logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .







look/images/icons/i1.gif رواية ملاذي
  16-12-2021 01:54 صباحاً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الحادي عشر

ضحك الرجل البعيد وهو يقترب ليوقف تقدمه صوت خبطات شديه على الباب وكأن احد يحاول كسره...
-افتحي يا جميله!
وصل اليها صوت وليد المذعور وقد سمع صوت صرخاتها هو وزوجته، وتوجهت الاء تجمع الناس في الخارج لمساعده وليد...
استجمعت شجاعتها وعضت بشده على يد الرجل الذي تألم و صفعها ثم جذب شعرها يوقفها...
قرب وجهه من وجهها وهو يعيد وضع يده جيدا على فمها ويقرص عليه...

-بقك ده يبقي مقفول ولو اتفتح وجيبتي سيره سامح في حاجه هتندمي انتي متعرفيش بتلعبي مع مين ياحلوة...
زادت اصوات محاولات كسر الباب...
ليصفعها مره اخري ويدفعها لتقع على المقعد خلفها، تركها الرجل وركض الي الغرفة يتبع الرجل الثاني للهرب من احدي النوافذ...
حاولت الوقوف والتوجه الي باب الشقة ولكن وليد والرجال سبقوها وتم كسر الباب...

سقطت على المقعد مره اخري تحاول استجماع قواها وحث الهواء على الدخول الي رئتيها...
وضع وليد يديه على رأسها بخوف...
-مالك يا جميله، انتي معايا ياحبيبتي!
هزت رأسها بألم فالصفعة لا تزال تؤثر عليها و اخرجت شهقة عالية لتجهش في البكاء غير مصدقه انه تم انقاذها بالفعل!
اغلق وليد الباب بعد ان شكر اخر رجل كان قد جاء لمساعدتهم ووضع رأسه عليه بتعب ليستعيد نشاطه ويتجه الي جميله مطالبا بهاتفها...

-تلفونك يا جميله متفتكريش اني هسكت!..
جففت دموعها وبحثت بين اغراضها التي تنثرت في ارجاء الغرفة اثر الصراع لتجده ملقي بجوار الفراش لتعطيه ل وليد...
امسك الهاتف يبحث عن رقم ماجد واتصل به على الفور...
جاءه صوته النائم بهدوء..
-الو؟!
-استاذ ماجد؟!
-ايوة انا...
-انا وليد ابقي اخو جميله اللي شغاله عندكم مساعده السكرتير...
اعتدل في جلسته ليردف بقلق وتوتر فهو لا يتذكر وجود اي اخ لها..

-خير انا مش فاهم حاجه جميله كويسه؟!.
سرد له وليد كل ما حدث ليأمره ماجد بالهدوء وانه قادم على وجه السرعة..
فتح ماجد الباب فانتفض محمد من نومه بخضه ليمسك بسلاحه، تسمر ماجد للحظه قبل ان يقول...
-ناس اتهجمت على جميله في بيتها وسامح قسم الالكترونيات في الموضوع...
تبدلت ملامح محمد من التيه الي القلق ثم الغضب والخوف...
ليردف بحلق جاف وبحروف متقطعة...
-جميله حصلها حاجه؟!

-لا اطمن واحد اسمه وليد بيقول اخوها لحقها هو الناس الي في الشارع، اكيد جارهم وبيقول اخوها!
لم يستمع له محمد وانتفض بعد كلمه اطمئن يبحث عن ملابسه ويرتديها على عجله...
لن يسامح نفسه ابدا ان حدث لها شيء بسببه هو او والده الذي اقحمها في حياتهم الخطرة دون سبب!
نظر الي والده بغضب ولأول مره يفقد اعصابه...

-مبسوط كده، انا عارف انك مخطط من الاول ترجعها حياتي تاني! جايبها ليه عشان تروح مني هي كمان، هفضل لحد امتي كل اللي يقرب مني يموت ويجراله حاجه، سيبها في حالها وسيبني حرام عليك...
وقف ماجد شامخا على موقفه ليردف...
-تروح منك ليه وهي اصلا مش بتاعتك!
شعر بلسانه يعجز عن الرد وتفكيره يتوقف ليستكمل ارتداء ملابسه متجها الي السيارة وماجد في اعقابه...

في اقل من نصف ساعه وصل محمد وماجد ولحق بهم عبدالرحمن، انزعج من استدعاء والده له ولكنه كان منشغل بما هو اهم جميله
دلف بعد ان القي عليهم وليد السلام وجدها جالسه بجوار فتاه اخري...
اتجه نحوها يتفحصها بعينيه بحب وكأنه يطمئن قلبه بانها على ما يرام...
التقت نظراتهم فبدأت دموعها بالسقوط دون انذار...
اقترب وجلس بجوارها بقله حيله وقال بخفوت يغاير ما بداخله..
-حصلك حاجه يا جميله؟!

هزت رأسها بالنفي و ظلت انظارها معلقه به وكأنها تترجاه ان يتناسى قسوته و وعوده التي اخبرها ماجد عنها والاقتراب منها فهو اكثر شخص تحتاجه...
بلل شفتيه التي جفت من هول المشاعر التي تلقيها عينيها اليه!
فرك عينيه وهو يحاول تحمل صوت عبدالرحمن الذي امسك بأذنها منذ ان دلف يغرقها بكلمات مفيدة ذات مشاعر الامر الذي فشل هو فيه!..
احاطته الغيرة بحده متغلبه على باقي مشاعره...
ليقف بغيظ قائلا...

-ليه مكلمتنيش على طول لما شفتي سامح بيرمي المفتاح؟!
رأت عيونه الغاضبة متعلقة بها لتردف بخفوت وخوف...
-انشغلت وكمان كنت خايفة!
وقف وليد مدافعا وهو يرفض نبرته الحاده...
-طبيعي يا جميله تخافي وبعدين اللي حصل حصل يا استاذ محمد ؛ هي كانت هتحكي كل حاجه الصبح بس هما كانوا اسرع!
طالعه محمد بحده، الا يكفيه عبدالرحمن، ليظهر له هائم اخر بها..
تكلم ماجد سريعا...
-انا طلبت البوليس واكيد هيقبضوا عليه انهارده!

