logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





18-03-2022 11:36 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10



t22119_1488

تحرك خالد وتوجه إلى سيارته وانطلق فى طريقه إلى منزله ولكن حدث ما لم يكن يتوقعه، وجد خالد كمين شرطة على الطريق ويقومون بتفتيش جميع السيارات، هذه لم تكن المشكلة .. المشكلة تكمن فى انه ثمل ورائحته المشبعة برائحة الخمر والمكان الذى كان فيه فقرر اتخاذ طريق اخر وبالفعل وجد خالد طريقاً اخر ولكن كان شديد الظلام مما اقلق خالد وجعله يتحرك بحذر و بطئ شديد حتى لاحظ وجود سيارة امامه تسد الطريق، هنا علم خالد ان هذا كمين لأشخاص تود سرقته كما يفعلون بالأخرين فسحب سلاحه وشد اجزائه وانار كشافات السيارة وخرج ...

بمجرد ان خرج خالد حتى سمع صراخ أنثى فتحرك بسرعة شديدة ناحية الصوت ليجد امرأة فى غاية الجمال تصرخ وهناك شخص يحاول ان يمنعها عن الوقوف ويكبل يديها فوجه خالد سلاحه ناحيته وصاح قائلاً:
- ابعد عنها !

نظر له هذا الشخص وظهرت ابتسامة على وجهه فشعر خالد بأن هناك شخص اخر خلفه فألتف سريعا واطلق الرصاص على قدمه ليقع هذا الشخص وسط صراخه الشديد، التفت خالد مرة اخرى إلى هذا الشخص الذى يقيد تلك المرأة واشار إليه ان يبتعد ونطق محذراً:
- هتبعد ولا تحب تجرب وجع صاحبك ؟

وقف هذا الشخص ورجع خطوتين للخلف قائلاً:
- انت مين ؟ انت ظابط ؟
حرك خالد رأسه بالنفى ثم اردف:
- حظك المهبب انى مش ظابط، تحب بقى اقتلك انت وهو ولا اربطك انت وهو واولع فيكم !
ضم هذا الشخص حاجبيه بتعجب واردف بخوف:
- ما...ما هى هى يا باشا..

رفع خالد حاجبيه بإبتسامة واسعة قائلاً:
- منا عارف .. عرفت لية حظك مهبب انى مش ظابط
نظرت له تلك الفتاه بتعجب ونطقت متسائلة:
- انت هتقتلهم بجد ؟
فصول رواية طريق الدماء
رواية طريق الدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الأول

وجه فوهة مسدسه الى رأس هذا الشخص بقسوة بعد أن ارتسمت إبتسامة نصر على وجهه ليعلن إنتصاره وتحقيق مراده، أطلق رصاصة معلناً إنتهاء تنفيذ مهمته ليرحل تاركاً خلفه جثتين لشخصين غارقين فى دمائهما ...

انطلق خالد بسيارته وسط صوت الموسيقى الصاخبة لا يهتم بما فعله منذ قليل بتنفيذه لمهمة قتل واخذ يتحرك بسيارته بسرعة شديدة حتى وصل إلى وجهته .
ترك سيارته ودلف الى داخل شركة ضخمة لا يوجد بداخلها احد سوى الأمن فقط، اشار الى احد رجال الأمن واردف:
- صابر باشا فوق ؟

اجابه رجل الامن على الفور:
- ايوة يا خالد فوق ومستنيك
حرك خالد رأسه وابتسم:
- طيب انا طالعله ...
دلف إلى الأسانسير وضغط على الدور السابع ومنه توجه إلى مكتبه ليطرق على الباب بخفة ليصيح صابر بحماس شديد:
- خش يا خالد
فتح خالد الباب ودلف إلى الداخل بإبتسامة وقال مازحاً:
- اية ده يا باشا انت حاسس بقى انى جاى فى الوقت ده.

ضحك صابر بصوت عالٍ واردف:
- لا مش حاسس بس الكاميرا جيباك من وانت داخل بالعربية ناحية الشركة يا دود
ضحك خالد وخبط بيده فوق يده الأخرى:
- معلش بقى الواحد مخه ضاع وبعدين يا باشا قولتلك بلاش دود دى بتضيع برستيجى قدام نفسى
نهض صابر وتحرك وجلس على الكرسى المقابل لكرسى خالد ونطق بمزاح:
- مش عايز يخرج من دماغى ياعم المهم انت عملت اية فى المهمة.

رفع خالد حاجبيه بتعجب وقال مازحاً:
- جرا اية يا باشا ! بقى ده سؤال تسأله للدود بتاعك ؟ اكيد كله تم وغريب المنياوى فى عداد الموتى دلوقتى وكل كاميرات المراقبة اتولع فيها ده غير الأوراق اللى فى خزنته جبتهالك ونقى منها اللى عايزه والباقى ولع فيه
مسك صابر الأوراق بإبتسامة ثم رمق خالد بنظرة إعجاب وفخر واردف:
- ايوة كدا، هو ده دراعى اليمين .. خد يا معلم نصيبك اهو وزيادة كمان، قوم يلا اسهر وفرفش واتبسط براحتك وانا لما اعوزك هكلمك
نهض خالد وأشار إلى صابر ووضع يده على رأسه وحياه تحية تشبة التحية العسكرية ثم ضحكا معاً بصوت عالٍ وتحرك خالد إلى الخارج بحثاً عن متعته اليومية فى الملهى الليلى الذى إعتاد الذهاب إليه كل يوم ...

وصل خالد الشاب ذو البشرة الحنطية واللحية السوداء المتوسطة و البالغ من العمر خمسة وعشرون عاماً إلى الملهى الذى إعتاد السهر فيه كل يوم ليجد الجميع يرحبون به وعلى وجه الخصوص اسماء التى ارتمت بين ذراعيه بحب واردفت:
- دودى حبيبى اتأخرت لية النهاردة
ابتسم خالد وارتشف بعض الخمر من كأسه الذى اعطاه إياه صديقه الوحيد كريم واردف:
- معلش يا حبيبتى كان عندى شغل وبخلصه
اعتدلت اسماء وامسكته من يده وقامت بسحبه بعيداً وهى تقول:
- تعالى عيزاك فى حاجة.

استجاب خالد لرغبتها وتحرك معها حتى وقف:
- عايزة اية ادينا بعدنا اهو
ابتسمت اسماء وحاوطت رقبته بذراعيها وهمست قائلة:





- عيزاك تتجوزنى
ابتسم خالد وقام بإبعاد يدها واردف:
- شكلك تقلتى فى الشرب يا حبيبتى، يلا بقى علشان احنا سايبين الشلة لوحدهم
تركها خالد وعاد إلى اصدقائه ووقفت للحظات تتأمله من بعيد ولكن فضلت الصمت ومتابعة السهر .

اقترب كريم من خالد وفتح يده ليضع بها "حبوب مخدرة" وهمس قائلاً:
- خد دول وادعيلى، هيخلوك ملك الليلة دى
ضحك خالد ووضعهم بداخل فمه وتبعهم ببعض الخمر .
اندمج الجميع مع الموسيقى وبدأوا يتمايلون ويغنون لا يدرون بأى شئ يحدث فى الخارج، يمتعون انفسهم فقط ..





مر الوقت حتى شعر خالد بالارهاق الشديد فقرر المغادرة وتركهم فلاحظه صديقه كريم وتحرك تجاهه حتى لحق به وصاح قائلاً:
- اية يا خالد رايح فين لسة بدرى جدا، احنا لسة مبدأناش السهرة اصلا
شعر خالد بالدوار فنطق بإرهاق شديد:
- معلش انا تعبان شوية وكمان تقلت فى الشرب والبرشام الزفت ده ... كملوا سهر انتوا، انا هروح انام.

ابتسم كريم وخبط بيده على كتف خالد ورحل فتحرك خالد وتوجه إلى سيارته وانطلق فى طريقه إلى منزله ولكن حدث ما لم يكن يتوقعه، وجد خالد كمين شرطة على الطريق ويقومون بتفتيش جميع السيارات، هذه لم تكن المشكلة .. المشكلة تكمن فى انه ثمل ورائحته المشبعة برائحة الخمر والمكان الذى كان فيه فقرر اتخاذ طريق اخر وبالفعل وجد خالد طريقاً اخر ولكن كان شديد الظلام مما اقلق خالد وجعله يتحرك بحذر و بطئ شديد حتى لاحظ وجود سيارة امامه تسد الطريق، هنا علم خالد ان هذا كمين لأشخاص تود سرقته كما يفعلون بالأخرين فسحب سلاحه وشد اجزائه وانار كشافات السيارة وخرج ...

بمجرد ان خرج خالد حتى سمع صراخ أنثى فتحرك بسرعة شديدة ناحية الصوت ليجد امرأة فى غاية الجمال تصرخ وهناك شخص يحاول ان يمنعها عن الوقوف ويكبل يديها فوجه خالد سلاحه ناحيته وصاح قائلاً:
- ابعد عنها !

