logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية عاشقي المخاطر
  12-12-2021 07:40 صباحاً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل الثامن

في الأقصر
ضغط معتصم علي مكابح سيارته سريعاً لتتوقف أمام تلك الغابة الصغيرة ممسكاً بهاتفه ينظر الي موقع زينة، خرج من السيارة مسرعاً الي الداخل قائلا بقلق:
-بتعملي أيه هنا يا زينة هتروحي في داهية.

بدأ بالتجول بين الأشجار بقلق علي جميلته، عندما فقد أمل إيجادها، صرخ بإسمها عالياً، و أستمر في النداء عليها و هو يركض داخل الغابة، حتي سمع همسات قريبة بصوتها تنادي أسمه، فتمكن من إيجادها بعد دقائق صغيرة ملقاة علي الأرض و بجوارها كريم مسطح علي لوح خشبي يتدلي من جانبيه حبل..
أقترب سريعاً منها و جلس أمامها و قد وضع رأسها علي قدمه بقلق قائلا ً:
-زينة، مالك يا حبيبتي
أبتسمت زينة بوجع و أردفت:.

-شوف لتاني مرة نقع في نفس الموقف و نفس الحركة، أنا واخدة عالقة او طالعة من موتة حلوه زي المرة دي كده
ضحكت بخفوت و هي ترفع يدها لتمررها علي وجنته اليمني قائله:
-وفي كل مرة ببقي بموت و مش بيغمي عليَّا حتي، تحس إني هركليز في نفسي كده، بس متقلقش و الله أنا كويسة بس بعيداً عنك اول مرة احس إني في جهنم علي الأرض
نظر معتصم الي جروح كريم التي ازداد احمرارها ثم أعاد ببصره نحوها و ضمها الي صدره بقوة قائلا:.

-أنتي كنتي فين و ولع يا زينة أنتي و كريم، كريم لازم يتنقل علي المستشفي حالاً
أبعدها عنه بقلق مرعب و نظر في أنحاء جسدها قائلا:
-أنتي متحرقتيش صح؟
أومأت برأسها نافية، و أردفت:
-أنا كويسة بس كريم أتحرق جامد لازم نروح علي المستشفي قوم ساعده و انا هقدر أمشي لوحدي
وقف معتصم و أمسك بيدها ليساعدها علي الوقوف، ثم رفع كريم علي كتفه و أمسك بيد زينة مردفاً:
-يلا بسرعة، العربية مش بعيدة من هنا.

سار معتصم مع زينة و كريم فاقد الوعي بخطوات شبه واسعة بسبب تعب زينة، حتي وصلوا الي السيارة، صعدت زينة في المقعد الأمامي، بينما وضع معتصم كريم في المقعد الخلفي و صعد خلف عجلة القيادة و أنطلق مسرعاً نحو أقرب مستشفي..

في المعادي بجريدة منارة الحقيقة
دخل منير الي مكتب عادل بحماس كبير و هو يعطيه ورقة بها آخر تحقيقاته مردفاً:
-اتفضل يا أستاذ عادل
سحب منه عادل الورقة و أشار الي المقعد قائلا:
-أقعد يا منير عاوزك
جلس منير و تحدث بإهتمام شديد:
-خير يا أستاذ
شبك عادل أصابعه بإبتسامة مستفسراً:
-زينة فين يا منير؟!
نظر منير حوله ليترقب أن كان يراقبهما أحد، ثم أقترب أكثر من عادل و تحدث بصوت هامس:.

-بتتابع تحقيق خالد الدهشوري و بصراحة يا فندم هي بعتتلي حاجات أشتغل عليها في التحقيق علي ما ترجع، فعايز أستأذن حضرتك توافق إني أكون شريكها في التحقيق ده..
-بعتتلك أيه حاجة مهمة ولا مش أوي؟!
هز منير رأسه نافياً و قد رفع كتفيه و هو يقول:
-هي قالتلي بس أن معتز الدهشوري وراه مصيبة و عايزاني أراقبه
أومأ عادل برأسه و أشار الي منير ليذهب قائلا:.

-طيب يا منير معاك إذن تساعدها و يا ريت التحقيق ده يخلص بسرعة
وقف منير بإبتسامة و أردف:
-أكيد يا فندم أدعيلنا بس، عن أذن حضرتك
غادر منير المكتب، ثم أقترب عادل من الباب و أغلقه تماماَ و أغلق الستائر عليه و باقي الستائر بأكملها، أقترب من أحدي شهاداته المعلقة عن الحائط لتظهر لوحة صغيرة تحتوي علي الأرقام من صفر الي تسعة و علامة النجمة و الشباك و شرطة، كتب سريعاً <1988-12>..

أنفتح الحائط و دلف عادل الي داخله و أعاد إغلاقه من خلال مقبض من الداخل، ثم توجه مباشرةً الي حائط أبيض اللون وضع كفه علي جزء به، ليتفحص بصماته ثم ظهرت عبارة أنجليزية TECNO WORLD ..
وضع عادل يده علي وجهه ليزيل قناع الوجه الذي يرتديه، فظهر تيسيير والد مني، الذي تحدث قائلا:
-دكتور ألفريد داووين
لتتحول العبارة الانجليزية الي مكالمة فيديو سرعان ما أستجاب لها ألفريد الذي تحدث بلغة عربية رديئة:.

-ماذا فعلت يا تيسيير؟
أبتسم تيسيير وهو يردف:
-منى قالت أن أحتمالية نجاح التجربة علي صلاح قوية جداً المرة دي، و أحنا في انتظار أن يفوق، أتخلصنا من أمه أسمهان، و كمان مسحت أي حاجة ليها علاقة بينا من الصحافة و الإعلام و مواقع التواصل الاجتماعي، و أي حاجة هنعملها محدش هيعرف بيها خالص ولا حتي مجرد شك
ثم نظر الي عادل المقيد في زاوية الغرفة فاقد الوعي قائلا:.

-و عادل ساعدنا كتير في ده، لو مش بمعلومات فبوشه اللي خلانا نوصل للنقابة و نمحي أي أثر جديد أو قديم لينا، و لحسن الحظ أحنا مش في حاجة أننا نخلص منه لأنه ميعرفش أشكالنا أو نوايانا، و المخدر اللي مني صنعته بيغذيه و يخليه فاقد الوعي بطريقة متضروش أبداً علشان لو أحتجناه في المستقبل
ثم عاد تيسيير بنظراته نحو ألفريد قائلا بإبتسامة ودودة:.

-هنكون مبسوطين جدا بوجودك في مصر خلال شهر ألفريد علشان تقييم التجربة و نبدأ في تنفيذ المهمة اللي بقالنا سنين بنحاول فيها
رد عليه ألفريد بإيجاز:
-و انا كمان سعيد تيسيير، و اتمني المحادثة الجاية ما بينا تكون في مصر
-أن شاء الله.

أغلق تيسيير المكالمة من تمرير يده أمام وجه ألفريد، ثم ذهب الي جهاز في أحد أركان الغرفة، و توجد بداخله صور لعادل، ضغط تيسيير علي القابس، ليبدأ الجهاز في العمل علي قطعة الصلصال امامه لتتشكل في وجه عادل بعد عدة دقائق..

ارتدي تيسيير القناع ببراعة ليظهر في شكل عادل من جديد ثم خرج من الغرفة السرية و ضغط علي الأرقام من جديد لتغلق الغرفة، فعاد تيسيير ليضع الشهادة في مكانها و جلس علي مقعد مكتبه قائلا بإبتسامة متفائله:.

-كلها أيام و أخرج من الوش ده و أرجع لحقيقتي اللي مش هقبل أني اتنزال عنها أبداً بعد كده، العالم المصري تيسيير ماذن الشافعي أختصاصي الهندسة الكمية، و أخيراً هفتح بوابات جديدة علي الأرض هتحولها من جحيم لجنة جميلة لكل اللي عايش فيها

في المقطم في منزل عزيز.

أستيقظت حسناء من قيلولتها النهاية علي صوت طرقات عنيفة علي باب المنزل، هرعت إليه في فزع و فتحته لتجد أخر ما قد تتوقعه أمامها، الشرطة امامها و قد أبتسم الشرطي العجوز مردفاً:
-و اخيراً يا جنات جه اليوم اللي هركبك فيه عربية الترحيلات بإيدي علشان تاخدي جزاءك، عارفة أيه قمة النحس؟ أن تقدري تختفي 29 سنة و قبل ما الحكم يسقط من عليكي ب 3 شهور ألاقيكي علشان تواجهي مصيرك.

ثم أشار الي العساكر ليحضروها، فأمسكوا بها و هبطت معهم بهدوء و هبطت معها دموعها أيضا، كان جميع من في الشارع ينظرون لها بعدم تصديق فماذا أرتكبت يا تري؟ صعدت جنات مع العساكر في سيارة الشرطة التي أنطلقت سريعاً نحو مصيرها الأخير..

في أستوديو برنامج دقائق من الحقيقة .

أنهي عزيز نشرته بختام مميز علي وعد بأخبار جديدة سارة للجميع في الغد، و ما أن أنتهت الحلقة حتي تجمعت عناصر الشرطة حول عزيز الذي وقف بعدم فهم و أقترب منه محمود بقلق قائلا للضابط:
-في أيه؟
نظر الضابط الي عزيز بإبتسامة صفراء قائلا:
-سبحان مين جمعنا من غير معاد يا كامل.

نظر محمود بصدمة الي كامل الذي طأطأ رأسه و سالت الدموع من عينيه مثل بركان قد حان موعد انفجاره، فلقد علم أنه تم القبض علي حسناء بالتأكيد، نظر الي محمود الذي لم يبعد أنظاره عنه، و أستمعا الأثنان الي حديث الضابط قائلا:
-أستاذ كامل السعيد، حضرتك مطلوب القبض عليك بتهمة التزوير و انتحال شخصية ميتة و كمان التستر علي مجرمة هاربة من تحقيق العدالة، هاتوه.

وقف محمود بين الضابط و العساكر الممسكون بكامل و تحدث:
-لو سمحت، ممكن نتكلم شوية قبل ما تاخدوه
نظر الضابط الي محمود بشفقة و أردف:
-أستاذ محمود انا مقدر أن حضرتك كنت صاحبه من زمان و حالياً كمان و مخرج البرنامج بتاعه بس مفيش أي كلام ممكن يمنعني من اني أخده معايا
رفع محمود يده أمام الضابط بإستسلام قائلا:.

-تمام تمام، أنا عارف أن في كل الحالات هتاخده، بس معتقدش ممكن يضر حضرتك لو أنا أخدته معايا في عربيتي للقسم و ركب معانا أتنين عساكر
نظر الضابط الي محمود و كامل بتردد ثم أردف أخيراً:
-تمام يا أستاذ محمود، انت يا أبني أنت و هو هتروحوا معاهم و الباقي اتحرك علي البوكس يلا، أستاذ محمود هتمشي قدامنا.

أومأ محمود برأسه موافقاً، ثم سحب كامل من يده و خرج من الأستوديو و خلفهما العساكر، صعد الجميع داخل سيارة محمود الذي أنطلق نحو قسم الشرطة، نظر محمود الي كامل قائلا بعتاب:
-ليه كل ما كنت بسألك أنت كامل ولا لأ كنت بتنكر يا كامل؟
أبتلع كامل لعابه بصعوبة و تحدث بإيجاز:
-مكنش ينفع حد يعرف حاجة
ضرب محمود عجلة القيادة بيده بقوة و صرخ في كامل قائلا:.

-أنا مش حد يا كامل مش حد، أنا صاحبك فاكر ولا نسيت؟ أحنا كنا أقرب أتنين لبعض، عارف كنت بموت أزاي لما عرفت أنهم لقوا عربيتك متفحمة يا كامل!
-محمود لو سمحت
قاطعه محمود مجهشاً في البكاء و تحدث:.

-ليه أتسترت علي جنات؟ و ليه بعدت عننا؟ كل ده علشان الحب! ملعون الحب اللي يوديك في داهية و يخليك تبعد عن أكتر ناس بيحبوك، طنط رقية أنتحرت يا كامل بسببك، قبل ما تموت نفسها كتبت جواب أعتذرت فيه لأنكل مراد عن إصرارها لجوازك من جنات، و إنها مستحملتش تفضل عايشة أكتر من كده و هي عارفة أن الكل هيلومها أنها السبب في جوازك، و أنها عايزة تلحقك بأقصي سرعة و تموت معاك.

عض كامل علي شفتيه و هو يحاول كبت دموعه بقوة و تحدث بصوت متحشرج:
-جنات مقلتش مصطفي يا محمود، هو كان خسيس و واطي و ندل بس مفيش بني أدم يستحق أنه يتقتل و جنات مقتلتهوش، هي دافعت عن نفسها و ضربته بالسكينة لمَّا حاول يعتدي عليها، بس هي مكنش معاها مسدس تقتله بيه
صرخ به محمود من جديد مردفاً:
-ده الوهم اللي حبك ليها مخليك مصدقه، مكنش فيه حد في البيت مع مصطفي في البيت غيرها و محدش كان يقدر يدخل.

صمت محمود قليلاً و هدأت أنفاسه، ثم نظر الي كامل بصدمة شديدة:
-غير داليدا لأنه بيتها و أكيد خالد لأنه أخوه، اللي قتل مصطفي خالد أخوه! علشان داليدا!
نظر له كامل بيأس قائلا:
-انت صاحبنا من زمان و لسه فاهم ده دلوقتي بعد 30 سنة، متوقعش البوليس ممكن يفهمه يا محمود أبداً
صمت الأثنان حتي وصل الجميع الي مركز الشرطة هخرج كامل و خلفه العساكر فنظر له محمود قائلا بحدة:.

-ربع ساعة و هتلاقي 3 محامين عندك، مش هسمح ان حد يسجنك أنت أو مراتك لأي سبب من الأسباب
نظر له كامل بإبتسامة يأس قائلا:
-محدش هيصدق يا محمود، هروب جنات و هروبي أكبر دليل علي قتلها لمصطفي، القضية أتحقق فيها و أتحكم فيها من زمان، و ده وقت تنفيذ الحكم و بس يا محمود، خد بالك من ولادي بس

في الزمالك بمنزل جاسر
وقف جاسر خلف أميرة و هو يربط لها أربطة فستانها الخلفية مردفاً بفرحة ظاهره:.

-أخيراً رضيتي عني و هنروح نقول للكل الحقيقة
وضعت أميرة يدها علي بطنها المنتفخ بقلق قائله:
-علي قد ما انا خايفة من المواجهة دي، بس خوفي أن أبني يشوف النور و يلاقي نفسه جاي في السر أكبر بكتير، أنا مش عاوزة أي حاجة تأذيه، حتي لو فيها موتي
أنتهي جاسر من ربط فستانها و ضمها بقوة من ظهرها الي صدره قائلا بحنان:
-بعد الشر عليكي أنتي و هو يا حبيبتي، ان شاء الله كله هيكون تمام و هتقومي بالسلامة أنتي و هو.

ألتفتت أميرة إليه و أمسكت بوجهه بحب و وضعت قبلة صغيرة علي خده الأيمن ثم تعلقت في رقبته مثل طفلة صغيرة قائله:
-بحبك أوي يا جاسر بحبك
ضمها جاسر الي صدره بحنان ليطمئنها قائلا:
-و انا كمان بحبك أوي
أبعدها عنه و أمسك وجهها بكفيه و تحدث بمشاكسة أطفال:
-يخربيت جمالك عايزة تتاكلي أكل حتي و انتي حامل و مكلبظة كده
أبتعدت عنه بغضب أنوثي قائله:
-مش عجباك ولا أيه يا سي جاسر.

