logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 25 < 1 12 13 14 15 16 17 18 25 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية أحببت فاطمة
  12-04-2022 06:24 مساءً   [43]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع

تحطمت الأكواب وتناثرت إلى قطع لامعة أثر الوقعه، جثيت جميلة على ركبتيها تحاول لملمت الزجاج بيد مرتشعة وقد لمعت عينيها بالعبرات الحارقة، نظر إسلام إلى والدته بعتاب، ثم قام يرفع زوجته عن الأرض برفق قائلا بنبرة حانية: أنا هلمهم يا جميلة، إرتاحي إنتي.
ظلت جميلة بمكانها تنظر إلى عفاف بإختناق، وقد تركت لدموعها المجال لتنساب فوق وجنتاها بغزارة، لم تصدر صوتا فقط تبكي في صمت وشهقات مكتومة.

ثم ركضت داخلة إلى غرفة النوم تستكمل بكاؤها المرير، كز إسلام على أسنانه، ودلف إلى المطبخ ليلقي بقطع الزجاج في صندوق القمامة، ثم عاد إلى أمه يقول بحزمٍ صارم: ليه يا ماما؟ ليه، ليه، ليه!
كرر كلماته وهو يشعر بنفسه ينهار داخليا، فأجابته عفاف متأففة ؛ في إيه يا إسلام، أنا يابني مقولتش حاجة غلط، بقي ده جزاتي إني عاوزة أطمن عليك، هو الحق في الزمن ده بيزعل؟!

مسح إسلام على كف يده قائلًا بعصبية: يا أمي حرام عليكي، حق إيه جاية تقوليلي إتجوز وقدام مراتي وتقوليلي حق، نفسي أعرف عملتلك ايه جميلة وبتعامليها كده ليه! يعني إنتي جايه بس عشان تنكدي علينا؟
إتسعت عينيها بصدمة جلية، لتهب واقفة قائلة في غضب:
أنا بنكد عليكوا يا إسلام؟ مكنش العشم يابني، أنا ماشية مروحة بيتي، إشبع إنت بمراتك المسهوكة دي.

أنهت كلامها وإتجهت صوب الباب، فأسرع إسلام خلفها يجذبها برفق وهو يقول بنفاذ صبر: يا ماما إستني إنتي راحة فين بس، إنتي بتعملي كده ليه!
نظرت له بعتاب وأردفت: بعمل ايه، ما صحيح صدق المثل إلى قال قلب ولدي عليا حجر وقلبي على ولدي إنفطر يلا الله يسامحك سلام.

لم تدعه فرصة ليتحدث ثانية، حيث فتحت الباب وخرجت صافقة إياه خلفها، فضرب إسلام كفا على كف زافرا أنفاسه بضيق، ثم إتجه إلى غرفة نومهما ليجد زوجته تبكي بصمت وبجانبها الصغيرة تربت على ظهرها بحنان وتواسيها بكلماتها البريئة، إقترب إسلام بخطوات متمهلة نحو الفراش وراح يجلس جوارها بهدوء، وفقط نظرة واحدة من عينيها الحزينتين كانت قادرة على تمزيق قلبه، فشدها إلى أحضانه بقوة رابتا على ظهرها بقوة أشد، إنفجرت مجددًا في البكاء وهي تشهق عاليا بقوة وتتشبث به بشدة، لم يتكلم إنما ظل فقط يربت على ظهرها وعلي خصلاتها بحنان..

فلولا الحب ما كانت تغفر جميلة، ستغفر لوالدته دائما لطالما كان حبهما أقوي من أي شئ.
نطق بعد ذلك بنبرة هادئة: قومي يا سارة إلعبي مع بسملة يا حبيبتي.
أومأت الصغيرة في طاعة وخرجت من الغرفة، فرفع إسلام ذقنها بأصابع يده، فأغلقت عينيها بشدة، إبتسم بخفة وهو يقول بحنو: طب إفتحي عيونك وبصيلي يا جميلة.

فتحت عينيها ببطئ، وطالعته بنظرات حزينة وكأنها تعاتبه بل وتشتكي له، فراح يطبع قبلة فوق جبينها هامسًا لها بنبرة هادئة: حقك عليا، متزعليش منها يا جميلة، إنتي عارفه أسلوبها.
تحدثت هي من بين شهقاتها:
بس متوصلش انها تقولك إتجوز بدون أي مراعاة لشعوري يا إسلام، وأنت أكيد هتسمع كلامها في يوم من الأيام صح؟
كشر عن جبينه، وهو يرمقها بعتاب، ثم قال بصوت أجش: أنا يا جميلة، هو ده ظنك فيا؟ لا بجد مكنش العشم.

طأطأت رأسها للأسفل مرة ثانية وهي تفرك كلتي يديها في بعضهما، ثم قالت بخفوت:
أومال يعني هتعيش كده من غير ما تخلف الولد إلى هيشيل إسمك على رأي والدتك؟ أنا معرفش هخلف تاني ولا لا!
أمسكها من فكها يضغط عليه بقوة، ثم قال وهو ينظر إلى عمق عينيها الحبيبتين: تأكدي إني عمري ما هكون غير ليكِ وليكِ إنتي وبس يا جميلة!

في شقة الجد إبراهيم
دخلت مُني إليه تبكي بملابسها المبتلة بالمياه المتسخة، لتهتف بغيظ شديد: شوفت يا خالو الحيوانة إلى إسمها فاطمة عملت إيه؟ هاتلي حقي منها يا خالو، دي مسحت بيا الأرض.
طالعها إبراهيم من أسفلها حتى أعلاها بدهشة، ثم قال بعدم تصديق: فاطمة عملت فيكِ كده!

أومأت برأسها وهي تمسح دموعها، ثم هتفت: ايوة، وكريم اللي قالها تعمل كده وهاله كمان بهدلوني ومسحوا بكرامتي الأرض يا خالو قدام صحابي، لو ده يرضيك يا خالو أنا هسافر بره مصر تاني ومش مهم بقي أتحرم من أمي وأخويا وأعيش وحيدة.
رق قلبه لها فهو بطبعه حنون للغاية، قال بصوت حازم: لا يا بنتي ميرضنيش أنا بجد هبهدلهم، بيستهبلوا وكمان كريم، ايه الواد ده اتجنن ولا إيه ازاي يعمل فيكي كده..!
رجاء، يا رجاء.

هتف مناديا على شقيقته، فأقبلت عليه تقول بنفاذ صبر: إيه يا إبراهيم مالك بس أنت كمان.
إبراهيم بجدية: صحيح إلى بتقوله بنتك ده يا رجاء، هما العيال عملوا فيها كده؟
تنهدت رجاء قبل أن ترد عليه: أه يا إبراهيم أنا لقيتها طالعة كده بهدومها وصممت تشتكيلك بس معرفش هي عملت ايه عشان يعملوا فيها كده.
إبراهيم بحدة ؛ مهما كان اللي عملته مينفعش يعملوا فيها كده، ايه لعب العيال ده، بجد هبهدلهم.

نهض خارجا من شقته عازما على تعنيفهم، بينما إبتسمت مني بإنتصار وهي تتوعد لهما وتحدث نفسها: يا أنا يا أنتِ يا فاطمة.
وكذلك إتجهت رجاء خلفهما وهي تقول بضجر: الله يهديكم على بعض يا رب.
طرق إبراهيم باب شقة ولده كريم، فأسرعت الصغيرة تفتح الباب وهي تهتف بمرح: جدوووو.
إبتسم لها سريعا وولج إلى الداخل، فأقبل عليه كريم يقول بإبتسامة: إزيك يا بابا..؟
رد عليه بتهجم: زي الزفت.

