logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية عاشقي المخاطر
  12-12-2021 07:42 صباحاً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل الحادي عشر

في الساحل الشمالي قبل منتصف الليل بدقيقة
أُغلقت الأنوار و بدأ العد التنازلي لحلول عام جديد، فتح الضيوف هواتفهم و فعّلوا كشافاتها و كذلك فعل زينة و معتصم، ثم ألقي معتصم نظرة خاطفة الي المصابيح الكهربية المعلقة و عاد نظره الي زينة سريعاً و همس:
-اللمبات اتقفلت بس لسه الألماس مأثر عليها
نظرت زينة الي الشاشة التي يتم عليها العد التنازلي، ثم ألتفتت الي معتصم بهدوء و تحدثت:.

-فاضل 10 ثواني على السنة الجديدة، كل سنة و انت طيب يا حياتي
ضمها معتصم إليه بإبتسامة جميلة قبل أن يرد عليها بلقبها المحبب الي قلبه:
-و انتي معايا دايما يا برتقالتي.

مرت الثواني العشر ثم بدأت الهتافات من الجميع مهنئين بعضهم بحماس و فرحة قبل أن تشتعل الأنوار ثانية و ترتفع أصوات الأغاني ليندمج الجميع في الرقص مرة أخري حتى حلول الفجر، شعر الضيوف أجمعين بجفونهم تجاهدهم من أجل أن تُغلق، فذهبوا من الحفل ملبيين نداء النوم، و كان أخر من يخرج من قاعة الحفل هي زينة مع معتصم، متجهين الي سيارتهم التي أستأجروها، و أنطلق بها معتصم بحذر نحو الباب الخلفي للقاعة و التي تخرج منه المصابيح الكهربية...

أستمر أنتظارهم ما يقارب ساعة، حتى أقتربت عربات نقل كبيرة و خرج العمال بعجلات نقل تحمل على سطحها المصابيح الكبيرة، ثم يدخلونها الي سيارات النقل التي تحركت بعيداً بعد أن امتلأت و تتبعها سيارة زينة و معتصم في حذر...
تحدثت زينة و هي تنظر الي السيارة امامها و تمسك بهاتفها و تلتقط عدة صور لها كما ألتقطت صور أخري أثناء وضع المصابيح الضخمة في السيارات:.

-هنستناهم لحد ما نعرف مين اللي هيستلم الألماس و هيسلمه لمين.

أكتفي معتصم بأن يومأ برأسه، و ساد الصمت بينهم من جديد، حتى وصلت السيارات الي مخزن ضخم يبتعد عن الفندق و عن الشوارع الرئيسية و هبط السائقين و أستقبلهم عمال من المخزن و بدأوا في نقل المصابيح و تمسك زينة بهاتفها تصور كل ما يحدث، الي ان دق شخص ما على زجاج نافذة معتصم، فأنزلت زينة هاتفها سريعاً و خبأته في حذائها الطويل، فتح معتصم النافذة فوجد رجل ضخم البنية يقف امامه، و سرعان ما أرتفع مسدسه و ألتصقت فوهته برأس معتصم و تحدث الرجل بهدوء الثعابين:.

-أنزل أنت و اللي معاك
نظر معتصم الي الرجل و كان أمامه خيارين: إما أن ينطلق مسرعاً بسيارته فيطلقون عليهم الرصاص و ربما يصابوا و يمسكوا بهم، أو يهبطوا معهم بهدوء و يدخلوا الي المخزن بحيث يتمكنوا من مراقبة ما يحدث عن كثب..
مرت ثانية واحدة كان قد أتخذ معتصم قراره و هبط من السيارة و كذلك فعلت زينة، و وضعا يديهما فوق رؤوسهم و ذهب مع الحراس الي داخل المخزن و كل منهما يلامس ظهره فوهة سلاح..

و بعد دقائق كان كلا من زينة و معتصم مكبلان بالحبال من إيديهم جالسين أرضاً، فأقترب منهم كبير الحراس على و تحدث:
-انتو فاكرين انكم بتتعاملوا مع أغبية ولا أيه؟ دايما بيكون فيه عربيات ورا كل حاجة رايحة و جاية من المخزن للحراسة
أتاه رد معتصم الساخر:
-ليه بتهربوا ألماس مثلا
ظهر الغضب على وجه على و تحدث:.

-لا بنهرب بني آدمين، بنهربهم من الدنيا كلها و انتو اللي عليكم الدور، للأسف مش هقدر ألمسكم لحد ما ييجي معتز باشا و وقتها هو يقرر هيعمل أيه
نظرت زينة بإستنكار نحو معتصم و قالت بنبرتها الساخرة:
-مش قولتلك مش برتاح لواحد أسمه معتز
أشار على نحوهما و قد أزداد غضبه بعد سماعه لجملة زينة الأخيرة و تحدث:
-كممهم مش عاوز أسمع صوتهم لحد ما معتز باشا ييجي.

أقترب منهم رجلان واضعين شريط لاصق على شفتي كل منهما ثم ذهب على تاركاً رجلين في حراستهما، فنظر كلاهما حول أنفسهم في محاولة لإيجاد ما يفك قيدهم مستغلين فرصة إعطاء الحراس ظهرهم لهما، و سرعان ما وقع بصر زينة على مفاتيح السيارة في جيب بنطال معتصم، فضربته في قدمه لتلف نظره، و سرعان ما نظر لها بإستفسار فنظرت الي مفاتيحه..

فهم معتصم مقصدها سريعاً و ألتقط مفاتيحه و أقترب من زينة و بدأ في قطع الحبال بهدوء من يد زينة التي ما أن قُطع الحبل الأول حتى أستطاعت إزالة العقدة كلها، ثم بدأت بفك عقدة معتصم، و نظر كلا منهما حوله فوجدا زجاجات زجاجية فارغة و عصا خشبية سميكة..

أمسكت زينة بالعصا و أقتربت بهدوء من الرجلان و ضربت الأول على رأسه بها ليفقد وعيه بسرعة بعد أن نزفت رأسه ثم وجهت ضربتها الثانية بسرعة نحو الحارس الثاني الذي ألتف سريعاً ليسقط مثل زميله تماماً..

جلس معتصم على أحدي ركبتيه و هو يفتح حذاء زينة الطويلة و يخرج هاتفها و يطلب رقم شرطة النجدة و أبلغهم كل ما حدث بهدوء شديد و صوت خافت حتى لا يدخل على أثره حارس آخر، أعطي الضابط العنوان ثم أغلق الهاتف بعد أن فتح الموقع في هاتف زينة و فتح جهاز التسجيل من جديد و وضع هاتفها في مكانه، ثم وقف ممسكاً بيديها و أتجه نحو صندوق كبير يختبأ بداخله هو و زينة و همس:
-شاطرة أنك كنتي فاتحة ريكورد قبل ما نيجي هنا.

حاولت زينة ضبط أنفاسها قبل أن تنطق بخوف:
-لو البوليس مجاش و لحقنا أحنا هنتصفي
وضع يده على شفتيها بسرعة و هو يستمع الي صوت أقدام بعيدة و بعض الحديث الخافت و غير المفهوم، و سرعان ما أستنتج أنه معتز قد جاء و غضبه من وجود شخص يتبعه..
وقف معتز امام الحبال و كذلك علي، فصرخ معتز به قائلا:
- هما فين يا على و رجالتك مرمين على الأرض كده ليه؟!
نظر له على بعدم فهم و تحدث بتلعثم و خوف واضحان:.

-كانو هنا يا باشا و الله معرفش راحو فين؟!
-أقلبوا عليهم المكان كله حالا و طلعوهم أكيد لسه مبعدوش، بسرعة قبل ما يبلغوا البوليس، خلي الرجالة يدوروا في المخزن و بره، و النص التاني ينقلوا الألماس على الشنطة دي فوراً، مش هنقدر نأجل الصفقة مستر لاندن في الطريق لهنا، أتحركوا بسرعة.

تحرك الجميع تبعاً لأوامر معتز و بدأوا في البحث عنهم، فأخرجت زينة هاتفها و بدأت بتصوير عملية نقل الماس و تصور معتز في فيديو عبر فتحة صغيره في الصندوق، و بعد دقائق أقترب أحدهم من الصندوق و هو يشهر سلاحه قائلا:
-أخرجوا حالاً بدل ما هخلي دماغكم تتفتت.

نظر معتصم الي الأعلي و كذلك زينة التي عادت لتخبأ هاتفها بسرعة من جديد و وقف كلاهما و أستجابا للحارس الذي تقدم بهم نحو معتز، و في نفس اللحظة أٌقترب على من معتز قائلا:
-مستر لاندن وصل يا باشا
أشار معتز اليهما بشر قائلا:
-يفضلوا هنا و المرادي خدوا بالكم منهم كويس جدا على ما أرجع
جلس معتصم مع زينة في مكانهم مرة أخري، بينما ذهب معتز بصحبة ثلاثة من رجاله، نظر معتصم الي ساعته بقلق و أردف:.

-البوليس مش هيلحق يوصل، لازم نشوف حل بسرعة مينفعش الشحنة دي تتسلم
خلع معتصم جاكيت بدلته و ربطة عنقه ثم فتح أزرار قميصه الأولي و شمر عن ساعديه و جميع الحراس ينظرون له بتعجب مما يفعله، أقتربت منه زينة و همست في أذنه قائله:
-هتعمل أيه يا معتصم؟!
-هعمل اللي المفروض اعمله، حاولي تعطلي التسليم.

أمسك معتصم بثلاثة من الزجاجات الفارغة خلفه تماماً، و في ثواني كان قد أستطاع أن يصيب رؤوس ثلاثة من الحراس الذين سقطوا فاقدين وعيهم في الحال، في حين أشهر الباقين أسلحتهم نحوه، و سرعان ما تحدث أحدهم:
-محدش يتغابي و يضربه بالنار علشان ميحصلش مشاكل، معتز باشا عاوزه حي.

أقترب ثلاثة أخرين من معتصم الذي تمكن من أمساك زجاجتان بسرعة شديدة و ضرب أثنان ممن أقتربوا منه، و سحبه الثالث من يده و وجه له لكمة قوية لم يتمكن معتصم من تفاديها، ثم سحبه الرجل ليتوسط خمسة من الحراس الذين بدأوا في ضربه بقوة و هو يحاول الدفاع عن نفسه قدر المستطاع..

أقترب الرجل المتبقي نحو زينة التي فعلت كما فعل زوجها و أمسك بزجاجة و قبل أن تسقط على رأس الحارس، أمسك بيدها و وجه لها لكمة قوية لتسقط على الأرض، شعرت بأنفها ينزف و بأن عظام أنفها قد اختلطت ببعضها كعجين سلس التشكيل، وضعت يدها على أنفها بوجع شديد، ثم أقترب الحارس من الرجال الآخرين، فوقفت زينة مستندة الي الحائط خلفها ثم خلعت حذائها الطويل ذو الكعب العالي، و هبطت به على رأس ذراع الحارس السادس ليقع منه سلاحه الرشاش و يصرخ بألم و يقع على الأرض بعد أن هشمت زينة رأسه بزجاجة أخري، ثم سحبت من ذراعه حذائها، نظر لها رجل أخر و ترك معتصم ليقترب منها فبدأت بالركض بسرعة و هو يركض خلفها، أستطاعت الاختفاء بسبب كثرة الصناديق في المكان، ثم وجدت قطعة خشبية أخري سميكة، أمسكت بها بسرعة و هي تنظر الي الحارس الذي يبحث عنها، دارت حول الصندوق لتقف خلف الحارس و تسقط الخشب على رأسه ليسقط على الأرض هو الآخر..

