logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





05-04-2022 03:17 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10











t22143_4172(كان ياما كان في قصر سليمان ...امرأة جميلة فاتنة ...ذات بشرة حليبية كأنها حورية.. وجهها يفتن كل من ينظر إليها وعيناها!يا لروعة عينيها العسليتين الرائعتين..داخل غرفتها كأنها جوهرة داخل علبة مخملية لتحفظها من الخدوش !مقفل عليها بقفل متين ومفتاحه ليس مع أحد سواه! إنه سليمان !تخرج من غرفتها متى أراد وتدخل متى أراد أيضا،هل يعاملها كدمية ؟!أم أنه يتسلط عليها ويمتلكها امتلاك ؟!ويا للعجب يا سليمان ..أحبك ولك مني كل السلام!فتح الباب بمفتاحه ويلج إلى الداخل فجأة، فكادت تركض إليه وتندفع إلى أحضانه لكنها تراجعت وظلت بمكانها بلا حراك ترمقه بنظرة غاضبة، فيقابلها هو بنظرة عاشقة ويضحك غير مكترث... ثم يقترب منها ويقبل جبينها قبلة هادئة قائلا:-أخبار حبيبي ؟!أي صنف من الرجال هذا ؟!!يعنفها ويعاقبها ثم يدللها كأنه لم يفعل ؟!تركيبة غريبة ونادرة خاصة ب "سليمان باشا" فحسب!وها هي غرقت في سحر عينيه القاسيتين ذات اللون الأسود القاتم وملامحه الرجولية القاسية كعينيه !لم تجب وللحظة غابت عن الواقع وكأن النظرة له خدر ! تأخذها إلى عالم آخر..لم تفق إلا وذراعاه تطبقان على جسدها عناق شديد وحنون ..شعرت بالألم من قوته والأمان معا لتسمعه يهمس لها:-بحبك والله..حاولت إبعاده عنها لكنه لم يتزحزح.. لن تتصالح معه هكذا بسهولة ..هذا بالتأكيد مجنون ..وللغاية أيضا! كيف يحبسها داخل الغرفة عدة أيام كعقاب لها وكيف يهين كل من ينظر إليها أو يحدثها من ال** الآخر..هي له وحياتها معه هكذا فقط .. ماهذا!لن ترضى عنه مهما فعل ...!سمعته يقول بجمود:-مالك ؟! للدرجة دي مش طيقاني ؟!-أنا عاوزة أطلق !أطلق ضحكة عالية على إثركلمتها وكأنها تمازحه وتمرح معه ، ثم صمت مرة واحدة وجذب خصلة واحدة من شعرها ولفها حول إصبعه بقسوة فتألمت وكادت تتكلم لكنه قال مقاطعا:-حتى لو بتهزري مسمعش الكلمة دي!! مفهوم ؟أومأت برأسها في ضيق كي تتخلص من الألم، فتركها ومسح على شعرها بحنو وقبل وجنتها برفق ..تكاد تجن منه ..أيها القاس الحنون كف عن الجنون!!-إمتى عقابي هينتهي؟!هكذا سألت بضيق وامتلأت عيناها بالدموع، فرد وهو يمسح على وجنتها برفق:انتهى النهاردة بس لو حصل اللي حصل تاني هيكون عقابي أشد مفهوم ؟!-هو إيه اللي حصل أصلا عشان تحبسني في الأوضة بالطريقة دي!رفع حاجبه وأخبرها بجدية تامة:-خرجتي الجنينة بدون حجاب والبواب شاف شعرك، هي دي حاجة سهلة بالنسبة لحضرتك ؟!زفرت حانقة وأردفت:-مش سهل بس أنا مكانش قصدي ودي حاجة متستاهلش اللي بتعمله فيا دا!-دي وجهة نظرك يا ميادة ،بس وجهة نظري أنا إنك تستاهلي.-تمام إثم استأنفت:-ممكن مفتاح الأوضة بقى وممكن تفك الحصار دا وتفرج علي ؟!أخرج عدة مفاتيح من جيب بنطاله وأعطاها إياهم مع قوله الجامد:-نعديها المرة دي يا روح قلبي بس المرة الجاية مش ممكن أبدا ..وأنهى جملته ضاحكا، فضحكت رغما عنها على طرافته معها...طُرق الباب طرقات خافتة رقيقة ومن ثم دلفت فتاة جميلة تشبه والدتها تماما ،فتح لها ذراعيه فاندفعت إليه وعانقته بحب بالغ فهي ابنته الوحيدة ومدللته، بينما تبتسم ميادة بحب وهي تراقبهما بعينيها وقد تناست غضبها منه ،ثمقالت بشغف:اللي يشوفك مع ندى ميقولش إنك سليمان أبدا!-إزاي بقى ؟.-يعني مع ندى بتكون هادي وطيب وحبوب كمان لكن مع أي حد ثاني!-بكون عامل إزاي ؟قاسي-حتى معاكي يا ميادة ؟تنهدت بعمق وصمتت فامتعض وجهه لرد فعلها، فقالت لفتاتها:-خلصي ال Homework بتاعك يا ندى ؟فهزت رأسها الفتاة سلبا وردت:-لسة يا مامي في حاجات مش فاهماها ممكن تساعديني ؟-أوك يا قلبي روحي وأنا جاية وراكي.انصرفت الفتاة ونهضت ميادة عازمة على الذهاب خلفها ،إلا أنه أمسك رسغها وجذبها نحوه بعنف فسقطت جالسة على ساقيه !!ليقول بثبات انفعالي:-ميادة عايزك في موضوع ..فازدردت ريقها بخجل وقالت:-موضوع إيه ؟!ففاجأها بقوله الهادئ رغم قساوته:-(أنا عاوز أتجوز يا ميادة...)فصول نوفيلا حرم سليمان باشانوفيلا حرم سليمان باشا للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الأولعاد ((سُليمان )) من شركته ومقر عمله مساءً حيث يمتلك مجموعة شركات هائلة تُسمى بشركات سليمان باشا...أغلق باب الغرفة وأخذ يتنفس بعمق ويحاول ضبط أعصابه الثائرة والتحكم بها قدر استطاعته، بينما تتجه ((زوجته)) إليه وتخلع عنه سترته بهدوء وابتسامة، بينما يجلس بانهاك على طرف الفراش وتهبط هي بدورها لتخلع عنه حذائه والإبتسامة لا تفارق وجهها، نظر لها مطولا يحاول أن يبادلها الابتسامة أو نظرة الشغف التي في عينيها لكنه يعجز!ماذا فعل بنفسه!أظلمت الدنيا في عينيه وحلت عليه غياهب الحزن، منذ تلك الليلة التي تزوج بها للمرة الثانية وكانت القهرة له ولحبيبته ((ميادة)) لقد كسر قلبها، القاسِ!