logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 18 < 1 2 3 4 5 6 7 8 18 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:07 مساءً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الحادي عشر

أسرع ماجد إلي غرفته، دون أن يجيب كوثر على سؤالها، فإتجهت خلفه قائلة بصرامة:
- ما ترد عليا يا بني مين عمل فيك كده؟.
زفر ماجد وهو يجلس على طرف الفراش ثم قال بعصبية: ولا حاجة إتخانقت مع واحد في الشغل..
لطمت كوثر على صدرها وقد إتسعت عينيها: يا خبر! مين؟ مين الي عمل فيك كده تعالي نعمل محضر في القسم..
صاح بها ماجد وهو يقول بنفاذ صبر: سبيني بقي سبيني في حالي..!

إتجهت سلمي إلي أمها، ثم قالت بضيق: تعالي يا ماما نخرج عشان الناس وسبيه بقي، ده واحد مش فالح غير في المشاكل أصلا..
حدجها ماجد بنظرات نارية، وهو يقول بحدة: أخرسي يابت أنتي أنا مش ناقصك!
أخذت كوثر إبنتها وخرجتا بهدوء، حتى لا تفعل ما يحمد عُقباه مع ولدها...

توجهت أروى خارج المرحاض بعد أن عدلت من هيئتها وهندمت شعرها الذي تبعثر..
نظر لها أمير وقال بجدية: خلاص جاهزة
أومأت له وهي تتلفت حولها، مُتعجبة لهذا السكون والهدوء، فأين أهله هل يعيش بمفرده!
سألته بحذر:
- إحم، هو أنت عايش لوحدك هنا؟
أومأ لها بصمت، وهو يضع يديه في جيب بنطاله، فسألته مُجدداً:
- و فين أهلك..
طال صمته وهو يتنهد بضيق طغي على ملامح وجهه، فإزدردت هي ريقها بتوتر وتابعت:.

- أسفة إني تطفلت عليك..
أجابها مردفاً:
- ماتوا، ماتوا من زمان وأنا عايش لوحدي هنا
ظهر الحزن على ملامحها، وتعاطفت معه فقالت بنبرة حزينه: الله يرحمهم ويغفر ليهم..
أمير بهدوء: أمين، ثم إستأنف حديثه..
- يلا عشان أوصلك!
إزدردت ريقها وهي تتابع: لأ، ملوش لزوم أنا هروح عشان...
قاطعها بصرامة مُخيفة: أنا مش هوصلك عشان سواد عيونك على فكرة! هوصلك لان الوقت إتأخر جدا ورجولتي بتجبرني أعمل كده يلا إتفضلي..!

إتسعت عينيها بدهشة، ثم سارت أمامه وهي تحدث ذاتها:
- هو إزاي بيكلمني كده ده! فاكر نفسه إيه..
رفع أمير أحد حاجبيه وتابع بجدية: بتقولي ايه؟
حركت رأسها نافية: لا مش بقول..
هبطا الدرج معا، ثم إستقلا سيارته، وقادها امير منطلقاً بها...
تفاجأت أروى بهاتفها يرن، فإلتقطه وأصابتها الرجفة حين رأت رقم سامي يضئ بالشاشة، فسقط الهاتف من يديها فوراً..

لاحظ أمير إرتباكها المفاجئ فعقد ما بين حاجباه وراح يسألها بصوته الأجش:
- في إيه مالك؟
إنحنت بجسدها وإلتقطت الهاتف بيدها، ثم إعتدلت في جلستها وقالت بثبات مُصطنع:
- مفيش حاجة، أصلي بدوخ فجأة كده والموبايل وقع مني غصب عني..
تنهد أمير وإنتبه لقيادة السيارة، بينما وضعت أروى هاتفها على الصامت، وأخذ تتنفس بعمقٍ..
هتفت بخجل وإرتباك: آآ، كنت عاوزة أشكرك على الي عملته معايا وأسفة إني شكيت فيك أنت.

نظر لها ثم قال بهدوء: حصل خير، المهم بعد كده تنتبهي لنفسك
أومأت له قائلة: إن شاء الله، هو أنت إزاي عرفت إني هناك في الشقة أصلا؟.
كز على أسنانه بغيظ، ثم تابع وهو عاقدا لحاجباه: أومال أنا كُنت بحكيلك إيه فوق!
إبتلعت أروى ريقها بصعوبة وتابعت بحذر: أيوة أيوة معلش نسيت
مسح أمير على وجهه بكف يده وهو يقول في نفسه: مجنونة دي شكلها!
ساد الصمت للحظات، ثم قطعه أمير عندما قال بنبرة جادة:.

- إعملي حسابك بكرة هتروحي تعملي محضر تعدي في القسم..
أروى بخوف: قسم..
أومأ لها أمير وقال بجمود: متخافيش أنا هاجي وهشهد معاكي كمان، لازم تاخدي حقك والي غلط يتربي ولا أنتي ايه رأيك؟
ردت بإرتباك: ها، اه اه طبعا
وصل أخيرا إلي منزلها، ثم قامت أروى بشكره وترجلت من السيارة، في حين هتف أمير:
- أروى!

إلتفت له ناظرة إليه بإبتسامة، تنهد وقال بثبات: سوري على القلم الي خدتيه، مش متعود أضرب اي واحدة بس أنتي الي نرفزتيني..
أومأت رأسها بهدوء، ثم قالت بنبرة هادئة: حصل خير، عن إذنك، ثم دلفت من مدخل البناية صاعدة إلي الأعلي، بينما قاد أمير سيارته منطلقاً بها إلي منزله مرة أخري..