نظر له هذا الشخص وظهرت ابتسامة على وجهه فشعر خالد بأن هناك شخص اخر خلفه فألتف سريعا واطلق الرصاص على قدمه ليقع هذا الشخص وسط صراخه الشديد، التفت خالد مرة اخرى إلى هذا الشخص الذى يقيد تلك المرأة واشار إليه ان يبتعد ونطق محذراً:
- هتبعد ولا تحب تجرب وجع صاحبك ؟
وقف هذا الشخص ورجع خطوتين للخلف قائلاً:
- انت مين ؟ انت ظابط ؟
حرك خالد رأسه بالنفى ثم اردف:
- حظك المهبب انى مش ظابط، تحب بقى اقتلك انت وهو ولا اربطك انت وهو واولع فيكم !

ضم هذا الشخص حاجبيه بتعجب واردف بخوف:
- ما...ما هى هى يا باشا
رفع خالد حاجبيه بإبتسامة واسعة قائلاً:
- منا عارف .. عرفت لية حظك مهبب انى مش ظابط
نظرت له تلك الفتاه بتعجب ونطقت متسائلة:
- انت هتقتلهم بجد ؟
رمقها خالد بنظرة إعجاب ورغبة ثم اردف:
- انتى شايفة حاجة ممكن اعملها غير كدا ؟

اجابته على الفور:
- ايوة متضيعش نفسك علشانهم
ابتسم خالد ابتسامة سخرية من حديثها ثم اشار الى هذا الشخص قائلاً:
- خد صاحبك وغور من هنا ولو شوفت وشك انت ولا هو تانى هخلص عليكم مفهوم !
حرك رأسه بخوف شديد:
- ح... حاضر يا باشا
تحرك واتجه إلى صديقه وسنده ورحلا وسط بكائها الحار الذى تعجب منه خالد ...
وقف خالد بضع دقائق يتأملها تبكى حتى مل فصاح قائلاً:
- هنفضل واقفين كدا كتير ولا اية ؟

فزعت من صوته وتلجلجت:





- ل..ل.ل..لا هنمشى
اشار خالد الى السيارة التى كانت تسد الطريق ونطق بتساؤل:
- عربيتك دى !
حركت رأسها بالإيجاب واجابته بخوف:
- ايوة
- طب يلا اركبى وامشى من هنا ومتمشيش من الطريق ده تانى فاهمة !

حركت رأسها بخوف واتجهت إلى سيارتها وركبت وركب خالد سيارته وانتظر رحيلها حتى يتحرك هو الاخر ولكنها لم تتحرك فخرج خالد من سيارته واتجه إلى سيارتها وهو يخبط بيده على يده الاخرى قائلاً:
- شكلنا مش هنخلص فى ام الليلة دى، ما تتحركى يا بنتى خلينا نمشى قبل ما نلاقى حد تانى جاى
تحدثت ببكاء وخوف:
- اعصابى سايبة اوى وبترعش مش هعرف اسوق
فرك خالد فى شعره:
- اممممم هى ليلة مش باينلها ملامح اصلا، وسعى
صمتت ونظرت له بتعجب قائلة:
- نعم !
حرك خالد رأسه بتعجب:
نعم اية ! وسعى هسوق انا عربيتك واوصلك.

ضمت حاجبيها بتعجب ثم اردفت:
- وعربيتك ؟
اتتها الاجابة الغاضبة:
- هرجع اخدها بس يااارب نخلص
خرجت وركب خالد السيارة وركبت هى الاخرى بجواره وانطلقا من هذا المكان ..
كان الصمت يسيطر على السيارة فنطق خالد متسائلا:
- انتى اسمك اية ؟
رمقته بنظرة حائرة ثم صمتت فأعاد السؤال مرة اخرى:
- انا سألتك سؤال على فكرة، اسمك اية ؟
اتته الإجابة التى أثارت غضبه:
- انت مالك
- انا مالى ! طيب انا بقول ارجع تانى لنفس المكان واسيبك واخد عربيتى وامشى احسن بدل ما انا هتهزق كدا.

سارعت فى الحديث بخوف شديد وقالت مترددة:
- خ.. خلاص اسمى حنين
رمقها خالد بنظرات تعجب فلاحظت ذلك:
- بتبصلى كدا لية ؟
أجابها خالد بتعجب:
- مستغرب اية اللى مشاكى من الطريق المقطوع ده وممشتيش من الطريق الرئيسى
اجابته حنين ببرود شديد:
- نفس السبب اللى خلاك تمشى منه.

رفع خالد حاجبيه بتعجب بعد ان ارتسمت ابتسامة على وجهه:
- اية ده هو انتى كمان كنتى سهرانة مع بنات وسكرانة وريحتك خمرة وضايعة فهربتى من الكمين اللى فى الطريق الرئيسي ومشيتى من الطريق ده !
صاحت حنين بغضب:
- لا طبعا، انا ايش عرفنى انك زفت كدا
نطق خالد بغضب:
- يابنتى احفظى ادبك متعصبنيش عليكى !
صمتت حنين وتذكرت تهديده فنطقت بخوف:
- مش انا اللى روحت الطريق ده
رفع خالد حاجبيه بتعجب:
- نعم ! العفاريت اللى جابتك يعنى ؟

صاحت حنين بإنفعال:
- عفاريت اية، استنى لسة مخلصتش كلامى
- طيب اخلصى متنقطينيش بالكلام
بدأت حنين فى سرد ما حدث منذ البداية
- انا كنت ماشية بالعربية عادى فلقيت عربية فيها اربعة سدت الطريق مرة واحدة فأنا وقفت وخرج من العربية اتنين وخرجونى وواحد ركب العربية بتاعتى والتانى كتفنى فى العربية ورا لغاية ما خدونى على المكان ده والاتنين الباقيين ركبوا العربية بتاعتهم ومشيوا واللى كان مكتفنى ده خرجنى برا العربية وكان هيقتلنى بس قالى لازم اتهنى الاول قبل ما اقتلك.

رفع خالد حاجبيه بعدم تصديق واردف:
- ولية يعنى يقتلك ! هم مين دول اصلا وتعرفيهم منين ؟
صمتت حنين لبضع لحظات ثم اردفت:
- طبعا مش هقول السبب، مش هودى نفسى فى داهية مش يمكن تطلع تبعهم او حد زاقك عليا
اوقف خالد السيارة على الفور ففزعت حنين واردفت بخوف:
- فيه اية ! هتقتلنى ؟

صاح خالد بغضب شديد ثم اردف:
- مش هقتلك ومفيش حد زاققنى عليكى ومفيش اى زفت من اللى فى دماغك ده وطالما بدأتى تحكى يبقى تفهمينى السبب ده اولا، ثانياً بقى مش هفضل ماشى كدا وانا مش عارف زفت عنوانك
فتحت حنين حقيبتها وجلبت ورقة ثم كتبت فيها العنوان واعطته الورقة بإنفعال:
- العنوان اهو
اخذ منها خالد الورقة بغضب ليراها ثم ابتسم عندما عرف العنوان فلاحظت حنين ذلك فأردفت:
- بتضحك على اية هو انا كتبالك نكتة ؟
نظر لها خالد ثم نطق بتعجب:
- مع ان لسانك ده ميديش نهائى على المكان اللى ساكنة فيه بس احب اعرفك سبب ضحكى .. انا ساكن فى نفس منطقتك وبالأخص جنب الفيلا بتاعتك، شوفتى الصدف.

رفعت حنين حاجبيها بعدم تصديق:
- نعم ! ساكن جنبى ازاى يعنى ؟ انا مشوفتكش قبل كدا خالص
ابتسم خالد مرة اخرى ثم اجابها:
- منا لسة شارى الفيلا من يومين ويعتبر مروحتهاش غير امبارح وصحيت الصبح وكنت برا طول النهار فطبيعى متكونيش شوفتينى قبل كدا
لوت حنين شفتيها قائلة:
- اممممم طيب
بدأ خالد فى التحرك بالسيارة مرة اخرى ثم رمقها بنظرات حائرة قائلاً:
- مش هتعرفينا بقى كانوا عايزين يقتلوكى لية ؟
نظرت امامها وبدأت فى سرد القصة كاملة:
- انا محامية و...
تااابع اسفل
 
 





look/images/icons/i1.gif رواية طريق الدماء
  18-03-2022 11:38 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية طريق الدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثاني

قاطعها خالد بتعجب:
- محامية ! اول مرة اشوف محامية خوافة كدا
رمقته حنين بنظرات غضب وقالت بإنفعال:
- انا مش خوافة يا اخ انت واحترم نفسك بقى، انت هتذلنى علشان أنقذت حياتى !
ضحك خالد من نبرة صوتها وطريقتها واردف:
- وبردو اول مرة اشوف محامية لسانها طويل كدا.

رفعت حاجبيها وقالت بتحدى:
- بقى كدا ! ماشى مش هحكى هاااا
ابتسم خالد وقال مازحاً:
- على اساس انى بكذب يعنى ! خلاص يا ستى متزعليش ويلا كملى ام الحكاية بتاعتك خلينا نخلص
رمقته حنين بنظرات تحذير قائلة:
- بس متقاطعنيش وانا بتكلم
وضع خالد يده على فمه قائلاً:
- مش هقاطعك وادينى ساكت اهو.

