logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 5 من 18 < 1 9 10 11 12 13 14 15 18 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:32 مساءً   [34]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الخامس والثلاثون

توقف فجأة وهو يلهث بعنف، طالعها بنظراتٍ قاسية قلقة في آن واحد!، ثم إنحني بجسده وحملها بين ذراعيه ليتفاجئ بنجاة تدلف وهي تقول بصدمة: أمير آآ، صمتت مصدومة وهي تراها ساكنة بين يديه لتقول بشهقة: أنت عملت فيها ايه يابني؟
كذلك دلف زياد والبقية ليهتف أمير بصرامة: مش عاوز حد هنا، كله يطلع برا!
زياد بصدمة: يا أمير إهدي أنت عملت فيها ايه، دي قاطعة النفس يابني!

كرر أمير بصوت جهوري: إطلع برة يا زياد من فضلك وخدهم معاك محدش يتدخل!
زياد محاولا تهدئته: طب آآ...
قاطعه مرة أخري بعصبية: بره بقي!

فما كان منهم إلا الخروج من الغرفة مجددًا، بينما سار أمير إلي الفراش ووضعها عليه لينتصب جالسًا بعد ذلك إلي جوارها، أخذ يلتقط أنفاسه اللاهثه بصعوبة وهو يرمقها بعدم تصديق، أهذه أروى التي أحبها وعشقها بكل جوارحه، هذه التي أهداها حياته وأصبحت ملكًا لها، أهذا جزاء الاحسان والمعروف منه...!
هكذا راح يُفكر وهو ينظر لها بدقة متابعًا حركة أنفاسها المنتظمة، ووجها الذي أصبح ملئ بالكدمات أثر صفعاته القوية لها..

نهض ثم أخذ زجاجة عطره، وعاد إليها مرة ثانية جالسًا بجوارها، ثم أخذ يفيقها حيث وضع قطرات من العطر على ظهر يده وقربها من أنفها عدة مرات، فإبتدت هي بالإفاقة وفتحت عينيها ببطئ فأصابها الرعب مجددًا مجرد أن رأت عينيه القاسيتانِ تنظرانِ لها بقوة...
إزدردت ريقها وأفلتت دمعة حارقة هبطت فوق وجنتها وجسدها يرتعد بخوف منتظرة إستكمال العقاب منه..

شعرت بيديه تجذبانها من ذراعيها لتجبرها على الجلوس، وصوته الغاضب إخترق مسامعها وهو يقول: بتضحكي عليا أنا؟!، بتستغفليني! أنا مش قادر أصدق حقيقي مش قادر أصدق، مصدوم صدمة عمري، بقي أنتي تطلعي بتاعة رجالة!
أخذ قلبها يتسارع في دقاته وهي تهز رأسها نافية، ثم قالت بصوت متقطع أثر بكاؤها: و، والله م ماحد لمسني غيرك أنت فاهم غلط.

صاح بها بحدة: أخرسي!، أنا خلاص مش هصدقك مهما عملتي أنتي كذابة وخاينة أنا بكرهك عارفة يعني ايه بكرهك!
إنهمرت العبرات بغزارة فوق وجنتيها وهي تشهق عاليًا بمرارة فلقد أصابت كلمته قلبها لتجعله يتمزق ألمًا!
لتسمع صوته يصيح مرة أخري: إزاي مثلتي عليا ولبستي قناع البراءة إزاي خلتيني أصدق إنك طاهرة وشريفة! وقال ايه أنا أول راجل في حياتك أتاريكي لافه ودايره..!

فقالت هي بإعتراض وصوت متحشرج: لأ محصلش أنا اه كنت عايشه في بيت وحش وأمي ست مش كويسة لكن أنا معملتش زيها و...
قاطعها بسخرية: معملتيش زيها!، لسه هتكدبي تاني صح؟
إبتلعت ريقها بمرارة وتابعت:
أنا كذبت عليك بس مخنتكش، هو سامي الي هددني ومضاني على شيك ب ١٠٠,٠٠٠ ج، وقالي لو معملتيش الي عاوزه هسجنك وأنا إضطريت أهاوده عشان كنت خايفة يسجني فعلا، ولما لقيتك كويس حبيتك ومرضتش أعمل الي هو عايزو ولا أديله الملف.

حرك رأسه بنفي قائلًا بغضب: كذابة، كذااااابه، كفاية إنك عندك ام وقولتيلي معنديش، متفقه مع سامي! وكنتي بتعملي نفسك مش عرفاه، ياااه على الجبروت بتاعك، وجاية دلوقتي عوزاني أصدقك وفوق كل ده تبقي عايشه في دعارة وقرف!
قالت بخزي: مش ذنبي أن إتولدت في بيئة بالشكل ده وخوفت أقولك تسبني
صاح بها بعنف وهو يجذبها من خصلات شعرها: وكده بقي مش هسيبك! أنتي خرجتي من حياتي للأبد.

فردت من بين بكاؤها وهي تتألم من قبضة يده على شعرها: بس أنا حامل في إبنك أنت والله العظيم إبنك أنت
صر على أسنانه وتابع: وأنا ايه يضمنلي أنه إبني أنا ها قوليلي اثق فيكي إزاااي!
فقالت بألم: أقسم بالله أنت أول راجل في حياتي، وأنت أكيد عرفت كده يوم جوازنا إزاي بقي مش مصدق!
تابع بصرامة: عادي أكيد عملتي عملية ترجعك بنت تاني، ما هو كل الشمال الي زيك بيعمله كده!

إبتلعت إهانته وقالت برجاء: حرام عليك متظلمنيش، وعموما تعالي نعمل تحليل DNA وهتعرف إذا كان إبنك ولا لأ!

ظل ناظرًا إليها بقسوة إلي أن قال أخيرًا بحدة: ده شئ أكيد ويا ويلك لو طلع مش مني، أقسم بالله لأخليكي تقضي بقية حياتك كلها في السجن!، أما بقي لو إبني فأنتي هتقضي فترة حمله هنا مش أكتر من خدامة وزي ما وجعتيني هوجعك يا أروى وعلي قد الحب الي حبتهولك هوريكي اسود أيام حياتك وعمري ما هسامحك مهما طال الزمن.

ظل جسدها يرتعش خوفًا من نظراته القاسية، لينهض هو متجهًا إلي خارج الغرفة تاركًا إياها تبكي بحسرة على حالها وما وصلت إليه، من عذاب!

هبط هو الدرج حتى نزل إلي الأسفل، ليسرع زياد نحوه قائلًا بجدية: ايه يا أمير عملت فيها ايه؟
رد عليه بجمود: الموضوع ده محدش يدخل فيه، ولا يسألني في أي حاجة أنا مش مستحمل كلمة من حد!
حاول زياد تهدئته وهو يقول: طب إهدي بس كل شئ وله حل، بس طول ما أنت متعصب كده مفيش حاجه هتتحل أبدًا!
لتقول نجاة بتأكيد: صح، زياد عنده حق يابني لازم تهدي وعلي فكرة مراتك حكتلي كل حاجة وهي مكنش قصدها تخدعك و...

قاطعها بغضب: أنا مش هسمع أي مبررات سخيفة!..
أنهي جملته وإتجه صوب الباب ليهتف زياد قائلًا: طب رايح فين؟!
لم يجيبه أمير إنما خرج متجهًا إلي سيارته ليستقلها وينطلق بها..

لتصعد نجاة إلي الأعلي بعد ذلك تتبعها دارين وماهيتاب..!
غضبت نجاة ما أن رأت حالة أروى وتلك الكدمات المتفرقة في أنحاء جسدها، بينما قالت دارين بصدمة: معقولة أمير يضربك بالشكل ده!
إنفجرت أروى باكية لتتجه نجاة نحوها معانقة إياها بحنان وهي تقول بمواساه: يا حبيبتي يابنتي، حقك عليا أنا..
قالت أروى من بين بكاؤها: والله غصب عني، غصب عني مكنش قصدي أجرحه أو اوجعه هي الظروف الي حكمت.

فقالت نجاة بإشفاق: إهدي، إهدي يابنتي، ربنا يصلح ما بينكم يارب، ثم قالت موجهه حديثها ل دارين: دارين دوري كده يمكن تلاقي مرهم كدمات ولا حاجة يابنتي..
أومات دارين وفعلت ما قالته..
لتقول أروى بحسرة: أمير عمره ما هيسامحني، وكمان مش مصدق إن الي في بطني منه، أرجوكي ساعديني هو بيحبك وبيسمع كلامك خليه يسامحني...

ظلت نجاة تواسيها وهي تربت على ظهرها برفق ثم قالت بتنهيدة: الي فيه الخير ربنا يقدمه، أنا هكلمه ويارب يسمعلي بس أنتي بطلي تعيطي لأن العياط مش هيفيد بحاجة أبدا
تنهدت أروى طويلًا وهي تمسح دموعها بهدوء، فآتت دارين بعد ذلك بدهان للكدمات وجدته في أحد الأدراج، لتقوم نجاة بوضعه على وجهها برفق وكذلك الظاهر من جسدها..

