logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 25 < 1 11 12 13 14 15 16 17 25 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية أحببت فاطمة
  12-04-2022 06:21 مساءً   [40]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس

ظلا صامتان طوال الطريق، تراقبه فاطمة بين الحين والآخر وتراقب ملامحه الجامدة الصارمة وتتحدث بداخلها حانقة، ماذا فعلت ليغضب مني هكذا! أنا لم أخطأ..
توقفت السيارة أخيرًا أمام المنزل ليترجلا منها ويصعدا الدرج بعد ذلك، أخذت فاطمة تتنفس بخوف إنها تعرفه حين يغضب منها ويوصل الغضب إلى أشده..

فتح الباب بالمفتاح ودلف لتدلف خلفه فاطمة راكضة إلى حجرة النوم مُغلقة الباب خلفها، أسرع كريم خلفها وهو يصر على أسنانه غيظا، هتف بصوت جهوري وهو يضغط على مقبض الباب بيده: إفتحي الباب.
آتاه صوتها الوجل من الداخل تهتف:
- لا مش هفتح يا كريم مش هفتح، قولي أنت ناوي تعمل ايه الأول!

سينفذ صبره ويتهور عليها إن لم تفتح وتخرج تلك المجنونة المشاكسة، ضرب على الباب بقوة صائحًا: افتحي بدل ما أكسر الباب على دماغك يا فاطمة.
حركت فاطمة رأسها بإعتراض هاتفة ببكاء: مش هفتح مش هفتح، أنا معملتش حاجة غلط أنت زعلان ليه، حرام عليك بجد!
كاد أن يتحدث ليقاطعه طرقات الباب، فتوجه ليفتح وهو ينفخ بغضب، فتح الباب ليجد شقيقته بصحبة جميلة..

سألته هالة بقلق وهي تولج إلى الداخل: مالك يا كريم في ايه وصوتكم عالي وجايين بدري ايه إلى حصل؟
جلس كريم على الأريكة يتنهد بعمق مغلقا عيناه ومحاولا تهدئة نفسه..
تعجبت جميلة أيضًا وهي تسمع بكاء فاطمة من الداخل، فإنتابها القلق وإتجهت نحو الغرفة تطرق الباب وهي تقول بلهفه: فاطمة، مالك يا حبيبتي بتعيطي ليه، افتحي الباب يا فاطمة!

إزداد بكاؤها، وهي تهتف من بين دموعها متذمرة كالأطفال: مش هفتح ومش هخرج هفضل حابسة نفسي هنا لحد ما أموت عشان كريم يرتاح مني بس..
كادت هالة أن تضحك على طريقتها تلك، لكنها تماسكت وجلست بجانب شقيقها تسأله بحذر: ايه يا كريم أنت زعلتها ولا إيه؟
كريم بحدة:.

الهانم متقمسة دور البلطجي كل ما حد يضايقها تضربه مش قادرة تفهم إني خايف عليها من الناس، خلت راجل مش محترم ميسواش تلاته مليم كان هيضربها لولا ستر ربنا ولحقته على أخر لحظة!
شهقت هالة وهي تقول: يا خبر، يضربها! ليه كده؟
قص كريم عليهما ما حدث بإيجاز، فقالت جميلة بخفوت: معاك حق تخاف عليها يا كريم فعلا فاطمة متهورة جدا والناس بقت وحشة ممكن أي حد يتعرضلها لا قدر الله ويأذيها، مينفعش كده.

أيدتها هالة في الكلام، فإزداد غضب فاطمة التي تسمع الحوار من خلف الباب، تبا لكما..!
قالت جميلة بثبات: معلش يا كريم هي برضو مش غلطانة فهمها براحة بس بلاش عصبية كل شيء هيتحل بالهدوء..
أومأ كريم وهو يمسح على وجهه بكف يده ولا زال الغضب يرتسم على ملامح وجهه..

نهضتا بعد ذلك وتركتاه بعد أن أغلقت هالة الباب، نظر كريم إلى باب الغرفة المغلق ثم نهض مقتربًا وهو يهتف: خليكي جوه براحتك، أنا راجع الشركة وأوعي تتكلمي معايا تاني، سلام..
إبتعد عن الباب عدة خطوات، فزفرت فاطمة بحنق وراحت تفتح الباب برفق فتحه صغيرة وأطلت برأسها فلم تجده، لقد غضب..

حدثت نفسها وهي تخرج من الغرفه: أووف بقي، كمان هيخاصمني وسابني كده أعيط من غير ما يصالحني ماشي يا كريم أنا إلى مخصماك أصلااا..
تفاجئت به يتجه نحوها فشهقت وهي تتراجع للخلف فأسرع يجذبها إليه قبل أن تهرب منه مرة ثانية، تلوت بين ذراعيه وهي تقول بخوف: أوعي، يا كريم، والله، أنا مش غلطانة، والله هما الناس إلى بتضايقني مش أنا وانت بتيجي عليا وتزعقلي وتقسي عليا يعني ينفع تعاملني كده و...

كتم فمها بيده وهو يهتف بنفاذ صبر: باااااااااااااااس، ايه بالعة راديو! اسكتي خالص..
هزت رأسها إيجابا، ثم أبعد يده عن فمها وجذبها من يدها ليجلس معها على الأريكة، ثم حاوط كتفيها بذراعه وقال بهدوء حازم: هو أنا لما أخاف عليكي أبقي في نظرك بقسي عليكي؟
صمتت وهي تحملق في وجهه، ليهزها قليلًا بصرامة: إنطقي وردي عليا!
حركت رأسها بنفي، فتابع بضيق: أومال ليه الجنان بتاعك وعجرفتك دي؟

قالت بصوت خافت: أنا مش مجنونة ولا متعجرفة ولا عملت حاجه غلط..
رفع أحد حاجباه متابعًا بحزم: لا مجنونة ومتهورة ومبتفهميش وغبية كمان..
فتحت عينيها على إتساعهما، ثم أشارت إلى نفسها بسبابتها: أنا كل ده؟!

أومأ برأسه مواصلًا حديثه: ايوة، عشان لما تمدي ايدك على واحدة حتى لو غلطت فيكي هتمد ايدها عليكي بغض النظر عن انها طالبة، والموضوع يتطور وتروح تجبلك حد من أهلها زي ما حصل النهاردة كده، لكن لو كنتي نزلتي للمديرة وتسبيها تتصرف كان هيبقي أفضل..

