... -اه عشان نلحق نظبط البيت، انا شحطط الغلبانه دي معايا على فيلتكم على طول ومشافتش بيتها حتى! لتجيبه حياه سريعا... -بس كانت احسن شحططه في الدنيا كفايه اني عرفت جميله و ماجد باشا... ابتسم محمد باصفرار قائلا...
-وانا شفاف مخدتيش بالك انك اتعرفتي عليا... ضحكت جميله وهي تنكزه لتردف... -انت بالذات متتكلمش! قاطعهم اعلان الحارس حضور وليد وألاء، نظر محمد لجميله بتساؤل فنفضت كتفيها بعدم فهم... وقفت ترحب بأخيها و زوجته ليلحق بها محمد والجميع... -اهلا يا وليد ؛ اتفضل اقعد... قال ماجد بترحاب، ليبتسم له وليد بأدب وهو يمسك بيد جميله...
-شكرا يا ماجد باشا ؛ احنا سمعنا اللي حصل من التلفزيون وجينا عشان نطمن عليكم عشان اختي مش فاضيه تطمني! قال جملته الأخيرة وهو يرمق جميله بعتاب لتردف مدافعه... -والله كنت بكلم الاء قبلها بدقايق وبعدين انا ملحقتش يا دوبك صحيت من النوم وكنت هتصل... هدأها وهو يربت على يدها مما زاد من حنق محمد الذي يستحضر رباطه جأشه حتى لا يقتله ليردف وليد وهو يجلس بجوار الاء...
-الحمدلله ؛ انها جت سليمه، مين كان يصدق اللي حصل ده! -الحمدلله، شكرا... قالها محمد ببرود وجفاء فرمقته بتحذير قبل ان يأتي إلى مسامعها صوت وليد... -انت اللي شكرا انك خلصت جزئك من الاتفاق على اكمل وجهه، وبكده اقدر ارجع اختي معايا تاني! اندفع محمد بحده قائلا.. -تاخد اختك فين؟! وقف وليد بعناد يوازيه قائلا... -بيتها طبعا ولا انت فاكر انها هتفضل معاكم هنا على طول!
-ايوة طبعا دي مراتي وهتقعد في الحته اللي انا موجود فيها! ليردف وليد بسخريه و ذهول من جراءته... -انت صدقت نفسك ده اتفاق يعني جواز على ورق! حاولت جميله التدخل ولكن محمد منعها من التقدم لتقف خلفه قائلا بثقه و غرور... -ومين قالك انه جواز على ورق!
شعرت جميله بقدمها تخور من الخجل غير مصدقه ما قاله للتو، نكزت حياه فهد للتدخل فسبقه ماجد وهو يحدث وليد الذي يحاول الوصول إلى عيون جميله وايجاد انكار بما يقوله ذلك اللعين ؛ فلم يجد سوي رأسها مختبأ خلفه... -اهدوا يا ولاد ؛ كل حاجه بتم بالهدوء... شعر وليد بالحرج وتوعد على قتل جميله، فهو يعلم بخططها للوصول إلى حب حياتها وان لم يكن بصفه مباشره فقد كانت تصله الاخبار من زوجته...
نظر إلى زوجته المطرقة الرأس شزرا بعد ان بلغته بضروره مطالبته لجميله حتى يعترف هذا الكائن البغيض بحبه لجميله... برغم من انزعاجه منه الا انه وافق في سبيل اسعاد اخته و زوجته! تنحنح بارتباك ليردف... -ولو بردو، من واجبي كأخ اني اطمن على اختي وانت كزوج نقصك حاجات كتير... عقد محمد ذراعيه بثقه يرغب لو يقتله قائلا... -حاجات ايه ان شاء الله!
-امنيه اي بنت واختي مش اقل من حد ؛ يتعملها فرح و تجبلها شقه واضمن حقوقها... لتتدخل جميله متناسيه خجلها... -بس انا عايزة اعيش هنا مع بابا ماجد... نظر لها محمد بطرف عينه ليعض وليد على شفتيه كأشاره بمسايرته لتردف بخفوت وارتباك وهي لا تزال ممسكه بذراع محمد من الخلف... -بس ممكن نعمل فرح؟! -اكيد طبعا هعملك فرح و هعملك كل اللي نفسك فيه من غير ما المحترم ده يقول ويطنط! -ايه يطنطط دي ماتلم نفسك ياجدع انت...
