logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 7 من 18 < 1 11 12 13 14 15 16 17 18 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:37 مساءً   [46]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع والأربعون

وقف أمامها واضعا كلتي يديه في جيب بنطاله، بينما عيناه تتابعها بشئ من الإستغراب وهي مندمجة في عملها الجديد، ثم رفع أحد حاجبيه بذهول عندما تذكر موقفه معها، إنها هي تلك الفتاة المشاكسة التي دعس على فستانها، ولكن كيف وهي ترتدي هذه الثياب..!
شعرت ماهيتاب بظله، فرفعت وجهها لتنظر إليه فشهقت بخفوت وهي تهتف بضجر: ايه ده، خضتني في حد يقف ساكت كده..!

تنحنح أمجد وهو يتأملها بعينيه، ثم قال بلا مبالاه: وأنتي إيه مزعلك يعني أقف ساكت ولا أزعق، ده عجايب والله!
زفرت أنفاسها بغيظ وهي تقول بتأفف: أووف، أنت عاوز إيه دلوقتي؟
أجابها بهدوء مستفز: عاوز أقابل أمير يا حاجة!
تجهمت ملامحها عقب إنهاء جملته، لتصر على أسنانها بغضب: نعم؟ إيه حاجة دي إن شاء الله، إنت هتهزر معايا ولا إيه؟!
مط شفتيه وقال عابسا: لا وأهزر ليه هو أنا أعرفك أصلا عشان أهزر معاكي يا حاجة.

ضربت ماهيتاب على سطح المكتب ثم هتفت بإنزعاج: برضو هيقولي حاجة، أنت بني آدم مستفز على فكرة
عقد ساعديه أمام صدره ثم قال بهدوء: وأنتي لسانك طويل على فكرة!.
تعالت أصواتهما، فخرج أمير تتبعه أروى من المكتب، قبل أن يقول بجدية: في إيه؟، في إيه يا أمجد؟!
حرك أمجد كتفيه وأجابه بثبات: معرفش، زي ما إنت شايف كده مش عارف إيه الجنان ده بصراحة!
صاحت ماهيتاب: جنان! شايفني بشد في شعري بجد أنت مستفز بجد.

قال أمير بحزم: وطي صوتك يا ماهيتاب في ايه!
زفرت بحنق قبل أن تتابع بضيق: طيب ما تخليه يحترم نفسه ويتكلم بإحترام بقي!
رفع أمجد سبابته محذرا أمام وجهها: لأ كده إنتي بتغلطي، أنا محترم جدا هو محدش مالي عينك يا حاجة ماهيتاب ولا إيه؟!
إتسعت عينيها غيظا، فجذبه أمير بنفاذ صبر قائلا: تعالي يا أمجد ده أنا فاكر إنك عاقل ولا العيال الصغيرة والله، إدخل!

دلف أمجد معه بعد أن رمقها بتحدي وهو رافعا أحد حاجبيه، فعضت ماهيتاب على شفتها السفلي وهي تقول حانقة: ماشي، أنا هوريك يا أنا يا أنت!
بينما جلست أروى قبالتها وهي تقول محاولة تهدئتها: إهدي يا ماهيتاب، متزعليش ده شكله بيهزر معاكي بس..
ماهيتاب بضيق: ويهزر معايا ليه ده فاكر نفسه إيه ده، والله لعرفه مين ماهيتاب!
أروى بهدوء: مش مستاهلة يا ماهيتاب كبري دماغك..

داخل المكتب
هي مالها دي ياعم شايفة نفسها علينا كده ليه؟
قالها أمجد، ليرد أمير ضاحكا:
- أنا عارف إنك مستفز وهي مش متعصبة كده من فراغ يعني يا أمجد!
أمجد ببراءة مصطنعة: أنا! عيب عليك ده أنا كيوت خالص
قهقه أمير ثم قال من بين ضحكاته: لا يا شيخ، ده شكل كيوت ده؟
أمجد ضاحكا: ياه لدرجادي باين على وشي؟
أومأ أمير متساءلا: اه والله، أنت قولتلها إيه إعترف؟

أمجد بجدية: أبدا قولتلها يا حاجة لقيتها إتعفرتت كده! هو حد يطول يحج يا أمير؟
إستند أمير بمرفقيه على سطح المكتب ثم تابع: لا، معاها حق مش بقولك مستفز يا أمجد..
ضحك أمجد، ثم هدأ قائلًا: المهم بقي، صاحبك يعتبر هيعلن إفلاسه في أقرب وقت ولو مسددش القروض الي أخدها من البنك هيحجزوا على كل أملاكه يعني هيتشرد!

تنهد أمير وتراجع للخلف بمقعده ثم قال بضيق: مكنتش أتمني أأذي حد بالطريقة دي يا أمجد، بس أنا مش عارف أعمل معاه إيه هو السبب!
رد أمجد عابسا: بقولك إيه يا أمير ده لو طال يقضي عليك مش هيتأخر ده حلال في الحرق مش الخسارة بس..
أومأ أمير برأسه ثم قال: معاك حق..

في شقة سليم.
إلتفوا جميعا حول طاولة الطعام، بينما كانت سهيلة تأكل في صمت متوتر، فإذا رفعت عينيها تتقابل مع عيني سليم الذي كان متابعا لحركاتها المتوترة تلك..
قال مصطفي بجدية: أنا لازم أرجع القاهرة بقي عشان الشغل وسهيلة كمان تتعرف على البيت
سليم بنفي: لا يا عمي لما أخد أجازة وأنزل معاكم ولا خلاص بقي سليم هيتركن على الرف بعد ما جابلك سهيلة؟

ضحك مصطفي ثم وكزه بخفة: عيب عليك يا سليم بس كل الحكاية في الشغل وبعدين الشقة هنا صغيرة فمش هينفع نقعد أكتر من كده، ولا إيه يا سهيلة؟
أومأت سهيلة برأسها، ليقول مصطفي: نرجع النهارده بليل إن شاء الله وإنت خد أجازة يا سليم وتعالي في أقرب وقت ماشي!
سليم متنهدا: ماشي يا عمي إنت تأمر وسليم ينفذ
مصطفي ضاحكا: يا سلام، طيب تعالي عاوزك في كلمتين كده في البلكونة، ممكن تعمللنا الشاي يا سوسو؟

إبتسمت سهيلة ونهضت قائلة: حاضر يا بابا..
إتجها إلى الشرفة، فتنهد سليم وقال بنبرة جادة: خير يا عمي؟
ربت مصطفي على كتف سليم قبل أن يقول بجدية: أنا هقولك على الي أنا عايزو والي بتمناه يابني وهسيب القرار ليك وأنت حر أكيد..!
تفهم سليم الأمر ولقد شعر بالذي يدور في فكر عمه، فأومأ سليم قائلًا بهدوء: خير يا عمي قلقتني؟

تابع مصطفي بثبات: سهيلة!، أنا عارف إن مش من حقي أفرض عليك حاجة، بس سهيلة بنتي ونفسي أطمن عليها بصراحة، وأنا عاوز أسيبها في أمانة راجل وبصريح العبارة كده مش هلاقي راجل أحسن منك لو لفيت الدنيا كلها يا سليم، إيه رأيك يابني؟
كاد أن يتحدث فتفاجئ بسهيلة تدلف وهي تحمل الشاي، فأخذه مصطفي منها شاكرا إياها بإبتسامة حانية، بينما قال سليم بنظرة ذات مغزي: تسلم إيدكي يا سهيلة.

إبتسمت سهيلة وخرجت من الشرفة بإرتباك، ليعود مصطفي يقول بجدية: أنا إطمنت على أروى وإهي متجوزة راجل محترم بيحبها، بس سهيلة لسه، بس لو إنت قلقان من حاجة قولي بصراحة، إنت بنفسك إتأكدت إنها لسه بكر..
ساد الصمت بينهما لدقائق، إلى أن قطعه سليم وهو يقول بثبات: عمي سهيلة كويسة وكل حاجة بس أنا...
ظهرت علامات الحزن على وجه مصطفي الذي قاطعه بخيبة أمل: خلاص ولا يهمك يابني مفيش مشكله خالص أنا طبعا مش هجبرك!

