logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية قيد الماس
  22-03-2022 07:57 مساءً   [7]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثامنمنذ أن دفنت مير وليام يستيقظ كل ليلة على صراخ ألكسندرا وهي تتخبط في سريرها من الألم، كانت تمر بأقصى أنواع العذاب، فقدان شقيقتها كان بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت كل شياطين الماضي تندفع إلى السطح مجددا، يشعر بالمرارة لأنه كان سببا في هذه المعاناة...مير كانت السبب الأساسي الذي جعلها تقاوم. لكن الآن مير قد رحلت ورحلت معها روح الكسندرا المتحدية، يمكنه رؤية ذلك وهو ينظر إليها منهارة أمامه، طوقها بذراعيه يضغطها إلى صدره كما اعتاد وهو يهمس في أذنها بأن الغذ سيكون أفضل.حين استيقظ هذا الصباح، لم تكن ألكسندرا إلى جواره، رفع رأسه عن الوسائد وعيناه شبه مغمضتان من الأشعة التي تسربت من نوافذ الشرفة المفتوحة، نهض من السرير واتجه إلى الشرفة حيث كانت تتأمل البحر بشرود بينما طوقت نفسها بذراعيها...كانت بعيدة بافكارها لدرجة أنها لم تشعر بوجوده قبل أن يأتي صوته من ورائها ويجعلها تجفل:- هل أنت بخير ألكسندرا؟حركت ألكسندرا رأسها لتنظر إليه. عيناها ذابلتان من البكاء. كان ليام يتأمل هشاشتها وقد تصلبت عضلاته، شهر واحد على وفاة ميرديث كان كافيا ليجعلها تنهار تماما. لم تكن هي نفسها كانت مجردة صورة باهتة وبائسة...وضع يده ليلمس وجهها بحنان. تأملها للحظة. عظام وجنتيها البارزتين من النحول والهالات الداكنة تحت عينيها كانت شاحبة بشكل لا يوصف. لكن جميلة فكر ليام وهو مستمر بتأملها بمرارة، أراد أن يطبع قبلة على شفتيها الشاحبتين، أن يخبرها بكل الألم الذي يعصر قلبه لوفاة مير، أنه آسف على كل شيء فعله وحتى على الأشياء التي لم يفعلها، أن يقسم على تعويضها عن كل ألم تسبب به.لكن نظرة واحدة إلى عينيها الدامعتين ألجمته وجعلت الكلمات تموت في حلقه، ألكسندرا لم تكن تحتاج إلى الاعتذار بقدر ما كانت تحتاج إلى أن تستعيد قوتها وتعود إلى الواقع...عصر على يديه بقسوة بالغة، قبل أن يعود أدراجه ويتركها لأشباحها...أسبوع آخر وكما حذر الطبيب الذي أشرف على حالتها، أصيبت ألكسندرا بانهيار عصبي آخر، الكل أصبح قلقا على حالتها النفسية المتدهورة وخصوصا أنها كانت مضربة عن الطعام بشكل تام، مما جعل ليام يأخذ قراره بإبعادها عن كابري...- لا داعي للقلق عمتي. ألكسندرا وأنا نحتاج لأن نكون وحدنا لبعض الوقت. خسارة مير كانت أكثر مما يمكنها تحمله. ربما إذا غيرت محيطها قليلا قد تتحسن حالتها...تنهدت مارغريت بصوت مسموع وهي تودع ابن أخيها: - اهتم بها ليام. أنت لا تعرف كيف هو احساس فقدان شخص مقرب. مير كانت أختها الوحيدة...حرك ليام رأسه موافقا. كان قد فقد الكثير من الأشخاص في حياته. لدرجة أنه لم يعد يهتم لكن وفاة مير ترك شرخا عميقا في قلبه. لم يظن يوما أنه سيهتم لأي شخص غيره وهو الذي عوَّد نفسه على الحياة وحيدا، لكن مير كانت كنسمة صيف حلت على حياته الباردة لتبعث في مشاعره الحياة، والآن حين يتذكرها لا يشعر سوى بألم حاد يعتصر قلبه، وخصوصا وألكسندرا هنا لتذكيره كل يوم كلما تأمل ملامحها الشاردة والمعذبة...أخيرا سحب نفسه من بين ذراعي عمته واقترب من حيث وقف جده وتقطيبة مخيفة تعلو جبينه.- جدي.- ليام. قال العجوز وهو يتفرسه باهتمام قبل أن يقول بصوت حاد وعصبي لماذا قررت أن تقلص طاقم الحراسة دون حتى الرجوع إليَّ؟- جدي لا تبدأ من فضلك!طلب ليام بنفاذ صبر فقد كان آخر همه الآن طاقم الحراسة المكلف بحمايته فكل اهتمامه كان منصبا على ألكسندرا والتي بدأت تفقد الرغبة في الحياة...- إنه أمر خطير ليام! أضاف العجوز وهو يقترب منه بحيث أصبح صوته خافتا المشروع لم يسلم إلى الآن، هذا يعني أنك ستحتاج إلى كل الحراسة الممكنة. طالما الشيفرة بحوزتك فأنت تعرض حياتك وحياة من حولك للخطر!تأمل ليام جده بعينين باردتين قبل أن يعود للنظر إلى حيث كانت ألكسندرا واقفة كالمومياء ولا يبدو أنها سمعت حرفا مما يدور حولها...- لا داعي للقلق جدي كل شيء تحت السيطرة، فور وصولي إلى الولايات المتحدة سأسلم الشيفرة ومن هناك سأكون حرا للاهتمام بألكسندرا...زفر العجوز بضيق كان يعرف أن حفيده عنيد جدا. وأن أي ضغط عليه في مثل هذا الظرف لن يجلب سوى نتائج عكسية. لذلك لم يصر على اضافة حارسين أو أكثر للطاقم الجديد والذي لم يكن سوى حارسه الشخصي المقرب أوليفر وسائقه...كانت فكرة ليام أن ألكسندرا، ستحتاج إلى كل الحميمية الممكنة للتعامل مع حزنها. آخر شيء كان يريده هو ازعاجها بمزيد من القيود والحراسة المشددة، كان يرغب بأن تشعر بالحرية، وبالراحة لكي تستطيع اجتياز حزنها والتعامل معه، اضافة إلى أنه كان يحاول التقليل من الشكوك التي ستحوم حوله إذا ما قام بالعكس وأوليفر كان في القوات الخاصة البريطانية لسنوات ومدرب على التعامل مع أي هجوم محتمل كيفما كان نوعه، هكذا أقنع ليام جده قبل أن يغادر الفيلا نحو المطار حيث كان طاقم طائرته الخاصة في انتظاره...أخيرا ودع ليام كابري متجها صوب نيويورك، حيث كان يجب عليه حضور مجموعة من الاجتماعات الطارئة، قبل أن يوكل إدارة المجموعة إلى المدير التنفيذي مع تعليمات صارمة بتعليق أي مشاريع جديدة إلى حين عودته، المال لم يكن يوما من اهتمامات ليام، كان اهتمامه دائما منصبا على الابتكار والتجديد، وربما أكثر على التحدي...الأن طائرته الخاصة تتجه صوب جزر الكاريبي، حيث كانت ألكسندرا ستنتظره لحين عودته من لانغلي مقر وكالة السي أي أي.اقتربت المضيفة الجديدة من ليام ووضعت محتوى صينيتها على الطاولة أمامه ووقفت للحظات تنتظر أوامره الجديدة. رفع ليام رأسه وتأملها لثوان قبل أن يصرفها باشارة من يده. كان يعرف طاقم طائرته جيدا فهو تقريبا لم يكن يستقر في مكان واحد لمدة طويلة. وجه الفتاة لم يبد مألوفا بالنسبة له لكنه لم يهتم. كان عليه اجراء الكثير من الاتصالات المهمة ومن ثم عليه الاعتناء بألكسندرا...بعد ساعتين من العمل، قرر ليام أنه يحتاج القليل من الراحة، أغلق حاسوبه بحرص، قبل أن ينسحب إلى مؤخر الطائرة حيث كانت زوجته تنام...وقف يتأملها وللحظة شعر بوخز حاد في قلبه، كانت هشة بدرجة مخيفة. كيف كان غافلا عن حقيقة أن ألكسندرا بريئة من كل اتهام مجحف ألصقه بها منذ أول يوم شاهدها فيه، نظرته السطحية لجمالها كانت نتيجة تجربة مريرة جعلته يعتقد أن كل الفاتنات باحثات عن المال ويقمن باستغلال جمالهن للحصول عليه، أدانها وسلب حريتها، احتقرها بسبب أشياء لم تكن مسؤوله عنها، ذنبها الوحيد أنها كانت فاتنة بدرجة مؤلمة غلطتها كانت أنها أحبت شقيقتها لدرجة جعلتها تضحي بكل شيء في سبيل اسعادها، وهو بجبروته وغروره جردها من كل حقوقها كزوجة وحتى كأم...- حقير. بائس. ولقيط! شتم ليام وهو يعصر فكه بعصبيةشعور من الندم والاحتقار والخجل من نفسه ينتابه. كلما نظر إلى ألكسندرا الضعيفة المستلقية أمامه. يكفي أنه كلما نظر إليها يرى اتهامها الصامت ورغبتها الدفينة بزواله إلى الأبد، كان المسؤول وصاحب القرار في عملية مير. والآن مير رحلت ولا سبيل لتغيير هذا الواقع...لكنه لم يكن لييأس بهذه السهولة! سيعيد لألكسندرا حياتها. سيمنحها حبه وثقته الكاملة. سيعوضها عن حرمانها من مير وربما. ربما في يوم من الأيام قد تستطيع النظر إليه دون أن تشعر بالكراهية نحوه...هذا الأمل الصامت دغدغ قلبه وجعله يتمنى لو يقترب منها ويأخدها بين ذراعيه ولكن حتى هذا كان ليزيد من نفورها منه خصوصا بعد الطريقة الوحشية التي امتلكها بها في جنيف...كان غارقا في تفكيره لدرجة أنه لم يشعر بالشخص الذي كان يقترب منه...