logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية إبن الخادمة وسليلة
  05-04-2022 05:51 صباحاً  
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث والثلاثون والأخير

صرخت نجيه حينما رأت إبنتها الملقاه أمام البيت في بركه من الدماء وجثت علي ركبتيها وربتت علي وجهها قائله
قلب أمك يا ضنايا أميره وقعتي تاني وانتي جايه
نزفتي يا سالم إلحقني
في البدايه ظنت أن إبنتها وقعت ولكنها قالت بهلع وهي تتلمس أثر الخرطوم علي جسدها
مين عمل فيكي كده، مين، عاصم الله ينتقم منه
خرج سالم لتلمع عيناه بالشر
وقال، عاصم عمل في أختي إيه أقسم بالله لأروح أضربه بالجزمه.

صرخت نجيه، مش وقته يا سالم إنده إدريس نوديها المستشفي ولاعند الدكتور
وإتصل بعمك يحصلنا علي هناك شيلها معايا نرفعها
منك لله ياعاصم بقي أميره يتعمل فيها كده بنت محمود كامل يتعمل فيها كده منك يا عاصم حسبي الله ونعم الوكيل...

بينما ظل عاصم يطرق الباب بجنون ويصيح
إفتحي يا أميره أنا آسف يا حبيبتي عمري ما أكررها تاني
أنا بحبك يا حبيبتي و...
صمت حينما فتحت حنان الباب وقالت بحزن
أميره مشت يا عاصم مشت ودمها سايح علي السلم.

برك عاصم علي الأرض ليبكي بحزن وحسره
لقد ندم كعادته ففي كل مره يؤذيها ويندم ولكن هذه المره لقد سلبها جنينها وعرضها للموت
أخذ يفكر وينظر إلي يده التي حرقها
كيف فعل ذلك بأميرته التي يعشقها ويهواها
نعم إنه يحبها ولكنه عكف علي أن يجعلها كسيره ذليله
يخاف أن تنظر إليه نظره دونيه
يشعر أن عائلتها تنظر إليه علي إنه إبن الخادمه وإبنتهم سليلة العائله.

في حين إلتف الأطباء حول مصطفي وقال أحدهم المختص بالجراحه: الحمدلله الطعنه كان بينها وبين القلب مافيش بس ربنا ستر
رد آخر، الدكتور مصطفي إبن حلال
إتفق الجميع علي إجرأء جراحه لتنظيف الجرح العميق وعمل الإجراءات الطبيه اللازمه
همس مصطفي وهو يتلمس الطعنه، سلمي بنتي
قال أحدهم، صح شوفو موبايله وإتصلوا بالدكتوره إيمان
وكان هذا آخر ما سمعه مصطفي قبل أن تسري حقنة المخدر في وريده.

رن هاتف إيمان التي كانت تشعر بآلام حاده أسفل ظهرها
نظرت لرقم زوجها وردت صائحه
إلحقني يا مصطفي بايني بولد
ليأتيها صوت غريب يقول بصوت منخفض بالكاد تسمعه
آسف يا مدام الدكتور مصطفي إتعرض لمحاولة قتل وهو دلوقتي في مستتشفي: بيعملوله عمليه...
سقط الهاتف من يدها وهمست، قتل
إتصلت بأمل وصاحت، إلحقيني يا أمل تعالي خدي سلمي أنا تعبانه ومصطفي في العمليات.

إصطحب عمر إيمان بسيارته وأصر أن تبقي أمل مع سلمي بشقة إيمان
كانت إيمان تبكي بهلع لدرجة أن الأطباء أشفقوا عليها
إنتهت الجراحه ورأتهم ينقلونه علي سرير متحرك لغرفة الإفاقه فركضت مهروله تتحمل آلام الولاده التي تعاودها
وجلست بجواره تبكي في صمت
بعد إفاقته رآها شعر بها تضحك لأنه بدأ يستفيق وتبكي لأنها جزعت عليه
همس بضعف، إيمان كنت هروح خالص من الدنيا
وضعت يدها علي فمه.

حرام عليك والله حرام عليك تقول كده أنا كنت هتجنن والله
مصطفي، يعني لسه بتحبيني...
إيمان، أنا زعلت منك يا مصطفي بس عمري ما كرهتك
وبعدين أنا إتعلمت مبعدش أبدا عنك ولا أنشغل بشغلي عنك إنت وولادي
آه آه
مالك يا إيمان
أطلقت صرخه ألم فالجنين لا يستطيع الإنتظار أكثر يريد الخروج للحياه والنور.

