logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





16-12-2021 01:48 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10






t21974_1038
محمد الشناوي : 25 سنه عيون سوداء طويل جدا و جسمه رياضي ولياقته عاليه خريج كلية الشرطة قسم حراسات خاصة ؛ يتيم توفي والديه في حادث في الحادي عر من العمر ولم يجد له اقارب تم ايداعه في مؤسسه للأيتام ؛ تخصص قذف جبهه و دبش مسافات طويلة وانطوائي واحيانا بيبقي عنده انفصام...

جميلة : 20 سنه عيون بنيه ضئيله البنيه منحوته كساعه رمليه مرحه ثرثاره خاصا في حالات التوتر، شديده الرقه عفويه لكن خجوله جدا مع العالم الخارجي؛ يتيمه لا تعرف والديها وجدت علي باب الدار وهي رضيعه وتم ايداعها الي مؤسسه الايتام ...امتبقي لها سنه للتخرج ولكنها أجبتها حتي تستقر حياتها و خوفا علي عملها الجديد !!

فهد : 25 سنه عيون عسلي ، طويل نسبيا و جسم رياضي ولياقته عاليه بحكم تخرجه من الكليه الشرطه صديق محمد الوحيد ، صعيدي من بني سويف من عائله كبيرة وغنيه جدا ووالده الكبير!!...

حياة : 19 سنه بيضاء بعيون سوداء وشعر اسود كالليل طويل ؛ قصيرة نسبيا شعله نشاط ،عنيده وخجوله نسبيا (مش اوي)...

ماجد الشناوي : 50 سنه لواء سابق ومؤسس اكبر شركة حراسه متعاقده مع الدولة والحرس الجمهوري (الحرس الجمهوري مش معناه حمايه رئيس الجمهوريه بس بل حمايه كل ما يخص النظام الجمهوري من اشخاص ) تبني محمد بناء علي رغبه زوجته وحرص علي تربيته ترييه عسكريه ليكون سند له في الحياه واحبه من كل قلبه!!...

وليد : 22 سنه ابيض رفيع نسبيا طويل متزوج من الاء بعد 4 سنوات حب ...يتيم تم تبنيه من عائله اهتمت به ، يسكن في الشقه المقابله لاهل جميله واصبح صديق مقرب و اخ لها منذ تبنيهم سويا...

الاء : 21 سنه زوجه وليد سمراء طويله ثرثارة ومحبه للحياة وتعشق جميله...

ناجي علوان : 55 سنه رجل اعمال كبير ؛ تم قتل ابنه (جاسوس مزدوج ) وهو تحت حراسه فريق من شركه ماجد ويسعي للانتقام بجنون!!

عمر : 20 سنه اخ فهد الصغير و صديق حياه طوال طفولتها واكثر من اخ!!
فصول رواية ملاذي

رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الأول

ارتجف كامل جسدها في محاولة لكبت توترها وهي تطالع ذراعيه القوية تمسك بمقبضي الباب، اغمضت عيونها غير مصدقه ما اقدمت عليه منذ قليل!..
تزوجت!
فتحت عيونها لتتابع زوجها! كلمه لها وقع غريب على اذانها لم تعتدها بعد وهي حديثة الزواج، لم يدم عليها ساعتين!..
فتح الإيوان او الحصن فأبدا لن تلقي بكلمه فيلا او منزل على هذا المبني المهيب! .

يكفي كلاب الحراسة التي كادت تقتلها رعبا بالخارج لولا زوجها الذي ظهر أشد خطورة وهو يلجم تلك الكائنات الهائجة...
فتح رفتي الباب على مصرعيهم ليقف شامخا بطوله الذي يصل الي 6 اقدام ونصف وجسده الرياضي وفقا لطبيعة عمله وبشرته السمراء الشرقية فضلا عن عيونه السوداء البراقة يشير اليها بالدخول الي المنزل...
لمحت ماجد (والده بالتبني ) بجواره يساندها بعينيه ويشجعها...

رفعت ساقها ببط لتدلف بحرج وهي تلعن ذلك العجوز الكارثة الذي استطاع اقناعها بالزواج من ابنه والمحاربة من اجل حب مبهم الوجود وجعلها تشك في سلامة قواها العقلية!..
تزوجت من محمد حقا!، بهذه السهولة و بدون اي جهد، وبكل تلك الغيوم على ماضيهم وتعقيدات الحاضر و متاهات المستقبل!
صوت اغلاق الباب خلفهم ايقظها من افكارها لتمسك بفستانها بين قبضتيها تشعر كالفأر في المصيدة...

لكن لماذا! الا يجب ان يكون شعورها مغاير لهذا التوتر الم يكن قرارها بالمحاربة؟!تري هل اخطأت؟!..





هزت رأسها لوهله، ترفض التفكير هكذا، هذا حقها في تلك الحياة، ستكون أقوي!، تستطيع اغتنام تلك السعادة من بين براثن القدر وذلك العنيد سارق قلبها!..
رمقت محمد او زوجها، اللفظ الذي يحب قلبها اطلاقه بسعادة خفية، لتبتسم بإصرار وأمل وهي تطالع ارجاء المنزل من حولها...

رقيق للغاية وأنيق يبدو ان ماجد باشا لم يبخل على زوجته الراحلة فعلي حد علمها من حديثه في فتره عملها معهم انه يبقي كل شيء كما كانت تحبه ولم يغير قشه في منزله حفاظا على لمستها به..
-ده الريسبشن و الاوضه اللي في الاخر دي اوضه ماجد باشا، واللي جانبها مكتبه محدش بيدخله اطلاقا غير بأذنه والنحيه التانيه هتلاقي المطبخ وحمام الضيوف!..

كانت تلك اول جمله يقولها محمد منذ عقد قرانهم في الصباح محاولا التغلب على دوامه مشاعره وانفعالاته غير مصدقا انها ملكه بالفعل وعواقب ذلك على دفاعاته و جدران قلبه الذي عاني سنوات طويله في صبها!..
بعد هذا الحرمان الطويل تصبح ملكه ليذكره عقله بانه امتلاك وقتي سينتهي مع انتهاء مهمته!..
قاطع مراره تفكيره تدخل ماجد بابتسامته البشوشة وكلماته الصديقة مساندا ابنه منعدم اللباقة والترحاب...

-طبعا ليكي حريه التنقل في الحته اللي تعجبك، انتي بنتي دلوقتي و برغم ان الظروف مش ملائمه او حميدة بس انا سعيد جدا بوجودك معانا، حتي ولو بشكل وقتي!
اطرق محمد رأسه في الارض رافضا التفكير في الامر وقلبه يسخر على ما يراه واضحا كالشمس ؛ ايمكنه اطلاق سراح صغيرته من صرح قلبه خاصا وقد ارتبطت باسمه و على سنه الله ورسوله ؛
نعم انه الاتفاق ولكن هل يجد تلك القوي بداخله،.

هل هي معجزة يقدمها له القدر ام انها سخرية منه و سينتشلها كعادته!
اغمض جفونه منهي افكاره، بحاجه الي كل ذرة تركيز، في منصبه ل حماية اغلي ما يملك في الحياة والده و جميلة من صارت زوجته!..
دق قلبه بشده وهو يبتلع ريقه، هذه الكلمة البسيطة ارغمت شعور دافئ داخله مصر على امتلاك كل جوارحه!..
اردفت جميله بامتنان وشكر لتخرجه من دوامه افكاره المشتتة بصوتها الملائكي...

-انا متشكره جدا يا ماجد باشا، واتمني ما ابقاش ضيفه تقيله عليكم و...
قاطعها ماجد بتوبيخ خفيف..
-ايه الكلام ده يا جميله، ده انا لسه بقول بنتي وبعدين انتي دلوقتي مرات ابني يعني ليكي في البيت ده زيك زينا بالظبط...
اطلق ضحكه متحفظة مستكملا...
-انا اللي اتمني انك تقدري تستحملي العيشة معانا احنا اتنين اه، بس البيت ده بيبقي مرستان! ف انا عايزك تخدي راحتك خالص!..

ضحكت جميله ليغرق محمد في سحر جمالها ورقتها لحظه قبل ان يعبس ويستجمع عقله قائلا بحده كارها تشتيتها المستمر له...
-لا متخديش راحتك اوي!..
استدارت تنظر اليه لفهم مقصده وقد اختفت البسمة عن فمها، بينما جز والدة على اسنانه من غباء ذلك اللعين...
سعل بخفه و بتوتر نجح في اخفاءه عندما رأي والده يكشر ملامحه بتحذير، ليستطرد محاولا تجاهل اشارات والده...

- لازم تفهمي ان كل حاجه هنا بنظام، ومش لازم تنسي ابدا اننا في موقف خطيرة ولازم كل كلمة اقولها تتسمع ومش هسمح ابدا ان كلامي يتكسر او يحصل اي خلل فيه، مفهوم يا جميله!
ارتفع حاجبيها وهي ترمش لوهله من حده كلماته وجديتها بالرغم من تراقص قلبها على حروف اسمها كلما نطق بها...
ضيقت عينيها وهي تبتسم، اهذا انعدام للذوق، ام انه جاهل بالعلاقات الإنسانية بحق، تنحنحت لتقول...
-حاضر، أحاول!

قست ملامحه اكثر ليردف بحزم...
-لا مفيش حاجه اسمها احاول، اسمها هنفذ التعليمات و بالحرف الواحد، مفهوم!..
عضت لسانها تحاول تحديد من المتحدث محمد ظابط الحراسات الخاصة ام الشخص الفظ المختلف تماما عما عهدته قديما في الطفولة...
لم يسنح لها الرد، ليأتيهم رد ماجد...
-مش وقته يا محمد خليها تطلع ترتاح، كفايه اللي شافته امبارح...

