مضي اسبوعين داق بهما فهد و محمد المرار باندماج جميله و حياة، فقد اتحدت الفتاتان من اليوم الاول واخذت كل فتاه تسرد قصتها للأخرى على امل المساعدة والتعاون لتحليل هؤلاء الرجال المزعجين!.. و عاد ماجد الي البيت ايضا عندما تعهد للطبيب بالراحة التامة... صعد فهد ليجد الفتاتان ملتصقتا الرأس على الأريكة ليردف وقد طفح به الكيل ولا يطيق الصبر على هروبها وتجاهلها اكثر... -عايزك يا حياه!
خجلت حياه التي حرصت على تجاهله منذ موقفه الاخير بالمشفى ببقائها مع جميله طوال الوقت وتوجهها للنوم قبل صعوده... ضغطت جميله على يدها بتشجيع لتردف... -روحي انتي وانا هنزل اشوف بابا تحت! -ماشي! دلفت حياه لتجده يفك ازرار قميصه لتردف بخجل وهي تشيح وجهها بعيدا... -نعم؟! توقف عند الزر الاخير تاركا القميص مفتوحا الي اخره ليتوجه نحوها بهدوء قائلا... -خلصتي؟ -خلصت ايه؟ -اللي بتعملي ده!
حرك كلتا يديه حولهم مشيرا الي وضعهم هذا فقد اعطاها مساحه كبيره وحارب نفسه واشواقه لها كل ليله وهو يراها نائمه كالملاك بجواره... عقدت حياه ذراعيها ببرود وداخلها يشتعل فكل ليله انتظرت تقدمه منها وفتح عقله وقلبه معترفا باي شيء يعبر عن افعاله السابقة واحضارها الي هنا... خاصا تبرير تلميحاته الحمقاء مثله! -انا مش بعمل حاجه يا فهد، الحاجات دي حصري علشانك، انت اللي بتقرر وانت اللي بتقول يلا!
اتجه لخلع قميصه بغضب على اتهاماتها المستترة ليردف وهو يمد يده الي الخزانة... -تاني هتتكلمي في الحوار الزفت ده، بصي بقي يا حياه انا مش غلطان و مغلطش معاكي تمام! مررت بجواره مقرره تفادي حرقه الدم والاتجاه الي النوم وهو يعطيها ظهره، رمي هو بقميصه بإهمال الي الجانب فأصطدم بوجهها مباشرا، شهقت فأدار رأسه سريعا ليجدها تزيح قميصه من وجهها ومقلتي عيونها و فمها مفتوحين بصدمه -انت بتضربني!
رمش مرتين ببطء وهو يهزر رأسه بذهول من اتهامها قائلا... -انا ضربتك؟! قالت من بين اسنانها وانفاسها العالية وهي ترفع القميص بين ايديها... -ايوة ضربتني بالقميص في وشي... -انتي اللي اتحركتي مره واحده من ورايا لقيتك جنبي، متخيله اني هشوفك بقفايا!.. -انا مش قادره اصدق انك عملت كده!.. خلل اصابعه بين خصلاته بجنون ليردف بغيظ... -دي متتحسبش ضربه حتى، دي مجرد لمسه!
لم يكمل جملته ليفاجئ بوساده تصطدم الي وجهه، قضب ملامحه بغيظ ليردف بحده... -بتعملي ايه انتي اتجنيتي؟! نظرت له بعناد وهي تضع يدها بجانبها لتردف يبرود... -ايه دي لمسه! وضع لسانه بين اسنانه و باطن شفتيه ليقترب خطوه بغيظ ويردف... -لمسه...! -اه لمسه...! -تمام... قالها وهو ينحني ليحملها كالشوال على كتفه ويلقيها الي الفراش خلفهم لم تستفيق من الصدمة الا وهي تشعر بنفسها تعوم في الهواء وتسقط على فراشهم...
-انت بتعمل ايه! -دوري! -في ايه! قالتها وهي تضع كلتا يداها على صدره تمنع التصاقه بها وهو يميل بجوارها، ليردف فهد ببراءة... -في اللمس! بذلك دفع كلتا يداها بجوار رأسهما ممسكا بها بقوه وهو يخطف انفاسها بقبله انستهم الحياة... حاولت حياه المقاومة وهي تشعر بحراره صدره العاري تنتقل اليها لينتهي بها الامر بعد دقائق ممسكه بخصلاته القصيرة بقوة واصابعه لا تزال مشابكة لأصابع اليد الاخرى...
مرت دقائق لا تكفيه ليبتعد وهو يطبع قبلات رقيقه على جبينها و وجنتها محاولا تهدأ الاعصار بداخله... رفضت حياه فتح جفونها وملاقاه عيونه بعد استسلامها مره اخري لقبلاته، فنزلت دمعه وهي تشعر بضعفها تجاهه ورفض قلبها الثورة على افعاله تلك... مسح بأنفه دمعه تتشابك مع رموشها قبل ان يقبل تلك العين... -انتي غبيه! فتحت عيناها لتنهمر منها الدموع بغيظ على اهاناته لتردف... -لازم اكون غبيه عشان بسكتلك!
ابتسم وهو يري بريق عيونها السوداء قائلا... -مش بقولك غبيه! حاولت دفعه من على جسدها ليحكم عليها اكثر ويردف بحب و ثقه... -بحبك! توقفت حرجكتها تماما لترفع نظرها بصدمه تبحث عن الإجابة في عيونه العسلية التي تظهرها مشاعر حبه كالكراميل المشتغل... بلل شفتيه التي جفت من التوتر لسكوتها ليستكمل... -انا مغلطش في حقك يا حياه انا بعدت عشان اديكي فرصه تعيشي طفولتك عشان ماتجيش في يوم تلوميني او...
