فى منزل متوسط منزل الدكتور مصطفى السيدكانت ابنته تتبعه كظله فتاه صغيره تدعى تقى فى الخامسه من عمرهاتقى: بابا خلص لازم نروح لتيتهالاب حاضر يا تقى عارف انا جدتك اغلى حاجه عندكتقى: طبعا دى حبيبتىالاب: عارفه يا تقى جدتك دى اتعذبت كتير اوى بينى انا واخواتىتقى: ازاىالاب: عاوزه عاوزه تعرفى حكايه امىتقى: طبعاالاب: طيب يله بينا واحكيلك فى الطريقوبالفعل نزل الدكتور مصطفى طبيب النساء المعروف ورجل ليس بالجميل ولكن رجل بمعنى الكلمه بار بوالدته يعشقها وهاهو اليوم فى طريقه اليها بمناسبه عيد الام رغم وفاه زوجته الى ان امه لم تتركه وكانت دائما معه تساعده فى تربيه طفلته حتى كانت هى العشق لابنته وحين تذهب الى منزل احد اخواته تغضب وتشتاق لها كما الانتقى: تيته هترجع معانا صحمصطفى: اكيدتقى: طيب احكى بئه حكايه تيتهمصطفى: هحكى بس بشرطتقى..اتفضلمصطفى: ممنوع المقاطعه نهائياتقى: حاضر قول بئهمصطفى: حاضر ههههههههههمرت الايام وكانت الام تصرف من الاموال التى معاها حتى نفذتوراها مصطفى وهى بغرفتها من وراء الباب وهى تفتح دولاب ملابسهاوتخرج علبه دهب صغيره وتفتح ما بها وتبكى حينها علم انها شبكه والدته من والده كانت دائما ما تخرجها وتريها اليهم وهى سعيده وتقول انها اغلى شىء حصلت عليه فى حياتها ولن تفرط فيها ابدالم يستطع مصطفى الصمود اكثر وفتح الباب ودخلحين شعرت به امه مسحت دموعها سريعا والتفت لهشرين: مصطفى حبيبى تعالىاقترب منها مصطفى بحزن ونظر للعلبه بيدهامصطفى: انتى مطلعه شبكت بابا ليهشرين بحزن وهى تمشط شعره بيدها بحنانشرين..انت عارف ان الفلوس خلصت ولازم نجيب حاجات للبيت وكمان طلبات اخواتك فمفيش قدامى غير ان ابيعهامصطفى: بس دى غاليه عندك اوىشرين: انتم اغلى من اى حاجهمصطفى بوعد: اوعدك لما اكبر هلبسك دهب كتيرشرين: وهى تقبل خده: ان شاء اللهمرت الشهور وحال على ماهو عليه من نقص المال ولكن على الصعيد الاخر كان مصطفى يدرس بقوه ومتميز للغايه وحين يعود من المدرسه يدرس لاخواته حتى جعلهم متميزين مثله ولكن حين يرى الحزن بعيون والدته يتالم ويتالم ليس بيده شىءولكن بتلك اللحظه رن البابالام: افتح يا مصطفىوبالفعل اقترب مصطفى وفتح الباب وجد صاحب العماره التى يعيشون بها ويدعى عم محمدمحمد: ازيك يا مصطفىمصطفى: بادب: الحمد لله اتفضل يا عمودخل الرجل بينما اقترب شرين وتحدثت لهشرين: اهلا يا حج محمدمحمد..بخبث: اهلا بسكت الكلكانت والدة مصطفى لا تطيق هذا الرجل ولا نظراته كانت تكره نظراته اللزجه وحديثه الذى يحمل اكثر من معنىشرين..بقرف: خير يا حجمحمد: ولا حاجه بصراحه كده انا جاى طالب القربشرين: قرب ايه مش فاهمهمحمد..طالبك فى الحلالشرين: حج محمد انا بحترمك زى ابويا وركز فى ابويا دى وكمان انا بعد جوزى الله يرحمه فرغت حياتى لولادى وبس غير كده مفيش فى دماغى حاجه وياريت تفهم كلامى واظن ردى واضحمحمد بتوتر: اه اه طيب استئذن اناكان مصطفى يتابع الموقف ونار بداخله من ذلك الحقيرخرج محمد من الشقه وحينها وجد مصطفى والدته تنهار ارضا وتبكى بقوهاقترب منها مصطفى سريعا واخده بحضنه وبكى معهامصطفى: متعيطيش يا ماماشرين: وهى تضمه: مبيعيطش يا حبيبى ربنا يخليكم ليامرت الايام وكانت شرين تحاول ان تجد المساعده من اشقاء زوجها ولكن كالعاده الجميع وقت الجد يهرب من المسؤليه لم تكن تعلم ماذا تفعل ضاق الحال وضاق بهمكانت شرين دائما تبحث عن العمل ولكن الجميع يريدون خبره حتى لاحظ مصطفى ان والدته اصبحت تخرج كل يوم من الصبح حتى اذان العصر وترجع مريضه وبشده ولكن كانت دائما تدارى تعبها وراء ابتسامه حانيه منها لاطفالها تريدهم ان يكونوا سعداء فقط ولكن مصطفى كان يلاحظ ويلاحظ وخصوصا انها هزلت بشكل ملحوظ وفقدت من وزنها الكثير ولكن لا يعلم ماذا تفعل...حتى دخل اليها غرفتهادخل مصطفى الى والدته وجدها تجلس حزينهمصطفى: ماما انا ممكن اسالك سؤالالام: اتفضل يا حبيبىمصطفى: انتى بتروحى فين كل يومالام..