أمسك جاسر يدها حنان و قبلها بحب قائلاً:
-اللي ميعجبوش البدر يبقي مريض عقلي
و بعد مرور دقائق كان الأثنان في سيارة جاسر المتجهة الي المقطم يتحدثان و يضحكان بصوت عالٍ في محاولة من جاسر لتخفيف توتر أميرة، نظر الي عداد السرعة بتعجب فالسرعة تزداد شيئاً فشيئاً رغم ضغطه عدة مرات علي المكابح ليوقف السيارة و يري ماذا يحدث و لكن كانت جميعها فاشلة، نظرت له أميرة بقلق قائله:
-مالك يا جاسر؟

نظر لها بقلق شديد و أردف بسرعة:
-ألبسي الحزام بسرعة يا أميرة و أرجعي بالكرسي ورا علي قد ما تقدري.

سحبت حزام الأمان سريعاً و ربطته حولها ثم عادت بكرسيها الي الخلف قدر المستطاع و هي تدعو الله أن تكون الأمور علي ما يرام، بينما ربط جاسر هو الآخر حزام الأمان الخاص به، و حرك غيارات السيارة الي الأول حتي تهدأ قليلاً، ثم أمسك بالفرامل اليدوية بجانبه و هو يصعد بالسيارة علي الرصيف متجهاً نحو الصحراء الكبيرة بجواره، فصرخت أميرة بخوف:
-في ايه يا جاسر.

لم يجيبها جاسر و لكن أستمر في القيادة، ثم نظر الي أميرة قائلا:
-أتشاهدي
نظرت له أميرة بصدمة و هزت رأسها بصدمة نافية ما يحدث:
-لالا مستحيل، في أيه يا جاسر؟ هنموت! أبني هيموت يا جاسر قبل ما يشوف الدنيا
وضع جاسر يده علي خدها بحنان:
-أوعدك هحاول نخرج كلنا بخير، بس اتشاهدي يا أميرة، يلا يا حبيبتي.

هبطت دموع أميرة و هي تنطق بالشهادة بشهقات متقطعة و هي تضم بطنها المنتفخ بيدها، و كذلك تشاهد جاسر قبل أن يسحب مقبضة الفرامل اليدوية و كذلك مفاتيح السيارة من مكمنها، لتبدأ السيارة بالإلتفاف عدة مرات وسط صرخات أميرة و تمسك جاسر بيدها بقوة حتي أنقلبت السيارة مرة و عادت لتقف علي عجلاتها الأربعة من جديد..

نظر جاسر الذي جاهد الأغماء أثر هذه الزجاجات التي دخلت الي جسده بكميات كبيرة و كذلك وجهه الي أميرة التي فقدت وعيها بجانبها، أمسك هاتفه بصعوبة شديدة و أتصل بالأسعاف قائلا:
-أنا و مراتي عملنا حادثة علي الطريق الصحراوي قبل المقطم، مراتي حامل و بتولد ألحقوها
-دقايق و هنكون عندك، أتماسك بس.

أغلق جاسر الخط و نظر أميرة التي قد بدأت تنزف بقوة بالإضافة الي هبوط مائها معلاناً عن رغبة جنينها في الخروج الي العالم الآن..

في مستشفي الأقصر
جلس معتصم علي الفراش بجوار زينة، دلفت ممرضة الي الغرفة و بدأت في حقنها بإبرة صغيرة و أردفت بإبتسامة جميلة:
-حمدلله علي سلامتها، هتفوق خلال دقايق ان شاء الله
أبتسم معتصم بإمتنان قائلا:
-الله يسلمك، تعبناكي معانا داخلة و خارجة كل شوية تتطمني عليها.

-مفيش تعب ده شغلي، حمدلله علي سلامتها مرة تانية، عن أذنك
-اتفضلي
ذهبت الممرضة و ثواني و فتحت زينة عينيها فأنتفض معتصم بقلق قائلا:
-زينة، حبيبتي أنتي كويسة؟
أبتسمت زينة بخفة و أردفت:
-متقلقش مش هخليك تترمل قبل ما أجيبلك تخلف عقلي زيي
ضحك معتصم بخفة و قرص أرنبة أنفها بمداعبة قائلا:
-هتفضلي تنكشي فيَّا زي العيال الصغيرة لحد أمتي حتي و انتي ميتة كده
-لحد ما انت تموت يا قلبي.

رفع أحد حاجبيه بتعجب و أردف:
-يعني مش لحد ما انتي تموتي؟
-تؤتؤ لحد ما انت تموت
جلس علي الأرض بجانبها و أمسك يدها و قبلها بحنان و هو يقول:
-لو هموت علي إيدك فأنا موافق
-لا بقولك أيه أنا معدتي بتقلب من الجو ده
ضغط معتصم بأسنانه علي شفتيه بغيظ قائلا:
-يخربيت الفصلان اللي بيجري في دمك
ضربته بكف يدها علي ذراعه بمشاغبة، فوقف معتصم بينما أنتفضت هي فجأة قائله:
-فين كريم؟
نظر لها بعدم فهم و أردف:.

-كريم أيه؟ زينة انا مش هعدي وجودك جنبه دايماً ده بالساهل و لا سفرك معاه، ولا القلق عليه اللي ظاهر عليكي ده علشانه، أنا راجل و مش مركب قرون قدامك
أمسكت زينة بيد معتصم لتهدأه:.

-معتصم أوعي تقول كده مرة تانية، انت عارف كويس أوي أني بحبك و أنك أرجل واحد أنا قابلته في حياتي، و قلقي علي كريم ده من خوفي ليكون هرب، كريم كان بيقول علي كل تحركاتي لخالد زفت و معتز كمان شغال مع خالد، و داليدا و خالد كانو في الأقصر بيفتحوا مقبرة تحت بيت من البيوت، و هيسلموا البضاعة دي لواحد فرنسي أسمه كريستيان فريد
أوقف معتصم زينة بسرعة قائلا:
-و لسه فاكرة تقوليلي يا فالحة، قومي نشوفه راح فين.

سحبها معتصم من الغرفة سريعاً متجهاً نحو غرفة كريم فأردفت زينة:
-معتصم، كريم جاي ينتقم من بابا و ماما علشان فاكر أن مصطفي أبوه، كريم ميعرفش الحقيقة، بس بيساعد خالد علشان داليدا متورطة معاه
دلف الأثنان الي الغرفة و لكن لم يجدا أحد بها، سيطر القلق علي قلب زينة الذي أنقبض و تباطئت انفاسها و هي تبحث عنه في كل مكان و كذلك معتصم فلم يجداه، نظرت زينة الي معتصم و تحدثت بصوت يرغب في البكاء بقوة:.

-مينفعش يهرب يا معتصم، أكيد عرف إني كشفته، ماما، لازم ألحق ماما قبل ما البوليس يوصل ليها، ماما مقتلتش مصطفي يا معتصم مقتلتهوش
نظر معتصم خلف زينة و وجهه يملؤه الوجع قائلا:
-بس شكلهم وصلوا يا زينة و من بدري.

نظرت زينة خلفها فوجدت شاشة تلفاز يظهر بها والدها يمسكه العساكر و يدخلوا به قسم الشرطة، فوضعت يدها علي فمها بصدمة، فأمسك معتصم يدها بقوة و خرج من الغرفة و خرج من المستشفي، صعد الأثنان في سيارته و أتجها بها نحو القاهرة..
أرتفع رنين هاتف معتصم بعد ساعة، فوجد أسم جاسر علي الشاشة، أجابه بسرعة قائلا:
-ألو يا جاسر.

-أنا مش جاسر، استاذ جاسر عمل حادثة هو و مراته علي الطريق و هما دلوقتي في مستشفي المقطم التخصصي و ده كان اخر رقم أتصل عليه، يا ريت حضرتك تيجي بسرعة
شعر معتصم بإضطراب شديد، فلا بد أن كريم هو من دبّر هذا الحادث، فتحدث معتصم:
-أنا في الأقصر و ساعات و هوصل عندك بس يا ريت كل ما يحصل جديد تتصل تطمني عليه أرجوك
-تمام يا فندم مفيش مشاكل، هو و المدام دلوقتي في العمليات، اول ما يخرجوا هكلم حضرتك تاني.

-تمام شكراً ليك
أغلق معتصم الهاتف و نظر الي زينة التي كانت تنظر أمامها بجمود تام قائله:
-قول يا معتصم متسكتش، كريم عمل أيه تاني؟! لو كان عايز يحبس ماما و بابا بس كان عمل كده من بدري
-جاسر في المستشفي، هو و مراته عملوا حادثة علي الطريق
نظرت له زينة بدهشة قائله:
-مراته! وحادثة!
ضربت مؤخرة رأسها عدة مرات في مقعدها و صرخت:.

-لييه يا جااسر، لما تصاحب حد متقربش غير من كريم و تقوله اسرارك اللي محدش يعرفها غيرك ليه
أمسك معتصم يدها بقوة و أردف:
-زينة، أنتي تقريباً السليمة اللي فيهم دلوقتي، لو أنهارتي مش هنلحق لا عمو و لا طنط ولا حتي جاسر و ريهام.

-ماما و بابا خلاص قضيتهم خلصانة، ماما اتحكم عليها بالإعدام و الحكم هيتنفذ، و بابا هيتحبس أكيد، و جاسر مش أحنا اللي هنساعده الدكاترة اللي هيلحقوه، أتصل بريهام يا معتصم بسرعة شوفها فين، اتطمن عليها
أمسك معتصم بهاتفه من جديد و ضغط علي أسم ريهام، و بعد تكرار المحاولة سبعة مرات أجابت ريهام ببكاء شديد:
-معتصم ألحقني
-أهدي يا ريهام و قوليلي حصل أيه؟!
تعالت شهقاتها و أردفت:.

-معتز يا معتصم، أغتصبني و سابني في شقة غريبة معرفش انا فين، مش لاقية هدوم أنزل بيها و مش عارفة اعمل أيه؟ قبل ما يمشي قالي أن كلها ساعة و الشقة هتكون جهنم، و فاضل ربع ساعة، انا خايفة يا معتصم ألحقني و النبي
ضرب معتصم عجلة القيادة بقوة و تحدث:
-أبعتي اللوكيشن بتاعك حالاً يا ريهام يلا
أغلق الهاتف فنظرت له زينة و لكنه أردف:
-هعمل حاجة اهم و بعدين هقولك حصل أيه!

أتصل معتصم بصديقه عبدالله الذي أجابه سريعاً:
-حماك أتقبض عليه يا معتصم
-عارف يا عبدالله عارف، دلوقتي فيه حاجة أهم، ريهام أخت زينة في شقة هبعتلك اللوكيشن بتاعها دلوقتي علي الواتساب، تكلم أقرب قسم للشقة دي و يكونوا عندها قبل ربع ساعة يا عبدالله فاهم لازم يلحقوها قبل ربع ساعة
أردف عبدالله بقلق شديد:
-حاضر يا معتصم، أبعت اللوكيشن
-و تجيب ليها معاك فستان سهل أنه يتلبس أو عباية، فاهم يا عبدالله.

هز عبدالله رأسه بتفهم قائلا:
-حاضر متقلقش، سيب ريهام عليّا
أغلق معتصم الخط و أرسل لعبدالله الموقع الذي أرسلته له ريهام، ثم أرسل الي ريهام رسالة صوتية سريعة قائلا:
-ريهام، لفي نفسك بملاية أو أي حاجة، و دقايق و هتلاقي البوليس عندك و هتلاقي معاهم واحد صاحبي أسمه عبدالله جايبلك هدوم، أهدي بس و متخافيش
أغلق المسجل، ثم نظر الي زينة التي يأكلها القلق و سرد لها كل ما حدث، لتصرخ زينة بوجع:.

-و الله ما هسيبهم و الله لندمهم كلهم علي اليوم اللي فكروا يعملوا كده في عيلتي فيه
صمت معتصم و فضَّل عدم التعليق، فصمودها حتي الآن كالجبل لا يقدر عليه أشد الرجال
.

في المقطم بالمنزل التي تجلس به ريهام بعد أن وضعت علي جسدها غطاء السرير في أنتظار ان يأتي لإنقاذها أحد، سمعت صوت تحطم زجاج النافذة في يمينها، فصرخت بقوة و هي تري النار تشتعل في الغرفة، خرجت الي الصالة سريعاً لتسمع نفس صوت تحشم الزجاج قبل أن تقذف داخل المنزل زجاجة ملوتوف أخري تشعل ما في المنزل من أثاث، أستمر قذف الزجاجات دقيقة كاملة، و لكن أستغرق إحتراق الشقة ثواني..

سرعان ما شعرت بشخص ما يكسر الباب و دخل عبدالله بسرعة ليجد النيران أمامه، و كذلك ريهام تقف و تتمسك بالغطاء جيداً علي جسدها علي بعد ثلاثة امتار منه، أشار لجميع العساكر بالإنتظار في الخارج بينما دخل هو و سحب ريهام من يدها بعيداً عن النيران و ذهب الي الجانب الأيسر من الشقة فوجد المطبخ، فوضع في يد ريهام فستان أسود طويل قائلا:.

-أحنا لحقنا العيال اللي حرقوا البيت قبل ما يحرقوا الجزء ده كمان من الشقة، قدامك دقيقة واحدة بس ألبسي الفستان و أخرجي بره أنا مستنيكي
تركها و غادر لتتمكن من أرتداء فستانها و أنتظر دقيقة في الخارج فخرجت له ريهام بتعب و أقتربت منه، نظر الي وجهها الأصفر و شفتيها التي قاربت علي اللون الأزرق و تحدث:
-سيبي نفسك، متمسكيش نفسك أكتر من كده، أنا موجود.

أمسك بيد ريهام التي لم تستغرق ثواني قبل أن تفقد وعيها بين ذراعيه بعد أن أعطاها الأذن و الأمان لتفعل هذا، حملها عبدالله بين يديه و خرج الي العساكر قائلا:
-أطلبوا المطافي حالاً و أدخلوا حاولوا تسيطروا علي الموقف جوه لحد ما يوصلوا و أياكم تستخدمو الماية ده بنزين أعتقد مفهوم
ربت الضابط الأخر مهيمن علي كتف عبدالله مردفاً:
-متقلقش انا هاخد مكانك وديها المستشفي يلا

في سيارة معتصم.

أرتفع رنين هاتفه من جديد فقاطع حديث زينة و معتصم، ألتقطه بسرعة و وجد عبدالله المتصل فأجابه بسرعة قائلا:
-عملت أيه؟
-واخدها علي المستشفي، أقول أيه هناك!
-واحد أغتصبها و متبلغش و متنطقش بكلمة زيادة
-تمام سلام
أغلق معتصم الخط و نظر الي زينة بإهتمام قائلا:
-يعني واثقة في منير ده ولا هنروح في داهية.

