رواية طريق الدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الرابع عشرفى الوقت الحالىنهض ياسر من مكانه واخذ يتجول فى الفيلا فمر من امام غرفة شقيقته شيرى فقرر ان يفتح باب الغرفة بهدوء لكى يطمأن عليها فتفاجئ بعدم وجودها، فكر للحظة بأن يذهب إلى الملهى الليلى ليبحث عنها لكنه تذكر ما حدث فقرر عدم الذهاب والبقاء فى مكانه وتركها تفعل ما تفعل فهو الان لا لا يأخذ بإعتبار أنها شقيقته.- مقولتليش يا رامز اية رأيك فى الحكاية دىتحرك رامز ذهابا وإيابا وهو يفكر بهذا الموضوع الخطير ثم وقف ورمق اكرم المهدى بنظرات حيرة قائلاً:- اشمعنا فى الوقت ده بالذات ؟ اللى بتفكر فيه ده خطير جدا وعقابه الإعداموقف أكرم ونطق بإبتسامة ماكرة:- احنا كدا كدا محكوم علينا بالاعدام يعنى مفيش جديد ده غير اننا دلوقتى قاعدين ولا بنهش ولا بنش واللى هنعمله ده هيخلينا نقف على رجلنا تانى ويبقى لينا إسم ومش اى اسم، احنا هنبقى عايشين ملوك.- ايوة يا اكرم بس احنا زمان شغلنا كان غير مشروع بس مكناش معروفين ومتخفيين انما اللى انت بتقوله ده عايز تخطيط .. انت عايزنا نسافر مصر تانى ومحدش ياخد باله ؟ انت بتفكر ازاىارتسمت الابتسامة مرة أخرى على وجه أكرم الذى كان مستعداً لكل شئ واردف:- الموضوع سهل جدا وبعدين شخصية مهمة جداً هى اللى كلمتنى وعرض عليا الموضوع والصراحة كلامه عجبنى واقنعنى، كل اللى احنا هنعمله دلوقتى اننا هنروح دلوقتى علشان يشرحلنا بالظبط الشغل اللى هنعمله، ها دايس معايا ولا ادوس لوحدى ؟رفع رامز حاجبيه قائلاً:- لسة مصر ! طيب همشى وراك اما نشوف اخرتها.انتهى اليوم وأصبح يوم جديد، استيقظ ياسر مبكراً واخذ حمامه ثم ارتدى ملابسه وقرر الرحيل لكن مر على غرفة شقيقته مرة اخرى وفتح الباب برفق فلم يجد أحدا بالداخل مما أثار غضبه فقرر النزول للأسفل والبحث عنها فى كل مكان فلم يجدها، لاحظت والدته تحركه فى جميع أنحاء الفيلا فأردفت:- فيه اية يا ياسر ؟أجابها ياسر بغضب وإستياء شديد:- ملكيش انتى دعوة خالص، خليكى فى حالك مش ناقصك على الصبحشعرت والدته بالحزن لما قاله فنطقت:- ياه يا ياسر ! بتكلم امك كدا ؟ارتفع صوت ياسر أكثر مما كان عليه وصرخ قائلاً:- لما تكون امى كل يوم سهرانة برا البيت بتلعب قمار مع صحباتها وناسية ان ليها ولاد مسؤولين منها يبقى ايوة اكلمها كدا، لما تبقى امى بنى ادمة مبتحبش غير نفسها يبقى ايوة اقول كدا تحبى افتحلك كل القديم والجديد ! ولا اقولك بلاش .. يكفى انك جاية الفجر ونايمة وانتى متعرفيش ان بنتك بايتة برا البيت، اقول اية ما هى تربيتك ومحدش كان بيدلعها غيرك، انا هغور على الشغل احسن قرفت من الفيلا واللى فيها.رحل ياسر تاركاً والدته فى حالة صدمة مما سمعته من ولدها للتو ..وصل ياسر إلى حى قديم بمنطقة شعبية يعرفها جيدا فهنا يقيم اخيه خالد فى شقة والدته سابقاًمر ياسر على هانى فى محله التجارى الذى يوجد اسفل المنزل فأسرع هانى إليه قائلاً:- ياسر ازيك يا راجلتبادلا السلام والتحية واردف هانى:- اطلع لخالد بقى يفهمك كل حاجة وانا عشر دقايق بالظبط وهحصلك على فوق علشان نتفق هنعمل ايةربت ياسر على كتفه بإبتسامة قائلاً:- تمام.صعد ياسر إلى الأعلى وانتظر قليلا بعد ان طرق الباب ففتح له خالد وضمه قائلاً:- ياسر، اسبوع متجيش يا راجلاجابه ياسر وهو يتحرك إلى الداخل:- غصب عنى يا خالد الشغل متلتل فى الشركة ومحدش بيمشى الدنيا غيرى من بعد اللى حصلوقف خالد قائلاً بإستفهام:- قولى شيرى عاملة ايةتغيرت ملامح وجهه لكنه حاول الإخفاء بإبتسامة قائلاً:- الحمدلله كويسةشعر خالد بأن ياسر يحاول إخفاء شئ فنطق وهو ينظر بنصف عين:- ياسر انطق شيرى مالها.أجابه ياسر دون ان يمهد له:- شيرى بتبات برا البيت وصحيت ملقتهاش فى الفيلارفع خالد حاجبيه وظهرت علامات الغضب على وجهه ونطق قائلاً:- وانت كنت فين يا ياسر ! هو انا كل مرة هنصحك يا ياسر ؟ انت اخويا الكبير المفروض مين ينصح مين ... مش قولتلك قرب منها، اكيد بعدت عنها من بعد اللى حصل صح ؟حاول ياسر الدفاع عن نفسه فأسرع خالد بالخروج فصاح ياسر:- رايح فين يا خالد ؟أجابه خالد وهو ينزل إلى الأسفل:- رايح انقذ اختى واختكاسرع خالد واتجه إلى الملهى الليلى الذى اعتاد السهر فيه وسأل رجل الأمن بعد ان وضع فى يده مبلغ من المال- متعرفش واحدة بتسهر هنا اسمها شيرى الردادكانت لحيته التى تغطى معظم اجزاء وجهه تخفى شخصيته كما كان شعره الطويل أيضاً يجعله خفى تماماً وكان من الصعب التعرف عليهأجابه رجل الأمن قائلاً:- ايوة طبعاً اعرفها، دى كل يوم بتخرج مع كريم بيه وتركب معاه العربية.