logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 18 < 1 11 12 13 14 15 16 17 18 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:36 مساءً   [43]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الرابع والأربعون

قصت سهيلة على والدها جميع مُعانتها منذ صغرها حتى الآن، حٙزن وبشدة لما تعرضت له إبنته من عذاب طوال سنوات..
أقسم أن ينتقم من تلك التي تجرأت على فتياته وأخذتهما منه عنوه لعالم سفيه مثلما فعلت..
ربت الأب على ظهر إبنته برفق وقال بصوتٍ حنون: هعوضك يا بنتي هعوضك على كل الي حصلك وإنتي بعيدة عني..
عاد يضمها إلى صدره مرة أخري وهو يتنهد بأريحة، لتنعم سهيلة بحنانه المتدفق ذاك الذي حُرمت منه طوال عمرها!

قال سليم بصوتٍ أجش: إحنا بقي نعمل مفاجأة ل أروى ونروحلها بربطة المعلم!
ردت سهيلة بإبتسامة خفيفة: مش عارفه هتتقبل الموضوع إزاي، إذا كان أنا نفسي لحد الآن مش مُتخيلة!
طبع مصطفي قبلة حانية على شعرها وهو يقول بحنان: ربنا فعلا كريم أوي دي أحلي صدمة إتصدمتها في حياتي!
ضحك محمد وهو يقول هادئا: ربنا حب يعوضك يا مصطفي الحمدلله.

إبتسم مصطفي وتابع: الحمدلله، ثم أكمل: ده بقي عمك يا سهيلة صاحب مجموعة شركات كارم وأبو حضرت الرائد ده!
إبتسمت سهيلة له ثم نظرت إلى عمها ليبادلها بنظرة حانية وهو يقول: نورتي عيلتك يا بنتي
تابع مصطفي بجدية: عاوزك تنسي الي فات وتتمتعي في عز أبوكي وتمشي رافعة راسك أنا ضهرك وسندك وأمانك يا قلب أبوكي أنتي.

أومأت سهيلة برأسها وعلي وجهها إبتسامة عريضة تردد في ذهنها جملته أنا ضهرك وسندك وأمانك يا لها من لحظة جميلة حين تشعر بالامان بعد عناء وقهر، حين كنت تظن أنك لن تصلح للحياة، حين تحكم على ذاتك بالموت وأنت على قيد الحياة ولكن يأتي الله بما لا يتوقعه أحد ليجعلك تؤمن أنك مخطئ تماما حين تُحدد مصيرك الذي هو بيده فقط، حين يزرع الله الأمل بداخلك حين يفتح لك جميع الأبواب إعلم فقط إنك لجأت لمن يقول للشئ كُن فيكون!

مضت الليل بأكمله تنظر إلى وجهه وهو نائم في سباتٍ عميق، لم تغفو إلا القليل لتعود تتطلع إليه من جديد، إنه أميرها والحب الأول والأخير كما تحدثت مع ذاتها في ليلتها الحالمة تلك، شعرت بالراحة نفسيا وجسديا فيكفيها لمسته وحنانه الذي إشتاقت إليه وبشدة...

فتح أمير عينيه بتثاقل وتململ في فراشه بتكاسل ليجدها غافيه ساكنه بين ذراعيه، إبتسم لها وراح يمرر أصابعه على ملامحها الهادئة متذكرا رسالتها التي تركت أثرا كبيرا في قلبه واشعرته بحجم معاناتها طوال عمرها ورغم خداعها عاتب نفسه على قسوته معها في الأيام الماضية ولكنه أقسم أن يعوضها كل هذه المعاناه، وكُل لحظة عذاب!

أبعدها قليلا عنه حتى يتمكن من النهوض، بالفعل نهض بحذر ودلف إلى المرحاض وخرج بعد قليل بعد أن إغتسل ليرتدي ملابسه الأنيقه ويمشط شعره بعناية..
ذهب إليها ليميل قليلًا ويطبع قبلة طويلة على جبهتها ثم إنتصب واقفا وخرج من الغرفة ليتركها تنعم بالراحة..
هبط الدرج بخفة ليجد طاولة الفطار تحضرت وعمته تهتف بإبتسامة: صباح الخير يا حبيبي
بادلها الإبتسامة قائلًا في هدوء: صباح النور يا عمتي..

سألته بجدية: أومال فين أروى مش هتفطر ولا إيه؟.
قال وهو يجلس: أروى لسه نايمة، محبتش أقلقها سبتها ترتاح!
أومأت برأسها موافقة: أحسن برضو خليها ترتاح، دي إتعذبت المسكينة، ربنا يهديك يا أمير
رفع أمير حاجبه بدهشة وتابع مازحا: ليه يا عمتي عملت إيه أنا دلوقتى..؟
ضحكت نجاة وأردفت وهي تتناول طعامها: قول معملتش إيه، ده أنا كنت بخاف منك يابني والله
أمير بإستغراب: ياه، لدرجة؟

أومأت رأسها مؤكدة: وأكتر، يااه الحمدلله إنك رجعت لعقلك وربنا صلح ما بينكم!
شرع أمير في تناول طعامه وهو يضحك بخفوت، حتى تفاجئ بجرس المنزل يصدر صوتا معلنا عن وصول أحد، لتتجه سحر وتفتح الباب فأسرع سعيد يهتف: ضيوف للست أروى
أومأت سحر رأسها وإبتسمت وهي تنظر إلى سهيلة التي تقف بصحبة والدها وأخيه وإبنه وزوجته..
قالت سحر: إتفضلوا.

بينما نهض أمير وإتبعته نجاة بفضول حتى وصلا إليهم، رمقهم أمير بتعجب ليحول نظره إلى سهيلة، شعر بالخجلان منها فلقد طردها ذات مرة من بيته..
أردفت سهيلة مبتسمة بهدوء كأنها تريد غلق كل ما هو مؤلم وموجع
- إزيك يا أمير؟
رد عليها بنبرة جادة: بخير الحمدلله وسرعان ما حول نظره لهؤلاء الرجال ذو الهيبة الذين يقفون خلفها بوقار!
تقدم سليم للإمام خطوة وهو يصافحه برسمية: أنا الرائد سليم كارم إبن عم سهيلة وأروي مراتك!

تجمدت ملامحه لثوانِ وكاد أن ينطق ليقاطعه سليم بجدية: وده الدكتور مصطفي كارم والد سهيلة وأروي، ليستكمل بتوضيح: وده أستاذ محمد كارم عم سهيلة وأروي!
لم يستوعب أمير ما قاله، عم من ووالد من؟
في حين صافحه مصطفي بإبتسامة وهو يقول بوقار: تشرفنا بمعرفتك يا أستاذ أمير، سهيلة حكت لنا إنك إتجوزت أروى وحافظت عليها أنا بشكرك جدا إنك حافظت على بنتي
هز أمير رأسه بذهول تام وهو يقول بصدمة جلية: بنتك مين؟

وكذلك صدمت نجاة التي أردفت بإستغراب: حضرتك إحنا نعرف إن أروى ملهاش أهل غير أختها و، وأمها!
قالت سهيلة بتوضيح: كل حاجة إتغيرت وده بابا، سهير مش أمنا، سهير خطفتنا وإحنا صغيرين وشغلتنا معاها..
أردفت نجاة بفضول: طب إتفضلوا مش هينفع نقف على الباب وبعدين نفهم
دلفوا بالفعل جميعا وجلسوا في الردهة، ليتحدث مصطفي وعيناه تزوغ في أرجاء المكان بلهفة: هي فين أروى فين!؟

أجابه أمير بإيجاز: لسه نايمة، ثم أكمل بذهول: في الحقيقة أنا مش فاهم أي حاجه نهائيا!
رد عليه سليم مبتسما: أنا هفهمك!

تبكي بإنهيار بعد أن دفعت الهاتف في الجدار بكل ما لديها من قوة لترتمي صارخة بإغتياظ بعد أن أنهت مكالمتها مع ذلك الشاب الذي أوهمها بحبه وعشقه لها ولكن حين أصبحت جادة تركها كمن يركل حشرة بقدمه! فما أسوء من إحساس الرخص ذاك!.
ركضت دارين نحوها جالسة جوارها بصدمة وهي تربت على كتفها: إهدي يا ماهيتاب، إهدي يا حبيبتي!
صرخت ماهيتاب بألم: ليه، ليه يضحك عليا، الحيوان، الحيوان!

قالت دارين معاتبة بحذر: ياما نصحتك يا ماهيتاب شوفي وصلتي نفسك لأيه!
إزدادت بكاءا وهي تدفن وجهها بين راحتي كفيها، لتمسح دارين على ظهرها برفق ثم قالت بخفوت: الحمدلله إننا على البر وعرفتي نواياه الخبيثة يا ماهيتاب، إحمدي ربنا إنه خلصك منه مش تبكي عشان واحد زي ده! ده حيوان زي ما قولتي بالظبط!

نظرت لها ماهيتاب وكادت أن تتكلم، لتقاطعها دارين بحسم: أوعي تقوليلي بحبه يا ماهي، ده مش راجل أصلا عشان يتحب، أنتي موهومه يا حبيبتي، موهومة والله سيبك منه وركزي في مذاكرتك دلوقتي
أومأت ماهيتاب رأسها وإرتمت في أحضان دارين لتبكي بضعف وهي تهتف: أنا أسفة يا دارين سامحيني جيت عليكي كتير أرجوكي متقوليش لزياد إني كلمته وأنا لما يجي هعتذرله عن كل الي عملته..

