logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 5 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية إبن الخادمة وسليلة
  05-04-2022 05:50 صباحاً   [31]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني والثلاثون

في الصباح..
إرتدي عاصم ملابسه ومن ثم وقف يمشط شعره في المرآة، بينما أميرة أحضرت له الإفطار لتدلف وهي تقول بإبتسامة: الفطار جاهز يا عاصم..
إبتسم لها وقال: ماشي، ثم توجه معها إلي الطاولة فقال بتساؤل وهو يجلس: أومال فين حنان؟
أميرة بهدوء: نايمة
تنهد وقال: ليه تعبانة ولا حاجة
حركت رأسها نافية وقالت: لا بس هي كانت سهرانه بليل تقريبا فدلوقتي نايمة.

أومأ برأسه وهو يقول: طيب، ثم لاحظ شحوب وجهها فسألها بقلق: مالك يا حبيبتي مبتاكليش ليه؟
إبتسمت له وأجابته: باكل أهو...
بالفعل تناولت بعض لقيمات صغيره لكنها لم. تستطع الإحتفاظ بها في جوفها
هرولت إلي المرحاض، تقيأت ثم إغتسلت وخرجت أكثر شحوبآ لتقول
مش قادره يا عاصم الدنيا بتدور بيا
مالك. يا حبيبتي، قالها برعب
جذبها برفق لتجلس ومن ثم نادي علي حنان بصوت جهوري..
فيه إيه يا عاصم، سألت حنان بنعاس.

خدي بالك من أميره يا حنان هجيب الدكتوره وآجي خليها تنام وتستريح
حاضر يا عاصم إطمن ألف سلامه عليكي يا ميرو
بعد نصف ساعه حضر عاصم يصطحب الطبيبه ليلي التي تقطن في منزل مجاور له
أخذت تفحص أميره بعنايه
ثم إبتسمت وقالت، هتبقي ماما صغيوره قوي يا مدام أميره
ثم نظرت لعاصم وقالت، مبروك يا أستاذ عاصم مراتك حامل
إبتسم عاصم بسعاده
بينما وضعت أميره يديها علي بطنها برفق وقالت بهمس، أنا حامل! بجد يا دكتوره أنا حامل.

ضحكت الطبيبه ثم شرحت لعاصم التعليمات اللازمه ووصفت بعض الفيتامينات لأميره ونصحتها بضروره الإهتمام بالأطعمه الغنيه بالكالسيوم كالحليب ومشتقاته
إنصرفت الطبيبه
وجلست حنان بجوار أميره علي الفراش
وقالت بسعاده، مبروك يا ميرا
ومبروك يا عاصم سموها حنون
أميره بسعاده، أنا حاسه إنه هيبقي محمد
محمد عاصم
نطق عاصم الإسم بهدوء كأنه يتذوقه وقال إسم جميل ولو بنت.

أميره بخجل، نجمه أنا ونجمه متفقين أنا أسمي نجمه وهيه تسمي أميره
إشتعل وجه عاصم بالغضب وقال، بنت هشام يبقي إسمها أميره
ولا إنتي هتسمي نجمه ولا هيه تسمي أميره
نظر إليها بتجهم وسألها، بالمناسبه إنتي رجعتي الخاتم لعمر
تلجلجت أميره وقالت بخوف، آه وديته، رجعته، رجعته يا عاصم
عاصم بهدوء، طيب نامي وإرتاحي وأنا راجع شغلي
إنصرفت حنان من الغرفه
فنظرت أميره لعاصم بإستعطاف وقالت.

عاصم حبيبي ماما راحه لأمل وكل إخواتي أنا عاوزه أروح معاهم عم إدريس هيسوق بشويش، علشان خاطري، طب علشان خاطر حمودي
عاصم بتساؤل، مين حمودي
أميره بسعاده، محمد عاصم لحقت تنساه
إبتسم لها وقال بحب وهو يقبل جبينها: ماشي يا حبيبتي، يلا سلام.

في منزل سعيد..
ذهب سالم بإشتياق حتي يري سارة تلك الفتاه الصغيرة التي إستطاعت تغيره..
جلس قبالتها وهو يقول: وحشتيني
عقدت حاجباها وقالت: ايه وحشتيني دي؟! قولنا نلم نفسنا
سالم بحنق: ما خلاص بقي إحنا في حكم المخطوبين
ساره: لسه أصلا وبعدين حتي في الخطوبه مينفعش تقولي كده
سالم بإيجاز: طب عندي خبر حلو ليكي
سارة بفضول: ايه؟

سالم مبتسمآ: أنا عملت زي ما قولتيلي وهشتري بيت لينا وهسيب البيت لأخواتي أنا خلاص معنتش عاوز حاجة غيرك
إتسعت إبتسامة سارة وهي تقول: بجد شكرا بجد يا سالم أهو كده تبقي الشخص المناسب ليا
تهللت أسارير سالم الذي قال: بجد خلاص هحدد معاد مع عمي عشان نشتري الشبكة والذي منه
سارة بخجل: ماشي...

بالفعل ذهبت أميره لوالدتها وإستقلتا السياره ليقودها إدريس
وحضرت إيمان تصطحب طفلتها سلمي
وحملن معهن الهدايا والحلوي ألقن السلام علي والدة عمر وصعدت معهن لشقة إبنها.

داخل الشقه...
أمل وهي تهز عمر برفق، قوم يلا يا عمر إنت ما بتشبعش نوم ماما وإخواتي تحت وطالعين
عمر بنعاس، ما أنتي هديتي حيلي بالجري وراكي العرسان يقعدو يحبو في بعض وإحنا طول النهار نحارب في بعض
إيشي بالمخدات وإيشي بالميه
أنا عارف يا مجنونه طلعتيلي منين
أمل بخفة ظل، من الأسانسير يا خويا يلا قوم ولا أجيب الإزازه.

لأ كفايه هديتي حيلي يا مجنونه زمان أم عمر بتحسب إبنها مقطع السمكه وديلها وإحنا بنجري نضرب في بعض
أمل بسعاده، نحن نختلف عن الأخرون يلا يا عموري بقي إصحي
جذبها برفق لتقع بجواره علي الفراش وقال
طب ما فيش شوية رومانسيه
لتصيح في آذنه، يلا قووووووم
مجنونه، مراتي مجنونه يا بشر
نظر لها بإبتسامه خلابه وقال هامسآ، بس أجمل مجنونه عرفتها في حياتي
لتجيبه بخجل، طب إصحي بقي يا عموري.

