logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية حب أعمى
  12-03-2022 09:34 مساءً   [19]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل العشرونكانت الفتيات يجلسن سويا فى صمت يستمتعن بنسمات البحر الرقيقة، يتأملن البحر فى عشق، فلطالما كان البحر رفيقهن وملجأهن، قطع الصمت صوت ضحى، تتساءل فى فضول قائلة:ياترى بيقولوا علينا ايه دلوقتى؟نظر اليها كل من نوران وبدور بحيرة، يتساءلن عمن تقصد بسؤالها لترد على سؤالهما الصامت باستنكار قائلة:الشباب يابنات، شهاب وسليم وزينقالت بدور بضيق:طب شهاب وجوزك، وسليم وجوز نوران، لكن زين يتكلم علينا بصفته ايه؟قالت نوران بحيرة، تتعجب من ضيق بدور من شئ بسيط كهذا:عادى يابدور، انتى اتضايقتى كدة ليه؟لم تدرى بدور حقا لما أصابها الضيق عندما أحست بأن زين قد يسمع أى شيئا يقال عنها أو يقول شيئا ما بدوره عن حياتها، ربما لأنه كان شاهدا على مواجهتها المأساوية مع نزار، أو ربما لأنه شاهد ضعفها وقلة حيلتها أمامه، أو ربما لأنه كلما تلاقت أعينهما أثار داخلها شتى المشاعر والتى لاتود أن تحللها أو حتى تمنحها اسما، وربما لكل تلك الأسباب متجمعة، لينعكس اضطرابها على صوتها قائلة:أنا، أنا مش مضايقة، وهضايق ليه يعنى؟ كل الموضوع ان احنا منعرفوش .هو مش أكتر من محامى سليم وصاحبه، ومش حابة أسرارنا تبقى مشاع أدامههزت نوران كتفيها قائلة:أنا يمكن معرفش زين من زمان بس بصراحة ثقتى فيه من غير حدود، زين راجل محترم ويعتمد عليه، وموقفه معايا قبل كدة أكبر دليلقالت ضحى:وأنا كمان بحسه انسان محترم وشبه سليم وشهاب فى أطباعهم، مبحسوش غريب وبعدين لو كنتى شفتى كان زعلان عليكى ازاى فى المستشفى مكنتيش قلتى كدةنظرت اليها بدور بدهشة تتساءل عن سبب وجوده بالمستشفى وتأثره بحالتها، لتنبذ ذلك الشعور لديها والذى يجبرها على الاهتمام بالاجابة، لتقول فى حدة:ويزعل علية ليه، وهو كان يعرفنى أصلا منين ؟قالت ضحى فى ملل:يوووه، خلاص بقى يابدور، أنا اللى غلطانة انى سألت من الأول، مش عارفة مش طايقاه ليه بس؟قالت نوران:والله يابنات، زين ده راجل أخلاق، ومحترم و بجد يابختها اللى هتكون من نصيبه، تعرفوا انه أرمل وعايش على ذكرى مراته لغاية دلوقتقالت ضحى:شهاب فعلا قالى ان مراته ماتت، لما سألتهأحست بدور بالفضول، تود لو عرفت عنه أكثر لتنفض ذلك الشعور وهى تشعر بالغضب من نفسها، لتسمع نوران وهى تقول:الحمد لله انى مكلمتوش يمسك قضية طلاقك يابدور، .ده انتى مش طايقة حتى سيرته.نقلت بدور نظرها بينهما بغيظ لتقول:ايه الكلام اللى انتوا بتقولوه ده، انتوا الظاهر اتجننتوا، انا هقوم أتمشى أحسنلتنهض مبتعدة فى خطوات سريعة غاضبة لتنظر ضحى الى نوران رافعة احد حاجبيها وهى تقول:مش قلتلك؟أومأت نوران برأسها قائلة:معاكى حق، نخلص بس من موضوعها مع نزار ونفوق لموضوعها مع زين.لتبتسم الفتاتان وهما ينظران فى إثر بدور صديقتها التى تعذبت كثير وربما آن الأوان أن تبتسم لها الحياة من جديدقال زين بقلق:والصداع ده بيجيلك من أد ايه ياسليم؟أمسك سليم رأسه قائلا:من يوم ما وقعت فى المستشفى، وانبارح زاد لدرجة انى مقدرتش أستحمله.قال شهاب فى قلق:قوم بينا نروح للدكتور ياسليم وأهو بالمرة نطمن عليك.قال سليم:مش هينفع ياشهاب، مش عايز أقلق نوران علية، أنا مستنى بس لما نرجع اسكندرية وهروح للدكتور بتاعى علطولقال زين بابتسامة:والله ورجعت تحب وتخاف وتقلق زى زمان ياسليم، بركاتك يانوران.قال سليم:قلتلك قبل كدة خليك فى حالك يازين وسيبك منى.قال زين:خلاص ياعم متزقش، أنا قايم أشوف مدير القرية كان عايزنى فى ايه، شوية وهرجعلكملينهض مغادرا، ليميل سليم على شهاب قائلا:انت تعرف نزار ياشهاب معرفة شخصية؟قست عينا شهاب وهو يقول:لأ، معرفوش معرفة شخصية، على أد السلامات وبس، وده لما بنشوف بعض فى المناسبات، أصله شخصية مغرورة أوى وأنا مبحبش النوعية دى، هو بصراحة سمعته فى الشغل كويسة اوى لكن فى حياته الشخصية معروف انه هلاس وعينه زايغة، أنا مش عارف بس ايه اللى وقع بنت زى بدور دى فيه؟اعتدل سليم قائلا:النصيب ياشهاب، بس أنا كدة بأيد موضوع طلاقها منه، الحقيقة الموضوع ده مسبب القلق لنوران، وقلقنى معاها وكلام زين عن تعامل نزار انبارح مع بدور مستفزنى على الآخرعقد شهاب حاجبيه قائلا:هو نزار جه انبارح؟أومأ سليم برأسه قائلا:أيوة، ولولا تدخل زين، كان ممكن ياخدها معاه أو يعمل فيها حاجة.