جز على اسنانه وهو يشد قبضتيه ويخفيها بعقد ذراعيه خلف ظهره ؛ غضب و ضيق عارم يسيطر عليها ويطبق على صدره كلما تذكر ما تعرضت له بالأمس...
و اكثر ما يزعجه انها لم تلجأ اليه من البداية فان فعلت لما تعرضت لكل ذلك...
حاول ابعاد انظاره عن وجنتها اليمني والتي يظهر عليها احمرار طفيف وورم نسبي يكاد يكون خفي لكن ليس لعيونه المتفحصه لكل انش بها!

بدأ عقله يشكك في قراره وبات مذبذب اي الخيارين الافضل لها ابتعاده واختفاءه من حياتها لحمايتها من لعنه مصيريه تحل على كل من يقربهم ام اقترابه لحمايتها من ذئاب تحوم حولها!..
انعقدت ملامحه وهو يتابع بشرتها البيضاء الباهتة قليلا من الارهاق ووجهها المشرق بعيونها البنيه التي ترفض ملاقاته...
اطرق رأسه لحظه موبخا شوقه لها ليردف بهدوء حاد...
-تعالي ورايا!.

اتسعت مقلتي عينيها وهو يتجه الي الدرج بينما يحثها ماجد على الذهاب، بلت شفتيها ببطء واتبعته بخفه، وماجد يؤازرها بعينيه ويحثها على المثابرة بغمزة خفيفة من عيونه التي يظهر عليها الكبر...

كم تعشق ذلك العجوز دون اي سبب!
وصلت اعلي الدرج تتابع تقدمه في الطابق الثاني والاخير وهي تمر على ردهه جميله بها تلفاز، تبدو كغرفه معيشه كبيرة، لتقابل بابان ملاصقان، احمرت وجنتها عندما توقف واشار الي احدي الغرفتين...
-دي اوضتك، ادخلي نامي اكيد تعبانه ولما تصحي هنجهز الغدا، ودي اوضتي!
اشار للغرفة الملاصقة لها ليصمت بتوتر قبل ان يردف بخفوت يغايره...
-لو احتاجتي حاجه خبطي عليا!

رأته يخلع حذائه على باب الغرفة فقضبت حاجبيها بتعجب ولكنها تجاهلت الامر...
فتح غرفته ليدق قلبها بفضول، كم ترغب في رؤيتها ولكنها لم تستطع تبيين ملامحها من الظلام داخلها، لتزفر بحنق وتتمتم...
-ايه الرخامه دي!
استدار اليها بحاجب مرفوع...
-بتقولي حاجه؟!
ابتسمت سريعا لتقول...
-بقول تصبح على خير، اممم عن اذنك!.
اتجهت بجواره الي باب غرفتها لتهز رأسها مستأذنه بأدب قبل ان تدلف وتغلق الباب...

تنفست الصعداء اخيرا تترك العنان لانهيار قوتها!
كم ستصمد بعد؟!..
اغمضت عيونها تدعوا ان تمنح القوة للمحاربة و اخضاع صبيها وحب الطفولة وهو في ذروة رجولته لحبها المجنون والابتعاد عن معتقداته واقتناعاته التي تملكته كالمرض الخبيث!..
رفعت يدها تواسي قلبها ليهدأ انقباضاته وتبتسم بشجاعة!..
ستفوز لا محال! لم يلتقيا سويا بدون سبب وان كان لكل حكاية بداية فهي تصر على خط تلك النهاية كما يحلو لها...

فقد ملت من البدايات المعقودة بلا نهاية!
اغمضت عيناها متذكرة بابتسامه تلك الحكاية...
حكاية من حكاوى زمن ارتعشت لها قلوب مزهره!

فلاش باك
رفع الصبي قدمه لتهبط بقوه في احشاء اخيها حسن، وعندما حاول اخيهم الثاني عيسي حمايته ضد هذا الاخ الجديد والدخيل على بيتهم ازاحه الصبي المتوحش بلكمه موجهه الي وجهه...
شهقت جميله وهي الطفلة ذات السادسة سنوات من العمر بملامحها البريئة والجميلة كأسمها تماما، وتبتعها في صدمتها دلال شقيقتهم في الدار...

انتبه الصبي الي وجودهم ليتابعهم بملامحه المتمردة وعيونه الغاضبة، ارتجف قلبها الصغير خوفا من تلك النظرات ولكنه اكتفي بمسح خط دماء خفيفة سالت على فمه من لكمه وجهها له حسن مسبقا...
وابتعد عنهم في هدوء ليجلس في ركنه بعيده وخاليه من الجميع بينما اخذت دلال تساعد حسن و عيسي وتداوي جروحهم الطفيفة بكم فستانها الصغير...

اما هو جلس وحيدا كالقطة البائسة يلعق جراحه لنفسه، سرى الحزن داخلها والشفقة عليه، يظهر وحيدا تائها، الن يلين و يأتي ليلعب معهم ام سيبقي غاضبا منهم دون سبب!
استجمعت شجاعتها و حاولت الاقتراب منه بحذر وهي تحتمي بعروستها المفضلة والوحيدة التي تمتلكها!..
لكنه باغتها بنظرة قاتله ليردف بعنف يوقف تقدمها...
-ابعدي عني!
اتسعت عيناها الصغيرة بخوف وهرعت بعيدا عنه الي الداخل مع باقي اخواتها هربا من تلك العيون!..

اختبأت خلف الجدار بجوار الباب لتميل قليلا وتسترق النظرات له بفضول، ولكن انظاره عادت فارغه مره اخري وهي يطالع السراب امامة...

انتهي الفلاش باك...

##############.

رمت رأسها الي الوراء وهي تضع يدها على فمها تكبت ضحكاتها التي خطفت انفاسها دون توقف...
شرس منذ الطفولة...
استعادت انفاسها وخفت ضحكاتها قليلا وهي تخلع حجابها و تستلقي على الفراش الذي اصبح ملكها الان هو وتلك الغرفة الرائعة بأثاثها الانثوي!
أنثوي؟! من أين جاءت هذه الغرفة؟!
لابد انها غرفة خديجة زوجه ماجد رحمها الله!

تنهدت لتعود بأفكارها الي الشرس القاطن بالغرفة جوارها والمقيم بأفكارها لتحتضن وسادتها متذكره...
ما يخفيه بقناع الشراسة!

فلاش باك
جلس وحيدا يحارب افكاره التعيسة والتي غلبت براءة طفولته، ما زال في دوامه عدم التصديق بان والديه قد توفوا وتركوه وهو في سنوات نعومة اظافره!..
تلك الوالدة الحنونة صاحبه ارق عناق و ابتسامة ذلك الاب المحب دائما رحلا و تلك العائلة السعيدة تحطمت الي اشلاء لتبقي شظاياها معلقه به و بذكرياته...

كم يتمني لو انتهت حياته معهم، و من يلوم الان سوي تلك الحياة التي لم يعيشها بعد و لم يعرفها وهو ذو الحاديه عشر من العمر...
من سيرعاه و من سيناجيه و من سيداعبه و من سيؤنبه بحب حين يخطئ...
ليبقي السؤال الاهم الذي يعجز عن تفسيره عقله الصغيرة...
من سيحبه و الي من سينتمي؟!
و أين الملاذ؟
رفع عينيه الي السماء يحاول الوصول الي الخالق الذي لا ينسي خلقه كما اخبرته والدته مرارا...
فهمس بطفوله مطفأة...

-ليا مين دلوقتي؟!
اخرجه من خلوته حجر صغير ملقى الي رأسه من الخلف...
التفت سريعا وهو يقفز معلنا الحرب على أيا كان وتجرأ على مباغتته ليقابل تلك الطفلة الصغيرة صاحبه العيون البنيه الواسعة والضفائر العسليه اللامعه!..
شعرت جميلة بخوف ظنا منها انه سيضربها كعقاب فالقت بلعبتها بذعر وركضت الي الخلف تختبأ خلف الجدار بجوار الباب...
وضع يده على راسه مكان الصدمة و دلكها بخفه وهو يتحسس وجود اي ضرر..

رفع عينيه في الاتجاه التي اختفت منه فوجدها تخرج راسها من الباب مره اخري بعيون حزينة تنظر الي لعبتها مره واليه مره اخري وكانه وحش سيلتهمها اذا اقتربت منه...
لمست قلبه الصغير ببراءتها وحزنها فوجد نفسه يميل على الارض يمسك بعروستها وقد قرر اعادتها اليها...
شهقت الفتاه وعقدت حاجبيها الصغيران بغضب، خرجت من مخبأها وهي تزم شفاها وتوجهت نحوه بينما راقبها هو بحاجب مرفوع بتعجب مما تنويه!

لتصرخ به فجأة وهي ترفع قبضتها في الهواء مدافعه عن كل ما تملكه في الحياة...
-سيب عروستي دي بتاعتي اوعي تكسرها، سيبها احسن هضربك!
نظر لها بصدمه وانفجر ضاحكا ليردف ببرود خاص يتفننة الفتية الصغار...
-هتضربيني ازاي بقي يا شاطره بايدك اللي زي السلايه و لا رجلك اللي زي رجل الحمامة!
مطت شفتها السفلي الي الامام و كأنها على وشك البكاء لتردف بقله حيله وغيظ مكبوت...

-انا مش رجل حمامه اهو انت اللي رجل حمامه، وابله امل قالتلي اني هكبر وهبقي كبيييييييرة و طوييييييله وهبقي احلي منك!
ابتسم ابتسامه ساخرة ليقول...
-ابله امل بتضحك عليكي عشان انتي عيله صغيرة وهبله وشبه الحمامة!
رفعت قبضتها المعلقة للحظه و توقع ان تصيبه الا انها اذهلته حين وضعتها على عينيها لتجهش في البكاء...
رفع شفتيه العليا بتوتر واسرع اليها يعيد عروستها قائلا...