عمر وهو يحك رأسه بكسل، حد قالهم عاوزينهم يباركولنا
أمل ضاحكه، نص ساعه وهيمشوا علي طول
عمر وهويلوي شفتيه بضيق، كتير يا أملي نص ساعه كتير يالله أمري لله لما أدخل آخد دش وأغير.

شعرت نجيه بالفرح حينما رأت إبنتها التي إرتدت فستان جميل قصير بدون أكمام
وفردت شعرها خلف ظهرها
السعاده لا تحتاج لدليل مجرد أن تنظر إلي الشخص السعيد تعلم بأمره
فملامح أمل سعيده متفائله فرجلها الوسيم يشعرها أنه حينما إمتلكها إمتلك الحياة بآسرها فلما لا تسعد لقد منحها الثقه بالنفس والثقه بغيرها...

جلست معهن يتبادلن جميعا الضحكات والمزاح بينما قاطعتهن أميرة وهي تهتف عاليا: بس بقي عندي خبر حلو ليكم
أمل بفضول: خير يا ميرو
أميرة بإبتسامه: أنا حامل..
إتسعت إبتسامتهن جميعا، وعانقوها بفرحة عارمه بينما قالت نجية: ألف مبارك يا حبيبتي ربنا يتم حملك علي خير يارب..
أميرة بسعادة: اللهم أمين...

جلست علا مع شقيقها شعبان التافه الذي لا عمل له سوي إحتساء المخدرات وإستغلت هي حاجته الدائمه للمال لتتفق معه علي الخطة التي رسمتها مؤخرا للإنتقام من مصطفي، لتشفي غليلها وأيضاً تأخذ نصيبها في الميراث..!
أخذت تفهمه ماذا يفعل وأعطته بضعة مال حتي يفعل ما تريده وتنتقم منه علي أوسع نطاق..

عادت أميرة إلي منزلها مرة ثانية، بينما بعد قليل حضر عاصم الذي إبتسم وهو يقول:
رجعتي يا حبيبي
أومأت له وطوقت عنقه بذراعيها وهي تقول: أيوة لسه راجعه دلوقتي شكرا يا حبيبي إنك ودتني معاهم
قبل وجنتها برفق وهو يقول: بحبك
إبتسمت بخجل، ثم قالت بقلق: مالك يا حبيبي عينك تعبانه ليه
عاصم بهدوء: عندي صداع فظيع هاخد مسكن وهبقي كويس إن شاء الله
إبتسمت وقالت: ماشي يا حبيبي هحضر الغدا تكون أخدت المسكن وغيرت هدومك.

بالفعل اتجهت إلى المطبخ وإتجه عاصم إلي غرفة النوم يبحث عن مُسكن لألم الصداع في أحد الأدراج: بينما وهو يبحث وقع في يده الخاتم الذي أحضره عمر لزوجته، فإتسعت عينيه بشكلٍ مُخيف وهو يكز علي أسنانه يا له من حبيب قاسي لم يقدر ثمن تلك الجوهرة الثمينة التي يمتلكها...
أسرع إلي المطبخ وهو يقول بصوتٍ عالِ مُرعب للغاية:
أميرة
إنتفضت علي أثر صوته القوي وقالت بهلع: نعم يا عاصم.

إقترب منها وهو ينظر إلي عينيها رافعا الخاتم أمام وجهها وقال بغضب دفين:
إيه ده؟
إرتعشت أوصالها وتجمدت مكانها من هول المفاجأة لقد أنسته ونسيت أن تخبئه حتي لا يراه...
هزها بعنف من ذراعها وهدر بها قائلاً: لما أكلمك تردي عليا ايييه ده!
إنهمرت العبرات من عينيها علي الفور وإزدردت ريقها بخوف وهي تتابع: آآ أن أنا آسفة يا عاصم والله كنت هرجعه بس...

قاطعها وهو يشد علي ذراعها أكثر ويقول: وبتكذبي عليا وتقولي إنك رجعتيه ليه!
توسلت إليه وهي تقول: والله أنا بس خفت منك إضطريت أكذب عليك عشان متزعقليش أنا آسفه
كاد أن يعنفها ثانيه ولكن الذي نجدها قدوم حنان التي قالت بذعر: مالكم في ايه؟
ترك عاصم ذراعها وقال بحدة، حضري الغدا وحسابك معايا بعدين يا أميرة...

جلسوا ثلاثتهم يتناولون الطعام، في صمت وكانت أميرة تتابع وجه عاصم الغاضب، الذي كان ينظر لها بتوعد، كأنها فعلت خطيئه لم تغتفر..
إنتهوا بعد ذلك ودلفا إلي غرفتهما، إزدردت ريقها وهي تراه يقترب منها وعيناها تنظران إلي عينيها بقوة فظنت أنه العقاب لا محالة فأخذت تتراجع للخلف وهي تتوسل إليه وتقول بذعرٍ: عاصم، أنا آسفة بجد مش هكذب تاني.

إقترب منها علي حين غرة ليجذبها إلي أحضانه معانقا لها بقوة كادت آن تكسر عظامها، سمعت صوته يخرج من فاه وهو يقول: بحبك أوي متكذبيش عليا تاني، بحبك يا أميرة بحبك
أغلقت عينيها وهي تتنهد بإرتياح ولكن لازالت ترتجف بخوف، ما هذا، هل وصل عاصم إلي الجنون؟ يعنفها ثم يحتضنها، يضربها ثم يقبلها..! أنه وصل للعشق المجنون والغيرة القاتلة التي إزدادت عن حدها ف بالطبع أي شئ يزداد عن حده ينقلب ضده...

أبعدها قليلاً ليرفع يده يلمس وجنتها قائلاً بهمس: أنا بعشقك
إبتسمت له ليقترب منها مقبلا إياها ليأخذها معه إلي عالم آخر قد تنسي فيه تلك الآلام التي سببها لها..

ذهب مصطفي إلي منزله آخيرا وعيناه و كل شيئا فيه يشتاق إلي زوجته وحبيته إيمان التي إبتعدت رغما عنها وبُعدها يعذبه ويكاد أن يقتله قتلا..
طرق الباب فقزفت سلمي وهي تصيح: بابي جه..
بينما أسرعت إيمان تعدل شعرها، المُنسدل خلف ظهرها ومن أسرعت إلي الباب وقبلها يخفق بعنف، فتحت الباب لتركض الصغيرة إليه ليرفعها مصطفي محضتنا لها بقوة وهو يقول باشتياق: وحشتيني اوي يا لوما.