قبض شهاب على يده بقوة قائلا:آه لو كنت شفته، كنت فرمته.قال سليم:أنا بفكر أخلى زين يمسك قضية طلاق بدور لإنى واثق انه مش هيطلق بسهولة ومعنديش ثقة فى أى حد تانى غير زين يقوم بالمهمة دى، بس طبعا لازم موافقتها الأولقال شهاب:يبقى نخلى البنات يكلموها وربنا يقدم اللى فيه الخير.أومأ سليم برأسه بارتياح لتلك الفكرة قائلا:ياااربكادت بدور أن تقع بعد أن اختل توازنها عندما اصطدم بها طفلا كان يجرى لولا أن أمسكتها يد قوية لرجل حالت دون وقوعها على الأرض لتعتدل وتشكر صاحب تلك اليد التى ما ان وقعت عينيها عليه حتى اتسعت عينيها من الصدمة لتتحول ملامحها بعد لحظات إلى الغضب وهى تعتدل قائلة بحدة:هو ايه حكايتك معايا بالظبط؟ ماشى ورايا ليه؟ مراقبنى ليه؟ نفسى أعرف عايز منى ايه؟ أنا ست متجوزة وحتى لو كان بينى وبين جوزى خلافات فأنا لسة على ذمته ولو انى شايفة ان ده مش همك.ترك يدها بهدوء لتدرك بخجل أنها كانت تتمسك بيديه دون وعى، مال باتجاهها ينظر الى عينيها مباشرة قائلا ببرود:أنا مش مراقبك ولا حاجة ولا عايز منك حاجة، انا كنت فى طريقى عشان اقابل مدير القرية، وشفتك بالصدفة وانتى هتقعى، فأنا آسف انى مسبتكيش تقعى جايز الخبطة كانت تفوقك من الأوهام اللى فى دماغك.كاد أن تقول شيئا ليقاطعها ذلك الرجل الذى اقترب من زين قائلا فى أسف:زين بيه، معلش اتأخرت عليك، بس كنت براجع الحسابات مع مدير الفندق ومحستش بالوقت.التفت زين الى الرجل قائلا بهدوء:محصلش حاجة يامستر حسين، أنا جاى معاك حالاثم التفت الى بدور التى أحست بالذنب لاندفاعها بتوبيخه بهذا الشكل وقد ثبت أنه برئ من تلك التهم التى وجهتها اليه، لتعلو الحمرة وجهها خاصة وقد رفع يده فى تحية مقتضبة قائلا:سلام يامدام بدورليبتعد مع حسين بخطوات ثابتة تتبعه عينيها الحائرتين، تشعر بالذنب يغمرها لإحساسها بظلمها اياه ومشاعر حزن غريبة تسللت اليها لإحساسها بأنها أغضبته، غافلة عن ذلك الذى تابع كل ما يحدث بأعين قد اتقدت شراراتها من الغضب يقسم أن يرجعها إليه حتى لو كان هذا آخر عمل يقوم به فى حياتهاتجهت نوران بخطوات سريعة الى حجرتها وما ان وصلت اليها حتى دلفتها فى لهفة، تدرك أنها تأخرت كثيرا على حبيبها سليم، لتجد الغرفة تغرق فى ظلام دامس، تحسست الحائط بخوف فلطالما خشيت الظلام حتى وجدت ذر الاضاءة ولكن قبل أن تضغطه، وجدت من يحيط بها من الخلف، لتصرخ من الفزع وتنتفض من الخوف لتجد صوت سليم يصل اليها فى قلق قائلا:متخافيش يانوران، أنا سليم..لتهدأ ضربات قلبها وتستند بظهرها الى صدره، ليمد يده ويضغط على ذر الاضاءة وينير المكان، ثم يديرها لتواجهه صاعدا بيده على طول ذراعها حتى وصل الى وجهها يحيطه بلهفة قائلا:انتى كويسة؟رفعت يدها تحيط بيديه الساكنة على وجهها قائلة:أنا كويسة متقلقش، أنا، أنا بس مبحبش الضلمة، بترعبنى.قال فى ندم:أنا آسف ياحبيبتى، أنا اللى قفلت النور، مخدتش بالى ان الضلمة ممكن تضايقك أو تخافى منها.ربتت على يده قائلة بحنان ممزوج بعتاب:يبقى نسيت.عقد حاجبيه بحيرة قائلا:نسيت؟ ؟ابتسمت قائلة:فى يوم كنت بكلمك واتس وببعتلك ماسيدج، وفجأة سكت كتير، وانت فضلت تبعتلى ماسيدجات كتيرة، نور روحتى فين، نور كلمينى، نور انتى فين قلقتينى، كان ساعتها النور قطع وانا من خوفى رميت التليفون من ايدى ولما النور جه، كلمتك تانى وقلتلك ان النور كان مقطوع وانى مبحبش الضلمة، وانت ساعتها قلتلى،، .قاطعها قائلا بحنان:حبيبتى قوية ومش لازم تخاف من اى حاجة فى الدنيا طول ما انا جنبهااتسعت ابتسامتها وهى تراه يتذكر ما كان بينهما من جديد لتقول بحنان:ووعدتنى تكون جنبى وتقوينى ووفيت بوعدك ياسليم.ابتسم سليم قائلا بخبث:محادثة حصلت بينا من ٣ سنين وفاكراها بالحرف، ده انتى كنتى واقعة بقىانزلت يديه من على وجهها قائلة بغضب طفولى:ما انت كمان فاكرها ياسى سليم، مش أنا لوحدى اللى فاكراها،، أنا واقعة؟ ماشى ياسليم، ماشىكادت أن تبتعد عنه ولكنه أمسك بيدها يديرها مرة أخرى لتصبح بمواجهته، ليقرص وجنتها قائلا:وفيها حاجة لما تحبى جوزك يانوران؟تأملت ملامحه الوسيمة قائلة:لأ ياسليم، مفيهاش حاجة، أنا معترفة انى حبيتك ومن زمان أوى، يمكن من أول مرة كلمتك فيها حسيت انك توأم روحى، بس،، ...لتصمت لا تدرى كيف تعبر عن شعورها ليعقد سليم حاجبيه قائلا:بس ايه يانوران؟