في منزل السيدة كوثر..
ظلت سلمي تشكو إلي والدتها همها وما فعله خالد، فقالت كوثر بجدية:
- وهو مد إيده عليكي ليه؟
فأجابتها سلمي بحنق: كله بسبب طنط نعمة، هي الي على طول تعاملني وحش ولما زهقت قولتلها إنها قليلة الذوق..
فقالت كوثر بعتاب: ومن إمتي وانتي بتقلي أدبك يا سلمي، لأ عيب مهما عملت مترديش لأن أي راجل مش هيسمح لإهانة أمه يابنتي
سلمي بضيق: بس ده أول مرة يمد إيده عليا يا ماما، أنا زعلانة منه أوي.

كوثر متنهدة: هو تصرف غلط منه، بس أنا مفيش في إيدي حاجة أعملهالك ولا هتدخل بينكم عشان معملكوش مشاكل أكتر، ودلوقتي يا سلمي مقدمكيش حل غير إنك تكسبي رضا حماتك بأي وسيلة، عشان ترتاحي انتي وجوزك، خلاص هي عمرها ما هتتنازل وتعاملك كويس يبقي سبقي أنتي بالخير ومرة بعد مرة يمكن تحن ولو محنتش يبقي جزائك عند ربنا يابنتي.

صمتت سلمي وهي تتنهد بحزن، لتتابع كوثر مردفة: ياما قولتلك بلاش تسكني مع حماتك مردتيش، وقولتي لأ وصممتي
سلمي بجدية: عشان كانت كويسة وبتحبني وانا كمان كنت بحبها، ومكنتش أعرف أنها هتعمل كده!

ردت كوثر بحكمة: راضي حماتك وجوزك يا سلمي عشان تعيشي مرتاحة، أنتي الي إختارتي من الأول يبقي تتحملي إختيارك، وياريت متحكليش حاجة تاني عشان مزعلش من خالد، أنا بحبه ومتهزيش صورته قدامي خلي مشاكلكم بينكم ومع نفسكم، أنا خلاص مش حمل مشاكل كفاية أخوكي البايظ!

في شركة سامي..
صاح سامي بشراسة:
- الله يخربيتك يا ماجد الله يخربيتك يا شيخ، الصفقة طلعت مقلب من أمير والشركة ضحكوا عليا وباعولي ساعات مضروبة، اااه انت عارف خسرت كام في أم الصفقة دي؟
ماجد بضجر: وأنا مالي أنا مجرد سمعت وبلغت مليش دعوة
تأفف سامي وهو يطيح بكل شئ على سطح المكتب ويصرخ بإهتياج..
فقال متوعدًا بحقد: ماشي يا أمير وحياة أمي لردلك القلم قلمين!

بينما كان أمير يسمع حديثهما عبر هاتفه بواسطة جهاز التسجيل المزروع أسفل مكتبه، ليضحك بإنتصار وهو يتحدث بسخرية: أما نشوف مين الي هيرد القلم يا كلب..
ثم ضغط أمير زر ألاتصال بهاتفه بعد ذلك، وأنتظر حتى آتاه الرد من سامي الذي قال بعصبية: ايه بتتصل تشمت، متفرحش كتير ده أنا هنسفك من على وش الدنيا!

ضحك أمير مقهقهًا، قائلًا بتهكم: إيه رأيك، ضربة معلم صح؟، ولسه الي جاي أحلي متستعجلش على رزقك، دي قرصة ودن خفيفة حسابك التقيل جاي يا سامي الكلب..!
ثم أغلق الهاتف تاركا النار تنهش قلبه حسرةً على أمواله التي خسرها في هذه الصفقة..

إتصلت أروى على شقيقتها سهيلة، لتخبرها بما حدث، حتى صُدمت سهيلة قائلة بحزن: يا خبر!، إزاي يعمل فيكي كده يا أروى إزاي
أروى بحزن: والي أنا عملته مش سهل يا سهيلة أنا كذبت عليه كتير، وهو إتجرح مني أنا مسمحاه على أي حاجة، بس لو سبني هموت، والله هموت يا سهيلة
مسحت سهيلة على وجهها وتابعت بتجهم: أووف، لحد إمتي هنفضل نتبهدل من كل الناس، أنا تعبت، تعبت.

ردت أروى بحسم: ياما قولتلك تعالي نهرب يا سهيلة مسمعتيش كلامي، شوفتي وصلنا لحد فين!
سهيلة وهي على وشك الإنهيار: وكنا هنروح فين فيييين، لكلاب السكك تنهش فينا!، ولا نشتغل عند أي حد ويغتصب اي واحدة فينا بعد ما يشربنا مخدر، كنتي عاوزنا نهرب على فين، هو أنا سهل عليا الي أنا فيه، الكلام سهل يا أروى بس الفعل صعب صعب!
قالت أروى بضيق شديد: طب إهدي يا سهيلة، إهدي أنا مش مستحملة، ربنا يرحمنا برحمته.

آتاها صوت سهيلة الباكي: يارب، أنا هجيلك بُكرة أطمن عليكي يا أروى سلام..
ثم أغلقت الخط لتستكمل بكاؤها المرير وتُفكر ماذا تفعل وكيف تنفد من هذا الوحل الذي غُرقت فيه عنوه!

عاد خالد إلي منزله مساءًا، أغلق الباب ودلف ليمر على المطبخ في طريقه ليجد سلمي في الداخل تطهي الطعام، فتنهد وهو ينظر لها بإشتياق إلا أنه تجاهلها ودلف إلي الغرفة، فعبست سلمي بوجهها وإتبعته لتدلف خلفه ثم أغلقت الباب وسارت نحوه قائلة بجدية: ليه مش حضنتني زي كل يوم؟
تجاهلها أيضًا وأخذ يفك أزرار قميصه، فإقتربت منه وأخذت هي تفكها بهدوء، فقال هو بجدية مصطنعة: إبعدي عني يا سلمي!

حركت سلمي رأسها نافية بإعتراض، وقالت هادئة: هو أنت كمان زعلان مني بعد ما ضربتني بالقلم على وشي وخلتني أعيط طول اليوم!
تنهد خالد وقال عابسا: أنتي غلطتي، وقليتي أدبك وإستفزتيني كمان، ما أنا على طول بجبلك حقك بس بطرقتي أنا ولازم زي ما برضيكي أرضي أمي مش كده ولا إيه؟
سلمي بدلال: ما أنت رضيت أمك وضربت مراتك ينفع كده يعني؟

تطلع خالد إلي عينيها وقال بهدوء: وأنا قولت مراتي إستفزتني، وقلة أدبها وأنا معرفش سلمي قليلة الأدب، أنا أعرف بس سلمي المؤدبه الطيبه غير كده معرفهاش
إبتسمت سلمي وقالت بطيبة: طيب خلاص أنا آسفة يا خالد، وعلي فكرة إعتذرت لطنط نعمة كمان بس هي مش رضيت، أنت إبقي صالحنا على بعض ماشي؟
رفع خالد أحد حاجبيه وتابع بحزم: مش لما أصالحك أنا الاول أبقي أصالحكم!

حاوطت سلمي عنقه بذراعيها وتابعت بخجل: طيب صالحني بقي، والله أنا زعلانة منك وعيطت كتييير لحد ما عنيا وجعتني
ضحك خالد أخيرًا على عفويتها، وراح يُقبل جبينها بهدوء ثم تابع هامسًا: متزعليش مني يا لوما، آسف إني مديت إيدي عليكي، غصب عني خرجت عن شعوري، أوعدك مش هتتكرر تاني، بس أنتي كمان توعديني تسمعي كلامي، ماشي؟
أومأت سلمي برأسها وتابعت بسعادة: اوعدك يا حبيبي، هسمع كلامك على طول على طووول.

ضحك وهو يضمها إليه بحنان، ثم همس في آذنها: هي ماما نامت؟
أومأت له وهي تدفن وجهها بين ضلوعه، ليضحك هو بمرح قائلًا: حلو قوي، خير ما فعلت!

أرجع أمير ظهره على المقعد بعد يوم عمل طويل تعمد هو أن يجهد نفسه فيه حتى ينسي جراح قلبه المؤلمة، ولكن كيف ينسي والجراح تنزف وجعًا!
نظر إلي دبلته الموجودة داخل إصبعه، ليخلعها وهو يتأملها بحزن طغي على ملامح وجهه، ليتذكر عندما أهدتها له أروى عندما إشتري لها شبكتها الألماس..
فلاش باگ..

تفاجئ بها تدلف إلي مكتبه في المساء وهي تحمل علبة قطيفة حمراء، ثم اعطتها له بإبتسامة جذابة، فأخذها منها وقال هادئا: ايه ده؟
فقالت بمرح: أنت جبتلي الشبكة بس نسيت نفسك وأنا بقي حبيت أكون أنا الي جبتلك الدبلة وكمان كتبت عليها إسمك وتاريخ خطوبتنا البسيطة دي..
إبتسم أمير وتمعن النظر إلي الدبلة، فوجد جملة بحبك أميري محفورة من الداخل وبجانبها تاريخ الخطبة التي لم يحضرها أحد غيرهما..

