logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 14 < 1 2 3 4 5 6 7 8 14 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية أشلاء
  24-03-2022 11:05 مساءً   [4]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أشلاء للكاتب علي اليوسفي الفصل الخامس

حالة من الوجوم سيطرت عليها وهي تسمع أتّهاماً صريحاً لها، اختلطت ملامح وجهها مابين الدهشة والصدمة والاستنكار، لتهمس بصوت خفيض للغاية: ماذا تقصد حضرة الضابط؟
اقترب منها بخطوات ثابتة حتى وقف أمامها ليسألها بجمود: أين كنتي ساعة وقوع الجريمة؟
رمشت بعينيها مرات عدة قبل أن تجيب بهمس: لقد أخبرتك، كنتُ في الملهى احتفل بعيد ميلادي.
- سألها وهو يراقب أدنى حركةٍ منها: وهل من شهود؟

نظرت إلى صديقتيها مشيرةً إليهما: نعم، كنت أحتفل مع صديقتيّ.
ثم نظرت إليه من جديد لتسأله بشكٍّ وهي تمعن النظر إليه: هل تتهمني بقتل والدي حضرة الضابط؟
رغم أنه رآها مرتين قبلاً، لكنها وبنظرتها هذه استطاع أن يميز لون عينيها المميز، لثانية تاه في تلك الغابات، شعور غير مفهوم سيطر عليه لحظة تلاقي نظراتيهما، تلك العينان!؟ إنه يحلم بهما يوميا تقريباً، ولكن يستحيل أن تكون هي نفسها.

عاد إلى وعيه عندما انتبه لنفسه أنه أطال النظر في عينيها، أشاح بوجهه بعيدا ليستطيع السيطرة على تلك الانفعالات والمشاعر التي هاجمته لحظتها.
استقام من مكانه وهو يعبث بشعره، ثم أولاها ظهره ليقابل الخدم، فقال بنبرة حاول جعلها طبيعيه: فليتقدم الجميع نحو الشرطي هناك لتدلوا بمعلوماتكم الشخصية.

ختم حديثه مشيراً نحو شرطي ما يقف بجانب الباب، أغمض عينيه لثانية ليفتحهما من جديد قبل أن يستدير نحوها ليسألها: هل عدد الخدم هنا مكتمل؟
رمقته بنظرة سريعة قبل أن تنكّس رأسها مجيبة بخفوت: لا، مازال هناك آمال وعليا.
عقد حاجبيه متسائلا: وأين هما الآن؟
أجابته إحدى الخادمات الواقفات بالقرب منه: في منزل السيدة آمال، أستطيع إعطائكم العنوان.

التفت نحو الخادمة، ليومئ لها بالإيجاب ثم أشار إلى شرطي آخر أن يأخذها ويذهب لجلبِ آمال مع عليا، بينما ظل هو واقفٌ لثوان عدة قبل أن يرمقها بنظرة أخيرة، ثم استدار ليعود إلى متابعة التحقيق.

انبلج الصباح أخيرا معلناً عن يومٍ مختلف، وقف براء أمام كلاً من آمال وعليا اللتان وصلتا للتوّ، وجّه بضعة أسئلةٍ روتينيّة إلى آمال، وما إن انتهى حتى استدار ناحية عليا، والتي كانت تُجاهدُ ألّا تنظر له مباشرةً، لاحظ تجنبها له، فوقف أمامها يطالعها بنظرات غامضه حتى سألها بغتةً: اسمكِ الكامل؟
بلعت ريقها بوجل محاولةً الإجابة بثبات: عليا حدّاد.

سألها وهو يتفحّصها بعينيٍ الصقر: أين كنتي ساعة وقوع الجريمة؟
- كنتُ نائمةً في منزلِ آمال.
ضيق عينيه أكثر وهو يسأل: وهل من المعتاد أن تنامي في منزلها؟
ثم أسند رأسه للجانب وهو يتابع: حسب ماعلمته من قبل الخدم أنّ غرفتك هنا في الطابق العُلويّ؟

شعرت بجفاف حلقها وهي تحاول أن تجيب بعقلانيّة: نعم هذا صحيح، ولكنني أحببتُ السيدة آمال كصديقتي، لذلك ذهبت للنوم عندها هذه الليلة لنتعرّف إلى بعض اكثر، تعلم فهنا مكان عمل ولا نستطيع التحدّث بأريحيّة.

رغم شعوره بأنها تُخفي أمرا جللاً، خاصةً أنها تتجنب النظر إليه مباشرة، ناهيكَ عن ارتجافةٍ بسيطة لكنها واضحة بالنسبة إليه في جسدها، لكنه قرّر أن يصبر حتى يرى أشرطة الكاميرات، فهو لم يستطع بعد تجاوز ذلك الإحساس المتنامي داخله بأنه يعرفها أكثر مما يتوقع مذ رآها في حفلة عمار، وايضاً أراد أن يبثَّ لها الأمان علّها تُخطئ وتكشف نفسها في حال كان لها يدٌ في هذه الجريمة.

تحرّك من أمامها تاركاً إياها في حالة تخبطٍ واضحة، تنفست الصعداء عقب رحيله، استدارت لتبحث عنها بين المتواجدين لتواسيها.
هرولت بخطوات راكضة نحو ربيبتها لتحتضنها بقوة، وما إن رآتها أميرة حتى ارتمت في أحضانها تبكي بحرقةٍ..
متغافلتان عن عينين تراقبهما بحدّة كعيني الصقر.

ثم صعد إلى مسرح الجريمة لكنه لم يجد شيئاً نافعاً له في غرفة عمار، وقف أمام الباب مُحاولاً تخيل مسار القاتل في حال كانت جريمة قتل وليس انتحار، لكنه فجأةً شعر بمن يُراقبه، ضيّق عينيه وهو يبحث عنه لكنه لم يجد أحدا حوله، أعاد نظره إلى الغرفة لم يجد شيئاً مفيدا، لكن حدسه الأمني أنبأه بأنه يُغفلُ امراً ما غايةً في الأهمية، لكنه لم يعرف ماهو بعد.

انتهى من عمله هنا، ثمّ تحرّك خارجاً من القصر، بعدما أمر أحدهم بأن يقف على باب الغرفة مانعاً أياً كان من الدخول إليها.

-عَرَجَ براءٌ إلى منزله وقد اقترب الوقت من الظهيرة، دخل المنزل لتستقبله والدته زينب بابتسامة حنون، : اهلا بكَ ولدي، لقد عرجتُ عليك صباحاً لأوقظك فلم أجدك، فأخبرني العم سعيد البواب أنك خرجت منذ الساعة الثالثة ولم تعد.
ابتسم لها باطمئنان مجيباً، لا داعي للقلق أمي، لقد ذهبتُ في مهمةٍ مُستعجلة.

هزت رأسها مبتسمةً بتفهّم، قبل أن يُردِف: أمي، أريدك أن تجهزي بعد ساعة من الآن، أريد استشارتك في موضوع هام.
عقدت حاجبيها بتساؤل: ماذا هناك ولدي؟
- أجاب بجمود وهو عاقدٌ الجبين: لا شئ أمي، هناك أمرٌ ما أريد التأكد منه.
ثمّ ابتسم بخفه وهو يتابع: سأعرجُ عليكِ بعد ساعة.
ثم أشار لها بالوداع، واستدار ذاهباً إلى مركز عمله.