نظرت الى عينيه قائلة فى حيرة:بس نفسى أعرف أنا بالنسبة لك ايه، أنا عارفة انك كنت معجب بية لما كنا بنتكلم مع بعض بس لما ارتبط بنور، حبيتها هى، يمكن زعلان منها عشان اتخلت عنك، بس كتير بحس انك لسة بتحبها وانها لسة جواك وعشان كدة مش قادر تحبنى أو تقولى كلمة بحبك وده بيقتلنى ياسليمكاد سليم أن يقول شيئا لولا رنين هاتفه المتواصل والذى قاطعه ليخرجه من جيبه وهو يجيب محدثه قائلا:ألورد عليه محدثه الذى لم يكن سوى زين قائلا فى قلق:انت فين ياسليم؟انتقل القلق فى صوته الى قلب سليم ليقول بتوجس:فيه ايه يازين؟قال زين بمرارة:بدور ياسليم، بدور اختف ومش لاقيينهاليقول سليم بجزع:بدور اختفتوضعت نوران يدها على فمها فى صدمة وهى تدرك ان اختفاء بدور ليس عاديا وأن وراءه شخصا ما، وهذا الشخص يعرفونه جيدا،،،، انه ذلك الوغد نزارسألت بدور بخوف:واخدنى على فين يانزار؟ألقى نزار اليها نظرة سريعة ليعود وينظر أمامه وهو يقود السيارة قائلا فى سخرية:تؤتؤتؤ، خايفة وانتى معايا يابدور، مش انتى اللى كنتى بتقوليلى انك مبتخافيش من حاجة وانا جنبك، وانى أمانك وحمايتكقالت بدور فى سخرية مريرة:الكلام ده كان زمان لما كنت هابلة وعبيطة وواقعة فى حبك، لما كنت فاكراك بتحبنى، لما كنت بدور البريئة، لكن انا دلوقتى فتحت وشفتك على حقيقتك، شفتك من جوة يانزارعلت السخرية ملامح وجهه وهو يقول:وايه هى حقيقتى ياست بدور، نورينى بيها ياحبيبتىقالت فى مرارة:شفت أد ايه انت انسان أنانى ومغرور ومستهتر. مبتفكرش غير فى نفسك وبس، شفت حقيقة لا حباها ولا عايزاهاتوقف فجأة بسيارته لتنظر بدور حولها بحيرة، لاترى سوى منزل صغير يبدوا مهجورا، نزل نزار ثم التف حول سيارته ليفتح لها الباب ناظرا اليها بسخرية، ثم سحبها من ذراعها، لتمشى خلفه مقيدة اليدين، تتبعثر خطواتها من سرعته، لتتوقف بغتة قائلة بحدة:انت ساحبنى كدة ليه، ومودينى على فين؟ضغط على ذراعها بقسوة وهو ينظر الى عينيها بغضب قائلا:آخدك على مكان هربيكى فيه من أول وجديد، هعلمك فيه ازاى تحترمى جوزك وازاى تكلميه، مش أنا أنانى ومستهتر، انا هوريكى انى كمان حقير يابدورليصمت لثانية يتأمل ملامحها النافرة ثم يستطرد بصوت كالفحيح:أنا الظاهر دلعتك أوى، وسيبتك على راحتك، بقى لسانك اطول منك وكمان خليتى الكل يفتكرك رخيصة ويطمعوا فيكى، خليتى كلب ولا يسوى يبص ليكى، يبص لمرات نزار العدوىاتسعت عينيها بصدمة قائلة:قصدك مين؟قال صارخا:زين باشا، اللى كل ما التفت ألاقيه بينى وبينك، نظرات ولمسات وقذارة هتدفعى تمنها غالى أوى، أوى يابدورقالت فى فزع:حرام عليك يانزار، انت ظالمنى، انا صحيح بكرهك بس مستحيل أخون، أنا مش زيك ولا يمكن أكون زيكسحبها مجددا خلفه قائلا:هنشوف ياست بدور، هنشوفصرخت بدور قائلة:سيبنى يا نزار، سيبنى امشى واعقل، متبقاش مجنونتجاهلها نزار ليفتح باب المنزل دافعا اياها الى داخله، ليدلف خلفها مغلقا الباب خلفه، تبدو ملامح الشر على وجهه وتجعله يبدو كشيطان من الإنس..


look/images/icons/i1.gif رواية حب أعمى
  12-03-2022 09:34 مساءً   [20]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل الحادي والعشروناقترب شهاب من ضحى التى كانت تحتضن طفلها تيم بخوف، تنزل دموعها بصمت، وهى تتمسك بطفلها، حتى أن تيم أحس بخوفها وتوترها فبكى بدوره، حاول شهاب أن يأخذ تيم من بين ذراعيها لتتمسك به بخوف دون وعى لينظر شهاب الى عينيها قائلا بحنان:ضحى بصيلى..نظرت اليه بأعين ذائغة ليقول شهاب بحزم:ضحى، قلتلك بصيلىاستقرت نظرات ضحى على عينيه ليرفع يده يلمس خدها برقة قائلا:ضحى، بدور كويسة وبخير واللهنظرت الى عينيه تود لو تصدق كلماته ولكنها لم تستطع، وازدادت تمسكا بطفلها، ليزداد بكاء الطفل ليربت شهاب على رأسه بحنان، ثم يعود بنظراته الى ضحى قائلا:ضحى مينفعش اللى انتى فيه ده، تيم حاسس بيكى وده غلط عليه، اهدى ياحبيبتى عشان خاطر تيمنظرت ضحى الى تيم لتدرك لأول مرة تمسكها العصبى به وتأثير حالتها النفسية عليه لتربت على ظهره بحنان وهى تقبل رأسه، ليمد شهاب يده اليها قائلا:هاتيه ياضحىمنحته ضحى اياه ليحمله بذراع واحدة بحنان ثم يمد ذراعه الحرة اليها لتسرع وترتمى فى حضنه يضمها بذراعه، قائلا بحنان:لازم تبقى قوية ياضحى علشان الكل، عشان خاطر تيم ونوران، وعشانى، انا محتاج أركز عشان أدور على بدور، ومش هعرف ادور عليها وأنا قلقان عليكىخرجت من حضنه وهى تمد يدها لتمسح دموعها قائلة:خلاص ياشهاب، متقلقش، روح انت ياحبيبى دور على بدور وأنا خلاص فقت ورجعت ضحى حبيبتك القوية، أنا هسيب تيم للدادة وهروح لنوران، انا عارفة حالتها دلوقتى عاملة ازاى، بس عشان خاطرى، اوصلوا لبدور فى أسرع وقت، أنا عارفة ان الندل جوزها ورا اختفائها الغريب ده وخايفة يعمل فيها حاجةربت على وجنتها قائلا:هى دى حبيبتى ضحى، ومتقلقيش، هنلاقيها قبل ما يلمس شعرة منها..