ولم يكتف بعد! مازال يكسرها ويقهرها أي حب يذعمه هذا؟!تذبحه نظرة عينيها وتقتله دموعها قتلا بلا شفقة!-حبيبي مالك؟!انتشله سؤالها من شروده ويديها اللتين راحتا تدلكان كتفيه بحنان، فابتعد عنها بصمت قصير ونهض واقفا ليقول بصوته الأجش:-نامي أنتِ هتمشى شوية في الجنينة وبعدين هبقى أطلع وأنام..فقالت بضيق:-تمام..خرج من الغرفة وكأنه يهرب إلى ملجأه، بخطوات سريعة تُشبه الركض اتجه إلى غرفته الثانية الدافئة التي تضم بين جدرانها حبيبته ميادة عشقه وجوهرته الثمينة..فتح بمفتاحه وولج بهدوء ليجدها نائمة وتبدو متعبة..حبيبته المسكينة، الشرسة!مسكينة في عشقها له!وشرسة في تمردها عليه..!ابتسم واقترب من فراشها وجلس جوارها تماما بحذر، ولم يلمسها خوفا من أن تستيقظ وتثور عليه وتبعده عنها، يكفي أنه بجوارها الآن يستنشق عبيرها المنتشر في أرجاء الغرفة، آهٍ يا ميادة، يا ملاذي الوحيد.لم يستطع الصمود أكثر من ذلك واقترب منها بتمهل إلى أن قبّل وجنتها برفق وشوق، لكنها استيقظت على إثر القبلة ثم انتفضت جالسة وصرخت بوجهه بحدة قاسية:-إيه اللي جابك هنا؟!، ابعد عني..زفر بضيق ولم يبتعد عنها بل قال بغضب:-كفاية بقى يا ميادة أنا مش هسكت على اللي بتعمليه دا كتير أنتِ فاهمة؟!نهضت عن الفراش بعنف بعد أن دفعته في صدره باشمئزاز وكأنه أصبح شخص تبغضه بشدة ليس حبيبها الذي كانت ترغبه بشدة!ومن ثم صاحت بتمرد:-مش هتسكت؟!، يعني هتعمل إيه يا سليمان باشا؟! أنا مابقتش أخاف منك! ميادة بتاعة زمان دي تنساها خالص أنت فاهم؟!توسعت عيناه بغضب شديد وذهول!لم يصدق ما تقوله زوجته!وماذا كان ينتظر منها بعد أن كسرها بيده، بكامل إرادته وكامل جبروته أيضاً!نعم هي زوجته، تتحداه، تثور عليه وتتمرد ولن تخشاه بعد اليوم..-ميادة!هكذا صاح بصوت جهوري وهو يقترب منها بضيق شديد يجتاح صدره، بينما يشير لها بسبابته محذرا:-اصحي لكلامك يا ميادة واعرفي إنك بتكلمي جوزك تمام؟-مش تمام!صرخت واستأنفت:-مابقتش بعتبرك جوزي أصلا...وما إن ختمت جملتها تلك حتى تلقت منه صفعة قاسية أسكتتها وجعلت شفتيها تنزف، لكنها لم تتخل عن تمردها بعد ودفعته في صدره صارخة:-طلقني يا سليمان مابقتش عاوزة أعيش معاك هو بالعافية يا أخي!وانهارت باكية بمرارة، ليجذبها بعنف إلى صدره ويضمها إليه في عناق قاس وكأنه يثبت له ولها أن أحضانه هي فقط مقرها!ومهما ثارت هي أو غضب هو ستسير الحياة وهما معا وكما يريد هو لن يسمح لها بالابتعاد بالطبع!المسكينة تظنه يتركها ولو للحظة واحدة!-بحبك، بحبك يا ميادة...راح يهمس في آذنيها بنبرةٍ كانت قادرة على تهدئتها رغم ثورة قلبها، تشعر بصدق قوله ولكن فعله!يا للعجب يا سليمان، تعشقني وأنتَ لي السجان!شدد من احتوائه لها وكرر بنفس النبرة ولا حبيت ولا هحب حد قدك مهما كان، أقسم لك يا ميادةوبنبرة هادئة قالت بعد أن رفعت رأسها إليه بالكاد:-إزاي وأنت كسرتني وروحت اتجوزت عليا عشان أسباب تافهه؟ أنت بتفكر إزاي؟ إزاي بتحبني؟ إزاي إزااااي أنت مجنون أكيد مجنون!ابتسم بثبات تام وراح يمسح على وجنتها ثم على شعرها ثم يعود ويضمها مرة أخرى إلى صدره ويتنهد بعمق ويخبرها:.-مجنون ومهووس بيكي أنتِ يا قلبي، والله قلبي يا دودو...عجيب...هو إنسان عجيب غريب ماذا يفعل بها؟!هل يلعب بها ويحركها كيف يشاء؟!ويا للعجب إن مشاعرها تجاهه تتحرك كما يريد يؤثر عليها بشكل قوي جدا، عشقه كالخدر حين يتخلل في ثناياها تكاد تفقد وعيها..شعر بسكونها التام بين ذراعيه، فابتسم بثقة وحملها بخفة وكأنه أيقظها بذلك!فأفلتت من بين ذراعيه وابتعدت في سرعة عنه واستجمعت ثباتها وهي تعيد عليه السؤال بحدة:.-مجاوبتش على أسئلتي وعمال تتهرب؟!-مابتهربش وأنتي عارفة الإجابة كويس!-إجابة مش مقنعة وكلها تفاهات!-بنتنا يا ميادة عندها ١٠ سنين ومن ساعة ما خلفتيها ماحصلش حمل تاني وأنا بكبر بقى عندي ٤٠ سنة ولازم أجيب الواد بأي طريقة حتى لو مش منك..ابتسمت بسخرية مريرة:-أنت بني آدم أناني ومش بتحمد ربنا يا سليمان!ضيق عيناه وجلس على الفراش بهدوء وراح يسند ظهره على ظهر الفراش قائلاً باسترخاء استفزها:.-بطلي غلط بقى يا ميادة أنا ساكت عن كلامك ومش راضي أزعلك فمتسوقيش فيها بقى أوك؟!-أنت مستحمل نفسك كدا إزاي يا سليمان بجد؟!، مش ملاحظ إنك مستفز ودمك تقيل؟!رفع حاجبه واتسعت عينيه قليلا مع قوله:-أنا دمي تقيل؟!-أيوة..-مقبولة منك يا ميادة، ممكن تيجي جنبي بقى عشان ننام الوقت أتأخر!كشرت عن جبينها وهي تسأله بغضب:-نعم؟ أنت هتنام هنا؟-اه عندك اعتراض؟!-أيوة طبعا عندي اعتراض ما تروح عند مراتك التانية أنا مش عاوزاك ولا طايقة ريحتك حتى!-يا ميادة بجدد هتغابى عليكي لمي نفسك!-طلقني يا سليمان بجد لو عندك دم طلقني وسبني لحالي!كز شفتيه بعنف ونظر لها بغضب ناري، بينما يهتف:-اتعدتي حدودك معايا يا ميادة ومش عاوز أمد إيدي عليكي تاني بجد، اسكتي!