امسك محمد بنظراتها قائلا...
-مش مهم لأنه اكيد هيختفي، جميله هي اللي لازم نفكر فيها، انتي في خطر ولازم تتأمني زيك زي ماجد باشا بالظبط!.
ضغطت الاء على يدها بقلق لتردف جميله..
-ليه؟!
-ليه؟ هو انتي مش واخده بالك ان في ناس اتهجمت عليكي!
اغمضت عيناها من حده نبرته وعلوها لتردف بهدوء...
-يعني ايه اللي هيحصل دلوقتي!
صمت برهه ليقول بحده وصرامه...

-انتي لازم تيجي معانا الفيلاعشان اقدر احطك تحت المراقبه انتي وهو مع بعض!.
انتفض وليد برفض...
-يعني ايه تيجي تعيش معاكم في الفيلا! لا طبعا، متشغلش بالك انت اختي و انا هحميها!
ليقترب منه محمد بغيظ يعجز عن اخباره بانه ليس اخيها بحق...
-هتحميها ازاي!، بلاش سذاجه محدش هيقدر يحميها قدي!
-انا مش موافق انها تعيش وسط رجاله مالهاش علاقه بيها، الناس هتقول ايه!
-ياسلام تتحرق الناس! المهم سلامتها!..

جز وليد على اسنانه ليردف بحنق...
-انا ههتم بسلامتها، جميله تخصني انا!
نفذ صبره ليردف...
-انت مين اصلا عشان تقرر وتخصك منين!
ليقاطعهم صوت جميله الحاد نسبيا...
-ممكن تسكتوا، مش ملاحظين انكم بتقرروا مكاني!..
رمقها محمد بنظره ارعبتها ليردف بحسم...
-القرار انا خدته بالفعل، انتي بتشتغلي معانا وتحت حمايتي انا! محدش ليه حق الاعتراض، احنا بنتكلم عن حياتك!
حاول ماجد التدخل ليوقفه محمد بصرامه بنظراته!

اطرقت رأسها رافضه الحديث لتقول...
-انت محسسني اني مهمه جدا، الموضوع ابسط من كده و كمان...
صمتت وهي ترمقه بنظرة مبهمة لتردف..
-وليد عنده حق انا مينفعش اعيش مع ناس وبالأخص رجاله لوحدي!
استشاط غضبا ليجز على اسنانه بحنق قائلا...
-انتوا مجانين!
اردفت جميله بغضب مماثل وصوت عال نسبيا...
-احنا اللي مجانين، تقدر تقولي اجي اعيش معاكم ليه؟، لو حد شافني وسألني اقولهم انا عايشة هنا فتره بصفتي ايه؟!..
-بصفتك مراتي!

اتسعت مقلتي عينيها بصدمه رافقها بها الجميع في لحظه صمت قاتله..
لم تتغير ملامحه الغاضبة حتى بعد ما اعلنه الا ان قلبه كان يدق غير مصدقا ما اعلنه للتو...
وليد اول من خرج من صدمته ليردف...
-مراتك! يعني ايه مراتك؟!
ضيق عينيه بملل و اصرار قائلا...
-مراتي زي الناس، هو في معني تاني لمراتي؟!
ليسرع ماجد بحماس...
-ايوة عين العقل وبالطريقة دي كلنا هنبقي مطمنين...
ليردف وليد...

-الكلام ده تهريج، يتجوزها عشان يحميها وانا موجود...
-انا كمان مش مقتنعه!..
قاطع ماجد تصريح جميله وهو يطلب التحدث على انفراد معها في احدي الغرف، على مضض من وليد الذي يشعر بتعجب من تمسك الحارس بحمايه شقيقته...
اما محمد فاستغل الوقت ودلف الي غرفتها يحاول معاينه المكان للحصول على اي دليل...
وهو في مهمه بحثه وجد صوره قديمه في وسط الفراش ويبدو ان الصراع قد طالها...

امسكها بحذر ليري نفس الصورة التي يحتفظ بها بمحفظته و يحفظها داخل قلبه...
شعر بدفء كبير يغمره مازالت تتمسك به و بذكرياتهم، تلك الفتاه الصغيرة بابتسامتها البريئة لتعود مجددا بهيئتها الشابة اليه تصر على قلب كيانه...
لماذا تحتفظ بها حتى الان، هل تنتظره وتلجأ اليه في فرحها وحزنها مثلما يفعل تماما؟!
اما عند ماجد و جميله فدار حوار كبير بينهم في محاوله لأقناعها بالزواج من محمد و لو بشكل صوري...

-ازاي بس يا ماجد باشا؟!
-بصي يا بنتي، زي ما قلتلك مين محمد بالظبط هرجع تاني واقولك ان خطتتي عملتها عشان اجمعكم بعد ما اتأكدت انه عمره ما هيحب او يفكر يتجوز غيرك وانتي شوفتي صورتكم بعنيكي في محفظته يعني لسه متمسك بيكي!.
هزت رأسها ليتابع...
- ساعتها انا اتأكدت من فرحتك انك انتي كمان بتحبيه و كنتي مستنياه وانا شايف ان القدر بيديكم فرصه تانيه انكم تتجمعوا ولازم تستغلي الفرصه دي...

-يعني انا احارب وهو مش عايزني لو زي ما قلت كان بيراقبني لحد ما دخل الكليه يعني عارف شكلي ليه معترفش وجالي!، انا لسه مش متأكده ان كان بيحبني او لا!
ضرب ماجد كف على كف ليردف وهو يضغط على كتفها...

-مكنتش عملت كل ده عشان اجمعكم سوا، محمد مش بيحبك وبس محمد مجنون بيكي، صدقيني دي فرصتك انك تحاربي عشان حب جميل نادر تلاقي حد يحب حد كده، محمد شاف كتير في حياته وموت خديجة اثر فيه اوي، ارجوكي يا جميله انا بجد بترجاكي انك تحاولي فكري ان ربنا بيديكم فرصه تانيه غيركم عمره ما شاف ربعها!..

اطرقت جميله بخوف هل تملك القدرة و القوة للمتابعة، تنهدت فقد وافق قلبها منذ البدايه بدون حاجع لاي اقناع، نظرت الي ماجد بتوتر لتزداد ابتسامته ويربت على يدها بتشجيع...
وبالفعل توجه الجميع في الصباح الباكر الي مكتب لمأذون شرعي وتم عقد قران محمد و جميله...
انتهي الفلاش باااااك.