-خدي عروستك اهيه انا كنت جايبهالك مكنتش هكسرها!
لتردف وسط بكائها بصوت متقطع طفولي...
-ابله امل مش بتكدب عليا!
فرك رأسه بخجل لأنه تعمد اغاظتها ليردف بصوت خافت...
-ايوة مش بتكذب!
توقفت عن البكاء ونظرت له بعيون كلها امل وهي تمسح بكفيها الصغيران وجهها...
-هبقي كبيرة و حلوة زي ابله امل!
احمر وجهه بخجل طفولي برئ ليردف..
- ايوة...
ابتسمت بسعادة بالغه وامسكت يده تعانقها بحب اشتاق هو له اكثر منها...

فابتسم لها ورفع يده الأخرى يربت على رأسها...
-احنا كده اصحاب مش اخوات بس صح؟!
قضب حاجبيه باستغراب وقرر سؤالها ذلك السؤال الذي يلح عليه منذ دخوله الي دار الايتام او كما تسميه المشرفه والجميع ( بيتنا، دار الاخوة)
مفاهيم يصعب عليه هو القادم من العالم الخارجي المبهم لهم فهمها ولكنها غرست داخلهم و بفطريه!..
-بس احنا مش اخوات هو انتو كلكم اخوات هنا!
نظرت له ببراءة وقالت بحتميه وتأكيد...

-ايوة ابله امل قالت ان كل اللي في بيتنا يبقوا اخواتنا فهمت يا ذكي...
هز رأسه بالنفي ولكنه لن يطلب شرحا من طفله لا تتعدي الخامسة من العمر...
-انتي عندك كام سنه؟!
رفعت اصابعها في الهواء لتقول بفخر...
-انا عندي سته، اه صحيح انت اسمك ايه؟
-انا محمد!
ابتسمت لتردف بفخر جعله يبتسم...
-انا جميله وانا وانت هنبقي احسن صحاب في الدنيا دي كلها!

ابتسم فهي تذكره بالرسوم المتحركه المفضله لديها ( تيمون و بومبا ) ليردف بضحكه غابت عنه شهور وهو يستكشف المعني الحقيقي لليتم!..
-قصدك انك هتكوني صديقي الصدوق!..
لم تفهم ما يخرج من فمه ولكنها هزت رأسها بحماسه موافقه ان تكون ما يرغب في ان تكونه مادامت تلك الابتسامه مرتسمه على وجهه!..

تاااابع اسفل
 
 






look/images/icons/i1.gif رواية ملاذي
  16-12-2021 01:49 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني

سيتوقف قلبها من كثره الضحك، يجب ان تسيطر على جنونها فهناك أناس حقيقيون يشاركونها المنزل ولم تعد تعيش وحيده في شقته ابويها (بالتبني) رحمهما الله...
كما ان هناك شخص بالذات لا تريده ان يأخذها عنها معتقد أنها مجنونة!

فات الاوان فقد خرج محمد من حمام غرفته على صوت ضحكاته الرائعة ليهز رأسه بذهول على عفويتها و جنونها الذي يظهر جليا انها لم تشفي منه!..
ماذا ستفعل به تلك المشاغبة، الان وهي في بيته وبجوار غرفته وحرفيا ملكه و بين اصابعه!
ابتسامه متمردة ارتسمت على وجهه فشل في اخفائها ليرتدي ملابسه ويستلقي على فراشه يستجمع حياته ويتنهد بتعب ؛ ايستسلم لقلبه ام يستمر في عناده!

ام هو القدر يلاعبه و الحياة تتفنن بتعذيبه!

في مكان اخر و تحديدا ببني سويف...
-ايوة يا بني، انا وصلت اهوه...
قال فهد في الهاتف لصديقه محمد الذي تعرف عليه بكليه الشرطة لتتوطد علاقتهم ويصيروا كالأخوة من حينها لم يفترقا وهوالصديق الوحيد له في تلك الحياة ويحبه بشده وقد يضحي كلا منهم بحياته من اجل الاخر...
لكل منهما حكاية غريبه ووهبهم القدر لبعضهم البعض لتحمل شقاء هذا العناء...

-طيب تمام حمدالله على السلامة، ومتتساش هما 4 ايام بس يا فهد متتأخرش عن كده انا محتاجك ضروري...
قالها محمد بجديه ليردف فهد...
-متقلقش انا هطمن على امي و ارجع على طول!.
رغب محمد ان يخبره بأن يصلح حياته بينه و بين تلك الزوجة التي يرفض صديقه رؤيتها و لم ينزل اي اجازة بسببها طوال السنوات السته الماضيه عدد سنوات معرفته به ولكن عزف عن التدخل واكتفي بما قاله...
-رتب حياتك يافهد واستغل الوقت والفرصه!.

ضحك فهد ليردف...
-بتعرف تنصح والله يا محمد ياريت تاخد بيها يا حاج غاندي!..
اغمض عينيه على سخافة صديقه ليردف بصدق...
-ركز يا فهد و خد بالك من نفسك واوعي تتأخر ؛ المهمه دي كوم وكل المهام التانيه كوم وانت احسن ظابط و زميل محتاجه معايا!..
اتسعت ابتسامه فهد ليردف بمرح...
-اخيرا اعترفت اني احسن واحد فيكي يا حراسات خاصه ييااااه ياااااه...

-بس يا بابا انت هتعيش الدور اتفضل يلا ومتتأخرش متخلنبيش الغي الاجازة دي وارجعك المهمه تاني...
-طيب طيب يخربيت اللي يهزر معاك، سلام...
اغلق محمد الهاتف دون رد ليرفع فهد شفته باستحقار ويردف...
-واطي!
وضع الهاتف في جيبه و نزل من القطار في الصباح الباكر بعد ساعات سفر طويله ليستقبله اخيه الصغير عمر بسعاده عارمه...
-الف الف حمدلله على السلامه يا خويا وحشتنا اوي يافهد، كده يا فهد تحرمنا منك طول السنين دي...

قالها عمر وهو يضمه اليه بسعادة ليحتضنه فهد بابتسامه يشوبها الحزن...
-معلش يا عمر ظروف وانت عارف الدنيا، المهم امك اخبارها ايه دلوقتي طمني؟!.
ابتسم ابتسامه عريضة ببلاهة سيندمه عليها اخيهم الاكبر عثمان لاحقا ليردف...
-امك زي الفل هتموت من الفرحة انك راجع دي قلبت البيت فرح وعماله تعجن و تخبز من الصبح!
جز فهد على اسنانه وهو يضيق عينيه بفهم ليردف...

-يعني امي مش تعبانه و اخوك بيضحك عليا وجايبني على ملا وشي كدب!
اختفت الابتسامة من على وجه عمر وشحب لونه ليقول بتوتر...
-هاه اااصل بص تعالي بس نروح البيت وبعدين شوف اخوك!..
تنحنح عمر ليستكمل بحرج...
-بالله عليك ما تقوله انك عرفت مني الا انت عارف ايده تقيله و زي التور و...!
اعطاه فهد كف خلف رأسه بتحذير ليردف...
-اتلم واتكلم عدل على اخوك الكبير!..
ليتمتم عمر بحنق وهو يفرك رأسه...

-ايه الاخوات دول انا ناقص! مش كفايه عليا تور واحد هيبقوا اتنين!
-امشي يا واد قدامي قبل ما اخنفك...
-اه واضح اني وحشتك اوي يا فهد يا خويا تسلملي يا غالي!..
ضحك فهد على طفوليته ليضع ذراعه حول رقبه عمر ويقبل رأسه بحب اخوي...
-وحشتني دماغك التعبانه دي متغيرتش طول الست سنين اللي غبت فيهم بقيت طول بعرض بس بدماغ سمكه بردو!
ارتفع فم عمر مره اخري بابتسامة ليردف...

-لا انا كده مرتاح هو اللي يعيش مع اهلك دول يهداله بال ما انا لازم ابقي دماغي تعبانه احمد ربنا اني مش بشد في شعري!..
ضحك فهد بشده يوافقه تماما ليقول...
-قدامي يا لمض!

فيلا الشناوي، القاهره...
في الصباح انتفضت بفزع عندما ايقظها صوت حطام يأتي من الأسفل...
نظرت حولها بذهول لتتذكر انها بفيلا الشناوي لا بشقتها المتواضعة الصغيرة...
أصوات عالية وصلت اليها، فوقفت من فراشها سريعا متجهه الي الباب بخوف، خرجت نحو الدرج لتميز صوت ماجد العالي و محمد الغاضب...
لم تعرف هل تتدخل ام تبقي بعيدا؟!..

فجلست على منتصف الدرج السفلي بتوتر خاصا عندما فتح محمد باب المكتب وخرج غاضبا بخطوات رعديه نحو باب الفيلا والي خارجها دون ان ينتبه لوجودها..
تنهدت لتأن بخفوت عندما سمعت صوت حطام مدوي واضعه يدها على اذنها بخوف...
ما الذي تورطت به؟!
في الداخل جلس ماجد يتنفس بشده وصعوبة، يلعن غباء ابنه و عناده، الغبي لا يريد اقتناص الفرصة والعيش سعيدا لايزال متعلق بأوهام ساديه لتعذيب النفس!..

طوال الشهور الماضية يخطط لجمعه مع جميله سويا بعد ان اثبت ابنه عناده و رفضه للزواج وتأكد له بانه لا يزال يعيش على ذكري تلك الصغيرة...
وحتي الان يسير مخططه كما يجب فقد استجاع استقطاب جميله للعمل في شركته بالرغم انها الانثي الوحيده بها...

واستطاع طلب حراسه من الدوله بحكم كونه صاحب اكبر شركه حراسة وبعلم الكثير عن كبار الدوله واقناعهم بان هناك من يحاول ابتزازه وتهديده للحصول على تلك المعلومات وان حياته بخطر وبالطبع لم تتأخر الدوله عن مطلبه ليستكمل خطته بان يطالب ابنه محمد احد امهر ضباط الحراسات الخاصة بالجمهورية ان يكون قائد للحراسة...

