logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة


12-04-2022 05:33 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10











t22154_1478وقفت أمام المرآة خاصتها تضع آخر لمساتها الفنية الخاصة على وجهها الفاتن الذي تزين بمستحضراتها الفخمة، ومن ثم تطيبت بعطرها النفاذ وأعادت وضعه في مكانه برقةٍ، انحنت برأسها تُدلك شعرها -الكيرلي الأصفر الذهبي- ثم استقامت مجددا وتأملت فستانها القصير الضيق للغاية ذا اللون الأسود الكاحل، ثم علقت حقيبتها الصغيرة على كتفها وأرسلت لنفسها قبلة في الهواء عبر المرآة تعبر عن مدى إعجابها بنفسها.. ثم مضت تتهادى بحذائها الأنيق الأحمر الذي يتماشى مع لون حقيبتها الراقية..خرجت من غرفتها بخطواتٍ متمايلة مصدرة صوتا عاليًا اثر حذائها المُهلك!فتقول بنبرة رقيقة للغاية:-بونسوار بابي.نهض الأب عن مجلسه بقامته الطويلة متجهاً نحوها ورمقها بنظرة ثاقبة مع قوله الغاضب:-على فين رايحة يا تمارا؟!.-الديسكو يا بابي.هكذا نطقت بلا مبالاة وهي تهندم شعرها الطويل بلا اكتراث، فيقول والدها "فاخر" ثائرًا:-أنتِ عارفة الساعة كام؟-1 يا بابي.. أوووف!-هو في بنت محترمة تخرج في الوقت دا، فين مامتك اللي دلعتك وبوظتك هي فييين.ختم جملته بصياح ونادى على زوجته قائلًا بحدة عارمة:-أنتِ يا هانم، أنتِ يا سُهيــر!حضرت الأم هابطة درجات السلم بحذرٍ في خطواتها المتمايلة تماماً كخطوات ابنتها، توأمتان هي وفتاتها، نفس الشعر.. القوام.. الملامح الفرنسية الناعمة الجذابة..لا يميزهما سوى فرق العُمر..راحت تقف أمامه وطالعته بلا اكتراث مع قولها:-بونسوار فاخر، بتزعق ليه يا بيبي؟زفر وكأنه نفث لهيب من شدة غضبه، إنه يحترق الآن، حتمًا سيموت مقهورًا في أي لحظة جراء ثلجية الأم وابنتها..-مساء الزفت يا سهير والبرود المستفز!هكذا صرخ بوجهها، بينما يتابع بعنف:-أنا مش فاهم، أنتِ إزاي تسمحي للبنت تخرج في الوقت دا، طيب رجوع كل يوم الساعة 1 وسلمت أمري لله، إنما النهاردة تخرج الساعة 1!، طب ترجع إمتى؟-بابي، أنا مش صغيرة زائد إن كل صحباتي هناك دلوقتي وأنا لازم أخرج بليز بابي، عن إذنك.انصرف في سرعة قبيل أن تسمع كلمة أخرى منه، فهتف مجددًا بقلة حيلة:-طب خُدي الحرس معاكِ يا بنت!بينما تبتسم زوجته "سهير" بدلال وهي تقترب منه قائلة:-اهدى حبيبي، سيبها تكون سعيدة وتعمل كل حاجة بتحبها، تمارا قوية كتير وأنت متخافش عليها أوك حبيبي؟ابتسم رغمًا عنه بينما يقول بداخله بغيظ شديد:-حبك بُرص يا حياتي.لاحقاً.. وصلت "تمارا" إلى الملهى الليلي أو -الديسكو-، بصحبة ثلاث أشخاص في طول وعرض الباب، تلقت هجوما وترحيبا حارًا من صديقاتها حيث أنها برنسيس -الشلة- كان مجيئها لهذا الوكر الآن مفاجأة للجميع على غير موعدها، لكنها أتت عمدًا كي ترى ماذا يفعل في غيابها؟، زاغت بعينيها الخضراوتين الواسعتين المكان فوقعت عيناها عليه، إنه هُناك بصحبة عدة من الفتيات، نعم إنه خائن وهذا ما توقعته، كلهم خائنون يبتزونها لأجل مالها، لكن لا بأس هو يتسلى بها وهي أيضاً، مثله كمثل السابقون، فليذهب إلى الجحيم ولكن ليس قبل أن يأخذ واجبه، ستريه من هي -تمارا- أولا صبرًا!أشارت بيدها للحراسة التي تُصاحبها، بينما تهتف بغيظٍ:-أنا عاوزاه يتكسر، أوكى؟انصاعوا لها على الفور، جاذبين إياه من ملابسه، ثم كيلوا له الضربات من كل الاتجاهات ووقفت هي تبتسم بتشفي جراء ذلك، ضحكت بشدة وهي تقترب منه بعدما ألقوه أرضًا شبه فاقدًا للوعي لكنه أخذ ينظر لها يحاول التحدث لكنه لم يستطع، فأردفت هي غير مكترثة:-أنا تمارا يا بيبي، اللي يلعب بيا بلعب بي، بس أنا لعبي غبي شوية!فصول رواية لمن يهو القلبرواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأول( رواية بونسوار سابقا )الساعة الثانية بعد منتصف الليل.. مُغامرة أخرى من مغامرات "تمارا" حيث خرجت من قسم الشرطة بصحبة والدها بعدما أصلح ما أفسدته بأعجوبة.. بينما يهتف مستاءً:-حسبي الله ونعم الوكيل فيكِ يا تمارا يا بنتي.عقدت "تمارا" ساعديها أمامها بلا اكتراث وقد قالت بهدوءٍ استفزه:-كنت عاوزني أعمل إيه يا بابي؟، مكنتش أقصد أبدًا إني أكسر الديسكو، كنت حابة أربي الزفت اللي حاول يضحك عليا.-ما هو العيب مش عليكِ، العيب على الحرس المغفلين اللي بيسمعوا كلامك الأهبل دا، أنا لعاشر مرة هغيرهم بسببك!واصلت بابتسامة ثلجية:-بابي أنا أصلا مش محتاجة حراسة أنا أعرف أكسره لوحدي.اقترب منها وشدها إليه دافعًا إياها نحو السيارة خاصته صائحًا:-بلطجية!، أنا مخلف بلطجية.. إركبي يا عملي الأسود في الدنيا..ركبت السيارة على مضض وانطلقت بهما، وبعد مرور الوقت قد وصلا إلى الفيلا.. وقامت العاصفة من قِبل "فاخــر " ولكن دون جدوى، فهو يعيش مع قطعتين من الثلج.. إبنته وزوجته.. لله الأمر سيتحملهما.. بينما يتذكر قول بواب فيلتهم وهو يقول لزوجته التي تشتكي من زميلتها بالعمل.."اصبر على جارك السو يا يرحل يا تجيله مصيبة تاخده"فيتنهد ضاغطا على شفتيه قائلًا:-بالظبط...أقبلت عليه إبنته الأخرى.. المريحة في حديثها والمريحة أيضاً على نفسه... تلك التي تشبهه إلى حد كبير.."ساندرا "..الجميلة الرقيقة التي تأخذ من ملامحه.. حتى لون بشرته البرونزية المصرية.. وعيناها الكاحلتين..راحت تجلس جواره مع قولها الهادئ:-بابا حبيبي.. بلاش تزعل من تمارا، بكرا تعقل..نظر لها وقال متنهدًا بقلة حيلة:-بكرة دا هيجي امتى بالظبط يا ساندرا، دي عندها 27 سنة يعني خلاص المفروض تكون أعقل من كدا بكتير!-معلش حبيبي، بنتك بقى ولازم تستحملها..-كان نفسي تكون بربع عقلك انتِ يا صغنن..هكذا قال بمرح وهو يضمها إلى صدره في حنان، بينما يتابع بغيظ:-ساعات بحس انها اختك الصغيرة مش الكبيرة، انتِ صحيح أصغر منها بست سنين بحالهم لكن عقلك أكبر بمراحل..قبلت ساندرا والدها برفق وقالت:-بحبك يا بابا..-يا قلب بابا..بادلها القبلة كذلك وربت على ظهرها، بينما يسمع صوتا اخرا يقبل عليهما:-طبعا ما هي ساندرا حبيبتك وأنا بنت البطاية السمرا!تكلم فاخــر مغتاظا:-دي حبيبة ابوها اللي بتريحه على طول، وبعدين اسمها بنت البطة السودة مش البطاية السمرا.. يا بنت سهير!-بابي أنت بتدقق في حاجات عجيبة، ممكن بليز تديني ريموت الـ TV عشان الفيلم هيبدأ..والدها كاظمًا غيظه:-أنتِ لسة ليكِ نفس تتفرجي على حاجة!نظرت له مبتسمة وقالت بلا اكتراث:-مافيش حاجة تستاهل إن نفسي تتسد عشانها بابي..بينما تهتف:-يا دادة راوية..فتردف ساندرا:-دادة راوية نامت من بدري يا تمارا، هي الست هتلاحق على إيه ولا إيه دا أنتِ هارياها طلبات ليل ونهار..-دي وظيفتها هنا يا قلبي ولازم تنفذ كل حاجة..نهض والدها قائلًا وهو يعض شفته السفلى:-أنا هطلع أنام بقى عشان كدا كفاية جداً عليا..انصرف على ذلك بينما تتابع ساندرا بهدوءٍ:-مش ناوية تعقلي بقى يا ريري؟ حرام عليكِ كل يوم تزعجي بابي معاكِ بالشكل دا، بليز اهدي شوية..تمارا وقد ابتسمت قائلة:-صدقيني مش بتمنى أزعج بابي ولكن كل الناس بيضحكوا عليا طمعانين فيا وفلوسي ما عدا واحد بس، ونفسي إنه يموت عليا!تأففت ساندرا بضجرٍ وهي تخبرها:-يابنتي شليه من دماغك بقى، دا لا يمكن يفكر فيكِ يا تمارا، هو شخصية مختلفة خالص عن أي حد بتعرفيه وجد جداً مش راكب مع شخصيتك أبدا..-ما هو دا اللي عاجبني يا ساسو!، غريب ومختلف وجنتل أوي، وعنفه بجد حاجة وااااو..!ضربت ساندرا كفا بكف ورددت:-أنتِ كريزي أوي يا تمارا، على فكرة أنتِ ماتقدريش أصلا تتحملي طبعه لأنه شرس وعصبي ومش بيحب البنات المجنونات اللي زيك..ضحكت تمارا وتابعت:-متهيألك يا قلبي، هو هيلاقي زيي فين؟ أنا تمارا جميلة بشهادة كل الناس متعلمة وأخدت ماستر في فرنسا، عاوز ايه هو اكتر من كدا؟ساندرا بتهكم:-هو دا كل مفهومك يا تمارا؟، على فكرة بقى كل دا ميفرقش مع أدهم نهائي..تمارا بثقة عارمة:-مبقاش تمارا إن ما وقعته فيا!صباح يوم جديد..على مائدة طعام ضخمة حملت كل لذ وطاب..يترأس المائدة "شوقي الجزار " وعن يمينه جلست زوجته "جيهان" التي ابتسمت بإشراق وهي تقول بهدوئها المعتاد:-أدهم وحشني جدا.. الحمدلله إنه جاي النهاردة من السفر، حقيقي مبعرفش أعيش من غيره..رفع شوقي حاجب مع قوله المشاكس:-طبعا، وأنا ماليش أي لازمة..ضحكت وربتت على كفه بحنوٍ، ثم قالت بنبرة حنون حملت بعض العتاب:-ماتقولش كدا، أنت عارف غلاوتك عندي ومأقدرش أعيش من غيرك أبدا ربنا يبارك فيكم..-وأنا وأنا أنا فين!هتفت المدللة الصغيرة التي اندفعت إلى والدتها تعانقها بمحبة وتقبل وجنتيها، ثم تنتقل إلى والدها مع قولها:-صباح الخير على حبايب قلبي..ابتسم والدها وأجلسها جواره.. فيما تتابع بشوقٍ:-أدهم وحشني موووت بجد..والدها بمرح:-إيه حكايتكم هو أول مرة يسافر؟ وبعدين أنا بعمل إيه هنا لما كل حاجة أدهم أدهم!عانقته "ميـرال" مجددًا وهي تقبله بوجنته مع قولها الحاني:-بابي حبيبي، أنت الخير والبركة كلها..ابتسم شوقي وراح يستكمل وجبة الإفطار خاصته بتمهل وهو يقول بحسم:-وحشني أنا كمان بس يارب لما يجي مايعملش مصيبة ويحرجني مع الناس!فقالت جيهان بضيق:-بصراحة يا شوقي أنت بتعمل حاجات تعصب.. يعني تحطه قدام أمر واقع وتحدد ميعاد خطوبته وهو أصلا مش بيطيق البنت دي ومش عاوزه يزعل!؟-جيهان.. فيه مصالح مشتركة وهو لازم يكون عارف كدا!-بس أدهم مش صغير عشان تحدد له حياته يا شوقي، ومش كل حياته هتبقى بيزنس ومصالح مشتركة!أدهم عنده 30 سنة من حقه يعمل اللي يريحه ويختار اللي تريحه برضوه!من فضلك يا شوقي بطل ضغط عليه، المرة دي هو سكت عشان خاطري بس المرة الجاية أدهم مش هيسكت..شعر شوقي بالضجر من حديثها الذي اعتبره ثرثرة!، ليقول وهو ينهض بحدة:-تمام يا جيهان، أنا لازم أمشي دلوقتي بس لما يرجع سلميلي عليه وقوليله يحضر نفسه للخطوبة ومتنسيش تعزمي سهير وأنا هتصل بفاخر النهاردة..ثم انصرف دون كلمة زائدة ناهيًا الحوار كعادته، فزفرت جيهان وهي تنهض بدورها صاعدة إلى غُرفتها..ونهضت ميرال وهي تحدث نفسها بضيق:-كل يوم نفس الكلام!خرجت إلى حديقة القصر ذات المساحة الهائلة بأشجارها وزهورها الكثيفة للغاية، استنشقت نسمات الهواء وهي تغلق عيناها بينما شعرها العسلي بتطاير بفعل الهواء..ثم فتحت عينيها وفؤادها ينبض باشتياق بل كل نبضة منه تصرخ باشتياقه..