logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية مملكة الأسد
  02-04-2022 04:52 مساءً   [16]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مملكة الأسد للكاتبة فاطمة حمدي الفصل السابع عشر

رقدت قسمت في فراشها منذ عدة أيام جراء حزنها على زوجها الأسير تيجان لقد حاولت مرارًا وتكرارًا مساعدته لكنها فشلت، ثم حاولت اقناع تيم عدة مرات بإخراجهِ من السجن لكنه رفض، وأصبح الحزن رفيقا لها في الأونة الأخيرة وقد تدهورت حالتها الصحية جراء ذلك..
كان تيم يودها ويطمئنُ عليها يومياً، لكنها كانت تأبى ذلك، وكانت تصيح به وتنهره بشدة..

وما كان من تيم إلا الصبر على حالها، رُبما تفق من هذه الغشاوة، ربما!.
ولج إلى غرفته غاضبًا، بعدما خرج من غرفتها وكعادتها لم تتقبله وزمجرت به، راح يجلس على كرسيه الهزاز أمام النافذة المفتوحة على مصرعيها وأخذ ينظر إلى السماء الصافية بنظراتٍ متمهلة، ليشعر بيديها على كتفيه في رفق تام، أغلق عينيه متسائلًا بهدوءٍ:
لمَ استيقظتي الآن حبيبتي؟
فأجابته بنبرةٍ حانية:
شعرت بك مهموم، فكيف أنام يا سيدي؟

ابتسم رغم حزنه ليقول بامتنان:
لا أعلم كيف كانت ستمر أيامي دونك، أنا ممنون لكِ يا قهوتي
لم أفعل شيئاً سيدي، بل أنت من فعلت كل شيء، وأعطيتني ما لم أحلم به يوما
أسند رأسه للخلف حتى يستطيع النظر إلى وجهها، ثم قال بنبرة والهة:
أحبك فنار.
ابتسمت بخجل وصمتت، فضحك بخفوت مع قوله:
وأنتِ أيضًا؟
أومأت برأسها مؤكدة مع قولها الرفيق:
نعم سيدي
متى سأسمع إسمي من بين شفتيكِ فنار؟!

ارتبكت من نظراته العاشقة وابتلعت ريقها بصعوبة، فيما تسمعه يكرر:
ألهذا الحد إسمي صعب؟ أم أنه لا يعجبك؟
أبدًا سيدي، لكني لا أستطيع، لا أعرف لما
وأنا أريد أن أسمعه منكِ هيا قولي
تخضبت وجنتاها بشدة، وراحت تتلعثم في قولها، بينما طُرق الباب فجأة فكان لها النجدة، ابتسم تيم وقال:
الطارق جاء في وقته أليس صحيح فنارتي؟
أومأت برأسها وهي تضحك قائلة:
نعم، سيدي!

لتدخل الخادمة بعد ذلك ومعها العشاء الخاص بهما، ثمة تضعه أمامهما وتقف مطأطأة الرأس، فسألها تيم بجدية:
ماذا تريدين؟!
فقالت بأدبٍ:
سيدي، السيد سليمان يريدك بالخارج لقد أمرني أن أخبر جلالتك بذلك
حسناً، تفضلي أنتِ
انصرفت الخادمة ونهض تيم قائلًا بابتسامة عذبة:
لن أتأخر يا صغيرة
هزت رأسها موافقة وهي تمنحه ابتسامة كذلك قبيل أن يبرح الحجرة ويتجه إلى الخارج حيث يقف سليمان، وما إن وقف قبالته حتى قال هادئاً:.

ما الأمر يا سليمان؟
فقال سليمان بعد أن انحنى له وحيّاه باحترام:
لقد أمرتنا جميعاً إذا حضرت الملكة روكسانا إلى هنا أن نقوم بحبسها في إحدى السجون التي تضم النساء أليس كذلك سيدي؟
فقال تيم مؤكداً:
نعم..
لقد عثر عليها أحد أفراد الحراسة تخرج من البوابة الخلفية للقصر سيدي، ونحن الآن في انتظار قرارك.

سمع تيم صوتها وهي تصرخ في أفراد الحراسة بالخارج، فخرج بصحبة سليمان وراح يتابعها بعينيه وعلى ثغره ابتسامة مستهزءة، فيما يهتف بغضب:
لقد حذرتك أيتها الملكة، ولم تصغِ لي..!
صاحت به بشراسة:
هل جننت؟ أأمرهم يتركوني يا تيم وإلا...
قاطعها متهكما:
وإلا ماذا؟، هيا يا رجال إلى الزنزانة، أولاً ضعوها في السجن الجماعي لتجد الونس، وإن شاغبت إحداهن فضعوها في الانفرادي
اتسعت عيناها بذعر وهي تصرخ بعدم تصديق:.