ضحك سليم وهو يضرب كفا على كف، ثم قال مازحا: إيه يا دوك، ما تسبني أكمل الكلام مالك بتقفش على طول ليه؟ أنا بقولك كويسة بس أنا مش حاسس إنها عندها إستعداد للجواز تقريبا سهيلة عندها حالة من اليأس بس ده الي أقصده!
تهللت أسارير مصطفي وقال بإبتسامة واسعة: يعني إنت معندكش مانع؟، ملكش دعوة بسهيلة هي هترفض ليه، لا معتقدش، بس أنت موافق من قلبك يعني؟ ولا عشان محروج مني، قولي بصراحة؟!

سليم بنفي: لا والله يا عمي، أنا أصلا كنت مستني وقت مناسب وهكلمك..
ربت مصطفي على كتفه، ثم قال بإمتنان: إنت طول عمرك رجولة يا سليم، تعالي نتكلم في الموضوع ده ونشوف رد فعل سهيلة..

خرج أمجد بصحبة أمير من مكتبه، لترمقه ماهيتاب بشراسة، لكنه لم يبالي وإبتسم ببرود وهو ينطق: سوري على الي حصل، معرفش إنك هتضايقي كده يا آنسة ماهيتاب!
أومأت ماهيتاب وهي تبادله إبتسامته الباردة، ثم قالت بخفوت: آسفك مش مقبول!
صر أمجد على أسنانه وهو ينظر إلى أمير الذي قال بنفاذ صبر: خلاص بقي يا ماهيتاب!

تنهد أمجد بغيظ وهو يصافح أمير، ثم قال برسمية: خلاص يا أمير أنا عملت الي عليا مش مهم بقي أي حد شايف نفسه..!
أومأ أمير ضاحكا وهو يضرب كفا على كف، بينما سار أمجد ناحية الباب وهتف قبل أن يخرج بغيظ: فرصة سعيدة يا حاجة ماهيتاب!
لتضغط ماهيتاب على شفتيها بغضب، بينما كتم أمير ضحكاته وتلفت حوله باحثا عن أروى قبل أن يقول متساءلا: أروى فين؟
أجابته بحنق: بتجيب نسكافيه..

تنهد أمير وخرج من مكتبها وهو يحدث نفسه: مفيش فايدة فيكي يا أروى مبتسمعيش الكلام أبدا..
سار في الرواق ليجدها تقف بصحبة كرم ..
فصر على أسنانه غضبا ووقف يتابعهما بعينيه وما هي إلا ثوانِ وأنهت حديثها معه وتصطدم عينيها بعينيه الغاضبتين، فإزدردت ريقها بخوف وسارت إلى أن وقفت أمامه وقبل أن تتحدث قاطعها بعبوس: إمشي قدامي..

أومأت رأسها وسارت أمامه، فإتبعها هو حتى دخلا إلى المكتب سويا، وما إن أغلق الباب هتف حانقا: كنتي واقفة مع كرم ليه؟ ومين قالك تخرجي من عند ماهيتاب أصلا؟!
أردفت بتوتر: أنا كنت هجيب نسكافيه وهو كان بيحسبني رجعت الشغل تاني فقولتله لأ مش رجعت هو ده كل الي حصل والله..
هدر بها بغيرة واضحة: ممنوع تتكلمي مع أي راجل غيري أيا كان فاهمة ولا لاء؟

أومأت برأسها وراحت ترفع ذراعها لتخبئ وجهها منه، وخوفا من بطشه المفاجئ، فتعجب لها وسألها بحدة: إيه الي بتعمليه ده، بتخبي وشك ليه؟
أجابته بحذر: عشان أنت لما بتتعصب مش بتشوف قدامك وممكن تضربني تاني!

أنهت جملتها وطأطأت رأسها للأسفل، فصُدم أمير وإقترب منها ليقول معاتبا: هي مرة واحدة الي مديت إيدي عليكي يا أروى ومكنتش في وعيي، قبل كده مضربتكيش أبدا ولولا الي حصل كان عمري ما هضربك في حياتي، ليه كده يا أروى؟

ظلت صامته وإنسابت دموعها فوق وجنتيها، فتنهد أمير وراح يرفع وجهها برفق ثم إحتضنه بين كفيه ومرر إبهامه فوق وجنتها حتى مسح دموعها قائلًا بهدوء: وأنا عملتلك إيه دلوقتي عشان تعيطي؟، إنتي عارفة إني بغير، أنا طبعي كده وخلقتي كده أعمل إيه يعني؟.
ردت عليه متنهده: وأنا معملتش حاجة هو سألني سؤال ورديت عليه وبس كده، خلاص خلاص حصل خير يا أمير..
قال غامزا: لا أميري مفهوم؟

ضحكت وهي تومئ رأسها إيجابا، فقال هو بجدية: مش عاوزك تخافي مني وتعرفي إني عمري ما همد إيدي عليكي تاني وأخر مرة تعملي الحركة دي وتخبي وشك مني ماشي؟
إبتسمت بخجل وتابعت: ماشي.

- ها يا سوسو إيه رأيك؟..
أردف مصطفي بتلك الكلمات موجها حديثه ل إبنته سهيلة..
بينما إبتسم الجميع مُنتظرين رد فعلها بحماس..
إلا أنهم صدموا أعلنت رفضها وهي تقول بثبات:
- أسفة، سليم إنسان كويس وأكيد ربنا هيرزقه بإنسانة زيه برضو كويسة..
إبتسم سليم ساخرا فإنه كان يعلم رد فعلها ومتوقعه أيضا..
بينما قالت نبيلة بإستغراب: ليه كده يابنتي؟
فتدخل مصطفي بصدمة: ليه كده يا سهيلة، إيه السبب طيب؟

سهيلة بهدوء: عشان أنا مش عاوزة أتجوز أصلا..
كاد مصطفي أن يتحدث ولكنها قاطعته وهي تنهض: معلش يا بابا أنا هدخل أجهز حاجتي عشان لما نسافر..
أنهت كلامها وتوجهت إلى الغرفة وما إن دلفت حتى إنفجرت باكية والآلام تنهش قلبها، فليس بالأمر الهين الذي عانت منه طويلا، وتخشي الحب مجددا تعلم أن سليم مختلفا تماما، إلا أنها تخشي، وتخشي أن يكون زواجه منها مُجرد شفقه وهذا ما يؤلمها أكثر وأكثر!..

ذهب ماجد إلى المنزل، وما إن دلف وجد المكان هادئا، بحث عن والدته فلم يجدها فخمن أن تكون قد ذهبت لتشتري طلبات المنزل..
إقترب ليدخل إلى غرفته ولكنه سمع همهمه تأتي من الداخل، فإقترب أكثر بحذر ليستمع..
فآتاه صوتها الخافت وهي تتحدث مع شخصا ما: إصبر يا سمير لما أعرف أهرب منه ماهو لازم نرتب مع بعض عشان ميعرفش يوصلي تاني!
إتسعت عيني ماجد بصدمة جلية، إنها تخونه، وترتب للهروب أيضا..!

إزدرد ريقه ولكنه قرر أن يستمع إلى بقية الحديث، فكانت الصدمة حين آتاه صوتها مرة ثانية وهي تضحك بوضاعة: آه لو عرف إن الي في بطني مش منه، يا سموره ده ممكن يتجنن ويقتلني!
وضع ماجد يده على فمه بصدمة أشد!، وتذكرها حينما أبلغته أنها حامل، لم يكن ليتوقع أنه من غيره أبدا، فكيف ومتي؟.

لم يستوعب، ليأتيه الصدمة الثالثه وهي تقهقه قائلة من بين ضحكاتها: لأ وإيه كان فاكرني بنت بنوت، الله يخللينا العمليات الي بترجع الواحدة بنت بنوت من اول وجديد يا سلام، يلا يعيش وياخد غيرها!
هز رأسه بعدم تصديق ثلاث صدمات وراء بعدهم، تخونه، وتحمل من غيره، ولم تكن عذراء من الأساس، ما هذا أنا في كابوس بالتأكيد، نعم أنا في كابوس!