رفع كريم حاجباه بدهشة، وقد إتسعت عيناه، ثم رفع نظره ليري عمته بصحبة إبنتها فترجم الذي حدث..
تابع إبراهيم بصوت جهوري:
هي فين البت فاطمة اللي مش عملالي أي احترام ولا بتعمل حساب لحد وعمالة تلطش في البت الغلبانة وأنت يا أستاذ يا محترم، ايه اللي عملته ده، روح اندهلي الست أختك كمان عشان نهاركوا معايا مش فايت.
خرجت من فاطمة من الغرفة على أثر صوت إبراهيم وهي تتساءل بإستغراب: في إيه يا عمو؟

نظر لها بغضب ثم صاح بحدة: مش عارفه في إيه؟ في إن عيب تعملي كده في بنت عمتك أنتي وجوزك إلى كنت بحسبه عاقل لكن طلع عيل زيك.
إنعقد ما بين حاجبي كريم في ضيق شديد وهو يري والده يعنفه أمام الجميع دون أن يعلم أو حتى يسمع منه، فقال بنبرة جادة:
يا بابا قبل ما تهزقني كده قدام الناس إفهم اللي حصل مش معقولة كده بجد!

أشار والده إليه بسبابته، ثم قال بتحذير: أيا كان إلى حصل مينفعش أبدًا تعملوا فيها كده، لو أخوها شاف المنظر ده مش بعيد يقاطعك أصلا.
تدخلت فاطمة صائحة وهي ترمق مني بشراسة: هي اللي ابتدت عشان...
قاطعها كريم بصرامة: إسكتي إنتي يا فاطمة.
صمتت فاطمة متأففة ولا زالت تنظر إلى مني بغضب جلي، بينما تبادلها الأخيرة نظرات إنتصار بل ونظرات ساخرة أيضًا.
تابع كريم بإتزان:.

أنا أساسا منتظر أحمد يجي عشان أشتكيله من أخته يا بابا، إنت ميرضكش منظرها كده، وكمان ميرضكش إنها تشتم فاطمة وتتطاول عليها هي واصحابها مش كده ولا إيه؟
نظر إبراهيم إلى مني وهو يسألها بجدية: إنتي شتمتيها؟
فأجابت بوقاحة: لا طبعا ده كذاب ما هو لازم يقول كده عشان يداري على مراته.

صاح كريم بغضب: اهوو شايف قلة الادب يا بابا، أقسم بالله لولا أنتي يا عمتي لكنت عرفتها مقامها دلوقتي، إيه البجاحة والوقاحة دي أنا مشوفتش كده في حياتي.
عنفتها العمة رجاء بشدة وصاحت بها زاجرة إياها: امشي إطلعي على فوق يلا بسرعة وحسابي معاكي بعدين يا قليلة الأدب.

ضربت مني الأرض بقدمها قبل أن تصعد السلالم وهي تشتم بغضب، فجلس كريم قبالة والده يمسح على وجهه بعصبية، بينما جسلت فاطمة إلى جواره وهي تقول بجدية: يا عمو دي بتكرهني وكل ما تشوفني تستفزني وتشتمني وأنا بجد مش بقدر أسيطر على نفسي، ماهو مش معقولة يعني أسيبها تغلط فيا كده وأسكت.
بينما قالت هالة التي دلفت منذ قليل تتابع في صمت:.

على فكرة يا بابا صح مني تطاولت عليها واصحابها ثم إني أقسم بالله ما كلمتها ربع كلمة لا أنا ولا كريم، هي استفزت فاطمة وفاطمة رمتها بالميه.
تنحنح إبراهيم وهو ينظر إلى ولده الذي بادله النظرة بنظرة عتاب على تعنيفه له دون سبب، فقال بخفوت: احم، يعني كريم ملوش دخل بالموضوع اصلا؟!
قالت فاطمة بتأكيد: لا مالوش يا عمو، وهي إلى اسمها مني دي إلى مستفزة حاجة تقرف.

وكزتها هالة في ذراعها قائلة بصوت منخفض: اسكتي يا فاطمة عمتو هتزعل منك.
رفعت فاطمة نظرها إلى عمتها وهي تقول بحرج: أنا أسفة يا عمتو، بس بجد أنا مش عارفه أعمل معاها إيه، خليها في حالها وأنا والله مش هتعرضلها خالص.
تنهدت رجاء بثقل وتحدثت بضيق: ولا أنا عارفه أعمل معاها ايه يابنتي، سفرتها برا عند عمامها مستحملتش فراقها ما هي مهما كانت بنتي برضو، الحل الوحيد إني أخدها وأسافر أنا كمان.

قال إبراهيم بحنان: احنا منقدرش نستغني عنك يا رجاء أبدا، شيلي الموضوع ده من دماغك وإن شاء الله ربنا هيهديها.
نهضت رجاء قائلة بهدوء: ماشي يا إبراهيم، عن إذنكم أنا طالعة.
خرجت رجاء من الشقه، فساد الوجوم بينهم لعدة ثوانِ، إلى أن قالت هالة بمرح محاولة أن تخفف من حدة الجو:
وحدوووه.
ردوا قائلين في هدوء: لا إله إلا الله.
بينما قال إبراهيم وهو ينظر إلى كريم: قلبك أبيض يا كريم متزعلش مني.

فأومأ كريم برأسه دون أن ينبس ببنت شفه، فقام والده من مجلسه ليتجه نحوه ويجلس إلى جواره برفق ثم قال:
أحرجتك قدامهم يا كريم حقك عليا يابني والله أنا مبحبش أزعلك بس أنا فكرتك عملت كده فعلا معرفش إنها شتمت فاطمة بالطريقة دي.
إلتفت ينظر له قائلة بعتاب ؛
يعني يا بابا بالعقل كده أنا مش عيل زي ما قولت عشان أعمل كده ثم إني مبطقش أشوفها أصلا وبيركبني العصب لما تظهر قدامي.

ضحك بخفوت وتابع بمزاح: طيب خلاص بقي ياباي عليك لما تقفش ياض إنت.
إبتسم كريم، ثم تابع معاتبا: ما هو أنت دخلت فيا شمال يا أبو خليل، ومش عاوزني أقفش منك
قالت فاطمة مشاكسه: معلش يا كريم ما تلاقي الحرباية هي إلى اتمسكنت وعمو طيب صدقها.
قهقه إبراهيم ثم قال من بين ضحكاته: يابت إسكتي، ده أنتي أوس المشاكل كلها تعرفي بعد كده هسميكي فاطمة مشاكل، بقي يا مفترية بتحمي البت واصحابها مرة واحدة بالميه.

ضحك كريم وهو يحاوط كتفيها بذراعه قائلًا بمزاح: بطتي دي كارثة متنقلة يا بابا، مش عارف أعمل فيها إيه بجد هتجنني.
إبراهيم بمرح: قتلها حلال.
فاطمة بتذمر طفولي: كده يا عمو، ماااشي يارب مني وأنا لا.

- إيه يا إسلام الكلام ده، بقي بتطرد أمك من بيتك؟
هتف السيد عبد العزيز بتلك الكلمات عبر الهاتف معاتبا ولده على ما فعله أو بالأحري ما قالته أمه.
فقال إسلام بجدية: والله يا بابا ما حصل، هي إلى زعلت ومشت، أنا بجد مش عارف أعمل معاها إيه كلمها يا بابا وقولها تهدي عليا شوية.
قال عبد العزيز مستفسرا:
أومال إيه إلى حصل بالظبط يا إسلام؟

سرد إسلام على أبيه ما حدث من والدته، حتى قال عبد العزيز بعتاب: معقولة أمك عملت كده، ماجبتليش سيرة خالص، طب ومراتك عاملة ايه دلوقتي.
أجابه إسلام متنهدا: نامت من كتر العياط يا بابا، كلمها يا بابا الله يباركلك وقولها بس تعاملها كويس.
طمئنه عبد العزيز وهو يقول:
حاضر يا إسلام، إقفل إنت دلوقتي مع السلامة.