رفع نظره إليها وقال هامسًا: وأنا كمان بعشقك
إقتربت منه وأمسكت يده ثم ادخلتها في إصبعه وهي تبتسم له بحب وقالت: بحبك يا أميري..
باگ
صر على أسنانه بغضب وهو يكاد أن يحطم المحبس داخل قبضة يده، ثم قال في وعيد: ماشي يا أروى، ماشي!
ثم أدخلها في إصبعه مُجددًا ليتفاجئ بطارق الذي دلف قائلًا بهدوء: حضرتك طلبتني؟

أومأ أمير برأسه وقال: أيوة، عاوزك تشوفلي حد يراقب سامي، كل خطوة بيخطيها عاوز يكون عندي علم بيها بيروح فين ويجي منين كل تحركاته!
طارق بجدية: تمام، هشوف حد يخدمني في الموضوع ده
أمير متنهدا: سريعا يا طارق ومش هاكد عليك عاوز الموضوع في سرية تامة
أومأ طارق برأسه، لينهض أمير قائلًا: أنا ماشي، لو في حاجة ضرورية كلمني أو أجلها لبكرة..
ثم توجه خارج المكتب ومن ثم المصعد ليهبط به ويستقل سيارته منطلقا إلي البيت.

بعد مرور ساعة..
وصل إلي الفيلا، ليدلف ويجد عمته تنتظره في الردهة..
أقبلت عليه وقالت بجدية: ممكن اتكلم معاك وتسمعني بقي يا أمير بجد مينفعش كده!
أمير متنهدا بحزم: عمتي من فضلك أنا تعبان وهطلع أتخمد، وأي كلام عندك وفريه ومتتعبيش نفسك لأني مش هسمع وسبيني اتصرف زي ما أنا شايف.

نجاة بإعتراض: لأ، لازم تسمع البنت يابني كانت خايفة تحكيلك أنت مش شايف نفسك عامل ازاي حاجة تخوف بصراحة وإزاي تضربها كده دي برضو إنسانه!
صاح أمير: تحمد ربنا إني مخنقتهاش بإيديا دول ورمتها في الشارع!.
نجاة بنفاذ صبر: طيب ممكن تهدي وتسمعلها وتحلوا مشاكلكم بهدوء
سار أمير نحو الدرج وقال بجدية: أنتي هتباتي معانا يا عمتي؟
أومأت له وقالت بحنق: أيوة في أعتراض ولا إيه؟

حرك رأسه بعلامة النفي وقال: لا، تصبحي على خير..
ثم صعد الدرج، لتتنهد نجاة وتقول: ربنا يهديك يارب..
فتح أمير باب الغرفة، فوجدها نائمة في وضع الجنين منكمشة على نفسها، وقف ينظر لها ورغم غضبه وجرحه منها إلا أنه أشفق عليها وهو يري العلامات ذات اللون الأزرق أثر صفعات الحزام..
فتعمد هو أن يُصدر صوتًا فآفاقت مذعورة وجلست تنظر له برعب شديد..
عقد حاجباه معا وقال بصرامة مخيفة: قومي من هنا!

إزدردت ريقها وقالت بإرتباك: ه هروح فين
أجابها بغضب: روحي في داهية مش عاوزة اشوفك قدامي، قومي!
أومأت له برأسها وتحاملت على نفسها وهي تنهض من الفراش، وقبل أن تخرج من الغرفة قال بقسوة:
- مكانك تحت، عند دادة سحر، سمعاني ولا لاء؟
تنهد بضيق، ثم قالت بخفوت: لأ ماسمعتش، أنا تعبانة ومش قادرة أنزل تحت..
إقترب منها فتراجعت للخلف قائلة وهي تهز رأسها بإيجاب: سمعاك، هنزل..

ثم خرجت من الغرفة وهي تبكي بألم نفسي وجسدي في آن واحد، فأقبلت عليها نجاة وإحتضنتها، لتقول أروى من بين شهقاتها: أمير بقي قاسي عليا أوي، والله أنا بحبه وعمري ما حبيت غيره، بس أنا هستحمل لحد ما يسامحني...


look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:33 مساءً   [35]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السادس والثلاثون

في صباح يوم جديد..
إرتدي أمير ملابسه بعد أن آفاق من نومه وإغتسل، ثم توجه خارج الغرفة وما أن سار بضع خطوات حتى وجدها تخرج من إحدى الغرف الموجودة في الطابق..
فتوهجت عيناه بحمرة الغضب وهو يتجه نحوها قائلًا بحدة:
كنتي بتعملي ايه هنا؟
قالت وهي تطالعه بخوف: كنت نايمة جوه مع طنط نجاة..
صر على أسنانه وجذبها من ذراعها بحركة مفاجئة، ليهتف بصرامة أخافتها:.

أنا قولت مكانك تحت عند سحر، كلامي يتسمع أنتي فاهمة ولا لاء؟
تألمت من قبضته، وقالت ببكاء: أنا كنت هنزل عمتك هي قالتلي لأ وأصرت عليا
خرجت نجاة من الغرفة لتقول بحدة: في ايه يا أمير على الصبح، أنا الي قولتلها تنام معايا في الأوضة، متدخلش أنت بقا!
أمير بإعتراض وهو ينظر إلي أروى بغضب: لأ هي هتنفذ الي بقوله أنا وبس، ولو سمحتي يا عمتي متدخليش..

إتسعت عيني نجاة وقالت بضجر: أنت إزاي بتكلمني كده!، ومش عاملي أي إحترام؟!
ترك أمير ذراع أروى وقال بجدية وهو ينظر إلي عمته:
لأ، أنتي على عيني وراسي يا عمتي بس مش عاوز حد يتدخل في الموضوع ده بالذات وأنا حر مع، تابع بسخرية: مع مراتي الكذابة!
أنهي جملته وهبط الدرج حيث إتجه إلي طاولة الفطار..
بينما إصطحبت نجاة أروى معها لتهبطان الدرج، فوقفت أروى تقول بخوف: أنا مش هفطر..

فقالت نجاة بحزم: أنتي مكلتيش أي حاجه من إمبارح إقعدي افطري متخافيش! أنا معاكي..
جلست أروى بجانب نجاة وهي تنظر إلي أمير بحذر مُنتظرة تعنيفها منه مرة أخري إلا أنه ظل ينظر لها بصمت نظرات حادة غاضبة تحمل العتاب أيضًا..
ثم تنهد وأخذ يتناول طعامه وكذلك فعلت نجاة، وأخذت أروى تلتقط بعض اللقيمات دون شهية وهي تتابع حركات أمير ونظراته القاسية لها من حين لآخر..

فقالت نجاة بهدوء: أنا هروح أبص على ماهيتاب النهاردة وإحتمال أخليها تقعد عند زياد شوية لأن أنا مقيمة معاكم لفترة هنا هغير جو ولا أنت عندك إعتراض يا أمير؟
حرك أمير رأسه نافيًا ثم قال بهدوء: معنديش يا عمتي..
تنهدت بإرتياح وقالت بإبتسامة: أنت هتخرج دلوقتي؟
فقال بجدية: لأ، هخلص شوية شغل هنا على اللاب هبقي أروح الشركة آخر النهار..

أومأت نجاة براسها وقالت بحذر: طب هو أنا ينفع أخد أروى معايا وأروح أشوف ماهيتاب؟!
أمير بنفي: لأ مينفعش لا في خروج ولا دخول ليها نهائي..
تنهدت نجاة وقالت بقلة حيلة: طيب، بس أنا مضمنكش بصراحة أسيبها معاك ازاي بقي؟
أمير بإيجاز: متخافيش..
نهضت نجاة ثم قالت بخفوت: أنا مش هتأخر يا أروى إن شاء الله ساعة أو ساعتين بالكتير وجاية..

نظرت لها أروى بتوسل كأنها تترجاها بأن لا ترحل وتتركها مع ذاك الأمير الذي أصبح وحش كاسر..
فنظرت لها بإطمئنان وتابعت بجدية: متخافيش، هو لو ضربك تاني أنا بجد هزعل جدا وعمري ما هكلمه، سامع يا أمير؟
أخذ أمير يتناول طعامه وهو يومئ برأسه بدون إهتمام، بينما قالت نجاة:
يلا سلام مؤقت يا أروى، ثم تركتها وإتجهت صوب الباب لتنصرف ويرتعد جسد أروى مع قفلة الباب..

وقفت لعدة لحظات، ثم تحركت لتصعد إلا أنه أوقفها بصوته الصارم، حين قال بتجهم: على فين؟
إزدردت ريقها وتسمرت مكانها برهبه، فهتف هو بصوتا صارما: تعالي..
إستدارت له وسارت في إتجاهه ونظرت له قائلة بخفوت: نعم
فقال هو بقسوة:
لمي الاطباق دي وديها المطبخ، ولا فاكرة نفسك ست البيت ده ولا حاجة، أنتي خلاص زيك زي الخدم الي هنا بالظبط!
نظرت له طويلًا بعدم تصديق، فأين أميرها الحنون العاشق، الذي أصبح قاسي عنيف..

