logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية قيد الماس
  22-03-2022 08:04 مساءً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع عشر

استقرت يد ألكسندرا بصفعة قوية على وجه ليام تركته مصدوما، لثوان كان الجو مشحونا بينهما لدرجة الانفجار، ظل ينظر إليها بعينين باردتين، عرق نابض في صدغه هو ما كان يفرقه عن تمثال رخامي، ابيضت سلاميات يده بقوة وهو يندفع نحوها...

بينما تراجعت بخطوات خرقاء إلى الوراء وهي تضع يدها فوق فمها لتكبت الصرخة المدوية والتي كانت تهدد بالخروج. لم تكن الصفعة الأولى التي تنهال بها على ذلك الوجه الوسيم، لكن هذه المرة شعرت بهول ما اقترفته وهي تحدق برعب إلى ملامحه الشيطانية وهو يقترب منها بموجة عنيفة من الغضب وكأنه أفاق للتو على ما فعلته، أمسك بيدها الآثمة وسحبها نحوه بوحشية وهو يهمس في أذنها كلماته التي جمدتها من الرعب:.

- كنت سأسمح لك ببعض للتفكير في عرضي، لكن بعد ما فعلته أنت لا تستحقين أي شيء! ستقررين الآن ألكسندرا! قال وهو يضغط على الكلمات وكأنها ينفثها في وجهها لأنك إذا قررت البقاء، عليك أن تودعي ماسيموس إلى الأبد!
- لا! صرخت ألكسندرا كحيوان جريح وهي تنظر في عينيه الخاليتين من أي تعاطف حبا بالله ليام! لن أستطيع العيش من دون ابني! توسلت بصوت واهن وقد ضاعت شجاعتها وتحول وجهها شاحبا كالأموات.

ظل يتأمل ملامحها المعذبة بقسوة قبل أن يدفعها بعيدا عنه، ليكمل تعذيبه السادي: - لن أغير موقفي ألكسندرا! انتهى وقت التفاهم إما العودة إلى بشروطي! وإما سأتركك لتتعفني هنا في السجن وحيدة!
وحيدة كانت الكلمة تتكرر في ذهنها وبدأ صداها يعلو بداخلها، إلى أن تحول إلى ضجيج، وضعت يدها على أذنيها محاولة ايقاف الصوت دون جدوى لتصرخ بعذاب:
- لا! أبدا لن أفقد ابني مستحيل!

دخل الحارس في تلك اللحظة لينظر إلى ملامح ليام القاتمة بريبة وهو يقول: - الزيارة انتهت سيدي!
أومأ ليام برأسه وقد استعاد بروده المعتاد، ظل ينظر إليها بعينين ضيقتين قبل أن يتقرب منها ليهمس بصوت جليدي أثار الرهبة بجسدها:
- الآن!
- سأعود!

ردت ألكسندرا من بين شفتيها المرتعشتين بهمس لم يسمعه سواه قبل أن يقودها الحارس إلى زنزانتها وملاذها الآمن حيث لن يستطيع ليام ماكسويل الحصول عليها حتى هذه اللحظة على الأقل...

انزوت ألكسندرا على سريرها الصغير مطوقة ركبتيها بذراعيها المرتعشتين، تشعر بأنها مهزومة ومستنفذة، انهمرت الدموع على وجنتيها الرقيقتين دون صوت، كانت قد تحملت الكثير من بطش ليام وعلى مايبدو لم يكن شيئا مقارنة بما ستراه الآن، عيناه. يا إلهي! تلك العينين كانتا ترسلان تهديدا صامتا واعدا إياها بأن تتعرف على جانبه المظلم في أقرب فرصة...
في الجهة الأخرى من المدينة،.

واقفا أمام النافذة الكبيرة لمكتبه اللندني، ظل ليام ينظر إلى الجو المكفهر بعينين أظلمتا بقسوة، لم تكن صفعتها ما أجج مشاعر الغضب بداخله، بل تلك المشاعر القوية التي انفجرت كالجحيم بينهما، قبلة واحدة عصفت بكل اتزانه، لم يكن فاقدا للسيطرة على نفسه بهذه الدرجة المهينة يوما، ألكسندرا جعلته يرتعش كمراهق غض يغازل فتاة للمرة الأولى.
اللعنة! شتم من بين أسنانه إلى أي جحيم تعيدينني ألكسندرا؟

زم ليام على شفتيه بقسوة، قبل أن يبتعد عن النافذة ويهوى على أقرب مقعد، يشد شعره بعصبية بالغة حتى كاد أن يقتلعه من جذوره، مقابلة ألكسندرا أعادت إليه ألم السبع سنوات التي قضاها كالمجنون يبحث عنها دون جدوى...
احساس مريع من الألم ضربه وهو يتذكر خروجه من المستشفى ليعلم أن حبيبته قد رحلت وإلى الأبد...
قبل سبع سنوات، المستشفى الخاص بنيويورك،.

حاول ليام النهوض من السرير قبل أن تضع مارغريت يديها بحنان لتعيده مرة أخرى.
- لا ليام! أتوسل إليك صغيري! قالت بصوت ملؤه الألم جروح صدرك لم تلتئم بعد أي حركة قد تعيدك إلى زواية الخطر مجددا!
وضع ليام يده على جبينه، تحشرج صوته من الألم وخنقته الدموع التي رفض الإذعان لها:
- أرجوك عمتي! يجب أن أنهض يجب أن أبحث عنها! إنها وحيدة وضعيفة. ألكسندرا تحتاجني!

حركت مارغريت رأسها بأسى وهي تنظر إلى معالم الألم التي كسحت ملامحه، قبل تقول بتعاطف محاولة أن تشرح له ما أخبره به والدها مرارا:
- حبيبي. ألكسندرا قد رحلت ولن تعود، وهي لن تكون سعيدة وهي تراك تعذب نفسك بهذه الطريقة!
- لا! صرخ ليام بجنون وتحولت نظراته إلى القسوة الشديدة لا تقولي هذا مرة أخرى أنا أمنعك! ألكسندرا لم تمت! لن أسمح لها بتركي مستحيل! هي لي وستظل لي! لن أسمح لها بالرحيل!

دفع يد مارغريت عن كتفه لينهض بقوة. فجأة توترت عضلات صدره وشعر بألم رهيب يعتصره، وقبل أن يشعر بفداحة ما قام به، كان يتهاوى على السرير بينما تعالت صرخات مارغريت المرتعبة تصم أذنيه...
كان الدم يلون قميص المستشفى بغزارة، وضع يده على صدره محاولا ايقاف الألم قبل أن يغمض عينيه ويغرق في دوامة من الظلام...
- سيد ليام، السيد أليساندرو دي فايو يريد مقابلتك...

رفع ليام رأسه بشرود، كان غائبا في عالمه الخاص، حتى انه لم يشعر بدخول حارسه الشخصي، أعاد قناع البرود إلى وجهه وهو ينهض ليقول:
- دعه يدخل!

اندفع أليساندرو إلى مكتب غريمه مدفوعا برغبة شديدة في كسر وجهه، لم يمر سوى ساعات على تركه لألكسندرا ليفاجئ بقرارها الغريب في العودة إلى ليام، ليس من حاجة ليكون عبقريا ليعلم أنه يهددها، نظرة واحدة إلى ألكسندرا التي تختلف تماما عن الشخصية القوية والمندفعة التي عرفها بها لسنوات ليعلم أنه السبب.

أخيرا توقف أليساندرو أمام ليام يحدجه بنظرات قاتلة: - هل وصلت بك الحقارة إلى تهديدها بابنها؟! صرخ أليساندرو وهو يحرك يده باتهام نحو ليام والذي لم يبدو عليه أي تأثر
اقترب من حيث يقف في صورة واضحة للتحدي قبل أن يقول بسخرية مغلفة بالبرود: - وأنت هنا بصفتك؟ محامي ألكسندرا؟ سأل بتهكم وطيف ابتسامة مستهزئة تلوح على شفتيه
كانت لحظة من التحدي بين ذكرين يتحاربان من أجل أنثى، لا أحد منهما أراد التراجع...

أخيرا تكلم أليساندرو بهدوء وهو يرمق ليام بنظرات حملها الكثير من المعاني: - أنا هنا بصفتي خطيب ألكسندرا. ووالد ماسيموس!
تلك الجملة التي نطقها أليساندرو ببساطة وكأنها واقع، كانت كفيلة بأن تحول نظرات ليام الساخرة إلى بركان متفجر لينقض عليه بقوة يسحقه على الجدار وهو يزأر وكأنه فقد عقله:
- تفوه بتلك التفاهات مرة أخرى وأعدك أن تخرج من هنا إلى أقرب مستشفى!

ظل أليساندرو يرمقه بنظرات باردة: - أريد أن أراك وأنت تحاول! قال وهو يدفعه عنه باستفزاز متعمد
- سأحاول!
قال ليام وظهرت نظرة مجنونة في عينيه اللتان اشتعلتا بلهيب أزرق ليسدد لأليساندرو لكمة قوية أطاحت برأسه إلى الوراء، لوهلة جمدته المفاجئة، قبل أن يعود إلى الواقع ممسكا فكه الذي تلقى الضربة العنيفة، ليدفع ليام بقوة ويسدد لوجهه لكمة انفجر الدم على اثرها من فمه ليغطي قبضة أليساندرو القوية...

رفع ليام رأسه وظهرت ابتسامة مجنونة على زواية فمه. مسح الدم الذي كان ينزل غزيرا يلون قميصه، ليقفز مرة أخرى على أليساندرو ويسدد له لكمة قوية كادت تكسر أنفه ليشتبكا بعدها كثورين هائجين، لا أحد منهما أراد التراجع. وتحول الشجار إلى قتال حقيقي، أسقط ليام أليساندرو على الأرض محاولا تتبيثه دون جدوى. فأليساندرو لم يكن أقل من غريمه قوة وهذا ما جعل ليام يصبح أشد غضبا وجنونا...