أغلق إسلام الخط ثم نهض يتأمل وجه زوجته التي غلبها النوم وغطت في سبات، فإنها مرهقة ومتعبة ولقد زادتها أمه إرهاقا، لكنه هون عليها الكثير بكلماته الحنونة معها حتى نامت بقلبٍ مطمئن.

- بتكذبي عليا يا عفاف؟!
قالها عبد العزيز بتجهم، لترد عليه عفاف في ضجر:
كذبت في إيه يا أخويا؟
أجابها بغضب: في اللي هببتيه مع مرات إبنك، ده كلام برضو يا عفاف راحة تخطبي لإبنك قدام مراته إيه خلاص مبقاش عندك دم.
إتسعت مقلتيها بصدمة، وقد زاد غضبها من إهانته الصريحة فردت:.

انا معنديش دم يا عبد العزيز، ليه يا أخويا عشان قلبي على إبني الوحيد! طب انا معنتش مدخلة تاني وربنا يسهله ويسهلك، بقي ده جزات المعروف!
عبد العزيز مكررا بيأس: معروف! لا فعلا معاكي حق إحنا غلطانين بس إنتي تشكري إنك مش هتدخلي تاني براڤو عليكِ يا أم إسلام ربنا يهديكي يارب.
عفاف في نفسها: ربنا يهد اللي في بالي.

في اليوم التالي..
حيث ذهب الجميع إلى عملهم والصغار إلى مدارسهم كعادة كل يوم.
جلست فاطمة تقص على صديقتها نوارة ما تفعله مني إبنة عمتها وتشكي لها همها، بينما الأخري تواسيها بكلماتها الهادئة حتى إستراحت فاطمة بالفعل فهي دائما ما تفعل ذلك معها..
بينما سألتها فاطمة بقلق: مالك يا نوارة حاسة إنك زعلانه من حاجة، في ايه؟
هزت نوارة رأسها وتابعت مبتسمة: لا مافيش حاجة يا حبيبتي، أنا كويسة.

قالت فاطمة بتصميم: لا فيه، هتخبي عليا يا نوارة مالك يا حبيبتي في ايه؟
صمتت نوارة قليلًا قبل أن تجيبها بمرارة: أقولك إيه بس يا فاطمة، ما أنتي إلى فيكي مكفيكي.
فاطمة بعتاب: عيب عليكي يا نوارة إشمعنا أنا بشكيلك همي، قولي بقي!

تابعت نوارة وهي تطرق رأسها للأسفل: العيال يا فاطمة مطالبهم كتير وأنا مش ملاحقة أكفي مين ولا مين فيهم والراجل ولا على باله حاجة خالص، سايبني أنا في الوحلة دي، وأدي إبني الصغير عايز حاجات يجي ب 500 ج وأنا مش عارفه أجيبهم منين.
ربتت فاطمة على كتفها وقالت مبتسمه: متشليش هم يا نوارة أنا هساعدك، ثم أخرجت من حقيبتها بعض الأموال ومدت يدها تقول بحنو: خدي دول يا نوارة.

رفضت نوارة بشدة، إلا أن فاطمة ألحت وبشدة عليها، فوافقت نوارة حين قالت لها فاطمة إنهم سلفة وحينما يتواجد معها أموال تقوم بردهم...
نوارة بإمتنان: شكرًا جدا يا فاطمة.
إبتسمت فاطمة وتابعت: مافيش شكر بينا إحنا إخوات..

منهمكا في عمله، فآتاه إتصالا فجأة، نظر إلى شاشة الهاتف، فوجده رقم غير مسجل، فتركه بعدم إهتمام، وأكمل عمله، لكنه عاد يرن مرارا وتكرارا، فزفر وترك ما بيده وأجاب قائلًا بضيق: أيوة، مين معايا؟
آتاه صوت أنثوي يقول بتلهف: أستاذ حسام، أنا نور صديقة فجر، فجر هنا في المستشفى وإحنا محتاجين حضرتك ضروري...


look/images/icons/i1.gif رواية أحببت فاطمة
  12-04-2022 06:24 مساءً   [44]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل العاشر

يسير بخطوات سريعة بالرواق المؤدي للغرفة المتواجدة بها فجر، لكنه توقف فجأة بل وتسمر في مكانه حين إستمع إلى صوتٍ ضحكات أنثويه يعلمها جيدًا، ويليها صوتٍ رجولي يهتف بإسمها ؛
يا سو متهزريش بقي، هاتي الموبايل
إلتفت حسام بجسده كُليا إلى مصدر الصوت حتى إتسعتا حدقتا عيناه وهو يري زوجته تضحك عاليا وذاك الرجل يحاول نتش الهاتف من يدها.

كور قبضة يده بقوة وعينيه تتوهجا نارا من الغضب، وبدأ صدره يتحرك صعودًا وهبوطًا بعنف..
توقفت سارة حين وقعت عينيها عليه، ليقع الهاتف من يدها فورًا مُصدرا صوت رنان..
إزدردت ريقها الذي جف فجأة بصعوبة شديدة وهي ترمقه بعدم تصديق، أهذا زوجها حقا أم أنها تتخيل أنه يقف أمامها!
قطع ذلك الصمت زميلها الطبيب سامر حين هتف في إستغراب: مالك واقفة كده ليه يا سارة، ومين ده؟

لم يتكلم حسام فحقا صُدم، إنما ظل فقط يرمقها بنظرات هي تعلمها جيدًا، نظرات قاسية تحمل الغضب والعتاب وعدم التصديق فكيف لها أن تتجرأ وتمازح زميلها بالعمل بهذه الطريقة الخارجة تماما عن حدود الأخلاق..!
خرج صوتها بالكاد وهي تقترب منه بحذر وتسأله: ح، حسام، آآ إنت بتعمل إيه هنا؟
بينما إقترب سامر منهما فقد علم أن حسام هو زوجها، حيث أنها أخبرته ذات مرة أن زوجها يُسمي حسام..

حاول سامر أن يهدئ من حدة الجو، فقال وهو يمد يده له حتى يصافحه: أهلا وسهلا يا أستاذ حسام..
لم يمد حسام يده له إنما نظر له بإستحقار من أسفل قدميه حتى أعلاه، بينما قالت سارة مرة ثانية: حسام أنا، آ..
قاطعها حسام بصوتٍ جهوري: أنتي تخرسي خالص ومسمعش حسك ده نهائي، أنا داخل أشوف فجر ولما أخرج ألاقيكي جاهزة عشان نروح!
سألته بإستغراب وقلب وجل: مالها فجر؟، انا معرفش انها هنا طب، ومقولتليش ليه انك جاي!

صاح بها بغضب عارم: ما أنتي مش فاضية غير للقرف ده، ماشي، حسابك لما نروح..
أنهي كلامه وسار بعصبية تامة صوب الغرفة بينما جلست سارة على أقرب مقعد قابلها بضياع وتلعن حظها الذي دائمًا ما يوضعها في مواقف لا تحسد عليها..
سألها سامر بلا مبالاه: هو في إيه لكل ده؟ أنا مش فاهم حاجة هو جوزك زعلان ليه؟!
نظرت له لتقول بتنهيدة مؤلمة: عشان بهزر معاك طبعا، يارتني ما هزرت يا سامر يا رتني!