-استوووووب، لا بقولكم ايه انت اخويا وهو جوزي اتلموا انتو الاتنين وحبوا بعض بالتي هي احسن ياااما هعيط واوديكم في داهيه... ليتدخل فهد سريعا بابتسامه مزعجه... -لا طبعا يلا يا محمد بوس على راس ابو نسب... نظر له محمد شزرا وتوعد بخنقه ليردف بهدوء لإرضاء زوجته... -ماشي يا جميله... -نظرت إلى وليد التي تمسكه الاء بشده واردفت... -ايه يا وليد مش انا جوجو حبيبتك! ابتسم لوهله ليردف وهو يزفر... -خلاص انا موافق!
كاد محمد ينفجر غيظا ويخبره انه لاينتظر موافقته لتقرصه جميله بتحذير اخرسه ليعقد ذراعيه بحنق... جلسوا سويا بعد ذلك وتم تحديد الزفاف بعد اسبوع و اصرار محمد و ماجد على تغير ديكورات معظم المنزل ليتناسب مع ذوقها ما عدا غرقه خديجه و غرفه ماجد...
بعد شهر، في بني سويف... مر شهر على فهد وحياه حتى قررا زياره بيت العائلة في بني سويف فقد أجل فهد تلك الزيارة مستغلا تجهيزات محمد وجميله و زفافهم... لتجديد مفروشات شقه الزوجية كما ترغب حياه لينصدم بعد ذلك بهديه ماجد لهم بشهر العسل المشترك في تركيا مع محمد و جميله لأسبوعين... (طبعا ده خيال علمي متفرحوش اووي وتفتكروا ان حد بيدي حد هدايه كده ) -يا بت احلفي انك روحتي تركيا ؛طيب بلاش دي انتي مبسوطه!
-يووه ما كفايه يا عمر بقي احلفلك على المصحف اني سافرت تركيا و اني مبسوطه! قالتها حياه بحنق لرفيق الصغر ليردف عمر بغيظ... -يابت المحظوظه و انا غلطان اني خايف عليكي يا واطيه! -اه واطيه اوي بأماره ما فضلت تتصل بيا طول الفتره دي تسأل وتطمن على اختك، خليني ساكته يا خويا! -يا ابن التيت يا فهد والنعمه كنت بتصل وجوزك كان بيقولي انك مش فاضيه وانك هتتصلي بيا كمان شويه وعمرك ما رفعتي السماعه تكلميني!
نظرت له حياه بذهول لتنفجر ضاحكه على غيره زوجها السخيف ليلكزها عمر بحنق لتأتيه ضربه على اسفل رأسه من الخلف... -هو انت لازم تتكلم بأيدك! قال فهد بغيظ وهو يقف بجوار حياه ليفرك عمر رأسه بحنق... -ايه يا عم ايدك تقيله! تجاهله فهد وهو ينظر إلى حياه قائلا... -امي عايزاكي جوا! -حاضر.. دلفت ليضيق فهد عينيه وهو يضع كفه على وجه عمر و يصفعه بخفه... -متمدش ايدك على حياه تاني ؛ عشان ما اخنفكش تمام!
ابعد عمر يده بغيظ ليردف... -دي اختي قبل ما تبقي مراتك!.. رفع فهد حاجبه بسخريه... -ايه ياولا ده بتتعصبي يا بطه! قالها وهو يلف ذراعه حول عنقه ويقربه منه كمزاح اخوي (مش مزاح اوي يعني ) -اوعي يا فهد متعصبنيش! -لا اتعصب اتعصب! حاول عمر الانفلات منه وسط ضحكات فهد وسيطرته التامة على حركته ليردف فهد بثقه... -شوف بقي لو عملت فيك كده قدام حبيبه القلب! تسمر عمر بتوتر ليتركه فهد بدفعه خفيفه، ليردف عمر بوجه احمر...
-قلت لابوك؟! هز فهد رأسه على غباءه قائلا... -لا طبعا يا حليتها، بس اتشطر انت بس وخلص دراستك و انا اخوك عثمان هنخلص الدنيا... -ابوك مش هيوافق! -ليه؟ -عشان في الجامعه معايا! -وابوك هيعرف منين؟! قالها بابتسامه واسعه، لتتسع ابتسامه عمر ويحتضن اخيه بمحبه وفرحه... دلف عثمان ليهز رأسه على سخافة اخويه ولكن قلبه يتراقص على اجتماعهم من جديد... -كلموا الحاج يا مجانين! -ايه ده انت لحقت تفتن على عمر!
