رواية أحببت فاطمة الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والثلاثون والأخير
مرت الأيام فلقد أبلغ كريم عمه أن حسام يريد أن يتقدم لخطبه ساره رسمياً ولقد وافق عمه أن يأتي في يوم الجمعه الذي هو راحتهم من العمل وها هو قد جاء يوم الجمعه الذي يحمل في طياته الكثير من المفاجآت جلست ساره بتوتر وإرتباك وهي تقول: أنا مكسوفه أوي بجد جلست فاطمه وهاله بجانبها فقالت فاطمه: اهدي ياسو كده ويلا قومي إلبسي زمان العريس على وصول ابتلعت ساره ريقها بتوتر قائله: انا خايفه.
ابتسمت هاله قائله: مش تخافي يابت وراكي رجاله يلا قومي البسي ضحكت فاطمه قائله: انا الوحيده الي معشتش اللحظه دي انا اتجوزت على طول بدون مقدمات هاله ضاحكه: ده انتو حكايتكم حكايه انتي وكيمو ابتسمت فاطمه قائله: واحلي حكايه عشتها حبيبي كيمو ربنا يباركلي فيه ابتسمت هاله قائله: ياارب ساره بنفاذ صبر: انتوا بتستهبلوا سبتوني وقاعدين تحكوا ابو شكلكوا ضحكت فاطمه قائله: طب يلا قومي قومي البسي يلا بسرعه.
نهضت ساره لترتدي ملابسها حيث انتقت لها أختها ملابس محتشمه أنيقه فكانت في كامل شياكتها وأناقتها حيث كانت ساره ذات بشره بيضاء وعيون سوداء تشبه أختها فاطمه الي حد كبير وتختلف في بعض الملامح ولكن من يراهما يعلم انهما اخوه... دقائق ودق جرس المنزل معلنا عن وصول حسام فنهض كريم ليفتح فدخل حسام وصافحه بينما اقترب ابراهيم قائلا: اهلا يابني نورتنا تحدث حسام بخشونه قائلا: اهلا بحضرتك ياعمي البيت منور باصحابه.
ربت كريم على كتف صاحبه قائلا: اقعد يابطل جلس ثلاثتهم بينما أقبل عليهم أحمد الذي قال: السلام عليكم قام حسام ليصافحه قائلا: وعليكم السلام: بينما تحدث كريم قائلا بتعريف: ده أحمد ابن عمتي وجوز أختي: ثم نظر الي احمد وقال: وده حسام أعز اصدقائي ابتسم حسام قائلا: اهلا بيك ياابو حميد بادله احمد الابتسامه قائلا: اهلا بيك ياحس منور.
حسام: تسلم ده نورك، ثم جلس جميعهم بينما كانت العمه رجاء تحضر بعض الحلوي والعصائر وخرجت من المطبخ قائله بترحيب: يأهلا وسهلا يابني منورنا والله ثم وضعت ما تحمله على الطاوله وجلست تحدث حسام بأحترام قائلا: البيت منور بيكي يا حاجه والله، ثم اقترب من كريم الجالس بجانبه هامساً في آذنه قائلا: ايه كميه النور دي ياعم كريم هو انا منور اوي كده كتم كريم ضحكاته قائلا بخفوت: ده ترحيب يابني.
حسام بتساؤول: فين العروسه كريم: هتيجي بس مش دلوقتي اما حسين يشنيرك الأول حسام: الله يطمن قلبك على طول مطمني كده ضحك كريم قائلا: اهو شرف جمد قلبك بقا حسام: يا ستااار يارب أقبل حسين عليهم وجلس واضعا ساقا فوق الاخر دون ان يتفوه وبعد نظرات غامضه تحدث قائلا: أهلا وسهلا تحدث حسام بجديه قائلا: اهلا بيك حسين وهو يشعل أحد سجائره: ندخل في الموضوع على طول!
حسام بثبات: أنا طالب ايد الانسه ساره بنت حضرتك رسمي وطبعا حضرتك عندك خلفيه عن الموضوع حسين وهو ينفث دخان سيجارته: فين أهلك تنهد حسام ونظر لكريم مستغربا تلك الطريقه ثم قال موجها الحديث الي حسين: أمي وأبويا متوفين وانا عايش مع جدتي وهي طبعا ست كبيره متقدرش تيجي معايا هتبقي تيجي على الفرح لو اتفقنا! حسين ببرود: بتشتغل ايه حسام بثبات: بشتغل في مجموعه شركات اعمامي مكان ابويا الله يرحمه نائب مدير.
حسين: ممم هتعيش فين حسام: دي مسأله تخص العروسه المكان الي هتشاور عليه هشتري لان ده هيبقي مملكتها ابتسم ابراهيم قائلا باعجاب: ما شاء الله عليك ياحسام ونعم الرجاله حسام بجديه: ربنا يخليك ياعمي حسين: اوك مبدئيا معنديش مانع اقترب ابراهيم من اخيه وقال: طب مش لازم البنت تعد معاه شويه كده ولا حاجه! نسيبهم مع بعض شويه.
حسين: ماشي بس مش كتير انا داخل أوضتي شويه، ونهض متجها الي غرفته بينما نظر ابراهيم لابنه بمعني ان تأتي ساره لتجلس مع حسام فنهض كريم متجها الي الغرفه وطرق الباب ففتحت فاطمه فابتسم لها قائلا: بطتي يلا خلي ساره تخرج ابتسمت فاطمه واقتربت منه قائله: طمني ياكيمو بابا وافق؟ كريم: اه مبدئيا موافق تنهدت فاطمه بارتياح قائله: الحمدلله كريم: طب يلا بقا.
خرجت ساره بصحبه هاله وفاطمه وهي في أشد خجلها والارتباك واضح عليها وما أن خرجت قام ابراهيم واخذ رجاء معه وهاله وأحمد واتبعه كريم وفاطمه وجلسوا بعيدا ولكن يستطيعوا ان يروهم ولكن على بعد مساحه ليست كبيره منعا للاحراج... فركت ساره يديها بخجل وارتباك وابتلعت ريقها بصعوبه حتى تحدث حسام قائلا: ازيك؟ ابتلعت ساره ريقها قائله: الحمدلله حسام متنهدا: طب ايه بقا نظرت له ساره بتعجب قائله: ايه.
ابتسم حسام قائلا: يعني عرفيني بنفسك وكده حاولت ساره تهدئه نفسها ثم قالت: انا اسمي ساره ودلوقتي في اولي كليه طب وطبعا مش ناويه اقعد في البيت خالص وهكمل تعليمي رفع حسام حاجبه قائلا: ده انتي بتلحقيني بقا قبل ما اقولك اعدي في البيت ساره بجديه: بس انا مش هعد ضحك حسام قائلا: وانا مش هطلب منك كده متخافيش تنهدت ساره بارتياح لكلماته ثم قالت: طيب ممكن تعرفني بنفسك.
تنهد حسام وقال: انا حسام وعندي ٢٨ سنه وبشتغل نائب مدير في مجموعه شركات اعمامي وابويا الله يرحمه وكمان اعجبت بيكي جدا من اول ماخبطي فيا وصدرتيلي الوش الخشب ارتبكت ساره سريعا وخفق قلبها بشده وظلت ناظره إلي الارض بينما قال حسام باعجاب: ها عايزه تعرفي حاجه تاني ساره بجديه: عايزه اعرف ليه اتقدمتلي واشمعني انا.
حسام: دي حاجه بتاعه ربنا كل الحكايه اني اعجبت بيكي وباخلاقك على عكس بنات كتير وكمان انتي تقربي لكريم اعز اصدقائي وانا مش هلاقي احسن من كده اختطفت ساره نظره سريعه له وعاودت النظر الي الارض دون ان تتفوه: بينما خرج كريم قائلا وهو يغمز لصديقه: ها ايه الاخبار نهضت ساره سريعا متجهه الي الداخل بينما تحدث حسام بمزاح وهو يغمز لكريم: كله تمام يابني ده انا جامد فحت من فوق لتحت!
ضحك كريم بشده قائلا: ياسلام على الثقه وبعد مرور الوقت استأذن حسام وانصرف وهو متفقا على موعد الخطبه والتي ستكون مع حفل زفاف هاله وأحمد وبعد قليل أخذ حسين كريم ليريه ملف الصفقه الذي قال له عليها فجلس كريم قبالته وأمسك بالملف وتفحصه بتدقيق وسط ارتباك حسين المتخفي ظل كريم يتفحص فيه وبعد مرور دقائق قال: فين تاريخ الانتاج؟ حسين: مفيش تاريخ عليه دلوقتي كريم: ازاي يعني؟
حسين: مش مهم تاريخ الانتاج المهم ايه رايك في الصفقه ككل گريم: ازاي مش مهم عمي انا مش مستريح لكلامك من الاول ياريت توضحلي كده المنتجات دي منتهيه الصلاحيه مش كده؟ تنهد حسين قائلا: ايوه وده شئ مش مهم المهم المكسب وانا بعرفك انها لازم تمشي يعني هتمشي كريم بانفعال: وضميرك فين؟ هتروح فين من ربنا لما تدخل السوء منتجات بالكميه دي منتهيه الصلاحيه والناس تجيلها امراض هتروح فين من ربنا ياعمي اتقي الله.
هب حسين واقفا ثم قال بصرامه: الي هقوله هيتنفز وانا الي مسؤول وانت ملكش فيه هب كريم واقفا هو الاخر قائلا: ده على جثتي ياعمي الصفقه دي تتم، تعالت أصواتهما حتى دخل ابراهيم عليهما واتبعه البقيه ابراهيم: في ايه مالكم حسين: شوف ابنك الي مش متربي بيقول ايه انفعل كريم بشده وقال بصوت عالي: انا مش متربي ياعديم الضمير يالي متعرفش ربنا ذُهل حسين واتسعت عيناه بينما قال ابراهيم بصرامه: كريم اهدي ايه الي بتقوله ده.