أمسكت زينة بسلاحه بتوتر و أقتربت من الذين يضربون معتصم بالعصا، و بسرعة شديدة ضربت أثنان منهما ليسقطا على الأرض و قد شعرا أن أعينهم قد أصابها العمي فمازالوا يشعرون بما حولهم، و تبقي ثلاثة أمامها، أمسك أحدهم بعصاها ثم سحبها من شعرها بقوة و صرخ في وجهها قائلا:
-أتهدي بقا بدل ما اقتلك.

ضربته زينة بقوة على أذنيه و حركت قدميها لتضربها في ركبته بقوة فسقط على الأرض بألم شديد فأعادت عصاتها و ضربته بها ليفقد وعيه، نظر إليها أخر إثنين و اللذان بدأ معتصم في ضرب أحدهم بينما حاول الأخر ضرب زينة فألتفتت خلفه سريعاً و هشمت عظام رأسه بعصاها ليسقط مثل زملائه تماماً، و أثناء أنشغال الأخير بالعراك مع معتصم ضربته بقوة ليسقط أخيراً..

أقتربت زينة بسرعة من معتصم بقلق شديد من الدماء التي تملأ وجهه و أردفت:
-معتصم، أنت كويس؟!
ضحك معتصم بمرح رغم آلامه و أردف:
-اه بس أبقي فكريني ضروري نتدرب كارتيه و كيك بوكس لأننا المرة الجاية هنتطحن و محدش هيحس بينا، يلا نخرج بسرعة نلحق المهزلة اللي هتحصل دي و يا رب البوليس ييجي بقاا قبل ما نخرج من الدنيا قبل ما ندخلها.

أمسكت بجاكيت بدلته بسرعة و وضعته على وجهه ثم أمسك كلاً منهما بسلاح و خرجا من المكان بحذر، و أخيراً أرتفع صوت أحد رجال الشرطة قائلا هجوم، فخرجت رجال الشرطة من كل مكان و نشبت معركة قوية بين الطرفين و كان النصر للشرطة نظراً لصلابة الرجال و كثرة عددهم..
أٌقترب معتصم و زينة من الضابط الذي تحدث بإرتياح:
-حضرتك اللي قدمت البلاغ صح؟
-مش باين على وشي ولا أيه!؟
أبتسم الضابط و أجابه:.

-لا باين، حمدلله على سلامتك انت و المدام، حضرتك تقدر تروح المستشفي علشان جروحك و تبلغنا بمكان سكنك علشان لما نحتاجك
أجابته زينة بهدوء شديد:
-تمام أحنا هنكون في الفندق بتاع معتز ده محل إقامتنا لأسبوع بعد كده هنسافر القاهرة، عن أذنك
أتجهت زينة مع معتصم نحو سيارتهم و جلست خلف عجلة القيادة و معتصم بجوارها ثم أنطلقت بها، فتحدث معتصم بتعب:.

-بقولك أيه، على الفندق علطول فيه هناك علبة أسعافات، انا تعبان و مش هقدر على تعب المستشفي و إجراءاتهم
-حاضر يا حبيبي بس أرتاح

في المقطم.

دخلت أميرة بصحبة جاسر الي الشارع و هي تلتفت حولها في خوف و تتمسك بجاسر بقوة، و الجميع ينظر لها بدهشة و بدأ الحديث و الكثير من الأقاويل الجانبية حتى أقترب عم أشرف والد أميرة و نظر لها، فأنكمشت أميرة في خوف خلف جاسر و لكن تمكنت يد أشرف من جذبها من خصلاتها ليبدأ في ضربها و الصراخ فيها و جاسر يحاول أبعاده عنها، و لكن كان أشرف مثل ثور هائج من الصعب إيقافه و أخذ يقول:.

-أه يا سافلة، بقاا ليكي عين تيجي هنا بعد ما جبتي لينا العار بعمايلك السودا، أنا مش هسيبك و هموت يا فاجرة
صرخت أميرة بدون أنقطاع و أشرف يحاول ضربها و لكن كان جسد جاسر الذي يقف في منتصفهما سوراً، و سرعان ما صرخ جاسر في أشرف قائلا:
-خلاص بقا كفاية أبعد عنها
دفع جاسر أشرف بعيداً عنها، و أحتضن أميرة و تحدث بحدة:.

-أميرة بقت مراتي و أم أبني يا عم أشرف، و هتفضل كده و مش هسمح لأي حد أياً كان مين انه يهينها أو يمد إيده عليها لإني هقطعهاله حتى لو كان أبوها أو أمها أو أخوها مفهوم، و هي مبقتش محتاجاكم خلاص ولا بقت سلعة متاحة للبيع للي يدفع أكتر، بقت مدام جاسر السعيد
ثم نظر جاسر الي الجميع حوله و صرخ بصوت أعلي ليسمعه الجميع قائلا:.

-و اللي هسمع لسانه بيجيب في سيرتها بالغلط هقطعوله، لا عاش ولا كان اللي يجيب في سيرتها بالغلط
رفع أشرف يده ليصفعه بقوة و لكن يد أخري أمتد لتمسك بيد أشرف و لم يكن هذا سوي كامل الذي دفع كامل بعيداً و تحدث بحدة:.

-أنت إزاي تستجري و ترفع إيدك على أبني يا أشرف أنت أتجننت ولا ايه؟! بنتك أه غلطت لمّا هربت من البيت و محدش قال أن التصرف ده كان غلط، بس ده كان ناتج من غلط أكبر صدر منكم أنتو علشان تجبروها على واحد أصغر منك بكام سنة يا أشرف علشان 10 فدادين، بنتك يعني لحمك و دمك يعني تشيلها فوق راسك و تخليها أميرة و تغليها في عيون الناس مش عايز تبيعها بالرخيص و تاكل من ورا لحمها اللي بعته الشهد، مش عايز بنتك أحنا عايزينها، بقت من عيلتنا و بنتي التالتة و مش هسمح لأي مخلوق أنه يغلط في بنتي و أبني فاهم يا أشرف.

رد عليه أشرف بتوعد شديد و هو ينظر الي جاسر:
-بنتي و أنا حر فيها يا كامل و هتشوف هعمل أيه فيها وفي أبنك المعيوب اللي حرضها ضد أهلها و خلاه تعصي كلامهم و تسيب بيتهم و تتجوز من وراهم
شعر جاسر بإنقباض في قلبه ما أن ذكر أشرف إعاقته، فوضع كامل يده على كتف جاسر و تحدث:.

-الراجل المعيوب بجد مش بيكون عيبة إعاقة ربنا أدهاله، بيكون معاق في تفكيره و هو عاقل، و قلبه حجر و هو بينبض، أنت اللي معيوب يا أشرف أنا أبني راجل و سيد الرجالة و رجالة الشارع كله يشهدوله، و أعرف أنت بتتكلم مع مين قبل ما تهدد لأني لو فيه اي حاجة مسّت جاسر ولا أميرة مش هتردد لحظة إني أطلبلك البوليس و بحكم منصبي كمذيع مشهور أنت عارف ممكن يحصل فيك أيه كويس، يلا يا جاسر.

أمسك كامل بيد جاسر الذي أخذ أحاط كتف أميرة و انطلق الثلاثة نحو منزل كامل، و ما ان دخلوا حتى فقدت أميرة وعيها و أمسكها جاسر بسرعة قبل أن تسقط على الأرض، و دخل الي غرفته تاركاً الجميع بلا رد عليهم، وضعها على الفراش بينما دخل هو الي شرفته و جلس على أرجوحته ضاماً ركبتيه الي صدره و احاطهم بذراعه و هو يفكر في حديث أشرف، حتى أنه لم يلتفت الي همسات الجميع و أصابعهم التي تشير إليه و هم يسردون ما حدث إلي بعضهما مضيفين بعض الأحداث الخيالية الي ما حدث..

دقت حسناء باب غرفته و لكن لم يأتيها رد، فدخلت بعد دقائق لتجد أميرة مازالت فاقدة لوعيها و جاسر يجلس على أرجوحته، أقتربت منه و جلست الي جواره و تحدثت:
-جاسر، أنا هسألك سؤال واحد بس يا حبيبي؟
نظر لها جاسر و هو يستمع الي سؤالها:
-لمّا تشوف نفسك فاشل و بقيت معدوم الأخلاق و الإحساس وقتها فكر في كلام الناس، انت شايف نفسك كده؟
هز جاسر رأسه بالرفض، ثم تحدث:.

-مش شايف نفسي معيوب يا ماما، بس عندي نقص عندي إعاقة، على الأقل الناس شايفاني كده؟

-الناس اللي بتتخدع بالمظاهر ميستاهلوش أننا نفكر فيهم و في كلامهم، و بعدين يا حبيبي الناس مهما حاولت ترضيهم مش هتقدر، أرضي نفسك و ضميرك و ربك و ملكش دعوة غير بالناس اللي يهمهم أمرك بجد يا جاسر اللي بيحبوك و عايزين ليك الخير، أما الأعاقة فأنت شكلك ناسي إذا أحب الله عبداً أبتلاه صح ولا أيه؟! و البلاء ده مش مقلل منك ده مكبرك في نظر ناس كتير أوي يا حبيبي، متزعلش أنا قلبي بيتقطع لمّا بشوف حد منكم زعلان ولا مهموم، انتو أغلي حاجة في دنيتي و عايزة أموت و أنا متطمنة على كل واحد فيكم في حياته، و عايزة أتطمن أنك هتمشي في طريقك اللي أنت راسمه يا جاسر و مش هتخلي كلام الناس اللي مش بيخلص يأثر فيك.

أمسك جاسر بيدها و قبلها بحب قائلا:
-بعد الشر عليكي يا ماما اوعي تقولي كده تاني
وضع رأسه على صدرها و ضمها فضمته هي الأخري و أردف جاسر:
-انا و اخواتي عايشين علشان أنتو معانا و في ضهرنا، متتكلميش في الحاجات دي تاني بالله عليكي

في الزمالك.

وقف صلاح أمام تيسيير و مني اللذان أرتفعت أبتسامتهما و هما يشاهدونه ينفذ جميع الأوامر بدون نقاش مثل إنسان آلي في جسد بشري، و سرعان ما أقتربت مني من صلاح و أستندت بذراعها على كتفه و همست في أذنه بصوت أقرب الي السمع قائله:
-أنسي صلاح و أمسح كل ذكرياته من دماغك، انت من النهاردة حمدي الصمدي صاحب شركة Deep للحراسة، فاهم يا صلاح
نظر إليها صلاح بإبتسامة جميلة و أردف:.

-أنا أسمي حمدي الصمدي مش صلاح يا حبيبتي
نظرت مني الي والدها بفخر و أردفت:
-خلاص يا بابا، وصلنا لأول الطريق أخيراً و دي كانت أول خطوة في تكوين جيش
أبتسم تيسيير في فخر و غرور شديد و تحدث:.

-خلال شهر واحد هيتم أول مؤتمر شبابي في مصر علشان نتقدم و نبص بنظرة المستقبل، جه وقت نخلي عدد سكان الأرض أقل، و نخلق أرض جديدة نعمرها و نحط فيها حاجات مش موجودة في الأرض دي، بني آدمين بصفات قوية، و تانيين خارقين، جه وقت نبني فيه جيش قوي في مدة صغيرة جداً للأرض التانية
تحدثت مني بحدة لتخفف من جنون العظمة هذا الذي يزداد في نفس والدها قائله:.

-خطوة زي دي مش سهله يا بابا علشان نعملها في شهر ولا 2، دي حاجة أحنا درسناها بقالنا سنين، و جه وقت ننفذها و أعتقد هتحتاج لسنين تانية بردوا بس مش مهم
أعادت نظرها نحو صلاح و أردفت:
-يلا يا حمدي على الشغل و أوعي تنسي الفحص الطبي للمجندين الجداد تبع شركتك
أنهت عبارتها بإبتسامة خبيثة مليئة بالغموض فأكمل صلاح:.