صمت للحظه وهو ينظر بعيدا ليردف بخفوت... -عشان متجيش في يوم تكرهيني وتكرهي لمستي ليكي! ابتسمت لجانب وجهه ودموعها تنهمر براحة وفرحة اخيرا نطق بمشاعره تجاهها... (وسقطت العباءة وظهر الحق ) رفعت كفها الصغير تلامس لحيته المهذبة بحب... شعر بارتعاش اصابعها الملامسة له ليسند بوجنته عليها قبل ان يمسكها يداها ويقبلها برقه...
-انا عايز اعيش معاكي يا حياه ونبقي اسره بجد، نفسي احبك وتحبيني و نفسي اسعدك واعيش سعيد...! قاطعته بخفوت وهي لا تقوي على التنفس من سحر كلماته التي تاقت كثيرا لسماعها برغم من بساطتها لتردف وهي تضع اطراف اصابعها على فمه... -انا...! قاطعها صوت دق عالي على باب الغرفة لتنتفض برعب محاوله ابعاد جسد فهد الذي سند جبينه بحنق على كتفها يتوعد لأيا كان يزعجه الان في اكثر لحظه يترقبها! -اوعي يا فهد بسرعه!..
قالتها بخفوت ليجيبها بخفوت مماثل... -حااضر كتفي براحه ؛ انتي بتعملي كده ليه، انتي مراتي! ابتعد عنها ليزفر وهو يسمع الخبطات المتتالية ويتجه لفتح الباب... وقف وجها لوجه مع محمد بملامحه الحاده الجدية ينتظره... قال فهد بين اسنانه... -نعم! رمقه محمد نظره ذات مغزي محاولا التحكم في انفعالات وجهه الراغب في الابتسام وهو يراه عاري الصدر و ووجه احمر وعيونه منزعجه ليردف متجاهلا شعوره بما قد قاطعه للتو...
-لقوا العربيه غرقانه! -عربيه ايه؟! ما تغرق ولا تتحرق انا مالي! -العربية اللي هجموا بيها على ماجد باشا!. لمعت عيون فهد وهو يضيقها معلنا حضور الضابط بداخله، كاد يتجه الي الخارج ليوقفه محمد قائلا بجديه... -البس قميصك الاول، انت مش عايش لوحدك هنا! نظر الي صدره العاري ليبتسم باصفرار لمحمد وهو يتذكر مقاطعته له ليغلق الباب في وجهه باحثا عن قميصه ويري ان حياه قد هرعت للاختباء بالمرحاض!
خرج له فهد ليذهب كلاهما لمتابعه التحقيقات، وانتهي الامر بقضائهم الليلة في الخارج!
في الصباح الباكر... طرقت حياه باب غرفه جميله لتخبرها بالدخول... وجدتها تحتضن وسادتها وتجلس كالبؤساء، جلست بجوارها لتردف... -مالك يا جميله؟ وكأنها كانت تنتظر تلك الكلمات لتنفجر باكيه محتضنا حياه ؛ توترت من منظرها لتقول سريعا... -في ايه يابنتي، هو في حاجه حصلت! هزت رأسها بالنفي لتردف حياه... -محمد زعلك طيب؟ هزت رأسها بالنفي مره اخري، لتردف بصوت يتخلله البكاء... -لا مجاش من امبارح اصلا!
لتدفعها حياه بخفه متفحصه وجهها قائله... -ما انا عارفه، فهد كمان مجاش... -اتلم المتعوس على خايب الرجا! ضحكت حياه لم تتخيل جملتها تلك لتردف... -لا ده انا اعرف مالك بقي، بتعيطي ليه؟ -عشان زهقت وتعبت خلاص، حاسه اني غبيه وهو مش حاسس بيا! مسحت حياه دموعها بحب لتردف... -يا جميله ما انا قلتلك امبارح انكشيه! -هو انا لحقت ده دخل الاوضه ثانيه قبل الفون مايرن ومشي على طول!
-انا مش عارفه والله بس اللي اعرفه انه محترم وبيحترمك عشان كده نايم على الكنبة لكن المشكلة انه فاهم غلط، احنا مش عايزينه محترم! هربت ضحكه من جميله وسط بكاءها لتردف... -ضحكتيني يا بنت الايه انتي، انا بس اللي مضايفني انه بيتجاهلني وعلي طول متعصب ولو انا ما اروحش نحيته ميجيش، انتي فهماني! -فهماكي طبعا، بس هقول ايه رجاله كلها منيله! (قول كمان عاييييز اتووووب ).
-ياستي حرام عليكي ده فهد بيبقي زي التايه من غيرك انتي مش بتشوفي بصاته ليكي عامله ازاي لدرجه اني شكيت في حكايتك ليا وقلت ازاي ده قدر يقاطعك 6 سنين واكيد انتي اللي طفشتيه! نظرت لها حياه شزرا لتفسدها ابتسامتها بعد لحظه قائله... -سيبك انتي مني و من فهد وخلينا فيكي يا اقوي واحده لا اقوي واحده ايه وربنا انتي اجدع من رجاله بشنبات يابنتي! -انا! يا شيخه اتلهي اومال انتي تبقي ايه واللي قدرتي تعملي مع فهد!
هزت رأسها بالنفي قائله... -انا ما اجبرتوش يا جميله هو ده الفرق انا استسلمت وكنت مقرره اني هسيبه فعلا لولا انه سبقني... انا عمري ما كنت هحارب يا جميله لاني حسيت بالانكسار و مشفتش حبه قبل كده! اختفت البسمه من على وجه جميله لتستمع اليها بحرص و تأني لتستكمل حياه...
-لكن انتي عارفه انك بتحبى و بيحبك وبالرغم من كل عقده اللي حكتيلي عليها واللي انا حاسه انها سخيفه شبهه و انه ممكن يكون سادي فعلا بيحب يعذب نفسه و رفضه انه يرجع للحب ده ؛ بس انتي فضلتي قويه ومنهزمتيش وقررتي تلاقي سعادتك بأيديك و ده اللي انتي عملتي واللي لازم كل واحد فينا يعمله!