ومنذ ذلك الحين وهو يحرص على التقائهم يوميا والضغط على ابنه بالاستسلام لحب الطفوله الذي لا ينساه، ولكن دون جدي لا يزال يغرق بأحزان وقناعات غريبه!..
تنهد ماجد ونزع نظارته بقله حيله، ليتوجه بنظرة الي الاطار المعلق على الحائط الذي يحوي صورة زوجته الراحلة بحزن عل رؤيتها يخفف عنه...
وقف متجها الي الاطار ومرر اصابعه على وجهها الصغير محدثا اياها بحزن وشوق...
-انا بحاول يا خديجه ومش هيأس يا حبيبتي.!.

صمت بأسي لتخرج منه اهات تكوي قلبه المنفطر...
-وحشتيني اوي بس قريب هنرجع سوا من تاني، هو الواحد هيعيش ايه اكتر من اللي عاشه...
بس بوعدك هحقق امنيتك قبل ما اجيلك، وصيتك ليا هتتنفذ برضاه غضب عنه هيتجوز وهيعيش زي باقي الخلق انتي مغلطيش لما كنتي عايزة تحافظي عليه ومش هلومك، الدنيا وحشه و خصوصا من بعدك!
مسح الاطار وكأنه يخشي من تراكم اي ذره من التراب عليه، ليعود بنفس الاصبع يمسح دمعه هربت منه على غفله..

اتجه الي مكتبه مره اخري يريح رأسه على مقعده وهو يدعوا الله من كل قلبه ان تنجح خططه لتغير مجري حياة ابنه...
دلفت جميله بهدوء وملامح قلقه لتقطع حفل ذكرياته، قائله بخفوت...
-حضرتك كويس يا ماجد باشا؟..
رفع رأسه وهو يرسم ابتسامه خفيفه، ويشير لها بالجلوس...
-انا كويس، وبعدين قوليلي بابا يا جميله احب اسمعها منك بجد مش عشان محمد يحس بقربك مننا لا عشان انا فعلا بحبك وبحترمك زي بنتي...

قطع حديثه وهو يبادلها ابتسامتها الواسعه ليردف...
-معلش اول يوم معانا وشهدتي على جنان البيت ده، اسف لو أزعجناكي...
ابتسمت له بقلق لتقول...
-متقولش كده انا بس قلقت عليكم، احم هو حصل حاجه؟!
اطال النظر اليها بابتسامه ليردف...
-لا يا بنتي محصلش، بس هيحصل ان شاء الله.
وقف ليردف بقليل من المرح...
-تعالي اغديكي اكيد جعانه، انا مردتش اجهز الغدا انا و محمد غير لما تصحي...

الا يوجد خادمه؟! كل هذا المنزل الكبير والعريض من يخدمهم؟!
امسك يدها مشتتا افكارها و يجذبها الي المطبخ لترمق باب الفيلا في الطريق متسائلة...
-هو محمد مشي؟ مش هيتغدا معانا؟!
اتسعت ابتسامته على اهتمامها لترتفع اماله مره اخري قائلا...
-لا هتلاقي في اوضه الجيم...
اتسعت مقلتي عيناه بذهول لتردف...
-ايه ده انتو عندكم جيم هنا؟!

-ايوة بس مش جيم اوي، حاجه صغيره كده عشان محمد يحافظ على لياقته هتلاقي اوضه كده على جنب بين البسين والجنينه...
فرغ فمها وظنت انه وصل للارض من صدمتها.
-ايه ده انتو عندكوا بسين؟!
ضحك ماجد على طفوليتها ليقول...
-اه وبما انك مرات محمد يبقي البسين مش عندنا احنا بس ده عندك انتي كمان يا جميله هانم...
اختفت ابتسامتها لتقول بسخريه ولمحه من الاسي..
-مرات محمد ايه بس يا ماجد باشا ما انت عارف اللي فيها...

وضع المقلاه من يده وتوجه اليها بجديه يمسك يدها بحنان ابوي ليقول بثقه...
-وبعدين قلتلك بلاش ماجد باشا دي وكمان انا عارف كويس ومتأكد يا جميله ان محمد بيحبك وعارف ومتأكد انك بتحبيه...
تتخيلي ممكن بجد يطلقك حتى لو الظروف هي اللي سببت الجوازه دي!
اطرقت رأسها بحزن فقد حاولت الاسابيع السابقة الوصول اليه ولم تري منه سوي البرود واللامبالاة ربما قد تخطاها وحبها الان.

رفع ماجد ذقنها وهو يقضب حاجبيه ليظهر عليه تقدم السن ويقول...
-ايه التكشيره دي، لا اومال لو انتي مش جميله بقي كنت قولت استسلمتي، ما انا فهمتك يا حبيبتي!..
ابتسمت وهي تقول...
-وحضرتك ليه متأكد انك عارف جميله اوي كده؟!.
علق عيونه بعيونها بثقه ومرح ليردف...
-اللي تقدر تعيش مع الولد المتشرد ده في طفولته وتبقي واقفه قدامي كده ولسه بتبتسم تبقي قووووويه جدا وتقدر تعمل اللي هي عايزاه!..

انفجرت ضاحكه ليزداد حب ذلك العجوز في قلبها...
ابتسم على سعادتها قبل ان تفاجأه وتحتضنه بشده ليحيطها بين ذراعيه بحنان افتقرته...
ضحك بخفوت ليردف بمرح يخالف شخصيته الصارمة...
-يلا نخلص الغدا وروحي ناديه..
-انا اللي هناديه؟!.
لاحظ الحرج في صوتها ليردف بهدوء وكأنه امر معتاد...
-ايوة طبعا عادي يعني!
احمرت وجنتها قليلا ليبدأ الاثنان في اعداد الطعام...
امسك يدها مره اخري عندما لاحظ شرودها ليردف...

-خليكي متأكده من كل اللي قلتهولك انا يوم ما قولتلك انه يبقي محمد صديقك في الدار كنت بقولهولك لأني متأكد من حبكم لبعض وتأكدت من ده من رده فعلك و صدمتك و رغبتك انك تعرفي كل حاجه عنا...
انا زي والدك و كبير اه بس انا حبيت خديجة واعرف اللي بيحب من على بعد 100 كم!..
ضحكت لتعود وتبتسم على تشجيعه لها لتردف...
-محمد محظوظ اوي ان ربنا اداله اب زيك!..
هز رأسه بابتسامه صغيرة ليقول...

-انا اللي محظوظ ان ربنا ادهولي...
سألت جميله بفضول وحرج...
-ممكن اسأل حضرتك اتبنيته ليه؟! و اسفه لو...
قاطعها سريعا ليقول...
-عادي يا بنتي حقك تعرفي...
تنحنح مستكملا...

-لما عرفنا اننا مستحيل نخلف انا كنت متأقلم مع الفكره مراتي في حضني و شغلي اللي بحبه معايا مكنش ناقص حاجه لكن خديجة الله يرحمها اصرت بعد سنين اننا نتبني ولد مش عشان ترضي غريزة امومتها لا عشان يكون سند ليا لما انصبت في مهمه بالرصاص و حست اننا لوحدنا!

كان يتحدث وهو يتجول في ارجاء المطبخ ولا اعظم شيف في الوجود، فانبهرت جميله بمهاراته وارادت سؤاله ان كان محمد بتلك المهاره ولكنها رفضت مقاطعته وقررت الانتباه لما يقوله...
-اليوم اللي رحنا فيه الدار كان في اولاد كتير، كنت فاكر هتبقي عايزة طفل صغير تربيه لكن خديجه صدمتني لما طلبت نتبني محمد وكان كبير عنده 14 سنه و شويه، بس هي قالت هنجيب عمر منين نربي عيل صغير ونرجع نيتمه تاني.

-طنط خديجه واضح انها كانت طيبه اوي وبتحبك اوي...
-ايوة الله يرحمها...
تنهد ليردف بحنان...
-محمد كان قاعد ساكت بعيد مش بيحاول يجذب انتبهنا حسيت فيه الحزن والغضب حسيت بروح مقاتل جواه لفت نظري وبالتالي لفت نظر خديجه اللي حبته من اول نظره بتقول الام بتعرف ابنها حتى لو بالتبني!..

ابتسمت بحزن على حال حبها بعد فراقهم فقد سبقته بان تبنتها اسرتها المحبة (ناديه و مدحت ) والديها رحمها الله في وهي في التاسعه من العمر، قالت بحزن دفين...
-انا مبسوطه اوي انه عاش وسطكم ونسي اللي فات...
ابتسم بمكر رجل في ال خمسين من عمره ليردف...
-محمد عمره ما نسي اللي فات يا جميله انتي في قلبه وعمرك ما طلعتي منه!..

شعرت بقلبها ينبض بشده وأمل، ارتسمت ابتسامه على شفاها ليبادلها نفس الابتسامة برضا وينغمس الاثنان في تحضير الطعام..

داخل حجره الجيم...
ركله بعد ركله لم يتوقف حتى شعر بساقيه تتخدر من شده ضرباته في كيس الرمال وكأن بصراعه مع والده اباح لنفسه تعذيب الذات...
حتي بعد وخرزات الالم لم يتوقف واتجه اي اسفل يقوم بتمرينات الضغط والعرق يتصبب منه على الارض غير راحما أنفاسه اللاهثة...
لماذا يضغط عليه الجميع، في البدايه كان سيء والان هو أيضا سيء، هل هناك خطب به ام ان جميع من حوله قد جن!