-منير محل ثقة أكيد متقلقش أنا أه معرفهوش من فترة طويلة بس أنا واثقة فيه كويس جدا، بعتله كل الصور اللي صورتها و طلبت منه يتابع التحقيق من عنده و الحمدلله أني عملت كده لأنهم أخدوا الكاميرا و الموبايل
أعطاها معتصم هاتفه و أردف:
-لو حافظة رقمه خدي كلميه
ألتقطت زينة منه الهاتف و أردفت:
-مش حافظاه أكيد، بس هكلم سامية في الأستقبال و هخليها توصلني بيه.

أتصلت زينة برقم الجريدة فجائها رد سامية السريع، عرفتها بنفسها و طلبت منها إيصالها بمنير، و ثواني و كان منير يرد عليها قائلا:
-أنتي فين يا زينة؟ الدنيا مقلوبة هنا
-عارفة يا منير، عملت ايه في اللي قولتلك عليه
-متقلقيش أنا طلعت كل الصور في ورق و مش ناقص أننا نمسكهم متلبسين وقت الاستلام مش هنغلط المرادي، و كمان لقيت في الورق اللي بعتاه صفقة أدوية دخلت المستشفي منتهية الصلاحية و تخيلي وقعنا مين تاني؟

-معتز! هو اللي بيشتغل مع أبوه
-بالظبط هو معتز، بس هبعت الورق كله مرة واحدة بحيث يتقبض علي معتز و خالد و داليدا في نفس الوقت من غير ما حد فيهم ياخد حذره أنهم راحو في داهية
أشارت زينة الي معتصم بيدها أن كل شئ يتم علي أكمل وجه قائله:
-متشكرة جدا يا منير، هتروح علي قسم المقطم و هتسأل علي واحد أسمه
نظرت الي معتصم الذي أخبرها:
-فاروق سويلم
عادت لتتحدث مع منير قائله:.

-فاروق سويلم، و هتوديله كل الورق ده و هتقوله أن التسليم هيتم النهاردة قبل الفجر، و انك جاي تبع معتصم
-تمام ساعتين بالكتير و هروح، هسجل الرقم ده و لو فيه اي جديد هبلغك سلام
أغلقت زينة الهاتف و نظرت الي معتصم و قبل أن تنطق بكلمة، أرتفع رنين الهاتف من جديد برقم خاص، أجابت زينة بتعجب و فتحت مكبر الصوت:
-مين؟!
-كريم يا زينة، أيه لحقتي تنسي صوتي
نظرت زينة الي معتصم و صرخت بغضب:.

-أقسم بالله ما هعديلك اللي حصل ده علي خير أبداً يا كريم فاهم
تحدث كريم ببرود شديد:
-اهدي كده يا قلبي، كده كل واحد في عيلتك حرفياً أتدمر، أبوكي و أمك و ريهام و جاسر، فاضل مين؟ فاضل أنتي، و بصراحة أنتي محتاجة لحاجة تقطم ضهرك نصين، هلاقيها قريب أن شاء الله و هدمرك يا زينة
-أنت مريض أقسم بالله أنت مجنون يا كريم، هتندم علي كل حرف نطقته و كل حاجة عملتها في أهلي فاهم.

-و ده نفس اللي أنا عملته، كل واحد فيكم هيندم علي اللي حصل في أبويا و قتل أمك ليه، لا و كمان مش مكفيكم و انتي عايزة تسجني ماما، بس أنا طلعت أذكي منك يا غبية، و الكاميرا خلاص بقت حتت و الكارت الميموري بتاعها ولع في نار زي اللي هتولع فيها ريهام بالظبط
أغلق كريم الخط قبل أن تنطق بكلمة واحدة، فألتقط منها معتصم الهاتف بسرعة و لكن لسوء حظه أن كريم كان يتحدث من رقم خاص، لن يستطيع معرفة مكانه..
.

في مستشفي المقطم التخصصي
أقتربت زينة و كذلك معتصم من الباب الرئيسي متجهين نحو الأستقبال فتحدثت زينة بسرعة:
-لو سمحت، فيه واحد أسمه جاسر عزيز جاي في حادثة عربية هو و مراته
هز الموظف رأسه قائلا:.

-أيوه يا فندم انا اللي كنت ببلغكم بالأخبار أول بأول، الأستاذ جاسر في العناية المركزة بعد ما خرج من العمليات للمراقبة بس 24 ساعة بس هو حالته شبه مستقرة، و المدام هي اللي حالتها حرجة و في العناية بردوا جنبه علطول، اما البيبي فهو في الحضانة سليم الحمدلله بس حطيناه في الحضانة لأن كان المفروض الولادة بعد شهر.

نظرت زينة الي الموظف بدهشة، أي طفل هذا؟! أخيها متزوج و لديه طفل الآن! لم تستطع تحريك لسانها لتتحدث، فسأل معتصم الموظف:
-العناية فين لو سمحت؟
-الدور الأول يا فندم
-شكرا جدا لحضرتك.

أمسك معتصم بيد زينة و سحبها معه نحو الدرج و صعدا بسرعة و تفقدا جميع غرف العناية حتي تمكن الأثنان من إيجاد جاسر، فوقفت زينة أمام الغرفة تراقب جسده الراقد علي الفراش و هي تدعو ربها أن ينجيه هو و زوجته و أبنه من كل ما يحدث..

أقترب معتصم من الغرفة المجاورة لجاسر و نظر بداخلها فوجد رجل عجوز علي الأجهزة، و تذكر الموظف و هو يقول ان غرفتها بجواره تماماً، فذهب الي الغرفة التي تسبقه فوجد فتاة مسكينة تحتل الفراش و حولها الأجهزة من كل جانب، نظر معتصم الي زينة و نادي بأسمها، فنظرت له و أشار لها، فأقتربت منه و نظرت الي الغرفة فتحدث معتصم:
-دي المفروض مرات أخوكي
هزت زينة رأسها بصدمة قائله:
-أميرة!
-انتي تعرفيها.

نظرت زينة الي معتصم بدون أن تجيب، ثم جلست علي الأرض ضامة ركبتها الي صدرها و تحيطهما بذراعيه، فجلس معتصم بجانبها قائلا بحنان:.

-انا عارف ان ده كتير أوي عليكي، بس دي فترة و هتعدي بكل الوحش اللي فيها، و مش زينة اللي تبقي ضعيفة و تستلم كده، مش دايماً تقوليلي أنك غير أي حد، كنتي صادقة فعلا، أنتي غير أي حد انا عرفته في حياتي، لو أي حد مر باللي حصلك ده كان زمانه دلوقتي جاتله سكتة قلبية و لا جلطة في دماغه و مات
أمسك بذراعها بقوة قائلا:.

-بس أنتي مش أي حد، أنتي زينة عزيز صحفية في جريدة منارة الحقيقة، و جه وقت تأدي باقي دورك في الحكاية دي يا زينة، فأوعي تستسلمي
نظرت زينة الي معتصم و تحدثت و هي تشعر بالضياع:.

-كنت دايماً فاكرة أني عايشة جوه فيلم، فيلم بدايته وحشة أوي، بدأ بإتهام أمي بالقتل، قولت أكيد النهاية هتكون سعيدة زي باقي الأفلام، بس النهاية طلعت بشعة يا معتصم بشعة أوي بجد انا مش قادرة أستحملها، كنت فاكرة ماما هيسقط عنها الحكم، و هنقدر نكمل حياتنا طبيعي و بابا لو أتحكم عليه المحامي قال هيكون مع وقف التنفيذ علشان سلوكه كويس و فيه شهود كتير علي ده، كنت فاكرة اننا هنتجوز و هنجيب بنوتة حلوه أوي و ولد كمان، و اني هكون صحفية كبيرة و معروفة و مش هبطل أخوض مغامراتي اللي ممكن تقتلني في يوم، و ان جاسر و ريهام هيحققوا حلمهم في اول فيلم ليهم سوا و هينجح و هيبقوا مشهورين، أنا كنت شايفة الحياة وردي بس كنت غبية.

أمسك معتصم وجهها بيده قائلا:
-الفيلم لسه مخلصش، أنتي ناسية ولا أيه، الحكاية اللي نهايتها سعيدة تبقي نهايتها لسه مخلصتش صح ولا لأ، و نهاية الحدوتة مش هتخلص غير بموت البطل، و انتي البطلة و أديكي لسه عايشة يبقي حكايتك موقفتش لحد هنا، لسه هنشوف كتير يا متمردة
نظرت له و قد تساقطت دموعها و تحدثت:
-انت عارف اني متمردة!
هز رأسه بالإيجاب بإبتسامة جميلة قائلا:.

-عرفت لما سيبتي الأكونت مفتوح علي اللاب بالغلط ممكن بقا نفك التكشيرة الوحشة دي و خلينا واثقين ان حكايتنا لسه فيها فرحة كتير، و قومي نشوف أبن أخوكي و نتطمن علي ريهام كمان أكيد هي هنا و انا هكلم ناس تبعي و أشوف عمو و طنط

في مستشفي المقطم التخصصي
في غرفة ريهام، أستيقظت من غيبوبتها القصيرة، فوجدت عبدالله يقف أمام النافذة يتحدث في الهاتف و يعطيها ظهره، فتحدثت بصوت شبه مسموع:
-لو سمحت.

ألتفت إليها عبدالله و أقترب منها و هو ينهي مكالمته الهاتفيه، ثم نظر اليها بإبتسامة ودودة قائلا:
-حمدلله علي سلامتك، تحبي اناديلك الدكتور؟
-أنت عبدالله!
هز عبدالله رأسه بالإيجاب و هو يسحب كرسي و يجلس امامها قائلا:
-أيوه انا، خير محتاجة حاجة؟!
هزت رأسها بالإيجاب قائله:
-أيوه لو سمحت ناديلي الدكتور
أومأ عبدالله برأسه و تركها و ذهب لينادي الطبيب و حضر معه مسرعاً، فتحدث الطبيب:
-حمدلله علي سلامتك.

-الله يسلمك يا دكتور، لو سمحت عايزة أعمل بلاغ باللي حصل
نظر عبدالله الي ريهام و هز رأسه بالنفي قائلا:
-أنا أسف بس مش هقدر قبل ما معتصم و اختك يكونوا هنا و يوافق انه يعمل بلاغ
نظر الطبيب الي ريهام قائلا:
-أول مرة أشوف واحدة بالشجاعة دي أنها تقدم بلاغ في شخص انه أغتصبها، في العادي بيتنازلوا بسرعة علشان سمعة البنت.

-لا لو سمحت أنا عاوزة أعمل البلاغ ده في الدكتور و المنتج معتز الدهشوري مش بس بلاغ بالإغتصاب، لا بمحاولة قتلي كمان
نظر عبدالله الي ريهام بغضب و أرتفع صوته قائلا:
-لو سمحت يا دكتور سبنا دلوقتي و متعملش أي حاجة لحد ما أجي و أقولك، محتاج أتكلم معاها شوية لوحدنا
أومأ الطبيب برأسه بتفهم، فتحدثت ريهام بصوت مرتفع:
-انت بأي حق بتعلي صوتك و رافض أني أعمل بلاغ.

-بحق ان حضرتك متعرفيش انه أتقبض علي والدك و والدتك و أتكشفت الحقيقة كلها و أي خطوة دلوقتي مش محسوبة زي دي محدش عارف ممكن أيه يحصل بسببها
نظرت ريهام بدهشة عبدالله و كررت وراؤه:
-بابا و ماما أتقبض عليهم!



look/images/icons/i1.gif رواية عاشقي المخاطر
  12-12-2021 07:41 صباحاً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل التاسع

وقف فاروق من بعيد و هو يمسك بالجهاز اللاسلكي قائلا:
-الكل موجود في مكانه
-أيوه يا فندم.

نظر الي منير الذي فتح كاميراته و بدأ بتصوير سيارات خالد الدهشوري و داليدا و هما في أنتظار كريستيان فريد الذي جاء بعد ربع ساعة، فخرج خالد من سيارته و كذلك دليدا، و خرج كريستيان من سيارته هو الأخر، أشار خالد لأحد رجاله ليحضر صندوقان كبيران، و فتحهما امام أعين كريستيان، فظهرت آثار مصرية من الذهب الخالص بأعداد كبيرة، نظر كريستيان الي الآثار بإعجاب، ثم نظر الي رجاله، فأحضروا خمس صناديق ضخمة طولها حوالي متر و فتحهم امام خالد و داليدا اللذان نظرا الي المال بجشع فتحدث خالد و هو ينفث دخان سيجارته قائلا:.

-ديل، فوزي شيل الفلوس دي علي العربيات
علي الجانب الآخر تحدث منير:
-أحنا مستنيين أيه هيمشوا؟
-متقلقش
أجابه فاروق ثم أمسك باللاسلكي و تحدث:
-هجوم بعد 5 ثواني
استعد الجميع ثم هجموا عليهم، ليبدأ تبادل إطلاق الرصاص من الطرفين في أثنائه تمكن خالد من ركوب أحدي السيارات و غادر المكان مسرعاً، فنظر فاروق الي ضابط أخر معه قائلا:
-جيبه يا مهند بسرعة أوعي تسيبه يهرب.

أقترب منير من داليدا التي تجلس خلف سيارتها بخوف شديد و هي تبكي، و جلس أمامها و هو يصور وجهها قائلا:
-أيوه خلينا نجيب وشك كده بوضوح، نهايتك جت يا داليدا هانم.

وضعت داليدا يدها علي وجهها تخبأ وجهها ثم دفعت منير الذي تعالت ضحكاته و اكمل تصوير اطلاق الرصاص بين الطرفين، حتي أستسلم كريستيان و رجاله الذي فقد أغلبهم و كذلك أستسلم رجال خالد بعد ان عرفوا بهروبه، و قام العساكر بتقييد الجميع بالأصفاد و وضعهم في سيارات الشرطة، فأقترب فاروق و خلفه منير بكاميراته من داليدا قائلا بإبتسامة صفراء:
-مدام دليدا.

رفعت داليدا عينيها إليه بخوف فأظهر الأصفاد أمام أعينها قائلا:
-أنا قولت أجي أشبكك، و صدقيني هتلبسي الشبكة دي مرة واحدة بس مش هتلحقي تلبسي غيرها
أمسكها من ذراعها بعنف و أوقفها و وضع الأصفاد بيدها و أخذها نحو سيارة الشرطة، صعدت بداخلها فنظر فاروق الي منير وجده يصور فوضع يده علي الكاميرا بنفاذ صبر قائلا:
-فيه حد يبعت صحفي أهبل كده يصور حاجة مهمة زي دي.

-أهبل أيه يا حضرت الظابط، انت مش متخيل أن بقالنا سنين بنحاول نمسك عليهم حاجة، و أخيراً قبضنا علي داليدا و دي مفيهاش قلم و هتعترف بكل حاجة و هنلاقي خالد أن شاء الله و زمان معتز أتقبض عليه، فيه أيه حاجة ممكن تفرحني أكتر من كده و تخليني أهبل زي ما أنت بتقول
نظر فاروق الي منير بإبتسامة سمجة و هو يدفعه في صدره قائلا:
-طب يلا روح صور الفلوس و الآثار خلينا نحرز الحاجات دي و نخلص من أم اليوم ده
-هواا.

تركه منير و ركض نحو البضائع و المال و بدأ في تصويرهم بهدوء، بينما تحركت سيارات الشرطة التي تنقل الرهائن الي مركز الشرطة، و بعد دقائق أقترب فاروق من منير قائلا:
-معتز هرب يا منير
ألتفت له منير بصدمة قائلا:
-نعم! نهار أسود.