حرك خالد رأسه ورحل على الفور متجها إلى شقة صديقه كريم الذى وصلها بعد وقت قصير، وضع خالد يده فى جيبه واحضر مفاتيحه ومنها احضر مفتاح الشقة الذى كان دائماً معه ودلف إلى الداخل واسرع إلى غرفة كريم، دفع الباب بقدمه فإنفتح على مصراعيه فقام كريم من سريره مفزوعا وعلى وجهه الرعب فنطق خالد بغضب:- فين شيرى يا كريم ! انطقفتح كريم عينه برعب قائلاً:- خ..خالد ! انت ازاى ...قاطعه خالد بصوت عالٍ:- بقولك فين شيرى ؟هنا خرجت شيرى من الحمام على الصوت ففزعت عندما وجدت خالد ينظر إليها وعلى وجهه علامات الصدمة والحزن فى ان واحد .لم يصدق خالد عينيه فكان طوال الطريق يحاول اقناع نفسه بعكس ذلك لكن الان اتضح له كل شئ فنظر إلى صديقه كريم نظرة استفهام قائلاً:- لية ؟ انت دايما كنت اخويا مش صاحبى بس، اختى يا كريم ؟تلجلج فى الحديث محاولا توضيح موقفه- اس..استنى بس يا خالد هفهمك.مد خالد يده خلفه وأحضر مسدسه الخاص وقام بشد أجزائه وهو يقول:- تفهمنى اية ؟ انطق تفهمنى اييييةمد كريم يده متوسلا لخالد الذى وجه سلاحه تجاهه- استنى يا كريم، انا هتجوزها ... هتعمل اية يا كريم، هتقتل صاح...لم يكمل كريم جملته الاخيرة، اطلق خالد ثلاثة رصاصات عليه ليقع على سريره معلنا وفاته فى الحالنظرت شيرى إلى كريم الذى كانت الدماء تغطى جسده وحاولت الصراخ لكنها لم تستطيع فأسرع خالد إليها وامسكها من خصلات شعرها قائلاً بغضب:- انتى عارفة اية اللى منعنى انى اقتلك معاه ! علشان مش انا اللى مربيكى .. للأسف مش انا اللى مربيكى، اتحركى قدامى يلا على البيتلم تتحرك من مكانها فصرخ قائلاً:- اخلصى !كانت علامات الخوف والفزع تسيطر عليها فأسرعت فى الخروج، ألقى خالد نظرته الأخيرة على كريم ثم خرج وامسك بيديها قائلاً:- يلاسحبها من يديها حتى وصلا للأسفل واوقف سيارة أجرة ثم ركب وسحبها الى الداخل وامر السائق بالتحرك بعد ان أخبره بالعنوان وبعد مرور عشر دقائق وصلا إلى فيلا اكرم الرداد، نظر خالد إليها بعينان تشتعلان غضبا واردف:- اخرجى يلا وخشى على الفيلاخرجت شيرى ثم خفضت رأسها ونظرت من نافذة السيارة وقالت بغضب تحبسه بداخلها:- أقسم بالله زى ما قتلته لأخليك تندم أشد ندم.ضم خالد حاجبيه بتعجب من وقاحتها فخرج من السيارة واعطى السائق اجرته ثم سحبها من يديها بقوة وتحرك إلى الفيلا الخاصة به ودلف إلى الداخل ليجد الفيلا وكأنها مهجورة منذ مئات السنين وليست ثلاث سنوات فقط، سحبها بقوة ثم دفعها للداخل بغضب فوقعت على الأرض بسبب تلك الدفعة القوية، رمقها خالد بنظرات غضب وأخيراً كسر صمته وانفجر فى وجهها.- الليلة اللى عرفتى فيها الحقيقة حد كلمك وهددك وقالك تخرجينى برا الفيلا بأى طريقة وطبعا انتى معذورة وعملتى كدا فعلا وخرجتينى وفجأة طلعوا علشان يقتلونى، فاكرة ساعتها رد فعلى كان اية ! مهربتش وجريت ولا استخبيت .. كل اللى فكرت فيه هو انى احميكى رغم ان اليوم ده كان اول يوم اشوفك فيه، جريت وسحبتك وخبيتك ورايا واستقبلت الرصاص كله علشان ميقتلكيش، مكانش همى ساعتها انى اعيش .. كل همى كان انك بخير ولا لا، انا عايش دلوقتى بمعجزة .. كان سهل اوى يومها اطلع سلاحى واخلص عليهم كلهم بس لما لقيتك جنبى نسيت كل حاجة وحميتك، ضحيت بنفسى علشانك رغم انك مش شقيقتى .. النهاردة اتفاجئ انك عايشة فى الحرام ومع اعز صحابى .. خلتينى اقتله، اقتل اول صاحب صاحبته فى حياتى، وكل ده علشان مين ! علشانك ؟ واضح انى كنت غلطان ودلوقتى عرفت ليه ياسر كان رامى طوبتك، ملقاش منك فايدة.انفجرت شيرى فى البكاء وصرخت مدافعة عن نفسها:- انت عمرك ما عرفت انا جوايا اية علشان تتهمنى وتتكلم عنى كدا، انا دايما كنت لوحدى .. اوعى تفتكر انى كنت فرحانة ومبسوطة لما كنت حرة وبعمل اللى عايزاه وبابا وماما سايبنى على راحتى، بالعكس انا كنت عايزة اللى يقولى ده غلط وده ممنوع وده ميصحش، كنت بلاقى ده من ياسر بس لما ماما وبابا كانوا بيعارضوه كنت ساعتها بستقوى اكتر وبعمل اللى فى دماغى، كنت عايزة الاهتمام ده من ماما وبابا بس للأسف مكنش فيه اهتمام وقال اية حرية، اضحك عليك لو قولت انى كنت مبسوطة بالحرية دى، كانت حرية بس مكنش فيه عيلة .. بابا طول النهار فى الشركة هو وياسر وماما طول اليوم يا اما مع صحباتها يا اما فى النادى وانا ! انا ولا حاجة حتى بعد موت بابا شمل العيلة اتفكك خالص او تقدر تقول مبقاش فيه عيلة، ياسر قاطعنى بسبب اللى عملته فيك وماما بقت تسهر مع صحباتها اكتر من الاول وطول النهار فى النادى، انت عارف مين بقى اللى عوضنى عن كل ده ! كريم صاحبك الانتيم .. حسسنى ان ليا قيمة وحبنى وحبيته وكان هيتجوزنى ... عملى قيمة وخلانى الاقى سبب اعيش علشانه وانت جيت بكل بساطة قتلته قدام عينى، طوق النجاه الوحيد اللى ليا فى الدنيا دى لقيته بيتضرب رصاصة ورا رصاصة وبيموت قدام عينى ومن اخويا، شوفت انا حياتى صعبة ازاى.