فكرر بجمود: سمعتي؟
أومأت برأسها وإنصاعت له حتى تتقي شره، وتتجنب بطشه و إلا سيفعل ما لا يحمد عقباه..
أخذت تلملم الصحون وإتجهت إلى المطبخ وسط نظراته الغاضبة، بينما هو يريد عناقها حتى يُكسر أضلاعها غيظا منها وعشقا فيها، فرغم ذلك قلبه يعشقها إلا أنه سينتقم منها على ذلك الجرح الكبير هكذا أقسم هو بوعيد..
عض على شفته السفلي بغيظ شديد، يود خنقها ورميها إلي حيث آتت لكنه لم يفعل..

نهض عن كرسيه وسار متجها إلي المطبخ إلي أن دلف، ثم قال بجدية: إعمليلي فنجان قهوة يا دادة من فضلك..
فأومأت سحر رأسها قائلة بهدوء: من عنيا..
ثم أشار ل أروى لتأتي له ويخرجا إلي أن وقف في الردهة وقال بلهجة آمرة:
- عاوز المكان يتنضف عشان بقي مقرف، قدامك ساعة واحدة يكون كل ده بيلمع!
زفرت أروى بضيق وهي تطلع إلي المكان، فكان كل شيئا نظيفا مُرتبا ليس بحاجة إلي التنظيف، فقالت بإعتراض وتذمر:.

- بس كل حاجة نضيفة، ليه كده أنت عاوز تنتقم مني وخلاص
رفع أحد حاجبيه وهو يقترب منها أكثر: ما أنتي شاطرة وبتفهمي أهو، يلا، بدل مش هيحصلك كويس!
إزدردت ريقها بخوف وهي تومئ برأسها، ثم قالت بتنهيدة مؤلمة: حاضر..
ثم تحركت من أمامه ليجلس هو جاذبًا حاسوبه ليتابع عمله عليه بضيق..

لتأتي سحر بعد دقائق بالقهوة وتضعها أمامه، وإبتدت أروى في تنظيف المنزل، فشهقت سحر وهي تقول بإستغراب: أنتي هتنضفي بنفسك يا بنتي، ما الدنيا نضيفة وزي الفل أهي..
فقال أمير بنبرة حادة: روحي شوفي شغلك أنتي يا دادة!
وقفت ثوانِ مذهولة، لكنها إنصرفت بعد ذلك إلي المطبخ، لتستكمل أروى ما قاله أمير أو بالأحرى ما آمرها به..

في شركة سامي..
خرج من مكتبه ثم إتجه إلي مكتب ماجد ودلف ليقول بغضب:
- أنت لسه هنا، مش قولتلك تمشي ملكش شغل عندي بعد الي حصل!
ماجد برجاء: أنا خلاص مش هلاقي شغل في أي حته، ومينفعش تمشيني كده ده عيب في حقك يعني!
سامي بحدة: مممم، طيب بس بشرط، تنفذ الي هقولك عليه بالحرف!
ماجد بطاعة: ماشي قول الي عندك..
قال سامي مضيقًا لعيناه بمكر:
- أنت أكيد كنت عامل علاقة مع أي موظفة من موظفين أمير صح؟!

ماجد بإندهاش: اه ليه؟
تنهد سامي وتابع بتوعد ؛: أنت بقي هتتصل بأي واحدة تكون واثق منها وتقولها الي هقولك عليه ده بالظبط!

ظلت تنظف وهي تمسح حبات العرق عن جبينها وتنظر له متابعة حركاته، شعرت بالإرهاق فوقفت تلتقط انفاسها بضيق..
ثم شعرت بالغثيان فركضت إلي المرحاض لتتقيئ، فإنقلع قلبه عليها ونهض خلفها ليقف على عتبة الحمام إلا أنه لم يربت على ظهرها كما إعتادت منه، وظلت القسوة طاغية على ملامح وجهه، إلي أن رفعت وجهها الشاحب وهي تتأوه بخفوت، فنظرت له بصمت لينصرف من أمامها بعد أن إطمئن عليها قليلًا...

خرجت هي بعد ذلك وهي تجفف وجهها بالمنشفة، سارت هي تستكمل ما كانت تفعله حتى قال بصوتٍ متصلب ؛: كفاية!.
تنهدت بإرتياح لتتفاجئ بالباب يقرع وتتجه سحر لتفتح وتدلف سهيلة فإتسعت إبتسامتها وركضت نحوها معانقة إياها بإشتياق حتى إنهمرت دموعها وهي تقول بحزن: وحشتيني أوي يا سهيلة
إلا أنه نهض وقال بغضب وقد بدأت النيران تشتعل بداخله: أنتي ايه الي جابك هنا؟
صُدمت سهيلة وإتسعت عينيها ثم قالت بعدم تصديق: ايه!

كذلك عقدت أروى حاجباها بضيق ليستكمل أمير بحدة:
- اطلعي بره، وإياكي تفكري تيجي هنا تاني
لتصيح أروى: ايه الي أنت بتقوله ده! أنت أكيد إتجننت!
تابع أمير وعيناه تتوهج بغضب جلي: أخرسي أنتي مسمعش حسك!
شعرت سهيلة أنها رخيصة بلا ثمن، طعم الإهانة مرر حلقها، لقد عجزت عن الكلام وهي تنظر له بدون أي تعبير، إلي أن قالت أخيرًا بخفوت:
- أسكتي أنتي يا أروى وإسمعي كلام جوزك، أنا ماشية أنا بس كنت جاية أطمن عليكي!

فصاح بها أمير بشراسة: عاملة نفسك طيبة ومسالمة، جيتي وقولتيلي أروى ملهاش حد، أروى وحيدة وغطيتي على كذبكم أنتوا الاتنين وجاية دلوقتي تعملي فيها البريئة، أنا مش قادر أصدق أن في وقاحة بالشكل ده!
ردت عليه سهيلة بهدوء: بكرة تعرف إن إحنا أكتر ناس إتعذبنا وإتبهدلنا، ومش هتعب نفسي بالكلام وأبرر وخلاص لأن عارفة مفيش فايدة، بكرة أكيد الأيام هتثبتلك كل حاجة، عن اذنك..

تشبثت أروى بها بشدة وهي تقول بتوسل من بين بكائها: لا يا سهيلة متمشيش
سهيلة بنفي وهي تحاول جاهدة أن تحجز دموعها داخل عينيها: لا لازم أمشي، أنتي خليكي هنا عشان مفيش مكان تروحيه تاني، ومتقلقيش هكلمك في التلفون
ثم تركتها وإتجهت إلي الخارج فركضت أروى نحوها لتشعر بذراعه يلتف حول خصرها ويجذبها بعنف ثم يغلق الباب بعنف أشد، فتلوت بألم وقالت بإختناق: حرام عليك، حرام عليك دي أختي الي مليش غيرها.

تركها ليقول بحدة وهو يشير لها بسبابته: لولا الي في بطنك كان زماني مشيتك وراها إنما ده الحاجة الوحيدة الي مخلياني مقعدك هنا، فتخرسي خالص أحسنلك ومسمحش حسك!
إنهارت باكية وهي تشهق عاليًا ثم جثت على ركبتيها بضعف فلقد فقدت القدرة على التحمل أكثر من ذلك، أخطأت والآن تدفع الثمن الغالي..

أشفق أمير عليها وعلي حالها الواهن، ثم جذبها بقوة ليجبرها على الوقوف وامسك ذراعيها بقبضتيه وهو يقول بألم داخلي: ليه، ليه عملتي فيا كده، أنا آذيتك في ايه خدعتيني ليه يا أروى ليه!
حركت رأسها بهستيريه ولم تستطع الرد ظلت تبكي بحرقة فقط...

كرر أمير بمرارة: عرفتي كام واحد قبلي، وكام واحد لمسك غيري!، مش قادر أصدق إنك بريئة ومظلومة، أصدق إزاي وأنتي بنيتي حياتك معايا على خداع، عمري ما هغفرلك يا أروى عمري!، أنتي قضيتي على كل حاجة حلوة بينا دمرتيني ووجعتيني من جوه، أنا حاسس إن قلبي مشروخ، فقدت الثقة فيكي عارفة يعني ايه فقدت الثقه فيكي! يعني إنتهيتي من حياتي إنتهيتي!

تركها وإنصرف خارج البيت، وظلت هي على تلك الحالة المذريه، فكما هو يتألم هي أيضًا تتألم وتأن وجعًا...

ظلت تسير ودموعها تنساب لا إراديًا، تمحيها دون وعيٍ منها فتبًا لذلك الحظ، الذي أوصلها لهذا الموقف السخيف وجعل الكثير يتفنن في تعذيبها بهذا الشكل المُهين..
عادت إلي المنزل محطمة كليًا مجروحة داخليًا، دلفت إلي غرفتها لتحطم كل شيئا أمامها وهي تنهار تدريجيًا، لتدلف سهير قائلة بذعرٍ: في ايه يا سهيلة أنتي إتجننتي ولا إيه!
صاحت بإهتياج:.

الله ينتقم منك على الي عملتيه فينا، حسبي الله ونعم الوكيل فيكي الله لا يسامحك أبدا، أنا بكرهك بكرهك
أنهت كلامها وإنهارت مجددًا باكية، لتقول بنحيب: دمرتيني، وخلتي الي يسوي والي ميسواش يبيع ويشتري فينا، وملناش وش ندافع عن نفسنا ما احنا عايشين في دعارة وامنا واحدة معندهاش لا حيا ولا أخلاق ولا تعرف ربنا
صرت سهير على أسنانها وتابعت بشراسة:.

