logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية جحر الشيطان
  08-03-2022 12:10 صباحاً   [22]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الثالث والعشرونوقف ياسين مستندا على الحائط بجوار الباب، يتأمل فتون وهي تفرش له ملاءة سرير غرفته، ليبتسم قائلا:والله لو قلت لحد ان فتون هانم سلطان فرشتلى سريرى مش هيصدقنى.اعتدلت فتون وهي تقف بعد أن أنهت مهمتها لتربع يديها أمام صدرها وهي ترفع حاجبها قائلة:وده ليه بقى إن شاء الله؟هو أنا مش ست قبل ما أكون صاحبة شركة؟ابتسم قائلا:مين قال كدة؟ثم اعتدل وهو يقترب منها لايحيد بنظراته عنها مما أصابها بتوتر ملحوظ ظهر في تنفسها السريع، واضطراب جسدها والذى لم يخفى على ياسين، لتتسع ابتسامته وهو يقف أمامها تماما قائلا:ده انتى ست البنات كلهم.أطرقت برأسها تتحاشى نظراته في خجل وهي تقول:ميرسيه.لترفع وجهها مجددا لتقابل عينيه وهي تقول:احمم، مش عايز حاجة تانية؟نظر إلى شفتيها الجميلتين ليقول وقد غامت عيناه:عايز، بس للأسف مش هينفع.ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تشعر بدقات قلبها المتسارعة لتحاول الابتعاد عنه قبل أن تضعف وهي تقول:طيب تصبح على...أمسكها من يدها يمنعها من الرحيل وهو يقول:استنى رايحة...اختل توازنها فسقطت عليه، لم يتوقع تلك المفاجأة فسقط على السرير ساحبا إياها لتقع عليه، أمالها جانبا بسرعة وهو ينظر إليها ليجد خصلات شعرها تغطى وجهها أزاحهم ببطئ ينظر إلى عينيها الجميلتين واللتين نظرتا إليه بنظرة ساحرة، غامت عيناه بالمشاعر، وهو ينظر إلى شفتيها المنفرجتين، ليقترب منها يستسلم لمشاعر اجتاحته فأغمضت فتون عينيها، تستسلم بدورها لتلك المشاعر، انتظرت قبلته كثيرا فلم يقبلها أحست بلمسة يديه تمر على وجهها وهو يقول بهمس:.فتون.فتحت عينيها ببطئ لتواجه عينيه تشعر بحيرة شديدة ليستطرد قائلا:أنا آسف، بس خايف تكون دى لحظة ضعف وترجعى تندمى عليها يافتون.شعرت فتون بمشاعر كثيرة متنازعة ولكن أكثر ماشعرت به في تلك اللحظة هو الخجل من نفسها لتنهض بسرعة تغادر الحجرة ليوقفها صوت ياسين وهو ينادى باسمها قائلا:فتون.توقفت ولكنها لم تلتفت ليقول بصوت ضعيف متهدج النبرات:صدقينى انا خايف عليكى انتى.أغمضت عينيها ثم فتحتهما مجددا وهي تغادر الحجرة وتغلق بابها لتقف بجوار الباب تستند على الحائط وهي ترفع يديها تضعهما على وجهها تخفيه لتنزلهما مجددا وهي تقول بهمس:حيرتنى معاك ياياسين، ماهو مستحيل واحد بأخلاقك دى ويقتل.خرج مروان من حمام الغرفة يجفف وجهه بمنشفة صغيرة، ما ان رأته زينة حتى اندفعت إليه تقول في قلق:انت كويس يامروان؟وضع المنشفة على كتفه قائلا بابتسامة:أنا كويس متقلقيش.ليضمها من خصرها مقربا إياها منه هامسا أمام شفتيها قائلا:بطلى قلق علية يازينة.رفعت يدها تلمس وجهه برقة قائلة:لو مقلقتش عليك انت هقلق بس على مين؟