logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





12-03-2022 01:37 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10

t22096_5215

أسوأ أنواع الغباء هو أن يعمينا عنادنا فلا نرى كم نؤذى أقرب الناس إلينا، نرى ألمنا فقط فنتجاهل ألم أحبتنا.. ولقد كاد غباء عشق أن يدمر حياتها وسعادتها وقلبها، لينقذها شيئ واحد... كابوس عشق.
فصول نوفيلا كابوس عشق

نوفيلا كابوس عشق للكاتبة شاهندة كاملة الفصل الأول

كانت تسبح فى نوم عميق، أيقظها منه شعور غريب، وكأن الصقيع يحيط بها، يجمد أطرافها، يجعلها ترتعش وبشدة.
إنفلجت عيناها ببطئ لتراه يطالعها ببرود، بعينين زادت قتامتهما ليصبحان فى لون الليل السرمدي، جالس على كرسى بجانب سريرهما، يبدو جسده جامدا كتمثال صخري، وكأن أنفاس الحياة قد غادرته للأبد.
أحست بالقلق، بالخوف من كل ما هو آت، ابتلعت ريقها فى صعوبة وهى تقول مرتبكة:
-إحم، صباح الخير.






نظر إليها (عاصى) نظرة طويلة أربكتها، وكأنه يلومها، يعاتبها، أم يودعها؟!
تنهد بألم شعرت به يأتى من مكان سحيق فى أعماق قلبه، وينعكس على ملامحه التى تجعدت حزنا وهو يقول بحزم:





-إحنا لازم نتكلم.

نظرت اليه بتساؤل قلق، تخشى كلماته، تود لو تتوسل اليه بالصمت، ولكنها اكتفت بقولها:
-خير ياعاصى؟!

زفر بيأس ثم طالعها بألم قائلا:
-أنا خلاص تعبت ياعشق و مش قادر اتحمل أكتر من كدة.

أصابها الرعب من كلماته المتمزقة ألما، ابتلعت ريقها تتوجس خيفة من إجابة سؤالها ولكن كان لابد لها من أن تسأله، لذا قالت وهى ترجو الله فى سرها أن يخيب ظنونها:
-قصدك ايه؟!

تأمل( عاصى )ملامحها الرقيقة والتى ظهر عليها الضعف والخوف، كاد أن يرق لها، أراد أن يأخذ كل قرار اتخذه ويضرب به عرض الحائط، لتعود الذكريات اليه بقسوة، تطيح بعشقه لها، ذلك العشق الذى يضعفه ويجعله حطام رجل.
ليقف فجأة وقد قست ملامحه يقترب منها قائلا ببرود:
-خلاص ياعشق الحياة بقت بينا مستحيلة، مش قادر أكمل مع واحدة كل اللى بينى وبينها أطلال حب، وذنب حملتهولى ودايما بتفكرنى بيه.

ترقرقت الدموع بعينيها ترغب فى النفى؟تود لو تنكر ذنبها، تدحض كلماته اللائمة لها، ولكن هيهات، فالذنب يقيدها ويخرس كلماتها النافية، لينحنى عليها فجأة قائلا بمرارة:.

-اللى مات ده كان ابنى زى ما هو ابنك، وموته وجعنى أد ما وجعك، ويمكن أكتر. ارادة ربنا انى أعمل الحادثة وهو معايا، ارادة ربنا ان هو اللى يموت وأنا اللى أعيش، لو بإيدى كنت اديتلوا روحى وانا اللى مت بداله؟بس هعمل ايه، ربنا عايز كدة، هعترض على مشيئته؟

طالعته بقلب تمزق ألما بينما إعتدل وهو يزفر فى يأس، يمسك الجسر ما بين حاجبيه وهو يغمض عيناه بألم ثم يفتحهما مجددا قائلا بصوت متهدج النبرات:
-أنا تعبت أبرر، وتعبت أديكى أعذار وتعبت أستحملك.

ليظهر فى عينيه التصميم وهو يستطرد قائلا:
-عشان كدة قررت أريحك منى وأرتاح أنا كمان، هطلقك وأسافر، مين عارف؟ جايز أنسى اللى عشته معاكى.

صرخت فى لوعة وهى تنهض من السرير تتعلق بذراعه بقوة، تتشبث به بإستماتة رافضة كلماته التى تبعده عنها وهى تقول:
-لأ يا عاصى، أبوس ايدك بلاش، أنا بعترف انى غلط وإنى ندمانة على غلطتى بس عشان خاطرى متسيبنيش، انا مقدرش أعيش من غيرك.

نفض ذراعها عنه وهو يقول بألم:
-للأسف فات أوان الندم.

إستقام مستطردا بصوت مذبوح من الألم:
-انتى طالق ياعشق، طالق، طااالق.

نظرت اليه بصدمة عاجزة عن الكلام بينما نظر اليها بلوم وعتاب وعذاب، قبل أن يغادر بخطوات غاضبة حزينة صافقا الباب خلفه. إنهارت (عشق )أرضا فلم تعد قدماها قادرة على حملها، تجرى دموعها على وجهها، تدرك أنها النهاية لقصة حب رائعة أضاعتها بغبائها، عادت بذاكرتها سنوات عديدة إلى الوراء، حيث بدأ كل شيئ ليمر شريط ذكرياتها يزيد من مرارة الحلق ووجع القلب.

فى الربيع تشرق الطبيعة وتتزين بالألوان
فى الربيع تنقشع قسوة الشتاء وتنبلج الشمس فى عنان السماء فتمنح الروح لكل الكائنات، تظللهم ببهجة لا تضاهى.
فى الربيع تتفتح الزهور ويتجدد الأمل ويصبح كل شيئ، بالإمكان.

كان الربيع ل(عشق )هو فصل الحياة، يمنحها ماتحتاجه من إبداع لتجسد كل مظاهره الخلابة على لوحاتها، وكان لها أيضا فصل الحب ففى هذا الفصل تحديدا رأته لأول مرة، نصفها الآخر، حبيبها ورفيق الصبا (عاصى).

هذا الإبن الوحيد لجيرانهم والذى يكبرها بثلاثة أعوام، جمعتها به صداقة قوية منذ اللحظة الأولى، تطورت رويدا رويدا ليظللها مشاعر أخرى مع مرور الأيام.

كانت تراه فقط فى فصل الربيع حين يأتى مع والديه لقضاء الإجازة فى الضيعة، فيبعث فى قلبها بهجة لا يضاهيها شيئ سوى بهجة تفتح زهور حديقتها لأول مرة، تنطلق معه لإستكشاف الكون حولها من جديد فيتلون بكل الألوان الزاهية ويصبح لهذا الكون مذاق خاص تضفيه فقط صحبته هو، (عاصى)، توأم الروح.

لم يتركا شبرا فى ضيعتهما إلا وأدمغاه ببصمتهما، وتركا فيه ذكرى تحيا فى قلبيهما، ليسبغ الحزن طيات تلك القلوب مع إنتهاء فصل الربيع، عندما يحين أوان الرحيل، يفترقان بألم وحزن كل بداية صيف، ليعودا ويلتقيا مع الربيع المقبل لتشرق الشمس فى حياتهما، تبعث الدفء فى قلبيهما من جديد..