قبلته سلمي من وجنته وقالت: وأنت كمان وحشت لوما يا بابي أنت ليه سايبنا لوحدنا ومش بتعيش معانا
نظر مصطفي إلي إيمان التي كانت تطالعه باشتياق واضح ولكنها تجاهد في إخفاء مشاعرها هذه..
تأمل هيئتها من أسفل قدميها حتي رأسها وثبتت عينيه علي بطنها المنتفخة: فإبتسم وقال: لما ماما ترضي عني يا لوما هاجي أعيش معاكم، ثم قال: ازيك يا إيمان مفيش اتفضل ولا إيه
ضغطت علي شفتيها بخجل وتابعت: اتفضل.

دلف مصطفي ليجلسوا ثلاثتهم، فقالت إيمان: لو سمحت متأخرش سلمي أكتر من يوم لأنها هتوحشني وياريت تخلي بالك منها
رفع أحد حاجبيه وتابع: هتوصيني علي بنتي ولا إيه!
أخفت الابتسامه وقالت وهي تنهض: هعملك حاجة تشربها
مصطفي بمرح: لا مش عايز أتعبك أنتي مش قادرة تمشي كفايه شكلك الي زي الكرومبه ده
إيمان بغيظ: أنا كرومبه؟
مصطفي بغزل: أحلي كرومبه.

أسرعت إلي المطبخ وهي تداري إبتسامتها الخجولة فحقا هي إشتاقت له ولغزله لها دائماً..
أحضرت له العصير وجلست قائلة بتساؤل؛: هتسافر امتي
مصطفي بعتاب: يهمك أوي
إيمان بثبات محاولة اخفاء مشاعرها: لا عادي مجرد سؤال
تنهد مصطفي وقال: ماشي يا إيمان عموما أنتي وحشتيني، وجدا، وبحبك، وعمري ما حبيت حد قدك عاوزك تتأكدي من كده، أي حاجه صدرت مني فهي غلطة يا إيمان.

إيمان: لو سمحت يا مصطفي بلاش تفتح أي كلام من ده دلوقتي لأني مازلت مجروحة منك وكلامك ده هيزود الجرح متخلنيش أفتكر إنك خنتني
مصطفي بانفعال: بقولك غلطة إغفريلي بقي وميبقاش قلبك قاسي ده ربنا بيغفر ويسامح.

صمتت إيمان: قلبها مسامحه وبشدة تحتاجه وتشتاقه ولكن كبريائها يمنعها فالآنثي ليست سهلة بالمرة عندما تنجرح تنقلب إلي قطة شرسه صعب آن تغفر بهذه السهولة وحتي إن غفرت ستعلمك درس لن تنساه وتتوب بلا رجعه لكل هذا الهراء...

أخذ شعبان يدور حول منزل شقيقة مصطفي، كما وصفته له علا كونه يقيم عندها حاليا فأخذ يراقب البيت من بعيد منتظراً أن يلمح مصطفي في أي وقت...

ودع مصطفي إيمان وإصطحب إبنته معه لتقضي معه وقتا قليلا قبل أن يسافر...
بالفعل قضي معها اليوم في اللعب والمرح وفعل لها كل شيئا طلبته
جلس بها بعد ذلك في أحد الحدائق يأكلون آيس كريم...
تحدث مصطفي مبتسما: مبسوطة يا لوما
سلمي بمرح: اه مبسوطة اوي يا بابا
تنهد مصطفي وقال: قوليلي يا لوما اخبارك انتي وماما ايه وماما بتعمل ايه في غيابي وبتجيبلك سيرتي ولا لاء.

سلمي ببراءة: أيوة يا بابا بتحكيلي عنك كتير وبتقولي بابا وحشني يا لوما
رفع مصطفي حاجباه وتابع: بقي كده وبتقول ايه تاني
سلمي وهي تحك رأسها محاولة أن تتذكر: مش فاكرة بس كل يوم بتمسك صورة بتاعتك وتقعد تبوس فيها
ذهل مصطفي ولكنه قال بسعادة: يااه، بقي كده يا ايمان بتربيني ماشي ماشي ثم تابع بمرح: منا كنت قدامها أن ما هان عليها تحدفلي أي بوسه!

في الثانيه ليلا في شقة عمر
كان يغط في سبات عميق وزوجته تنام بجواره
وفجأه فزع عمر علي صوت أمل وهي تصرخ
لااااااااااااااااااااء لاااااااااااااء
نهض عمر وهو في قمة نعاسه وأخذ يهزها برفق
أمل يا أمل مالك ياحبيبتي بتزعقي ليه
فتحت عيناها ببطئ
ونظرت إليه بغضب
تعجب عندما إتسعت عيناها بشكل مخيف وانفرجت شفتاها
وقال، إيه مالك يا أمل مالك يا حبيبتي إنتي هتاكليني ولا إيه.

قالت بصوت أجش مبحوح وهو تلكمه في عينه: أنا تتجوز عليه لبني المايصه أنا
أنا شفتكم بعيني بعيني دي
ليصيح عمر، آااااااه، آاااااه يا بنت المجنونه عمتيني
إنتي بتحلمي والله بتحلمي سبيني أنا ايه ال خلاني أتجوز ما كنت مرتاح ومن الجامعه كلها أتجوز شيتا
نهض ليحضر زجاجة مياه من الثلاجه ويرشها بغيظ
لتقول بهدوء، فيه إيه يا عمر
فيه إيه يا حبيبي.

عمر بطريقه مضحكه، حبيبك لا يا حبيبتي ما فيش حاجه ربت عليها وقال، نامي، نامي الله يهديكي أومال لو اتنيلت إتجوزت بجد كنتي صلبتيني
ليسمع صوتها تزفر وتستغرق في النوم
فنظر لوجهها وقال، ولا كأنها عملت حاجه
يا مثبت العقل والدين يارب.

أوصلها مصطفي إلي البيت بعد إنتهاء اليوم ومن ثم رحل بعد أن ودع ايمان بنظراته العاشقه..