فتح الباب وإندفع مرة واحدة إلى الداخل، لتنتفض مايا واقفة ويسقط الهاتف من يدها، بينما إقترب ماجد منها والشياطين تتلاعب أمام عينيه!..
هدر بعنف: يا ****** بتضحكي عليا وتستغفليني، يا *****..!
حركت رأسها بنفي وهي تتوسله بذعر: ماجد إفهمني إنت ايه الي بتقول ده...
إنهال عليها بالصفعات المتتالية وهو يسبها بأقذر الألفاظ، فصرخت عاليا وهي تحاول التملص من بين يديه...

وبعد أن تلقت عدد لا نهائي من الصفعات وقف يلهث بعنف، ثم بصق عليها هادرا: أنا هطلقك وهرميكي في الشارع يا ****
تركها ودلف إلى الشرفة يدخن سيجارة أشعلها بغضب عارم، وقف يضرب على حافة السور بيده وهو يشتم بعنف..
دلفت مايا خلفه بحذر وهي تستعطفه: ماجد إنت فاهم غلط أن...
إلتفت إليها ليصفعها مرة أخري مانعا إياها من الحديث...

فلم تدري بحالها إلا وهي تدفعه بكُل ما أوتيت من قوة في صدره ليتراجع للخلف ويسقط فورا من أعلي السور ليهبط بعد ذلك على أرض الشارع مرتطما بها بشدة!..


look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:38 مساءً   [47]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن والأربعون

صرخت مايا ذعرا وهي تلطم على وجهها بصدمة، ركضت بهستيريه هابطة درجات السلم بسرعة شديدة...
بينما تجمعت الجيران بهلع وهمّ يرون ماجد مُلقي على الأرض وسط بركة من الدماء..
ظلت تصرخ وهي تهتف بإسمه: ماجد، ماجد وقع من البلكونه إلحقوني يا ناس إلحقوني..
بينما في الأعلي إنتفضت سلمي من فراشها وهي تسمع الصرخات المتعالية تلك، لتركض إلى الخارج هلعا متساءلة: في إيه طنط نعمة؟

أجابتها نعمه وهي تسرع خارج المنزل: مش عارفه يابنتي أنا شايفة مرات أخوكي ماجد بتصوت تحت والناس ملمومه!
لطمت سلمي على صدرها وهي تركض على الدرج، مردده بذعر: إستر يارب..
ركضت وقلبها يخفق قلقا، وما إن وصلت إلى الجيران فُزعت وهي تصرخ بهستيريه: مااااجد!، ماجد
جثت على ركبتيها بصدمة جليه وهي تراه يأن وجعا، إرتجف جسدها كُليا وهي ترفع رأسه صارخة بإسمه: ماجد، ايه الي حصلك، ماجد رد عليا..

كان يُشير بيده فقط نحو مايا التي كانت تبكي بخداع..
لم يفهم أحدا شيئا من إشارته، لتصرخ سلمي بهستيريه: حد يطلب الإسعااااف..
وكانت السيدة كوثر تأتي حاملة بيديها حقائب بلاستيكيه بها مُتطلبات المنزل، إلا أنها ألقتهم من يديها وهي تري ذلك الحشد المجمع من الناس وصوت سلمي إبنتها تبكي بإنهيار..
ركضت وقلبها يضرب بعنف ولقد شعرت أن حدث كارثة لتجعل إبنتها تبكي بهذا الصراخ..!

صاحت وهي تدفع الناس بيديها المرتعشتين: سلمي، بتعيطي لي...
لم تكمل جملتها لتتسع عينيها رعبا وهلعا، إبني!..
تفوهت بعدم تصديق وهي تنحني جاثية على ركبتيها: إبني!، م ماجد
مازال يأن وجعا، مازال يتنفس، فقط صرخة جعلته يأن أكثر..
صرخة عالية أطلقتها كوثر وهي تنطق بهستيريه: مااااااجد..! إبني يا ناااس حد يلحقني، الله يخليكم إعملوا حاجة، إبني بيموووت، إعملوا حاجة!

وصلت سيارة الإسعاف بعد مرور ربع ساعه، وسط صياح وصراخ أمه وشقيقته والجميع الذي حزن لأجله رغم ما فعله من فساد إلا أن منظره ما هو إلا مشهد يمزق القلوب..
لتصل سيارة الإسعاف إلى المستشفي بعد مرور نصف ساعة، كان قد غاب عن الوعي..
ركضت كوثر يتبعها البقية خلف الممرضات اللاتي حملوهن على السرير النقال وركضن به إلى غرفة الطوارئ..

لم يتوقف صراخ كوثر لثانية وهي تضرع إلى الله بأن يحمي إبنها وينجيه فمهما حدث هي أم وقلبها يتمزق من أجل فلذة كبدها..
إتجهت سلمي إلى مايا القابعة في أحد الأركان، سألتها من بين دموعها: إيه الي حصل وماجد وقع إزاي من البلكونة؟
إزدردت مايا لعابها، ثم هتفت بتوتر حاولت إخفاؤه: م معرفش هو دخل ي يشرب سجارة وبعدين لقيته زي ما يكون داخ كده ولقيته بيميل لقدام وجريت عشان ألحقه ملحقتش أمسكه!

دققت سلمي النظر في وجهها فلقد ظهر عليه الكدمات، فعبست بوجهها وهي تسألها بحدة: أنتوا إتخانقتوا، أيوة إتخانقتوا، باين على وشك أثار ضرب؟ إتخانقتوا ليه؟
لم تجيبها بل ظلت تنتحب وهي تدفن وجهها بين راحتي يديها، بينما تدخلت نعمة وهي تقول بجدية: سبيها يا سلمي دلوقتي لما نطمن على أخوكي الأول..
بينما ظلت الأم جالسة لا حول لها ولا قوه، تبكي وهي تردد فقط: يارب، يارب..

في شقة سليم.
إرتدي مصطفي ملابسه، ووقف يأخذ مُتعلقاته، بينما قال سليم بجدية: مش قولت هتسافر بليل يا عمي، في إيه بقي؟
رد عليه مصطفي مبتسما: خلينا بالنهار أحسن يا سليم وكمان عشان نسلم على أروى قبل ما نسافر يادوبك على ما نوصل هنكون بليل أصلا
أومأ سليم بصمت، فراح مصطفي يربت على كتفه وهو يقول متنهدا: إيه يا سليم إنت زعلت من رد سهيلة صح؟
حرك سليم رأسه نفيا، ثم أردف بثبات: أبدا يا عمي، براحتها جدا..

إبتسم مصطفي، ثم خرج من الغرفة بصحبته، ليجد سهيلة إرتدت ملابسها وتنتظره بصحبة عمها، فقال مصطفي بجدية: خلاص يا سهيلة كله تمام..؟
أومأت سهيلة وهي تقول بخفوت: أيوة خلاص..
بينما صافح مصطفي إبن أخيه سليم وألقي السلام على نبيلة ، وكذلك فعلت سهيلة حيث عانقت زوجة عمها، ثم نظرت إلى سليم وهي تقول بصوتٍ خافت: مع السلامة..
رد عليها بدون أي تعبير: مع السلامة..
إبتسمت بحرج وتوجهت إلى الخارج بصحبة أبيها وعمها..

بينما دلف سليم إلى الشرفة منتظرا خروجها من مدخل البناية، حتى خرجت بعد ثوان فظل يُتابعها بعينيه، ..
وكأنها شعرت به فرفعت وجهها للأعلي لتراه يحدق بها، ودت لو أن تصيح وتعتذر ثم تقول بأعلي صوتها أريد أن أعيش، أريدك تأخذ بيدي ولكنها لم تفعل، ولم تكن لديها الجرئة لقول هذا، ولم يوجد مكان بداخلها لتلقي حزن أو صدمة فيكفيها الماضي، يكفيها!

لم تنتبه إلا حين هتف والدها بإستغراب: سهيلة إركبي يا بنتي مالك متسمرة كده؟!
إنتبهت لنفسها فأخفضت بصرها فورا وإستقلت سيارة والدها..

