رواية طريق الدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل الثامن
كان كل حرف يقرأه خالد تنهمر من عينه دمعة عليه حتى انتهى وبكى بصوت عالٍ قائلاً: - سبتينى لوحدى لية يا ماما ! انا عايش فى عالم وحش اوى، هحققلك طلبك وهجيلك، هجيلك يا حبيبتى ... وضع خالد الملابس والصورة فى الصندوق مرة أخرى ونظفه من الأتربة وحمله ثم اتجه إلى الخارج واغلق الباب واتجة إلى عم محمد مرة أخرى لكن تلك المرة ليعرف عنوان المقابر، نطق خالد متسائلا: - فين المقابر يا عم محمد.
وقف محمد ثم اشار إلى الخارج قائلاً: - شايف الشارع اللى فى الوش ده يا ابنى، هتمشى لأخره وبعدين تخش شمال هتلاقى شارع طويل هتفضل بردو ماشى لأخره وهتلاقى على اليمين المقابر، هى هناك مد خالد يده ليودع محمد قائلاً: - شكرا يا عم محمد، ان شاء الله هاجى تانى ابتسم محمد بحب قائلاً: - هستناك يبنى، تنور فى اى وقت خرج خالد ثم اتجه إلى سيارته وانطلق الى المقابر حيث قبر والدته ...
ارتدت شيرى فستانها واستعدت للحفل وكانت حنين طوال فترة بقائها تفكر فى خالد وما هى حالته الان فلاحظت شيرى شرودها فأردفت: - نونى ! نوووونى اية يا بنتى سرحانة فى اية ابتسمت حنين محاولة اخفاء ما يدور برأسها قائلة: - لا مفيش اصلى منمتش امبارح و بسرح.
نظرت شيرى إليها بنصف عين قائلة: - عليا انا بردو ! انا عارفاكى كويس اوى .. شكلك بتفكرى كدا فى حد صح ؟ حركت حنين رأسها بالرفض قائلة: - لا هفكر فى مين انا زى ما بقولك كدا ببقى سرحانة لو منمتش كويس ضحكت شيرى قائلة: - ماشى يا ستى هصدقك بس هتحكيلى بتفكرى فى مين بعد الحفلة ابتسمت حنين واردفت: - بردو ! حركت شيرى رأسها بالإيجاب قائلة: - ايوة بردو، يلا بقى ننزل علشان الحفلة والناس اللى جاية
وضع خالد رأسه على قبر والدته وبدأ فى البكاء بشدة وظل على هذا الوضع لبضع دقائق ثم اعتدل ونظر إلى قبر والدته واردف: - انا بتعذب كل لحظة يا ماما، دعوتك استجابت ومبقتش فقير وبقيت كويس وعندى فيلا وعربية وفلوس بس مش مستريح يا ماما، ابنك مكنش قدامه طريق غير انه يبقى مجرم .. بيقتل علشان يقبض ويعيش، غصب عنى والله بس هو ده الطريق اللى لقيته قدامى، اى حد مكانى كان هيعمل اللى انا عملته ده واكتر، واحد اتعذب سنين فى ملجأ ويوم ما يهرب لقى الطريق ده ومكنش فيه حل تانى، انا عارف انى طالما قتلت هيجى يوم واتقتل فيه بس قبل ما ده يحصل لازم انتقم من اللى عمل فيكى كدا، انتقم من القاتل اللى قتلك ده، الحسنة الوحيدة اللى خدتها من الطريق ده انى بقيت اقتل بدم بارد وده اللى انا محتاجه علشان اقتل ...
اقتل ابويا، هنتقم منه زى ما حرمنى منك وخلانى اترمى فى الملجأ، المهم دلوقتى انا حققتلك طلبك وجيت اهو، انا مش حاسس بالرصاصة ولا حاسس بأى تعب طول ما انا معاكى، تعرفى انك كنتى قمر اوى .. كان نفسى اشوفك وانتى موجودة واحس بحنان الأم بس ربنا مقدرش بكدا .. على الرغم انك مش موجودة بس حسيت بحنيتك من الورقة اللى كتبتيها، متزعليش منى يا ماما علشان الشغلانة اللى شغالها دى والله غصب عنى بس اوعدك انى بمجرد ما اخلص اللى عايزه هسيب الطريق ده خالص
وقف خالد واستعد للرحيل وألقى نظرة اخيرة على قبر والدته ونطق قائلاً: - يلا انا همشى بقى، اشوف وشك بخير لما اخلص مهمتى، بما ان طريقى نهايته قتلى فأنا مش هطول وهجيلك علطول، سلام يا حبيبتى رحل خالد وهو عاقد العزم على الانتقام من والده بسبب ما فعله به وبوالدته
ابتسمت ميرا ثم اردفت بحب: - طيب بس ده مش مبرر بردوا انك متردش عليا، المجرمين مش هيبعدوك عنى ضحك امجد وامسك بيدها قائلاً: - اسف يا حبيبتى مش هتتكرر تانى وهرد عليكى حتى لو فى مهمة خبطت ميرا بيدها على كتفه قائلة: - ايوة كدا، يلا بقى اسيبك علشان اتأخرت على عيد ميلاد شيرى ما تيجى معايا ابتسم امجد وحرك رأسه بالرفض قائلاً: - مش هينفع يا حبيبتى، قولتلك عندى جريمة قتل بحقق فيها والدنيا مش مظبطة خالص، روحى انتى يا حبيبتى وابقى طمنينى عليكى لما توصلى ابتسمت و اومأت رأسها بالموافقة واستعدت للرحيل ...
انشغل الجميع بالحفل وكانت الموسيقى تتردد فى المكان بأكمله وكانت حديقة الفيلا ممتلئة بالكثير من أصدقاء انتصار وأصدقاء شيرى وبعض الشخصيات الأخرى ووصلت ميرا أخيرا إلى الحفل والقت السلام على الجميع وكانت حنين تقف بجوار شيرى وفجأة اختفت الموسيقى وظهر صوت ياسر قائلاً بصوت عالٍ: - الصراحة ملقتش فرصة احسن من دى علشان اعمل اللى هعمله ده وبما ان حضراتكم كلكم موجودين يسعدنى انى اطلب ايد بنت عمى حنين ثم توجه إلى حنين وفتح صندوق صغير باللون الاحمر واحضر خاتماً ونظر إلى حنين قائلاً: - تقبلى تتجوزينى !