ما إن صعدت أروى، وفتحت هاتفها، رن مجدداً، فأجابت قائلة بتأفف: نعم خير؟
سامي بتهكم: إيه الي نعم؟ ها وصلتي لأيه!
زفرت أروى وتابعت بحنق: موصلتش لحاجة هو أنا لحقت أصلا..
تابع سامي بحدة: أنا معاكي للأخر، وخليكي حطاني في دماغك أحسن، وإفتكري إن حياتك كلها في إيدي!
إنفعلت أروى: الموضوع ده هياخد وقت كبير وكبير أوي كمان، فياريت متتصلش بيا أبدا غير لما أنا أكلمك تمام؟!..

لم تمهلهه فرصة حتى أغلقت الهاتف وهي تلعن اليوم الذي رأته فيه..!

في اليوم التالي..
حيث كان عقد قران سلمي وخالد اللذان كانا فرحان بشدة..
كانت ترتدي فستانا رقيق بلون السماء الصافية أزادته جمالا حين إنسدلت طرحة بنفس اللون عليه، ووضعت لها خبيرة التجميل لمسات رقيقة فأصبحت كالاميرة، كذلك كان خالد يتألق في بذلته الرمادية، التي أزادته إشراق..
تعالت الزغاريد حين قال المأذون بعد أن أتم مراسم عقد القران بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

تهللت أسارير خالد الذي إحتضنها بفرحة عارمة وهو يحمد ربه سراً على تحقيق ما تمني..
خٙجلت سلمي فأغلقت عينيها بسعادةٍ صعب أن توصف..
أقبلت عليها كوثر وعانقتها بشدة والفرحة تغمر قلبها وعينيها تتلألأن بالعبرات، فها هي إبنتها الصغيرة أصبحت عروس جميلة..
بادلت سلمي والدتها المشاعر، وعينيها تلمعتان بدموع الفرح..
وكذلك فعلت نعمة، وبقية الجيران..

بينما كان يجلس ماجد على مضض غير مبالي بما يحدث، لم يكلف نفسه لتهنئة شقيقته الصغري ولم يفكر بها من الأساس، فحضوره ما هو إلا مظهر فقط حتى لا يتهامسون الناس عليه..
وسط هذه الفرحة العارمة، تأتي الرياح بما لا تشتهي السُفن، حيث دلف ضابط وقور ومن معه شخصان من أفراد العساكر..
وقفت فجأة الموسيقي الشعبية، ليسود صمت قاتل مُخيف في أرجاء المنزل وتتساءل الوجه ما الذي يحدث؟..

هب ماجد واقفاً وكأنه شعر أنه هو الهدف المطلوب، إبتلع ريقه بصعوبة بالغة وهو يُطالع الضابط ومن معه بنظرات خائفة..
تحدث الضابط بصوته الجوهري: ده بيت ماجد عبد السلام؟!
إتسعت عيني كوثر التي قالت بخوف شديد: آآ أيوة، ده إبني أهو، هو عمل ايه؟
وجه الضابط بصره إلي ماجد، ثم رمقه بإستحقار وهو يقول بصرامة:.

- إبنك مُتهم في قضية خطف وشروع في جريمة إغتصاب، ثم أشار بيده لأفراد العساكر اللذان معه فتحركا مسرعان، وأمسكا به، ليقول ماجد بصياح: أنا معملتش حاجة والله ما عملت حاجة
بينما صرخت كوثر وهي تركض خلف ولدها قائلة من بين صراخها: ماجد، لا إبني لا يمكن يعمل كده أكيد في حاجة غلط، ماجد، ماجد..!

لم يصغوا لها ولا لصراخ وصياح ماجد، بل أدخلوه بعنف في صندوق السيارة الخلفي وإنطلقوا بالسيارة تاركين خلفهم أم تبكي وفتاة إنكسرت فرحتها وهمسات الجيران يتهامزون عليهم، فتبا لذلك إبن وأخ!

في مركز الشرطة...
جلس الضابط، وجلس أمير قبالته وأمامه أروى، بينما دلف العسكري ودفع ماجد بقوة حتى كاد أن يهبط أرضا ولكنه تماسك وإنتصب في وقفته..
تحدث الضابط بصوت حاد بعض الشئ:
- ما قولك يا ماجد في التهمة المنسوبة ليك؟
إبتلع ماجد ريقه وهو يوزع أنظاره بين أروى وأمير، فقال بتوتر وخوف:
- أنا معرفش حاجه وتهمة إيه، أنا معملتش حاجة!
تنهد الضابط وراح يستند بمرفقيه على سطح المكتب، ثم قال بغضب دفين:.

- تهمة خطف وإغتصاب يا ماجد، مش دي أروى الي بعت واحد خدرها وجبهالك على شقة ****، ولا أنا بكذب؟
حرك أمير رأسه نافياً وقال بإنكار: لأ محصلش دول بيتبلوا عليا!
ضحك أمير بسخرية، وتابع بحدة: بنتبلي عليك؟ لا داعي للإنكار يا صاحبي هي القضية لبساك لبساك، متتعبش نفسك!
كز ماجد على أسنانه وتابع بغضب: أنت تعمل فيا كده يا أمير؟

لم يُجيبه أمير، بل رمقه بإستحقار، فتابع الضابط وهو يُنادي على العسكري الذي دلف ومن معه ذاك الرجل الذي خدر أروى حينها..
صُدم ماجد حين وجده أمامه، فنظر له بتحذير ولكن لم تنجح تلك النظرات، حيث قال الضابط بصوتٍ جوهري: قول على الي حصل عشان ماجد يصدق يلا! وإياك تغير حرف من الي قولته!
إبتلع الرجل ريقه وتابع بخوف وإرتباك شديدين:.

