logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية حب أعمى
  12-03-2022 09:30 مساءً   [13]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل الرابع عشركان زين يسترق النظرات الى تلك الفتاة الجميلة ذات العينين العسليتين والشعر القصير الناعم، والتى كانت تقف مع فتاة أخرى، تبتسم لها برقة خلبت لبه، لفت انتباهه عينيها الخجولتين والحزينتين فى نفس الوقت، رغم تلك الابتسامة الجميلة المرتسمة على شفتيها، فإن ذلك الحزن يظهر جليا فى بعض الأوقات ليمحى تلك الابتسامة فتسرع هى بنفضه وترسم البسمة على شفتيها مجددا ليتساءل بفضول عن سر ذلك الحزن الرابض بعينيها..تعجب من اهتمامه بها على ذلك النحو وهو الرجل الذى اقسم أن لا يهتم بفتاة أخرى مجددا بعد وفاة زوجته الراحلة علياء، والتى جعلت كل النساء فى عينيه بعد رحيلها سواء، يكتفى بذكرياته معها لتغنيه عن كل النساء بعدها، أرجع اهتمامه الغريب بتلك الفتاة الى حسه المهنى كمحامى وشعوره بأنها تواجه مشكلة ما..لترفع يدها فى تلك اللحظة ترجع خصلة من شعرها الى الوراء خلف اذنها ليرى ذلك المحبس الذهبى بيدها ويدرك من تلك الغصة فى قلبه ان اهتمامه بها ليس مهنيا على الاطلاق، بل اهتمام رجل بامرأة، ليقتل ذلك الاهتمام على الفور وهو يدرك انها امرأة متزوجة، أشاح بوجهه عنها ليتجه الى سليم ويقف بجواره فى هدوء، ولكن رغما عنه وجد عينيه تتمرد عليه لتسترق النظرات اليها، ليستغفر ربه ويشيح بعينيه بعيدا عنها زاجرا نفسه بقوة ومذكرا اياها أن تلك المرأة ملكا لرجل آخر ولا يحق له حتى النظر اليها، ليمسك ذلك المحبس بإصبعه يديره وكانه يذكر نفسه بعلياء زوجته وحبيبته الراحلة و التى توفاها الله..،، تهادى الى سليم عبير نوران الهادئ ليسمع المباركات ويدرك أن نوران قد طلت فى ذلك الثوب الأبيض والذى وصفته له بدقة حتى انه يشعر بأنه يراه أمامه، كل ما ينقصه فقط هو صورتها بداخله ليلعن عماه الذى أعجزه عن رؤيتها، وجعل كل شخص آخر يراها بدلا منه، شعر بها تتوقف مع توقف حفيف فستانها، يدرك ترددها وخجلها، ليقترب بخطوات بطيئة متمهلة حتى وقف امامها تماما لتنظر اليه بدهشة تتعجب من قدرته الدائمة على تحديد مكانها بدقة، مد يده وأمسك يدها بحنان قائلا:مبروك يانوران..تنحنحت لتجلى صوتها حيث واجهتها صعوبة فى اخراج الكلمات أمام لمسته الرقيقة وكلماته الحانية لتقول بهمس:الله يبارك فيك ياسليممال قليلا هامسا بأذنها قائلا بسخرية موجهة الى نفسه:كان نفسى أقولك أد ايه طالعة جميلة بس مع الأسف عيونى مش شايفاكىاعتدل لكنها تمسكت بيده لتقربه منها مجددا هامسة بأذنه:مش مهم عنيك تشوفنىلتعتدل واضعة يدها على قلبه فى حركة جريئة منها ولكنها ضرورية من أجله هو فقط، قائلة بصوت يملئ العشق نبراته:المهم قلبك هو اللى يشوفنىشعرت بملامحه ترق وشبح ابتسامة تعلو شفتيه وهو يربت على يدها الساكنة على قلبه قائلا بحنان:اتأخرنا على المأذون، يلا بيناليمسك يدها ويتجه الى حيث المأذون ليعقدوا القران ويكون كل من زين وشهاب شاهدين على العقد، وما ان عقد القران، حتى تعالت الزغاريد وتوالت التهانىاقترب سليم مجددا من نوران لتأخذ ضحى بيدها وهى تقربها من سليم قائلة بابتسامة:عروستك اهى ياسليم، خد بالك منها وحطها فى عنيك، انت اخدت نوارتناابتسم سليم قائلا:متقلقيش ياضحى نوران فى قلبى وعينيةاحمر وجه نوران خجلا بينما رمق شهاب ضحى بحدة، لينتابها الارتباك وهى تدرك غيرته وغضبه من تباسطها مع سليم، لتلاحظ بدور تلك الشرارات المشتعلة بينهما وتتدخل قائلة:ربنا يخليكم لبعض ياسليم ويسعد قلوبكم يارباحس زين بقلبه يفقد احدى دقاته وهو يستمع الى ذلك الصوت الرقيق الناعم والذى يكمل صورتها الجميلة، يبدو كسيمفونية رقيقة من الألحان تجعل قلبه يرقص طربا..أفاق على صوت سليم يقول بابتسامة:شكرا يابدور، كلك ذوقاغمض زين عينيه يتلذذ بكل حرف من حروف اسمها، ليتساءل بضيق، أيجب ان يكون كل ما يخصها بهذا الكمال؟ فتح عينيه يتأملها لآخر مرة فربما لايراها مجددا، لترفع عينيها فى تلك اللحظة وتتقابل مع عينيه لينتفض قلبه انتفاضة قوية وهو يشيح بنظراته عنها..