؛صمتت تحاشيا له ولكنها ظلت بمكانها بعيدة عنه، أما هو فقد قال لها بجدية:-هتفضلي واقفة مكانك لحد امتى؟!-لحد ما تخرج من الأوضة..-مش خارج من الأوضة!-يبقى هنام في الأرض، مش ممكن هنام جنبك بقولك مش طايقة ريحتك...هنا نهض متجها إليها بنفاد صبر، لكنها فرت هاربة منه وفتحت الباب ثم خرجت من الغرفة كي تثير غضبه، أخذت عهد على نفسها بأن تفعل كل ما يعضبه، ستقهره كما قهرها..خرج خلفها ركضا وهو ينادي عليها بغضب شديد:-ميادة، ميادة!تجمهر بعض الخدم على إثر صوته وراقبون ما يحدث بحذر بينما خرجت زوجته الثانية تشاهد ما يفعلاه...سليمان باشا يركض وكأنه يركض خلف طفلة، الذي يهابه الجميع يركض بهذا الشكل خلف زوجته!بل يتوسلها أن تكف عن الركض!المجنونة جعلته يفعل أشياء لا تليق بشخصٍ مثله!أسرع في خطاه إلى أن لحق بها واعتقلها مجدداً بين ذراعيه وهو يصيح بها غاضبا:-إيه لعب العيال دا أنتِ اتجننتي!-سبني بقى يا أخي طلقني بقولك مابتفهمش!-إيه دا إيه قلة الأدب والسفالة اللي أنا سمعاها دي يا ميادة هانم؟!وكانت هذه العبارة للسيدة ((عفت )) التي أتت على كرسيها المتحرك في غضب...وأخرتها إيه يا مرات إبني؟!هكذا استأنفت (عفت) حديثها الحاد، وأضافت ساخرة:-إبني من حقه يتجوز واحدة واتنين وتلاتة يا حبيبتي ودا شرع ربنا كفاية بقى دلع ماسخ مالوش طعم!تخلصت ميادة من ذراعي زوجها وردت بحدة مماثلة:-من حقه يتجوز لما أكون أنا مش مالية عينه ولما أكون أنا موافقة على جوازه مش غصب عني يا عفت هانم!-اسكتي بقى!نطق سليمان وهو يحذرها بعينيه ويتوعدها، بينما تكمل والدته باستهجان: .-هو مين قالك إنك مالية عينه يا حبيبتي؟!اتسعت عيني ميادة بغضب، بينما تكلم سليمان بضيق:-ماما من فضلك!نظرت له ميادة وهتفت:-ماما من فضلك!هو دا اللي قدرت عليه؟ ما ترد وتقول إذا كنت مالية عينك ولا لا؟! قول إنك طماع ومريض عشان ربنا اداك بنت وأنت عاوز ولد أتكلم ساكت ليه؟-ميادة كفاية مأتخلنيش أمد إيدي قدام حد لمي الدور وتعالي معايا يلا!بينما تتحدث عفت قاصدة إفساد كل شيء:.-دي يا بني عاوزة الدبح مش مد الايد، هو فيه واحدة ترد وتغلط في جوزها كدا؟! والله ستات آخر زمن!بينما انضمت زوجته الثانية ((شمس)) إليهم في صمت، فقط تبادلت النظرات النارية مع ((ميادة)) وبينما تضيف عفت بابتسامة عريضة:-تعالي يا حبيبتي، تعالي ماتتكسفيش أنتِ زيك زيها هنا وهي مش أحسن منك في حاجة، تعالي دا أنتِ الغالية اللي هتجيب لإبني اللي نفسه فيه!ضحكت ميادة بتهكم يشوبه مرارة كالعلقم:.-أنتوا مجانين، مش طبعيين أبدا أصلا..ثم التفتت إليه صارخة باهتياج:-لو عندك كرامة يا سليمان طلقني!وكالعادة!كان رده قاس مثله تماما، كانت صفعة عنيفة منه وبعدها!حملها وصعد بها إلى غرفتها تاركا والدته وزوجته تبتسمان برضى!وعن ميادة كانت تركله بقدمها وتصرخ بلا توقف وهو يحاول تهدئتها بشتى الطرق إلا أنها كانت ترفض منه كل شيء..ظالم قاسي، وقاهر!-بكرهك، بكرهك!-آسف والله آسف..هكذا قالت وهكذا رد...هكذا تدفعه وهكذا يحتضنها...يُحبها؟!أجل يُحبها حبا جما..فلمَ جرح الفؤاد وجاء يطلب السماح؟!تاااابع اسفل
 
 




look/images/icons/i1.gif رواية حرم سليمان باشا
  05-04-2022 03:18 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا حرم سليمان باشا للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني-عارف إني جرحتك، بس طلاق مش هطلق أنتِ ماتعرفيش أنتِ إيه بالنسبالي، مش هقدر أعيش من غيرك..-أنت كذاب، بتضحك على نفسك ولا عليا؟! مش قادر تعيش من غيري بس قادر تجرحني! مش قادر على بُعدي؟ بس قادر على قهري وظلمي!قولي أنت بتفكر إزاي؟! إزاي بتفكر بالله! أنا مابقتش قادرة أستحملك ولا أستحمل اسلوبك المريض بالله عليك سيبني لحالي ولأبويا وأمي هما أولى بيا!-حاولي تفهميني عشان خاطري يا ميادة، ممكن تسمعيني بهدوء الأول؟!-مش عاوزة أسمعك!-بس أنا عاوزك تسمعيني، وبعدها هعملك اللي أنت عاوزه، ممكن يا ميادة؟!نظرت له باحتدام وقالت متأففة:-اتفضل وخلصني بقى..أجلسها بيديه على الفراش وجاورها بهدوء قائلاً:-ميادة أنا هبدأ كلامي بجملة واحدة يمكن أنتِ زهقتي منها ومبقتيش مصدقاها، بس أنا والله مأقدرش أعيش من غيرك لحظة ولو فاكرة إني ممكن أحب واحدة غيرك تبقي عبيطة!اغرورقت عينيها بالعبرات وبضعف همست:-أنا فعلا عبيطة عشان حبيتك...تجاهل حديثها عمدا وأكمل بتنهيدة عميقة:-كل الناس عاوزة تورثني بالحيا يا ميادة، عاوزين ياخدوا شقى عمري ويسرقوا تعبي وينهشوا في لحمي كل العيون باصة ومستنية أقع وأنا بعافر لوحدي مافيش حد معايا بحميكي أنتي وبنتي وفي نفس الوقت خايف عليكوا لازم أجيب ولد يكبر ويشيل اسمي ويورثني و...-وبنتك مش هتشيل اسمك؟! مش هتورثك؟! مش هتسندك..-دي بنت والبنت ضعيفة محتاجة اللي يحميها مش عاوزين نضحك على بعض، لما يكون لها أخ هتكون مرتاحة أكتر أنا مش عاوزها وحيدة!