- ه هو إتفق معايا إني أخدر الآنسه وأوديهالوا على الشقة وإداني فلوس وهو الي إداني المُخدر ده
الضابط ساخراً: إيه رأيك يا ماجد أفندي؟
صمت ماجد قليلاً فلقد سقط دون أن يُسمي عليه أحد وسيعاقب على جريمته الآن..
لكنه جاهد في الإنكار حين قال: ده كذاب أكيد حد إداله فلوس عشان ينتقم مني..

أمسك الضابط بالهاتف الموضوع أمامه ثم قال بجدية وهو يرفعه أمام وجهه: والموبايل ده مش بتاعك برضو؟ والرقم ده الي أنت أخر واحد مكلمه مش رقم الراجل ده؟
أغلق ماجد عينيه بشدة، ف لا مفر لقد ثبتت عليه من جميع الإتجاهات، فكيف سينكر الآن؟!
نهض أمير من مقعده وإتجه إليه، ثم وضع كلتي يديه في جيب بنطاله، وقال بصوتٍ أجش:.

كل السنين دي وأنت مغفلني يا ماجد؟، مكنتش أعرف إنك **** أوي كده، قولتك هدوس على الصداقة برجليا! بس أنت مصدقتنيش، أنت غلطت وهتتربي يا ماجد، هو ده المكان الي لازم تكون فيه دلوقتي، بس يارب تتربي..!
أشار أمير بيده ل أروى، التي هبت واقفة مُتجهه إليه فقال بهدوء: يلا إخرجي، توجهت أروى بحذر إلي الخارج، بينما وقف أمير قبل أن يتجه إلي الآخر وهو ينظر إلي ماجد..
- سلام يا، يا صاحبي!

نطق بها ساخرا، ثم إتجه إلي الخارج وإنصرف بصحبة أروى تاركا خلفه ماجد يكاد يموت غيظا!
إستقل أمير سيارته وجواره أروى، ثم أدار المُحرك وإنطلق بالسيارة..
ساد الصمت بينهما طويلاً..

شردت أروى بذهنا، فهل يوجد أحد بهذه الرجولة الطاغية الآن؟ أنه مثال مُشرف للشاب المصري الشرقي، هكذا كان ذلك يدور برأسها فإزدادت إعجابا وإنبهارا به، وكلما تذكرت كذبتها عليه كُلما عاتبت نفسها وبشدة، فكيف لي أن أفعل ذلك بمن نقذني وحماني، لابد أن أعترف وليكن ما يكن ساقول كل شئ الآن...


look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:07 مساءً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثاني عشر

إزدردت ريقها بإرتباك شديد، وحسمت قرارها أن تعترف له الآن وفي هذه اللحظة حتى يستريح قلبها الذي يؤلمها وبشدة...
تحدثت بتلعثم: آآ، أستاذ أمير أنا، أنا عاوزة أعترفلك بحاجة لازم أقولك عليها دلوقتي..
نظر لها وقال بتساؤل: في ايه؟
أخذ صدرها يعلو ويهبط بعنف، وطغي الخوف على ملامح وجهها، بينما قالت بخفوت: بس ممكن توعدني إنك تسامحني ومترفدنيش من الشركة؟

عقد حاجباه بإستغراب، وتابع بجدية: أرفدك! ليه؟ قولي في ايه يا أروى؟..
إزدردت ريقها مرة أخرى الذي جف تماما، ثم قالت: في الحقيقة أنا، آآ
قاطعها رنين هاتفه، الذي صدح عالياً فجأةً، ليقول بنبرة جادة وهو يلتقط هاتفه: ثواني..
أجاب قائلاً بإشتياق: إزيك يا عمتي وحشتيني
آتاه صوت نجاة الحنون: حبيبي وأنت كمان وحشتني أوي هموت وأشوفك يا قلب عمتك.
إبتسم أمير وقال: بعد الشر عليكي يا عمتي، إنزلي مصر بقي كفاية كده.

أجابته نجاة: قريب جدا إن شاء الله يا أمير لازم أنزل أنا وجمال والعيال لحسن هما كمان هيتجننوا عليك..
ضحك ثم قال من بين ضحكاته: سلميلي عليهم أوي يا عمتي وأشوفكم على خير إن شاء الله..
نجاة بإيجاب: حاضر يا حبيبي يوصل، خد زياد معاك..
آتاه صوته الرجولي وهو يقول بمزاح: وحشتني يا شقيق
ضحكة رجولية أطلقها، ليتحدث بمرح لأول مرة تراه أروى هكذا..
- وأنت كمان ياعم، ياللي ناسينا ومبتسألش..

شاركه زياد الضحك وهو يقول: شغل، بص أبويا فاحتني شغل معاه بجد هلكت يخربيت كده يا جدع
قهقه أمير بشدة ثم تابع: ياض إجمد كده أومال لو شغال تحت إيدي هتعمل ايه
- هتشاهد على روحي...
ضحكا الإثنان، ثم قال زياد بعد ذلك بجدية: قولي بقي يا برنس، مفيش جديد مش هنفرح فيك قريب؟.
حرك رأسه نافياً وتابع بهدوء: لأ مش هتفرح إطمن
- يا ساتر، نطق بها زياد بمزاح وتابع: أنت بتعمل ايه بقي.

