رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الحادي عشرحاولت مايا تجنب مهيب طيلة اليوم فلم تذهب الى مكتبه ولا حتى اقتربت منه، كانت شاردة فى افكارها فاذا بصوت مهيب يقطع شرودها وهو يقول:لحد امتى هتهربى منى؟رفعت عينيها اليه لتراه يقف على باب حجرة مكتبها متكئا عليه، يتأملها فى شوق، تنحنحت قائلة:احم، أنا مش بهرب ولا حاجة، انت بس اللى بتهيألك.اقترب منها حتى وصل اليها لينحنى أمام وجهها ويخلع عنها نظارتها الطبية ذات الاطار الأسود قائلا:هنكدب من أولها؟اضطربت مشاعرها وهى تواجه عينيه، تشعر بأنفاسه على وجهها، تمالكت نفسها بسرعة وهى تأخذ منه نظارتها لترتديها وتبتعد عنه قليلا قائلة فى توتر:انا مبكدبش، أنا فعلا مبهربش منك أنا بتجنبك عشان مفتكرش اللى حصل انبارح ومخلينى مش عايزة أشوفك.اعتدل وهو يعقد حاجبيه قائلا:وانا عملت ايه يخليكى مش عايزة تشوفينى، وبعدين بتقوليها كدة فى وشى خبط لزق، هنت عليكى يامايا؟قالت مايا بحدة:انت اكيد بتهزر؟قال مهيب:لأ مبهزرش، انا عايز اعرف بجد أنا عملت ايه يخليكى زعلانة منى بالشكل ده؟عقدت مايا ذراعيها امام صدرها قائلة:جالك زهايمر مثلا ونسيت انك بوستن، .لتقطع كلامها وهى ترى نظرة مهيب الخبيثة لتدرك انه كان يوقعها بالكلام، خاصة وهو يقول:ما تكملى، نسيت انى ايه بقى؟هاتى اللى بعده؟فهمينىقالت مايا بعصبية:لأ ده انت بتهزر بجد، انت شايف ان ده وقت هزار؟اقترب منها يمسك يديها وينظر مباشرة اليها قائلا:خلاص ياستى نسيبنا من الهزار ونتكلم جد شوية.أحست انها أسيرة عينيه وهو يستطرد قائلا فى عشق:اللى حصل انبارح ما بينا، كان تعبير عن اللى بيحصل جوانا من فترة، عن مشاعر حاولنا ندفنها كتير بس فى لحظة خلاص معدناش قادرينرفع يده يتلمس وجنتها بحنان قائلا:أنا وانتى بنحب بعض يامايا، وخلاص حسينا بالحب ده ولازم نكون مع بعض لأننا مش ممكن نرجع زى زمان.أفاقت من سحر عينيه لتبتعد عنه قائلة فى مرارة:.لازم نكون مع بعض؟مع الأسف لسة أنانى يامهيب ومبتفكرش غير فى نفسك ومشاعرك وبس، اول ما حسيت بحبك لية قررت نكون مع بعض، ومش سائل فى مين ممكن ينجرح بارتباطنا، مراتك مثلا، بالظبط زى ما سألتش فية زمان، تعرف انا بحبك من امتى؟، من وانا لسة عيلة بضفاير، وقعت تحت تأثيرك ياابن خالى، وبقيت عايشة فى محراب حبك وانا مش داريانة، وشوية بشوية وكل ما كنت أكبر حبة كنت بعرف ان احساسى ده اسمه الحب، انا عايزة أسألك وتجاوبنى أنى خلاص تعبت، كنت فين انت وانا بتألم وبتعذب من تجاهلك لمشاعرى؟كنت فين وأنا بتقطع وانت بتقولى انك بتحب واحدة تانية وعايز تتجوزها، وكنت فين وانا بنهار وانا شايفة حبيبى يوم فرحه بيرقص ومبسوط بس مع واحدة غيرى؟فاكر لما تعبت وجالى انهيار عصبى، كنت انت السبب، فرحك السبب، ضياعك منى السبب.كانت تصرخ بوجع وهى تقول جملتها الأخيرة حتى ان مهيب أحس بالصدمة من كلماتها، من كم الألم فى صوتها، من ادراكه لعشقها الذى أسرته فى نفسها منذ زمن بعيد، الى جانب ذلك الوجع فى قلبه هو لعدم ادراكه لذلك العشق قبل الآن، لتخرجه مايا من افكاره وهى تشهق من وسط دموعها مستطردة:.تعرف كنت بحس بإيه كل ما تيجى تحكيلى عنها وتفضل تكرر اسمها أدامى؟، كنت بحس انك بتقطع فى قلبى بسكينة تلمة حتة حتة، كنت ببقى عايزة أصرخ ساعتها وأقولك اسكت، كفاية، مش عايزة اعرف حاجة يا أخى، مش عايزة، مش عايزة.لتصمت مجددا لا تستطيع الكلام من وسط دموعها، لتترقرق الدموع فى عينى مهيب، يراجع بمرارة شريط حياتهما سويا، لقد كان أعمى القلب والبصيرة، لم يدرك مشاعر كليهما تجاه الآخر والتى تعود الى زمن بعيد، لم يدرك مشاعره مطلقا حتى شعر بالغيرة وخشى عليها من ارتباطها بآخر، ليخبره قلبه انه عاشق يغار على محبوبته ويرفض اقترانها بسواه، ان ما بينهما هو العشق، بآلامه وأفراحه وأشواقه، العشق فى أقوى صوره...مسحت مايا دموعها قائلة فى جمود:للأسف يامهيب، اتأخرت أوى، أوى، انت دلوقتى راجل متجوز يعنى خلاص مبقتش حر نفسك، بقى ليك بيتك ومراتك وبكرة يبقى عندك كمان أطفال.