اتركني، ستندم يا تيم أقسم أنك ستندم
ضحك ساخرًا وقال:
أريد أن أرى..
ثم أشار ل رجاله فأخذوها وسط صراخها، وراح سليمان يقول بحذر:
سيدي لو علم الملك أوار ستبدأ الحرب!
هتف تيم مناديا على أحد رجاله قائلًا بلهجة صارمة:
ابعث مرسال إلى مملكة النمور وأخبر حاكمها أن شقيقته قد تم القبض عليها وأُسرت في سجون مملكة الأسد بأمر حاكمها الملك تيم.
ثم عاد ينظر إلى سليمان قائلًا بهدوءٍ تام:
لا تقلق سليمان!

وانصرف على ذلك عائدًا إلى حجرته...

ما إن وصل المرسال إلى الملك أوار حتى جن جنونه وعصف به الغضب عصفًا وباتت عيناه شرستان مخيفتان، لن يصمت أبدًا..
صرخ بانفعالٍ شديد:
هكذا يا روكسانا!
ثم تابع بنظراتٍ نارية:
سأعلن الحرب عليك يا تيم، وسأجعلك تندم أشد الندم!

مرّ الليل ولم ينم للحظة، فشقيقته هُناك في سجون مملكة الأسد!، سيدمرها، هكذا أقسم وجمع جيشه العريق وتسلحوا بالسيوف عازمين على تدمير المملكة، ذهب إليه والغضب يزداد كلما اقترب من هذه المملكة، وراح رجال الملك تيم حين ذاك يستعدون، وهتف أحدهم بقلق قليلًا:
جيشهم أكبر عددا منا، اللطف يا الله
فرد آخر:
ولكننا الأقوى!
ليصيح بهم سليمان:
كفى، هيا كل واحد منكم يستعد جيدًا ويصمت تماماً.

اتجه بعد ذلك إلى الداخل ينتظر الملك، الذي كان قد انتهى من ارتداء ملابسه أمام المرآة، بينما بكت فنار وهي تتوسله بقولها:
سيدي لماذا هذه الحرب كنت أتركها وشأنها!
التفت لها وربت على وجنتها قائلًا بحب:
قهوتي، ألا تثقين بزوجك الملك؟، لن نُهزم لا تخافي!
قبلت كف يده مطولًا، ثم قالت بحنان:
يحميك الله
راح يطبع قبلة حانية فوق جبينها وربت على كتفها ثم خرج سريعاً من الحجرة، اتجه إلى سليمان قائلًا بثبات:.

أريد جيش الأسود على استعدادٍ تام يا سليمان، ما إن ترى الأمر يحتاج إليهم أخرجهم فوراً
أمرك سيدي..
قد وصل الملك أوار ومن معه جنوده، وخرج الملك تيم ومن خلفه الرجال، ووقف الأثنان في مواجهة نارية، تحد سافر من كلا الطرفين..
مرحبا
هكذا هتف تيم قبيل أن يُكمل بسخرية:
الملك أوار شخصياً هنا بمملكتي!
ليرد الأخير بعدائية واضحة:
لقد تعديت حدودك أيها الملك، مالي أرى جيشك هذيلا للغاية؟
ابتسم تيم مجيبا بعنفوان:.

ومالي أراك جباناً تتحامى في رجالك، إن كنت رجلا بحق فأرني ذلك بمفردك
تابع أوار وقد فاضت عيناه بالقسوة:
أخرج شقيقتي من سجونك يا تيم
رفع حاجبا مع قوله الصارم:
الملك تيم!، ثم أن شقيقتك مُجرمة والمجرمون لابد لهم من عقاب صارم حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر
ثم تابع بجمود:
ماذا أنت بفاعل يا أوار؟، أرني ما عندك
نظر أوار إلى جيشه العريق وقال بصيغةٍ آمرة:
لا أحد منكم يتدخل إلا بإذني، وليرني الملك قوته إذن!

تقدم سليمان آنذاك، فأشار له الملك تيم بحدة:
مكانك يا سليمان
ومن ثم أخرج سيفه معلنا استعداده التام، وبدأت المعركة بينهما فقط، والعيون تتابعهم في حماس، ترى من سينتصر؟

السيفان تقابلا في تحدٍ صارخ واستمرت المعركة لحظاتٍ طويلة كانت النتيجة معادلة، كلاهما يحارب بذكاء، إلى أن سقطت قطرات خفيفة من الدماء على الأرض وكانت هذه دماء أوار الذي جُرح ذراعه بعمق جراء سيف تيم الذي أصابه للتو، ليتراجع أوار وهو يلهث بعنف رافضًا الخسارة، وأشار لجيشه بالتقدم، وما لبثوا أن تراجعوا للخلف مرة ثانية حين رأوا جيشاً عريقاً جداً من الأسود وعلى رأسهم رعد وكان زئيرهم كافياً لابتعاد جيش أوار أكثر فأكثر..

وبإشارة من قائدهم توقفت الأسود مكانهم وتقدم تيم قائلًا بحماس:
مالي أرى رجالك جبناء للغاية أيها الملك أوار؟، والآن ماذا قرارك؟ هل سترحل أم...
قاطعه أوار بشراسة وهو يصرخ به:
سأجعلك تأتي راكعا إلي وهذا وعد مني يا تيم..
واستدار ماشيا مع رجاله منسحبا ومعلنا انهزامه أيضًا، ليهتف تيم بصوتٍ جهوري:
لن أركع أبدًا يا أوار وهذا وعد مني!
ثم التفت إلى سليمان قائلًا بصيغةٍ آمرة:
أرجع الأسود إلى مكانهم يا سليمان.