طرق حسام الباب بهدوء عدة طرقات، فأسرعت نور تفتح الباب، ما إن رأته حتى قالت مبتسمه:
أهلا يا أستاذ حسام إتفضل.
دلف حسام وهو يحاول ضبط أعصابه قدر المستطاع، بينما قال في هدوء: سلام عليكم.
ردت فجر الممددة على الفراش الأبيض بصوتٍ مرهق:
وعليكم السلام.
جلس حسام أمامها على المقعد الخشبي الصغير يسألها بقلق: مالك يا فجر؟ ألف سلامه عليكي.

ردت نور وهي تتجه وتجلس بجوار فجر: فجر عملت عملية الزائدة يا أستاذ حسام تعبت إمبارح بليل جدا ونقلناها المستشفى.
رفع حاجباه معا قبل أن يقول: يا خبر، وأخبارك إيه دلوقتي يا فجر؟
أومأت له بإرهاق ثم تابعت بصوتٍ واهن: الحمدلله، أحسن.
تنهد حسام بثقل، وكأن على صدره جبل من الهموم، ثم قال بهدوء وإبتسامة خفيفة: سلامتك يا فجر شفاكِ الله وعفاكِ إن شاء الله.

تفاجئ بالباب يُفتح وتدلف سارة قائلة بصوت مهزوز: إزيك يا فجر، ألف سلامه عليكي ليه مخلتيش حد يديني خبر إنك هنا!
نظر لها حسام بإختناق ثم عاد ينظر إلى فجر التي قالت بنبرة جادة: محبتش أزعج حضرتك..
قالت سارة بنبرة تحمل الغيرة إلى حد ما:
كان ممكن تقوليلي إنك هنا أحسن ما تتصلي بحسام، مش كده برضو ولا إيه يا فجر؟
شعرت فجر بالإحراج الشديد وهي تومئ برأسها، بينما قالت نور بجدية حازمة:.

إحنا منعرفش أصلا إن حضرتك شغالة هنا في المستشفى عشان نبلغك..
سارة بنبرة ساخرة: إزاي متعرفوش وهي لسه قايلة دلوقتي إنها محبتش تزعجني؟!

نور وقد إحتدت ملامحها: عادي ردت عليكي رد طبيعي والي جه في بالها وبعدين إحنا هنكذب ليه يعني، ثم إني أنا إلى إتصلت بأستاذ حسام عشان فجر ملهاش حد خالص وإحنا مش عارفين ندفع فلوس المستشفى ازاي، فإحنا بنستأذن أستاذ حسام انه يدفعها كسلفة بس، بعد اذنك يا أستاذ، لأن فجر ملهاش أي دخل.

حسام مؤكدا: طبعا فجر مسؤولة مني وأنا متكفل بأي حاجة متحمليش هم حاجة يا فجر أنا هدفع دلوقتي حساب المستشفى وإن شاء الله هتقومي بالسلامة.
كادت سارة أن تتحدث فقاطعها حسام محذرًا: أخرجي إستنيني برا.
إتسعت عيني سارة وهي تنظر له بإحراج، فكرر حسام بنبرة جامدة: سمعتي أنا قولت إيه؟

خرجت سارة وهي على وشك الإنفجار، بينما نظرت كلا من فجر ونور إلى بعضهما بإستغراب شديد، فيما هب حسام واقفا وهو يقول بجدية: إن شاء الله هجيلك بكرة، خلي بالك من نفسك.
أنهي كلامه وإتجه صوب الباب تاركا إياها تبتسم بعفويه من كلمته الأخيرة..
قالت نور في تساؤل: هو بيعامل مراته كده ليه؟
مطت فجر شفتيها وتابعت دون إهتمام: مش عارفه يا نور، يمكن متخانقين!

اليوم هو أول يوم لها في العمل، تعمل بحيوية ونشاط وتتنقل هنا وهناك بإبتسامة ترتسم على ثغرها..
تسير في الرواق حتى وصلت إلى غرفة مكتب عمها، ثم طرقت الباب ودلفت، لتضع الأوراق التي تحملها أمامه على المكتب، ثم قالت بمرح:
إتفضل يا عمو الملف جاهز.
رفع إبراهيم نظره إليها وقال ممازحا: إسمي هنا أستاذ إبراهيم يا بنت، عمو ده في البيت فقط مفهوم ولا لاء؟

أومأت جميلة ضاحكة وهي تقول: مفهوم يا عمو، قصدي يا أستاذ إبراهيم حلو كده؟
شاركها الضحك قائلًا: الحلو ميطلعش منه إلا الحلو يا جوجو، ثم تفحص الملف بعينيه وهو يقول بإعجاب: ما شاء الله بتفهمي بسرعة يا جميلة وشغلك ممتاز.
جميلة بإمتنان: شكرًا يا عمو، قصدي يا أستاذ إبراهيم..
في حين دلف كريم إلى المكتب هاتفا بإبتسامة: منورة يا جميلة.
بادلته الإبتسامة قائلة: الشركة منورة بيك يا كريم، تسلم.

بينما قال إبراهيم بلطف: شوفت شغل جميلة ممتاز إزاي يا كريم ما شاء الله عليها.
كريم بمرح: أها ما هي شطورة، وبتفهمها وهي طايرة.
إبراهيم ضاحكا: زي البت بطة تمام، ما تجبها تشتغل معانا هي كمان يا كريم وتسيبها من حكاية المدرسة دي.
أشار له كريم بكف يده وهو يقول من بين ضحكاتهُ: لا لا، أجيب مين فين، فاطمة تشتغل هنا! عشان كل يوم تعملي خناقة ومشكلة على كل لون وتقولي مين دي إلى دخلت ومين إلى خرجت ومش هنشتغل بقي.

تعالت ضحكاتهم بشدة، ثم هتفت جميلة من بين ضحكاتها: والله معاك حق يا كريم..
فيما قال إبراهيم: بس والله البت دي طيبة خالص وجدعة وديما تسأل عليا وتناغشني.
حك كريم ذقنه وتابع بمزاح: يعني إيه تناغشك لمؤاخذة! لاحظ إنك بتتكلم عن مراتي هاااا.
أخذ يضحك عاليا ورد من بين ضحكاتهُ:
يا سبحان الله مش لسه بتقول إنها بتعملك مشاكل! سبني أتكلم براحتي بقي.

إبتسم كريم وتابع بنبرة هائمة: آه بس برضو هي الحب كله مهما تعمل، دي بطتي برضو.
بادله إبراهيم الابتسامة ثم تابع مشجعا: براڤو عليكم انكم مهما يحصل مبتتخلوش عن بعض يا أبو الكرم، هو ده الحب الحقيقي فعلا..

طوال الطريق وهما صامتان، وخيم الوجوم لم يجرؤ أحدهما على قطع ذلك الصمت القاتل، كلا منهما ينظر أمامه وبالأخص حسام الذي كانت ملامحه جامدة لا تبشر بالخير وهادئ، هادئ جدا ولكن بداخله عاصفه تهدد بالإنفجار، يود أن يصفعها حتى تتأدب يريد تربيتها من أول وجديد، حتى تكف عن ذلك الهراء.

توقفت السيارة أمام المنزل أخيرًا، وكأن أنفاسها ستتوقف مع وقوف السيارة، هي خائفة ولكنها شجاعة من الخارج ستقاومه، وستدافع عن نفسها، لن تصمت ولن تستسلم له رغم أنها خاطئة لأبعد درجة..
صعدا في هدوء، وما إن دلفا صفق حسام الباب بقوة شديدة جعلها تنتفض بشدة حتى تقدم نحوها وهو يرمقها بنظرات ناريه قاتلة..
ظنت أنه سينهار، سيصفعها، إلا أنه لم يفعل وتكلم بمنتهي الهدوء:.