- وقفت عليا في الشرفة المُطلّةِ على الحديقة الكبيرة في غرفة أميرة، بعد دخول الأخيرة إلى الحمام لتغتسل وتبدل ثيابها التي ترتديها منذ الأمس، في حين ذهبت صديقاتها إلى غرفٍ أخرى منفصلة ليرتاحوا قليلاً من آثار يوم أمس.
عبثت بهاتفها وهي تضغط على بضعة أزرار، وضعته على أُذُنها ليأتيها صوت ذكوري بعد ثوانٍ قليلة: أخبريني ماذا لديكِ؟ وكيف حال أميرة؟

أجابت بصوتٍ منخفض وهي تتلفتُ للخلفِ خشيةَ أن يسمعها أحد: لقد عادت أميرة بعد منتصف الليل من حفلتها، فوجدت أباها مقتولاً.
لم يبدُ على صوتِ الشخص الآخر أي تعبير وهو يتابع: وما الذي حدث بعد ذلك؟
- تنهدت بخفة وهي تقول: لقد انقلب القصر رأسا على عقب، لقد حضرت الشرطة منذ الفجر واخذوا الجثة، وأيضاً أخذوا إفاداتِ جميع الخدم هنا.
سكتت لثانية قبل أن تضيف: يجب أن تظهر الآن ( يوسف )، أميرة في حالةٍ سيئة جدا.

- هتف بجمود قبل أن يقفل المحادثة: حسناً، أنا في طريقي، ساعتان على الأكثر وأكون بجانبها.
أغلقت الهاتف وهي تنظر إلى الفراغ أمامها، سحبت نفسا مطولا ثم زفرته بثقل وهي تغمض عيناها، لتنتفض مُرتعبةً على لمسةٍ خفيفة على كتفها، التفتت إلى الخلف لتجدَ أميرة تسألها بوجه شاحب: مع من كنتي تتحدثين عليا؟
وضعت يدها على صدرها تحاول تهدأة قلبها الخائف وهي ترد بابتسامة مصطنعه: عزيزتي، لقد أخفتني.

ثم تابعت وهي تضع كلتا يديها على كتف أميرة لتجبرها على الدخول بخفه: إنه ( جوزيف ) عزيزتي، لقد اتصل بي يسألني عنك بعد اتصاله بك لعدة مرات فوجد هاتفكِ مغلقاً.
جلست أميرة على السرير قائلة بصوت مختنق وقد بدأت خضراوتيها تلتمعان بالدموع: نعم لقد نفذ شحن البطارية منذ الأمس.
ثم اردفت بعد أن ابتلعت غصة حادة في حلّقها: وهل أخبرته بما حصل؟

شعرت عليا بالشفقة نحوها، لتقول وهي تضمها إلى صدرها بعاطفة الأمومة الصادقة: نعم عزيزتي، لقد أخبرته، وهو في الطريق إلى هنا.
أجهشت أميرة بالبكاء وهي تتشبث بعليا، كأنها آخر أمل لها في الحياه، أغمضت الأخرى عينيها بألم وقلبها يعتصره الحزن على قلبها الرقيق، كيف احتمل رؤية مثل هذا المنظر المروّع.

- وصل براء إلى مبنى الأمن الجنائي، دخل إلى المشرحة فوراً، وجد الطبيب جميل مازال يُشرّحُ الجثة، وقف على بعد عدة خطوات متسائلاً: أخبرني جميل مالديك؟
ألقى جميل نظرة سريعة على براء، فأجابه ساخراً وهو مازال ممسكاً بسكين رفيع خاص بالتشريح: انا بخير سيدي، كيف حالك انت؟
حدجه براء بنظرة مميتة جعلته يرتبك مكانه، تنحنح ثم ابتلع ريقه مجيباً: كما أخبرتك من قبل سيدي، هي جريمة قتل.

عقد براء حاجبيه قائلا بصوته الأجش: هل تستطيع الشرح اكثر أيها الطبيب؟
رمى جميل السكين من يده، ثم خلع قفازيه وكمامته الطبية متحدثاً بعملية جادة: أصابع المغدور متشنجة على المسدس، هذا يعني أنه تمّ وضع المسدس في يده بعد وفاته وليس قبلها.
ثم مدّ يده ليرفع كفّ عمار قبالة براء متابعا وهو يشير لليد: انظر سيدي فاليدُ متشنجةً، إضافةً إلى وجود آثار أصابع على اليد لفتحها عنوةً ووضع المسدس فيها.

أضاف جميل وهو يمسك الوجه ليديره نحو براء قائلاً: هناك أكثر من أثر لفوهة المسدس، أي أنه تم وضعه وإزالته أكثر من مرة.
ثم استقام متابعا؛ والمعروف أن المنتحر عندما يتخذ قرار الانتحار فإنه يكون بحالة يأس أي أن احتمال تراجعه عن الانتحار غير وارد.
سكت لثوان قبل أن يردف: إضافةً إلى هذا كلّه سيدي، مكان الرصاصة.
ضيّق براء حاجبيه اكثر وهو يسأله بمهنية: ماذا تقصد بمكان الرصاصة؟

ابتسم جميل وهو يشرح بإسهاب مشيرا إلى رأسه: سيدي، المنتحر يضعُ فوهة المسدس على الجانب، وليس في المنتصف، الأمر أشبه بالإعدام.
هزّ براء رأسه متفهما، زمّ فمه بتفكير لثانية قبل أن يضيف وهو يجول بعينيه على الجثة العاريّة والمغطاة من نصفها السفلي: حسناً، أهذا كلُّ شيئ؟
- اجاب جميل وهو يخلعُ نظارته الطبيه لينظفها: نعم سيدي، هذا كل شيئ حتى اللحظة، ولكنني في انتظار تقرير فحص السموم في الجسم.

انتصب براء في وقفته سائلا: تقرير فحص السموم؟
هز جميل رأسه مجيبا: نعم سيدي، حقيقة إني اشكُّ في أمرٍ ما، ولن أتأكد منه قبل أن يصدر التقرير.
أماء براء برأسه موافقاً، كاد أن يخرج قبل أن يأتيه صوت جميل: لقد قام عادل بأخذ ملابس الضحية لفحصها سيدي.

مشى براء مُتخطيّاً عدة غرف في الممر خارج غرفة التشريح، متجهاً نحو غرفة الفحص الجنائي حيث كان صديقه عادل، فتح الباب ليجدَ عادل مُرتديا نظارة بنفسجية اللون، وفوق رأسه يلبس ضوءا خاصّا بالتحقيق، فسأله براء: أخبرني عادل، هل وصلت لشئ مفيد؟
انتبه عادل لصوت صديقه، فاستدار ليقابله مبتسماً: طبعاً صديقي.