قال فهد ليرتبك عمر، فينفجر الاخوين ضحكا على اخيهم الصغير... ليردف عمر بحنق طفولي... -انا غلطان اصلا اني بعرفكم حاجه، ده ايه العيله دي ياربي! ربت عثمان بقوه على ظهره قائلا... -ادخل يا خويا! -ايه يا جدعان في ايه ؛؛ ايدك تقيله! مره اخوك ومره انت، هو ابوكم كان مخلفني عشان تتمرنوا فيا! قالها بغيظ شديد وهو يتمتم بحنق إلى الداخل وسط ضحكات عثمان وفهد التي تصل إلى مسامع الجميع بالداخل... رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الختامي
في شركة الشناوي... -الله في ايه يا ولاد مش اسلوب كده، انا مش عارف اركز في كلمتين على بعض، اتفضلوا برا لحد ما اخلص! قال ماجد بانزعاج من مشادة محمد و جميله المستمرة منذ ان خرجت من باب الفيلا وحتي وصلوا إلى الشركه... -اتفضلي انا قلتلك اصلا مفيش داعي تيجي انتي اللي عنيده! -اسم الله عليك يا بلسم ؛ وبعدين انا قلت هشتغل يعني هشتغل اقعد في البيت اعمل ايه انا وكلكم في الشركة!
اغلق محمد الباب خلفهم تاركا ماجد قبل ان ينتحر، ليردف وهو يقف على الباب كعادته ويعقد ذراعيه... -اللي عندي قلته و متفكريش انك هتشتغلي بردو يا جميله! رفعت ذراعيها في الهواء بغيظ قائله... -انت ايه يا يا انت مش طبيعي ؛ شخصيه منيله بستين نيله ؛ انا كان مالي و مال الجواز انا هااااه قولي كان ماااالي! تجاهلها محمد تماما ليزداد حنقها وهي تدبدب بقدميها متجه إلى الأريكة لتجلس عليها وتعقد ذراعيها!
-اووف دي مش عيشه دي على طول تحكم طول الوقت و مفيش تفاهم معاك ؛ بقولك ايه انا تعبت منك بجد ؛ عارف كمان انت رخم و رخم اوي كمان! لم تتغير ملامحه الجامدة لينظر إلى ساعته بملل و لا مبالاة منتظرا انتهاء مسرحيتها اليومية منذ عرضت استمرارها في العمل ورفضه النهائي بان تعمل مع عبدالرحمن في مكان واحد! -اااه يا ربي انا اللي استاهل اللي يجرالي ؛ انا هشتغل يعني هشتغل انت سامعني!
قالتها وهي تقف بحده وتتجه نحوه مشيره بأصبعها في وجهه، رفع يده لتبتعد بسرعه قائله بجنون قبل ان يفتح فمه... -هششش هششش اوعي تلمسني ؛ انا بقولك اهوه! وضعت اصبعها على وجهه كأشاره بالحزم لينفجر ضاحكا غير قادرا على تحمل كل تلك السخافة... لتقنرب منه وتلكمه بكل ما اوتيك من قوه في كتفه، رفع حاجبه وابتسم باصفرار وهو ينفض على بذلته وكأن شيء لم يكن!
امسكت بنظراته لحظات قبل ان تنكمش ملامحها وهي تمسك بيدها التي لكمته بها وتتأوه من الالم... ارتعب وهو يراها تتلوي وتبكي بالفعل ليقترب سريعا... -ايه اللي حصل؟! -كسرت ايدي حرام عليك يا مفتري! -انا كلمتك يا مجنونه انتي ولا لمستك حتى! -ايوة لمستني طبعا امال ايدي اتكسرت لوحدها! امسك يدها وسط تأوهاتها يتفحصها قبل ان يلوي وجهه بغيظ قائلا... -اولا ده مش كسر ؛ ثانيا انتي اللي ضربتيني و ده عقابك من ربنا!
شهقت وهي تضع كلتا يداها على فمها بدراما عالية لتردف بعدم تصديق... -انت شمتان فيا اني موجوعه! وضع محمد كلتا يداه على رأسه بقله حيله... -جميله متجننيش امي! -انت مبقتش تحبني خلاص، بتفرح وانا بتألم!.. وضع كفه على فمها بذعر قبل ان يستمع إلى باقي اسطوانتها ليردف...
-خلاص يا جميله ؛ انا اسف يا حبيبتي مقصدتش اني اوجعك لما انتي ضربتيني في كتفي جااامد اوي، ولا يا جميله انا بحبك، لو مش بحبك كنت ضربتك بالنار و استريحت! كاد يبعد كفه ليتذكر امر اخر ليقول وهو يعيد يده مانعا اياها بمقاطعته... -ولا مش هتشتغلي في المكتب، عايزة تشتغلي خليكي واقفه معايا كده! ابعدت يده بحنق لتردف وهي تمط شفتيها... -اشتغل وانا واقفه جنبك ازاي يعني! -ايوة طبعا! -وهشتغل ايه بقي!