نظرت الى عينيه قائلة:ده وعد ياشهاببادلها نظرتها الراجية بنظرة حازمة وهو يقول مؤكدا على كل حرف:ده وعد شهاب لضحاهابتسمت وقد اطمأن قلبها وهى تأخذ تيم من يده ليستدير مغادرا بعد أن قبل تيم برأسه وقبل ضحى فى وجنتها، لتضم ضحى تيم فى قوة ثم تتجه الى حجرة الدادة لتستطيع ان تكون الى جوار نوران، فكليهما فى ذلك الوقت يحتاج الآخر وبشدةكان سليم يقف بعصبية يتناهى الى مسامعه شهقات نوران القوية، يقف عاجزا عن ايقاف دموعها او احتواء أحزانها فما ان رأت نوران ضحى حتى ارتمت فى حضنها تبكى فى لوعة صديقتها التى لا يعلم أحد حتى الآن مصيرها، زفر بقوة وهو يفرك وجهه بيده، فلم يعد قادرا على احتمال دموعها، يشعر بقلبه يتمزق، تتهاوى كل أركان جسده حزنا عليها، ليسرع بخطواته تجاه صوتها، ينتزعها من بين ذراعى ضحى انتزاعا ويضمها الى صدره يعتصرها بين يديه..،يظهر ألمها منعكسا على وجهه، لتشعر ضحى بضرورة تركهما وحدهما فربما استطاع سليم بعشقه وقلقه الذى ظهر جليا عليه أن يهدئ نوران ويحتوى أحزانها، لتنسحب بهدوء، ودون أن يشعر بها أحدهما، دفنت نوران وجهها فى تجويف عنقه، تحاول أن تهدئ من شهقاتها وهى تشم رائحته التى تبعث الطمأنينة الى قلبها، بينما يمرر هو يده على ظهرها بحنان، يلفهما صمت لا يحتاج الى كلمات، حتى هدأت شهقاتها بالفعل وهدأت أنفاسها رويدا رويدا، لتتوقف دموعها وهى تتنهد ببطئ، ليهمس فى أذنها قائلا:هديتى؟دفنت وجهها أكثر فى تجويف عنقه، لينتظر ثوان أخرى، حتى هدأت تماما، ليخرجها من حضنه دون أن يخرجها من محيط ذراعيه، يصعد بيده على طول ذراعها حتى وصل بيديه الى وجهها ليحيطه بحنان، يمسح دموعها بابهاميه قائلا:دموعك دى غالية أوى، أنا عارف انها خوف على صاحبتك، بس نزولها من عنيكى بيوجعنىقالت بحزن:أنا..قاطعها قائلا:عارف والله انه غصب عنك، بس وحياة دموعك الغاليين دوول ما هنهدى ولا هنام قبل ما نرجع بدوررفعت يديها تحيط بيده المستكينة على وجهها قائلة:مش عارفة من غيرك ياسليم، كنت هعمل ايه؟ابتسم قائلا:كنت هتعملى محشىابتسمت رغما عنها ليستطرد بحنان وهو يلمس شفتيها قائلا:أيوة كدة، ابتسمى، خلى وشك ينوركادت أن تقول شيئا، لولا سماعهم لطرقات على الباب وصوت ضحى يستأذن بالدخول ليدركا لأول مرة أن ضحى غادرت الحجرة لتقول نوران بخجل:ادخلى ياضحىدلفت ضحى الى الداخل قائلة بلهفة:شهاب اتصل، لقوا حاجة فى الكاميرات، تعالوا بسرعةليسرعا خلفها وداخلهم جميعا ينمو الأمل فى إيجاد بدور بسرعة قبل أن يلحق بها نزار أى أذىمسحت بدور ذلك الخيط الرفيع من الدم والذى تساقط من شفتيها بعد صفعة نزار القوية لها لتقول بسخرية:تعرف انك كل شوية بتأكدلى انك كنت أكبر غلطة بحياتى يانزار وانك مش بس جبان وندل، لأ حقير كمان زى ما قلت بنفسكأمسك نزار شعرها بقوة حتى كاد ان ينزعه من جذوره لتطلق بدور آهة قوية وهو يقول:انتى ايه، مش عايزة تسمعى الكلام ليه، قلتلك اخرسى واتقى شرى، بس انتى مصممة تخرجى أسوأ ما فية، بلاش يابدور، بلاش تستفزينى أكتر من كدة، انتى الخسرانة فى النهايةقالت فى مرارة:هخسر ايه أكتر ما خسرت، أهلى وخسرتهم، عمرى وخسرته، حتى ابنى خسرته، مفضلش غير حياتى، لو انت فيها يانزار، ميهمنيش، أخسرها هى كمانظهر الحزن على وجهه وهو يقول تاركا شعرها:للدرجة دى يابدور بقيتى بتكرهينى؟نظرت اليه بكره قائلة:على أد ما حبيتك يانزار على أد ما كرهتك، بقت أمنية حياتى دلوقتى انى أبعد عنك وأنساك، طلقنى يانزار، طلقنى بقى وارحمنىجلس على كرسى وقد تهدلت كتفاه قائلا:بس أنا لسة بحبك ومش هقدر أبعد عنك ولا أنساكىقالت بدور بغضب:انت عمرك ما حبيت غير نفسك، عمرك يانزار ما حبيتنى، يمكن حبيت حبى ليك، واللى كان مخلينى زى اللعبة فى ايديك، بس اللعبة دى اتكسرت خلاص، طلقنى يانزار لإنى مستحيل هرجع ليك ولو فيها موتىنظر اليها نظرة طويلة ليقول بعدها بيأس:ده قرارك الأخير؟قالت فى صرامة:أيوة ده قرارى الأخير ومش هرجع فيه أبداألقى عليها نظرة طويلة أخرى، ليتجه الى باب المنزل بجمود لينتابها القلق قائلة:رايح فين يانزار وسايبنى؟