فجأة ودون أي مقدمات شعر ليام بحركة ورائه. حاول أن يلتفت بسرعة. قبل أن يشعر بضربة قوية على رأسه أفقدته الوعي وسقط على الأرض دون حراك...حين فتح عينيه تمكن رغم ضبابية الرؤيا من حوله أن يرى أنه لم يعد في غرفة النوم. حاول تحريك يديه قبل أن يشعر بالدم يتجمد في عروقه. يداه كانتا مقيدتان باحكام. كان يحلل الوضع سريعا وهو يغمض عينيه بقوة ويفتحهما في محاولة منه لاستعادة بصره. فتح عينيه مرة اخرى وتجمد من الصدمة...ألكسندرا مكبلة إلى أحد الكراسي. رأسها مستلق إلى الوراء دون حركة، بينما جثه أوليفر مكومة إلى جانبها والدماء تغطيها، حاول ليام فك قيوده دون جدوى آلاف السيناريوهات تدور بعقله شتم وهو يحاول زحزحة الكرسي، قبل أن يأتيه صوت أنثوي من قمرة القيادة ويفتح الباب لتظهر المضيفة التي شاهدها من قبل:.- سيد ليام. نعتذر عن هذه الفوضى الصغيرة. قالت وهي تحرك جثة أوليفر الهامدة بحذائها الجلدي الطويل البائس المسكين! علقت بتهكم كان يحاول احباط سيطرتي على الطائرة. ولذلك. قالت بأسف مصطنع كنت مضطرة إلى التعامل معه ومع طاقمك بحزم. والآن سيد ليام وكما ترى أصبحنا بمفردنا للساعات المقبلة. لذلك أرجو أن تكون متعاونا وربما مع القليل من الحظ قد تخرج أنت وزوجتك الفاتنة بكدمات ورضوض بسيطة.ضحكت بصوت مسموع قبل أن تبتعد لتترك ليام يغلي من الغضب. حين عادت كانت تحمل حاسوبه بين يديها:- هل ستفتحه بهدوء أم أنك ترغب في مشهد جديد وهي تشير الى الكسندرا الفاقدة للوعي- ما الذي فعلته بزوجتي صرخ ليام بعصبية وهو ينظر إلى ألكسندرا- لا شيء ردت الفتاة بهدوء أعطيتها مسكنا قويا منذ بداية الرحلة، لا تقلق ستستيقظ بعد قليل. قالت وهي تنظر إلى ساعة يدها فنحن سنحتاجها على كل حال إذا قررت التصرف كبطل أحمق!- أحتاج إلى يدي! قال ليام بصوت باردأومأت السمراء الجميلة برأسها علامة على الرفض لتقترب وتجلس على أحد الكراسي القريبة منه حين فتحت الحاسوب. تحولت ابتسامتها إلى تكشيرة بشعة وهي تنظر إلى الحاسوب المتطور.- ألم تكوني مستعدة لهذا الاحتمال؟! علق ليام بسخرية لا تناسب الوضع.شتمت بصوت مسموع قبل أن تنهض من مكانها وتتجه إلى قمرة القيادة، تمكن ليام أن يسمع صراخها القوي، لكنه لم يتمكن من سماع الحوار الذي دار هناك، حين عادت هذه المرة كانت تحمل مسدسا في يدها انحنت إلى الأمام قليلا إلى أن أصبحت ملتصقة به. قبل أن تحرر معصميه وهي تتكلم بغيض:.- لديك خمس دقائق فقط! إذا لم أحصل على الشيفرة. فأنت أدرى بالنتائج! أضافت وهي تقترب من ألكسندرا والتي لا زلت غائبة عن الوعي وتصوب المسدس إلى رأسهاتصلبت عضلات ليام وغلى الدم في عروقه وهو يرى التهديد في عيني غريمته، كان يفكر بسرعة وهو يفتح حاسوبه بعنف، قذفت السمراء علبة سوداء إليه...- حملها هنا! أمرته وعيناها مسلطتان على رأسه.كانت يداه ترتعشان رغما عنه. فقد تركيزه لمرتين وهو يحاول أن يفتح البرنامج، أخيرا حمل ليام الشيفرة على القرص الصلب، الآن كان يدرس حركاتها وطريقة آمنة للانقضاض عليها دون أن تصيب ألكسندرا بأذى. كان يعلم أنها بمجرد حصولها على الشيفرة ستجهز على كلاهما وهو ما قرر تفاديه بكل الوسائل...بعد لحظات من الانتظار. ساد فيها الصمت حادا كالسيف. تحركت الطائرة بشكل عنيف جعلها تترنح، ودون أن يترك لها فرصة للتشبث مرة أخرى قفز ليام بسرعة لينهال على وجهها بلكمة قوية جعلتها تطير إلى الجدار...دار بينهما عراك عنيف. فهي كانت مدربة تدريبا عسكريا، مما جعلها تتغلب على أوليفر وتقضي على طاقمه بسهولة، لكنه لم يكن مستعدا لأن يلقى نفس المصير خصوصا وألكسندرا بجانبه...في الأخير حين ظن ليام أنه قد ثبتها ارضا وهو يسحق رأسها بذراعه. فهو بعد كل شيء كان مصارعا قويا...- لمن تعملين؟ صرخ ليام وهو يعتصر رأسها دون رحمةكانت الفتاة تتلوى في كل الاتجاهات محاولة الافلات من قبضته القوية دون جدوى كان يزيد من ضغطه إلى أن تحول وجهها إلى اللون القرمزي الداكن، لكنها لم تجب على سؤاله، كانت تتحرك بهياج إلى أن تمكنت أخيرا من الوصول إلى مسدسها والذي سقط أثناء العراك.أخيرا تمكنت من الضغط على الزناد مرسلة رصاصتين إلى الجدار قبل أن يتمكن ليام من منعها. علت صافرة الانذار فجأة. أجهز ليام عليها قبل أن ينهض بسرعة إلى قمرة القيادة...نظر إلى الطيار والذي كان متكوما في أحد أركان القمرة وقد تلقى رصاصة في رقبته، بينما كان الطيار الآلي يوجه الطائرة. حاول أن يوقف الطيار الآلى دون جدوى. أراد ارسال استغاتة قبل أن يكتشف أن الجهاز محطم. شتم ليام وهو ينظر إلى الأفق. تحولت الطائرة إلى وضع الهبوط فجأة وأصبحوا يهوون بسرعة جنونية، قفز قلب ليام من صدره وهو يستشعر الخطر المحدق، كانت الطائرة تهوي إلى البحر الكاريبي. والارتطام اصبح واقعا!وضع يده بسرعة يتحسس عنق الطيار محاولا الحصول على نبض دون جدوى. كانت اللعينة قد صفت كل الطاقم. وكان عليه العمل بسرعة إذا كان يريد النجاة بزوجته وبحياته...كان يحسب الربح والخسارة بسرعة جنونية، عاد إلى حيث كانت ألكسندرا مقيدة إلى الكرسي وجسدها يترنح إلى الأمام، فك قيودها وأمسكها بين ذراعيه بثبات.الارتطام بالماء اصبح وشيكا وكان عليه أن يستجمع كل قوته ليفتح باب الطائرة المحكم.فجأة شعر ليام بأحساس هائل وكأن الهواء انسحب من رأتيه، وقذف إلى الحائط بقوة هائلة...فتحت ألكسندرا عينيها في تلك اللحظة، عيناها الشاخصتان تحدقان إليه برعب حقيقي.- أنا آسف ألكاسندرا.كان هذا اخر شيء تراه قبل أن يلفها الظلام...الضربة التي وجهها ليام لألكسندرا كانت كافية لافقادها الوعي مجددا. فما كان سيقوم به شيء متهور للغاية. القفز من طائرة تهوي كان شبه مستحيل لكنه الخيار الوحيد أمامه.الولايات المتحدة الأمريكية بعد شهر ونصف على اختطاف الطائرة،اكتظت أروقة المستشفى بالصحفيين الذين كانوا مهتمين بحالة المهندس اللامع والذي سقطت طائرته في البحر الكاريبي دون ذكر أسباب وجيهة لذلك.المتحدث الرسمي باسم المستشفى كان يجيب باقتضاب بالغ على الأسئلة محاولا عدم الدخول في تفاصيل الحالة:- السيد ماكسويل في العناية المركزة وليست هنالك أية أخبار جديدة لإطلاعكم عليها!أعلن قبل أن يترك الصحفيين الغاضبين. ويغادر القاعة دون الاجابة على الأسئلة الملحة والمتعلقة بوضع ليام الصحي الحرج.في شقة ليام ببارك افنيو – نيويرك: جلست مارغريت تقلب الصفحات أمامها بكرب شديد. كل الصحف والمجلات الأمريكية كتبت عن حادث الطائرة الذي تسبب في دخول المهندس اللامع إلى المستشفى واختفاء زوجته الحسناء في ظروف غامضة...تنهدت أخيرا وهي تعيد الصحيفة الأخيرة إلى الطاولة أمامها وتنظر إلى فرانكو والذي كانت علامات التصلب بادية على ملامحه...- ما الأمر قالت مارغريت وهي تستشف أن من وراء عبوس والدها أمرا جللا- لقد اتصلوا بي من المستشفى منذ قليل...- وبعد؟ قالت مارغريت بقلق شديد- ليام سيعود إلى غرفة العمليات مرة أخرى. نزيف صدره لا يتوقف. ويريدون موافقتي. زفر العجوز بصوت مسموع- يا الهي!وضعت مارغريت يديها على وجهها وانتحبت بصوت مسموع. لا تتخيل أنه في ظرف ثلاث شهور فقط كانوا قد دفنوا ميرديث واختفت الكسندرا. والآن ليام يصارع للبقاء حيا...- لم أعد أستطيع الاحتمال أبي. هذا كثير! كثير جدا!اقترب العجوز من ابنته الوحيدة وحضنها بحب: - يكفي دارلا! ليام فتى قوي وسينجو أنا واثق من هذا.رغم أن نظراته الغائمة كانت توحي بالعكس، نهض من جانبها واتجه إلى الباب حيث كان حارسه الشخصي في انتظاره.- أريد أن أذهب معك أبي استوقفته مارغريتلكنه أصر بعناد: - ليس الآن! سأرسل في طلبك حين تبدء العملية!