logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية جحر الشيطان
  08-03-2022 12:11 صباحاً   [25]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل السادس والعشرون

دلفت فتون إلى ذلك المطعم الشهير ببيروت، يجاورها ياسين، لتلتفت الأنظار إليهم على الفور وقد بدوا في أجمل حلة، وكأنهما ثنائي سينمائي، اقتربا بهدوء من وليد الذى أشار إليهما، ليقف ما ان اقتربا منه يسلم عليهما ويعرفهما على فتاة جميلة و رقيقة قائلا:
نهاد، حبيبتى وقريب أوى هتبقى خطيبتى.
اتسعت عينا فتون في دهشة قائلة:
مش معقول، واخيرا، فرحتنى أوى ياوليد.
لتلتفت إلى نهاد قائلة:.

ألف مبروك يانهاد، قدرتى تعملى اللى محدش قبلك قدر يعمله، وقعتى وليد في الحب، ده إنجاز كبير على فكرة.
ابتسمت نهاد وهي تغمز لها قائلة:
عارفة والله، الموضوع مكنش سهل برده، كل اللى احتاجه بلاغ في القسم وقضية، وشكرا.
نظرت فتون إلى وليد في صدمة قائلة:
بلاغ وقضية، انت عملت إيه ياوليد؟
ابتسم وليد قائﻻ:
والله ماعملت حاجة، اقعدوا بس وأنا أفهمكم.
ليجلسوا جميعا فيقول وليد على الفور:.

كل الحكاية إن نهاد صحفية، وجالها معلومات عن صفقة مريبة بتم في شركتى وطبعا الهانم راحت جري نشرت الكلام ده في الجريدة اللى هي بتشتغل فيها، وأنا طبعا مسكتش أول ما عرفت ان فيه صحفية قالت كلام مش كويس عن الشركة قدمت فيها وفى جريدتها بلاغ وبعدين رفعت قضية، ويوم القضية...
لينظر إلى نهاد بعشق وهو يستطرد:.

أول ماشوفت نهاد حسيت بقلبى بينتفض بإحساس حسيته لأول مرة في حياتى كلها، حسيت إن هي دى اللى عشت عمرى مستنيها، نسيت أنا موجود في المحكمة ليه ونسيت كل حاجة تانية غير إنى عايزها تكون في حياتى وبس.
مدت نهاد يدها تمسك بيده وهي تبادله نظرة العشق قائلة:.

واتنازل يوميها عن القضية وده خلانى أستغرب، فرحت بس مافهمتش ليه اتنازل ومااهتمتش، لقيته بعدها في كل مكان، وكأنه ضل لية، صديته في الأول بس واحدة واحدة لقيت نفسى أنا كمان بحس ناحيته بإحساس أول مرة أحسه في حياتى، ومن يومين عرض علية الجواز وأنا وافقت،
لتنظر إلى فتون وياسين قائلة:
بس مستنيين بابا ييجى من مصر عشان نعمل حفلة صغيرة نلبس فيها الدبل.
ليبتسم وليد قائلا:.

والفرح هيكون بعد شهرين وأكيد أنتوووا معزومين من دلوقتى وجايين.
ابتسم كل من فتون وياسين وهما يومئا برءوسهما بينما قالت فتون بابتسامة رائعة:
أنا مش قادرة أقولكم فرحانة أد إيه، وبجد ده أحلى خبر سمعته من يوم وفا...
لتقطع كلامها فجأة وقد أدركت ما كادت أن تفصح عنه لتستطرد بهدوء:
من يوم ما عرفت وليد، ألف مبروك ياجماعة.
إبتسمت نهاد قائلة:
الله يبارك فيكى يافتون، وعقبالكم.
قالت فتون بسرعة:
لأ إحنا مش مع بعض.

لتسترق النظر إلى مروان الذى عقد حاجبيه قائلة بإرتباك:
يعنى، إحنا شركا في الشغل وبس.
أدرك وليد توتر الموقف ليقول بهدوء:
الأغنية دى انتى بتحبيها يافتون، إيه رأيك؟
عقدت فتون حاجبيها بحيرة قائلة:
رأيى في إيه؟
نهض قائلا وهو يمد يده إليها:
تسمحيلى بالرقصة دى؟
ابتسمت وهي تمد يدها إليه قائلة:
طبعا أسمحلك.
لتنهض قائلة:
بعد إذنكم،.

تابعها مروان بعينين اتقدتا شرارة، يشعر بأنه على وشك إرتكاب جريمة قتل، خاصة وهو يرى وليد يحيط خصرها بيده بينما يمسك بيدها باليد الأخرى، وهاهما الآن يتهامسان ويضحكان، ليكاد أن ينهض ويذهب إليهما ينتزعها إنتزاعا من بين ذراعيه، ولكنه تمالك نفسه حتى لايثير فضيحة في ذلك المكان.
ليفيق على صوت نهاد وهي تقول:
قلتلى إنكم شركا وبس، مش كدة؟
نظر إليها قائلا في هدوء:
أيوة، شركا وبس.
ابتسمت نهاد قائلة:.

طب ليه كل الغيرة اللى في عيونك دى وانت شايفهم بيرقصوا مع بعض.
نظر إليها ياسين بارتباك قائلا:
أنا، أنا مش غيران ولا حاجة.
اتسعت ابتسامة نهاد قائلة:
لأ غيران وأوى كمان وده بيدل على شئ واحد، وهو إنك بتحبها، بس لما انت بتحبها مبتقولهاش ليه؟
تعجب ياسين من صراحتها وأسلوبها المباشر معه رغم أنها لا تعرفه جيدا، ليدرك أن تلك طبيعتها الصحفية، أطرق ياسين برأسه قائلا:
لسة الوقت مش مناسب.
قالت نهاد بتقرير:.

مادام بتحبها وهي بتحبك، يبقى مفيش وقت أنسب من كدة.
قال ياسين بشرود:
مش يمكن هي مبتحبنيش؟
قالت نهاد:
مين قال كدة؟، ركز معاها وهتلاقيها كل شوية عينها بتيجى علينا تدور عليك، إسألنى أنا وأنا أقولك، مش عشان صحفية وبس وباخد بالى من أدق التفاصيل، لأ، أنا كست أقدر أقولك، إن فتون بتحبك ويمكن مستنية خطوة منك عشان هي كمان تعترف بده.

نظر ياسين بإتجاه فتون ليجدها بالفعل تنظر إليهم ليعود بنظراته إلى نهاد وهو يقول لها:
مش عارف، يمكن معاكى حق.
لتلتمع عيناه قائلا:
طب إيه رأيك تسمحيلى أنا كمان بالرقصة دى؟
ابتسمت نهاد وهي تنهض قائلة بحماس:
بكل سرور ياياسين، يلا بينا.

