logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .







look/images/icons/i1.gif رواية ملاذي
  16-12-2021 01:50 صباحاً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل الخامس

توقفت لحظه باستيعاب لتردف...
-حضرتك عارف اسمي ازاي...
ضحك بتوتر ليقول...
-وهل يخفي القمر!..
لوت ملامحها بتحذير قائله...
-نعم!
-اقصد اقول انك البنت الوحيدة في المكان عشان كده عرفت!..
-اه تمام، عن اذنك عشان عندي شغل!..
-اه طبعا اتفضلي اتفضلي...

توجهت جميله الي عبد الرحمن مباشرا تسرد عليه ما حدث للتو بينما لم تغفل عن انتباه محمد وانهاءه لمكالمته حتى يستمع اليها وهو يتابعهم عن كثب وبعيون تضيق كالقناص...
-بس كده حضرتك شايف اني اوفر و لا ايه يا استاذ عبد ال...!
قاطعها سريعا...
-خليها عبد الرحمن بس يا جميله انا 30 سنه مش 50 يا ماما...
ابتسمت بخجل لتردف...
-ماشي يا عبد الرحمن متزعلش...

وقف بابتسامه ليخبرها بانتظاره حتى يعود من مكتب ماجد ومتابعه الحديث و قد تعمد محمد صدمه بكتفه وهو يتجاوزه ونظر له بحنق وغضب، تنحنح عبد الرحمن ودلف بصمت...
ظلت نظراتها المتعجبة متعلقة بنظراته الغاضبة حتى اتي رجلين من امن الشركة بالأسفل اليها...
وقفت بالدفتر كالعصفورة بين رجلين كالثيران، تأخذ امضاءهم بالحضور قبل متابعه دوامهم!

مسح على وجهه بعنف وهو يجز على اسنانه، رجلا اخر يتجه اليها وسيكسر عظامه وليذهب عقله والجميع الي الجحيم...
رمشت حين علقت عيونه بها طويلا لتردف بازعاج وتوتر...
-ممكن تبطل تبصلي كده انت بتوترني!
-انتي معملتيش قهوه معاهم ليه؟
نظرت له بعدم فهم لتردف...
-نعم؟
-اشمعني انا معملتليش قهوه، ايه اتطرشتي دلوقتي!
زمت شفتيها بحنق لتردف...
-التعليمات بتقول القهوة للمدير وعبدالرحمن عشان محترم معايا مش للبودي جارد!

اعتدل بغيظ ليردف...
-بودي جارد! انا ضابط حضرتك متنفحتش انا 4 سنين في مرار عشان يتقالي بودي جارد انتي فاهمه، احنا قوات امن دولة!
لوت شفتيها بسخريه لتردف...
-حصلنا الشرف يا حااا ظابط حلو كده!..
ليردف بجديه وجمود...
-حلو جدا و اعقلي كلامك شويه معايا...
زفرت بحنق لتردف مدافعه...
-انت اللي بتتكلم معايا على فكره انا متكلمتش معاك اصلا يا باشمهندس!
-طبعا وانتي هتتكلمي مع مين ولا مين!
علت انفاسها بغيظ لتردف...

-قصدك ايه انا مسمحلكش!
-مش قصدي زفت حاجه بس خلي في بالك انك البنت الوحيده هنا وسط كل الرجاله دول يعني مياعتك دي متنفعش!
وضعت يدها على صدرها، عاده ظلت معها من الصغر لتتابعها انظاره مره اخري بحاجب مرفوع، ابعدت يدها سريعا بخجل وغضب لتردف...
-مياعه؟! انت ازاي تتجرأ!
قطع حديثهم دخول موظف اخر يطلب منها تغير وقت دوامه وهو يحاول لفت اهتمامها بمقوماته الجسدية وابتسامته المراهقة القبيحة...

بينما وقفت هي بكل برود وبلا مبالاة قبل ان تخبره بان عليها سؤال بديله اولا قبل الموافقة...
حبس محمد انفاسه بشده حتى صار وجهه مائل للاحمرار، نظر شزرا للاثنان ليقف مره واحده ويقترب خلفها...
تعلقت عيونه الخالية من المشاعر و المخيفة بهذا الشاب الذي فقد وجهه اللون وشحب لما راءه في عينيه من تحذير وبدون كلمه اخري او الحاح شكرها وهرع بعيدا...
استدارت وهي تلوي وجهها، رجال يتسببون بضغط الدم!

خرجت منها تأوه بسيط بخضه لحقته بسعلة عندما وجدته يقف كظلها...
لتردف بصوت قلق...
-احمممم نعم في حاجه؟
رمقها بحنق و ابتعد عنها وهو يزفر، توجه الي مقعده دون اي كلمه بينهم، هل يجوز صفعها وحبسها بذلك الارشيف حتى ينتهي الدوام؟!
انتهي الفلاش باااك...

-بس كده...
قالتها وهي تعقد ذراعيها ليهز رأسه و يتركها دون اي كلمه متجها الي غرفته بجوارها...
دبدبت بحنق وهي تزفر على وقاحته وتجاهله لتغلق الباب بعد ان جذبت حقيبتها...
-ايه الرخامه دي، انا غلطانه اني ضيعت وقتي معاه!..
زفرت بحنق لا تعرف كيف تتعامل مع تجاهله لتقرر اخذ حماما ساخنا لتستطيع التفكير في طريقه لهدم تلك القناعات واجباره على الاعتراف بحبها...
في بني سويف...

جلس عثمان يراقب فهد و حياة عن كثب، صحيح ان قرار والده قد ظلم فهد الا انه ببعاده ترك لهم تلك الفتاة تعيش بينهم كالتائهة طوال غيابه ليشفق عليها مؤخرا مستبدلا ما يكنه من غضب نحوها..

فقد نشأت فعليا في دارهم لتتحول من فتاة صغيره الي شابه جميله تسر الناظر اليها ولكنه استشعر وحده نظراتها عندما تراه و زوجته يضحكان ؛ لا شك ان أخيه الغبي يريد قتل نفسه بسلاحه بعد ان رأي طفلته المهملة وقد صارت انثي في غايه الجمال والعبث!
لطالما عبثت هي واخيه عمر كالأطفال وبرغم كبر سن الاثنان الا ان مزاحهم السمج لا يتوقف ولا يستطيع احد منهم حرمانها من ذلك الشعاع الضئيل في حياتها و تفرقتهم...

فصار عمر أخيها بل اقرب من اخيها الذي لم يسأل عنها مره او يعترض على مجري حياتها..
التمس لوالدها عذرا برغبته في الإسراع بزواجها فأخ كهذا لا يمكن الوثوق به ابدا...
نظر الي عيونها الحزينه لتعيده الي ما راه في نظراتها بالامس...