وفي مستشفي أخري...
تجمعت العائلة حول آميرة التي كانت تبكي بشدة علي تلك الحالة المذريه التي وصلت إليها، تنهمر الدموع حسرة وألماً علي إختيارها الخاطئ علي حبيبها التي تحدت كل شئ في سبيله ومع الأسف خذلها وزاد من عذابها، وسقاها المُر والالام: كان الجميع يهون عليها ماهي فيه ولكنها تائهه، منهزمه، تشعر بالضعف والإنكسار تتذكر كيف آلمها بهذه الطريقة وقتل جنينها..

فتح الباب فجأة بعنف شديد ودلف عاصم الذي أصبح كالمجنون وإتجه إلي غرفة زوجته النائمة لا حول لها ولا قوه ليقترب منها قائلاً وهو يلتقط أنفاسه: أميرة حبيبتي سامحيني عشان خاطري أنا آسف آسف يا أميرة دي لحظة غضب وأنا كنت...
قاطعه سعيد الذي قال بصرامة: أنت تخرس خالص وتطلق البنت دلوقتي حالا وإلا والله لنوديك في داهية!
تجهمت ملامح عاصم وقال بحدة: أنت بتقول ايه؟ أنا عمري ما هطلق مراتي أبدا ولا هسيبها.

رد سالم قائلا بغضب: لا هطلقها ورجلك فوق رقبتك أنت واحد مجرم وقتلت إبنك وكنت هتقتل أختي كمان
صاح عاصم قائلاً: مش ممكن مش هيحصل دي مراتي
كاد سالم آن يتحدث ولكن قاطعته نجية وهي تقول بحزم: أسكت أنت يا سالم، ثم تابعت: بقولك إيه يابني زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف وبلاش شوشرة وإلا ورحمة الغالي لدفعك تمن الي عملته في بنتي غالي أوي.

أغمض عاصم عينيه بحزن شديد، الآن اللحظة الحاسمه هل هذا آخر المطاف؟ هل سترحل زوجته بلا عودة؟ هل سيعيش بدونها؟ وكيف، كيف سيعيش وهي حبيبته التي عِشقها بكل جوارحه ولكن أين ذلك العشق! أنه آهانها وقسيّ عليها بلا رحمة ولا شفقة كمن إنتهك براءة طفلة صغيرة كل ذنبها أنها أحبته وبصدق...

فتح عينيه لينظر إلي زوجته النائمة تنظر له بحزن وعينيها تلمعتان بالدموع، تفوه بصوت مهزوز، : آنا، أنا لا يمكن هعمل كده إلا لما أميرة تقولها هي، هي أكيد هتسامحني وتغفرلي الي عملته: عشان: إبتلع ريقه بصعوبة وتابع: عشان هي بتحبني زي ما أنا بحبها
- بتحبني؟

نطقت أميرة بهذه الكلمة لينظر لها والدموع تسيل علي وجنتيه بغزارة: لتتابع آميرة ببكاء مرير: بتحبني إزاي؟ إزاي وأنت مسحت بكرامتي الأرض يا عاصم كسرت نفسي وذلتني وكأنك إشترتني، تبيع وتشتري فيا علي كيفك أنت واحد ملكش آمان أنا بندم ألف مرة عشان تحديت في يوم أهلي عشانك يا عاصم...
حرك رأسه بندم وقال: آآنا...
قاطعته آميرة وهي تقول بصوتٍ حزين مهزوم: طلقني يا عاصم.

إتسعت عينيه بصدمة وحرك رأسه نافياً ليتابع: لأ أرجوكي متسبنيش أديني فرصة آخيرة
أشاحت بوجهها للجهة الآخري حتي لا تفضحها مشاعرها التي لازالت تتحرك تجاهه: لتقول بصوت حازم جاهدت في إخراجه: طلقني بقي حرام عليك كفايه كفايه، أنا لا يمكن هعيش معاك تاني بعد النهارده لا يمكن...
هدر به سعيد الذي قال: سمعت! طلقها بقي يا أخي وريحنا
بينما تابع هشام بحزم: ما تخلص يا أخي هو بالعافيه!