كادت أن تتحدث لكنه قاطعها بهدوء: انا عارف ان هي وابوها مش محترمين ومعظم الناس كده دلوقتي فأحسن حل اننا نتجنب الناس دي يا فاطمة عشان يا حبيبي انا بخاف عليكي جدا ومقدرش أتخيل ان حد يهينك وانا مش موجود معاكي!
رق صوتها وهي تتابع هادئة:
بس أنا مقدرش أسكت على الغلط، أنا دمي بيغلي لما بشوف حد مش محترم..
كريم بنفاذ صبر: محدش قالك إسكتي، بس متتهوريش وتتصرفي بعقل وحكمة، فاهمة يا فاطمة؟

أومأت برأسها وقالت: فاهمة.!
كريم بمزاح: والله ما أنتي فاهمة حاجة، وأنا عارف إن الكلام هيدخل من الودن دي ويخرج من الناحية التانية صح؟
ضحكت عاليا وهي تدفن وجهها في كتفه، ليضحك هو الآخر..
وبعد قليل صمت ثم قال متابعًا بجدية: المرادي عدتهالك يا فاطمة، بس بجد المرة الجاية هقلب تمام؟
فاطمة بتذمر: هو أنت بتتحول بسرعة ليه، مش كنت بتضحك دلوقتي!؟
كريم بجدية: أنا كده عاجبك ولا مش عاجبك؟

قالت مازحة: عاااااجبني يا كرميييييلة..
صر على أسنانه وجذب خصلة من خصلاتها قائلًا بغيظ: هقتلك يا بطتي!

بعد مرور الوقت..
صف حسام سيارته أمام البناية التي تقطن بها فجر وراح يترجل منها بثبات، ومن ثم دلف إلى مدخل البناية صاعدا الدرج، ما ان وصل إلى الشقة طرق الباب بهدوء، بينما أسرعت فجر تفتح بعد أن نظرت من العين السحرية، لينتفض قلبها نفضا وهي تراه أمامها بكامل أناقته المعهودة..
فتحت الباب وهي تبتلع ريقها الذي جف فجأة لتصدمها إبتسامته المشرقة وهو ينطق بهدوء:
إزيك يا فجر.

تمالكت وأجابته مبادلة إياه الابتسامة: الحمدلله بخير، إتفضل يا أستاذ حسام..
ولج حسام، فتركت فجر الباب مفتوح وراحت تجلس قبالته على الأريكة، فأردف حسام بمزاح: مقفلتيش الباب ليه؟
إبتسمت مجددًا وقالت بخجل شديد: آآ، يعني عشان أنا ساكنة لوحدي ومينفعش أقفل الباب..
ضحك بخفوت وتابع في مرح:
- ضحكتيني يا فجر يا بنتي أنا لو كنت خلفت كنت جبت قدك، بتتكلمي في ايه!

كشرت عن جبينها، ماذا يعني، أيحسبها طفلة!؟ كيف سينجب في عمرها هذا!
سألها ضاحكا: مالك زعلتي ليه؟
أجابته بتلقائية: أبدا أصل حضرتك فاكرني طفلة، يعني ايه يعني تخلف قدي؟!
قهقه عاليا وهو يضرب كفا على كف قائلا من بين ضحكاتهُ الرجولية:
- خلاص خلاص، متزعليش نفسك يا فجر، أنتِ كبيرة، هسحب الكلمة..

إبتسمت بخجل، تتابعه وهو يضحك، إلى أن هدأ قليلًا متنهدا بإبتسامة جذابة ثم واصل حديثه: هي السنين جريت كده يا فجر وكبرتي، بقيتي عروسه ما شاء الله..
زاد من خجلها لتردف بنبرة خافته: شكرا ليك يا أستاذ حسام، أنا هقوم أجيب عصير..
أردف سريعا: ملوش لزوم يا فجر، أنا جيت أطمن عليكِ بس وهمشي.
قالت بتصميم: لا لا والله ما ينفع لازم حضرتك تشرب حاجة.

أنهت كلامها وأسرعت إلى المطبخ بينما ضحك حسام بإعجاب وتابع بخفوت: مممم، كبرت فجر!

جلست فاطمة بصحبة شقيقتها جميلة وهالة بعد أن إنصرف كريم وذهب إلى عمله مرة ثانية..
أردفت فاطمة بغيظ وهي ترمقهما بنظراتها القاتلة:
بقي بتقولوا لكريم معاك حق يا أندال أنتوا؟
ضحكت جميلة، لتتابع هالة ضاحكة هي الأخري: أومال يعني ننافق يا بطة، كريم معاه حق أنتي مجنوووونة رسمي.
وكزتها في ذراعها وهي تهتف بمزاح: بس يا بت وأنتي شبه أخوكي كده، تعرفي لو مكنتيش شبه مكنتش حبيتك كده وكنت علقتك.

قهقهت جميلة وهي تردف: يا سيدي يا سيدي، يا بختك يا عم كريم، متهيقلي يا بطوط مفيش واحدة بتحب جوزها قدك، صح؟
أومأت فاطمة بثقة: أيوة، أنا بعشقه أصلا ده حبيبي حبيبي 2 حبيبي!
تابعت جميلة من بين ضحكاتها: المفروض خمسة حبيبي على فكرة، أنتي نصابة
فاطمة بمزاح: ما أنا عارفه لما يجي هقوله التلاته الباقيين!
هالة بمكر: مممم يا شقية أنتي يا شقية
ضحكت فاطمة بمرح: مخك ما يروحش لبعيد يا سافلة..

تشاركن الضحكات لعدة دقائق، إلى أن قالت فاطمة متساءلة: هي سارة لسه في الشغل ولا جات؟
جميلة بنفي: لا لسه، ثم تابعت بجدية: دي مابتجيش الا بليل بعد ما حسام يجي بكتييير!
تنهدت فاطمة وتابعت بحزم: على فكرة حسام إشتكي لكريم أكتر من مرة بسبب الموضوع ده، وبصراحة معاه حق سارة بجد مش عارفه يعني ايه زوجه ومسؤلية
جميلة بتأييد:
معاكي حق طبعا وأنا غلبت فيها مفيش على لسانها غير أنا دكتورة أنا دكتورة!

هالة بهدوء: إتغيرت سارة كتير بسبب شغلها ومكانتها وبصراحة بقيت أحس إنها مغرورة شوية متزعلوش مني بقي..
أومأت فاطمة قائلة بثبات: لا معاكي حق يا هالة بس لما تيجي لازم افوقها من إلى هي فيه ده، وأنتي كمان يا جميلة لازم نعرفها غلطها..
جميلة بمزاح: حاضر هنفخها لما تيجي..
ضحكت فاطمة ثم تابعت بتنهيدة: المهم بقي في موضوع مهم جدا لازم تعرفيه أنتي وسارة.