بهذه الكلمات المقتضبة ترك فرانكو ابنته وتوجه إلى حيث كان حفيده الوحيد يصارع الموت.ذكريات كثيرة تعصف به وهو في طريقه إلى المستشفى. ابنه ماسيمو. كان أيضا شابا حين توفي. قضت زوجته السكيرة عليه وتركا فتى صغيرا يناضل ليكون رجلا. هذا الفتى الصلب المفعم بالكبرياء والغرور كان حفيده الوحيد.يتذكر حين أتى أول مرة لرؤيته في بوسطن...تفاجئ بالشبه الكبير. كان صورة طبق الأصل عن ماسيموس. لكنها كانت صورة أفضل لشاب ذكي ومثابر مفعم بالرغبة والطموح...هو من غدى طموحه وساعده ليكون ما عليه اليوم، لكن في ظل النجاح الكبير الذي حققه نسي أن يمده بالنصيحة التي لم يمد بها ابنه من قبل، أن يختار شريكة مناسبة. أن يحصل على حياة خارج جدران مكتبه وعلاقاته الماجنة التي كانت غالبا ما تغذي أعمدة الصحف الصفراء...يعترف الآن أن ابتزاز حفيده للحصول على عائلة لم يأت سوى بنتائج كارثية. يحمل ثقلها على عاتقه...توقفت السيارة فجأة وخرج السائق ليفتح له الباب ويبعد عنه الصحفيين الذين أتوا ليلتفوا حوله محاولين معرفة أخبار جديدة، لم يرد على أحد منهم بل وجد نفسه يشق طريقه بصعوبة بالغة إلى أن وصل إلى باب المستشفى الخاص حيث تكلف الأمن بإبقائهم خارجا...في مكتب الطبيب،تأمل الجراح الأشعة المقطعية لصدر ليام بانتباه شديد قبل أن يعود إلى فرانكو مخاطبا:.- هناك احتباس كبير للدماء بصدر ليام وهو ما يؤثر على القلب بصورة واضحة. إذا لم نخلصه من الضغط في أقرب فرصة ممكنة، هذا الضغط على القلب قد يؤدي إلى موته...تصلبت عضلات فك العجوز وهو ينظر إلى الطبيب، قبل أن يقول بصوت جعله خاليا من المشاعر:- إذا ما الذي تنتظرونه؟!- نحن ننتظر موافقة زوجته أو أي شخص قريب منه ليكون المسؤول.قاطعه فرانكو بصوت حازم: - زوجته غير موجودة! أنا أكون جده وعائلته الوحيدة! ليسأل بضيق أين علي التوقيع؟وضع الجراح ورقة أمامه قبل أن يتصل بالطاقم المسؤول عن العناية بليام لتجهيزه لعملية جديدة.في آخر أربع وعشرين ساعة، كان كل من مارغريت وفرانكو جالسين قرب غرفة العناية المركزة حيث أعادوا ليام بعد الجراحة والتي أكد الطبيب نجاحها...الآن كانوا ينتظرون استيقاظه. الجراح أخبرهم أنه قد يستيقظ في أي لحظة الآن، وكان أملهم كبيرا في أن يتجاوز المحنة وينجو...أخيرا ظهرت الممرضة التي كانت إلى جانبه، قفزت مارغريت وهي تقترب منها بخطوات متلهفة وسريعة...- كيف حاله هل استيقظ؟أومات الممرضة برأسها علامة على الايجاب: - لقد استيقظ منذ لحظات. وهو يسأل عن فتاة اسمها ألكسندرا...- يا الهي القدير! ما الذي أخبرته؟- لم أخبره بشيء. قالت الممرضة باقتضاب ليس مخولا لي التحدت إلى المريض في أمور شخصية! لتضيف بشبه ابتسامة إنه واع الآن. سننقله بعد قليل إلى غرفة في الطابق العلوي ويمكنكما الاطمئنان عليه...غادرت الممرضة وتركت مارغريت تعود إلى جانب والدها تخبره بالمستجدات.حين عاد ليام إلى فتح عينيه مجددا كان الألم حادا أكثر من المرة الأولى. وضع يده على صدره وهو يعصر فكه بقوة...ركضت مارغريت إليه: - ليام مابك عزيزي؟ هل أنت بخير؟رفع ليام رأسه وتأمل عمته بعينين زائغتين من أثر المخدر: - يا الهي! أين أنا؟ ما الذي حصل؟عادت الاحداث تضرب رأسه بقوة. الطاقم. المضيفة التي حاولت قتله. ألكسندرا وأخيرا قفزهما من الطائرة...- أين هي؟ سأل ليام بصوت أجش- من؟ سألت مارغريت بذهول وهي تحاول منعه من النهوض- زوجتي! ألكسندرا!سكتت مارغريت وانهمرت دموعها. لتنسحب وتترك لوالدها حرية اخباره.لأول مرة ينتبه ليام إلى وجود جده بالغرفة. والذي اقترب منه ووضع يده على كتفه بحذر وهو يشرح له:- ليام لقد تم اختطاف طائرتكما في عمل ارهابي. الفتاة التي كانت على الطائرة حاولت قتلك للحصول على المشروع...- أعلم! قال ليام بتعب واضح لكن ما دخل هذا بألكسندرا؟ وأين هي الآن؟زفر العجوز بعدم ارتياح قبل أن يقول: - ألكسندرا قد فقدت في الحادث وقد أعلن موتها رسميا قبل أسبوع!انتفض ليام محاولا النهوض، ليثبته فرانكو بيديه القويتين، كان يصرخ بجنون: - لقد فقدتها جدي! فقدتها إلى الأبد! يا إلهي! ألكسندرا! مستحيل! هذا مستحيل!كان يتحرك بقوة جعلت تثبيته أمرا بالغ الصعوبة. ركضت مارغريت خارج الغرفة لتستدعي الطبيب والذي أتى على الفور. ليحقنه بمخدر جعلهيفقد الوعي مجددا ويتهاوى بقوة على السرير، S،.


look/images/icons/i1.gif رواية قيد الماس
  22-03-2022 07:58 مساءً   [8]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل التاسعكان الوقت متأخرا جدا، وأضواء الشوارع تلمع بلون أصفر باهت حين فتحت ألكسندرا عينيها أخيرا، حدقت إلى الوجوه التي كانت تنتظر استيقاظها قبل أن تجفل وتصرخ برعب:- يا إلهي أين أنا؟اقترب أحد الأشخاص الذين كانوا غارقين في تأملها باهتمام، قبل أن يشرح لها الوضع بكلمات مقتضبة:- نحن عملاء لمكتب التحقيقات الفيدرالي. لقد تعرضت الطائرة التي كنت تستقلينها لعملية اختطاف.وضعت ألكسندرا يدها على فمها تكبت صرختها. وهي تتذكر النظرة الأخيرة التي ارتسمت على وجه ليام قبل أن تفقد الوعي، كانت مشوشة بدرجة كبيرة، حاولت أن تنهض من السرير قبل أن تحس بأن شيئا يعيقها، تكلف الطبيب بأن شرح لها وضعها بتمهل:- سيدة مايلز، لقد تعرضت لصدمة كبيرة، حصلت على أثرها على الكثير من الرضوض وكسر مضاعف في قدمك اليسرى. لا شيء خطير. كما أن لدينا أخبارا سارة. فأنت لم تفقدي الجنين جراء الحادث...لكن عن أي جنين يتحدث وضعت ألكسندرا يدها على جبينها. تشعر بأن كل شيء ضبابي. عادت إلى الاستلقاء مجددا وهي تجيل بصرها من الطبيب إلى الأشخاص في بدلاتهم الرسمية...جاء الصوت مرة أخرى ليعيدها من شرودها: - سيدة مايلز.كانت للمرة الثانية تسمع اسمها قبل الزواج هل هذا يعني أن ليام قد توفي؟ انقبض قلبها وشعرت بأن الهواء ينسحب من رئتيها قبل أن يأتي صوتها غريبا وهي تقول:- هل يمكن أن أرى زوجي؟- السيد ماكسويل ليس هنا، أجاب الرجل باقتضاب قبل أن يومئ للطبيب والذي رحل في الحالحين أقفل الطبيب الباب. تمكنت ألكسندرا من رؤية النظرة الغريبة التي كانت يتأملها بها مخاطبها قبل أن يقول:- أخشى أن الأخبار التي لدي ليست بالتي ترغبين في سماعها.خفق قلب ألكسندرا سريعا وتحجرت غصة في حلقها منعتها من الكلام، فظلت صامتة تنتظر الأسوء...- سيدة مايلز. السيد ماكسويل على ما يرام، لكن للأسف ولدواع أمنية نحن سنمنعك من الاقتراب منه مجددا!- ماذا؟! قالت ألكسندرا غير مصدقة لما تسمعه لكن بأي حق ستمنعني؟!- سيدة مايلز!- اسمي السيدة ماكسويل! صرخت ألكسندرا فيه بقوةصمت قليلا قبل أن ينظر إلى الرجل الواقف قرب النافذة والذي أشار برأسه...- نحن نعلم بالاتفاق الذي وقعت عليه مع السيد ماكسويل. نعلم أيضا الأسباب التي جعلتك توافقين على عرضه في المرتبة الأولى، لذا فإذا ما وافقت على عرضنا في الابتعاد عن السيد ماكسويل، نحن مستعدون لمنحك حياة جديدة كليا، يمكنك الرحيل أنت وطفلك إلى أي مكان تختارينه. سنتكفل بأقساط جامعتك إذا كنت ترغبين في العودة إلى الدراسة. وسنتكفل بكل نفقاتك الشخصية إلى أن تحصلي على عمل. اعتبريها بطاقة مجانية إلى الحرية!توقفت ألكسندرا على وجه الغريب وهي تتفرس ملامحه بشك: - لكن. كيف لي أن أثق بأن ما تعرضه علي حقيقي؟!فتح الرجل محفظة جلدية ووضع الأوراق المختومة بين يديها.- هل هذا يكفي لكي تثقي بنا؟تنهدت ألكسندرا بتعب، كانت المعلومات التي تحصل عليها كثيرة جدا، لكنه كان يعدها بحياة جديدة، بعيدة عن كل الألم الذي تجرعته بسبب ليام، يا إلهي إنها تنتظر طفلا. وضعت يديها لا اراديا على خصرها وكأنها تحمي الحياة التي اكتشفها بداخلها قبل أن تقول بصوت مرتعش:- أنا موافقة...