فلاش باك بالامس...
دلف الي والدته في غرفه الطبخ ليردف بفرحه...
-امي فهد راجع و والنهار الجديد ده بالكتير هيكون في حضنك!
شهقت والدته بفرحه وهي تطوق ابنها الاكبر تمسك اكتافه بقوه لتردف...
-جول والله يا ولدي!
-والله العظيم راجع...
نزلت دموعها سريعا بفرحه وهي تحتضنه وتقول بخفوت...
-الحمدلله اللي استجاب دعاتي، ربنا كريم!الحمد والشكر ليك يارب!..

تاه الاثنان في فرحتهم غير مبالين بتلك الشابة الجميلة التي تسمرت مكانها بعيون متسعه غير مصدقه لما سمعته...
زوجها عائد بالفعل! اخيرا بعد طول سنوات سيظهر مالكها في هذا المنزل التي تشعر فيه بخلو الذات وضعف القيمة!
المنزل الذي من المفترض ان تكون فيه زوجه الابن! سخرت بداخلها واين ذلك الابن؟! ابتعد لتبقي كالعبء على الجميع بينما يهرب هو منها ويستمتع بحياته!..

نظر لها عثمان بعد مده يتفحصها ولكنه لم يجد سوي الحزن والغضب في عيونها و ملامحها، اسرعت حياة بأبعاد عيونها عنه وحاولت الانشغال في اعمالها...
و داخلها يتمزق بصرخات غضب و فرحة في مزيح محير لا مثيل له...

فالأنثى داخلها مجروحة من هروبه منها، صحيح لن تنسي له موقفه ليله زفافهم و لكن الغياب طال فقد ظنت انه سيعود في الاجازات وانها ستأخذ عليه تدريجيا، وعندما طال الغياب ولم يأتي في الاجازات ظنت انه ينتظر حتى تكبر قليلا الا ان ذلك اليوم لم يأت و اصبحت مقتنعة انه يهرب من قباحتها ويكره المجيء حتى لا يراها...

اما الزوجه فهي مشتاقه لرجل احبته من اول نظره منذ ان كان يركض خلفهم بعصاه وهم اطفال وكان ومازال الرجل الوحيد في انظارها وكل حياتها...
ابتسما بمراره فياله من حب اخضعها لقبول مهزلة دامت 6 سنوات ترعرعت فيها تحت سقف بيته وبين اهله ولكن بدونه تماما كزهره بدون اوراق...
لا يواسيها سوي صورته و ذلك الجلباب الاسود الذي ارتداه ليله زفافهم...

عقلها وقلبها لم يتفهما الوضع ليتغلل هذا الحب بحق حين بلغت السادسة عشر من العمر اقتنعت حينها ان احلامها وانفاسها لا تخلو منه فهو يعيش كالشبح في خيالها واصبحت تعشق النوم حيث يأتيها ويزورها كل ليله في احلامها...
تركت مابيدها وهربت قبل ان تنفجر دموعها وتفضح شوقها لحب لم يتسنى لها اكتشاف خباياه!
نظرت والده عثمان اليه وتنهدت بحيرة لتردف...
-ادعي ربك يصلح حالهم بجي وافرح بيهم وبعيالهم...

هز عثمان رأسه وهو يرغب في اخبار والدته بنصيحتها حتى تستطيع اعادته فهي وحدها بقبولها تستطيع اعاده اخيه اليهم ولكنه خجل وقرر تأجيل الامر حتى عوده زوجته...
ركضت حياة وهي تحارب دموعها لتصطدم بعمر...
-يابت براحه هتقصفي رقبتك دي في مرة من مرات عبطك!.
مطت شفتيها لتردف...
-معلاااش...
قضب حاجبه باستغراب عندما رأي دموعها ليردف...
-بتبكي يا حياة؟ حصل ايه؟
هزت رأسها بنفي لتردف بخفوت...
-فهد راجع...

ارتسمت اسارير الفرح ببطء وبلا تصديق على وجهه ليمسك ذراعيها بصدمه...
-مين قالك، انتي متأكده يا حياة هو قالك؟!
ابعدت يده بحنق على غباءه لتردف...
-هيقولي ازاي يعني واني اعرف عنه حاجه من 6 سنين!
حك رأسه بعدم فهم ليردف...
-اومال، انا مش فاهم؟
-اوووف اخوك عثمان قال انه جاي وصلت كده!
-ايه المرار ديه ومالك قلبه خلقتك كده ؛ مش حبيب القلب ده اللي راجع بردك!
رمقته بغضب لتردف وهي تغادر الي غرفتها...

-لا حبيب ولا قريب وحسك عينك تقوله ايتها حاجه و الا ما عدتش اكلمك تاني يا عمر!
ضرب كف على كف عندما اغلقت باب الغرفه وهو يتعجب من تصرفات الاناث الم تبكي اليه ليالا طويله وتخبره انها قد تعطي احدي عيناها ليعود اليها!
تركها و اتجه الي اخيه ليعرف ما يدور حوله بالفعل...
لحق به وهو في طريقه خارج المطبخ فناداه سريعا...
-صحيح اللي سمعته ده، فهد راجع؟!
هز رأسه بابتسامه واسعه ليردف...

-ايوة يا عمر راجع، عايزك تستقبله اول ما يوصل واوعي تتأخر عليه، دي اخر فرصه عشان يرجع وسطينا، ولازم كلنا نحببه في مجيته دي...
رد عمر بسعادة...
-ربنا يهديه انا مش مصدق انه راجع بحق وحقيقي انا كنت فاقد الامل، انا كنت بتمني احول كليتي في القاهرة عشان اشوفه!..
اخذه عثمان من ذراعه ليردف بخفوت...
-عمر ركز معايا ابوس ايدك في اللي هقوله ديه، اني قلتله ان امك تعبانه شويه وهو هيجي...!
-هيجي غصب يعني!

-الله يهدك اقفل حنكك ده وركز معايا...
-اهاه..
وضع عمر يده على فمه بطفوليه ليستمع الي عثمان وخططه للجمع بين فهد وحياة...
ابتعد عنه عمر بابتسامه صفراء ليردف...
-لا والله بس كده! انتو ناوين على موتي، فهمني بس لاني هطق منكم!
لكزة عثمان بقسوة ليردف...
-وبعدهالك اومال، مش دي حياة اللي قرفنا بيها انت وعمايلكم السوده، و دلوقتي لما تحتاجك متوافقش!
ضرب عمر كف على كف ليردف بحنق...