لينهض ويمسك بيدها يتجهان إلى حلبة الرقص ويرقصان بدورهما على نغمات أغنية نخبى ليه (لوائل جسار)، بينما كل من فتون وياسين يسترقان النظر إلى بعضهما البعض حتى اقترب وليد بفتون من ياسين ونهاد ليقول بابتسامة:
تسمح تاخد شريكتك وتسيبلى خطيبتى أرقص معاها شوية.
قال ياسين بابتسامة:
ماهي كانت أدامك وانت اللى خدت شريكتى وسيبتها.
قال وليد بمرح:.

خليك محضر خير، فتون وعدتنى برقصة من ٣ سنين وكان لازم توفى بوعدها، هات بقى خطيبتى قبل الأغنية ماتخلص.
ابتسم ياسين وهو يترك نهاد لتقترب من وليد وترقص معه بينما اقتربت فتون وهي تشعر بدقات قلبها المتسارعة خاصة حين وضع ياسين يده على خصرها بينما أمسك بيده الأخرى يدها لتقترب فتون منه أكثر تتغلغل كلمات الأغنية إلى قلبها وعقلها، لتترك كل الأفكار الآن وتستمع فقط إلى نغمات قلبها...

(نخبى ليه في اسرارنا وانا وانت مفيش غيرنا
ولو ننسى مشاعرنا نكلم مين يفكرنا
يا روح الروح بتنسانى و انا فاكر ومش بنساك
تغيب عن عينى من تانى ومن غير حب اعيش ازاى
ومهما تغيب، بعيش وياك و اشوفك و انسى فيك احزانى
ودمعة حب في عينيا بتستناك يا احلى ملاك
قالولى الحب له علامات في نبض القلب والهمسات
وروح تنادى عليك و رعشة ايدى في السلامات
في عز سكوتنا نتكلم عيوننا بتحكى
وبتحلم وانا حسيت بأنفاسك تدفى ايديا و تسلم.

اقول انا اه
ومن غير صوت تحبنى موت و احبك موت
واحساسنا يونسنا و اقوى من الحياة و الموت
ومهما تغيب، بعيش وياك و اشوفك و انسى فيك احزانى
ودمعة حب في عينيا بتستناك يا احلى ملاك).
أغمض ياسين عينيه عندما شعر برأسها يرتاح على صدره يستمع بدوره إلى تلك الكلمات التى عبرت عما يدور بخافقه الذى ينبض الآن بجنون.

تسلل مروان من خلف زينة الجالسة على المقعد أمام حمام السباحة تتابع فارس الذى يعوم بداخل، ليحيط عينيها بيديه قائلا:
أنا مين؟
ابتسمت وهي ترفع يديها تضعهما على يديه قائلة بعشق:
إنت حبيبى وعمرى وكل حاجة حلوة في دنيتى.
رفع يديه عن عينيها وهو يحتفظ بيديها ويلتفت ليجلس بجوارها ينظر إلى عينيها الجميلتين قائلا بعشق:.

لحد إمتى هيفضل كلامك يأثر في قلبى ويخلينى عاجز عن إنى أرد عليكى، عايز أفضل أسمعك وانتى بتتكلمى وبس.
ابتسمت قائلة:
لحد ما نكبر ونعجز وتصدع منى، وتقولى كفاية بقى كلام، انتى رغاية أوى يازينة.
أحست بلمحة ألم تمر بعينيه لتختفى سريعا تاركة إياها في حيرة وهو يقول بإبتسامة أحست بها لمحة من المرارة:
مش ممكن ده يحصل أبدا يازينة.
قالت زينة في حيرة:
إيه ده اللى مش ممكن يحصل يامروان؟
داعب أنفها بيده قائلا بابتسامة:.

إنى اقولك كفاية كلام وإنك رغاية، إنتى متعرفيش صوتك بس بيعمل فية إيه؟مابالك بقى بكلامك.
رفعت يدها تمررها على وجنته بحنان قائلة:
لأ عارفة، زي صوتك وكلامك مابيعملوا فية بالظبط.
تنهد في عشق قائلا:
طب بس بقى ياست زينة وإلا والله العظيم، أكون بايسك دلوقتى أدام فارس ويحصل اللى يحصل.
أطلقت زينة ضحكة صاخبة، ليتيه مروان في تلك الضحكة التى لطالما خلبت لبه ثم يتنهد قائلا:
بحبك أوى يازينة، أكتر ما قلبى يتحمل بكتير.

قطعت ضحكتها عندما وصلت إليها كلماته العاشقة لتنظر إلى عينيه مباشرة قائلة:
بحبك أكتر ياقلب زينة إنت.
تاه كل منهما في عين الآخر، وظلا هكذا لثوان حتى قطع هو تلك النظرات وهو ينظر إلى ساعته ليعقد حاجبيه قائلا:
ياه الوقت خدنى وكدة هتأخر.
ثم ينظر إلى زينة قائلا:
إدعيلى يازينة.
أمسكت زينة يده قائلة بقلق:
إنت برده رايح هناك؟
ربت على يدها قائلا بحنان:
متقلقيش، أنا رايح أمضى العقد وجاي علطول، مسافة السكة يعنى.

أومأت زينة برأسها قائلة:
خلى بالك من نفسك.
قرصها من وجنتها بخفة قائلا:
قلتلك متقلقيش.
ثم نهض ليستوقفه صوتها وهي تقول:
مروان انت كنت فين الصبح، أنا قلقت لما صحيت ملقتكش.
شعرت بارتباكه لثانية ثم تمالكه لنفسه وهو يقول:
أبدا، روحت الشركة بس أطمن على شوية حاجات هناك، انتى عارفة ان ياسين مسافر.
ابتسمت قائلة:
تمام ياحبيبى، ربنا يعينك.

ابتسم وهو يقبلها من وجنتها، ثم يشير إلى فارس المستغرق بالسباحة مودعا ليشير إليه فارس بدوره، ليغادر وقد زالت تلك الابتسامة على الفور لتتحول ملامحه إلى الألم، يدرك أنه كذب عليها ولكنه لم يرد فقط أن يقلقها، فتكرار نوبات ألم قلبه جعلته يخشى الموت ويترك زينة وولده بلا شئ يحميهم من عثرات الزمن، ليذهب إلى المحامى في الصباح على الفور ويكتب كل شئ يملكه لهما، ليشعر ولو مؤقتا، بالإرتياح.

قالت الجدة في جزع:
انت متأكد من الكلام ده يارءوف؟
أجابها محدثها لتغمض عينيها ثم تفتحهما مجددا وهي تشعر بالألم قائلة:
لأ خلاص، كفاية كدة، ابقى عدى علية عشان تاخد بقية حسابك.
استمعت إلى محدثها مجددا ثم قالت:
تسلم ياابنى، تسلم.