شعرت جميله بفمها يرتعش لحظه وهي تحارب دموعها بان هذه هي نظره من حولها لها وليست الفتاه اليتيمة الضعيفة التي تطارد رجلا يرفضها! -ربنا يخليكي ليا يا حياه يا بنت ام حياه يارب و يسعدك! رنت ضحكات حياه لتردف... -طيب يالا يا اختي قومي عشان ننزل نشوف ماجد باشا انهارده ونعمل الغدا الراجل محتاج عنايه!
عند محمد وفهد... جلس الاثنان اامام ظابط المباحث ينظرون الي مفتاح صغير يتوسط سطح المكتب بتفكير عميق، زفر فهد ليردف... -طيب و بعدين هنقعد كده! -الباشا عنده حل تاني ولا انت مستعجل وخلاص! قالها محمد بغضب على قله تركيزه ليردف الضابط... -والله يا محمد باشا انا شايف تروحوا و تسيبوا الموضوع ده علينا... اردف محمد سريعا...
-معلش يا باشا انا عايز فريقي يشترك في الموضوع ده، المفتاح ده لو مش مهم صاحبه مش هيخبي في فرش كرسي السواق ويحطه في علبه! رفع الضابط كفيه قائلا... -اللي يريحك بردو، واكيد هنوصله ما تقلقش! -ان شاء الله... مع ذلك وقف محمد يصور المفتاح من كل زاويه قبل ان يصافحوا ضابط المباحث على تعاونه والتوجه الي المنزل... في فيلا الشناوي...
وقفت جميله تطالع نفسها بخجل فقد ارتدت فستان يصل لأعلى فخدها بحمالات رفيعة كان موجود في الحقيبة التي اوصت بها الاء لإحضارها ولكن خجلها طوال الفترة الماضية منعها في المضي بهذه الخطة لولا تشجيع حياة لها الان... فتجاهله لها صار مريرا لم تعد تتحمله وهي من الان ستسعي لاقتناص اي رد فعل منه... نظرت مره اخري الي انعكاسها لتهز رأسها برفض متمتمه بصوت عالي! -لا لا لا قصير اوي مش هقدر، انا هغيره!..
اتجهت نحو خزانتها لأخذ احدي بجاماتها، فتسمرت في المنتصف وهي تستمع الي مقبض الباب يتحرك والباب يفتح معلنا عن وصول محمد... نظىت بعيون واسعه تجاهه وهو يغلق الباب بملامح عابسة قبل ان يتنبه اليها و يتسمر هو الاخر... وقف مشدوها مما يراه، زادت دقات قلبه وهو يمرر عيناه على جسدها من اسفله الي اعلاه ليتوقف عند اماكن بعينيها كفيله بضخ الدماء في جسده وصلت الي اذنه...
اطال النظر الي وجنتيها المرمرية الحمراء قبل ان يرمش وينظر الي عيونها بذهول وجوع نشب بداخله... تابعت جميله تغيرات ملامحه و صدمتها تغمرها من دخوله المفاجئ فقد ظنت انه سيأتي ليلا لانشغاله بالتحقيق! ارتعشت بخفه من جراءه نظراته واعطتها تلك النظرات دافع لاستحضار شجاعتها و اكمال خطتها بنزع اعتراف بحبه لها!
رفعت كف رقيق يرتعش تحت انظاره لتضعه في جانبها الايمن محاوله التمايل قليل او اظهار انحناءه خصرها لتردف... -انت واقف كده ليه! بلل شفتيه التي جفت ليردف بصوت يشوبه الرغبة برغم من ظهور قله الخبرة بحركتها ولكنه لا يأبه طالما صادره منها... -انا؟! ابتسمت ببراءة وهي تتحرك من قدم الي الاخر بتوتر تحاول اخفاءه... -هو في حد غيرك واقف هنا؟ -لا!
كان يتحدث كالإنسان الالي دون تفكير لتزداد ابتسامتها، وثقتها بانها استطاعت الجام لسانه السليط وانتزاع رد فعل منه! اقتربت نحوه مبتسمه وهو يلاحظ ووجها الخالي من اي زينه، ومن يمتلك رموشها الطويلة و وجننيها الحمراء من الخجل وشفتاها المكتنزة الوردية كبتلات الورد ويحتاج للزينه... توقفت انفاسه عندما توقفت امامه و رفعت اصبعها تمرره على وجنته قائله.. -مالك؟ انت تعبان ولا ايه؟
شعرت بتوتر من سكونه فقد كانت تحادثه في طريقها اليه ولم تجد منه رد فعل... بالتأكيد لم تسلبه بجمالها الي هذا الحد! صحيح؟! انتفض بعيدا عن يدها يبتعد خطوه ليعود لعبوسه قائلا بغيظ يخفي به رغبه قلبه باللجوء اليها... -انا كويس اهوه، انتي اللي في ايه، ما تظبطي كده! مصمصت بملل لتردف.. -مالي يا خويا ما انا زي الفل اهوه... استدارت وهي تزيد في تمايل خطواتها لجذب نظراته لتجلس على احدي المقاعد وتضع ساق على الأخرى...
ارتبك اكثر ففي ابعد خيالاته لم يتوقع جراءتها تلك، ما الذي تحاول فلعله تلك الحمقاء والتوقع منه الا يلتهما بأسنانه! نظر حوله محاولا تدارك وقوفه كالغبي في منتصف الغرفة بلا اي سبب، فتوجه للجلوس على الأريكة في مقابلتها محاولا الانشغال باي امر يلهيه عن النظر الي ذلك الجمال المشع امامه! ابتسم داخله حمامته صارت كالطاووس!
وضع يده بجيوبه يخرج ما بها على الطاوله امامه وعقله يحاول استيعاب لما يخرجهم، ولكن تلك الفتاه احدثت خلل بعلقه وانتهي الامر! جذب سلاحه من صدره ليصل الي اذانه صوت شهقتها العالية، نظر اليها بتساؤل... لتقف جميله بعيون منبهره تقترب منه قائله... -الله ده حقيقي! ابتسم محمد باصفرار ليردف.. -لا ده مسدس مايه!.