زاد انفعال كريم قائلا: بقول ايه شوف اخوك عايز يعمل ايه انا استحملته كتير لكن جاي في الاخر عايز يعمل صفقه مع ناس متعرفش ربنا وتقولي اهدي لا ده انت لسه مشفتش غضبي وحش ازاي ياحسين بيه! ابراهيم بحزم: كريم كلم عمك بأدب عيب كده كريم بانفعال أكثر: ادب ايه انت كمان على طول ممشي رأيه عليا لكن لحد هنا وكف، لم يكمل كريم حديثه حيث تلقي صفعه من والده أسكتته على الفور وظل متسمرا مكانه متسع العينين بذهول تام.
اتسعت عين الجميع بذهول بينما وضعت فاطمه يديها على فمها بفزع من تلك الصفعه التي لاتخطر على بال احد نظر كريم لوالده بعدم تصديق ولقد عجز عن الكلام تماما تحدث ابراهيم بصوت مهزوز وشبه نادم قائلا: اوعي تعلي صوتك عليا تاني ولما تتكلم تكلم بأدب انت فاهم ظل كريم ناظرا اليه نظرات عتاب بينما ابتسم حسين بانتصار وتشفي وزع كريم انظاره على عمه ووالده ومن ثم نزل متجها الي شقته واتبعته فاطمه وهي تركض خلفه...
نظر ابراهيم الي حسين بتحذير ثم قال: كده كويس ارتاحت كده اول مره في حياتي امد ايدي على ابني بسببك منك لله ياحسين ابعد عننا بقي كفايه حرام عليك كفايه عاتبته رجاء وهي تقول: اخص عليك ياحسين اخص عليك ياخيبه ظني فيك انت ايه مبقاش عندك قلب اتقي الله، ثم تركته واتبعها الجميع وهم ينظرون له بعتاب وزعل بينما نهض هو وخرج من البيت بأكمله وهو يلوم نفسه ولأول مره...
دخل كريم شقته وهو غاضب بشده فليس أمراً هيناً الذي فعله والده ولكن في الآخر هو والده ولاحرج عليه جلس وأغمض عيناه بشده محاولا تهدئه نفسه بينما اقتربت فاطمه منه ومسدت على شعره بحنان قائله: كريم عشان خاطري اهدي مش تزعل اخذ كريم نفسا عميقا وزفره بعصبيه وكأن بداخله بركان نظر لها دون ان يتفوه بكلمه حاول ان لا تنزل دموعه التي أبت على الانهمار.
عانقته فاطمه بقوه فحاوطها كريم بذراعيه دافنا وجه في عنقها تشبث بها بشده حتى أحست فاطمه انها تعتصر في ضمته ولكنها ظلت تمسد على شعره بحنان لتخفف عنه ذلك الألم الذي بصدره: ثم قالت: حبيبي متزعلش عشان خاطري كل شئ هيتحل ارجوك ياكيمو متعملش في نفسك كده تنهد كريم ثم أغمض عيناه وقال: مش مصدق نفسي يافاطمه بابا ضربني بالقلم وعشان مين عشان عمي!
فاطمه: كريم انت عليت صوتك على ابوك وهو خرج عن شعوره هو عمل كده عشان انت عمرك ماعليت صوتك عليه ياحبيبي مش عشان بابا نظر كريم لها قائلا: يعني هو معاه حق ده اول مره يعملها و... قاطعه جرس المنزل وهو يدق فنهضت فاطمه لتفتح ليدخل ابراهيم فاطمه: كده ياعمو ينفع كده يعني هان عليك كريم تنهد ابراهيم قائلا: انا الي مش مصدق ان بعد العمر والتربيه دي يعلي صوته على أبوه انا مربتهوش على كده.
أشاح كريم بوجه بعيدا بينما اقترب ابراهيم وجلس بجانبه قائلا: ياه للدرجه دي مش عايز تبص في وشي لم يجيب عليه كريم وظل ناظرا الي الجهه الاخري احتضنه ابراهيم ثم قال بندم: انا آسف يابني انا مش عارف انا عملت كده ازاي بس انت الي عصبتني ينفع يعني تعلي صوتك على ابوك؟ ينفع! تنهد كريم قائلا: وهو ينفع الي بيحصل ده انا بني آدم وليا طاقه برضو.
ابراهيم: مينفعش طبعا بس انا كمان مش موافق على الي عمك بيعمله بس لما اكون موجود على الاقل تحترمني وده الي انا اتعودت عليه منك مش كده ولا ايه أومأ كريم برأسه ثم قال بعتاب: وانا عمري ما كنت اتخيل ان انت يابابا تمد ايدك عليا ابراهيم: طب خلاص والله خرجت عن شعوري قلبك ابيض ياريت ايدي اتقطعت قبل ما تتمد عليك أسرع كريم وامسك بيد والده ثم قبلها وقال: بعد الشر عليك يابابا انا مش زعلان ربنا يباركلي فيك.
ابتسم والده قائلا: كل مادا ببقي فخور بيك وبفرح اني عرفت اربي اقتربت فاطمه وجلست بجانب كريم وتمسكت بذراعه قائله: تؤ تؤ انا بغير ياعمو كفايه كده بقا ضحك ابراهيم قائلا: يابت بطلي لماضه لف كريم ذراعه حول كتفها وضمها اليه وهو يضحك على تصرفتها... أما في الشركه وصل حسين وجلس على مكتبه ثم مسح على رأسه بغضب وذلك الغضب يتبعه ندم أيعقل أنه نادم!
أمسك بهاتفه وضغط زر الاتصال وانتظر حتى يأتيه الرد ثم قال: انا هلغي الصفقه دي خلاص انسي كل حاجه المتصل: ليه ايه الي حصل حسين: الصفقه هتخسرني اخويا وابن اخوياعلي ايه منعول ابو الفلوس: كل حاجه تغور الغي الصفقه وشكرا لحد كده ثم أغلق الهاتف وأخذ نفسا عميقا وزفره على مهل ظل يفكر فيما حدث ظلت ذاكرته ترجع الي الوراء كيف عاش حياته يجمع في المال فقط كيف عانن فتياته بسببه كيف عاش ليدمر فقط من حوله!
نهض حسين متجها الي الخارج حيث وقف امام المصعد ومن ثم دلف وقف أغمض عيناه بشده ولكنه تفاجئ وكأن حدث بركان في التو وحصل ما لم يتوقعه أحد نهائياً حيث هبط به المصعد وإرتطم به مما سبب له فقدان وعي على الفور وكأنه فارق الحياه، وهنا دعوني أقول لكم جمله أعجبتني (يفيد بأيه المال إذا الضهر مال!)... وقال المولي عز وجل ( الذي جمع مالاً وعدده يحسب أن ماله أخلده ).
وقال عز وجل في آيه أخري ( ومن أعرض عن ذكري فان له معيشةً ضنكا)... وقد أعرض حسين عن ذكر الله تمام الاعتراض! يتبع الجزء التاني من البارت الاخير.
بعد ما يقارب الساعتان وقف الجميع أمام غرفه العمليات بالمستشفي والقلق واضح عليهم رغم قساوة قلبه إلا إنهم ينتظرون بقلق والأخص ابراهيم ورجاء فمهما كان هم إخوه ويربطهم لحم ودم وكذلك كريم وفتياته ولكن إحساسهم احساس الاشفاق فقط لا إحساس فتاه تخاف أن تفقد والدها فهو لا يزرع فيهن شيئا منذ ضغرهن حتى يحصده عند كبرهن! خرج الطبيب بعد ثلاث ساعات وهو يأخذ أنفاسه ويمسح حبات العرق من جبينه:.
إقترب ابراهيم منه قائلا: خير يادكتور طمنا الله يكرمك تنهد الطبيب قائلا: بصراحه الوضع محرج جدا ومش سهل خالص الي حصل وهو لسه في غيبوبه وللاسف في شرخ في العمود الفقري وطبعا الوقعه أثرت على رجليه جدا ابراهيم: ياالله يعني ممكن ميمشيش على رجليه ولا ايه الطبيب: ادعوله ربنا يخفف عنه عن اذنكم، وتحرك من امامهم.
جلس ابراهيم وبجانبه أخته رجاء وظلوا يدعوا له بالشفاء العاجل بينما سارت فاطمه عده خطوات حيث توجد نافذه في أخر الممر نظرت منها واستنشقت الهواء ثم اخذت نفسا عميقا محاوله ان تفهم ماهذا الشعور الذي بداخلها هل هي خائفه ع والدها؟! ام مجرد انسان تشفق على حالته فقط!، اقترب كريم منها ولف ذراعه حول كتفها قائلا: حبيبي ماله تنهدت فاطمه قائله: مش عارفه ياكريم كريم بتفهم: خايفه عليه.
أغمضت فاطمه عيناها قائله: مش عارفه ياكريم مش قادره افهم انا حاسه بايه ياتري فعلا خايفه عليه ولا هو زيه زي اي حد تعب وصعبان عليا بس مسح كريم على ذراعها بحنان ثم قال: مهما كان ده ابوكي ياحبيبتي واكيد انتي زعلانه عشان كده وعشان قلبك ابيض وطيبه انتي زعلانه عليه وانا كمان زعلان رغم كل الي عمله زعلان عليه تنهدت فاطمه قائله: ربنا يشفيه ويخفف عنه.
احتضنها كريم مقربا لها من قلبه ليشعرها بالامان ثم قال: ان شاء الله هيبقي كويس... ومر يومان والوضع كما هو ولم يفيق حسين ظل جميعهم يدعوا له بالشفاء العاجل بينما نزلت جميله الي القاهره مره اخري بعد ان علمت الذي حصل لوالدها ومر يوم وإبتدي حسين يفيق فأخبرهم الطبيب بذلك فدلف جميعهم الي الغرفه بينما اقترب ابراهيم منه قائلا: حسين! انت سامعني فتح حسين عيناه ببطئ شديد ثم قال بصوت منخفض: سامعك ياابراهيم.