- الحق عليا إني شغلتك معايا وبقي معانا فلوس كتير لو كنتي قعدتي عمرك كله تشتغلي مكنتيش هتجيبي ربعها
سهيلة بإنهيار: مش عايزة زفت أنا عاوزة انضف عاوزة أتوب عاوزة أبعد عنك أنتي شر، شر في حياتي، بس وربي، ما حد لامس مني شعراية أقسم بالله ليكون على موتي والي عندك إعمليه لحد ما أدور على أي زفت أعيش فيه!

عادت نجاة إلي المنزل بعد مرور الوقت، لتجد أروى جالسة تبكي بإنهيار وجوارها سحر تواسيها، فأسرعت نحوها قائلة بلهفة:
- أروى، مالك يابنتي، أمير مد إيده عليكي؟
لم تجيبها بل ظلت تبكي فقط، فقالت سحر بحزن:
اختها جت تزورها وأمير بيه طردها يا ست نجاة!
زفرت نجاة بحنق وهي تتابع: استغفر الله العظيم، والله ده ما في وعيه أصلا، حقك عليا متزعليش والله ما عارفة أقولك ايه.

مسحت أروى دموعها بظهر يدها وهي تلتقط انفاسها..
لتقول نجاة بإشفاق: تعالي معايا إطلعي إرتاحي فوق يلا
حركت رأسها نافية وقالت بإعتراض: لأ، أنا مش عاوزة أطلع فوق مش هقدر أتحمل أي إهانة منه تاني، أنا تعبت خلاص
نجاة بتصميم: لأ متخافيش ولما يجي بجد أنا مش هسكتله على الي عمله ده!
فقالت أروى بإصرار: مش هطلع معلش سبيني على راحتي أنا هقعد هنا على الكنبة ولو حسيت إني عاوزة أنام هطلعلك..

ردت عليها بتنهيدة: ماشي على راحتك..
لتتركها وتصعد إلي الأعلي وكذلك إتجهت سحر إلي المطبخ..
ثم نهضت أروى وخرجت إلي الحديقة وإتجهت إلي المسبح لتجلس أمامه وهي تنظر له بشرود وهي تتذكر أول مرة قفزت فيه بمساعدة أمير..
فلاش باگ
قفز أمير وظل يعوم ثم غمز لها وقال بمرح: يلا إنزلي يا رورو
إعترضت وهي تقول بخوف:
لا لا أنا خايفة يا أمير إطلع خدني
قال بثقة: متخافيش طول ما أنا معاكي هاتي إيدك.

إبتسمت له وقفزت حتى تلقاها في أحضانه فتشبثت به بشدة حيث حاوطت عنقه كطفلة صغيرة، فضحك وقال: متخافيش أنا معاكي، ثم قبلها بحب، لتلكمه في صدره فتابع متأوها بمزاح: هسيبك تغرقي
ضحكت برقة وتابعت: واهون عليك يا أميري
إبتسم لها وقال: أبدا يا قلب أميرك، ده أنتي الحاجة الحلوة في حياتي
باك.

عادت إلي واقعها المرير، لتتسطح على حافة المسبح وهي تحتضن نفسها وتخشي القادم من حياتها، لا تعلم كم مر من الوقت وهي على هذه الحالة، العبرات تنهمر من عينيها بصمت، إلي أن أغلقتهما بإرهاق وغلبها النعاس...

على جانب آخر..
توسلت مايا إلي ماجد وهي تمسك يده قائلة ببكاء:
- أنا خلاص مبقاش ليا حتة أروحها يا ماجد، خالتي طردتني ومشتني من البيت أرجوك أعمل حاجة مبقاش ليا مكان أروحه!
ماجد بإشفاق:
- طيب خلاص متبكيش خليني أفكر وأشوف هعمل ايه!
مسحت مايا دموعها الخادعة وقالت بمكر خفي: مفيش حل غير إنك تكتب عليا وتاخدني أعيش مع مامتك وخلاص، أرجوك يا ماجد أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك!

ذُهل ماجد قليلًا، ثم تابع بإستغراب: يعني موافقة تعيشي مع أمي!
أومأت له برأسها، ليقول هو بضجر: بس خايف أمي متتقبلش الوضع ده ساعتها هنعمل ايه..
قالت بهدوء: هتتقبل إن شاء الله، أكيد هتتعاطف معايا!
مط شفتيه بحيرة ثم قال بإستسلام: ماشي يا مايا موافق، يلا نروح للمأذون..!

في ڤيلا زياد..
عاد من عمله مُجهدا، ثم دلف بعد أن فتح الباب بالمفتاح، ليتفاجئ ب ماهيتاب تهتف وهي تقول بمرح: حمدالله على السلامة يا زيزو
رفع زياد حاجباه وتابع بإستغراب: ماهيتاب، ايه الي جابك، قصدي أهلا يا روحي
ضحكت دارين وهي تتجه نحوه قائلة: ماهيتاب هتنورنا وهتقيم معانا فترة كده وهنبات أنا وهي مع بعض ونسهر زي أيام زمان!

رفع أحد حاجبيه وتابع بغضب مصطنع: تسهري مع مين يا حبيبتي؟، اهااا ده عند الماما الي في أمريكا ياروحي، أمشي حضريلي الأكل بلاش قلة أدب!
قهقهت دارين وكذلك ماهيتاب التي قالت من بين ضحكاتها: كده يا زيزو مش عاوزني أبات معاكم أنا زعلانة منك.

زياد بجدية: باتي ياختي البيت واسع إنما بيات مع بعض نووو، دارين مينفعش تبعد عن جوزها مش كده يا دودو..؟ أنهي جملته غامزًا لها بمرح، لتضحك دارين ثم تقول بحزم: قولي صليت النهاردة ولا لاء؟
أومأ زياد قائلًا: أيوه يا دودو بس لسه مصلتش المغرب بصراحة
دارين بحدة: فورا تطلع تصلي وإلا هقلب على الوش التاني يا زياد فاهم ولا لاء؟

إقترب زياد منها ليقوم بدغدغتها وهو يقول بمزاح: يا جامد يا دودو أموت أنا، لتتعالي ضحكاتها الرنانة وهي تقول بصوت لاهث: لأ، زياد لا آ..
ضحكت ماهيتاب ثم ذهبت إلي المطبخ وهي تتمتم بخفوت: مجانين..
تفاجئت دارين بزياد يحملها فوق كتفه ويتجه بها إلي الدرج، لتقول بخجل: يا زياد عيب ماهيتاب هنا!
فهتف بمرح وهو يصعد بها الدرج: خدي راحتك يا ماهي!

مرت ساعة ساعتان ثلاث ساعات، حتى عاد أمير، ودلف بعد أن صف سيارته، دخل من الباب وصعد إلى غرفته بإرهاق، ظن أنه سيجدها بالداخل إلا أنه لم يجدها، فتذكر أنه أجبرها على الإقامة بالأسفل..
أصابه الفضول للإطمئنان عليها فهبط الدرج ليتجه إلي المطبخ والردهة وكل مكان داخل الفيلا إلا أنه لم يجدها..

خرج مجددًا ربما تكون في الحديقه، زاغت أنظاره إلي أن وجدها على حافة المسبح كما هي، فإتسعت عينيه برعب فإن تحركت سنتي واحد لسقطت في المسبح على الفور!
أسرع نحوها ثم إنحني ليحملها لتفتح هي عينيها وتطالعه بصدمة، فصاح بها بغضب:
أنتي مجنونة، حد ينام هنا لو كنتي إتقلبتي كنتي وقعتي على طول!
لم تستوعب هي أنه يحملها ويصيح بها وأنها نامت بالفعل في مكانها!
ثم إستمعت إلي صوته الصارم يهتف: كل تصرفاتك غلط في غلط..!

أنهي جملته وسار داخلا بها مجددًا.


look/images/icons/i1.gif رواية حبيبتي الكاذبة
  03-04-2022 05:33 مساءً   [36]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حبيبتي الكاذبة للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع والثلاثون

دلف بها إلي المنزل بعد أغلق الباب بقدمه لينزلها على الأرض...
فساد الصمت بينهما للحظات وهو ينظر لها بعتاب وغضب، إلي آن قالت هي بخفوت: خوفت عليا؟
إبتسم ساخرًا وتابع بحزم: ما أنا قولتلك أنتي إنتهيتي من حياتي، أنا خوفت على الي في بطنك بس!
تنهدت بيأس ثم أردفت بثبات: أنت لازم تسمعني أنا مخنتكش، أنا حبيتك و...
قاطعها بحدة: إخرسي بقي، كفاية كدب كفاية!

هتفت بإعتراض: لأ مش هخرس، أنا خوفت أعرفك حقيقتي خوفت تسبني وتمشي وارجع أعيش في البيت بتاع، بتاع أمي وأتعذب من اول وجديد والله عمر ما حد لمسني أنا عشت حياتي كلها بعاني وبتألم ويوم ما قابلت سامي آآ...
قال مقاطعًا بسخرية: أيووة إتفقتي معاه عشان تسرقي الملف والفلوس من عندي مش كده؟
صاحت به بلا وعيٍ منها:.