-اني اهزر حاجه واني اروح اقولها لا مؤاخذه اتلحلحي عشان جوزك حاجه تانية خالص!
رفع عثمان حاجبه بغضب وتحذير بعيون حانقه ليردف بنبره صارمه...
-قسما بالله يا عمر لو ما اتصرفت في الموضوع ده لكون مدشدش نفوخك ايه رأيك بقا!
تأفف عمر وهو يلعن حياته وهؤلاء الاعداء المتجسدون في صورة اهله ليردف بحنق...
-طيب طيب هحاول!
ربت عثمان على ظهره بشيء من القوة التحذيرية ليتركه ويرحل...
-ده ايه المرار الطافح ده يا خواتي!

قالها وهو يتجه الي حياه و محاوله اخبارها بما يريده اخاه...
انتهي الفلاش باك...

في القاهره...
وقف يحادث بعض رجاله في الهاتف فقد اغضبته المودة التي تتحدث بها جميله عن عبدالرحمن والتي شاهد عليها بعينيه،
وضع الفرشاة في مكانها الخااص، فان اغضبه شئ فهو الاهمال وعدم ايجاد الاشياء بمكانها...
هدر بصوت حاد بقله صبر...

-انت تسمع الكلام يا ممدوح من غير أسئلة هجتمع بيكم كلكم في الفيلا اهم حاجه الشركة تتمسح بالكامل والامن يشد نفسه ماجد باشا مش هيدخل الشركة غير وانا متأكد ميه في المية ان المكان متأمن!
استمع الي الجهة الأخرى وهو يضع ملابس الجيم في المنشفة ويغسل يده بحرص ويجففها قبل ان يأخذ الجوال من بين كتفه و اذنه هاتفا بحنق..

-محدش غلط يا ممدوح اسمع الكلام من غير أسئلة لحد بكره يلا سلام، زفر بتعب وقرر اراحه جسده رن هاتفه من قبل حراسه البوابه ليلعن تحت انفاسه...
-ايوه معاك...
اعتدل بحده وملامحه تتقلص بغضب...
-دخله انا نازل حالا...
حضر وليد (اخيها الغير شقيق ) وزوجته الاء للاطمئنان على جميله، هبط بسرعه على الدرج ليجدها تركض امامه نحو الباب...

لابد انه قد اعلمها بحضوره فكر بغيظ، وليد هذا لغز بالنسبة له هو بحاجه الي حله قريبا، فهو يعلم تماما انه ليس اخيها!.
دلفت الاء راكضه نحوها تحتضنها بحب...
-ازيك يا جميله وحشتيني اوي...
احتضنتها جميله بدورها بحب لتردف...
-وانتو اكتر وحشتوووني اوي...
-وليد كان هيتجن قلنا لازم نيجي نطمن عليكي!



look/images/icons/i1.gif رواية ملاذي
  16-12-2021 01:51 صباحاً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السادس

ابتعدت جميله عن احضانها متجاهله اهتزازه جسدها الذي شعر بقرب محمد جوارها بالرغم من صمته...
اقترب وليد وكاد يعانقها ليجد يد تدفعه في صدره بغضب ليهدر محمد بحده...
-انت اتجنيت ؛ انت بتعمل ايه؟!
رد وليد بغضب من تطاوله ليقول..
-انت عبيط! انت مالك انت!
كاد محمد ان يقترب منه بهجوم لولا وقوف جميله امامه وهي تضع يدها على صدره لتردف بحده...
-في ايه يا محمد، عيب كده!

ضيق عينيه بغضب شديد هل تعتاد على عناق ذلك المتشرد، ابعد يدها بالرغم من اشتعال كل جسده من لمستها البسيطة ليردف..
-انا اللي عيب!، والبيه اللي داخل يحضن ده مش عيب!..
اردف وليد بصوت عال...
-دي اختي وانا حر احضنها ولا محضنهاش انت بتتدخل ليه؟!..
دفعها محمد من امامه ليقف بعيون مجنونه قائلا بحده...
-لا مش اختك دي مراتي و انا محبش حد يحضن مراتي!

-مراتك! انت هتعيش الدور ولا ايه ده اتفاق يا حبيبي ولو نسيت انه اتفاق يبقي اخد اختي من هنا وانا اولي بيها وبحمايتها!
ليجيب محمد بخطورة وهو يشد على حروفه...
-علي جثتي لو جميله اتحركت من هنا!
شعرت جميله بخطورة الموقف وحموه كما حدث في اخر مره اجتمعا فيها الاثنان و رفض وليد لزواجها من محمد حتى وان كان الهدف الحماية،
لتتدخل بكلتا يداها تضعهما على صدر كلاهما لتفريقهم...

ولكن نظره مرعبه من محمد ارغمتها بلا وعي على ازاله يدها من على صدر وليد لتردف بحنق...
-ممكن تهدوا شويه، خلاص يا وليد حصل خير محمد بس بيهزر...
امسك محمد يدها يكاد يجذبها ولكنها استدارت بمهاره تعطيه ظهرها وتلوي ذراعها وهي تشد على قبضته بتحذير بين ظهرها و صدره،
مستكمله حديثها مع وليد المتوجس من هذا التواصل بين الاثنان...
-انا مبسوطة هنا متقلقش و هكون مطمئنه هنا اكتر!

-جميله انتي عارفه اني هحطك في عنيه، انتي عارفه غلاوتك عندي انتي مش اختي انتي بنتي وعايزك تبقي متأكده اني هقدر احميكي في اي وقت...
قالها وهو يرمق محمد بحده ليتقدم محمد خطوة تقابله بها جميله بخطوه للخلف حتى التصق ظهرها بصدره محاوله منعه من التصادم مره اخري...
امسكت الاء يد زوجها بقلق لتردف...
-مفيش داعي للكلام ده ياوليد اكيد محمد فاكر الاتفاق بس هو مضغوط ممكن نروح بقي!

هز رأسه وهو يمسك بنظرات محمد المتحدية ليردف...
-ماشي، انا هزورك تاني يا جميله ولو احتاجتي اي حاجه في اي وقت كلميني يا حبيبتي!
مدت الاء يدها بحقيبة صغيره الي جميله وهي تميل براسها تقبلها لتردف...
-شويه الحاجات اللي طلبتيها، ربنا يعينك!.
قالتلها بنظره ذات مغزي لتجذب وليد خلفها بعد ان القي التحية على جميله...