ثم أغلقت الهاتف وهي تجلس فلم تعد قدماها قادرتان على حملها، تدرك وبكل ألم أن حفيديها وفى القريب العاجل سيقعان تحت طائلة صدمة كبيرة، لا تعرف كيف تمهدها لهم، فحفيديها وقعا في عشق اثنين لم يجيئا إلى مصر سوى لغرض واحد، الانتقام من قاتل ميسون، حائرة أتخبرهما بتلك الحقيقة المرة وتصدمهما أم تتركهما ليغرقا أكثر في أكاذيب فتون ونبيل؟، اومأت برأسها، تعرف أنها لابد وأن تخبرهما بالحقيقة، لتدرك وبكل ألم أيضا أن قلوب حفيديها على وشك التحطم كلية، لتضع يدها على عينيها وهي تشعر بالقلق، الألم، والضياع.

غمضى عنيكى بس ومتفتحهمش غير لما أقولك.
نطق نبيل بتلك العبارة وهو يسحب دارين من يديها وهي مغمضة العينين كما أمرها أن تفعل، لتقول في حيرة:
مودينى بس على فين يانبيل؟
سمعت همسته الحانية القريبة من أذنيها وهو يقول:
ع الجنة، افتحى عيونك يادارين.

فتحت دارين عينيها ببطئ لترى محيطها، اتسعت عينيها بصدمة، فحولها تراصت مجموعة من البلالين الملونة الجميلة والتى تعشقها، وأمامها كتب على رمال الشاطئ بخط كبير (بحبك يادارين، تقبلى تتجوزينى؟)
نظرت إلى نبيل بعيون مصدومة تبغى أن تتأكد من صحة ما قرأت، ليبتسم نبيل قائلا:
من يوم ما شفتك وأنا بحبك، وأمنيتى اللى حلمت كتير إنى أحققها إنك تكونى ملكى، تقبلى يادارين، تقبلى تبقى حبيبتى ومراتى وأم عيالى.

ظهرت الفرحة جلية على وجهها وهي تقول:
طبعا أقبل، لأنى أنا كمان يا نبيل حبيتك من أول مرة شفتك فيها، وكل اللى اتمنيته من وقتها انى اكون ليك.

شعت عيون نبيل بسعادة طاغية ليحملها ويدور بها في سعادة، لتتناثر ضحكاتها تخترق سكون هذا المكان الساحر، لينزلها نبيل ببطئ يتأمل ملامحها الرقيقة الرائعة، لتتيه هي في لون عينيه الرائعتين، نظرتهما إليها تأخذ أنفاسها بعيدا، تراه يقترب بوجهه منها فلم تستطع أن تحرك ساكنا، تنتظر قبلته الوشيكة بقلب ينتفض شوقا، حتى تقابلت الشفاه في رقة لتنتابها العديد من الأحاسيس الجميلة، ليتعمق بقبلاته ينثرها على رقبتها وشفتيها، آخذا إياها إلى الجنة، ولكن مهلا فجأة شعرت بالألم، الألم الشديد والغير محتمل ثم تذوقت طعم الدماء داخل حلقها، لتبتعد عنه بقوة تمد يدها إلى شفتيها تلمسهما وهي تشعر بشئ لزج عليهما لترفع يدها أمامها وتتفاجأ برؤية الدماء عليها، نظرت إلى نبيل لتشعر بالصدمة تهز كيانها، فها هو يقف أمامها ولكنه مختلف تماما، عيناه الخضراوتان تحولتا إلى اللون الأحمر بينما ظهر له نابان طويلان، ونظرته إليها، نظرته أثارت القشعريرة في جسدها وكأنه على وشك افتراسها، لتنتفض من الخوف وتبتعد مسرعة من أمامه، تجرى بأقصى سرعة لديها هربا، ولكنه ما لبث أن أمسك بها لتدرك أن النهاية آتية لا محالة، لتصرخ في فزع...

فتحت دارين عينيها تشعر بالرعب، تنظر إلى محيطها بخوف لتهدأ أنفاسها وتضع يدها على قلبها تهدئ من نبضاته ايضا، وهي تدرك أنها في حجرتها وعلى سريرها، وأن كل ما مرت به هو كابوس فقط، لتزفر ببطئ وهي تضرب على رأسها بخفة قائلة لنفسها في غيظ:
كان لازم يعنى الحلم الحلو يقلب بكابوس في الآخر، ما كنا ماشيين زي الفل والدنيا حلوة، يلا بقى، عشان تحرمى تتفرجى على أفلام رعب قبل النوم يادارين.

نظرت إلى ذلك المنبه بجوار سريرها لتقول:
الساعة لسة ٦، هعمل إيه بس دلوقتى؟مش هعرف أنام تانى والشركة مش هتفتح قبل ٨.
لتنفض عنها غطاءها وقد لمعت عيناها قائلة:
أقوم أعمل شوية رياضة صباحية، من زمان معملتش رياضة، وأهو بالمرة أشغل بالى عن الكابوس اللى قلق منامى ده، بقى نبيل الكيوت، أحوله لمصاص دماء؟انا شكلى اتجننت رسمى.

لتنهض وتتجه إلى الحمام، تحاول أن تنسى كابوسها ولكن دون جدوى، فتجده يعود إلى عقلها كومضات يشغل فكرها ويصيبها رغما عنها بالقلق.



look/images/icons/i1.gif رواية جحر الشيطان
  08-03-2022 12:11 صباحاً   [26]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل السابع والعشرون

سمعت فتون طرقات على باب حجرتها، فاتجهت إليه تفتحه لتفاجأ بياسين يقف أمام الباب، نظرت إلى عينيه قائلة بإرتباك:
ياسين، إيه اللى جايبك أوضتى في الوقت المتأخر ده؟حصل حاجة؟
تأمل ملامحها لثوان قبل أن يقول بهدوء:
جالى تليفون من مصر ولازم ننزل بكرة الصبح عشان أمضى عقد شركة التوفيق، صاحبها طالب إنه يشاركنى في الصفقة دى لوحدى، وبيقول إنه ميعرفش غيرى وميقدرش يثق في حد تانى من شركائى.
قالت فتون بارتباك:.

وانت، انت هتعمل إيه؟
تأمل ملامحها مجددا وهو يهز كتفيه قائلا:
هعمل إيه يعنى؟، هشاركه وهمضى، أنا خليت نبيل يتأكد إن وضع شركته كويس وإن كل حاجة تمام وهو إدانى الأوكيه من شوية، ييقى مفيش داعى نأجل وخصوصا اننا محتاجين سيولة عشان الصفقة بتاعة مروان.
نظرت إليه قائلة في تردد:
يعنى خلاص هتمضى العقد؟وتشاركه لوحدك؟
نظر إلى عمق عينيها قائلا:.