في مركز الشرطة
جلس محمود امام كامل و هو يطأطأ رأسه بحزن قائلا:
-جنات هيتنفذ عليها الحكم بكره الساعة 10 الصبح، و انت هتتعرض علي النيابة بكره في نفس المعاد
وضع كامل رأسه بين كفيه و بدأ بالبكاء قائلا:
-جنات معملتش حاجة، مينفعش تتعدم علي جريمة مرتكبتهاش، أتصرف يا محمود أرجوك أتصرف.

-كل المحامين حاولوا بس محدش هيقدر يطلعها منها، هي كانت في بيته يعني دفاع عن النفس مستبعدة جدا لأنها رايحة برجليها لهناك و البواب شافها و هي طالعة بكامل إرادتها، و الجواب كمان أختفي يا كامل مفيش حاجة تثبت أنه هددها و السكينة عليها بصماتها و المسدس كان في شنطتها و مش بتاعها و مش مرخص
-بس مفيش دافع للقتل يا محمود
-بس فيه جثة وسلاح جريمة و هروبكم ضيع أي أمل.

وقف كامل و فتح الباب و خرج فوجد حارس يمنعه ضربه لكمة قوية فأرتد علي أثرها علي الأرض و بدأ كامل بالركض بسرعة نحو مكتب اللواء الذي تولي التحقيق معه بنفسه و جميع العساكر في القسم يركضون خلفه، فتح باب مكتبه و دخل بسرعة و هو يبكي قائلا:
-أنا اللي قتلت مصطفي أفرجوا عن جنات انا اللي قتلت مصطفي
ظل يصرخ بنفس الجملة أمام اللواء ممدوح، و تجمع عدة عساكر و أمسكوا بكامل بقوة و وقف محمود قائلا:.

-لا يا فندم أوعي تصدقه هو عايز يخرج مراته، أرجوك متاخدش ده علي أنه أعتراف
أشار ممدوح للجميع ليهدأوا، ثم أشار للعساكر ليذهبوا و لمحمود و كامل ليجلسوا أمامه، فجلس كامل و هو يشعر أن جسده ينتفض بقوة و لم يتوقف عن البكاء، فتحدث اللواء بهدوء:
-أستاذ كامل، لولا ان أنا أعرف حضرتك كويس كان هيبقي ليَّا تصرف تاني مع حضرتك، اللي حصل ده مينفعش
نظرله كامل و توقف عن البكاء بصعوبة ليتحدث:.

-مش انت عايز قاتل مصطفي، انا اللي قتلته ضربته بالسكينة و بعدين كان معايا المسدس و قتلته بيه و الدافع علشان حاول يتحرش بمراتي
نظر ممدوح الي محمود الذي يومأ برأسه نافياً ما يقوله كامل ثم عاد بنظره الي كامل قائلا:
-مش هقدر أخد كلام حضرتك ده بعين الأعتبار ولا أنه اعتراف منك، انت دلوقتي مش في كامل قواك العقلية
وقف كامل و صرخ بقوة قائلا:.

-لا انا عاقل و هتاخد كلامي ده أعتراف أو هروح أقول للدنيا كلها إني القاتل و اقلب الشعب ضدكم علشان عاوزين تعدموا واحدة بريئة و البلد أصلا مشتتة لوحدها
لم يجد كامل رد من اللواء سوي الصمت ليصرخ من جديد قائلا:
-انت مش بترد عليَّا ليه بقولك انا القاتل انا القاتل انا اللي قتلت مصطفي الدهشوري
نظر الي محمود و تحدث:.

-هو مش بيرد عليّا ليه، ردوا عليّا انا مش بكلم نفسي، خرجوا جنات من السجن جنات بريئة انا اللي قتلته
وقف محمود و أحتضن كامل بقوة و تحدث:
-اهدي يا كامل
بكي كامل كثيراً و هو يقول بضعف:
-أنا اللي قتلتها سيبوا جنات هي بريئة سيبوها
شعر محمود بثقل جسد كامل ليتحدث:
-سيادة اللوا كامل أغمي عليه.

بعد عدة ساعات
دلف اللواء ممدوح و محمود الي غرفة كامل و لكن وجدا فراشه خالي، نظر كلاهما الي بعضهما بصدمة و تحدث محمود:
-الدكتور قال أن كامل عنده أنهيار عصبي و أداله مهدأ و نايم دلوقتي، أزاي ده حصل؟!
نظر ممدوح بشك الي محمود قائلا:
-مفيش غير أحتمالين، حد هربه هو حد خطفه.

-أكيد مش انا اللي عملت أي احتمال، من لما جينا المستشفي و انا مع حضرتك و حتي تليفوني مرنش مرة واحدة و متكلمتش مع أي حد، و في القسم انا داخل لكامل متفتش و أخدوا موبايلي يعني مكلمتش حد بردوا أنا معملتش حاجة و أولاد كامل التلاتة في المستشفي يعني معملوش كده بردوا
تحدث اللواء بتركيز قائلا:
-اولاده التلاتة بيعملوا أيه في المستشفي؟!

-جاسر عمل حادثة هو و مراته، و ريهام أتعرضت للإغتصاب و محاولة قتل، و زينة كانت مع خالد الدهشوري في الأٌقصر بتراقبه و قدرت تمسك عليه حاجات قدر البوليس يقبض علي داليدا بس خالد هرب و بيدوروا عليه و هناك أتخطفت و أتعرضت لمحاولة قتل بردوا، و هي و ريهام و جاسر قدموا 3 بلاغات، أول حاجة ريهام اتهمت معتز الدهشوري بالقتل و الاغتصاب و جاري البحث عنه بعد ما هرب من البوليس اول مرة، و جاسر أتهم كريم في محاولة قتله، و زينة بتتهم كريم بمحاولة قتلها و خطفها.

في المستشفي
جلست زينة علي مقعد معدني في الردهة، فخرج معتصم و جلس بجوارها ثم سحبها لتسكن علي صدره و صمت الأثنان تماماً، حتي أرتفع رنين هاتف، أبتعدت زينة عن معتصم بتعجب و هي تشعر بالهاتف في جيب بنطالها، فأخرجت الهاتف و نظرت الي معتصم الذي سألها:
-تليفون مين ده؟
-معرفش، أستني ده برايفت نامبر، أكيد كريم
أجابت زينة علي الهاتف و حاولت ان تظهر السخرية في نبرتها قائله:.

-خير يا كيمو لقيت حاجة تكسر بيها ضهري ولا لسه!
تعالت ضحكات كريم و أردف:
-لقيت يا زينة، لقيت يا قلبي، هقطم ضهرك بنفس الطريقة اللي اتقطم بيها ضهري
أنتفضت زينة من مكانها كذلك وقف معتصم فأردفت زينة بنبرة ظهرت طبيعية:
-قصدك أيه؟!

-البوليس كله دلوقتي بيدور علي باباكي، تخيلي هو فين بقاا، معايا يا حبيبتي، هتنزلي من المستشفي دلوقتي حالاً هتلاقي تاكسي واقف قدامها هتركبيه لوحدك و إياكي تقولي أي كلمة لأي مخلوق يا زينة يا هجيب أخواتك واحد واحد و أقتلهم زي ما هعمل في أبوكي بالظبط، و نص ساعة و هتكوني عندي يا قمر متتأخريش، تيكير
أغلق كريم الخط فنظرت زينة الي معتصم قائله:
-عبدالله راح يجيب اللي انا قولتلك عليه من البيت ولا لسه.

نظر معتصم الي أخر الممر قائلا:
-أه و جه اهوه يا رب يكون لاقاه، بس أنتي ليه مقولتيش ليَّا أن عندك مسدس
-بابا حذرنا نقول لأي حد علشان كده مكنش ينفع أقول لحد خالص
أقترب عبدالله و مد يده بحقيبة جليدية باللون البني، ألتقطتها منه زينة و وضعتها علي كتفها قائله:
-متشكرة جدا تعبتك معايا لازم أمشي
أمسك معتصم يدها بسرعة قائلا:
-أستني هنا رايحة فين، الزفت ده قالك ايه و انتي رايحة فين؟

-مش هلحق أقول حاجة دلوقتي و خصوصاً في نص المستشفي كده بس أنا لازم أمشي أوعي تيجي ورايا يا معتصم
تنهدت بقوة قائله:
-اعمل نفس اللي عملته لما كنت رايحة الأقصر مع كريم
تركته و غادرت المستشفي، وجدت سيارة أجرة أسفل المستشفي في أنتظارها، صعدت إليها فأنطلقت مسرعة، فتحدثت السائق:
-هاتي الشنطة!
فتحت زينة حقيبتها لتخرج مسدسها و لكنها وجدت بداخلها علبة من العصير، فنظرت الي السائق و أخرجت العصير قائله:.

-فيها أكل مكلتش من الصبح
-بقولك هاتي الشنطة
صرخت به زينة قائله:
-و انا بقولك فيها أكل، أتصل باللي باعتك و هو هيقولك سيبها
-طب هاتي الموبايل اللي معاكي
أخرجت زينة الهاتف من جيب بنطالها و أعطته للسائق الذي أخذه و أغلقه تماماً، و بعد نصف ساعة من القيادة و مراقبة زينة و طعامها وصلا الي مخزن في منطقة صحراوية، هبطت زينة من السيارة و كذلك السائق الذي أخرج سلاحه و وجهه نحو زينة قائلا:
-يلا قدامي.

سارت معه زينة بهدوء الي الداخل حتي وجدت كريم يجلس امامها فوقف قائلا:
-بقي حد ينفع يستقبل حد كده بردوا يا لطفي، نزل المسدس و روح أنت
ذهب السائق من المخزن، فضمت زينة ذراعيها الي صدرها قائله:
-فين بابا؟!
أبتعد كريم حيث كان يقف ليظهر كامل مقيد علي كرسي من الخشب و غائب عن الوعي، فتحدث كريم:
-عندك مانع يا تري لو أستنيناه لما يصحي علشان يكون الموضوع ممتع أكتر
أبتسمت زينة أبتسامة صفراء قائله:.

-هو فعلا هيكون ممتع و انا شايفة الدم بيخرج من كل حتة في جسمك
أخرجت مسدسها بسرعة و وجهته الي كريم الذي اخرج مسدسه في ذات اللحظة ليشهره في وجهها، فتحدث بإعجاب:
-بصراحة صدمتيني، مكنتش متخيل أنك معاكي مسدس يا زينة
سألته زينة بعد ان تجاهلت جملته الأخيره قائله:
-بصراحة نفسي أعرف ايه اللي حصل بالظبط؟ الحدوتة بتاعتك بدأت من أمتي و انتقامك بدأ من أمتي؟
أبتسم كريم بطريقة مريضة و تحدث:.

-و ماله مش هحرمك انك تعرفي كل حاجة قبل ما أصفيكي أنتي و أبوكي، تحبي أبدأ منين أه، يوم ما روحتي تشوفي صفقة المخدرات بتاعت خالد اللي طلعت أدوات طبية أيه رأيك؟!
1#
في الشارع
أقترب مجموعة من الرجال من زينة و بدأوا في ضربها بقوة بعصاهم، و عندما أنتهوا منها، غادروا الشارع متجهين سريعاً نحو سيارة كبيرة، و صعدوا علي متنها و أطلقت بسرعة، فتحدث أحدهم الي كريم الذي يجلس بجوار السائق قائلا:.

-كله تمام يا كريم باشا، البت بتطلع في الروح بس أتطمن مش هتموت
أبتسم كريم إبتسامة مريضة قائلا:
-عاش عليكم يا رجالة، قولتولها أنكم تبع خالد باشا
-حصل يا باشا
هز كريم رأسه في صمت و هو يتحدث في داخله:
-كده بدأناها، هخلص من خالد و أبعده عن ماما، و انتقم للي قتلوا بابا
نظرت زينة الي كريم بصدمة قائله:
-ايه يا أخي البجاحة دي، يعني انت السبب في ضربي و كمان أنت اللي كنت بتعالجني.

-أعذريني يا زوزة بس اللي يلعب لازم يلعب بذكاء
هزت زينة رأسها بسخرية نافية:
-بس صدقني أنت مفيش أغبي منك يا كريم يا دهشوري
-طب أيه رأيك نكمل للي حصل يوم عيد ميلادك الجميل اللي قضيناه في المستشفي؟
2#
أمسك كريم بساعته الثمينة ماركة روليكس و تحدث:
-فاكراني أهبل يا ماما أنتي و جوزك و مش عارف انك مركبين حاجة في الساعة، ده أنا أبن مصطفي الدهشوري.

أرتدي كريم ملابسه و ألتقط ساعته و ذهب نحو المتجر و قام ببيعها و قبض ثمنها، فتحدث:
- علي الأقل طلعت بحاجة مفيدة من الساعة دي
3#
في يوم عيد ميلاد زينة
أمسك برزمة من المال الذي باع به الساعة و غادر منزله متوجهاً نحو أحد محلات بيع الهواتف في التجمع و الذي يعرف صاحبه جيداً و تحدث:
-عايز OPPO F11 و عايز حاجة خاصة هتقبض عليها كتير
أبتسم صاحب المتجر بطمع قائلا:
-أنت تؤمرني يا كريم بيه.

-عايزك تركبلي فيه ميكروفون و جهاز GPS و تربطهم بتليفون تاني يكون HAWUWI Y7، مش عايز صاحب التليفون يعرف أنه متراقب خطوة بخطوة
-عيوني ليك يا كريم باشا
أخرج كريم رزمة المال من جيب بنطاله قائلا:
-و دي لفة ب 20 ألف، شوف الحاجة دي هتتكلف كام و الباقي حلال عليك
تعالت ضحكات زينة و ما زال سلاحها موجه نحو كريم قائله:.

-لا بصراحة شاطر عجبتني كنت بتراقب كل تحركاتي علشان تعرف ضربتك الجاية هتكون فين برافو يا كريم
-بس للاسف رجلك المكسورة و خطوبتك لمعتصم كانو وقت كبير جدا مكنش فيه أي جديد بالنسبالي، بس الجديد الحقيقي جه قريب جدا، يوم ما معتز جالي البيت بالغلط و قال أن ماما و خالد في الأقصر
4#
دلف غرفته ليرتدي ملابسه حتي يذهب مع زينة الي الأقصر، فتح الواتساب و أرسل رسالة صوتية الي خالد قائلا:.

-انا و زينة جايين ليك الأقصر كمان شوية، لو زينة مسكت حاجة علي أمي يا دهشوري هفصل رقبتك عن جسمك، فاهمني مش كده
أرتدي ملابسه و ذهب بسرعة الي زينة
أكمل كريم بإبتسامة واسعة و بفخر:
-لا و مش كده و بس، ده بعد ما جيتي لحد عندي تاني زي الهبلة و حكيتيلي علي اللي لاقيتيه هناك، كان لازم أعمل تصرف تاني مهم
5#.

أنتظر لتنتهي زينة من طعامها ثم أعطاها المنظار لتكمل عملها بين توجه الي الحمام المحلق بهذا المنزل المتهالك و أرسل رسالة أخري الي خالد قائلا:.