هو سافر مع شقيقها هاربا من أسر عينيها الرائعتين المهلكتين.. ظناً منه أنه سيبتعد عنها ويبعدها عنه!لكنها وللعجب لم تبتعد عنه فقد كان متربعا على عرش قلبها حتى في غيابه وفي خيالها!في خيالها رسمت حياتها معه بكل التفاصيل.. وفي نومها كان هو زائر كل أحلامها..!وفي اليقظة كان بطل كل أيامها رغم البُعد!أي صنف من النساء هي لتعشقه كل هذا العشق!؟هي استثناء كما أخبرها هو.. كل ما فيها مختلف.. كل ما فيها يثير نبضات قلبه التي تضخ عشقا لها..لكنه و-للأسف- مازال يُكابر!لكنها -هي- لن تتخلى عن سيد أحلامها هكذا بمنتهى البساطة!غابت الشمس تودع الآفق، وبدأت ستائر الليل تنسدل وأنار القمر في صفحة السماء وترصعت النجوم من حوله بمظهرها الآخاذ..ووقفت -ميرال- أمام مرآتها وتزينت كما لم تفعل من قبل..وصففت شعرها الرائع بعناية..وكحلت عينيها البندقيتن فوهجت بحب..ولم تضع أحمر شفاه لأنه -هو- لا يحبها تضعه..لقد كانت جملته عابرة لكنها اتخذتها أمر ووجب عليها الطاعة..!انتهت وهندمت ملابسها الطفولية المكونة من بنطالٍ أبيض وكنزة فضفاضة وردية ذات رسومات كرتونية.. فبدت وكأنها طفلة رغم أنها بلغت من عمرها تسعة عشر عاما!خرجت من الغرفة في سرعة عندما سمعت صوت سيارة أدهم وراحت تركض فوق الدرج هاتفة بطفولية:-أدهم.. أدهم..تلقاها أدهم الذي دخل لتوه من باب القصر الداخلي بين ذراعيه في عناق أخوي حنون، وهمست ميرال بصدق:-وحشتني أوي يا أدهومي..أبعدها أدهم قليلًا وداعب وجنتها برفق مع قوله:-وأنتِ كمان يا ميمو وحشتيني موت.. قوليلي بتاخدي علاجك بانتظام ولا لا؟هزت رأسها بإيجاب وأخبرته:-أه والله يا حبيبي..فيما أقبلت -جيهان- عليه بخطواتٍ سريعة أشبه للركض وهي تهتف بشوق:-قلبي.. قلبياندفع نحو والدته واحتضنها برفق وهمس:-وحشتيني..فيما تردف بعتاب:-كل دا وقدرت تستحمل يا أدهم تبعد عننا المدة دي كلها..؟تنهد أدهم بعمق وقد قال:-معلش حقك عليا يا ماما بس كنت محتاج أبعد شوية.. بابا فين؟-في الشركة.. تعالى يا حبيبي استريح..مضى معها نحو الأريكة وجلسا سويا، بينما انتهزت ميرال فرصة انشغالهما وتسربت إلى الحديقة وعيناها تدوران بحثاً عنه وها قد وقعت عيناها عليه حيث كان هناك عند البوابة الخارجية ينهي اتصالا مع أحد..اخذت تقترب بخطواتٍ بطيئة في خجل بينما لاحت منه هو التفاتة حين اشتم رائحتها المميزة..فاصطدمت عيناه بعينيها فازدرد ريقه بارتباكٍ لكنه لم يتأثر خارجياً ؤقال هادئاً:-ازيك يا أنسة ميرال؟تغضن جبينها لعدة ثوانِ من لهجته الرسمية معها، لتقول بضيق:-حمدالله على سلامتك..فقال بنفس الهدوء:-الله يسلمك..تنهدت بغيظ وهي تقول بعصبية:-مش عاوز تقول حاجة؟هز رأسه نفيًا.. ثم صمت ثوان وعاد يتحدث بمراوغة:-أه أه عاوز أقول..-ايه خير؟!-احم.. ممكن تشوفي أدهم بيه عاوز مني إيه تاني قبل ما أمشي؟عقدت ساعديها وهي تحاول كظم غيظها.. فقالت:-هو آنت مش من طقم الحراسة، يبقى تمشي ليه، مين هيحرس القصر؟فأخبرها مبتسما برسمية أيضًا:-دي تعليمات يا فندم، أنت لسة صغيرة بكرة تكبري وتفهمي..اشتعلت عينيها المهلكتين كما يراهما دوماً فخفق قلبه وصرخت دقاته.. هذه الفتاة تشكل خطرا كبيرا عليه.. لن يتحمل أبدا..لذا التفت وأولاها ظهره قائلًا بجدية شديدة:-مستعجل يا أنسة ميرال من فضلك شوفي أدهم بيه..زفرت بعنف وأسرعت في خُطاها إلى الداخل مجددًا.. فالتفت ومسح بكفه على جبينه المُتعرق وهو يهمس لنفسه بتوتر شديد:-إيه مالك يا "علي".لجمت الصدمة لسانها وهي تسمع مكالمة والدتها مع السيدة "جيهان "..حيث أخبرتها عن موعد خِطبة أدهم!، ويا لها من صدمة!بل فاجعة!هل -أدهم الجزار - شخصيا تقدم لاحداهن هكذا بمنتهى البساطة؟وهو الذي لم تحوذ واحدة فقط على إعجابه!ضاقت عينا تمارا بغموض وهي تتوعد له..-هي- ستتخطط كيف تصل إليه.. وفي أقرب وقت ممكن.. وستحصل عليه!هكذا وعدت نفسها بثقة.. وقامت من مجلسها متجهة إلى غُرفتها تنتقي فستانا يليق بالخطبة.. ويليق بـ تمارا أيضاً!إن كان هو أدهم الجزار..فهي أيضاً تمارا الجزار!العرق واحد.. والدم واحد..وطريقهما! سيكون واحداً أيضًا .. هذا هو رهانها مع نفسها..أخيراً انتقت فستانا ورديا من خزانة ملابسها، وهمست لنفسها ببسمة ماكرة:-ماشي يا إبن عمي!حفل خِطبة إسطوري قد تجهز على قدمٍ وساق في قصر الجزار..الجميع كان في حالة من الانبهار التام، هذا ليس حفلا عاديا.. فاليوم خطبة -أدهم الجزار - نجم عائلة الجزار..له هيبة طاغية في حضوره.. خاصةً على الفتيات.. كلهن يتحدثن عن وسامته..لكنه كان يزفر بضيقٍ شديد وهو يتابع الحاضرين يريد أن يفتك بأي أحد الآن.. الجميع يستفزه وبشدة.. ما هذا العالم المستفز الذي يحيطه..؟!تلك العروس اللاصقة في ذراعه كاد يقتلها من شدة غيظه...لا يريد سماع صوتها حتى..-يلا يا قلبي استعد لـ السيشن.هكذا همست العروس في أذنه بدلالٍ لم يرُق له قط!فزفر بحدة وهو يعتدل في وقفته.. بينما يقترب المصور وهو يقول بحذر:-هستأذن حضرتك تمسك إيد العروسة وتبوسها وحضرتك بتبصلي تمام؟-نعم! إيد مين وابوس إيه، غير اللي بتقوله دا بدل ما أكسر الكاميرا دي على دماغك!ارتد المصور للخلف في خوف حقيقي، بينما أنقذ والده الموقف وهو يقول بلُطفٍ:-شوف العريس عاوز إيه ونفذه لانها خطوبة تمام؟هز المصور رأسه بصمت وقد تنهد بضيقٍ، بينما كشرت العروس "لينا" وهي تزفر بغضب جم!ما هذا التصرف المُتخلف خاصته؟!ماذا يعني؟لا يُريد تقبيلها؟!تطاير الشرر الغاضب من عينيها الواسعتين وهي تفعل كما وجهها المصور.. لينتهيا بعد مرور الزمن أخيراً وتبدأ رقصتهما الأولى تحت أنظار الجميع..وتتعلق هي بعنق أدهم الذي ابتعد بوجهه قليلًا وراح يحل عقدة يديها عن عنقه...ثم يضعها بعصبية على كتفه وهو يقول بحدة كحدة عينيه الغاضبتين:-كدا أفضل..كزت لينا على أسنانها بغضب وهمست له بعدم رضى:-أنت حقيقي أوفر جدا يا أدهم..فأشاح بنظره عنها وهو يخبرها بجمود قاس:-فعلا أنا أوفر جدا ودا إسلوبي..اتسعت عيناها من كلماته اللازعة، وفضلت الصمت حتى تنتهي الرقصة المملة هذه..وما إن انتهت انصرف أدهم وذهب إلى -الكوشة- خاصتهما..أخرج علبة سجائره من جيب سترته وراح يضع ساقا فوق الأخرى وهو يشعل لفافة التبغ بضيقٍ..فينفث دخانها رافعاً رأسه للأعلى بلا اكتراث بعيون الحاضرين المصوبة نحوه..بينما أسرع والده إليه واقترب هامسًا بغيظ شديد:-أنت ناوي تفضحني الليلة صح؟!رمق والده بنظرة ثاقبة وقد أخبره بنبرة جادة:-أنا فاضلي تكة واحدة بس وأعملك فضيحة بجد!-طب أقوم إرقص مع خطيبتك!-اتزفت!هتف بها بنظرة نارية، فضغط شوقي على نواجذه والتفت قبل أن يتصاعد صوته أكثر من ذلك..وهناك رقصت -لينا- مع صديقاتها بجسدها الفاتن المغري للجميع..ولكن له لم يكن مغريا في عينيه! ولم يتأثر بجمالها وفتنتها قط..!وها قد أتت له من هي تفوقها فتنةً وجمالا!-بونسِوار أدهم..هكذا قالت "تمارا" وهي تمد يدها له كي تُصافحه، فصافحها على مضض وهو يقول بخشونته المعهودة:-أهلا..تابعت تمارا:مبروك أدهم..هز لها رأسه دون كلام وسحب نفسا عميقًا من سيجارته.. فعادت تقول:-خطيبتك مش لايقة عليك، الناس كلها بتتكلم عن جراءتها الأوفر جداً يعني..نظر لها بصمت.. فاستكملت رافعة احد حاجبيها:-تستاهل واحدة أجمل من كدا.. أنا عارفة إن عمو شوقي هو اللي ضغط عليه..-أيوة كل اللي قولتيه دا يخصك في إيه؟!قال جملته ببرود أخرسها لدقيقة كاملة..دقيقة كاملة في إحراجٍ وهي تناظره بصدمة.. ثم تحررت من صدمتها تلك لتقول بغيظٍ:-أنت ناسي إنك إبن عمي؟ يعني يهمني مصلحتك..ابتسم متهكمًا وقال:-ممم.. لا مالكيش دعوة بمصلحتي يا أنسة تمارا.. ممكن توفري كلامك لنفسك وممكن برضوه تلمي نفسك وتلمي فضايحك وترحمي باباكي الغلبان اللي داير وراكي في الاقسام والديسكوهات...جحظت عيناها من فرط وقاحته، ثم هتفت بعصبية:-أنت إزاي تكلمني كدا؟.. أنا غلطانة إني جيت أنصح واحد زيك والله..-أنا! أخد نصيحة من واحدة زيك يا تمارا؟! والله هُزلت!هذا أزادها حقا..وهي تلجمت لا تجد كلمات مناسبة ترد بها عليه!لذا استدارت وانصرفت في اهتياج.. لتأتي من خلفها "ميرال" وتجلس جواره رابتة على ساقه قائلة؛-إيه يا أدهومي مالها تمارا انتوا كنتوا بتتخانقوا ولا أنا متهيألي؟!رد وهو يلقي سيجارته أخيراً تحت قدميه:-سيبك منها دي واحدة فاضية..ضحكت ميـرال ووضعت يدها على فمها، فقال أدهم بجدية:-بتضحكي على إيه أنتِ كمان؟-بصراحة.. أصل تمارا معجبة بيك أووي وبتغيير عليك، ساندرا قالتلي..دفعها أدهم برفقٍ من كتفها قائلًا بنفاد صبر:-أمشي من هنا قبل ما أقتلك..انصرفت هاربة من عصبيته ومازلت تضحك برقة..ثم توقفت قليلًا وقد شعرت بالتعب قليلًا..وتسللت في مكانٍ خالي بعيداً عن هذا الضجيج..ثم أخرجت من حقيبة يدها الصغيرة عبوة شوكولاتة فاخرة..وكادت تقضم منها لولا الذي أتى من خلفها فجأة وانتشلها..فشهقت بذعرٍ ولاحت منها التفاتة إليه وقد تخضبت وجنتاها بغضبٍ وهي تهتف به بطفولية:-هات الشوكليت!أخبئها "علـي " خلف ظهره وقال باقتضابٍ:-هتضرك يا أنسة ميرال، على حد علمي إنك ممنوعة تماماً منها..تذمرت في قولها:-وأنت مالك؟! يعني خايف عليا مثلاً؟أنهت جملتها والتفتت تولّيه ظهرها بعنفٍ.. فاصطدمت أطراف شعرها العسلي بوجهه فجأة..هذه تنوي قتله!بشعرها الرائع ذو الرائحة الأروع..وفستانها الأزرق بلون السماء المميز!كل ما فيها مهلك!تمنى لو يصرخ الآن ويخبر الجميع أنه يعشق هذه الفتاة..أن تكون حلاله وله وحده.. فيحتضنها دون قيود ولا مجال للرسمية!-يا أنسة ميرال؟همس بها وقد تحكم بأعصابه مجددًا، فلم تلتفت له لكنها قالت بدلالٍ لم تتكلفه:-أفندم؟!-أسف لتصرفي بس سلامتك تهمني، ما أنا بحرس العيلة دي وأنتِ فرد منها..التفتت له أخيراً وتأملت ملامحه الرجولية المحببة لها مروراً بلحيته الخفيفة التي تعشقها..وجسده الضخم أمامها.. في كل مرة تنظر فيها إليه يتضاعف حبها أضعاف ولا تعلم أيبادلها هو؟ أم لا تعنيه هي شيء!أم أنه يعشقها كما تعشقه لكنه يُكابر!-علي..همست بها ونظراتها تتحدث بالنيابةٍ عن قلبها..وهو يفهم جيداً حديثها الصامت.. وما أجمل سماع إسمه من بين شفتيها!-أمرك..همس بها وقد تنهد بصبرٍ، فقالت له بعينين دامعتين:-علي أنت.. أنت ليه مش عاوز تتكلم معايا ودايما بتتهرب مني.. علي هو أنت خايف عشان أنا عندي سكر؟.. أنا عارفة إني مش زي البنات و...