مع انى مش حابب بس انتى شايفة أدامى حاجة تانية ممكن أعملها؟بتهيألى ان الصفقة دى انتى اللى عرضتيها علية بنفسك وقلتيلى إنها صفقة مهمة ولا رجعتى في كلامك؟
تنهدت قائلة:
لأ مرجعتش في كلامى ولا حاجة، ميعاد الطيارة امتى؟ولا لسة محجزتش؟
قال في هدوء:
لأ حجزت، طيارتنا بكرة الساعة ٨ الصبح.
أومأت برأسها في هدوء قائلة:
تمام، هكون جاهزة.
أومأ برأسه قائلا:
تصبحى على خير.
قالت بصوت خرج رغما عنها مهزوزا:
تلاقى الخير.

نظر إليها نظرة طويلة قبل أن يلتفت مغادرا لتغلق الباب وتستند بظهرها إليه تغمض عينيها وهي ترفع يدها تضعها على خافقها ثم تفتح عيونها وهي تتجه إلى المرآه تنظر إلى صورتها فيها لتحادثها صورتها قائلة:.

مالك بس يافتون؟مش ده اللى كنتى عايزاه؟إنه يمضى على العقد ويروح في ستين داهية، بعد مايكون حبك، عشان تروحيله النيابة وتقفى قصاده وتقوليله ان انتى السبب في كل الألم والضياع اللى هيحس بيه، بعد ماخسر قلبه وفلوسه، ده غير اخته اللى هتخلى نبيل يكسر قلبها ويشوف بعينه ضياعها هي كمان، مش كنتى عايزاه ميت بالحيا، يتمنى الموت جوة سجنه وميلاقيهوش، عشان تقدرى تقفى قصاد قبر أختك وتقوليلها أنا عملت اللى علية وانتقمت لموتك ومقصرتش، ليه دلوقتى مش فرحانة وانتقامك على وشك انه يحصل، قوليلى ليه قلبك واجعك؟

ردت فتون على صورتها قائلة بارتباك:
عشان، عشان...
لتقول صورتها بسخرية:
عشان حبيتيه، صح؟حبيتى اللى قتل أختك وحرمك منها، حبيتيه يافتون.
إلتفتت فتون تقول بألم:
أنا ماحبيتوش، ماحبيتوش.
لتستمع إلى ذلك الصوت يتردد في أذنها قائلا:
لأ حبيتيه يافتون، وحبك ليه هيكون السبب في ان اختك مش هترتاح في قبرها، سامعانى أختك مش هترتاح في قبرها.
التفتت فتون تنظر إلى صورتها في المرآة قائلة في جزع:.

لأ، لا يمكن أسمح بده يحصل، لازم أحقق انتقامى منه عشان خاطر ميسون، حتى لو قلبى اللى هيدفع التمن.
ليظهر التصميم على وجهها وهي تردد:
لازم.

في اليوم التالى
قال نبيل:
لأ، انتى النهاردة مش مركزة خالص يادارين.
زفرت ببطئ قائلة:
فعلا، معاك حق، أنا آسفة.
نهض من مقعده متجها إليها لتجده يمسك يدها ويتجه بها إلى الأريكة التى تتوسط الحجرة وسط دهشتها ليجلس ويجلسها بجواره ثم ينظر إلى عينيها قائلا بهدوء:
يلا، احكيلى إيه اللى شاغلك وقالق تفكيرك ومخليكى مش مركزة بالشكل ده؟

أحست بالارتباك لوجوده قريبا منها بهذا الشكل، يمسك يدها ويثير بداخلها أحاسيس عديدة، لذا قالت متلعثمة وهي تتحاشى النظر إلى عينيه:
أبدا، بقالى بس يومين مش عارفة أنام كويس.
شعرت بيده تلمس ذقنها لترفع وجهها إليه وتتلاقى العينان، نظرت إليه دارين في اضطراب بينما نظر إليها نبيل في حنان قائلا:
وإيه اللى مش مخليكى عارفة تنامى؟

نظرت إليه في حيرة، لاتدرى ماذا تقول؟أتحكى له عن هذا الكابوس المتكرر والذى لاتدرى له تفسيرا، أتقول له أنها تشعر بالقلق من كابوس راودها عنه؟سيظنها بالتأكيد قد جنت، لذا قالت بتوتر:
أبدا، ياسين بس واحشنى، متعودتش يغيب عنى وعن تيتة بالشكل ده، ياسين بالنسبة لينا مش بس أخ، لأ، أب وأخ وسند، لما بيغيب بحس ان روحى بتغيب معاه، وعشان كدة تلاقينى قلقانة ومش مرتاحة.
أحس بالذنب يتآكله ليقول بتوتر:.

ربنا يخليهولكم يادارين،
ثم مالبث أن تمالك نفسه ناظرا إلى عينيها قائلا:
وعلى العموم أنا هنا مكانه، لو احتاجتينى في أي وقت أكيد هتلاقينى.
شعرت بالارتياح وأن قلقها لا مبرر له، لتقول:
أنا مش عارفة أشكرك إزاي على كلامك ده.
رفع يده يقرصها بخفة من وجنتها قائلا:
مفيش شكر بينا، مفهوم؟

أومأت برأسها وهي تبتسم تلك الابتسامة الخلابة ليتيه فيها نبيل وتتركز عيناه على شفتيها ثم ينظر إلى عينيها الجميلتين واللتان وقعتا تحت سحر نظراته فلم تحرك ساكنا ليفيقا سويا على صوت فتون وهي تقول:
احمم، أنا جيت في وقت مش مناسب ولا إيه؟
نهضت دارين على الفور وهي تشعر بالخجل لتتحول وجنتاها إلى اللون الأحمر القاتم، بينما قال نبيل بثبات:
حمد الله ع السلامة يافتون.
نقلت فتون نظراتها بينهم قائلة:.

الله يسلمك يانبيل، إزيك يادارين؟
قالت دارين في خجل:
أنا تمام، حمد الله على سلامتك.
ابتسمت فتون قائلة:
الله يسلمك، على فكرة ياسين بيدور عليكى.
ضربت دارين على رأسها بخفة قائلة:
ياسين، إزاي نسيت؟، أكيد جه معاكى، عن إزنكم، أنا رايحاله حالا.
تابعها نبيل وهي تغادر بعينيه في حنان، ليسمع فتون وهي تقول بعتاب:.

أنا قلتلك وقعها في حبك، مش تقع انت كمان في حبها، كدة الموضوع هيكون صعب عليك زي ماهو هيبقى صعب عليها يانبيل.
نظر إليها نبيل للحظة قبل أن ينهض قائلا بهدوء:
ومين قالك انى ممكن اجرحها أو أزعلها؟مين قالك إنى ممكن أكسر قلبها، أنا بحبها ومستحيل هعمل كدة يافتون.
نظرت إليه فتون قائلة بثبات:.

وتفتكر لما تعرف ان احنا السبب في سجن أخوها وضياع فلوسه، مش هتزعل، مش هينكسر قلبها، تفتكر ساعتها هيكون ليكم مستقبل مع بعض؟
زفر نبيل وهو يمرر يده في رأسه بضيق:
مش عارف يافتون، مش عارف.
اقتربت منه تضع يدها على كتفه قائلة:.