أخيرا تمكن الحراس بجهد خارق من ابعاد رب عملهم وسحب أليساندرو خارجا بينما ظلت نظرات ليام المظلمة والمتحفزة تتوعدان بحرب لن تنتهي قريبا!
ذلك المساء في محبسها تلقت ألكسندرا خبرا صادما، عيناها تسمرتا على المحقق الذي يعتذر منها عن سوء الفهم الذي حصل راجيا منها قبول الاعتذار الرسمي من قسم الشرطة...

- سيدة جايمس نحن فعلا آسفون لما حصل معك! لقد اتصلت لانجلي منذ قليل. وأخبرونا أنك بالفعل موجودة على قوائم حماية الشهود لديهم!
- ماذا؟! قالت ألكسندرا بذهول وهي تنظر إلى مخاطبها بعدم تصديق ما الذي يعنيه كل هذا؟
- هذا يعني أنك حرة للرحيل. ونحن آسفون مرة أخرى لسوء الفهم! سكت قليلا قبل أن يضيف تعرفين أن مثل هذه المشاكل واردة خصوصا مع النظام المعلوماتي!

كانت واردة بالنسبة لها هي فقط فكرت ببؤس لقد وفي بوعده وهو ينتظر منها أن تفي بكلمتها بالمقابل...
وضعت رأسها بين يديها وتنفست بعمق محاولة اخراج التوتر الذي بداخلها، تعلم أنها إذا لم تخرج الآن من هذا المكان المظلم فهي بالتأكيد قد تقرر البقاء هناء مختبئة إلى الابد، وكان هذا مستحيلا، لديها ماسيموس! وهي لأجله قد تمشي على الجمر المشتعل إذا اقتضى الأمر...

أخيرا رفعت عينيها إلى الرجل الجالس أمامها لتقول: - هل يمكنني الخروج الآن؟
- الآن؟! قال المحقق باستغراب ألن تتنظري محاميك على الأقل؟
ابتسمت ألكسندرا بمرارة وهي تزيح مقعدها جانبا وترفع وجهها الذي استحال شاحبا لتقول:
- أريد فقط أن أعود إلى البيت!
ركن أليساندرو سيارته بعنف أمام البوابة وخرج منها كثور هائج، لا يتخيل إلى الآن أنه استطاع أن يخرج من مكتب ذلك حقير دون أن يغامر بتغيير ملامحه...

مسح الدم الذي كان يسيل من أنفه دون توقف قبل أن يرن الجرس بيد متصلبة...
استمر الرنين لدقائق قبل أن تفتح مدبرة المنزل لتصرخ من هول المفاجئة وهي تنظر إلى وجه أليساندرو وقميصه الذي تغير لونه إلى القرمزي الداكن...
أزاحها بعيدا محاولا الوصول إلى غرفته قبل أن تراه كاثرينا الرقيقة وهو بتلك الحالة المزرية، ليتسمر في مكانه وهو ينظر إلى الجسد الرقيق الذي وقف يتأمله برعب...

لم تستطع كبت صرخة معذبة وهي تنظر إلى وجه أليساندرو المدرج بالدماء لتركض إليه بينما جمدته المفاجئة.
- ألكسندرا! قال بصوت غلبت عليه العاطفة رغما عنه كيف وصلتِ إلى هنا؟ متى عدتي؟
رفعت يديها محاولة لمس وجهه وقبل أن تصل إليه أمسك أليساندرو يدها بحزم، كان حتى الآن غاضبا منها. وغضبه لم يخف بعد زيارته لليام...

تراجعت ألكسندرا خطوتين إلى الوراء وظهر الألم واضحا في عينيها، رؤيتها حزينة مزقت قلبه، لكنه لم يستطع مسامحتها أيضا فهي قررت التضحية به بعد كل سنوات الحب التي أخلص فيها لها، عصر على قبضته محاولا تدارك الغضب الذي كان يهدد بالخروج، كان يرغب في هزها بكل قوة إلى إن تصطك أسنانها، لكن منظرها الرقيق الخائف جعل قلبه الخائن يرتعش رغما عنه، اقترب منها ليأخدها بين ذراعيه وهو يقول:.

- لا أريد أن أراك هكذا أبدا ألكسندرا! من فضلك كفي عن تعذيبي!
سحبها إلى غرفة المكتب قبل ن يسمح لها بقول أي شيء، ليجلسها على الأريكة الجلدية ويجلس إلى جانبها، لم تستطع ألكسندرا إن تظل ساكنة وهي تنظر إلى وجهه النازف بألم، فهي تعرف سبب كل هذا وتعلم كيف يمكن لليام أن يكون مؤذيا حين يريد...
أمسكت محرمة ورقية من على الطاولة لتقترب من وجهه وتمسح الدم المتبقى على أنفه...

- كيف حصل هذا؟ قالت ألكسندرا بصوت مرتعش
- مجرد حادث! رد محاولا الابتعاد بنظره عن عينيها
- إنه هو! أليس كذلك؟ قالت ألكسندرا بصوت خافت.

- لا تخافي ألكسندرا! أنا قادر على حماية نفسي! علق بمرارة أنا لست طفلا! على عكسك ألكسندرا. أنا قادر على التصدي لليام! فقط لا تعودي إليه! اختاريني ألكسندرا! أطلبي الطلاق! أمسك يدها التي كانت تمسح وجهه يغطيها بيده ليقول وقد عاد إليه الأمل مجددا في اقناعها تزوجيني. اختاريني وسأحميك إلى أن يفرقنا الموت!

خرجت شهقة من شفتيها وتحولت عيناها إلى بركة من الدموع، كيف لها أن تخبر رجلا بنبله أنها لن تستطيع الزواج منه بعد الآن؟ تنهدت بألم والكلمات تخرج مرتعشة من بين شفتيها:
- لا أستطيع أليساندرو! لقد وقعت على عقده منذ سنوات! والآن سأدفع ثمن هذا العقد اللعين إلى آخر يوم في حياتي! إذا لم أذهب معه باختياري، ليام سيأخد ماسيموس مني! لن أستطيع العيش من دون ابني! لن أستطيع!

وضعت وجهها بين كفيها وانخرطت في بكاء أدمى قلبه. أخذها بين ذراعيه وهو يهدهدها كطفلة ضائعة إلى أن توقفت أخيرا عن البكاء، رفعت رأسها لتصدمها نظرة الألم في عينيه، أليساندرو يتألم بقوة وهي السبب، كيف ستستمر بالعيش وقد جرحته بتلك الطريقة البشعة؟!
- أرجوك أليساندرو...

ابتسم بانهزام وهو يتأمل ملامحها الرقيقة المعذبة، لوى شفتيه قائلا: - رغم كل الحب الذي اأمله لك ألكسندرا، إلا أنني لست أنانيا لدرجة أن أطلب منك أن تختاري بيني وبين ابنك! هذا شيء غير عادل! لكن.
وقف ليبتعد عن تأثيرها عليه وهو ينظر إلى السيول التي تنزل على النافذة بوجه متجهم...
- لن أيأس من حبك يوما! أنا مستعد لأن أنتظر بعد.

حاولت ألكسندرا الكلام لكنه أوقفها بحركة من يده: - فقط عديني أنك ستفكرين جيدا قبل أن تقومي بأي قرار متهور!
تنهدت ألكسندرا وهي تنظر إليه بألم، كيف ستخبره أنها قد اتخذت القرار بالفعل...
في مكتبه،
صرف ليام حراسه وهو يزفر بقوة ويتحرك كحيوان متوحش حبيس، كلمات أليساندرو جعلت الدم يغلي في عروقه، وهي تتكرر داخل رأسه دون توقف...
خطيبته. طفله. له.

كيف يجرؤ أن يقول أنها له؟ ألكسندرا! تلك الساقطة اللعوب! كانت تعيش حياتها غير عابئة للقسم الذي أقسمته!
اللعنة عليك ألكسندرا!
صرخ ليام بجنون وهو يركل المقعد أمامه بوحشية وكأن الغرفة التي تحولت إلى حلبة مصارعة كانت تحتاج المزيد من الدمار.
أخيرا فقد ليام قوته وخار على كرسي مكتبه يزفر وهو يفتح أزار قميصه بينما يعلو صدره وينزل بقوة غير طبيعية.
ألكسندرا مايلز أخرجت الوحش الكامن بداخله والذي روضه لسنوات!

- تريدين اللعب بحقارة ألكسندرا؟! حسنا سنلعب لعبتك!
قال ليام متوعدا وهو يصب لنفسه جرعة من الشراب ويرفعه إلى فمه يتجرع السائل الحارق دفعة واحدة...
رغم كل محاولات كاثرينا في إثناء ألكسندرا عن العودة إلى منزلها إلَّا أنها قررت الرحيل...
- علي الذهاب كاثرينا! أحتاج لى أن أكون لوحدي لبعض الوقت!
حركت كاثرينا رأسها بتفهم بعد أن فقدت الأمل في اقناعها.

أخيرا أمسكت بيد طفلها تتبعها روز إلى سيارة الأجرة التي كانت تنتظرهما، رفعت رأسها إلى النافذة التي تعلم أنه يقف ورائها، لكنه أغلق الستائر وابتعد...
لم يودعها! لكن ما الذي كانت تنتظره وهي بعد كل تلك السنوات قد بعدته عن حياتها ورفضت حبه واسمه معا؟! هي حتى لن تسامح نفسها على استغلاله بتلك القسوة...
أغمضت عينيها وأعادت رأسها إلى الوراء تتذكر أول لقاء لها بأليساندرو...
منذ 7 سنوات،.