واحدة بلا إحساس وقولت معلش ما هي عاوزة تثبت نفسها برضو، سيبها يا عم تشتغل ومتبقاش أناني!، مهملة وقولت وماله بكرة تعقل وتعرف إن بيتها أهم من شغلها، باردة ومعندكيش مشاعر وقولت أنا هحرك مشاعرها بطريقتي، لكن كنت بكدب على نفسي، عارفة ليه، عشان إنتي واحدة بلا أخلاق بلا أدب بلا تربية ومش بس كده لا ده أنتي خاينة ومعندكيش ريحة الدم وحاجة تقرف.

أغلقت عينيها بقوة، وهي تتشبث بقبضتيها في ملابسها، لقد جرحتها كلماته اللازعه ولكن هي من أوصلته إلى هذه المرحلة ولكل فعل رد فعل..
تقدم منها خطوة أخري جاذبا إياها من ذراعها وقد إعتلي صوته يعلن عن إنفجار كل ما حمله داخل صدره من ضيق وألام..
- إيه جرحتك؟ طب وإيه يعني ما أنتي كده كده مبتحسيش أصلا!

ألقاها على الأريكة بعنف وصاح بغضب عارم وهو يقترب منها ويدنو متكئا بيديه على ظهر الأريكه محاوطا إياها بين ذراعيه:
وأروح المستشفى ألاقي مراتي! بتهزر مع الرجالة، تسميه إيه ده يا متربيه يا محترمة يا بنت الأصول، أتاريكي بتحبي الشغل عشان المرقعة والمسخرة وقلة الأدب وأنا، أنا! في الشغل نايم على وداني وواثق في مراتي الخاينة!

تجهمت ملامحها بشدة وقد إنفجرت دموعها كأنهارا على وجنتاها، لم تتحمل كم الإهانات الموجهه إليها فإنفجرت فيه من بين شهقاتها:
أنا مش خاينة، مش خاينة، فاهم يا حسام، أنا مش خاينة، ومعملتش حاجة غلط هو أنت شوفتني بعمل إيه يعني!؟ أظن إنك مش شوفتني في وضع مُخل لا سمح الله عشان تعمل كده وتتهمني بالخيانة والأرف ده.

زادت عينيه إظلاما وهو يجذبها ويجبرها على الوقوف بينما هزها بعنف وهو يهدر بها: وكمان بجحة، يا بجاحتك يا شيخة، مش بقولك معندكيش دم، أومال ده تسميه إيه إلى أنا شوفته ده تسميه إيه يا محترمة ردي عليا!
ردت مدافعة عن نفسها بقوة، وقد إزداد بكاؤها المرير:
والله العظيم هو إلى صورني بالموبايل بتاعه، وأنا، أنا ك كنت بحاول أمسح الصورة فأخدت الموبايل بتاعه وكنت بمسحها منه، بس هو ده كل اللي حصل أقسملك بالله.

ضحك ساخرًا ثم تابع بتهجم: وهو إيه إلى هيخليه يصورك، إلا إذا كنتي إدتيله سكة الهزار وفتحتيها معاه على الرابع.
فردت عليه جعلته يثور أكثر وأكثر:
ده صديق مش أكتر من كده، وهو بيهزر بعشم.

توهجت عينيه بحمرة الغضب وكأنهما أصبحتا جمرتين من اللهب بينما إشتدت قبضتيه على ذراعيها قائلا بغضب جلي: صديق! صديقك وبتقوليها كده عادي، أنتي مش متربية يا سارة بس أنا هربيكي من أول وجديد قسما بالله لهتتربي وشغلك إلى إنتي فرحنالي بيه ده مش هتعتبيه تاني خالص.
حاولت الفكاك منه وهي تهتف بتحديٍ سافر: ده بعينك يا حسام بعينك أسيب شغلي وبعين أي حد عاوز يهدني مش هتتحكم فيا يا حسام ومش هطاطيلك يا بابا فوووق.

أخرسها وهو يصفعها بقوة جعلها تسقط على الأريكة من خلفها، ثم إنحني يهتف مبادلا إياها التحدي بتحديٍ أكبر: إبقي وريني هتروحي الشغل تاني ازاي، عاوز أتفرج وأشوف وتبقي فتحتي أبواب جهنم عليكي باديكي!، وأدي الموبايل..

فتح حقيبتها وفك الهاتف الخاص بها وأخرج الشريحة ودفعه بالحائط ليتحطم فورًا ويتناثر على الأرض وأخذ الشريحة في جيبه، بينما تعالت شهقات سارة وهي تنظر له بعدم تصديق، إنه صفعها ولأول مرة يتصرف هكذا..
إتجه صوب الباب وهو يشير لها بسبابته: لو رجلك خطت برا الباب ده هتكوني طالق يا سارة، سمعتيني، هتكوني طالق!

خرج صافعا الباب خلفه بعصبيه شديدة وتاركا إياها تبكي بهستيرية، تبكي وتبكي بألم وحسرة، مشتتة ضائعه خائفه، أهي صح أم خطأ لا تعرف ولم تهتم كل ما يتردد داخلها أنها لن تخضع لأي رجل حتى وإن كان زوجها وحبيبها الذي إختارته بكامل إرادتها..

- أقسم بالله يا مني لو سمعت إنك عملتي مشاكل تاني لتشوفي مني وش عمرك ما شوفتيه في حياتك.
أردف أحمد بتلك الكلمات موجها حديثه لشقيقته بجدية تامة بينما هتفت مني بإعتراض:
- هي إلى بتعمل المشاكل مش أنا على فكرة!
صر أحمد على أسنانه قائلا بصوتٍ أجش: كلامي يتسمع وخلاص بدل والله العظيم هصبحك بعلقة وأمسيكي بعلقة لحد ما تبطلي أخلاقك الزفت دي!

تأففت مني ثم قالت بعصبية: أحمد بليز أنا مقبلش كلامك ده يعني ايه يعني تمسيني وتصبحني بعلقة أووف.
رمقها بنظرات ناريه قبل أن يهتف بصرامة: أسمع بس حد بيشتكيلي منك وهتشوفي..
خرج من شقة والدته تتبعه زوجته هالة حتى دخلا إلى الشقة الخاصة بهما، بينما جلس أحمد يزفر بضيق في حين قالت هالة بخفوت وهي تجلس جواره: معلش يا أحمد هدي نفسك متزعلش.

قال أحمد بحدة: ولما أنتي شيفاها بتعمل مشاكل يا هالة مقولتليش ليه؟ وسيباني على عمايا كده إيه مفيش منك منفعة، لولا عرفت من أبوكي.
كشرت هالة عن جبينها، ثم قالت بضيق: إيه مفيش مني منفعة دي يا أحمد، أنت بتيجي تعبان وهلكان وأنا مش بحب أزعجك بمين قال ومين عاد، يعني ده جزاتي، متشكرين أوي على فكرة.
رفع أحد حاجباه ولقد هدأ قليلًا وهو يقول: ملكيش دعوة برضو تعرفيني.

نهضت من جانبه تقول بتنهيدة: طيب هبقي أزعجك إن شاء الله، إدخل بقي غير هدومك وسبني أشوف إلى ورايا..
تركته وذهبت إلى المطبخ بعصبيه، فإبتسم أحمد على غضبها الطفولي فهو يعلم أنها تبذل كل جهدها في سبيل راحته وراحة أولادها، يعلم أنها حنونة للغاية وتعشقه لا تريد إزعاجه..

نهض وهو يتنهد بعمق، ثم دخل خلفها المطبخ، وكادت هي أن تخرج لكنه أمسكها وقربها منه غامزًا لها بمزاح فأشاحت بوجهها بعيدًا لكنه أدار وجهها لينظر إلى عمق عينيها الحبيبتين، ثم راح يطبع قبلة طويلة فوق جبينها وهو يهمس لها بحب جارف: والله بحبك يا لولو، ما أنا كنت متعصب بقي عديها عشان خاطري يا روحي.
هالة بتذمر: متقوليش يا روحي عشان مبحبهاش.
أومأ أحمد في مرح وقال: أوك يا روح الروح.