لا تنسى( عشق) أبدا هذا اليوم الذى غير مجرى علاقتهما ربما للأبد، كان هذا اليوم فى آخر أيام ربيع عامها الثامن عشر، يومها ودعته بدموع ظللت مقلتيها تتمسك به بقوة، تأبى ان تترك يده وتدعه يرحل ليمد يده الحرة يمسح دمعة هاربة على وجنتها بحنان قبل أن يقول بهمس:
-مش عايز آخر حاجة أشوفها قبل ماأمشى تبقى دموعك ياعشق.

طالعته بعينين حزينتين قائلة:
-غصب عنى ياعاصى، المكان هنا بيبقى وحش أوى من غيرك.

قرصها فى وجنتها قائلا بمرح يحاول أن يزيح به تلك الغصة التى يشعر بها فى صوتها ومتغلغلة فى صدره:
-وانا اللى كنت فاكر إنك مابتصدقى تخلصى منى عشان ترجعى ترسمى من تانى.

قالت بعينين نطقتا بالحب دون إرادة منها:
-أنا ممكن أرسم على فكرة وانت موجود، بس مبحبش أضيع لحظة واحدة وأنا معاك، الرسم ممكن يستنى بس انت، انت مبتستناش ياعاصى.

تأمل عيونها التى زاد صفاؤها مع ضوء الشمس فأصبحت فى لون العسل الصافى قائلا:
-هرجعلك والمرة دى هجيبلك معايا حاجة بتمنى تسعدك.

طالعته بحيرة قائلة:
-حاجة؟حاجة إيه دى!

مد يده فى جيب بنطاله يخرج ورقة مطوية منحها إياها وسط حيرتها وهو يقول:
-متقريش الورقة دى غير بعد ماأمشى، هستنى تليفونك النهاردة بالليل عشان تجاوبينى.

كادت أن تسأله عن أي إجابة يبحث؟ولكنه لم يمنحها الفرصة بل إلتفت يبتعد بسرعة عنها وكأنه يخشى البقاء أكثر، بينما تابعته بناظريها بشوق شعرت به يسرى بعروقها منذ الآن، إختفى طيفه ومعه إختفت معالم الحياة، ستنتظر بألم عودته لينبض كونها بالحياة مجددا، فالليالى طويلة فى الفراق والأيام لا تمر.

رفعت الورقة المطوية تطالعها بقلب ينبض حبا لصاحبها، فتحتها، فوجدت فيها كلمتان زلزلتا كيانها وأرسلتا الرعشة فى أوصالها..

(بحبك، تتجوزينى؟).

إتسعت عيناها بصدمة تحولت إلى سعادة غامرة أطاحت بدقاتها، رفعت عيناها إلى طيفه حيث اختفى منذ قليل، لتقفز فرحا وهي تقبل تلك الورقة مرارا ثم تصرخ قائلة:
-بحباااااااااااك.

ثم إنطلقت إلى منزلها بخطوات حماسية سعيدة، لم تنتظر حتى الليل بل حادثته على الفور، تخبره بموافقتها ومشاعرها ليبادلها كلمات العشق والوعد بالوفاء، وها هو الربيع قد أتى مجددا ومعه سيأتى (عاصى) كما أخبرها ليجلب الحياة إلى كونها، سيجلب لها سعادة وعشق ومحبس يدمغ حبهما برباط أبدي، سيخطبها هذا الربيع من ذويها وماإن ينتهى من دراسته كطبيب حتى يتزوجا ويكللا هذا العشق الذى يسرى بقلبيهما برباط مقدس سيحملهما إلى سماء العشق فيحلقا هناك سويا، إلى الأبد.

رأته من شرفتها يدلف إلى حديقتهما لتشع السعادة فى شرايينها، تتطلع إليه بعشق، لوح لها بإبتسامة فلوحت له بعيون مشعة قبل أن تدلف إلى حجرتها بسرعة تفتح الباب وتنطلق إلى الأسفل لتلاقيه، وجدت والدتها فى طريقها فأمسكت بيديها وطافت معها فى سعادة قائلة:
-ياقلبى ياماما، ياحبيبتى ياماما.

أوقفتها( منال)عن الطوفان، تنظر إلى إبنتها التى تبدو عليها السعادة ظاهرة قائلة بدهشة:
-مالك ياعشق؟إتجننتى ياحبيبتى؟!

قالت (عشق )بسعادة:
-جه ياماما، عاصى جه.

لترفع حاجبيها صعودا وهبوطا وهي تغنى قائلة:
-ماتزوقينى ياماما أوام ياماما، ده عريسى هياخدنى بالسلامة ياماما.

ثم قبلت والدتها فى وجنتها بحب قبل أن تسرع بالهبوط إلى الدور الأرضى تتبعها السيدة (منال) وهي تقول بإبتسامة حانية:
-ربنا يسعدك يابنتى.
تاااابع اسفل
 
 






look/images/icons/i1.gif رواية كابوس عشق
  12-03-2022 01:39 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا كابوس عشق للكاتبة شاهندة كاملة الفصل الثاني

كان( عاصى) يدور فى ردهة منزله بالمدينة، يفرك يداه بلهفة، فتلك الليلة قد انتظرها طويلا، طويلا جدا.

سنوات يحبها بصمت، يذوب فيها عشقا، حتى اعترف لها بحبه فأطربت قلبه بإعترافها ثم صارت خطيبته، والليلة، الليلة تحقق حلمه الذى راوده كثيرا حتى أصبح شغفه، فصار فى خلال الثلاثة أشهر المنصرمة يحلم بتلك الليلة يوميا، يتخيل ادق تفاصيلها، ليلة زفافه على عشقه.

كم كانت تشبه الملائكة فى هذا الفستان الأبيض فأخذت أنفاسه حرفيا، ثم أعادتها إليه حين تشابكت أصابعهما فلم يترك يدها طوال الحفل حتى حين أردن صديقاتها أن يأخذنها لترقص معهن، رفض وتمسك بها لترقص معه وحده، لايصدق أنها أصبحت ملكه، لا يريد التخلى عن الشيئ الوحيد الذى جعله يوقن أن زواجه منها حقيقة، لا حلم أو خيال، لمسة يداها.

أفاق من أفكاره على صوت باب حجرة نومهما يفتح وعشقه تطل أمامه بفستانها الأبيض، يظهر الخجل والتوتر على ملامحها، رفع حاجبيه بحيرة وهو يطالع ملامحها، يتساءل فى نفسه، لماذا لم تخلع عنها فستانها بعد وقد طردته حرفيا من الحجرة حتى تكون وحدها لتبدله؟

نفض أفكاره وهي تقترب منه بخطوات مرتبكة أثارت إضطرابه ولهفته حتى توقفت أمامه تماما لتقول متلعثمة بخجل ظهرت حمرته على وجنتيها وإمتد لبشرة جيدها البيضاء:
-لو سمحت، ممكن يعنى تفتحلى سوستة الفستان؟

لتستطرد بإحباط:
-بقالى نص ساعة بحاول أفتحها ومش عارفة.

إتسعت عيناها بشدة وضحكة رائعة إنطلقت من ثغر (عاصى)لتنفض دهشتها وهي تتيه فى ملامحه التى إزدادت وسامة ونواجزه تظهر تماما مع تلك الضحكة التى أطلقها، توقف عن الضحك وهو يطالع عيونها بنظرة جمعت بين العشق والمرح وهو يقول بمشاكسته التى اعتادتها منه:.

