رواية أحببت فاطمة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع عشر
إبتعدت فاطمه عن كريم ومسحت دموعها بأناملها وابتلعت ريقها بتوتر فهي كانت في أحضانه الآن!، بينما نظر لها كريم وقلبه يخفق سريعاً، فتحاشت النظر إليه وجلست تستكمل بُكائها... ابراهيم: كفايه عياط يافاطمه اهدي كده غلط عشانك حقك عليا انا متزعليش ياحبيبتي دفنت وجهها بين كفيها متنهده بحزن ابراهيم: طب هتفضلي قعده كده لازم تروحي ترتاحي وانا هستني هنا مع ساره متخافيش عليها.
فاطمه: لا انا مش هسيب اختي واروح انا هفضل جنبها هنا ابراهيم: انتي لازم ترتاحي وقعدتك كده مش هتعمل حاجه قومي ياحبيبتي روحي مع كريم وهاله وانا هعد عشان لو احتاجت حاجه فاطمه: لا ياعمي مش همشي انا هفضل هنا جنبها ابراهيم: طيب على راحتك يابنتي نظر ابراهيم لابنته هاله فوجدها تنام على نفسها بتعب فقال... ابراهيم: كريم خد اختك وروحوا.
كريم: روح انت وهاله يا بابا انت لازم تستريح وانا هشوف الدكتور هيقول ايه وهحصلكوا ابراهيم: طيب يابني لو احتاجتوا حاجه كلموني على طول وانا هبقي اطمن كل شويه بالموبايل كريم: ماشي يابابا ابراهيم: . يلا يا هاله نهضت هاله من مقعدها وتوجهت الي أخيها قائله بخفوت: كريم عشان خاطري خلي بالك منها هي مش ناقصه معلش عاملها كويس ومش تتعصب عليها تنهد كريم وقال: طيب يا هاله يلا روحي هاله: ماشي يلا سلام سلام يابطوط.
فاطمه: مع السلامه يا هاله.
مرت عدة ساعات والصمت هو سيد الموقف بين كريم وفاطمه حتى نظر اليها فوجدها تنام على نفسها بتعب وارهاق فنظر لها باشفاق وتنهد قائلا بجديه: ادخلي نامي جوه في سرير فاضي انتبهت فاطمه على اثر صوته قائله: ها كريم: خشي نامي جوه في سرير فاضي فاطمه: لا مش عاوزه انام كريم بتنهيده: اسمعي الكلام على طول فاطمه: قولتلك مش عايزه انام اوف نظر لها كريم مندهشا من تلك الطريقه قائلا: انا مش عارف انتي بتكلميني كده ازاي!
صمتت فاطمه ونظرت له دون ان تتحدث ثم نظرت الي الارض بخجل فهي لم تتحدث معه من قبل رغم انهما اولاد عم لكن كريم كان لا يهتم بها ولا بأخواتها على الاطلاق! تنهد كريم وأغمض عيناه ورفع رأسه الي الاعلي أمسكت فاطمه هاتفها فوجدته قد فصل شحن زفرت بضيق محدثه نفسها: تؤ هو ده وقتك زمان جميله اتصلت بينا كتير وقلقت علينا، عاودت النظر الي كريم وقالت بتردد: احم آآ: ممكن اعمل دقيقه من عندك.
نظر لها وأخرج الهاتف من جيبه وأعطاه لها أخذته هي منه بخجل وضغطت على ازراره لتهاتف أختها وبعد ثوان أجابت جميله قائله: ألو فاطمه: جميله وحشتيني اوي ياحبيبتي جميله: فاطمه في ايه ومال فونك انتي وساره مقفول وبابا مش بيرد في ايه طمنيني انتو كويسين بكت فاطمه وقالت: انا محتجالك اوي يا جميله انا تعبانه اوي من غيرك جميله: فاطمه متقلقنيش عليكي مالك فيكي ايه.
تماسكت فاطمه وقالت: مفيش حاجه ياحبيبتي انا بس مخنوقه شويه الحمدلله على كل حال المهم انتي طمنيني عليكي جميله: انا كويسه الحمدلله بس قلقانه اوي عليكي انتي وساره هي فين عايزه اكملها وحشتني اوي ادهاني فاطمه. جميله: فاطمه مبترديش ليه فين ساره فاطمه: ها لا هي نايمه مانتي عارفه دي بتحب تنام بدري هخليها تكلمك لما تصحي.