لتصمت شاعرة بالمرارة لأن هؤلاء الأطفال لن يكونوا منها ويشعر هو بالسخرية من حاله، فديالا ليست تلك الزوجة التى تسعد زوجها بانجاب طفل منه، لتأخذ مايا نفسا عميقا وهى تستطرد:انسانى يامهيب، انسانى وسيبنى أعيش حياتى اللى مش عارفة أعيشها بسببك.نزلت دمعة منه أوجعتها وهو يقول:انا فعلا كنت غبى وأنانى ومفكرتش غير فى نفسى وفى الوهم اللى كنت عايشه، ومشفتش حقيقة واضحة أدامى وضوح الشمس، بس طمعان تسامحينى يامايا، وعشان خاطرى متطلبيش منى أعمل حاجة مستحيلة، أنا مش هقدر أنساكى وفى نفس الوقت مش هقدر أكمل حياتى مع واحدة وقلبى مع غيرها، ده ظلم ليها قبل ما يكون لية، وخصوصا انى مش سعيد معاها من قبل ما اكتشف مشاعرى.عقدت مايا حاجبيها قائلة:يعنى ايه الكلام ده؟قال مهيب فى تصميم:يعنى انا هطلق ديالا يامايا.قالت مايا بصدمة:انت بتقول ايه؟لمعت عيناه قائلا:بقول اللى كان لازم أعمله من أول يوم جواز، هطلق ديالا وهتجوزك يامايا.اتسعت عينيها من الصدمة وكادت ان تقول شيئا ولكنه وضع اصبعه على فمها قائلا:.عشان خاطرى متتسرعيش فى الرد علية وعايزك تكونى متأكدة انى فكرت فى الطلاق من قبل ما اكتشف مشاعرى ليكى، يعنى انتى ملكيش ذنب فى اى حاجة، ولازم تعرفى بردو انى مش ممكن هسيبك ولا أبعد عنك، يعنى ياتستسلمى لقدرك وعشقك اللى هو أنا، يااما بردو هتستسلمى لنفس القدر والعشق واللى هو بردو أنا، فكرى كويس وردى علية، وانا هستناكى، لو عمرى كله هستناكى يامايا.ثم طبع قبلة رقيقة على وجنتها وغادر الحجرة تتابعه عيناها فى دهشة وهى لا تستوعب حتى الآن كل ما يحدث.دلفت وجد الى حجرة كارمن لترى ذلك المشهد الذى هز قلبها، كان ولدها الأكبر ينام بجوار كارمن، يحيط برأسها بذاع واحد بينما يمتد ذراعه الآخر بجواره، بجانبه طبقا به بعض الماء وقطعة قماش بيضاء لتدرك وجد أن أدهم قد سهر بجانب كارمن طوال الليل يسوى لها الكمادات، ابتسمت وجد بحنان لتغلق الباب وتقترب من أدهم بهدوء وتهزه برفق قائلة:أدهم، اصحى ياابنى.فتح أدهم عينيه بصعوبة ليرى والدته، ألقى نظرة على محيطه لينتفض عندما أدرك انه نام الى جوار كارمن من التعب وأن والدته قد شاهدته هكذا ليقول بارتباك:أنا، انا، .قاطعته والدته باابتسامة حانية وهى تقول:كنت سهران جنبها بتعملها كمادات طول الليل ونمت من التعب، حنين ياحبيبى زى باباك بس ياريت متعملش زيه وتخبى حنيتك ورا قناع مش لايق عليك.زفر أدهم بقوة وهو يدرك ما تحاول والدته أن تلمح اليه، ليقول بتعب:أنا هقوم آخد شاور ياماما عشان أفوق وأروح الشغل، الظاهر انى اتأخرتقالت وجد بحنان:خد أجازة انهاردة ياابنى، انت شكلك تعبانفرك أدهم وجه بيده قائلا:مش هينفع ياماما، عندنا اجتماع مهم، انا هشرب قهوة وهبقى تمام متقلقيش.نهض مغادرا الحجرة لتستوقفه كلمات امه وهى تقول:متنساش تاكلك حاجة قبل القهوة ياابنىابتسم لحنانها قائلا:هاكل ساندوتشثم نظر الى كارمن نظرة أخيرة لتقول والدته:متقلقش، كارمن فى عينيةأخفض ادهم عينيه خجلا من ظهور مشاعره على وجهه ليغادر بهدوء، وهو يدرك أنه لابد وأن يفعل شيئا تجاه تلك المشاعر.دلفت جورى الى الكافيتريا، تبحث بعينيها عن أيهم، وجدته يشير اليها مبتسما لتتقدم باتجاهه وهو يقف لاستقبالها، جلسا سويا لتقول هى على الفور وهى تحاول أن تتناسى وسامته القاتلة وتلك الابتسامة الرائعة:ادينى جيت أهو ياأيهم، خير؟قال لها فجأة:بحبكنظرت اليه بصدمة وقبل ان تتفوه بكلمة استطرد قائلا:مش عايز اسمع كلام عن امتى وازاى حبيتك، انا نفسى مش عارف، كل اللى أعرفه انى من أول ما شفتك وأنا عرفت انك نصيبى، حسيت انك انتى اللى عايز اكمل عمرى معاها وكنت بدور عليها فى كل بنت عرفتها.أفاقت من صدمتها على مشاعر غيرة اجتاحتها من كل فتاة عرفها ولكنها نحت تلك المشاعر جانبا وهى تقول بهدوء يخالف دقات قلبها الفرحة باعترافه لها ويخالف مشاعرها التى تدركها جيدا:كلامك حلو ياأيهم وكان ممكن أصدقه لو مكناش لسة متعرفين على بعض من، .قاطعها قائلا:من يومين، مش عايزة تقولى كدة؟