ظلت ألكسندرا واجمة وهي تنظر إلى الصرح الضخم الذي لم تره سوى في المجلات، كانت البنايات بلندن ساحرة للغاية لم تستطع إلا ان تنبهر بهذا الكم الكبير من الجمال...
لطالما استهوتها البنايات الكبيرة، والآن وهي تنظر إلى قصر ويستمنستر حاملة في يدها كاميرا. كانت تشبه سائحة صغيرة بشعرها الناري والذي كان يتطاير مع النسمات ليمنحها سحرا خياليا.

كانت مستمتعة بجمال البناء حتى أنها لم تنتبه لخطواتها، لتصطدم بعنف بالرجل الذي كان ينزل من المبنى بخطوات واثقة، أوقفتها الذراعان القويتين واللتان أمسكتا بها في آخر لحظة قبل أن تهوي على الدرج بقوة...
- هل أنت بخير يا آنسة؟
رفعت عينيها وإلتقت بصاحب اللكنة المميزة والتي أرسلت القشعريرة على بجسدها وهي تتذكر نفس اللكنة التي تحاول نسيانها إلى الأبد...

أغلقت على الذكرى سريعا مستمرة في التحديق إلى منقذها بعينين واسعتين من الدهشة، تنبهت أخيرا أنه لا يزال يمسك ذراعيها لتزيح يديه وهي تقول:
- أنا بخير...
- في المرة المقبلة كوني أكثر حذرا!
قال مبتسما وهو ينظر إليها وكأنه يكلم طفلة قبل أن يتركها ويكمل طريقه نحو سيارته الفخمة ويفتحها لمرافقته والتي ظلت ترمقها بنظرات استهجان واضحة...

كانت هذه المرة الأولى التي التقت فيها بأليساندرو، لتصدم برؤيته مرة أخرى وفي منزله، بأول حفلة دعتها لها كاثرينا...
- ألانا أقدم لك. ألساندرو مارسيلو دي فايو، أخي صاحب شركة دي فايو القابضة للبناء.
قالت كاترينا بفخر وهي تنظر إلى زميلتها التي شلتها المفاجئة وتركتها عاجزة عن الكلام...

- ألانا جايمس قد عادت للتو من الخارج، لقد كانت تدرس الهندسة المعمارية بأمريكا وستكمل آخر سنة لها هنا معنا شرحت وهي تقدمها لشقيقها
حرك أليساندرو رأسه وهو ينظر إلى وجهها والذي أصبح محتقنا، لما ينظر إليها بتلك الطريقة الغريبة والتي تجعلها تشعر بالتوتر...
- مرحبا بك ألانا جايمس. قال أليساندو بلكنته المميزة
رسمت ابتسامه مجاملة على شفتيها قبل أن ترفع يدها لتصافح اليد الممدودة نحوها وتقول بصوت خافت:.

- سررت بمقابلتك...
كان أليساندرو ينظر إلى خجلها الفطري وهي تحرك يدها في خصلات شعرها النارية باستمتاع قبل أن يعلق بصوت هادئ:
- في المرة المقبلة حاولي أن تنظري جيدا أين تخطين ألانا جايمس! قد لا أكون في الجوار لانقادك!
لقد تذكرها!

رفعت رأسها في تلك اللحظة وتلاقت أعينهما، كانت عيناه الذهبيتان مليئتان باعجاب صريح لم يحاول اخفاءه، وقبل أن تستطيع الابتعاد عن خطر تلك العينين، اقتربت منهم فتاة في غاية الجمال لتضع أصابعها الملونة بأحمر قان على كتفه، وتتكلم بصوت خرج كالموسيقى، بالتأكيد إنها الايطالية، فكرت وهي تنظر إلى الفتاة بينما سرح عقلها بعيدا تتذكره.

اللعنة توقفي ألكسندرا! إنه حلم فقط لا وجود لشخص اسمه ليام! أنت ألانا! ألانا جايمس انجليزية المولد وتحمل طفلا من مجهول.
أعادتها من أفكارها يد كاثرينا التي تسحبها بعيدا عنهما ونظرة ممتعضة تطل من عينيها بينما ظلت عينا أليساندرو تشيعانها حتى غابا بين المدوعويين...
- إنها صديقة أليساندرو الجديدة شرحت كاثرينا بامتعاض واضح عارضة لعينة! أنا أكرهها بالفعل!

- إنها فاتنة! علقت ألكسندرا بدون اهتمام. لتسأل كاثرينا بفضول غريب هل أنتم ايطاليون؟
- صقليون! قالت كاثرينا ضاحكة هنالك فرق ألانا!
كانت الذكريات القوية في كابري تضربها مرة أخرى بعنف، ضغطت بقوة على جبينها محاولة ايقاف الألم قبل أن تقول بصوت خافت:
- علي المغادرة الآن!


look/images/icons/i1.gif رواية قيد الماس
  22-03-2022 08:04 مساءً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الخامس عشر

لديه خطيبة فكرت ألكسندرا والمياه الدافئة تنساب على جسدها المستنفذ والمرهق من تعب الأسبوع الماضي والذي قضته حبيسة الجدران الاسمنتية...
يجب أن يعود إلى خطيبته قريبا! فهذه هي الطريقة الوحيدة لكي لا تظل معرضة لاغراء الرجل الأكثر أنانيةأ وتدميرا الذي قابلته في حياتها كلها! هي لم تعد تثق بنفسها بعد الآن خصوصا حين تكون إلى جواره، الجنون يصيبها كيف لا وجسدها الخائن لم يعد منيعا ضد لمساته...

كيف ستقاومه الآن إذا قرر الحصول عليها؟ وهذا ما عبر عنه بوضوح ودون مراوغة، هل ستسمح لنفسها بأن تغوص مرة أخرى في متاهات علاقتهما؟ وهي تعرف أنه لم يكن هنالك سوى رغبة وحشية متقدة ولا شيء آخر، هل هذا يكفي الآن؟ هل سيكتفي ليام باخضاعها لرغباته فقط؟ أم أنه يريد المزيد منها هذه المرة؟ ليام ماكسويل انتزع قطعة من روحها في الماضي، هل كان يسعى للمزيد؟

شعرت ألكسندرا بأن الماء أصبح باردا فجأة، أقفلت صنبور المياه بيد مرتعشة من البرد وخرجت من الحمام متجهة نحو غرفتها لتصرخ رعبا...
- يا الهي! كيف وصلت إلى هنا؟!
تكلمت ألكسندرا بصوت متقطع وهي تحدق إلى الوجه المكفهر غضبا والذي غطت الكدمات كل إنش منه، ارتفع حاجبه بسخرية وهو يخطو ليجلس على حافة السرير يتأملها باستمتاع.
- تسللت من تحت الباب!

عصرت ألكسندرا يديها على المنشفة التي كانت تمسك بها، وكأنها تخشى عليها من السقوط قبل أن تعود إلى الوراء بخطوات متهورة جعلتها تتعثر، وقبل أن تحاول أن تتوازن. قفز ليام بسرعة لتتلقاها ذراعاه القويتان، للحظة خاطفة كانت نظرة مختلفة تشع من عينيه، قبل أن يغلفهما البرود مجددا وهو يساعدها على الوقوف، ليبعدها عن محيط ذراعيه ويخطو نحو الباب المغلق ليفتحه قائلا:.

- غيري ملابسك ألكسندرا! أنا سأنتظر بالأسفل. فلدينا أشياء كثيرة لنناقشها اكمل بنبرة حملت الكثير من التهديد
حين خطت ألكسندرا إلى غرفة الجلوس بعد نصف ساعة من التململ داخل غرفتها محاولة أن تبدو قوية. كان ليام يشرب قهوته بهدوء وهو يتحدث إلى مدبرة منزلها والتي كانت بالفعل مفتونة به وابتسامة بلهاء تعلو شفتيها...
يا إلهي! لم تكن تحتاج إلى هذا النوع من الود نحوه وخصوصا الآن!

تنهدت بعمق وهي تقترب منهما، كان يبتسم إلى مدبرة منزلها تلك الابتسامة المغوية والساحرة، والتي اختفت تقريبا وهو يحدق إلى ملامحها الشاحبة وتحولت نظراته إلى الجمود قبل أن يضع فنجانه على الطاولة المنخفضة ويعود لتأملها بغطرسة، تحولت نظرات روز إلى مخدومتها لتقول:
- آه ألكسندرا! لقد حضر السيد ليام لمقابلتك!
وسمحتِ له بالوصول إلى غرفتي فكرت بصمت وهي تجلس على الأريكة المقابلة لليام.

لم تتكلم ألكسندرا فكلماتها بالكاد ستكون مفهومة وشعور بالفزع يتملكها وهي تراه جالسا في بيتها بارتياح تام وكأنه منزله الخاص، اكتفت بايمائة من رأسها...
فهمت روز أن عليها المغادرة وتركهما، ابتسمت لليام لتغادر ليبادلها هذا الأخير الابتسام قبل أن يعود محدقا إلى ألكسندرا وقد اختفى الدفء تماما من عينيه...

لدقائق طويلة ظل الصمت مخيما على الغرفة، ليام كان يتأملها بعينين صعب تفسيرهما بينما جلست هي بعيدا في عالمها الخاص تفكر كيف حصل كل هذا...

حين اكتشفت للمرة الأولى أنها تحمل طفله، كانت تكرهه كراهية شديدة، فكرت حينها أنها لو كرهته بتلك الطريقة على كل الأشياء التي جعلها تعيشها قد تستطيع المضي قدما، وأنه لكي تحب هذا الطفل بالكامل كان عليها أن تنسى والده وتمحيه من ذاكرتها إلى الأبد، أقنعت نفسها بأنها ألانا لسنوات وهذا جعلها تعيش بسعادة إلى جانب ماسيموس، منحته كل شيء قد يرغب طفل صغير بالحصول عليه، منزل رائع عناية مميزة وأفضل المدارس، لكنها فشلت فشلا ذريعا في منحه أبا...