زفرت جميله بتعب وارتخي جسدها للحظات وهي تعيد رأسها الي الوراء تستند على صدره وتغمض عيونها شاكره ان الامر لم يتحول الي صراع بينهم...
فيتحول غضب محمد في لحظه الي ذهول ومشاعر ملتهبة، علت انفاسه مع دقات قلبه وهو يميل برأسه يلامس بأنفه اعلي رأسها...
فتحت جميله عيونها بحده، و شعر بجسدها يتصلب على جسده وهي تستشعر دقات قلبه المتمردة...
ابتعدت بسرعه لتستدير بوجه احمر مخلوط بخجل وغضب قائله...

-انت ازاي تعمل كده!
-عملت ايه؟!
قالها ببراءة لتضيق عيونها بغيظ وتردف...
-انت ازاي تعمل كده في وليد، مش من حقك على فكره...
ليردف من بين اسنانه بحنق...
-لا من حقي على فكره انا جوزك!
-علي ورق وبس، انت قلت تتجوزني عشان تحميني و وليد يوافق اعيش معاكم في الفيلا!
ليرد بغضب مصححا...

-الاتفاق عشان انتي توافقي مش عشان وليد يوافق، وليد ده مالوش حق عليكي و حتى لو على ورق انتي اسمك مرتبط باسمي وطالما انتي على ذمتي يبقي مفيش راجل يلمس شعره منك!
-انت قليل الادب!
-وانتي مش متربيه!
-انت حقير و قليل الذوق و عديم الاحساس وانا متربيه احسن منك!
امسك مقدمه ملابسها يجذبها نحوه ليردف...
-وانتي لو فتحتي بقك بغلط تاني هتلاقي ايدي بتسلم على وشك، مفهوم!

شدد على حروفه مع كل كلمه ينطق بها لتدفعه هي بغضب وتطلق صرخة حاده مزعجه كأنين الكمان بغيظ وتتجه نحو الباب لتخرج الي الحديقة و محمد يلاحقها بسرعه...
-اقفي يا جميله وانا بكلمك!..
-مش عايزة اكلمك ابعد عني!..
اتجهت الي البوابة الرئيسية فكاد احد الحراس يوقفها بذراعه ليهدر محمد بتحذير..
-اوعي تلمسها!
رفع الرجل كلتا يداه بذهول وابتعد خطوين الي الجانب لتمر جميله دون لحظه توقف ومحمد يلحق بأعتابها...

-ممكن افهم انتي رايحه فين؟!
-ممكن افهم انت جاي ورايا ليه؟!
ظلت تمشي على طول الطريق وهي تعدل من حجابها والتي رمته بإهمال على رأسها حين هاتفها وليد معلن قدومه لتخبره بانها ستستقبله وكم ترغب بالارتماء في احضانه فقط لأغاظه محمد وانتشال رد فعل منه للاعتراف بهويته او هويتها و لكن دون جدوي..
بعد لحظات صمت طويله وسير مستمر اردف محمد بقله صبر...
-ممكن نرجع البيت!
-اتصل بوليد اعتذر الاول.

-نعم!، ده واحد قليل الادب!.
التفت له بحزم وهي ترفع اصبعها في وجهه..
-لم لسانك يا محترم وليد مؤدب غصب عن عينك وبعدين تعالي هنا قولي مالك وماله انت؟! اخ وبيحضن اخته ايه مزعلك!
اشتعلت عيونه ليردف بحزم مماثل...
-اللي مزعلني انه مش اخوكي...
ضربت كف على كف لتردف...
-لا اله الا الله هتعرف اخويا اكتر مني!
قالتها متعمده استفزازه عسي ان يعترف بأصولهم في الدار ولكن دون جدوي ليردف بغضب...
-عارف وخلاص!

ابتسمت بسخريه ومراره لتردف..
-تمام حتى ولو مش اخويا الحقيقي على الاقل وقف جنبي عمري كله ورفض يتخلي عني زي ناس قبليه...
شعر بقلبه يعتصر بغضب برغم انه مقتنع بعدم معرفتها به الا انه شعر بكلامها يتهمه وشعر بحنق لمقارنتها بما كان بينهم بما بينها وبين وليد ليردف بغضب...
-انتي مش عارفه حاجه عشان تتكلمي وتقولي اتخلي عنك، انتي تسكتي خالص، يا غبيه!

نزلت دموعها هذه المرة ليس غضبا بل حنقا على تمسكه بتجاهلها لتقول وسط دموع تكوي صدره...
-وانت جباااان!
رفع يده فأغمضت عيونها منتظره صفعته ولكنه ضرب شجره خلفها ليردف كالبركان المشتعل...
-قدامي على البيت!..
مسحت دموعها بحده واتجهت بغضب نحو المنزل، اتجه خلفها بعيون غاضبه ليلمح احدي رجاله، اشار له بغضب للتقدم...
-انت بتعمل ايه هنا وسايب الفيلا؟!
-ماجد باشا اصر اني اجي معاكم لانك من غير سلاح!

اتسعت عيناه بخوف ليمسك ذراعها ويجرها خلفه بينما بقيت جميله تبكي طوال الطريق وهو يجذبها لتسرع خطواتها...
كانت متأكده ان غيرته منذ الطفولة اكثر ما يحركه واسرع الطرق ولكنه يثبت عناده، مسحت دموعها وهي تتذكر ماضيهم البريء...

فلاش باك...
جلست تمشط عروستها بملل فقد وعدها محمد بان تنتظر منه مفاجأة ولكنه تأخر كثيرا في تدريبه الحرفي فأخواتها الصبية خرجوا منذ مده وهو لايزال مع المعلم بالداخل...
جلس اخيها حسن بجوارها ليردف...
-قاعده لوحدك ليه يا جميله، ما تقومي تلعبي مع دلال بتدور عليكي..
-لا انا هستني محمد..
لوي شفتيه بغيظ طفولي ليردف...
-انتي على طول بتلعبي مع محمد هو مفيش اخوات ليكي هنا غيره...
لتردف بعفويه وبراءه...

-محمد مش اخويا ده صديقي الصدوق هو قالي كده!
نظر لها وكأنها مجنونه ليردف...
-خلاص خلي محمد ينفعك ومتحبيش غيره...
ابتسمت له ببراءة لتردف...
-بس انا بحبك كمان، انت حسن اخويا...
ابتسم لها بسعادة صبيانية ليخرج قطعه شوكلاه متبقيه منه ويعطيها اياها وهو يقول...
-وانتي اختي جميله الجميلة خدي الشكولاته دي ليكي!.