ليس غبيا ويعلم تماما ان ظهور جميله في حياه من جديد جاء من تخطيط والده الذي لا ييأس ولا يمل فالقدر ذلك الوئام معه ليعيدها الي حياته مره اخري!
سمع رنات هاتفه ولكنه لم يأبه ولم يلتقطه من ارضيه الحجرة...
دقائق وسمع صوت صرير الباب يفتح ببطء، ادار جسده ليصطدم بالأرض بعنف مستلقيا على ظهره ويبدأ في تمارين الساق والكتف...
ليس من عاده والده المجئ اليه، تري هل جاء بسبب وجودها بينهم الان!
-الغدا جاهز!

توقفت حركته لثواني عند سماع صوتها المتوتر والخجل والذي يرن كالموسيقي في اذانه...
ليعاود حركته من جديد وهو يحاول تثبيت عينيه امامه والا يخضع لقلبه المنادي برؤيتها و يطالب بها...
الي متي ستمتلك لجام قلبه؟!



look/images/icons/i1.gif رواية ملاذي
  16-12-2021 01:49 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث

سمع صوت خطواتها الرقيقة فرمقها بطرف عينيه وجدها لاتزال ترتدي فستانها وتتجه الي بعض الاوزان في الارض، عقد حاجبيه على غباءه فقد نسي حقيبتها في السيارة ولم يدخلها...
النسيان عاده يكرها ولم يعتادها ولكن منذ ان اقتحمت حياته من جديد واصبحت عاده ملازمه له...
نسي تمارينه وتوقف وهو يراها تجثو وتنظر الي الاوزان وكأنها قطعه من الذهب...

ابتسم رغما عنه عندما حاولت بصعوبة رفع اصغرهم الذي لا يتعدى الكيلو جرام من الارض...
-ده ميعديش كيلو، انتي عضلات ايدك ضعيفة اوي كده!
احمر وجهها على فضولها وتركت الوزن بحرج فقد ظهرت ضعيفة للغاية امامه الان...
-طول عمري نفسي اروح الجيم بس مكنش عندي وقت!..

رفضت ان تخبره بانها لم تكن تملك المال لمثل هذه الرفاهية فعائلتها البديلة كانت بسيطة للغاية ولم تكن لتضغط عليهم وهم الذين يغرقوها محبه و حاولوا ان يحققوا كل ما قد تطالب به يوما دون ان تفتح فاهها...
وقف من الارض لتري بوضوح انه بدون قميص فقط سروال رياضي ليزداد خجلها اضعاف وتتسع عيونها بصدمه...
زادت دقات قلبها وخفقاته وهي تحاول ابعاد عيونها المتفحصة عن صدره العريض...

ولكنها ظلت تتابعه عندما اعطاها ظهره ليمسح جسده بمنشفه قبل ان ينظر لها قابضا عليها تطالعه وكأنها تري جسد رجل لأول مره...
انتفخ صدره من هذا التفكير و كبرياء رجوليته يأبي التفكير بانها رأت احد قبله، بلل شفتيه ليردف...
-الجيم عندك، تقدري تتدربي الوقت اللي عايزاه...
دارت عجله تفكيرها سريعا وهي تحاول استغلال كلماته لتردف بخجل وهي تنظر الي الارض و تبعد نظراتها عن جسده...

-لا مش لازم اصل مش هعرف اتدرب لوحدي، انا اكيد هبقي عايزة اتدرب مع مدرب، انا اشترك مع مدرب في الجيم احسن!..
بلل شفتيه ليردف بهدوء وهو يستدير ويبحث عن التيشرت الخاص به رافضا تماما فكره المدرب ورجل اخر يدخل حياتها...
-تقدري تتمرني معايا، هبقي اساعدك...
قامت بحركة راقصه من فرط حماستها ونجاح خطتها لإيقاعه لتقول وهي تكبت ابتسامتها الواسعة
-مكنتش عايزة اعطلك!، احم شكرا بجد هنبدأ امتي؟!

تلك السعاده والحماسة التي تحاول اخفاءها في نبرتها انطلقت كالسهام الي قلبه .
التفت نحوها يطالع ابتسامتها الخفيفة التي تنير وجهها الذي يعشق ملامحه...
كاد يردها اليها عندما انتبه لعدم ارتدائها احجاب و لاحظ خصلات شعرها العسليه تقع على كتفها كأمواج!..

لطالما عشق خصلات شعرها البنية كوجهه القهوة في الفنجان خاصته، اختفت ابتسامتها تدريجيا لتعض على شفاها السفليه بخجل عندما رأته يتفحصها وينظر لها بعيونه الجريئة الحادة بما يشبه الشوق وشئ اخر تخجل من تفسيره؟!.
خفق قلبها بجنون عندما رأته يتجه نحوها بهدوء وخفه...
عادت خطوة الي الوراء وهي تمسك طرفي فستانها بقبضتيها واطرقت رأسها الي الارض تحاول تنظيم تنفسها حتى لا تخجل نفسها اكثر...

ابتعدت خطوتين وهي تراه يتقدم منها بلا كلل ليحمر كل وجهها بتوتر و قله الهواء الذي يرفض الدخول الي رئتيها...
التصقت بالحائط فاتسعت عيناها وهي تراه يتقدم حتى وقف امامها مباشرا لتصل رائحته الرجولية الي انفها والتي عملت كمخدر لعقلها...
هل مهمتها بتلك السهوله ؛ ايخضع لها من اول يوم؟!
اطرقت برأسها اكثر وهي تغمض عينيها بشده عندما مال برأسه نحوها...

رفع عينيه الي التي شيرت المعلق خلفها وابتسم يطالع جفونها المغلقة بشده...
سمح لنفسه بأن يقرب انفه من شعرها المموج يلامسه برقه و يستنشق عبق عطرها الخلاب بينما يرفع ذراعه لجذب ملابسه...
شعرت بشيء يسحب من خلفها و هي تستند على الحائط ؛ فتحت احدي عيونها بتساؤل لتجد صدره العاري في وجهها وذراعه يجذب قطعه ملابس كانت تسند عليها من خلفها...

فتحت كلتا عيونها واحمر وجهها اكثر ولكن هذه المرة من الاحراج فقد ظنت انه سيقبلها؟!
جزت على اسنانها عندما ابتعد 3 خطوات وهو يرتدي ملابسه بإهمال وكأن شئ لم يكن وقربها لا يؤثر به كما يؤثر قربه بها...
ابتعدت بحنق عن الجدار بعد ان اخجلت نفسها ووقفت كالغبية تنتظر قبلته، كيف يجرء هذا المتعجرف لن يتغير ابدا!..

اسرعت بخطوات شبه متدبدبه تخرج من امامه، بينما زفر وهو يشعر بسيطرته تتهاوي امامها فقد كان على وشك رمي كل مخاوفه بعرض الحائط وتقبيلها!
يعلم ان القدر يهوي تعذيبه بأعادها اليه ولكنه لا يجد في قلبه ذره كره او بغض لظهورها في حياته مره اخري!

فلاش باك منذ شهرين و نصف...
خفق قلبه بشده وبطئ متناقضان للحظات، هل يراها بالفعل؟ ماذا اتي بها الي هنا؟ ايحلم مجددا اعفت عنه كوابيسه لتحل محلها احلام لا يجروء على تمنيها!
ظلت عيونه تتابع كل حركة وارتعاشه توتر صغيرة من جسدها الضئيل وهو يرسم ملامحها بعينيه يروى فيها ظمأ سنوات حاكله مريرة بدونها...
علت انفاسه كالمراهق واغمض عينيه مرة واثنتان و وصل به الامر ان يهز رأسه حتى يستفيق...

تبا مازالت امامه! هي بالفعل هنا!
لماذا حضرت الي شركة والده الخاصة بالحراسة ما حاجتها لها، هل حياتها بخطر هل اعمته حاجته عن حاجتها؟!
ام انها...!
توقف تفكيره و شعر بدقات قلبه في رأسه كالطبول، مجرد التفكير باحتماليه مجيئها من اجله وبحثها عنه يجعله شبه فاقد للوعي...
زفر بحنق يناجي رباطة جأشه انه يمارس وظيفته وفي وقت عمله هذا خطأ صغير يكلفه حياة من كلفه لحمايته ومن كلفه ليس اي شخص!

انه والده الذي سيؤدي تيهه و ضلاله تفكيره الي ايذاءه، عبس ونظر امامه محاولا تفادي النظر لها ومتجاهلا وجودها ودقات قلبه المتعالية معها كذلك...
مناشدا عقله بالرجوع الي الخلف قليلا وتذكر ما اكد عليه والده بضرورة اتباعه لمن يدخل من ذلك الباب الي مكتبه!..

الامر الذي حتم عليه وقوفه خارج باب مكتب والده المطل على غرفه السكرتير والملحقة بمكتب خشبي خاص به كقائد الحرس ومرافق والده اللواء السابق ماجد الشناوي وصاحب اكبر شركة للحراسة متعاقدة مع الجمهورية ومجهزه من امهر وافضل ضباط الحراسات الخاصة والمختصين!
ماهي الا لحظات حتى دلف رجل ومعه 3 حراس، وقف سكرتير والده (عبد الرحمن ) سريعا وتوجه نحوه يصافحه...
اردف عبد الرحمن بملامح محترفه...

-اهلا يافندم ماجد باشا مستني حضرتك ومنبه انك تدخل فورا...
ابتسم الرجل التي اظهرت عنجهته مكانته كعضو مهم في البلد واردف...
-اهلا بيك، تمام تمام انا محتاج اتواصل معاه فورا...
وبدون كلمه اكثر توجه الرجل للدخول، شعر محمد بألفه ملامحه لابد انه رءاه مره او اثنتان في مكان ما او ربما صورته في جريدة!
بالتأكيد هو رجل اعمال كبير او احد شاغلي الوظائف العليا في الدولة...