إبتسمت دارين وقالت بتفهم: إحنا إخوات يا ماهي وأنا عمري ما أزعل منك وإن كان لازم تتأسفي فأنتي لازم تعتذري لربنا الي غضبتيه وعصتيه وعملتي الحرام ونسيتي أنه شايفك مطلع عليكي!
صدمت ماهيتاب قليلًا وهي تحملق بها لتستكمل دارين بإيجاز: قومي يا ماهي إتوضي وصلي ركعتين لله وإطلبي منه يسامحك، صلي هترتاحي وبعدين تعالي نتكلم ونشوف هنعمل ايه، اوك؟

أومأت ماهيتاب برأسها ونهضت بتثاقل لتدلف إلى المرحاض، بينما توجهت دارين لتنحني قليلًا بجسدها وتلتقط هاتفها الذي تحطم أثر دفعة ماهيتاب، فقالت بحسرة: يا حبيبي يا موبايلي!ده زياد هيعلقني..

تململت أروى في الفراش وهي تحاول فتح عينيها الناعستين فلم تجد أميرها بجانبها كما ظنت، فنهضت جالسة وهي تفرك عينيها: يا تري راح فين؟ معقولة راح الشغل من غير ما أحس بيه؟!

تنهدت بعمق، ونهضت وهي تضع يدها على بطنها برفق وتبتسم بحنان ثم حدثت جنينها بمرح: إطمن أنا إتصالحت خلاص مع بابا! الحمدلله، ثم ضحكت بخفوت ودلفت إلى المرحاض لتغتسل وتتوضأ، ومن ثم إرتدت إسدال صلاتها لتؤدي صلاة الضحي كما إعتادت في أيامها الأخيرة..
وفي الأسفل..

صُدم أمير حين قص عليه سليم الحكاية بتفاصيلها، نظر إلى مصطفي ليعقد حاجباه بدهشة، إنها فعلا عينان زوجتي ولون بشرتها السمرة أنه بالفعل يُشبه أروى إلى حد كبير، تعجب بشدة للذي يحدث ولكنه إقتنع جدا من حديث سليم..
أردف مصطفي بصوتٍ رجولي: أنا عارف إنها صدمة بس الحمدلله إن بناتي رجعولي تاني!
أومأ أمير برأسه متفهما وهو يقول هادئا: الحمدلله..

تفاجئ الجميع بها تهبط السلالم وهي ترتدي إسدال صلاتها وما أن رأتها سهيلة هبت واقفة بإشتياق، لتندفع أروى نحوها وهي تهتف بفرحة: سهيلة!
تعانقتا الأختان بإشتياق، لتهتف أروى بسعادة: سهيلة حبيبتي وحشتيني أوي إنتي كنتي فين كده برضو تسبيني قلقانة عليكي!
لتتفاجئ بيد حانية تملس على رأسها، فإلتفتت تنظر له بذعر، ليقترب مصطفي أكثر قائلًا بتلهف وهو يتأمل ملامحها: أروى، بنتي!

عقدت أروى حاجباها بإستغراب تام وتراجعت للخلف مبتعده عنه وهي تهتف بجدية: إنت مين!
إتجه أمير نحوها ليحاوط كتفيها بذراعه وهو يقول بتفهم لحالتها: ده والدك يا أروى إهدي وهتفهمي كل حاجة
رفعت رأسها تنظر إليه قائلة بصدمه: والد مين يا أمير، إنت بتهزر ولا إيه؟!

لم يتحمل مصطفي فإقترب منها سريعا يحاول أن يحتضنها إلا أنها إبتعدت صارخة وإلتفتت لتختبئ خلف أمير متشبثة به بقوة ولقد دفنت وجهها في ظهره ويديها تحاوط خصره بقوة..
جذبها أمير برفق مرة ثانية لتقف أمامه وهو يقول باطمئنان: متخافيش يا حبيبتي محدش هيعملك حاجة، ٱهدي يا أروى..
ولقد صُدم مصطفي من ردة فعلها أيضا لكنه متفهما صدمتها أيضا!

أسرعت سهيلة تقول: أروى حبيبتي أنا فهمت كل حاجة، سهير مش أمنا، سهير كانت خطفانا وإحنا صغيرين ودول أهلنا الحقيقيين يا أروى!
حركت أروى رأسها بعنف رافضة لما تقوله ثم هتفت بخوف: لأ، لأ يا سهيلة متصدقهمش ده ملعوب من سهير عشان يخدونا يرجعونا تاني ليها أوعي تصدقيهم دول كذابين..

ثم رفعت وجهها إلى أمير وهي تقول بتوسل والرعب أصبح باديا على ملامح وجهها: أمير، دول كذابين عاوزين ياخدوني منك، إحميني منهم مش عاوزة أرجع لسهير تاني..!
أنهت كلامها ودفنت وجهها بين ضلوعه باكية بضعف، فربت هو على ظهرها وهو يحتضنها بقوة ويقول برفق: يا أروى لأ مش كده أنتي فاهمة غلط يا حبيبتي سهير إتسجنت خلاص!

ظلت تبكي وهي تحرك رأسها برفض تام لما يتفوه به، فصُدم الجميع وبالأخص مصطفي ليضرب كفا على كف وهو يقول بحدة: معقوله الست دي دمرت بناتي بالشكل ده وخلتهم خايفين بالطريقة المحزنة دي، حسبي الله ونعم الوكيل، أقسم بالله لنفيها من على وش الدنيا، صمت قليلًا ليتابع بصوت هادئ نوعا ما: يابنتي أنا أبوكي والله العظيم أبوكي، أرجوكي صدقيني!

حاول أمير معها مرارا وتكرارا إلا أنها رفضت حتى أن ترفع وجهها عن صدره، فقط صاحت بذعرا واضحا في صوتها: خ خليهم يمشوا من هنا أرجوك مش عاوزة أرجع لسهير تاني، متسبنيش وإحميني منهم!
وبالأخير قال سليم بتفهم: معلش إعذروها يا جماعة مش لازم نفرض عليها تتقبل دلوقتي، أنا بفضل نسيبها دلوقتي لحد ما تهدي وأهو البركة في أمير هيفهمها بطريقته صح يا أمير؟

أومأ أمير برأسه مؤكدا: طبعا أكيد، أنا بعتذرلكم جدا بس هي رافضه تسمع أي حاجه لكن وعد بكرة هتكون كويسة وهتتقبل الموضوع
قال مصطفي بمرارة: يعني وعد منك يابني بكرة تكون كويسة وتكون فهمتها إني أبوها؟!
إبتسم أمير وقال: وعد
أومأ مصطفي رأسه في حزن وقال بألم: يلا يا جماعة، بينما إقتربت سهيلة لتمسد على ظهرها وهي تقول بهدوء: بكرة هنجيلك تاني يا أروى إهدي يا حبيبتي وأمير هيفهمك كل حاجة!

رفعت وجهها قليلا لتقول برجاء: بلاش تروحي معاهم يا سهيلة بلاش، دي مكيدة عشان نرجع تاني! إحنا ملناش أهل يا سهيلة ملناش أهل..
ترددت جملتها الأخيرة على مسامع مصطفى ليحزن وبشدة فإنه شعر بكم الآلام التي حدثت لهما من خلال نظرة عينا إبنته وصوتها المتألم..
قالت سهيلة بهدوء: أنا همشي معاهم عشان أأكدلك إن هما أهلي وبكرة إن شاء الله هجيلك، سلام يا حبيبتي..

توجهت سهيلة معهم إلى الخارج، ليتوقف مصطفي عند الباب ويرمقها بنظرات شغوفه حانيه قبل أن يخرج متنهدا بحزن، فتوقع أن يأخذها في أحضانه ويعانقها كما يشاء إلا أنها أبت ذلك العناق وكل ما يحزنه هو الخوف الذي لمسه من خلال نبرة صوتها..
أردف بعد أن إستقل السيارة موجها حديثه ل سليم: أنا عاوز أشوف الست دي يا سليم لازم أفهم هي عملت كده ليه! وحرمتني من بناتي وعذبتهم بالشكل ده، سامع ياسليم عاوز أقابلها!

أومأ سليم: حاضر يا عمي بس إهدي..
زفر مصطفي أنفاسه، ليلتفت لسهيلة ويبتسم على الفور وكأن النظرة في عينيها أصبحت مصدر سعادة له، قال بضحكة خفيفة: الحمدلله إنك مرفضتنيش زي أختك يا سهيلة كان زماني مُت بحسرتي!

أسرعت سهيلة تقول بصدق: بعد الشر عليك يا بابا، أروى هتتقبلك وهتحبك زي ما أنا حبيتك هي بس إتصدمت لأنها مش بتثق في أي حد غير أمير عشان كل الي إتعاملت معاهم أذوها! منها لله سهير هي السبب ربنا ينتقم منها..
بينما كان سليم ينظر لها من حين لآخر في المرآة متابعا حديثها دون تشعر بإعجاب، فقد كانت تتحدث بعقلانية وثبات، ورغم تعرضها بعالم السفاء ذاك إلا أنها لم تتطبع بأطباعهم السيئة وتحتفظ برونقها..