ثمّ رفع أمام عيناه علبة دائرية الشكل مغلقه بغطاء شفاف، تناولها براء منه ملاحظاً وجود شعرة طويلة شقراء في داخلها، نظر إلى عادل مستفهماً، ليجيبه الآخر بعملية: هذه الشعرة وجدتها على سترة الضحيّة.
اعتدل براء في وقفته متاملاً لون الشعرة المميز، ضيّق عينيه وهو يحاول أن يخمّن لمن تعود تلك الشعرة، فهمس مُحدّثاً نفسه: هناك خادمتان لهما نفس لون الشعر، إضافةً إلى إحدى صديقات ابنته، وايضاً هناك عليا.

رفع رأسه ليعيد العلبة إلى عادل قائلاً: حسنا، ولكن هذا ليس دليلاً أبدا.
هز عادل رأسه متفهماً ليردف قائلاً: أعلمُ هذا بالطبع، ولكنني لاحظت وجودها علي سترة الضحية من الداخل، إضافةً إلى وجود بصمةٍ جزئية على زرّ السترة فوق مكان وجود الشعرة بقليل.
ثمّ تناول البنطال الخاص بالضحية قائلاً وهو يشير إلى بقعةٍ ما على الطرف الأيمن منه: وهناك ايضاً آثار سائل ناشف هنا.

ثمّ أعاد نظره إلى براء الذي قال: وهل عرفتَ ماهية هذا السائل؟
رمقه عادل بنظرة انتصارٍ قائلاً: طبعا، إنها مادة مكوّنة من الماء والدهون والبوتاسيوم والصوديوم، أي بمعنىً آخر هذه دموع.
- دموع؟
همس بها براء الذي بدا متفاجئا، فأردف عادل: أعلم أنك لن تصدق هذا ولكن نعم، إنها دموع.
ثم أضاف بنبرة متهكمة: يبدو أن القاتل قلبه رقيق، فبكى على ضحيته بعد أن قتله، كالتمساح تماماً.

لم يعلم عادل أنه، وبسخريته هذه قد هَدَى براء إلى نصف الحلّ، فلقد تخيّل القاتل وقد جلس أمام عمار ليبكي في حجره، مما يفسّر وجود الدّموع على بنطال الضحية، ووجود الشعرة في داخل السترة، إذاً فالقاتل أنثى!
، استقام براء في وقفته قائلاً بصرامة: حسنا إذاً، أرسلْ الشعرة والبصمةَ أيضاً إلى المعمل الجنائي ليتمّ فحصها
ثم أتبعني مع الأدوات اللازمة لنأخذ عينةً من جميع الذين تواجدوا في المنزل.

هبطت الطائرة الخاصّة على مدرّج المطار، وقف شابٌ طويل القامّة أمام موظف الجوازات الذي حدّق بتفحّص في جواز سفر أمامه، ثم رفع رأسه ليسأل الشاب الواقف أمامه: اسمك سيدي؟
التمعت عيناه الزرقاء بوميضٍ غامض، رفع رأسه في تباهي ليظهر وشم في منتصف حاجبه الأيسر، ليخرج صوته الأجش بنبرة قوية متحدّثاً مع ابتسامة خبيثة ارتسمت على جانب ثغره: جوزيف ناصر.


look/images/icons/i1.gif رواية أشلاء
  24-03-2022 11:08 مساءً   [5]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أشلاء للكاتب علي اليوسفي الفصل السادس

وصل براء بسيارته الحديثة ذات الدفع الرباعي أمام قصر عمار، يصطحب معه والدته زينب، عالمة النفس الجنائي ولغة الجسدِ المتقاعدة، لكنه بقي منتظراً حتى قَدِمَ عادل خلفه بسيارته الخاصة، وقد جلب معه خطيبته سلاف، والتي تعمل في المختبر.
ترجلَ كلاً من سلاف وعادل، وقد أحضرا معهما الأدوات اللازمة، متجهان نحو براء وزينب ليترجل الأخيران من سيارتهما ويتحدّث عادل موجهاً حديثه نحو زينب: سيدة زينب! كيف حالُك؟

اجابته زينب بابتسامتها اللطيفة: أنا بخير عادل، شكرا لكْ.
ثم توجهت نحوها سلاف، بينما اتجه عادل نحو براء متسائلاً باستغراب: ماذا تفعل والدتك هنا براء؟
أجاب بلا مبالاة: لأنني بحاجة لعالم نفس جنائي.
عقد عادل حاجبيه بعدم فهم مُردفاً: ولماذا والدتك المُتقاعدة تحديداً؟ لمَ لمْ تُحضر أحداً من القسم لدينا؟
اخذ براء نفساً عميقاً وهو يشيح بوجهه ناحية القصر وهو مُضيقٌ عينيه مُتحدّثاً بغموض: لحاجةٍ في نفس يعقوب.

لم يفهم عادل عمّا تحدّث صديقه، وقبل أن يسأله تحرّك براء من أمامه آمراً الجميع بأن يتبعوه.
دلف الأربعة إلى القصر، جلسوا في البهوّ الكبير، فأمر إحدى الخادمات بأن تستدعي الجميع إلى هنا، وبعد عدة دقائق كان الجميع قد حضر باستثناء أميرة وعليا، أشار إلى عادل وسلاف بأن يبدآا عملهما.

أما هو فقد استدعى آمال و أجلسها على الأريكة قبالة والدته، ثمّ سألها: سيدة آمال، هل تستطيعين أن تخبريني بما فعلتِ ليلة أمس مع السيدة عليا؟
نظرت إليه آمال وهي تهتف بارتجافةٍ خفيفة في جسدها: ولكن سيدي لقد أخبرتك بكلّ ماأعرفه صباحاً!
هز رأسه متفهماً وهو يقول: نعم أعلم هذا، لكنني أودّ أن أسمعه مجدداً.

بلعت آمال ريقها بتوتر، ثمّ بدأت حديثها: حسناً سيدي، لقدْ حضّرنا لحفلة ميلاد الآنسة الصغيرة أميرة، ثمّ غادرت بعد فترة قصيرة مع صديقاتها ليحتفلْن خارجاً، رتّبنا القصر بعد مُغادرتهنّ، ثمّ استأذنتُ من السيد عمار بعد أن انتهينا من أعمالنا، بعدها خَرَجْتُ مع السيدة عليا واتجهت إلى منزلي...
قاطعها براء وهو يرفع يده أمام وجهها ليسألها: حسنا، متى خرجتي مع السيدة عليا من القصر؟

ضيّقت عينيها وهي تتمتم: أعتقد حوالَ السّاعة التاسعة والنصف.
هز رأسه متفهما فسأل من جديد: ومتى وصلتما إلى منزلكِ؟
- زمت فمها وهي تتذكر لتهمس: الطريق من هنا إلى منزلي يستغرق وقتاً معدّله عشرون دقيقة، إذا كانت الطريق خالية من الازدحام.
ضيّق عينيه وهو يسألها بتفحّص: وهل من المُعتاد أن تذهب معكِ السيدة عليا لتنام في منزلك؟

هزت رأسها بالنفي وهي تعقب: لاسيدي، كانت تلك هذه المرّةُ الأولى، فقد توطدت صداقتي معها حتى دعوتها لأستضيفها في منزلي منذ يومين، لكنها عرَضت عليّ الانتظار حتى ننتهي من إعدادات حفلة الأنسة الصغيرة.
انتابه الشكّ في تلكَ الجُزئية، لكنه ضمرها في نفسه، فسألها: حسنا، سؤالي الأخير متى خلدْتما إلى النوم ليلة أمس؟
- قُرابةَ الساعة الواحدة والنصف سيدي.