عقد حاجبيه بضيق وقاطع قولها قائلًا:-أنسة ميرال.. أنتِ فعلا مش زي البنات.. أنتِ ست البنات كلهم!ومافيش فيكِ عيب ولا غلطة واحدة صدقيني أنا بس...صمت فجأة وابتلع حروفه وأولاها ظهره.. فأسرعت تواجهه وتنظر له بتلهفٍ مع قولها:-أنت إيه؟ أنت إيه يا علي!-أنا لازم أمشي من هنا حالا..ولم ينتظر اكثر وانصرف بالفعل ذاهبا ليستكمل عمله..فانسابت دمعاتها بهدوءٍ ورقة على وجنتيها الناعمتين بصمتٍ...كتمت ساندرا ضحكاتها وهي تشاهد غضب شقيقتها المبالغ فيه وغيظها الشديد من العروس الحمقاء الجالسة جوار أدهم.. التي لا تليق به كما رأتها هي!بل هذا مكانها -هي-!-بتضحكي على إيه؟ سبيني في حالي..هكذا قالت.. فأردفت ساندرا من بين ضحكاتها:-بجد أنتِ أوفر جدا يا تمارا قلت لك أدهم دا شليه من دماغك، عاجبك يعني اللي قاله؟!-إخرسي بقى بلييييز!هتفت بها وهي على وشك البكاء.. فصمتت ساندرا كاتمة ضحكاتها كي لا تنفعل شقيقتها أكثر..وعلى بعد عدة خطوات جلس "فاخر" بصحبة شقيقه "شوقي "...وبدا عليه أنه غاضبًا وبشدة من هذا الحفل الذي لم يرُق له..في حين قال بحدة:-والله عيب عليك يا شوقي تضغط على أدهم بالشكل دا.. وتخليه يخطب غصب عنه كمان..شوقي ضاحكًا:-يا فاخر أبو العروس داخل معايا صفقة تقيلة اوي وعاوزين نعدي بقى!فاخر بضيق:-يا أخي احمد ربنا دا أنت من اغنياء مصر.. بطل طمع! وبدل ما تغصب عليه يتجوز الغريبة.. لا القريبة أولى!نظر له شوقي ضاحكًا بشدة وقد قال من بين ضحكاته:-قصدك إيه؟!فاخر متنهدًا بعمق:-قصدي إنه يتجوز البت تمارا بنتي ويلمها بدل ما تضيع مني.. ما تقنعه بالله عليك يا شوقي؟-يا أخويا هو أنا اكره؟ بس اصبر نتم الصفقة دي على خير وبعدها فيه كلام تاني بس مأوعدكش لأني مش عارف أتعامل معاه من ساعة الخطوبة دي..-الله يبشرك!انقلب الحفل فجأة وتصارعت الأنفاس في خوف عندما سقطت "ميرال" مغشيا عليها أمام أنظار الجميع..وركض أدهم في سرعة الفهد وقلبه ينتفض خوفًا على شقيقته ثم حملها ودخل بها إلى القصر وإلى حجرتها فوراً..وتبعه والده والدته التي قالت بقلق:-اطلب الدكتور بسرعة يا أدهم دي أكيد غيبوبة سكر..وضعها أدهم على الفراش وأجرى اتصالا سريع عبر هاتفه على الطبيب المختص..وبعد مرور الزمن..كان قد انتهى الطبيب لتوه من فحص ميرال.. بعدما استيقظت من غيبوبتها..وبقيت ساكنة بوداعة في فراشها.. بينما قال الطبيب بحزم:-ماينفعش تتمنع من السكريات تماما لازم تاخد بس بمقدار بسيط جدا عشان متدخلش في غيبوبة تاني اثر انخفاض السكر في جسمها..هزت الأم رأسها بايجاب وهي تقول بندم:-حاضر يا دكتور.. للاسف فعلا احنا منعناها تماما من اي حاجة حلوة عشان متتعبش بس مش هنكرر الخطأ دا تاني..-تمام..قال الطبيب ثم انصرف بعد ذلك.. وجلس أدهم جوار شقيقته ماسحا على شعرها بهدوءٍ.. بينما يهمس مدللا اياها:-ألف سلامة على الصغنن بتاعنا..فابتسمت له بإرهاق.. فعاد يهمس لها مشاكسًا:-مش عارف أزعل يا ميرال ولا أفرح عشان بوظتي الخطوبة المملة دي ما تجيبي بوسة يا قلب أخوكِ!...تاااابع اسفل
 
 




look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 05:34 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني( رواية بونسوار سابقا )-ساندرا..هكذا هتفت صديقتها المُقربة وهي تهرول إليها واحتضنتها برفقٍ.. فبادلتها الأخيرة بودٍ وهي تقول ببسمة هادئة:-رغدة.. وحشتيني أوي..-وأنتِ كمان.. ليه مكنتيش بتيجي؟-يعني كنت مريحة شوية.. وكمان أنتِ عارفة إن كان فيه خطوبة أدهم إبن عمي..ابتسمت (رغدة) وقالت بمشاكسة:-عقبالك يا قلبي..بادلتها ساندرا الابتسامة بخجل وأطرقت برأسها قبيل أن تسألها بتوتر:-مامتك أخبارها إيه؟فضحكت رغـدة وأخبرتها غامزة:-كويسة وبتسلم عليكِ.. وبتقولك وحشتيني وأوي..تخضبت وجنتاها بحُمرة خجلة.. ثم قالت رغدة مُكملة:-تعالي معايا يا ساندرا عشان خاطري.. نقعد شوية مع بعض وبالمرة تدوقي المحشي بتاع ماما!ردت ساندرا بفرحة:-الله.. محشي!أنا بحبه أوي.. أنا كدا لازم أجي معاكِ لأن تقريباً المحشي دا مُحرم على بيتنا.. ماما وتمارا بيخافوا ياكلوه عشان يفضلوا عود فرنساوي..أطلقت رغدة ضحكة هادئة واستكملت:-طب يلا بينا إحنا وهأكلك أحلى محشي...خرجت إلى الحديقة بخطواتٍ متمهلة وهي تَحمل قطتها البيضاء الناعمة..ثم راحت تجلس على الأورجوحة بهدوءٍ وأخذت تمسد ظهر القطة بشرودٍ..ولم تبحث عيناها عنه في أنحاء الحديقة كما تفعل..بل كان قلبها من يبحث عنه ويتلهف لوِصاله..كيف السبيل إلى وصال علي '؟!متى سيرحم قلبها '؟!..رائحته انتشرت فجأة في المكان.. فعلمت أنه قريب.. قريب للغاية..حولها هنا..لهذا التفتت للخلف فاصطدمت عيناها برؤيته الحبيبة..لكنها عادت كما كانت بعبوسٍ راق له!حتى عبوسها يروق له.. لأنها استثناء!-صباح الخير..همس بها علي وهو يواجهها حيث وقف قبالتها بقامتهِ الفارهة وابتسم برسمية كعادته..فلم ترد عليه واصطنعت الانشغال بالقطة خاصتها..فعاد علي يتحدث بتصميم:-أنسة ميرال؟زفرت أنفاسها بطريقة طفولية ولم ترد عليه أيضاً...-أنتِ زعلانة مني أوي كدا؟هكذا سألها برفق.. واستكمل:-طب أنا عملت إيه؟!ويسأل؟!يسألها بكل هدوء يستفزها لماذا هي غاضبة؟!ما فائدة الكلام وهو يحاول الابتعاد؟!-أنت عاوز مني إيه دلوقتي؟سؤالها أحرجه.. كيف يجيب..؟ماذا يقول..؟لكنه وببراعته المعهودة أجاب:-عاوز أطمن على صحتك.. لعلك بخير؟-الحمدلله بخير.. ارتحت يا علي!؟ابتسم لأنها ختمت جملتها بإسمه الذي يحب سماعه دائماً منها..ليقول بتلقائيةٍ:-مرتاح طول ما أنتِ كويسة يا أنسة ميرال.. ممكن تفكي التكشيرة دي؟..أنا والله مكانش قصدي أخد منك الشوكليت!نظرت له بغيظٍ وأردفت؛-شوكليت!شوكليت إيه اللي بتكلمني عنها؟تنهد بصمت وخلع نظارته الشمسية السمراء ثم رمقها بنظرة مطولة.. نظرة كان كفيلة بدغدغة مشاعرها..نظرة أودعها فيها كل ما يشعر به نحوها..نظرة تخصها وحدها دونا عن نساء العالم..وهي.. كان تناظره بتحيّر.. عيناه تتحدثان فلمَ يصمت هو؟!وكأنه قرأ أفكارها..فأخبرها مبتسما ولكن ليس برسمية.. بل بم يكنه لها:-أنا نفسي أعيش حياتي كلها معاكِ يا ميرال..يحدث ما يحدث بعد هذه الجملة.. هو لن يتحمل أكثر!...-اللي عايز يجرب.. يقرب!صوت جهوري يصيح في حارة شعبية مُتهالكة جار عليها الزمن..وشاب ما يخلع عن جزءه العلوي الثياب بهجمية..ثم يخبط بكفيه على صدره وكأنه أسدًا..جسده صلب ولونه أسمر..قامته طويلة وعيناه واسعتان جريئتان بلون الليل الكاحل..كل هذا جعل ((ساندرا)) في حالة انبهار تام..هذا الشاب غريب تماما ومختلف عن عالمها..شهم يُدافع عن الأضعف وهو في الحارة الأقوى..شاهدت الجميع وهو يفر هاربًا وخائفاً منه.. فازدادت عيناها بريقا متوهجا باعجابٍ..أما هو ما إن لمحها ارتدى ثيابه ومضى نحوها وهو يمسح على جبينه المُتعرق..ثم قال متغزلا بها بصوته الأجش:-الله!.. هو القمر بيطلع بالنهار ولا إيه!؟..نظرت سانــدرا إلى الأرض بخجل شديد وأرجعت خُصلات شعرها خلف أذنيها..فقال (حــازم) مبتسما باعجابٍ سافر:-نورتي الحارة كُلها يا برنسيسة..همست له برقة وهي ترفع وجهها إليه:-شكراً يا حازم..-يلا بقى ندخل ولا هنفضل هنا يا أخ حازم؟!كانت جملة رغـدة التي جذبتها من يدها وسارت بها إلى بنايتهم واتبعهم حــازم وهو يتمعن النظر بها..وليس هو فقط..بل الحارة بأكملها تتمعن النظر بها.. وكأنها نجمة من نجوم السينما..الجميع يتفحصها ولكن خلسة.. فهي الآن في عرين وَحش الحارة... (حــازم)!مساءً..عاد أدهم إلى القصر فتفاجئ بخطيبتهِ ((لينـا ))، فزفر بحنق وهو يود قتلها، الساعة الآن الثانية عشر.. منتصف الليل.. '!ما الذي أتى بها هذه اللعنة التي أصابته مؤخراً؟!ابتسمت له ونهضت مقتربة منه قائلة بدلالٍ:-مساء الخير.. يا دومي.. وحشتني يا بيبي..-دومك!قالها بغضب ورمقها بنظرة نارية وهو يسألها بحدة عارمة:-أنا عاوز أعرف أنتِ جاية الساعة 12 دلوقتي ولوحدك إزاي؟!فضحكت كالبلهاء... وقالت بخجل:-يا قلبي بتخاف عليا!، أنا معايا الحرس بتوع بابي..تمتم أدهم بخفوت:-يا شيخة وجع في قلبك...-بتقول حاجة يا بيبي؟-بقول إني مش خايف عليكِ، أنا بتكلم عن حاجة تانية!كشرت عن جبينها وسألته ببرود:-حاجة إيه؟!-مافيش بنت محترمة بتروح بيت خطيبها في وقت زي دا!، أنا مابحبش الأسلوب دا تمام؟!-أدهم! مايصحش كدا يا حبيبي!كانت هذه العبارة لوالدته التي اقتربت منهما، ليقول أدهم بجدية:-أنا مابعرفش أجامل حد ولو عاوزة تكمل معايا يبقى تتعود على طبعي وتنفذ اللي بقوله!لينا وقد احتل الغضب ملامحها:-نعم؟!، حضرتك أوفر جدًا وواضح إنك عاوز تتقمص شخصية سي السيد!ضحك متهكمًا وقال متعمدًا اخافتها:-مين قالك إني عاوز أتقمص شخصيته؟، دا أنا نسخة تانية منه.. ودا طبعي مش عاجبك نفك الخطوبة عادي جدًا يعني!..-حقيقي أنت مريض..قالتها لينا بغيظ، فاقترب منها بنظرة مخيفة وقال جازا على أسنانه:-حقيقي أنا ماسك نفسي بالعافية..ثم استكمل ببرود:فهطلع أنام عشان وشك الحلو دا مبوظهوش!أنهى جملته القاتلة وصعد الدرج وهو يخلع عنه سترته، فتنحنحت والدته باحراج وهي لا تدري ماذا تقول للمسكينة...-أنا أسفة يا لينا أدهم ما...قاطعتها لينـا وهي تتجه صوب الباب بلا حديث، فتنهدت جيهان بضيقٍ وهي تقول:-ماشي يا أدهم!ذهبت إلى الملهى الليلي كعادتها في الليل..وهناك رقصت حتى خارت قواها.. وشربت الخمر!لكنها لم تشربَ حد الثمالة!هي في كامل قواها العقلية..نعم عادت تتحدث مع ((شادي))، ذاك الذي تركته من اسبوع فقط كالجثة الهامدة..وها قد عادت له من جديد..وهو استقبلها على الرحب والسعة.. مثلها تماما..وفي نظراتهما سَكن الخُبث..كلاهما ينوي فعلٍ ما في نفسهِ..-أنتِ متأكدة من اللي بتقوليه دا يا تمارا؟!هزت رأسها بضيقٍ وقالت:-ماعنديش حل تاني، أنا كبرت وخلاص نفسي أستقر وأتجوز يا شادي!شادي بذهولٍ:-يعني عاوزاني أتقدم وأطلبك من فاخر بيه؟!أومأت برأسها إيجابا وقالت بتأكيد:-ايوة..ثم تابعت بلا وعيٍ:-عشان اللي بحبه مابيحبنيش.. فلازم أندمه لما يشوفني مع راجل غيره...شادي بغضب:-نعم؟ أنت هتتجوزيني عشان تغيظي واحد تاني؟، أنتِ مجنونة يا تمارا؟ضحكت بتهكم صارخ ودفعته بكتفه مع قولها:-أنت هتعمل فيها بني آدم؟!، أنت من الأول عرفتني عشان الفلوس.. أنا بقى يا روحي هنغنغك فلوس!ثم نهضت مبتعدة عنه وقالت:-بونسِوار يا بيبي...