لتعقد هى حاجبيها بحيرة متساءلة عن سبب تأمل صديق سليم لها، هل يشبه عليها؟ أم ربما يعرف زوجها نزار؟ غافلة عن جمالها الرقيق والذى يجذب اليها أنظار الرجال، شعر زين بأنه يجب ان يرحل بعيدا عن تلك الفتاة التى تجذبه اليها بجنون، الآن، وقبل أن ينتهك كل مبادئه التى آمن بها طوال حياته ليقترب من سليم قائلا:ألف مبروك ياسليمابتسم سليم قائلا:الله يبارك فيك يازينقال زين:انا مضطر أمشى، عميل اتصل بية والموضوع مينفعش أأجلهاومأ سليم برأسه متفهما وهو يقول:ماشى يازين، سوق على مهلكأومأ زين برأسه قائلا:تمام هكلمك بعدين، سلامليبتعد مغادرا في حين بدأ الجميع بالانصراف، وما ان غادر آخر الضيوف حتي التفت سليم الي نوارن قائلا:مبروك ياعروستيابتسمت في خجل قائله:الله يبارك فيك ياعريسيلتشهق فجأه حين وجدت نفسها محموله بين ذراعيه لتقول بخوف:سليم، نزلني ياسليم، نزلنى عشان خاطرىأحست بسخريه مريرة بصوته وهو يقول:خايفه اوقعك ؟التفتت الي وجهه تري الالم علي ملامحه التي تعشقها، .تدرك هواجسه التي تملأ قلبه، إحساسه بالعجز، لتقول بكل ثقه:انا معنديش ذره شك فيك ياسليم، أنا عمري ماحسيت بالامان غير وأنا معاك، انا لو خايفة هبقى خايفة عليك، الموضوع كله ان الدكتور منبه متشيلش حاجة تقيلة عشان ضهرك اللي لسه ماتعالجش بالكامل من الحادثةأحست بملامحه ترق لها وهو يقترب من اذنها قائلا في همس:متخافيش يانوران، انتي في وزن الريشة بالظبط، ومتخليش خوفك علية يحرمني من اي حاجه حلمت اعملها معاكي، انا مش عايز خوفك وقلقك علية، انا عايزك تحبيني وبس..بادلته همسه قائلة بعشق:انا مش بس بحبك، انا بعشقك ياسليمليتأكد سليم أن وقت الكلام انتهى مع كلماتها التى أثارت كل مشاعره ليتجه بها الى حجرتهم فى خطوات سريعة وهو يميل ليفتح الباب ثم يدلف الى الحجرة مغلقا بابها بقدمه، اقترب من سريرهما لينزلها ببطئ ويمددها عليه، أحست بدماء الخجل تتصاعد الى وجهها عندما مال عليها لتبتعد بوجهها عنه ويشعر هو بابتعادها ليقول بتردد قلق:تسمحيلىعقدت حاجبيها بحيرة ليدرك حيرتها وينزع نظارته السوداء وهو يضعها على الكومود بجواره ثم يجلس بجوارها ناظرا اليها بتلك العينين التى لا تصدق نوران أنهم لايروها، قائلا فى حزن:الأعمى ايديه بتبقى وسيلته لما بيحب يتعرف على محيطه، وانا من يوم ما عرفت انك نوران مش نور، وانا نفسى أعرف ملامحك، شكلك، تفاصيلك، وكنت آخد عهد على نفسى انى ملمسكيش غير وانتى حلالى، لإنى عارف انى لو لمستك مش هقدر ابعد ايدى عنك تانىأغمضت عينيها فى سعادة تشعر بكل كلمة يقولها وكأنها لحن حب جميل يطفو بها ويحملها الى الجنة، لتفتحهما مجددا وهى تدرك أن تلك الكلمات ربما لا تكون تصريح مباشر بحبها ولكنها اكثر من كافية لها لتملأ قلبها عشقا، طال الصمت بينهما ليخفض هو عينيه ألما، قائلا:خلاص، لو هيضايقك لمستى، .قاطعته بسرعة قائلة وهى تمسك يديه:لحد امتى هفضل اقولك انى بحبك، وان أى حاجة تانية متهمنيش، لحد امتى هفضل اقولك ان مجرد وجودك جنبى وارتباط اسمك باسمى، دى أمنية عشت أحلم بيها من يوم ما عرفتكترقرقت عينيها بالدموع وهى تستطرد قائلة:أنا سكت خجل منى، خوف من مشاعر بتثيرها ايدك فية لو لمستنى بالغلط، مابالك لو قاصدها، مشاعر بتتمناها كل بنت بس بردو بتخوفها، عشان خاطرى ياسليم بلاش تظلمنى أنا بس محتاجالك تطمنىأغمض سليم عينيه يدرك انه يقع وبقوة فى عشق تلك الفتاة التى تثير فيه أعتى المشاعر ليترك يدها ويرفع يده الى وجهها يمسح برقة تلك الدموع التى شعر بها فى صوتها، لتتحول لمساته الرقيقة على وجنتيها الى لمسات مستكشفة، أحست بها، ترتفع يداه تتحسس وجنتيها البارزتين صاعدتين الى عينيها تتلمسها أصابعه، مرورا بجبهتها ليمرر يده على شعرها الناعم الطويل لترتفع يده مجددا الى وجنتيها يقترب من شفتيها..،يتلمسهما برقة، أنفاسه تعلو مع كل لمسة لتصبح أنفاسه ثقيلة وهو ينزل بيده الى ذقنها الصغيرة ليمرر يده على عنقها ببطئ وهو يشعر بارتعاشتها تحت يده وذلك العرق الذى ينتفض بقوة فى رقبتها، استكانت يده عليه لثوان قبل ان يميل على شفتيها هامسا بشغف وبصوت متهدج المشاعر:جميلة أوى يانوران زى ما اتخيلتكابتلعت ريقها بصعوبة تفتح فمها لتشكره بكلمات مبهمة لتضيع كلماتها داخل فمه الذى التقط فمها بقبلة رقيقة تحولت لقبلة شغوفة مليئة بالمشاعر بادلته اياها على استحياء، ليبتعد عنها فجأة وهو يضع جبهته على جبهتها.