رفضت جميله اخباره بما حدث بينها وبين ماجد واكتفت بقص تفاصيل الهجوم له فقط...
كان يستمع لها محمد بانفعال وهو يأمرها بان تكرر ضرباتها البائسة نحو رقبته بسيف يدها كمحاوله للإفلات من خاطفها القادم من الخلف، اكثر ما يكره هو ضعفها!
بلا وعي وجد نفسه يدفع يدها بغضب كمحاوله لصد ضرباتها الفاشلة ليتوقف سردها وهي تتأوه بصدمه ويختل توازنها وتقع جالسه للخلف...
تسمر للحظه برعب و جثا امامها بخضه...

-انتي كويسه؟!.
امسكت ذراعها وهي تنظر له بغضب...
-انت مش طبيعي، ايدك دي ولا قالب طوب، انت قاصد على فكره...
شعر بخجل وخزي بانه تسبب بضرر لها ليردف...
-مكنتش اقصد طبعا وريني دراعك...
-لا اوعي ايدك دي بتوجعني!
-خلاص قلتلك اسف، اصل الصراحه انتي طريه اوي!
زمت شفتيها بغيظ لتبعد يده التي احاطت وجهها وهي تعتدل لتجثو في مواجهته..
-ايوة طريه! عادي جدا اني ابقي طريه على فكرة انا بنت مش واحد صاحبك!

انغمس في ملامحها الغاضبة التي تذكره بطفولتهم معا، ورفع يده يزيل احدي خصلاتها المتمردة خلف اذنها، اطرقت رأسها بين راحتيه بخجل لتردف بخفوت...
-اوعي ايدك دي!..
ظل يشبع عيناه منها ومن وجهها البريء ليردف بابتسامه تهرب من قساوة ملامحه...
-خلاص بقي متبقيش طريه كده...
-بردو هيقولي طريه!

نظرت له بغيظ لتضربه على صدره بقليل من القوة، ليميل عليها دون وعي منه وسط دهشتها و يضع شفاه المترقبة على شفاها المنتفخة الحمراء...
كانت لمسه رقيقه للغاية لا يمكن وصفها، اتسعت عيناها وهي تشعر بكل جسدها يقشعر ويتجمد.، فأغمضت عيونها باستلام وهي تشعر بشفاه تقسو وتضغط عليها اكتر...
شعور خيالي لم يصل اليه في اقصي احلامه وهو يلامس شفاها ويحيطها بيده يقربها نحو صدره وكأنه يلمس جزء من السماء...

لم يعد لعقله مكان فقد اخذ قلبه لجام الواقع ليقبلها بنهم كبير و تعطش يحاصره بعقابه لنفسه بالابتعاد عنها...
ابتعد عنها بصعوبة فقط ليتابع استسلامها الذي اثار كل حواسه وجعل قلبه يدق كطبول الحرب...
مالت شفتيه تبحث عن شفتاها ليقنع نفسه بانها القبله الاخيرة فقط لمسه اخيرة قبل ان يتركها!
عاد ليقبلها بشكل اقوي و اعنف يسعي به لإشباع جوع ينهش بداخله لا يستطيع اسكاته اكثر...

شعرت جميله بيده تمر على جسدها لتنتفض بخضه وخجل وتدفعه في صدره...
بلل شفتيه لا يزال يشعر بطعم شفتيها ليتابع خجلها وهي تستقيم وتتجه نحو الروب وحجابها لتهم للعودة الي غرفتها ؛ الا ان سؤاله اوقفها...
-جميله انتي كنت عارفه انا مين من الاول عشان كده ما اتفاجئتيش في المستشفي مش كده؟!
عضت على شفتيها بتوتر لتهز رأسها وهي تمسك بمقبض الباب ليوقفها مره اخري...
-عرفتي ازاي؟

خشت ان تخبره بان جزء من مخطط ماجد ان يجعلها تكتشف هويته ليتأكد من حبها له ولكن المسكين به مايكفي من مصائب ولن تسبب خلاف جديد بينهم فعزفت عن اخباره ببعض الحقائق وقول البعض الاخر...
-احم كنت سايب الجاكت في مكتب ماجد باشا بالصدفة دخلت اجيب حاجه وقع نزلت اشيله لقيت المحفظة واقعه وفيها صورتنا واحنا صغيرين!

لم تخبره بان ماجد من قام بتلك التمثيلية حتى تجد الصورة واتجهت لفتح المقبض ليسألها اهم سؤال يثبت به اقدامها!
-مقولتيش ليه انك عرفاني؟
استدارت بعد لحظه بابتسامه سخريه لتردف...
-انت كمان كنت عارفني مقولتليش ليه؟!
امسكت بنظراته الجامدة قبل ان تزفر بغضب تاركه اياه متجه الي غرفتها...
حتي بعد لحظاتهم معا يرفض الاعتراف بحبه لها!



look/images/icons/i1.gif رواية ملاذي
  16-12-2021 01:55 صباحاً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثاني عشر

اغلقت غرفتها وهي تزيل حجابها وتتجه الي هاتفها مقرره مهاتفة وليد والاء مطالبه بالحب والانتماء فقد كان وليد خير سند لها في الحياة خاصا بعد وفاه والديها بالتبني رحمهما الله قبل سنتين...
ابتسمت وهي تتذكر بداية ارتباطهم معا...

فلاش باااك...
وجدت جميله نفسها تنظر من نافذه الحافلة التي استقلتها من الموقف مع ابويها الجديدان وقد واستها ابتسامه المرأة الحانية فوجدت نفسها تمسك ييدها اكثر...
نظرت حولها بفضول لتفاجأ بطفل اخر مألوف يركب بجواره بعائله اخري هو وليد اخاها في البيت والذي يكبرها بسنه واحده...
كانت تتابع ملامحه المتغيرة والغير مستقرة والتي تعكس نفس ملامحها...

وجدت امرأه اخري تقبل رأس وليد وتضمه الي صدرها وتمسك بيده وكأنه الحياه تماما كما تفعل المرأة بجوارها الان...
بدأت الحافلة تتحرك ورأت بيتهم وكل ما تعرفه في الحياة وهو يبتعد من امام عينيها...
شعرت بنوبه ذعر و خوف وبدأت تبكي بخفوت...
توجهت نظراتها المذعورة الي وليد الشخص الوحيد ذو الألفة لها فوجدت ملامحه ثابته ونظراته معلقه بها لا تبتعد...