وفي منزل شقيقته قام بتجهيز حقيبته ثم ألقي السلام عليهم وخرج ليهبط الدرج، ما إن خرج حتي هب شعبان واقفا متسللا خلف الأشجار ليركض قبل آن يراه أحد وأخرج السلاح الحاد من جيبه وقام بطعن مصطفي الذي صرخ بألم شديد مجرد أن شعر بالطعنه وكاد شعبان أن يركض ولكن الناس تجمعت علي الفور وأمسكت به والنصف الآخر ركض ليحمل مصطفي الذي وقع أرضا لينقلوه فورا إلي أقرب مشفي: فظل يصرخ شعبان بخوف وهي يقول: مش أنا مش أنا دي علا أختي الله يخربيتك يا علا ودتيني في داهية منك لله يا شيخة!

جلست أميره مع عاصم وحنان يتناولو طعام الغذاء
وبعد إنتهاء الطعام ذهبت حنان لتصنع الشاي بينما وضعت أميره يدها علي معدتها وقالت بضعف، الأكل طالع علي قلبي حاسه إني مش قادره
عاصم تعالي نتمشي شويه
عاصم بحنان: معلهش يا أميره عندي شغل دلوقتي حالآ هتغدي وأنزل الولاد منتظرين أديهم الحصه
أميره برجاء، طيب هتمشي أنا لبيت ماما وإبقي عدي عليه بعد ماتخلص نيجي سوا
عاصم، مفيش مشكله هعدي عليكي بعد ما أخلص...

يلا سلامو عليكو
همست، مع السلامه
بالفعل إرتدت ملابس واسعه فضفاضه وحجابها
ونزلت لتسير مترجله إلي منزل والدتها
بينما كانت نجمه عائده بصحبة هشام الذي أصر أن يصطحبها ليريها المصنع الذي يديره
صاحت نجمه وهي تشير، أميره آهي
ونادتها لتهرول إليها تحتضنها بشوق
أميره بضعف، إزيك يا نجمه وحشاني قوي وأضافت
إزيك يا هشام.

ثم وضعت يدها علي معدتها التي تؤلمها وقالت، آه
نجمه بخوف، مالك يا أميره
أميره بخجل، حاسه إني دايخه قوي آه إسنديني يا نجمه
لتغمض عيناها بألم وضعف فتصيح نجمه
شيلها يا هشام كلها خطوتين من هنا لبيت عيلتها شيلها لتقع علي الأرض
بالفعل إنحني هشام وحملها بشهامه وسارت بجواره نجمه لخطوات قليله وطرقت الباب لتصيح نجيه
مالك يا بنتي، أميره يا حبيبتي
هات يا سالم كولونيا بسرعه أختك مغمي عليها.

بالفعل أفاقت أميره بعد دقائق وصنعت لها نجيه كوبآ من العصير الطازج الذي تحبه
جلس هشام ونجمه مع سالم ونجيه وأميره
فنجمه تحب تلك العائله وتسعد بوجودها مع صديقتها
سمعو طرق الباب
ففتح سالم ليدخل عاصم ويقول بجديه
السلام عليكم
وعليكم السلام رد الجميع
جلس متعجبآ من وجود هشام ونجمه التي قالت ببراءه
خد بالك من أميره يا مستر دي أغمي عليها في الشارع لولا هشام لحقنا وشالها كانت هتبقي حوسه.

بهت وجه هشام بينما إصفر وجه أميره حينما صاح عاصم بغضب
يلا قومي نروح، يلا
لتنهض وتسير ورائه بضعف
وهي ترتجف هل سيقبلها بقسوه مثل كل المرات السابقه
ما أن دخلت الشقه حتي إستدار إليها وقال غاضبآ يصر علي أسنانه، بتخلي هشام يشيلك، هشام
أميره بضعف، أنا كنت...
صمت حينما صفعها صفعه مباغته لتضع يدها علي وجنتها وتقول
إنت مجنون يا عاصم مجنون.

عاصم بغضب عارم: إنتي واحده بلا كرامه فاهمه بتخليه يشيلك وتعملي حركات تقربي منه
أميره بغضب، إخرس، إخرس يا كذاب ما هو كان قدامي لو عاوزه أقرب منه إيه ال حاشني أنا غلطانه إني كنت هموت نفسي علشانك.
عاصم بغضب، لأنك رخيصه فاهمه وال تموت نفسها علشان واحد تموت نفسها علشان اي واحد
أميره بإنهيار، إنت مجنون مريض يا عاصم مريض بالنقص والحقد.

إستفزته كلماتها ليدخل المطبخ ويحضر الخرطوم وينهال ضربآ عليها وسط صراخها وعويلها المختلط بصراخ حنان وبكاؤها
آه آه صاحت أميره
وهو كالمجنون إنهال عليها ضربآ توقف فجأه حينما رأي الدم الأحمر الذي يسيل منها
نزيف: وكأن الجنين غضب لأمه فأبي أن يظل في أحشائها
صرخت حنان، دم دم أميره أجهضت يا عاصم قتلت إبنك.

إرتمي علي الأرض يحتضنها بقوه وهو يبكي
ويقول بصوت مخنوق.

أميره: حبيبتي، دم دم أنا آسف آسف يا حبيبتي
لم تنطق، حاله من الصمت المطبق عيناها مركزتان علي الدم الذي سال علي ركبتيها
لتصرخ فجأه
إنهارت حينما هب واقفآ ليشعل النار
ووضع يده عليها يحرقها، يعاقب يده التي فعلت ذلك ويتألم ويصيح
لتصيح أميره مجنون، مجنون
جرت حنان لتحضر ثلج تضعه علي يد عاصم وهي تبكي
فنهضت أميره بضعف
وأغلقت عليه باب المطبخ بالمفتاح
وهرولت تجري لتنزل السلم وتسيل دمائها عليه تتبعها.

نزلت الشارع وما زالت تهرول تقع ثم تنهض وتنظر ورائهآ خوفآ أن يتبعها
إلا أن وصلت بيت أهلها وهي في حاله مذريه وعند عتبة البيت سقطت في بركه من الدماء...


look/images/icons/i1.gif رواية إبن الخادمة وسليلة
  05-04-2022 05:51 صباحاً   [32]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث والثلاثون والأخير

صرخت نجيه حينما رأت إبنتها الملقاه أمام البيت في بركه من الدماء وجثت علي ركبتيها وربتت علي وجهها قائله
قلب أمك يا ضنايا أميره وقعتي تاني وانتي جايه
نزفتي يا سالم إلحقني
في البدايه ظنت أن إبنتها وقعت ولكنها قالت بهلع وهي تتلمس أثر الخرطوم علي جسدها
مين عمل فيكي كده، مين، عاصم الله ينتقم منه
خرج سالم لتلمع عيناه بالشر
وقال، عاصم عمل في أختي إيه أقسم بالله لأروح أضربه بالجزمه.