عقدت جميلة ما بين حاجباها وهي تسألها: موضوع ايه ده يا فاطمة؟

تناول حسام العصير برفقة فجر التي تنحنحت قائلة بتردد:
- لو سمحت يا أستاذ حسام، كان ليا عند حضرتك طلب..
نظر لها قائلًا بإهتمام: إتفضلي يا فجر، خير؟
أردفت بعد أن أخذت نفسا قويا:
أنا عاوزة أشتغل، عشان يعني...
قاطعها بإستغراب: تشتغلي ليه يا فجر، أنتي بتدرسي ركزي في دراستك وبس ده رأيي الشخصي..
فجر بهدوء ؛:
بصراحة أنا عاوزة أصرف على نفسي، مش عاوزة أتقل على حد..

حسام بعتاب: ايه الكلام ده بقي، على فكرة أنا مش حد وأنتي أمانة في رقبتي، إنتي ناسية والدتك الله يرحمها لما وصتني عليكي وجدتي من بعدها، وجاية انتي تقوليلي مش عاوزة أتقل على حد، جري ايه يا فجر!
فجر بحرج: مش قصدي بس عاوزة أعتمد على نفسي..
حسام بهدوء: وماله، بس مش دلوقتي لما تخلصي دراسة وتبقي تيجي تشتغلي عندي في الشركة وتبقي تحت عيني برضو.
إبتسمت بتلقائية ثم أردفت بمرح: برضو!

أومأ لها بجدية: أها لحد بقي ما تتجوزي ساعتها هبقي أبعد أكون إطمنت عليكِ خلاص..
شعرت بالإختناق من جملته الأخيرة، لكنها تابعت مبتسمة: إن شاء الله..

- غريبة، ايه إلى فكرها بينا بعد السنين دي كلها!
أردفت جميلة متعجبة مما سردته عليها شقيقتها فاطمة، لتقول فاطمة وهي تمط شفتيها: مش عارفه، بس أنا معنديش أي إستعداد أتقبلها في حياتي، وقولت لكريم كده لكنه قالي اعرض الموضوع عليكي انتي وسارة.
جميلة بغضب:
أنا كمان معنديش أي إستعداد، هي عاوزة مننا ايه، مش باعتنا زمان وخلصت الحكاية..
فاطمة بتنهيدة: أكيد وقعة في مشكلة وعايزة تتداري فينا..

تدخلت هالة في الحوار قائلة بهدوء: إسمعوها الأول وشوفوا ايه ردها يا جماعة ومهما كان هتفضل أمكم وواجب عليكم ترضوها مهما عملت..
فاطمة بنفي تام: لا يا هالة مفيش أم تمشي وتسيب ولادها ولما ولادها يسألوا عليها تكلمهم باسلوب وحش وجاية دلوقتي عاوزة ترجع لينا ايه ده بقي ان شاء الله؟ طبعا عمري ما هسامحها
هالة بإصرار: برضو إديها فرصة..
فاطمة بعصبية: لا وملكيش دعوة يا هالة الموضوع ميخصكش أصلا!

نهضت هالة قائلة بحرج: صح يا فاطمة، أنا أسفة إني تدخلت، عن إذنكم احضر الاكل العيال زمانهم جايين من المدرسة..
أنهت كلامها وتوجهت إلى شقتها وأغلقت الباب خلفها بينما شعرت فاطمة بالندم، وقالت جميلة بحدة: أنتي متخلفة يا فاطمة وقليلة الذوق على فكرة.
فاطمة بنبرة حزينة: والله مكنش قصدي أزعلها انا بس إتضايقت يوووه استغفر الله العظيم يارب.

نهضت جميلة قائلة بصرامة: خدي بالك من كلامك يا فاطمة، انتي عارفه هالة كويسة ازاي معانا وحساسة عيب عليكي هي ذنبها ايه يعني، أنا داخلة شقتي وانتي قومي صالحيها!
تركتها جميلة لتنهض فاطمة وتتجه إلى شقة هالة، طرقت الباب للحظات ولكن لم تفتح هالة قاصدة هذا، فهي دائمًا ما تعاقبها هكذا حين يتعاركا معا
أردفت فاطمة بضيق: افتحي يا هالة انا عارفه انك سمعاني، خلصي بقي ما انتي عرفاني كده مدب ودبش ديما..

لم تجيب هالة على ندائها، فزفرت فاطمة بحنق وإتجهت إلى شقتها وهي تتمتم بغضب وتلعن لسانها الذي دائمًا ما يجلب لها المشاكل..
آتي الصغار بعد مرور ساعة من الوقت من مدارسهم يتشاجرون كعادتهم ليدخل كلا منهم إلى شقته..
كانت فاطمة تقف أمام الوقود تطهي الطعام، فدلفت إليها الصغيرة تسألها بمرح: ماما أنا جعانة خلصتي الأكل؟

إبتسمت لها فاطمة وهي تجيبها بإيجاز: قربت أخلص يا حبيبتي روحي إنتي غيري هدومك وحطيها بعد كده في مكانها
أومأت الصغيرة في طاعة ثم سألتها مجددًا: هو بابا هيجي إمتي؟ عشان عاوزة أقوله على حاجة
إنحنت فاطمة في مستواها تسألها بفضول: حاجة ايه دي يا بسبوسة؟
تلفتت بسملة حولها ثم إقتربت تهمس بآذن أمها: أصل يا ماما ابراهيم معاه موبايل جديد وبيدخل على النت كمان وقعد يقولي أوعي تقولي لبابا ولا ماما.