التفت اليها بعيون جامدة النظرات، فقدت معنى الحياة قائلا فى برود:هعمل اللى انتى عايزاه يابدورقالت بدور بقلق:هتعمل ايه يانزار؟لم يجيبها والتفت مغادرا المنزل بهدوء لتصرخ بدور منادية بإسمه مرارا وتكرارا،، .دون مجيبقال شهاب لزين:عيد المشهد ده تانى يازينأعاد زين المشهد مرة أخرى ليقول شهاب وهو يشير الى الشاشة:دى عربية نزار وواضح انه كان مراقب بدور من فترة، وأول ما طلعت أخدها بالقوة، وطبعا محدش حس بيهم لأن المكان كان مطرف ومفيهوش حد فى الوقت دهقالت ضحى بقلق:طب وداها فين بس؟قال زين وهو يجز على أسنانه غضبا:برة القرية، لأن الكاميرات مسجلة خروج العربية من القرية بس أكيد مبعدوش كتير لأن الكمين اللى بعد القرية مسجلش مرور عربية بالرقم ده، يعنى هو فى مكان مابين القرية والكمين، والطريق ده مفيهوش غير شوية بيوت، بنحصرهم دلوقتى وهنتحرك علطول، أهم حاجة دلوقتى ان نوران وضحى يستنوا فى الاوضة وميخرجوش منها مهما حصل، وهتفضل معاهم ياسليم لغاية...قاطعه سليم قائلا فى حزم:أنا جاى معاكم، أنا عارف المنطقة دى كويس، تقدرو تقولوا حافظها وأقدر أوصفهالكم، ده غير انى تقريبا عارف البيت اللى ممكن يكون أخدها ليه، هو بيت مهجور من زمان ومحدش عايش فيه، أكيد أخدها للبيت دهقال شهاب:بس ياسليم،قاطعه سليم قائلا فى صرامة:قلت أنا جاى معاكمنظر شهاب الى زين ليهز زين كتفيه يعلن استسلامه لقرار سليم فهو يعلم كم هو عنيد ومن الصعب أن يتراجع عن قراره ليومئ شهاب برأسه قائلا:تمام، يلا بيناليخرج زين يتبعه شهاب الذى تبادل مع زوجته نظرة يطمئنها فيها عليه، لتهز رأسها تمنحه مباركتها ودعواتها برجوعه سالما، كاد سليم أن يغادر بدوره لولا أن أوقفته لمسة يد نوران التى مالت عليه هامسة:خلى بالك من نفسك وارجعلى ياسليمليميل على أذنها هامسا:متقلقيش ياحبيبتى، هرجعلكربت على يدها بحنان ثم غادر تتبعه عيناها لتقف ضحى بجوارها وتحيطها بذراعها لتميل نوران على كتفها ودموعهما تنزل بصمت، يبتهلان الى الله أن يعود الجميع بخير وأن يمر ذلك اليوم دون خسارةكانت بدور تجلس في مكانها تحاول بصعوبة فك قيودها دون جدوي لتشم رائحة غريبة تشبه رائحة الكيروسين لتتسع عينيها بصدمة حين رأت نزار يدلف الي المنزل وبيده علبة كبيرة تفوح منها تلك الرائحة ينظر لها بجمود، ليدق قلبها خوفا وهى تفكر برعب فى احتمالات كثيرة تدافعت الى عقلها فى تلك اللحظة لتقول فى قلق:نزار..لم يجيبها لتنظر الى تلك العلبة ثم تعود بنظراتها اليه، لتحاول تمالك أعصابها التى على وشك الانهيار وهى تقول بهدوء:نزار ايه اللى فى ايدك ده، انت، هتعمل ايه؟نظر اليها وهو يجيب بنبرة لا حياة فيها:مش انتى اللى قلتى انك مستحيل ترجعيلى، حتى لو فيها موتك، أنا بعملك اللى انتى عايزاه يابدورقالت فى صدمة:هتموتنى يانزار؟ ؟زاغت عيناه لتدرك بدور أنه ليس فى حالته الطبيعية، ربما يكون مخمورا، أو ربما أصابه الجنون، ليسقط قلبها عند قدميها تماما وهو يقترب منها قائلا:متخافيش ياحبيبتى مش هتموتى لوحدك، أنا كمان هموت معاكى، ما هو يا نعيش سوا يا نموت سوا وانتى اخترتى الموت يابدور، على فكرة الموت حاجة سهلة اوى مش صعبة زى ما انتى فاكرة، ودى مش هتكون أول مرة أقتل فيها، متخافيش، مش هتحسى بحاجة خالص..اتسعت عينيها بصدمة من كلماته التى تبث الرعب فى أوصالها لتقول:انت بتقول ايه؟ قصدك ايه يانزار؟اقترب منها يهمس وكأنه سر خطير:تعرفى مين اللى بعتلك الفيديو اللى دمر حياتنا، ممدوح صاحبى، لأ هو مش صاحبى، الصاحب ميغدرش، تصدقى الكلب كان طمعان فيكى، بس انا مسبتوش، روحتله البيت وهددته بالسلاح لغاية ما اعترف وخليته جاب البت اياها وبعدين ربطتهم، ربطتهم ودبحتهم، دبحتهم زى ما دبحونى يابدور، خلصت منهم وانتقمت لينا ياحبيبتى، وبعد كل اللى عملته علشان نرجع لبعض،برده مرضيتيش ترجعيلى، وانا مقدرش اعيش من غيرك يابدور، فخلاص مادام كدة كدة ميت، يبقى نموت مع بعض، ما هو انتى مينفعش تكونى لغيرى، مينفعش يابدورأنا عايزك بس تسامحينى، أنا عارف انى غلط كتير فى حقك وعذبتك معايا، بس أهلى وأهلك السبب، هما اللى حسسونى دايما انى أقل منك وانى مستاهلش واحدة فى برائتك، وأخلاقك، لغاية ما صدقتهم، كنت بشرب عشان أنسى انى كل ما اقرب منك بحس أد ايه انتى بريئة وأد ايه أنا قذر، أنا مكنتش وحش أوى، هم اللى خلونى وحش، أنا صحيح كنت بخونك بس كان بيقتلنى الذنب بعدها، حاولت كتير أبطل بس للأسف كل حاجة بقت فى دمى، سامحينى يابدور، سامحينى..