جلس أمير بزوجته أروى على الأريكة التي لا تزال تتمسك به بشدة تخشي إبتعاده عنها وكأن حياتها أصبحت تتلخص فيه هو وحده!
تركتهما نجاة وصعدت إلى الأعلي حتى تترك مجال بينهما أكثر حرية..
أخذ أمير نفسا عميقا قويا وزفره على مهل، ثم رفع وجهها إليه برفق وهو يقول بعتاب بعض الشئ: ينفع الي عملتيه ده..؟

ظلت صامتة وعينيها تتلألأن بالعبرات، ليقول بتفهم: عارف إنك مش قادرة تستوعبي حاجة زي كده، بس إدي نفسك فرصة تسمعي، وتفهمي مينفعش تصدري دماغك وتقولي لأ وتستخبي كده زي ما عملتي، أنا كمان إتصدمت بس إستنيت لما فهمت وعرفت! وإنتي كمان لازم تفهمي
تنهدت بعمق وإنسابت دموعها الحارقة فوق وجنتيها، مسحها أمير بأنامله وهو يقول بنبرة حانية: بتبكي ليه دلوقتي؟ خلاص هما مشيوا!

أردفت من بين بكاؤها: أنا معنديش أهل يا أمير، إزاي يعني ده أبويا وإزاي سهيلة مصدقاهم إزاااي..
رد عليها بهدوء: إيه المشكلة؟ مش إنتي كنتي كتبالي في الرسالة إنك عمرك ما حسيتي إن سهير أمك؟، ردي عليا؟
أومأت برأسها، ليستكمل هو: طيب يبقي ممكن جدا إنها كانت خطفاكم وإنتوا صغيرين، ما هو مافيش أم بالبشاعة دي يا أروى ولا إيه رأيك؟

ظلت صامتة وهي تتذكر عنف سهير معها، تتذكر إنعدام حيائها وتلك الحياة الفاسدة، نعم لم أشعر يوما أنها أمي ولم أري منها أي شيئا يدل على الأمومة، ولكن كيف، كيف لي أب، فأين كان كل هذه السنوات المعذبة..

ظلت الأفكار تتخبط داخلها حتى شعرت بالتشتت، لينتشلها أمير من أفكارها وهو يقول بحسم: فكري على مهلك وبراحتك يا أروى، ولو هما مش أهلك ليه سهيلة معاهم معقولة هيكونوا بيضحكوا عليها يعني؟، وبعدين مأخديش بالك من قوة الشبه الي بينك وبين أبوكي؟!
إتسعت عينيها لتقول بخفوت: شبهي!

ضحك أمير وراح يقبل جبينها برفق ثم همس لها: أيوة شبهك جدا يارورو، لازم تتقبلي الوضع وكمان تحمدي ربنا يا حبيبي إن عندك أهل غير سهير المقرفة دي! المفروض تفرحي مش تحزني كده
أومأت برأسها وقالت متنهده: بس أنا مش قادرة أصدق معقولة لينا أب وعايش! وسهير كانت خطفانا الله يخربيتها البعيدة
ضحك على عفويتها، ثم قال بتساؤل: أنتوا مسألتوش سهير قبل كده عن أبوكوا يعني أكيد ليكم أب على كل الأحوال؟

تنهدت وقالت: سألنا بس كانت بتقولنا أنه مات واحنا صغيرين خالص وهي إشتغلت كده عشان تجيب فلوس!
قطب أمير حاجباه بدهشة وتابع: قوليلي صحيح إزاي دخلتوا مدارس وجامعة كمان؟
إبتلعت ريقها بتوتر وتابعت بخفوت: هي دخلتنا مدرسة بس لحد ما أخدنا دبلوم!
تابع مشدوها: إزاي وأنتي متخرجة من جامعة ومعاكي شهادة كانت في الملف لما جيتي الشركة؟
ظلت صامته تتطلع إليه بخوف، في حين هز أمير رأسه متابعا: سامي الي زور الشهادة دي صح؟

أومأت رأسها بحذر، ليصر أمير على أسنانه وتابع بغيظ: اه يا سامي الكلب، إبن حرام
أردفت أروى بخفوت: أنا أسفة يا أمير سامحني
إبتسم وهو يُداعب أنفها بأنفه ويقول بمراوغة: مش هسامح إلا لما توعديني تقابلي بكرة أهلك وتتعرفي عليهم وبالأخص أبوكي، ماشي؟
أومأت له برأسها ليجذبها ويعانقها بحنان قائلًا: حبيبي
تنهدت بأريحة وهي تتشبث به مجددا وتبتسم
بإتساع!

ذهب أمير إلى شركته بعد ذلك، وما إن دلف إلى مكتبه وجد سامي ينتظره بالداخل، فإبتسم بسخرية وأردف: يا أهلا..
جلس على كرسيه وراح يستند بمرفقيه على سطح المكتب وهو يقول متهكما: ياتري إيه سر الزيارة الي متشرفش دي؟!
صر سامي على أسنانه وعيناه تتوهج غضبا، ليردف بحزم: فين الصور؟ هو أنا مش نزلت الإعتذار وخلصنا؟!
تراجع أمير بالمقعد للخلف وقال ببرود: ايه ده، هما موصلوش ليك، مع إني بعتهم إمبارح!

إتسعت عينا سامي وتابع بغضب: بعتهم فين؟
قال أمير بلا مبالاه: على البيت طبعا معقولة يعني أبعتهم على الشركة وأفضحك وسط موظفينك، صمت ليردف مكملا: أنا قولت أفضحك قدام مراتك واهي ستر وغطا عليك برضو، إن الله حليم ستار يا سامي!
هب واقفا قائلًا بغضب جلي: ينهارك إسود!
مط أمير شفتيه وتابع حانقا: أنت شكلك مروحتش البيت امبارح، ياتري كنت بترمرم مع مين؟

ضرب سامي على سطح المكتب بعنف وقال بتهديد صريح: أقسم بالله نهايتك على إيدي!
رفع أمير أحد حاجبيه وتابع ببرود تام: أعتبر ده تهديد علني وفي مكتبي كمان يا سامي؟
أومأ رأسه بعنف، ليتابع بصرامة مخيفة: إعتبره زفت على دماغك..
أنهي جملته وسار حتى وصل إلى الباب، ليقف ثوانِ ويهتف بشيطنة وهو يُشير له بسبابته: نهايتك على إيدي!


look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:36 مساءً   [44]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والأربعون

بعد إصرار وتصميم من مصطفي بأن يلتقي ب سهير حتى يعرف لماذا فعلت هذا في فتياته..
لبي سليم رغبته، وذهب معه إلى مركز الشرطة، ليجلس سليم على كرسيه ويجلس مصطفي قبالته وهو يقول بجدية: يلا يا سليم!
أومأ سليم برأسه متنهدا وقال بتحذير بعض الشئ: ماشي يا عمي بس إمسك أعصابك من فضلك وبلاش تهور!
قال ممازحا يحاول كبت النار التي تنهش قلبه: والله هتديني أوامر على أخر الزمن يا سليم بيه..

ضحك سليم يإيجاز ثم هتف مناديا على العسكري، وأمره بإصطحاب سهير إلى هنا، بالفعل ذهب العسكري إلى الزنزانه وعاد بعد قليل بصحبة سهير..
تركها وخرج لتبتسم سهير بتهكم، بينما قال سليم بحدة ؛ إقعدي!
سارت إلى المقعد المقابل ل مصطفي وجلست وما أن نظرت إلى وجهه صُدمت، وصرت على أسنانها بغضب ثم هتفت بحقد: الدكتور مصطفي كارم هنا بنفسه!

إستغرب مصطفي من حديثها الوقح، ليردف بغضب جلي: بقي أنتي الي خطفتي ولادي وحرمتيني منهم السنين دي كلها! ده أنا هوديكي في ستين داهيه..
رمقته بنظرات شرسة، قبل أن تردف بتشفي: جربت حرقة القلب، أنا بقي أخدت منك عيالك عشان أحرق قلبك وأنتقم منك!
قطب مصطفي مابين حاجباه بإستغراب تام، ثم هتف بغضب عارم: يعني أنتي كنتي متعمدة تخطفي ولادي أنا بالذات وتحرميني منهم؟

أومأت رأسها بإستفزاز، لينهض مصطفي من مقعده وينقض عليها كالأسد الثائر قابضا على عنقها بعنف وهو يهتف: هموتك، أنا هخنقك بإيدي!
هب سليم مندفعا نحوه ليمسك به بقوة وهو يقول بتوسل: عمي الله يخليك سيبها، إبعد يا عمي هتودي نفسك في داهية..
لم يصغي له مصطفي بل كان يقبض على عنقها أكثر بحجم الآلام التي مزقت نياط قلبه طوال سنوات وسنوات..

أصاب سليم الذعر حين وجدها تسعل وقد ظهر اللون الأزرق على وجهها ليبعد عمه بكل ما أوتي من قوة، وبالفعل نجح في إبعاده عنها بصعوبة بالغة، ف ظلت سهير تسعل بشدة وصاح سليم بغضب: يا عسكري ت...
قاطعه سليم بصرامة: لازم أعرف هي عملت كده ليه، أخدت مني ولادي ليه، الحقيرة
هدأت سهير أخيرا وأخذت تلتقط انفاسها، لتنظر له وتتابع بهدوء قاتل: كُنت عاوز تقتلني زي ما قتلت أختي!