-ياشيخة خضتينى، وأنا اللى قلت إنك غيرتى رأيك وعايزة تلفى وترجعى على بيت أهلك، سوستة الفستان!اممم، طب ما كان من الأول، مش انتى اللى طردتينى برة الأوضة لما عرضت عليكى أفتحهالك.

ازدادت حمرة خجلها قائلة:
-كنت مكسوفة.

قال بمزاح وهو يرفع حاجبيه صعودا وهبوطا:
-ودلوقتى بطلنا كسوف؟

قالت بحنق:
-ماخلاص بقى يا عاصى، متزودهاش، أقولك أنا غلطانة اللى طلبت مساعدتك.

إلتفتت تنوى العودة إلى حجرتهما بغيظ ولكن أوقفها (عاصى)وهو يمسك بيدها، إلتفتت تطالعه بحنق مالبث أن زال تماما وهي ترى عيونه تشع بالحب وإبتسامة حانية على ثغره وهو يقول:
-خلاص ياستى متزعليش، والله بهزر معاكى.

طالعته بعتاب لا تحمله فى قلبها حقا فقد أزالت نظراته وهمساته كل الحنق من قلبها، ولم يبقى سوى العشق، عشقها لهذا الرجل.

مد (عاصى)يده يقرص وجنتها بحنان قائلا:
-فكيها بقى وورينى إبتسامة عشقي الحلوة.

تسللت البسمة إلى ثغرها، ليبتسم بدوره ثم يميل مقبلا جبينها متمهلا للحظات يستنشق فيها عبيرها الرائع قبل أن يبتعد رغما عنه، يديرها برقة يمسك خصلاتها البنية الناعمة، يبعدها على كتفها ويفتح سحاب فستانها وهو يأخذ نفسا عميقا يحاول أن يتمالك به نفسه وبشرتها الناعمة تداعب أصابعه، يشعر بإرتعاشتها.

إنتهى من مهمته التى يعدها أصعب من أي عملية جراحية قد قام بها، تمتمت (عشق)بكلمة شكر خافتة لم يسمعها وهو يحاول السيطرة على مشاعره كي لا يخيفها جموح تلك المشاعر، تقدمت بإتجاه باب حجرتهما يتابعها بعينين عاشقتين، توقفت للحظة قبل ان تدلف إلى الحجرة ورنت إليه بنظرة إحتار فى تفسيرها، هل هي دعوة منها له كي ينضم إليها فى التو واللحظة؟ أم هي نظرة عروس خجول تخشى القادم؟او ربما هي مزيج من الإثنين؟

لم يمنح نفسه الوقت الكافى لتحليل نظرتها وهو يتبعها إلى الحجرة بلهفة، فإن كانت دعوة منها فسيكون سعيدا لتلبيتها، وإن كانت نظرة عروس خجول تخشى القادم فسيكون أكثر من مستعد لدحض مخاوفها وتعليمها كل فنون العشق والغرام، يكاد يطير فرحا لإنها ستتعلمها على يده هو، دون غيره.

جلس بجوارها يتأملها بعشق، مر عام كامل منذ زواجهما ولم يمل مطلقا من تأمل جميلته النائمة، تحيطها هالة ملائكية تثير شغفه وتجعله راغبا طوال الوقت بالنظر إليها، يمنعه فى بعض الأحيان خجلها الفطري، يدرك أنه يثير توترها بتأمله لها، فيجد فى تأملها وهي نائمة الأريحية فى ذلك، إبتسم برقة وهو يمد يده يمررها على وجنتها بحنان، فتحت عيونها التى تغمره عسليتهما بمشاعر عاتية، إبتسمت بدورها قائلة بصوت مازال ناعسا:.

-إنت جيت ياحبيبى؟

رفع حاجبه الأيسر قائلا بمشاكسة:
-لأ لسة برة.

إعتدلت وهي تتمطى قليلا ثم نظرت إلى ساعة المنبه الموضوع على الكومود جوارها قبل أن تطالعه مجددا وهي تقول:
-صباحو خناق يا(عاصى)؟هتبطل تشاكسنى ولا نقلبها نكد و...

وضع يده على فمها وهو يقول بسرعة:
-لأ أبوس إيدك مش طالبة خناق خالص، أقولك، قومى إلبسى.

أزالت يده من على فمها وهي تعقد حاجبيها قائلة:
-هنروح فين؟

إبتسم وهو يقول:
-أخدتلك ميعاد مع دكتورة نوال.

إتسعت عيناها بسعادة لتنهض وتجلس القرفصاء تواجه (عاصى)قائلة بلهفة:
-بجد ياعاصى؟!طب إحلف.

إتسعت إبتسامته وهو يقول:
-والله ياقلب عاصى.

إحتضنته بسعادة فضمها إلى صدره بحنان، خرجت من بين ذراعيه تقبل وجنته قبل أن تقفز من السرير تتجه لتأخذ حماما وتستعد للخروج ليوقفها صوته محذرا:
-عشق.

إلتفتت تطالعه متوجسة، تخشى أن يكون قد بدل رأيه، ليستطرد قائلا:
-متنسيش تاكلى حاجة قبل ماننزل، مفهوم؟

إنفرجت أساريرها وهي تومئ برأسها فى سعادة مرددة:
-مفهوم ياحبيبى.

ثم بعثت له قبلة هوائية طائرة فإبتسم لها لتنطلق إلى الحمام بسرعة تغلقه خلفها بينما ظهر الإرتياح على ملامح (عاصى) يدرك من تلك السعادة التى اعتلت ملامح عشقه أنه كان صائبا فى قراره الذى إتخذه اليوم، لقد عارضها كثيرا عندما إقترحت عليه الذهاب للطبيبة من أجل تأخر إنجابهما، يخبرها مرارا أنه لم يمر على زواجهما سوى بضعة أشهر وأن الكثير من الأزواج لا ينجبون قبل مرور عام أو أكثر ولكن سكونها فى الأشهر الأخيرة وإختفاء لمعة عيونها ومرحها المعتاد أجبراه على الرضوخ أخيرا لطلبها، يأمل أن تكون زيارتهما تلك سببا لسعادتها وعودة البسمة إلى ثغرها، ولقد كان.

فرك وجهه بقوة قبل أن ينهض ليأخذ حماما بدوره فى الطابق الأرضي، يقاوم رغبة عميقة فى النوم، فقد ظل ساهرا طوال الليل بالمشفى ويحتاج حقا إلى الراحة ولكنه نفض إرهاقه وتعبه، فقط، من أجلها هي.

إقتربت (منال)من إبنتها التى جلست ترسم بعض الزهور الجديدة التى تفتحت فى حديقة منزلهما بالضيعة، لاحظت توقفها عن الرسم وشرودها، نادتها بصوت خافت، فأفاقت (عشق)من شرودها وهي تمسح تلك الدموع التى تسللت لوجنتيها، جلست (منال)إلى جوارها تربت على فخذها بحنان قائلة:
-مش كفاية بقى يابنتى؟مفيش ست تسيب بيتها وجوزها شهر بحاله وتقعد بعيدة عنه، كدة هتولدى مابينك وبينه الجفا.

أطرقت (عشق)برأسها قائلة:
-غصب عنى ياماما، تفتكرى إنى فرحانة ببعدى عنه؟طبعا لأ، بس أعصابى بقت تعبانة أوى وموتراه، عاصى أساس شغله الهدوء، مش عايزة أضره.