- عارف قصدك أيه، الدكتورة نرجس بنفسها هي اللي هتعمل ليهم العملية بمنتهي الدقة اللي علمتيها ليها يا مني، اتطمني، عن أذنكم
أغلق زر جاكيت بدلته ثم أنصرف بخطوات واثقة خارجاً من المكتب، فنظر تيسيير إليه في سخرية و تحدث:
-حلوه دروس الإتيكيت اللي أخدها منك خلته بني آدم بجد مش زي ما كان جاي لينا في الأول
جلست على مقعد أمام مكتب والدها و سألته:
-سيبك منه يا بابا، المهم عملت أيه مع عادل؟

جلس تيسيير على كرسي مكتبه و شبك يديه على المكتب قائلا:
-أديته الحقن اللي أنتي أدتيهالي بإستمرار زي ما أتفقنا، و بعد ما خلصت رميته في العاشر في الصحرا، و هيرجع مكتبه ميعرفش أي حاجة، و حذفت أي خبر لينا زمان كان موجود تبع الصحافة عن اللي حصل زمان، و كلمت مستر ألفريد داووين و هيوصل مصر خلال شهر بعد ما أجل سفره كتير بسبب اللي حصل لبنته، بس المرة دي راجع متقلقيش
أرخت مني جسدها على المقعد قائله:.

-كده تقريباً أنا قومت بدوري، فاضل انت يا عالم الهندسة الكمية تفتح لينا بوابة لعالم تاني و نشوف اللي هيدخل منه هيعرف يطلع تاني ولا لأ، و شوف أستقراره هيكون وقته قد أيه؟ و تقدر ترجع تفتحه تاني إزاي!
-متقلقيش انا شغال على الموضوع ده و كل شوية النتايج بتتقدم اكتر من اللي قبلها و قريب أوي هقدر أخلي البوابات مستقرة لأطول فترة ممكنة و بعدين نختبرها
.

أستيقظ معتصم من نومه الطويل و جلس على الفراش و وجد زينة تجلس بجواره على حاسوبها و في يدها تلك الرسالة التي جاءت إليهم في الحفل ليلة أمس، فتحدث:
-صباح الخير يا حبيبتي
نظرت له زينة بسخرية و أردفت:
-صباح أيه، أنت قومت الصبح و روحنا قدمنا إفاتدنا و شهادتنا ضد معتز و رجعنا و انت من وقتها نايم و الساعة بقت 8
فرك معتصم في خصلاته بتعب قائلا:
-هو أنا نمت كل ده و سبتك صاحية.

أقترب منها ليضع قبلة على رأسها قائلا:
-حقك عليّا يا حبيبتي بس انا خدت علقة سخنة أمبارح و جسمي كله مكسر
و قبل أن يقترب اكثر دفعته زينة بقوة قائلا بتهديد:
-أياك تقرب
نظر لها معتصم بتعجب قائلا:
-في أيه يا بت مالك؟!
أجابته بلهجتها الساخرة:
-مالي؟! لا ولا حاجة، امبارح بس قولتلي أستني أشوف مناخيرك و طلعت طرقعة غريبة منها حسيت أن روحي طلعت معاها
تحدث معتصم ببراءة مصطنعة:
-الحق عليّا كنت بردلك عضمها.

-وغالباً أنت قررت تكسرها مرة كمان امبارح
وقف معتصم و ألتف حول السرير ليصل لها ثم سحب الحاسوب و وضعه على الفراش و أزاح عنها الغطاء و حملها بين يديه قائلا:
-هتفضلي مقموصة و خايفة طول شهر العسل اللي مش ناوي يكمل ده يعني ولا أيه؟
دفعته بيدها على صدره قائله:
-أيه أيه رايح فين!؟
-هنخرج شوية، هفسحك نروح حفلة نروح مسرح، نتعشي بره أي حاجة المهم أعوضك عن ليلة أمبارح دي.

-و هنخرج بهدوم البيت صح مش كده، نزلني يلا و روح خد شاور سريع على ما أجهزلنا هدوم و نخرج نتمشي شوية
أنزلها معتصم بعد أن وافق على حديثها و ذهب نحو الحمام ليأخذ حماماً دافئاً، خرج منه و هو يحيط جسده بالروب خاص بالإستحمام (البرنص) و لكن وجدها تجلس على الفراش تحتل الدهشة كل أقسام وجهها، أقترب منها بتعجب و هو ينشف خصلاتها بمنشفة صغيرة قائلا:
-مالك يا زينة وشك مقلوب كده ليه؟

رفعت اللاب ليلتقطه معتصم و نظر بداخله فوجدها تبحث عن حمدي الصمدي فنظر لها بتعجب:
-اه أفتكرته ده صاحب شركة Deep للحراسة، مالك مصدومة كده ليه؟ قرأتي حاجة غريبة عنه أو تعرفيه؟ او تعرفي أيه علاقته بالرسالة!؟
أبتلعت زينة لعابها بصعوبة و هي تخبره بصوت أبى الخروج في البداية، ثم ظهر أخيراً قائله:.

-الجثة اللي وقعت في فرحنا، طنط أسمهان اللي حكتلك عنها، ده أبنها صلاح يا معتصم مش حمدي و انا متأكدة مليون المية، و هو ساب الشارع هو و أمه و اختفوا من ييجي 5 شهور كده و جه بدالهم كريم، صلاح ده غبي أصلاً و كان عايش بقوت يومه هو و أمه و لا ليهم قريب ولا غريب، جاب الفلوس دي كلها منين؟ و لا غير أسمه إزاي و بقي شخصية معروفة كده! ده بيفك الخط بالعافية
تنهد معتصم و هو يضع الحاسوب على الفراش قائلا:.

-فيه حد يعرفك كويس أوي يا زينة، ليه علاقة بالناس دي و عارف انك تعرفيهم، و بيحاول يوصلك لحقيقة مهمة تخصهم من لمّا أختفوا زي ما بتقولي
أمسك بالأوراق الخاصة بحمدي الصمدي و تحدثت بخوف و قلق:
-يا تري ايه اللي بيحصل؟ و أيه علاقة كل المجندين كحراس دول باللي بيحصل؟
نظرت زينة الي معتصم و أردفت:
-معتصم، انا عارفة أننا في شهر العسل بس إحنا لازم نقطع أجازتنا و ننزل، مش عارفين كل ما نتأخر أيه اللي ممكن يحصل.

ربت معتصم على كتفها بحنان و أردف:
-أنتي معاكي حق، انا هلبس و هنزل أعمل تشيك أوت و أنتي حضري الشنط بسرعة و هطلع أساعدك و غيري هدومك
أمسك بيده بسرعة و أردفت:
-أستني بس، الساعة 8 الطريق ضلمة و مش مضمون دلوقتي، استني للصبح
ربت معتصم على يدها قائلا:
-أكيد هعمل كده، بس علشان بكره الصبح نكون جاهزين للسفر علطول، اما هتلبسي دلوقتي ليه فعلشان هناخد جولة أخيرة في المكان قبل ما نرجع.



look/images/icons/i1.gif رواية عاشقي المخاطر
  12-12-2021 07:42 صباحاً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل الثاني عشر

مر أسبوع على عودة زينة و معتصم الي عملهم، و بعد استئذان من عادل غريب التصرفات الذي يحاوطه دائماً حارسان لا يتركانه وحيداً أبداً، و استئذان المقدم مجاهد والد عبدالله بأن يعمل كلاً من زينة سوياً في هذا الأمر، وافق الأثنان و بدأ كلاً منهما في عمل التحريات اللازمة و الحصول على المعلومات بطرقه الخاصة..

في المعادي
وقفت زينة أمام المرآه تغلق زر حلتها الرمادية التي تعطيها مظهراً وقورا بعد أن رفعت خصلاتها البرتقالية على هيئة ذيل حصان، و لم تضع الكثير من لمسات المكياج، ثم أقتربت من معتصم الذي يجلس على الفراش يعقد رباط حذائه الجلدي باللون الأسود الذي يتناسب تماماً مع حلته السوداء ذات القميص الأسود، و بدأت في أرتداء حذائها المغلق ذو الكعب العالي، و وقف الأثنان في الوقت ذاته ليتحدث معتصم:.

-يا ريت الزيارة دي تفيدنا بأي معلومة
سحبت زينة حقيبتها الرمادية و أحاطتها بعنقها و ذراعها الأيمن لتصل الي خصرها و أجابته:
-هتفيدنا أكيد، خصوصاً بعد ما عرفت أن حراس أستاذ عادل هما من شركة Deep
هبط الأثنان من المنزل و صعدا في سيارة معتصم و انطلقا بها نحو مقر شركة حمدي في المهندسين، وصلا الي الشركة في الموعد المحدد لوصولهما ثم دلفا معاً الي مكتب الأستقبال، و تحدث معتصم بإبتسامة بشوشة:.

-مكتب أستاذ حمدي الصمدي فين من فضلك؟
-في الدور التالت يا فندم المكتب
شكرها معتصم و توجه مع زينة الي المصعد الذي نقلهما في ثواني الي الطابق الثالث، و خرج الأثنان ليجدا في وجهيهما مكتب على بعد متران فقط و تجلس امامه حسناء شقراء، فأقترب منها معتصم و تحدث برسمية شديدة قائلا:
-عندنا معاد مع أستاذ حمدي الصمدي
نظرت الحسناء الي الكشوف امامها و تحدثت بنبرة هادئة:
-حضرتك أستاذ معتصم.

أومأ معتصم برأسه فأشارت له الفتاة بالدخول قائله:
-أتفضل حضرتك أستاذ حمدي في أنتظارك
تحرك الأثنان نحو المكتب و دق معتصم الباب قبل أن يفتحه و يدخل و معه زينة التي ما أن نظرت الي حمدي أبتسمت بود، فأشار لهما حمدي بوقار بالجلوس، و أقترب كلاهما و جلسا على مقعدين أمام مكتبه فتحدث معتصم:
-النقيب معتصم السيوفي و دي حرمي مدام زينة السعيد
هز حمدي رأسه مع أبتسامة جميلة قائلاً:.

-أهلا وسهلا بيكم نورتوا المكتب، تحبوا تشربوا أيه؟!
نظر معتصم الي زينة التي تحدثت هي هذه المرة بإبتسامة بريئة مزيفة قائله:
-مش معقول يا صلاح نسيت أنا بحب أشرب أيه؟!
أبتسم حمدي في تعجب و تحدث:
-سوري يا مدام أسمي حمدي، و بصراحة محصليش الشرف أعرف سيادتك بتحبي تشربي أيه!
تنهدت زينة بملل حاولت عدم إظهاره ثم تحدثت:
-سوري يا مستر حمدي تقريباً أختلط عليّا الأمر كنت فاكراك حد تاني، ممكن عصير برتقال.

فركت زينة يديها بهدوء و هي ترفع قدمها لتضعها على الأخري و كذلك فعل معتصم، فأمسك حمدي بسماعة هاتفه و أردف:
-سهي، 2 عصير برتقال على مكتبي من فضلك
أغلق الهاتف ثم نظر الي الإثنان و تحدث:
-أنا سامع حضرتكم، أيه طلبكم!؟
بادره معتصم بالحديث قائلا:.

-المدام صحفية مشهورة و للأسف بتجري ورا مصايب كتير بسبب شغلها و عايز أعين ليها حراسة فردين على الأقل علشان أتطمن عليها في عدم وجودي معاها، و طبعاً سمعة شركة حضرتك في العالي بقالها كام شهر و علشان كده جيت هنا
أومأ حمدي برأسه و هو يعطي معتصم ورقة و تحدث بهدوء:.