جميله: لالا في حاجه يافاطمه انتي مخبياها عني قوليلي في ايه وريحني بدل والله البس واجيلكو دلوقتي حالا قصت فاطمه عليها ما حدث لاختها ببكاء وحزن جميله: ياحبيبتي ياساره كل ده حصلها ليه تعملي في نفسك كده بس ليه ياساره منك لله يابابا على الي عملته فينا فاطمه: متخافيش انا معاها دلوقتي ولما تفوق هخليها تكلمك جميله: انتي معاها لوحدك ولا ايه مفيش حد معاكو!؟ نظرت فاطمه الي كريم وقالت: ها لا مش لوحدي.
جميله: اومال مين معاكي عمي؟ ابتلعت فاطمه ريقها وقالت بتلقائيه: اه عمي معايا نظر لها كريم متعجبا رافعا حاجبه باندهاش! جميله: طب خليني اكلمه عشان اوصي عليكم لحد ما اعرف انزل القاهره فاطمه بذهول: ها عايزه تكلميه لا ماهو: جميله: في ايه يافاطمه مش على بعضك ليه ادهوني توترت فاطمه ونظرت الي كريم وقالت: خد اختي عايزه تكلمك نظر لها كريم باستغراب على تصرفتها وبرجلتها وأخذ منها الهاتف قائلا بخشونه: السلام عليكم.
استمعت جميله لذاك الصوت فعلمت انه كريم ليس عمها فابتسمت لتصرفات اختها فقالت: مين معايا انت كريم كريم: ايوه جميله: ازيك يا كريم فين عمي كريم: روح في البيت وانا هنا مع فا، وصمت فكان لاول مره سينطق اسمها ولكنه تراجع جميله: طيب شكرا اوي على وقفتك معاهم يا كريم بجد مش عارفه اشكرك ازاي ارجوك مش تسبهم لوحدهم في الظروف دي كريم: العفو ومتخافيش جميله: ربنا يخليك معلش اديني فاطمه.
نظر كريم الي فاطمه المحدقه به والتي توردت وجنتيها خجلا منه وأعطاها الهاتف وقد ظهر شبح الابتسامه على وجه ولكنها تلاشت سريعا اخذت منه فاطمه الهاتف قائله: احم ايوه ياجميله جميله: يخربيتك يابطه مش تقولي ان كريم هو الي معاكي فاطمه: احم طيب حاضر جميله: ابتسمت وقالت خلي بالك من نفسك لحد ما اجيلكوا حبيبتي ماشي فاطمه: حاضر جميله: سلام حبيبتي فاطمه: مع السلامه.
أغلقت الهاتف ومدت يدها الي كريم وهي ناظره في الارض قائله: شكرا كريم: العفو تنهدت فاطمه بارهاق وأحست بالجوع الشديد فهي مع اختها من وقت طويل ولم تأكل شيئا حتى الان فتحركت من امامه وعزمت على انها تشتري طعام لها تحدث كريم بصوت عالي قائلا: خدي هنا انتي راحه فين؟! تسمرت فاطمه في مكانها اثر صوته القوي وقالت بتلعثم: آآ هروح اشتري حاجه كريم بجديه: حاجه ايه دي الي نازله تشتريها نص اليل؟
نظرت له فاطمه بنفاذ صبر وقالت: قولت هشتري حاجه خلاص هو تحقيق وتحركت من امامه مره ثانيه كز كريم على أسنانه وأسرع اليها وأمسكها من ذراعها بقوه وأدارها اليه لينظر لها بغضب قائلا: عارفه لو كلمتيني كده تاني هعمل فيكي ايه! انا لما اكلمك تردي عدل انتي فاهمه ابتلعت فاطمه ريقها بخوف ونظرت الي يده المقبضه على ذراعها بشده مما جعلها تتألم تنهد هو وأرخي قبضته عنها ومسح وجه بكفيه قائلا بتكشيره: عايزه تشتري ايه؟
تحدثت فاطمه باحراج وقالت: أكل: جعانه! علم كريم انها من المؤكد فعلا ان تكون شعرت بالجوع فقال: طيب ادخلي جوه الاوضه وانا هروح اشتري الاكل فاطمه: لا شكرا انا هروح اشتري الي انا عاوزاه أغمض عيناه وتنهد بضيق قائلا: استغفر الله العظيم ادخلي جوه وانا هروح اجيب الاكل انا مش هعيد كلامي كتير ماشي! خشيت فاطمه منه فقالت بخفوت وبراءه: طب خد فلوس وآآ قاطعها هو بصرامه: على جوه بقي وبطلي رغي خلصيني.