أشار لها بالانصراف، ثم استدار نحو والدته والتي كانت تراقب حركات وسَكنات آمال ليسألها: مارأيكُ والدتي؟
نظرت إليه وهي تقول: هي صادقة عزيزي، ولكن هناكَ أمرٌ هام.
عقد حاجبيه بعدم فهم فأردفت: لديها ارتجافة خفيفة في يديها، بالإضافة إلى اهتزاز حدقة العين.
- ماذا تقصدين أمي؟
- أجابت وهي تعقد يديها ببعضهما: من وجهة نظري كطبيبة نفسية، فهذه من أعراض انسحاب المُهدّآت من الجسد.

رفع حاجباه متفاجأً، ثم أشاح وجهه ناحية آمال ليراقب مشيتها، ليكتشف فعلاً أنها غير متوازنة، فناداها مرة أخرى ثم أسرع ليقف قبالتها وهو يتفحّصها: سيدة آمال، هل تعانين من اضطراب في النوم أو الأرق؟ أو تتناولين المهدئات؟
تفاجأت آمال بسؤاله، فهزت رأسها نافيةً لتقول: لا سيدي ابداً، أنا لا أعاني أي نوع من أنواع الاضطراب في النوم، ولاأتعاطى أية مهدّئات!

رمقها بنظرة أخيرة قبل أن يحرك رأسه إيجابا، ثم تركها ليمشي خطوتين قبل أن يستدير ليسألها مجددا: هلّا أخبرتني من جديد في أي وقتٍ نمتما تحديداً؟
- ورغم استغرابها من إعادة سؤاله هذا اكثر من مرة، إلا أنها أجابت: في الساعة الوحدة والنصف سيدي.
- وهل من المعتاد أن تسهري حتى هذا الوقتِ المتأخر؟
- ابتسمت باقتضاب لتجيب: لا سيدي، لكن في ليلة أمس كان الحديث مع عليا مشوِّقاً لدرجة أننا لم نشعر بتأخر الوقت.

مسح بسبابته على طرف شاربه الخفيف، وكأنه يفكرُ في أمرٍ ما، ثمّ تحرك من أمامها وسط استغرابها من أسئلته الغريبة.

منذ جاءتها الخادمة لتبلغها بأمر قدومه مع أشخاص آخرين داهمها الارتباك والقلق، إنه كما عهدته ذكيّاً إذاً يجب أن تسيطر على انفعالاتها أمامه، تذرّعت بحجة أن أميرة نائمة لتهرب منه ولو لفترة مؤقتة، لكنها تعلم بأن هذا سيثير شكوكه اكثر خاصّة حولها، بعثت برسالة نصيّة إلى يوسف لتحثّه على الإسراع، ثم أيقظت أميرة لتبدّلَ ملابسها.

وقفت أمام المرآة وهي تتلمس تلك العلامة المميزة أعلى عظم الترقوة لديها، شدّت أطراف سترتها الصيّفيّة لتخفيها، ثم لبست شالاً خفيفاً حول رقبتها لتضمن عدم ظهور تلك العلامة خاصّة أمامه، خرجت إلى غرفة أميرة لتجدها تقف أمام المرأة تنظر إلى ملابسها السّوداء بشرود، وخطٌّ رفيعٌ من الدموع ينسابُ على خديها، آلمها قلبها بقوة على منظرها، تقدّمت نحوها حتى أصبحت خلفها، ثم رفعت يديها لتضعهما على كتفي أميرة لتقبلها من كتفها الأيسر وهي تتمتم: هيا عزيزتي، يجب أن ننزل الآن فالضابط بانتظارنا.

مسحت أميرة دموعها وهي تحرك رأسها إيجابا، تأملت هيئة عليا الغريبة عليها لكنها لم تُعلّق،
أخذت نفسا عميقا أخرجته ببطء، ثم خرجت من الغرفة تتبعها عليا وهي تشعرُ بدقات قلبها العنيفة التي تكادُ تُسمع.

جلست كلْتاهما أمام زينب، بينما كان براء يقف خلف والدته وهو يرمقهما بتفحّص، . فسأل براء موجها كلامه إلى أميرة: ما علاقتك بالسيدة عليا؟
، فأجابت باقتضاب خافت: إنها مربيتي.
اكتفى بهزّ رأسه متفهما، ثم ساد الصمت في المكان قبل أن يقطعه براء بغتةً: أخبريني سيدة عليا، أين كنتي ساعة وقوع الجريمة؟
بلعت ريقها بارتباك أخفته بنجاح لتتحدث بثبات مصطنع: أخبرتك سيادة الضابط، لقد كنتُ نائمةً في منزلِ آمال.

- إعتدل في وقفته يسألها: وهل اعتدتي على الذهاب إلى هناك؟ أم أنها المرّة الأولى؟
رفعت رأسها لتجيبه بهدوء: لا سيدي إنها المرة الأولى، لقد دعتني آمال منذ يومين لزيارتها لكننا كنا مشغولون بترتيب الحفلة لأميرة، لذا أرجأتُ هذه الزيارة إلى يوم أمس.
حرك رأسه بتفهم وهو يزم فمه بتفكير، ثم سألها: كم كانت الساعة عندما خلدتما إلى النوم؟
- تظاهرت بالتذكر لتجيب وهي تفرك يديها ببعضهما: قرابة الساعة الواحدة والنصف.

كلامهما كان متطابقا بشكلٍ مريب وكأنها تؤكدُ له أنّ لديها حُجّة غيابٍ دامغه، ضيق عينيه وهو ينظر إليها فلاحظ أنها أخفضت رأسها ماإن التقت عيناهما، وهذا ما جعل الشكُّ يتعاظم داخله ناحيتها.
استدار نحو أميرة التي كانت جالسة تتابع الحديث بشرود ليسألها بجمود: آنسة أميرة عندما عدتي إلى المنزل ألم تلاحظي أي شئٍ مريب؟
رفعت أميرة كتفيها وحركت رأسها بالنفي وهي تهمس: لا، لم يكن هناك أي شئٍ غير معتاد.