ابتسم خالد إبتسامة سخرية وضرب بكفه على كفه الآخر وادار وجهه وهو يقول:- صعبة ! انا على كدا اضرب نفسى رصاصة واستريح، انا وعيت على الدنيا لقيت نفسى فى ملجأ بتعذب وبتضرب وبتهان، مش هحكيلك تفاصيل علشان التفاصيل بتفكرنى بأيام ما يعلم بيها إلا ربنا، امى اكتشفت انها اتقتلت وابويا اللى قتلها واتربيت على الاجرام وبقيت مجرم درجة اولى، بقتل ومسبش اثر ورايا ودى شطارتى، كل يوم كنت بشوف الدم قدام عينى وبكمل الطريق ... حياة معقدة وتفاصيلها مملة وتيجى تقولى حياتك كانت صعبة ! على الاقل اتولدتى مش محتاجة لحاجة ولا مديتى ايدك لحد، اتولدتى بتاكلى كل اصناف الاكل مش كل يوم عدس، مكنتيش محتاجة حاجة.حركت رأسها بالرفض وعيناها تفيض بالدموع ونطقت:- لا كنت محتاجة، كنت محتاجة الحنان، محتاجة الاهتمام، محتاجة عيلة شملها ملموم مش متفرقوضع يده على وجهه ثم استدار الجهة الأخرى فأسرعت شيرى وسحبت سلاحه من ظهره وتراجعت بضع خطوات وهى توجه السلاح تجاهه فإلتفت خالد على الفور ليجدها تمسك السلاح بكلتا يديها وتوجهه تجاهه فرفع حاجبيه بإندهاش ثم مد يديه قائلاً:- انا لو منك اضرب، ياترا اكرم الرداد علم بنته تضرب من المسدس ازاى ! مترددة ؟ ايوة انا مكنتش عايز اموت غير لما اعمل حاجة بس طالما انتى اللى هتموتينى فأشطا معنديش مانع.ازدادت دموعها وبحركة بطيئة بدأت توجه المسدس إلى رأسها فصرخ خالد بصوت مرتفع- لااااااازدادت دموعها وبحركة بطيئة بدأت توجه المسدس إلى رأسها فصرخ خالد بصوت مرتفع- لااااااوانطلق بأقصى سرعته إليها وسحب السلاح من يديها ثم نظر إلى السلاح واخذ يلتقط أنفاسه، عاود النظر إليها مرة أخرى ليجدها قد خرت قواها ووقعت على الأرض فأسرع إليها ورفعها، صعد خالد إلى الأعلى وقام بوضعها على السرير وامسك بهاتفه ليقوم بإبلاغ اخيه بما حدث ...أخذت تتحرك فى أرجاء الفيلا بملل وانتهى بها المطاف فى غرفتها التى كانت سجينتها طوال السنوات الماضية وبالتحديد من بعد زواج شقيقتها وتركها للفيلا فأصبحت حنين وحيدة تلك الفيلا التى لا يوجد بها سوى العاملين ووالدتها ووالدها الذى يكون معظم اليوم بالعمل.فتحت أخيرا باب شرفتها التى لم تفتحها منذ ما حدث ودلفت إلى داخلها والقت نظرها على فيلا خالد الرداد ابن عمها وحبها الاول فإنهمرت دموعها وقررت الدخول إلى غرفتها مرة أخرى لكن اوقفها هذا المشهد الغريب ..وجدت سيارة ياسر تتحرك ووقفت بعد فيلا خالد ببضع امتار ثم خرج منها ياسر وتحرك بخطوات سريعة إلى الفيلا وكان ينظر حوله كأنه يخفى شئ او يحاول الهرب من شئ، شكت بأنه سيدخل الفيلا وبالفعل دلف إلى داخل فيلا خالد فأنتظرت لثوانٍ حتى يخرج لكنه لم يخرج فقررت ان تعلم ماذا يحدث ولماذا اتجه ياسر إلى فيلا أخيه بعد تلك السنوات- اية اللى حصل ؟أجابه خالد بلوم:- اللى حصل انى لقيتها مع كريم فى اوضة واحدة والنتيجة انى قتلته وبعدها ...قص خالد عليه ما حدث فنظر ياسر إلى أخته النائمة امامه ثم عاود النظر إلى أخيه مرة أخرى قائلاً:- مقتلتهاش معاه لية.نظر إليه خالد متعجبا ونطق بإستفهام:- هتفضل كدا لغاية امتى يا ياسر ؟ مقاطعتك ليها هى اللى خليتها تعمل كدا، شيرى كانت محتاجاك جنبها وملقتكش، ملقتش غير الكلب اللى اسمه كريم هو اللى احتواها وطبطب عليها عايزها كانت تعمل اية وهى شايفة امها مش معاها طول اليوم واخوها مقاطعها وابوها ميت ! ايوة اللى عملته غلط والف غلط بس نبص للأسباب اللى سببت ده يا ياسر.وضع ياسر يديه على رأسه بندم ونطق:- انا هروح اركن العربية بتاعتى ابعد شوية من هنا علشان محدش ياخد باله من حاجةخرج ياسر ليتفاجئ بحنين امامه تقف متعجبة حائرة فنطق متسائلا:- حنين ؟ اية اللى جابك هنا !حركت رأسها بتساؤل قائلة:- انت اللى اية اللى جابك هنا، انا مش فاهمة حاجةخرج خالد مسرعا على الصوت ليتفاجئ بحنين امامه .. ما اطول تلك السنوات، رأها وكأنه يراها لأول مرة، لم يستطيع النطق حتى نطقت هى بصوت عالٍ وهى تشير إليه:- ومين ده كمان ؟ انتوا بتعملوا اية فى فيلا خالد ؟تقدم خالد خطوتين للأمام وعلى وجهه ابتسامة خفيفة، كان يستمع لها فقط دون ان يتحدث وكأنه يريد سماع هذا الصوت دائماً فعاودت حنين السؤال:- بقولك مين ده وبتعملوا اية هناكاد ياسر ان ينطق لكن اوقفه خالد بإشارة من يده ثم توجه إلى حنين حتى اصبح فى مستواها واردف:- للدرجة دى الدقن مغيرة شكلى ؟فتحت عيناها بصدمة شديدة فهى تعرف هذا الصوت جيدا والان بدأت ترسم صورة صاحب هذا الصوت على هذا الوجه صاحب اللحية الطويلة لتكتمل الصورة أمامها فتلجلجت وهى تنطق بصدمة:- خ .. خا...خالد !...