أومأت برأسها ليستطرد قائلا:.الكلام ده مش مظبوط، احنا اتربينا مع بعض، عارفين وحافظين بعض كويس، واكيد مشاعر بالقوة اللى انا حاسس بيها متولدتش فى يومين، أكيد كان فيه مشاعر بينا وانا محستش بيها غير لما شوفتك تانى، انا طول عمرى بحس ان ليكى مكانة فى قلبى يمكن عشان كنا اطفال انا مفهمتهاش بس كل اللى فاهمه ومتأكد منه انى لما شفتك فى الحفلة واتكلمت معاكى لقيت فيكى كل حاجة اتمنيتها فى البنت اللى هرتبط بيها، وقلبى قاللى انى مش هقدر ابعد عنك وان اسعد يوم فى حياتى يوم ما تقبلينى شريك لحياتك.نظرت اليه جورى لا تصدق ما يقوله، ان ما يحدث الآن حلمها الذى ظلت تحلم به لسنوات ولكنها لم تتخيل أن يتحقق أبدا أو ان يكون بهذا الجمال، فها هى مشاعرها لها صدى بقلب حبييها، ولكنها خائفة، وقررت ان تخبره بمخاوفها ربما تنتظر منه وعدا بالأمان او كلمة تنهى بها تلك القصة قبل أن تبدا لتقول بتردد:.انت فكرت كويس فى اللى بتقوله، آخد بالك بالفرق الكبير ما بينا، انا جورى بنت نوال الدادة اللى لا يمكن والدك يوافق عليهاابتسم ايهم فكلام جورى يعنى انها هى نفسها لا تمانع وانما تخشى رفض الآخرين لها ليقول بحنان:معتقدش بابا يهمه الكلام ده ياجورى، الاهتمام بالفروق الطبقية، بتهيألى كان زمان مش دلوقتى.قالت جورى بحزن:يبقى انت اللى مش عارف باباك، او عشت برة زيادة عن اللزوم وده خلاك تنسى ان اهم حاجة عند الطبقة الراقية هى انهم يناسبوا من نفس مستواهمأمسك يدها قائلا:ولو افترضنا اعتراضه ياجورى، انا مستعد أقف أدام العالم كله واقولهم انك حبيبتى وانى متمسك بيكى لآخر يوم فى عمرى بس لو احس للحظة، لحظة واحدة، ان فى قلبك مشاعر من ناحيتى، مشاعر شفتها فى عنيكى وحاسسها فى رعشة ايديكى تحت ايدى دلوقت.سحبت يدها بخجل ليمدها اليها مجددا دون ان يلمسها، وهو يبتسم قائلا:ايدى أهى ممدودالك لو مسكتيها يبقى قررتى تكملى معايا لآخر الطريق بس لازم تكونى متأكدة انك لو قررتى تمسكيها انى مش هسيبها لآخر لحظة فى عمرى، يعنى هتكون مسكتك لإيدى وعد منك انك هتكونى معايا لحظة بلحظة لآخر نفس، وانك هتواجهى اى حاجة واى حد يقف فى طريق سعادتنا، ها، قلتى ايه؟نظرت جورى الى يده الممتدة اليها بحيرة فأمامها حبيبها، حلمها المستحيل يدعوها اليه، يدعوها لأن تستسلم الى العشق، مستعدا لمواجهة العالم من اجلها، تعلم انها ان وافقت ستندلع الحرب، فهل هى على استعداد لخوض تلك الحرب معه ام انها أضعف من ذلك؟، نظرة واحدة الى عينيه جعلتها تدرك شيئا واحدا، أنها له ولن تكون لغيره أبدا، إما هو أو لا أحد، لذا ظهر العشق والتصميم بعينيها ليبتسم أيهم وهو يشعر بموافقتها لتمد يدها وتمسك يده برقة قائلة:.معاك ياأيهم، معاك.لتتشابك أصابعهم فى عشق وجورى تعترف بمشاعرها التى اخفتها طويلا بقلبها قائلة:بحبك ياايهم، بحبك من زمان اوى، ولآخر نفس فية هفضل معاك ومستحيل اسمح لحد يفرق ما بيناقال أيهم بفرحة طاغية:قلبى كان حاسس والله، يلا بينا على مامتك اطلبك منها حالاابتسمت قائلة:مش هينفع.عقد حاجبيه فى تساؤل لتستطرد قائلة:لازم اهلك يعرفوا الأول، كلمهم ياأيهم واقنعهم، لازم ييجوا معاك والا ماما مش ممكن توافق ابدا على ارتباطنا، انت ناسى انها مرت بنفس التجربة وفشلت، ناسى اد ايه اتعذبت من رفض اهل جوزها، اكيد ماما مش هتحب انى اعيد نفس التجربة، ومادام انت واثق انك تقدر تقنع والدك ووالدتك يبقى نعمل الأصول ياأيهم.ابتسم ايهم قائلا:معاكى حق، تعالى هوصلك واروح أفاتح اهلى فى الموضوع، واكيد هقنعهم وهنيجى نطلبك ياجورى، كلنا، كلنا ياحبيبتىكان يقول كلماته بثقة حاول بثها فى قلب جورى ولكن كلماته رغما عنه خرجت مهزوزة تنبع من خوفه من رفض والده الذى يعلم انه رغم طيبة قلبه الا انه يتمسك بأشياء قد عفا عليها الزمن، لكنه كما قال لجورى سيدافع عن ذلك العشق وذلك الارتباط حتى آخر نفس.
رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الثاني عشركانت ديالا تزرع الحجرة جيئة وذهابا فى غضب، تتذكر قبلة مهيب ومايا لتشتعل نيران الحقد فى قلبها، نعم هى ابدا لم تحب مهيب ولم تكن لتهتم وان خانها مئات المرات ولكن ليس مع تلك المايا، انها غريمتها منذ زمن، لطالما كانت مايا محط اعجاب الجميع فى الجامعة برقتها وجمالها المميز وأخلاقها الطيبة، فأحبها الكثيرون وأرادوها زوجة لهم، حتى عماد، الرجل الوحيد الذى أحبته ديالا، تعلق بمايا وصد كل محاولات ديالا للتقرب منه وظل على عشق مايا رغم رفضها له، لتقرر ديالا الانتقام من مايا وسرقة من تحبه منها، مهيب...ذلك الرجل الوحيد الذى نطقت عينا مايا بحبه، لتلعب ديالا بأوراقها وجميع أسلحتها جيدا لتوقع مهيب بشباكها، وتتزوجه، لتشعر فى يوم زفافها بالانتصار الساحق على تلك المايا، ومنذ ذلك اليوم و هى تراها تتعذب كل يوم فى قرب زوجها، تموت الف مرة وزوجها لا يدرى عن معاناتها شيئا، حتى يوم الحفلة، لاحظت شيئا غريبا بينهما لتصدم بقبلتهما والتى كانت مليئة بالحب والشغف، لم يقبلها مهيب مطلقا بمثل ذلك الشغف، أحست بهزيمتها مرة أخرى لتقرر على الفور بضرورة ايجاد خطة بديلة تسترجع بها زوجها، فهى تشعر انها على وشك ان تفقده، وانه سيطلقها ليتزوج تلك الحقيرة، فمهيب ليس بخائن ومادام استسلم لمشاعره تجاه مايا، اذا سيطلب الطلاق منها على الفور، ربما اليوم، اليوم ستفقد مهيب بثرائه ووسامته، لتصرخ قائلة فى حقد:.ده فى أحلامك يامايا، مستحيل أسيبك تنتصرى علية وتاخدى منى كل حاجة، مستحيل.سمعت باب المنزل يفتح لتدرك عودة مهيب الذى دلف الى الحجرة بالفعل، ابتسمت وهى تنظر اليه لتراه يتجنب النظر اليها، رفعت حاجبها الأيسر وهى تتوجس خيفة، أسرعت اليه قائلة بدلال:حمد الله ع السلامة ياحبيبىحاولت تقبيله لتراه يبتعد قليلا متفاديا قبلتها وهو يقول بحزم:الله يسلمك، ديالا، عايز اكلمك فى موضوع مهمأدركت انها لابد وان تتحرك سريعا لتقول بابتسامة مفتعلة:.انا اللى لازم اقولك على خبر هيطيرك من الفرحة، انا حامل، حامل يامهيب.نظر اليها مهيب فى صدمة، فى لحظة واحدة انقلبت حياته رأسا على عقب، جاء يطلب منها الى الانفصال ليكمل حياته مع من عشقها قلبه، لتصدمه بذلك الخبر ليدرك أنه لن يستطيع التخلى عن طفله، لن يستطيع أن يترك طفله يتربى بعيدا عنه، لذا يجب أن يدفن حبه فى أعماق قلبه ويحاول أن يصلح حياته الزوجية مع ديالا من اجل ذلك الطفل القادم، فهل سيستطيع؟وماذا عن مايا؟كيف سيخبرها بقراره الذى اتخذه بحزم ودون حاجة للتفكير؟كيف سيستطيع ان يحطم قلبها مجددا؟انه حقا لا يدرى، أفاق من أفكاره على ضم ديالا له وهى تقول بفرحة مصطنعة:.انا فرحانة اوى يامهيب، فرحانة اوى.ليغمض مهيب عينيه على دمعتين نزلا منهما وهو يقول بحزن:وانا كمان ياديالا، الف مبروك ياحبيبتىليضمها اليه وتشعر ديالا بضمته لتبتسم فى خبث و، . انتصار.اندفعت جودى الى حجرة كارمن بعد ان علمت بإفاقة الأخيرة، أسرعت الى كارمن تحتضنها بينما وقف جود بجوار الباب فى خجل، احتضنت كارمن جودى بحنان، ثم نظرت الى جود قائلة:مش هتيجى تسلم علية ياجود؟، وحشتنى.اندفع جود الى احضان كارمن يبكى قائلا:أنا آسف، أنا آسف والله، مكنش قصدى اللى حصلك، سامحينىاغروقت عينا كارمن بالدموع وهى تخرجه من حضنها وتضم وجهه بين يديها تمسح دموعه بأصابعها قائلة بحنان:أسامحك على ايه، ها، انت معملتش حاجة ياجود فاهمنى.؟ اللى حصلى مش ذنبك، ده قدر ياحبيبى، قدر.ابتسمت مستطردة:وبعدين العيون الحلوين دول مش عايزة اشوف فيهم دموع تانى أبدا، اتفقنا؟أومأ برأسه وهو يبتسم قائلا:اتفقنا.ثم قال بتردد:هو انا ممكن، يعنىوصمت لتستحثه كارمن قائلة:ممكن ايه ياحبيبى؟ترقرقت الدموع بعينيه قائلا:ممكن أقولك ماما؟لتدمع عيناها وهى تقول باابتسامة حانية:طبعا ممكن، دى حاجة تسعدنى ياجوداندفع الى حضنها لتضمه فى حنان وتقول جودى برجاء:وانا كمان، ممكن اقولك زيه ياماما؟فتحت لها كارمن ذراعها لتنضم اليهم قائلة:ممكن طبعا تعالى ياقمرى.لتنضم اليهم جودى، غافلين عن عيون دامعة، يقف صاحبهم شاهدا على افتقار ولديه الى حنان الأم واحساسهم بكارمن كبديل لها، لتلمع عينيه بتصميم وقد استقر رأيه على قرار سيغير حياتهم جميعا للأبد.