بينما إبتسم سليم بعبوس، يعلم ما يدور بخلدها، يعلم أنها غير مصدقه أنه بالفعل يُريدها زوجة وحبيبة، يعلم أن فكرها صور لها أن لا يوجد رجلا على وجه الأرض سيتزوج من فتاة لمسها الكثير من قبله، هو يعلم جيدا أن سهيلة لم تقتنع بأن يوجد رجل سيتغاضي عن ذلك أبدا مهما حدث، ف مُجتمعنا مجتمع لا يبحث عن الدوافع أو الأسباب التي دفعتها لذلك الخطأ، مُجتمع يذبح فقط من يخطأ، ولكن إذا أراد الله ل أحد السعادة، وتلك السعادة تتجسد على هيئة رجل، يجعل ذلك الرجل لا يهتم ولا يبالي بسخافات المُجتمع..!

بعد مرور الوقت، في شركة الأمير.
أرجع ظهره للخلف بإنهاك بعد عدة ساعات من العمل المتواصل، نبعت حبات العرق من جبينه فراح يمسحها بظهر يده وهو يغلق عينيه بإرهاق..
بينما نهضت أروى من مقعدها وإتجهت نحو مردده بخفوت: إنت تعبت أوي يا حبيبي يلا نروح بقي..!
تنهد أمير وهو يمسح على رأسه: لسه عندي شغل يا أروى، الأيام الي فاتت أهملت الشغل وأنا مبحبش الإهمال أصلا..

إبتسمت له بإتساع وراحت تقف خلف ظهره فتعجب لها وهو يسألها بهدوء: بتعملي إيه؟ واقفة كده ليه؟
وضعت كلتي يديها على كتفيه لتدلكهما برفق وحنان، فضحك أمير قائلًا في مرح: بتعملي مساج ولا إيه!
أومأت رأسها ثم مالت عليه قليلًا طابعة قبلة على وجنته: أهااا، عندك إعتراض يا أميري..
أغلق عينيه مستمتعا بملمس يديها على كتفيه، وتلك الراحة التي تحتل قلبه وهي بجانبه، كم يعشقها، ويعشق تفاصيلها..
تفوه هامسا: بحبك يا رورو..

بادلته الهمس: وأنا بعشقك يا أميري..
تنهد بعمق وقال مازحا: طب خلاص كفاية بقي، عشان لو حد من الموظفين دخل أو ماهيتاب شكلنا هيبقي غير لطيف خالص!
كادت أن تتحدث لتقاطعها طرقات على باب المكتب، فقال ضاحكا: شوفتي!
إبتعدت أروى لتجلس كمان كانت بخجل، بينما قال أمير بصوتٍ أجش: إدخل!
دلفت ماهيتاب قائلة بإيجاز: سهيلة بره هي وأبوها و، عمها تقريبا..
نهضت أروى قائلة بفرحة: دخليهم بسرعة..

دلفت سهيلة يتبعها والدها وعمها، فنهض أمير مرحبا ومصافحا إياهم قائلًا بإبتسامة: أهلا وسهلا يا أستاذ مصطفي، إيه المفاجأة دي؟
أردف مصطفي مبادلا إياه الإبتسامة: إحنا روحنا على البيت وعرفنا إن أروى معاك هنا عاوز أسلم عليكم قبل ما أسافر القاهرة، أخدت العنوان من عمتك وجينا نودعكم..
أردف أمير بجدية: إسكندرية منورة بيكم يا دكتور مصطفى مستعجلين ليه؟

قال محمد بإبتسامة: شغلنا كله هناك يابني، بس هنستني منكم زيارة إنت وعدتنا مش كده ولا إيه؟
قال أمير مبتسمآ: أكيد إن شاء الله، أرتب بس شغلي وهنيجي..
إلتفت مصطفي إلى إبنته أروى وراح يعانقها بحنان وهو يردف: هتوحشيني يا أروى، خلي بالك من نفسك يابنتي
بادلته أروى العناق قائلة: وإنت كمان هتوحشني يا بابا وأكيد هاجي اول ما أمير يفضي.

إبتعد عنها قليلًا وقبل جبينها بحنان، وكذلك فعل محمد وسهيلة التي عانقت شقيقتها بشدة وعينيها حزينتان، فهمست أروى لها: مالك يا سهيلة؟ فيكي إيه يا حبيبتي؟
ردت عليها بصوتٍ خافت: هبقي أحكيلك في التلفون يا أروى..
أومأت أروى بتفهم وهي تقول: تمام، خلي بالك من نفسك..

إنصرفوا بعد قليل بعد أن ودعوا أروى وأمير وإتفقوا على زيارة للقاهرة في أقرب وقت متاح، بينما حاوط أمير كتفي أروى بذراعه وهو يسألها مالك يا حبيبي؟ زعلانة عشان مشيوا؟
أومأت أروى وقالت: أيوة وكمان سهيلة شكلها زعلان أوي، مش عارفه مالها، أنا نفسي تعيش مرتاحة وربنا يعوضها عن الي شافته...
رد عليها متنهدا بعمق: إن شاء الله يا رورو، أكيد ربنا هيعوضها، صمت ثم إستكمل مازحا: مش هتكمليلي المساج ولا إيه؟

ضحكت بخجل وهي تردف بإعتراض: تؤ، لما نروح!
رفع أحد حاجبيه وتابع هامسا: إذا كان كده مااااشي...

في المستشفي
خرج الطبيب من غرفة العمليات ووجه لا يُطمئن، فركضت كوثر إتجاهه وهي تهتف برجفة: إب إبني عامل إيه يا دكتور؟
أجابها متنهدا بجدية: أنا مش عاوز أفقدك الأمل، بس حالته حرجة جدا، الوقعة سببت كسر في الجمجمة للأسف وكسر في الحوض والقدمين زائد إن للأسف الشديد لما وقع على راسه أثر على النظر، وفقد نظره!

لطمت كوثر على صدرها عدة مرات متتالية والعبرات تتساقط فوق وجنتيها بغزارة، لتبكي وتشهق عاليا حسرةً على ولدها وهي تردد: يا حبيبي، يابني يا حبيبي..
بينما قال خالد الذي علم بما حدث وجاء ليقف بجانب زوجته: طيب هو يعني بيقدر يتكلم يا دكتور، ولا مش في وعيه أصلا!
أجابه الطبيب هادئا: في وعيه والنطق عنده ضعيف لحد ما، وهو حاليا في العنايه المركزه..
هتفت سلمي من بين بكاؤها: طيب إحنا نقدر نشوفه؟

أومأ برأسه قائلًا بجدية: شخص واحد فقط بلاش كلام كتير، ، ولو نفسه فضل منتظم لحد بكرة على الأقل يبقي لسه في أمل، إدعوله وربنا الشافي، عن إذنكم
سارت كوثر بخطوات سريعة إلى غرفة العنايه، ثم دلفت بعد أن سمحت لها الممرضة، حاولت التماسك وهي تمسح دموعها بأناملها ولكن هيهات لتنفجر باكية بمرارة وهي تري إبنها ممد لا حول له ولا قوه، صوت الأجهزة الموصلة به تمزق قلبها تمزيقا...

وضعت يدها على يده وهي تتفوه من بين شهاقتها: ليه كده يابني، ليه كده يا ماجد، عملت في نفسك إيه خلاك تقع، ماجد رد عليا يابني بالله عليك ما تحرق قلبي عليك ورد عليا..
بصعوبة بالغة خرج صوته بصوت منخفض بالكاد سمعته كوثر..
- م ماما، ثم ليجاهد في نطق الكلمة التالية، س سامحيني، س سامحيني ع ع على ك كل حاجة..
أردفت وهي تهز رأسها: مسامحاك، مسامحاك يابني، وقعت إزاي، إزاي وقعت يا ماجد.

رد عليها مجاهدا في نطق الكلمات: م مايا ه هي الي زقتني، وال...
صُدمت كوثر وهتفت بذهول: مراتك هي الي زقتك!
قال ماجد مكملا: إس إسمعيني، ال، الي في ب بطنها م مش إبني، مش إبني
لطمت على وجهها بصدمة جلية، وهي تهتف بهستيرية: يامصيبتي!، يارب، يارب، إرفع مقتك وغضبك عنا يااااارب..