هدأت حنين وبدأت فى تكملة حديثها قائلة:
- انا محامية جديدة، لسة متخرجة من فترة مش كبيرة وفيه رجل أعمال كبير جدا فى مصر مسك ورق على شخصية معروفة فى مصر وهقولك مين فى الاخر، المهم رجل الأعمال ده مرضيش يخضع لكلام الشخصية العامة دى ومرضيش يخش معاه شريك فى استيراد عربيات، المشكلة مش فى كدا المشكلة ان رجل الاعمال ده اكتشف انهم مهربين مخدرات مع العربيات دى وطبعا هتخش مصر ولما رجل الاعمال ده رفض قامت الشخصية العامة دى مهدداه بالقتل راح رجل الاعمال ده جالى وسلمنى الورق ده بما انى لسة محامية مش معروفة ولا حد يعرف عنى حاجة وقالى خبى الورق ده فى منطقة امان ولو جراله اى حاجة اسلم الورق ده .. الشخصية العامة دى بقى عرفت انى معايا الورق وفضلوا يهددونى انى اسلمهم الورق ده يا إما هيقتلونى وطبعا انا مردتش اسمع كلامهم ورفضت علشان كدا حصل اللى حصل النهاردة، المشكلة ان الورق ده لو راحلهم هيقتلوا رجل الاعمال ده بكل سهولة وراحة ومش بعيد يقتلونى انا كمان.

صمت خالد لبعض الوقت ثم نظر اليها قائلاً:
- علشان كدا .. امممممم، طب وانتى دخلتى نفسك فى الحوارات دى كلها من الاول لية ؟ كان ممكن ترفضى بكل سهولة من رجل الاعمال ده وتريحى نفسك
هزت رأسها بالرفض قائلة:
- لا طبعا، اولا لأنى محامية وثانيا لأنى بحب المغامرة
رفع خالد حاجبه وخفض الآخر قائلاً:
- مغامرة ! يا ست المحامية انتى كنتى هتموتى من شوية لولا ساتر ربنا انى لحقتك فى الوقت المناسب، تقدرى تقولى المغامرة كانت هتفيدك بأيه لو كان اغتصبك وبعدين قتلك ؟

خفضت حنين رأسها بحزن بعدما أدركت أن كلامه صحيح وكان من الممكن ان تموت تلك الليلة ثم عاودت النظر إليه مرة أخرى قائلة:
- اعمل اية ! خصوصا ان رجل الاعمال ده هرب برا مصر وانا دلوقتى اللى معايا الورق وخايفة اسلمه عيلتى تضر، انا خدت الورق ده وانا مش عارفة العواقب اية
صمت خالد قليلا ثم اردف:
- اها صح مقولتليش مين بقى رجل الأعمال ده ومين الشخصية العامة دى ؟
ترددت حنين ونظرت إليه بقلق قائلة:
- رجل الأعمال يبقى شريف مرسى و الشخصية العامة دى تبقى ...

تبقى ... اكرم المهدى
رمقها خالد بنظرات تعجب وصدمة واردف:
- اكرم المهدى ! مصيبتك سودة، انتى رميتى نفسك فى دايرة محدش ينفع يخرج منها غير وهو ميت
شعرت حنين بالخوف الشديد وتلجلجت فى الحديث:
- ب..بب...بس بقى متخوفنيش اكتر، كل الحكاية انى كنت عايزة ابقى محامية شاطرة واعمل اسم، معرفش ان فيه مصيبة مستنيانى
نظر خالد إليها ثم عاود النظر إلى الطريق امامه وظل يفكر فى حل حتى وجد حل قد لا يرضيها لكن طرحه فى النهاية عليها:
- بقولك اية، ما تيجبى الورق ده معايا انا وفكك من الدوشة دى.

نظرت له حنين بغضب وقالت بتحدى:
- لا، تاخد اية ؟ وتاخد الورق لية اصلا، ملكش دعوة بالحكاية دى، انا اللى دخلت نفسى فى المصيبة دى وانا اللى هتحمل اضرارها
رفع خالد حاجبيه وقال بإنفعال:
- هو انا بطلب منك نفس من سيجارة ؟ انا بقولك هاتى الورق وانا هعرف احميه واعرف اقف قصاد الناس دى
حركت حنين رأسها بالرفض قائلة:
- لا وياريت تسرع بسرعة علشان زمان بابا وماما واخواتى ميتين من القلق عليا دلوقتى والموبايل بتاعى فاصل ومش عارفة اوصلهم
سحب خالد هاتفه ومد يده إليها قائلاً:
- خدى كلميهم وطمنيهم.

نظرت حنين إلى هاتفه وحاولت الرفض لكن فى هذه الساعة المتأخرة لابد أن الجميع يبحث عنها فى كل مكان فأخذت الهاتف وكتبت رقم والدها واتصلت على الفور ولم تمر لحظات حتى اجابها والدها فصاحت ببكاء:
- بابا ! انا حنين
صاح والدها بقلق وغضب شديد:
- انتى فين يا حنين ! احنا قالبين الدنيا عليكى هنا وبلغت وكنت لسة هروح ادور عليكى فى المستشفيات والاقسام وبعدين رقم مين اللى بتكلمينى منه ده ؟
حاولت حنين ان تمتص غضب وانفعال وقلق والدها فقالت:
- متقلقش يا بابا انا لما ارجع هحكيلك كل حاجة حصلت، انا جاية فى الطريق اهو.

هدأ والدها قليلاً وقال:
- طيب يا حنين، انا مستنيكى ...
أغلقت حنين الإتصال ومدت يدها بالهاتف إلى خالد قائلة:
- اتفضل، شكرا
ابتسم خالد واخذ الهاتف وظل صامتاً لبعض الوقت وظل يتابعها فى مرآة السيارة وابتسم عندما خلدت إلى النوم، شتان بين وجهها اثناء نومها ووجها اثناء غضبها وانفعالها .
لم يمر وقت طويل حتى وصلا إلى مكان سكنهما فأقترب خالد منها برفق قائلاً بهدوء:
- حنين ! حنيين.

فتحت عينها على الفور واردفت بخوف:
- اية ده انا فين ! خطفتنى فين ؟
صاح خالد بتعجب:
- خطفتك اية يا شيخة، انتى هتلبسينى تهمة ولا اية ... احنا داخلين على الفيلا بتاعتك اهو وانتى نمتى وانا صحيتك
هدأت حنين وقالت معتذرة:
- اسفة معلش
ابتسم خالد قائلاً:
- لا ولا يهمك، شوفى مين مستنيكى، تقريباً العيلة كلها واقفة مستنياكى قدام الفيلا.

نظرت حنين فوجدت والدها واختها الكبرى واخاها الصغير فأردفت:
- مش عارفة اقولهم اية
أجابها خالد وهو يدخل بالسيارة من باب الفيلا قائلاً:
- لازم يعرف كل حاجة
وقف خالد وخرج من السيارة وتبعته حنين التى انطلقت الى اباها الذى ضمها بحب ثم نظر الى خالد بغضب وقال منفعلا:
- انت مين وسايق عربية بنتى لية !
اجابه خالد بنبرة غاضبة:
- ياريت لو تتكلم بطريقة احسن من كدا، انا اللى انقذت بنتك من الموت وجبتها علشان مكنتش عارفة تسوق
نظر مدحت الى ابنته بعدم تصديق قائلاً:
- موت ! اية اللى حصل يا حنين ؟

اجابته حنين قائلة:
- هحكيلك كل حاجة يا بابا لما نخش
قاطعهم خالد قائلاً:
- طب استأذن انا
ادار خالد وجهه وشرع فى الرحيل لكن اوقفه مدحت قائلاً:
- طب اتفضل يابنى !
ابتسم خالد ثم نظر الى مدحت قائلاً:
- لا شكراً
ثم رمق حنين بنظرات توديع ورحل ...

دلف خالد إلى داخل الفيلا الخاصة به ورفع هاتفه وهاتف احد الأشخاص:
- ايوة يا رمزى، هبعتلك اللوكيشن بتاع العربية بتاعتى .. عايزك تروح تجيبها على الفيلا هنا دلوقتى
- تمام يا خالد بيه
القى خالد بهاتفه وصعد إلى الأعلى ودلف إلى الحمام بعد ان خلع ملابسه ووقف تحت المياه وهو يغلق عينيه ويرفع رأسه للأعلى وكأنه يريد أن تنظف المياه ما فى رأسه وتجعله يفكر بهدوء وراحة، ظل على هذا الحال لفترة من الوقت وخرج بعد ان ارتدى ملابسه وامسك برأسه بكلتا يديه من شدة الصداع.

دلفت حنين البالغة من العمر ثلاثة وعشرون عاما والمعروفة بجمالها وتوسط طولها وشعرها الاسود المموج الى الفيلا وارتمت بين احضان والدتها التى ضمتها بحب قائلة:
- حنين، كنتى فين يا حبيبتى احنا كنا هنموت من القلق عليكى
اجابتها حنين بعينان دامعتان:
- موضوع كبير يا ماما
جاء صوت والدها من الخلف قائلاً:
- ممكن اعرف بقى مين الشخص اللى كنتى جاية معاه وسايق العربية وبيقول انه انقذ حياتك ده ؟
التفتت حنين ورمقت والدها بنظرات تردد وقلق ثم نظر إلى الأسفل واردفت:
- القضية اللى قولتلك عليها يا بابا انها اول قضية لية، اتدبست فى ورق وطلع الموضوع كبير و ...