تنهدت والدتها قائلة:
-وتفتكرى ببعدك عنه مش ضراه، ده ياقلبى بقى حاله يغم، صوته، ملامحه، مش ده عاصى أبدا ولا...

نهضت (عشق)تقول بعصبية:
-أبوس إيدك ياماما كفاية، أنا فية اللى مكفيني ومش مستحملة.

أغروقت عيناها بالدموع وهي تستطرد قائلة:
-قلتلك غصب عنى، إحساسى بالعجز مموتني، مخلينى عايشة ومش عايشة، مبقتش بحس بفرح ولا بحزن، وكل كلمة عاصى بيقولها بتقف هنا...

أشارت إلى حلقها وهي تستطرد قائلة:
-هنا ياماما، كل يوم والتانى منكدة عليه وعاملاله مشكلة، وهو مستحمل وراضى، كرهت نفسى عشان تعباه ومبقتش قادرة أشوف وجعه اللى باين جوة عنيه عشانى، لو على عاصى أنا عارفة إن ميهموش نجيب طفل دلوقتى أو بعدين أو حتى منجيبش خالص، بس أنا يهمنى، نفسى أكون أم ياماما، فاهمانى؟

قالت (منال)بحزن:.

-فاهماكى ياحبيبتى ومقدرة اللى انتى فيه، بس هنعمل إيه كله قدر، قسمة ونصيب، الدكتورة قالت ان مفيش فيكم أي عيب وإن كل شيئ بأوان، يبقى ليه نعذب نفسنا ونعذب اللى بنحبهم معانا، انتى عارفة ان عاصى روحه فيكى وان بعدك عنه بيموته، بس هو صابر عشان خاطرك، عشان حس إن راحتك ساعتها فى البعد عنه، سابك تمشى ومفكرش فى نفسه، يبقى واجب عليكى تعملى زيه وتفكرى فيه هو وبس، عاصى طيب وابن حلال متخسريهوش يا عشق، الراجل الطيب لو زودتى عليه بيثور وساعتها ثورته هيكون ليها ضحايا وأول ضحاياه هيكون أقرب الناس ليه، انتى يابنت قلبى.

ظهر الخوف على ملامح (عشق)تخشى أن تكون والدتها محقة بل تدرك أنها على صواب، يجب أن تعود ل(عاصى)فلقد تحمل عنادها وعصبيتها بجلد، لم يفكر فى نفسه بل كان جل همه سعادتها هي، ولقد فكرت بأنانية، فكرت فى مشاعرها هي وشعورها بالألم لإنها السبب فى مايعانيه منها، هربت من إحساسها بالذنب تجاهه ولم تفكر به وبمشاعره وبوحدته دونها، لذا عليها أن تعود وتتقبل فكرة تأخر الإنجاب أو ربما عدم الإنجاب على الإطلاق.

شعرت بالإختناق وهي تتخيل نفسها دون أطفال إلى الأبد، تسارعت دقات قلبها وشحب وجهها وكل ماحولها يدور بسرعة قبل ان تسقط مغشيا عليها، وقد كان آخر ماسمعته هو صراخ والدتها بإسمها.



look/images/icons/i1.gif رواية كابوس عشق
  12-03-2022 01:41 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا كابوس عشق للكاتبة شاهندة كاملة الفصل الثالث

دلف عاصى إلى منزل حمويه بقلب يرتعش خوفا، أسرع إلى (منال)ما إن رآها، قائلا بقلق:
-خير ياطنط؟عشق مالها؟

قالت (منال) بسرعة:
-اهدى ياعاصى، إطمن ياحبيبى، عشق كويسة ومفيهاش أي حاجة.
قال( عاصى )برجاء:
-عشان خاطرى ياطنط، متخبيش عنى حاجة وقوليلى عشق فيها إيه؟
إبتسمت (منال) قائلة:
-والله هي كويسة وزي الفل، بعد ماكلمتك وقلتلك انها أغمى عليها، جبنالها الدكتورة وطمنتنا فكلمتك تانى عشان أطمنك بس انت مردتش.

مرر يده فى شعره بتوتر قائلا:
- نسيت التليفون فى المستشفى من لبختى..
ثم زفر مستطردا:
-طيب إيه سبب الإغماءة دى؟

كادت (منال) أن تخبره ولكنها آثرت أن يسمع ذلك الخبر من إبنتها (عشق)، لتقول بإبتسامة غامضة:
-شوية ضعف، وبعدين بقى، إحنا لسة هنتكلم، إنت تطلع لعشق تصحيها وهي تحكيلك على ماأحضرلك لقمة تاكلها، تلاقيك مكلتش حاجة من الصبح.

قال (عاصى):
-متتعبيش نفسك ياطنط، مليش نفس.
قالت (منال) بحنان:
-هتاكل يعنى هتاكل، عمك محسن جاي فى السكة هتاكل معاه، وأكيد هيفتح نفسك.

إبتسم (عاصى)إبتسامة باهتة وهو يومئ برأسه قبل أن يتجه إلى غرفة (عشق)، تتابعه عينا(منال)فى شفقة قائلة:
-ياحبيبى ياابنى، لو تعرفى ياعشق جوزك بيحبك أد إيه، مكنتيش زعلتيه ساعة واحدة.

لتظلل إبتسامة ثغرها وهي تستطرد قائلة:
-بس المفاجأة اللى محضرهاله أكيد هتسعده وهتخلى الدنيا مش سايعاه من الفرحة، ربنا يسعدكم ياولادى.

الإشتياق لك كالنار تسري فى جسدي، بلهيبى أتلظى..
بداخلى آلاف النبضات تخشى فراقا عليه لا أقوى
قد تغير كونى فى عشقك، فأصبح ليلى نهارا والنهر بحرا لا يفنى
لن أقبل بجحيم الفراق، بل حتى فى أحلامك سأبقى
سأمحو المسافات بيننا، وبغير وصالك حبيبى لن أرضى.

دلف (عاصى )إلى الحجرة، ثم أغلق الباب خلفه بهدوء، يقترب من سريرها ببطئ، يتأمل تلك النائمة بشوق سارع من دقات قلبه، رفع يده تجاه خافقه يربت على هذا القلب العاشق الذى يؤلمه شوقه إلى محبوبته.
تبا، لقد أضناه فراقها وجعله لايستسيغ نوما ولا طعاما، يعيش كالموتى ينتظر أن يحييه لقاء نصفه الآخر، عشقه.

ولقد كاد أن يموت قلقا حين أخبرته حماته بأنها مريضة، لا يدرى كيف وصل إلى الضيعة يقود سيارته بسرعة جنونية قد تودى بحياته ولكنه أبدا لم يأبه أو يهتم، وحتى بعد أن أخبرته والدتها بأن حبيبته بخير، لم يثلج هذا الخبر قلبه، فلم يكن ليثلج قلبه سوى رؤيتها أمامه كما هي الآن سالمة، جلس إلى جوارها، مد يده يزيح خصلاتها الحريرية عن جبهتها برقة يرجعها خلف أذنها، تململت تردد إسمه فى نومها فإبتسم هامسا:.

-قلب عاصى وروحه.