ضحكت هالة عاليا، فإحتضنها قائلًا بمزاح: أيوة بقاا أحبك وأنت مفرفش..

كانت تسير بصحبة صديقتها نوارة التي قالت في إستعجال: أسيبك أنا بقي يا فاطمة عشان ألحق الميكروباص.
فردت فاطمة: تعالي إركبي معايا تاكس يا نوارة بدل ما تركبي ميكروباص.
إبتسمت نوارة وتابعت بنفي: مش هينفع يا فاطمة معلش، بس إيه رأيك تركبي أنتي معايا ميكروباص؟
تنهدت فاطمة وقالت نافية: للأسف مش هينفع، لأن كريم منبه عليا مركبش ميكروباص خالص، عشان الزحمة وكده.
أومأت نوارة وقالت بإيجاز: تمام يا بطوط.

أكملتا السير إلى مكان وقوف السيارات، حيث الإزدحام الشديد والسائقين الذين يصيحون بالناس.
لفت إنتباه فاطمة سائق ما يصيح بسيدة عجوز تريد أن تصعد سيارة الأجرة ولم تستطيع الصعود نظرا لكبر سنها، فتقدمت فاطمة تساعدها وهي تمسك ذراعها، فدعت لها السيدة، بينما صاح السائق بعصبيه وهو ينعتها: ما تخلصي يا ست بقي لو مش قادرة بتنزلي ليه من بيتك ده إيه القرف ده! خلصي عاوز أطلع أشوف أكل عيشي.

نظرت له فاطمة بغضب شديد وصمتت حتى لا تفعل مشكلة...
لكن نفذ صبر السائق وشغل السيارة قبل أن تدخل السيدة فترنح جسدها وسقطت على الأرض فصاحت فاطمة بغضب شديد وهي تنحني تساعدها على الوقوف: يا حيوان يا متخلف إنت إيه بهيم مش سواق جتك الأرف.
إتسعت عيني السائق وترجل من السيارة فورًا متجها إليها وهو يرمقها بشراسة: أنتي بتشتمي مين يا ---- أنتي؟

وضعت فاطمة يدها على فمها من لفظه القذر الذي نعتها به فما كان منها إلا أن دفعته بقبضتيها في صدره وهي تهتف بصرامة: بقولك أنت يا حيوان يا قذر يا سافل!
إقترب منها والشر يتطاير من عينيه صافعا إياها بقوة على وجنتها مما جعلها ترتد للخلف وقد حلت الصدمة على ملامحها من تلك الصفعه المفاجئة...


look/images/icons/i1.gif رواية أحببت فاطمة
  12-04-2022 06:25 مساءً   [45]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي عشر

صُعقت فاطمة من صفعته المفاجئة لها وبدت في حالة ذهول تام يليها دموعا حارقة إنهمرت بغزارة على وجنتاها، لكنها نظرت لها بشراسة وحاولت أن تهجم عليه إلا أن الناس أمسكت بها بمساعدة صديقتها نوارة التي قالت لها في توسل: بلاش يا فاطمة الله يخليكي أنتي مش قد الناس دي ربنا ينتقم منه.
كذلك تكلم الجميع محاولين تهدئتها حتى زملائه السائقين عنفوه على فعلته الشنيعة في حقها..

إبتعدت فاطمة بعد ذلك بصحبة نوارة بعيدًا عن ذلك المكان، بينما أخذت تبكي وتشهق عاليا كالأطفال ثم وضعت يدها على وجنتها المحمرة بشدة وقد إزداد بكاؤها..
قالت نوارة في حزن وهي تربت على كتفها بحنو: يا حبيبتي يا فاطمة، معلش يا حبيبتي متزعليش حسبي الله ونعم الوكيل فيه.
ثم تابعت في حذر: هو أنتي هتكلمي جوزك ولا هتعملي إيه دلوقتي؟

حركت رأسها بنفي، ثم تحدثت من بين شهقاتها: لا كريم مش لازم يعرف حاجة عن الموضوع ده، مش هعرضه لمشكلة جديدة.
أومأت نوارة وقالت بهدوء: تمام، بس متسكتيش روحي بلغي واعملي محضر في القسم
نهضت فاطمة وهي تمسح دموعها بأنامل يدها المرتجفة، ثم قالت: لا أنا لازم أروح، سلام.

تركتها وهي تشير لسيارة الأجرى التي مرت من أمامها لتستقلها وتنصرف، وكلما تذكرت الموقف كلما بكت أكثر، لم يصفعها زوجها ولو لمرة واحدة فمن هذا ليأتي ويصفعها هكذا بلا رحمة!

نهضت تلملم بقايا هاتفها الذي حطمه زوجها، ودموعها لم تتوقف، بل تزداد، وقلبها يؤلمها بشدة وكأنه ترك فيه شرخ كالذي تركه في هاتفها، إنتصبت واقفة بعد ذلك ثم توجهت إلى الحمام لتغسل وجهها بالماء البارد ثم رفعت رأسها لتنظر إلى المرآة وتتأمل ملامحها الذابلة، هل أخطأت إلى هذا الحد حتى يصفعها ويترك أثر على وجنتها، وهل ستظل حياتها معه هكذا، إنها لن تتنازل عن عملها مهما حدث حتى وإن إنفصلا كما قال لها منذ قليل!.

زفرت أنفاسها بضيق شديد، ثم خرجت متجهه إلى غرفة النوم ولكن إستوقفها جرس الباب، فتوجهت لتفتح وتري عمتها التي نظرت لها بإستغراب وهي تتساءل بقلق:
إيه يا سارة، مالك يا حبيبتي في ايه؟
إنفجرت في البكاء مجددًا وهي ترتمي داخل أحضانها وتتشبث بها بشدة، بينما ربتت رجاء على ظهرها بحنو وهي تقول بقلق بالغ: فيكي إيه يا بنتي طمنيني، إتخانقتي مع جوزك؟

وصلت فاطمة إلى المنزل، ثم ترجلت من السيارة وصعدت بحذر وهي تضع يدها مكان الصفعة التي أصبحت تؤلمها بشدة، وصلت إلى شقتها وفتحت، كادت أن تدخل لكنها ظلت بمكانها حين فتحت هالة بابها وهي تنادي عليها بإستغراب:
- إيه يا فاطمة، داخلة كده لا إحم ولا دستور، أول مرة متخبطيش عليا ولا ترخمي كالعادة!
أجابتها فاطمة بإيجاز: معلش أصل عندي صداع، عن إذنك يا هالة.

إقتربت منها هالة وهي تقول بجدية: في إيه ومالك حاطة إيدك على وشك كده ليه، وريني كده
أزاحت يدها لتظهر تلك الكدمة الزرقاء التي أخذت شكل أصابعه الغليظه، فشهقت عاليا وهي تخبط على صدرها بصدمة: يا خبر إسود! إيه ده يا فاطمة مين عمل فيكي كده؟
دمعت عيني فاطمة وهي تجيب عليها بحزن: مافيش يا هالة إتخبطت وأنا خارجة من باب المدرسة في العمود.

عقدت حاجبيها وهي تسألها بغضب: لالا مين عمل فيكي كده يا فاطمة انتي بتكذبي والله العظيم، إنطقي في إيه!
مسحت فاطمة على وجهها بنفاذ صبر وقالت بصوت مرهق: طيب إسكتي يا هالة هحكيلك بس إوعديني إنك متقوليش لكريم خااااالص.