ضيّق عينيه ليردف: وهل كنتي واعيةً عندما عدتي؟
رفعت انظارها لتقابل عيناه السوداء بصدمة، عقدت حاجبيها وهي تسأله بجدية: ماذا تقصد سيادة الضابط؟
- اجاب بلا مبالاة وبنبرة جامدة وهو يتفحص كلتيهما: أقصد هل شربتي أي مشروبٍ كُحولي قبل أن تعودي إلى هنا؟

شعرت باتهمامه المتواري خلف تلك الكلمات، رمشت عدة مرات وهي تحاول أن تجيبه بثبات لكنها فشلت، فخرج صوتها مهزوزا خافتا: لا حضرة الضابط، فأنا لا اشرب الكحول أبداً، ولم أقتل أبي ايضاً.
لفظت تلك الكلمات ثم انخرطت في وصلة بكاء مرير، فحاوطتها عليا بيديها بحماية، لتنظر إلى براء وهي تهتف به بعدائية: ماذا تفعل سيادة الضابط؟ ألا ترى حالُ الفتاة المتعب؟ لمَ تستمرّ بالضغط عليها؟

رفع رأسه بكبرياء ليجيبها ببرود: إنني أقوم بعملي هنا يا سيدة.
تأففت بضيق واشاحت بوجهها بعيدا عنه، وهي تربت على ظهر أميرة بحنان و دعمٍ صادق، بينما بقيت أميرة تنتفض داخل أحضانها بقهر.
أشار إلى والدته التي كانت تجلس قبالتهما، لحقت به ليقفا بعيدا عنهما بعدة أمتار ليسألها: أخبريني أمي مالديكِ؟

نظرت زينب إلى عليا واميرة المختبأة في حضنها، ثم أعادت نظرها إليه وهي تهمس: الفتاة صادقة في ما قالت، فحركات جسدها تدلُّ على ذلك، أما السيدة هناك..
سكتت لثانية كأنها تحاول إيجاد الكلمات المناسبة، لتتابع حديثها: تلك السيدة تُخفي أمرا ما، وأيضاً عاطفتها المثالية مع أميرة وعدائيتها الزائدة نحوك تبعث على الارتياب.
عقد حاجبيه متسائلاً: هلّا أوضحتي لي أكثر أمي؟

تطلعت زينب إليهما وهي تهتف بشرود: لا استطيع الجزم براء، ولكنّ علاقتهما برأيي أكثر من مُجردِ فتاةٍ ومُربيتها.
لم يفهم براء ماذا تقصدُ والدته، وقبل أن يسأل سمع صوتاً رجولياً يهتف من خلفه: أميرة!؟

نظر إلى مصدر الصوت ليلاحظ شاباً يقف في مدخل البهوِّ، ذو طول فارع وشعر أشقر طويل مربوط، وعينان زرقاوان ضيقتان، وملامحٌ دمجت مابين الشرق والغرب في تمازجٌ عجيب، لاحظ أيضاً وشماً في منتصف حاجبه الأيسر، ووشماً آخرَ على شكل رقم سبعة بالإنجليزية ذو ذيلٍ معقوف ليشكل دائرة في نهاية الرقم على ظهر كفه الأيمن، إضافةً إلى خاتمٍ غريب الشكل على هيئة أفعى كوبرا في بنصره الأيمن.

ضيّق براء عينيه وهو يتفحصه من أعلى لأسفل، استدار نحوه بجسده عندما سمع صوت أميرة تصرخ من خلفه: جو!
ثم ركضت لترتمي في أحضانه وتبكي بحرقة، حاوطها يوسف بين ذراعيه القويتين، مسح على شعرها وهو يطالعُ براء بنظراتٍ متفحصه.

لم يشعر الأخير بالراحة نحوه ولم تَرْقهُ تلك النظرات، بقي كلاً منهما يتفحص الآخر وكأنه يحفره في رأسه، ولسببٍ مجهول شعر براء بالضيق من احتضانه لأميرة بهذا الشكل المُزعجِ، رفع رأسه بأنفة متسائلا ببرود: ومن حضرتك أيضاً؟
أخرج يوسف أميرة من أحضانه، وابتسم لها باطمئنان وهو يمسح عبراتها بأصبعه، ثمّ قبض على يدها ليمشي معها ناحية براء، رفع يده الأخرى مصافحاً إياه وهو يتحدّث بابتسامةٍ ماكرة: يوسف ناصر.

ظلّ براء ينظر إليه دون أن يبادله، شعر بالريبة نحو هذا الشابّ الغريب، ولم تخبو ابتسامة يوسف الماكرة، رفع براء يده ليصافحه وقبل أن يصل ليده سحبها الآخر، تاركاً يدَ براء مُعلقةً في الهواء.
كوّر براء قبضته بانزعاج وأسبلها إلى جانبه، وقد شعر بأن المُسمّى يوسف أو جوزيف فعلَ ذلك عمداً، كأنه يوجه إليه إهانةً مُبطنة، سحب نفساً مطولا قبل أن يسأله ساخرا: وهل من المفترض أن يذكرني اسمك هذا بشئ سيّد، جو!؟

تعمّد ظهور نبرته الساخرة في آخر كلامه، كنوعٍ من ردِّ الاعتبار لنفسه، وقفَ جوزيف رافعاً اكتافه بزهوٍّ، وتلك الابتسامة الماكرة تتراقص على شفتيه ليجيبه بثقة مبالغٌ بها: طبعا سيادة الضابط، من المفترض أنّك تعرفني أيضاً، فأنا رجلُ أعمال معروف ومشهور.
سكت لثانية قبل أن يضيف بحاجب مرفوعٍ بغرور: خاصةً هنا في لبنان.

وقفت عليا تراقب مايحدث بين الشابان بترقبٍ وتوتر، وكذلك فعلت أميرة التي استغربت الجوَّ المشحون بالإهانات بينهما، بلعت ريقها بصعوبة وهي تنقل أنظارها بينهما، لتقول بصوت خفيض: يوسف هذا سيادة الضابط براء عبد الساتر، ضابطٌ في القسم الجنائي والمسؤول عن قضية وفاة والدي.
- قاطعها براء وهو يحدّق بجوزيف: مقتل والدك آنسة أميرة!

تنحنحت بحرج عندما شعرت أنه تقصّد إهانتها لتعتذر متمتمةً: آسفة، المسؤول عن قضية مقتل والدي.
ثم استدارت نحو براء من جديد لتتابع: سيادة الضابط، هذا يوسف ناصر، صديق طفولتي ورجل أعمال معروف، يملكُ عدة شركات لتصنيع الأدوات الإلكترونية والإتصالات.
- ابتسم جوزيف بتهكم وهو يضيف: وخطيب الأنسة أميرة.
اهتزت ملامح براء وارتجفت عينه اليمنى لثانية، لكنها كانت كافية ليراها جوزيف.

ولم تكن حالُ أميرة بأفضل منه، فسدّدت نحو يوسف. نظرة حارقة جمعت مابين المفاجأة والاستنكار.

صدح رنين هاتف شادية مقاطعاً لحديث ليلى، تأففت الأولى وهي تخرجُ الهاتف من جيبها لترى رقم زوجها هاني، أجابت على الاتصال بعدة كلمات مقتضبة، ثم أغلقته مجدداً وهي تنظر إلى ليلى معتذرةً: أنا آسفة، هذا زوجي هاني قلقٌ لتأخري.
ثم نظرت إلى الظلام خارجاً من خلال النافذة بقربها متابعةً بابتسامة لطيفة: انظري! لقد داهمنا الوقت دون أن نشعر!

بادلتها ليلى ابتسامةً جَذْلى دون أن تُعقبْ، الحقيقة هي أيضاً سعيدة لوجود من تستطيع التحدّث معه دون الإفصاح عن هويتها الحقيقية.