فتحت عيونها ببطئ فرأته يطالعها بعشق، إبتسمت قائلة بهمس:
-عاصى، وحشتنى ياحبيبى.
رفع يدها إلى شفتيه يطبع قبلة بطيئة على كفها قائلا:
-انتى كمان وحشتينى أوى.
إعتدلت بسرعة وعيناها تتسعان بقوة قائلة:
-إنت هنا بجد، يعنى أنا مش بحلم؟
قرص وجنتها بخفة، بحركته التى تعشقها، تتسع إبتسامته لتظهر نواجزه قائلا:
-مبتحلميش ياعشق، أنا هنا بجد.
إرتمت بين ذراعيه على الفور، تضمه بقوة قائلة:.

-أنا بحبك أوى ياعاصى، عشان خاطرى متزعلش منى.

ضمها إلى صدره بحنان يود لو أسكنها ضلوعه، يغمض عيناه وهو يستنشق رائحتها التى إشتاق إليها بقوة، قائلا:
-أنا عمرى ماأزعل منك ياعشق، إنتى روحي، نصي التانى، إنتي نفسي ياحبيبتي.

خرجت من بين ذراعيه تطرق رأسها بخزي قائلة:
-بس أنا زعلتك كتير وانت إستحملتنى...
قاطعها وهو يرفع ذقنه بإصبعه قائلا:
-متقلبيش فى اللى فات، أنا عن نفسى نسيته، وكفاية علية انك هنا دلوقتى أدامى وقريبة منى ياعشقي.
طالعته بعشق قائلة:
-ربنا يخليك لية.
قال فى حنان:
-ويخليكى لية.
ثم إبتسم مستطردا:
-بالمناسبة عندى ليكى مفاجأة.
إبتسمت بدورها فى سعادة قائلة:
-وأنا كمان.
قال بحيرة:
-مفاجأة إيه؟!

إتسعت إبتسامتها قائلة:
-قول انت الأول.

تطلع إلى عينيها الرائعتين وهو يقول:
-خدت أجازة من الشغل ياستى، أسبوعين بحالهم، هنقضيهم فى بيتنا اللى هنا وأهي فرصة، بابا وماما مسافرين وهنكون لوحدنا خالص.
قرن كلماته بتحريك حواجبه صعودا وهبوطا لتعتلى وجنتيها حمرة خجل لطالما أطاحت بدقات خافقه، لتقول بحياء:
-مش هينفع ياعاصى.
عقد حاجبيه قائلا:
-إيه هو اللى مش هينفع ده، مراتى ووحشانى، بقالك شهر بحاله بعيدة عنى، أكيد...
قاطعته قائلة:.

-انا حامل ياعاصى.
طالعها بصدمة للحظات قبل أن يقول:
-إنتى قلتى إيه؟
إبتسمت قائلة:
-بقولك أنا حامل.
نقل بصره بينها وبين بطنها المسطحة بذهول، لتستقر نظراته على صفحة وجهها قائلا:
-انتى بتتكلمى جد؟يعنى أنا هبقى أب؟
أومأت برأسها بسعادة قائلة:
-وأنا هبقى أم ياعاصى، أخيرا.
سحبها إلى صدره يضمها مجددا قائلا:
-ده أحلى خبر سمعته فى حياتى، مبارك ياقلبى.

إستكانت بوجهها على صدره تستمع لدقات خافقه المتسارعة وهي تقول:
-أنا لغاية دلوقتى مش مصدقة نفسى ياعاصى وحاسة إنى بحلم.
قبل (عاصى)قمة رأسها قائلا:
-ربك كريم ياعشق، بيكسر الحزن بالفرحة ويمحى الدمعة بالضحكة ويحقق الأحلام.
مرغت (عشق)وجهها فى طيات صدره تستشعر الأمان والحب الذى يمنحها إياه حضنه الدافئ، قبل ان تقول:
-ونعم بالله ياعاصى، ونعم بالله.

ظلا هكذا للحظات قبل أن يعتدل (عاصى)ويتمدد إلى جوارها، يسحبها إلى حضنه لتستقر بوجهها على صدره بينما يحيطها بذراعه، فقالت (عشق):
-انت بتعمل إيه ياعاصى؟اوعى تكون هتنام قبل ماتاكل، اكيد ماما دلوقتى بتعملك الأكل اللى بتحبه.
قال (عاصى)بنبرات ناعسة:
-مش وقت أكل ياعشق، أنا جعان نوم، من يوم ماسيبتينى مش عارف أنام، وماصدقت آخدك فى حضنى عشان أرتاح وأنام ياحبيبتى.
ربتت (عشق)على صدره قائلة:.

-طيب ياعاصى، نام ياحبيبى، نام وإرتاح.
أنفاسه التى ثقلت أخبرتها بإستسلامه لسلطان النوم، لترفع وجهها عن صدره تطالعه بعشق قائلة:
-أوعدك ياحبيبى، اوعدك إنى مبعدش عنك تانى، مش هأذيك ولا أحرمك من الراحة ياعاصى، أبدا.
لم تدرك وقتها أنها لن تستطيع الوفاء بهذا الوعد، وأنها ستؤذيه مجددا، وستذبح قلبه بسكين حاد، لم تكن لتتخيل أنها قد تفعل ذلك يوما، على الإطلاق.

كان(عاصى)يقلب بين محتويات مكتبه قبل أن يتوقف وهو ينادى على( عشق)، لم تجيبه فناداها مجددا بصوت حاد لتدلف إلى الحجرة قائلة:
-فيه إيه يا(عاصى)بتزعق كدة ليه؟

قال (عاصى):
-الملف اللى فيه عقد المستشفى راح فين، بدور عليه مش لاقيه.
قالت:
-هتلاقيه هنا ولا هنا، هيروح فين يعنى؟
قال (عاصى)بغيظ:
-بقولك مش لاقيه ياعشق، قلبت المكتب كله عليه، أنا مش بعتهولك من يومين وقلتلك حطيه فى درج المكتب؟
ظهر على (عشق )التفكير قليلا ثم قالت:
-آه صح، بعته مع حامد بس مش فاكرة حطيته ولا...
قاطعها قائلا بحدة:.

-مش فاكرة!مش فاكرة إزاي يعنى؟انا مش قلتلك إن ده ملف مهم و تحطيه فى درج المكتب علطول.
قالت بدورها فى حدة:
-نسيت، حصل إيه ها؟ماانت عارف إنى حامل وتعبانة، ونسيانى وارد جدا، مش جريمة يعنى.
جز على أسنانه وهو يقول:
-هو أنا كل ماأكلمك تقوليلى حامل وتعبانة ياعشق، ما كل الستات بتحمل، بس مش كل الستات بتهمل بيتها وجوزها بالشكل ده.
إتسعت عيناها بصدمة واغروقت بالدموع وهي تقول:.

-قول كدة بقى، ده انت شايل فى قلبك كتير.

لتجلس على أقرب كرسى لها وهي تمسك ببطنها المنتفخة، تطرق برأسها أرضا ثم تفرك يديها قائلة بمرارة:
-انت خلاص مبقتش تحبنى زي الأول، أكيد من شكلى المكعبر ووزنى اللى زاد، مش كدة؟

أدمت قلبه دموعها وأوجعته كلماتها ومظهرها الضعيف، زفر بقوة وهو يحاول أن ينحى حنقه جانبا، يقترب منها ويجلس القرفصاء أمامها، يسحب يديها من حجرها بين يديه قائلا:
-مين بس اللى بطل يحبك ياعشق، انتى لو بصيتى جوة قلبى هتلاقى الدنيا كلها فى كفة وانتى فى كفة ياحبيبتي.