ابتسم محمد باصفرار ليردف.. -لا ده مسدس مايه!. قلبت عيونها بغيظ متجاهله اياه لتردف بحماس... -ممكن المسه! جلست بجواره ليزفر بحده محاولا السيطره على نفسه حتى لا يجذبها ويقبلها حتى يكتفي! -لا! وضعت يدها على صدرها تربت بخفه متناسيه ان ما ترتديه لا يخفي الكثير قائله... -عشان خاطري يا محمد مره واحده بس! نظر اليها بعيون مشتعلة غير قادرا على مقاومه محايلاتها و النظر اليها ليهز برأسه بالموافقة!
اتسعت ابتسامتها وانتقلت انظارها المبهورة تتفحص قطعه الحديد بيده وكأنه قطعه من السماء... علت انفاسه وهي تلامس بأطراف اصابعها بفضول وانبهار السلاح بين يديه... ابعد السلاح قليلا لترمقه برجاء قبل ان تقترب بجسدها وتمسكه مره اخري... لمعت عيناه وهو يستشعر بحراره جسدها قربه ليعيد الكره قبل ان تقترب بغيظ وتحاول رؤيته بوضوح قائله بغيظ... -بطل رخامه بقي هشوفوا ثانيه بس!.
قالتها وهي ترتفع بجسدها نحو السلاح ليكون صدرها في مستوي بصره ودون وعي منه رفع ذراعه يحيط خصرها ويجذبها إلى احضانه... اطلقت صرخة خفيف بعيون متسعه عندما جذبها للجلوس على ساقيه... لم يعطها فرصه وامسك شفتيها بشفتيه بعد ان القي سلاحه باهمال ممسكا رقبتها بحده من الخلف بكلتا يداه...!
لم تعلم ما الذي اصابها ففي لحظه كانت تقتله في عقلها على سماجته والأخرى كانت على ساقه تسمح له بتقبيلها وكأنه رجلا في الصحراء يشتهي اخر قطرات للماء... اخذ يقبلها بإصرار وشوق كبير رامي بتحذيرات عقله بعرض الحائط فصغيرته بين يديه تنسيه الحياه وما فيها!
ابعد شفتيه بعد قبلات متواصلة يري نتيجة هجومه الظاهر بقوه على شفتاها الحمراء كالدماء ليميل برأسه يقبل رقبتها بنهم شديد، غير قادر على الوصول لنقطه الرضا والاكتفاء! تأوهت جميله كالمغيبة تمسك بقميصه ورأسه بشده وهي تشعر بجسدها يتهاوى من حولها! مشاعر جديده لم تعلم بوجدها ينزعها هو بكل غرور من اعماقها...
اغمضت عيونها باستسلام وهو يهبط بقبلاته حتى اعلي صدرها ليتوقف بعد مده بأنفاس لاهثه لايزال رافعا لها من خصرها ليضع رأسه بين رقبتها وصدرها محاولا تمالك ذاته... اذ كان يحاول التقاط انفاسه و الابتعاد فقد كانت الخطوة الخاطئة! شعر بذراعيها الضعيفة تحيطه وتضمه اليه بحنان بالغ وكأنها والده تخشي على فقدان طفلها...
اغمض عينيه على هذا الهجوم السافر على مشاعره و جدران استغرق سنوات يبنيها لأقناع نفسه بالابتعاد عنها وانقاذها من شؤم التواجد قربه كي لا يفقدها ككل من احبه في حياته! تبخرت افكاره وهو يشعر بها تميل بوجهها لتدفنه في شعره القصير وتشد عليه بذراعيها فأصبح يخشي على قلبه من الانفجار... لحظات و وجد نفسه يميل بها على الأريكة وهو لا يزال مطبقا على خصرها و رأسه بأحضانها...
زادت دقات قلبها وهي تشعر به يعدلهم ليستلقي كلاهما على الأريكة ورأسه لا تزال على صدرها... لتبدأ اصابعها تتخلل بين خصلات شعره بسعادة وامل! حركت اصابعها الناعمة كانت كفيله بإغراق جسده المتعب في نوم عميق لم ينله منذ سنوات... شعرت جميله بتنظيم انفاسه لتغلق جفونها حافظه لهذا الشعور، رافضه اخراجه من احضانها والخروج من جنة امانها!
في الاسفل... وقفت حياه تنهي لمساتها الأخيرة على الطعام بينما وقف فهد عاقدا ذراعيه بملل وحنق طفولي... رمقته نظره وهي تحاول كبت ابتسامه لتردف... -اطلع نام يا فهد قلتلك هخلص الاكل عشان ماجد باشا وهطلع وراك! -بجد والله واسيبك لوحدك مع السحلية اللي بره ده! نظرت له مصطنعة عدم الفهم لتردف... -مين؟ نظر لها بغضب لتهرب منها ضحكه صغيره... -بجد حرام عليك ده طيب ولطيف خالص...
اقترب نحوها ليضع يده على اذنه قائلا بتحذير... -ماله يا ماما؟ خرجت منها ضحكه تشوبها التوتر لم تتخيل الغضب الذي نشب في عيناه اكثر لتردف سريعا... -بقولك زي الزفت و دمه تقيل، انتو مستحملينه ازاي ده! -ايوة كده اظبطي!.. هربت منها ضحكاتها ليشاركها فيها بعد لحظات... -كان لازم انتي اللي تعملي الاكل يعني... -احمم اصل جميله مشغولة قالت هتطلع تخلص حاجه وانا عرضت عليها اخلص الغدا والاكل الخاص بماجد باشا...