في الجهة المقابلة، ظل هو جالسا يتأملها وقناع من البرود يكسو وجهه، بينما كانت نيران الغضب المحرق تتأجج تحت ذلك القناع، بعد كل السنوات التي قضاها كالمجنون في البحث عنها، عن الحب الثمين الذي أخلص له واعتبره منحة من القدر لن تعاد مرة أخرى...

طوال السنوات التي انتظر بأمل وهو الذي لم يعترف بالأمل أو المعجزات يوما. لكن من أجلها هي كان ليصدق أي شيء فقط لتعود إليه، كل تلك السنوات فكر بكل احتمال ممكن، حتى أنها قد تكون اختطفت على يد من أرادوا ايذائه، ويشهد القدير أنه كان مستعدا للموت في سبيل عودتها إليه، كاد يضحك من سذاجته الآن...

تذكر كيف كان غبيا ليصدق بعد كل تجاربه مع النساء، أن هناك أنثى صادقة تستحق الثقة، لقد جعلته يصدقها. لا تزال تلك الفكرة تشعره بالغضب والعار، لقد صدق أنها مميزة، مختلفة. يا إلهي! لقد جعلته يهتم!

لكنها لم تكن سوى مخادعة أفضل من البقية، وها هي أمامه مستمرة في تقمص الدور باحتراف وهي تنظر إليه بعينيها الكبيرتين نظرات ملأها الترقب والخوف، يريد أن يصفق لها على هذا التمثيل المتقن لولا أنه يريد الاحتفاظ بيديه بعيدا لكي لا يخنقها بهما...

هذه المرة ألكسندرا لن تجعلي مني مغفلا! أقسم وهو ينظر إليها بعينين داكنتين ملأهما الغضب، سيستمع بمعاقبتها، قيود رباطهما المقدس ستكون سلاحه لتطهيرها من كل ذلك الخداع الذي تحمله، سيجعلها تتأسف على سبع سنوات من الكذب عاشها هو في الجحيم، أخيرا قرر أن يقطع الصمت مستمرا في التحديق إلى ملامح وجهها المرتبكة.
- طائرتي جاهزة وسنرحل الليلة!

للحظة ظلت ألكسندرا تستوعب كلماته ببطئ وكأنه يتكلم بلغة أخرى، قبل أن تتحول ملامحها إلى الدهشة ثم إلى الغضب...
- لا!
قالت ألكسندرا بقوة وقد احمر وجهها تقريبا من الانفعال، بينما تحولت عينيها إلى بركة كادت أن تفيض لولا محاولاتها المستميتة في السيطرة عليهما...

- لا؟ أعادها ببرود وهو يقترب منها بخطوات سريعة ليمسكها ويهزها بعنف ما الذي يعنيه هذا؟ هل تظنينها لعبة ألكسندرا؟ ألا تتعرفين على الخطر حتى وأنت تنظرين إليه؟!
- دعني! قالت وهي تدفع يده الممسكة بذراعها بقسوة لتبتعد بخطوتين تمسد ذراعها بألم لن أذهب معك إلى أي مكان الليلة! أنت لن تأتي إلى منزلي وتتخيل أنني سأتبعك الى النصف الآخر من العالم فقط لأنك طلبت!
- أوه ألكسندرا!

خطا نحوها وقد عادت السخرية اللعينة تغزو ملامحه الباردة، فكرت بصمت، كانت تنظر إليه وهو يتحرك في غرفة معيشتها ببدلته السوداء وقميصه الأسود وحتى الربطة السوداء التي خفف عقدتها حول عنقه، كان يبدو وسيما، متغطرسا وشريرا أكثر حتى من الشيطان نفسه!

- متى ستتعلمين أنني لا أفاوض ألكسندرا؟ أنا أقرر فقط! إذا أردت البقاء لك مطلق الحرية بذلك. وسأكون رحيما ولن أعيدك إلى السجن حيث تنتمين، لكن بالمقابل سأخذ ابني وأرحل! قرري ألكسندرا! رفع يده لينظر إلى ساعته الثمينة لدينا ساعتان لنكون في المطار قبل الاقلاع!
- لكن...
قالت ألكسندرا وقد بدأ الرعب يسيطر على حواسها، إن هذا حقيقي فعلا هو يريد أن ينتزعها من جذورها حتى دون أن يسمح لها بالتعود على الوضع الجديد!

- ماسيموس، لهثت وهي تقول إنه لا يعرف أنك والده!
- وخطأ من هذا؟!
هدر وتحول بروده إلى غضب أسود. عصر فكه بقوة محاولا امتصاص الغضب الذي كاد يدفعه إلى التصرف بوحشية معها، قبل أن يضيف وقد عادت إليه ملامحه الباردة مرة أخرى:
- سأدع لك فرصة للشرح يمكنك استغلالها! وهو يشير بيده نحو الدرج المؤدي إلى غرفة ابنهما
لكنها ظلت واجمة في مكانها تحدق إليه بنظرات ملأها الاستغراب
- الآن! قال ليام بقسوة.

ابتعدت هي سريعا نحو الدرج لتحتمي من غضبه...
لقد عاد ليام ماكسويل بجبروته وقسوته ليسيطر على عالمها في أسوء لحظاتها ضعفا، كان يستغل ابنها كما استغل ظرفها القاسي من قبل...
- تبا لك يها الوغد الأناني! شتمت وهي تصعد الدرج بسرعة وكأنه من الممكن أن يلحق بها ليعاقبها
لابد وأنه سمع شتائمها الطفولية وقد عادت الابتسامة الساخرة لترتسم على شفتيه...

أخيرا بعد ساعة ونصف، كانت ألكسندرا وماسيموس يصعدان إلى طائرة ليام الخاصة ليطيرا إلى الولايات المتحدة...
خلال 7 ساعات التي قضتها ألكسندرا منزوية في أحد مقاعد طائرته الفخمة، لم يتوقف ابنها عن الحركة سعيدا بالاكتشاف الجديد...

حين أخبرته بأن ليام والده توقعت كل شيء. خيبة الأمل، الحزن العديد، من الأسئلة حول عدم وجوده في حياتهما من قبل، توقعت الكثير إلَّا أن يشعر بالسعادة الغامرة وهو يركض نحو الدرج لملاقاة الرجل الذي لم يره سوى مرة واحدة...
عند الباب المؤدي إلى غرفة المعيشة توقف ليام ينظر إلى ماسيموس بنظرات ملأتها السعادة، جعلت قلب ألكسندرا يهوي بين ضلوعها ألما...

وقف هناك متشنجا ينظر إلى ابنه الشبيه به بدرجة كبيرة، قبل أن ينزل على ركبتيه أمام الصبي ويرفع ذراعيه مطالبا بعناق أبوي حار...
أغمضت عينيها للحظة محاولة عدم الشعور بأي احساس نحوه، كانت عيناه تشعان بحب صادق لم تره من قبل أو ربما رأته مع مير منذ سنوات...
والآن وهي تنظر إليهما وكأنهما أب وابنه، أن كل تلك السنوات التي لم يره فيه لم تؤثر على المشاعر الفطرية بالأبوة نحو ابنها...
ورغما عنها شعرت بالألم.

أغمضت عينيها بقوة محاولة تذكر أي شيء يلهيها عن المشاعر الغبية التي تحاول خرق دفاعاته ضده...
ليام الذي دمر حياتها في الماضي، ليام الذي كان مسؤولا عن موت شقيقتها؟
توقفت عند هذه الفكرة مرغمة.
أحقا تصدقين ذلك ألكسندرا! أكان ليام مسؤولا عن موت شقيقتك؟ ألم يحقق سوى رغبتك رغم هروبك؟! أنت من اخترت الأطباء! وأنت من أردت الجراحة! لا داعي للاستغلال موت مير في كرهك له!

تنهدت بعمق وهي تمسح دموعها التي أبت أن تتوقف وعادت لاغماض عينيها...
في مقدمة الطائرة كان ليام مشغولا بالسعادة الجديدة التي منحها إياه القدر، لم يختبر شعورا مماثلا في حياته، إنه أب لطفل رائع، ذكي ومتقد بالحياة...
لم يتوقف ماسيموس منذ اللحظة التي صعدوا فيها عن الحركة والتساؤل بعفوية عن كل شيء، من الحواسيب المعلقة إلى كابينة القيادة والذي كان ليام سعيدا بأن يأخده إليها...

وقد قرر ابنه في لحظة أنه يريد أن يصبح طيارا في المستقبل وقد نسي حلمه القديم بسرعة...
ذكره فجأة بمير. وعلا التقطيب ملامحه، كانت شعلة صغيرة من القوة والذكاء، وكانت لتكون في سنوات شبابها الآن، وبالطبع كان ليقتلع عيني أي شخص ينظر إلى مير طفلته التي لم ينجبها والتي أحبها منذ أول يوم شاهدها فيه، عصر على يده بقوة وظهرت معالم الغضب في عينيه...

لكنه حاول تداركها سريعا وهو يتأمل الطفل الذي توقف عن اللعب والذي يتأمله بمشاعر مختلطة من الفضول والخوف، أعاد الابتسامة الساحرة إلى شفتيه وهو يخطو نحو ابنه ويجلس إلى جواره...
- أتعلم لقد صممت مؤخرا لعبة إلكترونية جديدة. أتريد أن تجربها؟ أراهن على أنك ستكون أول طفل يستمتع باللعبة! مارأيك؟
علت نظرة الترقب والفرح وجه الصبي وهو يصرخ بمرح طفولي: - هل أنت جاد ليام؟
- بالتأكيد!