رواية طريق الدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الخامس عشرفتحت عيناها بصدمة شديدة فهى تعرف هذا الصوت جيدا والان بدأت ترسم صورة صاحب هذا الصوت على هذا الوجه صاحب اللحية الطويلة لتكتمل الصورة أمامها فتلجلجت وهى تنطق بصدمة:- خ .. خا...خالد !حرك خالد رأسه بإبتسامة ليؤكد عليها بأنه هو المقصود فأرتمت بين أحضانه وضمها بحب واشتياق وظلوا على تلك الحالة لدقيقتين حتى تحدث ياسر:- احم احم، نحن هنا يا عم انت وهىعاد خالد لوعيه وانتبه لوجود ياسر فنظر إلى حنين بإبتسامة قائلاً:- وشك دبلان كدا لية ؟اجابته حنين ومازالت عيانها متعلقة بعينه:- من بعد اللى حصل وانا بقيت واحدة تانية، مش شايفة فى حياتها غير الشغل والنوم بسابتسم خالد قائلاً:- للدرجة دى غيابى مأثر فيكىانهمرت الدموع من عينيها قائلة:- اكتر مما تتخيلمد يديه ومسح دموعها بكلتا يديه قائلاً:- اسف انى سبتك المدة دى كلها بس كان غصب عنى والله.تذكرت ماحدث ونطقت على الفور متسائلة:- اها صحيح انت ازاى واقف قدامى كدا وعايش ! انا مش فاهمة حاجة وازاى تبقى عايش المدة دى كلها وانا معرفش حاجة ؟أجابها بإبتسامة قائلاً:- هفهمك كل حاجة بس ثوانى علشان افوق شيرى علشان اغم عليها- شيرى ! مالها شيرىدلفت حنين إلى الغرفة واقتربت من شيرى ونطقت:- طب حد يكلم الدكتور بسرعة.أجابها ياسر وهو يحرك رأسه بالرفض:- مينفعش، احنا فى فيلا خالد وكله عارف ان خالد ميت والفيلا محدش بيدخلها من تلت سنين- وهتسيبوها تموت يعنى كدا !دلف خالد إلى داخل الغرفة واقترب من سريرها وقام بحملها وهو يقول:- اخرج يا ياسر وهات عربيتك قدام الفيلا علشان ادخل فيها شيرى وتروح بيها على المستشفى وانا هاجى وراكلم يتحرك من مكانه واردف بتردد:- تيجى فين يا خالد ؟ انت عايز تودى نفسك فى داهية !- حنين نفسها معرفتنيش يبقى متقلقش محدش هيعرفنى، يلا بسرعة بقىحرك ياسر رأسه واتجه إلى الخارج واحضر سيارته وخرج خالد وهو يحمل شيرى بين ذراعيه ثم وضعها بداخل السيارة فأنطلق ياسر وبقى خالد وبجواره حنين التى كانت تقف ولا تفهم ما يحدث فنظرت إليه بتساؤل قائلة:- انا عايزة افهم اية اللى بيحصل وانت ازاى عايشأجابها خالد قائلاً:- هقولك على كل حاجة واحنا فى الطريق بس اطلعى غيرى هدومك وعرفيهم انك رايحة فى اى حتة ويلا- طيب طيبانتظر خالد عودتها وعاد بذاكرته.قبل ثلاث سنواتدلف ياسر إلى غرفة خالد النائم فيها ففتح خالد عينيه ليجد ياسر وعلى وجهه علامات الحزن والغضب فنطق متسائلا:- مالك يا ياسر ! وشك مخطوف كدا ليةجلس ياسر على طرف السرير واردف:- فيه خبرين سمعتهم النهاردة، الاول هو ان بابا اتنفذ فيه حكم الاعدام والتانى ان اكرم المهدى هرباعتدل خالد بإنتباه قائلاً:- أكرم المهدى هرب ! هرب امتى وازاى ؟- أمجد بلغنى الصبح وقالى ان عربية الترحيلات كانت مودياه المحكمة وطلعت عربية محملة ناس وسدوا الطريق ... هجموا على العربية وقتلوا اربع عساكر والرائد أحمد اشرف وهربوا أكرمعاد خالد برأسه إلى الخلف وهو يقول:- هتكون رحت فين يعنى يا اكرم الكلب انت، مسيرى هجيبك واقتلك طول ما فيا نفس مش هبطل ادور عليكفاق خالد من ذكراياته ليجد حنين قد استعدت فنطقت:- هنركب عربيتى بما ان عربيتك مش بتركبها علشان محدش يعرف حاجةحرك خالد رأسه بالموافقة قائلاً:- بس انا اللى هسوقابتسمت حنين قائلة:- ماشى يا سيدى.تحرك خالد وركب السيارة وركبت حنين بجواره فأنطلق...نطقت حنين بأبتسامة قائلة:- فاكر اول مرة تسوق عربيتى كانت امتى ؟حرك خالد رأسه بإبتسامة قائلاً:- ايوة من تلت سنين وشوية كنتى ساعتها لسانك اطول من دراعك.ضحكت حنين وضربته على كتفه قائلة:- انا لسانى طويل ! طيب ماشى هقبلها بس قولى بقى انت ازاى عايش بعد الالف رصاصة اللى اتضربوا عليك دول- مكنوش الف يا حاجة، لية سوبر مان انا علشان ألف رصاصة ميقتلونيش ؟نطقت حنين:- طيب ممكن تفهمنى بقى !ابتسم خالد وقص عليها ما حدث وانقاذ ياسر له حتى تلك اللحظة ..صمتت حنين لبعض الوقت ثم نظرت إلى خالد قائلة:- خالد ! انت لية خبيت عليا شغلك الحقيقى ؟