قصت حنين ما حدث منذ البداية حتى ظهور خالد وتابعت حديثها:
- وظهر خالد ده نجدة ليا من السما وسط ما انا بصوت وكان معاه مسدس ورفعه ناحيته والراجل التانى جيه من وراه بس خالد لف وضربه فى رجله رصاصة وكان هيموتهم بس انا اللى منعته وخلاهم يمشوا ومقدرتش اسوق العربية من الخوف والرعب وهو عرض عليا يسوق العربية ويوصلنى وبعدين يرجع يجيب عربيته، بس .. هى دى الحكاية
وقف والدها ورمقها بنظرات غضب قائلاً:
- وانتى ازاى تسكتى ومتقوليش عن حاجة زى كدا !

تلجلجت حنين فى الحديث وقالت مترددة:
- اا..اصل
قاطعها والدها بحدة قائلاً:
- هاتى الورق ده، انا هسلمه و أكرم المهدى يتقبض عليه ونخلص من الحكاية دى
وقفت حنين على الفور وقالت معترضة:
- لا يا بابا انت كدا هتعرضنا كلنا للخطر وبكدا يبقى هتحكم علينا كلنا بالموت.

حرك مدحت رأسه بالرفض واصر على طلبه:
- لا هتجيبى الورق يا حنين ومفيش حاجة من اللى بتقوليها دى، متنسيش انتى من عيلة اية، انتى من عيلة الرداد يا حنين فاهمة يعنى اية !
خبطت حنين بقدمها على الارض كالأطفال واردفت:
- ايوة يا بابا عارفة بس بردو الورق مش هينفع تاخده، ده شغلى انا
رفع مدحت حاجبيه بتعجب قائلاً:
- بقى كدا ؟ طيب اية رأيك بقى انك هتجيبى الورق ودلوقتى كمان
لم تستطيع حنين الهرب من إصرار والدها وغضبه فلم تجد حل إلا هذا الحل الذى خطر ببالها فنطقت على الفور:
- اصل الورق مش معايا.

ضم مدحت حاجبيه بعدم فهم وحرك رأسه بتساؤل:
- نعم ! امال مع مين ؟
تلجلجت حنين ونطقت بصعوبة:
- مع ... مع، مع خالد .. الورق كنت عيناه فى العربية ومخبياه وادتهولوا
نطق مدحت بدون اى مقدمات:
- هو خالد ده ساكن فين ! عنوانه اية
اجابته حنين بحسن نية قائلة:
- ده لسة ساكن جديد فى الفيلا اللى جنبنا، بتسأل لية ؟.

حرك مدحت رأسه بعد ان فهم وتحرك للخارج فصاحت حنين بصوت عالٍ:
- رايح فين يا بابا ؟
أجابها والدها وهو يدير ظهره ويتحرك للخارج:
- رايح لخالد ده اخد منه الورق
فتحت حنين عينيها برعب وخوف:
- ايييية رايح فين، خد يا بابا
لم تستطيع إيقاف والدها الذى تحرك مسرعا الى الفيلا المجاورة وبالفعل وصل ...

ضغط مدحت على زر الجرس وبعد مرور دقيقة فتح خالد الباب وهو يدعك عينه بيده ويحاول ان يفيق نفسه من النوم وتفاجئ بمدحت امامه ويحمل تعابير وجه غاضبة فنطق خالد بتعجب:
- حضرتك ! اتفضل
اجابه مدحت بصرامة:
- لا، فين الورق اللى ادتهولك حنين
رفع خالد احدى حاجبيه بتعجب قائلاً:
- نعم ! ورق اية اللى ادتهولى حنين ؟ انتوا هترموا بلاكوا عليا ولا اية.

نطق مدحت بغضب شديد:
- احترم نفسك، حنين قالتلى انها ادتك الورق وانت هتجيبه يعنى هتجيبه
ادرك خالد حينها ان حنين اخبرت والدها بذلك لكى لا تعطيه الاوراق وابتسم ابتسامة ماكرة ...
صعدت حنين الى غرفتها وهى تدعى الله ان تمر تلك الليلة على خير فدلفت شقيقتها الكبرى ميرا خلفها وهمست وهى تنظر بنصف عين:
- يابنت الايه، انتى لحقتى تعرفى الواد علشان تديله الورق !
حركت حنين رأسها بالرفض قائلة:
- ومين قالك ان انا اديته الورق !

رفعت ميرا حاجبيها بإندهاش وعدم فهم:
- نعم ! انتى اللى قولتى .. اممممم اوعى يكون اللى فى دماغى صح
اجابتها حنين بقلق وتوتر:
- للأسف صح، اضطريت اقول لبابا كدا علشان مياخدش الورق منى
رفعت ميرا حاجبيها ولوت شفتيها بصدمة:
- يخربيتك، وذنب الواد الغلبان اللى بابا راحله ده اية
شعرت حنين بالقلق اكثر واكثر واردفت بخوف:
مش عارفة بقى، اللى جيه فى دماغى ساعتها.

- يعنى اية مفيش ورق ؟
ابتسم خالد ابتسامة خفيفة واردف ببرود:
- يعنى مفيش ورق، الورق ده هيفضل معايا وانا اللى هتصرف فيه
نطق مدحت منفعلا وبصوت مرتفع:
- انت هتجيب الورق ولا لا ! انت مش عارف انا مين ؟
اجابه خالد بنفس الابتسامة:
- لا عارف، مدحت الرداد .. قرأت الاسم من على الفيلا وانا خارج، وميهمنيش فى حاجة
ابتسم مدحت ونطق بنبرة تهديد:
- يعنى مش خايف !

ضحك خالد بصوت مرتفع وظل يضحك لبعض الوقت ثم نظر اليه قائلاً:
- والله يا باشا انت كوميدى جدا، مجربتش تقدم فى مسرح مصر !، اخاف من مين ؟ اخاف من واحد مش عارف يحمى بنته ؟ بقولك اية انا عايز انام وعندى شغل الصبح ومش فاضى للحوار الجميل ده وبعدين باين عليك طيب وغلبان ومش وش تهديد خالص.

- بابا اتأخر كدا لية
اجابتها حنين بقلق:
- يلاهوى لو اللى فى دماغى صح، تفتكرى يكون..
قاطعتها ميرا مكملة حديثها:
- يكون خالد عام على عومك وقال الورق معايا صح ؟
وضعت حنين يدها على رأسها قائلة بخوف:
- ايوة
صمتت ميرا لبعض الوقت ثم نطقت بتردد:
- بس مش غريبة يعنى خالد ده ينقذك فى اللحظة الأخيرة وبالصدفة كدا يطلع لسة قاعد في الفيلا اللى جنبنا ويكون لسة قاعد فيها من يومين زى ما بتقولى يعنى قبل اللى حصل بيومين.

ضمت حنين حاجبيها بعدم فهم واردفت بقلق:
- قصدك اية ؟
ابتسمت ميرا بسخرية قائلة:
- اكيد انتى فهمتى قصدى يا نونى
حركت حنين رأسها بالرفض قائلة:
- لا لا مظنش وبعدين ده مكنش يعرف حاجة وانا بعرف الشخص اللى قدامى بيكدب ولا لا
لوت ميرا شفتيها ثم ربتت على كتف شقيقتها قائلة:
- ده مش معناه انك متاخديش حذرك منه، خلى بالك.

فى تلك اللحظة دلف والدهما إلى الغرفة قائلاً:
- مش لاقية غير قليل الادب ده اللى تديله الورق !
اجابته حنين بعد ان علمت أن ما ظنته صحيح:
- ما هو اللى أنقذ حياتى يا بابا
- على العموم من بكرا هعين حرس مخصوص ليكى وهجيبلك سواق للعربية بما ان دماغك ناشفة كدا
عبرت حنين عن رفضها التام لما قال والدها.

- لا يا بابا مستحيل، مفيش محامية بتمشى بحرس، انا همشى بنفسى واعمل اللى انا عيزاه لكن اللى حضرتك بتقول عليه ده مستحيل
نطق والدها بحدة وغضب:
- انا هعمل اللى قولتلك عليه سواء برضاكى او غصب عنك، مش هسمح للى حصل النهاردة ده يتكرر تانى
رحل مدحت تاركاً ابنته تشيط غضبا ً من قرار والدها المفاجئ
ابتسمت ميرا وغمزت إلى شقيقتها قائلة:
- ابوة بقى هيتعينلك حرس وتبقى مهمة يا نونى
صاحت حنين بغضب:
- اهدى بقى !، مش عارفة ده كله كان مستخبيلى فين.

انتهى اليوم وأصبحت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل وخلد الجميع إلى النوم إلا خالد الذى كان جالسا يتذكر ما حدث له سابقاً اثناء فترة نشأته فى الملجئ، كان يتذكر تمرده على الجميع بسبب معاملتهم السيئة له، تذكر تعذيبه على ايدى البعض وضربه بعنف شديد والكلمات البذيئة التى كان يتلقاها منهم حتى اصبح يكره كل شئ وفى ليلة جلس طوال الليل يخطط لشئ خطير ليخلصه من هذا الألم وايضا يجعله ينتقم من هؤلاء المتوحشين وبالفعل خطط لكل شئ وفى اليوم التالى بدأ التنفيذ، اشعل خالد النار فى جميع أنحاء الملجئ وفر هاربا، انطلق خالد وظل يركض ويركض حتى صدمته سيارة ...


look/images/icons/i1.gif رواية طريق الدماء
  18-03-2022 11:39 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية طريق الدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثالث

قطع ذكرايات خالد صوت رنين هاتفه فنظر إليه من بعيد ليرى من فوجد رقم رمزى، سحب خالد هاتفه وضغط على زر الرد لينطق رمزى قائلاً:
- العربية تحت الفيلا يا باشا، تؤمر بحاجة تانية ؟
- تسلم يا رمزى، طير انت.