تمدد أوار على فراشه وترك ذراعه لطبيبه الخاص حتى يضمد جرحه العميق، لم يشعر بألم ذراعه بقدر ما شعر بألم انهزامه وانسحابه من المعركة التي كان الرابح بها تيم، ضغط على شفتيه وهو يهمس لنفسه:
من أين أتى هذا الملعون بكل هذه الأسود؟
زفر بحنق وهو يهتف بالطبيب:
هيا إلى الخارج!
خرج الطبيب وولجت إحدى الخادمات ليأمرها بنبرة واعدة:.

أريد أن يذهب أحد الرجال إلى مملكة الأسد متخفيا ويستدعي الملكة جلنار في سرية تامة دون أن يشعر شقيقها هل فهمتِ!؟
أومأت له في طاعةٍ وخرجت حينما أمرها، ليحدق بالفراغ قائلًا في وعيد:
حسناً جلنار أتى وقت القصاص، ولابد أن يبكي أخيكِ بدل الدمع، دم!

حمدا لله على سلامتك سيدي.
هتفت فنار ما إن رأته يلج من باب الحجرة، وسرعان ما اندفعت إليه تعانقه بفرحة عارمة، بينما استقبلها تيم بين ذراعيه العضلين وربت عليها قائلًا:
ألم أخبرك أني لن أهزم فنارتي
ابتعدت عنه قليلًا وقالت بنبرة دافئة:
ظللت أدعو لك منذ أن خرجت حتى الآن، الشكر لله على سلامتك
قرص وجنتها الناعمة بخفة وهو يهمس لها مراوغا:
أريد قهوة.
حالا سيدي حالا.

أسرعت تقوم بإعدادها بمحبة، وابتسم هو بارتياح وقد أبدل ملابسه الرسمية بأخرى مُريحة، صعد على الفراش واستلقى متنهدًا وهو يتابعها بعينيه، لحظاتٍ مرت ونهض بعنف جالساً فوق الفراش، نظرت له فنار باستغراب وهي تسأله برفق:
ماذا سيدي؟
فقال وهو يفرك عيناه بقوة، ثم يفتحهما على اتساعهما:
أنا لا أرى شيئاً فنار!، الدنيا ظلام ماذا حدث؟!


look/images/icons/i1.gif رواية مملكة الأسد
  02-04-2022 04:53 مساءً   [17]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مملكة الأسد للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن عشر

خيم الحُزن الشديد على المملكة حين علم الجميع بفقدان بصر الحاكم، فقد كان محبوبا من شعب المملكة جراء رفقه وعونه للفقراء وتواضعه معهم...
مر إسبوعًا كاملاً قد تغير فيه حال كثير من الأشياء فقد خرج تيجان من أسره بأمر من الملكة قسمت رغم إعيائها ورغم حُزنها على إبنها الوحيد، إلا أن زوجها مازال له محبة خالصة في قلبها...

توقع تيجان أن يتولى منصب الحكم بدلا من تيم الذي أصبح عاجزاً، ولكنه وجد من يقف في وجهه بشراسة، وقد كان سليمان ومن معه رعد والأدهى أن فنار، الملكة فنار كانت تدخل في تلك الشؤون بدعم زوجها الملك وتشجيعه..
ولجت إلى الحجرة خاصتهما وراحت تتمهل في خطواتها إلى أن وصلت إلى كُرسيه وانحنت تقول بنبرة حانية:
مرحباً
رفع تيم رأسه لها وابتسم بودٍ قائلًا برفق:
مرحباً، حياتي.

رمقته بنظرة شغوفة لكنها تحمل من العتاب قائلة بتذمرٍ:
إلى الآن لا أصدق بي، سيد...
قاطعها قائلًا:
ماذا؟..
أقصد، يا، يا تيم.
ابتسم لها وربت على وجنتها هامسًا:
هكذا يا روح تيم!
ابتسمت بخجل وراحت تشرد في ذلك اليوم، كم أرعبها في هذه اللحظة، حينما ركضت إليه في رعب هاتفة بحسرة:
ماذا، ماذا تقولي سيدي؟
لا أرى فنار، لا أرى!
راحت تلطم على وجهها بقوة وهي تصرخ بعدم تصديق، ثم تهتف بفؤادٍ قلق للغاية:.

ماذا يعني، سيدي انظر إلي، انظر إلي، أنت لا تراني الآن!؟، إذن ماذا ترى؟
أرى ظلام، لا أرى إلا الظلام!
يا الله، يا الله، كيف حدث، لقد كنت ترى منذ ثوانِ فقط، كيف سيدي كيف؟
لا أعلم، لا أعلم!
انهمرت العبرات فوق خديها بحرقةٍ، وشعرت بقلبها يكاد ينشطر إلى نصفين، خيم الحزن عليهما وفارت القهوة على الموقد وكأنها تُعلن النهاية...
لقد وقع الملك في الفخ..
هكذا حدثت نفسها وهي تردد بحزن من بين بكاؤها المرير:.