نهضت شادية بتثاقل وهي تستند على مسند الأريكة، تحرّكت نحو الباب تتبعها ليلى التي ناولتها معْطَفها، ودّعتها وبقيت تُراقبها حتى دلفت إلى منزلها، أغلقت الباب وهي تستند برأسها عليه، أغمضت عينيها بقوة وضغطت على شفتيها كأنها تمنع نفسها عن البكاء، لكنها لم تُفلح فهربت دمعة حزن من خضراوتيها، ورغماً عنها تسابقت دموعها في الهطول بغزارة وهي تنزلق بظهرها على الباب حتى سقطت على الأرضية الباردة، لم تعرف أهي تبكي من مرارة الذكريات، أم أنها اشتاقت لمن مَلَكَ قلبها؟

فتحَ براء عينيه ثم أخذ نفساً عميقا زفره ببطء، نظر إليه جواد بتساؤل، فأحنى رأسه وهو يدلّك عنقه قائلا بزفير حار: لقد تعبتُ اليوم، أنستطيع المتابعة غداً؟

أومأ له جواد بابتسامته المَرِحة، ثم تابعه حتى خرج من المنزل، مدّ يده بخفة ليُخرِج جهاز التسجيل المخفي تحت الطاولة والذي لم يلاحظه براء، أوقف التسجيل وهو يفكر في أمر شقيقه غير الشقيق، كيف تحوّل من ضابط رزين مشهودٌ له بالذكاء و النباهة والصلابة إلى رجلٍ هشّ من الداخل، يعلمُ أنّ في داخل براء الكثير من الحكايا والخبايا، وقف لينظر إليه من نافذة المنزل، وهو يسيرُ كالمُغيّب نحو سيارته وقد حلّ الليل، لكن أوقفه صوتٌ أنثوي منادياً باسمه.

عقد جواد حاجبيه وهو يتأمل تلك الفتاة بارعة الجمال، ذات الوجه الأبيض الطُّفولي والشعر الأسود الطويل، رغم كل الفتيات الجميلات اللاتي رآهن في فرنسا إلا أنه في تلك الفتاة شئ فريد، فغر فاهه وهو يراقبها من النافذة بشرود، حتى دلفت تلك الفتاة إلى سيارة براء و انطلقا سويّاً بعدما سلبت عقل ذلك المغترب.


look/images/icons/i1.gif رواية أشلاء
  24-03-2022 11:08 مساءً   [6]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية أشلاء للكاتب علي اليوسفي الفصل السابع

خرجت زينب من المطبخ وهي تجفف يديها بفوطة قديمة بعدما سمعت صوت إغلاق الباب الخارجي، نظرت الى البهوّ الصغير و المغلق حيث كان يجلس الشابان، اقتربت حتى رأت ابنها جواد يقف أمام النافذة ويبدو شاردا، تقدّمتْ نحوه حتى وضعت يدها على كتفه، فانتبه لها حينما سألته بتوجّس: مابك جواد؟ هل حصل أمرٌ ما بينك و بين براء؟

استدار نحوها مجيباً: لا أمي بتاتاً، لقد تعب من الحديث فقرر الاكتفاء بهذا لليوم، وسنتابع غداً.
ابتسمت باطمئنان وتنهدت براحة، بينما هو بدا مُتردداً في سؤالها عن أمر ما، دققت النظر فيه وسألته بعين ضيّقة ونبرة حازمة: أهناك ماتُخبأه عني جواد؟
تنحنح بحرج ليتحدث بتردد وهو يدلّك عنقه من الخلف: أمي، أريد أن أسألك عن شئ ما.

تراجعت زينب للخلف وهي تحدّق فيه، ليتابع وهو مقطب الجبين: لقد رأيت تواً فتاةً استقلت السيارة مع براء، ويبدو انها خرجت من المبنى.
حدّقت زينب فيه وهي تحاول التعرف عمّن يتحدث، فتابع جواد: هي ذات شعر اسود طويل وبهية الطلّة و قد تحدثت مع براء لثوان ثم صعدت في سيارته.
ارتخت ملامحها وهي تهتف: تقصد ليليا؟
- هتف جواد باستغراب: ليليا؟ من تكون؟

- جلست زينب على الكرسي بأريحية وهي تتحدث: ليليا ابنة السيّد رضوان، جارنا في الطابق الرابع.
رفع جواد حاجباه متفاجأً وقد تذكر تلك الصغيرة، فقال باندهاش: نعم نعم، لقد تذكرتها.
رمش بعينيه عدة مرات قبل أن يردف: آخر مرة رأيتها قبل أن أسافر بثلاث سنوات على ما أظن.

حركت زينب رأسها موافقة وهي تضيف: نعم صحيح، لقد اخذها والدها ووالدتها عندما كانت تبلغ من العمر أحد عشر عاماً وسافروا جميعهم إلى مدينةٍ أخرى من أجل عمل أبيها، ثم عادوا إلى هنا بعد وفاة والدتها، أي بعد سفرك بعدة أشهر فقط.
شعر جواد بالأسى لأجلها، زمّ فمه بتفكير وهو يتذكرها في صغرها، كان شعرها قصيراً مُجعداً وجسدها ضئيلاً ووجهها نحيلاً.

أما الآن، وبرغم بُعدِ المسافةِ من منزلهم الذي يقطن في الطابق الثالث الى الشارع، إلا أنه استطاع تمييز شعرها الحريري الطويل ولونه الاسود الحالك.
استطاعت زينب بنباهتها أن تُدرِكَ انشغال ابنها بالتفكير في ليليا، فتابعت وهي تصطنع عدم المبالاة: من المؤكد انّها طلبت من براء أن يوصلها إلى منزل عمّها حيث تعيش الآن بعد وفاة والدها العام الماضي.

رفع جواد أنظاره نحو والدته مستغرباً، فاستقامت من مكانها متجهةً نحو المطبخ وهي تتمتم، مُتجاهلةً نظرات جواد: أعتقد أنني يجب أن ادعوها لتناول الشاي والكعك معي قريبا.
توقفت عند الباب قبل أن تتابع بمكر: أو ربما غدا.

رفعت كتفيها مصطنعةً عدم الانتباه لولدها، ثم تابعت مسيرها لتدخل إلى المطبخ وهي تكتم ابتسامة بسيطه ارتسمت على شفتيها، يبدو أنها ابنها اخيراً اُعجِب بفتاةٍ ما، بعدما كادت تفقد الأمل فيه، وهو الشاب الذي اقترب من حافة الثلاثين ولمَّ يزل اعزباً.