-تمام يا أستاذ معتصم يا ريت تقرأ الورقة دي و توقع عليها و الصبح إن شاء الله هيكون قدام بيت حضرتك 2 من أفراد الأمن في ضهر المدام زي ظلها بالظبط، و طبعا عنوانك و أرقام تليفوناتكم و جدول كامل بمواعيد المدام الثابتة علشان يكون الحرس على أستعداد تام.

ثم جذب ورقة أخري من ملف أزرق اللون و قدمها الي زينة التي بدأت في تدوين ما قاله حمدي، أنتهي كلاً منهما من إتمام الورقة في يده ثم أعطاها الي حمدي الذي تحدث بإبتسامة جميلة:
-أتشرفت جداً بتعاملي معاكم
دلفت سهي الي المكتب و قدمت العصير الي معتصم و زينة ثم تحدثت:
-حاجة تانية يا مستر حمدي؟!
-لا يا سهي أتفضلي على مكتبك و أول ما مدام مني توصل يا ريت تبلغيني.

أومأت سهي برأسها قبل أن تنصرف مغلقة الباب خلفها، فتحدثت زينة سريعاً في محاولة لإكتساب بعض الوقت و إيضاً إشباع فضولها كصحفية و تأكيد شكوكها قائله:
-بصراحة مستر حمدي كان فيه موضوع تاني أتمني تساعدني فيه
نظر معتصم الي زينة و صمت و حاول ألا يظهر التعجب على وجهه، بينما نظر لها حمدي بنفس الهدوء المهيب و الإبتسامة الجذابة و أردف هو الأخر:
-أؤمريني مدام زينة.

-أنا حالياً بكتب رواية، و كنت عايزة أسأل حضرتك كام حاجة و متأكدة محدش هيفيدني غيرك
أشار لها حمدي لتبدأ حديثها مردفاً بلباقة:
-أتفضلي، و لو فيه أي معلومة هقدر أساعدك بيها أكيد مش هتردد
-حضرتك كنت شغال أيه قبل ما تفتح شركة Deep و يا تري طفولتك كانت عاملة إزاي؟!
نظر لها حمدي بجمود شديد قبل أن ينطق كآلة مبرمجة:
-لا يوجد إجابة لهذا السؤال، بداية الذاكرة كانت منذ سبعة أيام فقط.

نظر كلاً من معتصم و زينة الي حمدي بدهشة و هم يبتلعون لعابهم بصعوبة، فعادت إبتسامة حمدي الي شفتيه مرة اخري قائله:
-مدام زينة، أتفضلي قولي سؤالك ساكتة ليه؟!
تحدثت زينة بلهجة حاولت ألا يشوبها التلعثم قائله:
-حضرتك متجوز و قادر تدير الشركة دي إزاي في نفس الوقت و مع تقدمها المذهل في المدة القصيرة دي؟
أجابها حمدي بهدوء و هو يسترخي على الكرسي قائلا:.

-ده لأن مراتي تبقي مدام مني تيسيير ماذن الشافعي و هي اللي بتساعدني في إدارة الشركة دي و تقريباً كمان هي اللي أسستها
وقف معتصم عن مقعده و كذلك زينة و تبعهما حمدي، ثم مد معتصم يده ليصافح حمدي قائلا:
-أتشرفت بمعرفتك يا أستاذ حمدي
جاءه رد حمدي عليه بإبتسامة هادئة، فأنصرف زينة و معتصم مغادرين المكتب و ما أن خرجوا حتى وجدوا فتاة ذات شعر أحمر ناري تقف أمام المساعدة الشقراء سهي قائله:
-حمدي جوه يا سهي؟!

-أيوه مدام مني في انتظارك
تأبطت زينة ذراع معتصم و هي تبتسم الي مني بعد أن مرت بجوارها، ثم أسرع الإثنان الي المصعد و أغلقاه متجهين نحو الطابق الأرضي و منه الي سيارتهم التي أنطلقت مسرعة و وقتها بدأت زينة تتنفس بصعوبة:
-فيه حاجة غلط بتحصل، حمدي آله متبرمجة يا معتصم، بني آدم حد بيتحكم في مخه و مسح ذاكرته تماماً قبل 7 أيام
ضغط معتصم بسرعة على دواسة البنزين قائلا:.

-و أعتقد اللي ممكن نوصل منه لأي إجابة على حالته دي هي مراته، و اللي لازم ندور وراها كويس
أخرجت زينة هاتفها من حقيبتها و أغلقت المسجل به و عادت لتستمع الي نهايته عندما أطلق حمدي من بين شفتيه أسم زوجته، فرددته زينة قائله:
-مني تيسيير ماذن الشافعي
نظرت زينة الي معتصم بتفكير قائله:
-تيسيير الشافعي أسم مش غريب عليّا

في مقر جريدة منارة الحقيقة .

جلس منير أمام عادل الذي أستدعاه بسرعة، و أخذ يراقب هذان الضخمان الواقفين خلفه، فتحدث عادل:
-منير، ركز معايا هنا و اعتبرهم مش موجودين
نظر منير الي عادل بتوتر و تحدث:
-أستاذ عادل أنا بدأت أخاف منك من لمّا دول بقوا معاك علطول، هو فيه أيه؟
أردف عادل بعبارات مزيفة و يعلوا وجهه علامات الحدة قائلا:
-فيه ناس عايزة تقتلني و دول للحماية، ممكن نركز في شغلنا بقا ولا أيه؟!

حاول منير صرف إنتباهه عن هذان الحارسان و هو ينظر الي عادل بإهتمام قائلا:
-خير، فيه تحقيق جديد صح؟!
ألقي عادل بملف باللون القرمزي أمام منير قائلا:.

-أيوه، الملف ده فيه 10 ورقات كل ورقة بصورة لبنت معينة و تفاصيل عنهم، البنات دول أختفوا فجأة و محدش عارف يلاقيهم، بما أنك أقرب واحد لزينة، فالملف ده هيروح ليها و هي هتتولي تحقيقه مع معتصم، اما الملف الأزرق ده فده تحقيق مكلف بيه النقيب فاروق سويلم و عايزك معاه
ألتقط منير الملف من عادل بتعجب قائلا:
-مش ده النقيب اللي انا كنت معاه و أحنا بنمسك داليدا و خالد
أومأ عادل رأسه بتوكيد قائلا:.

-بالظبط يا منير، مواطن يوناني جه مصر من أسبوعين و فيه شكوك كتير حواليه لأنه بيزور أماكن حساسة جداً في مصر، و النقيب فاروق هو اللي تولي مسئولية مراقبته و عاوزك معاه علشان تكملوا التحقيق سوا
صفق منير بيديه بمرح و أردف:
-يعني في أحتمال انه يكون جاسوس، أيوه بقاا هو ده الشغل
و لكن سرعان ما تبدلت ملامحه و أردف بتعجب:
-ثانية واحدة، ليه ضابط عادي زي فاروق يمسك مراقبة واحد زي ده؟ ده مش شغله ده شغل.

قاطع عادل عبارة منير مردفاً بإبتسامة ساخرة:
-و أحنا مالنا يا منير و لا من أمتي بنسأل؟! نفذ من غير أسئلة كتير و أعتقد دي فرصة متتعوضش علشان ترقيتك تتعجل و لا أيه؟!
أمسك منير الملفات بحماس و أرتد واقفاً و تحدث:
-أكيد يا فندم، عن أذنك يا أستاذ عادل
و سرعان ما أقترب من مكتب عادل و تحدث بهمس:
-و خد بالك من نفسك علشان أنا حاسس أنك هتتاكل من أكوام العضلات اللي وراك دي.

أبتسم عادل في سخرية عندما فر منير من المكتب هارباً، فنظر عادل خلفه الي الحارسان و انتفض من أثر نظراتهم و اعاد نظراته أمامه من جديد متمتماً في داخله:
-أعوذ بالله، ده وشهم عاوز مكوة علشان يتفرد

في أحد مراكز التدريب على رياضة الكيك بوكسينج
أرتفع رنين هاتف زينة، فتوقفت هي و المدرب و كذلك معتصم عن التدريب، و تحدث زينة بإحترام:
-بعد أذنك يا كابتن، لازم أرد على التليفون.

أومأ لها الكابتن خالد العيّاط فذهبت نحو هاتفها لترد، في حين نظر خالد الي معتصم قائلا:
-كويس أنكم لمّا جيتو تتفقوا على التدريب حطيتوا شرط الرد على التليفونات في أي وقت
أبتسم معتصم و تحدث:
-حضرتك عارف يا كابتن أحنا شغالين أيه، علشان كده كل مكالمة لازم نرد عليها
بادر خالد معتصم بلكمة قوية في معدته فأرتد معتصم على أثرها الي الخلف قائلا بذهول و وجع غريب:
-في أيه يا كابتن؟ زينة لسه مرجعتش؟!

-أنا سمحت لزينة بس تروح ترد على تليفونها إنما لسه مكمل تدريب معاك و أكتر من مرة أحذرك أن عنصر المفاجأة من الخصم ممكن يخليك تخسر تماماً
تنهد معتصم بتعب قائلا:
-حاضر يا كابتن، هحاول أنفذ كلامك و أتنبأ بكل حركة ممكن تحصل و أخد حذري
رفع خالد قدمه سريعاً نحو فك معتصم الذي انخفض سريعاً في ذهول، فأردف خالد بهدوء و كأنه لم يكن على وشك تكسير أسنان و انف معتصم للتو قائلا:
-برافو يا معتصم.

أقتربت منهم زينة فسألها معتصم:
-فيه جديد؟!
-أستاذ عادل بعتلي ملف جديد مع منير لتحقيق جديد و أحنا بنحقق في قضية أسمهان، هنخلص تدريب و نعدي على المكتب نجيبه
أومأ معتصم لها و سرعان ما صد ساعده الأيمن لكمة كانت موجهة الي وجه زينة قائلا:
-بالراحة عليها أحنا لسه في شهر العسل مش هنبوظ وشها من دلوقتي، إحنا جايين نتعلم مش نموت و الله.

مرت ساعة و خرج بعدها معتصم بصحبة زينة في سيارة معتصم متجهين الي المعادي نحو الجريدة لتتحدث زينة بتعب جسدي شديد:
-كويس إن خالد مرجعش يضرب تاني و بدأ يدربنا على حركات جديدة، أنا جسمي من التدريبات بس هيتكسر أمال لو كان ضربنا كمان كان حصل فينا أيه؟!
ربت معتصم على كتفها بحنان قائلا:
-هتتعودي يا حبيبتي أتطمني دي مسألة وقت بس جسمك ياخد على الحركة الكتير و المجهود اللي بتبذليه ده و مش هتحسي بوجع بعد كده.

و أكمل حديثه بعد أن نظر لها بسخرية قائلا:
-طبعاً ده في حالة لو خالد مضربكيش
تنهدت زينة بتعب و غطت في النوم حتى وصل معتصم الي الجريدة، نظر لها و لم يشأ إيقاظها، فخرج من السيارة و أحكم إغلاقها، و أقترب من الجريدة، و بعد دقائق خرج و في يده ملف قرمزي، صعد الي السيارة و توجه بها نحو المنزل لإراحة جسد زينة قليلاً..

و بعد ساعتين، أستيقظت زينة بتعب و هي تجد نفسها على فراشها في منزلها الجديد مع معتصم و قد بدل لها ثيابها الي منامة قطنية مريحة باللون الأخضر، نظرت حولها و وجدته يجلس على الأرجوحة في الشرفة و في يده حاسوبه و كوب ساخن من الشاي، أرتدت معطف قصير قطني و أقتربت من الشرفة و فتحتها و شعرت بالهواء البارد يلامس وجهها، فأقتربت من معتصم و جلست امامه مباشرة فأصبحت الفاصل بينه و بين حاسوبها و تحدثت:.