يغمض عينيه وهو يلتقط أنفاسه بصعوبه .يشعر بدقات قلبها المتسارعة تحت يده ليعود الى شفتيها يقبلها ويقبلها حتى تاهت فى عالم وردى، أفاقت منه على لمسة سليم لسحاب فستانها لتقول بصوت ضعيف متهدج النبرات:سليمقبل رقبتها بنعومة قبلات رقيقة بطيئة ومتفرقة وهو يقول ما بين القبلة والقبلة:قلب سليم، عقل سليم، وعمره كله..لتستسلم الى قبلاته ضاربة بخوفها وقلقها العذرى عرض الحائط وهى تشعر بنفسها تغوص فى عالم لذيذ من الأحلام، أحلام لطالما راودتها لتكتشف ان الواقع أجمل بكثير من تلك الأحلامكانت بدور تجلس بحجرتها تتصفح الانترنت، كعادتها كل يوم قبل النوم، كان موضوع بحثها اليوم، عن كيفية الاهتمام بطفلها أثناء الحمل، تدرك أنها بسبب أحزانها الفترة الماضية، أهملت نفسها وبالتالى اهملت طفلها، وتغذيته، وحتى الكلام معه كعادتها منذ اول يوم حمل لها، تملس على بطنها برقة قائلة بحنان:عارفة انى مقصرة معاك بس خلاص من هنا ورايح هاخد بالى منك، انت عارف المشاكل اللى مامى كانت فيها الفترة اللى فاتت، طنط ضحى ومشكلتها مع آنكل شهاب، وطنط نوران وحبها المستحيل لآنكل سليم، الحمد لله كل مشاكلهم كلها اتحلت ومفاضلش غير مشكلتى انا مع بابىلتشرد وهى تقول:نزارعادت تملس على بطنها قائلة بحزن:تعرف انه من يوم ما سافر مكلمنيش ولا مرة، زى ما اكون مش مراته وحامل فى ابنه، تفتكر بابى بطل يحب مامى؟ ياترى بيعمل ايه دلوقتى؟ تفتكر لسة بيشرب؟ غصب عنى ياحبيبى بعدته عننا، لو علية أنا خلاص اتعودت عليه، اتعودت على شربه واهانته لية، كنت بصبر نفسى واقول تصرفات واحد مش فى وعيه، بس يوم ما عرفت انى حامل فيك، خفت عليك، خفت تطلع معقد وانت بتشوف المناظر دى كل يوم، خفت يعمل معاك زى ما بيعمل معايا، أنا بخاف عليك أكتر من نفسى ياحبيبى، أنا عايشة بس عشانكلتبتسم قائلة:تصدق مش عارفة انت ولد ولا بنت، ميهمنيش، كل اللى يهمنى انك طفلى انا، حتة من روحى، نفسى الأيام تعدى وأشوفك وأشيلك فى حضنى وأشم ريحتك، أد ايه بحبك ومشتاقالك ياحبيبىوصل اليها صوت رسالة عبر تطبيق الواتس آب، لتفتح هاتفها فى لهفة، ظنا منها أنها رسالة من نزار، فلا أحد من الممكن أن يبعث لها رسالة فى ذلك التوقيت غيره، لتجدها رسالة من رقم غريب، عقدت حاجبيها بحيرة وقامت بفتح تلك الرسالة لتجدها مقطعا من الفيديو، شهقت وهى تضع يدها على فمها تمنع صرخة انطلقت منها، اتسعت عينيها بصدمة وهى ترى محتوى ذلك الفيديو، حبيب الصبا..،ذلك الرجل الذى ضحت من أجله بكل شئ، زوجها نزار يمارس الرزيلة مع فتاة ما، أغمضت عينيها بألم، ترفض رؤية المزيد، لتستمع الى صوت تأوهاتهما والتى مزقت قلبها لتترك هاتفها وكأنه عقرب سام، تضع يديها على أذنيها تسدهما وهى تهتز بشدة ودموعها تتساقط بلوعة، تود الاستيقاظ من ذلك الكابوس الذى تعيش فيه، زوجها، حبيبها،،، خااااائنجلس زين على سريره يمسك صورة زوجته الجميلة فى يده يملس على ملامحها بحنان، قائلا بحزن:سامحينى ياعلياء، مش بإيدى والله، غصب عنى لقيتنى بتشدلها، يمكن لإنها بتشبهك، نفس الرقة، نفس العيون العسلية ونفس الحزن فى العيون..أغمض عينيه يستحضر صورة بدور فى رأسه، ابتسم برقة وهى تتمثل أمامه ليقول هامسا:أد ايه رقيقة، تحسيها بريئة أوى، وحزينة أوى، يابخت جوزها بيهاليفتح عينيه قائلا بمرارة:ما أنا مقلتلكيش ياعلياء، أصلها متجوزة..ليشيح بعينيه عن صورتها فى خزى قائلا:حبيبك اتغير اوى ياعلياء، وبقى بيخالف مبادئه وبيبص لواحدة ملك غيرهليقف قائلا فى تصميم:بس انا مش لازم أفكر فيها تانى ياعلياء، لازم أنساها..ليمرر يده فى رأسه بعصبية قائلا:بس أنساها ازاى وصورتها مبتفارقش خيالى، زى ماتكون سحرتنى، تفتكرى حبيتها من النظرة الأولى؟زفر بقوة قائلا:أنا جرالى ايه بس؟، .شكلى اتجننت..ترك صورة زوجته على الطاولة بجواره، ليتجه الى الحمام ويتوضأ كى يصلى ويستغفر الله ويطلب منه أن يريح قلبه ويلهمه نسيانها، فلابد وأن ينساها ويمحيها من قلبه وعقله وحياته،،، للأبد..