دخلت الغرفه واغلقت الباب خلفها وجلست على مقعد قبالة أختها النائمه لا حول لها ولا قوه تنهد كريم قائلا في نفسه: مجنونه!
في شرم الشيخ جميله: انا لازم انزل القاهره ضروري يا اسلام اسلام. لي بس في ايه الي حصل جميله: اختي ساره تعبانه اوي وف المستشفي اسلام: الف سلامه عليها ربنا يشفيها جميله: بص انا ممكن انزل لوحدي وبعدين ارجع بس اطمن عليهم اسلام: لا مش ممكن تنزلي لوحدك ياجميله بس اصبري عليا لان صعب اوي انزل دلوقتي وهنزل معاكي ان شاء الله جميله: بس حاول عشان خاطري قلبي واجعني اوي عليهم.
اسلام: حاضر حبيبتي هحاول والله مش تقلقي جميله: مش عارفه اعملهم ايه وابقي مطمنه عليهم ياربي اسلام: طب فين والدتك مش هي معاهم جميله: ماما مشيت بسبب اسلوب بابا وسافرت البلد عند قرايبها اسلام: ازاي تسيبكم كده وتمشي لا حول ولا قوه الا بالله طب عمك اكيد مخلي باله منهم جميله: ايوه بس برضو ده مش بيقدر على بابا اسلام: طيب انتو ملكوش حد تاني تكلميه يروح يشوفهم ويحميهم من باباكي.
جميله: فكرت لمده ثواني وقالت: اه عمتي رجاء انا لازم اكملها حتى لو تروح تعد معاهم اسلام: طيب كويس يلا كلميها.
إشتري كريم الطعام وصعد وتوجه الي الغرفه وطرق الباب ولكن لم تفتح فاطمه فعقد حاجبيه وأدار المقبض ودلف للداخل فوجدها قد غط سبات عميق وهي جالسه على المقعد فوقف يتأمل ملامحها البريئه كما لو انها طفله صغيره فظهرت ابتسامه على شفتيه تلقائية.
رواية أحببت فاطمة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس عشر
تلاشت الابتسامه من وجه كريم ووقف مرتبك يريدها أن تفيق حتى تأكل ولكنه لا يجرأ على لمسها أو نطق اسمها نظر حوله بحيره حتى وقعت عيناه على زجاجه المياه الموضوعة بجانبها أخذها وقام بفتحها وأخذ منها قطرات ودفعها نحوها مما أفزعها وفتحت عيونها قائله: ايه ايه في ايه تحدث كريم بجديه: انا جبتلك الاكل اهو، وتحرك سريعا من أمامها مبتسما وخرج.
زفرت فاطمه بضيق قائله: ايه ده في حد يصحي حد كده ايه الي بيعمله ده غريب اوي شكلي هتعب معاه ثم شردت لثوان وابتسمت على تصرفه معها وتنهدت بارهاق: ياه ده انا جعانه أوي اما اشوف جبلي ايه! قامت بفتح الطعام فوجدت ساندوتشات من الشاورما ابتسمت وقالت الله عرف منين اني بحبها ممم اكيد بالصدفه وبدءات بتناول الطعام.
جلس كريم في الخارج على المقعد وأغمض عيناه فتذكر هيئتها وهي مفزوعه فابتسم مجددا تذكر وجهها الملائكي وتصرفتها التلقائيه وخوفها على اختها ودفاعها عنها وحنانها معها تذكر شجاعتها وردها عليه ببراءة نفض تلك الافكار من رأسه ومسح وجهه بكفيه، حتى مر الوقت وقام ليطمئن عليها طرق الباب ولكن دون جدوي فتح ودخل فوجدها قد نامت على أريكه قبالة أختها وترتجف بحث بعيناه في الغرفه عن شيئا يغطيها فوجد بطانية خفيفة قام بفردها عليها برفق وخرج مسرعا من الغرفه متنهدا بتعب وجلس ورفع رأسه الي الاعلي واغمض عيناه وقد خفق قلبه ولكن عقله رفض ذلك ليتغلب الكبرياء عليه وينفض كل هذا عن رأسه.