-بتعمل أيه في التلج ده من غير جاكيت؟!
أستند معتصم بذقنه على شعرها قائلا:
-ما أنتي عارفة يا حبيبتي مش ببرد جسمي دايماً ساخن، أما بعمل أيه فبدور عن أي حاجة تخص تيسير الشافعي و بنته بس ملقتش حاجة غير عن مني أنها مرات حمدي بس، و كلمت عبدالله سألته عنهم بس بردوا ملهومش أي ملفات عند البوليس، مش عارف بقا أنتي سمعتي الأسم ده فين قبل كده
أمسكت زينة في قميصه القطني بقوة و هي ترتعش من شدة البرد قائله:.

-هنلاقيه متقلقش، دفيني بس قبل ما أقرأ التحقيق اللي منير جابه
ترك معتصم حاسوبه و ضمها بقوة الي صدره ثم سحب الملف قائلا:
-منير قالي أن العشر بنات دول أختفوا في ظروف غامضة و محدش يعرف عنهم تقريباً أي حاجة و دي كل المعلومات اللي قدروا يوصلولها
فتح معتصم الملف امام عينيها و بدأ في قراءته بصوت مرتفع حتى تسمعه و عندما أنتهي منه قال بهدوء:.

-تقريباً الملف ده ملوش أي لازمة غير أسامي البنات و عناوينهم و لازم نعمل أحنا تحرياتنا الخاصة علشان نعرف أيه العامل المشترك ما بينهم
خرج معتصم من الأرجوحة ثم سحب زينة من قدميها لتقترب منه و حملها بين يديه و دخل الي الغرفة قائلا:
-يلا هننزل دلوقتي و نبدأ بلاش نضيع وقت
أنحنت ذارعي معتصم فهبطت زينة على قدميها قائله:
-طب نتصل بمنير يشوف أي أثر لتيسيير؟

-لا منير عنده تحقيق مع فاروق، لازم أحنا ندور بنفسنا، بس شكل موضوع تيسيير و حمدي أو صلاح ده كبير و عاوز وقت، هنخلص الأول موضوع البنات ده و بعدين نشوف موضوع تيسيير بنفسنا، والاحسن بعد كده أننا نشتغل لوحدنا من غير مساعدة منير ده أفضل لينا و ليه.

أومأت زينة برأسها و هي تخرج بنطال جينز لمعتصم مع قميص أبيض و جاكيت من الجلد باللون الأزرق الداكن، في حين أخرجت لنفسها بنطال من خامة الجينز الفاتح مع بلوزة سوداء من القطن و جاكيت أسود من القطن، أرتدي كلاً منهما ملابسه ثم أحذيتهم و وضعت زينة مستلزماتها في حقيبتها التي علقتها كالمعتاد على عنقها و كتفها، بينما علقت كاميراتها على عنقها و أتجه الأثنان سوياً الي الدقي على عنوان الفتاة الأولي مريم حسين لمقابلة أهلها..


في القطار الذاهب الي الأسكندرية
أغلقت ريهام معطفها بقوة و هي تشعر بالبرد الشديد و نظرت في ساعة يدها فلقد تبقي خمس دقائق قبل أنطلاق القطار، فتحت هاتفها لتبدأ بتصحفح الأنترنت حينما وجدت ظل يقف أمامها يمنع عنها الأنوار و شاب يضع حقيبته في الرف العالي في القطار، ثم هبطت بنظره تجاهها و وجدها ترفع رأسها، فنظرت له ريهام بصدمة مردفة:
-هو أنت مراقبني ولا أيه؟!

جلس عبدالله على المقعد المجاور لها و أردف متعجباً:
-هراقبك ليه؟! أنا معرفش عنك أي حاجة من أخر مرة شوفتك فيها في الكافيه
نظرت ريهام له بإهتمام و سألته بفضول شديد:
-رايح أسكندرية تعمل أيه؟ أحنا في الشتا!
أجابها عبدالله بإبتسامة بشوشة و أجابها:
-و ايه أحلي من كده سبب يوديني أسكندرية! أنا أخدت أجازة أسبوع بعد ما معتصم رجع و باخد كل سنة أسبوع لأسكندرية بحب الجو هناك
ثم جلس بجانبه و أردف بإهتمام:.

-أنتي بقا رايحة فين في الشتا ده؟!
أراحت رأسها على مقعدها قائله بتنهيدة:
-رايحة أريح دماغي شوية، محتاجة أشم هوا نضيف، و أفتكرت أني عمري ما نزلت أسكندرية، فقولت أروح
أمتلأت عيون عبدالله ببريق من التعجب و سألها:
-رايحة أسكندرية أول مرة لوحدك؟ طب أنتي هتنزلي فين!

رفعت ريهام كتفيها بجهل و لم تلتفت له من جديد، و بدأ القطار في التحرك سالكاً طريقه نحو الأسكندرية، و أستمر الأثنان على صمتهما و عبدالله يختلس نظرات الي تلك المجنونة التي تجلس بجانبه، ثم بادرها بعدم تحمل:.

-لا مش قادر، يعني أيه نازلة أسكندرية من غير ما تبقي عارفة أنتي رايحة فين و في الشتا؟ أيه هتباتي في الشارع مثلا و لا هتقضي الكام يوم دول نوم في الشواطئ، علفكرة المطر بيهجم على أسكندرية في لمح البصر مش هتلحقي تستخبي تحت شمسية حتي
نظرت الي ساعتها ثم أردفت بدون أن تلتفت له و هي تقول:.

-أتكلمت بعد ساعة و نص و بتديني نصايح، مكنتش أعرف أن فيه حد موصيك عليّا يا حضرت الظابط، خليك في حالك أفضل و أستمتع بأجازتك
أجابها عبدالله بتلقائية و عفوية شديدة:
-مش هعرف أستمتع من غير ما أتطمن عليكي
أخيراً توجهت نظرات ريهام إليه و هي ترفع أحد حاجبيها بشك، فأكمل عبدالله سريعاً:
-أي حد مكاني هيقول نفس الكلام، مش من الشهامة أني أسيبك في بلد أنتي متعرفيهاش في الشتا و أول مرة تنزليها يا ريهام.

تنهد قبل أن ينطق برجاء:
-ممكن تعتبريني المرشد بتاعك لحد ما ألاقيلك مكان تستقري فيه و أوعدك مش هتشوفي وشي تاني
أومأت ريهام برأسها بهدوء و أجابته:
-ماشي، في الكل الحالات كنت محتاجة حد يساعدني، سبني أنام بقاا علشان تعبانة

في شبرا الخيمة
وقفت زينة أمام أحد مكاتب توظيف خادمات و هي تمسك بدفترها، فتحدث معتصم من خلفها:.

-حسب اللي قالوه الأهالي و الجيران لينا، ان كل بنت من دول كانت بتشتغل في تنضيف البيوت، و اللي وظفهم مكتب في شبرا، و ده المكتب اللي فيها، يلا ندخل يمكن نقدر نوصل لأي حاجة
تقدم كلاهما الي المدخل و منه الي المكتب فوجدا مساعد شاب في العقد الثالث من عمره يجلس على مكتبه، فأقترب معتصم و زينة منه و ألقي معتصم عليه التحية، ثم أردف:
-فين مدير المكتب أو المديرة؟
رفع الشاب بصره ببرود و تحدث:.

-الأستاذة كاميليا موجودة، مين حضرتك؟ واخد معاد!
نظر معتصم الي زينة ثم أعاد نظره الي الشاب و أردف:
-مكنتش أعرف أن المفروض أخد معاد الأول قبل ما أجي أطلب خدامة تساعد مراتي في شغل البيت
تهللت أسارير الشاب الذي وقف بفرحة شديدة و قد ذهب البرود عن وجهه و أردف:
-حضرتك جاي تطلب خدامة مش تشغل واحدة.

ظهر الضيق على وجه زينة من هذا الغبي الذي كان يظن أنها خادمة، بينما حاول معتصم كبح أبتسامته و أردف بلهجة حادة:
-أيوه، ممكن بقي أتواصل مع المديرة
-دقيقة واحدة بس هبلغها بوصول حضرتك، ممكن أتشرف بإسمك؟
-معتصم السيوفي
ركض الشاب نحو الباب جواره و دق عليه ثم أسرع في الدخول و بعد ثواني خرج قائلا:
-أستاذة كاميليا في أنتظارك جوه.

دلف معتصم بصحبة زينة الي الداخل، لتقابلهم كاميليا بإبتسامة جميلة و صافحت كلاً من معتصم و زينة مردفة:
-أهلا وسهلا أتفضلوا
جلس كلاً من معتصم و زينة و كذلك كاميليا التي تحدثت بلباقة:
-أسفة جدا على طريقة علاء، بس المكتب لسه في البداية و مفيش عندنا عملاء كتير و كل اللي بييجوا بيكون علشان التوظيف بس
أبتسمت زينة و هزت رأسها قائله:
-عادي يا أستاذة كاميليا ولا يهمك
وضعت زينة قدماً على الأخري و أردفت:.

-بصراحة أنا كنت في النادي مع جوزي و هناك قابلت صديقة قديمة ليّا و كان معاها صاحبتها و قعدنا سوا و كنت بقولهم إني محتاجة حد يساعدني في البيت و بصراحة صاحبة صاحبتي رشحت المكتب ده و قالتلي إن كل الخدم عندها من هنا
أرتسمت إبتسامة جميلة على وجه كاميليا و نطقت:
-أكيد دي ثرية هانم، هي تقريباً أكتر حد أتعامل معانا و كل أسبوعين بتطلب خدم جداد
ثم أضافت بعفوية و لهجة مرحة:.

-بالرغم من شروطها الغريبة في اختيار البنات
أتسعت إبتسامة زينة و تحدثت بفضول:
-شروط أيه؟! حابة أعرف علشان هي بتشكر جدا في البنات اللي معاها و عايزة أشوف هتتوافق معايا أنا كمان ولا لأ
نظرت كاميليا الي معتصم و أردفت بنبرة تملؤها الحيرة:
-مدام ثرية أرملة و علشان كده الشروط متوافرة معاها أنما حضرتك متجوزة فمش عارفة ممكن توافقي ولا لأ
أنتقلت الحيرة الي زينة و معتصم و تحدثت زينة بعدم فهم:.

-ليه هي أيه الشروط دي؟
-إن البنات يكونوا جميلين جداً و نشيطين جدا و عذاري و كمان ميكونش ليهم أهل أو على الأقل مش ناس معروفة أو ممكن تهتم ببناتهم
أحتل الشك تفكير معتصم و كذلك زينة، فبادر معتصم و سألها:
-طيب ليه عذاري؟ و ليه ملهومش أهل؟
-معرفش إجابة السؤال الأول بس كتخمين علشان ميكونش وراها بيت يشغلها عن الشغل عندها و ملهمش اهل فعلشان هما بيقيموا عند مدام ثرية في الفيلا بتاعتها.

حاولت زينة إنهاء حالة التوتر هذه فأردفت:
-تمام، انا عاوزة بنوتة تكون محتاجة الشغل جداً و خلاص مش مهم أي حاجة تانية طبعا غير الأمانة
أرتسمت إبتسامة على وجه كاميليا قائله:
-موجودة يا فندم
أمسك كاميليا بورقة و أعطتها لهم مردفة:
-يا ريت تملي الأستمارة دي، و تكتبي عنوان الشغل اللي المفروض البنت هتروحه
أومأت زينة برأسها و ملأت الأستمارة و اعطتها الي كاميليا بإبتسامة لطيفة و أدرفت:.