ثبتت عيني عاصم علي زوجته، ليزدرد ريقه المرير بصعوبة، وتقلصت عضلات جسده وكأن روحه ستنتزع منه الآن، ولا حياة له بعد الآن..
جاهد في نطق الكلمة، وأخيراً خرجت من فمه بصعوبة بالغة حين قال: آآ أن أنتي، ط طالق يا آميرة، طالق.

أغمضت عينيها بشدة وكأن الكلمة إخترقت قلبها لتحرقه بالنيران المشتعلة داخله، لتجهش في البكاء، ويتحدث عاصم بحزن قبل أن يرحل: مش هنساكي مش هنساكي يا أميرة وآتمني تسامحيني: ثم رحل وخرج سريعا لتتعالي شهقات آميرة التي تتألم بشدة لفراقه ولكن ستضغط علي قلبها حتي لا يحن له بعد ذلك فكرامتها فوق كل إعتبار..!

ظلت إيمان تصرخ بأعلي صوتها بينما ركضت الممرضات تحملها علي الكرسي المتحرك وإنطلقن بها: حيث كان مصطفي يحاول النهوض بشتي الطرق ليلحق بزوجته التي تتألم
أقبل عليه الدكتور مكرم وهو يقول بحذر: مصطفي إنت بتعمل ايه
مصطفي وهو يتوجع: مراتي يا مكرم مراتي بتولد مش هينفع أسيبها..!
مكرم: يا مصطفي مينفعش الجرح لسه وكده خطر عليك
سمع مصطفي صوتها وهي تصرخ بإسمه فقال بقلق وتوتر: إسندني يا مكرم الله يخليك.

بالفعل أسنده مكرم ووضع ذراع مصطفي حول كتفه ليخرج به متجها إلي زوجته فقال مصطفي بتساؤل: هي هتولد ازاي يا مكرم ف المستشفي دي أكيد معندكمش امكانيات للولادة هنا
مكرم بإطمئنان: أنا كلمت زميل ليه متخصص نسا زمانه جاي وكمان هي مراتك خلاص هتولد علي نفسها وولادة طبيعيه يعني خير ان شاء الله متقلقش
دلف مصطفي إلي زوجته النائمة تتألم بصياح
اااااه مصطفي مصطفي هموت يا مصطفي إلحقني.

إقترب مصطفي وهو يضغط علي شفتيه من شدة الألم ومسد علي شعرها بحنو وهو يقول: معلش يا حبيبتي إستحملي شوية كمان
حركت رأسها بهستيريه وتابعت: إتصرف إتصرف أرجوك آآآه اعمل حاجه
فجأة لكمته في كتفه من شدة حراكتها فصرخ بألم: ااااااه ده احنا كده هنموت سوا يخرب عقلك
إيمان بصياح: اسفه اسفه يا مصطفي، ااااااه.

بعد قليل حضر طبيب النساء ليقوم بتهدئة إيمان ومن ثم أجرء عملية الولادة الطبيعية، ظلت تصرخ بألم شديد وتتنفس سريعا بينما صدرها يعلو ويهبط وجبينها مُبلل بحبات العرق الباردة التي أخذ يمسحها لها مصطفي وهو يحاول تهدئتها: وبعد مرور ساعتان وأكثر من الآلام التي لا يتحملها أي بشر سوي الأنثي فقط! إستمعت إيمان إلي صوت طفلها الذي وُلد للحياة حالا: فتنهدت طويلا وأغمضت عينيها بإرهاق فيما تنهد مصطفي هو الآخر وتحامل علي نفسه من أجل آن يحمل ولده الصغير، حمله يد واحدة وهو يبتسم بحنان، ثم رفعه قليلاً ليكبر في آذنه بصوتٍ دافئ، ثم قال بحنو: مبروك يا حبيبتي يتربي في عزك.

فتحت عينيها ونظرت له بإنهاك شديد، فقالت بخفوت: وعزك يا درش
إقترب مصطفي ليضع الصغير جوارها ثم جلس قائلاً وهو يتفحصها بنظرات عاشقه: يااه يا إيمان وحشتني أوي كلمة درش منك..
إيمان بإبتسامة: إنسي كل الي فات خلينا نبدأ من جديد مع أولادنا يا حبيبي
كاد آن ينحني ليقبلها ولكنه صرخ قائلاً: ااااه ااااه، مش عارف أبوس
ضحكت إيمان بخفوت وقالت: الآيام بيننا يا درشوشي:!