تنهد ابراهيم بارتياح وقال: حمدلله على السلامه ياحسين اقتربت رجاء منه قائله: الف سلامه ياحسين ربنا يزيح عنك تحدث حسين بضعف قائلا: الله يسلمكم وأخيرا تحدث كريم قائلا بهدوء: الف سلامه عليك ياعمي نظر له حسين نظره تشبه نظره الاعتذار ثم قال: الله يسلمك ثم نظر الي فتايته الثلاثه الواقفات امامه لايتفوهن بكلمه ولكنه كان يتوقع انهن سوف يتركوهن وحده ولكن ظنه خاب وها هن يقفن معه في محنته.
تحدثت جميله قائله: حمدلله على سلامتك يابابا أومأ حسين برأسه ثم أغمض عيناه محاولا الهروب من دنياه، حتى دلف الطبيب وبدأ يتفحصه بدقه قائلا: أخبارك ايه دلوقتي يااستاذ حسين حسين بأنهاك: مش حاسس برجلي خالص أومأ الطبيب راسه بأسف ثم قال: للاسف الوقعه أثرت جدا على رجليك اتسعت عيني حسين بذهول ثم قال: يعني ايه؟ انا بقيت عاجز تنهد الطبيب قائلا بأمل: مع العلاج الطبيعي ان شاء الله هتتحسن.
أغمض حسين عيناه بألم فلقد أصبح عاجز وظن انه سوف يكون وحده والكل سيتركه ويفكر بنفسه كما فعل هو! تحدث ابراهيم محاولا التخفيف عنه وقال: قدر الله وما شاء فعل ياحسين ومع العلاج مفيش مستحيل ومتيأسش من رحمه ربنا الطبيب: بالظبط كده ان شاء الله واحده واحده هتتحسن، ثم خرج تاركا حسين يتمني الموت ويظن أنه راحه ولكن ماذا أعددت أنت لتقابل به ربك؟!
ظل جميعهم يخففون عنه لكي يرتاح قليلا ومضي بعض الوقت حتى قال؛: سامحوني! نظر له الجميع بذهول وعدم تصديق ثم تابع حسين قائلا: انا مكنتش بفكر غير في نفسي واهو ده جزاتي بقيت مشلول انا دمرت ولادي ومفكرتش فيهم مفكرتش غير في نفسي وبس انا بعترف اني كنت عايش لنفسي وبس نظرن الفتيات الي بعضهن بعدم تصديق أيعقل هذا!
ثم نظر حسين الي كريم قائلا: قسيت عليك كتير وغصبتك على حاجات كتير بس انا طول عمري بتمني انك تكون ابني وصدقني كنت بحبك وفي نفس الوقت بحقد على اخويا عشان هو عنده الولد وانا لا بس انا كنت غلطان وظالم قلم ابوك ليك فوقني انا مفؤكش انت خلاني رجعت عن كل حاجه وللاسف اتاخرت اوي، سامحني كان كريم ينظر له بعدم تصديق وذهول، نظر حسين له قائلا: مسامحني؟! تحدث كريم قائلا: مسامحك ياعمي.
تنهد حسين بارتياح ثم نظر الي الفتيات وقال: وانتوا مسامحني انتوا اكتر حد اتظلم معايا بس ربنا اخدلكو حقكم مني اهو طلبي دلوقتي انكم تسامحوني نظرن الي بعضهن الثلاثه ثم قالن في آن واحد: مسامحينك لقد ارتاح حسين قليلا ونظر الي اخيه قائلا: وانت ياابراهيم ابراهيم بابتسامه: انت اخويا ياحسين مهما كان ومفيش بنا الكلام ده المهم دلوقتي ربنا يتم شفائك على خير تنهد حسين بارتياح ثم قال: يارب...
وبعد مرور ما يقارب الشهرين لقد تحسن حسين بالعلاج الطبيعي وأصبح قادر على أن يقف ويسير ولكن باستناده على عكاز ولقد استقرت حياتهم جميعا كما ان (مني) سافرت لتكمل دراستها في الخارج حيث يوجد أعمامها لان اصبح وجودها غير مرغوب فيه واصبحت تمل من الحياه دون اختلاط بأحد وعزمت على ان تأتي كل حين لتري والدتها ثم تعاود مره أخري كما أن هاله وأحمد يحضرا لحفل زفافهما وكذلك ساره وحسام لحفل خطبتهما وسط مساعده كريم الذي دائما يساعد الجميع دون تعب او ملل كما انه يحسن معامله زوجته ويعيشا متفاهمان ولا تخلوا حياتهما من بعض المشاجرات بسبب غيره كريم الزائده عليها وعصبيته ومشاكسه فاطمه وفي ذات يوم كان حفل زفاف أحمد وهاله وخطبة ساره وحسام.
وقفت فاطمه أمام خزانتها تنتقي ملابسها وهي تزفر بضيق وغاضبه مثل الاطفال كتم كريم ضحكاته ووقف أمام المرآه يهندم ملابسه ويراقبها بدقه ثم قال بمزاح: ها خلاص يابطتي ولا امشي واسيبك فاطمه بنرفزه: ياريت تمشي وتسبني مش عايزه احضر الفرح اصلا رفع كريم حاجبه قائلا: على راحتك وده هيكون احسن اصلا عشان انا مش عايز حد يشوفك غيري.
عضت فاطمه على شفتيها قائله: ماهو ده الي ناقص كل حاجه تقولي لا مفيش خروج حتى يوم فرح زي ده كلهم يكونو في الكوافير ماعدا انا ليه يعني ان شاء الله ها اقترب كريم منها قائلا: مكنش ليه لزوم يابطتي تروحي معاهم هاله معاها ساره وجميله وكمان عمتي وبعدين ياحبيبي انتي حامل وانا بخاف عليكي وبعدين بصراحه مضمنكيش تحطي مكياج زي المره الي فاتت اقتلك.
أشاحت فاطمه بوجهها بعيدا وهي غاضبه بشده منه فضحك كريم عليها قائلا: أموت انا وكزته فاطمه في صدره قائله: كمان بتهزر اوعي بقي خليني ألبس اقترب كريم منها حتى اختلطت انفاسه بانفاسها ثم قال برومانسيه: خلاص بقا يابطتي قلبك ابيض ده انتي حبيبه قلبي وانا كل الحكايه بخاف عليكي نظرت فاطمه اليه قائله: اعمل فيك ايه ياتاعب قلبي طبع كريم قبله طويله على جبينها ثم احتضتنها هامساً في آذنها قائلا: سلامه قلبك يابطتي أنا.
خفق قلبها ثم تنهدت ناظره الي عينيه ثم لفت يديها حول عنقه قائله: ثبتني ثبت ياكيمو قهقه كريم عليها قائلا: مش بثبت يابطتي ده انتي حبيبه قلبي من جوه ابتعدت فاطمه عنه قليلا ثم قالت: طب يلا بقي هنتأخر كده اقترب كريم محاوطا لها بذراعه قائلا: متخلينا هنا مع بعض يابطتي وبلاش نروح الفرح ده رفعت فاطمه حاجبيها قائله: اوعي ياكيمو اوعي ده انت شويه شويه هتحطني في علبه وتقفل عليا عشان مخرجش ولا حد يشوفني.
ضحك كريم قائلا: لا انا حاطك في قلبي يابطتي ابتسمت فاطمه ثم ابتعدت عنه قائله: طب يلا بقا ياكيمو تنهد كريم بابتسامه قائلا: يلا ياقلب كيمو ١٠ دقايق وتكوني خلصتي واياكي يابطتي تحطي حاجه في وشك فاهمه فاطمه بغضب طفولي: فاهمه فاهمه حاضر ضحك كريم قائلا: شطوره.
وبعد مرور ساعه كانت تصعد هاله درجات سلم القاعه وهي تمسك بيد أحمد الذي كان يتألق في بدلته السمراء وكانت هاله كالبدر في تمامه كانت العيون تنظر اليهما بانبهار وكذلك ساره وحسام من خلفهما فكان يوم ملئ بالسعاده فكل عسراً يتبعه يسراً ولابد بعد ظلام الليل يأتي ضوء النهار، وبعد الكرب يأتي الخير ورب الخير لا يأتي الا بالخير...
ولأول مره حسين كان يشاركهم الفرحه أصبح عاجازاً وهذا الدرس آفاقه من غفلته فرب ضارةً نافعه... بعد مرور عدة أشهر استيقظت فاطمه بعد منتصف الليل وهي تصرخ بشده من ذاك الوجع الذي لا يتحمله أحد، إنتفض كريم ثم قال بلهفه: حبيبتي في ايه فاطمه بصراخ الحقني ياكريم الحقني انا بولد اااااه ارتبك كريم بشده قائلا: ينهار اسود بتولدي طب اعمل ايه دلوقتي.
صرخت فاطمه صرخه جعلت قلبه يكاد ان ينقلع من مكانه ثم قال: آآ طب استني هلبس بسرعه وننزل على المستشفي ولا انده لعمتي ولا اعمل ايه فاطمه بوجع: اااااااه معرفش معرفش انا بمووت يااارب.
كريم بقلق: بعد الشر عليكي ياحبيبتي: أبدل ملابسه سريعا ومن ثم ساعدها ان تلبس اسدال الصلاه الخاص بها وحملها بين يديه متجها للخارج بينما سمع الجميع صوت صراخها فخرج جميعهم ولكنه اسرع كريم واخذ درجات السلم ركضا وهو يحملها وسط صراخها الذي لا يتوقف فتح باب السياره ووضعها برفق ومن ثم ركب هو وأدار المحرك وانطلق على أعلي سرعه...
مر ما يقارب الساعتان وهي داخل غرفه التوليد وسط صراخها وقلق كريم عليها بشده ظل يدعو لها ويقرأ بعض الاذكار والادعيه والجميع كذلك حتى خرج الطبيب قائلا: مبروك الحمدلله الولد نزل بالسلامه لم يرتاح كريم فسأل الطبيب بقلق: مراتي عامله ايه ابتسم الطبيب قائلا: الحمدلله المدام كويسه.