قال وهو ينظر إليه بحب أبوي خالص. يتمنى أنه بعد أيام قد يوصله إلى السحاب بكلمة أبي...
في منزل ألكسندرا بلندن،
وقف أليساندرو غير مصدق ومدبرة منزل ألكسندرا تخبره بمغادرتها...
- غادرت! قال أليساندروا وعيناه المتفرستان تمسحان وجه روز بغير تصديق.

أومأت روز برأسها مؤكدة: - لقد كانت السيدة في عجلة من أمرها بعد حضور السيد ماكسويل إلى هنا، حتى أنها لم تأخذ سوى القليل من الأغراض. وعدتني أنها ستعود قريبا حالما تستقر...
ظل وجه أليساندرو واجما وهو ينظر أمامه بعينين فارغتين. وقبل أن يحاول الخروج أضافت روز وهي تمسك في يدها رسالة أعطتها له:
- لقد تركت لك رسالة!
حرك أليساندرو رأسه في إيمائة قبل أن يأخد الظرف ويرحل نحو سيارته بينما الألم ينهش قلبه.

في سيارته، جلس أليساندرو محاولا السيطرة على المشاعر القوية التي حطمت قلبه، لثوان كان يريد الذهاب في إثرها ويعيدها مهما كلفه الأمر، لكن إلى أين سيذهب؟ حاول الاتصال بهاتفها مرات عديدة دون جدوى، كان الهاتف مغلق ويعيده إلى المجيب الآلي في كل مرة...

أخيرا قرر فتح الرسالة التي تركتها، قرأ المحتوى بسرعة وكأنه في سباق، كانت رسالة غير شخصية بالمرة، أخبرته في سطور أن عليها الرحيل وأنها آسفة على كل الألم الذي سببته...
يا إلهي ألكسندرا! بعد كل هذه السنوات؟! هذا كل ما لديك لتخبريني به؟!
شتم من بين أسنانه وهو يسدد ضربات عنيفة إلى المقود علها توقف الألم الذي بدا يضربه دون رحمة...

لقد أحب ألكسندرا لسنوات طويلة، لربما أعجب بها في البداية، كانت تبدو غاية في الروعة وخجولة جدا، حتى أنه لم يصدق شقيقته حين أخبرته عن حملها، كان ذلك بعد شهرين من الحفلة حيث التقيا للمرة الثانية...
قبل 7 سنوات،
كان أليساندرو منشغلا بالملفات أمامه بينما مدبرة المنزل تعيد ملأ فنجان قهوته حين دخلت كاثرينا وكعادتها مندفعة ومرحة...
قبلت وجنته ليبتسم لها كما يفعل كل يوم...

كانت تتحدث دون توقف ككل صباح، في أغلب الأحيان كان أليساندروا يستمتع بهذه النشرة الصباحية قبل ذهابه إلى العمل، لكنه اليوم كان فعلا مشغولا بالتحضير لمناقصة مهمة، يومئ لها كل فترة برأسه وكانه يستمع إلى أن صدمته بخبر حمل ألانا...
- أتعلم أن ألانا سترزق بطفل؟
تحرك أليساندرو من مقعده متفاديا قطرات القهوة التي كادت تحرقه بينما سقط الفنجان على الأرض.

- هل أنت على ما يرام؟ سألت كاثرينا وهي تنظر إلى شقيقها باستغراب
- أنا بخير! قال وهو يمسح بقايا القهوة من على قميصه
- ألانا حامل؟!
سأل بنبرة حاول بكل جوارحه أن تبدو عادية. لكن رغم ذلك كان الاستغراب والرغبة في المعرفة تطغى على ملامحه التي لم تبدو هادئة في تلك اللحظة...

أومأت برأسها مستمرة في قضم شريحة الخبز بنهم وكأنها تحدثه عن أحوال الطقس مسترسلة في الحديث دون اهتمام لعيني أليساندرو واللتان كانتا تضيقان من رغبته في المعرفة.
- لقد أغمي عليها أمس، واليوم الذي قبله. أخبرتها أن الأمر يمكنه أن يكون خطيرا وأنه عليها أن ترى طبيبا. لكنها فاجئتني أنها حامل!
- هل أخبرتك من الوالد؟ قال أليساندرو بلهفة.

- ليس هنالك من والد! ردت كاترينا ببساطة لقد حصلت على متبرع، كانت تريد الحصول على طفل بشدة، حين كانت بأمريكا ذهبت إلى عيادة خصوبة وحصلت عليه!
وقفت كاثرينا أخيرا وحملت حقيبتها الملقاة على الطاولة باهمال. اقتربت من أخيها والذي لا زال ذاهلا من المعلومات الجديدة حول ألانا قبل أن تقبل خده بحنان...
- توقف عن التفكير في ألانا! لديك مصيبة كبيرة. عليك التفكير فيها! مشيرة إلى العارضة التي يواعدها.

وقبل أن يستجمع أفكاره المشتتة ليجيب كانت هي قد رحلت بالفعل...
عاد أليساندرو إلى الواقع مشتتا على وشك الانهيار...
هل فقد ألكسندرا إلى الأبد؟ ماذا عن ماسيموس هل سيفتقده؟ هل سيشعر بغيابه؟
زفر بعنف محاولا التخفيف من خفقان قلبه المتسارع لينظر إلى الأسفل حيث لا زالت رسالتها مجعدة في قبضته، يلعن ليام على كل الأذى الذي سببه...
في طائرة ليام الخاصة،.

ظلت ألكسندرا تحاول جاهدة تمثيل النوم متفادية النظر إلى ليام، خصوصا بعد أن أجهد ماسيموس باللعب ونام على ذراع والده، كانت ترغب بالنهوض لوضع ابنها في السرير. لكنه سبقها وهو يحمل الطفل الصغير إلى غرفة نومه.
هل هكذا ستكون الحياة مع ليام؟ أسيجردها من حقوقها على ابنها بهذه الطريقة؟

لم يمر سوى ساعات على عودتها إليه وتشعر أنها مشتتة وخائفة، قررت أخيرا أن تغمض عينيها وتمثل النوم، على الأقل ستكون في منأى عن هجوم ليام وكلماته المسمومة...
أخيرا سقطت في النوم رغما عنها بينما عادت عينان مظلمتان لتحدقا إليها بمزيج من الغضب والقسوة...
بعد مدة، شعرت ألكسندرا بيد تحركها. فتحت عينيها وفاجئها المنظر، كان ليام يحمل ابنها النائم بينما نظراته الباردة تمسح وجهها.
- لقد وصلنا! قال ليام.

قبل أن يتركها ويتجه إلى حيث كانت المضيفة واقفة لاستقباله بابتسامة مغوية...
لابد وأن الابتسامة كانت له وحده، فالفتاة لم تعد تبتسم وهي تتأملها بنظرات مختلفة، لكنها لم تكن فعلا مهتمة، في أوقات أخرى كانت لتخبرها أنها يمكنها الحصول عليه مغلفا مع بطاقة، لكن حتى حس الدعابة كان قد اختفى في ظل التوتر الذي تعيشه...

حركت يديها محاولة اعادة المرونة إليهما وتبعته صامتة إلى سيارته الرباعية الدفع والتي كانت في انتظارهما في المطار...
طوال الطريق نحو الفيلا. كان ليام بعيدا بأفكاره ينظر إلى الطريق غير مهتم بارتعاشها القوي والذي ازدادت حدته كلما اقتربوا، أخيرا توقفت السيارة أمام البوابة الكبيرة لفيلا ليام...

تنفست ألكسندرا بعمق محاولة التخفيف من التوتر الذي كان يحرق أعصابها. منظر الفيلا أعاد إليها ذكريات مؤلمة تمنت لو تمحوها من ذاكرتها إلى الأبد...
إنها نفس الفيلا! نفس المكان الذي أتت إليه مجبرة منذ سنوات، هنا تغيرت حياتها ولم تعد نفس الانسانة التي كانت عليها، لقد فقدت قطعة من روحها هنا، كانت الذكريات تتقافز كشريط طويل أمامها، تعيدها مرغمة إلى الماضي، الماضي الذي جاهدت لمحوه لسنوات...

شعرت الكسندرا فجأة أنها مراقبة، رفعت وجهها وإلتقت عيناها بعينيه، تلك الزرقة الثلجية بعثت البرودة بكامل جسدها وجعلتها ترتعش رغما عنها...
- سننتظر طويلا؟ سأل وهو يتأمل ملامحها باهتمام
مسدت ألكسندرا ملابسها بيدين مرتعشتين لتحمل حقيبتها وتنزل في خطوات متعثرة، كان شعورا قاسيا جدا وهي تخطو نحو باب الفيلا، ليعبره ليام حاملا ابنه النائم بين ذراعيه، كل الألم عاد فجأة، لقد كانت مير هنا حية في يوم من الأيام!

حاولت اغلاق باب الماضي والذي فتح على مصراعيه أمام عينيها مخرجا كل الذكريات، أخيرا استسلمت تاركة الألم يستبد بجسدها المرهق...
حين أوصلها أخيرا إلى جناحها القديم، كانت مستعدة لكي ترمي نفسها على ذلك السرير المثقل بالذكريات دون أن تخرج من شفتيها كلمة احتجاج واحدة...
هل يستمتع بألمها؟ هل يفعل؟

تلك الفكرة ضربتها بقسوة، لقد أعادها إلى نفس الفيلا حيث إلتقى بمير، كان يمكنه ببساطة أن يأخذها إلى فندق، لكن كان يمكنه أن يأخدك مباشرة إلى كابري همس الصوت بداخلها مجددا هناك كنت لتعرفي معنى العذاب الحقيقي...
في غرفة مير القديمة،.

وضع ليام ابنه المتعب على السرير، خلصه من حذائه ودثره جيدا قبل أن يطبع قبلة حانية على خده، تجول بعينيه داخل الغرفة التي أصبحت مختلفة تماما عما كانت عليه، لم يستطع يوما دخولها منذ وفاة مير، لقد أمر منذ أيام فقط بتغيير كل شيء ليناسب طفلا في عمر السادسة، طفله. ذلك الطفل الذي لم يكن ليعرف بوجوده أبدا لولا تدخل القدر.