اخذتها منه بسعادة وبدأت تأكلها بنهم، رفعت انظارها الي مكان غرفه التدريب لتجد محمد مقدم عليهم بحقيبته ورقيه في يده ونظرات الغضب المرافقة له بصفه دائمه تعلو وجهه...
لم يعطه حسن فرصه للتصادم ووقف يبتعد بعد ان ربت على شعرها بابتسامه...
رفعت كفها تلوح لمحمد ليسرع اليها لتردف بقله صبر...
-انت اتأخرت اوووووي اوووي، اومال فين المفاجأة؟!
لانت ملامحه قليلا ليردف...

-وانتي فاكره المفاجأة سهله انا بعمل حاجات كتير في عشان اقدر احققها!..
نظر الي قطعه الشكولاتة في يدها ليردف بغيره طفوليه...
-بس انتي بتاكلي شوكلاته ومبسوطة وانا مهدود عشان أفاجئك، لا انا غيرت رأي مش هدهالك خلي حسن يفاجئك!
وقفت سريعا تمسك ذراعه قائله بمحايله طفوليه...
-لا لا خد الشكولاتة انت كمان ونبي ونبي عايزة اشوف المفاجأة مش انا جميله الصديق الصدوق!..

ابتسم ليظهر عمره الحقيقي كفتي في الرابعه عشر ويردف...
-بس خلاص بطلي زن العيال ده هدهالك وخليلك الشكولاتة مش عايز انا، ومتنسيش ان ابله امل قالتلك ميه مره متقوليش ونبي اسمها بالله عليك!..
قفزت عاليا تصفق بحراراه و جنون فرحه، فلأول مره يفاجئها احد زادت ضحكاته وهو يعطيها ما بيده لتفتحه...
فتحتها لتجد عروسه جديده و جميله جدا بشعر بني كشعرها البندقي تماما اتسعت عيناها بفرحه وذهول واحتضنت اللعبة بشده...

ومالت عليه تحتضنه هو الاخر ليبعدها عنها سريعا بابتسامه خفيفة، فتوبيخ ابله امل له مازال بعقله فقد نبهته بان دينهم لا يسمح بالتقرب من الفتيات حتى وان كانت طفله لا تتعدي ال 9 سنوات فهو اكبر منها ويجب ان يفهم لتوعيه صغيرته فأي شيء فد تفعله معه يمكنها فعله مع غيره وان كانت جميله مرتبطة به فعليه ان يعلمها القيم الصحيحة كأخ كبير...

شيء بداخله لم يحبذ فكره اقترابها واحتضانها لاحد اخواتها على حد قول جميله فهو لن يصحح لها مفهوم القرابة بالأخوة ويكسر الطفولة المتبقية فيها...
عادت الي لعبتها بابتسامه وهي تلمس شعرها بأطراف اصابعها الصغيرة وتتحسسها برقه ثم نظرت الي عروستها القديمة المهملة لتردف...
-متخافيش دي اختك الجديدة وانا ههتم بيكم كلكم زي ابله امل بالظبط!
اتسعت ابتسامته و ضربها كف خلف رأسها الصغير وهو يردف...

-خدي بالك من نفسك الاول يا رجل الحمامة!
نظرت له شزرا قبل ان تتجاهله وما هي الا ثواني حتى اجبرته على اللعب معها واقامه حفل شاي وهمي للجمع بين اللعبتين، لتجعله يلعن اليوم الذي فكر فيه بمفاجأتها...
انتهي الفلاش باااااك...

استفاقت على صوت محمد الذي يأمرها بالإسراع ويصيح عندما وجد حارس اخر يلحق بهم، اذا كان معظمهم بالخارج لحمايته...
من يحمي والده ماجد!

في بني سويف...
جلست عائله فهد يتسامرون بسعادة في امور الحياة ويسمعوا حكاوي والدهم عبدالله بتأني...
ما عدا فهد الذي صب جام تركيزه على اشباع عيونه من حياه التي صعدت ليله امس بعد خلوده الي النوم ولم يشعر بها من شده التعب ليستيقظ في النهار و يجد الغرفة خاليه منها، وعندما هبط اليهم وجدها تساعد والدته في المطبخ...
اخرجه من تفكيره لكزه عمر لحياة وشعر بحنق وشعور لا يريد التطرق اليه!

ما الذي يدور في هذا البيت؟! يجب ان يتم بينه وبين اخيه الصغير حديث في القريب العاجل عن عدم ملامسه زوجته حتى وان كانت كأخت له وصديقه الطفولة كما اخبره عثمان!
قرر الانسحاب حتى لا يفعل ما يندم عليه ويتهم بالجنون امام عائلته، فقال بحده...
-انا طالع انام!
ردت والدته سريعا..
-خليك امعايا ياولدي متسربع على النوم ليه! باجي ليك يومين وترجع وتهملني اجعد حبتين جلبي رايد يحس بيك!
ليأتي صوت عبدالله...

-ايه يا ام عتمان الراجل تعبان همليه لحاله وخليه يرتاح من امبارح وانتي كتمه على نفسه!
تململت بحنق لتردف بتنهيده...
-اللي تشوفه، جومي يا حياة ويا زوجك!
قالتها والدته بحنان ونظره ذات معني...
لتبدأ دقات قلبه المشتاق في التسارع، قبل يد والدته و اتجه الي الدرج ليسبق حياه بخطواته دون النظر اليها مصطنع عدم الاهتمام...
سمع خطاها الرقيقة خلفه وفقد السيطرة على قلبه تماما...

دلف الي غرفته يترقب دخولها فهناك شوق نحوها يتمني الغرق فيه حتى يرضي قلبه المجنون!..
مازال مصدوم من هيئتها الخرافية ومن هذا التحول الخطير من طفله الي امرأه ليراوده هذا التساؤل...
هل اخطأ في بعاده بالفعل كما تظهر له افعالها؟!..
دلفت حياه خلفه وقلبها يدق بتوتر وحب كمين وخوف من رفضه لها زفرت وهي تتذكر توبيخ و ضغط والدته عليها كأنها تريدها بان تلقي بنفسها بين ذراعيه...

لم ترتكب اي خطأ هو من قرر الابتعاد عنها وليس العكس!..
احبته ولاتزال تحبه ولكنها لن تجرح كرامتها بالتقدم خطوة لتقابل رفض صريح من جانبه...
خرجت من افكارها على صوته...
-انا هستحمي تحبي تدخلي الحمام الاول؟!
ود لو يقتل نفسه على سخافة سؤاله ولكنه لا يعلم كيف يجذبها في حوار فمنذ ان خطي بقدمه الدار لم تحدثه بجمله كامله...