-زينة جاية النهاردة الفرح، و دخلت البيت و شافت الباب اللي في الأرض يا دهشوري، و فتحت الخزنة و صورت كل اللي فيها، عاوزك تتصرف في أسرع وقت فاهم، بدل ما تهديدي هيبقي حقيقة، أه صحيح حطت ليكم ميكروفون تتابعك منه انت و ماما، اوعي تقع في الكلام في البيت لا أنت ولا أمي
أنتهي من تسجيل الرسالة ثم كتب أسفلها أسمعها بره البيت
أبتسمت زينة بسخرية قائله:.

-و المرة الجاية لو حصل نصيب و نويت تنتقم من حد، أبقي وطي صوتك و انت في الحمام يا كيمو علشان ده اللي كشفك قدامي و بعتت كل الصور لزميلي في الجريدة
-لا بصراحة صدمتيني يا زينة، مكنتش متخيلك ذكية كده
-عايزة بس أعرف الست اللي أسمها عفاف دي كانت عارفاني من الأول ولا لأ
رفع كريم كتفيه قائلا:.

-أكيد كانت عرفاكي و علشان كده عزمتك علي العشا، اللي أكلناه و أتخطفنا بعدها، دي ست غلبانة عرف خالد يملي عنيها بالفلوس
6#
أقترب فواز من عفاف و تحدث:
-الباشا بيقولك راقبي البت دي كويس علشان هيبعت رجالة يخطفوها يومين كده و يسيبها
-أنا عزمتها النهاردة علي العشا علشان أوقعها في الكلام
أبتسم فواز بشر و تحدث:.

-حلو أوي، دلوقتي روحي علي أقرب صيدلية و جيبي منوم و حطيهولها في الأكل هي و الواد اللي معاها و أبقي اتصلي بيان و انا هكمل الباقي
وضع فواز يده في جيب جلبابه و أخرج رزمة من المال قائلا:
-الباشا وعدك هيغرقك فلوس و دي دفعة صغيرة كده علي الماشي
نظرت زينة بعدم فهم الي كريم و أردفت:
-بس أزاي خالد خطفك معايا و عرض حياتك للخطر كده؟

-خالد مخطفكيش ولا حاجة، انا اللي خطفتك يا زينة و عملت نفسي مخطوف معاكي علشان متشكيش في حاجة، و كنت حاطط علي جسمي كله كريم ميأثرش فيه أي حرق بسيط أو من الدرجة الأولي، و العلامات الحمرا اللي كانت في جسمي دي ميكب مش أكتر، ميكب أنا حطيته بعدما شميتي غاز مخدر في الغابة و أغمي عليكي
هز كريم رأسه بأسف قائلا:.

-مكنتش ناوي أن كل ده يحصل بسرعة كده كنت عايزة أجيب كل مصيبة لوحدها بس أهوه اللي حصل بقا معلش، خليت ممرضة تحطلك جهاز في مستشفي الأقصر و أول ما سمعت و انتي بتحكي لمعتصم كل حاجة مشيت بسرعة علشان أبدأ أنفذ كل اللي انا عايزه، ده طبعا بعد ما خليت معتز أخويا يكلم البوليس و يبلغ عن مكان جنات هانم و كامل بيه، و بعدين ميكانيكي شاطر بوظ فرامل عربية أخوكي و مراته اللي كان حكالي عنها كتير و اداني العنوان مرة علشان أروحله، و بصراحة كنت محتار جدا مع ريهام لأني معرفهاش كويس، بس لقيتها عاجبة معتز، و ده أخويا الصغير محبش أقوله علي حاجة لا، و دلوقتي جه دورك يا زينة و انتي بتشهدي علي لحظة موت باباكي.

تحدثت زينة بتهديد:
-انت عارف أنت لو لفيت ثانية واحدة بس هتلاقي رصاصة في نص دماغك
-يبقي أبعدك انتي الأول عن المسدس
أطلق رصاصة أبتعدت عنها زينة بسرعة قبل أن تستقر في ذراعها فتحدث كريم:
-كل ثانية بتبهريني أكتر من اللي قبلها يا زينة
هزت زينة رأسها بالنفي قائله:
-مش هموت يا كريم ولا بابا هيموت، حتي انت مش هتموت يا كريم، علي الأقل مش قبل ما تسمع الحقيقة كاملة
نظر لها كريم بإستغراب و أردف:
-حقيقة أيه؟

-حقيقة موت أبوك، و الحقيقة اللي بجد هي أن أبوك لسه عايش
نظر كريم لها بصدمة و أردف:
-نعم؟ لسه عايش إزاي؟!
-أنت مش ابن مصطفي يا كريم، انت و معتز ولاد خالد، ليه بقاا لأن أمك المصون خانت جوزها مع اخوه و كنت أنت النتيجة
صرخ بها كريم بحدة:
-أخرسي.

-لا مش هخرس و هتسمعني للأخر، أنت أبن خالد الدهشوري و داليدا هانم السويسي، و مصطفي الدهشوري مش أبوك و أن قاتل مصطفي مش أمي أبداً يا كريم، مصطفي بعت جواب تهديد لماما و راحتله البيت و لما حاول يعتدي عليها ضربته بالسكينة و في نفس اللحظة أتضربت رصاصة أتقتل بيها ابوك، و لو جينا للعقل و المنطق هنلاقي ان داليدا و خالد هو اللي قتلوا مصطفي لأن موت مصطفي يهمهم جداً علشان يكونوا مع بعض و كمان موته هيخلي داليدا عندها ثروة مش بتخلص و الثروة دي كلها طبعا هتكون من حق الطفل اللي في بطنها اللي هو انت و الحقيقي أنه أبن خالد مش أبن مصطفي.

أنزل كريم سلاحه و تحدث بضياع:
-أنتي كدابة، اكيد كدابة؟

-الورق و المستندات اللي انا صورتها راحت للبوليس امبارح يا كريم و قبضوا علي دليدا و هي بتسلم شحنة آثار و خالد هرب و دلوقتي هو و معتز أخوك البوليس بيدور عليهم، و انت كمان بيدوروا عليك لأن متقدم فيك بلاغين بخطفي و محاولة قتلي في الأقصر و بمحاولة قتل جاسر، و داليدا أضعف من أنها تستحمل قلم واحد بس و هتعترف بكل حاجة، بما فيه اللي حصل في الماضي، ماما مش هتتعدم و بابا هياخد حكم مع إيقاف التنفيذ و علفكرة ريهام في المستشفي و لسه عايشة هي و جاسر، يعني الوحيد اللي خسر في اللعبة دي يا ابن الدهشوري هو انت و اهلك، و لأول مرة في حياتي أصدق مقولة هذا الشبل من ذاك الأسد يا ابن خالد الدهشوري.

و في ثواني كانت الشرطة قد حاوطت المخزن من كل جانب و أقتربوا من كريم الذي فقد الإحساس بالعالم من حوله، سحبوا منه سلاحه و وضعوا الأصفاد في يده و أخذوه نحو سيارة الشرطة ثم خرج أثنان من العساكر و في يدهم معتز الذي وجدوه في غرفة وحدة التحكم..
ركضت زينة نحو كامل الذي لا يزال فاقد وعيه و أحتضنته بقوة قائله بفرحة عارمة:
-الحمدلله يا رب الحمدلله
أقترب منها معتصم فألقت بنفسها علي صدره بقوة قائله:.

-أخيراً خلصنا من الكابوس ده يا معتصم
نظر معتصم حوله فوجد المكان ملئ بالعساكر، فسحب زينة الي الغرفة التي وجدوا بها معتز و أغلق الباب خلفهما، فتحدثت زينة بتعجب:
-في أيه مالك؟
وضع معتصم يده علي خصرها و رفعها لتصبح في مستواه فأحاطت عنقه بكفيه و تحدث معتصم:
-عايز أعمل حاجة مش هينفع أعملها بره، أنا عارف أن المكان و الموقف غريب بس عايز أسرق أول بوسة يا حرمي المصون.

أبتسمت زينة بخجل فأقترب معتصم منها بشفتيه ليضع قبلة هادئة علي شفتيها سرعان ما أبتعدت زينة عنه بعدها، فنظر لها معتصم بتعجب قائلا:
-في أيه يا بنتي
وضعت زينة يدها علي شفتيها قائله:
-في ايه انت كهربتني؟
نظر لها معتصم بصدمة من جملتها ثم ألقي بها في الأرض و تركها و خرج من الغرفة، لتضحك زينة و تتألم في الوقت نفسه، فعاد إليها معتصم قائلا:
-يا تضحكي يا تقولي أه أنما الأتنين سوا مينفعوش.

مدت له يدها و أردفت:
-طب هات أيدك مش قادرة اقوم أقف، غالباً طاقتي خلصت في اليومين دول
تجاهل معتصم يدها الممدودة و حملها علي كتفه فتحدثت زينة:
-انت شايل شوال بطاطس يا ابني، يا حظابط رد عليّا ده انا حتي حرمك المصون
أستخدمت كفيها و ظهره و بدأت في التطبيل علي ظهره و هي تغني حتي وضعها في السيارة و أنطلق بها، فتحدثت:
-فين بابا؟
-الأسعاف خدته المستشفي
-و احنا رايحين فين؟

-هنحجز القاعة و فستان الفرح، علشان هنعمل فرحنا قريب أن شاء الله بعد ما اللي في المستشفي و السجن يخرجوا
-قاعة أيه دلوقتي و فستان أيه؟ انا عايزة أخد شاور أنت مش شايف منظري
قاطع حديثهما أرتفاع رنين هاتف معتصم فأجاب:
-ألوو يا فاروق عملتوا ايه؟، بجد! ده خبر حلو جدا، طب خدوا بالكم بقاا ليهرب و النبي احنا ما صدقنا لميناهم كلهم و مفاضلش حد، ماشي يا باشا و مبروك الترقية مقدماً مع السلامة.

أغلق الهاتف و نظر الي زينة بفرحة قائلا:
-قبضوا علي خالد
أطلقت زينة زغروطة طويلة تعبيراً عن فرحتها، فأمسكها معتصم من خصلاتها البرتقالية و قربها منه قائلا:
-يخربيتك بيئة بس بعشقك.

مرت ثلاثة أشهر حدث بهم الكثير، فأنقلب بها السحر علي الساحر، وعاد الحق الي أصحابه:.

أعترفت داليدا بكل ما حدث و كل الجرائم و الصفقات القذرة و الغير مشروعة التي أشتركت بها مع خالد، كما أعترفت بمشاركة أحمد و جلال السلاموني معهما في كل أعمالهم، و بعد القليل جداً من الضغط أعترفت بقتلها لزوجها السابق مصطفي الدهشوري، كما أرشدت الشرطة الي مكان الرسالة التي أرسلها مصطفي الي جنات فكانت بمثابة دليل قوي في صالح جنات، التي ذهبت الي المحكمة من جديد ليعاد الحكم من جديد و حصلت علي البراءة أخيراً من تهمة القتل..

أما خالد فقد رفض التحدث تماماً سوي امام محاميه و الذي رأي ضعف موقفه بسبب الأوراق و أمساكه متلبساً في جريمة تجارة الآثار و بيعها للأجانب، بالإضافة الي شهادة زوجته و شريكيه عليه، فلم يجد مفر من الأعتراف بكل ما حدث و قد أزدادت قذارته و هو يعترف علي طفليه بكل ما قاما به سواء مساعدة كريم له أو شراكة معتز له في كل أعماله غير المشروعة...

و قد تم تشكيل محاكمة أخري من أجل كامل و التي حكم فيها عليه بعشرة سنوات من السجن مع وقف التنفيذ نظراً الي سلوكه السليم الذي أستخدمه طوال السنوات الماضية هو و عائلته..

أصبحت حالة أميرة و خالد و طفلهما جيدة للغاية و لكن رفضت أميرة من جديد أن يعرف أي شخص عن زواجهما، فلقد أعادت التفكير طويلاً بعد الحادثة و طلبت اخذ المزيد من الوقت للتفكير، و تعهدا زينة و معتصم لها أن لا يخبرا اي شخص عن علاقتهما حتي تأذن هي بهذا..

في أحدي مستشفيات الأمراض النفسية و العقلية في المعادي
كان كريم يجلس في غرفته البيضاء ضاماً قدميه الي صدره في صمت تام، دلف طبيبه المعالج الي الغرفة و بعد دقائق من محاولة الحديث معه التي كانت فاشلة تماماً، خرج من الغرفة و أغلق خلفه الباب و نظر الي زينة و معتصم اللذان يقفان في أنتظاره، فتحدث الطبيب بأسف:
-للأسف لسه زي ما هو مفيش أي تقدم في حالته من لمَّا جه هنا.

صمت الطبيب لبعض الوقت قبل أن ينظر الي كريم مرة أخري بشفقة مكملاً حديثه:
-مش عارف واحد زيه يحمد ربنا أنه في وضعه ده يا إما كان زمانه في السجن بيقضي باقي عمره هناك ولا يخاف عليه لحالته النفسية دي تزيد و تطور و يحصل مضاعفات بشعة ليه
نظرت زينة الي معتصم ثم تمسكت بحقيبتها بقوة و عادت ببصرها نحو الطبيب قائله:
-ممكن أدخل أتكلم معاه شوية
أومأ الطبيب برأسه قائلا:.

-أيوه ممكن، بس يا ريت متطوليش أوي جوه و لو حصل أي حاجة يا ريت ترني الجرس اللي جنب السرير
هزت زينة رأسها بالإيجاب و تركتهم بالخارج، رحل الطبيب و ظل معتصم واقفاً علي الباب في مراقبتها، أقتربت زينة من فراش كريم و جلست امامه، و حاولت إخراج صوتها طبيعي و أردفت:
-أزيك يا كريم.

لم تجد رد من كريم الذي لم يلتفت لها من الأساس و كأنه لا يشعر بالعالم من حوله فتنهدت زينة و تحدثت علي أمل أن يستمع عقل كريم الباطن الي حديثها:
-أنت مكنتش تستاهل كل اللي حصل ده يا كريم، و محدش من أهلي أستاهل اللي أنت عملته فينا، كنت دكتور شاطر و قدامك الحياة طويلة أوي، مش قادرة أتخيل أنك هتفضل هنا علطول علي أمل أنك تخف، بس حتي لو ده حصل فأنت هترجع السجن.

مسحت دموعها التي هبطت و أبتسمت و هي تسرح بخيالها مردفة:
-كنت متخيلة أننا هنفضل صحاب و هقدر أقنع معتصم أنك شخص كويس، أنك هتلاقي بنت جميله و تتجوزها و نكون انا و هي صحاب و نبقي عيلة كبيرة أوي، أعتبرتك واحد مننا يا كريم، يا ريتك كنت سألت قبل ما تعمل كل اللي عملته ده، فاكر لمّا خبطتك في المستشفي تاني مرة و قولتلي في التأني السلامة، أنا لو كنت أعرف أنك هتعمل كده كنت قولتلك نفس الجملة.

مسح دموعها التي هبطت مرة أخري و تحدثت:
-خلاص مش هعيط تاني، انا هجيلك كل يوم لحد ما تخف ماشي، و هتنازل عن البلاغ اللي قدمته فيك أنا و جاسر و هحاول كمان في قضية خطف بابا و محاولة قتله، أنت هنا دلوقتي بسبب ضميرك اللي حبسك جوه دوامة الحاجات الغلط اللي عملتها، و لما تخرج من الدوامة دي مش هسمح انك تفضل تعاني تاني ماشي يا كريم
فتحت حقيبتها و أخرجت منها تفاحة حمراء، ثم فتحت يديه و وضعتها بداخلها قائله:.