جلس حسين ينفث دخان سيجارته بشراهه يفكر في تلك الكلمه التي خرجت من فم ابنته ليس امرا هينا ان الابنه تقول لأبيها انها تكره ولكن ما الذي أوصلها لهذا عليك ان تبحث مالذي دفعها لهذا فاذا بحثت سوف تجد انك وحش يقضي على من حوله وليس أب يحتوي من حوله!
حدث نفسه قائلا: اومال كنت اعمل ايه! الي عملته هو الصح اكسر للبنت ضلع يطلعلها اربعه وعشرين! كان عندي حق لما قلت انهم عار يابختك بابنك ياابراهيم بس لو كان ابني بدل البنات دي! طب اعمل معاهم ايه وامهم مشيت وسابتهملي وهي اصلا كانت زي قلتها تنهد حسين ونظر الي الفراغ واطفئ سيجارته بشراسه...
صباح يوم جديد قد يحمل التغير لابطالنا وقد يحمل لهم مشاعر جديده... آفاقت ساره وفتحت عيناها ببطئ شديد وتأوهت بخفوت أغمضت عيناها وأعادت فتحها بتعب نادت بصوت واطي قائله: فاطمه، يافاطمه انتبهت فاطمه وفتحت عيناها بارهاق ونهضت مسرعه قائله: ساره حبيبتي انتي فوقتي حاسه بحاجه في حاجه بتوجعك ساره: جسمي كله بيوجعني بس احسن من امبارح فاطمه: معلش دول شويه تعب وهيروحو لحالهم وهتبقي زي الفل ان شاء الله.
ساره: ان شاء الله هو انتي لوحدك هنا فاطمه: لا كريم بره وعمي كان هنا هو وهاله وروحو بليل ساره: وكريم مروحش ليه فاطمه: مش عارفه ساره: اكيد محبش يسيبك لوحدك بايته معايا فاطمه: ساره: هو الي جبني هنا؟ فاطمه: ايوه هو ساره: كريم طلع كويس اوي حتى في القسم كان خايف علينا اوي وانتي بالاخص فاطمه: تؤ خلاص ياساره بقا انتي تعبانه كفايه كلام ساره: لا بجد انا مكنتش بحسب انه جدع كده يابختك بيه يابطه.
فاطمه: بختي ايه بس ياساره ده مش بيطقني ونازل فيا زعيق كل شويه ساره: حاولي تقربي منه ده هيبقي سندك وهيحميكي من بابا ومن اي حد ومهما كان عصبي وقلبه قاسي هيجي يوم وقلبه يلين وهيحبك وانتي كمان هتحبيه اوي فاطمه: تصدقي انك رغايه اوي انا هروح انده للدكتور يجي يطمن عليكي ويطمني ساره: ماشي.
توجهت فاطمة للخارج فوجدت كريم قد غفي بل وغارق في نومه وهو جالس نظرت له تتأمل ملامحه الرجوليه للغايه وقد خفق قلبها تنهدت وقالت فاطمه: احم يا... كريم فاطمه: تؤ ده نايم خالص طب انزل انده للدكتور ولا هيزعق لو نزلت اعمله ايه ده فكرت لمده ثوان فتذكرت كيف آفاقها بالامس فعزمت ان تفعل مثله توجهت مسرعه الي الغرفه وأخذت زجاجه المياه وفتحتها واخذت قطرات منها وقامت برشها على وجه.
فتح كريم عيناه بخضه ونظر لها وجدها تبتسم وتكتم ضحكاتها على منظره انفعل كريم قائلا بغيظ: انتي بتهزري ايه الي بتعمليه ده! خشيت فاطمه من ملامحه الغاضبه وقالت: احم انا كنت بصحيك والله كريم: في حد يصحي حد كده فاطمه: ايوه انت صحتني كده وانا قولت اعمل زيك نظر لها متعجبا: احنا هنلعب ولا ايه! فاطمه ببراءه: انت الي بداءت كريم: بداءت! انتي مجنونه رمشت فاطمه بعيناها ونظرت ف الارض قائله فاطمه: انا اسفه كريم: طيب.