هذه مكيدة مدبرة سيدي، اللهم عليك بهم
أسرعت تمسك وجهه بين كفي يديها ونظرت مباشرة إلى عينيه المفتوحتين قائلة بتوسل:
سيدي انظر إلي، ربما أنت تتوهم!
فقال بهدوءٍ وهو يضع يديه فوق كفي يديها الموضوعتين على خديه:
كيف أتوهم فنار؟
راحت تُقبل كل إنشا بوجهه وهي تبكي بشدة، لا تعلم ماذا تقول وكيف تواسيه الآن وهو قد فقد بصره؟!.
سمعته يهمس لها برفق:
ألن تناديني بإسمي حتى بعدما فقدت بصري؟

عقدت حاجبيها بدهشة وهي ترد عليه بحزن:
سيدي ماذا تقول دعنا نفكر ماذا سنفعل، هذه فاجعة!
قولي إسمي، رجاء فنار أريد أن أسمعه من بين شفتيكِ حبيبتي
سيدي...
فنار!
مسحت فنار فوق وجنته الخشنة وهمست بخجل وهي تنظر إلى عمق عينيه:
تيم
ابتسم تلقائياً وردد بمشاكسة:
كرريها فنار
سيدي أرجوك ماذا تفعل أنت الآن وقد فقط بصرك، يا إلهي ماذا أفعل أنا الآن!
ضاقت عيناه وهو يهمس لها:
أتحبينني؟

مسحت دموعها العالقة فوق وجنتاها وأخبرته دون تردد:
لم أحبب أحد مثلما أحببتك سيدي، والآن لقد دبروا لك مكيدة حتى لا ننعم معا، الله المنتقم
جذبها إليه بقوة، ثم مسح على شعرها بهدوءٍ وهو يقول كاتما ضحكاته:
أريد أن أخبرك سرًا
ماذا سيدي؟
اقترب من أذنها وراح يهمس بحذر:
أنا أراكِ، ولم أفقد بصري يا فنارتي الصغيرة..

عادت من شرودها وهي تتنهد بغيظ بينما يقول تيم مبتسما:
ما بكِ؟
غاضبة منك، لن أنسى ما فعلته بي، لقد هبط قلبي بين قدمي!
انتهينا يا قهوتي لقد كانت مزحة كي أعرف مدى حبك لي وكيف ستتقبلين الأمر
ولكنك فطرت قلبي عليك سيدي
نظر لها بجمودٍ، فتراجعت في قولها وهي تتنحنح قائلة:
تيم
عاد يضحك من جديد وهو يسألها من بين ضحكاته:
كيف حال المملكة، أيتها الملكة؟
بأفضل حال، ثم تابعت بجدية:
ولكن متى ستعلن أنك ترى؟

سأخبرك لاحقا ليس قبل أن تعرف أمي حقارة تيجان الذي أخرجته ما إن علمت بعجزي
أنهى جملته وطغى الحزن على ملامح وجهه وحدق بالفراغ، لتربت على كتفه قائلة بحنوٍ:
لا تحزن، ضحكتك هي سعادتي
فضحك مقبلا إياها بحبٍ وهو يهمس لها:
ليس هناك سعادة إلا أنتِ، يا سمراء
ضحكت، ثم سعلت بشدة وهي تضع يدها على فمها، فيما جذب تيم إناء المياه وسقاها منه بحنان، ثم قال بجدية:
أنتِ متعبة أم ماذا حبيبتي؟

هذا إرهاق لا تقلق سيدي، آآ أقصد تيم..

ماذا تريدين مني؟
هكذا هتف تيجان بزوجته التي جلست على الفراش بإرهاق، بينما يتابع بصراخ:
اتركيني وشأني!
فقالت بصدمة عارمة:
لقد كنت أموت باليوم مائة مرة أتمنى رؤيتك فقط، وأنت تعاملني بهذه القسوة؟
ثم تابعت بألم:
كل هذا لأني أريدك جواري..
عاد يصيح بها بحدة:
لست فارغا لأجلس جوارك، يكفي ما فعله إبنك القذر بي وحمدا لله أنه أخذ جزاؤه وفقد بصره.

أغرورقت عيناها بالعبرات الساخنة، ثم هطلت من عينيها وقالت بحزن أليم:
حسرتاه عليك يا إبني، لقد ظلمته كثيراً، تيم لا يستحق هذا.
اسمعيني جيداً أنا مللت منكِ، لا تبكِ عليه ولا تحزني وإلا تركتك هل فهمتِ؟!
خرج تاركا إياها تبكي بمرارة، بينما يتقابل مع بشار بالخارج وهو يقول بتوعد:
هناك خطوة واحدة ونصل إلى الحُكم يا بشار!
ما هي يا أبي؟
نظر إليه والشر يتطاير من عينيه القاسيتين، فيما يقول:.

لابد أن نقتل سليمان، ورعد معا!