لأ لا مش كده هو الي أجبرني ولبسني تهمة وكان هيدخلني السجن أنا إضطريت أجي اشتغل عندك عشان مقضيش بقية حياتي في السجن! ولما جيت وعرفت انك كويس حتى من قبل ما أحبك اقسمت إني مش هخونك ومرضتش أعمل الي هو عايزو!، كان ممكن أوي أروح اديله الملف وأهرب ومكنتش انت هتعرف توصلي!

نظر إلي عمق عيناها وتابع مردفًا بحزم: ما أنتي قولتي أتمتع بالفلوس لوحدي بقي، وفي داهية سامي، طالما لقيتي مغفل يحبك!، للأسف مش مصدقك وهتفضلي في نظري كذابة وخاينة..
أنهي جملته وسار نحو الدرج وما أن صعد درجتان حتى سمع صوتها الحزين وهي تهتف بإنهيار:.

ومفكرتش في مرة ليه ضحيت بعمري فداك؟ يوم ما أخدت الرصاصة بدالك برضو كنت بضحك عليك! يوم ما قولتلي ايه الي واجعك وانك على طول شايف الحزن في عنيا ده كله عشان كنت بتألم وأنا بكذب عليك، أيوة كذبت أنا كذابة بس مش خاينة ولا خدعتك أنا حبيتك حبيتك وخوفت أصارحك تتخلي عني كذبت عشان مكنتش هتتقبلني في حياتك، إرحمني بقي كفاية.

إلتفت لها ثم صاح بغضب: وأنتي مالك تكذبي عليا ليه قوليلي وسبيلي حرية الاختيار أقبل مأقبلش أنا حر لكن تكذبي لأ، لا يا أروى ياما قولتلك بكره الكذب ومبعرفش أسامح كان قدامك ميت فرصة تقوليلي الحقيقة بس انتي سكتي وسكتي لييه؟ عشان خاينة عارفة يعني ايه خاينة!
حركت رأسها نافية وتابعت بصوت باكي متألم: لأ لأ أنا مش خاينة مش خاينة، أنا حبيتك من قلبي والله حبيتك اكتر من أي حد..

جثت على ركبتيها باكية بإنهيار وهي تردد بمرارة: والله ما خنتك، والله
شعر أن قلبه يصرخ من الأعماق، يُريد جذبها إلي أحضانه وينسي أي شئ ويلقي به وراء ظهره إلا أنه لم يقدر على العفو!.
القلب يلين والعقل يرفض بشدة، هي كاذبة ولن أغفر!..
صراع، هو صراع داخله ومعركة لا يريد الإنهزام فيها، لا يريد الضعف أمام عشقه لها، لذا تماسك وصعد مُسرعا إلي غرفته تاركا إياها تبكي بيأس بعد أن أكد لها أنه لن يغفر لها..!

ما إن دلف غرفته أغلق عيناه بشدة وهو يرتمي على الفراش بإرهاق لاعنا قلبه الذي حن لها ويريدها بجواره وأبدا لن يتركها تضيع من بين يديه فهي عشقه وملاذه وحبه الوحيد...
تفاجئ ب باب الغرفة يُطرق فإذن بالدخول، لتدخل نجاة ثم تغلق الباب خلفها وهي تقول بجدية: ممكن أعرف إيه الي أنت عملته ده؟ إزاي تطرد أختها من البيت، من إمتي وأخلاقك بالمنظر البشع ده عيب يابني عيب أوي بجد عليك!

زفر أمير بضيق ولم يُجيب عليها، لتقول هي بهدوء: يابني فكر شوية مع نفسك وكفاية تعب لنفسك وليها، على فكرة معادن الناس بتبان ولو هي وحشة أوي كده كان هيبان عليها أو على الأقل بعد ما عرفت كذبتها كانت هربت وإختفت لكن هي متمسكة بيك لحد ما تسامحها وتعفو عنها، ده ربنا بيسامح أنت مش هتسامح!

قال أمير بصوت مرير: بس أنا بشر، بشر يا عمتي، يوم ما إتصدم صدمة زي دي تكون من أقرب الناس ليا، مراتي! كذبت عليا ليه لما هي مظلومة ليه مقالتليش الحقيقة ليه!
نجاة بهدوء: غلطة عادي احنا بشر بنخطأ ونتوب ولازم نلتمس لبعض الأعذار يابني
صمت أمير وهو يحملق في الفراغ، لتتابع نجاة بإبتسامة: أنا عارفة إنك هتسامحها عشان بتحبها وعشان إبنك الي في بطنها كمان، خد وقتك وفكر على مهلك بس بلاش قسوة معاها ممكن؟

تنهد بعمق قبل أن يردف بنبرة جادة: طيب..
نهضت نجاة وهي تتنهد بإرتياح ثم قالت بخفوت: ربنا يهديك يارب..
توجهت إلي الخارج ليتسطح هو على الفراش ويشرد في من أحبها وخدعته دون قصدٍ منها..

جلس زياد بصحبة زوجته دارين يتسامران بينما ماهيتاب جلست بغرفتها تتصفح الانترنت كعادتها..
قالت دارين هادئة: زيزو، ايه رأيك في الموضوع بتاع أمير إبن خالك ده؟ هل مراته تستاهل الي بيعمله فيها ده، طنط نجاة قالتلي أنه مبهدلها خالص!
زياد بجدية: معاه حق، أنا لو مكانه كنت هعمل أكتر من كده!
صُدمت دارين فقالت بتساؤل: يعني لو أنا عملت كده، كنت هتضربني بالمنظر ده؟

زياد بتأكيد: ده أنا كنت قتلتك مش ضربتك بس، إحنا هنا في مصر يا حبيبتي مش امريكا!
دارين بتعجب: الموضوع ملهوش علاقة لا بمصر ولا أمريكا، ده حكمة واخلاق، بدل ما يعمل كده كان سمعها وحاول يعرف ليه كذبت ويعرف اسبابها، طنط نجاة قالتلي إنها مظلومة وعانت في حياتها كتير وبصراحة أنا كمان مصدقه إنها كويسة، يعني هي مش ذنبها أبدا إنها إتولدت في بيئة بالشكل ده!، محدش بيختار أهله يا زياد.

رد عليها بهدوء: وكمان مش من حقها تكذب لازم قبل ما تتجوز تصارح الإنسان الي حبها بكل شئ مش تروح تتجوز كده ولا يهمها حاجة!
دارين بإيجاب: تمام معاك حق، بس متزعلش مني تصرف أمير متعجرف وهمجي، مش من حقه يضربها، كان ممكن يطلقها لو مش عاوزها وخلصت الحكاية، أما بقي لو بيحبها في طرق للعقاب كتيرة بدل الضرب، يعني يخاصمها مثلا ولو فعلا ميقدرش يستغني عنها يحاول يسامحها ويفهم منها ليه عملت كده!

زياد متنهدا: كل ده ماشي، لكن الصدمة وحشة! يعني ايه مراتي الي إختارتها تطلع كذبت عليا عندها اهل وقالت معنديش وفجأة يلاقيها متفقه مع عدو ليه وعايشة في مكان ما يعلم بيه إلا ربنا! صدمة عمره طبعا وهو كمان مش ملاك يعني بشر من لحم ودم إنهار وفي أشد غضبه إتصرف كده وخصوصا أمير يعني عصبي لأبعد درجة لما بيقلب ممكن فعلا يضيع نفسه والي حواليه..
مطت دارين شفتيها بإستنكار وتابعت بضيق: بس برضو ده همجي ومتعجرف.

رفع زياد حاجباه وتابع: لمي نفسك يا دارين أخرجي أنتي من الموضوع ده!
دارين بتذمر: ما أنا بره الموضوع أصلا بس بقولك وجهة نظري وبعدين متتكلمش معايا تاني أنا بقولك أهو!
زياد بإندهاش: ليه بقي إن شاء الله!
دارين بغضب طفولي: عشان أنت ممكن تعمل زيه وتضربني لو عملتلك حاجة!

ضحك قائلًا وهو يضمها إليه: لأ يا دودو مش هوصل لدرجة طبعا ولا عمري همد إيدي عليكي يا حبيبي، وبعدين أنتي حاجة والباقي كله حاجة تانية أنا محظوظ بيكي يا دودو.

إبتسمت دارين وقالت: زياد أنا لو كنت إتولدت لقيت أمي زي أم أروى كان زماني زيها بالظبط لأن ببساطة مين هيعلمني ديني والغلط والصح؟، بصراحة يعني هي تُشكر على محافظتها على نفسها رغم كل الي شافته وإن فعلا محدش لمسها دي حاجة تحسب ليها وإحنا لازم يكون عندنا رحمة ومنحاسبش الناس بدل ما نحاسبهم ناخد بإبديهم صح ولا لاء؟

زياد بمرح: كلام زين برضو، معاكي حق يا دودو، أنا هكلم أمير في الموضوع ده بس يارب يسمع وميتغباش عليا أنا كمان!
ضحكت دارين قائلة: لا هيسمع إن شاء الله وأنا كمان هروح أشوف أروى بكرة ممكن يا زيزو؟
نهض زياد قائلًا بنعاس: ممكن يا قلب زيزو بس دلوقتي تعالي ننام عشان فصلت خلاص..
نهضت دارين خلفه ليصعدا الدرج معا، حتى وصلا إلي غرفتهما فقالت دارين بإيجاز: هروح أشقر على ماهي يا زيزو وجاية إدخل أنت..