ضحكت ساخرة:-وأنت بقى إيه يضمنلك إنك هتجيب ولد ما ممكن تيجي بنت برضوه!-هخلف لحد ما أجيب الولد..-ولو جات بنت في كل مرة ولو أنت جالك عقم ومبقتش تخلف!وهُنا صاح بها معنفا-جرى إيه يا ميادة، بتقفليها في وشي ليه! فال الله ولا فالك يا شيخة..هزت رأسها بعنف وقالت له بشراسة:.-كلامك كله مش مقنع ومش منطقي أنا عاوزة أسألك سؤال واحد، لو أنت كنت مبتخلفش تفتكر كنت هسيبك؟!قال لها بضيق:-معرفش!-طب نفترض إني سيبتك كنت هتعمل إيه؟!-برضوه معرفش!-مش بتقول متقدرش تعيش من غيري؟ رد وقولي كنت هتعمل إيه كنت هتحس بالقهر صح؟!تنهد وأجابها منفعلا:مكنتش هحس بالقهر كنت هقتلك! عشان أنتِ مش هتكوني لحد غيري مهما حصل!ابتسمت في تهكم شديد ودفعته بعيدا بقهر:-عرفت إنك أناني!-أنا مش أناني وبطلي تقولي الكلمة دي تاني لو عاوزة تتربي يا ميادة أنا هربيكي وأنتي عارفة إني ممكن أعمل كدا كويس..-لا يا سليمان باشا أنا أهلي ربوني كويس ومش هيجي واحد زيك يربيني على آخر الزمن..راح يكور قبضتيه في غضب شديد ويكز شفتيه بعنف ودعى الله أن يمنحه الصبر عليها ولذلك ابتعد قائلا بغضب مكتوم:-همشي من قدامك ودا أحسن لك أنتِ..وانصرف على ذلك صافقا الباب خلفه بعنف ولاحقته المزهرية التي تهشمت على الفور خلفه وثم أطلقت صرخة عالية تكاد تحرق روحها فسمعته يغلق الباب المفتاح كمن يغلقه على أسير، هي كالأسرى تماما وهو كالسجان..لا وصف لعلاقتهما إلا هكذا!(في صبيحة اليوم الموالي، )فتحت ((ميادة)) عينيها وسعلت بشدة حيث دخان التبغ خاصته يملأ غرفة نومهما!اعتدلت جالسة في الفراش وهي تضع يدها على صدرها لتجده جالسا هُناك على الأريكة المقابلة للسرير.يضع قدما فوق الأخرى ويدخن بشراهة ويبدو أنه يفكر في أمر مهم..استفزها تصرفه كما تستفزها جميع تصرفاته، هذا حتما سيقضي عليها في أي وقت!نهضت متجهة نحوه وقالت بضيق شديد:.-أنت مش عارف إن فيه بني آدمة نايمة في الأوضة؟! ازاي تدخن بالطريقة دي؟!نظر لها وابتسم براحةٍ، راحةٍ كبيرة تجتاحه عندما ينظر لها، عندما تقترب وتحدثه، وتكون بجانبه!بينما يقول بارتخاء تام:-صباح الخير..زفرت حانقة منه وغليت دماؤها في عروقها بسبب ثلجيته تلك كأنها تتعامل مع لوح من الثلج!-يلا عشان نفطر مع بعض يا حبيبي..باغتها بهذه الجملة وهو ينهض مقترب منها ينوي احتضانها!لكنها ابتعدت عنه وذهبت إلى الحمام في سرعة وصفقت الباب خلفها، فجلس على الفراش يتنهد تمهيداً ممدوا مع قوله:-برضوه بحبك!خرجت بعد نصف ساعة تقريباً من الحمام وهي ترتدي كامل ملابسها وقد ظنت أنه انصرف من الغرفة لكنها وجدته جالسا ومستندا إلى ظهر الفراش، فرمته بنظرة ثاقبة نارية وأردفت بضيف:-بتعمل إيه هنا ما تروح لحبيبتك!-أنتِ حبيبتي يا قلبي..زفرت بعنف وراحت تصفف شعرها بعناية، بينما تسمعه يقول بمشاكسة:.-هتفطري معايا تحت، أنا قاعد من ساعة ما صليت الفجر مستنيكِ تصحي عشان تفتحي نفسي..نظرت له بتهكم سافر:-صليت الفجر! اللهم قوي إيمانك يا سليمان باشا..أطلق ضحكة عالية وقال غامزا:-آمين..-اللي يشوفك كدا يقول إنك بتتقي الله وأنتٓ أصلا ماتعرفش ربنا!اعتدل في جلسته وقال بجدية مصطنعة:-كدا ابتدينا نغلط يا ميادة..أضافت ساخرة:-يلا قوم اضربني ما دي أكتر حاجة أنت شاطر فيها..-مش شاطر ولا حاجة أنتِ اللي بتستفزيني بس أنا بحبك..اقترب منها وعانقها قسرا مع قوله الهامس:- أنتِ كمان بتحبيني وأنا متأكد ومتنكريش دا..-مش هتقدر تأثر عليا على فكرة، انسى! أنت هتطلقني ودا وعد مني هخليك تطلقني...ضحك على ثقتها الزائدة في قولها فيما يقول رافعا حاجبه:-مش عارف جايبة القوة دي منين؟! ماحدش يقدر يكلمني كدا على فكرة!كادت تتكلم مرة ثانية، لكنه قاطعها بصرامة:.-مش عاوز أسمع منك كلمة تاني، قدامي عشان ننزل نفطر تحت يلاااا..اعترضت قائلة:-مش هفطر مع الناس دي!-إيه الناس دي؟! أمي ولازم تحترميها تمام!-أنا مغلطتش فيها عشان تقولي كدا أنا بقول مش هفطر معاهم وأنا حرة والله!-طب عدي يومك وتعالي معايا يا ميادة!وبعناد واصلت:-مش هتمشيني على مزاجك أنا إنسانة من حقي أعمل اللي عاوزاه مش اللي أنت عاوزه تمام!-تمام يا حبيبتي مافيش مشكلة...ختم جملته وحملها عنوة فوق كتفه مع قوله:-بس أنا أسف مضطر أعمل اللي أنا عاوزه وأخدك تفطري معايا تحت يلا بينا!..نزل بها الدرج وهو يحملها گطفلة، وهناك كان قد جلس الجميع على مائدة الطعام، اتسعت عيني ((شمس)) عندما شاهدت هذا المشهد الحارق لقلبها، وشعرت بأنها تريد قتلها وقتله معا، ولم تختلف حالة السيدة عفت عن حالتها أيضًا..فقد نظرت لها نظرة حادة وهي تقول بعدم رضا:-هي ملهاش رجل تمشي عليها يابني؟!لم يرد سليمان ثم أنزلها وكاد يجلسها على كرسيها المعتاد الذي يجاور كرسيه، لكنه وجد (( شمس)) تجلس عليه، فلم يتردد في قوله:-بعد إذنك يا شمس دا مكان ميادة..كزت شمس على أسنانها وتنحت جانبا على مقعد أخر، فجلست ميادة بثقة وهي تنظر إلى شمس بتحدٍ، بينما جلس سليمان ويتناول الطعام بصمت، فتابعت والدته بغضب عارم:-سليمان!