look/images/icons/i1.gif رواية حب أعمى
  12-03-2022 09:31 مساءً   [14]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل الخامس عشردلفت ضحى خلف شهاب الى حجرتهم قائلة فى توتر:ياشهاب اسمعنى، سليم بقى جوز نوران، يعنى،التفت اليها قائلا بغضب:يعنى ايه سليم بقى جوز نوران،، ها، فهمينى، بقى أخوكى مثلا، أبوكى، طب حتى لو بقى كل دول، أنا بغير عليكى من ابنك مش هغير عليكى من سليم ياضحىأحست بقلبها يفيض حبا لذلك الرجل، شهاب، ذلك الزوج الذى تعشق حبه لها وغيرته عليها، والتى تجعله كشعلة نار لا تهدئها سوى لمستها، لتتقدم منه وهى تلمس ذراعه بعشق ناظرة الى عينيه وهى تقول برقة:خلاص ياسيدى، حقك علية، أنا آسفةأحست بملامحه تلين قليلا، لينظر اليها بنظرة عتاب طويلة، اقتربت أكثر حتى أنه شعر بأنفاسها الساخنة على وجهه تلفحه بنارها وهى ترفع احدى حاجبيها مستطردة:خلاص بقى ياشيبو، ميبقاش قلبك اسود، وحياتك عندى ماهزعلك تانى وهاخد بالى من كلامى معاه..رفع احدى حاجبيه لتسرع قائلة:مش هتكلم معاه خالص لو ده يرضيك، أنا مش عايزاك تزعل منى تانى، .انت أهم واحد فى الكون ده كله بالنسبة لى، ورضاك عندى بالدنيا ياشيبواستسلم لكلماتها ورقتها وعشقها ليأخذها بين ذراعه معتصرا اياها بقوة وهو يقول:أنا بحبك، بعشقك، بموت فيكى ياضحى، أنا عارف ان غيرتى صعبة وممكن تخنقك بس غصب عنى أنا لو واحد بس بصلك او جاب اسمك على لسانه بحس انى بموت.خرجت من حضنه دون أن تخرج من محيط ذراعيه قائلة بلهفة:بعد الشر عنك ياحبيبى، متجيبش سيرة الموت ياشهابتأمل ملامحها الفاتنة بقلب ينبض عشقا ليرفع يديه و يضم وجهها بينهما قائلا فى حنان:ياه ياضحى على حبك ورقتك وحنانك، أنا كنت أغبى راجل فى الدنيا لما كنت هضيعك منى، ولغاية دلوقتى مش مصدق انك بين ايدية من تانى وانك بجد سامحتينى، ...وضعت يدها على فمه تمنعه من مواصلة كلماته قائلة فى حنان:احنا قلنا اللى فات مات، واحنا ولاد انهاردةلترفع يدها عن فمه ولكن ليس تماما بل فقط كى تمرر أصابعها على شفتيه قائلة بعشق:مش كفاية بقى كلام..ابتسم فى سعادة وهو يرى رغبتها بعشقه كما هى رغبته تماما ليهبط بشفتيه مقبلا شفتيها وملبيا كل رغباتها ليغوصا فى بحر العشق يغوصون فى أمواجه الثائرة، مرحبين بثورتهوقف نزار مع ممدوح عند الصائغ ليختار نزار هدية لبدور يصالحها بها، أصابه التردد كثيرا ليقول ممدوح بملل:ما تختار بقى أى حاجة يانزار، أهو أى خاتم وخلاص هيظبط الدنيا.قال نزار دون ان ينظر إليه وعينيه تتنقلان بين خاتمين يحاول أن يختار بينهما:استنى بس ياممدوح، انت مش فاهم حاجة، بدور مش أى حاجة بتعجبها، بدور بتحب تختار أرق حاجة فى أى حاجة تخصها يعنى لازم الخاتم يكون رقيق ومميز زيها بالظبطلتستقر نظراته على ذلك الخاتم الذى لفت انتباهه أول مرة، وهو خاتم على شكل فراشة صغيرة بفصوص ماسية يليق حقا بيدها الرقيقة، مشيرا الى الصائغ بأن هذا هو الخاتم المنشود، غافلا عن ذلك الذى ابتسم بسخرية وهو يستمع الى كلماته، يدرك أن محاولات نزار لمصالحة بدور ستبوء بالفشل الذريع، وأنه فى سبيله إلى خسارتها للأبد، اختفت ابتسامته على الفور حينما التفت اليه نزار وهو يبتسم مقربا علبة الخاتم من ممدوح قائلا:ها، إيه رأيك بقى؟القى ممدوح نظرة على الخاتم ليقول بابتسامة صفراء:جميل يانزار بس ياريت يعجبها..أغلق نزار علبة الخاتم ووضعها فى جيبه وقد اتسعت ابتسامته قائلا:هيعجبها ياممدوح، وهتسامحنى، وبكرة تشوف..اومأ ممدوح برأسه ليتجه نزار لدفع الحساب يتبعه ممدوح الذى ابتسم فى سخرية وهو يقول بصوت خفيض:بكرة نشوف يانزار، بكرة نشوفاستيقظ سليم يفتح عيونه ببطء يشعر بجانب نوران من السرير فارغا، تلمس مكانها فى حيرة فلم يجدها، تحسس ساعته ليدرك أن الوقت مازال مبكرا للغاية، تساءل فى قلق عن مكانها، ترى الى أين ذهبت فى هذا الوقت المبكر؟ هل أخطأ فى شئ، هل آذاها؟ هل ندمت على حبها واستسلامها لرجل أعمى؟ليغمض عينيه بألم، يشعر بالمراره، يمزقه أن تكون احدى تلك الاحتمالات صحيحة، لقد قضى البارحة أروع ليلة فى حياته كلها، لقد أحس بين ذراعيها بمشاعر لطالما حلم بها، أدرك البارحة أنه يذوب عشقا فى تلك الفتاة التى غمرته بفيض من المشاعر، من الرقة والحنان، وعشق لا ينضب، وكم كان هو أيضا شغوفا بها،لقد تبادلا مشاعر الحب حتى الساعات الأولى من الصباح لتنام أخيرا بين ذراعيه، ليظل هو يستنشق عطرها الرقيق حتى غفا بدوره ليستيقظ الآن على ذلك الشعور بالفراغ، مرر يده فى شعره بقلق، ليسمع باب الحمام يفتح ويتهادى اليه عبيرها وصوتها الرقيق الخجول وهى تقول:صباح الخير.