انهى خالد المكالمة ثم تفاجئ بأن الساعة تجاوزت الثالثة بعد منتصف الليل فوضع هاتفه وسحب الغطاء لينام، لم تمر دقائق حتى اصبح خالد نائماً ...

اشرقت شمس يوم جديد واستيقظ خالد فى تمام الساعة السابعة صباحا واخذ حمامه ثم ارتدى ملابسه المكونة من بنطلون جينز و تيشيرت ابيض ثم رحل، ركب خالد سيارته وخرج من باب الفيلا ليجد حنين تتحرك بحذر شديد وتخرج من باب الفيلا وتجرى على الطريق فأسرع خالد بسيارته حتى وصل إليها وخرج من سيارته قائلاً:
- اية ده ! ده انتى بجد بقى والحكاية كلها جد، انا كنت فاكر ده كله تأثير البرشام بتاع كريم
وقفت حنين بعد ان ميزت هذا الصوت الصادر من خلفها وإلتفت لتجد خالد فنطقت بغضب:
- وكمان برشام ! ده انا واقفة قدام مجرم بقى.

نطق خالد بغضب:
- مجرم ! لسة اللسان طويل ما علينا، انتى مالك بتتسحبى من الفيلا بتاعتك وبتجرى زى الحرامية كدا ! رايحة فين
صاحت حنين بتحدى:
- انت مالك انت
رفع خالد حاجبيه بإندهاش ونطق بغضب:
- انا مالى ؟ الحق عليا انى انقذت حياة واحدة لسانها طويل، لا ومش بس كدا .. ده انا عومت على عومها امبارح وقولت لأبوها ان الورق معايا علشان مخليش شكلها وحش قدام ابوها، انا اروح دلوقتى واقول للحاج مدحت ان بنته معاها الورق وانى مليش دعوة.

التف خالد واستعد للرحيل فأسرعت حنين وامسكت بكتفه وهى خائفة:
- لا خلاص اسفة، بالله عليك متروحش
ابتسم خالد من طريقتها الطفولية ثم نظر إلى يدها التى مازالت متعلقة بكتفه فلاحظت ذلك وسحبت يدها على الفور ونطقت بتوتر:
- اا...اسفة
ضحك خالد قائلاً:
- والله انا لسة مستغرب انتى ازاى محامية بس مش مهم، مقولتيش بقى لية خارجة متسحبة كدا ورايحة على فين
نطقت حنين رغما عنها بسبب تهديد خالد لها بفضح امرها.

- بابا اصر انه يجيبلى سواق وحرس علشان اللى حصل امبارح واكيد مش هيخرجنى تانى لوحدى فقومت بدرى قبلهم وخرجت ومركبتش عربيتى علشان متعملش صوت وحد يعرف انى خارجة ورايحة لصاحبتى اللى مخبية عندها الورق وهاخدوا اشيله معايا علشان متتأذيش بسببى
حرك خالد رأسه بعد أن عرف السبب ثم هتف قائلاً:
- استنى هنا، ولما تتقتلى هتفرحى ! محرمتيش من اللى حصل امبارح ؟
هزت حنين رأسها بالرفض قائلة:
- لا محرمتش وانا لازم اعتمد على نفسى انا مش صغيرة، ايوة انا لسة متخرجة من فترة صغيرة بس لازم اعتمد على نفسى
- طب يلا اركبى العربية.

رفعت حاجبيها بدهشة واخذت تستعب ما قاله ثم اردفت بتساؤل:
- عربية اية اللى اركبها ؟
اجابها خالد وهو يتجه إلى سيارته:
- عربيتى، هوصلك وارجعك تانى
صاحت حنين بغضب معبرة عن رفضها
- نعم ! لا وهروح لوحدى مش عايزة حد يوصلنى
ركب خالد سيارته ثم نظر من النافذة قائلاً:
- منا مش هسيبك تروحى لوحدك وتموتى واندم ان كان فى ايدى انقذ بنى ادم ومعرفتش، يلا اركبى ولا تحبى ادى رنة لبابا أقوله بنتك معايا وخرجت من غير ما تقولك والخ.

كانت كلماته كافية لجعلها فى قمة غضبها وإنفعالها فخبطت بكلتا قدميها على الارض كالأطفال واتجهت إلى السيارة رغما عنها .
ركبت حنين سيارته واخذت تتنفس بصوت يعبر عن غضبها فإبتسم خالد ابتسامة نصر وانطلق ...
نظر خالد إلى حنين وهو يقود فوجدها تتصفح موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" فنطق بتعجب قائلاً:
- وبعدين
نظرت حنين له بتعجب ثم حركت رأسها متسائلة:
- وبعدين اية !

- هو اية اللى وبعدين اية ! احنا بقالنا ربع ساعة بنلف ومقولتيش على عنوان صاحبتك ده
صمتت حنين لبضع لحظات ثم نطقت بخوف:
- ما هو اصل .. اصل ... اصلى مفيش ورق عند صاحبتى ولا حاجة
ضغط خالد على الفرامل مما اوقف السيارة فى الحال ودفع حنين لتصطدم رأسها فصاحت بتألم:
- اهااااا، انت غبى !
شعر خالد انه بالغ فى غضبه لكنه تحدث بإنفعال قائلاً:
- لا ما انا مش بلعب، كنتى رايحة فين ! انطقى بدل ما عفاريتى تطلع
ابتعدت حنين عنه بخوف قائلة:
- اية هتقتلنى ؟

هدأ خالد قليلا بعد ان تدارك الموقف ولاحظ خوف حنين ثم رمقها بنظرات اعتذار واردف:
- سورى مكنش قصدى، بس انتى عصبتينى بردو
لم تتحدث حنين وظلت على حالتها فتابع خالد حديثه قائلاً:
- رايحة فين بقى ومش عايز كذب ولو شاكة فيا فأنا ممكن اختفى نهائى دلوقتى وممكن تكملى اللى كنتى بتعمليه، العربية واقفة اهى تقدرى تخرجى واوعدك انى مش هتعرضلك تانى، يلا اتفضلى.

رمقته حنين بنظرات حيرة ودهشة وبالفعل فتحت باب السيارة واستعدت للرحيل لكنها قامت بإغلاق الباب مرة أخرى قائلة:
- اطلع على العنوان اللى هدهولك ده
شعر خالد بسعادة بالغة بسبب تفضيلها البقاء معه عن المضى وحدها لكنه لم يظهر تلك السعادة وانطلق بسيارته نحو العنوان الذى اعطته حنين له ...

اقترب من مكتبه بخطوات ثابتة ثم دلف الى الداخل ليجد مكتبه ممتلئ بالاوراق والمستندات وملقاه بطريقة عشوائية فى المكان فصاح بغضب:
- مى ! مى !
حضرت مى على الفور بخوف شديد
- ايوة يا بشمهندس اكرم فيه حاجة ؟
صرخ اكرم بغضب وانفعال شديد بصوت عالٍ:
- اية الروقان اللى انتى فيه ده ! هو اية اللى فيه حاجة ؟ المكتب زريبة وانتى بتقولى فيه حاجة ؟ اية الورق ده كله !
نطقت مى بتردد وخوف شديد:
- ددد... ده الورق اللى حضرتك طلبته امبارح وقولتلى اسيبه على مكتبك
- قولتلك سبيه على مكتبى مش ارميه فى مكتبى، ده اسمه اهمال.

نطقت مى محاولة تبرير موقفها:
- والله كنت حطاه كويس بس شكله هو اللى و...
قاطعها اكرم بإنفعال:
- خصم اسبوع منك، يلا على مكتبك
نظرت مى للأسفل ونطقت:
- حاضر يا بشمهندس
خرجت مى وبعد مرور خمس دقائق دلف شاب ملامحه تخبر بأنه فى العشرينات من عمره او بداية الثلاثينات
صاح هذا الشاب بمرح:
- اية يا بوب، مزاجك مش رايق على الصبح ليه بس.

اشار اكرم اليه قائلاً:
- اقعد يا ياسر، ده حصل مصيبة
اختفت ابتسامة ياسر وجلس ثم نطق بجدية قائلاً:
- مصيبة اية اللى حصلت يا بابا ؟
- جالى تليفون دلوقتى انهم لقوا غريب المنياوى مقتول فى الفيلا بتاعته هو و واحد من رجالته
نطق ياسر بصدمة وعدم تصديق:
- غريب المنياوى ! يعنى كدا مفيش صفقة ولا مشروع، يادى الاخبار الزفت اللى على الصبح دى، ومعرفوش مين اللى قتله ؟

حرك اكرم رأسه بالنفى قائلاً:
- لا معرفوش، لقوا كل الاوراق اللى فى مكتبه متاخدة هى واللاب بتاعه وكل تسجيلات الكاميرات اتمسحت والاجهزة اتولع فيها
حرك ياسر رأسه بعد أن فهم ثم اردف:
- كدا هنحتاج نشوف شركة تانية نمضى معاها العقود
حرك اكرم رأسه بالرفض قائلاً:
- المشكلة مش فى كدا، المشكلة ان الورق اللى مضيناه مع شركة غريب ده فيه بند بيقول ان فى حالة تراجع أحد الطرفين وعدم تنفيذه المتفق عليه فيه شرط جزائى اتنين مليون جنيه، عايزين نعرف بقى هل خلاص كدا ولاده هيتراجعوا ولا هيكملوا المشروع.