إتسعت عيني مصطفي متسمرا في مكانه وهو ينطق: أختك!، أختك مين؟
بينما صُدم سليم، الذي أشار للعسكري أن يخرج من المكتب، ليهتف بصرامة: يقتل ايه، أنتي مجنونة يا ست أنتي!
صاحت سهير بغضب جلي: لا قتل، قتل أختي يوم ما روحنالوا عشان يعملها عملية إجهاض ورفض، رفض عشان مكانش معانا فلوس وأختي ماتت، ماتت بسببه.

حالة من الذهول سيطرت عليه ليشرد بذهنه منذ عشرون عاما منذ أن كان في ريعان شبابه وعمل بأحد المستشفيات الشهيرة الخاصة بالنساء والتوليد كونه طبيب أمراض نساء..

فلاش باك..
- أنا آسف، أنا مبعملش عمليات إجهاض، ده شغل حرام أنا مليش فيه!
أردف مصطفي بتلك الكلمات في حين قالت سهير بتوسل: يا دكتور الله يخليك طيب هنستلف فلوس وندفعلك الي إنت عايزو بس إعمل العملية، أختي هتتفضح!

حرك مصطفي رأسه بنفي تام: أنا مبتكلمش في فلوس يا أستاذه، أنا كطبيب ضميري يمنعني من إجراء عملية إجهاض، خصوصا إن أخت حضرتك مريضة بالقلب وأنا مش هخاطر بحياتها ولا بإسمي وسمعتي! زائد إني طبيب عندي شرف!
حاولت معه سهير مرارا وتكرارا لكنه رفض رفضا تام، لتنهض وتخرج بعد أن رمقته بنظرات قاتله لكنه لم يبالي..

وبعد مرور يومان آتيت تصرخ وتستغيث لينقذ شقيقتها التي حاولت إجهاض نفسها بنفسها!.
ركض مصطفي مسرعا ليأمر الممرضات بوضعها على السرير النقال، ثم ركضن بها إلى غرفة العمليات، ليركض مصطفي محاولا إنقاذها ووقف النزيف المكثف..
وبعد مرور ساعتان..
خرج من غرفة العمليات يلهث ولقد طغت علامات الحزن على وجهه، بينما ركضت سهير نحوه وهي تتساءل بتلهف: أختي عاملة ايه يا دكتور؟!

أجابها بنبرة حادة: للأسف مسمعتوش الكلام قولت في خطر على حياتها!، أنا عملت كل الي أقدر عليه، بس أختك جاية خلصانة، مقدرتش أعملها أي حاجه!
حركت رأسها بعدم تصديق وقد إنهمرت العبرات من مقلتيها، لتردف بإهتياج: يعني ايه، أختي ماتت؟
أردف بتنهيدة مؤلمة: البقاء لله.

إنقضت عليه بحركة مفاجئة لتجذبه من تلابيبه وهي تهتف بإنهيار: ده أنا هوديك في ستين داهيه، أنت، أنت الي قتلت أختي، حرام، حرام عليك دي أختي الوحيدة قتلتها ليه، ليه!
صُدم مصطفي من رد فعلها وحاول إبعادها وهو يصيح بها: أنتي مجنونة ياست إنتي دي أعمار بيدي الله، أنا مليش علاقه، أختك أذت نفسها بإديها!
باك..

آفاق من شروده على صوتها وهي تهتف: أنت حرقت قلبي على أختي وأنا حرقت قلبك على ولادك وإحمد ربنا إني مقتلتهمش، أنا سيبتك تتعذب بس!
إقترب منها وعيناه ترمقها بنظرات شرسة، ثم هتف بصدمة: يعني أنتي حرمتيني من ولادي عشان مرضتش أجهض أختك!، أختك موتت نفسها بإديها يوم ما أجهضت نفسها!

إبتسمت بسخرية وتابع بحدة: لأ، لو كنت عملت العملية كانت عاشت ومراحتش تسقط نفسها، وبعدين حبيت أنتقم منك وحرمتك من ولادك، زائد إن ولادك حلوين وحبيت أربيهم وأشغلهم في الكار بتاعي وأهو أنتقم وأستفيد في نفس الوقت!

غليت الدماء في عروق مصطفي ليصفعها بقوة على وجهها وصاح بإنهيار: أنتي سافلة، حاول أن ينقض عليها مرة ثانية ليجذبها سليم ويتجه صوب الباب سريعا قبل حدوث كارثة جديدة ف مصطفي وصل إلى أشد حالات الإنهيار، دفعها سليم في إتجاه العسكري ليأخذها كما كانت ويعود إلى عمه محاولا تهدئته إلا أنه صاح به بحدة: سبني أموتها، سبني أشفي غليلي منها!

قال سليم بنفاذ صبر: يا عمي إهدي بقي، هضيع نفسك عشان واحدة متستاهلش، إقعد وفهمني إيه التخريف الي قالته ده؟
إرتمي جالسا على المقعد وهو يلهث بقوة، فأعطاه سليم زجاجة مياه، فأخذها منه وإرتشف القليل ليعود يضعها على سطح المكتب..
أردف سليم مستفسرا: أفهم بقي؟

أجابه متنهدا بمرارة: من زمان يابني وأنا رافض أي عملية إجهاض، وهي كانت جايبه أختها وأنا رفضت جاتلي بعد يومين أجهضت نفسها وخلصانة وكانت مريضة بالقلب، ساعتها مقدرتش أعملها أي حاجه والموضوع خرج من إيدي وعمرها إنتهي لحد كده! هو ده كل الي حصل!
تعجب سليم ليردف بذهول: معقولة إنتقمت منك عشان كده!
تنهد مصطفي بحزن وهو يمسح على وجهه بعصبية، ليقول سليم: هجبلك حقك يا عمي، هتتسجن بقية عمرها كله..

أردف مصطفي في وعيد: ميكفنيش سجن، دي لازم تتعدم عشان تبقي عبرة لغيرها!..

في منزل السيدة نعمة..
تحسنت صحة السيدة نعمة إلى حد كبير وعادت كما كانت، بينما سلمي تقوم بترتيب المنزل وجلب طلباته وطلبات زوجها وترفض المساعدة من نعمة..
عاد خالد من عمله ليجدها إنتهت من تنظيف المنزل وتقف تطهي الطعام بالمطبخ، ألقي السلام على والدته، ليدلف إلى زوجته التي كان ظاهرا عليها الإرهاق..
إحتضنها خالد من الخلف وهو يهمس في آذنها: وحشتيني يا لوما!

إبتسمت بتعب وهي تبادله الهمس: وأنت كمان يا حبيبي..
أدارها إليه، ثم نظر إلى وجهها الشاحب، ليردف بحزم: حرام عليكي يا سلمي، قولتلك متجهديش نفسك مفيش فايدة، شكلك تعبان خالص!
أجابته بإبتسامة خفيفة: معلش يا خالد هعمل إيه طنط نعمة متقدرش على شغل البيت هي كبرت برضو!
قال خالد بجدية: أجيب حد ينضف عادي خالص أخر مرة تعملي حاجة في شغل البيت يا سلمي فاهمة ولا لاء!
أجابته بخفوت معارضه: لأ مدخلش حد بيتي طبعا!

تنهد خالد: يبقي متنضفيش أنا هنضف!
ضحكت سلمي رغم إرهاقها، ليردف خالد بمرح: إيه مش مصدقه..؟ لا ده أنا أعجبك أوي يا لوما!
أومأت رأسها وأردفت بإيجاز ؛ طب ممكن تدخل تغير هدومك وتيجي تاخد الأطباق تحطها على السفرة ولا هترجع في كلامك؟
قبل وجنتها وهو يمسح على شعرها برفق، وقال بمرح: حمامة وجاي..

ثم خرج متجها إلى غرفتهما، لتحاول سلمي الصمود ومحاربة الدوار الذي أصابها فجأة، لكنها لم تعد قادرة وبدت عينيها تري ضباب أمامها فصاحت بإنهاك: خالد، إلحقني!
سقطت لترتطم بالأرض وتصرخ نعمة مسرعه إليها، وكذلك إنقلع قلب خالد وهو يركض جاثيا على ركبتيه: سلمي، سلمي!
حملها ثم أسرع داخلا بها إلى الغرفة وهو يحاول إيفاقتها حيث ضرب على وجنتيها برفق لكنها لم تستجيب مما زاد من قلقه..!

في فيلا زياد..
إنتهت ماهيتاب من الصلاة، كما قالت لها دارين، ظلت تبكي وتشهق عاليًا، إلى أن جلست دارين جوارها وقالت في هدوء: إنسي الي فات يا ماهي، وإبدئي صفحة جديدة مع نفسك ومع ربنا! العياط ده مش هيفيد بحاجة الي هيفيدك هو إستغفارك على الذنب الي عملتيه هو ندم على الغلط وعلي التهاون في حق نفسك وفي حق ربنا وحق أهلك الي وثقوا فيكي، إبدأي من جديد يا ماهيتاب!