- يمد إيده عليكي ليه مالكيش أهل يشتكيكي ليهم، إيه كل واحد بقي يعمل إلى هو عاوزه!
قالت رجاء هذه العبارة بغضب وهي تربت على وجنت سارة التي قالت بضيق شديد:
- هو أنا غلطت أصلا يا عمتي؟

تنهدت رجاء وقالت بهدوء: يا بنتي بصراحة إنتي غلطانة، أنا مقدرش أبدًا أنافقك وأقولك لا أنتي صح وهو غلط، ممكن أقول إن إنتوا الاتنين غلطانين بس إنتي عندك الغلط الأكبر، أي راجل يابنتي هيثور لما يلاقي مراته بتهزر مع واحد غريب، وغير كده أصلا حرام شرعا.
سارة بعدم اقتناع:
بس ده زميل ودكتور محترم مش بهزر مع واحد في الشارع.

رجاء بجدية: لا يا بنتي برضو مينفعش علاقتك بالزميل ده تبقي بحدود وفي حدود العمل بس، اعمل كذا يا فلان، اعملي كذا يا فلانه، ودمتم على كده إنما هزار وعشم لا مينفعش، العشم ده ممكن يبقي مع زميلتك إنما زميلك لا يا سارة، عيب يابنتي.
تنهدت سارة، قبل أن تردف في ضجر:
بس ده ميدلوش الحق يكسرلي الموبايل ويضربني ويهددني اني لو روحت الشغل يطلقني، لا يبقي يطلقني بس مش هيمشي كلامه عليا..
أردفت رجاء في كياسه:.

- ميدلوش الحق طبعا بس إنتي برضو غلطانة كنتي سبيه لما يهدي وبعدين كلميه إنما لما تقفي قدامه راسك براسه هيعند ويثور أكتر واديكي شوفتي النتيجة يا بنتي، ضربك وكان في ايدك تخليه يهدي كان ممكن مثلا تعتذري او تسبيه يطلع إلى عنده واحنا كنا هنكلمه او كنا هنلاقي حل.
صمتت سارة تفكر في كلام عمتها فهل إقتنعت؟ أم أنها لا تزال تصر على موقفها؟!

- يا نهار ابيض يا فاطمة على إلى بتعمليه في نفسك، بتتخانقي مع السواق يا فاطمة إنتي إيييه يا بنتي!
أردفت هالة بتلك الكلمات في عصبية، في حين قالت فاطمة بغضب: أومال يعني كنت أعمل إيه؟ واحد عمال يجرح في الست الكبيرة وأنا مستحملتش اهانته ليها كان لازم أتدخل.
ضربت هالة كفا على كف وهي تقول بخفوت: معرفش أقولك إيه بس إزاي هتخبي على كريم وانتي وشك بقي ألوان كده؟

حركت فاطمة رأسها بيأس، وقالت ببكاء: مش عارفه مش عارفه!

بعد مرور ساعة..
عاد كريم بصحبة والده وجميلة، ثم صعدوا كلا منهم إلى شقته، بينما دخلت جميلة لتتفاجئ بصغيرتها تركض نحوها وتهتف بمرح: ماما حبيبتي وحشتيني.
إنحنت جميلة تقبلها بحنان ثم سألتها بخفوت: إيه يا حبيبي، جيتي من المدرسة إمتي؟
أجابتها بإبتسامة: بابا هو إلى جابني.
جميلة بإندهاش: هو بابا جوه؟
أومأت سارة برأسها وتابعت: اه.

إستقامت جميلة واقفة ثم توجهت إلى صالة المنزل تقول بإبتسامة: سلام عليكم يا إسلام.
نظر لها بجدية مصطنعة وتابع بصوتٍ أجش: وعليكم السلام، تأخير من أول يوم؟
رفعت حاجباها بدهشة:
فين التأخير ده؟ إنت إلى جاي بدري يا إسلام!
نهض واقفا متجها إليها ثم هتف بنبرة جادة: إنتي هتكذبيني كمان!
إتسعت عينيها وهي تسأله بهدوء: مش بكذبك ولا حاجة يا إسلام في إيه؟

إقترب منها هامسًا بحزم: إيه ده هتعلي صوتك عليا كمان!، طب مافيش شغل تاني، إرتاحي بقي!
كشرت جميلة عن جبينها، ثم تابعت في إستغراب: إيه يا إسلام مالك إنت بتتلكك ولا إيه بقي!
إقترب منها أكثر حتى أصبح ملتصقا بها ثم تابع بتنهيدة: آه، عندك مانع؟، يلا روحي حضري الغدا وعدي يومك على خير بقا!
رمشت بعينيها عدة مرات، ثم تابعت بحزن: ماشي يا إسلام..

إستدارت ذاهبة إلى المطبخ، لتتفاجئ به يجذبها مرة ثانية إليه هاتفا بمزاح: إستني يا هانم فين البوسه بتاعتي؟
نظرت له بغيط، ليقترب منها طابعا قبلة فوق وجنتها وأخري فوق جبينها ثم همس غامزًا: بهزر معاكِ يا قلب إسلام، هو أنا أقدر أزعل جميلتي وحبيبة قلبي؟
تنفست الصعداء بإرتياح شديد، ثم إبتسمت متابعة بتذمر: ماشي ماشي، بتعمل فيا أنا كده!؟، مفيش بسبوسة كنت ناوية أعملها دلوقتي بس محروم منها يا سولي.

أنهت كلامها ضاحكة ثم ركضت مبتعدة إلى المطبخ، فضحك إسلام وإتجه خلفها قائلًا من بين ضحكاته: والله أقتلك قال محروم قال!

وقفت أمام المرآة تخترع طريقة للف الطرحة حتى تخفي بها تلك الكدمة الظاهرة بوجهها، ولكن دون جدوي فهي ظاهرة كعين الشمس..
سمعت صوت الباب يُغلق، فإتسعت عينيها بخوف فقد علمت أن الآتي زوجها.
نادي كريم بصوتٍ عالي وهو يبحث عنها بعينيه في أنحاء الشقة: إنتي فين يا بطتي، يا بطتي.
إزدردت ريقها بصعوبة بالغة، ثم هتفت بإرتباك: آآ أنا هنا يا كريم، أنا هنا..

فتح باب الغرفه ودخل وقد إرتفعا حاجبيه في دهشة وهو يسألها ضاحكا:
مالك كده لفة الطرحة زي مرات عم عبده البواب..!
ضحكت وهي تستدير توليه ظهرها وتعبث في أي شئ أمامها قائلة من بين ضحكاتها: عادي أصلي بردانة شوية قولت أتدفي يا كيمو.
تنهد وهو يخلع سترته ويلقيها على الفراش قائلًا بغيظ: ماشي يا بطتي أما أشوف أخرة الجنان ده إيه..
ثم إقترب منها وإحتضنها من الخلف هامسًا لها بحب: وحشتيني جدا.

إبتسمت وهي تبادله الهمس بتوتر: و، وأنت كمان، عن إذنك أحضر الفطار، قصدي الغدا..
تملصت من بين يديه وخرجت من الغرفة بسرعة متجهه إلى المطبخ، بينما عقد كريم حاجباه وقال بإستغراب: مالها دي النهاردة!، ثم صمت قليلًا وهو يضيق عينيه متابعا: والله شكلك عاملة مصيبة..
خرج من الغرفة وإتجه خلفها حيث دلف إلى المطبخ هاتفا بجدية تامة: تعالي هنا يا فاطمة!