اتسعت عينيها بدهشة حين رأت سليم ينهض بسرعة متجها إليها وآخذا إياها فى حضنه يعتصرها بين ذراعيه بقوة، يتنفس عطرها لتفيق من دهشتها وتضمه بدورها، دون الاهتمام بخجلها لوجودها بين ذراعيه لاترتدى سوى منشفة صغيرة لفتها حول نفسها بعد أن اخذت حماما، مطمئنة لنوم سليم العميق بعد ليلة حافلة، أفاقت على صوته الهامس بأذنها قائلا:بعد كدة متقوميش من السرير قبل ما أقوم، مفهوم؟أومأت برأسها دون وعى لا تدرك سبب طلبه الغريب هذا، ولكن هذا هو سليم، حبها الأول والأخير، طلباته أوامر، فليأمر وهى فقط عليها الطاعة، هو حلمها المستحيل والذى صار حقيقة بين يديها، أخرجها سليم من حضنه وهو يلاحظ لأول مرة هيئتها من خلال احساسه بجسدها العارى تحت يديه، ليصعد بيديه على طول ذراعها فى رقة مثيرا القشعريرة فى كيانها كله ومحطما ما تبقى من رغبتها فى النوم بعد هذا الحمام الذى أراح جسدها وأعصابها، ليميل عليها هامسا برقة:خدتى حمام من غيرى كمان، اممم، أنا شكلى هعاقبك يانوران..نظرت اليه فى حيرة لا تستطيع استيعاب كلماته من تلك المشاعر التى تثيرها لمساته فى قلبها وجسدها لتقول متلعثمة:هت، .هتعاقبنى؟رفع يديه يحيط بها وجهها هامسا أمام شفتيها مباشرة:تعرفى الزوج لما ييجى يعاقب زوجته، بيعاقبها ازاى؟ابتلعت ريقها فى صعوبة قائلة فى همس:ازاى؟ليلتقط شفتيها مقبل اياهما بشوق، بلهفة، بشغف، مثيرا مشاعرها بلمساته لجسدها العارى تحت يديه لتدرك دون كلمات ماهية ذلك العقاب، لتعشق كل شئ فى سليم، حتى عقابه..كانت بدور تجلس على سريرها داخل حجرتها، تضم قدميها الى صدرها وهى تلف ذراعيها حول قدميها وتضع ذقنها عليهما، تنظر إلى الأمام فى شرود، لقد ظلت على هذا الوضع منذ البارحة، منذ ان شاهدت ذلك الفيديو لزوجها مع تلك الفتاة، تشعر بالصدمة، بالتحطم، بالانهيار، والضعف، .لم تأكل أو تشرب شيئا منذ البارحة، لا تشعر بالجوع، لا تشعر بأى شئ، فقط الفراغ والألم، تتساءل فى لوعة، فيم أخطأت، لماذا يحدث معها كل هذا؟ألأنها أحبت، فقط احبت، أيكون جزاء الحب هو الغدر والخيانة؟، اذا فاللعنة على ذلك الحب، واللعنة عليها ان تمسكت به، شعرت بالباب يفتح بهدوء، رفعت عينيها تنظر الى ذلك الدالف إلى حجرتها، نزار، زوجها الخائن، وقع عينيه عليها ليراها ف تلك الحالة ليترك باقة الورد تقع أرضا وهو يسرع اليها قائلا فى قلق:بدور حبيبتى مالك؟نظرت اليه بجمود، وكأنه شخصا غريبا عنها لا تعرفه، ليزداد قلقه وهو يقترب منها ليلمس ذراعها قائلا:بدور !انتفضت كمن لسعتها أفعى وهى تقول بشراسة:ابعد ايديك عنى..تراجع فى صدمة قائلا:بدور !وضعت يدها على اذنها قائلة فى مرارة:مش عايزة اسمع اسمى على لسانك، مش عايزة أشوفك..لتنزل يدها ناظرة اليه بكره قائلة:أنا بكرهك، بكرهك يانزارأفاق من صدمته على كلماتها التى يدرك أنها تقصدها، فنظرتها تؤكد ذلك، وحروف كلماتها التى تقطر كرها تؤكد ذلك، ليقترب منها ممسكا ذراعها بغضب وهو يقول:انتى بتقولى ايه يابدور، انتى اتجننتى؟نفضت يده قائلة فى حدة:بالعكس أنا عقلت، لأول مرة من يوم ما عرفتك، أشوفك على حقيقتك، أعرف اد ايه كنت عامية فى حبك، صدق من قال الحب أعمى، بس انا فتحت يانزارضرب كفا على كف قائلا بغضب:لأ، ده انتى أكيد اتجننتى، أنا مش عارف بس ايه اللى مخليكى بالشكل ده..أمسكت هاتفها وفتحته ووجهته إليه وسط حيرته من تصرفاته ليرى ما يحتويه الفيديو وتتسع عينيه بصدمة، ليدرك سبب ثورتها، أغمض عينيه بألم ليفتحهما مجددا على نبرات صوتها التى فقدت الحياة وهى تقول:طلقنى يانزاراتسعت عينيه فى صدمة لايصدق ما تسمعه أذناه، ليردد قائلا فى دهشة:بتقولى ايه؟