صرخت نجيه، مش وقته يا سالم إنده إدريس نوديها المستشفي ولاعند الدكتور
وإتصل بعمك يحصلنا علي هناك شيلها معايا نرفعها
منك لله ياعاصم بقي أميره يتعمل فيها كده بنت محمود كامل يتعمل فيها كده منك يا عاصم حسبي الله ونعم الوكيل...

بينما ظل عاصم يطرق الباب بجنون ويصيح
إفتحي يا أميره أنا آسف يا حبيبتي عمري ما أكررها تاني
أنا بحبك يا حبيبتي و...
صمت حينما فتحت حنان الباب وقالت بحزن
أميره مشت يا عاصم مشت ودمها سايح علي السلم.

برك عاصم علي الأرض ليبكي بحزن وحسره
لقد ندم كعادته ففي كل مره يؤذيها ويندم ولكن هذه المره لقد سلبها جنينها وعرضها للموت
أخذ يفكر وينظر إلي يده التي حرقها
كيف فعل ذلك بأميرته التي يعشقها ويهواها
نعم إنه يحبها ولكنه عكف علي أن يجعلها كسيره ذليله
يخاف أن تنظر إليه نظره دونيه
يشعر أن عائلتها تنظر إليه علي إنه إبن الخادمه وإبنتهم سليلة العائله.

في حين إلتف الأطباء حول مصطفي وقال أحدهم المختص بالجراحه: الحمدلله الطعنه كان بينها وبين القلب مافيش بس ربنا ستر
رد آخر، الدكتور مصطفي إبن حلال
إتفق الجميع علي إجرأء جراحه لتنظيف الجرح العميق وعمل الإجراءات الطبيه اللازمه
همس مصطفي وهو يتلمس الطعنه، سلمي بنتي
قال أحدهم، صح شوفو موبايله وإتصلوا بالدكتوره إيمان
وكان هذا آخر ما سمعه مصطفي قبل أن تسري حقنة المخدر في وريده.

رن هاتف إيمان التي كانت تشعر بآلام حاده أسفل ظهرها
نظرت لرقم زوجها وردت صائحه
إلحقني يا مصطفي بايني بولد
ليأتيها صوت غريب يقول بصوت منخفض بالكاد تسمعه
آسف يا مدام الدكتور مصطفي إتعرض لمحاولة قتل وهو دلوقتي في مستتشفي: بيعملوله عمليه...
سقط الهاتف من يدها وهمست، قتل
إتصلت بأمل وصاحت، إلحقيني يا أمل تعالي خدي سلمي أنا تعبانه ومصطفي في العمليات.

إصطحب عمر إيمان بسيارته وأصر أن تبقي أمل مع سلمي بشقة إيمان
كانت إيمان تبكي بهلع لدرجة أن الأطباء أشفقوا عليها
إنتهت الجراحه ورأتهم ينقلونه علي سرير متحرك لغرفة الإفاقه فركضت مهروله تتحمل آلام الولاده التي تعاودها
وجلست بجواره تبكي في صمت
بعد إفاقته رآها شعر بها تضحك لأنه بدأ يستفيق وتبكي لأنها جزعت عليه
همس بضعف، إيمان كنت هروح خالص من الدنيا
وضعت يدها علي فمه.

حرام عليك والله حرام عليك تقول كده أنا كنت هتجنن والله
مصطفي، يعني لسه بتحبيني...
إيمان، أنا زعلت منك يا مصطفي بس عمري ما كرهتك
وبعدين أنا إتعلمت مبعدش أبدا عنك ولا أنشغل بشغلي عنك إنت وولادي
آه آه
مالك يا إيمان
أطلقت صرخه ألم فالجنين لا يستطيع الإنتظار أكثر يريد الخروج للحياه والنور.

وفي مستشفي أخري...
تجمعت العائلة حول آميرة التي كانت تبكي بشدة علي تلك الحالة المذريه التي وصلت إليها، تنهمر الدموع حسرة وألماً علي إختيارها الخاطئ علي حبيبها التي تحدت كل شئ في سبيله ومع الأسف خذلها وزاد من عذابها، وسقاها المُر والالام: كان الجميع يهون عليها ماهي فيه ولكنها تائهه، منهزمه، تشعر بالضعف والإنكسار تتذكر كيف آلمها بهذه الطريقة وقتل جنينها..

فتح الباب فجأة بعنف شديد ودلف عاصم الذي أصبح كالمجنون وإتجه إلي غرفة زوجته النائمة لا حول لها ولا قوه ليقترب منها قائلاً وهو يلتقط أنفاسه: أميرة حبيبتي سامحيني عشان خاطري أنا آسف آسف يا أميرة دي لحظة غضب وأنا كنت...
قاطعه سعيد الذي قال بصرامة: أنت تخرس خالص وتطلق البنت دلوقتي حالا وإلا والله لنوديك في داهية!
تجهمت ملامح عاصم وقال بحدة: أنت بتقول ايه؟ أنا عمري ما هطلق مراتي أبدا ولا هسيبها.

رد سالم قائلا بغضب: لا هطلقها ورجلك فوق رقبتك أنت واحد مجرم وقتلت إبنك وكنت هتقتل أختي كمان
صاح عاصم قائلاً: مش ممكن مش هيحصل دي مراتي
كاد سالم آن يتحدث ولكن قاطعته نجية وهي تقول بحزم: أسكت أنت يا سالم، ثم تابعت: بقولك إيه يابني زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف وبلاش شوشرة وإلا ورحمة الغالي لدفعك تمن الي عملته في بنتي غالي أوي.

أغمض عاصم عينيه بحزن شديد، الآن اللحظة الحاسمه هل هذا آخر المطاف؟ هل سترحل زوجته بلا عودة؟ هل سيعيش بدونها؟ وكيف، كيف سيعيش وهي حبيبته التي عِشقها بكل جوارحه ولكن أين ذلك العشق! أنه آهانها وقسيّ عليها بلا رحمة ولا شفقة كمن إنتهك براءة طفلة صغيرة كل ذنبها أنها أحبته وبصدق...