رفعت إليه وجهها تقول بصوت ظهر فيه الرجاء بأن يدحض كل شكوكها وهي تقول:
-يعنى انت لسة بتحبنى ياعاصى، مزهقتش من شكلى اللى اتغير ولا مليت منى ومن عصبيتى؟

تأمل عسليتيها قائلا بمشاكسة:
- ايه اللى إتغير فى شكلك، وزنك زاد شوية وملامحك كعبرت حبتين.

نفضت يداها من يديه وهي تجعد ملامحها قائلة بإستنكار:
-عاصى!

ضحك بقوة لتزداد وسامته وتسحب أنفاسها لتنسى حنقها منه تماما، توقف عن الضحك وهو يلاحظ نظراتها العاشقة ليبتسم قائلا بحنان:
-مستحيل أتغير او أزهق منك ياعشق، حتى لو بقيتى عجوزة وملامحك مكرمشة هتفضلى فى عينى عشق، البنت اللى أول ماعينى وقعت عليها قلت إنها أجمل ماشافت عينى، البنت اللى بس قربها منى بيحيينى وضحكتها بتنور حياتى.

تأملته بحب قائلة:
-الكلام ده من قلبك ياعاصى.
قرصها فى وجنتها بخفة قائلا:
-من قلبى يابنت قلبى.
إبتسمت فمال يقبل وجنتها قائلا:
-قومى بقى إغسلى وشك وإمسحى دموعك، وأنا هدور تانى على الملف جايز المرة دى ألاقيه.
أومأت برأسها ونهضت تغادر الحجرة فإستوقفها (عاصى)قائلا:
-عشق.
إلتفتت إليه فقال لها:
-بلاش تتكلمى مع تغريد كتير، تغريد مش شبهك ياعشق ولا انتى شبهها، مفهوم؟

ظهر على ملامحها الإضطراب، تدرك تلميحه لها عن إدراكه ان( تغريد) وراء كل تلك المخاوف التى أصابتها مؤخرا، لتهز رأسها ببطئ ثم تغادر تتابعها عينا (عاصى)قبل أن يتنهد وهو يعاود البحث عن الملف.

ضم (عاصى)ولده إلى صدره بحنان، يتأمل ملامحه التى تشبه ملامح أمه، ولكنه يحمل عيناه السوداوتان، مرر يده على وجنته برقة، لايصدق أنه يحمل طفله الآن بين يديه، بينما تقول (منال)بإبتسامة:
-هتسموه إيه ياولاد؟

كاد (عاصى)أن يتحدث ولكن (عشق )سبقته قائلة:
-منير، على إسم حمايا الله يرحمه.

تأملها بقلب تضخم عشقا، فلقد أدركت رغبته دون أن ينطق بها، فلم يخبرها برغبته تلك خشية أن يجبرها على أن تسمى مولودهما على اسم والده الذى توفي فقط منذ شهران، وتركت وفاته حزنا لا يمحى بقلب (عاصى)، لم يرد أن يضغط عليها بمشاعره بعد أن أطلقت على طفلها إسم(معاذ)منذ ان علمت بنوع المولود، أفاق من شروده على إقتراب والدته من (عشق)، تقبل رأسها بعينين مغروقتين بالدموع ثم تقول:.

-ربنا يبارك فيكى يابنتى ويخليهولك.

إبتسمت (عشق)قائلة بحنان:
-ويخليكى لينا ياطنط صفاء.
ربتت (صفاء)على وجنتها بحنان، بينما إسترقت(عشق)النظرات إلى (عاصى)الذى إبتسم لها بإمتنان عاشق متمتما دون صوت:
-بحبك ياعشق.
فإكتفت بإبتسامة ونظرة بادلته عشقه.



look/images/icons/i1.gif رواية كابوس عشق
  12-03-2022 01:42 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا كابوس عشق للكاتبة شاهندة كاملة الفصل الرابع

نادت (عشق)بحنان قائلة:
-مونى، روحت فين ياحبيبى؟عملتلك الأكل اللى إنت بتحبه، لو كلته كله هجيبلك شوكليت كمان، مونى.
دلف (عاصى)فى تلك اللحظة إلى المنزل قائلا:
-إسمه منير ياعشق، قلتلك كتير قبل كدة، وإنتى برده مبتسمعيش كلامى، بلاش الدلع الزايد ده عشان الولد ميتعودش عليه.

طالعته (عشق)بحنق قائلة:
-وأنا قلتلك قبل كدة، الولد لسة صغير ومن حقه يدلع، ده ابنى الوحيد ياعاصى، وبعدين انت داخل من الباب طالبة معاك نكد ولا إيه؟
طالعها (عاصى)بجمود للحظات قبل أن يقول:
-لأ مش طالبة ياعشق، أنا جاي من المستشفى تعبان ومحتاج أرتاح، عن إذنك.
إتجه إلى حجرتهما ودلف إليها، وضع هاتفه ومفاتيحه على الكومود، ثم خلع حذائه وتمدد على السرير.

أحست (عشق) بالذنب، تدرك أنها مخطئة بالكامل فى طريقة حديثها معه، خاصة وهي تلاحظ هذا الإرهاق البادى على ملامحه، لتضع ذلك الطبق من يدها على أقرب طاولة إليها، وتسرع خلفه.

دلفت (عشق) إلى الحجرة، لتراه ممددا على سريرهما يسند ذراعه على جبهته، رق قلبها لمرآه على هذا النحو، اقتربت منه ببطئ حتى توقفت بجواره قائلة:
-عاصى.

رفع( عاصى ) يده عن جبهته، ثم اعتدل جالسا وهو يقول ببرود:
-قايم أهو ياعشق، آسف ياستى إنى نمت على السرير من غير ماآخد شاور بس كنت...
قاطعته وهي تميل واضعة يدها على فمه قائلة:
-أنا مش جاية ألومك على فكرة، أنا أكيد مش عامية وشايفة أد إيه إنت تعبان، أنا بس حبيت أطمن عليك.
طالع عيونها بحيرة، فجلست القرفصاء أمامه ترفع يدها عن فمه وتمسك يديها بين يديه، تتطلع إليه برجاء قائلة:.

-ليه محسسني إنى مبقتش بحبك أو خايفة عليك ياعاصى؟ليه بتعاملنى وكأنى غريبة عنك؟

ترك (عاصى)يدها وهو يستقيم ناهضا قائلا بصوت شابه المرارة:
-لإن ده بقى إحساسى فعلا ياعشق.
نهضت بدروها تقف أمامه تطالعه بدهشة قائلة:
-انت بجد شايفنى بالشكل ده؟
أومأ برأسه قائلا:
-من يوم ما خلفنا منير وانتى بتبعدى عنى كل يوم أكتر من التانى، مبقاش فى حياتك غيره.
قالت (عشق)بصدمة:
- بتغير من إبنك ياعاصى؟

قال(عاصى)بسخرية مريرة:
-هو ده اللى فهمتيه من كلامى ياعشق؟مش قادرة تشوفى غلطك، مش قادرة تشوفى انك مبقتيش تهتمى بية أو بمشاعرى زي الأول، ده حتى لو إتأخرت فى المستشفى مبتتصليش بية تسألينى انت فين أو إتأخرت ليه؟مشاعرى بتتجاهليها، فكرينى كدة امتى آخر مرة شفايفى لمست شفايفك؟امتى جيتى واترميتى فى حضنى وقلتيلى خلينى جواه عشان حضنك ده ملجأي، إمتى قلتيلى وحشتنى ياحبيبى؟

أنا بقيت بحس إنى غريب بالنسبة لك، غريب فى بيتى ياعشق، وإن مليش مكان وسطكم، شخص ملوش أي لازمة.