أمير متنهداً: أنا في العربية كُنت في مشوار وراجع الشركة..
زياد بتساؤل: كنت فين؟ شكلك مقضيها في مصر
ضحك وقال: لا والله كنت في القسم
زياد رافعا حاجبه بإندهاش ؛: قسم! ليه؟
أمير ضاحكا: كنت بسجن واحد
زياد: وفرحان كده ليه؟ يخربيت معرفتك، بتسجنه ليه؟

تنهد أمير وقال مضيقاً لعيناه: إكتشفت إنه واطي وزبالة وكان بيستغفلني وعامل نفسه صاحبي بس طلع حقير وأنا بقي الي يحاول يلعب معايا وأكتشف إنه خدعني أو كذب عليا بنسفهُ يا إبن عمتي..!
إنطلقت جملته الأخيرة إلي آذني أروى ونزلت عليها كالصاعقة، لتسعل بشدة، وشعرت فجأة بالغثيان والرغبة في التقئ..
ترك أمير هاتفه وصف السيارة سريعا وهو يقول بقلق: أروى مالك في إيه؟
إندهش زياد الذي قال: أروى مين! أمير أمير في ايه؟!

فتحت أروى باب السيارة وترجلت منها سريعاً ثم مالت بجسدها للأمام وهي تتقيئ دون وعي..
أسرع أمير إليها وهو يقول بقلق بالغ: فيكي ايه، ايه حصلك يا أروى..
لم تجيبه بل ظلت على هذه الحالة فما كان منه إلا أنه ربت على ظهرها برفقٍ ويديه الأخري ترفع خصلات شعرها عن وجهها لشعوره بالإشفاق عليها...
بعد عدة دقائق رفعت وجهها المتعرق بشدة والدموع تُغطي وجنتيها..

أعطاها منديلا ورقيا فأخذته منه بيد مُرتعشة، وأخذت تمسح حبات العرق الباردة وهي تتمني أن الأرض تنشق وتبتلعها في الحال، شعرت بالخجل الشديد من فعلتها من المؤكد أنه شعر بالنفور منها ومن هذا المنظر المقزز بالنسبة لها، ولكنها سمعت صوته الهادئ: قلقتيني عليكي أنتي كويسة؟
أومأت برأسها وهي تنظر إلي الأرض ولم تجرأ على رفع رأسها أبدا..

شعر أمير بما تشعر به الآن فقد علم أنها خجلت من نفسها خوفا من أن يكون إشمئز منها..
فتنهد قائلاً بهدوء: هو أنتي تعبانة يا أروى؟ فهميني إيه الي حصل، كُنتي كويسة من شوية
إبتلعت ريقها وخرج صوتها مُنخفض بصعوبة:
- أنا، أنا لما بركب عربية لفترة طويلة بيحصلي كده، وبيكون غصب عني أنا أسفة جدا، أنهت جملتها لتنهمر دموعها بغزارة كطفلة صغيرة فعلت خطأ دون قصد وتخشي العقاب..

لا يعرف لماذا إبتسم بهدوء فجأة، ليردف بعدها بنبرة هادئة:
- بتعتذري ليه دلوقتي؟ ولا يهمك طبعا المهم إنك تكوني كويسة وعلي فكرة أنا مش بقرف متخافيش..
رفعت رأسها وهي تطالعه من بين دموعها، لتري إبتسامته المُشرقة تحتل شفتيه، لتبادله إياها وهي تمسح دموعها وقد توردت وجنتيها سريعاً..
فقال وهو يشير بيده إلي الجهة الأخري: تعالي نشرب عصير في الكافتيريا الي هناك دي.
ردت بإرتباك: ملوش لزوم.

حول ملامحه للجمود سريعا وهو يقول بصوتٍ أجش:
- لا لازم عشان تعوضي الي حصل ده، قصدي يعني عشان تستريحي وتفصلي عن جو العربية ده، يلا.
سارت معه بهدوء إلي أن وصلا إلي حيث أشار وجلسا سويا بعد أن طلب أمير عصير فراولة طازج..
توجه النادل إليهما ثم وضع المشروب وإنصرف، فتحدث أمير بجدية: لو مش بتحبي الفراولة أطلبلك حاجة غيره؟
حركت رأسها نافية وهي تجيبه سريعا بإبتسامه: لأ بحبه، شكرا متتعبش نفسك..

رفع كوب العصير أمام شفتيه ليرتشف منه بهدوء، فظلت أروى ناظرة له بتعجب، فسألته بفضول: ليه مش بتشرب بالشالميو وشيلته من الكوباية!
أجابها وهو يرفع كتفيه بلا مبالاه: عادي يعني، أنا مبحبش الشاليمو والجو ده، أنا إنسان طبيعي بعيدا عن شغلي أنا بحب أعمل كل حاجة بحبها حتى لو الناس شافت أن ده مش من الاتكيت والإستايل أنا مبيهمنيش..
إبتسمت أروى وأومأت رأسها بصمت ثم شرعت في تناول العصير..