فاطمه: ايه كريم: قولت طيب مبتسمعيش تحدثت فاطمه في نفسها ايه الرخامه دي! نظر لها ورفع حاجبه ؛: عاوزه ايه واقفه كده ليه فاطمه: كنت هروح انده الدكتور عشان يطمني على ساره كريم: طيب انا رايح اندهله خشي انتي فاطمه: لا هروح انا وانت كمل نوم كريم: اوووف على الرغي ياربي ياريت لما اقول كلمه تسمعيها فاطمه كريم: فاهمه فاطمه: اه.
نهض كريم من مقعده وسار متوجها الي غرفه الدكتور قائلا في نفسه: مجنونه بجد ال انا الي بداءت ال اصطدم بوالده وهو يسير ابراهيم: ايه يا كريم ساره عامله ايه دلوقتي كريم: مش عارف يابابا انا رايح انده للدكتور عشان يقولنا ابراهيم: طيب يابني روح اندهله وبعدين خد فاطمه وروحو انتو زمانكو تعبتو كريم: ماشي دخل الدكتور: ها عروستنا اخبارها ايه ساره: الحمدلله فاطمه: ياريت تطمني يا دكتور لو سمحت.
الدكتور بدء يتفحص ساره قائلا: لا احسن كتير بس لسه لازم تبقي تحت الملاحظه لكن هي في تحسن الحمدلله فاطمه: الحمدلله ابراهيم: طيب يلا يا كريم عشان تروحو فاطمه: لا مش هينفع اسبها ياعمي ابراهيم: مانتي اطمنتي اهو وانا هعد جنبها متخافيش واسمعي الكلام يلا روحي استريحي وروحي جامعتك وبعدين ابقي تعالي فاطمه: مش عايزه اتعب حضرتك معانا تنهد كريم قائلا في نفسه مينعش تقول حاضر على طول لازم تتلامض كده.
ابراهيم: عيب تقولي كده انتو بناتي زيكو زي هاله بالظبط يلا يا كريم خد فاطمه وروح ساره: روحي يافاطمه بقا يلا وابقي تعالي تاني فاطمه: طيب حبيبتي لو حسيتي باي حاجه اتصلي بيا على طول وخلي بالك من نفسك لحد ما جيلك ها ساره: حاضر كريم بتنهيده: يلا بقا فاطمه: طيب جايه اهو: احتضنت اختها وقبلتها وسارت معه.
توجها الاثنان خارج المستشفي وما ان خرجت فاطمه تعثرت قدميها وكادت ان تهبط ولكن كريم امسكها بقوه قائلا: حسبي بصي قدامك وانتي ماشيه فاطمه: باحراج ماخدتش بالي كريم: طب اركبي.
استقلا السياره وانطلق كريم متوجها الي البيت والصمت هو سيد الموقف بينهما وكل منهما يدور في رأسه افكار كثيره فمن ليله واحده من الممكن ان تتغير القلوب، ولماذا لا (ما بين طرفه عين وانتبهاتها يغير الله من حال الي حال) فقد شعرا الاثنان بمشاعر غريبة ولكنها رسمت الابتسامه على وجههما...
وصلا الي المنزل وركن سيارته وترجلا الاثنان منها وسارت فاطمه بخطوات سريعه وما ان دخلت البنايه تعثرت مره ثانيه ووقعت على رجليها فأصدرت انينا متوجعه قائله: اااااه رفع كريم نظره اليها وتملكه الضحك، ضحك بشده على ذلك المنظر ووضع يديه على معدته من شده ضحكاته فلاول مره يضحك كريم منذ سنوات نظرت له بغضب واحراج قائله؛ انت بتضحك على ايه انت: كريم: احم لا مفيش طب قومي هتفضلي قعده في الارض.
حاولت هي ان تتماسك وتنهض ولكن دون جدوي نظرت له قائله: مش قادره رجلي بتوجعني اوي تنهد كريم بارتباك وامسك يدها وجذبها لتقف على قدميها ولكنها اطلقت صرخة متألمه كريم بقلق: في ايه هي بتوجعك اوي كده انسابت الدموع من عينيها ونظرت له قائله ببراءه: ايون بتوجعني اوي مش قادره ادوس عليها كريم: ايون! الي هو ازاي؟ فاطمه: آآ قصدي ايوه يعني إنحني كريم بجسده بدون مقدمات وحملها بين ذراعيه:.