بعد 7 سنوات على الحادث،وضع ليام المشروع الجديد الذي كان يعمل عليه جانبا وأعاد تأمل وجه أشلي والتي كانت تنظر إليه برجاء...- هيا ليام! لا تكن سخيفا! أخبرتك أن رأيك يهمني!إلتف ليام من وراء مكتبه ليتمكن من الجلوس قرب الفاتنة الشقراء وقد سيطر عليه الضجر.- قلت لك مرات عديدة أشلي. هذا القصر هو لك. وأنت تملكين مطلق الحرية في اختيار ما يناسبك. إضافة إلى أنه لن يكون المنزل الرئيسي، هذا سيكون منزلنا حين نزور لندن. أنا قد منحتك كامل الحرية في التصرف وواثق جدا من ذوقك أضاف وهو يمسك بيدها ويحثها على الوقوف.لكن أشلي لم تكن مستعدة للرفض بسهولة. اقتربت منه مطوقة عنقه بغنج واضح وهي تقول:- مارأيك في عطلة صغيرة إذاً، سنطير إلى لندن في نهاية الأسبوع، وستكون فرصة لتتعرف على المهندسة التي تشرف على الترميم. إنها رائعة! صرحت أشليزفر ليام هو يتأمل حماس خطيبته، كان يعلم جيدا أنها لن تتزحزح من مكتبه مالم يبدي موافقته، ابتسم أخيرا وهو يقول:.- حسنا سنذهب. لكن ما رأيك أن تتركيني أعمل قليلا الآن وهو يوجهها نحو الباب لدي الكثير من الأعمال العالقة التي يجب أن أنتهي منها.طوقت عنقه بحماس وهي تطبع قبلة رقيقة على شفتيه: - أنت خطيب رائع ليام. أنا أحبك!- وأنت أيضا رائعة!قال ليام وهو يضعها خارج مكتبه برفق ويعود إلى تأمل شاشة حاسوبه، كلمة أحبك لم يعد لديها معنى في حياة ليام منذ رحيل ألكسندرا ومير...أخرجه من شروده صوت الهاتف الداخلي لمكتبه، كانت مساعدته الشخصية تخبره بأن طائرته المروحية قد أصبحت جاهزة.- حسنا.قال ليام. قبل أن يدفع بكرسيه وينهض ليأخد سترته ويتجه نحو مصعده الخاص إلى سطح البناية الشاهقة حيث كانت الطائرة تنتظره.طوال طريق العودة إلى أورانج كاونتي، وحتى وصوله، كان ليام مشغولا في التفكير في مدى عقلانية القرار الذي اتخده، لقائه بأشلي كان محض صدفة بحثة. فهما لم يتقابلا منذ أن كانا بالجامعة. كانت المضيفة لحفلة أقامها والدها السيناتور ماجوير، لجمع تبرعات لحملته الانتخابية. تبادلا كلمات مجاملة وبطاقة أرقامهما الشخصية. بعدها إلتقيا في أكثر من مناسبة. وتكفلت صحف المناسبات والفضائح بالباقي. ابنة السياسي المعروف وعملاق المعلوميات، وأخيرا انتهت الشائعات بماسة ضخمة في يد أشلي وزواج مترقب في أقل من شهر...لكن أهو فعلا يريد الارتباط مرة أخرى؟ أم كان فقط يحاول طمر الهوة السحيقة بداخله لتوقه الشديد إلى العائلة؟زفر ليام بمرارة وهو يعيد ملئ كأسه ويتأمل الغروب. كان يحتاج إلى انسانة كأشلي مفعمة بالحياة وسعيدة جدا. فربما قد تنقل إليه القليل من السعادة...في لندن عاصمة الضباب،.حركت ذراعيها المتيبستين قبل أن تعيد شعرها الناري المتوهج إلى الوراء وهي تسمع خطوات القادم. ودون حتى أن تدير رأسها لمعرفة هويته قالت بصوت واثق:- ألم تكن مدعوا إلى حفل الليلة ألساندروا؟ لا أظن أن السير ويليامز سيكون سعيدا بعدم تشريفك لحفلته!علقت قبل أن تدير رأسها لتنظر إلى الرجل الواثق والذي وقف متكئا على إطار الباب الماهونجي الكبير يتأملها بعينين متسلتين، قبل أن يقول بلكنة مميزة:.- شعرت بالملل رد بكل بساطة وهو يقترب منها كنت سأرغب في الذهاب لو كنت رافقتني. على الأقل كنت سأجد ذريعة للهرب من ابنته الفظيعة قال بامتعاض واضح لكن ما الذي تفعلينه هنا وحدك في مثل هذا الوقت؟ جميع موظفي الشركة بمن فيهم الحراس قد رحلوا منذ ساعات!تنهدت ألانا بضيق وهي تسحب المشروع من آلة الطباعة الكبيرة وتلفه بيد خبيرة وهي تقول:- لقد اتصلت بي أشلي، السيدة التي أرادت تجديد قصر الدوق أندرو. أتذكرها؟حرك كتفيه بعدم اهتمام، كل ما يتذكره هو شقراء مغرورة حاربته بشراسة من أجل قصر الدوق الذي كان ينوي امتلاكه وبالنهاية نجحت في مسعاها. بل وحصلت على مساعدة في تجديده أيضا.- نعم قال ببرود أتذكرها!- ستأتي في نهاية الاسبوع مع خطيبها لمعاينة ما قمت به من تغيرات. وكما ترى قالت وهي تضع المخطط في أنبوب معدني وتأخد حقيبة يدها من على المكتب كان علي البقاء لوقت متأخر. القصر يحتاج إلى الكثير من الترميم، الغرف كارثية. ناهيك عن القاعات التي تحتاج إلى التجديد بالكامل، يا إلهي! روز ستقتلني إنها لا تكف عن التذمر من تأخري المستمر. أوه اللعنة! وضعت يدها على رأسها وهي تتذكر شيئا مهما.- ماذا الآن سأل أليساندروا وهو يقترب منها لينظر إلى ملامحها المتعبة والمشدودة باهتمام- لقد وعدت ماسيموس أن أحضر مباراته غدا. وبسبب التعديلات الجديدة لن أستطيع الحضور. فالزوجان ينتظران مني أن أكون في الموقع. سيحزن كثيرا أضافت بيأس- لا لن يفعل! قال اليساندروا وهو يعيد خصلة نارية وراء أذنها سأكون هناك أنا وكاترينا لتشجيعه!- أحقا ستفعل! قالت وهي تنظر إليه بامتنان كبير.- بالطبع. لا تكوني سخيفة فأنا عرابه!لمعت عيناها بالدموع وكانت على وشك البكاء فعلا. حين طوقها أليساندروا بذراعيه وهو يدفعها للنظر إليه، كانت عيناه بلونهما الذهبي مصممتان وتلمعان ببريق مثير وهو يهمس لها:- ألم تفكري إلى الآن في عرضي. ماسيموس يحتاج إلى أب. نحن يمكننا أن نكون أسرة رائعة معا.رطبت ألانا شفتيها بلسانها. كانت تشعر بوخز كبير في قلبها. فهي منذ 7 سنوات لم تعرف معنى الاقتراب من رجل. هي لا تزال شابة وتحتاج إلى انسان يحبها ويهتم بها، لكن لما كل هذا الخوف؟ أليساندروا شخص نبيل، ذكي وكامل الرجولة، لطالما لاحظت النظرات النهمة والمغازلات التي كانت تنهال عليه في أكثر من مناسبة، ولطالما احترمت طريقته في التعامل معها...لكن مع مرور السنوات تغيرت علاقتهما بشكل جدري خصوصا بعد أن قبلت عرضه للعمل في القسم الهندسي بمجموعته...تنهدت ألانا وهي تبتعد قليلا عن محيط ذراعيه: - أليساندرو أرجوك...- ماذا؟ قال وهو يقربها منه مجددا أنا لا أريد أن أضغط عليك ألانا. لكنني رجل. ومشاعري بالنسبة إليك أصبحت واضحة. أنا أرغب فعلا بأن ننتقل إلى المرحلة التالية من علاقتنا!شعرت ألانا بتوهج في وجنتيها. وشعرت بأن حلقها جاف وهي تتصور إلى المعنى المبطن في كلماته:- أليساندرو من فضلك الوقت ليس مناسبا. لقد تأخرت كثيرا!ابتسم وهو ينظر إلى وجها المتوهج وارتعاشها الطفيف.- حسنا قال وهو يصحبها إلى المصعد ومنه إلى سيارته البنتليطوال الطريق ظل أليساندرو محتفظا بالصمت. إلى أن وصلا أخيرا.- سأحضر في الثامنة لاصطحاب ماسيموس صرح أليساندرو وهي ينحني ليطبع قبلة على خدها ويصحبها نحو باب المنزلفي منزله باورونج كاونتي،استعصى النوم على ليام كالعادة، ووجد نفسه يتجول في الفيلا الموحشة قبل أن تقوده قدماه إلى غرفة ألكسندرا، مطلقا لم يتمكن من دخولها منذ الحادث، كان قد قرر تجديد الجناح بأكمله منذ سنوات، لكن لسبب خفي استعصى عليه فعل ذلك...فتح الباب، ووقف للحظات تضربه الذكريات القوية لوجودها الغير المرئي، الجو كان ثقيلا، اقترب من السرير قبل أن يضع رأسه على الوسائد. لتهاجمه الرائحة المألوفة والتي يعشقها بكل قواه...لا يصدق للآن أنها رحلت. أنها لم تعد موجودة وفضلت اللحاق بميرديث، فقدانهما معا جعل الحياة مستحيلة أمامه لوقت طويل...يتذكر كيف أنه لم يستطع تصديق وفاتها. وأنه رفض باصرار أي نوع من التعازي. كان يؤمن بأنها ستعود يوما ما إلى ذراعيه. لكن أمله القوي تبخر بمرور الوقت واستسلم أخيرا للواقع وهو أن ألكسندرا قد رحلت إلى الأبد.أخذ نفسا قويا قبل أن يشعر بشيء دافئ ينساب على وجهه، لأول مرة في حياته كان ليام يبكي، مسح عينيه بقوة رافضا الاستسلام لضعفه. لا يحتاج إلى البكاء ليشعر بالراحة، ربما هو لم يكن يريد أن يشعر بالراحة بسبب ما فعله بها، كان يعذب نفسه لجعله حياتها جحيما. لكونها توفيت وهي تعتقد أنها كانت فقط وسيلته للحصول على وريث!