مسحت ماهيتاب دموعها ونظرت لها ببلاهه، لتردف دارين بإبتسامة: كلنا بنغلط وربنا فاتح أبوابه ومستنيكي كمان وعايزك تتوبي عاوز يهديكي ويطهرك!
- أبدأ إزاي!، قالتها ماهيتاب بيأس
ف ردت دارين بهدوء: أنتي أخدتي خطوة حلوة وهو إنك صليتي وإستغفرتي بس لازم تتوبي من قلبك لازم تكوني صادقة في التوبة عشان ربنا يتقبلها، لازم تجاهدي نفسك وتنهيها عن فعل الحرام..

صمتت قليلًا لتستكمل: ربنا قال في سورة النازعات وأما من خاف مقام ربه ونهي النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى.

الآية جميلة ومعناها إن النفس أحيانا بتميل لفعل المحرمات لأننا بشر، بتميل لأي حاجة تغضب ربنا لكن لما نخاف ربنا ونعرف إنه شايفنا ومُطلع علينا وننهي نفسنا عن هواها المحرم ونفضل كده على طول ساعتها المقابل لينا هيكون الجنة وده وعد ربنا لينا يا ماهيتاب، فأنتي بقي إختاري يا تري تخافي ربنا وتدخلي الجنة ولا تعملي الي إنتي عاوزاه وتطنشي وتدخلي النار..؟!
ظلت ماهيتاب صامته، في حين قالت دارين: ردي عليا؟!

قالت ماهيتاب بخفوت: أكيد عاوزة أدخل الجنة
أومأت دارين برأسها وقالت مبتسمة: يبقي تطعيه وتنفزي أوامره، لما نغلط نستغفر، ونتوب، نعيش حياتنا بس بعيد عن المعصية ونبعد عن أي صحبة ممكن تخلينا نعصي الله!

أومأت ماهيتاب، فإستكملت دارين: الدين يسر يا ماهيتاب دينا جميل جدا وربنا رحيم، متاح لينا حاجات كتيرة ومش معني إني هلتزم يبقي هعتزل الدنيا لأ هنضحك ونهزر ونتفسح كمان بس بدون ما نتعدي حدودنا، هنحب ونتحب بس في الحلال! هنعيش حياتنا بس مفيش مشكله لما نقضي فروضنا ونقرأ ورد من القرآن، مفيش مشكله نسبح وقت الفراغ، ساعة لقلبك وساعة لربك مش أربعة وعشرين ساعة لقلبي ومفيش أي حاجه لربي الي هو أصلا خلق ليا كل حاجه!

تنهد ماهيتاب وأردفت بحزن: أوعدك هصلي يا دارين
ضحكت دارين بخفوت: أوعدي ربنا وإبدأي مع ربنا يا ماهي، إدعي ديما أنه يثبتك ويرشدك للخير جربي إسبوع كده وبعدين قوليلي النتيجة وأنا معاكي ديما وفي ضهرك يا صاحبتي!
إبتسمت ماهيتاب بإتساع وراحت تعانقها بحب وهي تردف: أنا بحبك أوي يا دارين ربنا يحميكي!
مسحت دارين على ظهرها برفق ثم أردفت بإبتسامة: ويحميكي ويهدينا جميعا إلى ما يحب ويرضي يا ماهيتاب!..

- محتاجة راحة تامة، لأن حملها ضعيف وأي مجهود منها في خطر على الجنين..
أردف الطبيب بجدية موجها حديثه لخالد، الذي أومأ برأسه ومن ثم بصحبة الطبيب، ليعود إلى زوجته مرة ثانية ويجلس إلى جوارها قائلًا بعتاب: كده برضو يا سلمي، شوفتي عملتي في نفسك إيه؟
أجابته بإرهاق واضح على ملامح وجهها: ما أنا معرفش إن هيحصل كده يا خالد..

ردت نعمة وقالت بحماس: ولا يهمك يا بنتي أنا هقوم بطلبات البيت كلها، وهعمل الي أقدر عليه
أردف خالد بنفي: لا أنتي ولا هي يا ماما أنا هشوف حد كويس يعمل ده كله، بدل ما كل شوية حد يقع وأسوح أنا بقي!
ضحكت نعمة وهي تنهض: طيب يا أخويا أنا هروح أعملك حاجة تاكليها يا سلمي..
خرجت نعمة ليميل خالد على زوجته وهو يقول متنهدا بمزاح: خضتيني عليكي يا أم نعمة!
ردت عليه بتذمر: يا خالد متقوليش أم نعمة هزعل منك!

ضحك بمرح: الله مش أنتي الي قولتي لأمي هسميها على إسمك، يا بكاشة!
أغلقت عينيها بغضب طفولي: ما أنا كانت وخداني الجلالة، ومفهمتش خطورة الموقف وإني هبقي أم نعمة حتة واحدة كده!
قهقه خالد قائلًا من بين ضحكاته: مجنونة يا لوما، بس بعشقك!

في شركة سامي..
أنهي حديثه مع زوجته ناريمان التي صاحت به بغضب عارم وحذرته ألا يأتي إلى المنزل بعد أن رأت قذراته بعينيها، ليزفر سامي بضيق وهو يلقي الهاتف فوق سطح المكتب، تفاجئ بالباب يُفتح وتدخل هدي، فهتف بضيق: إنتي إيه الي جابك تاني؟
قالت بثبات: أنا هنزل الي في بطني يا سامي!
إبتسم وقال بإرتياح: أهو كده تعجبيني يا عيون سامي!
إبتسمت بمرارة، ثم قالت بنزق: أنا هشوف شغلي..
هتف سامي بجمود: هتنزليه إمتي.

أجابته بإيجاز: إديني مدة أرتب نفسي!
اومأ قائلًا بهدوء: أوك...
خرجت هي ليحدق سامي في الفراغ وهو يقول بوعيد: خربت بيتي يا أمير!، والله لأقتلك وما هخلي ليك إسم على وش الدنيا...!

في اليوم التالي..
عاد أمير من عمله، ليصف سيارته ويترجل منها ويتجه إلى الداخل، ليجد أروى في الحديقة وسط الحشائش الخضراء والأزهار تسقيهم بالمياه حيث كانت تمسك بالخرطوم ومندمجة في رش المياه..
وقف يتأملها دون أن تشعر به، فكانت ترتدي منامة قطنية بنطالها قصير وأكمامها أيضا!.
أثارت غضبه بعض الشئ خاصةً أن شعرها الهمجي يتطاير مع الهواء بشكلٍ جذاب فإذا رأها أحدا سيريد إلتهامها من فرط جاذبيتها تلك!

رغم غضبه كان يبتسم حين ترفع الخرطوم إلى فمها لترتشف منه وتستكمل سقي الزرع زائد الطين الذي لطخت نفسها به فأصبح شكلها مُضحك وبشدة..
تنهد بعمق وهتف بصوت جهوري: أروى!
إلتفتت له بذعر، ليشير لها بيده فتركت الخرطوم وركضت نحوه وهي تبتلع ريقها بخوف..
وقفت أمامه قائلة بإندهاش: إنت جيت إمتي؟ محستش بيك خالص!
ضيق عينيه قليلًا وسألها بحدة: أنا قولتلك كام مرة يا أروى متخرجيش الجنينه بهدوم البيت، أو من الأوضه أصلا؟

حملقت به لثوانِ فأردف هو بجدية: كلامي مبيتسمعش؟
حركت رأسها بنفي وهي تقول: لأ بيتسمع بس أنا...
قاطعها رافعا أحد حاجبيه: ولا الطفلة الصغيرة، في حد يبهدل نفسه بالطينة كده؟.
أنهي جملته وحملها بحركة مفاجئة ثم ألقاها على كتفه بذارع واحد وفتح الباب بيده الأخري ليدلف بها، فضحكت بمرح من فعلته، لتسمع صوته الصارم: بتضحكي؟.
كتمت ضحكاتها بيدها ليقول هو بجدية مصطنعة: هتتعاقبي يا أروى عشان لما أقول كلمة تتسمع!.

همست في آذنه محاولة تهدئته: أنا آسفة يا أميري مش هعمل كده تاني، أوعدك هخرج بالإسدال بعد كده
قال بتلقائية: كذابة، أنا أصلا مش بصدقك..
تبدلت معالم وجهها من المرح إلى الحزن بعد جملته التلقائية، وصمتت إلى أن صعد بها إلى الغرفة..
شعر بأنه أحزنها دون قصدا منه، فأنزلها على قدميها ليحتضن وجهها بين كفيه وقال هامسا: زعلتي ليه؟
قالت بنفي: مزعلتش
تمتم بإصرار: زعلتي!

إستكمل متنهدا: مكنش قصدي كنت بهزر معاكي يا أروى..
إنسابت دمعة حارة فوق وجنتها، ثم قالت بحزن: أنت فقدت ثقتك فيا، ومش هتصدقني تاني، بس صدقني أنا عمري ما هكذب عليك أبدا بعد كده!
طبع قبلة رقيقه فوق جبينها ثم همس بمزاح: بلاش تقلبيها دراما بقي يا رورو، أنا خلاص نسيت الي فات وعندي ثقة فيكي، وبحبك، وبموت فيكي، وبعشقك، ها أقول كمان؟

ضحكت اخيرا ثم عانقته بقوه وهي تستنشق رائحته الرجولية: ده أنا الي بحبك وبعشقك!
ضحك بإيجاز وهو يقول: طب يلا حضري نفسك عشان زمان أهلك جايين..
تجمدت ملامحها وهي تكرر: أهلي!
أبعدها عنه قليلا وهو يقول بجدية: إتفقنا إمبارح تقابليهم وتتعرفي على أبوكي رجعتي في كلامك؟
حركت رأسها بنفي ثم قالت بتنهيدة: حاضر.