لا تقلقي، هي بخير
هكذا قال سليمان بهدوءٍ، بينما قالت أيريس بجدية:
لمَ لم تسمح لي بزيارتها كما كنا نزورها أنا وأمي؟
هذه تعليمات الملك، لأنها تشارك معي في أعمال المملكة ولا يريد الملك أن يتشوش عقلها الآن، يريدها متفرغة لهذه الأعمال
أومأت أيريس مبتسمة:
حسنا، الله معها، شيء جميل أن يكون الملك داعم لها ويريدها ذات شأن
هز رأسه موافقًا وقال مبادلا إياها الابتسامة:
نعم..
تابعت وقد ابتعدت خطوتين للخلف:.

إذن أوصل لها سلامي، وأنا لابد أن أنصرف الآن
انتظري، انتظري
هتف وهو يلحق بها بلهفة، بينما تقول أيريس بجدية:
ماذا تريد؟
لم أكتفِ منك بعد، تمهلي!

كان يجلس، وبيده كاس الخمر يحتسي منه بشراسة، في انتظارها، هي ستأتي له وهو متيقن من مجيئها..
ستشهد الليلة ذبح تيم، وسينتقم أشد انتقام، وبعدها سيسترد شقيقته بطريقته...
الليلة يا جلنار، سامحيني سأسلب منكِ أغلى ما تملكين...
ثم تابع ساخرًا:
وسأقهر الملك تيم، قهرًا فوق قهره جراء عجزه!
وها قد أتت جلنار، ولا وجهها رُسمت ابتسامة رقيقة، في يوم ظنت أنه حبيبها وأعطته الأمان، وها هو ينهيها وإلى آخر الزمان...

حبيبتي، مرحباً بك
ابتسمت له وجلست جواره قائلة:
مرحباً حبيبي، أنت ثمل؟
اقترب منها قائلًا بهمس:
لا حبيبتي، هذا كاس واحد فقط
أومأت له بهدوءٍ، ثم قالت برقة:
لقد طلبتني، ماذا تريد إذن؟
اقترب منها أكثر وتقاربا الوجهان، وبنبرة مخيفة قاسية همس لها:
أريدك أنتِ...!
وما إن أنهى جملته انقض عليها ليغتالها كما خطط ودبر...


look/images/icons/i1.gif رواية مملكة الأسد
  02-04-2022 04:53 مساءً   [18]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مملكة الأسد للكاتبة فاطمة حمدي الفصل التاسع عشر

سيدي، والدتك تريدني!
راحت فنار تخبره بتوترٍ وهي تنظر إلى وجهه مليًا، ليرد عليها بثباتٍ قائلًا:
اذهبي إليها فنار..
ولكن...
قاطعها بصرامة:
ولكن ماذا فنار؟، أنتِ تخافين؟
همست في سرعة:
لا، لا أخاف، حسناً سأذهب، ولكن هي ماذا تريد منّي؟
ستعرفين ما إن تذهبي..
أومأت برأسها إيجابًا وهي تغتصب ابتسامة هادئة على شفتيها، بينما نظر لها مطولًا وكأنه يحتضنها بنظراته الشغوفة فيما يهمس مبتسما:.

ماذا حبيبتي؟، لا تخافي لن يؤذيكِ أحد أبدًا ثقي في هذا أنا جوارك.
نهضت وهي ترفع وجهها بمرح قائلة:
زوجة الملك تيم لا تخاف سيدي!
نظر لها غاضبًا، فتراجعت في قولها:
تيم.
ضحك غامزًا وقد أخبرها بحب:
هيا فنارتي اذهبي وأتني في سرعة، لأني اشتاق.

تخضبت وجنتاها وهي تلتفت مغادرة الغرفة وعلى وجهها ابتسامة خجولة، تمهلت في خطواتها وهي تسير بالرواق الطويل ذاهبة إلى غُرفة الملكة قسمت، أخذت شهيقًا عميقًا قبيل أن تلج إلى الحجرة، أقفلت الباب خلفها ووقفت تنظر إليها في هدوء وهي نائمة على فراشها، لتسمعها تهمس بإعياء:
اقتربي...
انصاعت لها واقتربت بخطواتٍ بطيئة إلى أن وصلت للفراش، حينها انحنت عليها قائلة بجدية:
علمت أنكِ تريدني، ماذا هناك؟
فقالت قسمت بخفوت:.

نعم، كان لابد أن أتحدث معك..
أنا أسمعك
همست فنار وهي تجلس على طرف الفراش برفقٍ، ثم تابعت قسمت وهي تبتلع غُصة مريرة بحلقها:
في يومٍ من الأيام، أحببت زوجي أكثر من إبني، وكنت أحاول إتعاس إبني، في سبيل سعادة زوجي، والآن أخذت جزائي، لقد مرضت وأصبحت لا حول لي ولا قوة، وقد تركني زوجي ولم يرعاني، بعد أن كنت أظن أنه لن يتخلى عني كما لم أتخل عنه يوماً.