تنهد كريم بارتياح ودلف الي الغرفه حيث توجد زوجته اقترب منها وجلس بجانبها يمسح لها حبات العرق من جبينها ثم قال بحب: حمدلله على سلامتك حبيبتي تنهدت فاطمه بارهاق قائله: تعبت اوي ياكريم كنت حاسه اني هموت اقترب كريم منها اكثر ليقبلها من جبهتها قائلا: بعد الشر عليكي يابطتي متقوليش كده ياحبيبتي انا مقدرش اعيش من غيرك ابتسمت فاطمه بارهاق قائله: طب وريني النونو ضحك كريم قائلا: تصدقي نسيته كان كل همي انتي.
ابتسمت فاطمه قائله: ربنا يخليك ليا ياحبيبي أقبلت هاله عليهما وهي تحمل الصغير بيديها قائله: ما شاء الله جميل خالص شبهك اوي ياكيمو ابتسم كريم ثم حمل الطفل بيديه قائلا: بسم الله الرحمن الرحيم هو انا حلو كده ابتسمت فاطمه قائله بارهاق: وريني كده ياكيمو مال كريم عليها قليلا ليريها إبنها قائلا: شوفي يابطتي خفق قلب فاطمه بشده ونظرت له بحنان بالغ قائله: حبيب ماما شبهك خالص ياكيمو.
طبع كريم قبله على وجنتها قائلا بحنان: يتربي في عزك يابطتي ضحك ابراهيم وتقدم اليهم قائلا وهو يخبط رأس ابنه بخفه قائلا: ياض راعي وجودنا شويه ضحك كريم قائلا: ايه ده انتو هنا من امتي ضحك الجميع ثم قالت رجاء: من بدري ياخويا بس انت الي مش دريان، ضحك الجميع مره ثانيه وتقدموا بالتهاني والمباركات بينما حمل ابراهيم الطفل وتوجه الي أخيه حسين قائلا: سمي ياحسين.
خفق قلب حسين بشده من رؤيه ذلك الطفل البرئ وحمله بين يديه قائلا: الله اكبر ربنا يحميه الحمدلله انه ولد مش بنت ضرب كريم كف على كف قائلا: تاااني ياعمي عمرك ما هتتغير ضحك الجميع عليه بينما قال حسين بابتسامه: يتربي في عزك يابني انت ومراتك بينما قال ابراهيم بتساؤول: صحيح هتسموه ايه؟ ابتسم كريم قائلا: ابراهيم طبعا مش عايزه كلام ياابوخليل ابتسم ابراهيم قائلا: وليه تظلموه بالاسم ده خليه اسم حديث شويه.
رفع كريم حاجبه قائلا: معنديش اغلي منك وده ندر من اول ماعرفت ان بطتي حامل واحنا اتفقنا انه هيبقي على اسمك ابتسم ابراهيم وقال بحنان: يارب يبارك فيه ويتربي في عزكم ومن ثم قام الجميع وظل كريم مع زوجته فاقترب منها وقال: مبروك ياام هيما ضحكت فاطمه قائله: الله يبارك فيك ياحب عمري كله امسك كريم بكف يدها ولثمها في قبله طويله ثم قال: بعشقك يافاطمه.
وهنا تكون النهايه... وقبل أن تنتهي روايه أحّببتُ فَاطَمَه دعوني أحدد أهدافها عسي ان تفيدكم في حياتكم...
تعالو نرجع لورا شويه كده كريم كان قافل قلبه وعايش حياه كلها ضلمه بسبب تجربه فشلت كرهته في كل البنات في زي كريم كتير من تجربه واحده ممكن يعيشو العمر كله في حزن والم طب وليه ليه نصنف كله زي بعض ليه نحكم ع كله انه مش كويس عشان اتجرحنا في مثل بيقول الضربه الي متموتش بتقوي خد المثل ده قاعده في حياتك وامشي عليه لابد انك هتقع في اي مشكله لكن باذن الله هتقوم منها اقوي بس بالله...
في نقطه مهمه جدا برضو وهي الآيه الي بتقول (وعسي ان تكرهو شيئا وهو خير لكم ) دي تنطبق تماما ع كريم وفاطمه الاتنين كانو كارهين الموضوع لكن ربنا سبحانه وتعالي كان حابب وطالما ربنا حابب يبقي ده خير لينا حتى لو احنا مش شايفين الخير ده الموضوع هيمشي غصب عننا لان ربنا ادري بمصلحتنا...
اما عن ساره فهي غلطانه لكن مش كل اللوم هيكون عليها ساره ضحيه اب فاسد مبيحبش الا نفسه وبس عقليه متخلفه لابعد درجه كل تفكيره ان خلفه البنات عار اما خلفه البنات عار ربنا خلقهم ليه ازاي عار والبنت دي بتبقي ام وهي الي بتخلف الولد وتكبره لحد ما يبقي راجل ويقدر يتحمل المسؤوليه اي منطق! تبقي عار ازاي! في الحقيقه وجود عقليه زي عقليه حسين هي العار بعينه الاب مش اسم لا الاب ده حنان احتواء سند ضهر امان حمايه قدوه! وحسين بقا مفهوش اي ميزه من دي هو متكبر لابعد درجه وبيبص لناس من فوق فاكر الحياه شغل وفلوس وبس لكن الحقيقه الحياه حب وموده ورحمه وعباده وتعمير الارض بالخير كل واحده في بناته عانت بسببه هو السبب الرئيسي في غلطه ساره بس برضو مش مبرر ساره غلطت وندمت والحمدلله رجعت لربنا وربنا كافئها وعوضها بأنسان صالح وان شاء الله يكون سند ليها في الدنيا والحمدلله ان حسين رجع وفاق من غفلته وربنا نور بصيرته.
بس برضو ارجع واقولك اوعي كثره المشاكل تاثر عليكي تاثير سلبي وتغلطي زي ساره وتلجائي لحاجه هتعيشك عمرك كله ندمانه واديكي شوفتي كلام الناس مبيرحمش ابو مصطفي لما رفض ان ابنه يرتبط بساره وقاله دي مش كويسه وسريتها ع كل لسان انا ضربتلك مثال بسيط جدا للي بيتقال ع البنت لما البنت يكون ليها سمعه لكن ف الحقيقه في كلام اكتر من كده بكتير بيتقال عفانا الله واياكن جميعا.
اما عن فاطمه فكثره المشاكل وظلم حسين اثرو عليها تاثير ايجابي هي اكتسبت القوه والشجاعه والحنان وفي نفس الوقت ماثرتش ع طفولتها وبرائتها ظلم ابوها جعلها لاتحب الظلم ابدا ولو شافت حد بيتهان لازم تدافع عنه كوني مثل فاطمه لا تخافي لو اختك غلطت خليكي جنبها حاولي توصلي معاها لحل ساعديها متخافيش بس اوعي تتخلي عنها مهما غلطت انصحيها واقفي معاها دي اختك عارفه يعني اي؟ يعني مهما كان فيها مش هتتعوض الاخت واحده بس مهما زعلتو مع بعض لابد هترجعو لبعض اختك دي سندك يعني مفيش حد هيحبك ادها الا امك وابوكي!
اما عن جميله فهي الاخت الطيبه العاقله الي كانت ديما مسلمه امورها لربنا وواثقه في اوي وبكل يقين بتتقبل الصدمات ووافقت ع حاجه مش عايزها ورضيت بنصيبها مش معني كده انك توافقي وتستسلمي لاي حاجه لا لو انتي مقدمكيش حل تاني غير الموافقه يبقي متتعبيش نفسك واتكلي ع الله والي ربنا وكيله مش بيسبه لوحده ابدا واحنا شوفنا مع بعض عوض ربنا لجميله كان ازاي اتجوزت انسان محترم وبقت ام.
في نقطه تانيه وهي جبر الخواطر جميله سمت بنتها ساره ع اسم اختها بس عشان تفرح قلب اختها الي اتكسر شايفين الاخت الي بجد بتعمل اي حتى لو حاجه بسيطه جدا وفي ايديكي تعمليها وعارفه انها هتجبر بخاطر حد بتحبيه رجاءا متتاخريش انتي متعرفيش قدرك عند ربنا اد اي لما تجبري بخاطر حد قلبه مكسور!.
اما عن الام ام ساره وفاطمه وجميله فهي في الحقيقه متستاهلش لقب ام هي واحده انانيه فضلت نفسها وسابت بناتها يعانو وقالت سلام عليكم وطفشت! يعني هما لا شافو حنان الام ولا حنان الاب لكن ربنا عوضهم بحنانه وما ادراكي حنان الله وعوضه: (ربنا مع المكسور).
واما عن هاله فدي الاخت الحنينه الي عوضت الاب والاخ عن فقد الام الي هي عمود البيت فهي كانت حزينه لكن مخلتش الحزن ابدا يتملك منها وعملت بوصيه الام وحافظت ع البيت وعوضتهم عن الاحساس الي فقده هاله ربنا عوضها بدون ما تتعب بزوج صالح لانها طيبه والطيبون للطيبات كوني مثل هاله.
بصي هو في النهايه الدنيا ما بتديش كل حاجه وبرضو مابتاخدش كل حاجه هتقوليلي ازاي! هقولك يعني مثلا واحده هتقول الله يابختك يافاطمه ده كريم جوزها ده مفيش منه هقولك هي لا عندها اب كويس ولا ام عدله فربنا سبحانه عوضها هتقوليلي هاله اتجوزت واحد كويس وعندها اب حنين واخ راجل وسند هقولك دي فقدت اغلي ما عندها فقدت امها!
في النهايه اقصد اقولك متبصيش لغيرك حاولي تبصي لنفسك ودوري ع الحاجات الحلوه حواليكي يعني لو معندكيش ام كويسه هتلاقي اب كويس والعكس صحيح ولو الاتنين وحشين هتلاقي اخوات او صديقه او زوج صالح او او او وهكذا بصي ودوري حواليكي وهتلاقي حاجات كويسه انتي مش شايفها...
واما عن مني فابعدي كل البعد عن شخصيتها دي انسانه مريضه بمعني الكلمه خليكي غاليه امشي كده وانتي رافعه راسك فوق خليكي فخر لاي حد اوعي تبصي لاي واد فرفور يقولك نقضيها ومعرفش اي اصبري ياغاليه وربك هيعوضك عن صبرك خير ده انتي بنت النبي عارفه يعني اي! يعني لازم تكوني قدوه لاي حد واما عن العم ابراهيم والعمه رجاء فدول بجد ونعم العم والعمه منبع للحنان والطيبه وقايمين بدورهم ع المظبوط!