شهقت فاطمه واتسعت عيناها قائله: ايه الي عملته ده لو سمحت نزلني تنهد كريم قائلا: اعمل ايه يعني مانتي مش عارفه تمشي عليها هنقضي اليوم كله هنا ثم صعد بها درجات السلم وما ان صعد عده درجات حتى تعثر هو بقدميه فاحتضنته فاطمه تلقائيا من عنقه بشده مما زاد سرعه نبضات قلبه ونظر في عينيها وابتلع ريقه قائلا بهدوء: متخافيش مش هقع زيك...!
رواية أحببت فاطمة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس عشر
صعد كريم بها درجات السلم حتى وصل الي باب الشقه ووقف... تحدثت فاطمه بتوتر وقالت: دي مش شقتنا دي شقتكو انتوا! تنهد كريم وقال: ما أنا عارف ثم أشار لها برأسه بمعني، رني الجرس نظرت له فاطمه بعدم فهم قائله: ايه! كريم بعصبيه: رني الجرس فاطمه بخوف: اها طيب طيب ودقت الجرس لتفتح هاله وما ان فتحت أصابها الاندهاش وقالت: إيه ده! في ايه مالك يافاطمه دخل كريم وأجلسها على المقعد وتنهد ثم اتجه الي غرفته.
جلست هاله بجانبها قائله: في ايه الي حصل يابطه؟ فاطمه بارهاق: أبدا وقعت على رجلي وانا طالعه مقدرتش ادوس عليها هاله: كنتي تخلي بالك يابطه فاطمه: اهو نصيبي كده بقا هاله: يلا معلش قدر الله وما شاء فعل زفرت فاطمه بضيق: مش عارفه هروح الجامعه ازاي دلوقتي هاله: خلاص مش لازم تروحي النهارده فاطمه: مش ينفع عندي محاضرات مهمه ضروري اروح.
خرج كريم وهو ممسك بيده رباط ضاغط ومرهم للكدمات ونظر الي فاطمه قائلا بحزم: امسكي ده ادهني رجلك منه وبعدين لفيها وهتتحسن نظرت له فاطمه بتوتر وقالت: طيب شكرا تنهد كريم وقال بارتباك: ولو راحه الجامعه تقوليلي عشان أوصلك، وأسرع في اتجاه غرفته ليداري الارتباك الواضح عليه: لتبتسم هاله على حال أخيها الذي تبدل الي نسبه كبيره.
مرت دقائق ودق الباب معلنا عن وصول أحد فنهضت هاله لتفتح لتتفاجئ بعمتها (رجاء) ابتسمت هاله وأسرعت باحتضان عمتها قائله: عمتو ايه المفاجاه الحلوه دي حمدلله على السلامه ابتسمت رجاء بحنان وقالت: الله يسلمك ياحبيبتي ابتسمت فاطمه وشرعت في القيام ولكن دون جدوي وتألمت بشده نظرت لها رجاء قائله باهتمام؛: فاطمه مالك في ايه فاطمه: لا ابدا وقعت على رجلي بس جت سليمه الحمدلله.
رجاء: الحمدلله طمنيني عليكي عامله ايه وساره عامله ايه دلوقتي بقت كويسه استغربت فاطمه وقالت: ساره! وانتي عرفتي منين ياعمتو رجاء: اختك جميله اتصلت بيا وحكتلي على كل حاجه ابوكي اتجنن خلاص ازاي يعمل كده في البت هو فين وفين ابراهيم والواد كريم هاله: بابا هناك مع ساره وتقريبا عمي فوق في الشقه وكريم جوه ثواني هنده عليه: أسرعت هاله الي غرفة اخيها قائله: كيمو عمتو جات بره وبتسأل عليك كريم: وايه الي جابها.
هاله: بتقول ان جميله كلمتها وقالتلها على الي حصل وجات عشان تطمن كريم: ممم طيب انا جاي: ونهض وتوجه مع اخته للخارج قائلا بهدوء: ازيك ياعمتي عامله ايه رجاء: الحمدلله ياحبيب عمتك ده انا زعلانه منك اوي انت وابوك وعمك قطب كريم جبينه وقال بتساؤل: ليه ياعمتي؟ حصل ايه رجاء: بقا جميله تتجوز وانت وفاطمه وانا معرفش ولا احضر فرحكم ها ليه هو انا مش عمتكم وهفرحلكم من قلبي.