فتح عينيه لينظر إلي زوجته النائمة تنظر له بحزن وعينيها تلمعتان بالدموع، تفوه بصوت مهزوز، : آنا، أنا لا يمكن هعمل كده إلا لما أميرة تقولها هي، هي أكيد هتسامحني وتغفرلي الي عملته: عشان: إبتلع ريقه بصعوبة وتابع: عشان هي بتحبني زي ما أنا بحبها
- بتحبني؟

نطقت أميرة بهذه الكلمة لينظر لها والدموع تسيل علي وجنتيه بغزارة: لتتابع آميرة ببكاء مرير: بتحبني إزاي؟ إزاي وأنت مسحت بكرامتي الأرض يا عاصم كسرت نفسي وذلتني وكأنك إشترتني، تبيع وتشتري فيا علي كيفك أنت واحد ملكش آمان أنا بندم ألف مرة عشان تحديت في يوم أهلي عشانك يا عاصم...
حرك رأسه بندم وقال: آآنا...
قاطعته آميرة وهي تقول بصوتٍ حزين مهزوم: طلقني يا عاصم.

إتسعت عينيه بصدمة وحرك رأسه نافياً ليتابع: لأ أرجوكي متسبنيش أديني فرصة آخيرة
أشاحت بوجهها للجهة الآخري حتي لا تفضحها مشاعرها التي لازالت تتحرك تجاهه: لتقول بصوت حازم جاهدت في إخراجه: طلقني بقي حرام عليك كفايه كفايه، أنا لا يمكن هعيش معاك تاني بعد النهارده لا يمكن...
هدر به سعيد الذي قال: سمعت! طلقها بقي يا أخي وريحنا
بينما تابع هشام بحزم: ما تخلص يا أخي هو بالعافيه!

ثبتت عيني عاصم علي زوجته، ليزدرد ريقه المرير بصعوبة، وتقلصت عضلات جسده وكأن روحه ستنتزع منه الآن، ولا حياة له بعد الآن..
جاهد في نطق الكلمة، وأخيراً خرجت من فمه بصعوبة بالغة حين قال: آآ أن أنتي، ط طالق يا آميرة، طالق.

أغمضت عينيها بشدة وكأن الكلمة إخترقت قلبها لتحرقه بالنيران المشتعلة داخله، لتجهش في البكاء، ويتحدث عاصم بحزن قبل أن يرحل: مش هنساكي مش هنساكي يا أميرة وآتمني تسامحيني: ثم رحل وخرج سريعا لتتعالي شهقات آميرة التي تتألم بشدة لفراقه ولكن ستضغط علي قلبها حتي لا يحن له بعد ذلك فكرامتها فوق كل إعتبار..!

ظلت إيمان تصرخ بأعلي صوتها بينما ركضت الممرضات تحملها علي الكرسي المتحرك وإنطلقن بها: حيث كان مصطفي يحاول النهوض بشتي الطرق ليلحق بزوجته التي تتألم
أقبل عليه الدكتور مكرم وهو يقول بحذر: مصطفي إنت بتعمل ايه
مصطفي وهو يتوجع: مراتي يا مكرم مراتي بتولد مش هينفع أسيبها..!
مكرم: يا مصطفي مينفعش الجرح لسه وكده خطر عليك
سمع مصطفي صوتها وهي تصرخ بإسمه فقال بقلق وتوتر: إسندني يا مكرم الله يخليك.

بالفعل أسنده مكرم ووضع ذراع مصطفي حول كتفه ليخرج به متجها إلي زوجته فقال مصطفي بتساؤل: هي هتولد ازاي يا مكرم ف المستشفي دي أكيد معندكمش امكانيات للولادة هنا
مكرم بإطمئنان: أنا كلمت زميل ليه متخصص نسا زمانه جاي وكمان هي مراتك خلاص هتولد علي نفسها وولادة طبيعيه يعني خير ان شاء الله متقلقش
دلف مصطفي إلي زوجته النائمة تتألم بصياح
اااااه مصطفي مصطفي هموت يا مصطفي إلحقني.

إقترب مصطفي وهو يضغط علي شفتيه من شدة الألم ومسد علي شعرها بحنو وهو يقول: معلش يا حبيبتي إستحملي شوية كمان
حركت رأسها بهستيريه وتابعت: إتصرف إتصرف أرجوك آآآه اعمل حاجه
فجأة لكمته في كتفه من شدة حراكتها فصرخ بألم: ااااااه ده احنا كده هنموت سوا يخرب عقلك
إيمان بصياح: اسفه اسفه يا مصطفي، ااااااه.

بعد قليل حضر طبيب النساء ليقوم بتهدئة إيمان ومن ثم أجرء عملية الولادة الطبيعية، ظلت تصرخ بألم شديد وتتنفس سريعا بينما صدرها يعلو ويهبط وجبينها مُبلل بحبات العرق الباردة التي أخذ يمسحها لها مصطفي وهو يحاول تهدئتها: وبعد مرور ساعتان وأكثر من الآلام التي لا يتحملها أي بشر سوي الأنثي فقط! إستمعت إيمان إلي صوت طفلها الذي وُلد للحياة حالا: فتنهدت طويلا وأغمضت عينيها بإرهاق فيما تنهد مصطفي هو الآخر وتحامل علي نفسه من أجل آن يحمل ولده الصغير، حمله يد واحدة وهو يبتسم بحنان، ثم رفعه قليلاً ليكبر في آذنه بصوتٍ دافئ، ثم قال بحنو: مبروك يا حبيبتي يتربي في عزك.

فتحت عينيها ونظرت له بإنهاك شديد، فقالت بخفوت: وعزك يا درش
إقترب مصطفي ليضع الصغير جوارها ثم جلس قائلاً وهو يتفحصها بنظرات عاشقه: يااه يا إيمان وحشتني أوي كلمة درش منك..
إيمان بإبتسامة: إنسي كل الي فات خلينا نبدأ من جديد مع أولادنا يا حبيبي
كاد آن ينحني ليقبلها ولكنه صرخ قائلاً: ااااه ااااه، مش عارف أبوس
ضحكت إيمان بخفوت وقالت: الآيام بيننا يا درشوشي:!