لم تستعب حنين ما يحدث ولم تعلم بماذا ترد وكان والدها واكرم يتابعانها مترقبين ردها، نظرت حنين حولها فوجد الجميع موجه نظره عليها منتظرين ردها، لا تعلم هل ترفض وتكسفه وسط هذا الحشد الكبير ام توافق وترفض بعد ذلك طال انتظار ياسر ولم تتخذ حنين القرار بعد فإقترب والدها واردف بإبتسامة: - هى مكسوفة يا ياسر، انت فاجئتها وسط الناس وهى اكيد موافقة بس مكسوفة .. هى هتلاقى احسن منك فين.
ابتسم ياسر واردف بحب: - اذا كان كدا يبقى هاتى ايدك البسك الخاتم بقى نظرت حنين إلى والدها بقلق فأشار إليها والدها بالموافقة فمدت حنين يدها وقام ياسر بإدخال الخاتم فى إصبعها برفق وصفق الجميع بفرحة شديدة بينما كانت حنين غاضبة لكنها اخفت ذلك لحين انتهاء الحفل ...
مر الوقت وانتهى الحفل ورحل الجميع وبدون مقدمات اتجهت حنين إلى ياسر وفتحت يده ووضعت بيده الخاتم قائلة: - انا مرضتش ارفض واحرجك قدام الناس، انا مش موافقة يا ياسر نظرت انتصار إلى رباب بحيرة وكان اكرم الرداد يتابع بجوار اخاه مدحت وأيضا ميرا و شيرى .. ضم ياسر حاجبيه بتعجب وعدم فهم قائلاً: - لية يا حنين ؟
ابتسمت حنين إبتسامة خفيفة ثم اردفت: - من غير لية يا ياسر، انت ابن عمى واخويا لكن غير كدا لا ، بعد اذنكم يا جماعة رحلت حنين تاركة الجميع فى حالة صدمة من رد فعلها ... اتجهت حنين إلى الفيلا الخاصة بهم والقريبة من فيلا اكرم الرداد واثناء سيرها تفاجئت بسيارة خالد تقترب منها ووقفت بجوارها ثم خرج خالد منها قائلاً: - انتى اية اللى ممشيكى لوحدك ؟
رفعت حنين حاجبيها بتعجب قائلة: - انت اللى اية اللى خرجك وانت تعبان كدا ! نطق خالد بغضب: - بقولك اية اللى ممشيكى لوحدك ؟ صمتت حنين للحظات ثم أجابته: - حفلة عيد ميلاد بنت عمى خلصت وانا اتخنقت فرجعت لوحدى وبعدين الفيلا جنبنا هناك اهى يعنى مش بعيدة نظر خالد الى الفيلا ثم نظر إلى حنين قائلاً: - عمك اكرم الرداد صح !
رفعت إحدى حاجبيها بتعجب ثم اردفت بتساؤل: - انت عرفت اسمه منين ؟ ابتسم إبتسامة سخرية قائلاً: - هو فيه حد ميعرفش اكرم الرداد، المهم خشى الفيلا يلا ومتخرجيش لوحدك تانى ابتسمت حنين ثم نطقت محذرة: - وانت خش استريح ومتخرجش علشان متتعبش، انت كدا بتنتحر اومأ رأسه بالموافقة ثم ركب سيارته مرة أخرى واتجه إلى الفيلا الخاصة به وكانت تتابعه حنين بنظراتها حتى دلف الى داخل الفيلا فتوجهت هى الأخرى إلى الفيلا الخاصة بها ...
اخذ خالد حمامه ونام على على سريره وظل ينظر إلى سقف الحجرة وهو يتذكر ما حدث طوال هذا اليوم، تذكر أول لقاء بينه وبين ابنة عمه حنين، تعجب من هذه المفاجأة فهو أنقذها وتفاجئ بأنها تسكن بجواره والان علم لتوه أنها ابنة عمه وكأن كل شئ مرتب، أمسك بصورة والدته ثم وضعها بين يديه وخلد إلى النوم ...
إنتهت حنين من حمامها وعندما خرجت وجدت والدها بإنتظارها فجلست بجواره ولم تتفوه بشئ حتى بادرها والدها بالحديث قائلاً: - موافقتيش على ياسر لية ده بيحبك نظرت حنين إلى والدها واردفت: - اوافق على حاجة انا مش عايزاها يا بابا ؟ ياسر زى اخويا بالظبط وانا منفعش ليه رفع مدحت حاجبيه ونطق متسائلا: - انتى فيه حد تانى فى دماغك علشان كدا رفضتى ياسر ! حركت حنين رأسها بالرفض قائلة: - مش لازم يكون فيه حد تانى يا بابا، زى ما قولتلك ياسر ده اخويا.
ابتسم مدحت وربت على كتف ابنته بحب ثم وقف واردف: - اللى تشوفيه يا حبيبتى، ربنا يسعدك وقفت حنين هى الاخرى وقبلت رأس والدها بحب واردفت: - يارب، تسلملى يا بابا .. يلا تصبح على خير نطق والدها بإبتسامة: - وانتى من أهل الخير يا حبيبتى رحل مدحت وبقت حنين فى فراشها تفكر فى الكثير من الأحداث التى مرت طوال هذا اليوم حتى اغلقت عينيها معلنة استسلامها للنوم.
نطقت جملتها محاولة تهدئة ولدها الغاضب - اهدى يا ياسر، حنين ليك بس هى اتفاجئت بالموضوع بس وقف ياسر ثم استدار هو يقول بغضب: - لا حنين بتحب حد تانى طالما رفضت، كان ناقص ترفض قدام الناس علشان شكلى يبقى زبالة ظهر صوت والده من خلفه قائلاً: - بس هى معملتش كدا واستنت لما كله مشى وقالتلك، متضغطش عليها .. سيبها براحتها وبعدين لو محصلش فيه غيرها يتمنوا ياسر اكرم الرداد يبصلهم بس.
هدأ ياسر قليلا ثم نظر إلى والده قائلاً بتوعد: - حنين بتحب حد تانى وانا مش هسكت وهعرف مين ده وهوريه مين هو ياسر الرداد صرخت شيرى بصوت غاضب وحاد قائلة: - انت هتخليها تحبك غصب عنها ! ما تحب اللى تحبه انت مالك بيها انفعل ياسر ثم رمق اخته بنظرات غضب واردف: - ممكن ملكيش انتى دعوة .. خليكى فى نفسك باللى لبساه ده، لبساه اية ! قصدى اللى قلعاه نظرت شيرى إلى والدتها قائلة: - شايفة يا مامى !
اوقف هذا النزاع اكرم الذى نطق بصوت عالٍ: - ما تبطلوا خناق بقى انتوا غلبتوا الاطفال ! تحرك ياسر من مكانه منفعلا ثم انطلق إلى غرفته وتبعته شيرى إلى غرفتها فى جو من التوتر والغضب ...