تحدث كريم ساخرا وقال: هو اخوكي ياعمتي مقلكيش انه مشي كلامه عليا وجوزنا غصب! المفروض تلوميه هو لوحده ظلت فاطمه محدقه بكريم لتتابع تصرفاته الرجوليه والجاده: رجاء: يعني حسين جوزكوا لبعض بالغصب فاطمه: ايوه رجاء: ربنا يهديك يا حسين على الي بتعمله ده طيب انا هطلع اشوفه تعالي معايا يافاطمه يلا فاطمه: ؛ حاضر ياعمتو وحاولت ان تتماسك وتبدو طبيعيه ونهضت فتألمت بشده وأصدرت أنينا.
رجاء: ياه مش قادره تمشي عليها ده انتي وقعتي وقعه جامده بقا فاطمه: اه شكلي كده رجاء: تعالي يا كريم ساعدها يابني وقف كريم مصدوم وابتلع ريقه بتوتر فوجود عمته وأخته سيسبب له احراج، تنهد واقترب منها وانحني بجسده للامام ليحملها بين ذراعيه كالطفله رمشت فاطمه بعيناها وابتلعت ريقها بصعوبة وقد توردت وجنتيها خجلا منه ف دبت قشعريره في جسدها من أنفاسه المقتربه منها التي جعلت دقات قلبها تتسارع بشده...
صعد بها حتى وصل الي باب الشقه وانزلها ودق الباب وبعد ثوان فتح حسين وعلي وجه الغضب كعادته فنظر الي فاطمه بنظرات شرسه متوعدا لها مما جعلها تخشي بشده وبحركه عفويه استدارت واختبئت بظهر كريم وتشبثت به كالطفله الصغيرة الخائفة من ذاك الوحش ذُهل كريم من تصرفها وخفق قلبه اثر لمستها الرقيقة: تحدثت رجاء قائله: رجاء: ازيك يا حسين ايه مش هتخدلنا ولا ايه حسين: رجاء لا ازاي اتفضلي طبعا.
دلف جميعهم الي الداخل وجلسوا حتى تحدثت رجاء مره ثانيه قائله: رجاء: ليه بتعمل كده في بناتك يا حسين هما دول مش من لحمك ودمك حسين: هو انا لسه عملت حاجه دول شكلي معرفتش اربيهم ولازم اربيهم من اول وجديد رجاء: انت فعلا معرفتش تربيهم صح لكن تحمد ربنا انهم كويسين وزي الفل رغم تربيتك الغلط حسين: اسكتي يا رجاء انتي متعرفيش حاجه.
أغمضت فاطمه عيناها وأعادت فتحها وقالت بقوه: هي فعلا متعرفش حاجه خليني اعرفها انك بتهينا كل يوم وبتشتمنا بالفاظ قذره ولو ردينا بتضربنا خليني اقولها ان ساره غلطت بسبب معاملتك الجاحده ونظراتك المريبه لينا والرعب الي معيشنا فيه اصل محدش يعرف انت بتعمل فينا ايه ده احنا لو ولاد كافر كان حبنا عشان ولاده قبل ما تلوم علينا لوم على نفسك!
تعجب كريم لها فكانت قبل قليل خائفه وها هي الان تتحدث بقوه لا تخشي شيئاً على الإطلاق حدث نفسه قائلا: مجنونه رسمي! حسين: اها انا هلوم على نفسي عشان سبتك المره الي فاتت من غير ما اربيكي لكن المرادي لازم اربيكي: ونهض من مقعده متجها اليها ليرفع يده ويصفعها ولكن فتفاجئ بيد تمسكه بقوه فنظر حسين الي كريم غير مستوعب متسع العينين نظر له كريم بتحدي قائلا: متمدش ايدك عليها تاني انا سكت المره الي فاتت بمزاجي!