قالت بدور فى توسل، تنهمر دموعها حزنا ورعبا:ابوس ايدك يانزار، اعقل، متبقاش مجنون، متضيعش نفسك وتضيعنىنظر اليها قائلا فى مرارة:أنا ضعت خلاص يابدور، وحتى لو شايفانى مجنون، وايه يعنى؟، طول عمركوا بتحسدوا ليلى على مجنونها، بكرة يحسدوكى انتى كمان على مجنونك يابدورليبتعد وهو يسكب محتويات تلك العلبة بيديه وسط صرخات بدور التى تطالبه بالتوقف عما يفعله، ألقى العلبة أرضا ليمسك بعلبة الثقاب ويخرج احدى عيدانها وهو يتراجع قائلا:الوداع يابدور، الوداع ياحبيبتىأشعل عود الثقاب وألقاه، لتشتعل النيران ويستمر نزاربالتراجع حتى تعثر، ليسقط وترتطم رأسه بحافة الطاولة بقوة ليقع ارضا فاقدا للوعى، تاركا اياها تصرخ بفزع، تحاول الفكاك من قيودها التى تلصقها بكرسيها الثقيل، دون جدوى، لتنظر الى تلك النيران التى تقترب منها وتستسلم الى مصيرها الذى أصبحت تراه على قيد أمتار صغيرة منها، تشعر بقرب نهايتها لتغمض عينيها وتستسلم لقدرها فى خوف وصمت قاتل...


look/images/icons/i1.gif رواية حب أعمى
  12-03-2022 09:35 مساءً   [21]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرونكانت بدور تشعر بالنهاية آتية لا محالة، أنفاسها تختنق من تصاعد أدخنة النيران من حولها والرؤية تكاد تكون معدومة، مر شريط حياتها أمامها، تشاهده فى مرارة، كم أخطأت فى حق نفسها، كم أذنبت فى حق كل من حولها، ابتداءا من والديها عندما عارضتهما وأصرت على الزواج من نزار ثم رضاها بالبعد عنهما عندما خيراها بينه وبينهما، لتختار بكل غباء نزار، وأخطأت فى حق نزار نفسه بخنوعها وصمتها على ايذاءه لها ليتمادى أكثر وأكثر..،لم تدرى لم ظهرت أمامها الآن صورة زين، لتدرك أنه حتى ذلك الرجل الغريب عنها قد أخطأت فى حقه وظلمته كثيرا، فلم ترى منه سوى الرجولة والشهامة ولم يرى منها سوى نكران الجميل والجحود، لترفع عينيها الى السماء تبتهل الى الله بدموع تغشاها، تطلب منه أن يغفر ذنوبها، تتمنى لو أتيحت لها فرصة أخرى لتطلب الغفران من كل من أذنبت فى حقهم ليتناهى فجأة إلى مسامعها صوت تحطم الباب، لتسمع صوت شهاب ينادى باسمها صارخا:بدور، بدور..حاولت بصوت مختنق أن تناديه ولكن صوتها جاء ضعيفا هزيلا، سمعت صوت نزار يصرخ بدوره باسمها:بدوور، يابدووورلتأخذ نفسا عميقا ثم تصرخ بكل ما فيها قائلة:أنا هناالتقطت آذان زين صوتها ليقول لشهاب:هناك ياشهاب، أنا هروحلها وخد انت الحيوان ده برةاومأ شهاب برأسه واتجه الى نزار الملقى أرضا، بينما اتجه زين الى بدور حتى وصل اليها ليقول بلهفة:بدورقالت بضعف أدمى قلبه:زين، أنا خايفةتحسس قيودها وهو يحاول حلها قائلا:متخافيش يابدور، هخرجك من هنا حالابحث عن شئ يقطع به قيودها، فلم يجد سوى زجاجة كسرها وأخذ قطعة منها وجلس على ركبتيه قبالتها يحاول قطع تلك القيود لا يهتم بيديه التى بدأت تنزف من قطعة الزجاج لترى بدور دماءه وتصاب بالجزع قائلة:زين، .ايدكلم ينظر اليها وهو يتابع تقطيع تلك الحبال التى تربطها بذلك الكرسى الضخم والثقيل قائلا بحزم:مش مهم، المهم تخرجى من هنانزلت الدموع من عينيها تدرك مدى شهامة وأخلاق ذلك الرجل، كم أخطأت فى حقه، حتى أثقلها شعورها بالذنب تجاهه، لتقول بنبرات متهدجة من العبرات:أنا آسفةرفع عينيه اليها عندما شعر بدموعها ليرفع يده السليمة يمسح دموعها قائلا بحنان:مش وقت الدموع يابدور، عشان خاطرى بطل عييط، وسيبينى أركز فى اللى بعملهاومأت برأسها وهى تقع أسيرة لمسته الرقيقة ونبراته الحانية، ليعود زين الى تلك القيود يقطعها حتى تحررت لينهضها بسرعة ويخلع جاكيته ويحيطها به وهو يضمها اليه مارا بها بين النيران، ليجد شهاب على باب المنزل يقول فى قلق:اتأخرتوا ليه؟قال زين بسرعة:مش وقته ياشهاب، يلا نخرج، المكان كله بينهارأومأ شهاب برأسه وهم يتجهون بسرعة الى الخارج، وما ان خرجوا حتى دوى انفجارا هائلا بذلك المنزل ليندفعوا جميعا الى الأمام واقعين على الأرض ...صرخ سليم الواقف بالخارج بجوار السيارة يلعن عماه الذى منعه من مساعدتهم، ليندفع باتجاه البيت غافلا عن ذلك الحجر الذى تعثر به ليسقط على وجهه مرتطما بالأرض بقوة، ومغشيا عليهنهض كل من شهاب وزين وبدور ينظرون الى المنزل بصدمة فثوان أخرى بداخل ذلك المنزل وكانوا سيصبحون جثث هامدة لترتعش بدور وهى تبكى بشدة، ليلتفت اليها زين ويضم وجهها بقوة قائلا:بدور انتى كويسة، كويسة صدقينىنظرت الى عينيه فى بادئ الأمر بنظرات ذائغة، ليجبرها دفئ عينيه على العودة الى واقعها وأنها حقا بخير، لتهدأ شهقاتها ويضمها هو بحنان، لتستكين داخل صدره، ينظر اليهم شهاب ليدرك أن هذا الرجل واقع وبشدة فى حب تلك المرأة ليبتسم بهدوء، وهو يبتعد متجها الى السيارة..