انقضى اليوم وخلد الجميع إلى النوم ومرت ساعات حتى أشرقت شمس يوم جديد استيقظ خالد مبكرا ثم امسك بهاتفه وقام بالدخول على موقع التواصل الإجتماعى فيسبوك ليجد طلب صداقة من حنين فإبتسم وفتح صفحتها بعد ان قبل طلب الصداقة وبدأ يتصفح صفحتها ويرى منشوراتها حتى تفاجئ برسالة منها أخيرا قبلت الادد، انا قولت انك مش بتفتح فيس كتير ابتسم خالد ثم كتب لها هو الاخر.
لا بفتح عادى بس انتى عارفة المصايب اللى احنا فيها انتظر خالد لبضع لحظات حتى كتبت له حنين رسالة اخرى كان زمانك بتقول المصايب اللى انتى فيها مش اللى احنا فيها بس انت اللى اصريت تبقى معايا استفزت تلك الجملة خالد وقام بالرد عليها لو الزمن رجع هعمل اللى عملته واساعدك بردو وبعدين انا كويس وبخير اهو ومش حاسس بتعب ولا اى حاجة ابتسمت حنين ثم كتبت رسالة اخرى خالد هو انا ممكن اسألك سؤال وتجاوب عليه بجد بجد وانسى اى حاجة قبل كدا تعجب خالد من تلك الرسالة قليلا فكتب لها سؤال اية ؟
اتاه الرد على الفور انت بتعمل معايا كل ده لية رغم انك متعرفنيش اصلا، لية بتعرض حياتك للخطرعلشانى ؟ الإنسان بيضحى فى سبيل حد قريب منه او من أهله لكن انت متعرفنيش قرأ خالد رسالتها وتأملها لبضع لحظات ثم أجابها اعتبرينى حد من اهلك، اقولك اعتبرينى ابن عمك ضحكت حنين ثم كتبت له رسالة اخرى لا بجد والله وبعدين اشمعنا ابن عمى يعنى اجابها خالد برسالة غامضة ايوة بجد وهو ده اللى جيه على بالى بقى ، لا اجهزى كدا ده انتى هتتهرى مفاجئات الفترة الجاية.
ضمت حاجبيها بعدم فهم ثم أرسلت له مش فاهمة .. مفاجئات اية ؟ حاول خالد ان يغير مجرى الحديث فكتب سيبك سيبك المهم انتى اية اللى مصحيكى بدرى كدا ! ابتسمت حنين ثم اجابته نفس اللى مصحيك بدرى ضحك خالد وكتب لها مازحاً اية ده انتى صاحية بدرى علشان تشربى حشيش ! رفعت حنين حاجبيها بغضب ثم كتبت اية ده انت بتشرب حشيش ! وبعدين مش هو ده اللى مصحينى بدرى وبعدين اية علاقة الصحيان بدرى بشرب الحشيش انا مش فاهمة.
ضحك خالد من طريقتها وكتب بهزر ياستى، انا اصلا مليش فى الكلام ده اسرعت حنين فى الرد اها ليك فى الشرب والبرشام بس ابتسم خالد ثم كتب لها انتى لسة فاكرة ! المهم انا هقفل بقى علشان رايح الشغل كاد خالد ان يغلق حسابه حتى وجد رسالة اخرى من حنين نعم نعم نعم ! شغل مين ؟ انت مضروب برصاصة حقيقية على فكرة مش خرز !
ضحك خالد ثم كتب انتى ادتينى رقمك ولا لا ! انا مش فاكر انك ادتهولى .. هاتيه علشان اكلمك علشان بزهق من كتابة الماسنجر دى بسرعة لم ينتظر خالد وقت طويل حتى ارسلت حنين رقمها دون اى تأخير فسجله وهاتفها على الفور .. ردت حنين بصوت هادئ قائلة: - مقولتليش بقى رايح فين وانت تعبان كدا ! لوى خالد شفتيه واردف ببرود: - رايح الشغل، بقيت كويس على فكرة وبعدين مقولتليش صحيح كنتى ماشية امبارح شايلة هموم الدنيا كدا لية ؟ ده انا حسيتك هتولعى وانتى ماشية رفعت حنين حاجبيها بتعجب قائلة: - بعد الشر عنى ... مكنتش زعلانة بس حصل موقف رخم كدا معايا واتضايقت شوية.
ضم حاجبيه ثم نطق متسائلا: - معلش فضولى هيموتنى، موقف اية ؟ صمتت حنين للحظات ثم اجابته قائلة: - ياسر طلب انه يتجوزنى وسط الناس واضطريت اوافق ولما مشيوا رفضت وسيبتهم ومشيت ظل خالد يفكر فى ذلك الاسم لكنه لم يتذكره فأردف: - ياسر مين ؟ اجابته حنين على الفور قائلة: - ياسر ابن عمى صمت خالد وعجز عن الكلام فهو سمع لتوه ان له اخ يدعى ياسر بجوار شيرى التى اخبرته حنين عنها.
رواية طريق الدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل التاسع
لوى خالد شفتيه واردف ببرود: - رايح الشغل، بقيت كويس على فكرة وبعدين مقولتليش صحيح كنتى ماشية امبارح شايلة هموم الدنيا كدا لية ؟ ده انا حسيتك هتولعى وانتى ماشية رفعت حنين حاجبيها بتعجب قائلة: - بعد الشر عنى ... مكنتش زعلانة بس حصل موقف رخم كدا معايا واتضايقت شوية ضم حاجبيه ثم نطق متسائلا: - معلش فضولى هيموتنى، موقف اية ؟
صمتت حنين للحظات ثم اجابته قائلة: - ياسر طلب انه يتجوزنى وسط الناس واضطريت اوافق ولما مشيوا رفضت وسيبتهم ومشيت ظل خالد يفكر فى ذلك الاسم لكنه لم يتذكره فأردف: - ياسر مين ؟ اجابته حنين على الفور قائلة: - ياسر ابن عمى صمت خالد وعجز عن الكلام فهو سمع لتوه ان له اخ يدعى ياسر بجوار شيرى التى اخبرته حنين عنها.
تعجبت حنين من صمت خالد فصاحت: - خااالد .. سكتت ليه ؟ اسرع خالد فى الرد: - لا مفيش كنت بشيل حاجة بس المهم رفضتى لية ! التقطت أنفاسها ثم اردفت: - عادى، انا مش بعتبره غير اخ ليا ومش موافقة - امممممم طيب هضطر اقفل معاكى بقى علشان الحق اخد شاور وامشى ردت حنين بغضب: - بردو هتروح الشغل ! أجابها بهدوء شديد قائلاً: - ايوة هروح الشغل، يلا بقى سلام استسلمت حنين واردفت: - سلام
تحرك بغضب شديد نحو مكتبه فأوقفه احد رجال الشرطة "بدر" قائلاً: - امجد بيه ! وقف امجد ثم نظر الى بدر قائلاً: - فيه اية ! بدأ امجد الحديث قائلاً: - محمد بواب الفيلا بتاعة غريب المنياوى مش عايز يعترف بأى حاجة ولسة مصر على اللى قاله ازداد غضب امجد فهو لم يصل إلى شئ جديد فى تلك القضية، نظر أمجد الى بدر قائلاً: - هاتهولى على مكتبى.