نظر لها وقال بجدية:-نعم يا أمي؟-أنا بكلمك على فكرة، وبقول هي ملهاش رجل تمشي عليها؟! أنت مصر تدلعها الدلع الماسخ دا!ابتسمت ميادة وراحت تطعمه في فمه قبل أن يجيب عليها، ثم قالت بدلال:-عندي رجل يا طنط بس بتوجعني لما بمشي عليها فسليمان حبيبي مبيحبش يتعبني فبيشلني دايما عشان يريحني..ضحك ((سليمان)) رغما عنه وأكمل طعامه بابتسامة عريضة، بينما تقول والدته بحدة:-مراتك بتفرسني يا سليمان، شايف طريقتها!سليمان بهدوء:.-مافيش داعي للمشاكل دي يا ست الكل..-ماشي يا سليمان ماشي!بينما قالت شمس بنعومة تجيدها:-حبيبي اعملك جبنة ولا لانشون؟ابتسمت ميادة قاصدة مضايقتها وقالت:-متتعبيش نفسك أنا عملتله، خليكِ مرتاحة.نهض سليمان قائلا بجمود:-الحمدلله، ثم توجه إلى الباب قائلا:-لازم أمشي دلوقتي..خرج من الباب فنهضت ميــادة قائلة بدلال:-بعد اذنكم هروح أودع جوزي...اندفعت خلفه ولحقت به في الحديقة الخارجية، نادت عليه بخفوت فالتفت لها مبتسما وفتح ذراعيه لها غامزا باستفزاز، رمقته بنظرتها الثاقبة له كما العادة وتبخر دلالها الذي كان في الداخل وما إن شعرت بأحد خلفها وقد علمت من هذا الأحد..اقتربت منه وعدلت من ياقة قميصه وابتسمت قائلة بهمس:-مش بعمل كدا عشان سواد عيونك!، لولا إني عاوزة أفرسها مش هعمل كدا..أومأ برأسه قائلا بمزاح:.-عارف والله يا نكدية هانم! بالمناسبة بقى هي واقفة ورانا اديني حضن كبير قبل ما أمشي..رفعت حاجبها قائلة بتذمر:-امشي من هنا أنت هتصدق نفسك..قبّل رأسها عنوة وانصرف بعد ذلك بعد أن أرسل لها قبلة هوائية!..


look/images/icons/i1.gif رواية حرم سليمان باشا
  05-04-2022 03:22 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا حرم سليمان باشا للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالثالتفتت ميادة وقابلتها بنظرة ساخرة , بادلتها الأخيرة بنفس النظرة مع قولها:-لو بيحبك مكانش اتجوز عليكِ أبدا!ضحكت ميادة وقالت بعد ذلك باحتدام:-ولو أنتِ عندك كرامة مكنتيش قبلتي تتجوزيه! بعد ما كنتِ هتموتي عليه زمان وسابك واختارني أنا دلوقتي بتجري وراه تاني!-لا سوري دلوقتي هو اللي بيجري ورايا وهو اللي طلب مني أكون مراته يا ميادة هانم مش أنا!-أنتِ عارفة سبب وجودك هنا كويس..ابتسمت شمس وقالت:.-وجودي هنا زي وجودك ولو جبت بقى الولد! هيبقى وجودك مالوش لازمة! فمتتغريش يا حبيبتي أوي كدا!-مسكينة، أنتِ مسكينة أوي!تركتها وذهبت إلى غرفتها، وذهبت شمس إلى الداخل وقلبها يتآكل غيظا، توجهت نحو السيدة عفت وجلست قبالتها في قهر، بينما نظرت لها عفت وقالت:-بكرة تبقي أنتِ الكل في الكل وهتقولي خالتي قالت يا شموسة..نظرت لها شمس بضيق سافر مع قولها الصارم:.-دا مش شايف غيرها أصلا حواليه، إبنك يا طنط اتجوزني عشان رغبة عنده وأنا المغفلة قبلت أتجوز عشان بحبه بس مكنتش أعرف إن لما أبقى معاه هتذل كدا!-يا حبيبتي كُلي عقله، شوفي هي بتعمل إيه وإعملي زيها، خليه ميشوفش غيرك أنتِ خليكِ شاطرة، وإن كان عليا أنا هكرهه فيها على قد ما أقدر أنا أصلا لا بحبها ولا بطيقها مش كفاية أبوها سواق وأمها حتة موظفة لا راحت ولا جات، نسب يعّر! سليمان ابني يتجوز البت دي ليه نفسي أعرف بتعمله إيه! لولا ندى حفيدتي كنت رمتها في الشارع وغورتها في داهية..شمس داعية:-يارب تغووور في داهية يارب...وهناك في غرفة ميادة، أخذت تسير جيئةً وذهابا على غير هدى، ثم أمسكت هاتفها وأجرت اتصال عليه، وحينما رد بغاتته بالرد القاس:-بكرهك! عارف يعني إيه!أما هو فقد تنهد بصوت عال قائلاً بضجرٍ:-أه عارف يا مجنونة، عاوزة إيه يعني؟!-عاوزة أخرج أزور أهلي قول للحرس تفتح لي البوابة وبطل إسلوبك دا بقى..سليمان بثبات؛-ماينفعش أسمح بكدا لأنك مجنونة وممكن تحرقي قلبي-والله! أحرق قلبك إزاي يا سليمان؟-ممكن تغفليني وتسبيلي الدنيا وتمشي صح؟!قالت بيأس:-لو عاوزة أسيب الدنيا وأمشي همشي ولو حطيت ألف واحد على القصر أنت متعرفنيشضحك بشدة على ثقتها الدائمة بنفسها ثم قال من بين ضحكاته:-دمك خفيف يا دودي وسكر هو أنا بحبك من شوية يا قلبي!-هتسمح أزور أهلي؟!-أسمح يا فندم..هكذا قال بمرح، ثم تابع:-بس أي غدر هتلاقيني فوق راسك سامعة يا دودو؟!-طيب! بس مش هخرج مع الحرس نهائي!رفع حاجبه بغيظ:.-إيه الشروط دي كلها يا ميادة، ما تفوقي بدل ما أفوقك! أنتِ ناسية أنا مين ولا إيه؟اختتم جملته قاصداً اغاظتها، فردت بغيظ بالفعل وقد نجح هو في ذلك:-متجوزة واحد جبار وظالم عارفة متقلقش..-أوك الله يسامحك يا ميادة مهما تعملي برضوه مش هعتقك معلش مقدر ظروفك!-أنا هلبس دلوقتي وهخرج أنا وندى، سلام!-خلي بالك من نفسك يا حبيبي..أغلقت الهاتف في وجهه، فزفر وهو يلقي الهاتف أمامه على المكتب قائلا بضيق:.-ربنا يهديكِ عليا!بعد مرور ساعة من الزمن، في بيت أهل ميادة..