هزت فنار رأسها بأسى، وتنهدت بحزن قائلة بنبرةٍ محملة بالعتاب:
كيف لأي أحد أن يكره الملك تيم؟ هذا الملك حنون وطيب القلب، هو يبدو صلبا قاسيا لكنه ليس كذلك، هذا الملك يُكرم الفقير ويحمي الضعيف ويطعم المسكين، وأنتِ تعلمين كل هذه الصفات النبيلة لأنك أمه فكيف تتخلين عنه بهذه البساطة؟
كنت غبية، مغيبة، أنا استيقظت من غفلتي مؤخرًا وأطمع أن يسامحني إبني..
قالت فنار بجمود:
ولمَ لم تخبرينه هو بذلك واستدعيتني أنا؟

لأنه مؤكداً لا يريد أن يسمع صوتي، وأنا لا أريد أن أراه وهو عاجزاً، لقد تمزق قلبي حسرةً عليه، كما أعلم أنه يحبك بقوة وما إن تخبريه أنا يسامحني سيفعل
ابتسمت فنار مع قولها المتزن:
الملك تيم يحبك رغم كل محاولاتك في إتعاسه، كما قلت لك هذا الملك حنون للغاية..
دمعت عينا قسمت بحزن وهي تقول بغضبٍ:.

أخبريه أيضًا أن يدخل تيجان وبشار السجن مرةً أخرى، هما لا يستحقان ما فعلته لأجلهما، هذان خائنان ويا ليتني ما صدقت كذبهما، أخبريه من فضلك
أومأت برأسها موافقة ونهضت ببطء من جوارها، فتابعت قسمت بنظراتٍ نادمة:
وأنتِ سامحيني، لقد ظلمتك
فتابعت فنار وهي تفتح باب الحجرة:
لا بأس، أنا سامحتك.

خرجت من غرفتها وهي تبتسم وتشعر براحةٍ، قلبها يُخبرها أن الأمور ستتحسن إلى الأفضل وسيسود الحب في هذا القصر ولكن ما إن ينتهي كابوس تيجان وابنه، لكنها الآن تشعر بالوهن يجتاحها وكأنها مريضة...
تشعر بعدم الاتزان لكنها تحاول الصمود حتى لا يقلق عليها حبيبها الملك...
جاء أحد أفراد الحِراسة ووقف أمامها وقد انحنى تحيةً لها، وقال في أدب:.

سيدتي، أمرني السيد سليمان، أن أخبرك أن تحضرين الآن إلى الزنزانة المتواجدة بها الملكة روكسانا لأنها تصرخ وتنادي بإسمك وتريد أن تخبرك شيئا!
تعجبت فنار وهي تعقد حاجباها باستغرابٍ، فيما تردد بخفوت:
وماذا تريد منّي الآن؟
تنهدت بعمقٍ وسارت خلف الحارس متجهة إلى حيث توجد، وجدتها بالفعل كما وصف الحارس، تصرخ باهتياج وشعرها مشعث كأنها فقدت عقلها وباتت مجنونة حقاً!

شهقت فنار ما إن رأتها واقتربت تتابعها بعينيها في صمت، وأما روكسانا فقد توقفت عن الصراخ حينما رأتها وابتسمت ساخرة وهي ترمقها بحدة من عينيها الشرستين، ثم قالت بعنف وهي تشير بسبابتها:
يا له من زمن عجيب، الملكة تُسجن وتُذل، والفقيرة الحمقاء تُصبح ملكة! إنه لزمن رخيص!
كشرت فنار عن جبينها وراحت تهتف بنبرة محتدمة:
الزمن ليس رخيصا بل أنتِ!
ضحكة هازئة أطلقتها روكسانا وهي تقول قاصدة إغضابها:.

لا تأملين في دوام حالك، أنتِ لا تعرفين شيئا عن هذه الثعالب الذين حولك، وأولهم زوجك الملك
ماذا؟، أنا لن أسمح لكِ، لا تذكرينه على لسانك
ابتسمت بشراسة وأخبرتها:
اسمعي أيتها الحمقاء، ألم تأتِ جلنار يوميا لكِ وهي تحمل كوبا من العصير الطازج الشهي؟
تغضن جبينها وهي تقترب منها أكثر قائلة:
كيف عرفتِ؟
ضحكت مجددًا وقالت:.

هذا كان بالاتفاق عزيزتي، تعلمين أن هذا العصير يحتوي على أشياء مؤذية تجعلك واهنة دائمة والأصح تقتلك ولكن بتمهل، ألم تشعرين بذلك؟!
لوهلة شعرت فنار أن الدنيا تدور بها وأنها بالفعل وقعت بين ثعالب وذئاب، ازدادت وتيرة تنفسها وتعرق جبينها، كم كوبا احتسته إلى الآن؟
ضاعت، لقد ضاعت، جلنار قضت عليها، بالاتفاق مع هذه..!
لا تحزني، لأن الملك تيم زوجك يعلم ذلك وهو اتفق معنا..

قالتها روكسانا وهي تضحك بشدة وعيناها تلمعان بوميض خبيث، حينها صرخت فنار بها وراحت تدفعها للخلف قائلة:
كاذبة، أنتِ كاذبة!
استدارت فنار لترحل وهي تسير بالكاد، وسمعت صوتها الساخر مرة أخرى:
لا صادقة فنار، ستتأكدين بذاتك!
وصلت فنار إلى الحجرة وهي في حالة صدمة عارمة، لا تصدق أن زوجها الحبيب يفعل ذلك، ولكن جلنار؟.