ادى بدر التحية العسكرية قائلاً: - تمام يا فندم رحل بدر واكمل امجد طريقه الى المكتب و بعد مرور دقائق معدودة دلف بدر إلى المكتب وخلفه محمد الذى كانت علامات الخوف والقلق تسيطر على ملامح وجهه، وقف امجد ثم اشار الى بدر بالخروج فخرج على الفور ثم عاود النظر إلى محمد وظل يلتف حوله مما جعله يزداد قلقاً وخوفاً، جلس امجد ثم أشار إلى محمد قائلاً: - اقعد يا عم محمد.
جلس محمد ومازالت علامات القلق تسيطر عليه حتى فتح امجد علبة السجائر الخاصة به ومدها إلى محمد قائلاً: - اتفضل يا عم محمد، خد متتكسفش سحب محمد سيجارة وأشعلها له امجد ثم نطق بإبتسامة خفيفة: - ها يا عم محمد، هتقولى قتلته ازاى بقى ؟ تبدلت ملامح وجهه ونطق محمد بخوف شديد: - والله يا باشا انا ما قتلته، والله زى ما قولتلك يا...
قاطعه امجد بصوت عالٍ يدل على القسوة والغضب: - متنكرش ! انت قولت فى التحقيقات انك مكنتش موجود ساعتها والمفروض انت حارس الفيلا يعنى متسيبش مكانك، اشمعنا فى الوقت ده بالذات سبت مكانك ! تصبب العرق من وجهه واردف بخوف شديد: - ما انا قولت لسعاتك يا باشا انى روحت الحمام.
ابتسم امجد ابتسامة سخرية ووقف ثم بدأ يتحرك ذهابا وإيابا مما زاد من خوف وتوتر محمد ثم وقف اخيرا واردف بإبتسامة: - ما هو ده كلام ميدخلش دماغ عيل صغير يا عم محمد، اى حد لو سألته هيجواب سؤال منطقى شوية .. ما هو مش معقولة مش هتسمع صوت زعيق او ضرب نار او صوت حركة ... دول ماتو مقتولين بالرصاص مش ميتين من الضحك ولا انت رأيك اية ؟ بدأ محمد يلتقط أنفاسه بصعوبة ونطق بتوتر وتلجلج: - يا باشا والله ما سمعت حاجة غير انى شوفت حد غريب بينط من فوق سور الفيلا بس ملحقتش اشوف ملامحه لان الدنيا كانت ضلمة وكمان اللى اتسرق من الخزنة اوراق مش فلوس، انا هعمل اية بالاوراق يا باشا !
ابتسم امجد بمكر وجلس مره اخرى ثم مد رأسه حتى وصل إلى أذن محمد وهمس قائلاً: - وعرفت منين ان اللى اتسرق ورق بس يا عم محمد يا راجل يا عسلية ! زاد التوتر وظهرت علامات الفزع التى سيطرت على محمد تماماً وجعلته يتحدث بصعوبة وتلجلج: - اصل ..ما .. منا سمعت بدر بيه هو اللى بيقول يا باشا والله.
ضحك امجد وصاح قائلاً: - للأسف مبتعرفش تمثل يا عم محمد، اقولك انا بقى الجريمة اتنفذت ازاى، اولا غريب المنياوى شكله كدا كان ماسك ورق على حد ومعاه اوراق مهمة جدا فالحد ده بقى يعمل اية .. يكلمك انت ويتفق معاك تجيب الورق ويديلك قرشين حلوين تريش بيهم نفسك وفعلا انت دخلت الفيلا تجيب الورق هوب غريب قفشك هو والبودى جارد بتاعه تقوم انت ساكت ! قومت مديلهم هم الاتنين رصاصتين الرحمة وساحب الورق ومبلغ ولما احنا نيجى نقتنع بكلامك ونقول ايوة فعلا ده مفيش فلوس هيستفيد بأيه وتخرج انت منها برنس بس احب اقولك انت وقعت فى ايد اللى مبيرحمش، مبروك عليك الاعدام يا عم محمد، مش امجد الهوارى اللى تحور عليه، دلوقتى بقى هتأكد على الكلام اللى قولته ده وتعترف ولا اوريك الوش التانى !
وصل إلى الشركة ثم توجه إلى مكتب صابر وطرق بخفة ليجيب صابر من الداخل: - خش يا خالد فتح خالد الباب ودلف إلى الداخل ثم قام بإغلاق الباب مرة أخرى، وقف صابر واردف بتعجب: - اية اللى جابك يا خالد ! انت لسة تعبان وغلط عليك ارتسمت على وجهه ابتسامة سخرية قائلاً: - انا دايما بتصاب وبتضرب بالرصاص، مجتش على المرة دى المهم انا عايز انفذ اى مهمة النهاردة .. عايز اخرج طاقتى فى اى حاجة جلس صابر وبدأ التفكير ثم نظر إلى خالد متسائلا: - هتقدر تنفذ اللى هطلبه منك ؟
حرك خالد رأسه بالموافقة قائلاً بتحدى: - ومن امتى وانا مبقدرش انفذ ! ابتسم صابر ابتسامة خفيفة واردف: - مش حكاية قدرة من ناحية القوة، حكاية ارادة حرك خالد رأسه بعدم فهم قائلاً: - انا مش فاهم حاجة !
اشار صابر إلى خالد بالجلوس ثم بدأ حديثه قائلاً: - المهمة اللى هتنفذها النهاردة دى هتفتح حرب علينا وللأسف .. اكرم الرداد هيبقى جزء منها تغيرت ملامح وجهه وظهرت علامات استفهام كثيرة حوله فنطق متسائلا: - واكرم الرداد اية علاقته ب اكرم المهدى ! عاد صابر بظهره إلى الخلف قائلاً: - اكرم الرداد واكرم المهدى بينهم شغل كبير جدا وتقدر تقول بينهم شراكة كمان قاطعه خالد قائلاً: - وياسر الرداد !