نظر راجى الى ولده ايهم قائلا بصرامة:عيد كلامك كدة تانى، الحقيقة سمعت منك كلام مش قادر أصدقهقال أيهم فى تصميم:لأ صدق يابابا، اللى حضرتك سمعته انا فعلا قلته، انا بحب جورى وعايز أتجوزها.قال راجى بغضب:انت أكيد اتجننت، عايز تتجوز جورى بنت نوال الدادة؟قال أيهم:من فضلك يابابا توطى صوتكجز راجى على أسنانه قائلا:والله عال ياسى ايهم، انت هتيجى على آخر الزمن تعلمنى ازاى أتكلم؟قال ايهم بسرعة:العفو يابابا، أكيد مقصدش، بس مش عايز طنط نوال تسمع الكلام اللى حضرتك بتقوله وتتضايقوصل راجى الى قمة غضبه ليقول بصوت جهورى:خايف على مشاعر الست نوال، طيييب.ومشى باتجاه باب حجرة المكتب ليفتحه وينادى صارخا:نوال، انتى ياست نوالقال ايهم راجيا:هتعمل ايه يابابا؟عشان خاطرى بلاش تخسرنىنظر اليه راجى شذرا وهو ينادى قائلا:نواااال.أسرعت نوال اليه وهى تنقل بصرها بين راجى وأيهم، تقول بقلق من نبرة صوت السيد راجى الغاضبة:خير ياراجى بيه؟قال فى غضب:مش خير أبدا ياست نوال.قال أيهم بمرارة:عشان خاطرى يابابا، .قاطعه راجى قائلا:اخرس انت.جاءت وجد مهرولة على صوت صراخ زوجها لترى راجى يقول فى غضب شديد وهو يوجه حديثه الى نوال:الهانم بنتك هى والأستاذ ده عايزين يتجوزوا.نظرت نوال الى راجى بصدمة لتنظر الى أيهم الذى ترقرقت دموعه فى عينيه ليخفض عينيه فى خجل من تصرف والده وكلماته، رجعت بنظرها الى راجى الذى قال فى صرامة:اعملى حسابك ان ده مستحيل يحصل أبدا، انا كلمت أختى على بنتها لأيهم، وانتى يانوال ابعدى بنتك عن ابنى، والا مش هيحصل طيب أبدا وده أول وآخر انذار ليكوا فاهمين؟، واعملى حسابك ان ده آخر يوم ليكى فى البيت ده.نظرت اليه نوال قائلة بكبرياء لا يعكس ذلك الانكسار الذى حطم قلبها:اطمن ياراجى بيه، لا انا ولا بنتى ممكن يبقالنا علاقة بالبيت ده تانى بعد اللى سمعته منك، وبالنسبة للدكتورة جورى بنتى فأكيد مش هديها غير لعيلة تشيلها فوق الراس، بعد اذنكم.واستدارت مغادرة بهدوء لتجد وجد وقد نزلت دموعها حزنا، تنظر لنوال بحسرة والم وأسف، ابتسمت نوال بحزن قائلة لها بعينيها أن لا عليكى، ثم غادرت، نظرت وجد الى راجى بخيبة أمل ليتجنب هو النظر اليها، خرج أيهم غاضبا كالسهم لتصرخ وجد قائلة:رايح فين ياابنى؟لم تجد لسؤالها جواب فقد اختفى فى ثوان، ليزفر راجى ويدخل الى غرفة المكتب ويغلقها خلفه، لتهز وجد رأسها فى يأس قائلة من وسط دموعها:ايه اللى انت عملته ده بس ياراجى؟رايحة فين ياعلية؟نطق صديق بتلك العبارة بتساؤل لتنظر اليه علية وهى تعدل من هندامها قائلة:مروحة ياصديق، اتأخرت اوى انهاردة، ومايا أكيد قلقت عليةزفر صديق وهو يقترب منها قائلا:مبقتش اشوفك زى الاول ياعلية وحجتك دايما مايا، انا معنتش قادر استحمل العيشة بالشكل ده، انا عايزك علطول جنبى.اقتربت منه وهى تضع يدها على وجنته، تملس عليها بنعومة قائلة:انا كمان ياحبيبى، نفسى افضل جنبك علطول بس انت عارف ظروفى وعارف وضعىأمسكها صديق من خصرها وقربها اليه قائلا:وليه مانعلنش جوازنا ياعلية ونعيش فى النورابتعدت عنه علية قائلة فى صدمة:مستحيل طبعا، انت عارف أخويا، مبيطيقش سيرتك، طول عمركوا بتكرهوا بعض، وانا مقدرش اقوله انى اتجوزتك من وراه.قال لها:يبقى مبتحبنيش ياعليةاقتربت منه قائلة وقد نزلت دموعها حزنا:.أنا ياصديق، أنا مبحبكش، ده انا اخويا لما زمان رفضك وجوزونى واحد تانى، كنت هموت نفسى ولحقونى فى اخر لحظة، ولما اتجوزت مخلتش جوزى يقرب منى ولما، . لما اضطريت أوافق كنت بتخيله انت عشان اقدر استحمل لمسته لية، واول ما رجعت من السفر جيتلك علطول ومهمنيش اكون خاينة، واول ما مات، اتجوزتك، وعلى اد مابقدر بتلاقينى عندك، ده حتى يوم حفلة رجوع ابن اخويا، اول ما كلمتنى وقلتلى وحشتينى سيبت الدنيا وجيتلك جرى، انا مش بس بحبك انا بموت فيك ياصديق.ضمها اليه يربت على ظهرها قائلا:خلاص متعيطيش، حقك عليةابتعدت عنه قائلة بعتاب:آخر مرة أسمع منك الكلام دهابتسم قائلا:آخر مرة.