،ليرى سليم الواقع أرضا .قفز الرعب فى قلبه ليتجه اليه بسرعة صارخا باسمه ليلتفت كل من زين وبدور على صراخه، فأبصروا سليم ممددا على الأرض، ليسرعوا جميعا اليه، كان شهاب اول من وصل اليه ليرفعه عن الأرض، يتحسس بقلق ذلك الوريد فى عنقه ليزفر بارتياح قائلا:الحمد لله النبض تمام بس لازم ننقله المستشفى حالانظر اليه زين قائلا بلهفة:ومستنيين ايه ؟ ؟ يلا بيناحمل كل من شهاب وزين سليم بحذر وأدخلوه الى السيارة ليجلس شهاب ويضع رأس سليم على قدميه بحذر شديد، فمن الواضح من تلك الدماء على رأسه ان اصابته خطيرة بينما قال زين مشيرا الى نزار الملقى أرضا:مش هناخد الحيوان ده معانا، أحسن يفوق ويهربليقول شهاب بسرعة:ملوش لزوم يازين، نزار مستحيل يهربنظر اليه زين ليدرك مقصده، نزار قد مات وانتهى الأمر، ليلقى نظرة سريعة على بدور التى فهمت مقصده بدورها لتتسع عينيها بصدمة وهى تنظر إلى جثة نزار ثم تشيح بوجهها فى ألم، فأسرع زين يضمها اليه لتبكى بقوة بين ذراعيه، ليقاطع بكاءها صوت شهاب القلق قائلا:أنا آسف ياجماعة، بس سليم لازم يروح المستشفى حالالتخرج بدور من حضن زين وهى تتجنب النظر اليه، وتركب السيارة فى جمود، تنهد زين ثم أسرع يركب السيارة ويقودها بسرعة، يرجوا الله أن ينجى صاحبه، وأن تنتهى تلك الليلة دون خسائر أخرىخرج الطبيب بعد فحص سليم قائلا للجميع:مع الأسف الحالة حرجة ولازم يدخل عمليات حالا، الوقعتين اللى وقعهم، حركوا مكان قطعة الازاز اللى كانت ضاغطة على عصب البصر وده فى حد ذاته هيسمحلنا بإننا نشيلها لإنها خرجت برة مكانها اللى كان حساس جدا وصعب نقرب منه، بس فى نفس الوقت العملية دى فيها خطر على حياته ولازم حد فيكم يمضى على موافقته باجراء العمليةقال زين بحزم:أنا اللى همضى واتفضل قوم باجراءاتك يادكتورأومأ الطبيب برأسه قائلا للمرضة بجواره:جهزوا المريض ودخلوه اوضة العمليات وهاتوا الاقرار للأستاذ عشان يمضيه، واستدعوا الدكتور عماد، بسرعةأومأت الممرضة برأسها وهى تسرع فى خطواتها لتنفذ أوامر الطبيب ليقول هو:بعد اذنكم هجهز للعمليةقال شهاب:اتفضل يادكتورما ان غادر الطبيب حتى قال شهاب لزين:زين وصل بدور الفندق ترتاح وبلغ نوران، أكيد هتحب تكون موجودة جنبه وطمن ضحى لإنها أكيد قالبة الدنيا عليناأومأ زين برأسه قائلا بهدوء:يلا يابدور، تعالى معاياقالت بدور بحزن؛خلينى هنا يازين، بدور أكيد هتحتاجنى جنبهاشع قلب زين حبا لها، فعلى الرغم من كل ما مرت به اليوم وعلى الرغم من آلامها تود أن تظل بجانب صديقتها تؤازرها فى محنتها ليقول بحنان:طيب تعالى معايا عشان توصليلها انتى الخبر، وابقى ارجعى معانااومأت برأسها ليمد يده ويمسك بيدها لتترك يدها مستسلمة له وهو يأخذها ويتجهان الى خارج المستشفى تتبعهما عينا شهاب الذى قال:يارب، كفاية خسارة ووجع قلب، ريح قلوبنا على حبايبنا ياربقالت أريج بعصبية:يعنى ايه لسة مرجعوش؟ راحو فين يعنى؟قال محدثها:قلتلك ياهانم، سافروا ولسة مرجعوشقالت فى توجس:متأكد انهم سافروا ولا هاجروا؟قال محدثها فى نفى:لأ ياهانم، سافروا، أنا صاحبت البواب وقالى ان شهاب بيه بيتصل بيه بنفسه يوميا يطمن على أحوال البيتأمسكت جسر أنفها وهى تغمض عينيها قائلة:خلاص خليك مع البواب وأى جديد بلغنى بيه، مفهوم؟قال محدثها:مفهوم ياهانملتغلق هاتفها وهى ترجع بظهرها الى الوراء، تستند برأسها الى الكرسى قائلة:هتروحوا منى فين؟ انت لية ياشهاب مهما حصل، انت وفلوسك لية أنا وبسلتطلق ضحكة شيطانية، تليق بشيطانة مثلهاكان لقاء بدور بصديقتيها لقاءا عاصفا، امتزجت فيه الدموع، تحتضنها كل منهما وهما لا تصدقان بأنها قد عادت اليهم سالمة، .أمسكتها ضحى من يدها وأجلستها قائلة:تعالى احكيلى الزفت ده عمل فيكى ايه ياقلبى؟قالت بدور من وسط دموعها:خلاص ياضحى مبقاش يجوز عليه غير الرحمة، نزار ماتاتسعت عينا ضحى بصدمة لتقول نوران بحزن:لا حول ولا قوة الا بالله، الله يرحمهقالت ضحى فى حزن:ربنا يسامحه على كل اللى عملهأومأت بدور برأسها قائلة فى ألم:الله يرحمه ويغفر لهلتقول نوران موجهة حديثها الى زين الذى كان يتابع مايحدث فى صمت حزين:سليم فين يازين؟لم يدرى كيف يخبرها بان سليم يخضع الآن لعملية خطيرة، صمته أقلق نوران وضحى لتقول ضحى بقلق:شهاب وسليم راحوا فين يازين؟