حرك رأسه وكأنه يطمئنها ويري حالته فيها ولكن الفرق بينهم انه آبي اظهارها، كان على وشك البكاء ولكن ذره الاخوة بداخله ابت اظهار ضعفه و كما تقول ابله نبيله دائما..
علينا مراعاتكم و عليكم كصبيه كبار مراعاه اخواتكم الاناث ووضعهم في اعينكم...
صحيح كلمات لا يفهمها معظم الصغار ولكنهم ليسوا اي صغارا فقد شاهدوا من الحياه ما يكفي لتوعيتهم بما حولهم...

ويبقي واجبه الواضح من الضباب الذي يحيط حياته الصغيرة هو الوقوف بجانب شقيقته في محنتها...
ومن خلال استماعه الي الحديث الذي يدور بين الرجلين ايقن ان االعائلة التي تبنته في نفس البناية مع العائلة التي تبنتها...
يبدو ان القدر قد رفق بهم ووضعهم ملاذا لبعضهم البعض في هذه الحياه الجديدة...

عاشت جميله مع عائلتها الجديدة وشعرت بالمحبة والانتماء معهم ولكن وجود وليد في حياتها كان له معني اخر لها يذكرها بأنها جزء من ماض فرض نفسه عليها ولا ترغب هي بنسيانه مهما طال العمر!
وليد صديقها واخيها طوال تلك السنوات حتى بعد وفاه والديها، كان اكبر سند وافضل اخ...
لن تنسي انه رفض السفر مع عائلته التي اعتادت على قضاء صيفها في الإسماعلية وبقي هو زوجته بجوارها...
انتهي الفلاش باااااك...

احيانا يظهر رابط يكون اقوي من الدم هو رابط الإنسانية ؛ وقد حرمها الله من شيء ليمنحها ويكافئها بالأفضل...
صحيح كانت ومازالت تخشي ان تخبر من حولها بأنها من دار للايتام فنظرة المجتمع لامثالها قاتله..
مجتمع حول مفاهيم واضحه و ثابته الي كلمات بشعه مكروهة...
ليتحول دار الايتام من بيت كبير يحوي اطفال لا ذنب لها في الحياة الي مأوي لكل ما هو مكروه و مبغوض كثمرة أثمه يسعوا للتخلص منها...

تزال تتذكر كلمه لقيطه التي وصفتها بها احدي الفتيات في الدراسة؛ بسبب عفويه لسانها و ثرثرتها التي اوقفتها تماما بعد ما عانته بحديثها عن ماضيها ؛
وقد انتهي الامر با ن قام اهلها بالتبني بتغير مدرستها و مطالبتها بعدم اخبار احد وبأن تنسي الدار ومن فيه وانهم عائلتها الان...
لايزال يؤلمها بقسوة بان توصف بانها ابنه جاءت بالحرام!..
مجتمع يريد ان يري ما يريد و يحيا بلا ضمير...

من قال لكم ان كل طفل يلقي هو ابن لزيجه محرمه ومن اعطاكم الحق...
هناك اطفال تكون ضحايا لاب و ام متهورين تربطهم ورقه او صغر عمرهم او فقط عنادهم...
واخرين ضحايا لحياة قاسيه قرر فيها الاهل الاستغناء عنهم لتربيه ما بين ايديهم من اطفال و منهم من ينعدم فيه الضمير و يتخلى بكل ساديه عن طفل يكون جزء منه!
لقيط كلمه من اربع حروف لها معاني كثير ولكننا نصر على اسوئها...

هناك مثل ان القوي يأتي على الضعيف، راسخ بقوه في عقولهم...
لا اعلم السبب ولكني اعلم ان في دين أيا منا يوصينا بالرحمة،
فأتقوا الله فيهم وفي انفسكم وتأكدوا ان كلمات بسيطة قد تبني او تهدم اشخاصا عمالقة فما بالكم بحفنه من اطفال مغلوبين على امرهم كل ذنبهم انهم اتوا لأناس مثلكم تماما انعدمت فيهم الرحمة و الابوة!

نزلت دمعه منها ترفض فكره ان محمد حبها البريء قد يكون من هؤلاء الاناس ولكن غيابه في الاعتراف بها يجعل قلبها مذبذب وافكارها تلهو يسارا و يمينا!
مسحت دموعها ترفض الشعور بالأسي على امر لا ذنب لها به...
لتبتسم بقوة وهي تضغط الارقام وتضع الهاتف على اذنها فيأتيها صوت الاء...
-الو يا جزمه، مش تطمنيني!
-الو يا زفته، معلش حصل شوبه حاجات، المهم انتم كويسين!
-الحمدلله خدي وليد عايز يطمن عليكي!

اخذ الهاتف من الاء ليبتسم قائلا...
-ايوة يا جميله، اخبارك ايه، الانسان الرخم ده مضايقك ولا محترم نفسه معاكي...
احمرت وجنتها وهي تتذكر قبلاتهم سويا لتتنحنح بحرج..
-اه كويس ومحترم متقلقش!..

صعد محمد الي جميله فقد نسي ان يخبرها بحضور فهد و زوجته، وبضرورة الانتقال الي غرفته وترك تلك الغرفه لهم...
وصلته صوت ضحكاتها فارتسم على وجهه الغيظ وهو متأكد ان سبب تلك الضحكات هو وليد الذي اكتشف من تحرياته انه اخ لهم في الدار قديما ولكنه لا يتذكر وجوده حتى...

لم يحدد ما الذي يجعله ناقما عليه اكثر وجوده مع جميله منذ الصغر ام السعادة التي تشع من عينيها عند ذكر اسمه ورغبتها في ارضائه، كل هذه العوامل تجمعت و ترفض النزول من عقله لابتلاع وتحمل هذا الانسان!..
دق على الباب مره ليفتح الباب دون استئذان...
-جميله عايزك!
وضعت يدها على الهاتف لتنظر له بتحذير قائله...
-معايا تلفون ثواني...
زم شفتيه بإصرار ينتظر، لتنظر له بغيظ قبل ان تردف...