تغيرت ملامحها التى فقدت الحياة الى ملامح نافرة يعلوها الاشمئزاز وهى تقول:بقولك طلقنى يانزار، لإنى بجد قرفت منكشعر نزار بعروقه تنتفض غضبا ليقول بحدة:احترمى نفسك يابدور، انتى ازاى تكلمينى كدة، خدى بالك من كلامك بدل ما أوريكى وشى التانىأطلقت ضحكة ساخرة أصابته بالذهول فتلك أبدا ليست بدور التى احبها وتزوجها، توقفت بدور عن الضحك فجأة لتنظر الى عينيه قائلة بشراسة:يابجاحتك ياأخىنهرها قائلا بنفاذ صبر:بدوووورقالت بغضب:بدور خلاص زهقت منك ومن حياتها معاك، أيوة زهقت، ضحيت عشانك بأهلى، استحملت كل حاجة عملتها فية وكل ده عشان فى يوم اتنيلت وحبيتك، لكن توصل للخيانة يبقى أدوس على قلبى بالجزمة، ويبقى خلاص خلصنا لإنك نزلت من نظرى يانزار، بجد نزلت من نظرىاشتعلت عينيه غضبا وهو يقول فى حدة:قلتلك يابدور خدى بالك من كلامك وياريت لو تخرسى خالصصرخت بمرارة:مش هخرس، أنا خلاص مبقتش طايقاك، بكرهك يانزار، بكرهكصفعها بقوة قائلا:قلتلك اخرسى، انتى ايه مبتفهميش؟لم تصمت وكأنها مغيبة فى عالم آخر ترى كل ذكرياتها المريرة معه، لتقول بلوعة:ياريتنى ما قابلتك،، ياريتنى ما عرفتك، أنا بكره اليوم اللى شفتك فيهصفعها مرة أخرى بقسوة وغضب لتدفعها صفعته جانبا بقوة لترتطم بطنها بالطاولة لتصرخ بألم وهى تقع أرضا ليندفع اليها نزار قائلا فى قلق:بدور، انتى كويسة؟ بدور ردى علية؟نظرت اليه بوهن ترفع يدها الغارقة بالدماء لينظر الى تلك الدماء بصدمة تسرع نظراته تتفحص جسدها بجزع لتستقر نظراته على تلك البقعة الكبيرة من الدماء والتى تغرق تنورتها لتتسع عينيه بخوف وهو يعود بنظراته إليها يراها تغمض عينيها تستسلم لسواد أحاط بها ليصرخ فى لوعة قائلا:بدوووور..


look/images/icons/i1.gif رواية حب أعمى
  12-03-2022 09:31 مساءً   [15]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية حب أعمى للكاتبة شاهندة الفصل السادس عشراستيقظت نوران تشعر بالدفء يحيطها، فتحت عينيها ببطئ، لترى سليم يحيط بها باحدى ذراعيه بينما يده الأخرى تستكين على بطنها تلفها بحماية، بينما تضع هى يدها على صدره تشعر بدقات قلبه المنتظمة، تأملت ملامحه الساكنة بحب، رفعت نفسها قليلا لتحظى برؤية أوضح لملامحه التى تحفظها عن ظهر قلب، ثم رفعت يدها تتلمس وجنته برقة..،تشعر بخشونتها تحت أصابعها، لتميل وتطبع قبلة رقيقة على وجنته ثم تعتدل لتنظر الى وجهه لتجده مستيقظا ينظر اليها وعلى شفتيه ارتسمت ابتسامة عذبة، قال فى رقة:صباح الجمال، تعرفى لو كنت قمت وملقتكيش فى حضنى كنت زعلت أوى.لم تنطق نوران بحرف وهى مازالت تحت تأثير صدمة استيقاظه، تتساءل بخجل، ترى هل استيقظ الآن فقط ؟ أم انه كان مستيقظا وهى تقبله، لتأتيها اجابته وهو يبتسم بخبث متحسسا وجنته التى قبلتها قائلا:لو وشك احمر، والقطة أكلت لسانك عشان دى، فاعتبرينى محستش بيها..قالت فى خجل:سليماعتدا وهو يقترب منها يحيط وجهها بحنان قائلا:قلب سليمتأملت ملامحه الوسيمة وهو يقترب منها راغبا بتقبيلها، تقاوم بشدة رغبتها فى نسيان كل شئ وفقط الاستسلام له مجددا ليأخذها الى ذلك العالم الوردى، ولكن عليها أن تقاوم الآن، فلابد وان تخبره بما لديها، لذا تراجعت بوجهها الى الوراء ليترك سليم وجهها رغما عنه، وهو يعقد حاجبيه بشدة، لتقترب هى منه مجددا بسرعة قائلة:انا مش قصدى على فكرة أبعد عنك، نفسى ياسليم تتاكد من حبى ليك وتخرج موضوع عنيك من كل حاجة بتجمعنا..لتزفر مستطردة:أنا بس كنت عايزة أكلمك فى موضوع مهم وخفت تلهينى عنه بب، .قصدى يعنى ب،لتصمت بخجل لا تدرى كيف تعبر عما تود أن تقوله، ليرفع سليم احدى حاجبيه بتسلية قائلا:بإيه يانوران؟قالت نوران بخجل:خلاص بقى ياسليم متكسفنيشابتسم وهو يرفع يده يتلمس وجنتها نزولا الى عنقها ببطئ شديد أثار مشاعرها وهو يقول:خلاص ياستى، قولى بس اختصرى، عشان ده مش وقت كلام على فكرة..تصاعدت دماء الخجل الى وجنتيها وهى تمسك بيده التى تجول على بشرتها العارية، تثير المشاعر فى كيانها كله قائلة:على فكرة أنا اللى كدة مش هركزابتسم ثم قال فى جدية:طب خلاص قولى وأنا مش هلمسك، بس سيبى ايدى انتى كمان ومتلمسنيش دلوقتى والا متلوميش غير نفسكتركت يده قائلة:وآدى ايدك أهى، اسمعنى بقىأومأ برأسه قائلا:سامعك ياستى، قولىابتلعت ريقها قائلة:أنا جالى رسالة انبارحصمتت ليعقد حاجبيه بتوجس قائلا:من مين يانوران؟قالت بتردد:من، من نورانتفض سليم يقول بحدة:وفيها ايه الرسالة دى، ومقلتليش ليه يانوران؟