-اخر مرة انت كلت التفاحة بتاعتي بعد ما حدفتك بيها، المرادي هديهالك أنا و يا رب تاكلها
أغلقت يده علي التفاحة، ثم وقفت و أتجهت نحو معتصم و تأبطت ذراعه مغادرين المستشفي، وقفا الأثنان أمام الباب الرئيسي للمستشفي و ظهورهم إليه، فنظر معتصم الي زينة و تحدث:
-فرحنا بكره و بصراحة مكنتش متخيل أن دي الحاجة المهمة أوي اللي كنتي عايزة تعمليها قبل الفرح
تنهدت زينة بقوة قبل أن تدير رأسها نحو معتصم و هي تقول:.

-حبيبي، كريم حد كويس حتي رغم اللي عمله، كان فاهم غلط و ده خلاه يتصرف بتهور، و مش هنفضل نحاسب الشخص علي الماضي علطول، لازم نعرف ان ممكن روح أي بني آدم تتجدد و تبقي روح نضيفة و صافية
-ممكن، يلا بقاا علشان طنط جنات موصياني مأخركيش بتقول عندكم تجهيزات كتيرة بكره
ثم غمز لها بعينه اليسري و هو يقول بوقاحة:
-تجهيزات ايه يا قلبي
وقفت زينة امامه و هي تضم يداها أمام صدرها قائلا بإشمئزاز:.

-تصدق يا معتصم بفكر أراجع نفسي في موضوع جوازي منك ده بسبب قلة أدبك
ألتفتت و هي تشير الي أحدي سيارات الأجرة قائله بصوت عالٍ:
-تاكسي
-خدي هنا يا مجنونة.

بعد 24 ساعة
في حديقة واسعة في المعادي الساعة الثالثة ظهراً.

دخلت زينة عبر بوابة من الزهور البيضاء و الوردية متأبطة ذراع معتصم و قد علت علي شفتيهما أبتسامة رائعة، ليبدأ التصفيق لهما بقوة و أرتفعت أصوات الأغاني، و يتقدم منهما عدة أشخاص للتهنئة و مدح فستان زفاف زينة الذي كان يستحق أن يوضع في متحف للنوادر من شدة جماله و الذي زاده جمالاً هي من ترتديه مع خصلاتها البرتقالية المصففة ببراعة و مكياجها الهادئ...

تجمع جميع الشباب من الحضور و بدأوا في الرقص حول العروسان اللذان بدآ في الرقص بحب و حماس و سعادة كبيرة فلقد أنتهت المشاكل أخيراً و اليوم هو زفافهم..
أرتفع صوت أغنية 3 دقات ثم الأغنية الأنجليزية Love me like you do و عدة أغاني أخري أشعلت فتيل الحماس بين الجميع، فبدأ جميع الشباب و الفتيات بالقفز أثناء الرقص بحماس..

و في اثناء كل هذا الحماس انكسر كعب حذاء ريهام التي كادت أن تسقط علي الأرض و لكن وجود عبدالله خلفها منعها من هذا، و عندما شعر بها تسقط علي صدره أمسكها بسرعة قبل أن يقع كلاهما، فأبتعدت ريهام بإحراج قائله:
-أنا أسفه جدا يا عبدالله
نظر لها عبدالله بقلق و وزع نظراته الي جسدها بأكمله قائلا:
-فيكي حاجة؟ أنتي كويسة!

أومأت برأسها بالإيجاب و هي تمسك بذراعه و تنحني لتخلع حذائها المكسور ثم وضعته أمام عينيه قائله:
-كعب جذمتي أتكسر، معلش بس تساعدني أوصل لترابيزة بابا و ماما
أومأ عبدالله رأسه بترحاب و إبتسامة ودودة قائلاً:
-يا سلام أنتي تؤمريني
أخذها عبدالله الي الطاولة الخاصة بوالداها اللذان وقفا بسرعة في قلق و أقترب كامل منها قائلا بقلق:
-مالك يا حبيبتي؟ أنتي كويسة؟!
أومأت ريهام بإبتسامة مطمئنة قائله:.

-أه يا حبيبي بس كعب جذمتي أتكسر
ثم ألتفتت الي عبدالله و أردف:
-ميرسي يا عبدالله تعبتك معايا
-مفيش تعب ولا حاجة، عن أذنكم
عاد عبدالله الي الرقص من جديد، بينما جلست ريهام علي الطاولة مع كامل و جنات، فأتصل كامل بشخص ما و بعد قليل من الحديث، نظر كامل الي ريهام و تحدث:
-حبيبتي أنتي مقاس رجلك 39 مظبوط؟
أومأت برأسها بتعجب قائله:
-أه يا بابا، أشمعني؟

لم يرد كامل عليها، فرفعت ريهام كتفيها بلامبالاة و تابعت الجميع مع أبتسامة جميلة تزين شفتيها، و بعد دقائق جاء رجل مع علبة شبه كبيرة و وضعها علي الطاولة قائلا:
-تؤمرني بحاجة تانية يا أستاذ كامل
هز كامل رأسه نافياً:
-لا شكرا ليك أتفضل أنت
ذهب الرجل، فنظر كامل الي ريهام و تحدث:
-ألبسي الشوز ده و روحي كملي رقص مش هتفضلي قاعدة كده ساكتة في فرح البت زينة، قومي متسيبيش أختك لوحدها.

أتسعت إبتسامة ريهام التي أرتدت الحذاء في سرعة ثم أتجهت نحو كامل و جنات و وضعت قبلة طويلة علي خديهما ثم تركتهما و ركضت لتكمل رقص، فنظر لها عبدالله بإبتسامة:
-يعني رجعتي بسرعة؟
أشارت الي حذائها الجديد و أردفت بصوت مرتفع حتي يتمكن من سماعه:
-بابا جابلي شوز تاني.

دخل جاسر الي الحفل متأخراً و هو يحمل أميرة بين يديه و التي تحاول التخلص منه و الهروب من هذا المكان، فتحدث جاسر:
-و لا كلمة هيعرفوا أني متجوز يعني هيعرفوا، مش معقول مش هتحضري فرح زينة يعني و انتي هتنشلي و تروحيه
حاولت أميرة أن تهدأ من أعصابها و تحدثت:
-جاسر، أنا مش مستعدة دلوقتي أن حد يعرفني، ده فرح اختك بلاش نبوظه علشان خاطري
-أنا بحب أبوظه.

تقدم بها نحو والديه و ما زالت تحرك قدميها و يديها في محاولاتها البائسة للتخلص منه، ثم وصل جاسر الي خلف طاولة والديه و كاد أن ينادي عليهما فوضعت أميرة يدها علي شفتيه قائله بخفوت:
-حبيبي أعقل و يلا نمشي قبل ما حد يشوفنا، عماد في البيت أزاي طاوعتك و سبته مع الست الغريبة اللي أنت جبتها دي
أبعد جاسر يديها عنه و تحدث:.

-دي مربية أطفال و دي شغلتها فهي مش غريبة أبداً، و جايبها تساعدك مع البيبي بما أنك لوحدك
ثم صرخ بقوة و هو ينظر الي كامل قائلا:
-بابا.

وضعت أميرة يدها علي شفتيه من جديد و قد فتحت عينيها علي مصرعيهما بصدمة من خداعه لها، بينما ألتفت كامل ليجد أميرة بين يدي جاسر و كذلك ألتفتت جنات، فأبعد جاسر يدها عن وجهه ثم أنزلها الي الأرض امام والديه، فتمسكت بقوة بقميصه بخوف و قلبها يدق بطريقة مرعبة، فأبتسم كامل و أقترب منها قائلا:
-كل ده علشان تقابلينا يا ست أميرة
نظر كلاً من أميرة و جاسر الي كامل ببلاهه، فتحدثت أميرة بتلعثم:.

-حضرتك، حضرتك عارف
أقتربت جنات منهم فوضع كامل ذراعه علي كتفها و تحدثت جنات:
-امال يعني فاكرانا مش عارفين أن جاسر متجوز، ده أبننا
أقتربت زينة و معتصم منهما و تحدثت زينة بإحراج:
-سوري يا ميرو بس وقعت بلساني قدامهم.

بعد مرور ساعة
بدأت أميرة تعتاد الجو بين الجميع و وقفت لترقص مع جاسر بين الجميع، تحتضنه بقوة تارة و تضع قبلة علي خده تارة أخري..
أنخفض صوت الأغاني قليلاً ليتحدث منظم الحفل قائلا:
-يا ريت كل الكابلز يقربوا علي الأستيدج، الأستاذ كامل السعيد مقدم أغنية مخصوص لمدام جنات و حابب أن كل الكابلز يشاركوه فيها.

أرتفعت موسيقي أغنية هو الحب لأدهم نابلسي، ثم وقف كامل و هو يغلق زر حلته السوداء ثم مد كفه الي جنات و أردف بحب:
-تسمحيلي بالرقصة دي مدام جنات السعيد.

أبتسمت جنات بحب و إحراج و وضعت يدها في يده ليقترب كامل بها في منتصف الحديقة و بدأ معها في الرقصة و أقترب منهم الكثير من الأزواج منهم زينة و معتصم بالإضافة الي جاسر و أميرة، بدأ الجميع في الرقص بسعادة و أصبح المكان يشع بالحب و السعادة فقط، فكان مثل إعصار من الطاقة الإيجابية قد أحتل المكان فترك أثراً طيباً في نفوس كل من في الحفل..
أنتهت الأغنية ليتحدث منظم الحفل مرة أخري بطريقة مرحة و لطيفة:.

-و دلوقتي جه معادنا مع بوكيه العروسة، يا ريت كل البنات السناجل يقفوا وراها، علشان نشوف مين جوليت اللي عليها الدور في الحب بعدها.

أقتربت جميع الفتيات من ساحة الرقص و وقفن أمام زينة التي أعطتهم ظهرها و كذلك معتصم، ثم بدأت في العد من واحد الي ثلاثة، ثم ألقت بباقة الزهور الي الخلف لتسقط بين يدي عبدالله الذي كان يقف بعيداً و الذي سيطر عليه الذهول مما حدث، فنظر حوله بإحراج بينما ألتفتت زينة و معتصم و نظرا الي عبدالله و تعالت أصوات الضحك من حوله، بينما نظر هو الي الأرض بإحراج و ما زال ممسكاً بباقة الزهور، لتقترب منه ريهام بمرح و سحبت منه الباقة قائله:.

-شكلك مش عايزها و مش ناوي علي جواز، بس هي شكلها حلو فأنا هسرقها منك، مبروك عليك يا روميو
بينما تحدث منظم الحفل في الميكروفون:
-واضح أن العروسة أختارت روميو بدل جوليت
و خلال ثواني أنقلب الحفل رأساً علي عقب بعد أن سقط من السماء جثمان لأمرأة ميتة بصورة بشعة و يظهر أنها قد توفقت من مدة ليست بقصيرة، أنتشرت رائحتها العفنة في المكان و تراجع الجميع في ذعر، فنظرت زينة الي معتصم و أردفت:.

-أوعي تقول أن السما بقت بتمطر جثث
هز رأسها بالنفي قائلا:
-لا غالباً حظنا هو اللي بيمطر نحس
نظر معتصم الي عبدالله الذي أقترب هو الأخر من الجثمان و تحدث:
-اتصل بالبوليس يا عبدالله، و كلم منظم الحفلة يقفلها علي كده و يعتذر للكل
أومأ عبدالله برأسه و أبتعد عن الجثمان، فنظر معتصم الي الجثة بإشمئزاز قائلا:
-شكلي هأجل شهر العسل شوية يا حبيبتي، لازم أحقق في الموضوع ده و أعرف حصل كده ليه.

أنحنت زينة و جلست القرفصاء أمام الجثمان و هي تنظر الي صدرها و التي تظهر عليه سلسلة من الذهب، و تحدث بذعر:
-ده مش أحتمال ده أكيد، أنا كمان ورايا تحقيق
عادت بنظرها نحو معتصم و تحدثت:
-لإني عارفة الست دي، دي طنط أسمهان أم صلاح اللي كريم أشتري منها الشقة.



look/images/icons/i1.gif رواية عاشقي المخاطر
  12-12-2021 07:41 صباحاً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية عاشقي المخاطر للكاتبة حنين محمد الفصل العاشر

في الساحل الشمالي
أستيقظ معتصم من نومه بكسل، أعتدل علي فراشه و هو ينظر حوله و أخذ يمرر أنامله بين خصلاته حتى وقع نظره على الصهباء ذات الشعر البرتقالي تجلس على الأرجوحة في الشرفة، تحيط كتفيها بشال من القطن باللون الأزرق، و على قدميها حاسوبها المتنقل و بجوارها طاولة زجاجية شفافة و عليها كوب من عصير البرتقال الذي تعشقه..

أبتسم بحب و هو يقف عن فراشه و يتجه نحوها، فتح باب الشرفة الزجاجي و أستند عليه قائلا:
-منمتيش ليه لحد دلوقتي؟!
وجهت نظرها إليه بإبتسامة جميلة و أردفت:
-مجاليش نوم قولت أقوم أكتب شوية، تعالي قرب
أقترب معتصم نحوها و دخل الي الأرجوحة الكبيرة و جلس علي الوسائد خلف زينة و ضمها بقوة الي صدره، و تحدث:
-طب مصحتنيش ليه أقعد معاكي
أمسكت بكوب البرتقال و أجابته:.

-كنا بنتفسح طول اليوم يا حبيبي قولت أسيبك ترتاح شوية، و كمان بكره هيكون فيه حفلة كبيرة في الفندق لازم تنام فيها كويس علشان تعرف تسهر
أرتشفت القليل من البرتقال ثم مدت الكوب إليه، فهز رأسه نافياً و تحدث:
-كمليها أنتي مش عايز يا برتقالتي
أبتسمت و أنفلتت من بين شفتيها ضحكة خفيفة و تحدثت:
-من لمَّا بدأنا شهر العسل و انت مش بتبطل تقولي يا برتقالتي ليه مش علشان شبهها يعني.

أحاط معدتها بذراعيه و وضع رأسه علي كتفها و تحدث بسخرية:
-أه شهر العسل اللي مكنتيش عايزة تروحيه غير بعد ما أستاذ عادل وعدك أنه هيسلم التحقيق لمنير لحد ما ترجعي و تستلميه منه.

-يعني من أمتي و الجو بيمطر جثث في أفراح الناس يا حبيبي، و بعدين أسمهان واضح أنها كانت مقتولة من فترة طويلة و لسه متحللتش مش عارفة إزاي، و طالما وقعت في الفرح يبقي فيه حد عاوزنا ندور ورا اللي حصل، و انا أكتر واحدة تقدر توصل لأصل التحقيق ده لإني عارفاها هي و أبنها
ألتفتت إليه برأسها و أكملت هي الأخري بسخرية:.

-و بعدين ما تشوف نفسك، مش أنت مرضتش تسافر بردوا غير لما خليت اللوا مجاهد يوعدك أنك هتستلم التحقيق من عبدالله لمّا ترجع
نظر معتصم بإستسلام الي شاشة الحاسوب و تحدث:
-انا برفع الراية البيضا في الكلام معاكي، وريني بقا بتكتبي أيه؟!
أغلقت زينة شاشة حاسوبها بسرعة و تحدثت:
-لمّا تخلص أحنا قولنا أيه
-هقرأ أخر جملة بس و الله لفتت نظري، أخر واحدة بس
أبتعدت عنه و أعتدلت لتجلس في مقابلة و هي تمد يدها قائله:.