بعد ما يقارب الساعتان..
رحب أمير بمصطفي وأخيه وسليم وسهيلة وكذلك فعلت عمته نجاة..
ما إن جلسوا حتى قال مصطفي بتلهف: هي، أروى فين؟
إبتسم أمير وإلتفت ينظر إلى الدرج ليجدها تهبط عليه، فقال: أهي جت..
إزدردت أروى ريقها بتوتر بالغ وإقتربت منهم بخطوات متمهلة..
نهض مصطفي وهو يبتسم ويقترب منها يخشي نفورها منه مرة ثانية، فتحكم في عاطفته الأبويه الجياشة ووقف ينتظر رد فعلها..

رفعت أروى وجهها إليه وقلبها يضرب بعنف كالطبول، تسارعت أنفاسها وهي تري فعلا الشبه الذي بينهما نفسها العين الخضراء والبشرة القمحية المائلة للإسمرار، إنها ملامحها، زائد الحنان الذي يكسوها والإشتياق النابع من عينيه..
الكل متحمسا لرد فعلها ويتابعها بعيناه، ويتساءل كلا منهم، ماذا ستفعل..؟
تحركت شفتاها تنطق حروف الإسم الذي لم تتفوه به طوال عمرها، بابا..

إنتفض قلب مصطفي وإتسعت إبتسامته فلم تمهله فرصة لتندفع إليه تعانقه بقوة وإنفجرت باكية بمرارة مرددة من بين شهقاتها: ب بابا!
أغلق مصطفي عينيه محاولا حجز دموعه التي أوشكت على الإنفجار..
عانقها بقوة وهو يصدر أنينا: اه، يا بنتي يا حبيبتي، الحمدلله يارب..
بينما إبتسم أمير وسٙعد أنها إستجابت لحضن والدها، وكذلك سهيلة التي قالت بمرح: أنا كده هغيير كفاية بقي..
ضحك سليم قائلًا بمزاح: ما أنتي أخدتي دورك خلاص..

ضحك الجميع لتبتعد أروى قليلًا وهي تمسح دموعها براحة يدها ويقول مصطفي بإرتياح: أنا كده مش عاوز حاجة من الدنيا ألف حمد وشكر لله!، ثم وجه حديثه ل أمير: شكرا يابني بجد مش عارف من غيرك كانت هتتقبلني إزاي!
رد أمير مبتسمآ: لا شكر على واجب، من حقك بعد السنين دي كلها..
قال مصطفي بحماس: حيث كده بقي هاخدها تعيش معايا في القاهرة أنا خلاص مش هقدر أبعد عنهم تاني!

رفع أمير حاجبيه بدهشة: لااااا، كله إلا كده مراتي متفارقنيش أبدا ولا إيه يا رورو؟
أومأت أروى ضاحكة ليردف مصطفي بمرح: ربنا يخليكم لبعض، ثم إستكمل: سلمي بقي على عمك ومرات عمك يا حبيبتي..
أقبل محمد عليها ثم صافحها وعانقها بحنان، ثم تابع: نورتينا من تاني يابنتي!
إبتسمت له أروى لتقبل وتعانقها نبيلة التي قالت بعفوية: حبيبتي يابنتي، ده أنتي شبه أبوكي الخالق الناطق ربنا يحميكي لشبابك!

ضحكت أروى وهي تعانقها ليصافحها سليم أيضا وتهتف نجاة بسعادة: الغدا جاهز..
إلتف الجميع حول مائدة الطعام في صورة عائلية مبهجة وليشعرون بالدفئ قليلًا..


look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:37 مساءً   [45]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس والأربعون

تبادلون المزاح والضحكات وساد المكان بهجة غابت عنهم جميعا لسنوات عديدة وها قد عادت من جديد...
أردفت سهيلة في مرح: بابا أنت كده هتابع الحمل مع أروى صح؟
إرتفعا حاجبي مصطفي في دهشة وتابع: أنتي حامل يا أروى، ما شاء الله
أومأت أروى برأسها وهي تقول بإبتسامة: في الشهر التالت..
ضحك قائلًا: كده لازم تيجي معايا القاهرة عشان أتابع معاكي عندي في العيادة!

قالت أروى بخجل: أنا بتابع مع دكتورة هنا كويسه، بروح مع عمتو نجاة كل فترة..
مصطفي بمزاح: يعني أبوكي دكتور وأنتي تتابعي مع غيره دي حتى عيبه في حقي ولا إيه يا أمير؟
ضحك أمير قائلًا: بس القاهرة بعيدة جدا ومش معقولة هتروح تتابع مع حضرتك وترجع
قال مصطفي بجدية: ومين قال ترجع تعالوا قضوا فترة الحمل هناك البيت واسع جدا ويساع من الحبايب ألف..

أمير ضاحكا: ياه فترة الحمل مرة واحدة، مينفعش طبعا أنا حياتي وشغلي كله في اسكندرية مقدرش!
مصطفي بتذمر: خلاص سيبلي أروى تقعد معايا كام شهر وإبقي تعالي شوفها كل فترة..
حرك رأسه بنفي: مقدرش أستغني عنها ساعة مش كام شهر حتة واحدة!
رد مصطفي بمراوغة: خلاص نسأل أروى وأنا متأكد إنها هتوافق، ها إيه رأيك يابنتي..؟
رمشت أروى بعينيها عدة مرات، ثم تنحنحت بحرج وقالت متلعثمة: إحم، آآ أنا بس، مش هينفع أسيب أمير لوحده!

ضحك مصطفي عاليا ثم قال مازحا: بقي كده، طيب ربنا يسعدكم ويهنيكم ببعض يابنتي، بس بجد لازم تعملولنا زيارة قد إسبوع كده ولا حاجه، إحنا عندنا مزرعة كبيرة فيها خيل والهوا فيها جميل لازم تيجوا مش هتنازل أبدا، تاخد أجازة بقي تعمل أي حاجه مليش دعوة
أومأ أمير برأسه وقال متنهدا بإبتسامة: خلاص بأمر الله لما أفضي هنيجي..
مصطفي بجدية: وعد..!؟
أمير بتأكيد: وعد..

إنتهوا بعد ذلك من تناول الطعام وجلسوا جميعا يتحدثون في أمور عديدة إلى أن إنتهت الجلسة وإنصرفوا إلى شقة سليم...

في المساء.
دلفت سهيلة إلى شرفة المنزل المطلة على مياه البحر، إستنشقت أكبر قدر من الهواء وزفرته دفعة واحدة علها تخرج جزء من حزنها معه..

تقوس فمها بإبتسامة حزينة وهي تتذكر شريط حياتها، كم كانت مؤلمة، محزنة!، كم عانت ليال وهي مجبرة على فعل المحرمات، ليتها لم تفعل ليتها لم تتيح نفسها للجميع حتى وإن عفت جزءا منها وحافظت على عذريتها ولكنها أبدا لم تنسي الأيادي التي نهشت في جسدها، كم بغضت حالها وحياتها، وكم هي الآن نادمة تتمني لو أن يعود الزمن لكانت هربت حتى وإن تاهت في الحياة وضواحيها! ليتها لم تفعل!

هكذا راحت تُفكر وعينيها تتلألأن بالعبرات، إلى أن إنفجرت باكية بمرارة، ف على حجم سعادتها بوجود أبيها على حجم حزنها بماضيها الذي يتردد أمام عينيها...
شعرت به يقف خلفها وصوته القلق تسرب إلى مسامعها..
- سهيلة!، مالك؟
إلتفتت له بشهقة أفلتت منها وهي تمسح دموعها بتوتر وتردد بخفوت: م مفيش حاجه..
قطب سليم ما بين حاجباه وتابع بجدية: مفيش إزاي، إومال إيه الدموع دي..؟!

إزدردت ريقها وإلتفتت مرة ثانية لتعود تنظر إلى مياه البحر الهائجة، فتقدم سليم ووقف إلى جوارها، ثم قال بعد أن أطلق تنهيدة طويلة:
- ينفع أقف معاكي؟
أومأت بصمت، فإستكمل مازحا: لو إتضايقتي هدخل أنام، أصلي مبحبش أكون تقيل على حد!
إبتسمت إبتسامة صغيرة وفضلت الصمت..
ساد الصمت بينهما لعدة دقائق، إلى أن قال سليم هادئا: كنت فاكر إنك هتفرحي إن أبوكي معاكي وبقي ليكي عيله، بس أنا شايف العكس، شايفك حزينة وبتبكي!

إبتسمت متهكمة وتابعت: حزينه على عمري الي راح هباء..
أطلق سليم ضحكة خفيفة، فتعجبت سهيلة وسألته بجدية: بتضحك على إيه؟
أجابها بهدوء: أصلك بتقولي عمري الي راح، أنتي لسه صغيرة و بإيدكي تعيشي حياتك من أول وجديد، إتعرضتي لمحنة وربنا نجدك يبقي متفكريش في الماضي..