في لندن عاصمة الضباب،.فتحت ألكسندرا باب المنزل الكبير، قبل أن تفاجئ بماسيموس الجالس على ركبتيه يلعب بسيارات السباق الصغيرة.- أمي!صرخ ماسيموس وركض نحوها معانقا. طوقته بذراعيها وهي تحمله إلى غرفة المعيشة.- أين هي روز؟ سألت وهي تضعه على قدميه وتبحث عن مدبرة منزلها العجوز- لقد غفت منذ قليل، كنا نشاهد التلفاز وفجأة اغلقت عينيها ونامت علق الطفل ببراءة.ابتسمت ألانا له بحب قبل أن تضع حقيبة يدها والأنبوب المعدني على الطاولة وتتجه نحو المطبخ...- لابد أنك جائع طفلي المسكين!أومأ الطفل برأسه معارضا: - لقد تناولنا البيتزا على العشاء...حركت ألانا رأسها بعدم تصديق. فهي كانت تمنع الوجبات السريعة في المنزل وتفضل أن تطهو لهما كلما توفر لديها الوقت.- ألم أكن واضحة بشان الوجبات السريعة؟! لامته ألانا بلطف.- لقد أصريت على روز وهي وافقت. لا تعاقبيها قال ماسيموس وهي يتشبت بيد والدته بإلحاح- لكن عدني أنك لن تطلب ذلك من روز مجددا! قالت وهي تمسك بيده الصغيرة وتوجهه إلى الطابق العلوي.فور أن غيرت ملابسه ووضعته في السرير، اتجهت ألانا رأسا إلى غرفتها، خلعت سترتها واتجهت نحو الحمام، كل ما كانت ترغب به لليوم، هو حمام دافئ وتستغرق في نوم عميق، لكن الأرق جعلها تتلوى في فراشها محاولات يائسة من دون جدوى، الكثير من الافكار تعصف بأمانها الهش. عرض اليساندرو، حياتها السابقة والتي أصبحت كحلم مجنون يراودها بين الحين والآخر...غرست رأسها في الوسادة وهي تعد إلى العشرة، ثم إلى المئة وبعدها إلى الألف إلى أن استغرقت في نوم دون أحلام...حين استيقظت، كان ماسيموس جالسا إلى طاولة الافطار وقد غير ملابسه، واستعد للمباراة، إلتفت ألانا لتأخد كرسيا إلى جانب ابنها قبل أن تبتسم لمدبرة المنزل والتي كانت منهمكة في اعداد الفطائر المحلاة.- ليلة صعبة؟ قالت روز وهي تضع فطيرة أمام الطفل المتحمس بينما تصب القهوة لألانا.- للغاية! ردت وهي تأخد رشفة من كوبها- لقد وعدتني أن تكون متفرغة لي اليوم! قال ماسيموس وهو ينظر إليها برجاءابتسمت ألانا لابنها بحزن وهي تقول: - حبيبي أعلم أنني وعدتك لكن حدث شيء مهم في العمل. سيأتي العم أليساندروا والعمة كاترينا لمرافقتك. وسنحتفل الليلة معا ما رأيك؟- العم أليساندرو سيرافقني!قال ماسيموس بسعادة كبيرة أدهشت ألانا وروز معا، كانت تظن أن عدم وجودها سيزعجه. لكن على العكس كان سعيدا بمرافقة عرابه له...شرح الطفل ببراءة أن كل أصدقائه يرافقهم أباءهم إلى المباريات عكسه، غاص قلب ألانا في صدرها وهي تستمع إلى تصريح ابنها والذي خرج بعفوية. للمرة الأولى كانت تنتبه إلى أن ماسيموس أصبح يفتقد وجود أب في حياته...حملت حقيبتها ونهضت سريعا محاولة اخفاء التأثر الواضح في صوتها: - حظا موفقا حبيبي. أليساندرو سيكون هنا بعد قليل. لا داعي لأخبرك أن تكون فتى طيبا إلى حين عودتي!- لن أنسى ذلك أمي قال وهو يطوق رقبتها بحب.حطت طائرة ليام الخاصة أخيرا في مطار هيثرو، وضعت أشلي معطفها فالجو كان باردا قبل أن تقترب من ليام والذي كان مزاجه ناريا، أغلق حاسوبه النقال ووضع سترته بعصبية قبل أن يقترب منها وهو يحاول جاهدا ارتداء قناع البرود...وضعت أشلي اصابعها على جبينه المغضن ومسدته برفق وهي تقول: - ليس عليك أن تتظاهر أمامي ليام! أعرف أنك منزعج بسبب الرحلة وقد أوضحت هذا لي جيدا!- على العكس. قال ليام وهو يحاول الابتسام كنت أحتاج إلى بعض الراحة. لم أنم جيدا أمس. قال محاولا تبرير عصبيته الزائدة والآن هيا بنا! قال وهو يدفعها نحو باب الطائرة برفق لا بد أنك متعبة وتحتاجين إلى بعض الراحة...- أوه لا! ألم اخبرك؟ سنتجه رأسا إلى القصر. لابد أن ألانا قد وصلت وهي بانتظارنا...- أحقا! قال ليام ومتى كنت ستشاركينني هذه المعلومة القيمة؟ علق بسخرية.- كنت أريد أن أفاجئك! احتجت وهي تعض على شفتيها المصبوغتين بطريقة مثيرةأشار ليام إلى احد المضيفين بفتح باب الطائرة قبل أن يمسك مرفقها ويسحبها إلى الخارج...- ربما في المرة المقبلة ستفضلين إخباري! سنتجه الآن الى الفندق وبعدها يمكننا زيارة القصر!- لكن.- لا! قاطعها ليام بحزم يجب على الحراس أن يتفقدوا الموقع قبل وصولنا. أظنك قد اعتدت على البرتوكول المتبع الآن...تأففت أشلي بصوت مسموع لكنها لم تحتج بينما يقودها ليام نزولا من الطائرة إلى قاعة كبار الزوار حيث ينتظرهما طاقم الحراسة الخاص به...في قصر الدوق اندرو،كانت ألانا قد انتهت من اعطاء التعليمات الجديدة بشأن القاعة الرئيسية. والتي اقترحت أن يعاد استعمال الأرضية الخشبية فيها وعدم اتلافها...- من المهم جدا إعادة استعمال الأرضية فالمالكة الجديدة معجبة بها كثيرا.قالت ألانا وهي تعيد ربط شعرها الطويل على شكل ذيل حصان قبل أن تترك المنهدس التتفيذي مع العمال وتعود إلى إحدى الغرف التي انتهى تجهزيها، حيث قررت استقبال المالكين...سمعت رنين هاتفها. ليقفز قلبها بقوة وهي تتصور أن للاتصال علاقة بماسيموس، شعرت بالارتياح حين نظرت إلى رقم المتصل وكان الاتصال من المالكة، أطلقت زفرة ارتياح وهي تجيب:- أهلا سيدة أشلي. كيف حالك؟- بخير.قالت أشلي وهي تنتظر إلى ليام والذي خرج من الجناح الآخر وقد غير ملابسه الرسمية بأخرى أقل تكلفا، ابتسمت له باغراء متعمد قبل أن تعود إلى مخاطبتها:- عزيزتي ألانا أنا آسفة فعلا لكن أنا وخطيبي الوسيم سنحتاج بضع ساعات أخرى قبل الوصول. قالت وهي تقترب منه لتطبع قبلة على شفتيه- أوه حسنا! ردت ألانا بصوت مهزوز متى ستصلان إذاً؟ سألت وهي تنظر إلى ساعتها بضيق.لا تصدق أنها فوتت مباراة ماسيموس المهمة بسبب شخصين غير مسؤولين...أقفلت الخط وبصعوبة تمكنت من إيجاد كلمات مجاملة. بينما كل ما كانت ترغب فيه هو أن تصرخ بأعلى صوتها في الفتاة المزعجة والتي كانت السبب في تفويت مناسبة مهمة كمباراة اليوم...عادت إلى باحة القصر حانقة وجلست على إحدى الدرجات الرخامية تتأمل الحديقة الكبيرة والتي غزتها الأعشاب الضارة وغطت المسبح بطريقة متشابكة، عليها أن تنتهي أولا من القصر الذي يحتاج إلى الكثير من الاصلاحات الضرورية، ثم ليأتي دور الحديقة في ما بعد.قصر الدوق اندرو كان من المفروض أن يصبح مقرا لعقد الاجتماعات المهمة لشركة أليساندروا إضافة إلى الحفلات التي تقام على شرف ضيوفه، لذلك كانت متحمسة جدا حين عرض المالك بيعه، وكانت شبه متأكدة أن أليساندرو من سيحصل عليه في النهاية، لم تتخيل للحظة أنهما قد يخسران المزاد، لهذا كانت قد تحمست له بشكل مبالغ، لدرجة أنها كانت تملك خططا مسبقة وأعدت التصميمات الأولية لإعادة ترميمه مع الحفاظ على قيمته التاريخية، لتفاجأ بأليساندرو يتخلى عن المزاد للفاتنة الشقراء والتي زايدت في اللحظة الأخيرة بمبلغ ضخم، جعله يصرح بأن القصر لا يستحق كل هذا العناء وتركها تربح في النهاية، ولتجد ألانا نفسها تعرض خدماتها الخاصة دون حتى الرجوع إلى أليساندرو الذي ظهرت الدهشة على وجهه رغم أنه لم يبدي أي معارضة على قرارها وتركها تعمل على المشروع، بل ومنحها موافقته رغم أن نشاطها كان بعيدا كل البعد عن اهتمامات شركته...وجود مكتب هندسي في شركة أليساندروا كان الغرض الرئيسي منه الاهتمام بالهندسة الداخلية للمجموعة وهو ماكانت تشرف عليه منذ سنوات، رغبتها الشديدة في الانطلاق بشكل أكبر في مجال الهندسة المعمارية كان ما دفعها إلى عرض خدماتها على أشلي لإعادة ترميم القصر...تنهدت ألانا وهي تنظر إلى ساعتها مجددا، كانت الساعة تشير إلى الواحدة والزوجان لن يصلا قبل ساعتين على الأقل، لذلك قررت أن تتناول الغذاء الذي حضرته لها روز، وتحاول الاتصال بأليساندرو قبل العودة إلى العمل...