نظر لها خالد نظرة خالية من المشاعر ثم عاود النظر إلى الطريق امامه قائلاً:- كنتى عيزانى اقولك اية ؟ اقولك انى قاتل محترف، اقولك انى مجرم عايش عن طريق الجرايم اللى بعملها ؟ ساعتها كنتى هتقولى اية يا حنين !وضعت يدها على يده بحب قائلة:- كنت هعرف واقدر، انت عشت حياه صعبة يا خالد واى حد مكانك كان هيختار الطريق ده ويمكن اكتر كمان بس اللى مخلينى مش مصدقة بجد انك لسة بتمارس هوايتك المفضلة وقتلت صاحبك- اللى حصل بقى يا حنين، لقيته مع اختى فى اوضة واحدة كنتى عيزانى اعمل اية ! كل حاجة أصلا كانت ورا بعضها ومكنتش ملاحق، مجتش فرصة أصلا انى اقولك الحقيقة بأنك بنت عمى وخلاص الطريق اللى انا فيه ده عارف نهايته كويس اوى بس قبل ما انهيه لازم انتقم من أكرم المهدى الاول.ربتت حنين على كتفه بحب ونطقت بعينان دامعتان:- انا مش مستعدة اخسرك تانى يا خالد، كفاية التلت سنين اللى عدوا عليا جحيم دول، مش هقدر اعيش باقى عمرى من غيرك بعد ما لقيتكابتسم لها بحب وامسك بيدها ثم رفعها وقبلها قائلاً:- انا كنت كاره الحياه لكن لما قابلتك كل حاجة اتغيرت، هحاول على اد ما اقدر اخلص مهمتى ونهرب مع بعض ونتجوز ونكمل بقية حياتنا مع بعضدلفوا إلى الغرفة ليقف أمجد مبتسما وهو يقول:- نورتوا مصر، حد ضايقكم فى المطار ؟ابتسم اكرم المهدى وتقدم وهو يقول:- لا طبعا يا وحش محدش ضايقنا وادينى انا ورامز اهو وصلنا بالسلام وجاهزين للشغل التقيلضم أمجد حاجبيه بتعجب:- بسرعة كدا ! طب حتى ريحوا من السفر ونبقى نتكلم بكرا فى التفاصيل.حرك اكرم رأسه بالرفض قائلاً:- لا احنا مش عايزين نضيع وقت، قول اللى عندك علشان رامز مش مقتنع وفاكرنى هوديه فى داهيةجلس أمجد ثم نظر الى رامز قائلاً:- اقعد يا باشا وانت هتفهم كل حاجة ومتقلقش، لو انا عايز اضرك كنت خليتهم يقبضوا عليكوا فى المطار وخلصت وبالتهم اللى عليكوا حبل المشنقة مستنيكوا بس انا مش عايز كدا علشان زى ما فهمك اكرم ... انا عايزكم فى شغل وشغل تقيل مش اى حد يمشيه وبصفتى ظابط شرطة هقدر امشى كل حاجة بس هحتاج علاقاتكم بسحرك رامز رأسه بعدم فهم:- مش فاهم قصدك ايةابتسم امجد قائلاً:- هفهمك كل حاجة ...وصل خالد الى المستشفى بصحبة حنين وصعد إلى الأعلى حيث غرفة شيرى بعد ان هاتف اخيه وعلم منه المكانوصلوا إلى الغرفة ليجدوا شيرى نائمة وبجوارها ياسر فأقترب منه خالد وهو يقول:- الدكتور قال اية !أجابه ياسر بإبتسامة قائلاً:- قال انها هتبقى كويسة، صدمة خفيفة بس وهتبقى بخير.نطقت حنين وهى تتجه إلى السرير:- طيب الحمدلله، ربنا يعدى الايام دى على خيراشار خالد الى ياسر فتحرك إلى خارج الغرفة وتبعه خالد ...نطق خالد بصوت منخفض:- عملت اية !- الرائد شريف الهوارى كلمنى وقالى انه عرف انه وصل مصر وشاكك فى ان حد دخله مصرضم خالد حاجبيه بتعجب:- مين اللى دخله مصر ! هو فيه حد تانى طرف فى اللعبة دى ؟ مش انت مفهمنى أنه بلع الطعم ؟حرك ياسر رأسه بالرفض قائلاً:- لا، واضح كدا ان فيه حد بيلعب من ورانا ومتفق مع اكرم وهو اللى دخله مصر وعداه من المطار بس معرفش مين، فيه حاجة بتحصل انا مش فاهمهاصمت خالد لبعض الوقت ثم نظر إلى ياسر قائلاً:- مش مهم، المهم دلوقتى نعرف مكانه علشان اعرف اظبط باقى المهمة، مهمتك بقى تعرفلى مين اللى شغال معاه ده ودخله مصر ازاىحرك رأسه بالموافقة قائلاً:- تمام، و شيرى !- اتصل بوالدتك تيجى تقعد معاها لغاية اما تفوق وانا هبقى اقعد معاها واحاول اغير الفكرة اللى خدتها عنىهز ياسر رأسه بفهم قائلاً:- طيب يا خالد، خلى بالك كويس علشان متتكشفشربت خالد على كتفه قائلاً:- سيبها على ربنا، يلا سلام- بص يا سيدى مع انى هكرر الكلام اللى قولته تانى بس بما انك مش فاهم فأنا هفهمك بطريقة تانية، انت واكرم ليكوا علاقات كتير جوا مصر ومحدش يعرف عنها حاجة، انتوا هتستغلوا العلاقات دى فى انهم يساعدوكوا جوا مصر وانهم يطلبوا صفقات متنوعة زى السلاح او المخدرات او ادوية والخ وبكميات كبيرة جدا وانا اللى عليا انى هبقى شريك بالنص فى الصفقات دى مقابل انى اعديها وادخلها البلد، هتقولى طبعا وانت معملتش ده لوحدك ليه هقولك علشان انا لوحدى معرفش حد وعايز اعمل فلوس واسم ليا ومصلحتى معاكم، انا النص وانتم النص ومعارفكم اللى هتتفق على البضاعة اللى هتدخل مصر هااا فهمت !صمت رامز لبعض الوقت ثم اردف:- وانا اية يضمنلى انك مش عايز تضرناضحك امجد وخبط بكلتا يديه قائلاً:- بردو هكرر كلامى تانى، منا قولتلك يا رامز انى لو عايز اضركم كنت خليتهم يقبضوا عليكم فى المطار، انا بدور على مصلحتى ومصلحتى معاك انت واكرم ولو حصلكم حاجة انا اول واحد هتضر فسلامتكم هتبقى اول حاجة افكر فيها ، اقتنعت ؟