خارج الغرفة..
كان خالد يقف جوار زوجته سلمي، فتوجهت نحوه إحدي الجارات قائلة: خالد، لو سمحت يابني عاوزاك في كلمتين..
سار معها خالد حتى وقفا بعيدا، ثم قالت وهي تنظر إلى مايا من بعيد: خالد أنا عاوزة أقولك على حاجة شوفتها، وعاوزاك تتصرف قبل ما المجرمة دي تهرب!
عقد خالد حاجبيه وإلتفت ينظر إلى مايا، ثم عاد ينظر لها قائلًا بجدية: خير في إيه؟

أجابته السيدة بثبات: أنا شوفت الي حصل مع ماجد، أنا كنت واقفه في الشباك وشوفت ماجد بيتخانق مع مراته وبيضربها وبعدين هي راحت زقاه ووقع من البلكونة، هو موقعش لوحده زي ماهي بتقول، هي الي زقته يابني أنا شوفتها بعنيا دول!
إتسعت عيني خالد بذهول تام ثم قال بصدمة: إنتي بتقولي إيه!

رد عليه مؤكدة: والله العظيم يابني شوفتها بعنيا، هاتلي مصحف أحلفلك عليه، ، المهم عاوزاك تبلغ البوليس من غير ما تحس بحاجة لحسن تهرب المجرمة دي..
بالفعل أخرج خالد هاتفه وإتجه إلى الخارج ليهاتف الشرطة دون أن يشعر أحد...

داخل الغرفة
ظلت كوثر تبكي على حال ولدها، وهي تتوعد لزوجته التي دمرته تدميرا، لتسمع صوته الخافت مرة ثانية: م ما تعيطيش ي يا م ماما ده، ده ع عقاب ربنا، أن أنا ع عاوز أقابل...
إنخفض صوته، لتردف كوثر بتساؤل: تقابل مين يابني، قول، قول ياماجد
نطق بصعوبة: آآ، أمير، ر. رحيله، الشركة، ال، الي ك كنت بشتغل فيها، وهاتيه، م معاكي، آآ، أرجوكي، م مفيش وقت، ل لازم أشوفه..

أومأت كوثر رأسه عدة مرات وهي تهتف بهستيريه: ح حاضر يا ماجد، ح حاضر يابني..
أنهت جملتها وركضت إلى خارج الغرفة، ما إن خرجت حتى إندفعت نحو مايا جاذبه إياها بعنف وهي تصيح بها بغضب عارم: أنتي، أنتي زقيتي إبني من فوق، إنتي، ليه، ليه، منك لله، ليه، حرااام..

خدشتها في وجهها بحرقة ليحاول الجميع تخليصها من بين يديها إلا أنها أمسكت بها بشدة وهي تهتف ببكاء: أنا هوديكي في داهية يا فاجرة، يا زبالة، ياللي لميتك من الشوارع، عاوزة تقتلي إبني بعد ما كشف كذبك وعرف إنك حامل من غيره يا فاااااجرة
إتسعت العيون وذهل الجميع، يا إلهي ما هذه المصائب والكوارث...!
هتفت مايا بهستيريه: أنتي كذابة، أوعي سبيني، سبيني..

لم تكمل كلامها حتى وجدت أفراد الشرطة تقبل عليها، ويجذبها أحدهم بعد أن أبلغهم خالد عن فعلتها، ليأخذوها معهم وكذلك أخذوا السيدة التي شاهدتها تلقيه من الأعلي حتى تُدلي بأقوالها، ورحلت، رحلت مايا تاركا خلفها الأم جاثية على ركبتيها تبكي بإنهيار، وأخت تواسيها وتان وجعا أيضا..!
يارب، يارب لطفك بينا..
نطقت بها كوثر وهي تنهض، لتهتف سلمي: راحة فين يا ماما..

أجابتها كوثر وهي تسير سريعا: راحة لأمير، راحة لأمير، لازم يجي حالا..
سأل خالد بإستغراب: أمير مين ده؟
لترد سلمي ببكاء: ده الي كان ماجد بيشتغل عنده، خالد الله يخليك روح مع ماما متسبهاش تمشي لوحدها الله يخليك
أومأ خالد برأسه وركض ليلحق ب كوثر، ويستقلا أول سيارة أجري تمر من أمامهما...
في شركة الأمير
أنهي عمله، وخرج بصحبة زوجته أروى ليجد ماهيتاب، فقال بجدية: يلا يا ماهيتاب قومي هوصلك في طريقي..

أردفت ماهيتاب نافية: زياد هيوصلني هو قالي إستني وجاي..
أومأ أمير قائلًا: تمام، أنا ماشي وإنتي إقفلي المكتب متنسيش، سلام..
خرج من مكتبها ليتجها إلى المصعد، وما إن أغلق الباب قال رافعا أحد حاجبيه ونظرة ذات مُغزي: إيه رأيك في لبس ماهيتاب الجديد يا أروى؟.
أجابته بخفوت: حلو جدا..
قال متساءلا: يعني عجبك..؟

اومأت قائلة: أيوة، وأنا عارفة إنت بتسأل ليه، وعلي فكرة أنا إتفقت مع دارين إن هنزل معاها في أي يوم أنا وسهيلة ونشتري لبس محجبات، عشان أنا وسهيلة هناخد الخطوة دي مع بعض ٱن شاء الله...
إقترب مقبلا إياها وهي ينطق بخفوت: حبيبي، حبيبي..
ضحكت أروى وهي تدفعه برفق: إحنا في الإسانسير على فكرة..
تنهد أمير بنفاذ صبر وهو يقول مازحا: ما أنتي بتيجي في أوقات كده، يلا قدامي قبل ما أتهور..

ضحكت وهي تمسك بيده وخرجا من المصعد، ليتجها بعد ذلك إلى السيارة، ليسمع أمير صوت ضجيج وسيدة تهتف ببكاء: لو سمحت يابني خليني أقابله، إبني بيموت الله يكرمك دخلني..
هتف رجل الأمن بإعتراض: يافندم معنديش أي أوامر أدخل اي حد معرفوش أو بدون معاد سابق، لو دخلتك أنا الي هنضر..!
عقد أمير حاجباه وإتجه إلى البوابة حتى وصل ووقف يتساءل بجدية: في إيه!؟

أجابه فرد الأمن: الست دي مصممة تقابل حضرتك وحاولت أمنعها مفيش فايدة..
هتفت كوثر بتوسل: أنت يابني أمير، أنت الي ماجد إبني كان بيشتغل عندك صح؟
أمير بإستغراب: ماجد!، أيوة أنا حضرتك عاوزة ايه؟
رد خالد الواقف أمامها بإيجاز: لو سمحت ماجد طالب يشوفك ضروري هو في العناية المركزة وطلب أنه يشوفك فلو حضرتك تيجي معانا تبقي مشكور
ذُهل أمير وسأل: في العناية! ليه؟

ردت من بين بكاؤها: إبني بين الحياه والموت وقع من البلكونة يابني الله يكرمك تعالي معايا
إتسعت عيني أمير بصدمة، بينما شهقت أروى ووضعت يدها على فمها بصدمة جلية..
فعادت كوثر تتوسله: الله يخليك تيجي معايا..
أومأ أمير برأسه موافقا، ثم إلتفت إلى زوجته قائلًا بجدية: إطلعي إنتي فوق يا أروى، خليكي مع ماهيتاب وإوعي تخرجي..

أومأت برأسها ففتح أمير باب سيارته وأشار لهما ليستقلا معه السيارة، بالفعل إنطلق بالسيارة معهما، ليخرج هاتفه من جيب بنطاله وأجري إتصالا حتى آتاه الرد من زياد..
فقال أمير بإيجاز: زياد، لو سمحت خد أروى من الشركة ووصلها لأني رايح مشوار كده..
زياد بإيجاب: حاضر متقلقش..
أغلق أمير الخط وراح يُفكر ما الذي يريده ماجد؟..


look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:38 مساءً   [48]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع والأربعون

وصل أمير بصحبة السيدة كوثر وخالد إلى المستشفي، صعدوا ثلاثتهم إلى الطابق المتواجد به غرفة العناية المركزة..
أشارت السيدة كوثر وهي تقول من بين بكاؤها: هو جوه هنا يابني إدخل..
أخذ أمير نفسا قويا وزفره سريعا، ثم دلف وأغلق الباب خلفه، ما إن دلف سيطرت عليه حالة من الذهول، وهو يري ماجد ممدد وكأنه في ملكوت آخر ودنيا أخري!
إقترب منه بخطوات متمهلة وتفوه بخفوت: ماجد..!