هتصدقنى لو قلتلك إنى حاسة بيك، بس اللى احنا ابتديناه لازم نكمله يانبيل، ده تار أختى ومش ممكن هسيبه حتى لو هضحى بنفسى وقلبى عشان أحققه، صدقنى مش هتردد، بس المسألة هنا هتكون معايا يانبيل ولا مش معايا؟
زفر نبيل قائلا:
معاكى يافتون، معاكى.
ربتت على كتفه مشجعة وهي تقول بتعاطف:
طب هات الورق بتاع الصفقة عشان أخليه يمضيه.

نظر إليها نبيل وكأنه يسألها سؤالا حتمي الإجابة، أمازلتى على انتقامك؟فأومأت برأسها في هدوء، ليغمض عينيه ثم يفتحهما وهو يتجه إلى مكتبه يفتح أحد أدراجه ليأخذ منها بعض الأوراق ويناولها إياها قائلا وهو يسألها للمرة الأخيرة:
إنتى متأكدة من اللى هتعمليه يافتون؟أنا حاسس ان فيه حاجة غلط في اللى احنا بنعمله ده.
نظرت إلى عينيه لثوانى قبل أن تقول في حيرة:.

صدقنى مش عارفة يانبيل اذا كان اللى بنعمله صح او غلط، بس اللى أنا متأكدة منه إنى لازم أنتقم من اللى قتل أختى وحرمنى منها، وده الحل الوحيد أدامى.
اومأ برأسه بتأكيد لتغادر فتون وعيونه تتابعها، يعلم انه من اللحظة التى سيمضى فيها ياسين الأوراق، ستضيع منه دارين، ربما للأبد.

دلفت زينة إلى حجرة مكتب مروان دون استئذان، لتجده جالسا في ذلك الركن البعيد شبه المظلم، لتشعر بالقلق، اتجهت إليه على الفور وجلست على ركبتيها أمامه، تمسك يديه بين يديها لينظر إلى عينيها في صمت، قالت في قلق:
مالك يامروان؟جيت على هنا علطول ومطمنتنيش، إيه اللى حصل؟
رفعها بيده وأجلسها على قدميه وضمها إليه في قوة، لتربت على رأسه بحنان قائلة:.

مالك بس، زعلان ليه؟ممضتش العقد؟وإيه يعنى؟مش مهم، شيل من دماغك بقى حكاية الانتقام دى، وخلينا نروح في أي حتة بعيدة عن هنا.
ابتعد عنها دون ان يخرج من محيط ذراعيها وهو ينظر إليها قائلا:
بالعكس، مضيته، وكل شئ تمام، وكلها يومين وهشوفهم مشرفين في السجن وهحقق انتقامى اللى عشت أحلم بيه سنين.
نظرت إليه في حيرة قائلة:
طب ايه اللى مزعلك بالشكل ده؟المفروض تكون فرحان دلوقتى.
زفر قائلا:
أنا مش زعلان، أنا خايف.

عقدت حاجبيها قائلة:
خايف من إيه بس؟
نظر إلى عمق عينيها قائلا:
خايف أي حاجة تيجى وتبعدنى عنكم من تانى.
مررت يدها على وجنته بحنان قائلة:
مفيش حاجة ممكن تبعدنا عنك من تانى يامروان، احنا خلاص لقينا بعض، ومفيش حاجة ممكن تفرقنا.
تنهد قائلا:
خلينى في حضنك يازينة، ده المكان الوحيد اللى بحس فيه بالراحة، وطمنى قلبى بكلامك اللى بيريحنى، قولى تانى ان مفيش حاجة ممكن تفرقنا.

شعرت زينة بالقلق من كلماته ولكنها أسرعت تضمه وزادت من ضمته إليها وهي تقول في تصميم:
مفيش حاجة ياحبيبى ممكن تفرقنا تانى، أبدا.

قهقه عدنان وهو يضرب كأسه بكأس سوزى قائلا:
مضينا العقد ياسوزى، والدنيا هتحلو بقى.
ابتسمت سوزى وهي ترتشف رشفة من كأس الخمر خاصتها قائلة:
مبروك علينا ياحبيبى.
اقترب منها يضمها من خصرها إليه، ينظر إلى شفتيها الجميلتين قائلا برغبة:
وانتى كنتى عايزة تسيبينى وتخلى مروان يوصلك، طب ومين يحتفل معايا بالمناسبة السعيدة دى، ولا خروجك مع مروان كان أهم من احتفالك معايا؟
توترت سوزى قائلة:.

ها، لا طبعا، انت اول ماقلتلى هنحتفل قعدت علطول، انا بس عربيتى عطلانة وقلت يوصلنى في سكته.
ابتسم وهو يأخذ الكأس من يدها ويضعها مع كأسه على المكتب ثم يقترب منها مجددا هامسا أمام شفتيها قائلا:
شاورى ع العربية اللى انتى عايزاها توصلك واعتبريها ملكك ياحبيبتى، عربياتى كلها تحت امرك.
لم يدع لها فرصة لتتحدث وهو يقبلها بنهم ورغبة لتغمض عينيها تبادله قبلاته وهي تتخيل أن عدنان هو حبيبها الوحيد، مروان.

كانت فتون تقف متوترة أمام ياسين الذى يراجع العقد بهدوء، تشعر أنها على وشك أن تفقده للأبد، لينتابها شعور مضني أليم أفقدها الراحة، تشعر بقلبها يموت بالداخل، هي تدرك أنها على وشك أن تحقق هدفها، على وشك النيل من ياسين، ولكن هل تستطيع أن تتحمل نتيجة تحقيق انتقامها، هل تستطيع أن تراه يتألم ويتعذب في غياهب السجن؟لقد كان هذا هو كل مناها قبل أن تعرفه وتحبه، نعم لابد وأن تعترف أنها أحبته وانتهى الأمر، لذا فانتقامها أصبح سلاح ذو حدين، ففى جانب أختها وفى الجانب الآخر قلبها، الذى أدركت الآن وهي على قاب قوسين او أدنى من تحقيق مأربها، أنه لن يسمح لها بأن تكمل لعبتها، لتجد نفسها رغما عنها وهي تراه يأخذ القلم ويبحث عن خانة التوقيع ليوقع أدناها، تسرع بأخذ الأوراق من يديه لينظر إليها في تساؤل، هزت رأسها نفيا، وامتلأت عيونها بالدموع وهي تقول لصورة اختها التى تمثلت أمامها في تلك اللحظة:.