ردت عليه بحزن: الكلام سهل، ما هو أنت محستش بالي أنا حسيته مجربتش القهر الي حصلي وانت مجبور تعمل الغلط عشان تعيش، وبعدين تتدرك خطورة الغلط الي إنت بتعمله، وتعرف بعد كده أن الغلط ملوش مبرر حتى لو هتموت، يعني تبقي إتعذبت وأذنبت في نفس الوقت، بتغضب ربنا وأنت أصلا مش مرتاح يعني خسران دنيتك وأخرتك! فترجع تتمني إنك تخسر الدنيا في سبيل الآخرة، لكن فات الآوان وأنا فوقت متأخر ومتأخر أوي..

رد عليها بجدية تامة: المهم إنك فوقتي ومخسرتيش أخرتك، طالما توبتي يبقي ربنا غغرلك الي فات، زائد إن ظروفك أنتي غير، أنتي إتجبرتي على الحياة دي وما إخترتهاش بإيدك، برأيي تنسي الي فات وتعيشي من أول وجديد يا سهيلة!
حركت رأسها بنفي وإنهمرت دموعها مجددا، فقال سليم متنهدا بضيق: أنتي كده الي بتيأسي من الحياة، إنتي ضعيفة، وأنا مبحبش الضعفاء، مبحبش الي يقعد يبكي على الكبيرة والصغيرة، فوقي بقي من الدراما دي!

صُدمت من كلامه العنيف بعض الشئ وإتهامه لها بالضعف، فهتفت بعصبية: إنت بتحكم عليا إني ضعيفة ليه، أنا لو ضعيفة كان زماني إتكسرت! إتكسرت بعد كل الي شوفته بس أنا عشان قوية لسه واقفة وبتكلم، لسه عايشه!
رد عليها بإستغراب لعصبيتها المفاجئة: إهدي!
زفرت بحنق وهي تمسح على رأسها: ما أنت مش حاسس بحاجة عمال تتكلم بس وخلاص، ما أنت متحرمش من أهلك ولا إتمرمط زيي!
ضحك عاليا بتهكم، وهو يردد كلامها: بتكلم وخلاص!

تعجبت له بشدة فظلت تتعابه بعينيها إلى أن هدأ وقال متنهدا بعمق:
هو أنتي فاكرة إنك إنتي بس الي عشتي أيام صعبة؟ ياريت متحكميش على حد وأنتي متعرفيش حاجة!، أنا كمان مريت بتجربة كانت صعبة، بس بقيت أقوي وأقوي، مقعدش أعيط عمري كله أينعم زعلت بس الضربة الي متموتش بتقوي!
صمتت تنظر له بفضول، فنظر هو إليها ليردف بإبتسامة: هحكيلك!
أنا كنت متجوز على فكرة..!
قالت بدهشة: كنت متجوز؟

أومأ برأسه وتابع في ثبات: اه، لما إتخرجت من كلية الشرطة قابلت بنت وإتعرفت عليها ومع الوقت حبيتها، إتقدمتلها رسمي وإتخطبنا وبعد فترة إتجوزتها، عشنا اول شهرين سمن على عسل، بس بعد كده لقيتها بتتغير وعيوبها كلها بتظهر، مبقتش مرتاح لأنها مكانتش قايمة بدورها ك زوجة نهائيا، كانت بتحب تخرج عمال على بطال وكل تصرفاتها غلط في غلط، وفي مرة كنت في الشغل وجاتلي إخبارية إن في بيت مشبوه في منطقة معينة في القاهرة، وتخيلي إني أروح أنا والحملة وتكون مراتي واحدة من ضمنهم! لاء وفي وضع مخل!

إتسعت عيني سهيلة بعدم تصديق، ليضحك سليم ساخرا: مبقتش عارف أعمل إيه إتصدمت صدمة عمري رغم إني كنت عارف إن أخلاقها مش تمام بس متخيلتش إنها تبقي بالقذارة دي أبدا!
سألته بحذر: وإتصرفت إزاي؟

أجابها بثبات: سجنتها بإيدي وطلقتها فورا طبعا!، ساعتها كرهت الجواز والستات والدنيا كلها بس فوقت بعد فترة وقولت إنها متستاهلش وكملت حياتي، ولما رجعت الشغل مسلمتش طبعا من الكلام والهمسات والي شمت فيا والي قال بس أنا مهمنيش وكملت وإجتهدت لحد ما تفوقت عليهم كلهم وبقيت الرائد سليم كارم في سن صغير..
ظلت سهيلة صامتة، فقال سليم متنهدا: عرفتي بقي إني مش بتكلم وخلاص وإنك مش لوحدك كنتي بتعاني!

أومأت رأسها وهي تقول مبتسمة: ربنا يعوضك!
بادلها الإبتسامة ثم إلتفت ينظر مرة ثانية إلى مياه البحر: هيعوضني، أكيد هيعوضني هو ده ظني في ربنا، ثم صمت لبرهه وتابع مردفا: وأنا عندي إستعداد أحب وأتجوز من أول وجديد!
أنهي جملته ثم تحرك قائلا: تصبحي على خير، ثم خرج من الشرفه، تاركا إياها تفكر في كلامه، هل كلامه موجه إليها تحديدا..؟ هل هو يقصدها هي، أم أنها تتوهم!

صباح يوم جديد...
وقف أمير أمام المرآه كعادته يمشط شعره، بينما قالت أروى وهي تهندم له ثيابه بتذمر:
- ليه كل لبسك غوامق يا إما إسود، بني؟
حرك كتفيه وأجابها بهدوء: بحب الغوامق يا حبيبي، هي الي بتليق عليا!
أومأت مبتسمة: أيوة بتليق عليك بس مفيش مانع لو فتحت شوية
رد عليها بإيجاز: ما أنا بفتح يا رورو، وسعي بقي عشان مستعجل..
إعترضت قائلة: إنت مفطرتش
قال متنهدا: مش مهم هشرب قهوة في الشركة.

ردت عليه بتوسل: أجي معاك، عشان خاطري أجي معاك الله يخليك يا أمير أجي معاك..
رفع أحد حاجبيه: إيه يا أروى علقتي أجي معاك، أجي معاك، تيجي تعملي إيه وأنتي حامل وتعبانة كده؟
مطت شفتيها وتابعت بتذمر: هشتغل سكرتيرة زي الأول
ضحك قائلًا بمراوغة: بس أنا جبت سكرتيرة خلاص!
سألته بفضول: مين دي؟
غمز لها بمزاح: ماهيتاب!
تجهمت ملامح وجهها وقالت بحدة: إشمعني ماهيتاب، وليه ومين قالها تشتغل معاك أصلا.

رفع يده يتلمس خصلاتها الناعمة، ثم همس لها وهو يداعب أنفها بأنفه متساءلا: بتغيري عليا؟
توردت وجنتيها خجلا من لمسته، ثم قالت بخفوت: أيوة بغير وخصوصا إن ماهيتاب كانت بتحبك، يعني كده مينفعش ولازم تراعي مشاعري!
طبع قبلة حانية على وجنتها المتوردة، ثم همس: بس أنا مبحبش غيرك!
إبتسمت بإتساع وراحت تتعلق بعنقه وهي تستنشق رائحته ثم هتفت بإصرار: طب هاجي معاك عشان خاطري!

ضحك وهو يبعدها عنه قليلًا: مفيش فايدة معاكي يا أروى عمال أدلع واطبطب وبرضو مصممة..!
صمتت تستعطفه بعينيها دون أن تتكلم فقال ضاحكا: يا سلام عشان عارفه إني بعشق عنيكي يعني؟، أنا كده هتهور ولا في خروج ليا ولا ليكي!
ضحكت بمرح، ليقول هو بجدية: خمس دقايق تكوني لبستي يا رورو وإلا همشي وأسيبك فاهمة؟

أومأت برأسها بعد أن طبعت قبلة على وجنته الخشنة شاكره إياه، ثم ركضت إتجاه خزانة الملابس فهتف أمير مُحذرا: إياكِ تحطي مكياج يا أروى، إياكِ!
أومأت رأسها عدة مرات وهي تنتقي ملابسها بسعادة، فضحك بخفوت وخرج قائلًا بإيجاز: هستناكي تحت بسرعة!

في شركة سامي.
دلف إلى مكتب ماجد هاتفا بحنق:
- هو أنت يوم تيجي وعشرة لأ؟ من ساعة ما إتجوزت وإنت بقيت حاجة لا تطاق!
أردف ماجد بغضب: ده على أساس إني عايش في نعيم، ده كان يوم إسود يوم ما إتحوزت، اووف الواحد كان عايش براحته!
ضحك ساخرا: إومال كنت فاكر إيه , المهم إسمعني كويس وطرطق ودانك!
ماجد وقد إنتبه له: خير؟
رد بهدوء مُخيف: أمير!
سأله بتوجس: ماله؟

ضيق عينيه ليقول في وعيد: عاوز أخلص منه، ومن غير ما حد يشعر أبدا!
فغر ماجد فمه بصدمة وهو يقول وقد إتسعت عينيه: إيه، تخلص منه!
أومأ وهو يصر على أسنانه: أيوة، عاوز ميكنش ليه أثر على وش الدنيا، أنا بكرهه، وخلاص جاب أخره معايا، وبعدين بقي أستفرد بمراته على رواقه!
إزدرد ماجد ريقه وتابع بحذر: هتعمل إيه طيب؟
صمت سامي ليضيق عينيه بتوعد، فقال ماجد: نأجر حد يقتله؟

سامي بنفي: أنا مش عاوز أي حاجه تبقي يجيلي منها وجع دماغ أنا عاوز أخلص منه بدون شوشرة، مفيش حل غير السم، السم هيجيب من الآخر ونشوف حد عينه فارغة كده من عنده في الشركة يقوم بالليلة دي!
ماجد بتأثر: بس إنت هتستفيد إيه من موته، موصلتش للقتل، حرام!