بللت شفتيها بينما تابع حركتها هو بجوع اشعلته داخله بتلك العيون الحائرة لتردف بوجه احمر...
-لاا ادخل براحتك!..
هز رأسه بتوتر و دلف ليأخذ حماما باردا عسي ان يعيد له عقله المسلوب بها...
هرعت حياة الي خزانتها تخرج احدي ملابسها بينما يستحم هو، ففوجئت بملابس غريبه عنها موجوده وجميعها مكشوفه لن تسترها عن اعينه!
تمتمت بصدمه..
-يا نهار مش فايت مين اللي عمل كده!

ارتعشت يداها ما العمل الان؟ لا تستطيع الخروج والمطالبة بملابسها القديمة ومن من ستطلبهم!
مجرد سؤالها سيفتح عليها ابواب النقد والاستجوابات!



look/images/icons/i1.gif رواية ملاذي
  16-12-2021 01:51 صباحاً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ملاذي للكاتبة دينا ابراهيم الفصل السابع

نظرت الي الاثواب القصيرة و الطويلة لكن مفتوحه من كل جانب، لابد ان عنايات والده فهد هي من دبرت تلك المكيدة!
اغمضت عيونها بغيظ وقلب يرجف وجذبت احدي الاثواب الطويلة نسبيا صحيح بدون اكمام فقط حمالات رقيقه ولكنها افضل الأسواء...
جلست بتوتر تنتظر خروجه فهي لن تخاطر بتغير ملابسها ليخرج هو ويراها في هذا الوضع...

اخجلها هذا التفكير وهي تتذكر قساوة ملامحه و شفاه التي كانت تقبلها كل ليله في صورته التي تمتلكها...
اصبحت مختلفة واشد قساوة وجاذبيه كم ترغب في تقبيلها...
هزت رأسها بصدمه وتوبيخ لتتمتم بغضب واندماج...
-اتجنيني ولا ايه! باسته عقربه، ده شفايفه ولا شفايف المعزة!..
-شفايف مين؟
-شفايفك!
قالتها دون تفكير او وعي بالصوت القادم من فهد امامها ظنا منها انه صوت بداخلها...
ضيق فهد عينيه بغضب وذهول قائلا..
-انا!

انتفضت بخضه لتردف بتلعثم..
-انت مين؟! انت ازاي يعني...!
اردف بحنق...
-انا شفايفي زي المعزة؟
-لاااه مش شفايفك انت!
اغضبته اجابتها اكثر!
من ذا الذي ترغب بتقبيله اذا وتوبخ نفسها عليه!
حاولت الهروب الي المرحاض بجواره ولكنه امسكه ذراعها وجذبها اليه...
لعنت حظها التعيس عندما لاحظت وضعه بالمنشفة تحيط نصفه السفلي وشعرت بقطرات الماء على صدره تبلل صدر عباءتها...
نعم هذا ما ينقصها تماما!.

ان يلوث عينيها البريئة بكل تلك العضلات الرجولية الرائعة!
بريئة! (علي يددددددي)
عودي الي صوابك، من اين اتت تلك الافكار القبيحة؟!
اغاظته بصمتها ليردف...
-انتي فاكره نفسك رايحه فين؟!، انا مش هسيبك غير لما تردي عليا وتفهميني هو في ايه بالظبط!، شفايف مين دي اللي بتتكلمي عنها؟!
شعرت بالبكاء وبالخجل يغطي رقبتها وكل وجهها...
-انا مقولتش شفايف!..
شد قبضته على ذراعها يقربها منه بغيظ ليردف بحنق...
-متكذبيش!

حاولت الفرار منه ولكنه وبخها بغضب...
-ردي احسنلك انتي مراتي ومتفتكريش اني هعديلك الهبل ده بالساهل!..
اغضبها حديثه لتجذب ذراعها بشكل اعنف ولكن دون جدوي قائله بسخريه...
-لا والله انا مراتك مخدتش بالي في الست سنين اللي راحوا من عمري دول!
مصمصت بفمها لتستكمل...
-اوعي كده من قصادي!
تركها وهو يغلي لا يجد ما يجيبها به فهربت سريعا لتغيير ملابسها...

اغلقت الباب ووضعت يدها على قلبها وهي تسب غباءها في سرها وتلعن عادتها في التمتمة فهي ليست وحيده في غرفتها ويجب ان تنتبه لأفعالها...
كانت ترتدي ملابسها بعنف وغيظ منه كيف يجرؤ على ذكر انها زوجته الان، لترد متمتمه على نفسها...
-صحيح اللي اختشوا ماتوا!..
صمتت لحظه متذكره توبيخها لنفسها على التمتمه لتتمتم بعصبيه...
-تاني يا حياة انتي مش...
قطعت تمتمتها وهي تخبط رأسها على غبائها...

ان استمرت في الحديث لنفسها سيظنها مجنونه لا محال!
ارتدي فهد شورت وتي شيرت داخلي خفيف وجلس على الفراش ينتظرها تخرج بتوعد وتفكيره يجن جنونه...
لن يتركها تلومه لأنه تركها، لم يخطئ!، كانت مجرد طفله! كما انه يتذكر جليا بكاءها يوم زفافهم وكأنه شيطان سيأكلها!..
لينبهه عقله بانها تعد طفله على الاطلاق بل صارت في جمال البدر و كماله، خفق قلبه فوبخ نفسه يناجي سيطرته على ذاته...

استغفر الله ودعاه ان يصبره على تلك الصغيرة و ان لا يخجل نفسه امامها...
مرت دقيقيه قبل ان يضع يده على صدره مذهولا من سرعه خضوع دقاته لها التي ترفض الهدوء، يدعوا الله الا يكون ما يظنه صحيح!
هز رأسه برفض هذا الدق ليس حبا، هو فقط منبهر بأنوثتها الطاغية المفاجأة...
فااقدر قرر استكمال عقابه على زواجه بها فلو كان يعلم انها بهذا الجمال لحبسها في منزل خاص قبل الرحيل!

خرجت حياه مسدله شعرها الاسود الطويل على اكتافها عله يخفي ما كشف من جسدها عن عيونه...
رفع عيناه لملاقاتها فانحسرت الانفاس في صدره وقد تأكد له توقف قلبه الذي كثرت شكواه من دقاته اليوم لثواني، لتتوالي عليه دقاته بعد لحظه كالمطرقة...
شعر بحلقه يجف وهو يتفحصها بعيون اظلمت من شده رغبته بها وتعطشه للنظر الي عيونها التي سحرته منذ الصغر...
ضاقت عيناه كالفهد المستشعر اقتراب فريسته!
ما الذي تنويه تلك الفتاه!