مش هقدر، أنا آسفة بس مش هقدر، سامحينى.
لتقطع الأوراق إلى نصفين أمامه ثم تسرع بمغادرة المكان، تتبعها عيونه الهادئة، لترتسم على شفتيه إبتسامة إرتياح.



look/images/icons/i1.gif رواية جحر الشيطان
  08-03-2022 12:12 صباحاً   [27]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والعشرون

قالت فتون ودموعها تتساقط بغزارة:
مقدرتش يانبيل، مقدرتش، أنا مش عارفة إزاي بس هقف على قبرها وأقولها إنى ضعفت؟، إن حبى ليه كان أقوى من حبى ليها، إزاي، إزاي؟
اتجه إليها نبيل يمسك يدها بقلق قائلا:
طب اهدى بس واقعدى ارتاحى يافتون، هيجرالك حاجة بالشكل ده،
جلست ليجلس نبيل بجوارها وهي تقول بألم:
خلاص يانبيل مبقاش فيه راحة.
لتنظر إليه قائلة بمرارة:.

ياريتنى سمعت كلامك من الأول يانبيل، ياريتنى ما دورت عليه، ياريتنى مالقيته ولا جيت مصر وعرفته، كنت سبت عقابه للى خلقه، هو اللى ينتقم منه على قتله ميسون، حتى أخته كمان خليتك توقعها في حبك عشان تكسر قلبها وينكسر هو كمان، كنت عايزاه يخسر كل حاجة وأهو أنا اللى في الآخر خسرت، خسرت قلبى زي ما خسرت أختى قبل كدة.

سمعا صوت تحطم شئ بالخارج، لينظرا إلى بعضهما البعض بجزع قبل أن ينهض نبيل ويهرع إلى الخارج تتبعه فتون، ليجدا صينية على الأرض وزجاج مكسور ليدركا ماحدث بقلب وجل، لقد سمعت دارين حديث فتون، لتنظر فتون في حزن إلى نبيل الذى أغمض عينيه في ألم، ربتت على كتفه ففتح عينيه ونظر إليها يشعر بالضياع، فدارين قد ضاعت منه ولم يعد لحياته أي هدف او معنى، قالت فتون بحزم:
روح وراها.
نظر إليها في حيرة لتستطرد قائلة:.

حصلها، قولها اللى في قلبك، أنا واثقة إنها هتسامحك.
قال نبيل:
بس...
قاطعته قائلة في حزم:
انت لسة هتبسبس، روح وراها، إلحقها يانبيل، كفاية واحد فينا انكسر قلبه وخسر حبه.
أومأ برأسه وهو يغادر ليقف بغتة ثم ينظر إليها قائلا:
وإنتى...
قاطعته قائلة:
متقلقش علية، أنا هروح الفندق وهبقى كويسة.

ابتسم وهو يومئ برأسه ثم يغادر بسرعة، تتبعه بعينيها في حزن وهي تبتهل إلى الله أن تسامحه دارين فنبيل يحبها حقا وان لم تسامحه سينكسر قلبه بدوره وسيكون ذلك بسببها، هي فقط ولا أحد غيرها.

إنطلق نبيل خلف دارين، فلم يجدها، انتابه اليأس وكاد أن يتوقف عائدا إلى الشركة ليحاول الاتصال بها وقد نسي هاتفه بالشركة، لتلتمع عيناه وهو يلمحها وسط الزحام تجرى مسرعة، تتخبط في بعض المحيطين بها، ليشعر قلبه بالتمزق وهو يدرى سر تخبطها، ناداها فتوقفت لثانية ثم التفتت إليه وما ان رأته حتى ظهرت الصدمة على ملامحها لتلتفت مجددا وهي تعدو مسرعة، أسرع في عدوه حتى لحق بها ليمسك ذراعها يوقفها لتنفض ذراعها من يده قائلة في مرارة:.

سيب إيدى، جاي ورايا ليه، ها، جاي ليه؟عايز تتأكد إنك نجحت في إنتقامك وإنكم حققتم اللى كنتوا عايزينه، ألف مبروك ياسيدى، نجحتم في خطتكم وبإمتياز، كسرتوا قلبى وقريب اوى هتكسروا قلب ياسين،
لتستطرد في مرارة قائلة:
حرام عليكم، والله حرام.

وقف نبيل أمامها يدرك ألمها ومرارة كلماتها، ويدرك ايضا أنها على حق، لقد جاءوا إلى أخيها منتقمين ولكنها أبدا لم تدخل في دائرة الإنتقام تلك، لقد حرص هو على ذلك، وحتى فتون لم تستطع النيل من قاتل ميسون، فلقد ضعف قلبها وأوهنها عشقه، ولكن كيف يخبرها بكل ذلك، هي لن تصدقه ولكن عليه أن يحاول، فهذا كل ما لديه.
ليقول بلهفة أليمة:.

أنا عارف إنى لو قلتلك إنى برئ وإنك ظالمانى، مش هتصدقينى، بس وحياة أغلى حاجة عندك، وحياة تيتة وياسين، إدينى فرصة وإسمعينى.
هزت رأسها نفيا قائلة في ألم:
آسفة مش مستعدة أسمع أكاذيبك يانبيل من تانى، أنا كان قلبى حاسس انك هتكسرنى وأديك كسرتنى يانبيل، بجد برافو عليك.
قال نبيل بحزن:
عشان خاطرى اسمعينى، وأوعدك بعد ما تسمعينى لو لسة عايزانى اخرج من حياتك، هخرج من حياتك للأبد.

أحست بالوجع لدى سماعه يقول تلك الكلمات الأخيرة لتلعن قلبها الذى مازال باق على عشقه رغم علمها بأنه لم يكن لها أية مشاعر وإنما كان كل شئ مخطط له منذ أن رآها لأول مرة، طالبها عقلها برفض منحه تلك الفرصة ولكن قلبها ظل يردد، امنحيه تلك الفرصة، فربما لا ترينه بعدها أبدا، لينتصر القلب على العقل مجددا، هكذا هي ولن تتغير أبدا، محركها قلبها وهذا ما يجلب الألم إلى حياتها مرارا وتكرارا، لذا قالت بهدوء وبنبرة حاولت أن تجعلها باردة قاسية كأيامها القادمة دونه:.

أدامك بس نص ساعة، قول اللى انت عايز تقوله وخلصنى.
ابتسم بداخله يدرك أن قلبها الطيب هو مامنحه تلك الفرصة ويدرك أيضا أن تلك النبرة القاسية ما تحاول بها أن تحمى قلبها منه، ولكن هيهات فالدفئ في عينيها يكذب تلك النبرات، يبث الأمل في روحه من جديد، لذا قال في هدوء:
تعالى نقعد في أي حتة بس وأنا هحكيلك، هحكيلك كل حاجة من يوم ماجالنا تليفون من مصر بيقولنا، ميسون ماتت، مقتولة.