قبلته على وجنته قائلة:ماشى، سلام بقى عشان اتأخرتابتسم لتبتعد مغادرة، ثم مالبثت ان تذكرت شيئا لتعود وتضع على الطاولة ظرف أخرجته من حقيبتها قائلة:كنت هنسى، الفلوس اللى انت قلتلى عليها، يلا اشوفك بعدين، سلام.ثم غادرت ليتجه صديق الى الطاولة ويمسك الظرف ليفتحه ويسحب المال منه، لتلمع عيناه وهو يقول فى سخرية:يخليكى لية ياحبيبتى.اندفعت جورى الى الداخل وهى ترى والدتها تبكى بحرقة لتجلس على ركبتيها وتكون فى محازاتها قائلة فى جزع:مالك ياماما، حصل ايه؟نظرت اليها نوال قائلة فى مرارة:زمان لما أهل ابوكى طردونى ورمونى فى الشارع وانتى على ايدى حتة لحمة حمرا، حلفت ان محدش هيزلنى ولا يكسر نفسى تانى، بس انهاردة، انهاردة انزليت وانكسرت تانىترقرقت الدموع بعينى جورى وهى تقول بألم:ما عاش ولا كان اللى يكسرك ياماما، مين بس اللى عمل فيكى كدة؟قالت نوال بمرارة:انتى السبب يابنت بطنى، انتى وأيهم.أدركت جورى ماحدث لتبتعد فى صدمة قائلة:احنا السببنهضت نوال بدورها وهى تقول بحدة:أيوة ياجورى، انتوا السبب، بسببكم اتقالى مالكيش عيش فى البيت اللى عشت فيه سنين كافية خيرى شرى، بسببكم اتهانت كرامتى، كان عقلكم فين، ها كان فييين؟قالت جورى بألم:مش بايدينا ياماما، مش بايدينا وانتى المفروض تبقى اكتر واحدة حاسة بينا، فاكرة زمان لما حبيتى بابا، فكرتوا لثانية واحدة فى اى حاجة غير انكوا تكونوا مع بعض؟قالت نوال بمرارة:وأديكى شفتى اتعذبنا اد ايه، وأد ايه شفت المر عشان اعرف اربيكى بعد موت أبوكىقالت جورى بالم:أنا، أنا، .قاطعتها نوال قائلة بصرامة:انتى لازم تنسيه، ابوه خلاص خطبله بنت عمته، يعنى خلاص موضوعكم انتهىأحست جورى بقلبها يتمزق الى اشلاء وهى تهز راسها نفيا تقول بتوسل:عشان خاطرى ياماما متكدبيش علية، قولى ان الكلام ده مش حقيقى.أحست نوال بوجع فى قلبها على فلذة كبدها وهى تراها تتألم على هذا النحو ولكن لابد وأن تنهى تلك المهزلة وتجعل ابنتها تبتعد تماما عن أيهم لتقول فى حزم:بصى لعينية ياجورى واتأكدى ان كل كلمة وكل حرف قلتهولك حقيقى، أبو أيهم بنفسه اللى قالى الكلام ده قبل ما يطردنى، انا كمان قلتله ان بنتى، الدكتورة جورى مش هديها غير للى يشيلوها فوق راسهم، هتنسى أيهم ياجورى، وده آخر كلام عندى.تراجعت جورى تهز رأسها نفيا فى لوعة لتندفع الى حجرتها وهى تشهق بالبكاء لتقول نوال بوجع:هتتعذبى ياضنايا بس هترتاحى بعدين، أحسن ما تعيشى زى ما أمك عاشت، وتتعذبى طول عمرك، كدة أحسن يابنت قلبى، كدة أحسن.
رواية لعنة العشق للكاتبة شاهندة الفصل الثالث عشرطرق أدهم باب حجرة كارمن بتردد ليسمع صوت كارمن الرقيق يسمح له بالدخول، ابتلع ريقه ودلف الى الحجرة ليجد والدته تجلس بجوار كارمن فى شرفة الحجرة، يبدو علي عينيها آثار الدموع لينظر الى كارمن بنظرة متسائلة، لترد عليه بنظرة من عينيها أن يدع الأمر وشأنه الآن، ولكنه أدهم، رغم قسوته الظاهرة الا أنه رقيق القلب لا يتحمل دموع أحبابه ليقترب بسرعة من والدته وينحنى ليجلس أمامها رابتا على يدها بحنان قائلا:.خير ياماما، كنتى بتعيطى ليه؟ربتت على شعره بحنان قائلة:مفيش حاجة ياحبيبى متشغلش بالك بيةنظر الى عينيها قائلا:لو مشغلتش بالى بيكى هشغله بس بمين ياماما؟انا عارف انك لسة زعلانة بسبب المشكلة اللى حصلت بين بابا وأيهم، بس اوعدك انى احلها، وارجع أيهم البيت تانى، أوعدك أرجعه لحضنك ياست الكل، بس سيبيهم يهدوا شوية بس.ابتسمت وجد وقد ترقرقت الدموع بعينيها قائلة:ربنا يخليك لية ياحبيبىقبل أدهم يدها قائلا:ويخليكى لينا ياحبيبتى.نظرت كارمن الى أدهم، ترى ذلك الوجه الحان منه والذى لا يظهر الا مع والدته وطفليه، لتقع فى حبه من جديد، كانت شاردة تتأمل ملامحه الوسيمة عندما سمعت وجد تقول وهى تنهض:انا هقوم أرتاح فى أوضتى، وانتوا قوموا اتمشوا شوية فى الجنينة، شكلك عايز كارمن فى موضوع مهم ياأدهم.أومأ أدهم برأسه، لتنظر اليه كارمن بحيرة، وطالت نظرتهم، لتفيق كارمن على صوت وجد قائلة:أشوفكم بعدين ياولاد.