ألكسندرا! عصر قبضته، في تلك اللحظة فقط تذكر أنه وضعها في جناحها القديم انطلق سريعا ليفتح باب الجناح بقوة...
كانت نائمة في وضعية الجنين متكورة على نفسها كعادتها وقد انحسر الغطاء عن جسدها الفاتن، للحظة تأمل هشاشتها وكان ليتركها بسلام، لكن الحقد القوي عاد ينهش قلبه، اقترب من السرير ليوقظها دون مراعاة لتعبها والذي بدا واضحا على ملامح وجهها الرقيق الشاحب...
- ألكسندرا! هتف وهو يهز كتفها بقسوة.

كانت قد نامت لدقائق معدودة حين شعرت بيد تحركها بعنف، فتحت عينيها المثقلتين لتراه يقف وعيناه مسلطتان عليها ببريق وحشي أرعبها، قفزت إلى الغطاء الملقى بجانبها محاولة حماية نفسها من تلك النظرات. قبل أن يأتي صوته قاسيا ومسيطرا كعادته:
- ما الذي تظنين أنك تفعلينه في هذه الغرفة؟!
رفعت ألكسندرا حاجبها في استنكار واضح، أليس هو من أعادها إلى هنا؟
- وما الذي يبدو لك أنني أفعله؟

زفر ليام بقوة دون أن يسمح لها بقول المزيد. أمسك بها ليسحبها من السرير وكأنها لا تزن شيئا ليحملها وسط ممانعتها العنيفة، كانت قد فهمت متأخرة ما الذي كان يحاول فعله وكانت عازمة على مقاومته...
رفعها بسهولة ليحملها ويعبر بها الرواق نحو غرفته، فتح الباب سريعا ليقفله بقوة بقدمه مقتربا من السرير حيث رماها بإهمال. وقبل أن تستطيع الهروب مجددا كانت يداه تطوقانها مقيدا معصميها الرقيقين بيد واحدة.

قبلها بحنان على شفتيها قبلة أذابت عظامها وأوقفت عقلها عن التفكير. لثوان كانت مستسلمة لهذا العناق الجائع والمثير. واختفى كل شيء سوى احساسها القوي برغبته...
- قولي أنك لي! قال والرغبة تسيطر عليه
فتحت عينيها بصدمة. يا إلهي أنها تسمح له بالسيطرة عليها مجددا!
- لا! لهثت محاولة ايقاف المشاعر التي كانت تتدفق كالجحيم مهددة باحراقهما معا
صارعت محاولة الافلات من قبضته وهي تصرخ: - أنا لا أريدك!

للحظة لمحت ومضة من الألم بداخل عينيه، قبل أن ينحني رأسه ليأخذ شفتيها ويداه تتحركان بجرأة أكثر على جسدها مزيحا قميص النوم بسهولة.
- لا يمكنك.
حاولت الاعتراض لكنه لم يستمع لم يتوقف، وفي اللحظة التي استسلمت أخيرا لتلك المشاعر العنيفة تلهث من قوة رغبتها، رفع ليام ذراعيها وشعرت بمعدن بارد على معصمها.
يا إلهي! لقد كان قيدا! هل ليام يقيدها إلى السرير أم أنها تتوهم؟

لم يتركها لتستوعب صدمتها الجديدة وهو يعود ليغمرها بقبلاته وهو يهمس في أذنها بصوت عميق من العاطفة:
- لقد قضيت السنوات الماضية محاولا نسيان. كيف كان يشعر جسدك مقابل جسدي، كراهيتي الآن هي كل ما ستحصلين عليه!


look/images/icons/i1.gif رواية قيد الماس
  22-03-2022 08:05 مساءً   [15]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل السادس عشر

يا إلهي لقد قيدها! تلك المعرفة جعلت دم ألكسندرا يتدفق دافئاً في أوردتها، شعرت به يبتعد قليلاً وعيناه تتجولان بمتعة على منحنياتها الشهية، توقف أخيراً عند بطنها المسطحة، قبل أن يعود ليتأملها والرغبة الجائعة تطل من عينيه.

أحنى رأسه بينما حركت وجهها محاولة تفادي فمه والذي هبط مطالباً بفمها بإغراء شديد. كانت تتلوى محاولة تحرير نفسها. أبدا لن تستسلم لتلك المشاعر مهما كان الثمن. ليام يكرهها لقد قالها لمرات لاتعد. لكن هذا لم يمنعه بالمطالبة بجسدها رغم ذلك. مستحيل أن تتركه يدمرها بكرهه. حركت يديها بقوة محاولة التملص من القيود. لكن المعدن البلاتيني كان محكماً بشدة.

أخيراً عادت نظراتها إليه تتوسله. لكن ما رأته بداخل تلك العينين الباردتين جعل أحشائها تتلوى. تلك الرغبة الداكنة العميقة سيطرت عليها وجعلتها تتوقف عن المقاومة...
للحظات كان يتأملها فقط. حين حاولت أخيراً كسر الرابط الغير مرئي بينهما. هبط ليام مرةً أخرى ليأخذ هذه المرة شفتيها في عناق وحشي متقد بالمشاعر...

لم تعد تستطيع مقاومته وجسدها ينتفض من رغبتها في عناقه. استسلمت للمشاعر القوية التي سيطرت عليها وأصبحت ضائعة في موجة المتعة التي ولدتها أصابعه الخبيرة...
للحظة كانت غائبة في ظل المشاعر المكثفة والعميقة والتي ستصيبها بالجنون وفم ليام يجتاح فمها ويداه تتجولان على جسدها ترسلان فيه أمواجاً متتالية من المتعة...

أصبحت تحترق من رغبتها في عناقه في أن تصبح له، المعدن البارد يضغط على رسغها الرقيق، لكنها لم تعد تهتم سوى بهذا الرجل الذي كان يلمسها بطرق جعلت جسدها ينبض بالحياة مجدداً...
- ليام أرجوك! صرخت بخفوت غير قادرة على احتمال المزيد
تنفس ليام الخشن بدا قاسياً وهو يزفر بقوة محاولاً السيطرة على جسده.
- قوليها مرةً أخرى! همس قريباً منها مستمراً في مداعبة أذنها
- أرجوك! همست ألكسندرا وصوتها يضيع بين شهقاتها.

حين أيقن أخيراً باستسلامها الكلي له، رفع ليام رأسه يتأمل شفتيها المنتفختين ووجهها المحتقن من الرغبة، قبل أن يحرك يده ليفتح قيدها بسهولة ويهمس بصوته البارد والذي جمد جسدها فجأة:
- سنتوقف هنا الليلة ألكسندرا، يمكنك العودة للنوم الأن!

فتحت ألكسندرا عينيها بذهول وشعرت بطعنة في أحشائها، لقد كانت عارية تماماً ومقيدة في سريره، بينما كان لايزال بكامل ملابسه مسيطراً على جسدها. انتفضت بعنف تغطي عريها المخزي بينما تجمعت دموع الاهانة في عينيها، لقد جعلها تستسلم له. تستجديه ثم نفضها عنه كشيء قذر...
- تباً لك أيها اللقيط! صرخت والدموع تمنعها من الرؤية
لكنه كان قد غادر تاركاً ألكسندرا تنتفض ودموع الحسرة والمرارة تبلل وجنتيها...

في الصالة الرياضية للفيلا،
ظل ليام يضرب كيس الملاكمة بوحشية إلى أن شعر أخيراً بالإجهاد، مشاعره متضاربة وقلبه يخفق بقوة لدرجة أنه يشعر بالطنين في أذنيه، لقد جعلته للحظة يفقد عقله، كيف لمشاعره أن تخونه، بهذه السهولة فقد سيطرته على نفسه وللحظة نسي من تكون ألكسندرا...

لقد ترك مشاعره تخذله رغم كل الألم الذي عاناه بسبب تلك الساحرة النائمة في سريره، جعلت منه غبياً، معتوهاً وأحمقاً، لكن بقبلة واحدة كاد يضيع لينسى كل شيء سوى رغبته المتقدة بها...
- اللعنة! شتم ليام وهو يرمي القفازين على الأرض بينما صدره يعلو وينخفض بهياج.

طوال ساعات كان قد ركض على الشاطئ، ثم عاد ليعذب نفسه عله ينسى رغبته الشديدة بألكسندرا، لكن بعد كل هذا التمرين المجهد. كان لا يزال يرغب بها كالجحيم، أخيراً قرر أن يعود إلى المسبح عله يطفئ النيران التي أشعلتها بداخله...

حين عاد إلى الغرفة مع بزوغ الفجر، كانت ألكسندرا قد خلدت للنوم، اقترب ببطء من السرير ينظر إلى ملامحها الناعمة والتي كساها الحزن فرت دمعة لتسيل ببطء على خدها، بينما ترك القيد آثاراً حمراء على رسغيها، عصر يده بعنف محاولا مقاومة شعوره في الاقتراب منها ومسح تلك الدموع...
تبا! هي لن تستحق عطفه الآن كما لم تستحق حبه وإخلاصه في الماضي!

تذكر ذلك جيداً ليام! ألكسندرا هنا لتكفر عما اقترفته في حقك لسبع سنوات! بعدها يمكنها الرحيل ولتختفي إلى الأبد إن أرادت!
- هذه المرة لن تأخذي ماهو لي ألكسندرا! سترحلين وحيدة!
أقسم بصمت ليعود أدراجه مغلقاً الباب ويتركها في غرفته المحملة بالذكريات القاتمة...