دخل "شوقـي" إلى غُرفة أدهم كالعاصفة بعد أن فتح بابها بعنفٍ شرس وراح يزأر بحدةٍ عارمة:-أنت يا بيييه.. قووم!كان أدهم نائمًا على ظهره شارد بسقف الغرفة ويديه خلف رأسه.. فراح ينظر إلى والده بنظرة ثلجية وهو يردد:-في حد يدخل على حد كدا؟، أومال الباب دا اخترعوه ليه؟!-يا برودك يا أخي!قوم اتعدل وكلمني !نهض أدهم جالسا على الفراش متأففًا، ثم قال بهدوءٍ حازم:-أفندم..جاوره شوقي وهو يقول بغضب:-إزاي تكلم لينا بالأسلوب دا؟! أنت عاوز توصلنا لإيه؟ابتسم أدهم متهكما ولاذ به الصمت.. ليصيح به شوقي:-ما ترد! أنا مش بكلمك؟-أنا هرد..هكذا تحدث بهدوء شديد.. ليُكمل:-بس لما تقول كلام يعجبني ولو لمرة واحدة!-أنت قليل الأدب!-معلش..وببرود مرة أخرى رد عليه.. ليحتقن وجه والده بالدماء وتندلع نيران الغضب داخله.. فيما يردد:-إن كنت فاكر إنك بتستفزني بالطريقة دي تبقى غلطان!، أنا ولا يفرق معايا..-ولا أنا..كاد يُصيب والده بجلطة من حديثه الثلجي ...حيث نهض شوقي وصرخ به منفعلًا:-أنت ليه مش حاسس بكل حاجة بعملها عشانك؟!، هي الخطوبة دي كانت ليه؟، مش عشان نعمل أحلى شغل! والشغل دا مين هيتولاه من بعدي مش أنت؟أدهم وقد نظر له بجديةٍ:-لا مش أنا!.. أنا كفيل أأسس نفسي بعيد عن مصالحك اللي مش بتنتهي دي!، وحياتي الخاصة مش هتدخل في الشغل، ومش عشان أنت أبويا هقولك على كل حاجة سمعا وطاعة! أنا بشر، انسان، عارف يعني إيه؟.. يعني عندي مشاعر.. وبحس مش آلة بتشتغل ليل نهار عشان تكنز في فلوس وتعمل قصور..أنا ليا جانب محدش من حقه يتخطاه حتى لو كان أبويا! وخطوبتي من لينا دي بمزاجي عشان بس أريحك واشوف أخرك.. إنما دي لا يمكن أكمل معاها وأنت عارف كدا كويس..نظر له حينذاك باستهجان وأخبره ساخرًا:-اطمن.. هي اللي سابتك مش أنت..وبنفس النبرة الساخرة أردف أدهم:-ألف مبروك.. دا أحلى خبر ممكن أسمعه!سئم والده هذا الحوار العقيم الذي لا جدوى منه.. فرمقه بنظرة ثاقبة قبيل أن يبرح الغرفة... ثم يعود أدهم نائمًا كما كان وقد زفر بارتياح مع قوله:-في ستين داهية...في اليوم الموالي..حيث تنفست "ميـرال" الهواء بعمقٍ شديد وأغمضت عينيها باستمتاعٍ..وكأن الهواء مُعبق برائحته.. حاملا كل معاني الحُب إليها..يهديها حياة جديدة..حياة تتنفسها معه وحده.. تخصه وحده..وتبقى له وحده دونا عن رجال العالم بأكمله..وماذا بعد؟بعد أن أخبرها أنه يُريد حياة هي ملاذها..!التقطت هاتفها بين راحة يدها وهي تقف في شرفتُها، ثم أجرت اتصالا عليه فأخيرًا حصُلت على رقمه..وكأنها حصلت على جائزة!فرحتها الآن تسع الكون.. (علي) ليس بالنسبة لها حبيب فحسب!(علي) لها حيـاة!-وحشتني..كانت أول جملة قالتها حين أجاب عليها.. فاصطدمت الكلمة بقلبه صداماً عنيفا.. فارتفعت نبضاته..لكنه تحكم بمشاعره كعادته وقال بحزمٍ محبب إليها:-ميرال؟ اتفقنا على إيه؟ ماتخلنيش أندم إني اتكلمت معاكِ!ضحكت ضحكة أهلكته، ثم قالت بنعومة:-أول مرة تقولي ميـرال من غير أنسة.. ياااه أخيراً يا علي!، أنا مبسوووطة أوي.ضغط -علي- على شفتيه.. ثم تابع بنفس النبرة الحازمة:-اتفقنا إننا مش هنقول الكلام دا، لحد ما نفكر مع بعض إزاي نفاتح باباكِ في الموضوع ونمهدله الوضع..-طب هو أنا عملت إيه دلوقتي؟، أنا متصلة بيك عشان نفكر مع بعض يا علي..قالت جملتها بدلالها الفطري.. فتنهد بصوت مسموع وهو يمسح جبينه الغارق في عرقه...هذه حتما ستصيبه بسكتةٍ قلبية.. كل همسة منها ونظرةً لها مذاق خاص.. خاص جداً..هي أنثى ذات مذاق خاص.. وحبهُ لها حب خاص ليس كمثله حب !-ساكت ليه يا علي؟سألته بخفوت، فأجابها برفق:-معاكِ ..-طب هنعمل إيه؟-في إيه؟-علي!ضحك رغما عنه مردفًا:-نعم..فشاركته ضحكته وقالت:-فكر معايا إزاي تفاتح بابا...علي بجدية:-هو أنا هفاتحه على طول بدون مقدمات.. أنا مش بسرق! صح؟-بس يا علي أنا عارفة بابا.. مش هيوافق.. أنت عارف دماغه..أغمض عينيه للحظة وهو يقول هامسًا:-طب أعمل إيه؟، أخطفك؟ضحكت بدلالٍ وقالت مُرحبة:-يا ريت!-عادي كدا، كل حاجة مسلمة فيها يا ميرال؟قال جملته بنبرة مرحة، فقالت بثقة عارمة:_أه.. أنا معاك موافقة على أي حاجة عشان أنا بحس بأمان أوووي لما بكون قريبة منك وبكون مبسوطة ومرتاحة..ماذا تعرف هي عن الانبساط؟فلتأتي لترى قلبه المتراقص فرحا اثر كلماتها الرقيقة..-ما تيجي نتقابل في أي مكان يا علي؟-ميرال!.. بقول نقفل بقى عشان عندي شغل..هكذا أنهى الاتصال وأغلق معها.. فتنهدت بغيظٍ وكشرت عن جبينها بغضبٍ طفولي.. ثم عادت تبتسم من جديد وهي تهمس لنفسها:-ماشي يا علي!طرقت "سُهيــر" باب غُرفة إبنتها ساندرا وولجت..وما إن ولجت حتى توسعت عيناها من هول ما رأته!ساندرا!ساندرا؟ساندرا تأكُل (محشي) وتجلس فوق فراشها مربعة رجليها بمنظر مقزز للغاية!-ساندرا!هكذا هتفت متعجبة وهي تضع يدها على خدها مذهولة.. لتتابع باندهاش؛-بتاكلي إيه؟-محشي يا مامي..قالتها ساندرا وهي تملأ فمها بتلذذٍ، فتصرخ سهير:نووو... لا لا مش معقول.. جبتيه منين يا بنت، هتبوظي جسمك!ضحكت ساندرا قائلة بلا اكتراث:-من عند رغدة صاحبتي، أصل أنا زرتها النهاردة واتغديت معاهم، وبعدين طنط فوزية أصرت أخد معايا كان واحدة عشان عارفة إني بحب المحشي بتاعها..-طنط فوزية؟-اه طنط فوزية مامت رغدة صاحبتي،...سهير بحسرة:-أنا مش عاوزاكِ تعرفي البنت دي تاني فاهمة!، دي مش من مستواكي أبدًا..لعقت ساندرا أصابعها وهي تبتسم قائلة:-أكيد لا يا مامي، رغدة دي صديقتي اللي بحبها..كادت سهير أن تبكي وهي تراها تلعق أصابعها بهذه الطريقة.. فتقول بصدمة:-أنتِ بتعملي إيه؟!تنحنحت ساندرا بحرجٍ.. ثم قالت وهي تنظف يدها بمنديلٍ ثم فمها:-سوري يا مامي، اندمجت شوية مع الأكل..-لا يا هانم.. أنتِ بتقلدي الناس البيئة اللي كنتِ عندهم النهاردة!، اللي حصل دا ميتكررش تاني مفهوم!ولم تستطع الحديث حيث خرجت سهير من الغرفة والغضب يعصف بها عصفًا..تنهدت ساندرا بضيق.. ثم التقطت من صحن (المحشي) مرة أخرى وهي تقول بهدوءٍ:-هو أنا عملت حاجة تزعلها!جلست تمارا قبالة والدها الذي أتى الآن من عمله وجلس يستريح من مشقة العمل..بينما نظر إليها وقد قال بجدية:-خير؟-عاوزة أتكلم معاك يا بابي بليز..قال وقد فك رابطة عنقه:-قولي يا تمارا.. خير..تمارا وقد بدأت حديثها برفق:-في عريس جالي يا بابي...اعتدل حينذاك ناظرا لها منتبها.. ثم قال باهتمام:-عريس مين؟، أنا أعرفه؟هزت رأسها وأجابته:-تقريباً...فسألها:-مين؟..ابتلعت ريقها بتوتر.. واستأنفت:-شادي..تمالك نفسه وهو يسألها مجددًا:-شادي مين؟!زفرت بضجرٍ:-شادي يا بابي!-الواد اللي كسحتيه في الديسكو؟أومأت برأسها إيجابا.. فهب واقفاً قائلًا بصرامة قاتلة:-أنا مش فايق لسخافتك دي دلوقتي أنا جاي تعبان!-بابي أنا مش بهزر.. لو سمحت اسمعني..-اسمع إيه! أسمع إييييه!أنت تطلعي تنامي حالا وإلا هقتلك وأتعدم بعدها عشان نرتاح.. دا أنتِ عملي الأسود في الدنيا!وقفت قبالته وقد قالت بتصميم:-بابي شادي هيتقدم وهتجوزه.. أوك؟وانصرفت في سرعة... فهتف بغضب:-ماشي يا بنت يا سهير... إصبري عليا!جلست السيدة (فوزية) ذات الجسد البدين جوار إبنها (حازم) الذي كان يجلس أمام التلفاز ويتناول وجبة من (الفشار) أعدتها له شقيقته..لتقول والدته باستغراب:-حازم بياكل فشار؟! .. دا من امتى؟نظر لها بنصف عين.. قبيل أن يتكلم بجمود:-إيه يعني لما حازم ياكل فشار ياما مش فاهم؟-مافيش يا حبيبي.. كُل بالهنا والشفا..قالت جملتها ثم ربتت على كتفه.. واستكملت:-قولي بقى.. إيه حكايتك مع البنت صاحبة رغدة؟-حكايتي!.. حكاية إيه؟تصنع عدم الفهم وهو يسألها.. لكنها أجابت بهدوءٍ:-أنا لاحظت إنك معجب بيها والغريبة إن هي كمان وطول ما كانت موجودة منزلتش عينك من عليها.. قولي في إيه؟اعتدل في جلسته وقال:-نفترض إني معجب.. في مانع؟تحدثت بجدية تامة:-أيوة يا بني في مانع.. دي لا من توبنا ولا مننا، ولا أنت من توبها.. اللي زي دول ليهم عيشة تانية خالص وعمرها ما تقدر تستحمل وضعنا.. نظرات الاعجاب دي بتاعة وقتها كدا وهتروح لحالها.. بص على قدك يا حازم!حازم بضيقٍ شديد:-أنا باصص على قدي ياما.. هي عجباني وأوي كمان.. ومافيش حاجة غلط في كدا.. وأنا كفيل أحول بصة الاعجاب لبصة حب وعشق كمان!-أنت بتحلم! حتى لو قدرت تعمل كدا، ليها أهل عمرهم ما هيوافقوا!مط شفتيه بعدم اقتناع.. ليقول متنهدًا:-بلاش نسبق الأحداث.. بس أنا من حقي أختار اللي تعجبني ودي عجبتني...طرقت ميرال باب حجرة شقيقها وانتظرت قليلًا إلى أن سمعت صوته من الداخل يقول هادئا:-ادخلي يا ميرال..فتحت الباب واقتربت منه حيث كان يقف عند النافذة يستنشق الهواء بحرية..قسمات وجهه تبدو هادئة.. لكن عينيه تحملان حزن دفين.. هكذا استشفت هي منهما..لتقول برفقٍ مربتة عليه:-أدهوم؟ مالك؟نظر لها وابتسم.. ثم تحدث:-مافيش حاجة يا حبيبتي، خير كنتِ عاوزة حاجة؟هزت رأسها نفية.. ثم قالت بمرح:-لا جيت أطمن عليك بس.. وبعدين عرفت منين إن أنا اللي بخبط على الباب مش جايز يكون بابي أو مامي!ضحك بخفوت وقرص وجنتها بخفة مع قوله:-عارف خبطتك يا لمضة..-حبيبي يا أدهومي..قالتها وهي تعانقه بمحبةٍ صادقة، فرفع حاجبيه وضاقت عيناه بغموض وهو يسألها:-طب قوليلي إيه سر السعادة اللي أنتِ فيها دي النهاردة؟ابتعدت عنه سريعا وتوترت بشدة.. ثم توردت وجنتاها مع قولها المرتبك:-م.. مافيش حاجة عادي!رفع حاجب وقال بتصميم:-لأ فيه.. بس مش هتدخل هسيبك تجي تحكيلي لوحدك، أوك؟هزت رأسها بدون مجادلة وغيرت مجرى الحديث قائلة:-إيه اللي حصل بينك وبين لينا؟فزمجر مختنقا:-ماتجبيش سيرتها قدامي عشان بتعصب.. أهي غارت في داهية..ميرال مبتسمة:-طب إهدى وهاتلي شوكليت..!نظر لها مطولا ورفع ابهامه ليمسح أثر الشوكولاتة عن فمها وهو يقول:-كفاية اللي أكلتيه في أوضتك ولمي نفسك شوية هتتعبي كدا..تنحنحت ميرال بحرجٍ فضحك أدهم متابعا:-مابتشبعيش شوكليت ارحمي نفسك! مافيش شوكليت أمشي على أوضتك..-ماشي يا أدهومي وبرضوه هتجبلي شوكليت من اللي بحبها تصبح على خير يا حياتي..هكذا قالت وبرحت الغرفة.. فضحك أدهم وعاد يتطلع إلى النافذة مجددًا وقد قال هامسًا:-والله ما حد مصبرني على البيت دا غيرك..ركضت ساندرا حيث يجلسان والديها وراحت تصرخ بهلع:-بابي بابي..فنهض في لهفة متسائلا:-في إيه؟فقالت من بين أنفاسها اللاهثة:-إلحق تمــــارا...