-يا ريت تروح هناك و تقول إنها تبع مستر كامل السعيد مذيع برنامج التليفزيون المشهور لإن الحقيقة هو اللي طالب عاملة نظافة في الأستوديو مش أنا
أومأت كاميليا برأسها و أردفت:
-تمام يا مدام زينة
ألتقطت كاميليا أسم زينة عن الأوراق فأردفت به في نهاية حديثها، ثم تحدثت زينة بإبتسامة قائله:
-لو مش هتسبب ليكي في مشكلة، انا عايزة عنوان مدام ثرية، حابة أشكرها بنفسي إنها وصلتني بيكي.

ظهر التردد على وجه كاميليا للحظات قبل أن تهز رأسها بالإيجاب و فتحت الحاسوب و ألتقطت ورقة و قلم و بدأت في تدوين العنوان عليها و أعطتها الي زينة التي أخذتها منها و أردفت:
-كانت بتشكر في بنوتة شاطرة جدا معاها، أسمها مريم حسين، ياريت لو تبعتي واحدة زيها
نظرت كاميليا في حاسوبها من جديد و ما ان لقطت عينيها أسم مريم حسين أردفت بإبتسامة:.

-فعلا يا مدام زينة، فيه بنت عندها بالإسم ده، هشوفلك واحدة زيها أكيد
أبتسمت زينة إبتسامة نصر و هي تقف و كذلك معتصم و مدت يدها لتصافح كاميليا قائله:
-مبسوطة إني اتعاملت معاكي يا كاميليا
مرت ساعة في سيارة معتصم الذي تحدث:
-خلاص قربنا نوصل أهوه فوقي بقا كده و بطلي نوم
ضربته زينة بقوة على ذراعه اليمني قائله بغيظ:.

-خلي فيه شوية دم أنا تعبت من كتر اللف طول اليوم أنت الشغل معاك متعب، أقف في أي مكان خلينا نشرب قهوة أفوق بيها، و يا ريت لو نأجل المشوار ده لبكره لإني مش مستعدة ليه أبداً دلوقتي، ومش هنخسر حاجة يعني، ماهو مفيش تحقيق بيخلص في يوم يا معتصم
ضغط معتصم على مكابح السيارة التي توقفت ثم نظر الي زينة التي ظهرت عليها آثار التعب و أشار الي المقعد الخلفي قائلا:.

-أسف يا حبيبتي، مكنتش أعرف فعلا أنك تعبتي أوي كده، أرجعي أرتاحي في الكنبة اللي ورا و أنا هطلع على البيت
قفزت زينة سريعاً ما ان أعطاها أذن و نامت على المقعد الخلفي في حين أنطلق معتصم و قد أرتفعت صوت ضحكته و هو يقول:
-متجوز قردة
-بس يا رخم.



look/images/icons/i1.gif رواية عاشقي المخاطر
  12-12-2021 07:43 صباحاً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل الثالث عشر

في الأسكندرية
وقف عبدالله امام أحد المنازل بعد أن تلقي حارسه مبلغ ضخم من المال، ثم غادر الحارس ليضع عبدالله المفتاح في يد ريهام و أردف:
-و أدي يا ستي مفتاح أحسن شاليه في محطة الرمل كلها
تمسكت ريهام بقبضتها على المفاتيح ثم تحدثت:
-ميرسي يا عبدالله
أشار الي شالية أخر على بعد بعضه أمتار منها و تحدث:.

-ده الشاليه بتاعي، لو عايزة أي حاجة تعالي و متتردديش، و نمرتي معاكي، انا من كتر ما باجي أسكندرية حفظتها خلاص، لو عايزة تروحي هنا أو هنا قوليلي، أتفقنا!
أومأت برأسه مع إبتسامة ثم شكرته من جديد ليغادر عبدالله متجهاً نحو الشاليه الخاص به، في حين دخلت ريهام الي خاصتها و أغلقت الباب، أقتربت من غرفتها و ألقت بنفسها على الفراش و لم تشعر بشئ آخر و لم ترغب سوي في النوم..

و بعد مرور ساعات كانت تقف أمام مرآتها و قد أرتدت ملابس ضيقة بعض الشئ مع شال من اللون الوردي، ثم خرجت من المكان، و اتجهت نحو الشاطئ سريعاً و بدأت في السير بين المياه القليلة على الشاطئ و التي تشعر ببرودتها على قدمها العارية من الأحذية، ظلت تسير بلا هدف و هي تلف نفسها بشالها جيداً، و بعد دقائق وجدت نفسها أمام صخرة عملاقة الي حد ما و أسفلها بعض الصخرات الصغيرة، وقفت تتطلع اليها في حيرة إلي ان قررت تسلقها عبر تلك الصخور الصغير..

وضعت يدها على الصخرة و و قدمها على الصخرة الصغيرة أمامها و منها الي صخرة أخري على أرتفاع أعلي ببضع سنتيمترات، و لكن لم تكمل صعودها فلقد شعرت بمياه البحر قد أرتفعت أمواجها لتصدم الصخرة التي تقف عليها، و شعرت بعد ذلك بإنزلاقها عن الصخرة لتسقط في الأرض، و لكن يد قوية قد أمسكت بها، نظرت ريهام الي عبدالله الذي أنزلها عن يديه و تحدث:.

-لمّا تيجي تختاري صخرة تقعدي عليها لازم متكونش في نص الماية كده لأن الموجة مش هتهدي و مسيرك هتقعي أو هتتغرقي و في كلتا الحالتين كان هيجرالك حاجة
رفعت أصبعها في مواجهة وجهه و أردفت بغيظ:
-عبدالله أنت متأكد أنك مش مراقبني
ألتف عبدالله ليشير الي أحدي فتاة شقراء على بعد أمتار و تحدث:.

-شايفة المزة اللي هناك دي أنا كنت قاعد معاها، و لقيتك ماشية و مش حاسة بحاجة حواليكي فقولت أشوف مالك أو لو بتدوري على حاجة أساعدك
أعاد نظره الي ريهام و ضم ذراعيه الي صدره قائلا:
-هراقبك ليه بقاا؟! أنا جاي هنا أجازة.

صمتت ريهام و لم تجيبه و وضعت يديها على كتفيها و هي تشعر بالبرد فلقد سقط شالها عندما سقطت هي بين يديه، أنحني عبدالله و جذب الشال ليضعه حولها ثم لاحظ بطنها المنتفخ، فتح عينيه على مصرعيهما و تحدثت:
-أنتي إزاي مقولتيش
ألتقطت ريهام شالها سريعاً و هي تحيط كتفيها به و تخبئ بطنها و هي تلعن نفسها أنها أرتدت ملابس ضيقة، و أردفت محاولة لإظهار الغباء قائله:
-أنا مش فاهمه حاجة، مقولتش أيه!؟

نظر عبدالله الي عينيها بغيظ و تحدث:
-بتسوقي الأستهبال عليّا أنا، طيب تمام أنا بقا هتصل بمعتصم يبلغ باباكي أن بنته الجميلة بطنها منفوخة زي أي ست في بداية حملها و من الواضح أنها حامل في تؤام علشان كده بطنها ظاهره و هي في الشهر التالت، فيبعت ياخدك او يجيلك هنا و يوديكي لدكتور و يشوف معايا حق ولا ده من الأكل اللي هي مش بتاكله أصلا!

نظرت ريهام الي عبدالله بإضطراب و لم تتمكن من الرد عليه، فأمسك عبدالله يدها بهدوء و أقترب من أحد الصخور البعيدة عن المياة و صعد و ساعد ريهام لتصعد و أردف بهدوء:
-طلعتي جاية أسكندرية تقعدي فترة تصفي دماغك و تشوفي هتعملي أيه في حملك، أو يمكن مش أسبوع بس زي ما وهمتيني و هتقعدي هنا لحد ما تولدي، يا تري أنهي واحد من احتمالاتي صح!

سقطت الدموع من عيني ريهام بدون أن تتحدث فحاول عبدالله أن يهدأ من نفسه و ندم على كلماته القاسية، فألتفت إليها و أمسك بيدها قائلا:.

-ريهام أنا مش قصدي أضايقك، بس اللي أنتي بتعمليه ده غلط، كان لازم من لمّا عرفتي تقولي لأهلك، أنتي حتى شكلك مش بتتابعي مع دكتور، في فرح معتصم و زينة كنتي لابسة كعب رفيع جدا و أهوه أتكسر و كان ممكن تقعي و بعد الشر تسقطي أو يجرالك حاجة أنتي و البيبي، و هنا أهوه في أسكندرية و طالعة على صخرة عالية لوحدك من غير مساعدة و بردوا مهتمتيش أنك ممكن تقعي، ده غلط عليكي و على البيبي.

ضغطت ريهام على شفتيها بقسوة لتمنع هبوط دموعها و لكن ربت عبدالله على يدها و أردف بحنان:
-عيطي متمسكيش نفسك
أخفضت ريهام رأسها بتعب و بدأت في البكاء و أرتفعت شهقاتها و أردفت:
-مش هقدر يا عبدالله، مش هقدر أقول للناس إني حامل نتيجة أغتصاب، همّا أصلا بيتكلموا على موضوع أغتصابي ده، و مش هقدر أنزل أولادي انا كده بقتلهم و هما ملهومش ذنب، عايزاهم لأنهم اولادي و مش عايزاهم لأنهم من معتز اللي أخدني غصب.

هزت ريهام رأسها بالنفي و هي تكمل بدموعها التي لم تتوقف لثانية واحدة قائله:
-مش عارفة أخد قرار يا عبدالله مش قادرة
نظرت في عيون عبدالله و تحدثت بضعف شديد و أردفت:
-سألتني أنهي أحتمال جيت بسببه هنا، انا جيت هنا علشان أوقع نفسي في ماية أسكندرية و أخلص من حيرتي دي، أنا تعبت
أكملت بكائها و عبدالله مازال صامتاً يستمع إليه وبعد دقائق ربت على كتفها بحنان قائلا:
-طب بس أهدي، كل مشكلة و ليها حل.

أقتربت منهم فتاة أسكتلندية شقراء ترتدي ثياب صيفية لا تتناسب مع الشتاء في مصر و أردفت بالإنجليزية:
-What’s happened Abdo ?
أجابها عبدالله بإختصار شديد:
-I will see you later honey
أومأت الفتاة رأسها بتفهم ثم ذهبت من امامهم فتحدثت ريهام بعد أن جففت دموعها:
- روح لصاحبتك أنا هبقي كويسة؟!
- صاحبتي أيه أنا لسه عارفها من ساعة، قومي نتغدي أنا مش هسيبك تاني لوحدك، مش ضامن ممكن عقلك يوديكي فين.

هزت ريهام رأسها نافية:
- مش جعانة، و مش هعمل في نفسي حاجة متقلقش
وقف عبدالله و قفز ليقف على قدميه على الأرض ثم أمسك بقدمي ريهام ليقربها منه، قبل أن يلتقطها من خصرها و يضعها على الأرض قائلا:
- مش مهم انتي تبقي جعانة بس فيه أرواح جوه بطنك محتاجين ياكلوا، يلا الأول على الشاليه بتاعك ألبسي حاجة في رجلك و أنا عازمك على الغدا النهاردة في أحسن مطعم سمك في أسكندرية كلها

في شبرا الخيمة بالقليوبية.

توقفت سيارة زينة امام منزل ثرية، و تصاعد رنين هاتفها فأجابته:
- خير يا معتصم!
صرخ بها معتصم قائلا بقسوة:
- خير! ده انا هكسر دماغك لمّا أشوفك، بتسيبيني نايم و تخرجي من غير ما تقوليلي يا زينة، روحتي لثرية مش كده! لو أنتي ناسية يا أستاذة زينة فاحنا شركاء في الشغل و اللي عملتيه ده غلط
أخرجت زينة مفتاح سيارتها من مكمنه و هي تهبط من السيارة و تحدثت:.