تسللت أشعة الشمس من الستائر المفتوحة لغرفة النوم، فتحت ألكسندرا عينيها تشعر بالألم يسري بجسدها ويتخلل كل انش منه، لتفاجأ بماريا والتي وقفت وسط الغرفة تحمل صينية الفطور، رفعت ألكسندرا الغطاء تخفي صدرها بيدٍ مرتعشة وقد احمرت وجنتاها من الخجل...
- صباح الخير سيدة ماكسويل!
قالت ماريا بصوتٍ جاف لم يحمل أي ترحيب...

كانت نظرات مدبرة المنزل توحي بعدم رضاها عن ألكسندرا أو حتى عودتها إلى المنزل بعد كل تلك السنوات، تتذكر القليل عن مدبرة المنزل هذه، كانت لطيفة مع مير على الأقل...
الذكرى جعلتها حزينة وأضافت ألماً إلى آلامها الكثيرة، ابتسمت محاولة إخفاء شعورها وهي تتحرك لتسمح لماريا بوضع الصينية على السرير...
- شكراً لك ماريا لطف منك أن تحضري الفطور إلى هنا، كنت سأنزل بعض لحظات.

- إنها أوامر السيد ماكسويل! والآن معذرة علي الإنصراف!
حركت ألكسندرا رأسها علامة على الموافقة ورحلت ماريا مغلقةً الباب، تاركة لألكسندرا حرية الغوص في ألمها وأفكارها القاتمة عن ليام وعن المستقبل...
أمس كانت مشوشة، هذا هو السبب ليس هنالك من تبرير أخر لما حصل، يكون واهماً إن فكر أنها ستستسلم له مجدداً...

وضعت الصينية على المنضدة بجانبها وقفزت من السرير نحو الحمام، ستستحم ثم تذهب للبحث عن ابنها ويكون غبياً إذا فكر أنها ستتنازل عن حق من حقوقها في ماكس...

تلك القوة التي لم تعلم حتى من أين انبثقت جعلتها تشعر بالارتياح، أنهت حمامها سريعاً قبل أن تلتف برداء ليام وتنسحب بهدوء نحو غرفتها القديمة، لدهشتها كان كل شيء في مكانه كالسابق، خزائن ملابسها التي أهداها لها ليام منذ سنوات كانت معلقة بترتيب في غرفة الملابس، تلك الحقائب اليدوية الثمينة والأحذية الباهضة، لمست ألكسندرا أحد تلك الأحذية بإعجاب...

لقد كانت هنا منذ سنوات، رؤيتها للملابس التي أصر على أن ترتديها قبل رحيلهم ظلت هنا لم يتخلص منها حتى بعد رحيلها جعلت تلك الذكرى كل شيء يبدو حقيقاً فجأة...
لقد فقدت مير! يا إلهي شقيقتها توفيت حقاً!
تلك المعرفة جلبت الكثير من الألم الذي عاد يطفو ليغطي حتى على أحداث ليلة أمس وهي تشعر بحنينها لمير يتدفق بين أوردتها ليشعرها بالمعنى الحقيقي للفقدان...

توقفت أخيراً عن التفكير وهي تمسح الدموع التي نزلت غزيرة على وجهها.
لا ألكسندرا! لطالما كنت قوية! لا تجعليه يشعر بضعفك وإلا سيحاربك به! فكري بماكس كوني قوية من أجل طفلك!
أخيراً نفضت الحزن بعيداً وعادت لتخزين الذكريات في مكان عميق من روحها، قبل أن تختار فستان أسود وحذاء مكلف أحبته رغماً عنها وذهبت لإيقاظ ابنها...

عبرت الممر محاولة الوصول إلى غرفة ماكس، لتتسمر من الدهشة، وهي تسمع الأصوات تتعالى كما فعلت منذ سبع سنوات، هذه المرة لم تحتج أن تقتفي الصوت بحثاً عنهما كانت تعرف جيداً أين كان ليام وابنها...

جلس ليام على السجاد السميك، يضحك بقوة وهو يشاهد ابنه المهتم جداً بلعبة الفيديو التي ابتكرها من أجله، رفع رأسه فجأة وتحولت الابتسامة في عينيه إلى الجمود. ثم إلى السخرية وهو ينظر إلى ألكسندرا في ثوبها الأسود الرقيق والذي ذكره كثيراً بالماضي، انتبه ماكس أن والده لم يعد مهتماً باللعبة، رفع رأسه هو الأخر وقفز بسعادة نحو ألكسندرا والتي استقبلته بين ذراعيها بحب...

- أمي! ليام ابتكر لعبة من أجلي للتو! أتتخيلين هذا؟ لدي لعبة لم يرها أحد قبلي! قال الطفل بمرح
حركت ألكسندرا رأسها وهي تنظر إلى طفلها الشبيه بليام بحب شديد...
- هذا شيء رائع!
- بل أكثر من رائع! هتف الطفل ممسكاً بيدها يسحبها إلى حيث كان ليام جالساً ونظراته الباردة المسلطة عليها لا تفارقه
أخيراً وقف لينظر إلى ابنه والذي كانت علامات السعادة بادية على وجهه البريء قبل أن يقول بحنان:.

- ربما سنريها لأمك بعد أن نعود من جولتنا!
مد يده إلى الصبي الذي عاد ليتعلق به وينظر إلى والدته التي شلتها الصدمة، حاولت أن تجد صوتها لتقول:
- إلى أين؟!
- لقد وعدني ليام أن نذهب في جولة إلى الشاطئ مارأيك بأن ترافقينا أمي؟!

شعرت ألكسندرا بأنها لم تعد تتحمل المزيد، كل شيء يعيدها إلى نقطة البداية، كل ذكرى تمزق قلبها ببطء، لماذا يجب عليها أن تستعيد كل تلك الذكريات اليوم؟ اللعنة! لا تريد أن تشعر بالضعف أو الخوف أمامه! لكن كل شيء يقف في طريقها...
أخذت نفساً عميقاً محاولة إخفاء تأثرها قبل أن تقول بصوتٍ حاولت بكل قوتها أن يبدو طبيعياً:
- ربما غداً حبيبي. أمك تشعر بتوعك بسيط.
- حسناً.

قال الصبي وقد شعر بالقليل من الخيبة بددها ليام وهو يحثه على التحرك دون أن يتوقف عن تفرس ملامحها الشاحبة...
هل يهتم؟ نفض هذه الفكرة سريعاً واتجه نحو ابنه الذي كان ينتظره تاركاً ألكسندرا والتي انهارت على أقرب أريكة...
كان الظلام قد حل حين عاد ليام وماكس إلى البيت، لم يتوقف عن الحديث لدقيقة عن مدى جمال البحر وكل الأماكن الرائعة التي زارها...

أخيراً خلد ماكس للنوم مجهداً وظلت هي بقربه ساهرة ومتعبة، باغتتها ماريا والتي وقفت عند الباب لتخبرها بصوتها المتحجر البارد والذي بدأت تعتاده:
- السيد ماكسويل ينتظرك في مكتبه!
- حسناً سأنزل بعد دقائق.

قالت دون أن تحاول النظر إليها. ماريا كانت تشعرها بعدم الترحيب. نظراتها مليئة بإدانة لم تفهم سببها وفي ظل الظروف الراهنة كان هذا آخر شيء تريد التفكير فيه، عادت إلى غرفتها بحثاً عن ملابسها لتفاجأ بأن غرفة التبديل فارغة، ارتفع الغضب ببطء بداخل صدرها:
- لكن من تظن نفسها هذه المعتوهة؟!

صرخت بغيظ وهي تتجه إلى الرواق مقررةً أن تصب جام غضبها على ماريا، وقبل أن تصل إلى الباب، صرخت من الرعب وهي تحدق إلى ليام الذي كان يسد الباب بجسده القوي...

كان وسيماً للغاية في بدلة سوداء رسمت بعناية عضلات صدره وبطنه الصلبة، بينما التفت حول ذراعيه وساقيه القويتين لتعطيه منظراً مثيراً للغاية، في ظروف أخرى كانت لتعجب به رغما عنها، لكن نظرة واحدة إلى تلك العينين الباردتين واللتان كانتا تهينانها حتى دون الحاجة إلى الكلام، جعلتها ترغب فقط في أن تنشب أظافرها في وجهه لتشوه ذلك الوجه الوسيم.

أخيراً تحدث ببرود دون اهتمام لثورة الغضب في عينيها. نظراته الحادة ألجمتها لثوان:
قبل أن تعود لتندفع نحوه وهي تصرخ: - بحق السماء كيف تسمح لمدبرة منزلك بالعبث في أغراضي دون حتى الرجوع إلى! من تحسب نفسها لتنقل حقائبي إلى غرفتك؟! يجب عليك أن تفهم جيداً أنني أحترم خصوصيتي ولا أرغب في تقاسم أي شيء خصوصاً معك! هذه غرفتي الخاصة وأرغب في البقاء هنا!

تفرستها عيناه بسخرية قاتلة قبل أن يمسك بذراعها ويقربها منه، أنفاسه لفحت وجهها والكلمات تخرج من فمه كالسياط تجلدها دون رحمة:
- لا أظن أن هذه كانت كلماتك أمس ألكساندرا وأنت تستجدينني لأمتلكك فوق ذلك السرير!
- أيها الحقير كيف تجرؤ؟!
كلماته الساخرة المزدرية جعلتها تشعربالإهانة لترفع يدها محاولةً صفعه...
- لا حبيبتي! لن تصفعيني هذه المرة! لقد ولت تلك الأيام من دون رجعة ليكسي!