-طيب انا هقفل، لا يا حبيبي تمام والله، اه اه ماشي مع السلامه...
اغلقت الهاتف لتلقيه على الفراش و تذهب اليه تضع كلتا يداها على جانبيها لانعدام ذوقه واندفاعه دون استئذان...
-نعم، مش تخبط الاول؟
رفع حاجبه فمنذ لحظه كانت بين احضانه ساكنه والان تعترض على دخوله...
ضيق عيونه بغيظ ام انها منزعجه لانه قاطع مكالمتها بوليد...
ليردف بملل...
-انتي متعصبه ليه؟

تخطته واتجهت الي غرفه المعيشة بالخارج قبل ان ترتكب جريمة من الغيظ لتردف...
-انا مش متعصبه خاااالص انا هاديه اهوه...
قالتها وهي تعبث بوسائد الأريكة وتستشعر ضيقه من تلك الفوضى لتزيدها بان القت اثنان الي الارض...
لاحظت انه مهوس بالنظافة والترتيب، جيد يستحق ما ستفعله به...
اردف بحنق وهو يراها تعبث بالاشياء...
-ممكن نبطل عبط بقي!
-ممكن تقولي انت طالع عايز ايه مني!

كانت عيونه تنتقل بينها وبين الوسائد وكأنه يحارب نفسه حتى لا يميل و يرفعها ليفرك عينيه بغيظ قائلا...
-هعوز منك ايه يعني، انا طالع اقولك انقلي حاجتك ضروري لاوضتي وتفضي الاوضه عشان فهد وحياة جايين!
نظرت له بعدم فهم وكأنها تنتظر الترجمه ليزفر بحنق قائلا...
-انهارده هتباتي في اوضتي عشان الصبح هيوصلوا...
ابتسمت بعدم تصديق واعين متسعه قائله...
-انت بتهزر صح!
-لا...
ضيقت عينيها لتردف بتحذير...

-انت فاكر ايه عشان قدرت تقرب مني و و و..
توقفت وهي ترغب بذكر قبلاتهم ليرفع حاجبيه بغضب على اتهامها وقد وصله المعني...
-نعم ياختي! انتي كنتي راضيه ده اولا وثانيا والاهم الناس جايه فعلا يعني مش بخطط اوديكي اوضتي عشان اكلك واستفرد بيكي مثلا!
شهقت بصدمه وخجل لتردف بغضب...
-قليل الادب!
-رخمه!
-باااارد!

رفع يده لتبتعد بتوجس، عض على يده بغيظ واتجه نحو غرفته و كاد يغلق الباب ولكنه عاد نحوها بنظراته الغاضبة قبل ان يميل حولها ويعيد الوسائد الي مكانها وسط ذهولها وكبتها لضحكاتها على جنون ذلك المهوس!
لاحظت هذا الهوس من قبل ولكنها لم تتخيل انه بهذا السوء!
صحيح لا تراه ينظف ولكنها لاحظت انه يحرص على اعاده ايا كان في يديه الي مكانه...

ابتسمت لهذا لا يحتاجوا الي خادمه اجابها ماجد من قبل ان البيت في حاله من الترتيب الدائم ولا وجود لفوضى فقد اعتادوا على النظام منذ بداية حياتهم...
وحتي الطعام كان يدلف ماجد لمساعدتها به حين عرضت قيامها بأعداد الطعام لهم..
كما انها انتبهت رفضه لدخوله المطبخ معها وكان دائم الهروب من ماجد، ابتسمت داخلها نقطه ضعف بالتأكيد ستفيدها كثيرا في ايامهم القادمه!

كاد يدلف الي غرفته ليتوقف ويعود اليها مره اخري وهو يشير بأصبعه الي جسدها...
-اخر مره تخرجي من الاوضه كده، خلاص مش هتبقي لوحدك!
عقدت ذراعيها بملل وهي تنظر الي الجانب بأنف مرفوع ترغب في اشعاله لتردف...
-وانت مهتم ليه!
-مش مهتم!
عدلت رأسها تنظر له بحده قائله...
-اومال بتدخل ليه؟!
-حقي انتي مراتي!..
-علي ورق بس و وقتي فمتتحمقش اوي كده!

علا صوت انفاسه فاكثر ما يزعجه تذكيرها له بانها لن تبقي ملكه كثيرا وكأنها تشتاق الي ذلك اليوم الذي تبتعد فيه عنه...
تحرقه لوعه الحب والابتعاد وهي بارده بلا اي مشاعر واهتمام...
اردف بحنق...
-حتي لو ورقي الاسم مراتي، عاجبك مش عجبك مراتي!

تركها ليستدير و يدلف الي غرفته تاركا الباب مفتوح كأشاره ببدأ حمله انتقالها لتي لم تتعدي ال ربع ساعه فحقيبتها و الحقيبة الصغيرة التي احضرتها له الاء مازالت كما هي فقط بضع اشياء تستخدمها يوميا وضعتها مره اخري واتجهت الي غرفته وهي تدعوا الله ان يأتي الصباح بسلام...

دلفت الي المرحاض لتغيير ملابسها وقد شعرت من التوتر ما جعلها تؤجل فتح حقيبة الاء التي كانت متحمسه لارتداء ما بداخلها فقط لتعذبيه بما في يده ولا يمكنه الحصول عليه!..
فقررت ارتداء بجامه ببنطالون قصير يصل حد ركبتيها و تي شيرت قطني قصير الاكمام...
خرجت لتصعق عندما وجدته مستلقي على الأريكة ويضع وساده على رأسه...
شعرت بدمائها تغلي من تجاهله و رغبته في الابتعاد عنها ذلك العنيد...

حسنا لا يعود و يلومها على ما ستفعله به!
توجهت الي فراشها تستلقي وهي تسب وتلعن ذلك المتعجرف!
و كان اخر تفكير دار في رأسها قبل الخلود الي النوم هو...
لن استسلم ستكون لي شئت ام ابيت يا ملاذي العنيد!

في الصباح الباكر...
وصل فهد و حياة الي فيلا الشناوي واستقبلهم محمد...
-حمدلله على السلامه!
-الله يسلمك يا صاحبي...
اشار الي حياه الواقفة بجواره بتوتر خفي ليردف..
-حياة مراتي...
هز محمد رأسه كتحيه قائلا...
-اهلا بيكي، اتفضلي لو تحبي ترتاحي فوق في اوضتكم...
رد فهد سريعا...
-اه ياريت انا هموت وانام...
ليقول محمد بابتسامه صفراء...
-اتفضل معاها وريها الاوضه وانزلي تاني مفيش نوم دلوقتي ليك...