تساقطت دموعها بغزارة بينما تستمع إليه وما إن أنهى كلماته حتى إندفعت إلى حضنه قائلة بندم:
-أنا آسفة ياعاصى، آسفة ان كنت زعلتك او آذيتك وسببتلك ألم من غير ماأقصد، انت معاك حق، قصرت كتير فى حقك، وانت إستحملتنى بس كان لازم تنبهنى، مكنش ينفع تسيبنى أستمر بالشكل ده، أوعدك، أوعدك متكونش بالنسبة لى فى المرتبة التانية أبدا، اوعدك إنى أكون عشق اللى حبيتها وإتجوزتها.

ضمها إلى صدره ينعم بقربها الذى اشتاقه حد الموت، ينوى أن...
-عاصى، ياعااااصى.
أفاق (عاصى)من نومه ليرى نفسه ممددا على سريره بكامل ملابسه بينما تقف أمامه (عشق)تحمل طفلهما( منير )، تطالعه بملامح متجهمة، قائلة:
-قوم ياعاصى خدلك شاور قبل ماتنام، مينفعش تنام بالشكل ده.
كادت أن تبتعد مغادرة ولكنها توقفت، تلتفت إليه مجددا قائلة:.

-آه بالمناسبة، صاحباتى رايحين النادى، هروح معاهم أنا ومونى، ومش هنتأخر، سلام.

طالعها تغادر بعيون خائبة الأمل تإن من الألم، عيون أدركت أن هناك شرخ كبير قد حدث فى علاقتهما، وأن هذا الشرخ لا يلتئم أبدا بل يتسع تدريجيا ويكاد يبتلع علاقتهما بأكملها.

-حاسب يامونى!
صرخت (عشق)بهذا التحذير فتوقف طفلها يتطلع إليها لثوان بحيرة قبل أن يجلس على تلك السجادة المستديرة الموضوعة على العشب مجددا، لتزفر بإرتياح وتعاود الجلوس بدورها بين صديقاتها، قالت نهى مؤنبة:
-يابنتى ماتسيبيه يقوم ويلعب، يمشى ويقع، هي الأطفال كدة، منير عدا السنة دلوقتى، متبقيش جبانة بالشكل ده، هتأثرى على شخصيته وهتطلعيه خواف.

تنهدت (عشق) قائلة:
-انتى بتتكلمى زي عاصى بالظبط.
رفعت(تغريد)حاجبيها المنمقين قائلة:
-هو لسة غيران من مونى؟الراجل ده مش معقول، فيه حد يغير من إبنه؟
أشارت (نهى)لزوجها بأنها قادمة حين ناداها، ثم نهضت قائلة:
-يابنتى دى مش غيرة، انتى فعلا ياعشق مزوداها فى خوفك على منير وأنا شايفة إن عاصى معاه حق وإن ماخدتيش بالك من تصرفاتك هتخسريه، انتى مبقاش فى حياتك غير إبنك وبس.

لتحمل هاتفها من على الطاولة مستطردة:
-أنا ماشية بقى عشان مراد بيندهلى، اشوفكم يوم الخميس، سلام.

ما إن غادرت حتى قالت(تغريد):
-سيبك منها، هي عشان لسة متجوزة جديد ومخلفتش، مش فاهمة العلاقة بين الأم وإبنها ولا حاساها، وبعدين مونى لسة صغير ومحتاج حبك ورعايتك واهتمامك، المفروض عاصى يقدر ده.

زفرت (عشق) قائلة:.

-لأ ياتغريد، نهى معاها حق، انا فعلا مبقاش فى حياتى غير منير وبس، وأهملت عاصى، العلاقة بينا بقت باردة، مبقيناش زي الأول، يمكن هو المفروض يراعى إن تأخرى فى الإنجاب وإشتياقى لطفل أكيد مولدين الخوف فى قلبى، ومخليينى بالشكل ده، بس هو برده فى الأول والآخر راجل بيحب وأكيد متضايق إن حبيبته بعيدة عنه ومشغولة، ده مبقاش يقعد فى البيت خالص، علطول فى المستشفى، والشوية اللى بيقعد فيهم فى البيت يابيقضيهم مع مونى، يا نايم، بطل يتكلم معايا وعلطول ساكت ومن إحساسى بالذنب محاولتش أتكلم معاه، يمكن خايفة من كلامه اللى أكيد هيوجعنى.

قالت( تغريد):
-وفى إيدك إيه تعمليه بس؟انتى معذورة.
قالت (عشق ):
-لأ فى إيدى كتير، عاصى وحشنى ياتغريد، وحشنى الكلام معاه، وحشنى حضنه، وحشنى حبيبى اللى مبقيتش لاقياه.
لتنهض قائلة فى حزم:
-أنا همشى.
توجهت إلى طفلها تحمله فسألتها( تغريد) قائلة:
-رايحة فين بدرى كدة؟
قالت( عشق )بعد أن قبلت وجنة طفلها:
-رايحة أصالح جوزى، سلام.

إبتعدت مع طفلها فى إتجاه باب الخروج الخاص بالنادى بينما تتابعها (تغريد)بنظرة حانقة.

عندما نحب ترتبط مشاعرنا بالحيرة، نحتار هل نترك مشاعرنا تتدفق أو نحجمها، نظهر الإهتمام أو ندعى التجاهل، وحين نتخلص من تلك الحيرة ندرك أن الحب يجب أن يشمل كل شيئ ونقيضه ولكن كالميزان يجب أن نوازن الكفتين جيدا، فلا نرجح كفة عن أخرى، الحب هو أن نلقى أنفسنا فى بحر العشق دون خوف، دون قلق، فقط ندع مشاعرنا تقودنا إلى النجاة، تقودنا إلى الحياة.

والحياة لعشق كانت تتمثل فى شخص واحد، رجل يدعى (عاصى)، زوجها.

تعشق حياتها التى عاشتها معه وتلك الذكريات التى تحملها له، تلك الطرقات التى تشابكت فيها أيديهما، وتلك الأشجار التى كتبا عليها أحرف إسميهما، عاصى هو من دق له القلب لأول مرة وتعلمت على يديه فنون العشق، صورته محفورة فى قلبها وعشقه يسرى فى الشرايين، قد تبتعد عنه أو تنشغل بجسدها، ولكنه دائما ما يربض فى أفكارها ويسكن نبضها ويقبع فى كيانها، تفتقده كما لم تفتقد أحدا وتشتاق إليه كإشتياق أم لأن ترى مولودها الأول.