زياد مازحًا: إوعي تنامي في أوضتها لأقتلك!
دارين ضاحكه: متخافش، ثم توجهت إلي غرفة ماهيتاب لتدلف..
ما إن دلفت حتى أغلقت ماهيتاب الحاسوب سريعًا بتوتر، فعقدت دارين ما بين حاجباها وقالت بجدية: مالك يا ماهيتاب إتاخدتي كده ليه ومش على بعضك؟
أجابتها ماهيتاب بتلعثم: م مفيش حاجه يا دارين، هو أنتوا لسه صاحيين؟
دارين بهدوء وهي تجلس جوارها: أيوة وكنا هنام دلوقتي بس جيت أطمن عليكي، هو في ايه؟

ماهيتاب بإرتباك: مفيش هيكون في إيه يعني؟
مطت شفتيها وتابعت: مش عارفه، ممكن تفتحي اللاب وتوريني كنتي بتعملي إيه؟
إبتلعت دارين ريقها بتوتر وهي تقول: ليه يعني هو أنتي هتحققي معايا، أنتي مالك أصلا يا دارين لو سمحتي بلاش التطفل بتاعك ده!

دارين بحدة: بصي يا ماهيتاب محدش بيكون خايف كده إلا لو عامل حاجة غلط وبصراحة بقي أنتي شكلك مش عاجبني بقالك فترة، ومن واجبي أعرف أنتي بتعملي ايه متنسيش إننا صحاب قبل ما نكون أخت زوج ومرات أخ! ياريت تحكيلي أنتي بتعملي ايه؟
تنهدت ماهيتاب قبل أن تردف بخفوت: بس توعديني متجبيش سيرة لزياد!
دارين بنبرة جادة: طب إحكي!
قالت ماهيتاب بحذر: بصي، أنا بكلم شاب على الفيس بوك وبيحبني وبحبه.

ردت دارين بهدوء: كنت متأكدة على فكرة، بس فهميني حب إزاي وأنتي لا شوفتيه ولا شافك!؟
ماهيتاب بلا مبالاه: عادي بعتله صورتي وهو كمان!
دارين بصدمة: ينهارك أسود يا ماهيتاب، بعتيله صورتك، يابنتي ده ممكن يطلع مش كويس ويعمل بالصور حاجة بجد أنتي غلطانة جدا
ماهيتاب بحدة: مش هيعمل حاجة، هو شاب كويس وهيجي يتقدملي بس أما يكون نفسه، عشان هو مش غني وعلي قد حاله..

تنهدت دارين بعمق وأردفت: وأنتي ايه يضمنلك أنه صادق يعني؟ جايز جدا يكون بيضحك عليكي أو بيسلي وخلاص!
ماهيتاب بنفي: لأ هو بيكلمني في الموبايل كمان وكان بيتكسف جدا يطلب مني ف...
صمتت فجأة لتتابع دارين بصدمة: كملي!، كان بيطلب منك فلوس؟
أومأت ماهيتاب بحذر لتتابع دارين بإنفعال: وإنتي بعتيله؟
أومأت ماهيتاب مرة ثانية، لتقول دارين بحدة: بعتيله إزاي وأنتي مش بتشوفيه؟!
ماهيتاب بخفوت: عن طريق ڤودافون كاش!

نهضت دارين قائلة بحزم: أنتي هبلة والواد ده بيضحك عليكي مفيش راجل محترم يقبل ياخد فلوس من بنت يبقي مش راجل أصلا، وأنتي بكل بساطة مصدقاه!
لم تقتنع ماهيتاب بحديثها فقالت بضيق: يا دارين لو سمحتي وطي صوتك زياد هيسمعك.

دارين بغيظ: خايفة عشان بتعملي حاجة غلط، زيك زي الحرمية الي بتسرق، إرجعي عن الي أنتي فيه ده يا ماهي! عشان غلط في غلط وربنا مش هيبارك أبدا في حاجة زي كده عشان في الضلمة ومن ورا اهلك، أهلك الي مدينك الثقة وأنتي بسهولة بتخوني الثقة دي، حرام وأوعي تقنعي نفسك إن ده حب ده هبل وقلة أدب!

زفرت ماهيتاب بحنق، لتتابع دارين: لو مرجعتيش عن الهبل ده أنا هقول لزياد عشان تبقي عارفه لأني عمري ما هسيبك تمشي في سكة غلط وأضلل عليكي لان الصاحبة الي بجد هي الي تنقذ صاحبتها من الهلاك مش تعوم على عومها لحد ما تغرق!
إنفعلت ماهيتاب وتابعت: لو قولتي لزياد هنخسر بعض يا دارين
دارين بجدية: ماشي وأنا موافقة أحسن ما تخسري حياتك وترجعي تندمي، إلا لو وعدتيني إنك ترجعي عن الضلال الي بتعمليه ده!

قالت ماهيتاب بضيق حتى تتخلص فقط منها حاليا: طيب موافقة، تصبحي على خير بقي
دارين بهدوء: وأنتي من أهله يا ماهيتاب بس صدقيني لو كلمتيه تاني متزعليش مني هقول لزياد يمنعك بطريقته!..
أنهت كلامها وخرجت من الغرفة، فزفرت ماهيتاب بضيق وقالت بضجر: أوف، معقدة أوي!

ذهب ماجد بصحبة مايا إلي منزله بعد إن عقد قرانه عليها وأصبحت زوجته شرعًا، وقف يطرق الباب بتوتر من رد فعل والدته حين تعلم بتلك الزيجة المفاجئة!
فتحت كوثر الباب، ثم رمقته بإستغراب وهي تحول بصرها إلي مايا بذهول..
ليقول ماجد وهو يدلف إلي الداخل: مساء الخير يا ماما!
قطبت كوثر حاجباها وقالت بتعجب: ايه ده؟، أنت جايبها معاك ليه دي؟
ٱزدرد ماجد ريقه وتابع بحذر: دي مايا مراتي يا ماما!

لطمت كوثر على صدرها وهي تهتف بعدم تصديق: بتقول مين؟
إتجهت مايا نحوها لتقول ببكاء: أنا مكنش ليا مكان أروح فيه والله يا طنط، خالتي طردتني من البيت ومكنش ليا حد غير ماجد، والله يا طنط هعيش معاه على الحلوة والمرة ومش هزعجك أبدا!
حركت كوثر رأسها بذهولٍ تام، ثم أردفت بعدم إستعياب: أنا مش قادرة أصدق، أنت إتجوزتها بدون موافقتي يا ماجد؟ ينهار أسود ومنيل.

ماجد بتوسل: كنت هاسبها تبات في الشارع يعني يا ماما!، عشان خاطري يا ماما متكبريش الموضوع بقي
كوثر بحدة: لالا أنت خلاص ضعت عليه العوض ومنه العوض فيك يا شيخ أعمل إيه معاك
توسلت إليها مايا وهي تهتف ببكاء شديد: والله أنا عمري ما هزعجك أبدا، ولو عوزاني خدامة ليكي معنديش مانع بس أرجوكي تقبليني عندك أنا مليش حد في الدنيا دي دلوقتي غير ماجد أرجوكي يا طنط تقبلي..

شعرت كوثر بالإشفاق عليها ولكنها قالت بتجهم: وفين أهلك؟
مايا من بين بكاؤها: أهلي ماتوا وأنا كنت عايشة مع خالتي وهي زهقت مني وطردتني في الشارع ومعدتش ليا مكان اروحه..
وكذلك قال ماجد بتوسل: أرجوكي يا ماما تقبلي هي هتعيش معانا لا عاوزة شبكة ولا شقه ولا حاجة خالص، ياريت توافقي!

وقفت كوثر في حيرة، فبطيبة قلبها صدقت هذه الفتاة، وشعرت بالإشفاق عليها فإن طردتها ستضيع في الشوارع، هكذا راحة تُفكر كوثر بحسن نية، أردفت أخيرًا بقلة حيلة: ماشي موافقة، وكله عند ربنا وبثوابه بس أعرف أنت ومراتك لو صدر منكم أي حاجه أنا هطردك أنت وهي والي أوله شرط أخره نور تمام؟!
إبتسم ماجد بإتساع وقال: تمام، وكذلك قالت مايا بإبتسامة: شكرا يا طنط!