لوي ملامحه بحنق ليردف...
-ماشي هطلع الحاجه وانزلك، انهي اوضه؟!
-اللي على اليمين اللي لازقه في اوضتي، انت عارفها...
صعد فهد بحقائبهم ليفتح الغرفة ويغلق الباب خلفهم بهدوء...
وقفت حياة مكانها لم تتحرك بينما تنقل هو يضع الحقائب واغراضهم، نظر لها بتعجب ليردف بتساؤل...
-مالك يا حياة واقفه ليه كده؟!
ابتسمت بتهكم لتردف...
-مش قولت هتطلع الحاجه مستنيه تقولي اتحط فين عشان اتشال...

نظر لها بعدم فهم وكأنها مجنونه قائلا...
-بتقولي ايه؟
لتردف من بين اسنانها..
-اقصد مستنيه قرار حضرتك اقعد فين ولا انام و اعمل ايه بالظبط!..
قست ملامحه ليردف بغضب مستتر...
-لا اله الا الله مالك يا بنتي على الصبح انا كلمتك!
-هي دي المشكله انك مش بتكلمني، كل حاجه تخصني مباحه معاك، تتجوزني وتبعد سنين و ماله المهم انك مبسوط، ترجع وتقول هاخدها معايا مصر بردو تمام خد البهيمه وراك!
ليردف فهد بغضب مماثل...

-يعني انتي زعلانه انك جيتي معايا!
لترد عليه بدرجه غضبه...
-هو ده اللي فهمته من كلامي!
هزت رأسها بخيبة امل وهي تبحث بعينها عن المرحاض تدلف اليه تختبئ من حياتها ولو لحظات...
جلس فهد يمسك رأسه...
نعم اخطأ لانه لم يحادثها في الامر ولكن الظروف جاءت سريعة كما انها ترفض محادثته حتى وتصده دائما ولم يكن سيسمح لها بالرفض!
ما يزعجه حقا انه تراه مخطأ لانه تركها وابتعد...

ضرب بحده على الطاولة الم تكن هي التي اجهشت في البكاء وكأنه شيطان سيأكلها، فعل الصواب ولن يسمح لها بلومه، يجب عليها ان تشكره فقد كانت طفله صغيره...
اين المنطق في عقل تلك الفتاة و كيف تفكر؟!
وقف يدق على باب المرحاض...
-انا نازل شوفي لو احتاجتي حاجه انا تحت!
-ماشي...
قالتها بلا اي مشاعر، ليجز على اسنانه ويتجه الي محمد ليطلع على كل ما غاب عنه في اجازته...

-مالك انت كمان؟!
قال فهد بنفاذ صبر على عصبيه محمد الزائدة و اعصابه المنفلتة...
ليردف محمد...
-مالي؟
-مش عارف من ساعه ما قعدنا نشتغل والبيه عمال يشخط وينطر في الناس انا عارف انك دبش بس انهارده بزياده...
جحظ محمد عينيه ليردف بحنق...
-انت مش شايف اللي بيحصل وابويا اللي مرمي في المستشفى و كان ممكن يروح فيها و كله ده بسببي و سبب...!

قطع حديثه ينظر الي الجانب البعيد بغضب، ليضع فهد يده على رأسه بقله حيله قائلا...
-ياااختي، قلتلها كده، ارجوك قولي انك مقولتلهاش كده!
نظر له محمد وهو يرمش مره قبل ان يبعد نظره ووجهه العابس...
ابتسم فهد باصفرار قائلا...
-انا مستغرب انك لسه عايش دي كان المفروض تضربك بالرصاص، انا عن نفسي عايز اضربك!
كشر محمد ملامحه وهو يهز رأسه باتهام...
-لا بجد على اساس ان البيه توم كروز المنطقة ما الحال من بعضه!

-لا معلش! انا رحت برجلي ليها وجبتها يعني شغل على مايه بيضه...
ابتسم محمد ليردف...
-وياتري قلتلها انك بتحبها؟
احمرت وجنتيه ليقول بلا مبالاة...
-يابني قلتلك ميه مره مش حكايه حب هي اصلا مراتي ومسئوليه...
اطلق محمد ضحكه مدويه فقد كان يخبره دائما بان تعلقه و رد فعله الدفاعي وابتعاده هو حب دفين تجاه حياة ولكنه كان يكابر و يضع امام عينيه ما يريد تصديقه...
اخرسه فهد بحنق عندما قال...

-علي الاقل انا عارف انا عايز ايه، ومش بهرب!
اختفت ابتسامه محمد ليرفع اصبعه بتحذير...
-خليك في حالك انا غلطان اني حكيتلك!
-لا مقطع الحكاوي انت لولا الكوابيس اللي كانت هرياك في الكلية و وجودنا في عنبر واحد الاربع سنين مكنتش حكيتلي و متزعلش مني ياصاحبي ابوك مديك فرصه انت بتضيعها من ايدك، الوقت اختلف واللي كان غلط زمان، صح دلوقتي، افهم بقي...



look/images/icons/i1.gif رواية ملاذي
  16-12-2021 01:56 صباحاً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الثالث عشر

وقف محمد بحنق قائلا...
-طيب اسكت اسكت، ركز في الشغل احنا عملنا مسح للارشيف ورق حمايه وزير الاقتصاد السابق اختفي، بس لسه مظهرش جديد، انا قالب الدنيا على العربيه مفيش فايده!
-يومين تلاته بالكتير وهنعرف مكانها او حتى صاحبها!
دلفت جميله الي مكتب ماجد حيث محمد وفهد دون دق...

ليغمض محمد عينيه على اهمالها وهي تدلف بكل براءة تلقي التحية على فهد التي سمعت محمد يحادثه كثرا من قبل وعلمت من ماجد انه صديقه الوحيد...
ابتسمت له بأدب لتردف...
-حمدلله على السلامه...
ابتسم لها فهد قائلا...
-الله يسلمك...
ابتسمت لتنقل بصرها الي محمد بملامحه الغاضبة لتردف بإصرار...
-انا جاهزة!
رفع اصبعيه يسند جانب وجهه بهما قبل ان يردف بتعجب...
-جاهزة لايه بالظبط؟!
-عشان نروح لماجد باشا...

ازال محمد يده ليخبط على سطح المكتب مرتين بخفه يحاول تمالك اعصابه في مواجهه هذه المتمردة ليردف...
-انا بس اللي هروح يا جميله، انا مش ناقص!
شعر فهد بحرج فوقف يستأذن الخروج...
ما ان اغلق الباب حتى رفعت جميله اصبعها في وجهه بحنق واعتراض...
-انا اللي مش ناقصه انا هشوف بابا يعني هشوفه!
-بابا!