جلست والدتها معها تُرحب بها وتقبلها بلهفة فهي تقريبا لم تزورها منذ ثلاثة أشهر..وبعتاب أردفت الأم:-هُنت عليكِ تغيبي عني المدة دي كلها يا ميادة لا أنا ولا أبوكي كنا مرتاحين في بعادك عننا يا حبيبتي.-معلش يا ماما كنا في شوية مشاكل كدا حقك عليا..الأم بامتعاض:-مشاكل ولا جوزك حرمنا منك وبيستعر مننا؟!أسرعت ميادة في الرد:.-لا والله يا ماما سليمان عمره ما أستعر أبدا منكم بالعكس والله، هو بس بيخاف أجي هنا ومرجعش فمش بيرضى يخرجني مش أكتر..-يا بنتي إيه اللي جابرك على الذل دا؟ ليه تعيشي مقهورة وترضي يكون ليكِ ضرة وتستحملي قساوته دي؟تنهدت ميادة وقالت:-عشان خاطر بنتي يا ماما..-لا يا ميادة عشان خاطره هو، مش عارفة بتحبيه رغم كل اللي بيعمله فيكِ إزاي؟!-ربنا يهديه يا ماما، قوليلي بابا عامل إيه؟ وحشني أوي...-زمانه جاي دلوقتي يا حبيبتي.بعد قليل...كان قد حضر والدها الذي دلف وجبينه يتعرق بشدة..تجهم وجهه ما إن رأى ابنته وولج فورا إلى الغرفة..بينما دمعت عيني ميادة بحزن وهي تنظر إلى والدتها قائلة:-بابا لسة زعلان مني يا ماما، أعمل إيه عشان أرضيه لو عاوزني أقعد وممشيش هعمل كدا..-هيهدى يا حبيبتي وهيبقى كويس هو بس زعلان من خوفه عليكي هو متخيل إن جوزك يبهدلك وخايف يجراله حاجة وهو مش مطمن عليكي، متزعليش يا حبيبتي.أومأت ميادة برأسها وقالت بمرارة:-أنا لازم أتصرف مع سليمان..خرجت ميــادة بصحبة إبنتها من البناية التي يقطن بها أهلها وسارت بها عدة خطوات لـتفاجئ بشخص ظهر أمامها فجأة وقال بصوت أجش:-نورتي الحتة يا ست ميادة، عاش من شافك..فقالت ميادة بارتباك:-ربنا يخليك شكرا..نظر لها الشخص نظرة اعجاب، فهو كان جارها وكان يريدها زوجة ولكن جاء من اختطفها من عالمهم إلى عالمه وصمت الجميع بعد ذلك...بينما يتابع باسما:-مبقتيش تزورينا ليه هو إحنا خلاص مبقناش قد المقام؟!-لا متقولش كدا أنتوا أهلي وناسي...وكاد يتكلم ثانية لكنه لم يستطع حيث هناك من خلفه جذبه بقوة للوراء وتلقى صفعة مفاجأة منه ومن ثم آتاه صوته الصارم:-إزاي تتجرأ وتوقف مراتي في الشارع؟نظر له الأخير بذهول تام وهو يضع يده مكان الصفعة، فباغته سليمان بالرد قائلا بغضب ناري:-لو كررتها تاني فيها موتك، سامع!ختم جملته القاسية ونظر لزوجته ثم جذبها خلفه ذاهبا إلى سيارته ودفعها بعنف هي وإبنته ثم صفق باب السيارة بقوة غاضبة، ركب في الأمام جوار السائق وانطلقت السيارة بهم...وطوال الطريق كان الصمت سيد الموقف لا يتكلم كلاهما...وعند وصولهما إلى القصر ترجلت ميادة في سرعة بصحبة فتاتها وتوجهت إلى الداخل ثم إلى الأعلى..بينما صفق سليمان الباب بعنف وسار يتمهل في خطواته، تبعها ذاهبا إلى الغرفة وفتح الباب داخلا إليها ثم قال بجدية:-روحي على أوضتك يا ندى..انصاعت له الفتاة وأسرعت إلى غرفتها، وظلت ميادة بمكانها ناظرة له بتحد وغضب..اقترب هو منها وعقد ساعديه أمامه قائلا بصوت جهوري:-إزاي تسمحي لنفسك تقفي قدام واحد زي دا وتتكلموا عادي كدا؟!-أنت بتراقبني؟-ردي على سؤالي!-مش هرد!هكذا أردفت بتحد صارخ ونظرت له بقوة، بينما هو تحلى بالصبر ووضع يديه في جيبي بنطاله ثم قال:-مافيش خروج من أوضتك تاني لأي سبب من الأسباب والمرة دي مفهاش سماح!أشعل بداخلها ثورة، فجر البركان الخامد بداخلها، لقد أزاد قسوته معها، وهي لن تتحمل لقد سئمت حياتها معه لذا قالت بصراخٍ:-أنت أناني ومعندكش كرامة ولا دم عشان معيشني معاك غصب عنك، أنت واحد مريض وأنا مش هستحملك بعد النهاردة تاني..رفع يده عاليا وكاد يصفعها لكنه تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة وكور قبضة يده بشراسة، والتفت موليها ظهره وأخذ صدره يصعد ويهبط بقوة شديدة..ثم قال محاولا ضبط أعصابه:-هعتبر نفسي مسمعتش الكلام دا منك!-أقول إيه تاني عشان تفهم إني مبقتش بحبك ومش عاوزة أعيش معاك؟! كفاية معاملتك السيئة دي بقى ليا كفاية يا أخي كفاية، صبرت على قسوتك كتير وعلى ظلمك بس لحد هنا وكفاية أنا مش حيوانة عشان تعمل فيا كدا أنا إنسانة، انساااااااانة!كان يسمعها بصمت، لم يتكلم ولم يلتفت لها، يقسم أنها محقة في كل كلمة، غيرته عليها تظهر في صورة قاسية للغاية، حبه يظهر في صورة قهر مميت..لا يعرف كيف يرضها وكيف يتخلَ عن رغباته التي وضعها قبلها..لكنه يفهم شيئا واحدا فقط...يُحبها، حبا جارفا ولم يعشق مثلها، ربما هي تفهم ذلك ولذلك هي مازالت معه، في أحضانه..لكنها حتما ستزهد حياتها معه إن لم يحاول التغيير من ذاته وإظهار حبه في صورة تليق بها وبه...-لو لسة ليا معَزة عندك يا سليمان طلقني..قالتها ببكاء وانهارت على فراشها وقد خارت قواها...فالتفت لها آنذاك وقال بمرارة:.يوم ما أموت يمكن ترتاحي مني يا ميادة لكن طول ما فيا نفس مش هتبعدي عني أبدا، أبدا يا ميادة...تركها وانصرف مغلقا الباب خلفه، فهمست ميادة من بين بكائها المرير:-عمري ما هرتاح يا سليمان طول ما أنا بحبك، ومش هعرف أبطل أحبك!