في نقطه مهمه كنت هنساها مش كل الاخوات زي بعضها ابراهيم غير حسين والاتنين من بطن واحده يعني لما تبص لحد وحش ماتخدش باقي العيله بذنبه وصلت؟
ونقطه تانيه وهي بر الوالدين شوفنا مواقف كريم مع والده شوفنا اد ايه بيسمع كلامه وبيحن عليه وفي نفس الوقت مأثرتش ع رجولته بل بالعكس بتزداد عنده لانه بيحس بالي حواليه ع فكره انت عندما تبر والدك فانت تسد فواتير قديمه عليك منذ ان اتوجدت في الدنيا وكنت لا حول لك ولا قوه وكان والدك حينها يشقي ويتعب لكي ترتاح انت عليك انت تضع نعل والدك فوق رأسك.
في نقطه اخيره في ممكن واحده هتقولي بس مفيش حد زي كريم في الزمن ده او في بس قليلين هقولك مظبوط ياحبيبتي في بس قليلين طيب ماهو كمان مفيش حد زي هاله مثلا او فاطمه او جميله في بس قليلين طب ما تبقي من القليلين الي زيهم عشان ربنا يرزقك من القليلين الي زي كريم بصي اصل ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب!
في الاخر مفيش حاجه مستحيله ولا صعبه ربنا موجود ربنا عنده العوض واصبر لحكم ربك فانك باعيننا. انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد. تمت الجزء التالي رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي كاملة
رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي كاملة مقدمة الجزء الثاني
حياة، هي حياة نصيب ونخطأ، نثور ونهدأ، نتحمل، ونسير. لطالما كان الحب مُخلص يجعلنا نغفر ونستكمل ويبقي السؤال، هل يغفر الحب الأخطاء جميعُها؟ أم هناك خطأ لن يغفره الحب أبدًا ؟؟ بداية الرواية
بعد مرور أثني عشر عامًا مرت علي أبطالنا بسلام و مع أول أيام عيد الأضحى المبارك، تحديدًا في الساعة السادسة صباحًا، حيث نسمع تكبيرات الصلاة تصدح عاليًا في كل مكان لنري الجميع يدلفون إلي المساجد وهم يشعرون بالبهجه والسعاده ليؤدون الصلاة ومن ثم إنتهت وتوجه الجميع خارج المساجد ونري الزحام الشديد وتبادل التهاني والمباركات بحلول عيد الأضحى المبارك ... حيث كان كريم من وسط هذه الناس بصحبة والده إبراهيم ، وإسلام وأحمد زوج شقيقتهُ وأولادهم...
تحدث إبراهيم مبتسما بإيجاز موجهًا حديثه لكريم : يلا يا كريم عشان الجزار زمانهُ علي وصول شد شوية. كريم وهو يومئ برأسه إيجابا : حاضر يا بابا أهو ، أجيب طيارة يعني يا أبو خليل! أحمد متدخلًا بمزاح : ما ترد عدل علي والدك يا بني أنت الله ! بينما تدخل إبراهيم الصغير والذي يأخذ من ملامح أبيه قدرًا كبير : بابا عمو أحمد عايز يولعها وتتخانق مع جدو. ضحك إبراهيم الوالد ، وقال من بين ضحكاتهُ موجهاً : شايف الواد إبنك طالع ناصح ازاي يا كريم؟ كريم ضاحكا : طالع لأبوه.
وبينما تحدثت الطفلة الصغيرة ، "ذات الثماني أعوام" ، وهي تقول متذمرة: وأنا يا بابا ، مش طلعالك إشمعنا هيما يعني! مسد كريم علي شعرها بحنو وقال : وأنتي يا بسبوسة طبعا ده أنتي حبيب بابا. بسملة بمرح : حبيبي يا بابا. إبراهيم الصغير بتذمر: إيه يا بنتي علي طول حاشره نفسك كده في كل حاجة. بسملة بغضب طفولي : بص يا بابا؟ كريم بنفاذ صبر: بس يا هيما متزعلش أختك بقي . وبينما كان يسير معهم إسلام بصحبة إبنتهُ سارة ، والتي كانت تشبه والدتها (جميلة) أيضًا إلي حد كبيـر .. فصول رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأول
وبينما كان يسير معهم إسلام بصحبة إبنتهُ سارة، والتي كانت تشبه والدتها (جميلة) أيضًا إلي حد كبير...
وصلوا إلي المنزل جميعًا، بينما قال كريم سريعًا وهو يصعد أول درجات السلم: هطلع العيال دي يا أبو خليل ونازل.. فيما قال إسلام: طب خد سارة معاك يا كريم معلش طلعها. أوما كريم رأسه وأخذ سارة مع أولاده وصعد للأعلي ما أن صعد وجد جميلة وشقيقته هالة فركض الصغار نحو عمتهما الحنونة يمرحا معها ومع أولادها أيضًا بينما تحدثت جميلة مبتسمة: كل سنة وأنت طيب يا كريم.
بادلها كريم الإبتسامة وقال في هدوء: وأنتي طيبة يا جميلة أومال فاطمة فين..؟ ردت هالة مجيبة عليه: جوه بتعمل الفتة يا كيمو. في حين ركض كريم الصغير نحو خاله والذي يبلغ من عمره عشر أعوام وقال بصياح طفولي: كل سنة وأنت طيب يا خالو كريم. إنحني كريم بجزعه مُقبلا إياه وهو يقول: وأنت طيب يا بطل أومال فين البت چودي أختك تتحسد ملهاش حس يعني. هالة ضاحكة: أسكت يا كريم الله يخليك نامت، دي بطلع عيني.
ضحك كريم وقال وهو يتجه إلي داخل شقتهُ: طيب أما أشقر علي بطتي بقي. ما إن دلف، هتف عاليًا: بطتي فاطمة من داخل المطبخ: أنا هنا يا كيمو.
دلف كريم إلي المطبخ وجدها تقف وتطهي الطعام وقد نبتت حبات العرق علي جبينها آثر حرارة الوقود فإقترب قائلاً وهو يمسح حبات العرق عن جبينها برفقٍ: حبيبي ديما تاعبة نفسك كده وكل حاجة بتعمليها ومريحة الكل. إبتسمت له لتقول بهدوء: معلش بقي ما هو عمو إبراهيم قالي مش هاكل غير من إيدك. بادلها الإبتسامة وقال ناظرًا إلي عينيها: طيب يا بطتي بس متجهديش نفسك كتير ماشي؟
أومأت برأسها وقالت: حاضر يا كيمو متخافش عليا. كاد أن يتحرك ولكنه وقف قائلًا بغمزة من عينهُ: بس ايه الجمال ده يا عم؟ ضحكت بخجل، وقالت رافعة حاجبيها بمشاكسه: جمال ايه؟ وأنا بعمل فتة؟ ضيق عينيه قائلًا بجدية تامة: أنتي قمر في كل حالاتك مفهوم ولا لاء؟! قهقهت قائلة من بين ضحكاتها: يا كيمو أنت بتقلب بسرعة جدا مش ببقي عارفة بتهزر ولا بتكلم جد! رفع أحد حاجبيه وقال مازحاً: هو كده عاجبك ولا لاء.
فاطمة متنهدة بإبتسامة: عاجبني جدآ إقترب وطبع قبلة علي جبينها، فدلفت العمة رجاء وهي تقول بتساؤل: فاطمة عملتي الفت... إبتعد كريم سريعاً، وهو يتنحنح بحرج قائلًا وهو يتجه إلي الخارج بخطوات سريعة: كل سنة وأنتي طيبة يا عمتي...!
قهقهت رجاء ثم قالت من بين ضحكاتها: يوه جتك ايه يا كريم ضحكتني، فيما ضحكت فاطمة بخجل وإنتبهت لما تفعل، فتحدثت رجاء ثانية بإبتسامة: طب أساعدك في ايه يا بطوط مش معقولة يا حبيبتي هتفضلي واقفة لوحدك كده! فاطمة بهدوء: خلاص يا عمتو كل حاجة جاهزة فاضل بس اللحمة تتسلق والفتة تكون تمام.
تنهدت رجاء وقالت وهي تومئ برأسها: ماشي ياحبيبتي إدخلي بقي غيري هدومك وإتظبطي كده عشان تعجبي كيمو أكتر، أنهت جملتها بضحكة عالية بينما ضحكت فاطمة ملئ شفاها هي الأخري وسارت في إتجاه غرفة نومهما حتي تُبدل ثيابها...!
وفي الأسفل، آتي الجزار وأخذ يسن السكين، ومن ثم قام بربط الأضحية من قدميها، وقام بذبحها علي الطريقة الشرعية بعد أن سقطت علي الأرض حيث سمي وكبر ثم ذبح فورًا، بينما جلس إبراهيم يُشاهد الأضحية وجلس إلي جواره كريم الذي قال بتساؤل: مالك يا بابا شكلك مضايق ليه كده؟ تنهد إبراهيم طويلًا، ثم تحدث بهدوء وقد أغرورقت عينيه بالدموع: إفتكرت عمك حسين الله يرحمه أول عيد لينا من غيره.
أومأ كريم برأسه وقال بحُزن طغي علي ملامحه: الله يرحمه ويغفر له! أخذ إبراهيم يتنفس بعُمق، ثم قال بهدوء: بالرغم من الجبروت الي كان فيه بس كان فيه حاجات كويسة زي كان كل سنة لازم يضحي وبيعمل خير كتير في السر بدون ما حد يشعر! حتي إنه وصاني إني مقطعش أبدا الأضحية كل سنة كريم بتفهم: ربنا يرحمه يا بابا ويباركلنا في عمرك.