look/images/icons/i1.gif رواية قيد الماس
  22-03-2022 08:01 مساءً   [9]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية قيد الماس للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العاشرأنهت ألانا أخيرا وجبتها والتي لم تكن سوى قطع من الدجاج البارد وعصير فواكه، جمعت أغراضها والمخططات التي كلفتها ساعات طويلة من العمل لتنظر إلى ساعتها باستياء بالغ، كانت الساعة قد قاربت على الثالثة والزوجين لم يأتيا بعد...تأففت بامتعاض وهي ترفع هاتفها مقررة الاتصال بأليساندرو، أتى صوت أشلي من الباب المفتوح، وضعت ألانا أصابعها الرقيقة في شعرها تعيد خصلاته النارية المتناثرة إلى الوراء وأعادت الهاتف إلى حقيبتها مرة أخرى، وهي تستعد لكلمات الترحيب المعتادة التي ستقولها قبل أن تلتفت إلى الباب الكبير لتتسمر في مكانها وتموت الكلمات على شفتيها...قبل ساعات،.اقتربت أشلي من ليام والذي كان مشغولا بحاسوبه لتطوق عضلات كتفيه القوية وتهمس بجانب أذنه باغراء:- حبيبي ألم تنته بعد؟ لا بد أن مهندسة الديكور قد ملت من انتظارنا!أغلق ليام الحاسوب ووضعه على الطاولة المنخفضة أمامه، قبل أن ينهض من مكانه ويقابلها بابتسامة جذابة:- وأظن أنه ليس من اللائق أن نتركها تنتظر مدة أطول! قال وهو يعيد ارتداء سترته ويصحب أشلي نحو باب الجناح.بعد ساعة وسط الريف الجميل، وصلا أخيرا إلى قصر الدوق أندرو، ترجل ليام وإلى جانبه أشلي والتي كانت مسحورة بالمكان بشكل واضح...- أترى كم هو رائع ليام! ستعجب به أنا واثقة!حرك ليام راسه بالموافقة وهو يتأمل البناء الحجري بملل واضح. كانت رؤية القصر هي آخر اهتماماته خصوصا وأنه في السنتين الأخيرتين كان يجهد نفسه في توقيع الصفقات والعمل بشكل محموم إلى أن يسقط على مكتبه من التعب، لكن أشلي كانت مصممة وهو يعرف جيدا كم هي قادرة على الحصول على ما تريده...وضع يديه في جيبي بنطاله، وهو يتأمل الحديقة الشاسعة والتي كانت بحاجة ماسة إلى الاهتمام قبل أن يتحرك أحد حراسه لتأمين البوابة الكبيرة، وصلا أخيرا إلى باحة القصر حيث كانت الأعمال لا تزال في أولها، تعثرت أشلي وكادت أن تسقط لولا ليام الذي تدخل في الوقت المناسب مانعا ارتطامها بالأرضية...مرت دقائق من الصمت بينهما كانت عينا ليام تسيطران عليها ببريقهما الغامض، وفجأة شعرت بالخوف، مشاعر قوية ضربتها لأول مرة منذ أن وضع خاتم الخطوبة في أصبعها، كانت تدرك جيدا أنه شخص ذكي ووسيم لغاية. وقادر على حمايتها وهذا كان كفيلا بأن تقول نعم وتوافق على الزواج منه دون حتى التفكير في الأمر...ابتعدت عن محيط ذراعيه بسلاسة قبل أن تتجه نحو الغرفة المفتوحة حيث كانت ألانا في انتظارهما...لحقها ليام ببساطة وهو يعيد يديه إلى جيبي بنطاله وكأن تلك اللحظة لم تعن له شيئا. كانت مشاعره باردة وحدها هي من أذابت الجليد من على قلبه وللأسف لم يكن القدر رحيما به ورحلت من حياته كما رحلت مير وطفله قبلهما. كان غائصا في أفكاره القاتمة قبل أن يعود إلى الواقع ويتسمر من الصدمة وهو ينظر إلى الملامح المألوفة التي يحفظها عن ظهر قلب والتي وقفت تتأمله برعب حقيقي...للحظة تعطل عقل ليام من الصدمة وتسارعت الأفكار لتضج في رأسه بطريقة سريعة جعلته يجفل. قبل أن يعود إلى السيطرة على المشاعر العنيفة التي ضربته...وتحولت الدهشة إلى نظرة غضب مشتعل وعيناه تتجولان عليها، بشعرها الناري كألسنة اللهب وعينيها الآثمتين ووجها البيضاوي والذي اختفى اللون منه تدرجيا ليحل محله شحوب مخيف، روح شيطانية خرجت للتو من الجحيم لتسخر من جرحه الدامي بلا رحمة...ابتسم دون مرح وهو يوجه حديثه إلى خطيبته دون أن تفارق عيناه المرأة الشابة والتي تحولت إلى تمثال شمعي ملتهب:- عزيزتي أشلي. لقد سألتني لمرات عديدة عن زوجتي الراحلة ألكسندرا. أليس كذلك؟- أووه هذا صحيح. ردت أشلي وهي تحرك أصابعها المضطربة على كتفيها في صلاة سريعة- أقدم لك ألكسندرا ماكسويل زوجتي المتوفاة! قال ليام بسخرية وهو ينظر إلى الواقفة أمامه وقد تحولت نظراته الباردة إلى شرر حقيقي.التقطت ألكسندرا حقيبتها بيد مرتعشة محاولة الهرب من الموقف الخطر والذي وضعت نفسها فيه بغباء، طوال سنوات كانت قد حمت تخفِّيها وابتعدت عن الأنظار حتى أنها محت ليام من تفكيرها وأبعدته عن حياتها بشكل نهائي، لم تحاول مطلقا معرفة أخباره ولا الاطلاع على أي معلومات تخصه ببساطة كانت تحاول أن تقنع نفسها أنها ألانا جيمس مهندسة معمارية من الضواحي ولا صلة تربطها بعملاق المعلوميات الشهير ولا بزوجته المتوفاة، هوية جديدة وحياة مستقلة لها إلى جانب ابنها، كان هذا كل ما فكرت فيه منذ أن قبلت بالعرض الذي وقعت عليه منذ سنوات...لكن كل ذلك الأمان الهش الذي حمت نفسها به كان يتهاوى سريعا وهي تنظر إلى الشخص البارد الذي وقف بكامل عجرفته كما في الماضي ينظر إليها وكأنه قادر على التلاعب بحياتها والتحكم في مستقبلها...لملمت ألكسندرا المخططات بيد مرتعشة وسط ذهول أشلي والتي كانت تحاول فهم ما يجري حولها واندفعت نحو الخارج، وقبل أن تصل إلى الباب الذي كان ليام يسده بقامته الفارعة وجسده القوي، أطبقت يد فولاذية على معصمها وجعلتها تقترب منه بقسوة...صرخت ألكساندرا من الألم وهي تنظر إلى التعبير الغاضب الذي كسى معالم وجهه وتطاير شعرها في الهواء مكونا هالة نارية أمام عينيها، كان ينظر إليها والشرر يتطاير من عينيه، وجهه أظلم فجاة وظهرت شخصيته الشيطانية والتي لم تكن تعرف عنها الكثير، حاولت الابتعاد عن قسوة يده دون جدوى، تلوت محاولة أن تفك يدها من قبضته، بينما اقتربت أشلي منه محاولة أن تفهم ما الذي يحصل...- ليام بحق السماء ما كل هذا؟! هذه تكون ألانا. أتتذكر لقد حدثتك عنها من قبل!- مخطئة عزيزتي!قال ليام وهو يجز على أسنانه بغيض بينما حاولت ألكسندرا الظهور بمظهر قوي وهي تنظر إليه بتحد، ووسط التشجيع الذي حصلت عليه من أشلي حاولت أن تبدي اتزانا بعيدا عما كانت تشعر به وتنكر أي صلة لها بما يقوله. كانت هذه فرصتها الوحيدة للتخلص من هذا التهديد والرحيل سريعا قبل أن يكتشف سرها، أخيرا وجدت صوتها لتقول:.- أخشى أن هناك خطأ سيدي! أدعى ألانا جايمس. أشعر بالأسف من أجل زوجتك المتوفاة. لكنني لست هي!- أووه لا ألكسندرا! لن تفلتي بهذه البساطة!توعدها ليام وهو يضغط على رسغها بقوة جعلت الاأم يرتسم على ملامحها قبل أن يسحبها إلى الخارج تاركا أشلي في صدمة قوية...ظلت ألكسندرا تتلوى محاولة الافلات منه دون جدوى، كان مسيطرا عليها بقبضته القاسية قبل أن يحملها ليضعها بالقوة في سيارته ويأمر سائقه بالتحرك سريعا...رن هاتف ألكسندرا لوقت طويل، حاولت الوصول إلى حقيبتها لتفتحها بيد مرتعشة محاولة الوصول إلى هاتفها، لينتزع ليام الهاتف من يدها بقوة ونظر إلى الاسم اللامع على الشاشة وزاد الغضب الجامح في عينيه...كانت ألكسندرا تدعو أن لا يكون المتصل أليساندرو، فكرة ان يعرف بوجود ماسيموس جعلتها ترغب في البكاء فجأة، طوال معرفتها الوطيدة بليام لم تره في مثل هذه العصبية ومحاولة انكار أنها ألكسندرا أصبحت فكرة ساذجة فجأة، خصوصا وأن التمويه المتقن الذي غلفت شخصيتها به لم يقم بأي نتيجة فعلية فقد تعرف عليها في غضون دقائق...