ترقرقت الدموع بعينيها قائلة:والله العظيم خفت تضايق، هى صحيح الرسالة من كلمة واحدة، بتقولى فيها مبروك، بس ضايقتنى وخفت أضايقك بيها فى يوم زى دهزفر بقوة يحاول ان يتمالك نفسه وهو يشعر بدموعها وضيقها وخوفها من غضبه ليبحث عن يدها حتى أصبحت بين يديه ليضمها الى صدره، يربت على ظهرها بهدوء قائلا بهمس:هش، خلاص، بطلى عييط، الموضوع مش مستاهل الدموع، بس عشان خاطرى أى حاجة تخص نور تقوليهالى علطولأومأت برأسها داخل حضنه ليشعر بايمائتها الطفولية، ابتسم بحنان ليهمس بجوار أذنها قائلا:على فكرة انتى شكلك حبيتى عقابى أوى وعايزانى أفكرك بيهشعر بها تبتسم داخل حضنه لتتسع ابتسامته وهو يخرجها من حضنه دون أن يخرجها من محيط ذراعيه، ليمرر يده على ذراعيها العاريتين، مرورا بعنقها، و صاعدا الى وجهها ليضمه اليه بيديه يأخذ شفتيها بقبلة شغوفة، لترفع نوران يديها وتضم رأسه اليها، ليعمق قبلته ويأخذها معه الى عالمه الذى يسحرها ويجعلها تنسى الكون بكل ما فيههرولت ضحى داخل أروقة المستشفى يتبعها شهاب، حتى وصلت الى غرفة العمليات، لتجد نزار يقف منهارا أمامها، لتقترب منه بغضب قائلة:بدور مالها يانزار، عملت فيها ايه ؟تجاهلها نزار تماما فى حين أمسكها شهاب يمنعها من أن تطبق بيديها فى عنق نزار ولا تتركه قبل ان تنشب مخالبها فيه، التفتت ضحى إليه قائلة بدموع مريرة:سيبنى ياشهاب، سيبنى أطبق فى زمارة رقبته، هو أكيد السبب، هو ياشهاب، ياريتنا ما سمحنالها تكمل معاه، ياريتنا منعناها، ياريتناأخذها شهاب فى حضنه يربت على ظهرها بحنان قائلا:اهدى ياحبيبتى، اهدى، بدور هتبقى كويسة، وصدقينى لو البنى آدم ده ليه دخل فى اللى حصلها، أنا بنفسى اللى هخلصها منهخرجت من حضنه قائلة من وسط دموعها:مش عارفة لو جرالها حاجة انا ممكن يجرالى ايه، ربنا يقومها بالسلامة ويرجعهالنا ياربأمسك يديها قائلا:متخافيش ياضحى، بدور هتبقى كويسة وكل حاجة هتتصلح، افضلى بس ادعيلهاقالت ضحى ناظرة الى السماء برجاء:ملناش غيرك يارب، قومهالنا بالسلامة هى والبيبى ياربثم أجهشت بالبكاء ليضمها شهاب مجددا الى صدره يغمض عينيه بألم، يود لو ينزع حزنها ويلقى به بعيدا عنها، تركها تفرغ كل دموعها على صدره، حتى هدأت شهقاتها ونضبت دموعها، لتبتعد عنه قليلا تمسح بمنديله الذى منحها اياه بقايا دموعها ليميل عليها قائلا بحنان:أحسن؟أومأت برأسها ايجابا بضعف لتلمح نزار الجالس على كرسى أمام غرفة العمليات يميل واضعا يديه على رأسه، لتتغير ملامحها مجددا وتلتفت تود الذهاب اليه ليمسكها شهاب من ذراعها، التفتت اليه ليقول متوسلا:سيبيه دلوقتى ياضحى، كفاية اللى هو فيه، مراته وابنه فى اوضة العمليات، نطمن بس على بدور ووعد منى اللى اتسبب فى اللى حصلها هياخد جزاؤه ياحبيبتىنظرت اليه ضحى قائلة بامتنان:ربنا يخليك لية ياشهابابتسم بحنان وهو يلمس خدها بنعومة قائلا:ويخليكى لية ياضحىفتح باب غرفة العمليات فى تلك اللحظة ليخرج الطبيب ومعه ممرضتان، ليندفع اليه الجميع، قال نزار فى لهفة وقلق:بدور أخبارها ايه يادكتور؟نظر اليه الطبيب قائلا:الوقعة مكنتش سهلة، احنا قدرنا ننقذ المريضة بس مع الأسف مقدرناش ننقذ الجنين.لتشهق ضحى وهى تضع يدها على فمها، بينما ملأت الصدمة ملامح نزار، ليستطرد الطبيب قائلا بعملية:مع الأسف كمان، الرحم اتضرر ومش هيقدر يشيل أطفال فى الفترة الجاية، وفيه احتمال ميقدرش يشيل أطفال تانىتعالت شهقات ضحى ليضمها شهاب الى جواره بينما أغمض نزار عينيه بألم ليقول الطبيب:ياريت نهدى ونحاول نخفف عن المريضة لأن حالتها النفسية اكيد هتبقى سيئة، وياريت تتابع مع دكتورة نسا، عشان تحاول تمنع الحمل فى الفترة الجاية لغاية ما الرحم يرجع لحالته الطبيعية، أهم حاجة ياجماعة انكوا تبعدوها عن أى شئ ممكن يأثر بالسلب على حالتها النفسية، عن اذنكمليغادر الطبيب، تتعالى شهقات ضحى وشهاب يربت على ظهرها بحنان ليس بيده شئ يواسيها به سوى دفء حضنه، بينما جلس نزار على الكرسى لا تستطيع قدماه أن تحمله، لقد فقد طفله وكان من الممكن أن يفقد بدور، وربما لن يكون له طفل مجددا، فان لم يكن طفله من بدور فهو لايريده، كل ما يحدث من أشياء سيئة بحياته، هو السبب بها، لقد اقترفت يداه جريمة شنعاء، استسلم للشراب، للخيانة، لكل ما هو سئ، ولكنه لم يستسلم للحب، لقد قتل طفله بيديه، ليدرك أنه لا يستحق بدور، التى لن تغفر له أبدا ما فعله، شعر أنها النهاية ولكنه لن يستسلم سيرجعها الى حياته مجددا أو يموت فى سبيل ذلككان سليم يجلس مع نوران فى حديقة منزلهم يمسك بيدها بحنان قائلا:مش كفاية كدة يانوران ونقوم نطلع أوضتنا.