اخذت تزيل الاطباق بتوتر، فهي لن تخبره انها طلبت من جميله الصعود و تجربه احدي تلك الملابس حتى ترتديها ل محمد في المساء على امل تحطيم جدرانه لتتفاجأ بحضورهم المبكر ولكنها لن تقلق على صديقتها... رفع فهد حاجبه وهو يستشعر شيء خفي ولكنه قرر تجاهله... بعد ان قدمت الطعام وانتهوا من تناوله، استأذن فهد للصعود والنوم فهو منذ الامس لم يذق النوم والراحه.. ليردف عبدالرحمن بعفويه عندما اشار فهد لحياه بمصاحبته...
-ايه ده انتي كمان هتنامي يا حياه ده احنا لسه المغرب مجاش! لكزه ماجد من تحت الطاولة ليخرسه... وقف فهد محاولا السيطرة على نفسه حتى لا يصفعه، فتقدمت حياه تمسك بقبضته بجواره قائله... -اه يا استاذ عبد الرحمن، انا كمان معرفتش انام وفهد مش هنا... نظرت لفهد لتجد ابتسامه تشع من عيونه ليردف ماجد... -نوم العافية يا ولاد اطلعوا اطلعوا... ما ان صعدا حتى نظر ماجد لعبد الرحمن شزرا قائلا...
-انت ايه يا بني حافظ مش فاهم! -ليه بس ده كان مجرد سؤال! هز ماجد رأسه على غباءه ليردف... -ده اللي انت فالح فيه لكن تيجي عند محمد و جميله تقلب بطه بلدي!. جلس عبد الرحمن بحنق يندب حظه الذي اوقعه بتلك العائلة المجنونة!
اغلق فهد الباب خلفهم لينظر لها بابتسامه قائلا... -وحشتيني! اتسعت ابتسامتها وهي تخلع حجابها تاركه لخصلاتها المموجة الحرية من كحكه معقوده اعلي رأسها... -اممممم... لوي شفتيه باشمئزاز قائلا... -اممم ايه اممم دي يعني، اصرفها منين! ضحكت بخفوت مستكمله دلالها... -انت هتنام؟! شعر بحنق لتغييرها الحوار ليقول... -ايوة هتخمد! -بعد الشر عليك من الخمده!
عادت ابتسامه صغيره إلى شفتيه وهو يقترب منها ويجلس قربها على الفراش... -الله طيب ما احنا حلوين اهوه، طب ايه؟! قالت ببراءة مصطنعة... -ايه؟! -ايه انتي! احمرت وجنتها وهي تعبث بطرف الغطاء بأصابعها مطرقه رأسها لتتسع عيونها بشكل مفاجئ وهي ترا قفطان عرسهم و صورته لا تزال تحت الغطاء وقد نست ان تخبأهم عندما استيقظت في الصباح... قفزت بخضه تضع جسدها عليهم محاوله اخفاءهم... ارتعب فهد ومال للخلف بخضه قائلا...
-بسم الله الرحمن الرحيم! في ايه يا مجنونه انتي! تجمدت ملامحها وعيونها المتسعة بارتباك لتردف... -المكان ده مريح انا بحب انام هنا، اه ده مكاني! -يا ستي نامي في الحته اللي تريحك وانا هقولك لا، انتي غريبه اوي! -غريبه ليه مجنونه اياك و لا مجنونه! قالتها وعيونها تتجه في كل مكان بجنون! -في ايه يا حياة انتي هتتحولي ولا ايه، خلاص خليكي، انا هروح اخد شور وراجع تكوني هديتي كده!
قالها واتجه إلى الخزانه يخرج ملابسه، رمقها بتوجس قبل ان يغلق الباب إلى المرحاض... في لحظه انتفضت واقفه تلملم اشياءه التي رافقتها طوال فراقه واصبحت لاتستطيع النوم بدونها في غيابه... فتح فهد الباب و قد نسي المنشفة لتشهق برعب تحاول اخفاءها في الغطاء مره اخري والجلوس عليهم... ضبق فهد عينيه بشك قائلا... -ايه اللي مخبياه ده؟ -انا مش مخبيه حاجه... قالتها بوجه احمر... اتجه نحوها ليردف بهدوء حاد...
-مالك يا حياه انتي مش على بعضك ليه ؛ وريني ايه اللي معاكي ده! -لاااا، دي حاجه خاصه ومش عايزاك تشوفها.. -مفيش حاجه خاصه بين الراجل و مراته... -لاااا لا لاااااا! -لا ده انتي اتجنيتي رسمي وريني ايه اللي مخبياه ده!.. امسك ذراعها بعنف يبعدها من مكانها بينما تقاومه هي برمي كامل جسدها على الغطاء... مد يده تحت جسدها غير عابئ بالمكان الذي يلامسه منها لتنتفض تدفع ذراعه بخضه قائله... -نهار اسود يا قليل الادب!
حرك يده بإشارة للصبر وهو يحاول الامساك بما يوجد اسفلها بيده الأخرى قائلا... -اهدي على نفسك لسه دورك جاي! بذلك امسك بما تخفيه ليجذبه من خلفها، اطلقت صرخة حصريه بأفلام الرعب محاوله انتشالها ولكنه ابعدها بذراعه الاخر بغضب...
تفحص قطعه الملابس الرجولية في يده لوهله ظن انها ملك لرجل اخر ولكن الصورة الملفوفة بداخله قتلت تلك الافكار وهو يمسك بصورته يوم زفافهم وهو يرتدي نفس القطعة بيده وهي عباره عن جلبابه الاسود المزين بأطراف ذهبيه... القي نظره إلى حياه المطرقة الرأس بخجل وتضع يدها على رأسها تتمني لو تنشق الارض وتبلعها... ارتسمت ابتسامه بعد انتهاء صدمته هل تحتفظ باغراضه منذ سته سنوات!