هاتف عمر آمل التي أجابت عليه قائلة: أيوة يا عموري
رد عمر قائلا: مبروك يا أمولة إيمان ولدت
صاحت أمل قائلة: بجد يا حبيبتي يا ايمي يتربي في عزها يارب تعالي خدني يا عمر بالله عليك عاوزة أشوف النونو
ضحك عمر وقال: احنا هنيجي شوية كده متتعبيش نفسك، عقبالنا يا حبيبي
أمل بخجل: لا أنا مش بفكر في الموضوع ده دلوقتي
رفع عمر حاجبه وتابع: نعم يا ختي طب لما أجيلك نشوف الموضوع ده ليلتك مش فايته يا أملي.

ضحكت أمل قائلة: بهزر يا عموري بهزر..

أغلقت الخط لتصيح سلمي بمرح: خالتو خالتو هي ماما خرجت النونو من بطنها
أمل ضاحكة: أيوه يا لوما وهتيجي كمان شوية وتلعبي معاه
قفزت سلمي بمرح وهي تقول: هيييييه.

لم نعرف قيمة الشئ الذي نمتلكه إلا عندما يضيع من بين أيدينا فنحزن ونبكي ولكن ما الفائدة فلقد كان ملكنا والآن ليس لنا أي حق فيه فلما نفعل ما لا يحمد عقباه: ثم نندم ولكن لا فائدة.

هكذا كان حال عاصم الذي إنتهي من صلاة العشاء وخرج يسير في الشوارع، تائه جريح حزين مهزوم، وحيد لقد بقي كما كان بعد آن كانت له زوجة صالحه بريئة لم تحب غيره وأوهبت نفسها إليه ولكنه لم يقدر هذا، فأحبها علي طريقته دون أي شعور بها فالحب ما هو إلا مودة ورحمة وإحتواء من كلتي الطرفان!

مسح دموعه وهو يتنفس رافعا وجهه إلي السماء علي فقدانه حبيبته وزوجته الأميرة الصغيرة، بينما أقبل عليه ياسين الذي قال: سلام عليكم ازيك يا أستاذ عاصم
إنتبه وعاصم وقال بخفوت: عليكم السلام أهلا يا ياسين
ياسين بهدوء: كويس الحمدلله حضرتك مردتش عليا
تنهد عاصم وقال: شوف المعاد الي يناسبك وتعالي يا ياسين
تهللت أسارير ياسين وقال بسعادة: شكرا جدا أن شاء الله يوم الجمعة الساعه ٨ أكون موجود أنا وأمي.

أومأ له عاصم بإبتسامة ثم سار متجها إلي منزله ما إن دلف قالت حنان بقلق: ايه يا عاصم كل ده بتصلي العشا قلقتني عليك
أخذ نفسا عميقا وتابع: إتمشيت شويه
ثم جلس علي الأريكة بإنهاك وتابع: ياسين قابلني دلوقتي وإتفقنا هيجي يوم الجمعة مبروك مقدما يا حنان ربنا يسعدك
جلست إلي جواره وتابعت بحزن: أنا مش هبقي سعيدة غير أما أشوفك مرتاح وسعيد..

حدق في الفراغ وتابع: عمري ما هرتاح يا حنان خلاص كل حاجة ضاعت مني خسرت الإنسانه الوحيدة الي حبتها وحبتني خسرتها يا حنان وأنا السبب: صمت ليجاهد في حبس عبراته وتابع: أنا الي ضيعتها من إيدي معرفتش أحافظ عليها حاسبتها علي حاجات ملهاش أي ذنب فيها بس: بس أنا يا حنان بحبها أوي: أنا معشتش زي أي شاب في سني أنا إتبهدلت وإتمرمط علي ما وصلت للي أنا فيه دلوقتي إتمسح بيا الأرض وأنا بشتغل وبشقي عشان أحافظ عليكم وأحميكم أمي سابتنا وأنا لسه عيل والناس كلها كانت بتعايرني الي يقولي يا ابن الخدامه والي يقولي أمك سابتك ومشت، نفسيتي اتدمرت يا حنان...