طوق يديها خلف ظهرها بيد واحدة بينما رفع وجهها نحوه ليأخذ شفتيها في قبلة متطلبة، تلوت بين ذراعيه محاولةً الفرار دون جدوى كانت محاصرةً على جدار صدره الصلب والذي أصبح يضغط عليها، رفعها فجأة بمقابل الجدار دون أن يتوقف للحظة عن تقبيلها، لم تعلم في أي وقت أصبحت يداها تطوقان عنقه بقوة لتعيد له قبلاته بنفس الحماس والرغبة، يداها تعبثان بخصلات شعره بينما جسدها يضغط على جسده مطالباً بهذا الوضع الحميم، أخيراً توقف ليام عن تقبيلها، كانت تعلم أنها ما إن تفتح عينيها حتى تشعر بالإهانة من حماقتها...

- إفتحي عينيك! أمرها ليام بصوتٍ أجش من الرغبة
- لا! ردت ألكسندرا وهي تزم شفتيها باصرار
- إفتحيهما! أصر ليام وقد خفت نبرته الحادة قليلاً
شعرت بأنها محاصرة وأنفاسه الدافئة تلفح بشرتها لتزيد من اضطرابها، أخيراً فتحت عينيها مجبرة نفسها على تحمل نظراته الباردة، لا شك أنه سيسخر من استسلامها الآن!
لكن على العكس تماماً، كانت عينا ليام خاليتان من أي سخرية. لوهلة شعرت بنظرة مختلفة، عميقة، جعلت جسدها يرتعش...

لمس جبينها الذي كساه العرق مستمراً في تأملها، واقتربت أنامله لترتب خصلة نافرة بحنان.
كانت مشلولة تماماً وهي تنظر إليه بدهشة، هل حقاً هو ليام؟ ليام البارد الذي لم يكف عن تعذيبها منذ أن وقعت عيناه عليها؟!

لقد بدا مختلفاً الآن، مختلفاً عن أي مرة تتذكرها، لو لم تكن تثق بعقلها لأقسمت أنها لمحت القليل من المشاعر وسط تلك الزرقة المظلمة، حركت رأسها بقوة محاولة أن تنفض عنها الخيالات التي كانت تعصف بكيانها من قربه الشديد...
- ليام يجب أن.

لم يترك لها مجالاً للكلام مجدداً وهو يرفعها ويعبر بها الرواق نحو غرفته خانقا آخر العبارات في حلقها بعناقه الحار، وضعها على السرير مستمرا في تقبيلها بحرارة أذابت عظامها وجعلت جسدها يتحول إلى هلام...
أخيراً رفع رأسه يتأملها بإعجاب وبكلمات من لغته الأم لم تفهم منها شيئا، لكنه بالتأكيد بدا راضيا وعيناه تشعان ببريق مثير...

هبطت يداه تحررانها من فستانها الرقيق بسهولة، لم تعترض ألكسندرا للحظة، بل وجدت نفسها تفتح سترته وتتجول يداها على صدره الصلب تتلمسه برقة بينما حركة صدره ترتفع وتهبط بقوة غير طبيعية...
تأملها ليام وعيناه تشعان برغبة قوية لم يعد يستطيع كبحها، كانت فاتنة، مغرية وفي سريره وككل مرة بدت الكيمياء بينهما متوافقة بشكل لا يصدق...

أزاح السترة عنه بقوة، تلاها قميصه الذي انتزعت معظم أزراره، شعر بجسدها ينتفض. وهي تحاول انتزاع نفسها من بين ذراعيه في مقاومة واهية كبحها بجسده المسيطر...

ليام كان قد دك كل حصونها بسهولة وجعلها مستعدة للاستسلام مرةً أخرى، لم يترك لها المجال للإعتراض مجدداً وهو يرفع يديها برفق ليثبتهما فوق رأسها، بينما يده الأخرى تبحث في جيب بنطاله، أخيراً رفع السلسلة الرفيعة من الماس وثبتها حول معصميها مقيداً يديها إلى السرير...
- هكذا أفضل!

قال وعيناه تمسحان جسدها برغبة ذكورية خالصة، شعرت ألكسندرا بقلبها ينبض بقوة والدماء تندفع بحرارة في شرايينها، كانت تتلوى محاولةً الإفلات، ضحك ليام وهو يتأملها قبل أن يهمس بصوتٍ بارد:
- صدقاً ليكس، كم مرة جعلك أليساندرو تشعرين بمثل ما تشعرين به الآن بين ذراعي؟!
نزلت كلمات ليام القاسية المحتقرة عليها كالماء البارد.
- ماذا؟

تصلبت فجأة وهي تنظر إليه بعينين واسعتين ملأهما الذهول، لتتحرك محاولةً أن تفك قيدها دون جدوى، رفعت رأسها إليه لتقابل وجهه الساخر والذي اختفت الرغبة منه ليحل محلها الاحتقار لتقول بتحد سافر:
- مائة مرة، بل آلاف المرات!
شعت عيناه ببريق غامض وهو ينزل ليهمس أمامها وأنفاسه الحارة تلفح جسدها: - سيكون لدي الكثير من الوقت لتطهيرك زوجتي المخلصة!

لم يترك لها مزيداً من الوقت للاحتجاج. غمرها بعاطفته القوية والغير محبة...
في الصباح حين استيقظت،
بدا شعر ألكسندرا مشعثاً، شفتيها متورمتين والأسوأ من كل هذا أنه في آخر مرة أخذها فيها بكت دموعاً حقيقة، لابد أنه شعر بطعمها على شفتيه، لكن أبداً لم يهتم مستمراً في تعذيبه اللذيذ إلى أن سمع أنينها المتوسل...

تحركت بصعوبة لتسحب الغطاء حول جسدها محاولةً الوصول إلى الحمام قبل دخول ماريا، لا تريد أن تشعر بالخزي أكثر مما تحس به...
هل يظن فعلاً أنها كانت على علاقة غرامية بأليساندرو؟ الخنزير السافل! لابد أنه استمتع بتوسلاتها، أبداً لن تسمح له بالانتصار عليها مرةً أخرى! أبداً لن تستسلم لإغرائه الرخيص!

فتحت المياه الدافئة على جسدها المنهك والمتعب لتنعم بالقليل من الراحة والهدوء، أخيراً أقفلت المياه وأمسكت بالفوطة لتلف بها نفسها، هالتها الكدمات التي لم تنتبه إليها من قبل، كان معصمها متورماً وقد تحول اللون الأحمر إلى تورم بنفسجي بشع، لعنته ألكسندرا وهي تخرج من الحمام لتفاجأ بماريا والتي كانت ترتب الغرفة...
- ماريا.

قالت ألكسندرا بفتور قبل أن تتجه إلى غرفة تبديل الملابس، كانت ملابسها موضوعة بترتيب متقن في الخزانة المقابلة لخزانته، تنهدت بعمق هي لن تستطيع الفوز بتحديه، فهي تعلم جيداً أن التحدي يزيده إصراراً وحماساً، يظن أنها لعبة جديدة يستمتع بفك شيفرتها، ستريه كم هو مخطئ!

أمسكت بفستان أبيض دون أكتاف واندست فيه بسرعة. ملابسها التي أحضرتها على عجل كانت غير مناسبة للجو الصيفي لمقاطعة أورونج كاونتي، الجو كان مشمساً وحاراً مختلفاً تماماً عن جو لندن البارد...
جعلها التفكير بلندن تشعر بانقباض شديد، أليساندرو، لابد وأنه سيصاب بالجنون محاولاً الاتصال بها.
يا إلهي كانت قد نسيت الاتصال به في خضم كل الجنون الذي كانت تعيشه في الأونة الأخيرة!

ارتدت صندالاً صيفياً أبيض مناسباً واتجهت عائدةً إلى الغرفة لتبحث عن هاتفها، رن الهاتف لوقت طويل لكن دون جدوى، حاولت وحاولت إلى أن شعرت باليأس، في آخر محاولة سمعت صوته من الجهة الأخرى:
- أهلا ألكسندرا...
كان صوته مختلفاً، بارداً وحتى رسمياً، شعرت بوخز في قلبها ألجمها للحظة، أخيرًا استجمعت قواها لتقول بصوت ظهر يائساً رغماً عنها:
- أليساندرو كيف حالك؟!

ظل صامتاً ل حتى ظنت أنه لن يجيب قبل أن يعود ليقول برسمية: - أنا بخير ألكسندرا! لقد توصلت برسالتك...
- إسمعني أليساندرو أرجوك! أنا فعلاً آسفة أنني لم أستطع وداعك بطريقة لائقة، أتفهم غضبك وسأتفهم إذا لم ترد مسامحتي لكنني أحتاجك.
لم تستطع إكمال جملتها، شلتها المفاجأة وهي تتطلع إلى ليام الواقف قرب الباب المفتوح بملامح شيطانية جعلتها ترتعش خوفا، عيناه! يا إلهي عيناه كانت تنضحان بشرٍ حقيقي!

اقترب منها بسرعة لينتزع الهاتف من يدها المرتعشة، ويلوح به بقوة نحو الجدار، قبل أن يرفعها من ذراعها لتنهال يده القوية على وجهها الرقيق بصفعة جعلتها تسقط على السرير...
كان يعصر فكه بقوة وظهرت نظرة عداء وكره في عينيه، حين أمسك بيدها مرةً أخرى، صرخت ألكسندرا مرتعبة، كانت نظراته المسلطة عليها متوعدة ومخيفة عيناه ضيقتان تنذران بالخطر، اقترب منها لينفث تهديده المزدري في وجهها:.

- فكري مرة أخرى في أليساندرو وأنت تسكنين تحت سقف منزلي، وسأجعلك تتمنين الموت!
نفضها بقرف قبل أن يصفق الباب بعنف وتسقط ألكسندرا على ركبتيها تنتحب بألم وهي تصرخ:
- تباً لك أيها الحقير! أنا أكرهك! أكرهك ليام!
بينما انسابت الدموع غزيرةً على وجهها حيث طبعت آثار صفعته،.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 7 < 1 2 3 4 5 6 7 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2072 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1523 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1546 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1396 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2604 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الماس ،











الساعة الآن 01:36 PM