هاتف عمر آمل التي أجابت عليه قائلة: أيوة يا عموري
رد عمر قائلا: مبروك يا أمولة إيمان ولدت
صاحت أمل قائلة: بجد يا حبيبتي يا ايمي يتربي في عزها يارب تعالي خدني يا عمر بالله عليك عاوزة أشوف النونو
ضحك عمر وقال: احنا هنيجي شوية كده متتعبيش نفسك، عقبالنا يا حبيبي
أمل بخجل: لا أنا مش بفكر في الموضوع ده دلوقتي
رفع عمر حاجبه وتابع: نعم يا ختي طب لما أجيلك نشوف الموضوع ده ليلتك مش فايته يا أملي.

ضحكت أمل قائلة: بهزر يا عموري بهزر..

أغلقت الخط لتصيح سلمي بمرح: خالتو خالتو هي ماما خرجت النونو من بطنها
أمل ضاحكة: أيوه يا لوما وهتيجي كمان شوية وتلعبي معاه
قفزت سلمي بمرح وهي تقول: هيييييه.

لم نعرف قيمة الشئ الذي نمتلكه إلا عندما يضيع من بين أيدينا فنحزن ونبكي ولكن ما الفائدة فلقد كان ملكنا والآن ليس لنا أي حق فيه فلما نفعل ما لا يحمد عقباه: ثم نندم ولكن لا فائدة.

هكذا كان حال عاصم الذي إنتهي من صلاة العشاء وخرج يسير في الشوارع، تائه جريح حزين مهزوم، وحيد لقد بقي كما كان بعد آن كانت له زوجة صالحه بريئة لم تحب غيره وأوهبت نفسها إليه ولكنه لم يقدر هذا، فأحبها علي طريقته دون أي شعور بها فالحب ما هو إلا مودة ورحمة وإحتواء من كلتي الطرفان!

مسح دموعه وهو يتنفس رافعا وجهه إلي السماء علي فقدانه حبيبته وزوجته الأميرة الصغيرة، بينما أقبل عليه ياسين الذي قال: سلام عليكم ازيك يا أستاذ عاصم
إنتبه وعاصم وقال بخفوت: عليكم السلام أهلا يا ياسين
ياسين بهدوء: كويس الحمدلله حضرتك مردتش عليا
تنهد عاصم وقال: شوف المعاد الي يناسبك وتعالي يا ياسين
تهللت أسارير ياسين وقال بسعادة: شكرا جدا أن شاء الله يوم الجمعة الساعه ٨ أكون موجود أنا وأمي.

أومأ له عاصم بإبتسامة ثم سار متجها إلي منزله ما إن دلف قالت حنان بقلق: ايه يا عاصم كل ده بتصلي العشا قلقتني عليك
أخذ نفسا عميقا وتابع: إتمشيت شويه
ثم جلس علي الأريكة بإنهاك وتابع: ياسين قابلني دلوقتي وإتفقنا هيجي يوم الجمعة مبروك مقدما يا حنان ربنا يسعدك
جلست إلي جواره وتابعت بحزن: أنا مش هبقي سعيدة غير أما أشوفك مرتاح وسعيد..

حدق في الفراغ وتابع: عمري ما هرتاح يا حنان خلاص كل حاجة ضاعت مني خسرت الإنسانه الوحيدة الي حبتها وحبتني خسرتها يا حنان وأنا السبب: صمت ليجاهد في حبس عبراته وتابع: أنا الي ضيعتها من إيدي معرفتش أحافظ عليها حاسبتها علي حاجات ملهاش أي ذنب فيها بس: بس أنا يا حنان بحبها أوي: أنا معشتش زي أي شاب في سني أنا إتبهدلت وإتمرمط علي ما وصلت للي أنا فيه دلوقتي إتمسح بيا الأرض وأنا بشتغل وبشقي عشان أحافظ عليكم وأحميكم أمي سابتنا وأنا لسه عيل والناس كلها كانت بتعايرني الي يقولي يا ابن الخدامه والي يقولي أمك سابتك ومشت، نفسيتي اتدمرت يا حنان...

إنهمرت من عينيه الدموع ليتابع باختناق: بس: بس لما كبرت واتعلمت احترموني بس بعد ما كسروا نفسي، بقيت أعامل الي أعلي مني بقسوة لحد ما قسيت علي أعز الناس..! الله يجازي الي كان السبب
أنهي جملته وأجهش في البكاء الحار ليجثي علي ركبتيه بندم لم يشعر به من قبل، لتجثو حنان هي الأخري علي ركبتيها لتعانقه بحنان أخوي وهي تقول ببكاء: عيط يا عاصم عيط وريح نفسك من كل الي شايله ربنا يعوضك خير ويسامحك يا عاصم.

بعد مرور يوم
تم القبض علي علا التي لعبت لعبة وخسرتها وخسرت معها كل شئ، فالنفس الحقودة لن تربح أبدا مهما طال الزمن، إن ربك لبلمرصاد
إن ظلمت ستظلم وان قتلت ستقتل وان آذيت ستتأذي ذات يوم فإنه كأس ودائر وكما تدين تدان في الخير والشر...
وأيضاً تم القبض علي شقيقها شعبان ليبقي الأثنان معا يدفعا نتيجة حياتهم التافهه..!

في منزل عمر...
صاحت أمل قائلة بصراخ: عاااااا إلحقني يا عمر
ركض عمر في اتجاهها وقال بلهفة: في ايه في ايه
أمل بتذمر: آنا حامل
إلتقط عمر أنفاسه وقزفها بالوسادة الصغيرة وتابع: خضتيني يا شيخة أنتي مش هتبطلي جنانك ده
وقفت أمل واضعه يديها في منتصف خصرها وقالت: اه يا اخويا وأنت خاسس عليك ايه ما هو أنا الي هتعب وهبقي شبه الكرومبه وهروح الجامعه ازاي، عاااااا.

وضع عمر كفه علي فمها ليقول باندهاش: بس يا مجنونة اسكتي صوتك سمع الناس كلها ده بدل ما تفرحي يا هبلة
أمل، مش مسامحاك يا عمر مش مسامحاك. أنت الي عملت فيا كده!
عمر بمزاح: ده علي أساس إني إغتصبتك ما كله كان بمزاجك
أمل مشاكسه: كذاب، أنت شربتني حاجة أصفرة.