-البودي جارد بتاعي طبعا! قالها بجديه بالغه مما اجبر خروج ضحكاتها ليبتسم تلقائيا ويضمها إلى صدره بسعادة قائلا... -اهي ضحكتك دي اللي مصبراني يا مخ الحمامه!. -احمممم احممممم... نظر محمد إلى باب السكرتارية ليجد عبدالرحمن يقف بوجنتين ورديه ولكن ما لفت انظارهم كان الطفل الصغير الذي يشبك يده بيد عبد الرحمن... انتفضت جميله واقفه... -ايه ده يا خراااشي على الجمال ؛ مين العسل ده يا عبدالرحمن! تنحنح بضحك قائلا...
-ده مازن ابني! نزل الخبر كالصاعقة على محمد لينظر بذهول إلى عبد الرحمن وكل تلك الفترة يرغب في قتله ظنا انه يحب جميله ليصدمه بانه متزوج ولديه ابن! -بجد انا اول مره اعرف انك متجوز اصلا ؛ طيب مش بتجيبه معاك ليه! ضحك ليردف بتوتر وهو يوجه انظاره اليها مره والي محمد مره اخري... -عادي اصل مامته بتتصرف معاه وهي رايحه الشغل بس اختها تعبانه ومقدرتش تسيبه مع حد اضطريت اجيبه، انا اسف!
-اسف ايه بس دي احلي حاجه عملتها! حملته جميله وهي تقبله بسعادة تغمرها كلما شاهدت طفل صغير، برغم ان طفولتها لم تكن مثاليه الا ان وجود محمد بها جعلها تعشق الطفولة و الاطفال... -ايه يا سكر اجبلك شيكولاته! هز الطفل رأسه بابتسامه وتوتر من هجومها المباغت عليه... -تعالي تعالي! جلست على الاريكه بجواره لتفتح حقيبتها وتعطيه الحلوي، لتتسع ابتسامه الطفل قائلا... -ميلسي! -يا لهوي اخلي ميرسي دي و لا ايه!
-انا لازم ادخل ل ماجد باشا معلش يا مدام جميله ممكن اسيبه هنا ثواني! اردفت جميله بسرعه... -طبعا طبعا انا هاخده على طول اصلا!. دلف عبدالرحمن ضاحكا، لتنظر إلى محمد مشيره له بالاقتراب... -شوف يا محمد جميل اوي بسم الله ما شاء الله عليه! -اه فعلا! كمشت ملامحها بتعجب على ردوده البارده وهي تلعب بشعر الطفل الرائع... ابتسم محمد وهو يري تلك السعادة لامعه من عينيها ليردف... -انتي بتحبي الاطفال اوي كده!
-جدا جدا بعشششقهم! -اه اخدت بالي!.. سيكون عليه مكافأتها بطفل قريبا فوجود طفل لا تعرفه اسكت شكواها من جفاءه و شخصيته المزعجة، فما بالكم ان اعطاءها طفل من صلبه و من احشاءها!.. ارتسمت ابتسامه ثعلبيه على وجهه لترفع حاجبها بتساؤل قائله... -ايه بتبصلي كده ليه؟! اتفرج على الطفل الحلو ده هاه الطفل ده! -اه حلو عرفت والله، و ان شاء الله هنجيب الاحلي منه بس انتي تركزي معايا كده و هنبقي زي الفل!
فتحت فمها بصدمه لتشتعل وجنتها وتهز رأسها على جراءته لتحرك شفتيها بدون صوت حتى لا يسمعها الطفل... -قليل الادب! غمز لها قبل ان ينتقل بأبصاره إلى الطفل ويمرر اصابعه على شعره ملامسا يدها!..
في فيلا الشناوي! اجتمع ماجد في عشاء مع محمد وجميله، فهد وحياة بعد عودتهم من بني سويف... ليردف فهد إلى حياه الغاضبة منه والذي اكتشف حملها في الشهور الاولي... -فكي بقي متبقيش بارده! نظرت له بحنق لتقف وتجلس بجوار جميله على الأريكة مبتعدة عنه، عاد محمد بالفشار الذي تعشقه زوجته فوجد حياه مقتحمه مكانه... رفع حاجبه بتساؤل إلى فهد المشتعل غيظا، ليتنهد ويعطيهم الطبق ويتجه للجلوس بجوار مع فهد...