آتاها صوته بعد قليل وهو يسألها بثبات: أنتي كُنتي بتقوليلي في العربية إنك هتعترفيلي بحاجة ايه هي؟
توقفت فوراً عن إرتشاف العصير، وإبتلعت الذي بفمها بصعوبة بالغة، ليسألها مُجددا بجمود:
- في ايه ومالك مش على بعضك كده ليه؟
أغلقت عينيها بشدة وهربت الدماء من عروقها، فعقد أمير حاجباه بإستغراب شديد، وحدث نفسه بقلق: شكلها عاملة مُصيبة!
آفاقت أروى على صوته الغاضب وهو يقول: ما تنطقي بقي في ايه!

فتحت عينيها وهي تقول بتوتر وتلعثم ؛ آآ أنا والله مش عارفه ده حصل إزاي، بس ملف الصفقة بتاعة شركة ***، الي أنت إدتهولي ده أنا مش لاقياه مش عارفه حطيته فين وأنا بصراحه دورت كتير وخايفة
أغلق أمير عينيه وهو يتنهد بإرتياح وقال بإنفعال خفيف:
- خضتيني يا شيخة أنا قلت أنتي قاتلة قتيل ولا حاجة!، عادي مش مشكلة نبقي ندور عليه بُكرة.

تنهدت أروى بإرتياح أنها لم تعترف له الآن فمن المؤكد سيغضب ويدمرها تدمير كما قال ل زياد منذ قليل!

في مركز الشرطة..
لطمت كوثر على وجهها وهي تنظر إلي ولدها بريبة، وتهز برأسها بعدم تصديق..
خرج صوتها وهي تقول: أنت كنت هتغتصب بنت فعلا يا ماجد؟ إنطق إنت عملت كده فعلا
صاح ماجد بغضب: محصلش محصلش كله كذب يا ماما صدقيني
صرخت به قائلة بخيبة أمل: إزاي؟ إزاي كذب والراجل إعترف يخربيتك ويخربيت سنينك السودة، ده أنا مش عارفه أوري وشي للناس ازاي حرام عليك يا شيخ حرام عليك.

جلس ماجد يبكي بإنهيار شديد، وكذلك إنهارت كوثر فإقتربت سلمي تحاول تهدئتها وهي تبكي هي الأخري، فجرحها ليس بهين وماذا سيكون رد فعل زوجها الواقف بجانبها الآن!
حاول خالد تهدئة الموقف ولكن لا إستجابة فماذا تفعل كوثر الآن تترك ولدها ليأخذ جزاءه؟ أم تأتي بمحامي ليدافع عن قذارته؟!
ظلت تتعالي شهقاتها وهي تقول بصوتٍ باكي متألم: أعمل إيه يارب أعمل إيه..

هب ماجد واقفاً وقال وهو يقترب من أمه: روحي لأمير يا ماما، مفيش حل غير كده رحيله وخليه يتنازل أبوس ايدك أنا هضيع وهموت هنا لو مخرجتش
دفعته كوثر وهي تقول بصرامة: موت، موت هنا يا ماجد يلا عشان ترتاح وتريحنا خليك هنا عشان تاخد جزائك خليك يا ماجد!
إتسعت عينا ماجد بذهول وقال: ايه الي بتقوليه ده يا ماما؟! أبوس ايدك متعمليش فيا كده أنا إبنك برضو.

أغلقت عينيها المتألمتين بشدة وبداخلها صراع يهدد بالإنفجار، يا خيبة أملي فيك يا ولدي!
تركته، تركته ورحلت قائلة له خذ جزائك لن أضلل عليك فالذي أخطأ لابد أن يُعاقب..!
وبقيّ يبكي دماً على حاله وعلي ما وصل إليه.

عادت كوثر إلي منزلها والهدوء الحزين يخيم في المكان، فكان منذ قليل نفس المكان يمتلئ بهجة وسرور ولكن سرعان ما تحولا إلي حزن وغيوم
صعدت بصحبة إبنتها وسط همزات الجيران الذين كانوا يفرحون لهم والآن يتهامزون عليهم! إنها الحياة لا يقبي أحدا على حاله فالكل ينتظر سقوطك ليدهسك أكثر فعلينا أن نكون صامدين!

دلفوا إلي الشقة لتدلف كوثر إلي غرفتها سريعا بينما جلست سلمي تبكي بحسرة على الأريكة، ليقترب منها خالد الذي قال بهدوء: ممكن تبطلي عياط بقي يا سلمي؟ يعني العياط هيفيدك بإيه دلوقتي!
تعالت شهقاتها المريرة، لتقول بصوت مُنتحب: أنا مش عارفه ليه بيحصلنا كده ليه ديما فرحتنا مكسورة!
لف ذراعه حول كتفها وهو يقربها منه قائلاً بتنهيده: كله هيتصلح إن شاء الله يا سلمي ربنا كبير.

نظرت له بعينينِ حزنتين، لتردف بخفوت: طلقني يا خالد، أنا خلاص منفعكش
إتسعت عينيه بصدمة ليردف بغضب: ايه الهبل الي بتقوليه ده يا سلمي أنتي إتجننتي ولا إيه؟
أجهشت في البكاء مرة ثانية وهي تقول: لو مطلقتنيش دلوقتي هطلقني بعدين يا خالد كلام الناس وحش وأنت مش هتستحمل.

زفر خالد بضيق وهو يقول بحدة: ما يولعوا الناس يا سلمي، ده أنا ما صدقت بقيتي على ذمتي تقوليلي طمنتي أنتي إتهبلتي شكلك، أنا مليش دعوة بأخوكي يتسجن ميتسجنش ميهمنيش أصلا، الي يهمني أنتي وبس يا حبيبي
تنهدت بإرتياح قليلاً، ثم قالت بخفوت: شكرا يا خالد
ضحك عالياً ليقول من بين ضحكاته: والله هبلة!