look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 05:35 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث( رواية بونسوار سابقا )هي بالفعل كادت تموت!تصرفها الجنوني ذاك كاد يصيب والدها بالشلل!حيث حاولت الانتحار جديا وتناولت شريط أقراص مجهول المصدر!ولم تكترث.. كل ما يجول بخاطرها تفعله. !وهذه الخطة حسمتها جيداً إن ماتت فهو قدرها!، وإن حيت فستنول مُبتغاها!وما هو مُبتغاها؟!"شادي"!كل هذا من أجل شادي؟!وكان أول ما نطق به والدها الذي اقترب يجلس جوارها على فراش المستشفى بعد أن تحكم بأعصابه بأعجوبة:-أنتِ بتنتحري عشان تتجوزي شادي؟!زفرت رغم إعيائها واصفرار وجهها.. ثم قالت باقتضابٍ:-yes..هل يصفعها؟أم أن قتلها حلال؟!معها تتحجر الحروف على شفتيه فيظن أنه قد أصيب بالخرس..!وتعجز يده عن صفعها فيظن أنه أصيب بالشلل...فأفعالها حتماً ستأتي له بالجلطة!-يا بنتي أنا مش حملك.. شادي دا إيه أنتِ اتجننتي؟هكذا صاح بها وعيناه تحملان حمم نارية.. بينما ترد ببرود مستفز؛-عاجبني يا بابي..-بابي إيه وزفت إيه، يا رتني ما خلفتك ولا شفت وشك يا شيخة، لا لا دا أنتِ محتاجة تتربي من أول وجديد!نظرت له بتحدٍ..نعم تتحدى والدها وكأنها توعده بأنها المنتصرة..!وهو صر على أسنانه وصفعها.. وتلك المرة الأولى يضربها.. لكن الكيل طفح!صرخت تمارا ووضعت يدها مكان الصفعة في ذهول تام، فركضتا كلا من ساندرا ووالدتها على اثر صوتها..فأسرعت سهير إلى ابنتها في صدمة وهي تصرخ:-في إيه يا فاخر؟.. أنت ضربت تمارا؟!-دا أنا هكسر عضمها بس لما ترجع البيت، وأنتِ يا هانم ياللي عايشة لنفسك وبس شوفي وبنتك وعقليها بلاش قرف!أنهى حديثه الحاد وبرح الغرفة تاركا إياهن.. فصرخت تمارا بتصميم؛-والله هتجوزه يا إما هموت نفسي بجد!فقالت ساندرا بعتاب:-اعقلي يا تمارا.. بجد اللي بتعمليه دا أوفر أوي حرام عليكِ!فترد سهير وهي تضم تمارا إلى حضنها:-اسكتي أنتِ يا ساندرا، لازم فاخر يوافق وإلا بنتي هتضيع مني وساعتها هيندم..ساندرا بغضب عارم:-بجد حرام أنتِ هتشجعيها يا مامي؟!، شادي دا شاب مستهتر وكل يوم مع بنت شكل وأكيد طمعان فينا!-اطلعي أنتِ من الموضوع يا ساندرا..كانت جملة تمارا التي نهرتها بها، فرمقتها ساندرا بنظرة ثاقبة وبرحت الغرفة فوراً، لتقول سهير بلا مبالاة:-شادي إبن ناس برضوه مهما كان مش كدا يا تمارا؟ مش هما مستواهم كويس؟لوت تمارا فمها بتهكمٍ وقد قالت:-أيوة...فتقول سهير:-دا المهم...جن جنونه واشتعل الغضب في مقلتيه، بينما تصلبت ملامحه بحدة عارمة وهو يتابعها بعينيه الغاضبتين، ألقت بنفسها إلى حمام السباحة وراحت تسبح بملابسها التي لا تستر شيء!فكانت ترتدي -شورت قصير- لونه أسمر.. وكنزة ذات أكمام قصيرة بنفس اللون.. تلتصق بجسدها..ماذا لو رأها أحد الآن؟وكيف تسمح ميرال لنفسها أن تخرج من غُرفتها بهذه الملابس؟هل جنت؟!لم يدرِ بنفسه إلا وهو يندفع نحوها بجنون، بينما لألأت عينيه بغضب جم وهو يقترب من حمام السباحة قائلًا بحدة:-على فكرة كدا ماينفعش!..وحاول ضبط أعصابه مكملا:-خالص يعني!فرفعت رأسها إليه وابتسمت الحمقاء ببراءة يعهدها منها دائماً، لتقول برقة:-صباح الخير يا علي، مالك؟تلفت حوله بحذر وهو على وشك قتلها من سؤالها، ليردف بصرامة:-مالي؟، أنتِ إزاي تعملي كدا يا ميرال؟ تخرجي من أوضتك بالمنظر دا؟...-وفيها إيه يا علي دي مش أول مرة!-ميرال أنا مش عاوز مجادلة من فضلك اطلعي من البسين حالا وغيري هدومك دي!هكذا أنهى حديثه واستدار ماشيًا إلى البوابة الرئيسية للقصر.. فزفرت ميرال وصعدت على الفور..فكل شيء يهون إلا... غضب علي!توجهت إلى الداخل وإلى غرفتها، ثم اغتسلت على عجل وانتقت ثوب أنيق من خزانة ملابسها، فضفاض لونه أزرق كعادتها تفضل الأزرق في كل شيء..ورفعت شعرها المبتل للأعلى -زيل حصان-..وعادت تخرج من الغرفة مرة أخرى وأخذت وجهتها إلى الحديقة.. طالما كان هو هناك واقفًا بصحبة زملائه بالعمل..لتهتف بإسمه فيلتفت إليها ويزدرد ريقه بارتباكٍ.. فيسير نحوها بخطوات متعجلة ويقول بعتاب:-ماينفعش تندهي عليا قدام حد، أرجوكِ يا ميرال!-مالك النهاردة يا علي!.. أنا مش عارفة عملت إيه يزعلك؟-مش عارفة؟تنهدت بصبر وأخبرته بهدوءٍ:-أنا نزلت البسين قبل كدا كتير و..قاطعها بخشونة:-كنت ببقى هموت وأقولك لمي نفسك بس كانت والدتك بتكون حواليك هنا!ابتسمت بعفوية وأردفت:-بعد الشر عنك يا علي.. عموماً يا سيدي مش هعمل كدا تاني بس أنت ماتزعلش مني.. ممكن؟أومأ لها برأسه وحاجباه معقودان، فاقتربت فجأة ووضعت سبابتها بينهما وهي تهمس:-فك التكشيرة!التقت عيناهما في نظرة عاشقة ليس كمثلها نظرة.. كان يلتهم ملامحها التهاما فيروي ظمآمه بها..فابتعد خطوة وتنحنح قائلًا:-أنا لازم أمشي دلوقتي عندي شغل،..كاد ينصرف لولا أنها نادت عليه مجددًا، فوقف ملتفتا لها وقد تنهد بابتسامة مع قوله:-أمرك يا أنسة ميرال..فمنحته ابتسامة هادئة وهي تقول برجاء:-نفسي أخرج معاك ولو لمرة واحدة..ثم نكست رأسها إلى الأرض بخجل قبيل أن يقترب مجددا ببطء وهو يقول:-ماينفعش يا ميرال، ماينفعش..كانت تتوقع رفضه هي أصبحت تفهمه جيداً لهذا استدارت غاضبة وانصرفت.. أما هو فاتسعت ابتسامته وهو يعاود الالتفات مستكملا عمله..شهر قد مر..وضعت "جيهان" عدة أطباق على طاولة الطعام استعدادا لوجبة الإفطار، فيما جلس شوقي بهدوءٍ على كرسيه وأردف بضيق:-مش فاهم ليه بتعملي بنفسك الفطار، إومال الخدم دول لازمتهم إيه؟!فقالت متنهدة وهي توزع الأطباق باهتمام:-لزمته ان أدهم هيفطر معانا النهاردة يا شوقي وأدهم مابيحبش ياكل من إيد الخدم، أنا بحب أريحه وأعمله الأكل بنفسي..-هو بيبي؟!هكذا قال متهكما، فتابعت بجدية:-لا مش بيبي، دا سيد الرجالة يا شوقي وأنت عارف كدا كويس، ومش عشان بيحب ياكل من إيدي يبقى بيبي!..-طيب يا جيهان، ربنا يوعدنا بربع حبك لأدهم!فمنحته ابتسامة حانية مع قولها:-ما أنا بحبك يا شوقي، ولا أنت عندك شك في كدا؟-لا يا ستي معنديش بس مش زي أدهم باشا..فقالت بعتاب مرح:-ما هو مابيجيش عليا زي ما أنت بتعمل دايمًا بيريحني!شوقي زافرًا أنفاسه:-ماشي يا جيهان أنا عارف مش هاخد لا حق ولا باطل معاكِ..أقبل عليهما أدهم وشاركهما جلسة الطعام، فسألت جيهان باهتمام:-لسة برضوه مش عاوزة تاكل معانا؟!حرك أدهم رأسه سلباً وقال متنهدًا؛-لا..فكشر شوقي عن أنيابه وهو يقول بحدة:-عنها ما كلت، أنا مبيتلويش دراعي!ثم صمت ثوانِ واستكمل:-وأنت يا أستاذ أدهم ياريت تعقلها وتقولها سي علي دا مش مناسب لها خالص، يعني إيه عاوزة تتجوز واحد من الحرس بتاعنا! شغل استهبال!فضّل أدهم الصمت وتناول طعامه بهدوءٍ، لكن صمته لم يرق لوالده الذي هتف به مغتاظا:-ما تقول اللي أنا بقوله صح ولا غلط؟نظر له أدهم وهو يلوك الطعام بفمه، بينما يقول هامسًا:-يعني لو قلت مش هتزعل؟!نظر له والده شزرا، وترقب لما سيلفظ به، ليقول أدهم بجمود وقد ترك الطعام من يده:-بصراحة كلامك غلط!، علي مش مجرد واحد من الحرس، علي دا صاحبي على فكرة وأنا بثق فيه جدا..أصدر والده ضحكة متهكمة مع قوله:-صاحبك!، أه ما هو صان الصداقة ولف على أختك المسكينة، أكيد بيستغل مرضها وطيبتها..زفر أدهم بحدة وقد قال:-لف عليها إزاي وهو دخل من الباب؟، يعني الراجل طلبها منك وأنت أحرجته ومن ساعتها محاولش يبصلها بصة حتى واحترم قرارك رغم إن قرارك دبحه! يبقى فين اللف؟لم يرد شوقي ولم يقتنع أيضاً.. بينما واصل أدهم:-أنت ليه شايفه قليل؟! يعني علي أصلا مش فقير، ولا غني لدرجة اللي أنت عاوزها، هو إنسان طبيعي جدا هيقدر يعيشها في حالة كويسة وهي راضية، مش فاهمك بصراحة!هدر به فجأة وقد نهض عن مجلسه:-ومن إمتى بتفهم يا سي أدهم، أنت مالكش كلمة هنا طول ما أنا عايش فاهم ولا لا؟، بنتي أنا حر فيها وأعمل اللي شايفه من مصلحتها ياريت تخليك في حالك..نهض أدهم في انفعال مماثل وهو يشير لوالده بسبابته:-دي مش لعبة عشان طول أنا حر فيها!، دي أختي على فكرة ولو حد زعلها ماحدش هيقف له غيري، تمام؟ ثم إني أقول اللي يعجبني في موضوعها، ولا أنت عاوز تعمل بقى زي ما عملت زمان معايا وتقهرها!كاد شوقي يرد عليه، لولا أن قاطعته "جيهان" التي أردفت بضيق:-كفاية يا شوقي كفاية ربنا يكرمك!بينما صاح بها:-طبعاً ما أنت هتقولي إيه غير كدا! شوقي هو الشيطان بتاع البيت وأدهم الملاك مش كدا!؟، بس اسمعي بقى أنتِ وهو مافيش كلام هيمشي في البيت دا غير كلامي أنا واللي أسمه علي دا أنا رفدته من عندي خالص قوللها تنساه!انصرف ما ان أنهى كلامه وترك زوجته في حالة ذهول وهي تقول:-رفده!بينما جز أدهم على أسنانه وقد مرت أمام عينيه ذكراه مع حبيبته...هذا الموقف مشابه لكنه أقل قسوة!لكنه استفاق من شروده على صوت والدته وهي تخبره:-أدهم، النهاردة يا حبيبي لازم تفضي نفسك عشان فرح تمارا، عمك مأكد عليا حابب تكون موجود معلش عشان خاطري..أدهم وقد تمالك أعصابه الثائرة:-رايح يعملها فرح!، أنا مش فاهم عمي دا فين شخصيته أصلا، دا إيه العيلة السودة دي..-معلش يا حبيبي هو عشمان فيك تكون جنبه الليلة يعني.. ماشي؟قال على مضض متنهدًا:-ماشي..ولجت إلى شرفة غرفتها بخطواتٍ متمهلة يبدو عليها الاعياء، وراحت تنظر إلى الحديقة التي وكأنها تحولت إلى صحراء طالما هو ليس هناك!لم يكن موجود بطلته المشرقه ونظارته الشمسية وبذلته الأنيقة..ملامحه المقتضبة دائماً وحاجباه المعقودان!عيناه اللتان تناقضان ملامح وجهه وكأنها فيض من الحنان كلما أطالت النظر إليهما كلما راقت لها الحياة ..والآن كيف تروق لها الحياة وهو قد غاب؟انسابت دموعها على خديها وشعرت بأن قلبها يتفتت بلا رحمة..خاصة وهو لم يرد على اتصالها وأحياناً الهاتف مغلق.. لقد تركها بمنتصف طريق قاس فلا هي قادرة على الوصول إليه ولا هي تعرف كيف تعود كما كانت..حاولت الاتصال به مرة عله يجيب عليها ولو بكلمة واحدة.. فقط كلمة واحدة ستكفيها.. المهم تشعر به وتسمع صوت أنفاسه..وبعد عدة اتصالات قد رد!، لم تصدق فنظرت إلى شاشة الهاتف كي تتيقن!أخيراً رد عليها.. لم يتكلم إنما وصل صوت أنفاسه إلى مسامعها فأغمضت عينيها بألم... ألم اشتياق صارخ كاد يدمي قلبها..فبادرت هي بصوت لا يسمع:-علي..