كانت فتون تجلس على مقعدها في حجرتها بذلك الفندق الذى ستغادره بعد ساعات قليلة، سترحل إلى بيروت وتترك مصر، تلك البلد التى شهدت ولادتها ثم رحيلها هي وذويها إلى بيروت، مصر، تلك البلد التى شهدت أيضا موت أختها غدرا، ثم شهدت وقوعها في حب قاتل أختها لترتكب بذلك أكبر جرم في حق نفسها وفى حق روح أختها المتوفاة، وها هي الآن على وشك الرحيل مجددا ولكنها فقدت هنا قلبها وروحها وأصبحت جسدا بلا روح، ستعيش فقط بالإسم، ولكنها ماتت اليوم، وجدت نفسها رغما عنها تتساءل عن ياسين الآن وهل اكتشف انها أخت ميسون، وفيم يفكر، وماهو شعوره نحوها الآن، هل كرهها؟هل يود رؤيتها الآن أم لم يعد يطيق وجودها، وترى هل أحبها حقا، أم أنها كانت بالنسبة إليه كغيرها من الفتيات، كميسون مثلا، أحست بالصدمة من أفكارها، هل أحبته لتلك الدرجة التى جعلتها تتغاضى عن كل ما فعله بأختها؟ متى وكيف، ولماذا؟تشعر في داخل قلبها بشعور غريب من خيبة الأمل، من نفسها لوقوعها في حبه وتخليها عن انتقامها، ومن ياسين الذى لم تسمع عنه شيئا منذ تركته بالشركة.

انهمرت دموعها وهي تشعر بالضياع، لقد جنت بالتأكيد، ظلت هكذا لدقائق حتى سمعت طرقات على الباب، لتسرع بمسح دموعها، تدرك أن نبيل قد عاد لتتجه إلى الباب وتفتحه لتفاجأ بمحور أفكارها متجسدا أمامها يتأمل ملامحها الباكية بينما هي تتأمله بدورها، تدرك في صدمة أنها اشتاقت إليه حقا في تلك السويعات القليلة والتى ابتعدت فيهم عنه، قال في هدوء:
لازم نتكلم.

أطرقت برأسها بهدوء وهي تتنحى جانبا تسمح له بالدخول، ليدلف إلى غرفتها، يلقى نظرة على حقيبة سفرها الموضوعة على سريرها ثم يلتفت إليها لتغلق الباب وهي تتنهد ثم تلتفت إليه لتتقابل الأعين ويقول ياسين بثبات:
ليه مكملتيش يافتون؟
نظرت إلى عينيه في حيرة قائلة:
مكملتش إيه؟
قال في هدوء:
انتقامك منى.

اتجهت إلى أقرب مقعد أمامها وجلست عليه فلم تعد قدماها قادرتان على حملها، وجلست مطرقة الرأس، ليقترب منها بهدوء ثم يجلس بجوارها قائلا:
صدقينى، لو مش إجابة السؤال ده مهمة عندى أنا مكنتش جيت لحد عندك وسألتك.
رفعت إليه عينان دامعتان وهي تقول:
وهتفرق في إيه إجابتى؟
نظر إلى عمق عينيها قائلا:
هتفرق كتير صدقينى.
قالت في حزن:.

خلاص ياياسين، كل شئ إنتهى، وكل واحد فينا لازم يبعد عن التانى، الماضى انتهى وياريت نقفل الصفحة دى بقى ﻹنى تعبت، بجد تعبت.
أمسك يدها قائلا في حزم:
بس انا محتاج إجابة سؤالى قبل ما أقفل الصفحة دى زي ما بتقولى.
نظرت إليه إليه، إلى حبيبها وقاتل أختها في نفس الوقت، لتنفض يدها وهي تنهض قائلة بعصبية:.

عايز تعرف إيه، ها، عايز تعرف ليه أنا اتراجعت ومخدتش حق أختى منك؟عايزنى تسمع ان حبى ليك منعنى، وان قلبى مطاوعنيش أشوفك بتخسر حريتك وفلوسك وقلبك وأختك وكل حاجة مهمة في حياتك، ان قلبى مطاوعنيش إنى أشوفك ميت بالحيا زي ماخليتنى أنا كمان عايشة ومش عايشة من بعد ميسون، إنى حسيت بروحى بتخرج منى وأنا بتخيلك بتتعذب زي ما انا اتعذبت كتير، أيوة حصل، كل ده حصل، بس متفتكرش انى مرتاحة عشان عملت كدة، أنا دلوقتى بكره نفسى، بكره ضعفى وبكره قلبى اللى خلونى مش قادرة آخد حق أختى منك، ولا قادرة ارجع زي الأول، أنا بكرهك دلوقتى لأنك خليتنى بالشكل ده، سامع، بكرهك، بكرهك.

إلتمعت عيناه وهو ينهض مقتربا منها بهدوء حتى توقف أمامها تماما، ليمسكها من كتفيها يقربها إليه ليقول بأنفاس ساخنة لفحتها على وجهها وأثارت كيانها كله:
وأنا بحبك يافتون، بحبك.
نظرت إلى عينيه في حيرة عاجزة عن الكلام وهو يستطرد قائلا:.

إحساسى بإنك ممكن تكونى بتحبينى وإنك مش هتقدرى تإذينى هو اللى خلانى قادر أعيش بعد ما عرفت إنتى جيتى مصر ليه، متتصوريش لما عرفت كانت حالتى إيه؟ومتتخيليش لو واحدة غيرك كانت فكرت بس إنها تإذينى أنا كنت عملت معاها إيه؟
قالت في صدمة:
انت، انت كنت عارف.
أومأ برأسه قائلا:.

من يوم دادة محسنة ماغلطت في الكلام وانتى بصيتى ليها وأنا شاكك في الموضوع، خليت تحري شاطر يدور وراكى وفى آخر يوم لينا في بيروت، عرفت إنك أخت ميسون وإنك بتدورى عن اللى قتل أختك من فترة وأكيد جيتى مصر علشان تنتقمى منه وده فسرلى حاجات كتير كانت غامضة بالنسبة لى.
أزالت يده من على كتفيها قائلة:
وليه مواجهتنيش؟ليه كملت في اللعبة، ده انت كنت هتمضى العقد أدامى.
ابتسم قائلا:.

كنت مراهن نفسى إنك هتمنعينى، قلتلك قلبى كان حاسس إنك لا يمكن هتإذينى.
نظرت إليه قائلة في غضب:
وأنا قلتلك إنى مش مبسوطة وإنى بكره نفسى دلوقتى عشان مقدرتش آخد حق أختى منك، أختى اللى كلمتنى يوميها وكانت طايرة من السعادة عشان ياسين جايلها وعملها مفاجأة، أتارى المفاجأة كانت قتلها، ذنبها إيه أختى عشان تقتلها، عملتلك إيه ياياسين عشان تحرمها من الدنيا دى، رد علية، ها، ذنبها إيييه؟وذنبى ايه انا كمان، قوللى؟

نظر إلى عمق عينيها قائلا:
أختك كانت حبيبتى، واللى مفيش واحدة قدرت تاخد مكانها في قلبى من بعدها غيرك إنتى، إزاي بس تفتكرى إنى ممكن أأذيها؟، انتى عرفتينى كويس ولو مكنتيش من جواكى واثقة إنى مش ممكن أكون الشخص ده، مكنتيش حبيتينى.
عقدت حاجبيها في حيرة قائلة:
قصدك إيه بالكلام ده؟
نظر إليها بثبات قائلا:.