إبراهيم بتنهيدة: يارب، المُهم يا كريم أنا كمان بوصيك متقطعش أبدا الضحيه مهما حصل العمر مش مضمون إنحني كريم بجسده ليقبل كف والده وهو يقول بحنان: أنت الي هضحي كل سنة، وحسك معانا ديما ده أنا من غيرك أموت أنت متعرفش إنت بالنسبة ليا إيه، ولا إيه يا أبو خليل! إبتسم له بحنو، بينما تابع مرددًا: ده أنت سندي وضهري في الدنيا يابني ربنا يباركلي فيك أنت وولادك العفاريت دول.
ضحك كريم وقال من بين ضحكاتهُ الرجولية: ويباركلي فيك يا أبو خليل..
بعد ساعتان أخذت فاطمة ترص الصحون علي الطاولة الكبيرة، بينما عادت إلي المطبخ وشاركن معها شقيقاتها والعمة رجاء وأحضرن الطعام ملئ الطاولة علي أكمل وجهه... جلسوا جميعًا حول الطاولة بينما جلس كريم وهتف قائلًا بجدية ولهجة آمرة بعض الشئ: فاطمة كفاية لو سمحتي وتعالي إقعدي بقي!
إنصاعت له وآتيت تحمل الملاعق في يديها فوضعتها علي الطاولة وجلست إلي جواره، فمال هو عليها هامساً بمزاح: لازم أزعق عشان تسمعي الكلام! إبتسمت له بتوتر، وأخذت إبنتها الصغيرة لتجلسها علي ساقها وتُطعمها بينما ضحك كريم وشرع في تناول طعامه فيما تحدثت هالة بمراوغة: نفسي أعرف بتقولوا ايه! كريم رافعاً أحد حاجباه: خليكي في حالك يا لولو.
تدخل أحمد زوجها قائلاً بمزاح: عاجبك كده اهو كسفك صحيح حاشرة نفسك ليه يا لولتي! تنهدت هالة بغيظ وقالت بتذمر: يا بابا عاجبك كده خليهم يسكتوا. ضحك إبراهيم وقال وهو يبتلع طعامه: حد قالك تتحشري صحيح؟ قهقهت فاطمة عالياً وهي تقول من بين ضحكاتها: كلهم عليكي يا لولو! تدخلت جميلة هي الأخري قائلة: ولا يهمك يا لولو أنا في ضهرك يابنتي هالة بمزاح: عاش يا جوجو..
فيما تدخلت سارة قائلة بمزاح: متحاولوش تدخلوا بين فاطمة وكريم في أي شئ لأنكم هتتكبسوا كابسة سودة يعني. أومأ كريم برأسه مؤكدا وقال غامزًا موجهًا حديثه لزوجته: بالظبط، مش كده ولا إيه يا بطتي؟ أومأت فاطمة رأسها وهي تبتسم له، بينما تحدث حُسام أخيراً الذي كان يتابع ضاحكا وقال مازحاً: براڤو عليك يا صاحبي طب إحنا قاعدين علي فكرة!
ضحك الجميع وتعالت الضحكات، وتمازحون، إلي أن إنتهي الطعام وجلسوا بعد ذلك يحتسون الشاي جلس الرجال في جانب والنساء في جانب آخر...
جلست جميلة تحتسي الشاي بشرود وقد ظهرت علامات الضيق علي وجهها فجأه، فنهضت فاطمة لتجلس إلي جوارها، وإقتربت قائلة بخفوت وتساؤل: مالك يا جميلة في ايه؟ تنهدت بعمقٍ ثم أردفت بضيق: أصل إسلام عاوز يروح يعيّد علي أهله وأنا بقيت بحس أنهم مش بيحبوني خالص وديما معاملة والدته معايا جافة ونظراتها غريبة فاطمة بتعجب: من إمتي الموضوع ده؟ أنتي عمرك ما جبتي سيرة!
جميلة بهدوء: عشان إحنا كُنا مسافرين ومش هنا مكنتش أعرف طباعهم! لكن دلوقتي عرفتهم وعاشرتهم وحاسة إنهم مش بيطقوني أصلا وبصراحة مبقتش أحب أروح عندهم خالص! فاطمة بحزن: لا حول ولا قوة الا بالله! زعلتيني والله ربنا يهديها عليكي يارب جميلة بتأمين: امين... قاطع حديثهما صوت إسلام وهو يهتف ب: يلا يا جميلتي.
نهضت جميلة مُتجهه إليه وهي تقول: حاضر يا إسلام، ثم إتجها إلي الخارج بعد أن صافحا الجميع وإنصرفا وإنصرف البقية كلا منهم إلي شقته حيث أنهم يقيمون في بناية واحدة خاصة بهم.. قال إبراهيم الصغير وهو يهتف بتذمر: بابا، أنا هخرج النهارده عيد علي فكرة ها! كريم بمزاح: يا النهاردة عيد تصدق فاجئتني يا هيما! ضحكت فاطمه قائلة: يا هيما طبعا بابا هيخرجنا وهيفسحنا أومال ايه يعني!؟
رفع كريم احد حاجباه وقال بجدية مُصطنعه: دي تدبيسه بقي. أومأت فاطمة برأسها وهي تقول بتوسل: بليز يا كيمو تخرجنا النهارده من فضلك بقي! إحنا في عيد علي فكرة. أغمض عينيه بنفاذ صبر وتابع: زهقتوني بالعيد عرفنا أنه عيد، بس الي متعرفهوش بقي إن ده عيد لحمة للأكل وبس مش للخروج خالص.. قهقه إبراهيم والده وتابع من بين ضحكاته: وعيد الفطر عيد كحك أومال الخروج بيكون إمتي يا أبو الكرم؟
تابع بمرح: أنت معايا ولا معاهم يا أبو خليل! فاطمة بمزاح: معانا طبعا مش كده يا عمو؟ إبراهيم بتأكيد: طبعا هو أنا ليا غيرك يا بطتي. عقد كريم حاجباه وقال: احم يا أبو خليل متقولهاش يا بطتي، بتاعتي انا دي! ضحك والده وقال: هتغير عليها مني ياض ولا إيه كريم بمزاح: بصراحة آه.. نهض إبراهيم قائلاً بإبتسامة: طيب يا أخويا أما أطلع شقتي بقي عشان تعبت من الدوشة.
قفز إبراهيم الصغير، وهو يقول بتوسل: لالا يا جدو الله يخليك خلي بابا يخرجنا الأول عشان خاطري بينما تابعت بسملة شقيقته مرددة: أيوة يا جدو عشان خاطري أنا كمان... إبراهيم بنفاذ صبر: خرجهم يا كريم، إحنا في عيد كريم نفيًا: لا مش هينفع الأماكن في العيد بتكون زحمة جدا وآخر قلة أدب نخرج نعمل ايه خليها بعد العيد تكون الدنيا هديت وهبقي أخرجكم قفز الصغار بإعتراض طفولي...
فتابع كريم بحزم وجدية: قلت مش هينفع يعني مش هينفع سامعين؟ تدخل والده وقال: طب خلاص أخر النهار هبقي أخدكم أنا ورجاء ونروح النادي، متزعلوش بقي! كاد كريم أن يتحدث فقاطعه بجدية مصطنعة: أظن لما أتكلم تسكت مش كدة ولا إيه؟ صمت كريم ثم تابع بمزاح: سكت أهو تهللت أسارير الصغار وهما يحتضنان جدهما الحنون، بينما إبتسم كريم لعلاقة أولاده القوية بجدهم... فتابع إبراهيم بتساؤل: وأنتي يا فاطمة مش هتيجي معانا؟
أسرع كريم مجيبا عليه: لاء!، قصدي سيبلي بطتي يعني يا بابا لو سمحت ضحك إبراهيم وهو يضرب كفا علي كف: يابني حرام عليك سيبهم يشموا نفسهم هي أصلا مش عاوزة تقعد معاك صح يا بطة؟ إبتسمت فاطمة ونظرت إلي زوجها الذي نظر لها مبتسما واثقاً لما ستقوله... فاطمة بخجل: آآ لا أنا هقعد مع كريم يا عمو رفع إبراهيم حاجباه بغيظ وقال: ماشي أنا غلطان إني قاعد معاكم أصلا يلا يا عيال..
أخذ الطفلان معه وإتجه إلي الخارج وسط ضحكات كريم الذي قال: طب واخد العيال ورايح علي فين إبراهيم: طالع بيهم عندي عندك إعتراض؟ حرك كريم رأسه ضاحكا: لا أبدا، براحتك يا أبو خليل ده عز الطلب. ضحك إبراهيم وصعد ومعه الطفلين بينما أغلق كريم الباب وذهب إلي زوجته طابعاً قبلة فوق جبينها قائلاً في هدوء وهو ينظر إلي عمق عينيها: كُنتي عاوزة تخرجي معاهم يا بطتي؟
حركت رأسها نافية وقالت بإبتسامة: لأ، مش بحب أخرج من غيرك يا تكون معانا يا بلاش يا كيمو - حبيبي نطق بها كريم، ثم غمز بمرح وحملها بحركة واحدة قائلاً في مرح: - مش عارف كُنت عاوز أقولك علي إيه كده ونسيت!
في منزل أهل إسلام وصل إسلام بصحبة زوجته وإبنته الصغيرة سارة، بينما أقلبت عليه أمهُ محتضنه إياه بإشتياق وحُب وكذلك فعل إسلام.. - كده برضو تغيب عني كل ده يا إسلام هانت عليك أمك متشفهاش كل ده إبتسم إسلام ليجيب قائلاً: معلش يا أمي شغل والله ومش بفضي وأديني جيت أهو يا حبيبتي إبتسمت له بحنان وقالت: ماشي يا حبيبي منور الدنيا.. لم تعني عفاف أي إهتمام ل جميلة التي كانت في قمة إحراجها لتجاهل عفاف لها..
شعر إسلام بٱحراجها فأمسك يدها وجذبها ناحيته ليدلف خلف والدته إلي الصالون، ما إن دلفوا ركضت الصغيرة إلي جدها عبد العزيز.. صاحت بمرح طفولي: جدو عانقها الجد بدوره وهو يقول بإشتياق: حبيبة جدو وحشتيني اوي إقترب إسلام وقبل كف والده قائلا في مرح: طب وأبو سارة يعني موحشكش ولا حاجة ضحك عبد العزيز: لا إزاي وحشتني جدا كمان، ثم نظر إلي جميلة: إزيك يا جميلة يا بنتي عاملة ايه.