إتسعت عيني فاطمة وهي تصر على أسنانها ثم سألتها مرة أخرى: جابه منين؟
حركت رأسها وهي تقول بخفوت: مش عارفه.
إعتدلت فاطمة في وقفتها ثم أسرعت خارج المطبخ وهي تهتف بغضب: ابراهيم، ابراهيم.
دخلت إلى الغرفة لينهض الصغير قائلًا بتأفف: نعم يا ماما.
وكزته في ذراعه وهي تقول بحدة: فين الموبايل إلى معاك ورهوني!
ابراهيم بتذمر: يوووه بقي، إتفضلي.
أخرجه من جيبه لتلطقته فاطمة وهي تسأله بتجهم: جبته منين ده؟

صمت وهو يحملق بها بخوف لتوكزه مرة أخرى بنفاذ صبر: انطق يا واد!
إبراهيم وهو يتراجع للخلف: من طنط مُني..
ضغطت فاطمة على أسنانها بشدة، ثم هتفت بتوعد: بس هي كده جابت آخرها معايا!..


look/images/icons/i1.gif رواية أحببت فاطمة
  12-04-2022 06:22 مساءً   [41]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع

وقفت أمامها ترمقها بتحديٍ سافر، بادلتها الأخيرة نفس النظرات وهي ترفع سبابتها مُشيرة لها بتحذير قائلة بصرامة:
- تعرفي لو مبعتديش عننا أنا هعمل فيكِ إيه؟!
ضحكت عاليًا بتهكم واضح قبل أن تردف بلا مبالاه:
- هتعملي ايه يا، يا بطة هانم؟؟
فاطمة وقد تجهمت قسماتها أكثر:
أنتِ عارفة كويس جدا أنا ممكن أعمل فيكِ إيه!
تدخلت العمة رجاء في الوقت المناسب قبل أن تتهور فاطمة على إبنتها فالجميع يعلم تهورها ذاك..

رجاء بجدية:
- في ايه يا بنات تاني؟، في ايه يا فاطمة؟
أجابتها فاطمة وهي لا تزال تنظر إلى مني بنظراتها القاتلة:
- إحضرينا يا عمتو، وإسألي بنتك بتدي موبايل لإبني ليه وهي عارفه ان ده ضد رغبتنا!
إلتفتت رجاء تنظر إلى إبنتها بغضب، قبل أن تسألها بحزم:
إنتِ عملتي كده يا مني؟
تأففت مني وهي تجيبها في ضجر:
الولد هو إلى جه إتحايل عليا يا ماما وصعب عليا، يعني كنتي عاوزاني أعمل إيه أسيبه يعيط وأعمل زيهم!

صاح الصغير الواقف بجانب أمه يُكذبها بضيق ؛:
لا والله يا ماما، هي إلى جات وادتهولي، والله ما انا إلى قولتلها يا ماما والله..
صرت فاطمة على أسنانها وهتفت بحزم: وكمان كذابة؟ يا بجاحتك يا شيخة، ده انتي معندكيش ريحة الدم..
ردت عليها وهي تقترب منها ببرود تام:
وليه متقوليش ان إبنك هو إلى كداب؟ وخايف منك ما أنتِ زي البعبوع إلى بيخوفوا بيه العيال.

أنهت كلامها بضحكة ساخرة، فرفعت فاطمة يدها عاليا كي تصفعها وتهدأ من غيظها..
إلا أنها أمسكت يدها بقوة قبل أن تهبط على وجهها، ثم هتفت بشراسة: إياااااكي تفكري تمدي ايدك لحسن هقطعهالك انتي فاهمة ولا لا!

دفعتها فاطمة بيدها وحذرتها متوعدة لها: قسما بالله لو قربتي من ابني تاني لهتشوفي إلى عمرك ما شفتيه انا بقولك ابعدي عني أحسنلك، المرادي هسيبك بمزاجي وعشان خاطر عمتي بس، انما المرة الجاية مش هيبقي قلم، هتبقي علقة سخنة تفضلي فاكراها طول حياتك..
أنهت الكلام وأخذت الصغير مها متجهة إلى شقتها بينما وقفت مني تعض شفتيها بحقد شديد قبل أن تعنفها أمها كعادتها ويا ليتها تسمع لها..

دفعت فاطمة ولدها إلى داخل الشقة بعد أن أغلقت الباب بعنف، بينما صاح إبراهيم بتوسل وخوف:
أنا أسف يا ماما أخر مرة والله العظيم.
هتفت فاطمة بغضب جلي:
لما يجي أبوك هقوله على قلة أدبك هخليه يربيك من أول وجديد، ويعرفك ازاي تاخد حاجة من حد تاني..
زفر إبراهيم في ضيق شديد وظل يتوسلها إلا أنها صرخت به دافعة إياه داخل حجرته وكأنها تفرغ فيه غضبها وغيظها..

دلف الصغير يبكي، فجلست شقيقته إلى جواره وقد أنبت نفسها فربتت على كتفه قائلة بحنان: هيما، معلش متزعلش مني أنا إلى قلت لماما على الموبايل، متعيطش.
صاح بها قائلًا بتذمر: طب قومي من جنبي بقي انتي كمان.
وكزته في ذراعه ونهضت قائلة بغيظ: أحسن، أحسن يا رب بابا يضربك لما يجي يا رخم.

دلفت جميلة إلى شقة شقيقتها وهي تقول بحذر: فاطمة!، في ايه؟ وصوتك عالي ليه.
أقبلت عليها الصغيرة وهي تهتف عاليا: أصل يا خالتو جميلة آآ...
قاطعتها فاطمة بنبرة حازمة: إدخلي جوه يا بسملة وملكيش دعوة أنتي بالكلام ده.
أومأت الصغيرة بضيق، لتستكمل بتساؤل: خالتو فين سارة، أنا عاوزة ألعب معاها.
إبتسمت جميلة في حنو وأجابتها: بتغير هدومها وهتيجي دلوقتي تلعب معاكي يا قلب خالتو.

إبتسمت بسملة، ثم توجهت إلى غرفتها لتعود جميلة تسأل شقيقتها بجدية:
في ايه يا بطة مقولتليش؟
فأجابت فاطمة بعصبية: الهانم إلى عايزة قطم رقبتها، بتدي إبراهيم موبايل ولما جيت أكلمها كلمتني بكل وقاحة..
جميلة وقد تنهدت بضجر: أووف يا دي مني وسنين مني، مش عارفة هي عاوزة منك ايه يا فاطمة دي انسانه غريبة جدا.
فاطمة بحدة: مش عارفه عاوزة ايه؟ أظن إنك عارفة كويس يا جميلة هي عايزة ايه!

جميلة بهدوء: عارفة وأعرف كمان انك بتديها فرصة تستفزك إلى زي دي التجاهل احسن حل ليها يا بطة
فاطمة بنفي: مقدرش، أنا بني أدمة من لحم ودم، واتعودت اخد حقي من إلى يدوسلي على طرف.
ردت جميلة بضحكة خفيفة: عمرك ما هتتغيري يا فاطمة مهما كلمناكي انتي زي ما انتي طفلة وعنيدة ومجنونة.
نظرت لها فاطمة بتذمر، فتابعت جميلة ضاحكة: بس قلبك أبيض وجدعة وأنا بموت فيكي يا بت.