ترتدي اثوب شبيه لملابس العرائس بلون العنب، لا ليست شبيه هو متأكد انها للعرائس، وتجول امامه دون ان تتوقع منه اي رد فعل!
لم يجد منها طوال اليوم سوي التجاهل والجفاء، مالذي طرأ و جد الان، هل يعد ذلك دعوة منها؟!
مستحيل!
رأي الخجل يغطيها من رقبتها وحتي انفها فزاد تحمسه للحصول عليها...
هل تتلاعب به؟ هل هي معتادة على مثل هذه الملابس وترتديها في غيابه؟!
اغضبه هذا التفكير اكثر من غضبه على قله حيلته معها...

اما حياة فكانت غافله عن صراعه و لم ترفع عينيها في عينيه بل اتجهت تضع اشياءها في خزانتها وهي تكاد تموت خجلا...
وقف بكامل طوله عندما اقتربت من الفراش فاتسعت عينيها لوهله وتوقفت حركتها قبل ان تستكمل طريقها الي الفراش ليوقفها صوته...
-انتي بتلبسي كده على طول؟
خرج صوتها خفيفا لا يرغب في الخروج يجب عليها الموافقه حتى لا يظن انها ترتديه لاجله...
-هاه احم ايوة!

لم تنظر الي عيناه لتري كيف حولهم الغضب والرغبة الي حمم بركانيه سوداء...
ليقترب منها دون وعي ويمرر اصابعه بعنف على كتفها...
-ليه؟
-ازاي ليه يعني، هدوم زي بقيت الخلق، الله يرضي عليك انا مش فهماك وعايزة انام!
-حد بيشوفك كده؟!..
شعرت بغضبها يزداد الي اعلي درجه لتنفض يده من عليها وكأن لمسته تحرقها لتردف بغيظ و دموع الغضب تهدد بنزولها...

-انا مش هفتح بوقي دلوقتي عشان انا بنت ناس ومتربيه وحط ميه خط تحت كلمه متربيه ديه!
تركته يتلوى بمشاعره المتخبطة بين الغضب والشهوة و الندم، لتستلقي على فراشها وتخفي جسدها عن عينيه التي تخترقها بالغطاء...
اين ذهب هدوءه الذي اكتسبه في تدريباته!
كان الحفاظ على هدوءه في اسوء الظروف واعنفها ما ميزة بين زملائه بالتدريبات ولكن امرأه تسخر من ذلك الهدوء بحركة وقطعه قماش!

دلف الي الفراش خلفها بغضب يضع الغطاء عليه و يشاطره معها بحنق، لمح ظهرها الموجه نحوه ليكتشف ان الثوب به فتحه كبيرة من الرقبة وحتي اخر الضهر...
شد على قبضته وهو يجز اسنانه ويضع كلتا قبضتيه على عينيه، هل يجوز قتل اخيه؟!
ليتمتم في سره...
-ماشي يا عثمان الكلب انت السبب!

اغمض عينيه يناجي النوم، بينما اغمضت هي عينيها لمنع الدموع دون جدوي فقد ظلت تتساقط بصمت من اهانته وكعاده سواد الليل اجتمع كل تفكير حزين وحسرة باغتتها في غيابه لتزيد دموعها بصمت...
حزن دفين ترفض الاعتراف به، صحيح انها رغبت في معاقبته ولكنها تمنت سرا ان يكون راغب في هذه الزيجة و باقي عليها وان افكارها تلك غير صحيحه...
فلو كان راضاها بكلمه او اعتذار يرضي عذابها لكانت ارتمت بأحضانه الي الابد...

بعد ساعات من التقلب في الفراش دون جدوي فتح فهد عينيه بتنهيده وهو مستلقي على جانبه ليري ظهرها مازال اليه...
يستطيع رؤيه ظلال جسدها المرسوم في الظلام ونور القمر يزيد عذابه بشعاع خفيف يضئ له ما يظهر من جسدها وكأن القدر يتفنن بتعذيبه...
الا ان ما جذب انتباهه هي هزه طفيفة من كتفيها يكاد يجزم انه تخيلها، دقق نظره لتواليها هزه اخري بعد لحظه...
هل تبكي؟!
كم يشعر بالفخر الان!

لا يعلم كيف يواسيها وقد قررت الكلمات الهروب من عقله...
لم يفكر طويلا فقد اتخذ قلبه و يده قرارا بمتابعه الامر من هنا...
رفع اصابعه برقه تتنافي من خشونتها ليضعها برفق على رقبتها من الخلف...
انتفضت بخضه وتصلبت تحت اصابعه...
اذرق ريقه بصعوبه و مرر اطراف اصابعه على رقبتها ببطء نزولا الي بدايه الفتحة عند اسفل رقبتها بهدوء و بطء شديد حتى وصل الي اخرها...

شعر بدقات قلبها تحت اصابعه مما جعله ينتبه الي نبضات قلبه التي علت ولا يستطيع سماع انفاسه اللاهثة منها...
اعاد تمرير أصابعه التي اصبحت تتحرك من نفسها وكأنه مغيب نزولا وصعودا مرارا وتكرارا حتى شعر بها ترتخي تحت لمساته السحرية الصادمة لها...

كادت تجن حياة من ملامسته لها و كانت على وشك توبيخه الا ان لمسته و حركه يديه التي تتوق لها وهي تستشعر حبه شلت لسانها وحركتها فظلت هكذا مستسلمة لعبث اصابعه والتي تفقدها صوابها...
شعور غريب في قلبها لم تعهده يدفعها للبكاء والابتسام في ان واحد وكأن جسدها وقلبها انفصلا تماما عن عقلها...
شعرت به يقترب فأغمضت عيونها بتوتر وترقب ظنت انه سيطالبها بحقوقه وتأكدت انها ستستسلم اليه بكل بساطه وغباء!.

شعرت بشفتيه تلامس رقبتها من الخلف، لتعلو انفاسها بانين منخفض، وضعت يدها بخوف على فمها من ان يسمعها احد بالرغم انه زوجها ويحق له اكثر..
عض على شفتيه وانينها يفقده عقله ليسمك بخصرها بتملك ونفاذ صبر، مال يقبلها عند هذا المكان الذي يغويه طوال الليل وشعاع القمر يناجيه ويتحداه لملامسته!..
اخذ يوزع قبلاته على ظهرها المكشوف حتى نهايته لم يترك بقعه ظاهره منها الا وامطرها بقبلاته...