اقترب يجلس بجوارها وهو لا يزال ينظر إلى الاغراض بيده ليردف بمشاغبة... -ده حب قديم بقي!.. ادارت جسدها بعيدا عنه بخجل ولم تجيبه... ترك ما بيده و حاول اجبارها للاعتدال والنظر اليه... رفضت حياه النظر إلى عيناه وقد غلب عليها الخجل و الحرج، زادت ضحكاته ليحتضنها إلى صدره رغما عنها... -ايه سكتي دلوقتي! حاولت التملص منه ليزداد ضحكاته قائلا... -خلااص طيب، وسيباني اهري و الف و ادور و في الاخر طلعت معجب قديم!
-اوعي يا فهد!.. قالتها و هي تدفعه بقوه ولكنه اطبق عليها ليردف بإزعاج.. -طيب اعترفي الاول، حب ده هاااه، حب قديم هاه هاه، بصيلي كده حب قديم هاه! -الله ايوة حب قديم متزفت ارتحت دلوقتي! قالتها باستسلام وهي تخفي راسها في صدره... ظنت انه سيستمر بإزعاجها واحراجها ولكنه اكتفي بان رفع ذقنها ليملي عينيه من وجهها الذي تحول إلى حبه من الطماطم... -كان في حاجه كده هتقوليها قبل ما الباب يخبط امبارح!. -مش فاكره!
قتلتها بخفوت وقلبها يخفق بشده من قربه لها... -امممم وماله افكرك انا! قالها وهو ينظر إلى عيناها بحب ليميل اليها طابعا قبله طويله على شفتيها بحب شديد... ابتعد بعد لحظه قائلا... -افتكرتي! عجزت عن الرد لا تزال تائهه ليقول وهو يعود بشفتيه اليها... -لسه بردو؟! هذه المره اطال في قبلته قبل ان يبتعد بانفاس عاليه... -هاه افتكرتي! (كفايه يا جدعان هفرفر منكم ).
ابتسم بخفه عندما هزت رأسها بالنفي لا تعلم علاما تعترض ليردف بصوت غلبت عليه مشاعره.. -بحبك... فتحت عيناها ببطء تنظر إلى عيناه المشعة بحب و مرح و تلك المشاعر التي تقسم بخطورتها... لتقول بصوت به بحه وكأنها تكتشف صوتها للمره الاولي... -بحبك! اتسعت ابتسامته لتغطي وجهه الاسمر الوسيم قبل ان يميل عليها وهذه المرة يخطفها إلى اعالي السحاب، ليهبط بها في رحله مقدسه من طرفين!
ليصبحوا زوجا و زوجه بكل جوارحهم وكيانهم...
في الصباح التالي... استيقظ محمد بأعجوبه واشعه الشمس تداعب عينيه، ليفتح جفونه ببطء، تملم مكانه ليشعر بجسد ناعم تحت رأسه، تشنج بخضه ليرفع نصف جسده الملقي عليها بذهول... هل ظلوا هكذا طوال الليل لابد انه طحن جسدها الصغير بجسده المتكتل كالصخر... مرر بصره على وجهها الصغير المرسوم كلوحه اثريه بالغه الجمال والرقه، ليتنهد وهو يشعر بقلبه يتضخم بحب فياض لها فقد الامل في اخماده...
كم تمني ان يستيقظ ويجد نفسه بين احضانها، ابتسم بمشاغبة عندما شعر بصدرها يعلو و يهبط مصطدما بصدره... اعاد انظاره إلى وجهها ليجد اللون الاحمر ينتشر على وجنتيها ليعض على شفتيه موقفا ضحكه على اصطناعها للنوم... الان تشعر بالخجل الم تكن هي من وقفت في منتصف غرفته تجن جنونه بما ترتديه من قطعه قماش تظهر اكثر مما تخفي...
تنحنح قبل ان يبتعد عنها جالسا عند طرف الاريكه واضعا ساقيها خلفه، وضع يده على كتفها يهزها بخفه وهو يشعر بنعومة بشرتها تحت اصابعه الخشنة... -جميله اصحي! تململت باصطناع لتفتح احدي جفونها وتلعق شفتيها بارتباك... اعتدلت بخجل وهي تنزل ساقها من على الأريكة محاوله جذب فستانها إلى اسفل لإخفاء ما يمكن اخفاءه... سعل بخفه يخفي ضحكه ترغب في الخروج وهي تبدو كطفل يوشك على البكاء ليردف... -نمتي كويس..
مد يده للطاولة امامه يمسك هاتفه ليجد اكثر من مكالمه من فريقه لم يجيب عليها، قضب حاجبه بقلق وهو يري الساعة تشير إلى الثانية عشر ضهرا! -ايه ده؟ نظرت له بوجه مشحوب قائله... -في ايه، حصل حاجه؟! -الساعه 12 ونص! شهقت تضع يدها على فمها لتردف... -يالهوووووي كل ده نايمين، هيقولوا علينا ايه دلوقتي! نظر لها بكل جديه يمتلكها في ملامحه قائلا... -واحد و مراته نايمين لحد دلوقتي، تفتكري هيقولوا ايه يعني!
خبطت بخضه على وجنتها قائله... -يا فضحتي! -نعم يا اختي! -اقصد لا طبعا مفيش الكلام ده! -واللهي انتي اللي سألتي! نظرت له بغضب قائله... -طيب اسكت بقي! وقفت متجه إلى المرحاض ليمسك بيدها، ادارت رأسها تنظر له بتساؤل ليبتسم قبل ان يقترب ويطبع قبله رقيقه اذابتها ذوبان على وجنتها الحمراء قائلا... -صباح الورد! هربت منها ابتسامه خجوله مذبذبه لتجذب يدها وتهرع إلى الخزانة ساحبه اول فستان يقابلها ثم إلى المرحاض...