ضحكت فاطمة هي الأخري وهي تحتضنها بحنان ثم قالت: وأنا بجد مليش غيرك أنتي وسارة يا جوجو
بادلتها الأخيرة العناق وهي تربت على ظهرها برفق، حتى سمعتا صوتِ أقدام تصعد السلالم فتساءلت جميلة وهي تنهض لتري من الذي يصعد: يا تري مين إلى جه!
فقالت سارة بمرح وهي تقبل عليها: أنا ياختي أنتي وهي.
إبتسمت جميلة وهي تهتف: أوووه، سارة جاية بدري لا لا هاتي البخور يا بت يا بطة لازم نبخروها لتتحسد!

ضحكت فاطمه وهي تهتف مازحة:
عاش من شافك يا ساااارة فينك يا حبيبتي ده انا كنت قربت أنسي شكلك!
سارة بنبرة جادة: بس يا ماما أنتي وهي إنزلوا من على وداني!.
جذبتها فاطمة من يدها إلى داخل الشقة وهي تقول بجدية: طب تعالي عشان عاوزينك في كلمتين، إقفلي الباب يا سكينة.
قهقهت جميلة وهي تقول من بين ضحكاتها: حاضر يا ريا ياختي.
بينما إنفجرت سارة ضاحكة على مزاح شقيقتها، ثم قالت بتعجب: في ايه انتوا هتقتلوني ولا ايييه!

تنهدت فاطمة بعمق قبل أن تردف بحزم:
بصي بقي يا أستاذة سارة، مينفعش نشوفك بتغلطي ومنوعكيش، دلوقتي إنتي بتهتمي بشغلك أكتر من جوزك وده غلط جدا ولازم ترجعي عن إلى أنتي بتعمليه ده.
زفرت سارة أنفاسها ثم تابعت حانقة: يوووه بقي، هو كل شوية هتكلموني في الموضوع ده!

أومأت جميلة وردت عليها: أيوة يا سارة لازم طبعا ولازم تقتنعي بكلامنا وتغيري من نفسك، يا بنت الناس جوزك أولي بيكي من شغلك يا إما لو فضلتي كده عنيه هتزوغ ويبص برة وتبقي أنتي السبب!
سارة وقد إتسعتا حدقتا عينيها بصدمة:
يببص بره! بس يا جميلة ارجوكي متقوليش كده ده أنا أروح فيها!
فاطمة بحزم: ومتقولش كده ليه، ما هي دي الحقيقة يا سارة ولا انتي عاوزنا ننفاقك ونقولك انتي كده صح الصح؟

صمتت سارة فهما محقتانِ فيما تقولان، إنها تعمل وتجتهد وهذا ما يسعدها ولكن للزوج حق وهو أحق من العمل..
قالت سارة بعد موجة من الصمت: ماشي أنا هحاول اوفق بين شغلي وحسام وربنا المستعان بقي
فاطمة بمرح ؛ أهو كده أنتي أختي حبيبتي.
ضحكت جميلة، ثم تابعت بحذر: طب يلا يا فاطمة خشي عليها بالتقيل وقوللها على الموضوع إياه.

تبدلت قسمات فاطمة من الفرح للغضب وهي تتنهد بعد إرتياح، فوزعت سارة بصرها بينهما، وهي تتساءل بإستغراب: في ايه؟
أجابتها جميلة بعد أن أطلقت تنهيدة مؤلمة:
أمك عاوزة ترجع تعيش معانا.
صُدمت سارة، فمنذ متي وهي لا تسمع هذه الكلمة أمك!
كررت سارة في استغراب: أمي! مش معقول وهي ايه فكرها بينا دلوقتي هي لسه فكرانا أصلا.

مطت جميلة شفتيها وهي تتابع: منعرفش حاجة غير إنها بتتواصل مع كريم وقالتله يبلغنا إنها ندمانة وعاوزة ترجع تعيش معانا.
قالت سارة بنبرة حزينة: بس انا مش عاوزة أعيش معاها هي دي فاكرة نفسها ام زي بقية الأمهات؟ وجاية بكل بساطة كده عاوزة تعيش معانا! لا وألف لا انا مش موافقة.
أيدتها فاطمة في الكلام وهي تقول: وانا كمان، وانتي يا جميلة ايه رأيك؟

صمتت جميلة لبرهه ثم تابعت بجدية: أنا رأيي هيزعلك انتي وسارة، انا عن نفسي هديها فرصة واسمع منها هي غلطانة طبعا وكل حاجة بس انا احب اسمع وافهم ومهما عملتوا انتوا الاتنين هي هتفضل أمنا..
صاحت سارة بحدة: لا والله؟! وهي كانت فين أمنا دي بقا لما سابتنا لابونا يشربنا المرار الطافح؟ فين امنا إلى لما كلمناها قالتلنا انا معرفكمش، جميلة فكك من المثالية إلى انتي عايشة فيها دي، دي مش أمنا!

نهرتها جميلة بغضب: احترمي نفسك ومتعليش صوتك على اختك الكبيرة يا سارة، ثم انكم احرار وانا كمان حرة ولو انتوا مش هتسمعوها انا هسمعها!
تدخلت فاطمة محاولا تهدئة كلا منهما: بس بس ايه هتتخانقوا مع بعض كمان هو إحنا ناقصين نكد وهم..
نهضت سارة قائلة بضيق: يا ستي لا اتخانق ولا حاجة انا طالعة شقتي سلام..
أنهت كلامها وخرجت من الشقة فنادتها فاطمة إلا أنها لم تجيب وصعدت إلى شقتها حتى إنفجر باكية بمرارة..

فأين كنتِ يا أماه، عندما كنت أنزف وجعا وأقول الآه..
كنت أتألم، أريد حنانك وأنتِ أغلقتِ في وجهي بابك!

نهضت جميلة هي الأخري قائلة في ضجر:
انا داخلة أنا كمان شقتي..
قالت فاطمة هي الأخري بضيق: يا ربي احنا اتحسدنا ولا إيه بس، استني آآ..
ما لبثت جميلة حتى دخلت شقتها وأغلقت الباب خلفها فرفعت فاطمة حاجباها وقالت بغيظ: قلالات الذوق انتي واختك ماااااشي.
جلست مرة أخرى تقضم أظافرها بملل، فوقف أمامها الصغير يقول بتوسل:
ماما لو سمحتي متقوليش لبابا أرجوكي.