وقف ياسر مستعدا للرحيل قائلاً:
- سيب الحوار ده عليا، انا هعرفلك كل حاجة واجيبلك قرار الموضوع ده
رحل ياسر وبقى اكرم يتابع بعض الأعمال حتى وصلت له رسالة غامضة ...

اكرم عبدالحميد الرداد، الاخ التوأم لمدحت عبدالحميد الرداد، شخص غامض يمتلك وجه قوى وملامح تعبر عن قوة شخصيته، عمره يتخطى الخمسون عاماً، اب لشاب وفتاه وهما "ياسر و شيرى".

ياسر اكرم الرداد، شاب فى الثلاثين من عمره ذو بشرة حنطية ولحية خفيفة، لم يتزوج بعد، شاب ذكى ودائما ما يستعين به والده فى قضاء الأعمال الصعبة والتى تحتاج ذكاء ومكر فى التعامل، يعتبر الذراع الأيمن لوالده والذى يعتمد عليه فى كل شئ.

وصل خالد إلى العنوان الذى أعطته اياه حنين ثم نظر بجواره ليجدها نائمة ببراءة فظل يتأملها بتعجب، تلك الشخصية الغريبة التى لم يرى مثلها قط، تختلف تماماً عن اى فتاه، تحمل صفات غريبة ومتناقضة والان نائمة ويبدوا وجهها طفوليا وملامحها تحمل البراءة .
لم يتحرك خالد وفضل عدم إيقاظها وخرج من سيارته برفق واخذ يتجول فى تلك المنطقة ويعرف مداخلها ومخارجها ...

فتحت حنين عينيها لتجد نفسها فى السيارة وحدها ولا وجود لخالد فحاولت فتح الباب فلم تستطيع فزفرت بضيق وظلت جالسة حتى لمحت هاتف خالد امامها فأمسكت به لكن تركته فى الحال لكن دفعها الفضول إلى ان تمسك بهاتفه مرة اخرى وبالفعل امسكته وكان ببصمة الاصبع فحاولت فتحه بالرقم السرى وقامت بكتابة عدة ارقام فلم تستطيع فتركته بعد فشلها ثم تذكرت شئ فأمسكت به مره أخرى وتلك المرة نجحت محاولتها، اخذت حنين تتصفح هاتفه وتبحث فيه فلم تجد إلا القليل من الصور مع صديقه وعدة فتيات، حاولت حنين فتح تطبيق فيسبوك لكن كان برقم سرى وهذه المرة كان الرمز مختلف عن رمز دخول الهاتف فما كان منها إلا أن تترك الهاتف وتنتظر خالد ...

فتح خالد باب سيارته فى تلك اللحظة ودلف إلى الداخل قائلاً:
- صباح الخير
صاحت حنين بغضب:
- انت كنت فين ولية مصحتنيش اول ما وصلنا
ترك خالد حقيبة الطعام التى كانت بيده ونطق قائلاً:
- مرضتش اصحيكى علشان شكلك كان تعبان ومنمتيش طول الليل، اما بقى كنت فين فأنا روحت اجيب فطار، يلا نطفح بقى ممكن ؟
رفعت حنبن حاجبيها بتعجب قائلة:
- اية ده احنا هناكل فى العربية !

رفع خالد إحدى حاجبيه قائلاً:
- امال هناكل فين يعنى ؟
- امال احنا جايين هنا لية، تعالى
خرجت حنين من السيارة واتجهت إلى منزل شبه قديم فتبعها خالد حتى وصلا إلى باب الشقة وحاولت حنين فتح الباب فلم تستطيع فأوقفها خالد قائلاً:
- خدى امسكى الاكل ده كدا ووسعى
بالفعل لم تجادله حنين وابتعدت، تقدم خالد وفتح الباب من اول محاولة ثم نظر إلى حنين نظرة فخر مستعرضاً قوته فهتفت حنين:
- محسسنى انك كسبت كاس العالم فى رفع الأثقال، ده باب يبنى.

- ابنك ! طيب خشى يا .. يا ماما
دلفت حنين واتجهت إلى إحدى الغرف ثم خرجت بعد فترة قصيرة حاملة عدة أوراق واردفت:
- الورق اهو
سحب خالد الورق من يدها واخذ يقرأ ما بداخله ويطلع على ما تخفيه حزمة الاوراق تلك فحرك رأسه بالإيجاب قائلاً:
- لا يستاهل الضجة اللى معمولة علشانه، طيب سيبى الورق ده كدا دلوقتى ويلا نفطر علشان عصافير بطنى بتصوصو
أعدت حنين الإفطار واشارت لخالد الذى كان يتجول فى المنزل، حضر خالد وجلس لتناول الإفطار بصحبة حنين
- تصدق انا كان نفسى فى طعمية من فترة طويلة اوى مكلتهاش.

ابتسم خالد واردف:
- الطعمية بتاعة الراجل اللى على اول الشارع ده حلوة، يلا بالهنا
ظل الصمت قائماً اثناء تناولهما الإفطار فقطع خالد هذا الصمت قائلاً:
- هى الشقة دى بتاعتك ولا بتاعة مين ؟
فكرت حنين قليلا ثم اجابته قائلة:
- تقدر تقول بتاعتى بس ليها موضوع طويل اوى، ملوش لازمة احكيه ... بس انت غامض اوى، تصور انا معرفش حاجة عنك خالص، ولا اصلك ولا فصلك ولا اى حاجة.

ابتسم خالد قائلاً:
- تقدرى تقولى ايوة غامض واصلى وفصلى موضوع طويل ملوش لازمة احكيه
رفعت حنين حاجبيها بتعجب:
- اها انت بتردهالى يعنى
حرك خالد رأسه بالنفى قائلاً:
- لا خالص بس فعلا موضوع كبير ومش هيفيد بحاجة لو حكيته، مش عايز افتكره اصلا
- خلاص براحتك، مش هنمشى بقى.

اجابها خالد وهو يشير بيده:
- شاى، نشرب شاى وبعد كدا نمشى
نظرت حنين خلفها حيث يوجد المطبخ ثم عاودت النظر إلى خالد مرة اخرى قائلة:
- بقالى كتير اوى مبجيش هنا مش عارفة هلاقى فيه شاى ولا لا
وقف خالد فى تلك اللحظة قائلاً وهو يتجه إلى باب الشقة:
- حتى لو فيه اكيد مش هنشرب من هنا، انا نازل هجيب اتنين شاى تيك اواى واجى.

خرج خالد وبقت حنين تتأمله وهو يخرج متعجبة من هذا الكائن الغامض الذى اقتحم حياتها دون سابق إنذار، لم يشغل بالها سوى هذا الشخص الذى لم تعرف إلا اسمه فقط، شرعت حنين فى التفكير لكن لم يمضى وقت طويل حتى عاد خالد وبيديه كوبين من الشاى .
اقترب خالد منها ومد يده بكوب الشاى فمدت يدها هى الاخرى لتأخذ منه كوب الشاى وهى تتأمل وجهه فتلامست يداها بيداه فإرتجف جسدها وظهر التوتر على وجهها، لاحظ خالد هذا فنطق متسائلا:
- مالك يا بنتى ؟

فاقت حنين من شرودها وحركت رأسها عدة حركات عشوائية بأرتباك قائلة:
- لا مفيش مفيش
شعر خالد بتوترها وتغيرها فحاول فتح موضوع فنطق مازحاً:
- ما انتى طلعتى مزاجنجية اهو، انا قولت انك مش بتحبى الشاى
اشارت حنين إلى نفسها قائلة بتعجب:
- انا مزاجنجية ! لية هو انا اللى باخد برشام ولا اية ؟

رفع خالد حاجبيه بإندهاش قائلاً:
- اممم باين عليا اتقصف جبهتى، المهم باين كدا ابوكى اتصل بيكى وانتى مردتيش فهارينى اتصال، اية اللى خلانى اعزم عليكى تكلمى ابوكى بموبايلى بس .. اديه عرف رقمى ومش هيرحم اللى جابونى
وضعت حنين إصبعها على فمها قائلاً بتحذير:
- احترم نفسك
- يا ستى انا ساكت اهو
تذكرت حنين شئ فنظرت إلى خالد بحيرة واردفت:
- هو انت خريج كلية اية ؟

تعجب خالد من سؤالها وصمت قليلا ثم اجابها:
- خريج كلية الدنيا، انا متعلمتش
فتحت حنين فمها من الصدمة واردفت بعدم تصديق:
- نعم ! امال انت من شوية كنت بتقرأ الورق ازاى ؟
جلس خالد ثم نظر الى حنين قائلاً:
- انا متعلمتش بس كنت بعلم نفسى بنفسى، كنت بتعلم القراءة والكتابة من نفسى .. تعبت شوية بس اتعلمتهم وكنت بقرأ اى كتاب فيه علم وكنت بعلم نفسى حاجات كتير اوى، يعنى لو لقيت كتاب لمادة فى هندسة بفتح الكتاب واقرأ وافهم اللى فيه ولو لقيت كتاب لطب نفس الحكاية لغاية اما بقيت عارف فى كل حاجة، اقولك على حاجة مش هتصدقيها ! انا بتكلم 3 لغات .. انجليزى وفرنساوى والمانى.