وصلا أمير وأروي إلي الشركة، فترجلا من السيارة وصعدا إلي الأعلي، دلف لتدلف خلفه وتقول بخفوت: هو في شغل كتير؟
أومأ برأسه وقال وهو يجلس: اه يا أروى، بس ممكن تيجي بكرة بدري مفيش مشكله يعني.

رأته يفتح خزانته الخاصة فنظرت لها بدقة، وعيناها تتجولان فيها، وجدت بعض المستندات والنقود، علمت أن هذا ما يريده سامي منه، آفاقت من شرودها حين قال بصوتٍ جوهري: اعملي حسابك بكرة معاد شركة *** فلازم تيجي بدري عشان اليوم طويل
أومأت برأسها قائلة: تمام، تشرب قهوة؟
رد بهدوء: ماشي يا أروى..
خرجت من مكتبه مبتسمه بسعادة، لقد كرر إسمها كثيراً هذه الأيام وأصبح يبتسم لها أيضًا، وهذا أسعدها وبشدة...

أحضرت له القهوة وهي تدندن بخفوت، سكبتها في الفنجان وإتجهت إليه مرة ثانية، دلفت بعد أن طرقت الباب، سارت خطوة واحدة حتى تعثرت قدميها في طرف السجادة السميكة ليسقط الفنجان من يدها وهي من فوقه، إتسعت عيني أمير وهب واقفا راكضا إليها، ثم جثي على ركبتيه وهو يقول بصدمة: أروى! أنتي في ايه النهاردة...
تألمت وهي تعتدل وقد جُرحت يداها حيث أنها إنغرزت في الفنجان المكسور..

أمسك يدها بذهول من الدماء التي تسيل منه بتدفق، أخرج منديل ورقي سريعا من جيبه وأخذ يضغط على الجرح برفق وهو يقول بجمود: بجد أنتي فظيعة في حد يعمل كده؟
أغلقت أروى عينيها بألم وهي تقول ببكاء: معرفش ايه الي حصل أنا فجأة لقتني وقعت كده!
لف على يدها منديل أخر ومن ثم جذبها لتقف على قدميها قائلاً بهدوء: لازم تاخدي بالك من نفسك يلا معلش حصل خير..
لاتزال تبكي بألم قال هو بقلق: هي بتوجعك أوي كده؟

أومأت برأسها وقالت: أيوة وكمان رجلي شكلها إتجزعت
عض على شفته وهو يقول بإندهاش: كمان! لا ده أنتي إتبهدلتي أوي النهارده تعالي أوصلك بقي خلاص كده مش هتعرفي تشتغلي، ثم تابع بجدية: بس بجد أنا زعلان أوي على الي حصل ده
رفعت أروى رأسها وقالت بتساؤل: زعلان عشاني!
حرك رأسه نافياً وتابع بمزاح: لأ عشان القهوة الي وقعت!..


look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:08 مساءً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثالث عشر

أوصلها أمير إلي المنزل، فترجلت من السيارة بهدوء وهي تتحامل على نفسها وقدمها تؤلمها، فتحدث أمير بإهتمام:
- هتقدري تمشي عليها؟!
أومأت له وقالت بألم: هحاول..
رد بخفوت: حطي عليها مرهم كدمات وان شاء الله هتبقي كويسة وخدي بكرة أجازة مش مهم تيجي
قطبت جبينها وتابعت في تساؤل: طب والمقابلة بتاعة بكرة؟
أجابها بهدوء: مش مهم بقي هروح أنا وخلاص..
إبتسمت له ثم قالت بخفوت: ماشي، تصبح على خير..
- وأنتي من أهله.

رد بجدية، لتتحرك في إتجاه مدخل البناية وهي تسير ببطئ ضاغطة على شفتيها من شدة الألم..
بينما ظل أمير يتابعها بعينيه حتى إختفي ظلها ثم أدار المحرك وإنطلق بسيارته..

ما أن صعدت أروى ودلفت إلي المنزل، أشعلت الأنوار لتنصدم صدمة جليه جعلتها تقف متسعة العينين برعب شديد..
- ايه مالك شوفتي عفريت ولا إيه؟
قالها سامي وهو يجلس واضعا ساقا فوق الآخر ينظر لها بوقاحة!
إزدردت أروى ريقها، ثم قالت بإنفعال: أنت إزاي تدخل هنا؟
نهض وهو يضع كلتي يديه في جيب بنطاله، ثم قال بهدوء مستفز:
- ايه ممنوع أدخل شقتي ولا إيه؟ أنتي نسيتي إني أنا الي معيشك هنا؟!

صاحت به أروى بنفاذ صبر: عايز ايه وإزاي تفتح وتدخل كده عادي انت ايه معندكش أي نوع من الأخلاق!
تحولت عينيه إلي جمرتين من نار وهو يطالعها بنظرات نارية قاتلة ثم قال بصوتٍ مُخيف: أوعي تنسي نفسك وإلزمي حدودك وأنتي بتتكلمي معايا!
أخذت تلتقط أنفاسها وهي تلهث بشدة أثر إنفعالها، لتقول بعصبية: أنت عاوز ايه ما تخلص!
حك صدغه بإبهامه، ثم تابع رافعا حاجبه ببرود يكاد أن يقتلها..