شدت فاطمة يده وأجلسته جوارها حتى ربتت على كتفه بحنان وهي تقول:
مش هقوله يا هيما بس إنت كمان لازم توعدني انك متعملش كده تاني ولما بابا يقولك على حاجة تعرف انه بيقولك الصح وعايز مصلحتك ولازم أنت تسمع الكلام.
أومأ إبراهيم في إرتياح وهو يبتسم: حاضر يا ماما أوعدك أخر مرة وهسمع الكلام.
قبلته فاطمة من وجنته وقالت: براڤو يا هيما يلا قوم بقي ذاكر على ما بابا يجي ونبقي نتغدي مع بعض.

مرت نصف ساعة، وقفت فاطمة تنظف الأرض التي أمام باب شقتها والدرج أيضًا..
بينما كان كريم يصعد الدرج وهي مندمجة في تنظيف الأرض وتجفيف المياه التي سكبتها عليها..
قال كريم وهو يكمل صعود الدرج بحذر: بتعملي ايه يا بطتي؟
شهقت فاطمة بخفوت وهي تضع يدها على صدرها: خضتني يا كريم.
كريم رافعا أحد حاجبيه: يا سلام، ، ايه إلى أنتي بتعمليه ده؟ أنتي مجنونة يا بطتي.

فاطمة بتذمر: مجنونة ليه بنضف الارض أصل إلى متسمي مني جابت صحابها وجزمهم وسخت الارض وبقت كلها طينة.
تنهد كريم بنفاذ صبر وتابع: طيب يا فاطمة خلصي بسرعة عشان متتعبيش.
إبتسمت له بحنان وهي تقترب منه: حبيبي خايف عليا؟
ضحك قائلًا: اه يا بطتي.
فتحت هالة الباب وهي تقول بإبتسامة: حمدالله على السلامة يا كيمو.
قال كريم مبادلا إياها الابتسامة: الله يسلمك يا لولو.

خرجا صغارها يركضان نحو خالهما وهما يصيحا بمرح فإنحني كريم يقبلهما بحنان..
بينما قالت فاطمة بمرح: كريم، هالة مخصماني، ممكن تخليها تكلمني لو سمحت؟
ضحك كريم وهو ينظر إلى شقيقته متابعا ؛ ليه مخصماها يا لولو؟
هالة بجدية مصطنعة: كده ومش هكلمها تاني أنا حرة.
إقترب كريم من زوجته وهو يقول بمزاح: قوليلي عملتلك ايه وأنا هعلقها يا لولو ولا تزعلي.

قرص وجنتها بخفة فضحكت فاطمة عاليا فبرق عينيه محذرًا: ششش صوتك لقتلك.
وضعت يدها على فمها تكتم ضحكاتها الرنانة..
بينما كانت مني تهبط الدرج بصحبة صديقاتها وهن يضحكن بأصواتٍ رنانة، لمحتها فاطمة وهي تشير إلى إليها بإستحقار وتضحك ساخرة منها وكذلك لاحظ كريم فتجهمت قسمات وجهه وهو ينظر لها بجمود، تهامزن عليها وكلا منهن جرحتها بكلمة..

كاد كريم ليتحدث صائحا بهن إلا أن فاطمة أسكتته وهي تسرع وتحمل إناء المياه المتسخة ساكبة إياه عليهن...
إتسعت العيون من فعلتها المفاجئة لتتحدث فاطمة بغضب جلي:
أظن اني حظرتك تبعدي عني لكن انتي فكراني بهدد ولقمة طرية لا يا حبيبتي انا لقمة ناشفه تكسرلك صف سنانك، بلا خدي الأوباش دول من هنا وأمشي!
ثم إلتفتت إلى زوجها المصدوم وقالت بهدوء: يلا يا كريم لو سمحت إدخل..

رفع حاجباه مذهولا بشدة مما تفعله، فجذبته فاطمة برفق ودخلت معه إلى الشقة مغلقة الباب خلفها بقوة لتسمع صياح مني ومن معها يسبونها بألفاظهن البذيئة، بينما أغلقت هالة الباب هي الأخري وإنفجرت ضاحكة بهستيرية، بينما مازال كريم مصدوما مذهولا لكنه قد إنفجر ضاحكا هو الآخر فالذي يتعدي على زوجته يستحق أكثر...


look/images/icons/i1.gif رواية أحببت فاطمة
  12-04-2022 06:23 مساءً   [42]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن

وأخيرًا هدأ كريم من ضحكاته بعد نوبة ضحك هستيرية على زوجته المجنونة تلك..
أخذت فاطمة ترص الأطباق على طاولة الطعام وهي تشعر بإرتياح نفسي وإنتصار مما فعلته بيهن، فهي لن تسمح لأحد أيا كان بإهانتها.
جلسوا بعد ذلك حول الطاولة يتناولون الطعام، فقال كريم متنهدًا بمشاكسه: إرتاحتي وخدتي حقك؟
أومأت برأسها مبتسمة وتابعت ؛
طبعا، مش قادرة أقولك مبسوطة قد ايه يا كريم يستاهلوا الدوش إلى خدوه والله.

قال كريم بجدية وهو يتناول طعامه: لولا انها فعلا تطاولت عليكِ يا فاطمة كنت عاتبتك لكن هي فعلا زودتها اوي وانا ليا كلام تاني مع أحمد.
فاطمة مؤيدة: ياريت يا كريم خليه يلمها بقي شوية دي بجد حاجة تخنق.
رد عليها وهو يومئ برأسه:
هكلمه لما يجي من الشغل بس انتي حاولي تبعدي عنها ومترديش عليها يا فاطمة مش كل مرة يعني تعملي كده عشان برضو هي مش سهلة وهتتطاول عليكِ فخليكي حكيمة في تصرفاتك تمام؟
قالت ممتعضة:.

يعني هي تتطاول وأنا لا!
زفر كريم وهو يغلق عينيه بضيق ثم أعاد فتحهما وهو يقول: إبتدينا الغباء بقي، بقولك خليكي حكيمة في تصرفاتك يا فاطمة بتفهمي ولا مبتفهميش؟
ردت عليه متذمرة:
لا بفهم على فكرة وأنا عارفه انت بتقول ايه انا مش غبيه ده أولا، ثانيا بقي لو سمحت متتعصبش عليا كده! ثالثا بقي وده الأهم لو صدر منها أي شئ معجبنيش هضربها ومش هسيبها تغلط فيا!