ضم صابر حاجبيه بحيرة قائلاً: - عرفت موضوع ياسر ده منين ؟ ابتسم خالد ابتسامة خفيفة قائلاً: - حنين حكيتلى عنه، كدا عندى اخ واخت هز صابر رأسه ثم تابع حديثه: - ياسر دراع ابوه اليمين فمظنش انه يكون ميعرفش حاجة زى دى، اكيد عارف بكل حاجة واكيد بردو الورق اللى مع حنين ده فيه حاجة عن اكرم الرداد تذكر خالد الورق ثم اردف: - انا هتصل بحنين اعرف منها الورق ده فين، بس بردو مقولتليش اية المهمة اللى هنفذها النهاردة ؟
وقف صابر وتحرك خطوتين للأمام ثم استدار وعاود النظر إلى خالد مرة أخرى قائلاً: - هتقتل ياسر اكرم الرداد ! وقعت تلك الجملة كالصاعقة على خالد الذى وقف على الفور من شدة الصدمة ثم نظر إلى صابر بتعجب قائلاً: - ياسر ! اشمعنا ياسر ؟ تقدم صابر حتى وصل إلى مستوى خالد ووضع يده على كتفه قائلاً: - ياسر دراع اكرم الرداد اليمين وكمان ابنه واكرم الرداد شريك اكرم المهدى ولما ياسر يموت اكرم الرداد هيخسر اعز حاجة عنده واكرم المهدى يتهز ويعرف اننا مش سهلين وان موت رمزى مش هيعدى بالساهل ابدا وكمان تبقى انت انتقمت من ابوك وحرقت دمه.
ضم خالد حاجبيه بتعجب وحيرة: - انتقم منه بأنى اقتل اخويا ! ابتسم صابر ثم ربت على كتف خالد قائلاً: - علشان كدا سألتك اول ما دخلت هتقدر تنفذ ولا لا علشان عارف ان المهمة دى هتبقى صعبة عليك، على العموم بلاش انت العملية دى وانا هكلف حد تانى بيها انهمرت دمعة من عينه ثم نظر إلى صابر قائلاً بهدوء: - انا اللى هنفذ المهمة دى.
صمت صابر ورمق خالد بنظرات حيرة فنطق خالد بجدية: - انا اللى هنفذها، هقدر انفذها ... هحرق دمه زى ما حرق دمى على امى، هخليه يقعد طول الوقت يبكى زى ما خلى امى تبكى علشان وحيدة ومحدش وقف جنبها ... اعتبر المهمة اتنفذت - متأكد يا خالد انك تقدر ارتسمت ابتسامة وهمية على وجهه قائلاً: - ايوة متأكد
انتهت حنين من عملها وخرجت من المكتب متجهة إلى الأسفل وكان يتبعها شخص قوى البنيان تظهرعضلاته، تبعها إلى السيارة لتركب حنين فى الخلف ويركب هو وشخص اخر يقود السيارة فى الامام ... وصلت سيارة حنين إلى الفيلا وخرجت منها لكنها لاحظت مرور سيارة ياسر من امام الفيلا فأسرعت إلى الداخل كى لا يراها، دلفت حنين إلى داخل الفيلا فوجدت والدتها فى انتظارها فأقتربت والقت السلام عليها، نطقت والدتها بدون مقدمات: - حنين تعالى عايزاكى فى حاجة.
اغلقت عينيها واردفت: - ماما انا عارفة انتى عايزانى فى اية وانا تعبانة وعايزة استريح شوية وقفت رباب واقتربت من ابنتها قائلة: - انا عايزة اعرف بس لية رفضتى ياسر وهو بيحبك واكتر واحد يصونك ويحافظ عليكى نظرت حنين إلى والدتها قائلة: - يا ماما انا قولتها مرة وهفضل اكرر فيها، ياسر ده اخويا غير كدا لا ومستحيل كمان - ممكن اعرف السبب !
رفعت حاجبيها بتعجب قائلة: - بقولك اخويا يا ماما تقوليلى اعرف السبب ! مفيش سبب هو كدا وسيبينى بالله عليكى علشان تعبانة والجو النهاردة حر ومش قادرة رحلت حنين تاركة والدتها فى حيرة ودهشة من تصرفات ابنتها .. دلفت إلى غرفتها لتجد شقيقتها فى انتظارها وعلى وجهها ابتسامة واسعة فصاحت حنين: - بقولك اية ونبى سيبينى انام ساعة واحدة وهقوم احكيلك كل حاجة بس انام علشان مش قادرة خالص.
وقفت ميرا ونطقت بإبتسامة: - ماشى يا نونى، ساعة بالظبط وهتلاقينى فوق دماغك، اشطا ! لوت شفتيها بإستسلام قائلة: - اشطا رحلت ميرا وامسكت حنين بهاتفها على الفور وجلبت رقم خالد ونظرت إليه للحظات مترددة ولكنها قررت فى النهاية الإتصال به .. انتظرت لبعض الوقت لكن لا يوجد رد، قررت إعادة الاتصال مرة أخرى ولكن دون جدوى .. لم يجبها خالد، القت بهاتفها ثم عادت برأسها إلى الوسادة واغلقت عينيها لتغرق فى النوم.
خرج ياسر من الشركة ثم اتجه إلى سيارته، ركب سيارته واستعد للرحيل لكن سرعان ما وجه خالد الذى يجلس بالخلف سلاحه إلى رأس اخيه قائلاً بصيغة تهديد: - اطلع على المقطم، اخلص ! انطلق ياسر على الفور دون أن يتفوه بكلمة واستمر فى القيادة حتى وصل إلى منطقة مظلمة تماماً فصاح خالد بغضب: - اقف هنا وانزل.
لبى ياسر طلبه وخرج بالفعل من سيارته وتبعه خالد ... اقترب خالد بغضب وهو يوجه سلاحه بإتجاه ياسر الذى تظهر عليه علامات الفزع والخوف، تراجع ياسر خطوتين للخلف واستمر خالد فى التقدم وعلى وجهه ابتسامة إنتصار، وقف ياسر وإلتقط انفاسه ثم نطق بخوف: - انت عايز منى اية ؟ أجابه خالد بنفس الابتسامة قائلاً: - عايز اية ! اكيد عايز اموتك - انا عملتلك اية علشان تموتنى ! انا معملتش حاجة.
حرك خالد رأسه بأسف واردف: - مكتوب عليك تدفع تمن غلطة، تمن غلطة ارتكبها ابوك ضم ياسر حاجبيه بتعجب قائلاً: - بابا ! انا مش فاهم حاجة ابتسم خالد واقترب اكثر من اخيه ووضع يده على كتفه قائلاً: - مش لازم تعرف، كدا كدا انت هتموت .. هتستفاد اية لما تعرف !