همست الفتاتان بخفوت ليردف فهد بحنق... -انا عارف انكم بتتكلموا عليا و وبردو مش هعلمك يا حياه! حك محمد انفه لا يعلم ماذا يفعل ليأتيه صوت زوجته المنزعج... -انت بتكلمها كده ليه؟! قلب ماجد عينيه واغلق الجريدة مستعدا للنوم هربا من المشاحنة التي على وشك البدء بين الرباعي المخبول! اين انتي عزيزتي خديجة لتثبتي الجزء الاخير من عقلي!
ابتسم بحزن طفيف ؛ كم يرغب في ملاحقتها و لكن هؤلاء الاطفال لازالوا بحاجه اليه ؛ هكذا ستكون زوجته الحبيبة اسعد واسعد! هبط على الدرج وهو يسمع محمد يجيب جميله باستنكار... -وبعدين يا جميله هما حرين مع بعض! لتردف حياه بنظرات قاتله نحوه هو وفهد... -لا مش حرين ؛ انا وجميله واحد! -يا سلام دلوقتي بقيتوا واحد ؛ انا مش سامع جميله بتقول عايزة اتعلم رماية وهي حامل! لتردف جميله بسرعه...
-ومين قالك كده انا كمان عايزة اتعلم الرماية! -ومين بقي اللي هيعلمك الرماية؟! اتاها صوت محمد المنزعج، لتجيب حياه... -انا وهي هنتعلم ؛ احنا مش محتاجينكم في حاجه! -يابنتي يا حبيبتي انتي حامل يعني غلط غلط! قال فهد بقله حيله، لتردف حياه بغيظ... -غلط ليه هو انا هشيل حديد وبعدين انا هتعلم يعني هتعلم... ليجيب فهد بحده... -وانا قلت لا يعني لا! طاخ، طاااخ، طاخ...
ازالت حياه الحامي من على اذنها لتنظر إلى فهد الملتصق بها ويضع ذراع على بطنها و الأخرى يثبت ذراعها لتقول بحنق.. -ممكن افهم انت ماسك بطني ليه، انت ليه محسسني انس هولد ؛ انا لسه في الشهر التاني! -لو سمحتي انا حر مش قولتي هتتعلمي، يبقي بمزاجي انا و بطريقتي انا! قلبت عيونها وهي تعيد الواقي على اذنها وتتابع التصويب وهي تطلق انين خفيف مع كل ضغطه على الزناد...
هز رأسه ليقبل رأسها من الخلف ؛ ويدعوا الله ان يأتي طفله هو وتلك المجنونة إلى الحياه بسلام!
في الركن الاخر بجوارهم ضحكت جميله وهي تنفض محمد من خلفها لتردف بخجل... -اتلم حد يدخل علينا يقول ايه! لم يأبه لكلامها ليعيدها إلى احضانه مره اخري ويسند رأسه على كتفها من الخلف قائلا... -محدش هيقدر يدخل ده مكان تدريبي وبعدين انا بعلمك الرماية! -طيب علمني وبطل استهبال... -حقي كل طلقه ببوسه ؛ انتي عارفه الطلقة بكام دلوقتي وانت مفضيه خزنتين لحد دلوقتي وملمستيش الهدف حتى!
لكزته بكتفها في صدره لتردف وهي تمط شفتيها... -ما انت لو واقف محترم ومش بتشتتني كنت عملتهم كلهم لكن انت استغفر الله العظيم! -ايه استغفر الله العظيم دي ؛ اسكتي اسكتي وسيبيني اركز! خرجت ضحكه اخري وهو يلف ذراعه حول خصرها يجذبها نحوه بقوه، لتمسك ذراعه وترفعها بجوار يده الأخرى قائله... -ركز ركز عشان خاطري بقي انت سامع حياه عماله تضرب زمنها بقت لهلوبه وانت هنا بتدلع!
قبل عنقها بشغف من الخلف قبل ان يتنهد باستسلام ويمسك بكلتا يداها الممسكة بالسلاح... داعيا ان ينتهي ذلك التدريب بسلام وان يعود بها إلى غرفته ليطلق العنان لنيران عشقه و جموح مشاعرهم بلا قيود، فقد عانى كثيرا للوصول إلى ملاذ يوجد فقط بين احضان تلك الصغيرة ساكنة قلبه! عشقي اليك لا ينتهي... روحي فداك و قلبي يهواك... وعيناي تشتاق لرؤياك... و ملاذي يقبع بين يداك! تمت نهاية الرواية أرجوا أن تكون نالت إعجابكم