رفعت حنين حاجبيها بتعجب وابتسامة تدل على الاعجاب فتسائل خالد عن سبب نظرتها قائلاً:
- مالك بتبصيلى كدا لية
اجابته حنين بنفس نظرتها وابتسامتها:
- مستغربة ازاى واحد مدخلش مدرسة ولا اتعلم ويعرف الحاجات دى كلها لاوعنده عربية وفيلا كمان، مش بقولك انك غامض
ضحك خالد ثم وقف وتحرك بأتجاه حزمة الاوراق والتقطها قائلاً:
- هبقى احكيلك قصتى بس فى الوقت المناسب
انهى خالد جملته والتفت إلى حنين قائلاً:
- اما الورق ده ف...

قطع حديث خالد صوت قدم تركل الباب بقوة فألتفت خالد ليجد شخصين يحملان مسدسين ويوجهانه بأتجاهه وبأتجاه حنين التى وقفت واختبأت خلف خالد بخوف شديد، رفع خالد يده بمعنى انه يحمى حنين وتراجع للخلف خطوتين بينما تقدم الشخصين بخطوات ثابتة...


look/images/icons/i1.gif رواية طريق الدماء
  18-03-2022 11:39 مساءً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية طريق الدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الرابع

قطع حديث خالد صوت قدم تركل الباب بقوة فألتفت خالد ليجد شخصين يحملان مسدسين ويوجهانه بأتجاهه وبأتجاه حنين التى وقفت واختبأت خلف خالد بخوف شديد، رفع خالد يده بمعنى انه يحمى حنين وتراجع للخلف خطوتين بينما تقدم الشخصين بخطوات ثابتة ونطق احدهم بتحذير:
- هات الورق اللى فى ايدك ده يا اما هتموت انت وهى
اشار خالد الى الورق الذى بيده قائلاً:
- الورق ده !

صرخ فيه نفس الشخص قائلاً بتهديد:
- انت هتستهبل ! احدف الورق اللى فى ايدك ده اخلص
حاول خالد امتصاص غضبه وجذبه تجاهه بضع خطوات واردف ببرود شديد:
- الورق مفيش حاجة مسكاه ولو حدفته هيطير فى كل مكان، تعالى خده.

ضحك هذا الشخص واشار إلى صديقه ليأخذ الاوراق من يد خالد وبقى هو موجه سلاحه بأتجاه خالد تحسبا لأي غدر منه وبالفعل تقدم صديقه واقترب بحذر من خالد الذى مد يده بالاوراق وبمجرد اقتراب هذا الشخص من منطقته القى بالاوراق بسرعة شديدة وقبض على يده واخذ منه مسدسه واطلق رصاصتين عليه ليقع على الارض ووجه المسدس بسرعة شديدة الى الشخص الاخر الذى اسرع واطلق رصاصة لتستقر بجسد خالد لكن فى النهاية اطلق خالد رصاصة لتستقر برأسه .
نطق خالد وهو ينظر إلى مسدسه:
- كويس ان المسدس كاتم للصوت وإلا كان الشارع كله ملموم علينا.

ثم نظر الى حنين التى كانت تتابع المشهد بعدم تصديق وذهول شديد فأردف بتفكير:
- هم عرفوا المكان بتاعنا منين ! انا كنت ماشى وواخد بالى كويس اوى ان كان حد بيراقبنا !
حركت حنين رأسها بخوف شديد وبدأت دموعها تتساقط:
- معرفش، معرفش
تذكر خالد شئ فأسرع إلى حقيبتها وقام بتفتيشها وسط مراقبتها له وبالفعل وجد ما كان يبحث عنه، وجد جهاز تتبع صغير جدا بحقيبتها، رفع خالد جهاز التتبع وأشار إليه قائلاً:
- زى ما اتوقعت، امبارح مكنوش عايزين يموتوكى زى ما كنتى فاكرة، هم عملوا كدا علشان يزرعوا جهاز التتبع ده فى شنطتك وبكدا يقدروا يراقبوكى ويوصلوا للورق بكل سهولة.

القى خالد الجهاز على الأرض وظل يضغط بقدمه عليه حتى دمره تماما وهنا بدأ يشعر خالد بالدوار وثقلت عيناه واهتز جسده ليقع خالد على الأرض بتألم، اسرعت حنين إليه وصرخت عندما لاحظت اصابه خالد برصاصة فى بطنه
- انت اتصابت برصاصة
حاول خالد السيطرة على المه وعلى صراع الإغماء معه ونطق بضعف شديد:
: اول .. اول رقم .. كلميه
وهنا فقد خالد وعيه فصرخت حنين واخذت تحاول إيقاظه ولكن دون جدوى، تذكرت حنين ما قاله خالد فوضعت يدها بجيبه واخذت هاتفه وفتحته بسهولة لانها تعرف كلمة المرور وفتحته من قبل وبالفعل قامت بالاتصال بأول رقم بعد رقم والدها وانتظرت الرد فأجابها رمزى قائلاً:
- ايوة يا كبير.

تعجبت حنين من هذا الصوت وطريقته لكن اسرعت فى الحديث:
- خالد اتضرب رصاصة واغم عليه وانا مش عارفة اعمل ايه
سارع رمزى بالرد قائلاً:
- العنوان بسرعة
اخبرته حنين بالعنوان واغلقت الهاتف وبقت بجواره تبكى لا تعلم ماذا تفعل وحاولت إيقاف النزيف حتى يصل رمزى ...

اقتربت من والدتها بمرح وجلست بجوارها مشيرة لمجلة بيدها قائلة:
- اية رأيك يا مامى فى الفستان ده، شكله يجنن وحاجة مودرن
انتبهت انتصار الى ابنتها وابتسمت بحب قائلة:
- جميل جدا يا شيرى، ده هيخليكى ستار فى الحفلة بكرا
رفعت شيرى حاجبيها بسعادة بالغة واردفت بحب:
- تسلميلى يا رورو يا حبيبتى، بصى بقى الفستان اللى انا اختارتهولك، شكله تحفة ومن النوع اللى بتحبيه
- واو، زوقك روعة يا شيرى، كل سنة وانتى طيبة يا قلبى، بكرا هيبقى احلى بارتى علشان عيد ميلادك يا قمر.

ابتسمت شيرى وضمت والدتها بحب قائلة:
- ربنا يخليكي ليا يارب، اها صح .. ياسر مش هيحضر حفلة بكرا وعيزاكى تقنعيه يا مامى، عمال يقولى لبسك مش عاجبنى ولازم تحترمى نفسك شوية ومش هحضر علشان ميقولوش اخوها ابو قرنين اهو
ربتت انتصار على كتف ابنتها بحب محاولة تهدئتها:
- متزعليش يا شيرى، انتى عارفة ياسر شديد ودماغه مش زينا خالص، وبعدين اية قرنين دى ! ده بقى لوكل خالص، انا هكلمه
شعرت شيرى بالسعادة ووقفت قائلة:
- تسلمى يا مامى يارب، انا يدوب هروح اجهز باقى الحاجات اللى نقصانى علشان البارتى بكرا، يلا باى ...

وصل رمزى وانطلق الى خالد الغارق فى دمائه وسط مراقبة حنين له ببكاء وخوف شديد، حمله رمزى ووضعه على سرير بأحدى الغرف وكشف ملابسه وفتح حقيبة جلبها معه وسحب منه بعض الادوات واشار إلى حنين قائلاً:
- تعالى ناولينى المقص ده
اقتربت حنين بخوف واعطته المقص وبدأ رمزى بوضع هذا المقص فى الجرح ويسحب الرصاصة مما جعل حنين تدير ظهرها وتبعد بصرها بسبب صعوبة هذا المشهد الذى لم تتحمله، بعد مرور نصف ساعة انتهى رمزى من كل شئ وربط على الجرح ثم نظر الى حنين قائلاً:
- المكان هنا مش امان، انا هنقله الفيلا.
اجابته حنين بدموع وقلق:
- تمام، يلا بينا.

وقف رمزى وقام بحمل خالد واتجه للخارج ووضعه بسرعة فى سيارته التى فتحتها حنين له وركبت بجواره فى الخلف بينما رمزى تولى القيادة، بدأت تتابعه بنظرات قلقة وخائفة، اخذت تتأمل هذا الوجه البرئ الغامض حتى وصلوا إلى الفيلا الخاصة بخالد وحمله رمزى مرة أخرى واتجه إلى الداخل وصعد للأعلى حيث غرفته وقام بوضعه على السرير برفق ثم نظر الى حنين التى كانت تراقبه بصمت ونطق قائلاً:
- ياريت تفضلى جنبه والعلاج انا هنزل اجيبه دلوقتى و ياخده كل ست ساعات.