- شايفك أخدتي على الأمير أوي لأ وكمان بيوصلك شكلك سبكتي الدور عليه أوي لدرجة أنه إتكعبل في مدة قصيرة لأ شاطرة عموما ده هيفيدنا عشان تنهي بقي!
زفرت أروى بحنق، ثم عقدت ساعديها أمام صدرها وتابعت بحدة:
- أنا خلاص مش هقدر أعمل الي أنت بتقوله ده، ده حماني وأنقذني وأنا لا يمكن أغدر بيه ولو حاولت تعملي حاجة أنا هعترفله وهخليه يوديك في ستين داهيه...

إندفع نحوها في حركةٍ واحدة، ليلوي ذراعها خلف ظهرها بقوة، حتى صرخت بعنف لكنه قام بوضع يده على فمها ثم إقترب من أذنها قائلاً بصوتٍ أقرب للفحيح:
ساعتها قسما بالله ما هرحمك، ومش بس هسجنك ده أنا هنسفك نسف من على وش الدنيا ومش هخلي ليكي أثر، جربي تلعبي معايا وهتشوفي!
إنسابت دموعها وهي تتألم من قبضته حتى أنها بغضت حالها وكل شيئاً حولها وتكاد أنفاسه القذرة أن تحرق روحها من الداخل..

تركها وهو يدفعها بعنف لتلتصق بالحائط خلفها، ليقترب منها رافعا سبابته أمامها قائلاً بتحذير: إياكي واللعب معايا! وخدي وقتك وبراحتك أنا مش مستعجل!، صمت ليتحدث مرة أخري بإبتسامة باردة: لو قليتي بأصلك هبكيكي بدل الدموع دي دم!، سلام يا، يا شريفة
إتجه صوب الباب ليفتحه ويخرج صافعا إياه خلفه بقوة، لتبصق أروى عليه وترتمي باكية بحرقة على الأرض...

وصل أمير إلي منزله ثم أبدل ملابسه بملابس أكثر راحة، حيث إرتدي بنطالا أسود قطنيا، وفوقه تي شيرت قطني أبيض..
تفاجئ بهاتفه يصدر صوتاً معلناً عن إتصال فأجاب عليه قائلاً بمرح: عاوز ايه تاني!
رد زياد بجدية: ايه يابني قلقتني هو ايه الي حصل فجأة لقيتك قطعت الخط ايه الي حصل؟
إتجه إلي المطبخ فأسند الهاتف بين كتفه وأذنه وهو يفتح الثلاجة ويخرج منها الطعام، ثم قال متنهداً ؛:.

- أبدا كان معايا واحد صاحبي تعب فجأة فإضطريت أقفل معاك معلش بقي
- كذااااب، قالها زياد ضاحكا، ثم تابع من بين ضحكاته: وربنا بتكذب يا أمير أنا سمعتك وأنت بتقول اسمها حتى إسمها أروى صح؟.
تنحنح أمير وهو يقول: احم، أنت إيه يابني بتلمع أوكر، أيوة يا عم إرتاحت
زياد نافياً بمزاح: لأ ما ارتحاتش طبعا، كمل يا بابا مين أروى دي بقي ومالك كنت ملهوف عليها كده؟

رفع أمير حاجبه وقال بإندهاش: ملهوف! ايه الهبل بتاعك ده؟، عادي يعني دي السكرتيرة وتعبت فجأة وإحنا راجعين من الشركة
لوي زياد فمه بتهكم وتابع: شركة! أنت يابني مش كنت في القسم؟ ينهار اسوح على الكذب ما تنهي ياعم وتقول مين دي!
قهقه أمير بشدة ثم قال: وأنت مالك طيب ايه الحشرية دي؟!
شاركه زياد الضحكات، ليردف بفضول: الله مش ابن الخال ونفسي أفرح فيك انطق بقي نشفت ريقي معاك..

تنهد أمير ثم جلس يتناول طعامه، بينما قال بعد ذلك:
- هحكيلك!

صعد خالد إلي شقته بعد أن إطمئن على زوجته سلمي، دلف ثم توجه إلى غرفته لتستوقفه نعمة قائلة بحدة:
- كُنت فين يا خالد؟
أجابها خالد بهدوء: كنت تحت مع سلمي يا ماما في حاجة؟
أومأت برأسها وقالت بنبرة غاضبة: اه في يا خالد في كلام الناس ورقبتنا الي بقت اد السمسمه، شوفت الي اخوها عمله؟ شوفت نظرات الناس وكلامهم وهما بيقولولي ده انتي ناسبتي عيلة تعر يا أم خالد!

عقد خالد ما بين حاجباه وتابع بإستغراب: واحنا مالنا بالكلام ده؟ وايه اللهجة الي بتتكلمي بيها دي يا ماما؟
زفرت نعمة بحنق وتابعت: يارتنا ما اتسرعنا وكتبنا الكتاب ده أنا كنت في نص هدومي على أخر الزمن هتتجوز واحدة أخوها صايع ورد سجون أنا لو كنت أعرف أنه كده مكنتش هوبت ناحيتهم أبدا!
إنفعل خالد: معناه ايه الكلام ده يعني؟
كزت على أسنانها ثم قالت بصرامة: معناه إنك تسيبها يابني وأنا هشوفلك ست ستها..