رفع محمد كفه بحزم وملامح جامده يوقف تقدمهم ليردف بجديه...
-ممنوع تدخل بالحراسه يافندم، حضرتك تقدر تاخد واحد بس...
هز الرجل رأسه واشار لحارس يضاعف حجمه مرتين ويبدو اجنبي الجنسية للدخول معه ولكنه لم يهدد ثقته للحظه في قدرته على اخضاع المسكين في لمح البصر...
دلف محمد امامهم واشار لهم باتباعه...
تنفست جميله الصعداء و مسحت العرق على وجهها اخيرا ابتعد عنها بعيونه المراقبه...

منذ ان خطي بقدمه خارج مكتب المدير وهو يحملق ويتابعها بعينيه بشكل اربكها واجج داخلها يبدو انه الحارس الشخصي للمدير ويبدو ايضا انها ستراه كثيرا!..
لمحته مره واحده فقط والتقت عيناهم وكانت تلك اللمحة كفيله بان تخضع عيناها الي الارض وهي تستشعر نظراته تخترقها من كل جانب، اتاها صوت عبد الرحمن في هذه اللحظه...

-جميله تقدري تقعدي على المكتب اللي هناك ده هيبقي بتاعك متقفيش فوق راسي كده انتي مساعده سكرتير مش الوصي عليا!
خجلت من تعليقه وشعرت بسخافتها فأردفت بخفوت...
-اه حاضر انا اسفه اصل مكنتش عارفه اعمل ايه!
-ولا يهمك طبيعي تبقي متوترة ده اول يوم ليكي، بس انا بقولك اهوه مفيش داعي انتي بنوته كويسه و ذكيه وهتستمري معانا ان شاء الله...

ابتسمت له بخجل على المديح التي لا تعتده كثيرا، فاخر عمل لها علم صاحب العمل بانها من دار للايتام وحاول التحرش بها وعندما اعترضت قال لها بكل برود ؛ انها ابنه حرام فلما الظهور كالعفيفه، هزت رأسها تبعد افكارها عن لك الحقير واردفت...
-شكرا لحضرتك انا رايحه اهوه واتمني تقولي المفروض اعمل ايه لو سمحت!
-تمام انا لازم اجمع اوراق ضروري وهفهمك دورك بالظبط اول ما افضي لكن دلوقتي اتفضلي استريحي هناك...

جلست جميله وهي تعدل حجابها وتخشي اعلان احدي خصلاتها تمردها والخروج بشكل غير لائق...
ليعيدها عقلها الي تلك العيون التي اشعرتها بألفه غريبه واعادتها لسنين محفورة في ذاكرتها...
هزت رأسها وطلبت من عبدالرحمن وصف المصلي لها لاداء صلاتها فاعطاها مفتاح الارشيف واخبرها بانها الانثي الوحيده في الشركه وانه من الافضل ان تختلي بصلاتها بهدوء...
-شكرا يا استاذ عبدالرحمن...

-العفو بس خدي بالك عليه لو ضاع هنروح في داهيه...
ابتسمت بخفه...
-متقلقش!
انتهي الفلاش باك...

نعود الي (بني سويف)...
وصل فهد الي دارهم لتعلو زغاريد والدته المكان و اصوات الفرحة، عانقته بشده و لهفه فهي لم ترا ابنها منذ ست سنوات متواصلة...
-كده ياولدي توجع جلبي كل الوجت ديه!
قالتها بلهجتها الصعيديه التي رفضت التغير مع الوقت وهي تمطره بوابل من القبلات وتضمه بهيئتها الضئيله اليها ودموعها تتساقط فرحا...
وقعت منه دمعه اجاد اخفاءها فقد حرم نفسه من ذلك العناق الغالي كثيرا...

-معلش يا امي انا اسف بس ظروفي كانت كده...
ضحك والده بتهكم و فرحه خفيه ليردف...
-سيبيه يا حاجه ياخد نفسه اللاول وبعدين وجت العتاب هياجي!..
ضحك الجميع الا ان فهد تأكد من عزم والده على معاتبته فهو لا يرمي بكلمات في الارض...
توجه فهد يقبل يد والده بحب واحترام ليربت والده على رأسه بحب ابوي نادرا ما يظهره ليتجه اليهم عمر بمشاغبة قائلا...
-ايه الجو القديم ده ادخل في صدر ابوك على طول كده اهوه...

قالها وهو يدفع فهد الي والده ليتناسي فهد غضب و لوم من قرار قد اتخذه والده ليغير حياته بالكامل و يكون سبب في عذابه و شقائه تلك السنوات!
جالت عيناه حوله عن فتاة كانت المصدر الاساسي لهذا الشقاء والبعاد هربا منها ومن عيونها التي تلومه براءتها...
وكأنها سمعته يناجيها هبطت بكامل زينتها وهي مرتديه تلك العباءة التي اوصتها ام فهد بارتدائها ووجهها مزين برقه املا في ارضاء والدته...

هربت انفاسه للحظه لرؤيته تلك العيون! لن ينساها ابدا او يخطئ بها انها حياة ولكن ليست حياة التي باغتت وعاشت في افكاره!
فمن تطل امامه الان هي امرأه يافعة ذات قوام ممشوق يفرض نفسه عنوه بالرغم من عباءتها الواسعه كالفراشه...
وقف مشدوها انها طفلته بالفعل الا انها لم تعد طفله على الاطلاق!

فلاش بااااك...
منذ ست سنوات مضت...
وقفت والدته تعدل له عمامته بسعادة و قلب يرفرف بزواج ابنها الوسط الحبيب فقد زوجت اخيه الاكبر عثمان و الان فهد ولا ينقص سوي عمر الصغير وقريبا ستفرح به هو الاخر...
قبلته واحتضنته بحنان وفرحه فابتسم لها حتى لا يكسر بخاطرها اذا اكتشفت ما يخفيه بداخله...
لا يصدق ان والده اجبره بالفعل على الزواج من طفله!

نعم طفله لم تتم الرابعه عشر من عمرها اي فرق 6سنوات بينهم صحيح ليس بالكبير ولكنها تظل طفله!
اردفت والدت فهد بسعادة...
-جوم يا جلبي اعروستك افجودتك فوج، ربنا يوفجكم ويرزجكم يالذرية الصالحه، يلااا همل ياولدي...
-الله يخليكي يا امي...
ربت اخيه عثمان بتهنئه على كتفه ومر امامه يصعد الي غرفته...

كم يحسده في هذا الوقت فالفرق بينه وبين زوجته لا يتعدي ال3 سنوات وقد وصله من اخيه الصغير المتطفل عن وجود علاقه حب مستتره بينهم قبلها، قبل ان يوبخه فهد بانه سيقطع له ذلك اللسان الطليق اذا تحدث عن اخيه الاكبر و زوجته لايا كان...
صعد بقلب يدق و ضمير يشتاق الي اختفائه للحظات طويله حتى تمر ليلته بسلام...
فتح باب غرفته فوجد فتاه يانعه البنيه قصيرة بضفائر منسدلة تنتظره كالهدية على فراشه..

و ما ان دلف حتى انتفضت من عليه وتراجعت الي احد المقاعد في احدي الزوايا...
جزء كبير داخله متأكد ان ما حدث كان عفويا وانها لم تقصده الظهور كالقط المذعور، الامر الذي جعل قلبه يعتصر بحنق على براءتها وطفولتها...
تنحنح و توجه ببطء الي الأريكة بجوار مائده خشبيه موضوع عليها طعام العرائس...
وعقله يحارب للعثور على حل سريع لهذا المأزق الذي فرض عليه وتم في خلال يومين من معرفته بامر وعد والده وزواجه منها!

خلع عمامته وجلس يتفحصها من بعيد،
جلست تفرك كفيها الصغيران و تبلل شفتيها المزينه بأحمر شفاه قاتم لا يلائمها...
مرر انظاره على باقي وجهها الطفولي بطريقه تتمرد على الزينه واحمر الشفاه...
لتصبح اقرب الي عروسة المولد من انثي مقبله على الزواج هذا وان صح اطلاق مردف انثي عليها!..

رفعت عيونها السوداء والتي لا ينكر جاذبيتهم الخلابة والمريبة بالنسبة له فبها رونق جذاب فريد من نوعه، امسك بتلك العيون الصريحه وكأنه يسمعها تتحدث بالفعل و يسمع مناجاتها لروحه وتوسلها له بأن يبقي بعيدا...
تاه في افكاره حول زفافهم و مرض والدها المفاجئ والذي كان سببا في زواجهم السريع، والزامه لوالده بان يوفي بكلمته بتزويجها الي ابنه رغبا في الاطمئنان عليها قبل ان يداهمه الموت وقد اشتد به المرض...

ضاقت عينيه بغيظ فحدث مثل ذلك قد يكلفه حلمه ومستقبله فمن الممنوع عليه كطالب في كلية الشرطه الزواج حتى التخرج...
وها هو يخالف القوانين ويرمي بحلمه في التهلكة وكل ذلك لإرضاء والده وتنفيذ وعد قطعه على نفسه منذ سنوات ليكون هو وهي ضحيتها...
صحيح تحجج والده بان زواجهم سيكون بالعرف في البلد وان امره لن يفضح فالفتاه رسميا لم تتعد ال 18 عشر وكأن ذلك يطمئنه،.

اجل هو معتاد على ذلك وهو ما يحدث بالفعل بين كثير من العائلات و تلك عاداتهم وتعتمد على الاشهار اكثر تنهد ينظر اليها،
(حياة ) هو اسم يلائم عنفوانها وبريق عينيها، لطالما رأها تركض و تلعب مع الاطفال امام منزلهم و كثيرا ما وبخهم على ازعاجهم له، خاصا عندما تجتمع مع اخيه الاصغر الشيطاني...
ذلك العنفوان الذي اختفي منذ ان عقد قرانه عليها اليوم واصبح زوجها الفعلي تماما والدموع تنساب منها الان...