إحتد صوته قائلًا: مش بقولك يا فاطمة عايشة في دور البلطجي، أما أشوف كلامي هيتسمع ولا لاء يا فاطمة وتتصرفي بعقل وحكمة إمتي.
نفخت بضيق وقد تناولت طعامها بصمت حتى لا تفسد لحظاتها معه الآن..
فصمت هو الآخر وهو يتابعها بعينيه ثم قال بعد عدة ثوانِ:
ولا الطفلة الصغيرة والله عمرك ما هتكبري.
رفعت عينيها ترمقه بغيظ وهي تهتف: متشكرة.
قال رافعا أحد حاجبيه: العفو يا ختي، كلي وإنتي ساكتة بقي عشان جبتيلي صداع.

فاطمة بتعجب: أنت كنت لسه بتضحك من شوية، ودلوقتي قلبت عليا مش عارفه ايه ده، ربنا يهديك بقي
لألأ بعينيه، متابعا بجدية مصطنعة: معني كده إني مجنون صح؟
زفرت بحنق قبل ان تردف: انا مقولتش كده!
هتفت بسملة بغضب طفولي: خلاص يا بابا، خلاص يا ماما..
بينما قال كريم وهو ينهض عن مقعده:
خلاص يا بسملة يلا خلي أمك ترتاح كده وهي كل شوية تنكد علينا حاجة بقت تخنق.

نهضت هي الأخري سريعا هاتفة بضيق: انت رايح فين، تعالي كمل أكلك.
لم يجيبها بل إتجه إلى الحمام ليغسل يده، فعادت تهتف مناديه عليه، فضحك بخفوت وهو يغسل يديه بالحمام وهو يحدث نفسه: مجنونة، أنا فعلا متجوز مجنونة.
خرج بعد قليل ليصطدم بها وهي تمد يدها له بالمنشفة قائلة بغيظ ؛ إتفضل.
إلتقطها منها وهو يحدثها بجدية: شكرًا.
نفخت بضيق قبل أن تتابع: ليه مكملتش أكلك وزعلت كده؟

فمط شفتيه وقال هادئا: مزعلتش، أنا شبعت الحمدلله، ينفع تعمليلي الشاي؟
رمشت بعينيها عدة مرات وهي تتنفس بعمق ثم أومأت برأسها وتابعت: حاضر يا تاعبني ومغلبني.
إنصرفت من أمامه وهي تهمهم بمشاكستها المعهودة، فقال كريم بنبرة حازمة: متبرطميش يا بطتي.
آتاه صوتها المغتاظ من الداخل: طيب طيب طيب.
ضحك وهو يتجه إلى الأريكه جالسا عليها بصحبة صغاره، ثم أردف في جدية:
أخباركم إيه يا شباب؟
قال إبراهيم هادئا: كويسين.

سألهما مجددًا: عملتوا الواجب؟
حركا رأسهما بعلامة النفي، فإبتسم قائلًا: ومستنين إيه؟ لازم أزعق يعني، يلا على الأوضة وذاكروا كويس عشان هراجعلكم أوك.
نهضا الصغار بينما أسرعت بسملة تقبله من وجنته قائلة بمرح: أوك يا بابا هذاكر كله كله.
ضحك كريم وهو يربت على وجنتها بحنان: ماشي يا بسبوسة.
إبتلعت الصغيرة ريقها، ثم قالت بتوتر بعض الشيء: بس ممكن طلب يا بابا؟

أومأ برأسه قائلًا بهدوء: طبعا يا حبيبي، قولي عاوزة ايه؟
بسملة بتلعثم: يا ب بابا أصل المستر بتاع الإنجلش بتاعي قالي هناخد الدرس عندك يا بسملة لأن كل صحباتي يا بابا شقتهم صغيرة مش هتكفي العدد كله، وأنا مش عرفت أقوله ايه.
قال رافضًا بدون مقدمات: مش هينفع يا بسملة، قوليله احنا كمان المكان ضيق عندنا وكمان أنا قولتلك أنتي وأخوكي الدرس يكون في المدرسة لا تروحي عند حد ولا حد يجيلنا!

بسملة بضيق: يا بابا بس أنا هتكسف أقوله كده، وبعدين يعني ما سارة بنت خالتو جميلة بتاخد الدرس في البيت.
كريم بجدية: ملكيش دعوة بحد يا بسملة هي باباها موافق لكن أنا مش موافق وكل واحد يسمع كلام باباه صح؟
نفخت بسملة وهي تومئ برأسها، بينما قال وهو يشير لها بجدية: يلا إدخلي ذاكري.
إنصرفت الصغيرة، فآتيت فاطمة من المطبخ تحمل الشاي، ثم وضعته أمامه وجلست إلى جواره قائلة في تساؤل: بسملة كانت عاوزة ايه يا كيمو؟

نظر لها ثم قال وهو يضيق عينيه: يعني أنتي مش عارفه؟
رفعت حاجبيها وهي تقول متلعثمه: آآ أنا؟ لا لا معرفش
إبتسم بخفة وهو يمد يده يأخذ كوب الشاي ويرتشف منه بهدوء، ثم أعاد وضع الكوب على الطاولة وهو يقول متنهدًا: عيب يا فاطمة لما تبقي أم وزوجة وتكذبي لما أسألك تجاوبي عليا على طول ولما أقول على حاجة لا توافقيني الرأي عشان العيال تقتنع بالكلام طالما أنا وأنتي رأي واحد!

قالت فاطمة بخفوت: طيب أنا كذبت في ايه دلوقتي؟
رد عليها وهو يتمعن النظر في وجهها الطفولي ؛:
ما أنتي بتسأليني بسملة عاوزة ايه، رغم انك عارفة وأنتي كمان إلى قولتلها قولي لأبوكي، صح ولا أنا غلطان؟
لألأت بعينيها وهي تقول بإندهاش: صح، بس عرفت منين هو مفيش حاجه تستخبي عليك أبدا ولا ايه...

تحولت ملامح وجهه للجمود وهو يسألها بغضب: وأنتي بقي يا ست هانم موافقة إني أدخل راجل غريب البيت؟ يجي كده عادي وأنا مش موجود ويدخل وأنتي موجودة وعاااادي كده بالنسبة ليكي؟!
حركت رأسها نافية وأردفت بصوت وجل:
لالا مش موافقة هي بسملة فضلت تزن وقولتلها قولي لبابا بس كده، صدقني.
أومأ برأسه متابعا بنفاذ صبر: ماشي يا فاطمة.

إقتربت منه تضع رأسها على كتفه، ثم همست بحب: والله مقدرش أعمل حاجة تزعلك إنت عارف إني بحبك أكتر من أي حاجة في الدنيا.
إبتسم لها وراح يحاوطها بذراعه وهو يبادلها الهمس: وعارفة كمان إني بغير عليكِ من الهوا الطاير صح؟ ولو حد غيري بصلك بس أقتله وأقتلك.
ضحكت عاليا وهي تقول من بين ضحكاتها: طب تقتلني أنا ليه، ذنبي ايييه؟!
غمز لها بعينه متابعا بمرح: ذنبك إنك مراتي حبيبتي حياااااتي.