إنهمرت من عينيه الدموع ليتابع باختناق: بس: بس لما كبرت واتعلمت احترموني بس بعد ما كسروا نفسي، بقيت أعامل الي أعلي مني بقسوة لحد ما قسيت علي أعز الناس..! الله يجازي الي كان السبب
أنهي جملته وأجهش في البكاء الحار ليجثي علي ركبتيه بندم لم يشعر به من قبل، لتجثو حنان هي الأخري علي ركبتيها لتعانقه بحنان أخوي وهي تقول ببكاء: عيط يا عاصم عيط وريح نفسك من كل الي شايله ربنا يعوضك خير ويسامحك يا عاصم.

بعد مرور يوم
تم القبض علي علا التي لعبت لعبة وخسرتها وخسرت معها كل شئ، فالنفس الحقودة لن تربح أبدا مهما طال الزمن، إن ربك لبلمرصاد
إن ظلمت ستظلم وان قتلت ستقتل وان آذيت ستتأذي ذات يوم فإنه كأس ودائر وكما تدين تدان في الخير والشر...
وأيضاً تم القبض علي شقيقها شعبان ليبقي الأثنان معا يدفعا نتيجة حياتهم التافهه..!

في منزل عمر...
صاحت أمل قائلة بصراخ: عاااااا إلحقني يا عمر
ركض عمر في اتجاهها وقال بلهفة: في ايه في ايه
أمل بتذمر: آنا حامل
إلتقط عمر أنفاسه وقزفها بالوسادة الصغيرة وتابع: خضتيني يا شيخة أنتي مش هتبطلي جنانك ده
وقفت أمل واضعه يديها في منتصف خصرها وقالت: اه يا اخويا وأنت خاسس عليك ايه ما هو أنا الي هتعب وهبقي شبه الكرومبه وهروح الجامعه ازاي، عاااااا.

وضع عمر كفه علي فمها ليقول باندهاش: بس يا مجنونة اسكتي صوتك سمع الناس كلها ده بدل ما تفرحي يا هبلة
أمل، مش مسامحاك يا عمر مش مسامحاك. أنت الي عملت فيا كده!
عمر بمزاح: ده علي أساس إني إغتصبتك ما كله كان بمزاجك
أمل مشاكسه: كذاب، أنت شربتني حاجة أصفرة.

قهقه عمر ثم قال من بين ضحكاته: وربنا مجنونة تعالي بقي أما أشربك حاجة أصفرة تاني، ثم حملها بين ذراعيه ليدلف بها إلي غرفتهما وتصيح أمل ضاحكة وهي تركل بقدميها الهواء لتطوق عنقه بيديها قائلة من بين ضحكاتها: أنا زعلانة منك علي فكرة يا عموري
رفع عمر أحد حاجبيه وتابع: ليه يا قلب عمورك
أمل محاوله كتم ضحكاتها: أنت إزاي متباركليش إني حامل
عض عمر علي شفته السفلي وقال بغيظ: هقتلك يا أمل هقتلك.

ضحكت بدلال وهي تقول: أهون عليك يا عموري
تنهد عمر بحرارة وتابع: مممم هنشوف الموضوع ده بعد ما أشربك حاجة أصفرة..! ليضحكا الإثنان ويغيبا في عالم آخر...

تعمدت نجيه أن تتصل بأمل وتطلب منها أن تخبر أميره بحاجة إيمان إليها لبضعة أيام أرادت أن تبعد أميره عن القريه ربما تنسي ذكرياتها الأليمه مع عاصم
وبالفعل قام إدريس بإيصالها إلي بيت شقيقتها بمدينة المنصوره، فهل ستنسي حقآ تلك الحقبه من حياتها مع عاصم
فتحت سلمي الباب لأميره
وصاحت، خالتو أميره عندنا نونو ماما وبابا طلعوه من الكوره ال كانت في بطن ماما
إبتسمت أميره وإنحنت تحتضن الصغيره بحنان.

ودخلت لتجد شقيقتها نائمه وبجوارها رضيعها
إحتضنت إيمان وجلست بجوارها تنظر للصغير
بكي فقامت تحمله وتهدهده لتنظر في وجهه الملائكي وتقول، ما شاء الله يا إيمان قمر
سمتوه إيه
قالت إيمان لسه أبوه مطعون وتعبان وأنا ولدت في عز تعبه وإتشغلنا تفتكري نسميه إيه
أميره أميره
نادت إيمان علي شقيقتها التي إحتضنت الرضيع بشوق وأحزان دفينه وشردت
تتذكر
هنسميه محمد، محمد عاصم
علشان خاطر حمودي.