قصدى إنى روحتلها فعلا في اليوم ده وكنت محضرلها مفاجأة زي ما قالتلك وهي إنى كلمت أهلى وجبت الدبل، كانت في جيبى، بس لما روحت عندها...
ليبتلع غصة في حلقه وهو يتذكر ذلك المشهد الذى يبدوا متجسدا أمامه في كل مرة يفكر فيه وكأنه فقط بالأمس ولم يمر عليه سنوات، ليظهر الألم على ملامحه ونبرات صوته وتستشعره فتون لتتسع عينيها بقوة وهو يستطرد قائلا بوجع:.

لقيت الباب مكسور، ولقيتها أدامى على الأرض، والدم مغرقها، جريت عليها شلتها بين إيدية جسيت نبضها لقيته مش موجود ولسة هصرخ بإسمها حسيت بضربة على راسى ومحستش بالدنيا بعدها.

قال نبيل في حزن:
هي دى كل الحكاية يادارين، صحيح احنا كنا جايين ننتقم من أخوكى بس لا أنا ولا فتون قدرنا نكمل.
قالت دارين:
وإيه اللى منعكم؟
نظر نبيل إلى عمق عينيها قائلا:.

قلوبنا يادارين، كل واحد فينا اتعلق بحد من عيلة تاج الدين، على فكرة أنا عمرى ما فكرت ولو للحظة واحدة إنك تدخلى في لعبة الانتقام، ولا كنت أعرفك قبل ما آجى الشركة، ومن اول ثانية شفتك وانا قلبى حبك، بقيت أدور عليكى بعينية كل ما آجى الشركة، مكنتش اعرف انك أخت ياسين، ولما عرفت ورغم يأسى من إن يكون لينا مستقبل مع بعض، لقيتنى بحبك أكتر، مكنش بإيدى والله أبعد عنك، انتى شفتى بنفسك أد إيه بحبك وبغير عليكى، أكيد حسيتى بمشاعرى دى، الحب بيتحس يادارين، طمنينى وقوليلى إنك حسيتى بية، وإنك مصدقانى.

أطرقت برأسها وظلت صامتة ليمد يده يمسك بيدها الرابضة على الطاولة لترفع عينيها إليه تملؤها الحيرة، ليقول برجاء:
طمنى قلبى يادارين واوعى تقولى إنك محستيش بية، أو إنك بطلتى تحبينى.
قالت في ألم:
وحتى لو لسة بحبك ومصدقاك، تفتكر هنقدر نكمل مع بعض، أخويا مش هيفضل بينا؟كرهك ليه مش هيندمك على إنك أخترتنى وحبيتنى؟وفتون هتعمل إيه؟
قال في قوة:.

كفاية إنى أعرف إنك بتحبينى ومصدقانى وده يخلينى أتحدى الكون كله علشانك، أما بالنسبة لفتون فهي بنفسها اللى قالتلى روح وراها ومتخسرهاش وتكسر قلبك، انتى متعرفيش يادارين أنا بحبك أد إيه، انتى اول واحدة أحس ناحيتها بكل المشاعر دى.
قالت دارين في يأس:
أنا كمان يانبيل اول مرة أحس بالمشاعر دى ناحية حد، أنا كمان بحبك أوى، بس.
قاطعها نبيل وقد إلتمعت عيناه من السعادة قائلا:.

من غير بس، ده كفاية أوى عشان نتحدى اي شئ هيواجهنا.
نظرت إلى عينيه قائلة:
أنا معاك يانبيل بس،
كاد أن يقول شيئا لتقاطعه قائلة بسرعة:
بس فيه حاجة لازم تعرفها،
عقد حاجبيه لتنظر إلى عينيه بثبات قائلة:
أخويا ياسين مقتلش ميسون، اللى قتلها واحد تانى خالص.
اتسعت عينا نبيل في صدمة ودارين تحكى له كل شئ تعرفه.

صرخت سوزى بإنهيار قائلة:
إلحقنى ياعدنان، البوليس عندى، جاي يقبض علية، بيقولوا الصفقة اتمسكت وروحنا كلنا في داهية.
اتسعت عينا عدنان في صدمة وهو ينهض قائلا:
انتى بتقولى إيه ياسوزى؟
قالت سوزى بإنكسار:
بقول اللى سمعته ياعدنان، فيه حد مبلغ عننا والصفقة اتمسكت، والبوليس واقف برة أهو مستنينى، أنا بكلمك بالعافية عشان تلحق تتصرف، روحنا في داهية ياعدنان.
قال عدنان وهو يفتح زر قميصه العلوي يشعر بالإختناق:.

ومروان فين؟
قالت في سخرية مريرة:
مبيردش، ولما الظابط ورانى العقد ملقتش امضته ياعدنان، وفى النسخة بتاعتى كمان.
اتسعت عينا عدنان بصدمة قائلا:
انتى بتقولى إيه؟
قالت سوزى ودموعها تتساقط بغزارة:
والشركة كمان اللى انت سألت عنها وقلت انها مضمونة، طلعت شركة أي كلام ومش حقيقية، إحنا ضعنا ياعدنان، ضعنا.
قال عدنان في ضيق:
طب اقفلى دلوقتى ياسوزى وانا هتصرف.

أغلق الهاتف وهو يبحث في أدراجه عن العقد ليجده وينظر إلى خانة التوقيع فلم يجد إمضاء مروان بالفعل، ليشعر بالصدمة أفاق منها على دلوف هارون إليه ليقول بجزع:
امضته مش موجودة، إزاي بس؟
لم يتحدث هارون ليتذكر عدنان وقت التوقيع عندما كاد مروان ان يوقع العقد، لينكسر سن القلم فجأة في يده ويخرج قلمه الخاص يمضى به العقود ليدرك ما حدث، لابد وان قلمه ذا حبر سحرى يزول بعد ايام من الكتابة به، ليقول في غضب:
ابن ال...

ثم ينظر إلى هارون قائﻻ:
جهز كل حاجة ياهارون، احنا هنطلع على المطار حالا.
ليقول هارون ببرود:
بس فيه ناس برة عايزينك.
قال عدنان بحيرة:
ناس مين؟
قاطعه صوت حاد يقول:
احنا ياعدنان.
نظر عدنان إلى ذلك الضابط والذى تحيطه قوته الخاصة ليشعر أنه على وشك الاختناق والضابط يقول:
اتفضل معانا بهدوء ومن غير شوشرة.
قال عدنان بمرارة:
عملها مروان الكلب.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1976 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1454 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1470 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1287 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2452 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الشيطان ،











الساعة الآن 03:14 AM