-المقابل!
أمسكها معتصم بقوة من ذراعيها و قربها إليه و هو يضع قبلة قوية علي خدها الأيمن مردفاً:
- حلوه دي
ضحكت بخفوت و هي تعطيه حاسوبها و تحدثت:
-حلوه أمسك، أقرأ علي ما أدخل اجيبك جاكيت يدفيك الجو برد
هبطت من الأرجوحة و أرتدت حذائها المنزلي و هي تلف شالها جيداً حولها و ذهبت لتحضر له معطف ثقيل، بينما فتح هو حاسوبها من جديد و هو يقرأ جملتها الأخير:.

لقد خُلقنا أنصاف أرواح غير مكتملين، و خُلقت أنصافنا الآخري داخل شركاء حياتنا التي قدّر الله وجودهم معنا، فمن أبتعد عن الحب و خشي جرحه فلم يجد النصف الآخر من روحه بعد، السعادة التي تغمر القلب و الحزن الذي يفطره يكملان الحب سوياً، فالخوف من أحدهما يعرضنا الي خسارة الآخر، الحب كالحياة تماماً يمرّ عليه لحظات السعادة و الحزن، الأمان و الخوف، الحب أبيض و أسود، و إن أختفي أحدهما فهذا ليس بحب بل مثالية، و المثالية لا وجود لها علي أرض الواقع .

أبتسم معتصم و هو يقرأ تلك الكلمات، فكتب أسفلها:
أكتشفت مؤخراً أن الحب يتمثل في هيئة إنسان، يحتل مشاعرك فتتلون بمشاعره، إذا حزن أختنقت، و إذا فرح حلّقت، إنسان يشاركك و تشاركه كل معاني الحياة تحت مسمي الحب .

أبتسم و هو يلقي نظرة أخيرة علي ما كتبه ثم حفظ الملف و أغلق الحاسوب، فجاءت زينة مع جاكيت أرتداه معتصم، ثم صعدت الي الأرجوحة و جلست بجانبه فضمها هو بذراعيه، نام الأثنان بداخل الأرجوحة و هما ينظران الي القمر و النجوم و أستمر معتصم في تمرير أنامله بين خصلاتها لتهدأ زينة بين يديه و تنام فيرتاح بدنها، و قد تحقق ما أراده و بعد دقائق كانت قد ذهبت في نوم عميق، أمسك بالغطاء الموجود في الأرجوحة أسفل قدم زينة و وضعه عليهما و نام هو الآخر بإرتياح، حبيبته بجانبه ماذا قد يحتاج أكثر!

في السابعة صباحاً
في المقطم
جلست ريهام تحتسي كوب من الشاي الساخن و أمامها عبدالله يشرب كوب من القهوة، فتحدث:
- بصي يا ريهام، الموضوع بخصوص معتز الدهشوري
تقلصت ملامح وجه ريهام و شحبت بشرتها فوضعت كأس الشاي علي الطاولة و أكمل عبدالله:.

- طلب يقابل معتصم و لمّا عرف أنه مسافر طلب يقابلني انا، فروحت ليه، و قالي أقولك أنه أتنازل عن شركة الأنتاج لغريب مدير أعماله و بالتالي الفيلم بتاعك هيكمل و هينزل عادي جداً
نظرت له ريهام بتلعثم:
- أشمعني أنت!
- لأنه عرف أن أنا الظابط اللي راحلك بعد اللي هو عمله
وقفت ريهام و أمسكت بحقيبتها بتوتر و هي تقول:
- انا لازم أمشي
وقف عبدالله هو الأخر و تحدث بأسف:.

- أنا اسف اني جبتك الصبح بدري كده علشان الموضوع ده، بس انا فعلا عايز أتكلم معاكي بخصوص اللي قاله معتز
ضغطت ريهام علي أسنانها بغضب و دموع تخشي هبوطها و أردفت:
- مفيش أي سبب يخليني أسمع كلمه زيادة عن حيوان زي ده يا عبدالله
- طيب لو سمحتي أقعدي بس خلينا نتكلم، بعد أذنك
جلست ريهام من جديد و جلس عبدالله هو الأخر و تحدث:.

- ريهام، انا و انتي تقريباً الفترة اللي فاتت كنا شبه مقربين يعني بقينا معرفة زي ما بيقولوا و عندي ليكي نصيحة بس أتمني تسمعيها، معتز مقدملك عرض حلو هيفيدك في المستقبل، هيخليكي تبدأي حياتك العملية بجد، عارف أنك مش عايزة أي حاجة ليها علاقة بيه، بس أنتي أشتغلتي في الأصل مع غريب اللي هو أصلا بيدير كل حاجة يعني معتز كان مجرد فلوس بس في شركة الأنتاج دي.

-و ده سبب أكبر أني أرفض، لأن الفلوس دي حرام يا عبدالله و انا مش هبدأ مشواري بالحرام مع واحد زي ده
هز عبدالله رأسه نافياً و تحدث:.

- مش حرام يا ريهام، معتز قالي أن كل الفلوس دي من تعبه هو كدكتور و شغله في شركة والده الحقيقية، يعني مش من أعضاء ولا مخدرات ولا أي حاجة وحشة، مسألتيش نفسك هو ليه عمل شركة أنتاج؟!، ده لأنه كان حلمه يكون منتج بس والده طبعاً رفض و دخله طب زي ما أنتي عارفة، فمعتز بكل الفلوس اللي كان بيجيبها من شغله الحلال كدكتور و كرجل أعمال و عمل بيها شركة الأنتاج دي.

- بردوا لا، هو فاكر أن الفيلم هو اللي هيعوض اللي حصل و هو الإعتذار المناسب للي هو عمله، عبدالله، معتز دمرني، دمر حياتي كلها، حرمني من أني أفرح زي كل البنات، هز ثقتي في نفسي و دمر كل أحلامي اللي كنت رسماها لمستقبلي، أنا مش فولاذ زي زينة لو فضل يكسر فيها مش هيعرف، أنا إزاز يا عبدالله و ده عيبي الخبطة دي كانت بتوجع أوي، ضربني في الصميم زي ما بيقولوا، أتكسرت و بقيت حتت صغيرة مستحيل ترجع زي ما كان مهما حصل، أنا مش عاوزة الفيلم، أتنازلت عن حلمي كمخرجة و اتنازلت عن باقي حياتي كلها و مبقتش عاوزة حاجة غير إني أعيش في هدوء.

أرتشف عبدالله القليل من قهوتة و تحدث:
- مكنتش أعرف انك كده يا ريهام، كنت فاكرك نفس البنت القوية و الجريئة اللي في المستشفي صممت تعمل بلاغ بإغتصابها و مخافتش حد، كنتي عايزة تاخدي حقك
تكونت الدموع في عينيها و تحدث بصوت متحشرج:
- و أخدته، و معتز محبوس في السجن لباقي حياته، قصاد إني اخد حقي أتنازلت عن كتير أوي، و منهم شغلي و مسقبلي سواء المهني أو الأجتماعي.

- ريهام، أنا كلمت غريب و هو هيخلص الفيلم تماماً و مصمم أنه ينزل، و قال أنه هيفضل عنده لحد ما أنتي توافقي، و متنسيش ان كل ما الفيلم أتأجل هو هيخسر أكتر بس هو مهتمش لده أبداً و لسه علي قراره وقت ما تحبي يعلن إعلان الفيلم و ينزله في السينمات هو مستعد يعمل كده حتي لو بعد سنين، و شاهد أنك أكتر مخرجة شاطرة هو أشتغل معاها و مش عاوز يخسر الشغل معاكي لأي سبب، لمّا تحسي أنك محتاجة ترجعي لحياتك الطبيعية تاني كلميه.

هزت ريهام رأسها نافية بيأس و هي تقول:
- معتقدش يا عبدالله، بس شكراً علي تعبك معايا، وعلي الشاي كمان
أبتسم عبدالله بود و وقف هو و ريهام للذهاب بعد أن وضع المال علي الطاولة، فتحدث:
- تحبي أوصلك
- لا شكراً انا عايزة أتمشي شوية
- ماشي، خدي بالك من نفسك و لو فيه حاجة كلميني.

في الساحل الشمالي الساعة العاشرة مساءاً
تقدم معتصم الي حفل رأس السنة مع زينة التي تتأبط ذراعه و قدم بطاقات الحفل الي الحراس، فأشار لهم الحارس بالدخول بإبتسامة لطيفة، دخل الإثنان الي الحفل الذي كانت الأضواء فيه تشع مثل بريق الألماس، و الطاولات مرتبة و في غاية الجمال، بالإضافة الي ساحة الرقص كانت كبيرة و دائرية، و تهبط الستائر من السقف العالي ببراعة في منظر خلاب..
أقتربت زينة من معتصم و همست:.

- حاسة إني أميرة في فيلم ديزني من شكل الحفلة، حلوه أوي
أمسك معتصم بكفها و قبله بحب و أردف:
- أنتي أحلي من أميرات ديزني و تستاهلي حفلة أحسن من دي كمان، و أنتي فعلا برينسس الحفلة دي، مشوفتش فيها أجمل منك، مش شايف غيرك أصلا.

أخفضت زينة عينيها بخجل، فسحبها معتصم الي ساحة الرقص و بدأ الأثنان في الرقص بهدوء، و زينة تتنقل بين ذراعيه كالحورية و يتطاير حولها فستانها الطويل باللون الأحمر من خامة الحرير و بدأ الجميع بالنظر الي هذا الثنائي المذهل و أبتعد كل الراقصين عن ساحة الرقص سامحين لزينة و معتصم بإحتلالها برقصتهم الخلابة..

أما العاشقان فلم يشعرا بوجود أحد بجوارهم، كانا في عالم أخر أقرب للخيال، عالم صنعه الإثنان من حبهما، بدأت تلتف زينة حول نفسها و هي تمسك بيد معتصم فوق رأسها، و سرعان ما سحبها من خصرها لتلتصق به، فوضعت زينة يدها علي كتفه و تحرك كلاهما عدة خطوات الي الأمام ثم الي الخلف و عادت لتدور زينة مرة أخري، ثم أقتربت من جديد من معتصم الذي شبك أصابعهما ثم لف ذراعيه لتصبح زينة أسيرة ذراعيه و يقابل ظهرها صدره، و بدأ الأثنان في التمايل، ثم أطلقها معتصم بعيداً و سرعان ما سحبها من جديد لتقترب منه و يرفعها من خصرها و يمسك بقدمها اليسري لتحيط بجانبه الأيمن و دار حول نفسه و هي بين يديه كفراشة تتلاصق أنوفهم، ثم هبطت من جديد علي قديمها لتلتف حول نفسها ثلاثة مرات قبل أن يسحبها معتصم من جديد لتنحني بنصفها العلوي علي ذراعه اليمني و ينحني هو الآخر بجذعه عليها و هو يبتسم إبتسامة جميلة تذهب بعقل زينة و قلبها، و سرعان ما وضع قبلة صغيرة علي أرنبة أنفسها قبل أن يعتدل الإثنان..

نظرت زينة حولها بخجل من نظرات الناس و التصفيق الذي بدأ، فأمسك معتصم بكفها و وضعه في ذراعه و أتجه به نحو طاولة فارغة و جلس الأثنان عليها، فأقتربت زينة من معتصم و همست:
- مكنتش أعرف أن تدريب رقص شهرين كاملين مع مستر مراد و مدام جوري هيكون حلو للدرجادي
نظر في عينيها و هو يستند بذراعيه علي الطاولة و تحدث بتلقائيه:
-و الله ما فيه أحلي منك
أقتربت زينة و أخذت تداعب ربطة عنقة ببراءة قائله:.

-أوعي يا حبيبي يكون الدلع ده في الأول بس علشان في شهر العسل
ثم شدت ربطة عنقة بعنف قائله:
- علشان ده لو حصل هخلي الجرافات ده حبل مشنقة ماشي
نظر لها معتصم بإستنكار من مقاطعتها لتلك اللحظة التي كانا يعيشنها بعنفها هذا فتحدث بغيظ:
- ما تاخديلك قلمين أحسن يا زينة
عادت الي رقتها و هدوئها و هي ترتب ربطة عنقه و هي تقول:
- انا قولت أحذرك بس يا حبيبي.

أقترب أحد الحراس منهما و تحدث برسمية و هو يمد يده بظرف أبيض اللون قائلا:
- الظرف ده جاي لحضرتك و للمدام
سحبه معتصم منه بتعجب و سأله:
- مين اللي جابه؟
- معنديش علم يا أستاذ معتصم، عن أذنك
ذهب الحارس، فنظر معتصم الي زينة و تحدث بحيرة:
- نفتحه ولا نستني لما نكون لوحدنا
- لا أفتحه طالما اللي كتبه بعته دلوقتي يبقي فيه حاجة مهمة بخصوص الحفلة.

فتح معتصم الظرف و أقتربت منه زينة و هو يفتح الورقة المطوية و بدأ كلاهما بالقراءة:
-الترابيزة اللي أنتو قاعدين عليها فيه تحتها شنطة فيها ورق هيهمكم، و النور اللي حواليكم ميخرجش من لمبة مهما كانت قوتها
أنتهي الظرف بتوقيع صغير في أسفله بأسم مجهول ، نظر معتصم الي زينة بعدم فهم و لكن هبطت زينة الي الأرض و تحدثت بصوت طبيعي قائله:
- حبيبي، رباط جذمتك مفكوك.

وضعت زينة يدها أسفل الطاولة فوجدت الحقيبة، سحبتها الي الخارج و هي تمسك بحذاء معتصم و تفك عقدته ثم ربطتها من جديد و وقفت و هي تعطيه قبلة صغيرة علي خده الأيسر قائله بصوت هامس:
- الشنطة تحت لو مديت أيدك هتوصل ليها
جلست زينة بجانبها فأقترب معتصم بيده من خصلاتها ليرتبها و تحدث بصوت هادئ:
- حطي الشنطة تحت الفستان و أمسكيه لأنه طويل و قومي.

أمسك معتصم بالحقيبة و ناولها إياها من أسفل الطاولة ففعلت هي مثلما قال، ثم أردفت:
- أنا هروح التواليت
وقفت معتصم و وقفت هي الأخري و هي تمسك بفستانها و ترفعه الي أعلي قليلاً ليبدو الموقف بأكمله طبيعياً و سحب معتصم حقيبة يدها الصغيرة قائلا:
- تعالي يلا
ذهب الإثنان سوياً نحو الحمام و وقف معتصم امام الباب قائلا بصوت هامس:.

- أي حاجة في الشنطة تقدري تحطيها في شنطتك حطيها و الباقي بصي عليه و شوفي فيه أيه أو صوريه بالموبايل، و تسيبي الشنطة جوه الحمامات مفيهاش كاميرات
أبتسمت زينة و تحدثت بعد أن رأت سيدة مقبلة نحو الحمام قائله:
- أوكي يا حبيبي مش هتأخر.