وضعت ألكسندرا يدها في شعرها الناري بعصبية وهي تتأمله يغلق هاتفها ويعيده إلى الحقيبة ليلوح بها بعيدا غير تارك لها أي فرصة للاحتجاج، كانت عيناها مسمرتان على وجهه والذي لم تعد تظهر عليه أية مشاعر انسانية، كان ليام فنانا في التلاعب بالآخرين وهذا شيء لم يختف مع الوقت كما أملت...رغم غرابة الموقف والذي كان يبعث على الضحك، بعد سبع سنوات لازال ليام نفس الشخص المسيطر، بقوته الوحشية ونظرته الداكنة، والفم الحسي الذي يبعث بدعوة سافرة إلى القبلات، أحست ألكسندرا بوخز في جسدها وحرارة تغزو وجهها، لعنت نفسها لهذه المشاعر التي كانت ترتفع بداخلها محاولة التركيز على مساوئه، تأملته بعينين زائغتين...كان أكثر وحشية وأقسى مما تتذكر، وراء تلك الملابس الأنيقة والملامح الباردة. كان هو نفسه ليام الذي استدرجها بكل قسوة منذ سنوات لتوقع على عقد أقل ما يقال عنه أنه لاانساني، لقد باعت نفسها للشيطان مرة، وهاهو قد عاد الآن ليطالب بأرباحه فكرت وهي تعض على شفتيها بمرارة...فكرة أنها كانت آمنة وهي بعيدة عن متناول يده أضحت بالنسبة لها مجرد حلم ساذج...أخيرا قررت ألكسندرا كسر الصمت الذي بدأ يحرق أعصابها. فكيف ما كانت الكلمات التي ستتفوه بها في هذه اللحظة ستكون أقل وقعا من الصمت المتلاعب الذي كان ليام يستغله للاطاحة بعقلها...- ما الذي تريده مني ليام؟ أن أجثو على ركبتي أمامك وأطلب الغفران لأني رحلت؟ لأني لن أفعل ذلك مطلقا! لقد تركتك وأنا سعيدة بفعلتي! وإذا عادت السنوات إلى الوراء سأعيدها مرة أخرى دون ندم!ابتسم ليام ببرود وهو يعود للاسترخاء على الصوفا الجلدية الناعمة لسيارته قبل أن يتأملها وابتسامة ملتوية على شفتيه:- سعيد أنك لم تفكري بالانكار مرة أخرى كارا فهذا سيعفينا من الكثير من الفحوصات المخبرية والتي من الواضح أنه لا طائل منها! التخفي الذي تحتمين ورائه بالكاد يعتبر تخفيا إذا ما استتنيا الخصلات النارية القريبة من مزاجك! أضاف وهو يقترب ليعبث بشعرها بحرية.دفعت ألكسندرا يده بقسوة وهي تبتعد إلى أقصى المقعد محتمية من نظراته الحانقة والمسلطة على رأسها، ابتسم مرة أخرى بتهكم قبل أن ينظر إلى البناء الكبير والذي توقفت السيارة بقربه...فتح السائق الباب، حاولت ألكسندرا الخروج مسرعة حين أطبقت يد ليام الفولاذية على معصمها مرة أخرى ليسحبها نحوه...- فكري في أن تفتعلي فضيحة وسأكون أكثر من سعيد بإلجامك! قال من بين أسنانه وهو يعيدها إلى مقعدها.أخيرا أخذت ألكسندرا حقيبتها بيد مرتعشة وهي تتبعه إلى البهو الكبير لأحد فروع مجموعته بلندن...طوال الطريق إلى المصعد ظلت ألكسندرا محافظة على الصمت وهي تتشبث بحقيبتها وكأنها طوق نجاة، كانت تتأمل ليام والذي لم يكن يظهر عليه أي تأثر سوى عرق نابض إلى جانب فكه والذي جعلها تنكمش على نفسها بطريقة دفاعية، الله وحده يعلم ما الذي يمكنه أن يفعله بها الآن...رن الهاتف في حقيبتها. هذه المرة قررت تجاهله. فلا نية لها في فضح سرها أمام ليام. كل ما كانت تأمله هو أن يتركها ترحل بسلام وهو ما لن يفعله بمجرد معرفته بوجود ماسيموس...أخيرا وصلا إلى مكتبه. أشار ليام إلى حراسه بالرحيل قبل أن يضع بصمته على قفل الباب ويبتعد للسماح لها بالدخول...- كل هذه الحراسة ليام؟ وكأنه يمكن أن تتعرض للغزو! علقت بسخرية محاولة اتبعاع خطة الهجوم.لكنها لامت نفسها سريعا وهي تنظر إلى تعابيره الساخرة والتي قست فجأة قبل أن يقول:- أتذكر أن آخر مرة استغنيت فيها عن طاقم الأمن لم أتعرض للغزو. لكن بالمقابل حصلت على ندوب غائرة وزوجة ميتة ولغرابة الصدف هي ماثلة أمامي الآن! وكنت أقول أن المعجزات لا تحدت أبدا! تهكم بسخريةعضت ألكسندرا على شفتيها، كانت تحاول اغاضته لكنها جرت على نفسها تعليقات لم تكن تحتاج إليها في الوقت الراهن...أشار ليام إلى أحد الكراسي قبل أن يقترب من الخزانة الكبيرة ويصب لنفسه كأسا ويعود إلى تأملها.- والآن هل ستخبرينني كيف حصل هذا؟ قال ليام وهو يتكئ على مكتبه ويتأملها بنظرات غريبة.عضت ألكسندرا على شفتيها إلى أن شعرت بمذاق الدم، كانت تبحث عن كلمات مقتضبة قد تجعل ليام يتركها بسلام، رفعت أخيرا عينيها وندمت بسرعة على قرارها، ففي نفس اللحظة التي التقت عيناها بعينينه الداكنتين والمصممتين شعرت بأنها تطلب المستحيل...- حسنا. قالت ألكسندرا وهي تعصر أصابعها في باطن كفها لا أذكر الكثير عن تلك الرحلة. كل ما أذكره أنني استيقظت في مكان ما. مستشفى، سكتت للحظة محاولة تجميع أفكارها المشتتة.- وبعد؟ قال ليام باهتمام ماذا بعد ليكسي؟جعلتها الطريقة التي تلفظ بها اسمها ترتعش لا شعوريا: - كان هنالك أشخاص من مكتب التحقيقات الفيدرالي، أتوا لرؤيتي، أخبروني أننا قد تعرضنا لمحاولة اختطاف وأنك بخير. لكن كان الأفضل لكلينا لو أنني اختفيت من حياتك إلى الأبد!تحولت النظرات الباردة في عيني ليام إلى صدمة كبيرة، وضع الكاس على المكتب قبل أن يقترب منها بخطوات متلهفة...- هل هددوك ليكسي؟ سأل ليام وعيناه تمسحان وجهها باهتمامحركت ألكسندرا رأسها بالنفي...- لا! قالوا أن الأفضل لي أن أبتعد عنك، وعدوني بحياة جديدة، وأنا وافقت على الرحيل!شعر ليام بصفعة قوية تضرب كبريائه، ملامحه كانت كالعادة لا تظهر أي مشاعر انسانية، لكن شيء بداخله تصدع، كان يأمل أن يكون مخطئا لمرة واحدة على الأقل، أراد أن يصدق أنها كانت مجبرة على الابتعاد، لوهلة أرادها أنها تحبه، لكن كلماتها كانت كخنجر مسموم طعن قلبه دون رحمة.تقلصت عضلات جسده بقسوة وظهر التوتر على ملامحه لثوان...رن هاتف ألكسندرا لم تستطع تجاهله مجددا، رفعت الهاتف بيد مرتعشة: - مرحبا أليساندرو. أووه يا إلهي! سأحضر حالا!تلألأت الدموع في عينيها. وارتعشت شفتاها من الرعب قبل أن تنهض بسرعة جعلتها تترنح، أمسكها ليام باهتمام يتفرس ملامحها المرتاعة.- من فضلك ليام، يجب علي الرحيل الآن! قالت وهي تحاول أن تتملص من قوة ذراعيه- مستحيل! قال ليام بتأثر ما الأمر ألكسندرا؟ أخبريني!خرجت أنَّة من الألم وخفق قلبها بقوة داخل صدرها، كيف ستخبره بأن عليها الرحيل بأن ابنها الصغير في حاجة إليها، ليس لديها القوة الكافية لمواجهة بركان الغضب الذي يمكن أن يثور بمجرد أن تخبره، ولا يمكنها البقاء بعيدا عن ابنها المتألم والذي يطالب بوجودها...- ابني ماسيموس! يا إلهي علي الرحيل!في المستشفى،جلست كاترينا إلى جانب السرير الصغير تمسد شعر ماسيموس الأسود اللامع بيدين متوترتين...- طفلي المسكين! قالت وهي تنظر إلى ملامح وجهه الصغيرة والمتألمة حتى أثناء نومهرفعت رأسها لتنظر إلى شقيقها والذي دخل للتو.- كيف حاله الآن؟- لقد كان يسأل عن ألانا قبل أن تحقنه الممرضة بمسكن. لقد نام قبل قليل.أومأ أليساندرو برأسه قبل أن يجلس إلى جانب سرير الصغير يتأمله بنظرات أبوية خالصة قبل أن يقول:.- لقد تحدثت إلى الطبيب. الأشعة المقطعية أظهرت نزيفا ضئيلا في الفص الصدغي. سيظل ماسيموس قيد العناية النظرية الليلة لتفادي أي مضاعفات. الارتجاج الدماغي الذي أصيب به لم يكن بالسوء الذي تخيلناه. لقد سمح لي الطبيب باخراجه من المستشفى غدا.- أووه! حمدا لله! قالت كاترينا وهي تقبل يده الصغيرة الممدودةفي طريقهما إلى المستشفى،.