تسرب صوته إلى مسامع ماجد الذي جاهد في إخراج الكلام من فاه: آآ أم مير...
هز أمير رأسه وقال مجيبا عليه: أيوة يا ماجد أنا أمير، ألف سلامة، إيه الي حصلك؟
خرج صوت ماجد مرة أخرى كمن يخرج من تحت صخرة: م مش م مهم، ال، المهم إن إنك ت تسامحني، س سامحني يا أمير، آآ أن أنا أذيتك ك كتير اوي و آ...
قاطعه أمير هادئا: خلاص يا ماجد ملوش لازمة الكلام ده دلوقتي!

تفوه ماجد بإصرار: آآ أن أنا بم بموت م مفيش وقت، ل لازم أحكيلك، ع...
صمت فجأة، فإقترب أمير أكثر قائلًا بهلع: ماجد..!
صوت أنفاسه تتسارع، مازال يتنفس، مازال حي، إستكمل حديثه المُنهك: س سامي، ناوي، ي يقتلك، ه هيسمك، أن أنا، إتفقت معاه عليك، وجبتله ال، السم بنفسي، عشان، ك كنت ه هكلم حد م من عندك و، أخليه يحطلك، السم، في القهوة..! و، أن الي، أجرت، ن ناس تقتلك، والرصاصة، ج جت ف أروى..

إتسعت عيني أمير بصدمة جلية، عجز عن الكلام، ألهذا الحد وصلا هما، ألهذا الحد يكرهُ سامي وماجد..!
آفاق من صدمته على صوته الخافت: ب بس ربنا ع عاقبني أآ أشد عقاب، آآ أرجوك س سامحني، و، وبلغ ع عن س سامي ه هو عاوز يقتلك، وبعدين، ي يستفرد، ب أروى مراتك ويقتلها ه هي كمان، س سامحني..

إزدرد أمير ريقه بصعوبة خوفا من أن يصيب زوجته مكروه، ثم حرك رأسه بعدم تصديق وهو ينطق: ليه، ليه يا ماجد، ليه أنا عمري ما أذيتك، يوم ما سجنتك كنت غلطت وتعديت حدودك، شوف وصلت نفسك لأيه، هقولك إيه بس، ربنا يغفرلك يا ماجد!
زفر ماجد نفس قوي وصدره يعلو ويهبط سريعا، أردف بهمس وصوت مختنق: ال، الله يخليك، س سامحني، ق قولي م مسامحك، وخ خلي أروى تس تسامحني، آآ، أبوس ايدك.

أومأ أمير برأسه وهو يضع يده فوق يد ماجد: مسامحك، مسامحك يا ماجد، ربنا يشفيك..
أخذ ماجد يتنهد بإرتياح، ثم قال بتوسل خافت: ه حملك، أمانة، ف فرقبتك..
أمير مستفسرا: قول؟
قال ماجد: آآ أمي، م ملهاش ح حد، أمي، آآ أمانة، ب بوصيك ع عليها، س ساعدها، لو، إحتاجت، حاجة، وس سامحني يا صاحبي، س سامحني..
قال أمير بحزن على حالته: حاضر، حاضر يا ماجد وإن شاء الله إنت هتخف وهتقوم وهتخلي بالك منها، ربنا كبير.

ماجد بخفوت: آ أنا بموت، يا أمير، روح إنت، إطمن على، مراتك، وإبقي تعالي، شوفني..
تنهد أمير بعمقٍ، لقد حزن رغم ما فعله ماجد، ورغم إعترافه له بخطة قتله، إلا أنه إنسان له مشاعر، ولقد حزن على حالته وبشدة!
تركه أمير بعد ذلك وخرج من الغرفة، ليتجه نحو السيدة كوثر التي هبت واقفة قائلة بلهفة: خير يابني قالك إيه، طب هو إتحسن لما شافك؟
لم يعرف بماذا يجيبها، فأردف بتنهيدة طويلة: ربنا يشفيه، ويقومه بالسلامة..

أومأت كوثر برأسها والدموع تنهمر بغزارة لم تتوقف أبدا..
أخرج أمير من جيب بنطاله كارت به رقم هاتفه الخاص، مد يده لها وقال بجدية: ده رقم تلفوني، لو إحتاجتي أي حاجه تقدري تتصلي بيا فورا، وأنا هاجي أشوفه بكرة إن شاء الله تاني، لو حصل حاجة كلميني على طول
أخذته منه بيد مرتعشه، ثم قالت: شكرا يا بني..

تحرك أمير من أمامهم ورأسه ستنفجر، هو حزين، وفي أشد حالات الحزن، لم يتمني يوما أن يري الذي كان صديقه في يوم بهذه الحالة بل ولم ويتمني ل أحد آخر حتى وإن كان سامي، وها هو سامي يُدبر لقتله بالإتفاق مع ماجد وها أمير يسامح ويعفو فيكفيه ماجد ما فيه..

في فيلا كارم، بالقاهرة..
وصلت سهيلة بصحبة والدها وعمها أخيرا..
ترجلت من السيارة وسارت خلف والدها وهي تتلفت يمينا ويسارا!، إنها فيلا تُشبه القصر في الجمال والفخامة كبيرة، كبيرة للغاية وعلي التراث الحديث أيضا..
دلفت خلفه وعينيها تزوغ في جميع الإتجاهات بإنبهار واضح على ملامحها، حيث كانت تحتوي على أرقي الأثاث والديكورات أيضا..
هتف مصطفي متساءلا بإبتسامة: إيه رأيك بقي يا سوسو في الفيلا؟

أجابته بإبتسامة عريضة: جميلة جدا جدا..
إبتسم لها وقال بسعادة: لسه هوريكي المزرعة الي تبعها بس تعالي الاول أفرجك على أوضتك..
سارت معه حتى صعدا الدرج وسارا في الرواق الطويل حتى وصل إلى غرفة بمنتصف الغرف الملاصقة لبعضها، فتح الباب ودلف لتتبعه سهيلة، نظرت إلى الغرفة فعقدت حاجباها بإستغراب فكانت تحتوي على دوميات ولعب كثيرة، حتى الأساس خاصا بالاطفال، بها أرجوحة ومكتب صغير وفراشان للأطفال أيضا...

إبتسم بحزن وعينيه تترقرق بالعبرات: دي كانت الأوضة بتاعتك إنتي وأروي وانتوا صغيرين وده سريرك وده سريرها، ودي ألعابكم. ، كنت بجبلكم كل يوم لعب كتير، كنتوا أغلي ما عندي أنتوا وأمكم الله يرحمها، كنتوا حلم جميل صحيت منه على كابوس، كابوس وحش أوي فضلت أعاني منه طول عمري..

أدمعت عيني سهيلة وإقتربت تعانق والدها وهي تقول بمرارة: إحنا كمان عانينا كتير يا بابا، إحنا كمان كنا بنموت في اليوم ميت مرة، منها لله الي فرقتنا ربنا ينتقم منها..
أبعدها مصطفي عنه قليلا ثم قبلها بحنان أبوي، وأشار إلى الصورة المُعلقة أعلي الحائط وقال مبتسما: الي في الصورة دي أمك سلوي يا سهيلة..
إقتربت سهيلة وهي تتمعن النظر فيها، فكانت إمرآه شابه جميلة تشبها إلى حد كبير إن لم تكن توأما لها..

تفوهت بإسمها: ماما..
ربت مصطفي على ظهرها بحنان: شوفتي شبهك إزاي، كأنها إنتي سبحان الله، الله يرحمها..
أومأت سهيلة بحزن وهي تتابع: الله يرحمها ويحسن إليها!
تنهد مصطفي طويلا، ثم أردف بإيجاز: طبعا الأوضة دي مش هتنفعك دلوقتي أنا جهزتلك أوضة تانيه أحلي بكتير هتعجبك أوي خليتها جنب أوضة الواد سليم على طول!