-ايوة بابا عندك مانع!، ولو سمحت بقي حط في دماغك اني هشوفه يعني هشوفه انا قلبي مموتني عليه من امبارح ولو انت بتحبه فانا كمان بحبه!
وضع كلتا يداه على وجهه بحنق ليردف...
-يا ماما افهمي انا رايح اطمن عليه واطمن على الحراسه وطالع مشوار مهم في المديريه انتي كده هتشتتيني!
دبدبت بقدمها بحنق وهي تبعثر باوراق المكتب قائله بغضب...
-هشتتك ليه هو انا اراجوز!

اعاد ترتيب الاوراق بغيظ لينكز اصبعه في كتفها قائلا من بين اسنانه...
-خليكي يا جميله عشان ابقي مطمن متجننيش!..
-بس انا...
قاطعها بصوته العالي بغضب..
-قلتلك لاااااااا...
انتفضت بخضه قبل ان تتركه وتركض باكيه الي الخارج فتحت الباب لتلتصق بحياة الواقفة امام الباب بجوار فهد...
نظرت لها جميله بحرج وهي تحاول السيطرة على دموعها لتردف..
-انا اسفه...
نظرت لها حياة بتساؤل وخوف لتردف...

-مالك يا حبيبتي؟! انتي بتعيطي ليه!
بالرغم انها المقابله الاولي بين الفتاتان الا ان حياة شعرت بكتله في صدرها تدفعها لاحتضان جميله التي تبدو في عمرها تقريبا ويظهر عليها الضعف و الشحوب بعيونها الباكيه...
رأت محمد يتقدم خلفها ويظهر عليه الغضب لتعقد حاجبيها بغضب واتهام وهي تحتضن جميله لتردف...
-انت عملتلها ايه؟!
تعجب محمد وفهد من حده لهجتها ليضيق محمد عينيه و قبل ان يجيب، هب فهد قائلا بصوت حاد...

-مالكيش دعوه يا حياه!
نظرت له جميله شزرا لتردف مدافعه بحده...
-يعني ايه ملهاش دعوه لا ليها...
انتقل ابصار الرجال بذهول نحوها غير مصدقين ما يخرج من فم كلتا الفتاتان...
ليردف محمد بغيظ على علو صوتها بتحذير...
-جميلة!..
لم تأبه لتبتعد من احضان حياه وهي تمسك ذراعها كأنها تستمد القوة منها لتردف...
-روح يا محمد براحتك بس خد بالك انا بالطول بالعرض هشوف بابا ماجد انهارده!

تعلقت انظاره بها بغضب واصرت على موقفها حتى اغلق عيونه بغيظ ليردف...
-ماشي يا جميله تعالي معايا!..
ابتسمت حياة سعيدة بهذا الانتصار بالرغم من عدم فهمها لأي كلمه مما يحدث حولها ولكنها سعيدة لتنفيذه مطلب جميله كما ناداها محمد منذ قليل وهي حقا جميله!
-اتفضلي!.
قالها محمد بحنق وهو يشير امامه لتنظر الي حياه بامتنان وتواصل غريب يمر بينهم لتردف...
-هي كمان هتيجي معايا!
ليردف فهد وقد طفح الكيل...

-تروح فين هي رحله مدرسيه!
-يعني هتسبها هنا لوحدها في اول يوم ليها وبعدين هي لازم تعرف ماجد باشا، احنا كلنا قعدين في بيته يعني واجب على الكل يشوفه!
جذب محمد خصلات شعره ليردف من بين اسنانه...
-انتي بتخترعي اي كلام والسلام!
لترد حياه بإصرار...
-انا جايه معاكم، هي بتتكلم في الاصول...
كاد فهد يجيب ولكن محمد اوقفه بيده وهو يزفر ليردف...
-خلاص يا فهد خلينا نخلص من ام الليله دي!

رمق محمد و فهد جميله و حياه بغضب قبل ان يتجها الي الخارج لتشبك الفتاتان يداهما ببعضهما البعض بابتسامه واسعه وحماسه لتقول جميله...
-شكرا ليكي بجد، انتي خلاص بقيتي انتمتي!
ضحكت حياه على حماستها ولكنها تشعر بالألفة بينهم كذلك لتردف...
-انا معملتش حاجه، انتي اللي اقنعتيه وعلي فكره انا كمان حبيتك اوي...
-انا جميله...
-وانا...
قاطعها صوت فهد الحاد...
-يلااا العربيه وقفه ولا نمشي ونسيبكم...

هرعت الفتاتان ركضا الي الخارج لتهدأ خطواتهم قبل الخروج من الباب للركوب في السيارة لتلتفت حياه بابتسامه الي جميله قائله...
-انا حياه!
شد محمد على قبضته وهو يمسك بالمقود...
لم يتعرفا بعض وفعلا هذا بهم، تري ما الذي ينتظرهم وقد بدأ يندم على السماح لفهد بإحضار تلك الكارثة معه ؛ فكارثه واحده تكفيه!

في المشفى...
رفع ماجد قناع الاكسجين يشير الي عبدالرحمن بالاقتراب، هرع عبدالرحمن الذي اتي من الصباح الباكر بعد ان علم بما حدث،
مال عليه بخوف ليردف...
-متتحركش يافندم براحه...
هز ماجد راسه ليردف بخفوت...
-عملت ايه يا عبدالرحمن؟!
نظر له بعدم فهم ليقول...
-عملت ايه في ايه يافندم...
تأوه ماجد من الالم في كتفه والغيظ ليردف بصوت لايزال به بحه التعب...
-انت عايز تموتني يابني؟انت بتعمل فيا ليه كده؟!

نظر له عبدالرحمن بذهول ليقول مدافعا...
-ليه كده بس يافندم انا عملت ايه!
-مش قلتلك تركز مع محمد و جميله!
هز عبدالرحمن رأسه بعدم تصديق، حتي في اشد لحظاته مرضا هذا ما يفكر به خطته بإغضاب محمد واثاره غيرته حتى يعترف بحبه لجميله...
-انت اكيد بتهزر يا باشا هو ده وقته!