عانقته بقوة وهي تتطلع إلى عينيه الحبيبتان وتهمس: ربنا يحميك ليا يا كيمو، وتفضل أمور ولطيف كده وحونين معايا من غير عصبية ونرفزة وتلطيش.
إتسعتا عينيه وقال معاتبا: تلطيش؟ اه يا نصابة بقالي 12 سنة عايش معاكي ملطشتكيش قلم واحد مع إني ببقي عاوز بصراحة أديكي علقة حلوة كده في بعض الاوقات بس للاسف إيدي مش مطوعاني ومتهونيش عليا.

إبتسمت له، ثم قالت بمشاكسه: مش تقدر أصلا تضربني عشان إنت بتحبني وبتموت فيا يا كراميلة.
عض على شفته السفلي بغيظ ثم تابع: طيب بلاش كرميلة دي عشان قصلك لسانك يا بطتي.

البيت هادئ ومرتب بل ومُعطر برائحة نفاذه!
ما الذي حدث؟ وفُتحت النوافذ ليدخل الهواء يرفرف في أنحاء المنزل..
لفحت نمسات الهواء وجه حسام الذي دلف إلى الداخل بعد إن فتح الباب بالمفتاح.
رفع حاجباه مشدوهًا وعينيه تتجول في جميع الإتجاهات محدثا نفسه: ايه ده؟ معقولة سارة جات قبلي!

كاد ليتحرك لكنه تسمر مكانه حين وجدها تخرج من المطبخ وهي ترتدي منامة وردية اللون من قماش الحرير وقد تركت شعرها ينسدل خلف ظهرها بشكل جذاب يحبس الأنفاس..
تأملها حسام بإنبهار ولا زالت علامات الصدمة تعتري وجه الرجولي.
إقتربت سارة تقول بإبتسامة هادئة: حمدالله على سلامتك يا حس.
قال وهو يطالعها من أسفل قدميها حتى أعلاها: الله يسلمك، إنتي جيتي امتي؟

وقفت خلف ظهره تنزع عنه سترته برفق وهي تجيبه بدلال: من بدري يا أستاذ حس ومستنية حضرتك عشان نتغدي مع بعض، ممكن تدخل تغير وتيجي عشان أنا جعااانة أوي أوي.
لم يشعر بنفسه إلا وهو يعانقها ويتنشق عبيرها بقوة، ثم همس بجانب آذنها: من زمان محستش بالحب ده يا سارة، خليكي كده على طول.
أومأت برأسها وهي تبادله عناقه الدافئ: حاضر يا حبيبي.
تراجع للخلف قليلًا ثم طبع قبلة هادئة فوق جبينها وقال هامسًا: بحبك ياسو.

إبتسمت برقة وهي تبادله الهمس: وأنا كمان.
تركها ودلف إلى الغرفه وهو يشعر بإرتياح نفسي وسعادة، لقد أسعده روحها في البيت وشعر بالدفئ الذي إفتقده طويلا..

إنتهت جميلة من تناول الطعام بصحبة زوجها وإبنتها الصغيرة، ثم قامت بإعداد الشاي كعادتها دائمًا بعد إنتهائهم من تناول الغداء..
طُرق الباب فجأة فأسرعت سارة تفتح الباب، لتجد جدتها، فصاحت بمرح طفولي: تيته.
دلفت عفاف تقبلها وتربت على ظهرها بحنان وقالت: حبيبة تيته، وحشتيني.
بينما إتجه إسلام يقول بعدم تصديق: إيه ده، ماما، معقول ايه المفاجأة الحلوة دي.

إبتسمت له وقد صافحته وعانقته قائلة بإشتياق: وحشتني انت وسارة قولت أجي أشقر عليكوا يا حبيبي.
قال إسلام مرحبا: نورتينا يا ماما، إتفضلي.
أقبلت عليها جميلة مرحبة بها وهي تمد بها يدها مصافحة إياها: أهلا يا طنط نورتي، إيه المفاجأة الحلوة دي.
إبتسمت عفاف رغمًا عنها وهي تصافحها وتقول برسمية: شكرا.

جلسوا بعد ذلك جميعا في صالة المنزل، فنهضت جميلة مُتجهه إلى المطبخ وهي تتنهد بضيق فحين تراه تعاملها بنفس الأسلوب خاصتها، ماذا فعلت لها كي تعاملها هكذا، وماذا عليها أن تفعل حتى تراضيها؟!
تسامر إسلام مع أمه قليلًا إلى أن سألته بفضول: ايه يا إسلام يابني هو أنتوا مش هتخلفوا تاني ولا إيه؟
تفاجئ إسلام من سؤالها قليلًا، فصمت لبرهه ثم تابع بجدية: الله أعلم يا ماما!

مصمصت شفتيها، وتابعت: هي مراتك يابني عندها مشكلة ولا إيه؟ فهمني.
حرك رأسه نفيا متابعا: لا يا ماما معندهاش، بس إرادة ربنا محصلش حمل بعد سارة نعمل ايه يعني؟
عفاف بجدية تامة: تكشف عليها يابني لا يطلع عندها مشكلة ولا حاجة أنا يابني عاوزة أفرح بيك وبولادك حواليا.

لألأ إسلام بعينيه، وهو يقول: تفرحي بيا؟ ايه يا ماما ما أنا مخلف أهو والحمدلله والحكاية دي مش شغلاني يعني لو هنربي سارة بس مفيش مشكلة في ناس بتتمني ومش لاقيه
قالت عفاف بعتاب: يابني إنت ماجبتش الواد، انت خلفت بنت الواد هو إلى هيشيلك ويشيل اسمك، إسلام بص يا حبيبي لو مراتك عندها مشكلة إتجوز، من حقك يابني مش عيب، الشرع محلل أربعة.

تسمرت جميلة في هذه اللحظة وهي تخرج من المطبخ تحمل صينية العصائر، فتجهمت ملامح وجهها بشدة وهي تتجه نحوهما، فإرتجفت يديها فجأة لتسقط منها الأكواب على الأرض...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 25 < 1 11 12 13 14 15 16 17 25 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2072 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1523 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1549 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1396 عبد القادر خليل
رواية لمن يهوى القلب زهرة الصبار
33 1351 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أحببت ، فاطمة ،











الساعة الآن 04:25 PM