حركت حنين رأسها بالموافقة ورحل رمزى وعاد بعد نصف ساعة ليعطيها الدواء قائلاً:
- زى ما قولتلك كل ست ساعات ياخد العلاج ده ولو حصل حاجة او مشيتى كلمينى علطول، انا هروح البيت اخفى الجثث دى
تعجبت حنين من لهجته وزادها خوفا لكنها اومأت رأسها بالموافقة، رحل رمزى وبقت حنين بجواره قلقة ونظرت إلى هاتفها فوجدت عدة مكالمات من والدها وفجأة رن هاتفها برقم والدها مرة أخرى فقامت بالرد عليه
- ايوة يا بابا.

صاح والدها بغضب شديد:
- انتى فين يا زفتة وازاى تخرجى من غير ما تقوليلي
اجابته حنين ببرود:
- بابا انا فى المكتب مش حتة غريبة ثانيا بقى انا مش صغيرة علشان استأذن منك علشان اخرج
أجابها مدحت بنفس اللهجة الغاضبة قائلاً:
- انا كلمت المكتب وقالولى انك مجتيش النهاردة، تقدرى تقولى انتى فين بقى ؟
وقفت حنين بعد ان كشفها والدها، لا تعرف ماذا تقول وكيف تبرر موقفها فنطقت قائلة:
- كنت عند صاحبتى يا بابا ومروحة اهو.

هدأ والدها قليلاً ثم نطق محذراً:
- لما ارجعلك، ما هو انا كلامى هيتنفذ يا حنين تمام، سلام
اغلقت حنين هاتفها ثم نظرت إلى خالد النائم امامها، لا تعرف هل تعود إلى منزلها ام تبقى بجواره، لا تعلم هل هناك من يقلق عليه ويهتم به ام لا، هل هو وحيد ام ماذا .. كل هذه التساؤلات دارت فى رأسها ولم تعرف لها إجابة سوى ان هذا الشخص هو الذى انقذ حياتها مرتين متتاليتين ويجب ان تبقى بجواره حتى يتعافى ثم نظرت الى حزمة الاوراق التى بيدها ونظرت الى الدولاب الخاص به وقررت تنفيذ ما يدور برأسها، اتجهت حنين إلى الدولاب وقامت بفتحه ثم اخفت الاوراق بداخله واثناء غلقها للدولاب لاحظت زر باللون الاحمر فتوقفت للحظة ثم ضغطت عليه بحذر شديد وإذا بباب سرى يفتح من خلف الملابس وبداخله العديد من الاسلحة الرشاشة والألية وبعض القنابل والخناجر وفى الاسفل مسدسين باللون الذهبى وآلاف الطلقات النارية ...

تراجعت خطوتين للخلف بخوف شديد وقلق ثم نظرت إلى خالد وبدأت تسأل فى نفسها:
- انت مين ! ياترا حكايتك اية واية كل الاسلحة دى كلها، معقول ظابط وفى مهمة بس مظنش وبردو قتل الاتنين النهاردة بكل سهولة، انت مين ... احسن حل دلوقتى اعمله هو انى اقفل الدولاب ده ومليش دعوة بأى حاجة ولما يفوق ابقى اسأله بقى
استقرت على الرحيل والعوده في وقت اخر و بالفعل خرجت عائدة للمنزل ودلفت الى الفيلا الخاصه بها لتجد والدتها بإنتظارها قائلة بلهفة:
- كنتى فين يا حنين، كنا قلقلنين عليكى اوى.

اجابتها حنين وهى تتحرك بإتجاهها:
- ماما انا مش صغيرة واللى بابا بيعمله معايا ده مش هينفع، انا محامية مش عيلة لسة فى مدرسة علشان يعمل كدا
نهضت والدتها وتقدمت بإتجاهها حتى اصبحت امامها مباشرةً ثم ربتت على كتفها بحب قائلة:
- يا حنين، باباكى خايف عليكى .. انتى عيزاه يعرف اللى حصل ويفضل ساكت يعنى؟ هو بيحبك علشان كدا مش عايز يسيبك لوحدك، معلش حاولى تسمعى كلامه، ابوكى طيب جدا وكلمتين منك هيخلوه يلين
وضعت حنين يدها على كتف والدتها بحب وأومأت رأسها قائلة:
- حاضر يا ماما، انا هطلع انام علشان دماغى مصدعة وتعبانة اوى.

- ماشى يا حبيبتى، الف سلامة عليكى
ابتسمت حنين ونطقت وهى تتحرك بأتجاه الأعلى:
- الله يسلمك يا حبيبتى

صعدت حنين الى غرفتها لتجد شقيقتها الكبرى ميرا بإنتظارها وعلى وجهها ابتسامة واسعة فلوت حنين شفتيها بتعجب قائلة:
- اية اللى مقعدك فى اوضتى يا بنتى !
اجابتها ميرا بإبتسامة واسعة:
- مستنية نونى تحكيلى كانت فين بالظبط، مش سرنا مع بعض بردو ولا اية !

جلست حنين وتذكرت ما حدث طوال الساعات الماضية ثم رمقت شقيقتها بنظرات حزن وتألم ثم بدأت فى سرد ما حدث منذ رحيلها حتى تلك اللحظة فما كان من ميرا إلا انها كانت تستمع فى صدمة شديدة وبعد ان انتهت حنين من سرد ما حدث اسرعت ميرا فى الحديث:
- خالد قتل اتنين واتصاب برصاصة ! كل ده حصل النهاردة ؟
اجابتها حنين بحزن شديد:
- ايوة، خايفة لو حصله حاجة هكون انا السبب فى اللى حصله
- طيب ومفيش حد من اهله معاه ؟

حركت حنين رأسها بالرفض قائلة:
- لا مفيش، مش عارفة بقى مين ده ولا اية حكايته بس كل اللى اعرفه انى لازم ابقى جنبه لغاية اما يفوق زى ما وقف جنبى
- طب وهتعملى اية ؟
اقتربت حنين بهدوء شديد من اذن شقيقتها وهمست بحذر:
- انا قولت لماما انى هطلع انام بس انا هتسحب واخرج من باب الفيلا اللى ورا وانتى مهمتك بقى اى حد يسأل عليا تقولى دى نايمة ومتخليش حد يقرب من اوضتى
لوت ميرا شفتيها بصدمة ونطقت قائلة:
- يخربيتك، ده انتى هتودى نفسك فى داهية.

وقفت حنين واستعدت للرحيل ونطقت بصوت منخفض وهى تتجه إلى باب غرفتها:
- يلا سلام وزى ما قولتلك
رحلت حنين وتحركت بحذر شديد حتى وصلت للخارج واخذت تنظر خلفها حتى اصطدمت بشخص !
التفتت حنين لتعرف اصطدمت بمن لتجد ياسر مبتسما
- ياسر !
رفع ياسر حاجبيه وابتسم قائلاً:
- بتتسحبى كدا ورايحة فين يا بنت عمى ؟

ارتبكت حنين وأخذت تنظر حولها ونطقت بتردد:
- هاا .. لا اصلى كنت ... كنت بلعب استغماية انا وميرا فكنت بستخبى منها وانت بتعمل اية هنا
التقت ياسر واشار إلى سيارته قائلاً:
- كنت مروح ولقيتك بتخرجى ويتتسحبى فخرجت ارخم عليكى
- بس انت راجع بدرى كدا لية
لوى ياسر شفتيه واردف:
- ماما يا ستى كلمتنى وبتقول عايزانى ضرورى، اقطع كم القميص ده ان ما كانت شيرى ورا الموضوع ده
ضحكت حنين قائلة:
- سلملى عليها البت دى وقولها كل سنة وانتى طيبة وهاجيلها بدرى بكرا علشان نظبط الأداء
تحدث ياسر وهى يتراجع بظهره متجها إلى السيارة:
- يوصل، يلا باى بقى قبل ما ميرا تقفشك وتخسرى
- باى.

رحل ياسر وبقت حنين بضع لحظات تنتظر اختفائه تماماً حتى اختفى بالفعل وهنا تحركت بأتجاه فيلا خالد ودلفت الى داخل الفيلا ومنها صعدت إلى غرفة خالد فوجدته يسعل فأسرعت إليه بكوب ماء كان بجواره ورفعت رأسه بأحدى يديها وقامت بسقايته بيدها الاخرى وتركت رأسه مرة اخرى فنظر لها خالد بضعف وحاول النطق لكن لم يستطيع فأشارت له حنين بالصمت قائلة:
- شششششش، استريح دلوقتى وكمل نوم علشان انت تعبان.

لم تتغير تعابير وجهه واغلق عينيه ليعود إلى النوم مرة اخرى فجلست حنين بجواره لا تعرف ماذا تفعل، كل ما تعرفه انها على قيد الحياة للمرة الثانية بسبب إنقاذه لها، ظلت جالسة تتصفح فيسبوك حتى وجدت صفحته على فيسبوك فقررت الدخول الى صفحته وظلت تتصفح صوره بإبتسامة تلقائية لكن مازال خالد بالنسبة لها مجهولا غامضاً، ملت حنين من هاتفها فتركته وظلت تنظر إلى خالد النائم امامها مباشرةً حتى ثقلت عيناها ونامت بسبب تعبها واستيقاظها مبكراً ...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 6 < 1 2 3 4 5 6 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1556 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1131 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1186 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 978 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1763 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، طريق ، الدماء ،










الساعة الآن 01:40 PM