شمسُ الربيع الدافئة والسماء الصافية، زهور اللّليك البيضاء مصطّفة في دائرة كبيرة، وهي تجلس في المنتصف كأنها أميرةٌ مُتوّجة، تبتسم بعذوبة وهي تقطف زهرة ما لتشتّم عطرها الفوّاح، فراشات ملونه تتطاير من حولها في تناسق بديع، فجأة اختفت الشمس لتتجمع في السماء غيومٌ سوداء داكنة، هبّت رياحٌ عاتية تحمل غباراً ذهبيا لتلتفّ حولها في هيئة إعصار وهي تقف في وسطه خائفة، ظلّ ٌ طويل أطلّ عليها من بعيد لتبتسم اعتقاداً منها أنه مُنفذها، ماإن اقترب الظل حتى استطاعت تبين وجهه، الذي كان عبارة عن عدّة وجوه مُشوّهة، تسارعت دقات قلبها بقوة وهي تراه يقترب منها أكثر فأكثر حتى أصبح يقف أمامها في وسط الإعصار، أظلم المكان من حولها حتى استحال ظلاماً حالكاً، فجأة ضربت الصاعقة خلف صاحب الظل ليتوهج وجهه المخيف في الظلام صرخت بقوة وهي تغطي وجهها بيديها، ثم ضرب البرق من جديد فهبّت جالسةً في فراشها وهي تلهث بشدة كمن دخل في ماراثون، وهي تهمس لنفسها: اهدأي اهدأي، إنه مجرد كابوس.

أغمضت عيناها بقوة لتهدأ نفسها، قبل أن تفتحها وهي تتلمس السرير الناعم أسفلها بجبين منعقد، آخر ماتذكره آمس هو سقوطها خلف الباب من شدة البكاء.

مسحت على وجهها ثم استقامت لتضع حول كتفيها وشاحاً صوفيا ثقيلاً، بعدها اتّجهت نحو المطبخ، أعدّت لنفسها كوبا من القهوة السريعة، ثم وقفت أمام النافذة الزجاجية تراقب الأمطار الغزيرة في الخارج، مايزال الوقت مبكرا جدا للاستيقاظ، تنهدت وهي تجلس على الأريكة القريبة ثم تكوّرت على نفسها وتدثرت بالوشاح، وهي تتأمل الأجواء خارجاً بروح مشتعلة، لعلّ هذه الأمطار تُخفف من هول مُعاناتها.

أغمضت عينيها بقوة وهي تسرح في ذكريات بعيدة.

Flash Back.
حالةمن الصمت المطبق عمَّ المكان بعدما رمى يوسف كلماته الاخيرة، بدى كمن يوجه رسالة ضمنية إلى أحد المتواجدين، ولكنها لم تعرف لمن بالتحديد.
نطق يوسف أخيرا قاطعا الهدوء المريب، وهو ينظر إلى براء بتحدي: أظن أنك أنهيت عملك هنا سيادة الضابط؟ أليس كذلك؟

رمقه المعنيُّ بنظرة متفحصه، ومع أنه فعلاً أنهى عمله هنا لليوم وكان ينوي الرحيل، إلا أنه ابتسم بمكر وهو يتمتم بحاجبٍ مرفوع: لا، لم انتهي بعد، مازلت أود أن أسأل أميرة وعليا بضعة أسئلة.
ثم سكت لثانية قبل أن يضيف: وأيضا اودّ أخذ إفادتك سيد، جو!
نطق آخر كلماته بابتسامة بلاستيكية، عقد يوسف حاجبيه متسائلا بعدم فهم: وبمَ ستفيدك إفادتي سيادة الضابط،؟فكما تعلم أنني وصلتُ للتوِّ؟

أجابه الآخر ببرود ساخر: أعلم، ولكن وكما عرفت انّك صديقٌ مقرب للعائلة، لهذا أعتقد أنك قد تساعدني.
لم يرد عليه يوسف، وبراء أيضا لم ينتظر الردّ، فاستدار نحو أميرة التي كانت تتابع مايحدث باستغراب متحدثا: آنسة أميرة هلّا أخبرتني أين والدتك؟
بدت المفاجأة واضحة على الجميع لسؤاله هذا، لكنها أجابت بكل هدوء: لقد توفيت سيادتك.
- سألها باستغراب وحاجب مرفوع: توفيت؟

- سحبت نفسا قصيرا ثم أضافت: لقد توفيت أثناء ولادتي.
ثم عقدت حاجبيها وهي تسأل باهتمام: ولكن لمَ السؤال سيادة الضابط؟
تجعّد جبينه بتفكير، قبل أن يردف وهو يرمقها بنظرات غير مفهومة: سؤال لابُدَّ منه آنستني، يجب أن نعرف جميع أفراد العائلة.
ثمّ استدار نحو عادل الذي وصل لتوّه ليخبره: عادل، خذ عينة من الآنسة أميرة أيضا.
اتسعت حدقتاها بدهشة لتقول باستغراب: عينةً؟لماذا؟

اقتربت سلاف من أميرة وهي تحمل بيدها عوداً خشبياً رفيعاً ينتهي بقطعة من القطن في نهايته، ليقول براء: نحن نأخذ عيّناتٍ من جميع الذين تواجدوا في المنزل لحظة مقتلِ السيد عمار، وأنتي من بينهم.
فتحت فمها كما طلبت منها سلاف، لتمسح الأخيرة بالقطعة القطنية في داخل فمها، ثم اخرجتها ووضعتها في علبة مخصصة وكتبت عليها اسم أميرة.
بينما استدار براء نحو يوسف متسائلاً: من أين قدمت سيّد جو،؟

نظر إليه يوسف لينطق ببرود: قدمت من تركيا سيد براء.
كاد الأخير أن يسأله ليتابع: لقد اتصلت بأميرة عدة مرات فلم تُجبْ، فاضطررت أن أتصل بالسيدة عليا وهي من أخبرني بوفاة السيد عمار.
ثم أضاف وهو يرفع رأسه بغرور: لقد أتيت بطائرتي الخاصّة، لأكون مع خطيبتي في هذا الموقف الصعب.
لم يعرف لمَ شعر بالضيق من تكرار يوسف لتلك الكلمة، لكنه اصطنع البرود وهو يوجه إليه سؤالاً آخر: ولمَ كنتَ تتصل بها أساسا؟

شعرت عليا بالنخزات المعتادة بالنسبة لها تضرب قلبها، فوضعت يدها على صدرها تفركه بألم وهي تنظر إلى كلا الشابين، بينما اجاب يوسف باقتضاب: لأهنأها بعيد ميلادها.
ظلّ براء ينظر إليه بنظرات باردة متفحصة، ثم حانت منه التفاتة نحو عليا ليسألها بجمود: كم استغرق الطريق من هنا إلى منزل السيدة آمال؟
ارتبكت فور سؤاله هذا، هل من المفترض أن تعرف كم استغرق الطريق؟

حاولت أن تخرج نبرتها طبيعية وهي تجيبه: تقريباً نصف ساعة على ما أعتقد.
هز رأسه متفهما ثم قال: حسنا، إلى هنا وقد انتهى عملنا، أراكم لاحقاً.
ثم استدار نحو كلا من عادل وسلاف ووالدته زينب مشيراً إليهم أن يسبقوه إلى السيارات، وما ان تحركوا أمامه حتى تبعهم، وصل إلى سيارته وقبل أن يصعد أخبر عادل بأنه سيأتيه في الصباح ليرى نتيجة التحاليل.
ثم التفت نحو والدته يسألها: أمي، ما رأيك بحركات جسد يوسف؟

سحبت والدته نفسا مطولا ثم اجابته: بني، قد يبدو ماسأقوله ضرباً من الجنون، ولكن هؤلاء الأشخاص في الداخل يخفون الكثير من الأسرار.
عقد حاجبيه اكثر، فأضافت هي: أظنّ أن يوسف يحب أميرة فعلا، وهذا مااستنتجته من حركاته ونبراته.
- فكر لثانية قبل أن يسألها: وهي؟ أتحبه؟

نظرت له لتجيب بنبرة حائرة: لا أعلم بني، ولكنني من خلال حركات جسدها رأيت أنها تفاجأت عندما قال أنه خطيبها، أعتقد أن الشاب خائف من أمر ما، لكنني لن استطيع الجزم ماهو.
نفخ بضيق وهو يشعر بنفسه يمشي في متاهة، ولكن والدته على حق، فعلا لقد شعر بأن الثلاثة في الداخل يخفون أموراً كثيرة، أشار لها بأن تصعد في السيارة، ثم قادها خارجاً من القصر، وقد بدأ الظلام يلف المكان.