تطلعت إلى نفسها فى المرآة لآخر مرة، قبل أن تأخذ نفسا عميقا وتتجه إلى حجرة طفلها حيث يجلس (عاصى) برفقته بعد أن عاد من عمله منذ مايقارب الساعتين، يلاعبه كعادته كل يوم وحين تدلف (عشق)إلى الحجرة، يقبله ويتركه لها مغادرا لحجرتهما ليأخذ حماما، فتجده نائما حين تعود إلى حجرتهما لتأوى للنوم بدورها تتحسر على ماكان بينهما، تفتقد دفئه وحنانه، ولكن اليوم هي على وشك تغيير ذلك تماما.

كاد (عاصى)أن ينهى مع طفله لعبة البازل الخاصة بالأخير، حين أمسك (منير)تلك القطعة المنشودة ووضعها فى مكانها باللعبة، فصفق له (عاصى)بجذل، قائلا بإبتسامة:
-برافو يامنير، تعالى بقى نحل البازل التانى.

تثاءب( منير )، ليقول عاصى بمزاح:
-لأ صحصح وفوق معايا شوية، وخلى بالك البازل ده هيكون أصعب، وانت اللى هتحله لوح...

قاطعه صوت الباب وهو يفتح ودلوفها إلى الحجرة، أدرك أنها هي من عبيرها الذى شحذ حواسه بأكملها، أغمض عينيه توقا، ثم فتحهما يقبل جبين طفله مودعا قبل أن ينهض ببطئ وهو يدرك أنه آن الأوان لكي يعود إلى حجرته، يعانى الإشتياق إليها بجنون، يقاوم رغبته فى وشم جسدها بلهيب عشقه ولكن تأبى روحه الضعف وإظهار العشق والشوق لمن تجاهلت نداء قلبه مرارا وتكرارا...

إلتفت يحييها ببرود كعادته كل يوم ثم يغادر الحجرة، ولكنه توقف متجمدا من مظهرها الذى خلب لبه وجعله يضرب بكل العهود التى قطعها على نفسه عرض الحائط، جف حلقه وانتفضت خفقاته وتسارعت أنفاسه وهو يتأملها من رأسها حتى أخمص قدميها، رائعة الجمال محبوبته والليلة إزدادت فتنة وإغراء وكأنها سخرت كل مالديها من أجل أن تجعله يجثو عند قدميها يطالبها بإرواء عشقه، ومنحه الحياة.

ولكنه قاوم هذا الإغراء المتجسد فى عشقه، وهو يشيح بناظريه عنها، قائلا:
-منير عايز ينام، أنا كنت بفوقه عشان افتكرتك مشغولة فى الكلام مع صاحباتك، لكن خلاص، تقدرى تنيميه براحتك، عن إذنك.

اتجه مغادرا الحجرة بثبات ظاهري لتوقفه يدها التى تمسكت بذراعه، إقشعر بدنه كلية على أثر لمستها وصوت رجاءها يصل إلى مسامعه فى نبراتها وهي تنطق بإسمه، إلتفت بوجهه لها يطالعها فحيرته تلك النظرة الرابضة بعينيها، هل هي إشتياق أم إعتذار؟أم هي مزيج من الإثنين؟ام هي آمال مزيفة يعقدها قلبه فتؤول فى النهاية إلى سراب وتتحطم فتؤذى قلبه المعذب بعشقها؟

قالت بهمس معاتبة:
-للدرجة دى مبقتش تثق فية ياعاصى؟

إلتزم الصمت يدرك أنها قرأت أفكاره من ملامحه كما إعتادت أن تفعل بالماضى، إنتظر كلماتها خشية التسرع فلا ينال سوى الندم لتقول بحزن:
-أكيد طبعا واحشنى، عارفة إنى مقصرة معاك بس غصب عنى، يمكن عشان منير لسة صغير واخد كل وقتى بس انت عارف إنى بحبك وإن مش ممكن أبعد بإرادتى، مش كدة ياعاصى؟

لم يجيبها بل طالعها فقط فى صمت، إقتربت منه حتى لامست جسده بجسدها، فأصابته بزلزال من المشاعر أضعفه، تأمل عيناها الساحرتان اللتان تكحلتا من أجله وثغرها القرمزي الذى يرتعش الآن فيثير فى قلبه مشاعر عاتيه تطالبه بمزج أنفاسهما الآن دون تردد، أغمض عيناه للحظة أدركت فيها (عشق)مشاعره التى يقاومها بضراوة، فهاجمته على الفور دون أن تدع له مجالا للتفكير فمالت تقبل وجنته بنعومة قائلة:
-يمكن موحشتكش.

تنهدت خفقاته وهي تميل لتقبل وجنته الأخرى قائلة بهمس حار:
-بس انت وحشتنى.

لتبعد وجهها قيد أنملة عن وجهه تلفحه أنفاسها العطرة وهي تقول بمشاعر أفقدته كل ذرة مقاومة تسرى فى دمه:
-وحشتنى لدرجة إنى مش قادرة أستنى لما تتقفل علينا أوضة وعايزة أترمى فى حضنك دلوقت، أدام منير.

حسنا، لا مفر من الإستسلام، فقمة العشق هو أن تقضى لياليك قهرا على غياب الحبيب، تتوعده بالنسيان، ولكن حين يأتيك مشتاقا قد أنهكه الفراق وماإن تنظر إلى عينيه حتى تبتسم وتنسى كل شيئ..
ولقد نسي هو كل شيئ وتذكر فقط عشقه لها، أرادها الآن بكل ذرة فى كيانه، مستسلما لإشتياقه، كاد أن يقبل ثغرها يشبع توقه الشديد لها، ولكنها وضعت إصبعها أمام شفتيه تمنعه قائلة بعيون واعدة:.

-نيم منير بسرعة وأنا هستناك فى أوضتنا، متتأخرش علية.

إبتلع (عاصى)ريقه فى صعوبة قائلا:
-أنيمه؟مش دى مهمتك المقدسة اللى مانعانى من إنى حتى أفكر فيها.

مالت تهمس بجوار أذنه قائلة:
-فيه حاجات كتير هتتغير من النهاردة، أوعدك بكدة، يلا بقى متضيعش وقت، نيم منير وحصلنى، عاملالك مفاجأة أكيد هتعجبك.

ثم إبتعدت عنه وقد سحبت أنفاسه كاملة، لتميل مقبلة طفلها قبل أن تستقيم وترنو إليه بنظرة محملة بالوعود ثم تغادر الحجرة، فإبتلع (عاصى)ريقه بصعوبة، حمل طفله ووضعه فى مهده يؤرجحه فإبتسم (منير)يمد له يده ليحمله، ليقول (عاصى):
-لأ، بقولك إيه مفيناش من كدة، انت كنت بتنام من شوية، حبيب بابى حس ببابى شوية، خليك شطورة ونام، بابى بقى على آخره.

تثاءب (منير)فقال (عاصى):
-أيوة كدة، نام ياحبيبى وأنا بكرة أفسحك فسحة متحلمش بيها وهجيبلك كل الألعاب اللى نفسك فيها كمان، إتفقنا؟

أغمض (منير)عيناه وتلك المرة لم يفتحهما مجددا، ليدرك (عاصى)أن طفله قد إستغرق فى النوم، مال يقبله فى عجلة، ثم أسرع متجها إلى حجرته، لايدرى ماذا يثيره أكثر، ط؟توقه لرؤية تلك المفاجأة التى أعدتها (عشق)من أجله، أم توقه لها هي، حبيبته (عشق).

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 2 < 1 2 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1979 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1461 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1471 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1290 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2465 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، كابوس ،











الساعة الآن 12:11 AM