نظر رامز إلى اكرم ثم عاود النظر إلى امجد وهو يقول:- تمام والمطلوب !تحرك خالد بحذر وهو ينظر فى كل الاتجاهات حتى وصل إلى الفيلا الخاصة به وصعد إلى الأعلى ومن ثم إلى غرفته وفتح دولابه، ضغط على الزر الاحمر ليفتح امامه باب يوجد خلفه العديد من الأسلحة فسحب مسدسين والكثير من الطلقات النارية وقام بوضعهم فى حقيبة ظهر كان يضعها فى دولابه واثناء تعبئة كل شئ وجد صورة والدته فأمسكها برفق وقربها من وجهه وهو يقول:- هانت يا ماما، انا حاسس ان النهاية قريبة اوى .. اكرم المهدى كلها يوم ولا اتنين ويبقى تحت ايدى واقتله وبعدها يا اما اهرب مع حبيبتى يا اما اموت واجيلك ... انا عارف انى فى طريق نهايته هتبقى الموت بس ده طريق انا خدته من البداية ولازم اوصل لنهايته .. اشوف وشك بخير.نطق خالد هذه الكلمات ثم وضع الصورة بالحقيبة وكاد يتحرك لكن شعر بحركة خلفه فإلتفت بسرعة ليجد حنين تنظر له بحيرة وتعجب فنطق مستفهما:- حنين ! اية اللى جابك هناتحركت خطوتين بإتجاهه ثم اردفت:- انت ناوى على اية يا خالد ؟ ناوى تخلص مهمتك وتسيبنى صح !
رواية طريق الدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السادس عشرنطق خالد هذه الكلمات ثم وضع الصورة بالحقيبة وكاد يتحرك لكن شعر بحركة خلفه فإلتفت بسرعة ليجد حنين تنظر له بحيرة وتعجب فنطق مستفهما:- حنين ! اية اللى جابك هناتحركت خطوتين بإتجاهه ثم اردفت:- انت ناوى على اية يا خالد ؟ ناوى تخلص مهمتك وتسيبنى صح !حرك خالد رأسه بالرفض قائلاً:- لا يا حنين انا مش هسيبك، انا هخلص مهمتى ونمشى انا وانتى بعيد عنهم ونتجوز، انا مش هسيبك ابداانهمرت الدموع من عينيها واقتربت اكثر ثم امسكت بيديه قائلة:- لا يا خالد انت قبل ما تعمل اى خطوة لازم نتجوز علشان اضمن انك تخلى بالك من نفسك علشانى، مفيش خطوة هتاخدها غير وانا معاك وفى ضهركصمت خالد قليلا ثم اردف:- نتجوز ! دلوقتى كمان ! انا مش عايز اتجوزك من غير علم اهلك، عايزهم يتطمنوا على بنتهم، لو اتجوزتك من وراهم هيقولوا بنتهم فى خطر لأنها مع مجرمحركت رأسها بالرفض قائلة:- لا يا خالد لو روحت وطلبت منهم هيرفضوا، انا عارفة كويس .. عيلة الرداد عمرها ما هتفهم انك كنت فرد منهم وانك عشت حياة صعبة وان الظروف هى اللى اضطرتك لكدا.إلتقط عينه ببحر عيناها وظل شاردا لبعض الوقت ثم افاق وضمها إلى صدره قائلاً:- على الاقل ابقى حاولتثم امسك بحقيبتها وسحب الهاتف منها وجلب رقم والدها واتصل به فى الحال، رد مدحت بقلق:- ايوة يا حنين ! فيه حاجةتحدث خالد قائلاً:- انا خالد يا عمى- خااالد ! انت بتقول ايةقاطعه خالد بصوت هادئ وهو يقول:- اسمعنى بس، انا عايز حضرتك تيجى على الفيلا حالا وياريت محدش يعرف حاجة بأنى لسة عايش ولما تيجى هفهمك كل حاجة.انهى خالد المكالمة مع مدحت فنظرت له حنين بعدم فهم قائلة:- انت ناوى على اية يا خالد ؟ابتسم وامسك بيدها ثم سحبها وهو يقول:- يلا بينا وهتعرفىاصطحبها خالد وتوجه إلى فيلا مدحت الرداد وانتظروا لبضع دقائق حتى حضر مدحت وخرج من سيارته ليتفاجئ بخالد بالفعل امامه ولكن مظهره مختلف تماماً حيث كان شعره يصل الى كتفه ولحيته تغطى معظم اجزاء وجهه فنطق بصدمة:- خالد ؟ انت بجد عايش !هز رأسه بالإيجاب قائلاً:- ايوة يا عمى عايش، ربنا ادانى عمر علشان اكمل مسيرتىامسكه مدحت من ذراعه قائلاً:- طيب تعالى جوا علشان محدش يشوفك وتبقى مشكلةدلف مدحت إلى الداخل ومعه خالد وحنين لتتفاجئ رباب بهم فأردفت بصوت غير مسموع:- مين ده يا مدحت وحنين ماسكة فيه كدا لية ؟نظر مدحت لها قائلاً:- ده خالد، تعالى بس اقعدى معانا وهتفهمى كل حاجةجلس خالد وجلست حنين بجواره ومرت لحظات حتى دلف مدحت هو الاخر وبجواره زوجته رباب وجلسا فنطق خالد:- انا اسف انى خبيت عليكم الحقيقة بس انا اكتشفتها فى وقت متأخر وملحقتش ارتب حاجة و ..قاطعه مدحت بوجه حزين:- انا اللى اسف يا خالد، انا كنت عارف الحقيقة دى من ساعة ما اتولدت وعارف انك ابن اكرم اخويا بس بعدها عرفت ان حنان عملت حادثة وماتت هى وابنها اللى هو انت وبعد خمسة وعشرين سنة قابلتك يوم ما جيت اطلب منك الورق وساعتها انت رفضت، بعدها روحت لأكرم اسأله عنك ومكنتش اعرف ان اكرم له يد فى الحكاية دى كلها.