سالت دمعات أبت أن تسجن في عيناها الخضراوتين
فاقت من شرودها علي نداء إيمان
لتهمس، محمد سموه محمد يا إيمان
محمد إسم جميل قال ذلك مصطفي الذي آتي من الخارج ووقف خلفها
خلاص علي خيرة الله محمد علي إسم سيدنا محمد صل الله عليه وسلم
ردد الجميع
صل الله عليه وسلم.

لتتوالي الأيام إلي آن جاء موعد خطبة سالم وسارة التي تزينت وإرتدت فستان رقيق وحجاب طويل ووضعت لمسات رقيقه أيضا من مساحيق التجميل، فأصبحت جميلة ورقيقه أبهرت سالم الذي نظر لها بإعجاب ذلك المستهتر الذي تغير إلي حد ما بسببها هي وأصبح يشعر بمن حوله...
ألبسها الشبكة وسط الزغاريد والمباركات من إخواته وجميع العائلة، لينفرد بها بعد ذلك في شرفة المنزل..
تحدث سالم بهيمان: مبسوطة يا سوسو.

هزت راسها بخجل ثم قالت بخفوت: أنا مبسوطة بصراحه انك اتغيرت كده يا سالم وبقيت بتهتم باخواتك وتفكر في الي حواليك
سالم بهدوء: أنا إتغيرت عشانك يا سوسو
إنتهزت سارة الفرصة فقالت بحماس: طب حيث كده بقي توعدني تبطل سجاير وتصلي وتقرأ قرآن
سالم باعتراض: بس صعب ابطل سجاير
سارة بتذمر: مفيش حاجه صعبه ولا مستحيل كله بإرادتنا وعزيمتنا أوعدني يا سالم
صمت سالم قليلا ثم تابع بابتسامة: اوعدك يا سارة.

في مشهد جميل إجتمعت أفراد أسرة إيمان مع شقيقة مصطفي وزوجها وأبنائها
يحتفلون بعقد قران مصطفي وإيمان وسبوع الرضيع محمد الذي جمع شمل أبويه وأطلقت عليه خالته أميره ذلك الإسم الجميل تيمنآ برسول الله كان الجميع ينظرون لأميره بشفقه وحنان
فما زالت جريحه تحاول التداوي مما فعله بها عاصم وأيضآ التداوي الصعب من عشقه والهيام به
تركته وصممت ألا تعودإليه مهما تألمت.

جلس معها عمر ليتحدث إليها بحنان أخوي محاولآ منحها الأمل والقوه لتبدأ من جديد
تذكرت كلمات شقيقتها أمل
حينما قالت لها يومآ أن التفكير لا يستوي بالقلب منفردآ إلا إذا تبعه العقل وبارك خطاه
جففت أميره دموعها وإبتسمت لقد قررت أن تبدأ من جديد
ستعود للجامعه دون قيود وتنجح وتتفوق وتعيد هويتها المفقوده
قامت لتحمل الرضيع وتقبله ليلتف الجميع حول طاوله كبيره وضعت عليها الحلوي والطعام بعنايه
تحوط بهم الشموع المنيره.

وصاحت أميره كأنها تسمع أذنيها سنه حلوه يا محمد سنه حلوه يا جميل
وتصيح نجيه حالاقاته برجالاته يا رب يا ربنا تكبر وتبقي قدنا
ليردد الجميع
ويضحك الجميع
ويبقي الأمل...
لقد أختارت أميره الكرامه وآثرت أن تحيا بها وصاح عقلها منذرآ
لا تتنازلي وتقولي من أجل الإفلات من لوم الناس
ثم تحملي وتقولي تنازلي من أجل الجنين
ويولد وتتحملي من أجل الأبناء الصغار
ثم من أجلهم مراهقين
ثم من أجلهم شباب.

ثم ينصرف الأبناء عنها وتبقي هي مهانه إلي آخر حياتها من زوجها بدعوي الحب
أي حب هذا، الحب يقتل مع تلقي الصفعات والإهانات
لكنها فرت وستحاول إستعادة نفسها
فكرت كل ذلك ونظرت للقمر المنير وهمست
سأنتظر شعاع الشمس حينما تشرق لحياتي من جديد.
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم





الساعة الآن 05:08 PM