وانفاسه الملتهبة تحرقها وتهدد بفقدان وعيها وكأنه يوسم بالنار ملكيته كالوشم على جسدها الصغير...
وضع قبله اخيره مبتلة بشغف وهو يشعر بصبره ومقاومته تتلاشي...
فعاد بشفاه الي اذنها وهو يحرك يده على خصرها ليحيطها بذراعه ويضمها اليه هامسا...
-متعيطيش! انا اسف مقصدتش ازعلك بس كده فهمتي انا اتضايقت ليه من فكره ان حد يشوفك بالمنظر ده، انا من ساعه ما شفتك وانا مش عارف ايه اللي جرالي كأني مغيب في عالم تاني!

اكتفت فقط بهز رأسها فعقلها في اجازة ولم تستوعب نصف ما قاله ولم تسمعه...
شعرت بتعب فظيع وكأنها كانت في ماراثون للركض...
قلبها المنهك يرفض الهدوء والخلود الي الراحة منضما الي جسدها..
مال برأسه يحرك وجنته وذقنه الخفيفة على وجنتها الناعمة يستشعر الاختلاف ويجبرها على الشعور به...
ليفاجئها بابتعاده عنها تماما واتجاهه الي جانبه من الفراش!
اغمض عينيه يتنفس من فمه حتى لا يستنشق عطرها ويستسلم لأهوائه...

صحيح استسلمت له مما زاد من ثقته بأفعاله معها ولكنه متأكد انها لن تكون سعيدة في الصباح...
خاصا وهو يستشعر موقفها الدفاعي منه طوال اليوم ولن يبدأ حياتهم معا هكذا...
حياتهم!
تعجبه تلك الكلمة كالموسيقي تخدر جسده! فقط قرر انه لن يتخلي عنها ابدا!
ليس بعد ما شعر به للتو و ما تذوقه منها فهي ملكه وستظل ملكه الي الابد!

عقد العزم على اكتساب ودها فهو ليس غبيا ويعلم انها تلومه على الابتعاد، لم يقرر بعد من المخطئ و لكنه ليس شغله الشاغل في هذا الوقت!
فقد بدأ ارتباطه بتلك العيون واحلامه بها طوال تلك السنوات الفائتة يتوضح امامه...
لم يكن شعوره بظلمها هو ما يحاصره ولكن البراءة و المناجاة في تلك العيون لطالما استهوته و مازالت تستهويه!

في القاهره...
كان محمد يمسك يدها بقوة وهو يسرع بخطواتهم ويمطر الحارسان بوابل من التوبيخ على تركهم الفيلا فهم تحت امرته هو وليس ماجد...
شعرت جميله بأصابعها تتخدر من الالم ولكنها تحملت عندما شعرت بتوتره وخوفه ينبعث اليها فتركته عسي ان يهدأ قليلا وهي ترا الفيلا اصبحت في مرمي انظارهم...
- بسرعه احنا وص...!
قطع حديثه بحده وهو يري البوابة مفتوحه على مصرعيها وكأن القدر منتظر اياه ليكون شاهدا!

جز على اسنانه وانفاسه تعلو عندما تملكه ذلك الشعور باقتراب مصيبه تهددهم، لتدلف سيارة سوداء بزجاج مخفي وسقف مفتوح من اعلي...
تابع محمد بعيون كالصقر تقدمها من بعيد لتدق انذارات الخطر بعقله وهو يري الفيلا في المنتصف بينه وبين السيارة...

التفت حوله بلهفه ليجد محل البان يكاد مالكه ان ينزل بابه العالق في منتصف مساحه الباب ليجذب جميله في اقل من ثانيه بحده وعنف يدفعها الي الداخل وهو يشير لاحد الحراس باتباعها ؛ ليمسك ياقته بعيون سوداء قائلا...
-خليك معاها لو شعره واحده اتلمست منها هموتك بأيدي!
وقف مالك المتجر مذهولا مما يحدث لم يمر على صدمته ثوان حتى اختفي محمد راكضا ومعه الحارس الاخر...

انتبه محمد الي انخفاض سرعه السيارة عند اقترابها من فيلا والده ليضع يده على صدره ويتذكر نسيانه سلاحه لينظر الي الحارس الراكض خلفه وبمهاره وسلاسه جذب سلاح الحارس...
ما ان استدار حتى رأي ما كاد يخلع قلبه من صدره فقد خرج رجل بلمح البصر وبيده سلاح موجها نحو البوابة المفتوحة...

كان ماجد يقف بالحديقة يتحرك يمينا ويسارا بقلق يحاول الاتصال على هاتف محمد والاطمئنان عليه وعلي جميله لكن دون جدوي لا يأتيه منه رد...
سمع صوت يعرفه تماما منذ سنوات شبابه ليتسمر بمكانه وهو يشيح وجهه جانبا ويري احد الرجال يصوب سلاحا متأكدا انه مصوب الي رأسه...
جحظ عينيه يرفض الهروب واظهار الخوف فان كانت هذه نهايته لن يقبل ان تأتيه الضربة من الخلف وسيلتقطها بشجاعه!

حدث كل هذا في اقل من ثانيه لكنها كانت كافيه لان يسمع صوتين لأطلاق النار في ان واحد وهو يشعر بجسده يندفع الي الخلف ليقع ارضا وبألم حاد في رأسه!
اسرعت السيارة والرجل في اعلاها متدلي كجثه هامده والدماء تسيل من رقبته واحدهم يحاول جذبه للداخل عندما استمر محمد في اطلاق النار متناسيا وجودها في مكان عام...
وقد اصبحت عيونه حمراء وهو يسرع ليدخل الي الفيلا ويجد ماجد مستلقي على الارض غارقا في دماءه...

رفض الهواء الوصول الي رئتيه من بشاعة ما يراه وهو يشعر بساقيه تنطلق كالرياح ليصل الي والده...
جثا كالمشلول لا يدري ما يفعله وهو يحاول معرفه من اين تأتي كل تلك الدماء، وقلبه يخشي ضياع والده واخر ما يملكه في الحياه، ولن يسامح نفسه ابدا على ما حدث...

وجد رأسه بلا اي اصابات و الدماء تنزف بغزاره من كتفه الايمن ليميل سريعا على صدره يغمض عينيه براحه وهو يستمع الي دقاته ويشعر بالادرينالين يتدفق من جديد الي سائر جسده...
-بابا انت سامعني متقلقش انت كويس!
وصل لاذنه انينه وكأنه يطمئنه حتى في غيابه ليحمله ويصيح بالحارس لاحضار السيارة سريعا...
-بسرعه بسرعه افتح الباب!..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 7 < 1 2 3 4 5 6 7 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1980 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1462 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1471 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1290 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2466 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، ملاذي ،











الساعة الآن 12:54 PM