على الجانب الآخر ضرب قلبه بجنون.. دقات متتالية عنيفة ود أن يصرخ ويخبرها بأنه اشتاق وقتله الشوق قتلا..لكنه -كعادته- قال بجمود:-أخبارك إيه يا ميرال..هنا انفجرت به ودموعها غرق وجهها:-مش كويسة، مش كويسة، أنت بتسأل وعامل نفسك مش عارف، أنت سبتني ليه يا علي ليه اتخليت عني ليه!أغمض عينيه بشدة وهو يقول بخوف عليها:-طب اهدي، ماينفعش كدا اهدي عشان نعرف نتكلم..-مش ههدى، أنا بموت كل يوم وانت مش هاين عليك ترد حتى عليا، يعني مع اول موقف بعتني!-ميرال!هكذا هتف متابعا:-أنا متخلتش عنك، بس قوليلي أعمل إيه؟ أكلمك من ورا أهلك؟ مأقدرش أعمل كدا وربنا يعلم أنا اللي بموت بس مش عارف أعمل إيه أول مرة أحس إني عاجز متكتف!لم يتلق منها رد سوى شهقاتها العنيفة، فمسح على رأسه وهو يهمس لها بصدق:-دموعك غالية عليا..حدثته من بين دموعها:-حاول مرة تانية عشان خاطري يا علي.. ممكن؟قال بهدوءٍ:-حاضر هحاول بس ممكن تخلي بالك من نفسك ومتفكريش كتير عشان صحتك!-حاضر يا علي...مساءً.في قصر "فاخــر "..حيث جُهز القصر على أكمل وجه.. وتزين بأحبال الأنوار والبالونات التي راحت تنتشر على سطح مياه حمام السباحة، واكتظت الحديقة بالمعازيم..وتألق الجميع كما تألقت العروس الفاتنة!فستانها الأبيض الذي يكشف عن ظهرها ذا البشرة البيضاء وشعرها الأصفر الذي انساب عليه بنعومة وتاجها الذي جعلها ملكة حقا..الجميع صوب أنظاره عليها وهي تخرج إلى الحديقة ممسكة في يديها باقة الزهور خاصتها..بينما يندفع والدها نحوها بغضب واقترب قائلًا:-أنا مش قولتلك ماتخرجيش الا لما يجي الزفت العريس، أنتِ عاوزة تموتيني!ابتسمت تمارا وهمست:-بابي بليز متنكدش عليا يوم فرحي، أنا حابة أكون هنا..تركها قبل أن يدفع رأسها بالأرض فينهي عليها قبل أن تنهي هي عليه!وقف أدهم على بعد خطوات منها لكنه كان منشغلا بمكالمة هاتفية غافلا عن عينيها المتفحصتين له..ومرت ساعة وساعتين ولم يحضر العريس!شعر الجميع بالقلق!فهل شادي انتقم منها على فعلت به سابقاً؟ولقنها درساً لن تنساه طيلة عمرها!أم أن القدر حمل لها رياح أخرى تمنتها يوماً؟!عندما نظر فاخر وشوقي معا إلى "أدهم "... متوسلان له إنقاذ الموقف!-عشان خاطر عمك يا أدهم!-عشان خاطر أبوك!-الناس تقول علينا إيه؟-اكتب بس وبعدين إبقى اتصرف زي ما أنت عاوز..كل تلك الكلمات وجِهت له من والده وعمه.. وحتى والدته رأت أن هذا التصرف هو الصحيح السليم في مثل هذا الموقف..ثار أدهـم في بداية الأمر لكن -عقله- كان سيد موقفه وسيطر عليه ليحسم أمره ويعقد على تمارا وتُصبح زوجته رسمياً!ونظرات الظفر أصبحت جلية بعينيها وابتسامتها المنتصرة اتسعت فأخيرًا حققت مُبتغاها!ومبتغاها كان ومازال -أدهم الجزار- ليس هذا الذي يُسمى شادي!خطتها قد نجحت..أجل خطتها التي حُسمت بدقة عالية فكانت النتائج مبهرة حقاً!نظر لها أدهم مطولا بلا حديث نظرة لم تفهمها لكنها ابتسمت كما لم تبتسم من قبل له..فأدار وجهه للجهة الأخرى حيث يقف والده شوقي، فاقترب منه وقال بجمود:-حطتني قدام الأمر الواقع!تنهد شوقي بلا اكتراث ثم راح يخبره بهدوءٍ:-الموقف ماكنش له حل تاني غير دا يا أدهم وبعدين تمارا بنت عمك وأهو عروسة عليها القيمة برضوه..ضحك أدهم متهكما بشدة وقد كرر كلمته بازدراء:-عليها القيمة!-خلاص يا أدهم..قال شوقي، فرد أدهم جازا على أسنانه بعصبية:-خلاص يا بابا، ما هو كل حاجة تعملها ونقول خلاص.. اللي حصل.. حصل!بس اللي حصل مش هيمر مرور الكرام يا شوقي بيه، وزي ما حطتني قدام الأمر الواقع...تنهد وتمالك أعصابه وهو يقول كاظمًا غيظه:-تمارا ماتلزمنيش اللي بيني وبينها ورقة.. ورقة وبس!وانصرف على ذلك ولم يأبه بنداءات والده وعمه ولا تمارا التي لمعت عينيها بغضب عارم، أيعقد عليها لكي يتركها ويرحل هو الآخر؟!..-بابي!هكذا هتفت بحدة عارمة وغير رضى، فجاءها الرد من والدها:-احمدي ربنا إنه سترك ولمك قدام الناس الفرح الزفت دا لازم يخلص دلوقتي وتروحي مع عمك ومرات عمك القصر، من النهاردة إنتِ في عصمة راجل ولازم تكوني في بيته يلا!طرقات خفيفة كالفراشاتٍ على الباب، تكاد لا تسمع.. لكنه هو سمع!ونهض بتمهل ليفتح..وقد كانت المفاجأة التي لم يتوقعها!هي!ميرال؟ حبيبته أمامه في مشهد أخذ قلبه العاشق!تبتسم له ببراءتها المعهودة وتضحك بعفوية على ملامح وجهه المندهشة، بينما تضع سبابتها على صدره برقة وهي تقول بنعومة:-إزيك يا علي..رمش بعينيه ولم يستعب أنها بالفعل واقفة أمامه الآن!تحدثه وتضحك معه و...ترتدي فستانا ورديا لا يليق إلا بها.. بها فحسب!ذي كمين طويلين شفافين وشعرها!واهٍ من شعرها العسلي الذي راح ينسدل خلف ظهرها وخصلاتها المتمردة على خديها!وبعد عدة لحظات من التيه في جمالها ومحاولة الاستيعاب في وجودها..قد تحدث باستغراب:-ميرال!فضحكت مرة أخرى وأردفت:-أخيراً أبو الهول نطق!تجاهل حديثها آنذاك وقال بحدة:-أنتِ جيتي هنا إزاي؟، وإزاي عرفتي بيتي أصلا؟ابتلعت ريقها بخوفٍ وأخبرته:-سألت زمايلك وقالولي عنوانك، أنت زعلان يا علي إني هنا؟-طبعا!صدمها رده القاس، فكادت تبكي وهي تقول:-أنا اسفة..التفتت بعدها وكادت ترحل، لولا يده التي قبضت على رسغها فتلتفت له تلقائياً وتستقبل منه نظرة صارخة محملة العتاب مع قوله الخافت:-ميرال.. إنك تجيلي البيت دا شيء غلط.. وغلط جداً، أهلك لو عرفوا هتبقى مصيبة، أرجوكِ يا ميرال ماتزعليش مني بس أنتِ لازم تمشي دلوقتي وأوعي تيجي هنا تاني..ازدردت ريقها الذي جف تماما وشعرت بالخجل الشديد اثر كلماته وقد عاتبت نفسها أيضًا..هي أخطأت!ولكن ما حيلتها والشوق هو سلطانها، هو يدفعها لتصرفات جنونية ستجلب لها المصائب!-حاضر..قالت بطاعة وابتعدت خطوة للوراء، ثم قالت قبل أن تنصرف وقد ارتعشت شفتيها الورديتين:-أنا كنت هموت وأشوفك، لأنك وحشتني..ماذا لو أخذها بين أحضانه الآن؟ ..وأخبرها أن كلمتها هذه لا تضاهي شوقه بها..فالشوق كلمة قليلة بالنسبة لما يشعر به..وما كان منه سوى أن قال:-استني.. خليكِ عندك لحظة وراجعلك..دخل وغاب لفترة قصيرة، ثم عاد مرتديا ثيابا بسيطة..وقف أمامها وهو يشير لها كي تسير معه، ليقول بابتسامة لم تخل من عتاب:-ماينفعش تروحي لوحدك في الوقت دا يا هانم ..فابتسمت قائلة:-عادي متخافش عليا ما أنا جاية لوحدي!فقال بجدية:-لو كنت أعرف إنك جاية كنت...صمت متنهدًا بصبر، ثم تابع:-يلا عشان متتأخريش...أومأت برأسها وسارت معه إلى المصعد.. وولجا إليه ليهبط بهما، وأثناء هبوطهما نظرت له وقالت:-النهاردة كان فرح تمارا بنت عمي..هز رأسه قائلًا برفق:-اه عارف..فتنهدت مبتسمة:-بس اللي متعرفهوش إنها اتجوزت أدهم...رفع حاجبيه مندهشًا:-إزاي؟-العريس مجاش فعشان عمو خاف من الفضيحة اتحايل على أدهم يتجوزها هو..-عقبالك يا أنسة ميرال..هكذا قال مشاكسًا، لترد عليه باسمة:-عقبالنا قصدك!ابتلع غصة مريرة بحلقه، ليقول:-مش باين يا ميرال، كل الطرق اتقفلت في وشي، شوقي بيه ختمها بطردي بعد ما وجهلي إهانة صريحة ماحدش يقدر يعملها، بس كل دا اتحملته عشانك.. عشانك وبس يا ست البنات!-معلش يا علي أنا أسفة، أوعدك لما نتجوز هعوضك عن كل حاجة..ابتسم رغمًا عنه وسألها بمراوغة:-هتعوضيني إزاي؟لكزته بكتفه وهمست:-علي!ران عليهما الصمت لعدة ثوانِ، قبل أن تقول بفضول:-أنت عايش لوحدك يا علي؟حرك رأسه سلباً وقال:-لا مع أمي وأختي وأبويا الله يرحمه.. توفى من خمس سنين ومن ساعتها أنا المسؤول مسؤولية كاملة عنهم..رمقته بنظرة حانية تحمل اعجابا صريحا، ثم قالت بعفوية:-أنت راجل أوي يا علي، ربنا يخليك ليهم.وتابعت من جديد بنفس الفضول:-هما مش موجودين ليه في الشقة دلوقتي؟أخبرها:-بايتين عند خالتي النهاردة والحمدلله انهم بايتين عندها وماحدش منهم شافك..كشرت عن جبينها وقد قالت بغضب طفولي:-أنت بتستعر مني؟عض على شفته السفلى وهو يقول بغيظ:-أنا بقول تسرعي شوية عشان كدا هتتأخري أوي..لا تعلم كم مر من الوقت وهي جالسة أمام حاسوبها تحادثه.. تمازحه.. تضحك من قلبها..فبعد أن مر شهر كامل تطورت علاقتهما وتحولت من إعجاب إلى...حُب؟هل أحبت ساندرا حازم بهذه السهولة.. ودخل قلبها ليتربع على عرشه..ذاك الوحش الأسمر ذا الملامح الخشنة المحببة إليها..الغيور المتملك!الذي يجبرها على الملابس الفضفاضة دائماً فيجلب لها المشكلات مع والدتها..لقد تعمقت معه وتناست أن زيجتهما مستحيلة في عُرف أمها وأبيها!-دا لبس تلبسيه في فرح أختك يا ساندرا؟لقد غضب..لقد غضب منها ما إن رأى فستانها الأحمر الصارخ ذو الحمالات الرفيعة عبر صورتها التي أرسلتها له...فأجابته حيث كتبت:-دا استايلي يا حازم!-دا مش استايل دا قلة أدب يا ساندرا..انفعلت جراء جملته الفظة، لترسل له بكبرياء:-أنا ماسمحش لك يا حازم ولو سمحت ماتتكلمش معايا بالطريقة دي تاني!ثم أغلقت حاسوبها ولم تنتظر رسالة منه، ثم قالت تحدث نفسها:-قلة أدب!في غرفته..أبدلت ملابسها بأخرى صارخة.. ملابس أنثوية ناعمة.. تليق بعروس ك تمارا الجزار في ليلة زفافها..منامة بيضاء حريرية..عطرا نفاذ..حمرة شفاه مهلكة..شعرا مصفف بعناية..وها تنتظره ليأتي.. هي ستعرف كيف تجعله يخضع أمام أنوثتها الطاغية.. النارية!وأي رجلا هو؟ ومن يكون من الرجال؟ليقاوم كل هذا الجمال!تفحصت غرفته الذكورية ذات الدهان الداكن.. وصورته المُعلقة هناك على الجدار..كم هو شرس؟!ذاك الأدهم المغرور في عينيها..-هتحبني... وعد يا أدهم!هكذا وعدت ذاتها ومن ثم توجهت إلى الفراش ورقدت عليه بأريحية في انتظاره..وطال الانتظار..إلى أن غفت رغمًا عنها وغطت في سبات عميق..ولم تشعر بنفسها إلا عندما أشرقت الشمس بنورها ونشرت دفئها..فنهضت باستغراب وقد استشعرت أنها باتت هنا بمفردها دونه..وفي الأسفل حيث كانت تسير السيدة جيهان جيئةً وذهابًا بغير هدى..لم يأت أدهم منذ البارحة.. ولم يجب على اتصالاتها..كادت تجن.. خاصة وهي ترى ثلجية زوجها الذي قال بدون اكتراث:-هتلاقيه سهران في أي حتة و...لم يكد يكمل حديثه.. حتى وجده يدلف من الباب بخطواتٍ متزنة ثابتة...فحجزت عينا شوقي وهو ينهض عن مجلسه بغضب كالعاصفة...ليتقدم أدهم بصحبة فتاة ما.. تبدو رقيقة للغاية.. وجهها سمح.. ملامحها هادئة..فيقبض على كفها، ثم يحاوط كتفيها بذراعهِ، ويقول بثبات:-(ملك).. مراتي!