اتت إجابة ياسر التى جعلت ابتسامة خالد تختفى - على الاقل اموت وانا عارف سبب موتى ولا انت شايف اية تراجع خالد ثم جلس على مقدمة سيارة ياسر واردف: - عايز تعرف سبب موتك ! تمام انا هعرفك كل حاجة طالما مش هيبقى فيه ضرر من كدا صمت خالد قليلا ثم تابع حديثه قائلاً: - من حوالى خمسة وعشرين سنة او اقل مش بالظبط يعنى والدك اتجوز واحدة فقيرة فى السر انا بردو معرفتش تفاصيل الجواز تم ازاى بس المهم انهم اتجوزوا ظهرت علامات الصدمة على وجهه واردف: - بابا !
لم يلتفت إليه خالد وتابع حديثه - بعد فترة اللى اتجوزها دى اكتشفت انها حامل منه ولما قالتله انها حامل راح شاتمها ومزعقلها وقالها لازم تنزلى الطفل ده بس هى قالت مستحيل وهربت منه علشان ميقتلش ابنها وفضلت فترة فى منطقة هى وامها لغاية اما ولدت وبعدها فى يوم عرف والدك بمكانها واجر واحد يقتلها، كانت شايلة الطفل فى حضنها وماشية فى الشارع وفجأة عربية خبطتها ... هى ماتت والطفل اترمى على الرصيف بس اتكتبله عمر وجدته خدته وهربت بس مقدرتش تربيه بسبب الفقر وقررت توديه ملجأ، فضل عشر سنين فى عذاب، شتيمة وإهانة وضرب فى الملجأ .. كل يوم كان بيبقى اسوأ من اليوم اللى قبله ... شاف فى العشر سنين دول كل انواع التعذيب والإهانة لغاية اما قرر يهرب فى يوم وبعدها قابل حد شغله وعمله بنى ادم .. تعرف مين ده بقى ! اللى واقف قدامك وبيكلمك ده ..
رواية طريق الدماء للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل العاشر
ظهرت علامات الصدمة على وجهه واردف: - بابا ! لم يلتفت إليه خالد وتابع حديثه.
- بعد فترة اللى اتجوزها دى اكتشفت انها حامل منه ولما قالتله انها حامل راح شاتمها ومزعقلها وقالها لازم تنزلى الطفل ده بس هى قالت مستحيل وهربت منه علشان ميقتلش ابنها وفضلت فترة فى منطقة هى وامها لغاية اما ولدت وبعدها فى يوم عرف والدك بمكانها واجر واحد يقتلها، كانت شايلة الطفل فى حضنها وماشية فى الشارع وفجأة عربية خبطتها ... هى ماتت والطفل اترمى على الرصيف بس اتكتبله عمر وجدته خدته وهربت بس مقدرتش تربيه بسبب الفقر وقررت توديه ملجأ، فضل عشر سنين فى عذاب، شتيمة وإهانة وضرب فى الملجأ .. كل يوم كان بيبقى اسوأ من اليوم اللى قبله ... شاف فى العشر سنين دول كل انواع التعذيب والإهانة لغاية اما قرر يهرب فى يوم وبعدها قابل حد شغله وعمله بنى ادم .. تعرف مين ده بقى ! اللى واقف قدامك وبيكلمك ده ..
كانت كلمات خالد تسقط على ياسر كالحجارة، لا يصدق تلك القصة الغريبة التى قصها خالد عليه بل يصدقها وعقله يرفض تصديقها .. كيف لوالده ان يفعل ذلك، كيف يكون له اخ ولا يعرف عنه شئ ! تحرك ياسر بإتجاه خالد بخطوات هادئة واردف: - يعنى انت اخويا ! ابتسم خالد ثم خلع قناعه ونظر إلى اخيه قائلاً: - لك ان تتخيل ضم ياسر حاجبيه بصدمة قائلاً: - انت ! انا شوفتك قبل كدا فى شركة صابر المصرى صح ؟
ضحك خالد قائلاً: - شوفتنى مكان ما شوفتنى بقى المهم اية رأيك فى اللى انا حكيتهولك ! مش عارف ترد صح ؟ اتصدمت فى ابوك اللى عامل نفسه شريف وهو مجرم صاح ياسر بغضب: - اتكلم عنه عدل ومتنساش انه ابوك بردو زى ما بتقول رفع خالد حاجبيه بإندهاش ثم ارتسمت ابتسامة سخرية على وجهه واردف: - بتدافع عنه بعد اللى حكيتهولك ! ليك حق ما انت متكوتش بالنار بتاعته، اتولدت فى بقك معلقة دهب واتدلعت وعشت فى اسرة، متمرمطش فى طفولتك .. الطفولة اللى المفروض الواحد يلعب ويجرى ويعيش طفولته فيها، انا عيشتها ذل ومهانة، فعلاً محدش هيحس بحاجة غير اللى بيعيشها.
قاطعه ياسر قائلاً: - لا انا حسيت بكل كلمة قولتها واكتر واحد دلوقتى متضايق من اللى بابا عمله بس انت عارف انا عندى سؤال، هو علشان اللى حصل ده تقتلنى انا وبكدا تنتقم من اللى عمله ابوك ؟ حرك خالد رأسه بالنفى ورفع رأسه إلى السماء قائلاً: - لا بس الموضوع اكبر من كدا وانا مش هقول اكتر من كدا، هو ده الحوار يا ... يا اخويا ابتسم ياسر ثم مد يدوه وامسك بيد اخيه التى بها المسدس ووجهها إلى رأسه قائلاً: - طيب انا عرفت السبب، يلا بقى اقتلنى يا .. يا اخويا، اضرب يلا.
تحكم خالد فى يده وشد اجزاء سلاحه بغضب ودفع المسدس ليلتصق برأس اخيه وعزم على قتله لكنه لم يستطع فعلها، حاول مرة أخرى لكنه لم يستطيع فى النهاية فخفض سلاحه وانهمرت دمعه من عينه واردف: - مش قادر، اول مرة اتردد كدا، يمكن علشان عشت عمرى كله من غير عيلة وما صدقت لقيت حد ممكن يكون عيلة ليا.
حزن ياسر على حال خالد فربت على كتفه قائلاً: - بص انا هقولك حاجة، مهما كان اللى حصلك فإنت تقدر تعوض كل ده وبصفتى اخوك هنصحك نصيحة .. اظهر وعرف الكل انت مين واللى يعترض اعمل تحليل DNAواخرسه، انت فاجئتنى باللى بابا عمله ده ولو هو فعلا قتلها يبقى ... يبقى ... مش عارف اقولك اية بس مش قادر اتخيل ان بابا يقتل، على العموم اعمل اللى قولتلك عليه ده وعوض اللى راح منك ابتسم خالد ثم اردف: - انت طيب اوى يا ياسر، انا كنت فاكر انك طالما دراع ابوك اليمين يبقى زيه بس اكتشفت غير كدا، اركب عربيتك وروح وربنا يقدم اللى فيه الخير
ربت ياسر على كتف اخيه ثم توجه إلى باب سيارته لكن اوقفه صوت سيارة تتوجه إليهم فإعتدل خالد ووقف ياسر بجواره منتظرين وقوف تلك السيارة التى تسلط الضوء على وجههم، وقفت السيارة وخرج منها اربع رجال يحملون الأسلحة ويقودهم شخص تزين وجهه ابتسامة غامضة، وجه الجميع أسلحتهم تجاه خالد وياسر ونطق هذا الشخص قائلاً: - ممكن يا بشمهندس تمشى وتسيبلنا خالد علشان عايزينه !