كانت ألكسندرا ترتعش. فكرة أنها لم تكن إلى جانب ماكس حين أصيب جعلتها تشعر بالمرض والرغبة في البكاء...ساد صمت كئيب طوال الرحلة إلى المستشفى وحقيقة أن ليام لم يثر في وجهها حتى الآن كان يعبر عن مدى الصدمة التي تعرض لها من معرفته بوجود ماسيموس، ملامحه قست كالكرانيت، منذ أن عرف بالسر وراء تزييف موتها، تجاهلها تماما وكأنه قد اختفت فعلا من الوجود، لم يطالبها بأي شرح ومؤكد أنه لم يكن يهتم بانهيارها ولا الدموع التي كانت تنزل صامتة على وجهها الشاحب...كان هاتفه يومض مرات لا حصر لها دون أن يلقي عليه أي اهتمام، أشلي كان عليها الانتظار فلا رغبة له في تفسير أي شيء مما فعله...أخيرا وصلا إلى المستشفى، قفزت ألكسندرا من السيارة بسرعة جنونية وركضت نحو باب الطوارئ، بينما ظل ليام في السيارة يتأمل رحيلها بعينين ضيقتين ومظلمتين...لديه طفل! ألكسندرا لم تكن متواطئة فقط في تزيف موتها. لقد كانت تخفي عنه طفلا يحمل دمه، ابنه الذي لم يعرف بوجوده من قبل!الفكرة وحدها جعلت قلبه ينبض بألم بالغ. ابتلع غصة كبيرة منعته من التنفس بينما احترقت عيناه بدموع الغضب. دموع يعرف جيدا أنها لن تنزل تحت أي ظرف. مما جعله يثور أكثر. كان يرغب بضرب أي شيء أمامه فقط للتنفيس عن غضبه المكتوم والذي أصبح قاتلا.أخيرا ركل باب السيارة بقوة. ولحق بها إلى غرفة الطوارئ. إذا كانت تظن أنها ستتخلص منه بسهولة فهي واهمة جدا!وصلت ألكسندرا ركضا الى الغرفة حيث كان ابنها. فتحت الباب بيد مرتعشة وانهارت على الأرض وهي تنظر إلى الجسد المسجى بسلام على السرير الأبيض بينما علت الضمادات رأسه الصغير، كانت تنتحب بصوت مسموع لدرجة جعلت أليساندرو يجثو على ركبتيه بجانبها بينما وقفت كاثرينا ونظرات من الألم تعلو وجهها.- يكفي تيسورو! قال أليساندرو وهو يلتقطها ليطوقها بذراعيه.طوقت ألكسندرا الذراعين الممدودتين نحوها وهي تنتحب بقوة وكأنها تطالبه بالأمان، تركها أليساندرو تنتحب بحرية على صدره إلى أن تحول بكائها أخيرا إلى نشيج...ظل يمسد شعرها الناري وهو يهمس لها بكلمات من لغته الأم جعلتها تشعر نسبيا بالاطمئنان. قبل أن ترفع عينيها المغيمتين بالدموع وتنظر إليه.- كيف حصل هذا؟ يا إلهي! ابني المسكين!- مجرد حادث بسيط. أخبرها أليساندرو وهو يحملها إلى الأريكة القريبة مطوقا إياها بذراعه لقد وقع صدام بينه وبين لاعب آخر أثناء الاحماء. ثم فقد وعيه. لا داعي للقلق أضاف وهو يمسح الدموع من على وجنتيها الشاحبتين إنه مجرد حادث والطبيب عاينه وأخبرنا أنه بخير، مجرد ارتجاج بسيط وغدا سنعيده إلى المنزل...- ما كان علي السماح له بالذهاب! لو لم يشارك في المباراة اللعينة ماكان هذا ليحصل له!- لا تكوني سخيفة! قالت كاثرينا وهي تقترب منها مواسية لقد كنا إلى جانبه وكان مسرورا جدا. هذه أشياء تحصل ألانا. الأطفال يسقطون غالبا وفي بعض الأحيان قد يتأذون. هذا لا يعني أن نمنعهم من اللعب!- كاثرينا على حق. أخبرها أليساندرو وهو يساعدها على الوقوفكانت قواها خائرة بالكاد تمكنت من الاقتراب من سرير ماسيموس دون أن تنهار تماما...في أحد الكراسي المخصصة للزوار، جلس ليام يحدق إلى الفراغ كان يستعيد شريط الساعات القليلة الماضية، لا يصدق أنه في ظرف ساعات فقط صعق بوجودها أمامه ومن ثم معرفته بوجود ابنه والذي حرمته منه لسنوات!احساس كبير من المرارة تولد بداخله، كل تلك السنوات التي كان يشعر فيها بالذنب لفقدانها، كانت هي حية وتعيش برفاهية إلى جانب ما حرم هو منه...اللعنة! شتم ليام وهو يعصر قبضته إلى أن استحالت مفاصلها بيضاء. ألكسندرا لم تكن تستحق ولو ذرة من المشاعر التي حملها لها بقلبه. لم يكن أشد كرها لنفسه من هذه اللحظة لقد جعلته يظهر كغبي سخرت منه وهو كالأبله ظل يرفض مسامحة نفسه على ما فعله بها بينما هي كانت تستغفله بكل وقاحة!غلى الدم في عروقه كالنيران. كل ما يرغب فيه هو أن يطبق على عنقها ويزهق أنفاسها الآثمة بيديه. وقف بهدوء ينافي ما يشعر به واتجه نحو باب الغرفة بخطوات واسعة، سيتعرف على ابنه سيخبره بأنه والده ويعيده معه إلى الديار ولتذهب هي هذه المرة فعلا إلى الجحيم إذا رغبت بذلك!في غرفة ماسيموس كانت ألكسندرا لا تزال تعاني من أثر الصدمة المهولة، من لقاء ليام، عودته إلى حياتها كانت بمثابة كابوس مرعب جعلها عاجزة عن التفكير. ثم وجود ابنها في المستشفى. كل ذلك أحاطها بموجات من الصدمة والخوف.استنشقت الهواء ملئ رئتيها، فالغرفة أصبحت ضيقة فجأة واستعصى عليها التنفس، كانت تشعر بذبدبات قوية تشل حركتها...رفعت رأسها وتشابكت عيناها بعينيه الملتهبتين كان يسد باب الغرفة المفتوح بجسده القوي بينما ظلت نظرات الكراهية الباردة مسلطة على رأسها. إنه يكرهها! لم يكن هنالك مجال لتخيل العكس.اقترب أليساندرو من الرجل الذي ظل واقفا في مكانه كالتمثال.- أظنك قد أخطأت الغرفة أيها السيد! قال أليساندروا بلكنته الصقلية المميزة متأملا الغريب بنظرات مشككة.خطى ليام إلى الداخل وأعطى أليساندرو نظرة ساخرة مليئة بالبرود قبل أن يعود لتأمل ألكسندرا والتي علا الشحوب وجهها بشكل مخيف...كل الكوابيس التي عانت منها لسنوات أصبحت حقيقية فجأة!أووه لا مستحيل! إنها تفضل الموت على أن ترى ليام يسلبها ماسيموس! مطلقا لن تسمح له بذلك! مطلقا لن تتركه يبتزها كما فعل في الماضي!منذ 7 سنوات كان الأمر مختلفا. كانت لا تملك شيئا. لكن الوضع تغير، فهي أكثر نضجا من السابق. وستتعامل معه كند وليس كفتاة خاضعة مثيرة للشفقة، سيتناقشان في موضوع الحضانة، وربما قد تسمح له يوما أن يكون جزءا من حياة ابنها، ومن المحتمل أن يصلا إلى اتفاق، لكن ليس بشروطه هذه المرة! الكرة في ملعبها وعليها تحديد أهدافها سريعا قبل أن يستجمع قواه ويبدأ بالهجوم!- ليام أنت يجب أن.- أنت ستصمتين أيتها العاهرة اللعينة! قبل أن أفكر جديا في رميك خارج هذه الغرفة! صرخ ليام وهو يجز على أسنانه بغيضتصريحه القوي والنظرة المظلمة التي رسمت ملامحه جعلتها ترتجف لا اراديا، أليساندرو ظل واجما للحظة يجيل نظره بين ألكسندرا ورجل الاعمال الذي تعرف على ملامحه أخيرا قبل أن يحاول التدخل:- ألانا هل تعرفين هذا الرجل؟ سأل أليساندروا بينما توترت عضلات فكه القوية بوضوح.لم يكن الأمر يحتاج الكثير من الذكاء، فالشبه بينه وبين ماسيموس كان واضحا بشكل ملفت.- ألانا.أعاد أليساندرو سؤاله. لكن ما من رد، ظلت ألكسندرا تنظر إليه برعب بينما ماتت الكلمات في حلقها.أدار ليام ظهره لهما ثم سار ليقف إلى جانب سرير ابنه يتأمل ملامحه الصغيرة. حين التفت كان من الواضح أنه سيطر على أعصابه مجددا وظهرت الابتسامة المتغطرسة والساخرة والتي لم تكن تفارق وجهه وهو يقول:.- اسمها الحقيقي ألكسندرا ماكسويل وهي تكون زوجتي!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 7 < 1 2 3 4 5 6 7 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1411 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1006 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1047 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 867 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1588 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الماس ،










الساعة الآن 10:41 AM