بص يا مصطفى انا مش هخبى عليم لانك راجلعلشان كده لازم تعرف ان ماما عمرها ما تعمل الغلط انا صحيح تعبت من الحال ده بس ربنا كريم وربنا بيحبنى علشان كده ابتلانى بس ملقتش قدامى غير خدمه البيوتمصطفى بصدمه: خدامهالام بحنيه: ايوه خدامه يا مصطفى شغله شريفه علشانكم مش بعمل حاجه غلط وكله يهون علشانكم وبكره تكبروا وتعوضونى كل ده صحمصطفى بدموع: اوعدكمرت الايام والشهور والسنين وكانت حياتهم تتغير كبر الاطفال واصبحوا متفوقين للغايه وخصوصا مصطفى الذى رفض ان يحمل والدته مصاريف زياده فمنع الدروس الخصوصى نهائيا وكان هو مين يدرس لاخوته ويتابعهم فى دراسته كان كل منهم بمرحله مختلفه ولكن دائمين التفوق والتميز والاوائل على المدرسه مرت عشر سنوات ووالدته تخدم بالبيوت صحتها ضعفت وبشده حتى جاء اليوم الذى تغير بهكان مصطفى لديه طبيب بالكليه لديه مستشفى خاص وكان يعشق مصطفى وبشدهدخل مصطفى مكتبه وهو يشعر بالاحراج الكبيرمصطفى: صباح الخير يا دكتور كاظمكاظم: صباح النور اتفضل يا مصطفى خيرمصطفى بتوتر: بصراحه يا دكتور انا كان ليا طلب عندك وياريت توافق تكون ساعدتنى جداكاظم: اتفضلمصطفى: كنت عاوز حضرتك تقبل تشغلنى فى المستشفى من تدريت ومنه اساعد والدتى لانها تعبانهكاظم: طبعا ده شرف ليا وانت هتكون دكتور شاطر جدا ومكسب لاى مستشفى خاصمصطفى بسعاده متشكر جداوبالفعل امتنعت شرين عن العمل حيث كان مرتب مصطفى كبير يكفيهم وبقوهوومرت الايام جميله جدا عليهم وشرين لا يشغلها سوى اطفالها تحافظ عليهم مثل عيونهادخل مصطفى كليه الطب واخيه كريم اصبح فى كليه الهندسه وسلمى اصبحت فى كليه الصيدله واحمد دخل كليه التجاره بينما تقى التى اطلق عليها اسم ابنته تشبهت به ودخلت كليه الطب فهو قدوتهاواخيرا بعد شقاء السنين اصبحت الام هى ملكه اولادها وكل حياتهم لا تطلب شىء الا ويكون لها تعيش برفايه وتحمد ربها ليل ونهار انها لم تخذل زوجها وانها ادت رسالتها على اكمل وجهباااااااك...مصطفى: وهى دى حكايه جدتك يا تقىتقى بطفوله بريئه: ياااه يا بابا دى تيته اتعذبت اوىمصطفى بفخر: بس كانت قويه وبميت راجل هى دى الست اللى اى راجل يفتخر انها مراتهتقى: بابامصطفى: ايوه حبيبتىتقى: هى ماما كانت زى تيتهمصطفى: الله يرحمها كانت ونعمه الست لما اتجوزتها رفضت اجيب شبكه كبيره لظروفى وساعدتنى كتير بس ربنا خدها بدرى بس صدقينى كانت ست نسخه من جدتكتقى: الله يرحمهانظر امامه ونظر لابنتهمصطفى: خلاص وصلنا عند تيتهتقى بفرحه: واوووو اخيراوبالفعل وصل مصطفى الى منزل اخيه احمد ودق البابفتح له اخيهوكانت من احترتم احمد لاخيه ان يقبل يده وكانه ابيه الذى فقدهوفعل باقى اخواته نفس الشى حتى اقترب من امه العشق ولكن كانت طفلتهالصغيره ارتمت فى حضنها وتقبلها بحبتقى: وحشتينى اوى مش هسيبك تانىالجده: بحب: حبيبتى وانا مش هسيبكاقترب مصطفى من والدته ونزل الى مستواها وقبل يدهامصطفى: اخبارك ايه يا ست الكلالام..الحمد للهتقى: اه جالك الحيلهمصطفى: بس يا شقيه ههههههه كلنا عندها واحدالام بضحك: قولها يا ابنىضحك الجميع واخرج كل منهم هديه عيد الام وفرحت الام بها كثيرا ولكن مصطفى لم يخرج حتى نظرت له والدته بتساؤلالام: وانت فين يا مصطفىبيقول انه ناسى ودى هديتى تقى.نظرت له امه بحزن حينها لم يستطع التمثيل اكثر فاقترب منها سريعا ونزل الى مستواها وقبل يديها بحبمصطفى: تفتكرى انا ممكن انساكىالام بحب وهى تضع يدها على خدهالام: مستحيل انت ابنى وعارفاكاخرج مصطفى تذاكر سفر وجوازها هو وهىمصطفى: انا وانتى مسافرين نعمل عمره كمان كام يوم استعدىالام بفرحه كبيره: ربنا يفرحك زى ما فرحتنى دى احلى هديه عندى، اقترب منها جميع اولادها وجلسوا امامهاكريم: انتى الاغلى يا ماما انتى مفيش حاجه تغلى عليكىانتى مفيش ام زيك انت اغلى حاجه لنا تقى..احمد: حياتى من غيرك متسواس لولاكى كنا اتدمرناسلمى وهى تقبل يدها: انتى مش امى بس انتى امى وابويا وكل حاجهمصطفى: شفتى مش قلتلك ان ربناهيعوضك ربنا يخليكى ليا يا امى وميحرمناش منك ويرزق كل واحد بام زيكالام: انتم كنزى الثمين وربنا كرمنى بيكم يا احلى حاجه ليا.حكاية أم للكاتبة لولو الصياد