إتسعت عيني خالد بصدمة، ثم قال بعدم تصديق: اسيبها؟ عاوزاني أسيب سلمي يا ماما؟ إزاي تقولي كده، مش دي سلمي الي انتي مربياها ودي طنط كوثر الي بتعتبريها أختك؟ لو ماجد غلط هما ايه ذنبهم!
- ذنبهم أنه إبنهم يابني، ذنبهم أن كلام الناس مبيرحمش، وأنا مقدرش أستحمل بقي كل ده
حرك خالد رأسه بغضب وهو يحاول التحكم في ضبط أعصابه:
- الي انتي بتقوليه ده مستحيل يحصل يا ماما مستحيل..!

أنهي جملته ودلف إلي غرفته مغلقا الباب خلفه بغضب، بينما زفرت نعمة بضيق وهي تحدق بالفراغ...

دلفت سلمي إلي غرفة والدتها، جلست إلي جوارها بحذر، ثم قالت بخفوت:
ماما، أنتي كويسة؟
هزت رأسها بصمت ودموعها لم تتوقف منذ أن عادت من مركز الشرطة وصورة ولدها لم تذهب من أمامِ عينيها اللتين إنكسرتا من الحزن..
تنهد سلمي وهي تربت على كتفها قائلة بصوتٍ مُختنق:
- طيب هنسيب ماجد كده محبوس يا ماما، هنطلعه إزاي..
خرج صوت كوثر بحدة: مش هيخرج، هيفضل جوه وهياخد جزاءه أنا مش هخرجه..

مسحت سلمي دموع أمها بأناملها بحنان، ثم قالت بهدوء: معقولة يا ماما، هو مش صعبان عليكي؟ بصراحة أنا قلبي بيتقطع عشانه ولما كان بيعيط كنت هموت..
حركت كوثر رأسها بعلامة النفي وهي تقول: لأ مش صعبان عليا وحتي لو صعبان عليا هدوس على قلبي وهسيبه!

- بس هو ده الي حصل
أنهي أمير حديثه مع زياد الذي قال بمزاح: طول عمرك بطل
أمير بنبرة جادة: أتريق كتير بقي عشان أقفل في وشك السكة..
زياد ضاحكا: طيب خلاص سكت اها، بقولك إيه، أنت حاسس بحاجة تجاه البنت دي؟
زمجر أمير وهو يقول: أنت مجنون يا زياد صح
زياد بتصميم: ما هو اللهفة الي سمعتها في صوتك دي مش طبيعية.

أمير بغيظ: برضو هيقولي لهفة، اقفل يا زياد سلام، أغلق الخط سريعا في وجهه ليضحك زياد قائلاً: والله مجنون..
بينما إبتسم أمير وهو يضرب كفا على كف: ال بيقولي لهفة، عيل مجنون...

قامت أروى بوضع ماسك للكدمات على قدمها ثم قامت بلفها بالرباط الضاغط، ثم أخذت حبة مُسكنة للآلام وتسطحت على الفراش بإرهاق..
أغمضت عينيها، وهي ترتجف خوفاً من مصيرها القادم تخشي أن تتعلق بالأمير وهي تخدعه ولكن كيف سيكون موقفه اذا اعترفت الآن؟ وكيف إذا عرف أن والدتها تفتح منزلها للرجال ليصبح المنزل مشبوهاً! هل سيقتنع أنها لا علاقة لها بذلك؟ أم سيأخذها بذنب غيرها وتنسفها عاصفته الغاضبة!؟

هكذا كان عقلها سينفجر من كثرة الأفكار التي تراودها حتى غلبها النعاس وغطت في سُباتٍ عميق...

صباح يوم جديد، نهضت أروى لتري قدمها قد تحسن للأفضل فإبتسمت بإرتياح وتوجهت إلي الحمام لتغتسل ثم بعد ذلك إرتدت ملابسها والتي كانت عبارة عن بنطالا من الجينز الأزرق فوقه بلوزه من اللون الروز الهادئ بينما تركت شعرها ينسدل خلف ظهرها بتمويجاته الجذابة...
ثم قامت بتكحيل عينيها الخضراوتين اللتين لمعتان ببريقٍ يخطف الأنظار...
أخذت بعد ذلك مُتعلقاتها وخرجت من المنزل لتتجه إلي الشركة..

ما إن وصلت صعدت إلي الأعلي فأقبل عليها أحد الزملاء وهو يقول بإنبهار: صباح الخير يا آنسة أروى..
ردت بإبتسامة: صباح النور يا أستاذ كرم..
تفحصها بعينيه: ايه الجمال ده؟ بصراحة أنتي جميلة جدا
- ايه يا أستاذ كرم هنقضيها هنا معاكسات في التورئة ولا إيه؟
تفاجئا بصوته الجوهري الحاد لتزدرد أروى ريقها بإرتباك وكذلك كرم الذي إتجه إلي عمله سريعا، بينما قال أمير بصرامة:
- إيه الأرف الي أنتي لابساه ده؟

صُدمت أروى وتطالعته بإستغراب لتردف بخفوت: أرف؟
تحدث بحدة وإنفعال: أول وأخر تيجي باللبس الضيق ده، أنا مبحبش قلة الحيا تمام! إتفضلي شوفي شغلك..
ثم لم يمهلها فرصة للتحدث وسار متجها إلي مكتبه بعصبية...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 18 < 1 2 3 4 5 6 7 8 18 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1545 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1127 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1179 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 974 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1757 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، حبيبتي ، الكاذبة ،










الساعة الآن 02:31 AM