رمق ياسر اخيه بنظرات الحيرة ثم نظر إلى هذا الشخص قائلاً: - انت مين وتعرفنى منين وعايزين اية من خالد واية الاسلحة اللى فى اديكوا دى ؟ تقدم هذا الشخص خطوتين للأمام واردف: - دى اسئلة كتير اوى يا هندسة وانا معنديش وقت لكل ده، اتفضل امشى حالا اعترض ياسر وصاح بغضب: - انا مش همشى من هنا إلا لما افهم فيه اية.
نظر خالد إلى اخيه قائلاً بصيغة الأمر: - روح يا ياسر حرك ياسر رأسه بالرفض وهتف: - لا مش همشى يا خالد وهفضل هنا لغاية اما اعرف فيه اية هنا ابتسم هذا الشخص قائلاً بسخرية واضحة: - تمام، احنا ناويين نبعت خالد رحلة للأخرة، عرفت السبب ممكن سعادتك تمشى بقى ! حاول ياسر الاعتراض لكن اوقفه خالد ومد يده خلفه ووضع مسدس فى ظهره واردف: - امشى يا ياسر انت علم ياسر بخطة اخيه فوافق وتراجع بظهره للخلف كى لا يظهر السلاح ونظر خالد إليهم قائلاً: - اكرم المهدى اللى باعتكوا صح !
ضحك هذا الشخص قائلاً: - من حقك تعرف مين اللى هيقتلك .. ايوة هو حرك خالد رأسه بالموافقة ثم سحب سلاحه بأقصى سرعة واطلق الرصاص على هذا الشخص وفى نفس اللحظة رفع ياسر السلاح الذى اعطاه اعطاه اليه خالد واطلق الرصاص على الجميع وساعده خالد على ذلك ليقتلوا الجميع فى اقل من خمس ثوانٍ استدار خالد ونظر إلى اخيه مبتسما: - تصدق انا كنت قلقان انك متعرفش تستخدم السلاح، عاش عليك السرعة دى ضحك ياسر وتقدم إلى اخيه قائلاً: - عاش عليك انت الحركة بتاعة المسدس دى بس مين الناس دى وعايزين يقتلوك ليه.
خبط خالد على كتف اخيه قائلاً: - يلا بينا نمشى من هنا الاول قبل ما الشرطة تيجى وهحكيلك كل حاجة فى الطريق حرك ياسر رأسه بالموافقة واتجه إلى سيارته وركب خالد بجواره لكنه نزل مرة أخرى فصاح ياسر بتساؤل: - نزلت لية ! أجابه خالد وهو ينخفض ويخفى شئ: - بخفى اى اثر لينا علشان محدش يعرف اى حاجة انتهى خالد من إخفاء جميع الآثار والبصمات من المكان وركب السيارة على الفور، انطلق ياسر بسيارته ومعه خالد تاركين خلفهم جثث هؤلاء الاشخاص غارقين فى دمائهم.
قص خالد ما تبقى من قصته على اخيه الذى كان يستمع بعدم تصديق حتى انتهى خالد واردف: - بس هى دى حكايتى وحكاية اكرم المهدى نظر ياسر إلى اخيه بتعجب ثم نظر إلى الطريق امامه مرة أخرى واردف: - يعنى انت شغال قاتل ! حرك خالد رأسه بأسف قائلاً: - للأسف ايوة يا ياسر ومكنش قدامى طريق تانى غير الطريق ده، اى حد مكانى كان هيعمل اكتر من كدا وانا مسكت فى الفرصة دى علشان اهرب من عذاب الملجأ وعلشان اعيش زى البنى ادمين.
ظهرت علامات الحزن على ياسر الذى صمت لبعض الوقت ثم عاود النظر إلى اخيه قائلاً: - وحنين مقالتش على حوار الورق ده لية - محدش يعرف خالص غيرى ومدحت وصابر وانت والله اعلم حنين قالت لمين تانى حرك ياسر رأسه بعد فهمه لكل شئ ثم اردف بحيرة: - غريبة اوى الحكاية دى، يعنى تقابل حنين بالصدفة وتنقذها وتطلع ساكن جنبها وتحميها كذا مرة وفى الاخر تطلع ابن عمها وبعدها تعرف انى اخوك ... كل حاجة ماشية مساعدة للتانية.
ابتسم خالد ولم ينطق وظل الاثنين على تلك الحالة حتى اوصل ياسر خالد وتحرك وهو يشير إليه بإبتسامة مودعا اياه ولسوء الحظ كانت حنين فى شرفة غرفتها وشاهدت ما حدث فتعجبت واسرعت إلى هاتفها وهاتفت خالد الذى أجابها بمجرد ان دلف الى داخل الفيلا: - ايوة يا حنين لم تنتظر حنين وتحدثت على الفور: - انت تعرف ياسر منين ! رفع خالد إحدى حاجبيه بتعجب وحيرة ثم اردف: - انتى مراقبانى ولا اية ؟
- لا بس كنت فى البلكونة بتاعة اوضتى وشوفتك خارج من العربية بتاعته وبعدين فين عربيتك ومش الصبح سألتنى مين ياسر ده ! دلوقتى عارفه ازاى بقى ؟ انا مش فاهمة حاجة لم يعرف خالد بماذا يجيبها وصمت للحظات ثم عرف بماذا يجيب ونطق: - ايوة منا مكنتش اعرفه بس قابلته فى الشركة النهاردة واتفقنا على شغل وكدا وبعدين عرض عليا انه يوصلنى علشان روحت النهاردة من غير العربية لم تكتفى بذلك وسألته مرة أخرى قائلة: - وروحت الشغل من غير العربية لية.
أجابها خالد على الفور: - علشان ... وانتى مالك ! رفعت حنين حاجبيها بغضب قائلة: - بقى كدا ! طيب يلا سلام ابتسم خالد واردف: - سلام تفاجئت حنين بأنه سينهى المكالمة فصاحت بتساؤل: - اية ده انت هتقفل !