كان خالد يستمع بإنتباه وتابع مدحت قائلاً:- روحتله وساعتها قالى انك تبقى ابنه اللى الكل عارف انه مات من سنين، ساعتها قولتله مجبتوش فى حضنك طيب لية قالى انك بقيت خطر ومجرم وشغال مع مافيا، اليوم ده رجعت وانا خايف على حنين منك .. خايف عليها من ابن عمها وفى نفس الوقت قولت انك انقذتها من الموت ازاى ! لغاية اما عرضت نفسك للخطر تانى علشان حنين وساعتها قولت انك كويس وان اكرم مخبى حاجة لغاية ما الايام اثبتت نية اكرم واللى كان بيعمله.ابتسم خالد ونظر إلى حنين ثم نظر الى عمه مرة أخرى ونطق قائلاً:- كويس يا عمى ان الحقيقة اتكشفت وانا جايلك دلوقتى وعايزك تجوزنى حنين والنهاردة كمانضم مدحت حاجبيه بتعجب ونظر إلى زوجته التى كانت تنظر بتعجب وإستفهام ثم وقف على الفور ورفع هاتفه فشعر خالد بالقلق ونطق متسائلا:- عمى انت بتعمل اية !رفع مدحت الهاتف على اذنه وهو يقول:- هكلم المأذون واتنين من صحابى علشان يشهدوا وانت كلم ياسر يلا.شعر خالد بسعادة بالغة لسرعة استجابة عمه لطلبه، لم يكن يتوقع موافقته بهذة السرعة، امسك بيد حنين بحب ثم قبلها وسحب هاتفه وهاتف اخيه الذى تعجب من طلبه له بأن يحضر إلى بيت عمهاقترب خالد من مدحت ونطق متسائلا:- حضرتك وافقت لية ؟ انا مجرم ومستقبلى مش مضمونربت مدحت على كتفه بحب قائلاً:- اولا انت انقذت حياة بنتى وشيلت هم الورق اللى كان خطر عليها مع انك ساعتها مكنتش تعرفها ولا كان فيه حاجة جبراك تعمل كدا وثانيا حنين مش هتبقى سعيدة غير معاك، ايوة انت مستقبلك مش معروف بس كل اللى عايزه دلوقتى انك تبقى سعيد انت وحنينابتسم خالد وربت على كتف عمه بحب ثم اتجه إلى حنين التى تعلقت عيناها بعينه بمجرد ان نظر لها.مرت نصف ساعة وحضر المأذون وخلفه مباشرة ياسر الذى ضم حاجبيه بعدم فهم قائلاً:- خالد وعمى ومرات عمى وحنين ! لا متقولوش ان ده مأذونضحك خالد قائلاً:- ايوة ده مأذون يا ياسر، انا هتجوز حنين دلوقتى.رفع ياسر حاجبيه بإندهاش قائلاً:- ما شاء الله اية السرعة دى ؟ طيب يا سيدى الف مبروك بس انت مش شايف انه مش وقته نهائىهز رأسه بالرفض قائلاً:- لا وقته، عايز اخد الخطوة دى قبل ما اخد اى خطوة تانيةابتسم ياسر وضم اخيه وهو يقول:- وهو كذلك، الف مبروك يا خالدربت خالد على ظهره وهو يقول:- الله يبارك فيك يا ياسر.حضر الشهود وبدأ عقد القران الذى انتهى بقول المأذون ألف مبروك ربنا يتمملكم على خيرهنا وقفت حنين وارتمت فى حضن خالد الذى ضمها بحب وهو يقول:- ياااه، كدا انتى بقيتى مراتى وحبيبتى وملكىاغلقت حنين عينيها واردفت بحب:- انا دلوقتى مش عايزة حاجة من الدنيا، انت الدنيا كلها.تحدث ياسر مقاطعا تلك اللحظة:- احم احم مش قدام الناس ياعم انت وهى، اهدوا شويةابتسم خالد واعتدل ليتحدث لكنه تفاجئ بدخول امجد الذى كانت على وجهه ابتسامة غامضة وهو يقول:- اية ده ياعمى مش تعزمنى على كتب كتاب حنين ! ده انا جوز بنتك بردوصمت الجميع ولم يستطع مدحت الرد فرد خالد بغضب:- انت عايز اية يا امجد ؟ضم امجد حاجبيه بتعجب:- امجد حاف كدا ! مظنش اننا نعرف بعض يا خالد علشان تقولى يا امجداسرع خالد فى الرد:- انت عايز اية ؟رفع امجد يديه وقربهم إلى رأسه وهو يقول:- هكون عايز اية يعنى ؟ ظابط شرطة عرف ان مجرم هربان لسة عايش هيروح مثلا يباركله فى فرحه ولا يقبض عليه.هنا تحدثت حنين بعينان دامعتان قائلة:- بالله عليك يا امجد سيبه، خالد عمل اللى عمله ده غصب عنهنظر إليها قائلاً بتحذير:- غصب عنه ! وكريم اللى قتله النهاردة ده ؟ ده مجرم والقتل بيجرى فى دمه وهيفضل يقتل ومش هيشبع من الدم، ابعدى عنه يا حنين ده خطر عليكى.استغل خالد انشغاله بالحديث وانطلق تجاهه ليوقعه على الارض ثم اتجه بسرعة شديدة إلى الخارج فتبعه امجد بسرعة وظل خالد يركض وخلفه مباشرة امجد الذى ظل يطارده لأكثر من عشر دقائق حتى استطاع خالد الهرب منه والاختفاء ...وقفت بصدمة بعدما تلقت ما تلقته من شقيقتها ونطقت قائلة:- نعم ! ازاى يعنى خالد لسة عايش واتجوزتوا ؟ انتى هبلة يا بنتىضحكت حنين قائلة:- لا مش هبلة اسألى بابا واسألى جوزك اللى طلع يجرى وراه علشان يقبض عليه ورجع قفاه يقمر عيش.- امجد ! ده على كدا انا فاتنى كتير بقى وبعدين بتتجوزى من ورايا يا حنين ؟ بقى هى دى اختى حبيبتى اللى معاها كل اسرارى وانا معايا كل اسرارهاضحكت حنين بمرح ثم تذكرت ما ينتظر خالد من معاناه فنطقت:- معلش يا ميرا كل حاجة حصلت بسرعة اوى وبعدين انا مش عارفة اية اللى مستنى خالد، انا خايفة عليه جامد .. خالد لو اتقبض عليه يبقى خلاص خلصت وساعتها هيبقى ضاع منى للأبدتأثرت ميرا بحديث شقيقتها فنطقت محاولة تهدئتها:- ربنا يعديها على خير يا حنين، متقلقيش انا هحاول اتكلم مع امجد هو بيحبنى وهيسمعلى.