look/images/icons/i1.gif رواية حرم سليمان باشا
  05-04-2022 03:23 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا حرم سليمان باشا للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابعكانت تجلس ((شمس,)) في حديقة القصر تستنشق الهواء بعمق وهي تُفكر في مصيرها مع سليمان؟!ما الذي ينوي فعله معها؟! هل سيجعلها تحمل فقط لتأتي بالولد؟! وبعدها سيتركها ذليلة وحيدة؟!وإن لم تأت به؟!كل هذه التساؤلات دارت بخلدها منذ الوهلة الأولى لها معه وحينها وجدت أنها الخاسرة في كل شيء لذا ابتسمت ساخرة وأغمضت عينيها قائلة في نفسها:-عشان خاطر حرقة قلبي يا سليمان وعشان استخدامك ليا هدمرك..فتحت عينيها وصُدمت به يقف أمامها بشموخه، ابتلعت لعابها بخوف وحملقت به بارتباك، وبعد صمت طويل قال بصوت أجش:-كنتِ سرحانة في إيه؟!-ولا، ولا حاجة عادي..ضاقت عيناه بغموض وقال بهدوء:-تمام، أخبار التحليل إيه؟!قالت بتوتر:-لسة معملتش..رد محتدا:-ليه؟!-مكنتش فاضية!ضغط على نواجذه وتابع بضيق:-تعمليه وتقوليلي النتيجة، مفهوم؟!لم ينتظر منها رد وانصرف على ذلك، فقالت في وليجة نفسها:.-عاوز تاخد كل حاجة! دا في أحلامك يا سليمان!سار سليمان عدة خطوات في حديقة القصر ليجد فتاته جالسة تحت شجرة ما ويبدو عليها الحزن الشديد , نظر لها بأسف وراح يجلس جوارها ببساطة ومسد على شعرها قائلا بحنو:-ندى حبيبتي مالك قاعدة كدا ليه؟!رفعت الصغيرة رأسها إليه وقالت بهدوء؛-زعلانة يا بابي..-من إيه يا حبيبي؟-منك أنت يا بابي..تنهد سليمان تمهيداً ممدوا بعمق فهو كان يتوقع هذه العبارة منها، فقال متسائلا:-ممكن أعرف ليه؟-عشان أنت مش بتحبني!صدمه ردها عليه، فرفع وجهها إليه قائلا ببعض الحدة:-ليه بتقولي كدا يا ندى دا أنتِ أغلى حاجة عندي.قالت ندى ببراءة:-أنت مش بتحبني ومش بتحب أي بنت في الدنيا عشان لو بتحبني يا بابي كنت مش هتتجوز على مامي عشان يبقى عندك ولد ولو بتحب البنات مكنتش هتضرب مامي، لأن مامي بنت وأنت بتضربها واللي بيحب حد مش بيضربه ومش بيزعله..سليمان وقد انتابته دهشة كبيرة:.-أنتِ عرفتي الكلام دا منين يا ندى؟ الكلام دا كلام كبار يا حبيبتي.ردت الصغيرة وهي تمط شفتيها:-بابي أنا عندي ١٠ سنين أنا فاهمة كل حاجة وبسمع كل الكلام اللي بتقولوه مش بيكون قصدي اتصنت بس الصوت بتاعكم بيكون عالي أوي..صمت سليمان بضيق وهو ينظر إلى الفراغ، فأكملت الفتاة:-بابي أنا ممكن أكون سندك لما أكبر مش شرط أكون ولد.-عارف يا حبيبتي بس مهما كان أنتِ ضعيفة ومحتاجة حد يحميكي أنا يا حبيبي مش هعيش العمر كله لكن لو ليكي أخ هيحميكي وهيكونلك سند...الفتاة بعقلانية:-وأنا يا بابا هعيش العمر كله؟أو أخويا هيعيش العمر كله؟ ممكن يا بابي نموت صغيرين...!الأب في حالة استغراب شديدة:-ما شاء الله يا نودي إيه العقل دا؟ وازاي بتقدري تفكري كدا..ندى وقد قالت باسمة:.-مامي دائما بتفهمني وبتخليني أقرأ حاجات كتير تفيدني بصراحة يا بابي مامي كويسة أوي ممكن تسيب طنط شمس ومش تحرق قلب مامي؟ بليز يا بابي بليز..ابتسم سليمان وضمها إلى صدره قائلا بحنين:-مامي دي أجمل حاجة في الدنيا يا ندى...ابتسمت ندى وأكدت على قوله قائلة:-فعلا يابابي، بس ممكن تراجع نفسك؟!هز رأسها باسما وقال:-حاضر يا حبيبتي...بعد مرور يومين...تمنى سليمان لو أن هذا كان كابوسا، تمنى لو يستيقظ الآن ويجدها جواره!هل ذهبت بالفعل؟!هل تركته يتألم ورحلت عنه؟!كيف تم هذا؟!وهو الذي وضع رجال شُداد، حُراس عليها، فكيف خدعتهم وهربت منه؟!هل هان عليها سليمان لتتركه يموت وهو على قيد الحياة؟!لا لن يتحمل بُعدها عنه، لن يتحمل أبدا...صرخ وطاح بكل شيء موضوع أمامه في قهر إلى أن جُرحت يده، وكاد يبكي!سليمان باشا يدمع!حسرةً وألما عليها، على حبيبته..هكذا يُحبها بعنف..الأمر ليس بيده، لقد وضع الله محبتها داخل قلبه بهذا القدر الكبير، وجودها حياة وبُعدها موت!فكيف السبيل إلى حياته الآن؟!فُتح الباب وولجت منه السيدة (عِفت ) على مقعدها المتحرك في أسف، تحركت ناحية إبنها الذي كانت حالته يُرثى لها وأصبح في ضياع تام..ثيابه غير نظيفة، شعره مشعث، عيناه ذابلتان..بحث عنها ولم يجدها، لم يذق النوم منذ رحيلها عنه، لم يتذوق طعام...