قبلها بخفة على شفتيها ثم نظر إلى عينيها بعشق قائلا:.اطمنى يازينة، أنا معاكى لحد آخر لحظة في عمرى.احتضنته بقوة قائلة:يارب العمر كله ليك ياحبيبى، وحشتنى أوى يامروان، أوى.ضمها بقوة يعتصرها بين يديه قائلا:لو قلتلك انت وحشتينى أد ايه مش هتصدقى.قالت في همس:أد إيه؟ابتسم قائلا:.أد كل كلمة قالها عاشق لمعشوقته، أد كل نسمة هوا مرت مابينهم، أد كل لحظة حلوة عاشوها وأد كل لحظة اشتياق مروا بيها، بحبك أد الحب نفسه واللى سكن قلوب كل العاشقين اللى اتخلقوا من أول آدم وحوا لحد دلوقتى.خرجت زينة من حضن مروان دون ان تخرج من محيط ذراعيه لتقول بعشق:حبيبى بقى شاعر، ايه الكلام الحلو ده كله.نظر إلى شفتيها بشوق قائلا:حبيبك بقى مجنون زينة.ليضم شفتيها فور انتهاء كلماته في قبلة عاصفة، بادلته اياها على الفور وهي ترفع يدها تضم رأسه إليها بينما رفع يده إليها يضمها بقوة يرتوى من رحيق شفتيها واللتان لطالما راوداه في أحلامه، لتتحول تلك الأحلام إلى واقع أحلى وأجمل من كل أحلامه.كانت فتون تجلس مع ياسين على مائدة الإفطار تسترق إليه النظرات، تشغل عقلها العديد من الأفكار ويشتعل قلبها بالعديد من المشاعر، تسأل نفسها هذا السؤال الذى سرق من عينيها النوم، ماالذى كان سيحدث لها ان لم يعد ياسين، وماالذى كان سيحدث لها ان استسلم ياسين في لحظة ضعفهما، ولما تشعر بأنها مرتبكة تشعر بالحيرة ومكبلة بالقيود؟رفعت عينيها في تلك اللحظة إليه لتصطدم بعينيه وتضبطه متلبسا بتأملها بدوره، لتتنحنح قائلة في توتر:احمم، هو ميعادنا مع وليد الساعة كام؟جز على أسنانه وهو يراها تنطق اسم ذلك المدعو وليد بأريحية ولكنه تمالك نفسه قائلا:الساعة ١٢ الضهر، يعنى لسة أدامنا وقت كويس عشان نراجع الديل.قالت بهدوء:تمام.لتطرق برأسها للحظة ثم ترفعها قائلة:.بما ان وقتنا قليل وبكرة راجعين مصر بإذن الله، إيه رأيك بعد الاجتماع آخدك في جولة سريعة كدة أفرجك على بيروت؟ابتسم قائلا:مع إنى شفتها قبل كدة، بس أكيد معاكى هيبقالها شكل تانى.ابتسمت رغما عنها في خجل لتدخل دادة محسنة في تلك اللحظة قائلة بابتسامة:ياجمال ابتسامتك ياست الكل، وحشتينى والله.قالت فتون بابتسامة:والله انتى اللى وحشتينى أكتر يادادة.ابتسم ياسين موجها حديثه إلى فتون قائلا:.كنتى تعالى شوفيها النهاردة وهي ماسكة فية واللى طالع عليها تقول حرامى، حرامى، لغاية ما طلعتلها بطاقتى وشافت اسمى وساعتها بس سابتنى.تطلعت فتون إلى محسنة بدهشة وهي تقول:انتى عملتى كدة يامحسنة؟لتضحك محسنة قائلة:.أعمل إيه بس ياستى، دخلت الأوضة لقيت واحد غريب فيها كنت هفتكره إيه يعنى، السباك؟يحمد ربنا ان نبيل كان مكلمنى وقايلى إنكوا شاركتوا واحد اسمه ياسين تاج الدين وانه جاي معاكى بيروت وإلا مكنتش هسيبه غير وأنا ضارباه علقة ومبيتاه في القسم.