تركت زينة معتصم في الخارج و دلفت الي الحمام ثم الي احدي غرفه الداخلية، و أغلقت الباب بإحكام و أغلقت غطاء الحمام و وضعت عليه الحقيبة و فتحتها لتجد أوراق كثيرة بداخله، وضعتها كلها بداخل حقيبتها بإحكام، ثم فتشت الحقيبة من جديد لتجد كارت شخصي لرجل أعمال، حاولت أن تتذكره و لكن لم تتمكن فوضعته في حقيبتها، ثم خرجت الي المرايا و غسلت يديها و أخرجت أحمر الشفاة من حقيبتها لتضع طبقة اخري تعدل شفتيها أمام السيدتان بجوارها، ثم خرجت من الحمام و نظرت الي معتصم و تأبطت ذراعه و ذهب الأثنان الي الخارج فقابلهما أحد الحراس قائلا:.

- خير يا فندم في حاجة؟!
تحدث معتصم بإبتسامة جميلة و أردف:
- أه المدام بس مش عارفة تتحرك في الفستان و هتروح تغيره
أعطاه الحارس بطاقتين و أردف بإبتسامة:
- تمام يا فندم، أتفضلوا و دول علشان الدخول مرة تانية.

ألتقطهم معتصم منه و شكره و غادر المكان بصحبة زينة، دخلا الي المصعد و ضغط معتصم علي الطابق السابع و هو يلاحظ الكاميرا التي توضع أعلي لوحة الأرقام فأعطاها ظهره و هو يقف أمام زينة و هو يعدل من خصلاتها و تحدث:
- عملتي أيه؟!
- كانت كلها أوراق حطتها في الشنطة و فيه كارت لرجل أعمال أسمه حمدي الصمدي لما نطلع أوضتنا هنشوف هو مين و أيه علاقته بالأوراق دي.

توقف المصعد و صعد معهما رجل، فأبتسم معتصم و هو يلف ذراعه حول زينة و يضع يده الأخري في جيب بنطاله، حتي وصل الأثنان الي الطابق السابع، فخرج معتصم مع زينة متجهين نحو غرفتهم..
مرت دقائق و كانت زينة تجلس علي الفراش و الورق يحيطها من كل جانب و تمسك بحاسوبها، بينما يقف معتصم أمام الفراش و هو يدقق النظر في ورقتين بين كفيه، فتنهد معتصم مردفاً:.

- بردوا مش فاهم مين حمدي ده، و مالها شركة الحراسة اللي عملها؟! و ايه كل أوراق التعيين دي
تحدثت زينة بعملية بحتة:.

- الفندق ده صاحبه أسمه جلال الدين نصر و تقريباً معندوش أي أملاك تانية غير الفندق و فيلا جنبه مع أن عنده ثروة ضخمة جداً و مش متجوز، و المدير بتاع الفندق هو معتز جلال الدين نصر، أبنه بالتبني و كتبه علي أسمه عنده 35 سنة درس إدراة أعمال في أسبانيا و رجع من 5 سنين بعد ما صفي كل شغله في أسبانيا
هزت حاجبها و قلبت شفتيها بسخرية:
- بدأت أقلق من أي حد أسمه معتز.

أمسك معتصم بالظرف من جديد و هو يقرأ الرسالة للمرة العاشرة تقريباً، و سرعان ما ضم حاجبيه و ألتقط هاتفه و بعد دقيقتان نظر الي زينة و تحدث:
-زوزو حبيبتي، أعتقد ممكن شهر العسل يتأجل كام ساعة علي ما نشوف الكارثة اللي حد حطنا فيها دي
نظرت له بعدم فهم و تحدثت:
-هو أنت فهمت حاجة لحد دلوقتي؟!

-اه فهمت تقريباً النص التاني من الرسالة، النور مش مجرد إضاءة عادية، دي لمبات جواها ألماس و بكميات تغطي علي جمالك اللي بعشقه يا قلبي
أعادت زينة نظرها الي حاسوبها بحيرة و تحدثت:
- و هنتأكد إزاي من اللي أنت بتقوله ده، أعتقد لازم نبلغ البوليس و نديله الورق ده
هز معتصم رأسه نافياً و تحدث:.

- اللي بعت لينا الورق ده كان ممكن يبعته للبوليس بس ده محصلش، يبقي بعته لينا لسبب، الورق ده مش هيدين حمدي الصمدي ده و وراه قصة كبيرة جداً، اما الألماس فهيعمل ضجة كبيرة جداً و محدش هيعرف يوصل للشخص الحقيقي صاحب الألماس، فيه صاحب فندق و مديره و منظم الحفلة و الراجل اللي أشتروا منه النجف و اللمبات اللي عاملة الإضاءة دي، العمال اللي كانو بيرفعوا النجف، و اللي كانو بيعاينو النجفة قبل ما تترفع علشان يتأكدوا أن رفعها مش هيضر حد من الضيوف، فيه عدد لا نهائي من الناس اللي هيعتبروا متهمين و ده هيقفل القضية علطول لأن مفيش دليل واحد ضد أي حد و البوليس هيتحفظ علي الألماس بس.

نظر معتصم الي زينة بعد أن خطرت بباله فكرة و تحدث:
- الحفلة اللي فاتت بتاعت أول أمبارح الإضاءة فيها كانت طبيعية و بعد ما خلصت الحفلة و احنا بنتمشي لقينا العمال بينزلوا النجف كله و بيتحط في عربيات و معرفش بيروح فين بس بيتقل من الفندق غالباً لمخزن بيحتفظوا بيهم فيه لحد ما يحتاجوهم تاني.

دخلت زينة الي الصفحة الرئيسية للفندق علي الفيس بوك، فوجدت أول منشور في وجهها هو مشاركة لحفلة عيد رأس السنة الماضي، دققت النظر بها و أبتسمت قائله:
- في حفلة رأس السنة بتاعت السنة اللي فاتت كان نفس النجف متعلق في السقف، يعني ثابت بإختلاف الديكورات، و واضح من التصوير إن الإضاءة شبه عالية، يعني يا إما النجف ده إضاءته مميزة جداً، يا إما فيه حاجة معينة بتحصل مرة كل سنة في يوم الكريسماس.

مد معتصم يده أمام زينة قائلا بإبتسامة سخرية تزين شفتيه و طريقة مسرحية:
- مدام زينة، أعتقد أن صورة سيلفي في الحفلة الجميلة دي هتكون توثيق حلو جدا للذكري الجميلة دي
أبتسم زينة بحماس بعد أن فهمت مقصده و وقفت سريعاً و هي تمسك بيده و تحدثت:
- خمس دقايق بس و هكون قدامك.

دلفت زينة الي غرفة تغيير الملابس و لم يمضي خمس دقائق حتي خرجت مجدداً بفستان باللون الذهبي طويل نسبياً، ثم وقفت امام المرآة لتزيل كل المشابك في شعرها ليهبط علي ظهرها ثم مسحت أحمر الشفاة لتضع أخر باللون القرمزي الغامق، قبل أن تقترب من معتصم و تتأبط ذراعه مستعدين الي النزول مجدداً الي الحفل بعد أن وضع معتصم كل الأوراق في خزنته في الغرفة، سحبت زينة حقيبة صغيرة في يدها باللون البنفسجي...

مرت ثواني قبل أن يتواجد كلاهما أمام الحارس من جديد الذي أخذ منهم الكروت فدخلا الأثنان و جلسا علي طاولتهما، و أمسكت زينة بهاتفها و وضعته أمام وجهها هي و معتصم و ألتقطت عدة صور بأكثر من وضعية، ثم نظرت الي الصور بإبتسامة جميلة و هي تتحدث:
- أعتقد حتي بعد الإيدت إضاءة الصور نفس اللي في صور الفيس
أخرج معتصم هاتفه و تحدث:.

- بس يا تري صور النجفة الجميلة دي بنوع اللمبات اللي فيها هتكون نفس الإضاءة و لا أخف
مرت دقائق و هو ينظر الي الكثير من الصور و يقرأ الكثير من الكلمات حتي وصل الي مراده و تحدث بإبتسامة سخرية:
- شكل مصنع اللمبات ده لازم يخلي إضاءة اللمبات عالية زي ما الألماس عامل، أيه رأيك في تمشية جميلة بالعربية بعد الحفلة
- موافقة طبعا.

في الطريق الصحراوي في مدينة العاشر من رمضان.

أستيقظ عادل من إغمائه و هو يشعر أن جسده في الجحيم بسبب كل الألم الذي يشعر به، أعتدل في جلسته و هو ينظر حوله بتعب و يلهث و كأنه كان في سباق للركض، فلم يجد سوي الرمال حوله في كل مكان و لكن يظهر طريق علي بعد أمتار كثيرة، وقف بتعب شديد و هو يحاول ان يستعيد نشاط جسده و عقله الذي يزال لا تعمل معظم وظائفه، و بدأ بالسير و بعد نصف ساعة وقف أمام الطريق يبحث عن سيارة تنقله الي المستشفي فهو لا يشعر بالإتزان..

و بعد عدة دقائق وجد سيارة تمر من أمامه و توقف سائقها سريعاً بعد ان أشار له عادل، فتحدث السائق بقلق:
- أنت مين و بتعمل أيه في الصحرا دي
هز عادل رأسه نافياً معرفته بسبب وجوده هنا و تحدث:
- معرفش، عايز أروح المستشفي أرجوك
أشار له السائق ليصعد عادل بجواره و أنطلق السائق سريعاً الي أقرب مستشفي، فسأله عادل بتعب:
-معاك ماية لو سمحت؟!

ألتفت السائق و أحضر زجاجة مياه من المقعد الخلفي و أعطاها لعادل الذي أرتشف منها الكثير، ثم سأله من جديد:
- هو أحنا فين؟!
- أحنا في العاشر يا باشا
أغمض عادل عينيه بتعب و أردف:
- و انا بعمل أيه في الشرقية! طيب النهاردة كام في الشهر
- النهاردة 31 ديسمبر يا باشا
أنتفض عادل من مجلسه و نظر الي السائق بصدمة قائلا:
- 31 أيه؟!

نظر له السائق بتعجب من هذا الرجل الذي لا يعرف تاريخ اليوم او مكانه، و لكن أوصله الي المستشفي، فشكره عادل و صعد الي المستشفي و تحدث الي الأستقبال قائلا:
- لو سمحتي، أنا محتاج دكتور بسرعة و عايز أبلغ البوليس بحاجة حصلت ليّا
اومأت موظفة الأستقبال برأسها و تحدثت:
-تمام يا فندم، حضرتك هتطلع الدور التاني تالت أوضة علي الشمال هتلاقي دكتور، و انا هبلغ البوليس حالاً، أسم حضرتك أيه؟

-عادل محمد السيد عبدالله
وضع يده في جيب بنطاله علي أمل ان يجد بطاقته الشخصية و نقود، و وجدهم بالفعل فأخرج البطاقة الي الموظفة و أعطاها لها، فملأت له إستمارة، و اعطتها له مع بطاقته ثم طلبت البوليس الي المستشفي..
مرت ساعة قبل أن يجلس الضابط بتعجب أمام عادل بعد أن انتهي من سرد ما حدث:
- يعني أيه حضرتك؟! أكيد مش هتفضل نايم 4 أو 5 شهور مفيش بني أدم كده، حضرتك كنت في غيبوبة؟!

أومأ عادل رأسه بالنفي قائلا:
- مستحيل، زي ما قولت لحضرتك انا أخر حاجة فاكرها هي أن حد ضربني علي دماغي في الشارع و بعد كده صحيت النهاردة، و الشخص اللي بيكون في غيبوبة لازم يكون تحت اجهزة معينة علشان الدكاترة يحافظوا علي صحته وعلي أنشطة دماغه، و اكيد مش هتخطف و أتحط تحت أجهزة لشهور علشان مموتش
دلف الطبيب الي الغرفة و هو ينظر الي عادل برعب و تحدث:
- مش غيبوبة
نظر له الضابط بتعجب و تحدث:.

- فيه أيه يا دكتور مالك؟!
أبتلع الطبيب لعابه بصعوبة قبل أن ينطق:
- أستاذ عادل دخل في مرحلة بيات شتوي و دي مش بتحصل غير عند بعض الحيوانات، و عينة الدم اللي أخدتها منه مليانة بالسم من نوع خطير جدا مش موجود غير في حيوان أسمه وحش جيلا، و ده بيعيش في أمريكا
نظر الضابط الي الطبيب بإستنكار فتقدم الطبيب من الضابط بحرص و تحدث:.

- ده كل الورق و التحاليل اللي تثبت كلامي، مش عارف ممكن نتحفظ علي أستاذ عادل فين بس لازم يفضل تحت المراقبة فترة لحد ما نفهم في أيه بيحصل بالظبط، لأن اللي بيحصل ده مش موجود في أفلام الخيال العلمي
ثم نظر الي عادل و تحدث:.

- حضرتك لازم محدش يشرب وراك و لا ياكل من وراك او مكان ما انت أكلت و مينفعش تقرب من أي حد و تختلط بيه عن طريق ضوافرك أو أسنانك لأن الشخص ده هيكون مصيره الموت بس و محدش هيقدر يلحقه و أي علاقة جنسية ممنوعة
أتسعت عيني عادل من هو المفاجأة، هل أصبح لتوه حيوان! لا بل نصف حيوان و نصف إنسان؟! لا يصدق أن ما يحدث له حقيقي، نظر الي الطبيب و تحدث بتلعثم:.

- انا عندي حياتي و حابب أعيشها، لازم يبقي فيه حل للي بيحصل ده
هز الطبيب رأسه بالنفي و أردف:
- لحد اللحظة دي حضرتك مستحيل تلاقي حل
- و انا مش هقبل أكون فار تجارب للدكاترة و العلماء علشان يلاقولي علاج أو يكتشفوا ايه اللي حصل
نظر الضابط الي الطبيب و هو يحاول التفكير ثم تحدث بيأس:.

- اللي بيحصل ده مستحيل، أيه الحل دلوقتي؟ أستاذ عادل عايز يعيش حياته بس في نفس الوقت ميقدرش يعيش من غير مراقبة و لازم نوصل للي خطفه و نفهم عمل فيه أيه ممكن يكون العلاج عنده!
صمت الضابط مرة أخري قبل أن يتحدث:.

- دلوقتي فيه حل واحد بس لحد ما نشوف ممكن يحصل أيه، أولا أستاذ عادل هيرجع لحياته الطبيعية بس هنعين ليه 3 حراس من شركة Deep للحراسة، و احنا هنبدأ تحقيق في قضية الخطف دي يمكن نوصل لحاجة، و أستاذ عادل و الحراس هياخدوا تعليمات دقيقة جدا من الدكتور علي الحاجات اللي المفروض أستاذ عادل يعملها و اللي مينفعش يعملها علشان محدش يخسر حياته بسببه، بس لو حصل و حد مات او اتأذي بسبب حضرتك هنضطر وقتها نعزلك و نخلي الدولة تتصرف.

هز الطبيب رأسه و تحدث:
- ده حل كويس، و انا هكلم رئيس نقابة الأطباء و هعرض عليه جرعة الدم و التحاليل اللي أخدتها من استاذ عادل و هو هيقدر يصعد الموضوع و علماء مصر وقتها ممكن يتصرفوا، و لو أحتاجنا ليك يا أستاذ عادل لازم تيجي فوراً، أرجوك
هز عادل رأسه بأسي قائلا:
- حاضر يا دكتور، و انا أكيد مش هكون عاوز أذي لأي حد.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1530 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1126 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1165 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 963 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1734 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، عاشقي ، المخاطر ،











الساعة الآن 10:44 AM