حسين: انت اتجننت يا كريم كريم: لا متجننتش انا عاقل خالص بس انا قولتلك قبل كده انا ممكن اوريك الجنان الي على اصوله! حسين: وانت مالك دي بنتي وانا حر فيها ولازم اربيها تحدث كريم ساخرا: شكلك نسيت انك جوزتهاني بالغصب يا عمي وخرجت من مسؤليتك تماما اتسعت عيني حسين وقال: لا والله ابتسم كريم بسخريه قائلا: اه والله حسين: والله والقوالب نامت والانصاص قامت وبقي ليك حس وواقف بتتحدي عمك.
كريم: سيبك من الكلام الي مش جايب همه ده ومعنتش تمد ايدك عليها تاني لانها مبقتش تخصك دي تخصني انا ماشي؟ رجاء: اقعد يا كريم واهدي وصل على النبي كريم: عليه الصلاه والسلام حسين: ماشي يا كريم باشا اما انت شملول اوي كده يلا اتجوزها وخلصني منها لاني مش طايق اشوفها صدم كريم من جملته الاخيره ونظر الي فاطمه ولم يتحدث مما جعل فاطمه ترتبك وتنظر الي الارض.
رجاء: خلاص بقا اقعدو واهدو شويه مش كده وعموما انا هقعد هنا يومين معاكو عشان اطمن لحد ما تبقو كويسين تنهدت فاطمه بارتياح واطمئن قلبها لتواجد عمتها معها في الايام المقبله فسوف تعوضهن قليلا عن ذاك الحنان الذي افتقدوهن... حسين: يكون احسن برضو انا رايح الشغل: سلام رجاء: ماشي مع السلامه يلا اقعد يا كريم كريم: لا انا كمان عندي شغل ولازم انزل يلا سلام هاله: استني خدني معاك يا كريم رجاء: ايه ده كلكه هتنزلو.
ابتسمت فاطمه وشردت في موقف كريم كيف دافع عنها وحماها من والدها كيف قال انها زوجته وأصبحت تخصه هو! دق قلبها له وكيف لا يدق، فاذا تحدثنا عن الرجوله سيكون هو بأول القائمه!.. تنهدت وانتبهت قائله: طيب يا عمتو انا كمان لازم اروح الجامعه عندي محاضرات مهمه اوي مينفعش افوتها رجاء: هتنزلي ازاي برجلك كده يابنتي فاطمه: لا منا اتحسنت شويه دهنتها مرهم وعمل مفعول شويه هقدر ادوس عليها شويه.
رجاء: طيب ياحبيبتي خلي بالك من نفسك فاطمه: حاضر ونهضت متوجهه الي غرفتها وارتدت ملابسها وودعت عمتها وخرجت ونزلت درجات السلم بحرص حتى لا تتألم وما ان خرجت من البنايه تفاجئت ب وائل واقفاً ينظر اليها بشراسه خشيت فاطمه من منظره البائس ولكنها تماسكت وسارت عدة خطوات حتى وقف هو قبالتها وقال: على فين يا حلوه..؟ فاطمه: اوعي من طريقي واحترم نفسك وبعدين ايه الي جابك هنا وعايز ايه.
وائل: بصي بقا انا هجيلك دغري كده وهقولك على المفيد قبل ما سها تفوق وتقول على الي حصل هتروحي انتي واختك وتغيرو اقوالكو وتقولو انها اتزحلقت ووقعت من على السلم واتعورت وتبقي خلصت الحكايه وانتو ترتاحو وانا ارتاح اشطه؟! فاطمه ضحكت بسخريه: ياه بالبساطه دي مش لازم الاول نشردك ونخرب بيتك وبيت اهلك زي ما بوظت سمعة اختي وبهدلتها وبسببك نايمه في المستشفي دلوقتي ياندل.
وائل: طب ما تحترمي نفسك وبلاش تغلطي وتعملي الي بقولك عليه احسنلك انتي واختك بدل ما ممكن اعمل حاجات تندمو عليها فاطمه: اعلي ما في خيلك اركبو انا لا بخاف ولا بتهدد ولازم هتاخد جزاءك وهتخش السجن لان ده مكانك انت والي زيك يازباله وتحركت من امامه ولكنها تفاجئت به يمسكها من يدها فاتسعت عيناها بذهول قائله بصياح: انت اتجننت سبب ايدي يازفت انت.
وفي نفس الحين كان كريم يخرج من مدخل البنايه فاتسعت عيناه بغضب وكز على اسنانه وأسرع نحوهما كالأسد الثائر...