قطع هذا تفكيره بخضه..
دموع؟
لما البكاء هوبعيد عنها ولم يقربها!..
وقف سريعا عندما سمع شهقات بكاءها وهو يتابع محاربتها لتلك الشهقات في محاوله لتهدئه نفسها!
توجه نحوها خطوه ليمنع بكاءها الذي اكتشف الان انه يكرهه ويمزقه بشده، واردف بهدوء وخفوت...
-انتي بتبكي ليه يا حياة اني مقربتش منك خالص و مش هقرب اهوه!..

نظرت له بكل براءة وهزت رأسها بالنفي وكأنها تؤكد له كذب اقواله، لينتفض كامل جسدها بشهقات مكتومه برعب...
زفر بحنق ولم يستطع رؤيه انهيار تلك الصغيرة فقرر الهروب من امامها علها تهدأ قليلا اذا اختفي عن انظارها...
وحش!..
كلمه سترسخ في عقله سنوات طويله وسيبقي حبيسها!
خرج من غرفته ليراه عثمان ويتجه نحوه متسائلا...
-في حاجه يا فهد؟!
نظر له بعيون غاضبه ليردف...
-اه في! في يا عثمان!
-مالك في ايه فهمني!

-افهمك ايه بس، ابوك دمرني خلاص، انا مش قادر اقرب منها انتم اكيد مش بني ادمين ابوك ده ظالم، انا مقدرش اعمل كده في طفله دي طفله يا عثمان طفله!
اسكته عثمان بخوف ليخفض صوته ويجذبه من ذراعه نحو غرفه عمر بالاسفل بعيدا عن غرف نوم الجميع...
-ممكن تهدي ابوك لو سمعك هيدشدش دماغك!
اردف فهد بتصميم و عناد...

-ياريت يسمع يمكن يحس بالمصيبه اللي وقعني فيها انتو ايه يا اخي كفره و لا شياطين، انا خلاص بكره الصبح راجع لكليتي ومش هتشوفوا وشي تاني!
جلس عثمان طوال اليل يقنعه بالعدول عن قراراه الا ان فهد كان قد اتخذ قرارا و لن يعود فيه و بالفعل سافر في اليوم التالي بحجه كليته و لم يعد ابدا بعد ذلك و طوال سته سنوات...
انتهي الفلاش بااااك...



look/images/icons/i1.gif رواية ملاذي
  16-12-2021 01:50 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الرابع

اخرج فهد من تفكيره عثمان وهو يضربه على ظهره بثقه وحال عيناه يخبراه هل ندمت بعد على الفراق ام تريد الاستمرار!
اقتربت حياة وهي تشعر بالدماء تهرب الي وجهها وقلبها يضرب في اذنها وكل مخططاتها بتجاهله ومعاقبته على تركها تتهاوي امام عيونها التي تعكس هيئته الرجولية فقد اكسبته تلك السنوات البنية الصلبة التي تجزم انها من شقاء تدريباته و عمله...
ابتلعت ريقها ببطئ لتردف...
-حمدلله على السلامه!

تنحنح وهو يستجدي حروفه للعوده ليردف بصوت اجش وكأنه يستكشفه لاول مره...
-الله يسلمك يا حياة...
هزت رأسها بخفه وخجل وتوجهت نحو عمر تجلس بجواره، ابتسم لها عمر بهدوء وكأنه يشجعها ويواسيها
شعر فهد بانزعاج طفيف بانها لم تجلس بجواره وتوجهت الي اخيه الصغير و لكنه ابعد ذلك التفكير السخيف عن رأسه...
عثمان وهو يجاوره...
-منور يا خوي...
-بنورك يا عثمان، كده تضحك عليا...
ابتسم نصف بسمه بأسي ليقول...

-مالوش فايده الكلام ده يا خويا انت عارف مكنتش هترجع غير لو عملت كده...
هز فهد رأسه و امضي النهار كامل يحادث عائلته ووالدته التي تتجه لعناقه كل ثلاث دقائق...
بينما يراقب هو حياه باهتمام بالغ والتي تجاهلته معظم الوقت تلعب بعباءتها وتنظر الي الارض...
وان تلاقت عيونهم لاحظ الحزن وكأنها تعاتبه بتلك العيون الصارخة...
اليست سعيدة لأنه تركها؟! فعل ذلك من اجلها كي لا ينتهك براءتها ككل من حولها!..

ام انها حزينة لأنه عائد؟!
ظل تفكيره مشوش طوال الوقت وهو يري عمر اخيه يتواصل مع حياة في الخفاء بإشارات غير مفهومه للجالسين ولكنه متأكد انها فهمته جيدا...
علاقتهم توطدت كثيرا، شعر بلفحه غضب لانه يتعذب من اجلها وهي لا تقوي حتى على معاملته جيدا...
تقابلت عيونه الحائرة بعيونها الحزينة لتتجاهله مره اخري ببرود وتتجه الي المطبخ لمساعده والدته في تحضير الطعام...
لتتمت في نفسها تواسيها...
-اثبتي وخليكي قويه!

انتهي الغذاء باشادته بجميع الأطعمة، لتتفاخر والدته بان حياه هي صاحبه الوليمة وانها طبختها بحب من اجل عودته...
نظر الي ابتسامتها المصطنعة ليشكرها بخفوت...
-شكرا يا حياه...
اردفت بشبه ابتسامه...
-العفو...
حب؟! نعم كم يظهر جليا على وجهها!
ولكن لما يبالي؟ الم يأتي اليوم عاقد النيه على انهاء الامور...
امامه اربعه ايام قبل العودة وعليه فعل الكثير والكثير...

في القاهرة ؛ بمكان ما...
صفعه حادة نزلت على وجه الرجل امامه ليردف صوت خرج كفحيح الأفعى...
-أغبيه! حته بنت صغيرة تعمل فيكم كده!
-لا اله الا الله، يا باشا قلتلك صوتت ومتولي وقع الفازة غصب عنه...
قال رجل اخر بجوار متولي الذي يقف ممسكا بوجهه بحنق...
التفت له سامح بحنق ليردف وهو يدفعه في صدره...
-ما انت مش احسن منه يا حسين، انا مشغل حريم معايا مش رجاله!..

اطرق كلاهما رأسهما غير قادرين على معارضه اليد اليمني لرئيسهم، فأن رغب يستطيع محوهم من على وجه الارض...
اقترب رجل عجوز له هيبته و زقاره ملحوظ يخضع الاعين التي تلقاه وهو يعقد ذراعيه خلف ظهره بتفكير ليقول بصوت له بحه مميزة وهدوء حاد كالسكين...

-انت شوفتها يا سامح و اكيد اتعاملت معاها ياتري هتخاف و تبقي دي رساله كافيه ولا هنضطر نتعامل معاها بطرقتنا والمره دي انا هتصرف بنفسي ؛ لاني مش محتاج رجالتك الورق دول!
احمر وجه سامح من الغضب وهو يرمق رجاله بغل قبل ان يردف...
-دي حته عيله لا راحت ولا جت اكيد هتخاف ومش هتقدر تجيب سيرتي بحاجه...
ابتسم بغموض ليردف بنبره تهديده بحته...
-امممم على العموم انت المضرور مش انا ولا ايه يا سامح؟!

ابتلع ريقه برعب وصعوبة ليقول...
-اكيد طبعا يا باشاا حضرتك عارف ولائي، انا شوفت المر عشان اوصل للوظيفة دي وادخل وسطيهم وكل ده بأشرافك يا باشا، انا لحم كتافي من خيرك...
اكتفي ناطي بابتسامه خفيفة لا تمتد للمرح بصله وهو يخرج جهاز صغير من جيبة ليلقيه له بإهمال...
-أتفضل جهاز التنصت اللي في الاوفيس اتشوش عليه مالوش لازمه دلوقتي!
شحب وجه سامح وهو يري نفسه يتورط اكثر واكثر ليردف بتوتر.

-يعني تفتكر تكون البت كلمتهم بالسرعه دي!
دار الرجل حوله بخطوات ثابته يصطنع التمثيل ليردف...
-تفتكر هيعملوا اعاده تهيئه امنيه على الشركة كلها ويشوشوا جهازين تنصت مش واحد بس منهم اللي انت حاطه من فراغ يا سامح ؛ تؤ تؤ انا كده هشك في ذكاءك وانك مبقتش نافع ده بالإضافة ان البنت دي اختفت فعلا من الصبح!
مسح سامح العرق على وجهه ببطء .
-انا هتصرف يا فندم متقلقش، يمكن تكون استخبت من الخوف!

جلس الرجل وهو يحك ذقنه بتفكير ليردف...
-البنت دي وراها حاجه، انا مش عارف ايه هي، كونها البنت الوحيده اللي تشتغل مع ماجد و كونها بدون خبره وانها مالهاش اي لازمه زي ما اكدتلي من ملفها، يبقي الراجل ده وراه سر كبير واكيد هيكون حلقه في القضاء عليه نهائيا، انا ليا طار بايت معاه ومش هيهدالي بال الا وانا مخلصه...

-اكيد طبعا يا باشا، انا متأكد انك لو ادتني فرصه هجيب ارار (اصل و كل ما يتعلق بها ) البت دي و اعرف في ايه بالظبط واحنا كسبنا اول خطوة بالملف اللي اخدناه ده لوحده يوديه في داهيه مع الحكومة!
كشر الرجل وجهه بغيظ ليردف...
-الحكومه مش عبيطه يا سامح لازم المكيدة تبقي اكبر من شويه ورق وبعدين انا عايز اجله يبقي على ايدي انا مش حد تاني، مفهوم!