قهقه بشده، ثم قال من بين ضحكاته الساخرة: ده أنا لو أطول أموته ميت مرة مش هتأخر ثم إني هستفيد كتيييير، وهعرف أسيطر على السوء وكله هيبقي تمام التمام بس هو يغور في داهية!
صمت ليتابع بجدية: شوفلي حد من عنده يعمل الحوار ده، وأنا هظبطك وليك عندي ربع مليون حلال عليك!
إبتسم ماجد وهتف: ايه، ربع مليون، خلاص إعتبر الموضوع خلص، وتعالي نقرا الفاتحة على أمير مقدمااااااا..
تعالت ضحكاتهما، ليقول سامي ساخرا: يغور!

في فيلا زياد..
أمسك زياد الهاتف الخاص ب زوجته دارين ثم هتف بذهول: وده إسمه إيه معلش عشان مش واخد بالي؟
رفعت دارين حاجباها معا وقالت: في إيه يا زيزو؟
زياد بغيظ: مفيش حاجه يا حبيبتي، الموبايل بتاعك بس مشروخ من النص والشاشة إتدمرت، فلو تكرمتي عليا يا روحي وتقوليلي إيه الي حصل يبقي كتر خيرك خالص والله!
أجابته متلعثمة: آآ، أصل أنا هو وقع مني فجأة وأنا نازلة على السلم وزي ما أنت شايف كده إتشلفط خالص..

رفع أحد حاجبيه وقال: والله ما مصدقك وشكلك كذابة والكذب بينط من بؤك
أشارت إلى نفسها بصدمة: أنا يا زيزو
زياد وهو يقترب منها: لأ أمي يا دارين، أنا عاوز أعرف بقي ده إتكسر إزاي؟
دارين بدلال: يا زيزو في ايه، أنا بحسبك هتقولي فداكي يا دودو.

رد عليها: فداكي يا دودو، إتكسر إزاي بقي، خرجتي من غير ما تقوليلي فوقع منك وعربية داست عليه مثلا؟ أصل دي مش وقعة سلم ما هو أنا لازم أعرف هو أنا قرطاس لب هنا ولا إيه ولا كيس جوافة ولا عشان بهزر هتضحكي عليا بقي ولا...
وضعت يدها على فمه بنفاذ صبر وهي تهتف: ايه يا زياد بالع راديو ينهار ابيض كل ده رغي
أزاح يدها وقال بتصميم: إنطقي يا دارين!

ترقرقت العبرات في عينيها وهي تطرق رأسها للإسفل، فتعجب زياد وقال بجدية: عملتلك إيه أنا دلوقتى عشان تعيطي..؟
ردت ببراءة: عشان مكنتش أعرف إنك هتحقق معايا كده كنت فاكراك هتقولي فداكي ألف تلفون
حاول كبح إبتسامته وقال بجمود: عشان أنتي أول مرة تكذبي وباين عليكي إنك كذابة، وأنا عاوزك على طول صريحة يا دارين
ردت عليه بثبات: لو قولتلك هتخليني أندم إني قولت وتتصرف بهمجية، إحم قصدي يعني بتهور!

زياد متنهدا: ليه يعني في داهية التلفون بس لما أسألك تجاوبي عليا، ماهيتاب كسرته؟
أومأت رأسها بحذر ثم تابعت سريعا: أيوة بس هي إتغيرت خالص. خالص ودلوقتي هتشوف بنفسك، بقت واحدة تانية وهي كسرته غصب عنها أصلا وياريت بقي متسألنيش عن سبب الكسر يلا بس تعالي عشان أوريك حاجة؟
زياد ضاحكا: أقسم بالله مجنونة، حاجة ايه دي؟

سحبته من إيده وخرجت من الغرفة، بينما خرجت ماهيتاب من غرفتها، لتتقابل معهما في الرواق، صُدم زياد وفغر شفتيه في ذهول، وإبتسمت دارين بإتساع، إلى أن قال زياد بصدمة: ماهيتاب! إيه ده؟
دارت ماهيتاب حول نفسها وهي تبتسم بمرح، فكانت ترتدي جلباب من الجينز الفاخر وترتدي طرحة بألوان كثيرة متداخلة في بعضها..
أردف زياد بعدم تصديق: مش معقول!

ضحكت دارين وأردفت: إيه رأيك يا زيزو، هنلبس أنا وماهي زي بعض بس أنا أعلي شوية أنا بلبس خمار وبكل فخر!
ضحك زياد وهو يضم شقيقته بفرحة، ثم قال بإعجاب: حلو أوي اللبس ده عليكي يا ماهيتاب ربنا يهديكي المهم تكوني لبستيه وإنتي مقتنعة
أومات ماهيتاب رأسها بسعادة: مقتنعة جدا والبركة في دارين!
إبتسم زياد ل زوجته وراح يقبل جبينها هامسا: حبيبي يا دودو
هتفت ماهيتاب: يلا بينا بقي هنتأخر على الشغل من أول يوم.

تنهد زياد قائلا: يلا، ثم سار بصحبة شقيقته فهتفت دارين مازحة: زيزو متنساش الموبايل الجديد يا حبيبي..
ضحك وخرج بصحبة شقيقته التي كانت تشعر وكأنها إنسانة جديدة غير الأولي المُراهقة!

وصل أمير إلى شركته وراح يترجل منها وكذلك فعلت أروى، التي تعلقت بيده بسعادة، صعدا كلاهما، ثم دلفا إلى المكتب ما إن دلفا هتفت أروى بسعادة: هروح أعملك قهوة
أمير نافيا: إقعدي يا أروى متعمليش حاجة
أروى بضيق: ليه طيب ما أنا كنت بعملك على طول إيه الي حصل؟
أجابها بإيجاز: الي حصل إنك بقيتي مراتي ودلوقتي أنا جايبك معايا كده بس شغلك مش هنا، شغلك في البيت لجوزك بس فاهمة؟

مطت شفتيها متذمرة: ممم فاهمة يا أميري هو أنا أقدر أتكلم يعني!
أطلق لها قبلة في الهواء ثم همس: شطورة..
تفاجئ بعد قليل بالباب يُطرق ويدلف زياد الذي قال مازحا: صباح الي بتغني..
رد أمير ضاحكا: صباح الخير يا زياد
زياد بإندهاش: أمير بيضحك!؟، ايه ده يا أروى أمير بيضحك!؟، سجل يا تاريخ أمير بيضحك!
أمير بغيظ: محدش قالك إنك رخم وسئيل قبل كده ياض إنت؟
حرك كتفيه بلا مبالاه: لأ قالولي يا شربات!

ضحكت أروى على مزاحه، بينما قال أمير ضاحكا: طب إقعد يا شربات، هسميك زياد الشربات بعد كده
زياد متذمرا: مش قاعد عندي شغل
أمير من بين ضحكاته: وجاي ليه طالما عندك شغل؟
زياد وقد إنعقد ما بين حاجباه: أنا حاسس إني بتطرد بالطريقة، شامم ريحة طرد في الموضوع، عموما أنا جيت أوصل ماهيتاب وماشي!
أمير بتساؤل: هي فين..؟
هتف زياد بمرح: إدخل يا سمسم!
دلفت ماهيتاب بخطوات متمهلة، بينما فغر أمير فاه وهو يردد: ماهيتاب!

ضحك زياد: نفس رد فعلي لما شفتها..
إبتسم أمير قائلًا: مش معقول، إيه التغيير الجامد ده يا ماهيتاب!
إكتفت ماهيتاب بإبتسامة، بينما قالت أروى بإعجاب: حلو أوي يا ماهيتاب عليكي..
أمير بإنبهار: كأنك واحدة تانية بصراحة برافو عليكي، إزاي إتغيرتي كده؟
عدل زياد من ياقة قميصة بطريقة مسرحية، ثم قال بغرور: يعني معقولة تقعد مع دارين ومتبقاش كده! إحنا جامدين اوي برضو
ضحك أمير: أنت مجنون رسمي يا زياد.

نظر زياد إلى ساعة معصمه وقال بإيجاز: طيب يا أبو العاقلين، جبتلك الأمانة خلي بالك منها يا برنس سلام أنا بقي أشوف أكل عيشي..
أنهي جملته وخرج سريعا، ثم قال أمير مبتسمآ: إقعدي يا ماهيتاب، عشان افهمك أصول الشغل...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 18 < 1 11 12 13 14 15 16 17 18 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2072 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1523 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1549 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1396 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2610 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، حبيبتي ، الكاذبة ،











الساعة الآن 05:15 PM