أنهي جملته غامزا بمرح، ثم قال وهو يتجه إلى الخارج: أنا هروح أغير هدومي إنتي روحي أوضتك هتلاقيها جنب الأوضة أم باب بني أصل أم باب بني بتاعة سليم، الله يسامحه بوظ الديكور خالص..!
خرج من الغرفة لتضحك سهيلة بخفوت وهي تشعر براحة غريبة لم تشعر بها من قبل حنان ودفئ وعائلة وأب حنون، كل هذه الأشياء أسعدتها جدا..

خرجت من الغرفة وسارت بحذر، وقفت أمام الغرفة ذات الباب البني، أصابها الفضول لمشاهدتها، فتحت ودلفت بخطوات حذرة..
غرفة ذكورية بها ديكورات على شكل أسلحة البوليس وصورته تتوسط الحائط بحجم كبير، إبتسمت بخجل وهي تقترب وتتمعن النظر في الصورة، ما أجمله ذلك السليم الوسيم! إنه طويل القامة وقوي البنية له عينان سوداء كلون الفحم مثل لون شعره القاتم، ملامحه رجولية بحتة وسيمة أيضا!

لم تنكر أنها تتمناه وبشدة إنه رجلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولكنها تخشي، تخشي أي صدمة ربما تأتي بعد!..

ظلت أروى تسير في حديقة الفيلا بعد أن أوصلها زياد ورحل بصحبة شقيقته، شعرت بالملل فقررت أن تهاتف شقيقتها سهيلة وهي تتجول في أنحاء الحديقة إلى أن وصلت إلى شجرة كبيرة ضخمة وجلست خلفها..
ليأتيها الرد من شقيقتها بعد دقائق: مساء الخير يا رورو..
إبتسمت أروى وردت بهدوء: مساء النور يا جميل، وصلتوا خلاص
سهيلة مؤكدة: أها لسه واصلين من شوية..
أروى بتساؤل: والقاهرة حلوة بقي ولا إيه؟

سهيلة بتنهيدة: أها حلوة، والفيلا تحفة جدا لما تيجي هتعجبك أوي، أحلي من الفيلا بتاعة أميرك
ضحكت أروى بمرح: ماشي يا سهيلة، ربنا يهنيكي بيها ياختي، قوليلي بقي مالك؟
سهيلة بجدية: مش عارفه يا أروى، مش عارفه مالي ولا أنا عاوزة ايه ولا الأيام مخبية ليا إيه، خايفة أتصدم..
أروى في تساؤل: ليه كده، إيه الي حصل طيب؟
أجابتها سهيلة بضيق: سليم عاوز يتجوزني يا أروى! تخيلي.

هتفت أروى بفرحة: بجد؟ طب وإنتي زعلانة كده ليه بقي؟
زفرت سهيلة أنفاسها وتابعت بحنق: يا أروى تفتكري إنه هيتجوزني عادي كده، إزاي يعني ده أكيد بيشفق عليا أو إن بابا قاله وهو محبش يزعله!

أروى بإعتراض: لا يا سهيلة وهو إيه الي هيجبره على كده، محدش بيتجوز حد شفقه كان ممكن يشفق عليكي من غير جواز يعني يعاملك كأخت وخلاص إنما سليم شكله حبك وجدا كمان أنا من رأيي تسيبك من الكلام الفارغ ده وتعيشي، عيشي حياتك يا سهيلة كفايكي قهر بقي في نفسك حرام عليكي!
سهيلة بخفوت: أنا مش قادرة أنسي الماضي يا أروى بجد مش قادرة وخايفة سليم يعايرني بعد كده!

زفرت أروى وتابعت بنفاذ صبر: بجد أنتي اوفر يا سهيلة، حد يجيله فرصه زي دي ويرفض لا لا حرام عليكي هتخليني اجيلك القاهرة اكسرلك دماغك الناشفة دي!
ضحكت سهيلة رغما عنها: ضحكتيني وأنا مليش نفس
أروى بحزم: بجد يا سهيلة فكري أنا شايفة إن سليم راجل كده وجدع كمان مش أنتي قولتيلي أنه نقذك وعاملك كويس في القسم حتى قبل ما يعرف إنك بنت عمه!
سهيلة بهدوء: ربنا يقدم الي فيه الخير يا أروى، قوليلي إنتي بتعملي إيه كده؟

أجابتها أروى بإيجاز: قاعدة تحت الشجرة، مستنية أمير، راح يشوف واحد صاحبه في المستشفي، تخيلي أمه جات وكان شكلها يعيني يقطع القلب، وعمالة تقول ماجد بيموت..
عقدت سهيلة ما بين حاجباها وتابعت بتساؤل: ماجد؟، ماجد ده صاحب أمير الي كان في فرحك!
أروى بتأكيد: أيوة هو ده!
سهيلة بتنهيدة مؤلمة: أروى فاكرة ساعة ما قولتلك إني بحب واحد وكنت فاكرة إنه بيحبني؟
أروى بإنتباه: أيوه فاكرة إيه الي فكرك بيه دلوقتي.

سهيلة بإبتسامة ساخرة: أهو ماجد ده هو الشخص ده، ومكنتش أعرف أبدا أنه صاحب أمير أو يعرفك، أنا إتقابلت معاه صدفه في الفرح!
أروى بصدمة: بجد! الندل بقي كان بيضحك عليكي! تخيلي إنه خطفني قبل كده، شوفي ربنا عمل فيه إيه!
سهيلة بدهشة: ينهار ابيض خطفك، لا حول ولا قوه الا بالله، يلا أهو أخد جزاؤه ربنا معاه بلاش نشمت يا أروى..
أروى بنفي: مش شمتانة ربنا معاه..

سهيلة بإختصار: طيب أنا هقفل بقي وبكرة نتكلم عشان جعااانة أكل ونوم..
ضحكت أروى بمرح: ماشي تصبحي على خير يا حبيبتي..
أغلقت أروى الخط وظلت جالسة في مكانها تستنشق الهواء..
بينما كان قد وصل أمير في نفس الحين وترجل من سيارته، ثم توجه إلى الداخل وبحث بعيناه عنها فلم يراها ولم يظن أنها خلف الشجرة الضخمة تلك، سار بخطوات سريعة إلى الداخل وقلبه يخفق خوفا عليها ومن أن يكون مسها أي مكروه..

لم يجدها في الردهة فأخذ يركض على الدرج، وصل إلى غرفة النوم فلم يجدها فإزداد هلعا، فإنه علم من زياد أنه أوصلها ورحل..
سريعا عقله صور له اوهام، ربما خُطفت مثلا!
أسرع إلى غرفة عمته وطرق الباب ربما تكون معها، إلا أنه لم يأتيه رد ففتح الباب ببطئ ليجد عمته تغط في سبات عميق!

زفر بضيق وإزداد قلقا، ركض هابطا الدرج مرة أخري متجها إلى المطبخ أيضا لم يجدها، خرج إلى الحديقة وهو على وشك الإحساس بالضياع، كل ما يتردد داخل عقله أن سامي قد خطفها ..

أسرع إلى المسبح ربما تجلس على الحافة وعيناه بدت خائفة أكثر، توقف يلهث بعنف، إلى أن سمع صوتها وهي تدندن، فإنتبه إلى مصدر الصوت وإقترب بخطوات سريعة إلى الشجرة ليجدها تجلس بالخلف، فتنهد بإرتياح شديد وهو يضع يده على جبهته وصدره يعلو ويهبط بحركة سريعة..
بينما هبت أروى واقفة وهي تلمسه متساءلة بدهشة: أمير، مالك يا حبيبي في إيه؟

نظر لها بعتاب وراح يجذبها بعنف إلى أحضانه ومعانقا إياها بقوة حتى شعرت أنها تعتصر بين ذراعيه، إستغربت بشدة، ولكنها صمتت!
سمعته يتفوه بحزم: حرام عليكي يا أروى، حرام عليكي وقعتي قلبي..
أردفت أروى بعدم فهم: أنا عملت إيه والله ما عملت حاجة!