أومأت كارمن برأسها وهى تبتسم بحب لينظر اليها أدهم يتأمل ملامحها الجميلة لتنظر اليه كارمن وتتفاجأ بتحديقه بها، لتقول بخجل:خير ياأستاذ ادهم؟قال أدهم:ممكن نتكلم شوية بس فى الجنينة زى ماما اقترحت علينا؟أومأت برأسها ليغادر الحجرة وهى تتبعه، حتى أصبحا فى الحديقة يتمشيان جنبا الى جنب ليقول ادهم بهدوء:الحقيقة انا مش عارف ابتدى الكلام ازاىقالت بابتسامة:اتكلم براحتك وانا سامعاكقال بتردد:.أنا، أنا عندى ليكى عرض، أتمنى توافقى عليه.عقدت كارمن حاجبيها بحيرة قائلة:عرض؟قال أدهم بحزم:عرض جواز ياكارمن.كاد قلب كارمن ان تتوقف دقاته من السعادة، كادت ان تضمه معلنة موافقتها الفورية، ولكنها توقفت عند كلمة عرض، ونبرات صوته الباردة عندما قالها لتقول:عرض جواز؟قال بهدوء يخالف دهشته من تلك السعادة التى مرت بملامحها للحظة قبل أن تعود للحيرة مرة أخرى:.الحقيقة انا فكرت كتير فى الموضوع، لقيت ان ولادى محتاجين لأم يحسوا معاها بالأمان والحنان اللى افتقدوه بموت أمهم، والام دى لقوها فيكى ياكارمن، انتى بالنسبة لهم دلوقتى حد مش ممكن يستغنوا عنه، والأكيد ان دى حاجة مش مضمونة، والضمان الوحيد لوجودك الدايم فى حياتهم هيكون جوازنا اللى طبعا هيكون على الورق، يعنى متقلقيش خالص، انا عارف ان انتى مرتبطة بيهم أد ايه، واحساسى بيقولى ان انتى كمان نفسك تفضلى معاهم علطول، يعنى هتكونى ام لأولادى فى مقابل حياة كريمة ومستقبل هخليهولك أكيد مضمون، قلتى ايه؟نظرت اليه فى جمود لا يعكس أبدا حالة قلبها الذى تمزق الى أشلاء من هذا العرض البارد والمهين لأنوثتها وكبريائها، جزت على أسنانها وهى تمنع دموعها بصعوبة من النزول قائلة بهدوء:وتفتكر ده عرض مناسب بالنسبة لية؟كاد أدهم أن يقول شيئا لتشير اليه كارمن بالصمت قائلة:من فضلك متجاوبش لأن اجابتك مش هتكون فى صالحك، عموما انت قلت انك فكرت كتير فى الموضوع، سيبنى انا كمان أفكر شوية.اومأ أدهم برأسه وهو يقول:تمام، ياريت اول ما توصلى لقرار تبلغينى بيه، عن اذنكابتعد أدهم تتابعه عينا كارمن التى لم تستطع ان تمنع دموعها أكثر لتتساقط دموعها وهى تشعر بقلبها يتحطم بقوة.اقترب عادل من أيهم الذى يقف فى شرفة منزل الأول، يبدو شاردا حزينا، حتى أنه لم يشعر باقتراب صديقه عادل منه، ليضع عادل يده على كتف أيهم الذى أفاق من شروده على صوت صديقه يقول فى حزن:لحد امتى هتفضل بالشكل ده ياأيهم؟اغمض ايهم عينيه بألم ثم فتحهما قائلا:مش عارف ياعادل، مش قادر أنسى اللى بابا عمله فية، وازاى صغرنى وكسر قلبى بالشكل ده، ولا قادر أفكر فى حالة جورى دلوقتى بعد ما عرفت باللى بابا عمله مع مامتها، مش عارف هوريها وشى ازاى؟حاسس بإيدين حوالين رقبتى بتخنقنى ياعادل ومش قادر أشيل الايدين دى ولا اخفف ألم خنقتهم.ربت عادل على يده قائلا:حاسس بيك ياصاحبى، بس انت بالشكل ده مش هتعرف تفكر فى حلقال أيهم بمرارة:أفكر فى ايه؟مفيش حل أدامى، الانسانة اللى حبيتها خلاص خسرتها، أنا عارف جورى كويس كرامتها هى ومامتها خط أحمر، وبابا داس عليهم اوى، خلاص حياتى معتش هيبقالها طعم فى بعدها عنى، والسبب فى كل اللى انا فيه يبقى بابا، بابا ياعادل.قال عادل بحزن:مفيش حاجة ملهاش حل، اهدى بس شوية وهنفكر فى حلهز أيهم رأسه بمرارة قائلا:قلتلك ملهاش حل، ملهاش حل.صمت فجأة، تدور فى رأسه فكرة، ليرفع وجهه وقد لمعت عيناه، ليقول عادل بقلق:بتفكر فى ايه ياأيهم؟قال أيهم:لقيت الحلقال عادل بحيرة:اللى هو ايه؟أمسك أيهم مفاتيح سيارته وهاتفه وهو يسرع مغادرا وهو يقول:لما ارجع هقولكامسك عادل هاتفه ومفاتيحه بدوره وهو يلحقه قائلا:وانا لسة هستنى اما ترجع، انت شكلك رايح تعمل مصيبة، انا جاى معاك، استنانى.هستناكى، لو عمرى كله هستناكى يامايا.ظلت تلك الجملة تتردد فى ذهن مايا مرارا وتكرارا، تشعر بالسعادة فقط عندما تتذكر تلك الجملة، لكنها تشعر بغصة فى قلبها، انقباضة غريبة فى صدرها أيضا، لا تدرى لماذا؟