بعد رحيل براء ومن معه من القصر، بقي الثلاثة واقفين وكلٌّ منهم في حال مختلف، نظرت عليا ألى يوسف بعتاب وهو يبتسم بانتصار، بينما بقيت أميرة تنظر إليه بغضب، استدارت نحوه بجسدها وهي تقول مشيرةً بيديها: لم فعلتَ هذا جو؟
نظر إليها باستفهام فتابعت: لم أخبرته انك خطيبي؟
رمقها بنظرة ساخرة قبل أن يجيب ببرود: ولم انتي منزعجة الى هذه الدرجة اميرة؟
- صاحت به: لأنني قلتها لك قبلاً، انا لستُ خطيبتك.

اهتزّ طرف عينه اليمنى وهو يشعر بنار ستخرج من حدقتيه، لكنه اخمدها فورا ليبتسم بتصنع قائلا وهو يتجه نحو الأريكه: لا لشئ عزيزتي.
جلس ثم تابع حديثه: لم اشعربالراحة ناحية ذلك الضابط، فقط.
هز كتفيه بلا مبالاة، بينما هي تنظر إليه بصدمة من بروده، لقد تعبت وهي تخبره بأنها تعتبره كشقيقها كلّما اعترف لها بحبه، هزت رأسها بيأس ثم صعدت إلى غرفتها وهي تدب الأرض بقدميها بانزعاج.

ظل يناظرها بحب خبيث حتى اختفت من امامه، حرك نظره حتى التقطته عينا عليا، فهمست وهي تجلس إلى جانبه بثقل: لاتضغط عليها كثيرا عزيزي، فهي لن تكون إلا لك في النهاية.
نفخ بقلة حيلة لكنه لاحظ أن عليا تخبئ أمرا أخرا، فسألها بتفحص: مابك عليا؟ لم اشعر بأنك متوترة للغاية؟
ازدردت ريقها بوجل وهي تتمتم: هل عرفت براء؟
عقد حاجبيه بعدم فهم، فتابعت بهمس خافت: إنه أبن الطبيب محمد عادل عبد الساتر.

فغر فاهه وهو يستمع لهذا الاسم، همس بعدم تصديق: أيعقل؟
ثم تابع حديثه بسخط: ومن بين جميع الضباط والمحققين هنا، يأتي هذا ليمسك قضية عمار؟
ثم التفت إليها بشك: وهل عرفك؟
بلعت ريقها وهي تشير برأسها: لاأعلم، ولكن لا اظن انه فعل.
نفخ بضيق ثم شرد للحظات قليلة قبل أن يهمس: يجب أن نتخلص منه إذاً.
رفعت عليا رأسها نحو كطلقة رصاص وهي تسأله بجدية: ماذا تقصد يوسف؟

نظر إليها ليجيب ببساطة: يجب أن نقوم بالتنضيف عليا، براء خطرٌ علينا، إنه ذكي وأيضا قد يتذكرك في أي لحظة.
- وضعت يدها على ذراعه وهي تهتف بتوسل: لا، أرجوك يوسف، لاتؤذه، يكفي ماعاناه منا في السابق، لااريد أن اراه يتأذى بسببنا مرة أخرى.
- هتف يوسف بنبرة غاضبة: وإن تذكرك؟ أو استطاع أن يتذكرها هي؟ مالذي سنفعله حينها؟

بلعت ريقها وهي تتمتم بارتباك: لا لن يتذكرها أؤكد لك هذا، لقد كان عمره عشر سنوات حينها، وقد مرّ ثمانية عشر منذ رآها آخر مرة.
ثم أضافت بمكر: وربما إن قمنا بأذيته سيلفت الأنظار إلينا أكثر، وهذا آخر مانوده الآن.
هز يوسف رأسه بعدم اقتناع، لكن ربما هي على حق يجب تهدأة الأجواء قليلا، ولا مجال للخطأ ايضا، لذا سيظل يراقبه خفية ولن يسمح له بالاقتراب من اميرته، فهي ملكٌ له فقط.

حضر براء في اليوم التالي إلى قسم المشرحة، أمر الطبيب جميل بأن يتبعه إلى غرفة المعمل ليعرف منه آخر التطورات، ثم دلف بعدها إلى الغرفة المقصودة، ليجد عادل وسلاف يتهامسان في أمر ما.
عقد حاجبيه وهو يسألهما بجدية بصوت قوي: مابكما؟ لمَ تتهامسان بهذا الشكل؟
انتفض عادل من مكانه على سؤال براء، فقال بنبرة مندهشة: تعال هنا براء، لقد صدرت نتيجة التحاليل ولن تصدق ماوجدناه.؟

اقترب نحو صديقه وهو ينظر أليه بتساؤل: هل وجدت تطابقاً مع أحد ما؟
شعر بقلبه يهدر بعنف خوفا ولا يعلم لماذا بالضبط.
سحب عادل نفسا مطولا زفره دفعة واحدة وهو يتمتم: لم نجد تطابقا كاملا، إنما وجدنا اقترانا غير كامل.
تابعت سلاف متحدثة بعملية: لقد وجدنا تطابقا بنسبة كبيرة لتلك الشعرة مع إحدى العينات.

حدّق بهما بعدم فهم، فتابعت سلاف: مااقصده سيدي، أننا ومن خلال التحاليل اكتشفنا أن الشعرة تعود لشخصٍ ما تربطه قرابة مع أميرة.
اكمل عادل فكرتها متحدثا: وليس أية قرابة، الشعرة هذه تخصُّ أحد والديّها.
ظهرت ملامح المفاجأة واضحة على محياه، في حين تابعت سلاف: وقبل أن تسأل سيدي، لقد أجرينا تحليل مقارنة بين الحمض النووي الخاص بأميرة والحمض النووي الخاص بالضحية، فوجدنا أنه والدها الحقيقي.

عقد حاجبيه اكثر وهو يسمع ماصدمه فعليا، حين هتفت سلاف: أي أن الشعرة تلك تخصّ والدة أميرة.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 14 < 1 2 3 4 5 6 7 8 14 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1968 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1443 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1450 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1255 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2426 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أشلاء ،












الساعة الآن 08:49 AM