كاد ان يقول شيئا ولكن بدور سبقته قائلة فى حزن:سليم وقع على راسه يانوران وهو دلوقتى بيعمل عملية وشهاب فى المستشفى ياضحى، فضل معاهنظرت نوران الى بدور فى صدمة بينما وضعت ضحى يدها على فمها، رفعت نوران وجهها الى زين تترجاه أن ينفى كلمات بدور، ليخفض نظراته ألما لتصرخ نوران فى لوعة قائلة:سليييمكان الجميع يقفون خارج حجرة العمليات، تلتف الفتاتان حول نوران يواسونها بينما وقف كل من زين وشهاب يشعران بالقلق فعملية سليم استغرقت وقتا طويلا، جميعهم ينتظرون خروج الطبيب بلهفة وخوف، ليخرج اليهم الطبيب بالفعل ويسرعون اليه، ليقول بهدوء وبلهجة عملية:العملية نجحت والحمد لله، بس أحب أنبهكم ان عصب البصر كان مضرر بشكل خطير، احنا عملنا اللى علينا والباقى على الله، عن اذنكمثم غادر بهدوء، لتتعالى شهقات نوران وهى تفهم ما يحاول الطبيب أن يوصله اليهم، وان سليم قد يصبح أعمى بشكل دائم ولا أمل مجددا لاجراء اى عملية يستعيد بها بصره، فازالة قطعة الزجاج كانت الأمل الوحيد لسليم فى استعادة بصره أما الآن فبعد ان ازالوها، ربما يظل أعمى للأبد، هى لا تخشى تلك الاحتمالية، أعمى أو لا، تعشقه عشقا أبديا، ولكنها تخشى عليه من معرفة ذلك الاحتمال، قالت بدور فى حنان:الحمد لله يانوران انه عايش وبيتنفسقالت نوران:الحمد لله يابدور، بس انا خايفة عليه لما يعرف الكلام دهقالت ضحى:كل شئ بأمر الله وسليم مؤمن ولازم يرضى بقضاؤه، يلا بينا نتوضى ونصلى ركعتين شكر لله انها جت على أد كدةأومأت نوران برأسها لتتجه معهما الى الحجرة التى حجزوها لسليم، تتبعهم عيون شهاب وزين، ليحمدوا الله بدورهم على لطفه بهم فى قضاءهتأملت نوران سليم وهو يجلس بجوار حمام السباحة يلبس نظارته السوداء، يبدوا شاردا صامتا، فمنذ أن أفاق بالمستشفى وعلم من الطبيب أنه من الممكن أن لايرى مجددا بعد تلك العملية وهو شارد، متباعد على ذلك النحو، اقتربت منه بهدوء ليستقيم جالسا كعادته معها، كلما احس بقربها منه، لتبتسم بحنان متذكرة كلماته عندما أخبرها بأنه يشعر بارتياح قلبه عندما تكون بجواره، وان هذا الشعور لا يجتاحه سوى بقربها، جلست على الكرسى بجواره قائلة:أخبارك ايه دلوقتى ياحبيبى؟قال سليم بجمود:أنا كويس يانوران، متقلقيش عليةنظرت نوران بقلق الى ملامحه الواجمة ونبراته الجافة لتنزل دموعها وهى تقول بصوت متهدج:مالك بس ياسليم من ساعة مارجعنا من المستشفى وانت بعيد عنى، أنا عملت حاجة زعلتك منى؟، وبعدين أنا لو مقلقتش عليك، هقلق على مين بس ياسليم؟شعر بدموعها ليزفر بقوة، ثم يمسك يديها قائلا:وبعدين بقى، ليه بس الدموع؟ ؟ أنا مش زعلان منك ولاحاجة يانوران، أنا بس بفكر فى حاجات كتيرة،، وصدقينى، أنا محتاج بس شوية وقت وهرجع زى الأول، أنا زى ما أنا متغيرتش ياحبيبتىاستمرت دموعها، ليميل عليها قائلا بمزاح:طب تحبى أحلفلك؟ ولا أثبتلك؟ابتسمت رغما عنها قائلة:مصدقاك من غير حلفان ولا اثباتابتسم بهدوء يمرر أصابعه داخل كفيها دون وعى، مثيرا بداخلها أعتى المشاعر، ومرسلا اياها الى عالم وردى، ترفرف فيه الفراشات داخل جسدها بأكمله لتفيق من مشاعرها على صوت ساخر تعرفه جيدا، تقول بنبرات تكرهها نوران:هو أنا جيت فى وقت مش مناسب ولا ايه؟أحست نوران بتصلب جسد زوجها ليترك يديها وهما يلتفتان سويا لتلك التى تقف بكل خيلاء، تنظر الى نوران بتحدى قائلة:مش هتقوليلى اتفضلى يابنت خالى؟فتحت نوران فمها لتقول شيئا ليسبقها سليم قائلا بابتسامة ارتسمت سريعا على شفتيه:ازاى طبعا، اتفضلى يانورلتنظر اليه نوران بصدمة تلاحظ ابتسامته ونبراته المرحبة بنور، لتعود بنظراتها الى نور التى ابتسمت بتحدى وهى تقترب بخطوات رشيقة منهما، لتدرك نوران أن أيام سعادتها باتت معدودة وأن ذلك الطوفان الذى كانت تخشاه فى طريقه لتدمير زواجها، بيتها، بل حياتها بأكملها..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 9 < 1 2 3 4 5 6 7 8 9 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1411 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1006 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1047 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 867 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1588 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أعمى ،










الساعة الآن 10:42 AM