ردت جميلة بخجل: الحمدلله يا عمي إزي حضرتك أنت أومأ لها مبتسما: بخير يا بنتي نهضت عفاف قائلة: هحضر الغدا بقي. أسرع إسلام يقول في عتاب: ماما، أنتي مسلمتيش علي جميلة..! تأففت عفاف وهتفت: اه معلش مأخدتش بالي إزيك؟ أومأت جميلة في حرج: الحمدلله إزيك حضرتك إنتي.
أومأت لها في صمت وإتجهت إلي المطبخ، بينما نظرت جميلة إلي زوجها بحزن فربت علي يدها بمواساه، وفيما قال عبد العزيز بهدوء: متزعليش يا جميلة أنتي عارفة إن إسلام إبننا الوحيد وعفاف بتحبه جدا وغيرانه منك عليه. ضحكت جميلة بهدوء بينما لف إسلام ذراعه حول كتفيها وقال محاولا تخفيف الأمر.. - لأ جميلتي قلبها أبيض ومبتزعلش من ماما صح يا جوجو..؟
أومأت جميلة بإبتسامة حانية فحقاً هو زوج حنون عوضها عن الكثير والكثير لطالما كان لها الأب والزوج والصديق وإستطاع ببراعة أن يستحوذ علي قلبها الحنون ذاك ليعيشا سويا في أمان ولا يسود بينهما إلا كامل الإحترام... بعد دقائق شعرت بملل فنهضت قائلة بتنهيدة: أنا هساعد طنط في المطبخ يا إسلام عن إذنك إبتسم برضي وقال: ماشي ياحبيبتي.. إتجهت جميلة إلي المطبخ، ثم دلفت قائلة بحذر: محتاجة مساعدة يا طنط؟
حركت رأسها بصمت نافية، فتجرأت جميلة قليلا وإقترب.. طب أنا هعمل السلطة و... قاطعتها عفاف وهي تجذب منها صحن الخضراوات وقالت بحدة: لأ معلش أصلي بقرف ومبحبش أي حد يحط إيده في أكلي..!
رواية أحببت فاطمة الجزء الثاني للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني
صُدمت جميلة من رد فعلها الغليظ، فما كان منها إلا البُكاء فلقد أُحرجت وبشدة من ذاك الموقف ومن ذلك الأسلوب الفظ خاصتها..! توجهت إلى خارج المطبخ وهي تجفف دموعها بأنامل يدها محاولة أن تبدو طبيعية، ذهبت إلى شرفة المنزل حتى لا يراها زوجها هكذا وتكون سببًا في حدوث مشكلة الآن.. لمحها إسلام من على بُعد فنهض مُتجها إليها.. - جميلة حبيتي في إيه؟ قالها إسلام بلهفة...
فحركت رأسها نافية قائلة بصوتٍ مُرتجف: مفيش حاجه. إنفعل إسلام قليلاً: لا فيه مالك..؟ قصت له ما حدث ثم تابعت برجاء: أرجوك يا إسلام متحكلهاش حاجة أنا مش عاوزة اعمل مشكلة بينك وبين مامتك، بعدين تكرهني زيادة أنا عاوزة أمشي من هنا وخلاص. زفر إسلام بحنق وخرج من الشرفة مُتجها إلى والدته وقد إحتدت ملامح وجهه، دلف إلى المطبخ وقال بجدية تامة: - ليه كده يا ماما، هي عملت ايه لكل ده؟ ممكن أعرف ليه مبتحبهاش!
رفعت عفاف أحد حاجباها وتابعت بتهكم: هي لحقت تقولك صحيح عايزة توقعنا في بعض! ضرب إسلام كفا على كف وتابع بنفاذ صبر: يا ماما حرام عليكي بقي هي بتحبك ونفسها تعامليها كويس وبس وأنا بقي بصراحة مش مرتاح وأنتي بتعامليها كده ومش راضي اتكلم علشان خاطر متزعليش لكن من الواضح إني بقي مليش أي خاطر عندك..!
تركت ما في يدها وهي تقول بعتاب: إخص عليك يا إسلام أنت ملكش خاطر عندي! أومال مين إلى ليه؟ وبعدين بقي بصراحة أنا بحس إنها وخداك مننا وبتحرضك علينا، وفين وفين لما أشوفك! إسلام بإندهاش: تحرضني! إيه يا ماما هو إحنا في حرب ولا إيه..؟ عفاف بضجر: ما هي لما تجري تشكيلك كده تبقي عاوزة تعمل حرب بينا! إنفعل إسلام قائلاً: والله يا ماما ما إشتكتلي خالص، أنا إلى شوفتها وهي بتعيط، ثم تنهد بعمق ليردف مكملا:.
ممكن عشان خاطري تعامليها كويس يا ماما؟ تنهدت طويلاً ثم أردفت بضيق: هحاول عشان خاطرك يا إسلام.. قبل إسلام والدته وقال بإمتنان: شكرا يا ماما، أتمني ده بس اوعديني؟ قالت متنهدة: أوعدك.
بعد مرور أيام العيد... عاد الوضع طبيعي كما كان، حيث واصل كريم أعماله في الشركة الخاصة بهم والتي أصبحت تحت إدارته بالكامل لكنه لم يسمح لنفسه بأن يجعل والده أقل منصبًا منه وجعله هو من يأمر وينهي وعليه التنفيذ والإدارة فقط... دلفت نسرين السكرتيرة إلى مكتبه بعد أن طرقت الباب، سارت حتى وقفت أمام مكتبه قائلة: أستاذ حسام بره يا فندم. قال كريم بجدية: خليه يدخل.
أومأت إيجابا وخرجت ليدلف حسام الذي هتف بمزاح: سلام عليكم يا مدير. ضحك كريم وهو ينهض مصافحًا إياه: وعليكم السلام يا حُس.. جلس حسام وجلس كريم قبالته على كرسيه ثم تابع مبتسما: أخبارك يا حس، مش بعادة تزورني في الشركة يعني؟ حسام بهدوء: مافيش أنا كان عندي شغل كده وعديت من قدام الشركة قولت أسلم عليك بالمرة.. تنهد كريم ورفع سماعة الهاتف قائلًا بمرح: وهو كذلك، تشرب قهوة ولا نسكافيه؟ رد حسام: قهوة..
طلب كريم القهوة ثم أغلق الخط، بينما طغت علامات الضيق على وجه حسام، فراح كريم يسأله بإستغراب: مالك يا حسام، في إيه؟ زفر حسام أنفاسه وكأن على صدره جبل، تابع في ضجر: - زهقت وتعبت يا كريم، أنت متخيل كمية الملل إلى أنا عايش فيها! أنا نفسي أبقي أب زي مخاليق الله!
رد كريم متابعًا بتفهم: ده قضاء وقدر وربنا عايز كده وكل شئ ليه حل وإن شاء الله ربنا هيرزقك بالذرية الصالحة يا حسام، إدعي أنت وخلي عندك يقين في الله. صمت حسام وأخذ يفرك مقدمة رأسه بيأس، فتابع كريم بنبرة حازمة بعض الشيء: بلاش يأس يا حسام، وبلاش تحسس سارة إنها مذنبة هي مش بإديها حاجة خالص ولا حد في ايده حاجة الموضوع كله في ايد ربنا وبس وطالما هي بتاخد العلاج بإنتظام إن شاء الله خير..
حسام بإيجاب: ونعم بالله يا كريم، بس انا مش بحسسها بالذنب ولا حاجة انت عارف انها قعدت سنتين تاخد حبوب منع الحمل عشان الدراسه واكيد الحبوب دي هي إلى عملت كده وأثرت عليها ولو ساعات بلومها فده بيكون غصب عني. كريم محاولا تخفيف الأمر: أنا عارف ومقدر موقفك وبعدين يا عم ولادي هما ولادك ولا إيه؟ ضحك حسام: طبعا يا أبو الكرم.. كريم ضاحكا: طب إفرد وشك ده بقي!
قامت رجاء بتجهيز عدة طبخات، إستقبالا لإبنتها مني، التي سوف تأتي اليوم من الخارج لتستقر معها أخيرا بعد غياب سنوات طويلة... زفرت فاطمة بحِنق مُجرد أن علمت بقدومها.. جلست تهز ساقها بإنفعال واضح لتجلس هالة إلى جوارها قائلة وهي تكتم ضحكاتها: -مالك يا فاطمة؟ أجابتها فاطمة بعصبيه: بقولك إيه يا هالة سبيني دلوقتي عشان العفاريت بتتنطط في وشي هالة بهدوء: طب ليه عشان مني جاية؟
أومأت لها بضجر: طبعا، جتها الارف معرفش ايه إلى هيجبها ما كنا كويسين من غيرها! هالة ضاحكة: يا بطة من حق عمتو تعيش معاها برضو وبعدين خلاص متهيئليش انها لسه بتحب كريم! لوت فاطمة فمها بتهكم وتابعت بضيق: تقدري تقوليلي واحدة في سنها متجوزتش ليه لحد دلوقتي؟ مع أن بيتقدملها كتير وهي بترفضهم؟ إلا أنها حاطه عينها على جوزي إلى طلعت بيه من الدنيا.
إنفجرت هالة ضاحكة من حديثها العفوي، لتوكزها فاطمة في ذراعها قائلة بحزم: بتضحكي على ايه أنتي كمان! هدأت هالة وهي تلتقط أنفاسها، ثم تابعت مبتسمة: طب أنتي مزعلة نفسك ليه هو كريم يعني بيعبرها، خليها تعمل إلى هي عاوزاه المهم كريم مبيحبش إلا بطته بس فاطمة بتذمر: لا أنا بغيير عليه وبحبه يا هالة! ضحكت هالة قائلة: وهو كمان بيحبك والله.. إبتسمت بهدوء ثم نهضت قائلة: طيب أنا هكلمه في التلفون بقي..