ولجت إلى الحجرة وأغلقت باب خلفها ثم راحت تستند عليه بإعياء وقد شحب وجهها وبات لونه أصفر، رأها تيم وهو يجلس على كرسيه فانقلع قلبه قلقاً عليها ونهض راكضًا نحوها وراح يضم وجهها بين كفيه وهو يسألها بفؤادٍ قلق:
فنار، ماذا حبيبتي، ما بكِ؟
ارتعشت شفتيها وهطلت الدموع من عينيها الحزينتين وهي تتمسك بيديه الدافئتين، ومن بين بكاؤها واصلت:
لا شيء
ثم سقطت بين ذراعيه القويتين مغيبةً عن الوعي..

توقع الملك أوار أن تصرخ، تستغيث بأحدٍ، تجهش بالبكاءِ وتتوسله، إلا أنه لم يجد كل ما سبق، ووجد القوة في عينيها، ووجدها تدفعه بكل ما أوتيت من قوة حتى هبط على الأريكة من خلفه، حاول النهوض مرةً أخرى إلا أنه لم يستطع، ووجد حركته تتيبس وكأنه أصيب بالشلل..
ثم سمع صوت ضحكاتها المُقهقهة وهي تُشير له مُستهزءة:
هذا أنت! الملك أوار الضعيف، وليس هذا فحسب، أنت غبيّ أيها الملك!

اختلجت عضلة فكه بغضبٍ ناري وهو يرمقها بشراسة، بينما لا يستطيع الحراك وهو يقول:
ماذا تقولين؟، وما الذي فعلتيه بي الآن، أنا لا أستطيع الحِراك!
تابعت وقد لمعت عيناها بحماس:
نعم أعلم، وهذا لو تعلم أفضل بكثير من خطتك الدنيئة أوار، أعلم أنك مصدوم للغاية أليس كذلك؟، دعني أشرح لك أيها الغبيّ الذي ظن ذات يوم أنه من الأذكياء..
صمتت جلنار قليلًا وهي تقترب منه وتنظر إلى عينيه متابعة بجمود:.

أيها الملك أنت خاطئ، حين ظننت أني خائنة لأخي وهل تتخيل أنكَ أغلى على قلبي من أخي تيم! لا أنت حشرة وأخي هو الغالي، أنا أحببتك قبل أن أعرف أنك تريد إيذاء أخي وإفساد حياته، ولكن بعدما علمت حقيقتك القذرة، كرهتك
تابع أوار بعدم تصديق:
هذا يعني أنني...
غبي!
صاحت به بحدة وهي تستطرد هازئة:
أنت وشقيقتك روكسانا..
كز أوار على أسنانه بقوة وهو يسألها بحسرة:
وكيف فعلتي بي هذا، أنا كيف لا أستطيع الحراك؟

قالت بوضوح وهي تبتسم:
تلك خادمتك الخاصة، أخبرتني أنك تدبر لي هذه المكيدة، مقابل أن أخلصها من جحيمك وتنضم إلى مملكتنا نحن، وكان لابد أن أدافع عن شرفي وشرف أخي الغالي يا، يا أوار!
تابعت حديثها بغضب:.

والآن أنا سأرحل، وأنت ستتعذب، جراء كوب العصير الذي احتسيته قبل أن تحتسي الخمر، هذا الكوب كان يحتوي على حبوبٍ مفعولها رائع كما ترى تَشل حركة الإنسان، ولكن لا تقلق عزيزي، ستتعافى ربما بعد عدة شهور أو عام أو عدة أعوام، الله معك عزيزي الملك، سأنصرف أنا ومرةً ثانية لا تلعب مع أسيادك هل فهمت؟!
انصرفت جلنار على ذلك، تاركة إياه يصرخ بصوتٍ يكاد يهز الجدران، وعيناه ذرفتا العبرات الساخنة وقد أدرك مصيره!

خرج الطبيب من حجرة الملك بعدما قام بفحص فنار وطمأنه على حالتها، استيقظت فنار ومن حينها وهي تبكي منهارة بلا توقف، أدخلها في أحضانه وربت على ظهرها كطفلة وديعة، لا يعلم ما سبب بكاؤها لكنه يعلم أن هناك شيء ما قهرها وبشدة..
تنهد وهي ينظر إلى وجهها مبتسما وقد مسح دموعها قائلًا برفقٍ:
لمَ تبكين حبيبتي، فقط أخبريني؟
أغمضت عيناها بقوة ولا تعرف بم تخبره؟ وكيف ستقول أن شقيقته أذتها بهذه الطريقة البشعة؟.

صمتت طويلاً ومازالت تغمض عيناها، فهمس لها بحزمٍ رفيق:
افتحي عينيكِ فنار
فتحت عينيها وأطلقت زفيرًا قويًا، ثم سألته بقلق:
ماذا قال الطبيب؟!
منحها ابتسامة حانية وقال:
قال أنكِ بخير حبيبتي
كيف؟
مجرد إرهاق، تحتاجين إلى الراحة
نظرت له باستغراب ثم أردفت بعفوية:
هل تكذب؟
فتح عيناه قليلًا وهو يرفع حاجب مع قوله:
أكذب؟!
زمت شفتيها قبيل أن تستطرد:
أشعر بالإعياء وأنت مؤكداً تخبئ حقيقة مرضي.