رفع القناع على انفه يجذب اكثر من نفس ليهدأ وهو يشير لعبدالرحمن بالاقتراب برأسه ليزيل القناع ويمسك بياقته بضعف ويتمني لو اتت اليه الصحه للحظات حتى يقوم بخنقه!
-انت مالك وقته ولا مش وقته انت ناسي اتفقنا لو مش قادر قول وانا اجيب اللي يعرف!
قالها ليترك ياقته في نهايه الجمله ليبتعد عبد الرحمن يعدل ملابسه بغيظ و ذهول...

-يا فندم ما انا بعمل كل اللي قولتلي عليه اهوه، قولتلي كلمها بدون القاب حصل يا فندم وابن حضرتك كان هيخلع كتفي، قلتلي روحي الاوفيس وراها ياعبد الرحمن حصل وابن حضرتك بردو كان هيجيب اجلي و كل ده وهو مش جوزها حضرتك لازم تفهم انه دلوقتي جوزها والصراحه انا مش عارف هيعمل فيا ايه!
قاطع حديثه وصول جميله ومعها حياه تاركين فهد و محمد يديرون امور الحراسة قبل الدخول...

توجهت جميله نحو ماجد تمسك يده تقبلها لتردف...
-ازيك دلوقتي...
-الحمدلله يا حبيبتي متخفيش انا حديد...
ابتسمت وهي تشعر بالدموع تتجمع في عيونها فقد زادته الإصابة في العمر واظهرت عجزة لتردف بأسف...
-انا اسفه بجد انا السبب..
وضع يده على وجهها ليردف بمرح وصوت مبحوح...
-متقوليش كده يا جميله و بعدين ده المكتوب...
انتقل بنظره الي حياه ليردف...
-مين دي؟
-دي حياه مرات فهد، تعالي يا حياه سلمي!
توجهت حياه لتردف..

-الف حمدلله على السلامه يا حاج!
-احم الله يسلمك يا بنتي، بسم الله ما شاء الله يا زين ما اختار فهد...
خجلت حياه لتبتسم هي و جميله لتردف بمرح...
-ايه ده انت بتعاكس بقي يا بابا!
ضحك عبد الرحمن ليقول..
-الصراحه ليه حق قمرين داخلين عليه لازم يعاكس...
ضحكت الفتاتان ليدلف كلا من محمد وفهد، فتسود عيون محمد لدي رؤيته لعبدالرحمن، نظر له بعيون عابسه ليتجه الي والده يطمئن عليه...

جلس الجميع حوله ومحمد يقبل رأسه بحب ليردف..
-حمدلله على السلامه...
-الله يسلمك يا ابني...
ليردف فهد...
-كده تقلقنا عليك يا باشا...
-متقلقش يا ولد ؛ عمر الشقي بقي!
ابتسم الجميع قبل ان يردف فهد...
-المهم انت حاسس بأية؟
ابتسم بضعف ليردف..
-كنت حاسس زي اللي مضروب رصاصه في كتفه بس بعد ماشفت القمرين دول خفيت...
ضحك عبدالرحمن ليردف...
-حقك يا باشا والله...

نظر له محمد بجمود و تحذير ليتنحنح ويبعد انظاره الي الجهة الأخرى فيلتقي بعيون فهد المشتعلة بالغضب وكأنه سيقتله بأي لحظه...
جذب الكرافت الخاصة به قليلا بتوتر ليردف بخفوت...
-طيب يا باشا استئذن انا بقي!
هز ماجد رأسه وهو يمسك بكتفه الذي المه وهو يحاول كبت ضحكاته ليوقفه في اخر لحظه...
-ابقي روح المكتب في البيت لحد ما اخرج عشان الورق اللي هناك!
نظر له عبدالرحمن بصدمه ليسعل قبل ان يهز رأسه...

لواء سابق ام مساعد ابليس هذا العجوز!
اجبر فمه على الابتسام بتوتر وهو يرغب في قتله على ما يضعه فيه وهو ينتقل بأنظاره بين فهد و محمد، في السابق كان يخشي ان يقتله محمد ام الان فعليه الحذر من الاثنان!..
بعد دقائق وقف محمد ليعلن ذهابهم..
-هجيلك تاني بكره!
قالت جميله بابتسامه، ليردف ماجد..
-لا بكره ايه انا هروح خلاص...
ليقاطعه محمد بحنق..
-تروح فين يا باشا انت لسه على الاقل اسبوعين زي الدكتور ما قال...

-اسبوعين ليه؟!
-ايه يا بابا انت هتعارض الدكتور كمان، معلش استحمل اسبوعين...
-انا مش بحب النومه دي...
-خلاص بقي عشان خاطري...
ابتسم لها بتعب ليردف...
-عشان خاطرك بس!
ضرب محمد كف على كف قبل ان يشير اليهم باتباعه هذ الفتاه تأكل عقل الجميع حتى ابيه العنيد لم يسلم منها!

استدار ليجدها لاتزال تتسامر مع والده ليتجه نحوهم بغيظ ليردف وهو يمسك جميله بمسكته المفضله من رقبتها الخلفيه (قفاها لا مؤاخذه ) ويدفعها امامه!
-سلام يا باشا...
-براحه ياولد...
لم يسنح لماجد اكمال جملته فقد خرج محمد بها و تبعه فهد الممسك بيد حياه بشده اكثر من اللازم...
-ايدي بتوجعني!
قالت حياه باعتراض ليردف فهد من بين اسنانه وهو ينظر لها بغضب...
-احسن!

حاولت جذب يدها من بين براثنه بغيظ من ردوده المستفزة لتقول وهي تطالع محمد جاذبا جميله كأمين الشرطه الي خارج المشفي...
-سيبني يا فهد!
-لا عشان تحرمي تنسي نفسك، مكن اعرف كنتي بتضحكي مع عبدالرحمن ليه...
جزت على اسنانها بغيظ وهي تستشعر اتهاماته لتردف..
-انا مش هرد عليك دلوقتي عشان محترمه!
ترك يدها ليميل على اذنها بغيظ قائلا...
-ماشي لما اشوفك بليل!

فتح لها باب السيارة ليتجه الي الامام بجوار محمد لينطلق بسرعه...
اتجه محمد وفهد لمتابعه التحقيقات بعد ان اوصلوهم الي البيت وأكدوا على الحراسة التامة...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 7 < 1 2 3 4 5 6 7 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1530 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1126 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1165 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 963 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1734 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، ملاذي ،











الساعة الآن 10:39 AM