لم يتذوق الحياة فهي الحياة!هو من أضاعها يعلم ذلك..!-سليمان، يابني متحرقش قلبي عليك، أنت بقالك يومين متدوقتش طعم الأكل ولا بتنام ولا بتشوف شغلك، ليه كل دا يا حبيبي بُعدها مش نهاية العالم!-لا نهايته!هكذا صاح بغضب، وتابع في مرارة:-أنا بحبها بحبها يا أمي مأقدرش أعيش من غيرها هي وبنتي حد يفهمني بقى لوجه الله!-كانت معاك ولو بتحبك مكنتش سابتك يابني..سليمان وقد نظر لها بحدة:.-كفاية ظلم ليها بقى!؛أنا اللي خلتها تعمل كدا وتسيبني وأنتي كمان يا ماما! على الأقل كنتِ وقفتيني عند حدي فوقتيني، قوليلي متتجوزش وارضى بنصيبك بس أنتي طاوعتيني وكسرتيها بكلامك زي ما أنا عملت!صمت يجاهد في ضبط أعصابه، ثم تحدث من جديد:-سبيني من فضلك لوحدي..تنهدت الأم بقلة حيلة وكادت تخرج من الغرفة، لكنها وجدت (شمس) تلج إلى الغرفة ومعها كأس من العصير، ابتسمت لـ سليمان وأعطته الكأس قائلة:.-حبيبي اشرب دا يروق دمك...قبل أن يصدر منه أي رد، دخل أحد الغرفة مندفعا وأطاح بالكوب فتهشم الكوب على الأرض..ونظر الجميع بذهول إلى الخادمة التي تصرفت بطريقة غريبة وجريئة!قالت عفت بصدمة:-إيه اللي عملتيه دا يا بنت؟فقالت الخادمة وهي ترتجف خوفا:-العصير دا محطوط فيه حاجة يا باشا أنا كان لازم أمنع حضرتك منه حتى لو عيشي هيتقطع بعدها..اتسعت عيني سليمان ونظر إلى شمس بذهول، شمس التي انقضدت عليها تُكذبها وتعنفها صارخةً بوجهها، نهض سليمان وأبعدها عنها بعنف لدرجة أنها سقطت على الأرض..صاح بصوت كاد يهز الجدران:-أنا مصدقها حتى من غير ما تحلف، مصدق إنك تعملي كدا وأكتر، أنتِ أكبر غلطة عملتها في حياتي يا شمس، أنتِ طالق، طالق، طالق!نهضت متحاملة على نفسها وهي تشعر بأن لديها نزيف عميق في قلبها الجريح..قالت بنبرة واهنة:.-كنت عارفة إنك هتعمل كدا في أي وقت، بس تعرف أنا بتمنى ميادة مترجعش لك تاني وتسيبك تتألم ولا تطولها ولا تطول الولد اللي بتتمناه وبتمنى بنتك تموت ومتلحقش تتهنى بيها..صفعها بقسوة هادرا:-اخرسي، يا مريضة!ضحكت بهستيرية قائلة:-أقولك على حاجة كمان؟! أنا كنت باخد حبوب منع الحمل عشان محققش اللي نفسك فيه إيه رأيك؟ طلعت مغفل مش كدا..؟جذبها من شعرها وجرها جرا خارج الغرفة وعلى الدرج ومن ثم أسرع يلقها خارج القصر صارخا باهتياج:-براااا، مش عاوز أشوف وشك تاني..أغلق الباب وهبط متهالكا خلفه وهو يشعر أن الحياة ضاقت عليه وبشدة!أين ميادة!أين هي ليرتمي بين أحضانها، فيزول همه بعدها...لمَ غابت شمسه المُشرقة وتركته بين غياهب الليل الحزين...وكانت السيدة عفت تراقبه من أعلى الدرج بعينين دامعتين وهي تشعر بالعجز الشديد عن مواساته، فما كان منها إلا أن تحركت في سرعة إلى غُرفتها والتقطت هاتفها بين يديها ثم أجرت اتصالا على ميادة، لكنها لم تجد رد منها..كررت الاتصال وأيضا لا رد، إلى أن يأست في أن ترد عليها...وتمر الأيام، يوما خلف آخر والحنين يزداد لدى سُليمان..كان يوميا يتصل عليها..لا بل كل ثانية!لكنها لم ترد عليه قط..لقد كان يبكي حقا، اجتاح قلبه الشوق لها ولفتاته الصغيرة..غيابهما شكل فارقا كبيرا جدا...اتصل على والديها مرارا وتكرارا وتوسل لهما أن يخبراه بمكانها، لكن الرد منهما كان منعرفش عنها حاجة ..فيزداد حزنه وتضيق دنياه أكثر..مر إسبوع على غِيابها، ليال عجاف وأيام ثقيلة كانت كفيلة أنها تُمرضه...شعر بضعف قواه رويدا رويدا جراء طعامه القليل جدا وشرابه...وحزنه الشديد قضى على ثباته، ليقع أسير مرضه على فراشه الخاوي...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 2 < 1 2 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
لمى السليمان – قصة حياة لمى السليمان سيدة الأعمال السعودية الشهيرة ART
0 268 ART
إسلام سليماني – قصة حياة نجم المنتخب الجزائري الموهوب والمتميز MoSalah
0 305 MoSalah
سليمان نجيب – قصة حياة سليمان نجيب الفنان المثقف laila
0 261 laila
حنان سليمان – قصة حياة حنان سليمان الفلاحة والكادحة في السينما laila
0 251 laila
جمال سليمان – قصة حياة جمال سليمان الفنان السوري المثقف laila
0 273 laila

الكلمات الدلالية
رواية ، سليمان ، باشا ،










الساعة الآن 08:45 PM