ابتسمت قائلة:استنى شوية ياسليم، ده وقت الغروب، والمنظر حلو أوى من هنا.لتعض شفتيها بقسوة تدرك أنها أخطأت التعبير، تتأمل ملامحه بسرعة تبحث عن ملامح الألم فى وجهه فلم تجدها لتزفر بارتياح، سمعته يقول بهدوء:اوصيفهولى يانوراننظرت إليه لثانية ثم مالبثت أن عادت ونظرت الى غروب الشمس قائلة بحالمية:الشمس ساعة الغروب بتفكرنى ببنت جميلة أوى لابسة أحمر، كل يوم فى نفس الميعاد بتودع حبايبها وكل معجبينها بحزن، لدرجة ان حزنهم بيملا حياتهم سواد، وللأسف محدش منهم بيقدر يجبرها تستنى، بس بردو محدش بيقدر يجبرها ترجع، هى اللى بترجع من نفسها عشان تنور حياتهم من تانى وتديهم أمل جديدابتسم سليم قائلا:وتفتكرى ايه اللى بيرجعها يانوران؟نظرت الى وجهه تتأمل ملامحه الوسيمة وهى تقول:حنينها ليهم ياسليماتسعت ابتسامته وهو يمسك يديها قائلا:أد ايه بحب أسمعك لما بتوصفيلى حاجة، بحس انى شايف الدنيا بعنيكى، بحسها دنيا حلوة أوى، وانتى اللى حليتيها فى عينى يانورانابتسمت فى حنان وكادت أن تقول شيئا لولا أن قاطعها صوت حمحمة رجولية لتلتفت الى مصدر ذلك الصوت وتجده زين، لتبعد يد سليم بخجل فى حين قال سليم بابتسامة:تعالى يازين، .اذيك..قال زين بابتسامة:الظاهر انى جيت فى وقت مش مناسبتخضب وجه نوران بحمرة الخجل، فى حين اتسعت ابتسامة سليم وهو يقول:عادتك يعنى ولا هتشتريها، تعالى ياعم اقعد، وحشتنى والله.ابتسم زين وهو يقترب ليجلس بجوار سليم قائلا:ياشيخ، يعني مفيش كدة انت جيت ليه وارجع ماكان ما جيت، وتشتم اليوم اللي عرفتني فيه وحاجات بالشكل ده؟ابتسم كل من نوران وسليم ليقول سليم:لأ، مفيش، ويلا تعالى اقعد من سكات بقىثم نظر باتجاه نوران قائلا:من فضلك خلي دادة سعاد تعملنا اتنين قهوة مظبوط يانوراناومأت نوران برأسها قائله:حاضر، حالا ياسليمثم التفتت الي زين الذى جلس بجوار سليم قائله:نورتنا يازينابتسم زين قائلا:تسلمى يارب يانوران، بس قولي لدادة سعاد تعمل حسابي ع الغدا.ليوكزه سليم في ذراعه ليقول زين متأوها:آه بهزر ياأخي، ايه ده، إنت إيدك تقيلة أوى..لتطلق نوران ضحكة رقيقة وهي تبتعد تتبعها ابتسامة سليم الحانية لسماعه نبرة السعادة في ضحكتهاليميل زين علي سليم قائلا:والله وعرفنا نضحك ونبيع صحابنا كمان، الموضوع كبير علي فكرة.وكزه سليم مجددا وهو يقول:خليك في حالكهز زين كتفيه قائلا:خلتني ياسيدي، ربنا يهني سعيد بسعيدة، هو انا اكره يعنى؟ ؟، ده انا فرحانلك من قلبي واللهكاد سليم ان ينطق بكلمه عندما استمع إلي خطوات نوران الراكضه ووقوفها تلهث أمامه قائلة في لوعة:سليم !ليعتدل زين منتصبا من ملامحها المتألمة، ويقول سليم بقلق من صوتها الملتاع:خير يانوران فيه إيه ؟لتقول وقد بدأت دموعها في النزول:بدور ياسليم، بدورليقع قلب زين عند قدميه وهو وهو يستمع إلي إسمها يدرك من لهجه نوران أنها ليست بخير وأن ماستقوله لن يعجبه يود لو يسألها عما أصاب بدور ليسبقه سليم قائلا في قلق:مالها بدور يانوران؟قالت في ألم:فى المستشفي ياسليم، وحالتها خطيرةليشعر زين بالخوف، بالرعب عليها، بالألم في قلبه، لينهض قائلا بحزم:يلا بينا ع المستشفيعقد سليم حاجبيه بينما نظرت إليه نوران بدهشه ليقول بإرتباك:أكيد هتروحو المستشفى، و محتاجين حد يوصلكمقال سليم بعد لحظة:معاك حق، يلا يانوران جهزي نفسك وحصلينا ع العربيهلتسرع نوران إلي داخل المنزل لتبدل ملابسها بسرعة، في حين جلس زين خلف مقود السيارة يضربه بقلق، غافلا عن ذلك الذي جلس بجواره يشعر بالقلق، ربما لا يري ولكنه أحس بمشاعر زين وقلبه الذي لن يتحمل انكسارا أخر، سيطوله بالتأكيد ان أحب تلك الفتاة التي ترقد الآن في المستشفي في حالة خطرة تماما كحالة صديقه .

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 9 < 1 2 3 4 5 6 7 8 9 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1411 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1007 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1048 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 867 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1588 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، أعمى ،










الساعة الآن 10:46 AM