-أحنا لو فضلنا شغالين سوا و رايحين و جايين من نفس المكان مش هنلاحق لا على البنات ولا على صلاح، ممكن تهدي شوية و تبص على التسريحة و هتلاقيني كتبالك جواب إني رايحة لثرية و أنت شوف هتعمل أيه مع صلاح على ما أجيلك
أبعدت زينة الهاتف عن أذنها قليلاً بعد أن أزداد صراخ معتصم بها و تحدث:
-أنتي أتجننتي، عايزة تروحي لواحدة كل البنات اللي بيشتغلوا عندها بيختفوا و لوحدك.

ضغطت زينة على الزر الآلي في مفتاح سيارتها و تحدثت:
-معتصم انا دخلت في تحقيقات أصعب من دي و لوحدي، يا ريت في الشغل ننسي أننا متجوزين شوية و نفكر بعقلنا و على أننا شركاء
تحدث معتصم بتهديد و وعيد:
-ابعتي عنوان الست دي حالاً يا زينة بدل ما وربنا لو شوفتك تاني هديكي بالقلم يفوقك طول حياتك كلها و انتي بتاخدي قرارات تاني من غير ما ترجعيلي.

كادت زينة أن تتحدث و لكن قاطعها معتصم قائلا بصراخه الذي عاد من جديد:
-و إياكي تقوليلي أقفل و هبعته و تقفلي تليفونك، قولي العنوان حالاً يلا
تنهدت زينة بضيق و أردفت و هي تتجه نحو منزل ثرية قائله:
-دي مش طريقة شغل دي علفكرة انا مش عارفة أشوف شغلي أنت بتخنقني يا معتصم
-بخنقك! أني خايف عليكي و عايز أحافظ عليكي دلوقتي بقي خنقة.

-أيوه يا معتصم خنقة، لأن ده شغل مش حياتنا الزوجية أبداً علشان تخاف عليّا، قولي أقعدي من الشغل أحسن لمجرد أنك خايف
ثم أردفت بحدة شديدة:
-كفاية يا معتصم و سبني أعرف أشوف شغلي براحتي أديني مساحتي شوية
صمت معتصم لثواني قبل أن يردف بجمود تام:
-ماشي يا مدام زينة، انا هروح أتابع صلاح، و للأسف الشديد تليفوني مش هيكون متاح و انا مشغول علشان لو حصلك أي مصيبة تتصلي برقم البوليس عارفاه طبعا مش كده.

-يا معتصم أسمعني
قاطعها معتصم بحدة شديدة لم تعتادها منه مطلقاً قائلا:
-النقيب معتصم يا مدام، يا ريت تحفظي الألقاب و دلوقتي عن أذنك ورايا شغل.

أغلق معتصم الأتصال، لتتنهد زينة و هي تلقي نظرة أخيرة على هاتفها و هي تشعر أنها تحدثت معه بطريقة فظة، و لكنها وضعت هاتفها في حقيبتها و بدأت تتجول حول منزل ثرية عدة مرات حتى تجد ثغرة جيدة للدخول، فهذا المنزل عبارة عن قصر صغير و تحيطه حديقة واسعة و سور مرتفع قليلاً، و هي لن تتمكن من الدخول من الباب الرئيسي تحت أي حجة أو ظرف فهي لا تعرفها..

وجهت زينة نظرها بإنتصار نحو السور أمامها الذي بدأ ينخفض قليلاً من خلف المنزل، ليظهر باب خلفي للدخول يطل على الحديقة، تعجبت في البداية من قِصر السور في هذه النقطة و لكنها لم تهتم كثيراً و انما قفزت عدة مرات حتى تمكنت من أمساك أخر السور و بدأت في تسلقه بصعوبة حتى وصلت أعلاه، ثم قفزت الي الجانب الأخر لتقع على الأرض مستندة على كفيها، و سرعان ما أنتفضت معتدلة و هي تنفض التراب و أعشاب الحديقة عن يدها و نظرت نحو الباب الخلفي لتقترب منه في حذر..

فوجدت طبق بلاستيكي قوي في الحديقة و يحتوي على ملابس خادمات يظهر عليها أنها جديدة تماماً، أمسكت بثوب من هذه الأثواب و أرتدت هذا الفستان الطويل نسبياً على ملابسها ثم خلعت بنطالها و طوته واضعةً إياه أسفل ملابس الخادمات، و ربطت على خصلاتها البرتقالية هذا التاج من القماش لتشبه الخادمات تماماً، أمسكت بالملابس بين يديها و بينهم كانت حقيبتها الصغيرة، دلفت الي القصر الصغير وهي تلتفت حولها لتجد الخادمات في كل مكان و سرعان ما أختلطت بينهم و هي تشعر بالخوف يقرع طبول قلبها، فإن كشفها أحد لا تعلم ما إن كانت ستظل على قيد الحياة أم لا!

أقتربت من أحدي الخادمات سريعاً و حاولت التحدث مع إبتسامة ودودة، فأردفت الخادمة الأخري بقلق:
-أنتي بتعملي أيه؟ أنتي ناسية أن ثرية هانم مانعة كلامنا مع بعض، بقولك أيه متقطعيش عيشي و روحي من هنا
سرعان ما أبتعدت عنها هذه الشابة، فنظرت لها زينة بتعجب و تمتمت في داخلها:
-أيه الست الغريبة دي؟ كل الخدم هنا شكلهم صغيرين و ممنوع أختلاطهم ببعض؟ يا تري في أيه! بس ده كويس بيسهل عليّا أمور كتيرة محدش هيعرفني.

سمعت صوت قادم من خلفها، فنظرت خلفها و وجدت سيدة في العقد الخامس من عمرها ترتدي ملابس أنيقة لا تناسب عمرها تقف على الدرج في المنزل، و أشارت الي زينة التي ذهبت لها في خطوات حاولت أن تكون ثابتة، فتحدثت ثرية بعجرفة:
-أنتي بتعملي أيه عندك؟! انا مش قايلة أول ما الهدوم تيجي من المغسلة تروح على الدولاب اللي عند الباب!
تحدثت زينة بتوتر و بعض الأرتباك حاولت إظهارهم في حديثها قائله:.

-انا أسفه يا هانم، أنا كنت رايحة أهوه!
أشارت لها ثرية نحو الخزانة بجوار الباب الرئيسي قائله:
-طب يلا على هناك و تعاليلي على أوضة السفرة عايزاكي.

سارت القشعريرة في جسد زينة التي أومأت برأسها و ذهبت في أتجاه الخزانة لتضع الملابس و هي تلمح بطرف عينيها الي أين تتجه ثرية حتى تتبعها، وضعت الملابس فوق الأخري الموجودة في الخزانة، ثم أتجهت خلف ثرية و لكنها لمحت أحد حراس البوابة الخارجية للمنزل يحمل الكثير من الثياب مثل التي ترتديها و قد بدت بحالة سيئة للغاية فتقريباً تملؤها الدماء مع الأتربة، أضطربت زينة و ذهبت وراء ثرية و هي تفكر، تري ماذا يحدث للخادمات هنا؟! فهي لم تجد فتاة واحدة ممن قد تلقت التحقيق بشأنهم، هل هي مخطئة في عنوان ثرية، ام هذه السيدة المتعجرفة تخبئ سراً!

أقتربت من ثرية و وقفت امامها، فأشارت لها ثرية بأن تجلس، حاولت زينة الإعتراض و لكن ثرية نظرت لها بحدة أجبرتها على إطاعة أوامرها، و سرعان ما جلست على المقعد جوارها، لتمد ثرية يدها تلمس وجهة زينة و هي تدقق عليها بنظراتها، أما زينة فلقد سرت في جسدها قشعريرة و هي تحاول أن تفهم مغذي ثرية من كل هؤلاء الخادمات، فسألتها ثرية بإهتمام:
-أسمك أيه و عندك كام سنة؟!
أخرجت زينة صوتها المملوء بالتوتر و أردفت:.

-زينة، عندي 27 سنة
نظرت لها ثرية بمزيج من الحدة و التعجب و هي تسألها:
-متجوزة؟!
هزت زينة رأسها نافية بسرعة، فأبتسمت ثرية بطريقة لم ترتاح إليها زينة، فأردفت ثرية من جديد:
-إزاي وصلتي السن ده من غير جواز أنتي جميلة أوي؟ و كمان معندكيش أي تجاعيد و كأنك طفلة لسه مولودة
أزدردت زينة لعابها بصعوبة و أردفت:
-مكنش بيحصل نصيب، و التجاعيد معرفش لسه بدري على ما تظهر.

أرتفع صوت ثرية بقوة منادية على ذراعها الأيمن أيمن الذي جاء مسرعاً قائلا:
-أؤمريني يا ثرية هانم
سألته ثرية بدون أن تبعد عينيها عن زينة:
-عملت اللي قولتلك عليه؟
-أيوه يا هانم، و الحمام بتاع حضرتك جاهز
أبتسمت ثرية كالأفعي و أردفت:
-طيب خد الجميلة دي و علمها إزاي تجهزلي حمام خاص لأنها بعد بكره هي اللي هتجهزه.

أومأ أيمن لثرية ثم أشار الي زينة لتتبعه، التي وقفت و سارت خلفه بدون أن تنطق بكلمة واحدة، و تذكرت الرسالة الصوتية التي أرسلتها الي معتصم أثناء دورانها حول المنزل لتعتذر منه على ما قالته، ثم أخبرته بعنوان ثرية قبل أن تغلق هاتفها، نظرت بتعجب الي أيمن الذي يهبط على درجات المنزل نحو القبو، فسألته زينة بتعجب:
-هو الحمام تحت مش فوق!

لم يجيبها أيمن و إنما فتح أحد الأبواب أمامه، فظهرت رائحة عفنة للغاية تخرج من هذه الغرفة، فوضعت زينة يدها على أنفها بسرعة و تحدثت بإشمئزاز:
-في أيه؟

أمسك أيمن بيدها بسرعة و ألقاها في الداخل و دخل معها هو الأخر، ثم أوصد الباب خلفهما بالمفتاح، في حين دارت زينة حول نفسها في صدمة شديدة، فلقد كان هناك ما يزيد عن العشرين فتاة على شكل جثث هامدة، إما مقطوعي الرقبة و ملقيين عن الأرض، و إما معلقين على السقف من أرجلهم و قد تم ذبحهم كالخراف، و جسدهم ملئ بالجروح التي لم تعد تستطيع تمييزها، كل فتاة منهم عُذبت بسادية مفرطة قبل أن تقضي نحبها، ألتفتت الي أيمن بسرعة الذي أمسك بذراعيها سريعاً و وضعهم خلف ظهرها لتصرخ زينة بقوة في محاولة لتخليص نفسها، و لكن لم تتمكن فلقد صفعها أيمن بيده اليمني لتسقط على الأرض بوجع شديد و هي تشعر بطعم دمائها الذي بدأ يتسرب من بين شفتيها، فحاولت الوقوف من جديد و لكن جلس أيمن أمامها و جذبها من شعرها بقوة و هو يلتقط دماء شفتيها بإصبعه ليضعها داخل شفتيها من جديد، شعرت زينة بالغثيان و سرعان ما تقيأت من أشمئزازها مما فعله فتحدث أيمن بسادية:.

-ثرية هانم عايزة كل نقطة دم منك يا حلوه.