شعر بالاطمئنان لأنه يدخله في خططه المستقبلية ولم ينوي التخلص منه ليقول مسرعا بثقه...
-وانا متأكد اني هلاقي ثغره امنيه قريب ونتخلص منه ده لو مجبتهوش لحضرتك متكتف تحت رجليك في خطه في دماغي وفي خلال اسبوع هتسمع خبره!..
ارتسمت ابتسامه شر على وجهه العجوز ليردف بشماته...
-ساعتها بس هيشفي غليلي و يعرف مين هو ناجي علوان!
مال متولي يسأل صديقه...
-هو بيكره ماجد كده ليه؟
-ششششش وطي صوتك...

نظر حوله وتأكد من انشغالهم وبعدهم عن مرمي سمعهم ليردف...
-اصل ابنه كان تحت الحراسة في شركه ماجد بس اتقتل بيقولوا حطوله سم في ازازه المايه...
-مين اللي حطهوله وليه...

-انت فضولي اوي وهتودينا في داهيه، كان معاه جنسيتين واحده مصري والتانيه اجنبيه و بيقولوا كان طالب لجوء سياسي و شكله كان جاسوس مزدوج و ان فرقه الحراسه كانت من شركه ماجد و ناجي فاكر ان ماجد اتفق مع الحكومه تتخلص منه وماجد بيقول محصلش و ان الدوله الاجنبيه هي اللي اتخلصت منه عشان ميحصلش حرب بينا وبينهم!
حك متولي رأسه بتوهان ليردف...
-اييووة ده شكله حوار كبير اوي...
لكزة صديقه ليردف...

-اسكت يا متولي لما انت غبي بتسأل ليه اتلهي على عينك نفذ وبس...
تمتم متولي بكلمات بذيئه بخفوت قبل ان يصمت تماما...

فيلا الشناوي...
اخذت جميله تأتي وتذهب في حجرتها بغل وتحمد الله ان وجبه الغداء مرت بسلام فقد كادت تموت خجلا وهي تحاول تناول الطعام معه خاصا بعد ما حدث في حجره الجيم وتجاهله لها تماما...
المتعجرف من يظن نفسه، عضت على شفتها السفليه بحنق متمتمه بغضب...
-هو فاكرني مدلوقه عليه وهيمانه في حبه وهو عامل نفسه شمس الزناتي!
قاطع تمتمتها دقاق منظمه على باب الحجره...
-مين بيخبط؟
-افتحي!

لوت وجهها على سماجته ونبرته الامره لتردف
-ثانيه واحده!
متعمده التأخر بضع ثواني فقط لمتعه اغاظته!
-ايوة..
فتحت وهي تردف بعنجهية وانف مرفوع يخالف الحرج الذي لا يزال يغمرها مما حدث صباحا، ليرمقها بلا ادني اهتمام وهو يدفع بحقيبة امامها قائلا...
-شنطتك كانت في العربية...
-شكرا...
قالتها وقررت غلق الباب غيظا من لا نبالاته ولكنه اوقفها بصوته...
-ايه اللي حصل مع سامح بالظبط؟!..

اغمضت عينيها بغيظ وهي تتمالك اعصابها حتى بعد اولي لحظاتهم قربا هذا ما يفكر به لتقول بصوت شبه مختنق...
-ما انا قلتك!..
-لا عايز اسمعها تاني والمره دي بالتفاصيل!..
جذبت نفس عميق لتقول بهدوء نسبي..
-زي ما حكيتلك عبد الرحمن اداني مفتاح الارشيف عشان اصلي فيه بما اني الست الوحيده و بعدها باسبوعين المفتاح اختفي لمده يوم...
قاطعها وهو يقترب خطوة زادت توترها ليردف بتركيز...

-انتي اتعرفتي على سامح قبل ما المفتاح يختفي صح؟.
ضيقت عينيها فهو يعلم بالتحديد متي رأته...
-انت عارف اني شفته قبلها، اعتبر ده شك فيا ياباش مهندس!.
عزف عن تصحيح لقبها له وقال بجديه تامه...
-احب اسمعها تاني ساعات التفاصيل بتبقي اوضح لما الانسان يعيش بيها و بيستعيد يوم الموقف كله، حاجات ممكن تبقي تافهة بس مفيدة بالنسبة ليا...

زفرت بحنق لتمسك بنظراته بحده وهي تخبره بما يريد و كلاهما يتذكر ما حدث منذ بضعه...

فلااااااش باااك...
وقفت جميله بابتسامه رقيقه تبرز جمالها مرتديه تايير اسود و حجاب روز رائع يبرز جمال بشرتها بطريقه تضايقه...
-اهلا يافندم!
-اهلا يا جميله، هستني قهوتي من ايديك طبعا..
قضب حاجبيه بغيظ والده الذي لم يعرف المديح طوال حياته اصبح رقيق في تعامله معها، فما حال رجال الشركة!
تنحنح ماجد وهو يدخل تاركا الاثنان مع عبد الرحمن...

وكالعاده توجه محمد الي مقعده المقابل لمقعدها على المكتب المشترك بينه و بينها والذي شب نزاع بينه وبين والده بسببه فهو يعلم ان والده خطط لهذا الامر ولم يكن بالمصادفة ان تأتي من لا مكان الي حياته...
كما ان شركه كبيره بالتأكيد ستتحمل شراء مكتب صغير لها بعيدا عنه و عن مساحته الشخصية الا ان والده وصف الامر بالتفاهة ووصاة بتنمية روح المشاركة وكأنه يعمل في احدي الحضانات!.

مرت دقائق قليله حتى دلفت بفنجان قهوه والده ومعها فنجان اخر لعبد الرحمن...
اخذه عبدالرحمن منها بابتسامه وهو يردف...
-تسلم ايدك!
احمرت وجنتها فرفع هو شفته العليا باشمئزاز على هذا التواصل بين الاثنان...
رمش عده مرات، لحظه!
احضرت لوالده وعبدالرحمن القهوة وتجاهلته هو تماما...
بدأت نيران الغيرة تشتعل بداخله تدريجيا فاخذ يتذكر والدته وذلك الوعد ولكن دون جدوي...

دلفت الي مكتب والده وبعد دقيقه خرجت بابتسامتها المشرقة التي اختفت عندما التقت انظارهم!..
رمقته بكبرياء و اتجهت بأنف مرفوعة الي الخارج لتحضر قهوه اخري ظل مترقبا حتى جلست متجاهله اياه تمام واخذت رشفه صغيره منه...
نظر الي فنجانها ثم الي فنجان عبد الرحمن الذي يشربه بنهم و هو يمدح قهوتها!.
ما ان وضعت الفنجان الخاص بها امامها حتى امسك به ليأخذ رشفه كبيره منه، فرغ فمها على اخره...
يا للوقاحه!

وضع قدم على الاخري ونظر لها بابتسامه صفراء، اخرجتها من صدمتها لتزم شفتيها بحنق وتقول...
-انت قليل الادب!.
خرجت ضحكه خفيفة ليميل عليها ويردف بهدوء...
-لا وسافل كمان انتي متعرفيش؟!
اعاد القهوة الي فمه يرتشف منها وعيناه تلمعان بضحكات مكبوتة، يتابع ازدياد تنفسها بغيظ...
لتقذفه بالقلم الذي في يدها وتصيبه في صدره...
-انت بايخ ومستفز...
ضحك بسخريه ونفض صدره بلا مبالاه...

-وانتي رخمه وقليله الذوق وبعد كده زي ما بتعملي للكل تعمليلي معاهم يأما هشرب قهوتك ماشي؟!
-مشش في ركابك يا بعيد، طيب وريني كده وشوف هعمل ايه انا، انا، انا ه، ه...
رفع يده في وجهها ليقول ببرود...
-اتعلمي تتكلمي الاول وتركبي جمله على بعضها وبعدين هدديني يا موزه!
وضعت يدها على فمها بصدمه لتقول بحده وغضب..
-موزة انا موزة انا!

نظر لها من اسفلها الي اعلاها لترتسم شفتاه في نصف ابتسامه جذابه اظهرت اسنانه اللامعة...
-لا طبعا انا بس قلت ارفع من معنوياتك، بس مالكيش نصيب!..
غمز لها تاركا القهوه فارغه ليزر بذلته ويتجه نحو مكتب والده بتأهب...
تعجبت من هذا التحول المطلق وقبل ان تنفجر به وتهدده بانها ستخبر ماجد باشا دلف اربعه اشخاص!
كيف علم بوصولهم ليتأهب!
تمتمت بغيظ...
-مريب سخيف لايطاق بس اموت واعرف عملها ازاي دي ابن اللظينه!

زفرت بحنق على غبائها وهي التي تهلوس وتري الرجل كنسخه من حبيب الطفولة...
زفرت وحثت نفسها على التركيز في الاوراق امامها ولكن عيناها تخوناها لتهرب اليه بين كل لحظه والأخرى...
تمتمت بحنق...
-لا لا الرخم ده مش محمد بتاعي ابدا...
بعد قليله توجهت لأداء صلاتها بالأرشيف لتصطدم برجل يقف امام الباب مباشرا وهي تهم بالخروج، انتفضت بخضه قبل ان يبتسم بتوتر يحاول تهدئتها...
-انا اسف اوي يا استاذه جميله...

-ولايهمك، هو حضرتك واقف ليه كده انت عايز حاجه من الارشيف...
كانت اجابته سريعه بشكل مريب ولكنها تجاهلت الامر...
-لا لا طبعا انا كنت داخل الاوفيس وحسيت بحركة غريبه وانتي عارفه طبعا ان هنا ممنوع ع الموظفين، صحيح انتي دخلتي هنا ازاي؟!
نظرت الي المفتاح بيدها بعفويه لتردف...
-استاذ عبد الرحمن ادهولي عشان اصلي فيه...
هز رأسه بابتسامه وحدسها يحذرها منه ليردف بمودة...
-انا سامح تبع قسم الحاسبات والالكترونيات...

-انا...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 7 < 1 2 3 4 5 6 7 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1979 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1462 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1471 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1290 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2465 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، ملاذي ،











الساعة الآن 04:02 AM