اغلقت الباب ووضعت يدها على قلبها المتمرد بدقاته العالية... اخذت تقفز بفرحه غير مصدقه هذا التحول في تصرفاته، وتعهدت ان تعطي 1000 قبله لحياه على هذه النصيحه! خرجت بعد مده على صوته العالي نسبيا في الهاتف... -يعني ايه مش عارفين، ايه طلع شيطاني كده! صمت لحظات يستمع إلى الطرف الاخر بتأني ليردف... -انا ما يعجبنيش الحوارات دي قدامكم بالظبط يومين واصل المفتاح يكون عندي ؛ شغلوا دماغكم شويه يا ممدوح!
وضع يده على ذقنه يفركه بحنق ليردف وهو يتجه إلى وسائد الأريكة يرتبها... -خليك مع المباحث طبعا، انا متفق معاهم متقلقش، الصور وصلت للفريق كله يا ممدوح انا مش هشيل هم جوا وبرا! ابتعد خطوتين بتركيز قائلا... -ماشي يا ممدوح! رأي بجامتها التي كانت تمسكها بالأمس ملقاه على الارض فتوجه نحوها يضعها في الخزانة بترتيب وفمه لا يتوقف عن اصدار الاوامر...
وضعت جميله يدها على فمها لتمنع ضحكه خفيفة، كم يبدو لطيفا وهو يقوم بدور مدبره المنزل اثناء توبيخه لفريقه! اغلق الهاتف وقضب حاجبيه بتفكير لتقترب منه متسائلة... -مفتاح ايه ده يا محمد؟! زفر قائلا بضيق... -مفتاح لقيناه في العربيه الغرقانه بس لسه مش عارفين بتاع ايه! ابتسمت كتشجيع له قائله... -كل تأخيره وفيها خيره اكيد هتعرف في الاخر! هز رأسه وماهي الا دقائق حتى جهز الاثنان ونزلا سويا... -ايه ده هما لسه نايمين؟
تساءلت جميله وهي ترا الهدوء يعم ارجاء الفيلا... نظر محمد حوله ليتجه نحو مكتب والده ليجده بداخله... -صباح الخير يا باشا... وضع ماجد ما بيده ليبتسم بسخريه... -صباح الخير، نفسي تقولي يا بابا زي الناس المحترمة! ارتفع جانب وجهه في شبه ابتسامه ليشير برأسه إلى جميله التي دلفت بجواره... -اهو ربنا اداك المحترم اللي بيقولها! ضيقت جميله نصف عين لتردف... -اه بقي انت غيران منا!
ضحك ماجد وقد اشرق وجهه مستشعرا السعادة وانسجام الطرفان، يدعو في قلبه ان يكون قد تخلي عن اوهامه و يجتمعا سويا! -انتي مصيبه!، ربنا يسعدكم يا ولاد... رمقته جميله بخجل قبل ان تلتقي عيونها الأملة بعيون محمد المذبذبة التي يكسوها لمحه من السعادة جديده على ملامحه... انتظر ماجد ان يصحح له محمد وضعهم ولكن قلبه صار يقفز فرحا حين ابتسم وتوجه يجلس امامه... -هو فهد وحياه لسه نايمين؟!
-في ايه يا جميله انتي شغله نفسك بيهم ليه؟ اردف محمد بقليل من الانزعاج لتمط شفتيها بحزن طفيف فقد كانت متحمسه للقاء حياه وسرد ما حدث من تطورات لها بالإضافة إلى شكرها على نصيحتها الخارقة! -عادي اصلي لازم اجهز الغدا اكيد ماجد باشا على لحم بطنه! ليردف ماجد مطمئنا لها... -لا متقلقيش انا فطرت بدري... تنحنح قائلا... -انا رايح الشركه ساعه و... قاطعه محمد سريعا... -شركه ايه يا باشا اللي هتروحها انت لسه تعبان!
-تعبان ايه انا داخل على شهر ؛ وبعدين دي رصاصه في كتفي مش في دماغي! اردف محمد بهدوء حاد يزيد من حنق ماجد... -انا شايف ان الانسب نستني شويه انا معايا خيط يوصلني للي وراك واحب انك تبقي في امان تام لحد ما احط ايدي عليه! -اااه يعني استخبي، لا يا محمد مش طبعي وانا مش بستئذنك انا بقولك بس عشان تاخد احتياطاتك! -ماشي بس ياريت تستني لبكره عشان اجهز نفسي... قاطعتهم جميله... -وانا هرجع الشغل؟! -لااااا...
قالها كلا من محمد و ماجد بحده ارعبتها قليلا لتأخذ خطوه للخلف لتقول... -ليه؟! ليقول محمد بهدوء لا يرغب في اخافتها اكثر ولا يرغب بان يعترف بانه يريد اخفاءها عن العالم وانه لن يتحمل وجودها في شركه كلها رجال الا هي... -عشان حياه! رفعت حاجبيها بتعجب قائله... -عشان حياه ازاي يعني؟ -احم لو انتي رجعتي الشغل وفهد وانا وماجد باشا مشينا وسبناها هي اكيد هتضايق انها لوحدها ولا ايه مش هي صاحبتك بردو؟!
زمت شفتيها بتفكير غافله عن خدعته لإيقاعها في فخه ورغبته... -حياه مش صاحبتي دي اختي.!.. ارتسمت نصف ابتسامه على فمه، جميلته لن تتغير اطلاقا سيظل كل من تحب اخ او اخت لها، تماما كما في الصغر! -طيب الحمدلله اتفقنا... -انا هطلع اصحيهم بقي! وضع محمد يده على رأسه بقله صبر ليردف... -سيبيهم شويه يا جميله انا مش عارف عايزه تصحيهم ليه! -قلتلك عشان الغدا... قالتها بحنق ليقف بحده قائلا... -تعالي يا جميله انا هساعدك...
وقفت بعيون واسعه تنظر له ببلاهه الان يرغب بمساعدتها بعد ان تهرب مرار وتكرار من عاده اصر ماجد على انه لا يقطعها! هزت رأسها بالموافقة لتتجه معه إلى المطبخ... وقفت تقطع قطع الخضار بإهمال وهي تراقب اهتمامه بعيون حاده كالصقر يرتب شرائح اللحم والبصل بعنايه بالغه في الاناء الخاص بها... لوت شفتيها بتعجب، وقد بدأت تشعر بالغيرة من تلك العناية الفائقة لتردف... -حطها يا زي ماهي!