look/images/icons/i1.gif رواية لمن يهوى القلب
  12-04-2022 05:36 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع( رواية بونسوار سابقا )صُدمَ جميع الواقفين مما قال!، زوجة من؟ وعن من يتحدث هو؟..مؤكداً أنه جَن!-أنت مجنــون!كانت جملة ((تمارا)) التي تقدمت منهما وترمق الفتاة بنظرات نارية.. ثم تردف بشراسةٍ:-أنت أكيد بتهزر!، ما هو مش معقول تتجوز عليا في يوم فرحنا!وكان رده عليها ضحكة متهكمة صاحبتها نظرة هازئة قبيل أن يقول بحدة:-فرحنا!.. وأتجوز عليكِ؟، أنتِ صدقتي نفسك ولا إيه؟وصمت قليلًا وهو يضم زوجته إليه غير عابئا بنظرات والده القاتلة المصوبة نحوه في صمت، ثم استطرد بجدية:-قصدك إتجوزتك أنتِ عليها!توسعت عيني ((شوقي)) وتمعن تلك الفتاة!، هي ذاتها التي اعترض على زواجه منها منذ عام كامل!، ولكن ماذا يعني الذي يقوله إبنه؟ولم يتردد في أن يسأله بصرامة شديدة:-يعني إيه اتجوزتها عليها؟، مش فااااااااهم وضح كلامك يا بيه!أدهم وقد قال بمنتهى الهدوء:-يعني ملك مراتي وجه الوقت اللي لازم الكل يعرف إنها مراتي، وزي ما حطتني قدام الأمر الواقع، أنا بقى بحطك قدام الأمر الواقع برضوه، ومراتي هتبقى معايا من الليلة دي..بينما قالت والدته جيهان بعدم تصديق:-معقول اللي بتقوله يا أدهم، ازاي تتجوز من غير علمنا يابني، لا يا أدهم أنت غلطان!-مش أنا الغلطان يا ماما، الغلطان هو اللي خلاني أعمل كدا ومصمم يحدد لي حياتي زي ما يريد!ليصيح شوقي منفعلًا:-البنت دي مش هتعيش معانا هنا.. أنت فاهم؟، وهتطلقها!ابتسم أدهم وقال:-دا على جثتي، ملك هتعيش معايا هنا ولو مش حابب همشي معاها ومش هتشوفني تاني... نهائياً!احترق قلب والدته ألما، فقالت مسرعة:-لا!، ماتقولش كدا يا أدهم، إياك تقول كدا!،،، خلاص يا شوقي، خلاص كفاية!-كفاية؟، كفاية يعني إيه؟، أخليه يقعدها هنا ويعمل راسه براسي؟، أنتِ اتجننتي!-اومال هتعمل إيه؟ هتضيع ابني مني؟، لو ناوي تعمل كدا أنا همشي معاه يا شوقي فاهم!كز على شفتيه بينما يقول:-أنتِ بتقولي إيه؟ ! عاوزة تسيبي البيت؟-طالما مبتسمعش غير صوت نفسك وبس يا شوقي، قلت لإبنك اتجوز تمارا وكبرك وسط الناس واتجوزها، اسمعه أنت بقى ولو لمرة واحدة!فهتفت "تمارا" التي تحررت عن صمتها:-حضرتك بتقولي إيه يا أنطي؟، بليز سيبي عمو يتصرف،،، ثم أشارت لها بتهكم وقالت:-دي مش ممكن تعيش معانا!حينها أدمعت عيني ((ملك)) وراحت ترمق أدهم بنظرة معاتبة حزينة فهو من جلبها لكل هذا الهراء الذي يحدث أمامها، ليضغط كفها بين راحة كفه ويقول جازا على أسنانه:-أنتِ بالذات ماتتكلميش، أنتِ مالكيش أي صفة هنا، اسكتي خالص!عقدت ساعديها أمام صدرها في حنق وزفرت الهواء من شفتيها ثم صمتت، بينما انصرف شوقي غاضبًا وكاظما غيظه بشدة..واتبعته جيهان في محاولة منها لتهدئته تجاه أدهم.اشتعلت تمارا غضبًا ووهجت ملامحها بشراسة وهي تراه يصطحبها معه ويصعد إلى غرفته أي غُرفتها أيضًا!لتركض خلفه وتهتف فلا يعريها اهتمام ويواصل طريقه، ثم يلج إلى الغرفة ويغلق بابها في وجهها فوراً، لعنته سرا واستندت إلى الجدار من خلفها وهي تهمس:-ربنا ياخدها!أغلق الباب بعد دقائق واستند عليه عاقدا ساعداه أمام صدره ليتلقى أول نظرة عتاب منها، قبل أن تستدير وتعطيه ظهرها.. ثم تتأمل الغرفة بتفحص ونظرات منزعجة..رغم أنها شعرت بالراحة تجتاح قلبها.. لأنها في غرفته التي تسكن رائحته في كل ركنٍ فيها.. وشعورا بالأمان غريب يتملكها..شعرت به يحتضنها من الخلف ويسند ذقنه على كتفها، ثم يسألها برفق:-زعلانة ليه؟، مش عاجبك ذوق الأوضة صح؟!..زفرت بهدوءٍ واستدارت تواجهه بعينيها مرة أخرى وقالت بحزن:-أنت مش عارف أنت عملت فيا إيه؟رفع حاجبا مع قوله الأجش:-عملت اللي كان لازم يتعمل، ومش هعيد الكلام مرتين يا ملك!ابتعدت عنها بغضب وراحت تهتف:-أنت رمتني في النار يا أدهم، أعيش إزاي في القصر والكل رافض وجودي، أدهم...قاطعها وقد اقترب منها:-مش الكل رافض وجودك، أضمنلك إن ماما وميرال هيحبوكي جدا وأنتِ كمان ودول الاهم، كدا كدا بابا دايمًا في الشغل ومتخافيش دي مسألة وقت وشوية شوية هيستسلم للامر الواقع وهيسكت...لم يرضها كلامه.. هي بالأساس لم تكن لتأتي معه، لكنه أجبرها.. أو بالأحرى لم تستطع هي رفض طلبا له..نظرت إلى عينيه مطولاً وهي تسأله بقلق:-طيب ومراتك الجديدة!خرجت جملتها مشبعة بالغيرة القاتلة وقد لألأت عينيها بالعبرات، فاحتضن وجهها بين كفيه وابتسم قائلًا:-لولا إني وافقت اتجوزها مكنتش عرفت أخليكِ تبقي معايا يا ملوكتي، دي مجرد جوازة على ورق ملهاش أي مكان في حياتي، ومش عاوز أشوف الحزن دا في عينيكي تاني!حركت رأسها سلباً وكأنها ترفض ما يقول، لتقول:-بس هي حلوة، وممكن تخليك تحبها يا أدهم!انفجرت في بكاء مرير ما إن ختمت جملتها، فضحك بشدة وضمها إليه مع قوله:-يبقى أنتِ مش واثقة في أدهم اللي عيشتي معاه سنتين كاملين!ثم أبعدها قليلًا وراح يمنحها قبلة عميقة فوق جبهتها ومرر يده فوق شعرها الناعم برفق وتابع هامسًا:-وبعدين أنتِ أحلى منها.. طب حد يكون معاه واحدة بغمازات ويبص لواحدة تانية؟ابتسمت رغمًا عنها فبرزت غمازتي وجنتيها أكثر، فراح يقبل احداهما وأخبرها بنبرة صادقة:-بحبك..عانقته بقوة وأغمضت عينيها هُنيهة بين أحضانه فهدأ قلبها طالما كانت أحضانه دائماً هي مسكنها ومأمنها...كانت تسير ذهابا وإيابًا بغيظ شديد، وجملته التي قالها تتردد على مسامعها فتزيدها جنونا على جنونها...-قصدك إتجوزتك أنتِ عليها! -هذا يعني أن علاقته بالمدعية زوجته قوية؟..نعم هي رأت نظراتهما جيداً.. وعلمت موقفها.. وموقفها ضعيف.. ضعيف للغاية!لكنها.. -هي- ليست بضعيفة!الضعف لا يليق بها!إنها أول جولة.. تراها تستسلم بسهولة؟!ستنفيها وتقضي عليها وستأسره كما وعدته.. لتكون حكايتها هي والجزار كأساطير العشق..سمعت فجأة صوت سيارة تدور! فأسرعت إلى الشرفة لتجده أدهم.. قد ركب سيارته وانصرف..فابتسمت بمكر.. لقد ترك عصفورته وحيدة بدونه مع الصقر..حسناً ستضع لها النقط فوق الحروف وستريها مكانتها هنا وحدودها التي لن تسمح لها بتعديها...لذا اتجهت فوراً إلى الغرفة.. وطرقت الباب ببطء حتى فتحت ((ملك))، فتمعنت النظر لها وجابت بعينيها أسفل قدميها إلى أعلى رأسها..تبدو هادئة وصغيرة سنا.. لا تنكر أن ملامحها جميلة.. وللغاية أيضا..وشعرها طويلا ناعماً بلون البندق كعينيها!لكنها -وبالطبع- لم تكن أجمل من تمارا الجزار!-خير؟بادرت ملك بالحديث وسألتها بترقب، لتدفعها تمارا بحدة وتدخل الغرفة قائلة ببرود:-أهلا!زفرت ملك وفضلت الصمت.. فتابعت تمارا بسخريةٍ:-أنتِ مين؟ مين أهلك؟ملك بجدية:-نعم؟!-أقصد يعني باباكِ بيشتغل إيه، تفاصيلك إيه يعني؟!ضاقت عينا ملك قبل أن ترد عليها بحدة:-ودا يخصك في إيه؟، أتمنى ماتتدخليش في حاجة مالكيش فيها..اتسعت عيناها بغضب ناري، فهتفت:-أنا كل حاجة هنا تخصني، ماتنسيش إني مرات أدهم، وكمان دا بيت عمو، يعني كلنا كدا أهل، ومافيش غريب إلا أنتِ!-خلصتي؟سألتها بتهكمٍ سافر، ثم أردفت بصرامة:-برا بقى عشان عاوزة أنام..ولم تتردد ملك في أن تدفعها خارج الغرفة في سرعة وتغلق الباب ثم توصده جيداً عليها، وصرخت تمارا بعنف وقد صدر منها لفظا بذيئا...مر إسبوع ولم تحادثه منذ أخر حوار دار بينهما..كانت تتألم من شدة الاشتياق وتريد رؤيته بأي وسيلة..عجبا لها وحالها.. هي أحبته بالفعل؟أحبت حازم؟ الوحش الأسمر كما أسمته في مخيلتها؟-ساندرا!هتاف من خلفها جعل قلبها يكاد يقع بين قدميها من شدة خفقاته، لتلتفت فتصطدم برؤيته، تقدم حازم وعيناه تحملان عتابا خاصا امتزج بالشوق!ليقول بهمس صارم:-ليه مابترديش عليا؟!استعادت رباطة جأشها وأخبرته بحزم رفيق:-ماينفعش تجيلي الجامعة لأي سبب من الأسباب يا حازم!-حازم؟طب والله كويس إنك فاكرة إسمي!أشاحت بوجهها إلى الجهة الأخرى وابتسمت رغمًا عنها، فصرامته وملامحه المقتضبة راقا لها، يبدو أن بعدها عنه قتله!وهذا يعني أنه يبادلها المشاعر.. يتشوق لها وقد أحرقه الشوق..-بتضحكي؟قالها بحدة عارمة، ليستكمل:-بتضحكي وليكِ عين بعد اللي عملتيه فيا؟ اسبوع مابترديش عليا وكل دا ليه؟، عشان...قاطعته بعتاب:-عشان بتتحكم فيا وفي لبسي!اقترب منها وقال جازا على أسنانه:-أتحكم فيكِ زي ما أنا عايز وأنتِ لازم تسمعي كلامي فاهمة؟رفعت أحد حاجبيها غاضبة لتردف:-نعم؟، ولو مسمعتش كلامك؟-هكسرلك دماغك!قالها بخشونة تليق به، فكادت تعترض فقاطعها:-ممكن تمشي معايا عشان ناوي أعزمك على عصير، ومش عاوز اعتراض من فضلك!نظرت له باستغراب، أيعنفها هو أم يتوسلها؟ما هذا المزيج الغريب بين الصلابة واللين؟هذا الرجل يثير اعجابها بشدة...لم تتردد ساندرا وسارت معه بصمت..حملقت في شاشة هاتفها وابتسمت بحنوٍ جارف،، وقلبها ينبض بحب جم..