نظر خالد إلى هاتفه بتعجب ثم رفعه مرة أخرى على أذنه قائلاً: - انتى عبيطة يا بنتى ؟ انتى مش لسة قايلة يلا سلام ؟ انكرت حنين واردفت: - لامقولتش وبعدين كنت عايزة اسألك فى حاجة صحيح خرج خالد إلى شرفة غرفته فوجدها تقف هى الأخرى فى شرفة غرفتها فنطق متسائلا: - حاجة اية دى !
اجابته حنين وهى ترفع رأسها فتفاجئت بوجوده امامها فى شرفة الفيلا المجاورة لها فغيرت مجرى الحديث قائلة: - اية ده انا شيفاك .. انا اول مرة اكتشف ان الاوضة بتاعتى كاشفة الفيلا بتاعتك كلها كدا نظر إليها خالد ضاحكا وهو يقول: - تخيلى بقى، على فكرة انا شايفك من قبل نا تشوفينى بس كنت مستنى تكتشفى انتى بنفسك بس بردو مقولتيش اية الحاجة ودى ! تذكرت حنين فأسرعت فى الرد: - اية المسدسات والأسلحة اللى فى دولابك دى ؟ نظر إليها بتعجب قائلاً: - انتى فتحتى دولابى ولا اية !
اجابته على الفور خوفاً من رد فعله: - متفهمش غلط، انا كنت بحط الورق فى الدولاب بتاعك علشان اخفيه ولفت انتباهي زرار كدا ولما دوست عليه شوفت كل الأسلحة دى حرك خالد رأسه قائلاً: - اممممم طيب، الاسلحة دى تقدرى تقولى ليها سر بس مش هينفع اقولك عليه دلوقتى، هتعرفى فى الوقت المناسب - طيب مش هضغط عليك، صحيح انت كلت ؟ تعجب من سؤالها لكنه أجاب: - ايوة كلت - كلت اية ؟
رفع خالد إحدى حاجبيه بحيرة قائلاً: - عادى يعنى حركت حنين رأسها بالرفض قائلة: - لا لا مش عادى، عايزة اعرف كلت اية وفين ابتسم خالد ثم أجابها قائلاً: - كلت كريب الصبح وبعدها بساعتين كلت شاورما ومنين من مطعم قريب من هنا اجابته حنين بمرح: - طب اية رأيك تسيبك من اكل برا ده بكرا واعملك انا الاكل اللى تقول عليه، اختار اى حاجة وانا أعملهالك نظر إليها خالد بإبتسامة قائلاً: - اى حاجة اى حاجة ؟
حركت حنين رأسها بالإيجاب قائلة: - ايوة اى حاجة اى حاجة رفع خالد رأسه إلى السماء ليفكر ثم نظر إليها قائلاً: - هتعرفى تعملى محشى ورق عنب ؟ صاحت حنين بصوت عالٍ: - شوووور ضحك خالد واردف: - وطى صوتك يا مجنونة.
ضحكت حنين واردفت: - خلاص يا سيدى، بكرا هترجع من الشغل تلاقى احسن محشى ورق عنب هتدوقه فى حياتك - خلاص يا ستى وهو كذلك، يلا بقى علشان هاخد شاور وانام علشان تعبان .. تصبحى على خير ابتسمت حنين قائلة: - تمام، وانت من اهل الخير أنهى خالد المكالمة مع حنين ثم أشار لها مودعا اياها فأشارت هى الاخرى بإبتسامة ...
تقدم بضع خطوات وهو ينظر فى كافة الاتجاهات حتى وصل إلى جثة فإنخفض ليرى اى شئ غريب لكنه لم يرى شئ سوى خمسة قتلى وسيارة من الواضح انها سيارتهم، اعتدل أمجد ليجد بدر متجها ناحيته ثم وقف قائلاً: - مفيش اى إثبات شخصية معاهم يا فندم، واضح كدا انهم خلصوا على بعض حرك امجد رأسه بالرفض ثم تحرك خطوتين وهو يقول: - لا مخلصوش على بعض، لو لاحظت كلهم واقعين بالترتيب والشخص ده هو اللى متقدم وواضح انه كان باصص هنا.
ثم اشار إلى المكان الذى كانت تقف فيه سيارة ياسر وتابع حديثه: - حد قتلهم وهرب، مش واخد بالك من اثار العربية اللى موجودة دى ! تحرك بدر ليرى هذا المكان ليجد ما قاله امجد فأردف: - فعلا يافندم، فيه اثار كاوتش عربية بس هنعرف اللى قتلهم ده ازاى بدأ امجد فى الحركة مرة أخرى محاولا ايجاد دليل يقوده إلى هذا القاتل المجهول لكنه لم يعثر على شئ.
انهى خالد مكالمته مع صابر بعد ان قص عليه ماحدث ومحاولة إغتياله على يد رجال أكرم المهدى لم يعلق صابر على عدم تنفيذ خالد مهمته بقتل اخيه ياسر واخبر خالد بأنه سعيد بعدم تنفيذ تلك المهمة وأنه سيخبره بما يخطط له غدا ومعها خطة للإنتقام من اكرم المهدى الذى تخطى جميع حدوده.
إنتقلت حنين إلى فراشها وأخذت تنظر إلى سقف حجرتها بإبتسامة، لم تشعر سابقاً بتلك السعادة التى غمرت قلبها دون سابق إنذار، ظلت على تلك الحالة حتى غرقت فى النوم.
دلف ياسر إلى غرفته دون ان يقص شيئا مما حدث على ابيه وبدأ يراجع ويتذكر ما اخبره به خالد محاولا ربط جميع الأحداث ببعضها البعض لعله يجد حل لتلك المشكلة لكنه فى نهاية الامر نام بسبب إرهاقه الشديد.
نام الجميع عدا شيرى التى كانت تتحدث مع شخص ما عبر هاتفها واخذت ضحكاتها تتزايد قائلة: - يخربيتك يا كيمو انت عملت كدا ازاى ضحك كريم وهو يقول: - عيب عليكى المهم انى ضحكت عليه والصفقة تمت لصالحى انا بس لوت شيرى شفتيها ونطقت: - قولى بقى جيبتلى اللى قولتلك عليه، الصنف الجديد ده مش بتاع المرة اللى فاتت.
ضحك كريم واجابها بثقة: - المرة دى جايبلك حاجة عنب، هتخلى دماغك فى العالى وهتدعيلى يا قطتى شعرت بالسعادة واعتدلت وهى تقول: - حبيب قلب قطتك، طب هنتقابل فين وامتى ؟
حد كدا فاكر مين كريم ده ! ايوة ايوة افتكروا كدا وارجعوا بالزمن للحلقة الاولى ... باااااس هو ده.