خفق قلبها بقوة وإستدارت وهي تطأطأ رأسها للأسفل قائلة بخفوت: نعم.
إقترب منها أكثر ثم رفع وجهها بيده فوضعت هي يدها مكان الصفعة سريعًا، بينما دقق كريم النظر في وجهها ثم وضع يده على يدها محاولا إزاحتها إلا أنها رفضت، فهتف بعصبية: أوعي إيدك كده!
أزاحت يدها وهي ترتعش خوفا، ثم نزع عنها طرحتها برفق وما إن نزعها حتى فتح عينيه على إتساعهما وهو ينظر إلى الكدمة الزرقاء هاتفا بصدمة: إيييه ده؟

تراجعت للخلف وهي تجيبه بوجل:
م مافيش حاجة أنا أنا بس إتخبطت في العمود.
عقد حاجبيه وهو يصيح بغضب ؛:
عمود إيه؟
إتجه بسرعة إلى المبرد ليخرج منه كيسا من الثلج، ثم عاد إليها واضعا إياه على وجنتها هاتفا بعصبية تامة:
- ليلتك مش فايتة أقسم بالله، إنطقي إيه اللي حصل؟!
إبتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تجيبه بخفوت: ما أنا قولتلك يا كريم إتخبطت في العمود اللي قدام باب المدرسة..

حرك رأسه نفيا متابعا بحزم: كذابة، عمود إيه ده اللي خبطتي فيه؟! إنتي إتخانقتي صح؟
صمتت وقد ترقرقت العبرات في عينيها، فعاد كريم ينظر إلى الكدمة لتتسع عيناه مرة ثانية وهو يهتف بجمود: يا نهار إسود دي صوابع، صوابع إيد معلمة على وشك، أقسم بالله لو ما قولتيلي إيه اللي حصل لتكون ليلتك سودة معايا، إنطقي..
هزت رأسها إيجابا وقالت ببكاء: هقول طيب بس إوعدني متتهوريش بالله عليك..

قال بنفاذ صبر وهو يغلق عينيه بشدة: إنطقي يا فاطمة متخلنيش أتجنن عليكي!
أومأت برأسها مجددًا، ثم تابعت من بين شهقاتها: آآ، أصل، أصل أنا إتخانقت بس، والله مكنش قصدي..
سألها وقد إرتفعا حاجبيه: إتخانقتي مع مين بالظبط.
حملقت به بخوف شديد وكأنها عجزت عن الحديث، فصر على أسنانه بشدة وهو يجذبها من ذراعها صائحا: إتخانقتي مع ميييييين!
تحدثت أخيرًا بصوت خافت: مع، س، سواق الميكروباص..

فتح عينيه مجددًا على إتساعهما هاتفا بصرامة: يا نهار إسود، لييييه؟ إيه اللي حصل!
قصت عليه ما حدث بإيجاز، بينما إعتلت شهقاتها وهي تتوسله: أنا اسفه، بالله عليك متتخانقش مع الراجل وعاقبني زي ما إنت عاوز، أنا أسفة..
صمت قليلًا وهو ينظر لها بعدم تصديق قبل أن ينفجر فيها وهو يطيح بالأطباق الموضوعة على طاولة المطبخ:
سواق الميكروباص ضربك وشتمك في الشاااارع يا فاطمة، بتعملي كده لييييه ها لييييه!

إزداد بكاؤها وهي ترد عليه:
والله كنت بساعد الست الكبيرة، وهو اللي إستفزني..
- تقومي تشتميه وتخليه يمد إيده عليكي!
هدر بها وهو يمسكها من فكها، فتألمت من قبضته وإنخرطت في البكاء..
تركها وهو يضرب كفا على كف ويستغفر مرارا وتكرارا، لكنه لم تأخذه بها الشفقة ولم تؤثر دموعها عليه هذه المرة تحديدًا..
ظلت تبكي إلى أن صاح بها بنفاذ صبر: بطلي زفت عياط، إخرسي بقي..

صمتت وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقاتها، فإقترب منها مجددًا قائلًا في تساؤل: شكله إيه ال ---- إلى ضربك ده؟
حركت رأسها باعتراض وقالت: معرفش معرفش، مش هقولك!
هزها بعنف وهو يقول بغضب جلي: هتقولي، فاهمة، إنطقي بقي عشان متخرجنيش عن شعوري..
كادت أن تتحدث، فقاطعها جرس الباب، ليتركها وهو ينظر لها بنظرات ناريه قاتلة، ثم إتجه صوب الباب وفتح، ليدخل والده بصحبة شقيقته..

قال والده متسائلا بتعجب: إيه يا كريم مالك صوتك عالي كده ليه يابني؟!
آتيت فاطمة من خلفه فإتسعت عيني إبراهيم وهو يقول بحدة: إيه ده يا كريم أنت مديت إيدك على مراتك؟
هتف كريم بصوتٍ عالي حاد: الهانم إتضربت وإتشتمت في الشارع من سواق الميكروباص!
ذُهل إبراهيم بشدة، ليقول بصدمة: إتضربت وإتشتمت، ليه كده يا فاطمة ليه..؟

رد كريم بصياح: تدافع عن غيرها وتضرب هي، ميت مرة أقولها خليكِ حكيمة في تصرفاتك لكن مافيش فايدة فيها أبدااا، بس أنا هعرف أخليها تحرم القرف اللي بتعمله ده!
تجاهلت فاطمة حديثه، ثم إتجهت إلى عمها تقول برجاء: طيب خليه يا عمو ميروحش يتخانق مع السواق أرجوك يا عمي خليه ميروحش..
قال إبراهيم موجها حديثه لولده: إنت ناوي تروح تتخانق يا كريم ولا إيه؟ والله العظيم هزعل منك لو عملت كده..

نظر له كريم بصدمة ثم هتف بإنفعال:
والله! ليه هو أنا مش راجل عشان أسيب مراتي تتضرب واسكت إنت بتتكلم إزاي يا بابا، ده أنا هكسر عضمه أقسم بالله..
تنهد إبراهيم ثم قال في هدوء محاولا تهدئته: طب بس إهدي كده وإقعد وصلي على النبي يابني، إستهدي بالله..
جلس وهو يمسح على وجهه قائلًا: صل الله عليه وسلم..

جلس والده إلى جواره ثم قال وهو يربت على كتفه: من حقك تضايق وتثور كده بس اللي حصل حصل، وهو ربنا يسهله أبوس إيدك تبعد عنه أنا محلتيش غيرك لقدر الله يحصلك حاجة يبقي إيه العمل يعني..؟
نظر كريم إلى زوجته في عتاب متابعا بحزم: يبقي الهانم ترتاح، ما هي اللي هتوصلنا للمرحلة دي يا هتموت يا أنا هموت، ما هو مرة من دول حد يتهور عليها ويضربها بمطوه تروح فيها مش أنتي عاوزة كده يا فاطمة هانم؟

تركته وذهبت إلى الغرفه باكية في حين ظل والده يتوسله بأن يرجع عن تهوره، فوافق كريم وهو يقول له: طيب يا بابا..
إطمئن والده قليلًا ثم صعد إلى شقته..
وبعد مرور ساعة جلس بصحبتها وصغاره يتناولون الطعام في صمت تام، حاولت فاطمة التحدث معه إلا أنه أقسم أن يعاقبها حتى لا تتهور مرة ثانية وتفعل ما لا يحمد عقباه بعد ذلك..

حل المساء فدخلا إلى غرفتهما ليقول كريم بجدية: الصبح هاجي معاكي وهتشاوريلي على الواد ده ولو بابا عرف، متلوميش إلا نفسك يا فاطمة سمعاني؟
حاولت أن تعترض فوضع يده على فمها قائلًا بغضب: ششش ولا كلمة، إتفضلي نامي ومسمعش كلمة واحدة!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 25 < 1 12 13 14 15 16 17 18 25 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2072 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1523 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1549 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1396 عبد القادر خليل
رواية لمن يهوى القلب زهرة الصبار
33 1351 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أحببت ، فاطمة ،











الساعة الآن 05:57 PM