ثم دلفت إلى غرفتها، وإلتقطت هاتفها لتتصل بزوجها الحبيب، بعد قليل آتاها صوته الرجولي وهو يقول بحزم: نعم يا فاطمة؟ قطبت ما بين حاجباها وتابعت بضيق: ايه يا كريم بتكلمني كده ليه! - مشغول وعندي شغل والله نطق بها كريم وهو يوقع أوراقٍ أمامه، لتردف فاطمة بغيظ: يعني هو المشغول يكلم مراته كده، في ايه يا كيمو أنا بخاف مش تكلمني كده! ضحك رغما عنه ثم قال بتنهيدة: طيب يا بطتي حقك عليا، ها عاوزة ايه بقي؟
ضحكت بدلال: بطمن عليك والله رد مبتسما: متشكر يا بطتي أنتي كويسة والعيال كويسين؟ أومأت قائلة بهدوء: اه كويسين بس أنا مش كويسة قال متساءلا: ليه بقي؟ زفرت أنفاسها وهي تتابع: أصل الزفتة مني جاية النهاردة يا كريم وأنا مش عاوزاها تيجي.. أغلق كريم عينيه بضيق وتابع بحدة: فاطمة! سيبك منها بقي ومتفكريش فيها تيجي ولا تمشي ملناش دعوة، إعقلي بقي أجابته بتذمر: يعني أنا مجنونة يا كريم؟ آآ...
قاطعها بحزم: فاطمة أنا مش فاضي سلام... تفاجئت به أغلق الخط، لتتسع عينيها وهي تقول بإختناق: بتقفل في وشي يا كريم! ماااشي.
دلفت هالة إلى شقتها وما ان دلفت حتى هتف أحمد مناديا عليها بغيظ، فذهبت له تقول بإندهاش: نعم يا أحمد، مالك قالب الدنيا كده ليه؟ أحمد بتساؤل وهو يضغط على أسنانه: فين البنطلون الأسود يا هالة تعبت من التدوير عليه؟ صمتت هالة لبرهه وهي تطالعه بخوف، فإقترب منها وهو يفتح عينيه بدهشة ؛ - لا أوعي تقوليلي!
أومأت برأسها وهي تقول بخفوت: چودي بوظته والله ما ليا ذنب أنا بصيت لقيتها بألوان الميه وشلفطته على الأخر! كاد أن يلطم على وجهه وهو يغلق عينيه بحسرة على ذاك البنطال ذو الماركة الجيدة والذي إشتراهُ قريبا بمبلغ وقدره.. لم يشعر بنفسه إلا وهو يصيح بإسم إبنته: چووووودي أسرعت الصغيرة ذات التسع أعوام لتختبئ خلف دولابها الصغير، بينما ركض أحمد نحوها فهو يعلم أن ذلك مخبئها عندما تخاف قليلًا..
جذبها وهو يرفعها عاليا لتركل بقدميها وتضحك عاليا بطفولية، فعض أحمد على شفته السفلي وهو يتابع بغيظ: بتضحكي؟ نهارك مش فايت معايا! بوظتي البنطلون! حاولت الصغيرة التملص منه، إلا أنه قام بعضها فإزدادت ضحكاتها المرحة فجعلته يضحك رغما عنه، وهو يقول: هتجننيني وربنا هتجننيني يابت أعمل فيكي إيه؟! تركها بعد ذلك وهو يكاد يبكي بحسرة، بينما إقتربت هالة قائلة بمرح: معلش يا أبو حميد بقي روق، هبقي أجبلك أحسن منه!
ضرب كفا على كف وهو يقول: اه ياني أعمل إيه في البت دي خلاص بعد كده هحطها على باب الجامع أي حد عاوزها يخدها قهقهت هالة وهي تدفن وجهها في كتفه ليمتزج ضحكاته مع ضحكاتها الرنانة...
في المساء.. أقبلت رجاء على إبنتٙها مني وهي تعانقها بإشتياق وحنان قائلة بفرحة: - حمد لله على سلامتك يا حبيبتي أردفت مني بإبتسامة: الله يسلمك يا ماما كذلك صافحها أحمد وزوجته هالة مرورا بجميلة وسارة، والصغار جميعهم، حتى وقعت عينيها على فاطمة وهي تقول ببرود: أهلا، يعني مسلمتيش عليا يا، يا بطة بادلتها فاطمة بإبتسامة باردة: أهلا وسهلا جلسوا جميعاً لتتساءل مني متعمدة مضايقتها.. - أومال كريم فين؟
نظرت لها فاطمة بحِنق وتابعت بغيظ: جوزي في الشغل إبتسمت بصفار: أوك، أصله واحشني أوي إتسعت عيني فاطمة ثم قالت بصرامة: نعم؟ بينما قال أحمد بحزم: ايه يا مني وحشني دي؟ ضحكت مني وهي تنهض قائلة بلا مبالاة: وحشني زي ما أنت وحشتني يا أحمد مش قصدي حاجة!
أنهي كريم عمله ثم توجه إلى مكتب والده وطرق الباب ودلف قائلاً بتساؤل: بابا خلاص ولا لسه وراك شغل؟ إبراهيم بإرهاق: اه خلاص يابني ده أنا تعبت أوي عيني مش شايف بيها. كريم بعتاب: يا بابا قولتلك إستريح أنت في البيت وأنا هتصرف. إبراهيم نافيا: لأ، مقدرش أسيب الحمل ده كله عليك، أنت هتلاحق على ايه ولا إيه يابني تنهد كريم وقال: يعني أنا كنت اشتكتلك يا بابا..
نهض إبراهيم وهو يقول بإيجاز: إسكت بقي ياض انت ويلا نروح لحسن أنا جعان وهلكان.. ضحك كريم وخرج بصحبة والده، متجهان إلى المنزل...
وصلا بعد مرور نصف ساعة إلى المنزل ليصعدا إلى الأعلي حيث إلى شقة ابراهيم فكانوا جميعا متجمعين بها.. ركضا الطفلان تجاه والدهما وهما يصيحا بمرح: بابا جلس كريم على الأريكة ليأخذهما في أحضانه وهو يقبلهما بإشتياق.. فهتف إبراهيم والده قائلا بمزاح: مفيش جدو يعني ولا إيه ضحك كريم وهو يقول: سلموا على جدو يلا.. عانقهما جدهما الحنون وظل يمرح معهما وبقية الصغار..
بينما توجهت مني نحو كريم وقالت بدلال: ازيك يا كيمو رد عليها بجدية: الحمدلله.. نهض ليبحث عن زوجته المختفية وهو يقول بتساؤل ؛: فين فاطمة يا هالة؟ أجابته هالة: في المطبخ. سار كريم نحو المطبخ، ثم دلف مناديا عليها لكنها لم تجيبه وعبست بوجهها.. فيما إبتسمت رجاء قائلة بحنو: أهلا يا كيمو عامل ايه رد عليها بإيجاز: الحمدلله يا عمتي.. ثم نظر إلى زوجته وقال بحدة: هو أنا مش بندهلك؟
نظرت له في صمت، ثم تجاهلته مرة ثانية، فقالت رجاء مازحة: أنت مزعلها ولا إيه يا كيمو؟ كريم متنهدا: ولا عملت حاجه، هو جنان بس مش اكتر يا عمتي صاحت فاطمة: يعني أنا مجنونة؟ إتسعت عيناه وهو يرمقها بتحذير: وطي صوتك! صمتت وهي تضرب الأرض بقدمها فما كان منه إلا أن جذبها من يدها وخرج متجها بها إلى الشقة الخاصة بهما..
دفعها إلى الداخل ثم إقترب قائلاً بعصبية: مالك؟ وايه صوتك العالي ده! كام مرة أقولك توطي صوتك يا فاطمة؟ زفرت فاطمة بضيق وهي تتابع: يعني مش عارف مالي!، قفلت السكة في وشي وبتقولي مالك! تنهد بنفاذ صبر وقال بإنفعال خفيف: قولتلك عندي شغل يا فاطمة اسيب الشغل يعني وأقعد أرغي معاكي في التلفون! صمتت ثم إستدارت وهي توليه ظهرها وتضرب بقدمها الارض بغضب طفولي..
إنها فاطمة بروحها الطفولية التي لم يُغيرها الزمن، إبتسم رغما عنه ثم إقترب وحاوطها بذراعيه هامسًا في آذنها: وبعدين معاكي يا بطتي مش هتعقلي أبدا!، كام مرة أقولك إعقلي يا بطتي مفيش فايده فيكي صح أردفت بعصبية: أنا عاقلة! أدارها إليه وقال بجدية مصطنعة محاولا كبح إبتسامته: هو في واحدة عاقلة تعلي صوتها على جوزها؟.
حركت رأسها بعلامة النفي وهي تطلع إليه بصمت، بينما تنهد بعمق وهو يردف بغيظ: وأما أنتي عارفة كده مبتسمعيش كلامي ليه! أردفت ببرائتها المعهودة: عشان بحبك، وبغير عليك ساعات بقول أي كلام كده وخلاص، ولما تزعقلي بتجنن هو أنا كده أعمل إيه يعني.. ضحك وهو يضمها إليه قائلاً: ما أنا كمان بحبك يا بطتي، بس لو تعقلي شوية أجابته بمشاكسة: أنا عاقلة يا كيمو صمتت لبرهة ثم تابعت بحذر: مُني رجعت وهتعيش هنا خلاص.
تابع بضيق: وأنا مالي ما تعيش هنا ولا في أي حتة ملناش دعوة! قالت حانقة: بس هي مش هتجبها البر معايا وأنت عارف كويس إنها بت... وضع يده على فمها وهو يقول بتحذير: متكمليش!، أنا مفيش في قلبي غيرك وده إلى يهمك ياريت بلاش توجعيلي دماغي يا بطتي كل شوية بالكلام الفارغ ده ماشي؟ لم يأتيه رد منها فأردف بحدة: أنطقي هزت رأسها وهي تُشير إلى يده المُطبقة على فمها فأزاحها وهو يقول بمزاح: اها نسيت، ها إتفقنا؟