تنهدت كوثر ودلفت إلي غرفتها، ليبتسم ماجد وهو يسحب معه زوجته إلي غرفته، ليبدأ معها حياته الزوجية التي بُنيت على غش وخداع فماذا كُنت تعتقد بعد أن حطمت مِئات الفتيات؟ هل تُجازي بمن عٙفت نفسها!..؟

عاد خالد من عمله مُرهقًا، دلف ليتفاجئ بالمنزل هادئ مُرتب والزينة مُعلقة في السقف بشكل جميل ومُبهج، إندهش قليلًا وإبتسم وهو يري سلمي تقبل عليه وهي في كامل زينتها، لتبتسم له وهي تقول برقة: حمدالله على سلامتك حبيبي.
عانقها بإشتياق ثم أردف هامسًا: الله يسلمك يا لوما، هو إحنا عندنا حفلة النهارده؟

أومأت برأسها وتابعت بسعادة: أنا حبيت أغير الروتين شوية واعمل حاجة تفرحك، عملت تورتة صغيرة وعلقت زينة وبلالين، وبصراحة كمان عاوزة اصالح طنط نعمة، ياريت تصحيها ونقعد مع بعض كُلنا، وكمان عندي مفاجأة حلوة أووووي!
خالد بفضول: بجد، ايه هي؟
سلمي بدلال: إدخل صحي مامتك وصالحني عليها الأول..
جذبها خالد من يدها وسار بها إلي غرفة والدته ثم دلف ليهتف بخفوت: ماما، ماما قومي.

تقلبت نعمة في الفراش وقالت بنعاس: في ايه يا خالد بتصحيني ليه؟!
خالد بهدوء: قومي عشان عاوزك في موضوع مهم يا أم خالد..
نهضت نعمة بتثاقل لتقول بضيق: في ايه يا خالد؟
إبتسم خالد وتابع بمرح: عشان خاطري يا ماما بقي عاملي سلمي كويس وإرجعي زي زمان، سلمي طيبة وبتحبك والله وهي الي أصرت أصحيكي عشان تتصافوا مع بعض
زفرت نعمة بضيق، وقالت بحدة: أنت مصحيني من عز نومي عشان تقولي الكلام الفارغ ده!

خرجت سلمي من الغرفة فظن خالد انها غضبت مُجددًا، فهتف بجدية: سلمي
ردت سلمي: جاية يا خالد لحظة واحدة..
عادت بعد قليل وهي تحمل حقيبة كرتونية شيك، ثم مدت يدها في إتجاه نعمة وقالت بإبتسامة: دي هدية بسيطة يا طنط نعمة، ياريت تقبليها مني
إبتسم خالد بإتساع لزوجته، بينما قالت نعمة بجدية: بمناسبة ايه دي.

اجابتها سلمي بهدوء: بمناسبة إننا نفتح صفحة جديدة مع بعض، وأنتي تعامليني زي زمان وأنا اعاملك زي ماما، وأي حاجة صدرت مني بعتذرلك عنها، أنا آسفة عشان غلطت فيكي أوعدك مش هتتكرر تاني يا طنط نعمة..
ظلت نعمة صامته وهي تطلع إلي الشال التي جلبته لها سلمي بمناسبة دخول فصل الشتاء، صمتت طويلًا دون أي تعبيرٍ منها إلي أن قالت أخيرًا بخفوت: أنتي جاية تضحكي عليا بكلمتين يعني؟

صُدم خالد من رد فعلها، فقال بجمود: حرام عليكي بقي يا ماما، برضو مفيش فايدة فيكي!
تنهدت سلمي بيأس وتابعت بخفوت: طب أعمل إيه عشان ترضي عني!
قالت نعمة بجدية مصطنعة: كفاية جوزك ياختي راضي عنك هو أنا يعني رضايا هيعملك ايه!
خالد بنفاذ صبر: صافي يا لبن بقي يا ماما
إبتسمت نعمة وقالت: حليب يا قشطة
تنهدت سلمي بإرتياح، ثم إقتربت تقبلها من وجنتها، وقالت بمرح: يلا عشان ناكل التورتة بقي!

نهض خالد وهو يضحك وكذلك نعمة وتوجهوا ثلاثتهم إلي الصالة، فقال خالد مُتساءلا: صحيح مقولتليش المفاجأة يا لوما؟
أخذت سلمي نفسا عميقا ثم تابعت بثبات: أنا حامل!
إتسعت إبتسامته أكثر وأقبل عليها معانقا إياها بفرحة: يا حبيبي ألف مبروك يا روح قلبي
وقالت نعمة بإبتسامة: مبروك يابنتي ربنا يكملك على خير..
سلمي بسعادة: اللهم امين.

إلهي وقفت دموعي تسيل، وقلبي ب بابك باكٍ ذليل، فذنبي كبير وزادي قليل، فمُن عليا بعفوٍ جميل، آتيت أجرُ خطايا السنين، آتيت إلي أرحم الراحمين، وكُلي إعتقادٌ وكُلي يقين بأن لديك شفاءُ العليل، سألتُك مغفرةً للذنوب، وسترا لما مسنا من عيوب، فأنت إلهي طبيب العيوب، وأنت الذي تُقل الذنوب..

كانت دموعها تتساقط فوق وجنتيها بغزارة وهي تسمع هذه الكلمات عبر هاتفها المحمول وقلبها يتمزق، فلقد ضاقت بها الدنيا وغُلقت الابواب من جميع الإتجاهات ولكن باب الله مفتوحا دائما لا يُلغق في وجه أحدا يُريد التوبة، عندما تضيق الدنيا يُنزل الله رحمته على عباده ويريد أن يتوب عليهم ويغفر لهم ولو وصلت ذنوبهم عنان السماء يغفر الله ولم يُبالي..!

أرادت سُهيلة التوبة أخيرًا وهي تضرع إلي خالقها بعد أن إردت إسدال الصلاة الذي إشترته مؤخرًا وكذلك إفترشت سجادة الصلاة أمامها لتُصلي عليها صلاتها الأولي بعد أن أغلقت باب غرفتها واحكمت غلقه حتى لا تسمع ضجيج هؤلاء السفهاء!
بكت، بكت كثيرًا دموعا حارقة تلهب قلبها المُنهك الذي يصرخ من الاعماق بجملة واحدة يارب أريد الفرار.

جثت سهيلة ساجدة وهي تبوح بكل مافي قلبها إلي خالقها، وهي تردد باكية، سامحني وأعفو عني يارب، أعفو عني وإرحمني، وخذ بيدي يا الله
كانت هذه الكلمات تخرج من صميم قلبها وهي تبكي بإختناق، لتستكمل صلاتها إلي أن أنهتها وإنفجرت باكية مُجددًا وهي تردد من بين شهقاتها:.

يارب إنقذني يارب وجهني للطريق الصح أنا مش عارفة أعمل إيه وأروح فين، سامحني على كل أخطائي وافعالي الحرام على كل تهاون في حق نفسي على كل إيد لمستني في الحرام سامحني على ذنوبي الكتيرة أوي يارب، إعفو عني وإنقذني من هنا يارب ألاقي مخرج يارب أتوسل إليك أنقذني وإعفو عني يا أرحم الراحمين أنا توبت ومحدش هيلمسني تاني حتى لو هموت توبت يارب..

بعد منتصف الليل في الثالثة صابحًا..
نهض أمير من فراشه وهو يزفر بضيق فإنه لم يغفي منذ أن تسطح، قلق للغاية ومشتت يشعر أن قلبه يؤلمه ولا يستطيع النوم..
خرج من غرفته وهبط درجات السلم بتمهل إلي أن وصل للردهة، حتى وجدها تتكوم منكمشة على نفسها على الأريكة العريضة..
وقف ينظر لها بتأمل وهي نائمة، قسمات وجهها تبدو حزينة ومُتعبة جدا، الدموع تركت أثر على وجنتيها وجهها أصبح شبه خالي من الدماء من شدة حزنها..

رق قلبه لها ولحالها المُحزن، إقترب منها وإنحني لمستوي الأريكة فوجدها تأن بخفوت وكأنها تُنازع، حبات العرق تنبع من جبينها وجسدها يرتعش فتسرب القلق إلي قلبه وهو يضع يده فوق جبهتها ليجد حرارتها مُرتفعة فإنقلع قلبه عليها وقال بخفوت: أروى أنتي كويسة؟

لم يأتيه رد منها فكانت غافية وكأنها في ملكوت آخر، مد يده ليرفعها قليلًا ويده الأخري وضعها أسفل ركبتيها ثم حملها وصعد بها إلي غرفتهما ومن ثم وضعها على الفراش برفق وهو يقول بقلق: أروى فتحي عينك سمعاني؟
أيضًا لم يأتيه رد منها فقط تململت وهي تتأوه بخفوت وترتجف بشدة، فما كان منه إلا أن جذب الغطاء عليها ودثرها جيدا وقلبه يتألم منها ولها، فإحتار هل يداوي جرحه أم جرحها!

خرج من الغرفة وهبط الدرج مُجددًا ثم إتجه إلي المطبخ وفتح المبرد (الثلاجة)، وأخرج منها ثلج وأحضر مناديل ورقيه حتى يفعل لها كمادات..
صعد ودلف إلي الغرفة مرة ثانية وجلس إلي جوارها وبدأ في عمل كمادات لخفض حرارتها.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 5 من 18 < 1 9 10 11 12 13 14 15 18 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2072 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1523 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1549 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1396 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2610 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، حبيبتي ، الكاذبة ،











الساعة الآن 05:14 PM