ظل يتحرك ذهابا وإيابا فى قلق وخوف يسيطر على جميع أجزائه لا يعلم كيف يتم حل تلك المشكلة التى حلت ضيفاً عليه فى اول ليلة له فى مصر ..صاح رامز بغضب:- فيه اية يا اكرم ما تقعد شوية خلينا نفكر هنعمل اية انت خيلتنىوقف اكرم ووضع يده فوق رأسه ونطق بخوف شديد:- اقعد ازاى ؟ خالد الرداد طلع عايش فاهم يعنى اية ؟ يعنى لو وصلى هيقتلنى ولو عرف انك كنت شريك معايا انا واكرم الرداد هيقتلك انت كمان يا رامزعاد رامز بظهره بعد ان ارتسمت ابتسامة خفيفة على وجهه ثم نطق قائلاً:- مين قالك ان خالد هيوصلنا، احنا اللى هنوصله ونقتله.ضم اكرم حاجبيه بعدم فهم وجلس وهو يقول:- نفتل خالد ! انت عايزنا نفشل زى كل مرة ونزود التار عليه علشان المرة اللى بعدها يقتلنا مستريح ... لا لا مفيش غير واحد بس هيخلصنا منه وبعيد عنا ومحدش هيعرف اننا ورا الحكاية دىهز رامز رأسه بتساؤل:- مين دهاتته الاجابة التى توقعها من اكرم- امجد، امجد هو اللى هيخلصنا منهظلت لبضع دقائق تفكر فى حل لتلك المشكلة التى وقع بها خالد لكن لم تتوصل لحل فهى لا تعرف مكانه وما الذى يفعله الان فقررت ان تتصفح فيسبوك حتى يخفف قليلا من توترها وقلقها وبالفعل امسكت بهاتفها واخذت تتصفح فيسبوك و واتس اب حتى ملت وكادت تلقى بهاتفها إلا أنها تلقت رسالة من حساب غريب لا تعرفه، ترددت كثيرا فى قبول تلك الرسالة التى كان محتواها حنين !اتخذت القرار وقبلت الرسالة فأتتها رسالة اخرى غامضة عايزك تجيلى عند العصافير ضمت حاجبيها بعدم فهم لكن وصلتها رسالة اخرى العصافير فى ضهر الموبايل بتاعكادارت هاتفها بحذر وخلعت الجراب الخاص به لتتفاجئ بورقة صغيره ففتحتها لتجد عنوان لشقة بخط صغير و بجوارها كلمة العصافيرواسفلها امضاء خالد .هنا علمت حنين بأنه خالد واسرعت بعد ان استعدت ثم اتجهت إلى والدها وقصت عليه ما حدث فإبتسم لها بحب:- روحيله يا بنتى، انتى دلوقتى مراته وهو محتاجك جنبه، ربنا يعدى الفترة دى على خير وتتجمعوا مع بعض بعيد عن القلق دهنطقت بعينان دامعتان وهى تحضن والدها:- يااارب يا بابا، ياااربتركت والدها واتجهت إلى والدتها التى لم تكف عن البكاء وارتمت بين احضانها- خلى بالك من نفسك يا حنين- حاضر يا ماما، اشوف وشك بخيرمسحت دموعها والقت نظرة الوداع على والديها ثم انطلقت بسيارتها إلى العنوان الذى اخبرها به خالد ...وقف امجد بعد ان عرض عليه اكرم ما كان يخطط له واخذ يتحرك فى ارجاء الغرفة ثم عاد إليه مرة أخرى قائلاً:- يعنى انت عايزنى اقتل خالد ومقبضش عليه ؟حرك اكرم رأسه بالإيجاب قائلاً:- ايوة بالظبط وادى اللى انت عاوزه ...وصلت إلى الشقة التى اخبرها بها خالد وطرقت الباب بهدوء وانتظرت لعدة ثوان حتى فتح خالد الباب فأرتمت بين ذراعيه ..ضمها خالد بحب وسحبها للداخل ثم اغلق الباب، مسك وجهها بكلتا يديه وهو يقول:- مستعدة تبقى معايا طول العمر حتى لو بعيد عن اهلكحركت رأسها بالإيجاب قائلة:- ايوة، بابا وماما عارفين دلوقتى انى سعيدة معاك بس انا خايفة عليكابتسم خالد وهو يقول:- متقلقيش يا حبيبتى، ربنا يعديها على خير ونهرب ونعيش مع بعض.اخذت حنين تدور بنظرها فى المكان ثم عاودت النظر إلى خالد قائلة:- مقولتليش بتاعة مين الشقة دى واية حكاية العصافير اللى بعتهالى على الفيس دىسحبها خالد من يدها وجلسا ثم نظر إلى وجهها ونطق قائلاً:- الشقة دى بتاعتى، اللى كنت قاعد فيها قبل ما اروح الفيلا ومتخافيش محدش كان يعرف مكانها لان محل سكنى كان فى حتة تانية اما بقى حكاية العصافير فده الاسم اللى سميته زمان اوى لأخر عملية هعملها وبعدها ابطل الشغل ده، سميتها الاسم ده لأن الاسم ده بيدل على الحرية .. بأنى هتحرر من الشغل ده وادى اخر عملية جت وهى انى اقتل اكرم المهدى واحاسبه على كل اللى عمله.ضغطت حنين بيدها بقوة على يده وهى تقول:- بس انا خايفة عليك يا خالد، انا مش متخيلة انى اعيش من غيركابتسم خالد ورفع يدها وقبلها قائلاً:- لو كنتى تعرفينى ايام ما انا بنفذ كل المهمات اللى بعملها كنتى هتعرفى ان مفيش مهمة نفذتها وفشلت، انا دايما بشغل دماغى وبعمل حساب الحاجة الف مرة زى ما عامل حسابى انى ممكن اكتشف ان امجد شغال مع اكرم المهدى مثلاً.ضمت حاجبيها بصدمة وعدم تصديق- امجد ! لا لا معتقدش، امجد جوز اختى وبيحبها وانا عارفاه كويس اوى وهو شاطر فى شغله واستحالة يعمل كداربت على يدها قائلاً:- انا بقول عامل حسابى انه ممكن لكن مقولتش هو كدا بجد، الشغل اللى اشتغلته علمنى حاجات كتير اوى منها انى لازم اعمل حساب كل صغيرة وكبيرة...