ربما من رد فعل ديالا عندما يخبرها مهيب برغبته فى طلاقها، حاولت ابعاد أفكارها المتشائمة وتفكر فقط فى خيارين، اما أن تستسلم لذلك الحب الذى يغمر كيانها وتتسبب بخراب بيت وايذاء امرأة أخرى حتى وان كانت ديالا التى تعلم مايا أنها تكرهها دون سبب، أو تستسلم لمخاوفها التى تخبرها ان تبتعد فقط عن كل شئ، ولكن هل هى تستطيع الابتعاد؟اغمضت عينيها تتذكر همساته، لمساته، لتدرك أنها لن تختار البعد فمرارة قربه أهون من عذاب بعده، ستختار القرب أيا كانت النتائجابتسمت فى تصميم لتغادر بسرعة الى مكتب مهيب، حبيبها، تخبره بقرارها، ابتسمت الى نجوى سكرتيرة مهيب قائلة:مستر مهيب جوة؟أومات نجوى برأسها باابتسامة هادئة لتطرق مايا الباب وتفتحه وهى تقف قائلة باابتسامة مرحة:ينفع أدخل؟التفت اليها مهيب يتطلع اليها والى ملامحها الجميلة يتمزق قلبه بين رغبته فى ان يذهب اليها الآن ويغمرها بين ذراعيه ليزرعها داخل قلبه الى الأبد وبين واجبه تجاه طفله والذى يحتم عليه التضحية بحبه فى سبيل الحفاظ عليه، جمدت الابتسامة على وجه مايا وهى تلاحظ ظهور الألم على وجه مهيب لتدخل وتغلق الباب وهى تتقدم باتجاهه دون أن تزيح بصرها عنه قائلة فى قلق:مهيب انت كويس؟وقفت امامه تماما وأمسكت يده مستطردة:.طمنى يامهيب.نظر الى عينيها القلقة ونبرات صوتها الملهوفة وشعر بلمسة يدها التى أذابته ليضم يدها بيده ويرفعها الى شفتيه مقبلا اياها بحنان ودون ارادة منه وهو يقول:انا بخير ياحبيبتى، اطمنى، أخبارك انتى ايه؟نظرت الى عينيه بعشق قائلة:انا بخير طول ما انت بخير، خلاص يامهيب، قررت أرمى كل حاجة ورا ضهرى، قررت أستسلم لقلبى، واختار حبك وقربكأغمض عينيه حتى لا ترى ألمه، كيف سيستطيع أن يطفئ تلك السعادة فى مقلتيها، كيف سيخبرها بتخليه عن حبهما، عشقهما، وتلك السعادة التى يعيشها بقربها، عن كل ما جعله حيا فى تلك الآونة الأخيرة؟كيف؟شعر بيدها تضم وجهه بحنان ليفتح عينيه ويواجه عينيها الجميلتين، تأمل ملامحها بعشق، وتوقف عند شفتيها فلم يستطع ان يمنع نفسه ليقبلها بشوق، بلهفة، بلوعة، لتبادله قبلته وهى تشعر بكل مشاعره التى عبرت عنها قبلته، حتى أحست بقطرة مياه على خدها لتفتح عينيها وتبتعد عن مهيب لتتسع عينيها صدمة وهى ترى تلك الدموع فى عينى حبيبها، لأول مرة فى حياتها ترى عينيه الجميلتين مغروقتين بالدموع، تشعر به يبذل مجهودا خرافيا كى لا تخونه وتسقط مثل تلك الدمعة الخائنة والتى نزلت رغما عنه، لتقول مايا بخوف:.ليه الدموع يامهيب؟أغمض عينيه يخفيهم عنها ثم فتحهم وقد تمالك نفسه ليقول فى الم:أنا، أنا، .اقتربت منه تلمس خده بيدها قائلة فى قلق:انت ايه ياحبيبى؟قال فى حزن:انا عايز اقولك حاجة، .قاطعه صوت طرقات على الباب وصوت نجوى يستأذنه بالدخول ليبتعد عنها قائلا بتوتر:ادخلى يانجوىدخلت نجوى بهدوئها المعتاد قائلة:مستر محمود برة يافندماومأ مهيب برأسه لتقول مايا:طيب أنا همشى دلوقتى، واجيلك بعد شوية يامهيباوما مهيب براسه دون ان ينطق بكلمة لتبتسم له تلك الابتسامة التى يعشقها، قبل ان تغادر تتبعها سكرتيرته، ليمسك راسه بألم، يشعر بذلك الألم يسرى داخل جسده بأكمله.قالت جورى بالم:انا بموت ياسوسن، مش قادرة اتحمل فكرة ان ماما اتهانت بسببى، وفى نفس الوقت مش قادرة انساه ولا أتحمل فكرة انه مش لية.ربتت سوسن على يدها بحنان قائلة:حاسة بيكى ياحبيبتى، بس مش قادرة اقولك حاجة تخفف عنك غير انك تسيبى كل حاجة على ربنا، هو اللى قادر يخفف عنك ألمك، ويقدر لك اللى فيه الخير ياجورىنزلت دموع جورى قائلة:ونعم بالله، يارب خفف عنى، واجمعنى بيه انا من غيره اموتقالت سوسن بحنان:للدرجة دى بتحبيه؟قالت جورى بحزن:كلمة بحبه قليلة اوى على احساسى بيه، الحب ده لما كنا صغيرين، لكن بعد ما شفته تانى وشفت حبه وحنانه بقيت بعشقه، عشق ملك كيانى كله ياسوسن، مش قادرة أفكر للحظة واحدة انى ممكن أبعد عنه أو أنساه.تناهى الى مسامعها صوت رجولى جذاب تعرفه جيدا يقول بحنان:وحبيبك لا يمكن يبعد عنك أو ينساكى ياجورىالتفتت جورى فى صدمة لتجد أيهم، حبيبها يقف فى ثبات ينظر اليها بعشق، يقسم لها بعينيه أنها له ولن تكون لسواه.