قهقه عمر ثم قال من بين ضحكاته: وربنا مجنونة تعالي بقي أما أشربك حاجة أصفرة تاني، ثم حملها بين ذراعيه ليدلف بها إلي غرفتهما وتصيح أمل ضاحكة وهي تركل بقدميها الهواء لتطوق عنقه بيديها قائلة من بين ضحكاتها: أنا زعلانة منك علي فكرة يا عموري
رفع عمر أحد حاجبيه وتابع: ليه يا قلب عمورك
أمل محاوله كتم ضحكاتها: أنت إزاي متباركليش إني حامل
عض عمر علي شفته السفلي وقال بغيظ: هقتلك يا أمل هقتلك.

ضحكت بدلال وهي تقول: أهون عليك يا عموري
تنهد عمر بحرارة وتابع: مممم هنشوف الموضوع ده بعد ما أشربك حاجة أصفرة..! ليضحكا الإثنان ويغيبا في عالم آخر...

تعمدت نجيه أن تتصل بأمل وتطلب منها أن تخبر أميره بحاجة إيمان إليها لبضعة أيام أرادت أن تبعد أميره عن القريه ربما تنسي ذكرياتها الأليمه مع عاصم
وبالفعل قام إدريس بإيصالها إلي بيت شقيقتها بمدينة المنصوره، فهل ستنسي حقآ تلك الحقبه من حياتها مع عاصم
فتحت سلمي الباب لأميره
وصاحت، خالتو أميره عندنا نونو ماما وبابا طلعوه من الكوره ال كانت في بطن ماما
إبتسمت أميره وإنحنت تحتضن الصغيره بحنان.

ودخلت لتجد شقيقتها نائمه وبجوارها رضيعها
إحتضنت إيمان وجلست بجوارها تنظر للصغير
بكي فقامت تحمله وتهدهده لتنظر في وجهه الملائكي وتقول، ما شاء الله يا إيمان قمر
سمتوه إيه
قالت إيمان لسه أبوه مطعون وتعبان وأنا ولدت في عز تعبه وإتشغلنا تفتكري نسميه إيه
أميره أميره
نادت إيمان علي شقيقتها التي إحتضنت الرضيع بشوق وأحزان دفينه وشردت
تتذكر
هنسميه محمد، محمد عاصم
علشان خاطر حمودي.

سالت دمعات أبت أن تسجن في عيناها الخضراوتين
فاقت من شرودها علي نداء إيمان
لتهمس، محمد سموه محمد يا إيمان
محمد إسم جميل قال ذلك مصطفي الذي آتي من الخارج ووقف خلفها
خلاص علي خيرة الله محمد علي إسم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم
ردد الجميع
صل الله عليه وسلم.

لتتوالي الأيام إلي آن جاء موعد خطبة سالم وسارة التي تزينت وإرتدت فستان رقيق وحجاب طويل ووضعت لمسات رقيقه أيضا من مساحيق التجميل، فأصبحت جميلة ورقيقه أبهرت سالم الذي نظر لها بإعجاب ذلك المستهتر الذي تغير إلي حد ما بسببها هي وأصبح يشعر بمن حوله...
ألبسها الشبكة وسط الزغاريد والمباركات من إخواته وجميع العائلة، لينفرد بها بعد ذلك في شرفة المنزل..
تحدث سالم بهيمان: مبسوطة يا سوسو.

هزت راسها بخجل ثم قالت بخفوت: أنا مبسوطة بصراحه انك اتغيرت كده يا سالم وبقيت بتهتم باخواتك وتفكر في الي حواليك
سالم بهدوء: أنا إتغيرت عشانك يا سوسو
إنتهزت سارة الفرصة فقالت بحماس: طب حيث كده بقي توعدني تبطل سجاير وتصلي وتقرأ قرآن
سالم باعتراض: بس صعب ابطل سجاير
سارة بتذمر: مفيش حاجه صعبه ولا مستحيل كله بإرادتنا وعزيمتنا أوعدني يا سالم
صمت سالم قليلا ثم تابع بابتسامة: اوعدك يا سارة.

في مشهد جميل إجتمعت أفراد أسرة إيمان مع شقيقة مصطفي وزوجها وأبنائها
يحتفلون بعقد قران مصطفي وإيمان وسبوع الرضيع محمد الذي جمع شمل أبويه وأطلقت عليه خالته أميره ذلك الإسم الجميل تيمنآ برسول الله كان الجميع ينظرون لأميره بشفقه وحنان
فما زالت جريحه تحاول التداوي مما فعله بها عاصم وأيضآ التداوي الصعب من عشقه والهيام به
تركته وصممت ألا تعودإليه مهما تألمت.

جلس معها عمر ليتحدث إليها بحنان أخوي محاولآ منحها الأمل والقوه لتبدأ من جديد
تذكرت كلمات شقيقتها أمل
حينما قالت لها يومآ أن التفكير لا يستوي بالقلب منفردآ إلا إذا تبعه العقل وبارك خطاه
جففت أميره دموعها وإبتسمت لقد قررت أن تبدأ من جديد
ستعود للجامعه دون قيود وتنجح وتتفوق وتعيد هويتها المفقوده
قامت لتحمل الرضيع وتقبله ليلتف الجميع حول طاوله كبيره وضعت عليها الحلوي والطعام بعنايه
تحوط بهم الشموع المنيره.

وصاحت أميره كأنها تسمع أذنيها سنه حلوه يا محمد سنه حلوه يا جميل
وتصيح نجيه حالاقاته برجالاته يا رب يا ربنا تكبر وتبقي قدنا
ليردد الجميع
ويضحك الجميع
ويبقي الأمل...
لقد أختارت أميره الكرامه وآثرت أن تحيا بها وصاح عقلها منذرآ
لا تتنازلي وتقولي من أجل الإفلات من لوم الناس
ثم تحملي وتقولي تنازلي من أجل الجنين
ويولد وتتحملي من أجل الأبناء الصغار
ثم من أجلهم مراهقين
ثم من أجلهم شباب.

ثم ينصرف الأبناء عنها وتبقي هي مهانه إلي آخر حياتها من زوجها بدعوي الحب
أي حب هذا، الحب يقتل مع تلقي الصفعات والإهانات
لكنها فرت وستحاول إستعادة نفسها
فكرت كل ذلك ونظرت للقمر المنير وهمست
سأنتظر شعاع الشمس حينما تشرق لحياتي من جديد.
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 5 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
محامي وريث هيثم زكي يكشف تفاصيل جديدة عن الميراث..الخادمة استولت على سيارة Moha
0 367 Moha

الكلمات الدلالية
رواية ، الخادمة ، وسليلة ،











الساعة الآن 01:29 PM