ضحك وهو يقترب من وجهها أكثر مع همسه الحنون:
أنتِ لست مريضة يا قهوتي، لمَ تقولين ذلك؟
طُرق الباب قبل أن تتحدث ثانيةً، فأمر الطارق بالدخول وهو لم يحرك ساكنا وظل معانقا إياها، ولجت جلنار وهي تبتسم بعذوبةٍ وتتجه إليهما قائلة:
كيف حالك فنار؟
لم تستطع فنار كبح غضبها أكثر من ذلك وراحت تنظر إلى تيم قائلة بحدة:
لا أريد رؤيتها، أنا أريد أن أذهب من هنا، دعني أذهب إلى أمي، هناك لا أحد سيؤذني..

استقام تيم جالساً على الفراش وهو يقول بحنوٍ:
اهدئي حبيبتي، لا أحد يستطيع إيذائك لطالما كنت حيا
ثم تابع وهو ينظر إلى شقيقته:
وهل أذاكِ أحد يا قهوتي؟
نظرت جلنار إليه وابتسمت، ثم اتجهت نحوه وجلست جواره، فصاحت فنار بضيقٍ:
دعني أذهب من هنا
اهدئي فنار
هكذا همست جلنار ومن ثم قالت بجدية:
علمت من الحراسة أن قابلتي روكسانا وأخبرتك بالحقيقة أليس كذلك؟
أغرورقت عيناها بالعبرات وقالت بنبرة مختنقة:.

أنا ماذا فعلت بكِ كي تؤذني؟

لم أؤذيكِ أقسم لكِ، اسمعيني جيداً فنار، في يوم أتت روكسانا واتفقت معي أن أضرك وقالت لي فكرة العصير هذه أن أعطيكِ يوميا كوبا يحتوي على حبوبٍ غريبة الشكل ستضرك جداً، حينها علمت أنها انسانة لا تملك من الانسانية ذرة واحدة، وألهمني الله فكرة أخرى وهي أن أضع لكِ بالعصير أعشاب تمنحك الغذاء والقوة، ولتتأكدي من صحة كلامي عليكِ أن تسألي تيم هو كان على علم من حينها، حتى حينما صفعني أما روكسانا ذات مرة كان تمثيل فقط لتتأكد روكسانا أنني معها...

نظرت فنار إلى الملك بصدمة وقد فغرت فاها بدهشةٍ، فأومأ لها مؤكداً كلام جلنار وهو يقول:
نعم، جلنار صادقة ولم تخبئ عني شيء من البداية صارحتني وصارت تخدعهم كما خدعوها واتفقنا أن لا نخبرك بشيء مما حدث أو ما يحدث
حاولت فنار النهوض، فساعدها تيم ووضع لها وسادة خلف ظهرها لتستريح، ثم قالت بإرهاق:
ولكن أنا لمَ أشعر بأنني مريضة وأشعر بالدوار دائماً؟

صمتا يتبادلان النظرات مما أثار دهشتها، ابتسم تيم واقترب من أذنها هامسًا:
الطبيب قال أنكِ حامل قهوتي ولهذا أنتِ تشعرين بهذه الأعراض
شهقت وابتسمت بفرحة عارمة فيما تقول:
ماذا؟
ضحكت جلنار وقالت بمرح:
هذا اليوم هو يوم الصدمات
أغمضت فنار عيناها ورددت بخفوت:
حمدا لله، حمدا لله
ثم فتحت عينيها مجددًا ونظرت إلى جلنار بخجل وقالت:
عذرًا جلنار، سامحيني لقد ظننت بكِ السوء، أتمنى أنكِ تعفو عنّي
نهضت جلنار وقالت بسعادة:.

لا عليكِ فنار، لو كنت بوضعك بالتأكيد كنت سأظن مثلك، اليوم لابد أن نفرح فقط، سأذهب إلى حجرتي هل تريد شيء أخي؟
لا حبيبتي، ارتاحي
انصرفت جلنار من الحجرة، ورددت فنار بعفوية:
لقد ظلمتها
ماذا!؟ هي فقط، أنتِ ظننتي بي أنا أيضاً!
قال تيم بمراوغة، فقالت هي في سرعة:
لا سيدي لم أظن بك..!
إذن لماذا قلتِ دعني أذهب إلى أمي؟
نظرت إلى الأرض وتنحنحت بحرج مُكملة:
كانت لحظة غضب
وماذا بعد؟
ماذا؟
ما المقابل..؟

ابتسمت بخجل وقالت هامسة:
بعتذر..
ثم واصلت بمودة:
هل تريد قهوة؟
فانحنى لها قائلًا وهو يستنشق رائحة الورد:
ما أجملك!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 7 < 1 2 3 4 5 6 7 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1545 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1127 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1179 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 974 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1757 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، مملكة ، الأسد ،










الساعة الآن 02:38 AM