إبعدها عنه قليلًا وراح يطبع قبلة عميقة فوق جبينها، ثم سحبها من يدها ودلف بها مجددا إلى الداخل صاعدا درجات السلم، بينما هتفت أروى بتعجب لحالته تلك: يا أمير في إيه مالك بس!
فتح باب الغرفة وأدخلها ليدلف خلفها ويغلق الباب، ثم جذبها ليجلس ويجلسها بجواره ويأخذها في أحضانه وهو يملس على شعرها، ثم قال بهدوء نوعا ما: مفيش خروج ليكي من الأوضة دي تاني، هقفل عليكي وأنا خارج وأبقي أفتح لما أرجع..

قطبت أروى حاجبيها، ثم رفعت وجهها لتنظر له بضيق وتابعت: هو أنا عملت إيه طيب، أنا زعلتك في حاجة؟
حرك رأسه نافيًا ثم أردف: لا يا أروى، بس الشيطان سامي مش هايجبها البر، وأنا خلاص مضمنش ممكن يعمل ايه، وأنا بقي مش مستغني عنك أبدا!.
رفعت أروى حاجبيها بدهشة قائلة: عمل إيه الزفت ده؟..
أمير وهو يجذبها مرة أخري إلى أحضانه: هحكيلك!..

في المستشفي
ركضت إحدى الممرضات التي خرجت من غرفة العناية تصيح بإسم الطبيب، ليتسرب القلق إلى الجميع، وتهتف كوثر بهلع: في ايه، إبني جراله ايييه؟
ما هي إلا ثوانِ وركض الطبيب تجاه غرفة العناية ودلف بسرعة شديدة فإنتابه القلق وهو يري نبض القلب يتوقف رويدا رويدا..
أخذ يفعل له صدمات كهربائيه ليرتعد جسد ماجد معه ويرتعد قلب الأم التي صرخت من خلف الزجاج..

أخذ الطبيب يسرع محاولة إنقاذه إلا أن الجهاز أطلق صفيرا عاليا معلنا عن وقوف نبض القلب تماما...
أرخي الطبيب يديه وراح يرفع الملاءه على وجهه بأسف، لتلطم السيدة كوثر على وجهها وهي تصرخ بأعلي صوتها: إبني!
خرج الطبيب محاولا تهدئتها وهو يقول بحزن: أنا آسف جدا ده أمر ربنا، ربنا يصبرك..
وقفت تهز رأسها بهستيريه وهي تسمع بكاء إبنتها سلمي، لا، لا، لم يمت، لا لم يرحل..

صرخة تتبعها صرخة لتتعالي صرخاتها لتمزق نياط قلبها: لا ماجد، إبني، إبني..
حزن الجميع بشدة، حاولوا التهوين عليها إلا أنها لم تصغي لهم وركضت إلى الغرفة، لتميل بجسدها على فلذة كبدها تحتضنه بقهر، يكاد قلبها أن ينشق إلى نصفين وهي تهتف بلا وعيٍ منها: ليه، ليه يابني ليه حرقت قلبي عليك ليه يابني، اه، يارب، إبني يارب، قوم، قوم معايا، قوم يابني، قوم يا ماجد..

بكاء وصراخ من حوله، لكنه رحل ويا ليت الصراخ يُرجِعهُ، أمر الله قد نفذ وصعدت روحه إلى بارئها، ويبقي الحزن حين نبحث عن ماذا فعل طوال حياته وكيف سيجيب عندما يسأله ربه عن عمرك فيما أفنيت!، فهل أعدد ماجد ما يجيب به على هذا السؤال..؟!

- أمير إنت لازم تبلغ البوليس فورا!
أردفت أروى بتلك الكلمات..
ليقول أمير بشرود: لازم أمسك دليل، يا إما أبلغ وأستدعي حد ياخد شهادة ماجد يعني يروحله المستشفي..
أروى بخوف: ياريت يا أمير، وبسرعة الله يخليك، لازم المجرم ده يتسجن ويغور في داهية بأسرع وقت، الله يخليك يا أمير بسرعة عشان خاطري، أنت لا يمكن هتخرج من الأوضة إنت كمان إلا لما الزفت ده يتسجن!

إبتسم أمير وهو يتحسس وجنتها برفق: متخافيش يا حبيبي، ده قدر ولو مكتوبلي أي حاجه هشوفها
إندفعت أروى تعانقه بخوف شديد وهي تتابع: لا، لا يا أمير، أنا بحبك أوي، مش هخرجك من هنا أبدا والله هتفضل معايا هنا لحد ما سامي يغور في داهية..
ضحك أمير بمرح، لتوكزه أروى وهي تقول بتذمر: أنت بتضحك وسامي بيخطط يقتلك، ينهاري، ربنا ياخده يارب..

ثم إبتعدت قليلًا لتقبل كل إنش في وجهه، وهي تنطق ببراءة: والله أموت فيها لو جرالك حاجة..
قال أمير من بين ضحكاته: خلاص يا أروى أنا لسه عايش أهو معاكي، متخافيش ربنا موجود يا رورو..
ثم تابع بجدية وهو يلتقط هاتفه: إصبري لما أشوف أخر الأخبار ايه عند الزفت ده!
أروى بتساؤل: هتشوف اخر الأخبار إزاي؟
أجابها وهو يضع الهاتف على أذنه: في جهاز تصنت عنده في المكتب..

في شركة سامي.
جلست هدي أمامه وهي تقول بتساؤل حذر: إيه ده؟
إجابها بإبتسامة شيطانية: ده السم الي جبهولي ماجد، أنا مش عارف الزفت ده راح فين بتصل عليه تلفونه مقفول!
بينما شهقت أروى حينما إستمعته عبر الهاتف، ليشير لها أمير بأن تصمت..
إستكمل سامي والشر يتطاير من عينيه: مش عارف أعمل إيه عاوز أشوف حد يخلصني منه بأسرع وقت..

قالت هدي بهدوء: أنا ممكن أخلصك منه، أنا أعرف واحدة شغالة عنده ممكن نديها قرشين وتعمل الحوار ده..
سامي وقد إرتفع أحد حاجبيه: ودي إنتي تضمنيها؟
هدي بتأكيد ؛: طبعا إومال إيه..
إبتسم سامي وتابع: حلو أوي!.
ثم وضع الكيس الذي به المادة السامة في درج مكتبه، لينهض قائلًا بإيجاز: أنا داخل التواليت، ياريت تعمليلي فنجان قهوة وتجيلي عشان عاوزك في كلمتين!

أنهي كلامه بغمزة من عينه وإتجه إلى المرحاض الملحق بمكتبه، بينما نهضت هدي وأسرعت تفتح الدرج لتخرج منه الكيس، ثم تفوهت وهي تزدرد ريقها بتوتر: أنا هخلص الناس من شرك يا سامي!.
خرجت من المكتب وأغلقت الباب بحذر..
بينما كان أمير يسمع الحوار ويسجله أيضا، وفيما كانت أروى ترتجف بشدة وهي تلتصق به، ليقول أمير بإطمئنان: إهدي يا أروى
أومأت أروى برأسها وهي تزدرد ريقها بخوف شديد...

خرج سامي من المرحاض وهو يُطلق صفيرا عاليا ويترنح بجسده يمينا ويسارا فهو في حالة مزاجية من السعادة حيث أنه يستمتع بأذية الغير..
دقائق ودلفت هدي تحمل القهوة ووضعتها أمامه بتوتر وإرتباك شديدين، فإبتسم سامي بمكر وقال بوضاعة: تعالي بقي!
هدي بإعتراض: لما تشرب القهوة يا حبيبي عشان تصحصح كده!

بالفعل إنصاع لها وإرتشف من الفنجان، رشفة وراء رشفة إلى أن أنهي القهوة بإستمتاع، بينما ظلت هدي تتابعه بعينيها ووجهها يتصبب عرقا، فهبت واقفة بحركة واحدة، وهي تهتف بسخرية: هتوحشني يا سامي، هتوحشني قذارتك وأرفك..
إتسعت عيني سامي الذي شعر بإختناق على الفور وألم حاد في معدته، ليهتف بصرامة: أنتي عملتي ايه!
أردفت هدي بإبتسامة باردة: ريحت الناس من شرك!..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 7 من 18 < 1 11 12 13 14 15 16 17 18 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1546 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1127 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1181 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 974 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1758 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، حبيبتي ، الكاذبة ،










الساعة الآن 06:10 PM