و سرعان ما أمسك أيمن بها و اوقفها ليقترب بها من سلاسل تسقط من سقف القبو و بدأ في ربط يدها بالسلاسل الحديدية خلف ظهرها ثم أحاط باقي السلسلة بجسدها ليمنع حركتها تماماً و أحكم أغلاق السلسلة بقفل قوي، ثم نظر لها لتظهر الشراسة و القسوة في عيونه و هو ينظر إليها و هي غير قادرة على الوقوف أثر صفعته و تقيؤها، و سرعان ما سحب سوط كبير بجواره و أمسكه بإحكام في يده قبل أن ينطق بسخرية:
- بتعرفي تعدّي لحد كام؟

و في لحظة واحدة رفع أيمن السوط عالياً ثم هبط به على جسدها لتصرخ زينة بقوة فأكمل أيمن متلذذاً بصرخاتها:
- ليها حق مدام ثرية تخليكي لحمام خاص
و عاد ليهبط على جسدها بالسوط مرة أخري لتصرخ زينة من جديد و أستمر أيمن على هذا الحال ما يقرب الخمس دقائق و لم تتوقف صرخات زينة للحظة، إلي أن فقدت وعيها، فحمل أيمن دلو من الماء البارد و ألقاه على وجهها لتعود الي وعيها من جديد و هي غير قادرة على الوقوف، فأردف:.

-لسه، مينفعش يغمي عليكي دلوقتي
سألته زينة بضعف شديد:
-انت بتعمل كده ليه؟!
أبتسم أيمن إبتسامة مريضة و أردف:
-متقلقيش، ثرية هانم مش هتحرمك من الإجابة قبل ما تموتك
و قبل أن يسقط السوط على جسدها مرة أخري، سمع الأثنان دقات عالية على الباب و تحدث رجل من الجهة الأخري قائلا:
-ثرية هانم عايزاك يا أيمن
ألقي أيمن بالسوط جانباً و تحدث بضيق:
-عايزة أيه دلوقتي دي؟ حظك خدمك المرادي منك، إنما هرجعلك تاني.

سحب ذراع حديدية بجواره تنتهي بكرة كبيرة زرقاء، فأرتفعت زينة في الهواء نتيجة حمل السلاسل الحديدية لها، ثم خرج أيمن من الغرفة، فبكت زينة بقوة و ندمت لعدم سماعها لما قاله معتصم، فإن لم يأتي معتصم لإنقاذها، فستموت بلا شك خلال يومان كما هو حال باقي الفتيات المحيطين بها..

في المعادي.

هبط معتصم من منزله بعد أن أرتدي ملابسه و هو يشعر بالضيق الشديد لمَ قالته زينة، فوجد حارسان ضخمان يقفان أمام منزله، فتحدث معتصم بضيق:
-أنتو من شركة Deep؟
أومأ أحد الحارسين برأسه، فتحدث معتصم بغضب قائلا:
-و مفضلتوش ليه ورا المدام اللي المفروض تحرسوها
أجابه نفس الحارس بدقة مبالغ فيها:
-وصلنا من 7 دقايق و 14 ثانية بس يا فندم و مدام زينة مخرجتش من البيت أثناء وجودنا.

تدلي فك معتصم الي الأسفل من دقة الحارس الذي صدمته، ثم سأله في غموض:
-أسمك أيه؟!
-عوض حسين يا فندم
-أيه أول حاجة حصلت أول ما دخلت شركة Deep يا عوض؟َ
تحول وجه عوض الي الجمود و تحدث:
-لا يوجد إجابة على هذا السؤال، بداية الذاكرة كانت منذ 4 أيام حيث وجدت نفسي أحد حراس شركة Deep
حاول معتصم ألا يشعر أحدهما بأي شئ خاصةً أن عوض لا يتذكر سؤاله كما حدث مع حمدي، فتحدث معتصم:.

-عوض تعالي معايا، و انت أسمك أيه؟
أجابه الحارس الأخر:
-محمود درويش يا فندم
أومأ معتصم بالإيجاب و أردف:
-أنا هاخد عوض معايا و انت خليك هنا اوعي تتحرك غير لما تيجي المدام زينة و أول ما تيجي تتصل بيا فوراً ده الكارت بتاعي و فيه رقمي و لو خرجت تاني أوعي تسيبها
سحب محمود منه الكارت الشخصي و تحدث:
-حاضر يا فندم
ذهب معتصم و عوض بجواره حتى وصل الي سيارته و كاد أن يقودها، فتحدث عوض:.

-أنا اللي هسوق يا أستاذ معتصم ده من ضمن إجراءات الأمان
هز معتصم رأسه بدون نقاش و هو يعطيه مفتاح سيارته و صعد في الخلف في حين صعد عوض خلف عجلة القيادة فتحدث معتصم:
-أطلع على مستشفي المقطم التخصصي
-حاضر يا فندم
أنطلق عوض نحو المستشفي، فتحدث معتصم بشك:
-هو أنت هتنفذ كل اللي هقولك عليه يا عوض؟
-أكيد يا فندم
فأردف معتصم بلهجة آمره كإختبار:
-طب أقف هنا و أضرب إزاز العربية لكمة قوية.

ضغط عوض على المكابح سريعاً ثم رفع قبضته ليضربها في زجاج السيارة بقوة، فأردف معتصم بسرعة:
- خلاص خلاص، اطلع على المستشفي
و أكمل طريقه نحو المستشفي، فأردف معتصم:
-مش عايز مخلوق يعرف أيه اللي هيحصل النهاردة أبداً كل اللي هيحصل النهاردة سر بيني و بينك يا عوض مفهوم
أومأ عوض برأسه و أردف:
-حاضر يا فندم محدش هيعرف بأي حاجة هتحصل النهاردة.

ساد الصمت في السيارة حتى أن معتصم لم يلاحظ تلك الرسالة التي تلقاها على تطبيق الواتساب من زينة، و توقف عوض فجأة بالسيارة امام المستشفي، ليهبط معتصم قائلا:
-يلا تعالي معايا
أغلق عوض السيارة و توجه الي المستشفي مع معتصم الذي سأل عن صديق له في الأستقبال يدعي نصر عبدالرحمن فأخبرته الموظفة عن مكتبه، و بعد دقيقتان كان يجلس امامه بينما يقف عوض في الخارج، فتحدث معتصم بإهتمام:.

-بقولك أيه؟ فيه تحقيق مهم أنا عايز أوصل لأخره و انت لازم تساعدني فيه
تحدث نصر بإبتسامة:
-يا سلام أنت تؤمرني
-فيه حارس معايا بره، عايزك تعمله أشعه على المخ و لو لقيت اي حاجة غريبة كلمني علطول و مش محتاج اقولك ان مفيش مخلوق لازم يعرف حاجة عن الموضوع ده.

أومأ نصر برأسه فوقف معتصم و صافحه بإبتسامة جميلة و شكره، ثم سحب مفتاح سيارته و هاتفه من فوق المكتب، ليقع الأثنان على الأرض، أنحني معتصم و ألتقطهم و هو يحاول فتح هاتفه بلا جدوي فتحدث نصر:
-مش راضي يفتح؟
أومأ معتصم برأسه نافياً ثم تحدث:
-مش مهم هوديه للواد ماندو يصلحه، تعالي بقا أعرفك على الراجل اللي بره ده

في الزمالك.

في معمل تيسيير الموجود في غرفة مكتبه خلف الحائط، وقف و بجانبه مني، التي بدأت تنظر له بإهتمام حتى أنتهي مما كان يفعله و تحدث بفخر:
-و أخيراً خلصت، لو التجربة دي نجحت يبقي الخطوة التانية خلصت يا مني.

ضغط تيسير على زر أحمر في جهاز تحكم في يده، لتظهر دوامة صغيرة باللون الأزرق دائرية في حجم الدائرة الموجودة في الجهاز، فتهللت أسارير مني و هي تري هذه البوابة الصغيرة امامها، بينما أمسك تيسيير بقطعة خشبية طويلة و أدخلها في تلك البوابة الصغيرة التي تشبه الدوامة مستندة على حامل، و بدأ العد في ساعة الإيقاف التي يمسك بها في يده اليسري، بينما تقف مني على الجانب الآخر من البوابة و لم تجد أثر للقطعة الخشبية، فبدأت بالقفز في سعادة قائلا:.

-عملناها يا بابا عملناها، أول بوابة في التاريخ بتوصل لعالم تاني
نظر تيسيير الي الشاشة أسفل البوابة و تحدث:
-المهم نقدر نسيطر على أستقرارها و نعرف بتاخد وقت قد أيه و تقفل
أستمر صمت الأثنان لدقائق طويلة حتى أكتملت الساعة و وقتها سحبت البوابة العصا الخشبية ثم أنغلقت، فتحدث تيسيير في فخر شديد:
-أستقرارها ممتاز و أنها أخدت ساعة و قفلت ده إنجاز عظيم
قبل أن تجيبه مني أرتفع رنين هاتفها لتجيبه مسرعة:.

-في أيه؟
أجابها الطرف الآخر:
-الأستاذ عادل حصلتله تشنجات و طلع من بؤه سم وحش الجيلا و عيونه قلبت سودا تماماً و بقي ساكن في مكانه بس لسه بيتنفس و قلبه بيدق بس مش بمعدل النبضات الطبيعي للبني آدمين
أردفت مني في حدة شديدة:
-جيبوه فوراً لمعملي
أغلقت الأتصال و نظرت الي والدها بضيق قائله:
-عادل دخل في بيات شتوي تاني، شكلي عملت حاجة غلط، يا رب بس ميموتش بعد مجهود الشهور دي كلها
تحدث تيسيير بتخمين:.

-مش ممكن جسمه مستحملش دم الجيلا و سمها
أومأت مني برأسها نافية و أردفت:
-مستحيل، لو كان ده حصل كان مات من أول جرعة، ده غير إني كنت بعبي حاجات تانية في الحقنة تثبت الدم ده في جسمه و ترفع من أنشطته كلها بحيث ميتأثرش بالسم، بالعكس يتعود عليه.

-المرة الأولي كان بيدخل في بيات شتوي غصب عنه بسبب الحقن اللي كنتي بتديهاله مع دم الجيلا، بس متنسيش أن ده معاد البيات الشتوي بتاع الجيلا أصلا و أهيه زي الجماد هناك أهيه
ثم أشار بإصبعه نحو صندوق زجاجي يحتوي بداخله على أربعة من وحوش الجيلا الصغيرة فأكمل تيسيير:
-بقالهم كده فترة طويلة، أكيد جسم عادل بدأ يتأقلم على طبيعة أنه جيلا و بدأ في مرحلة البيات الشتوي زيهم
رفعت مني كتفيها بحيرة و تحدثت:.

-يا ريت ده اللي يكون حصل، المهم أنا رايحة المعمل و من هناك هطمنك
خرجت من معمل والدها و أغلقته خلفها ثم خرجت من المكتب بأكمله لتجد صلاح امامها فأبتسمت قائله:
-عامل ايه النهاردة يا حمدي؟!
أبتسم حمدي و أردف:
-كويس الحمدلله، انا لسه راجع من الشغل و هروح أخد شاور
أقتربت مني منه بحب و هي تفك زر جاكيت بدلته قائله بدلال:
-طب أنا عايزة أغير هدومي قبل ما امشي، ما تاخدني معاك.

حملها حمدي بين يديه بإبتسامة و هو يصعد الدرج الي غرفتهما، ثم وصل و وضعها على الفراش و ذهب تجاه الخزانة و ألتقط ملابسه و دخل الي الحمام فنظرت له مني بغيظ، ثم لانت ملامحها و هي تحتضن وسادتها بحب قائله:
- بحبه، بحبه و هو صلاح و و هو حمدي، كفاية أنه السبب أخيراً في نجاح تجربتي
و سرعان ما ألقت الوسادة على الأرض و هي تتذكر عادل فبدلت ملابسها سريعاً و غادرت الغرفة.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1530 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1126 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1165 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 963 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1734 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، عاشقي ، المخاطر ،











الساعة الآن 10:49 AM