فشاشة هاتفها تضيء بصورة حبيبها ((علي))..ذاك اليوم الذي أوصلها به إلى القصر أصرت في الطريق أن تأخذ صورة معه..فوافق مرغما وابتسم مليا كأنه يملك العالم بين يديه..أجل هي العالم..لقد قالها صريحة لها وهذا ما يسعدها ويهون عليها كل صعب..لكن كيف ستجتمع به وتعيش معه؟!متى سينظر لها والدها بعين الرحمة.. متى سيشفق على حالها؟!ها هو..يدخل عليها الغرفة كالعاصفة..ويصرخ بوجهها محتدًا:-أنتِ يا بنت!.. هتفضلي لحد امتى حابسة نفسك ومانعة الأكل؟صمتت وقد أخافها شكله الغاضب، فانكمشت على نفسها وازدردت ريقها برعبٍ..خاصة عندما قال بتهديد جلي:-وعلي دا أنا ممكن أقتله وأخلص منه أنتِ فاهمة!صُعقت ((ميـرال)) حينما سمعت تهديد والدها!تعلم أنه ذو جبروت يقول ويفعل ما يقوله على الفور.. ولكنه سيقتل؟!ومن؟(علي)!حبيبها!فليقتلها أولاً وينزع عنها قلبها الذي لا يسع إلا علي وحُب علي!-سامعة!هكذا صرخ بوجهها، وراح يقبض على ذراعها وهزها بعنفٍ شديد، فحركت رأسها سلباً غير راضية عن كلامه القاس!لتقول من بين شهقاتها:-لا.. لا!مش هتعمل حاجة لـ علي، ولو علي حصله حاجة والله هموت نفسي..حينها لم تتلقَ منه رد سوى صفعة.. هبط بها على صدغها فارتدت للخلف، ثم لم تتحمل فسقطت على أرض الغرفة وسال خط صغير من الدم على شفتيها فانتفضت صارخة بقهر..وأتت والدتها مهرولة إليها على اثر صرختها، فتملكها الذهول وصرخت مثلها، ثم احتضنتها هاتفة بهلع:-ميرال!..وتوسعت عيناها بشراسة وهي تنظر إلى زوجها لتهتف محتدة:-أنت ضربتها؟.. هانت عليك! ليييه دي مريضة وممكن تروح فيها حــرام عليك يا شيخ حرام عليك..-تمووووت ولا تغور في داهية، مش كفاية أخوها واللي عمله كمان هتبقى زيه، لا تموت أحسن بلاش قرف!ختم جملته وبرح الغرفة والشياطين تتلاعب أمام عيناه، لتبكِ ميرال بحرقة وتتصاعد شهقاتها المؤلمة.. بينما والدتها تواسيها لكن جُرح قلبها كان عميق.. عميق جدًا لم تداويه المواساة!-قلت إيه؟!سألت (ساندرا) بدهشة حقيقة اكتست ملامح وجهها، ليُكمل حديثه بثبات كما كان:-مستغربة ليه؟، قلت عاوز أتقدم لك رسمي!صمتت قليلًا بتوتر شديد وتسارعت أنفاسها نتيجة انفعال خفقاتها المتتالية بلا رحمة...ابتلعت ريقها بقوة قبل أن تجيبه مرتبكة:-مش مستغربة بس...-بس إيه؟راح يسألها وهو يتابع تعابير وجهها بدقة، وحركة يديها المتوترة..ترقب الرد باهتمام.. فأجابته:-أنا اتفاجئت بس..استند بمرفقيه على الطاولة أمامه، ثم شبك أصابعه بهدوءٍ وقال:-المفروض متتفاجئيش يا ساندرا! لأن أنا مش هكلمك عشان عاوز أتسلى.. إحنا.. قصدي يعني ولاد البلد مايعرفوش غير سكة واحدة بس لأي علاقة.. (الجواز)! غير بقى الناس الهاي والفرافير اللي تعرفيهم اللي بيحبوا الصرمحة..تجهمت ملامحها بشدة وهي ترد بجدية تامة:-مين الفرافير اللي أعرفهم؟ حاسب على كلامك!تنهد بصوت مسموع وباقتضاب قال:-أقصد يعني الناس اللي من الطبقة بتاعتكم الناس اللي اتولدت في بؤها معلقة دهب!زفرت بضيق وأشاحت بوجهها للجهة الأخرى مع قولها:-مش فاهمة تقصد إيه بكلامك!-أقصد أقول إني بحبك وعاوز أتجوزك...قال جملته المفاجئة دفعة واحدة.. لقد قال -أحُبك- دون تمهيد..فجعلها الآن في موقف لا تحسد عليه.. هي الآن في قمة خجلها.. واحراجها وانفعال قلبها..ماذا تقول الآن وهي محاصرة بين نظراته؟..-وأقصد أقولك إني عاوز أعرف هل ينفع حداد يتجوز من سندريلا؟!ختم جملته بابتسامة عابثة أزادت خجلها.. ويُكمل بلا شفقة متسائلًا:-ردي يا سندريلا!وبالطبع لم يتلقَ أي كلمةً منها، فلم يَرد أن يضغط عليها أكثر.. حيث قال:-هستنى ردك في أقرب وقت..-بونسِوار..قالت كلمتها الملازمة لها بدلالٍ معهودٍ منها، فتلقت الترحيبات الحارة من شلتها في -الديسكو- ثم صافحها الجميع مرددين:-العروسة وصلت..ابتسمت تمارا بغرور وجلست بصحبتهم تتسامر معهم قبل أن يأتي شادي من خلفها مرحباً بها أيضًا..ثم يجلس جوارها ويقول هازئًا:-مبروك يا عروسة!قالت بنفس النبرة الهازئة خاصته:-ثانكس شادي..أطال النظر لها وراح يقول بنبرة ذات مغزى:-فين اللي اتفقنا عليه؟ارتشفت من كأس الخمر الذي مسكته الآن بيدها، ثم قالت بلا مبالاة:-اتفقنا على إيه؟حك ذقنه بابهامه وتابع ببرود:-أنتِ فاكرة إنك ممكن تضحكي عليا يا تمارا؟.. زي ما دخلتيني في لعبتك وأديت دوري على أكمل وجه.. جه دورك يا حلوة وعاوز حقي.!وبنبرة ثلجية أخبرته:-مالكش حق عندي، ومش تمارا اللي تعمل حاجة غصب عنها وتقدر تقول بقى الوعد اللي وعدتهولك به.. أخليت بيه.. عادي يعني يا بيبي!-بقى كدا؟-yes! يا بيبي..-هتندمي يا تمارا وخليكِ فاكرة!ألقى تهديده عليها وبرح المكان.. فعادت تتجرع من كأس الخمر خاصتها ومن ثم تصاعدت ضحكاتها الساخرة...هبطت ((ملك)) السلم بخطواتٍ مترددة وقلبها يخفق من شدة توترها، توجهت إلى بهو القصر حيث تجلس السيدة جيهان بصحبة ميرال التي كادت تغفو بأحضانها بعد موجة بكاء عنيفة..وقفت ملك وهي تبتلع ريقها بارتباك قبل أن تتكلم بخجل:-مساء الخير.اعتدلت ميرال في جلستها ونظرت لها ثم ردت قائلة:-مساء النور.. يا ملك!وردت جيهان باقتضابٍ:-مساء النور..-اقعدي يا ملك..قالتها ميرال برفق، فجلست ملك بحذر قبالتهما ونكست رأسها بخجل شديد...فراحت ترمقها جيهان بنظراتٍ جامدة معاتبة.. والأخيرة لم تستطع مواجهة نظراتها..لتباغتها جيهان بالحديث الصارم:-أنتِ عارفة أنتِ عملتي إيه في البيت؟!رفعت رأسها إليها بصمتٍ مؤلم تترقب حديثها والذي تعلم أنه سيمزقها من الداخل!لتُكمل:-ولعتيه حريقة!إزاي تقبلي تتجوزي واحد من ورا أهله وأهله اللي رفضوكي زمان كمان! إزاي عملتي كدا؟ ..تحجرت الحروف على شفتيها، كما تجمع الدمع في محجريها، فابتسم السيدة جيهان وأردفت:-طبعا معندكيش رد!هو صحيح أنا كنت موافقة عليكِ بس شوقي لا والموضوع انتهى على كدا! البنت اللي تتجوز في السر تبقى بنت مش كويسة!حينها لم تستطع الصمود أكثر من ذلك ونهضت ذاهبة إلى الأعلى.. بينما سالت أنهار صغيرة من الدموع فوق وجنتاها، فكلام السيدة جاء في الصميم!-حرام عليكِ يا ماما، ليه كدا!هكذا هتفت ميرال بغضب وإشفاق عليها، فقالت والدتها بحزم:-اسكتي يا ميرال!تركتها ميرال وصعدت إلى غُرفتها بانهيار، لا تعرف تحديدًا أهي غاضبة لأجل ملك أم لأجل ذاتها؟!ربما موقفهما متشابها للغاية ويبدو أن التفكير واحدا أيضاً!فهي وبكل رحابة صدر تود الهرب بكل كيانها مع علي.. إلى أبعد مكان.. مكان يخلو إلا منهما!لم تجف الدموع عن عينيها إلى حين جاء أخيراً.. ماذا فعل بها؟ألقاها هُنا ومضى يبحث عن أشغاله واستراح!لكنها لن تقبل..ستحدثه وستخبره بقدر آلامها...تقدم منها مبتسما وجلس جوارها غافلا عن عينيها المتورمتين وحالتها الرثة!قبل أن ترفع رأسها وتواجهه فعقد حاجباه وسألها متوجسا:-مالك؟ في إيه يا ملك؟فأخبرته بلا تردد بنبرة ذبيحة:-أنا عاوزة أمشي من هنا، لو سمحت!زفر بحنق ونهض يخلع سترته بإرهاق، ثم قال بضيق:-أنا مش فايق للكلام دا دلوقتي يا ملك، أنا حقيقي جاي تعبان على الأخر..-طب وأنا كمان تعبانة يا أدهم!أخبرته وتدفقت عبراتها مجددًا، وواصلت بمرارة:-أنا مش قادرة أبص في وش مامتك.. مش قادرة أكلمها، أنت ليه مش حاسس بيا ليييه؟أغمض عينيه قائلًا:-قلت لك كتير ماما طيبة وهتعرفي تتعاملي معاها، الوضع لسة جديد، اصبري شوية.. لكن مشي من هنا مش هيحصل أنا ما صدقت جبتك واستقرينا هنا والكل عرف بجوازنا..انهارت جالسة على الفراش وهي تراه يحسم الأمر دون أي اكتراث برأيها وراحتها..تعلم أنه لن يتزحزح من هنا.. ولكن ماذا هنا؟..اتجه نحوها ثم رفعها من ذراعيها وحاوطها بذراعيه محتضنا إياها بقوة، ربت على رأسها مروراً بظهرها وأخذ يهدهدها كطفلته..-ملوكة حبيبتي، أنا مأقدرش على زعلك.. بس..صمت وتنهد بعمق، ثم أخذ يمحي دموعها بحنوٍ عاهدته منه دائماً..-بس صعب نرجع لنقطة الصفر تاني يا ملك!نظرت له بحيرة وقالت:نقطة صفر ليه، احنا هنروح شقتنا وكدا كدا أهلك عرفوا يعني خلاص مافيش داعي لوجودي هنا!-ماشي يا حبيبتي هعملك اللي أنتِ عاوزاه بس مش دلوقتي، لما كلهم يتعودا على وجودك ويعرفوا إنك أهم حاجة في حياتي، ساعتها هنرجع شقتنا.. اتفقنا؟حركت رأسها سلباً ورفضت ما قاله.. هي تصر على الذهاب وهو على البقاء..فزفر باختناق وهو يعاود احتضانها قائلًا برفق:-كله بيعدي.. صدقيني!طُرق الباب طرقات متتالية، فتوجه (علي) ليفتح الباب بتمهل...لكنه ما لبث أن قال بذهولٍ:-ميرال!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 11 < 1 2 3 4 5 6 7 8 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
شاب روسي يهوى التصوير في الأماكن الخطرة جداً!! Moha
0 236 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، يهوى ، القلب ،










الساعة الآن 04:49 PM