نظر لها لحظه قبل ان يعيد تركيزه إلى رص القطع امامه... -انا بحب الحاجه مضبوطة! -اخدت بالي! قالتها لتقطع الخضراوات بحده، تشعر بالسخافة، فمن تشعر بالغيرة من شرائح للبصل! رمقها محمد بتعجب قائلا بسخريه... -براحه انتي معندكيش اخوات خضار! ارسلت له ابتسامه صفراء بدون اجابه، اقترب منها ليبدأ في اخذ قطع الخضار بنظام كاد يصيبها بشلل نصفي لتنفجر به وهي تمسك بقطع الخضار وترميها بإهمال داخل الاناء امامه...
-اهووووه بيتحط كده اهوووه! نظر للأناء باشمئزاز ثم لها قائلا... -استفدتي ايه انتي دلوقتي، انسانه مزعجه! -انسان بارد! -انتي هبله يا بنت انتي! -انت عبيط يا ولد انت! ترك ما بيده يجذبها من ذراعها اليه... -هتغابي عليكي متعصبنيش بمخ الحمامه ده! -متقوليش يا مخ الحمامه! -لا هقولك... -انت انت انت... قاطعها وهو يميل عليها يقبلها ثواني ويبتعد عنها بحده..
وقفت مشدوهه غير قادره على فتح فاهها، ليتجه إلى الموقد يشعله ويضع الاناء فوقه... -الحمدلله، سكتي اخيرا!.. نظرت له بغيظ وهي تحاول تمالك نفسها بينما يتجول هو براحه تامه في ارجاء المطبخ ينهي الطعام... -انت قليل الادب!.. قالتها بخفوت و غيظ، لترتسم ابتسامه كبيره على فمه وهو يقترب منها بعيون شبه مغلقه ليردف بمشاكسه... -ما انا عارف، بس يا تري انتي تعرفي؟!
شهقت وابتعدت سريعا إلى الخلف لتقف عند الباب ناظره له بتوجس... -لو قربت نحيتي هضربك! رفع حاجبه بتحدي قائلا... -بجد، لا بجد ابهرتيني! دبدبت بقدمها بحنق قبل ان تتجه إلى الخارج بينما هربت منه ضحكه كبيره لينظر إلى مكان ذهابها وهو يشعر بسعادة تتملك قلبه... فقط تلك الحمامة المجنونة تستطيع استعاده سعادته و تحويل حياته المملة والرتيبة إلى اخري اشد حماسه!
في غرفه فهد و حياه... استيقظت حياه لتجد نفسها مستلقيه على صدر فهد العاري، شعرت بخجل وهي تتذكر ما دار بينهم من اعاصير بالأمس... دست رأسها بصدره اكثر للحظه قبل ان تتجه إلى المرحاض لتجهز... ظلت الابتسامة مرتسمه وجهها اخيرا تشعر بالاكتمال... رفضت الرجوع إلى ذكريات قديمة وقررت فتح صفحه جديده بحياتهم معا متناسيه اي سلبيات شعرت بها من قبل!
استيقظ فهد في هذه الاثناء وتوجه يدق على الباب بانزعاج، فتحت له حياه سريعا ظنا منها انه يريد استخدام المرحاض ولكنها وجدته متكأ عي اطار الباب بأحدي ذراعيه ليردف بانزعاج... -انتي قومتي ليه؟! -افندم! -قومتي ليه من جنبي انا كنت عايزك في حضني اول ما اصحي!.. ضحكت بدلال وهي تمشط شعرها الاسود بأطراف اصابعها قائله... -لا انت مش طبيعي على فكره! عقد ذراعيه رافضا منحها المجال لتخطيه ليردف..
-مش طبيعي عشان عايز مراتي في حضني! لمست طرف انفه بخفه وهي تقول بغمزة... -لا مش طبيعي عشان خضتني وبعدين نبقي نعوضها! دفعته بكتفها وهي تمر بجواره ليتبعها وهو يجذبها ويحتضنها اليه من الخلف... -انا ماليش دعوه انا عايز اصحي وانتي في حضني! -اعمل ايه طيب؟! -نعيد المشهد! -مشهد ايه يا فهد انت النوم اثر فيك؟! وضع ذقنه على رأسها وهو يتحرك بها إلى الامام نحو فراشهم ويدفعها بخفه قائلا...
-يعني هتعملي نفسك نايمه وانا هعمل نايم واصحي الاقيكي في حضني! دوت ضحكتها الأنثوية الرائعة وهو يدفعها بعيدا ليستلقي بجوارها حتى يجذبها بين احضانه!.. ابتسم على السعاده التي تشع من عينيها وشعر براحه بانه وجد معها الاستقرار وانه قد اسعدها بالفعل... لتقول بمرح... -مجنون بس بحبك! لمس طرف انفه بأنفها ليقول بخفوت وحنان... -وانا بموت فيكي! كاد يلامس شفتيها ليقاطعهم صوت دق الباب...
جز فهد على اسنانه لديه شعور عن هويه مقاطعهم ليقف بحده لاعنا في سره يفتح الباب... ابتسم محمد بشكل مزعج، واضعا يد في احدي جيوبه والاخري كانت تدق على الباب بلا توقف... -افندم في ايه؟! قالها فهد من بين اسنانه، لتزداد ابتسامه محمد لانه نجح في ازعاجه... -لا مفيش! -الله اومال عايز ايه يا محمد متجننيش؟!.. حرك كتفيه بقله حيله ليردف... -انا مش عايز، جميله اللي عايزة؟!
-لا بقي انا لازم امشي من البيت ده، انا ايه اللي ضربني في مخي واجي انا مراتي هنا!