قال ياسين بمرح:طب كنتى تعال انبارح للحرامى الحقيقى وقومى معاه بالواجب ده، حتى كنتى تقوى قلب ستك اللى وأنا بربط إيديه ألاقيها بتقولى.وقلد صوتها وهو يستطرد قائلا:.بالراحة عليه شوية ياياسين، إيه القسوة دى؟لتنطلق ضحكة فتون عالية ويتيه بها ياسين كلية ليفيق على صوت محسنة تقول بانبهار:الله أكبر، الله أكبر، عشت وشفت ضحكتك الحلوة منورة الدنيا ياست الكل، واللى ماشفتهاش من يوم المرحومة أختك ما مات...لتقطع كلماتها وهي ترى نظرة فتون الصارمة والتى تمنعها من الكلام، لتشعر محسنة بالارتباك وهي تقول:أما، أما أروح أنا أجيبلكم الشاي، عن إذنكم.قال ياسين بهدوء:.انتى كويسة يافتون؟أومأت برأسها في هدوء وقد تغيرت ملامحها كلية ليشوبها بعض البرود وهي تقول:آه، كويسة، لو خلصت فطار يبقى يلا بينا ع المكتب نشرب الشاي ونناقش بنود الصفقة للمرة الأخيرة قبل الاجتماع.أومأ برأسه بهدوء وهو ينهض قائلا:يلا بينا.نهضت تسبقه ومشاعر الخيانة تقتلها، تشعر بأنها خانت ذكرى أختها حين تسللت إلى قلبها تلك المشاعر تجاه ياسين، لتنوى بكل قسوة أن توأدها في قلبها حتى وان تألمت فكيف بالله عليها نسيت لبعض الوقت أن ياسين هو قاتل أختها الوحيدة، كيف؟بينما تبعها ياسين وأفكاره تتخبط داخل رأسه فقد رأى نظرة فتون إلى الدادة التى بترت عبارتها من جراء تلك النظرة ورأى تغير ملامح فتون من بعدها ليدرك أن وراء ذلك سرا تخفيه فتون عنه، ويجب أن يعرفه.كان مروان ينام على السرير آخذا زينة في حضنه يمرر يده في خصلات شعرها الحريرية بعشق، بينما زينة مغمضة العينين، تنام على صدره تستمع إلى نبضات خافقه والتى تمنحها شعورا بالأمان والقلق عليه في نفس الوقت، تدرك ضعف قلبه الذى تحمل اليوم صدمات عديدة، أفاقت من أفكارها على صوته وهو يقول في حزم:احنا لازم نتجوز.رفعت رأسها تنظر إليه في حيرة قائلة:ما احنا متجوزين، انت مش بتقول مطلقتنيش يامروان؟اعتدل يمسك وجهها بين يديه قائلا بحنان:أيوة بس أنا أقصد جواز رسمى وعلى إيد مأذون يازينة.ظهرت الفرحة جلية على وجهها وهي تسرع باحتضانه قائلة:بجد يامروان؟أنا مش مصدقة نفسى، بجد هبقى مراتك أدام الناس كلها؟ضمها مروان بين ذراعيه بقوة وهو يقول:بجد ياقلب مروان، بس...خرجت من محيط ذراعيه وهي تنظر إليه في قلق قائلة:بس إيه؟نظر إلى عينيها قائلا:هنضطر نأجل حبة صغيرين.قالت بقلق أكبر:ليه؟أرجع خصلة من شعرها خلف أذنيها قائلا:انتى عارفة الوضع اللى احنا فيه دلوقتى، والخطة اللى راسمها عشان أوقع عدنان وسوزى، سوزى فاهمة دلوقتى انى وقعت في غرامها ولو وصل ليها إنى اتجوزتك، الخطة كلها هتبوظ.قالت في حيرة:وهيوصلها الخبر إزاي بس؟قال في تأكيد:احنا متراقبين يازينة، كل حركة لينا محسوبة علينا ولازم ناخد بالنا من كل حاجة بنعملها، لو عايزين الخطة تكمل. ونقدر ننتقم من اللى آذونا.قالت بقلق:.انت لسة مصمم ع اللى في دماغك يامروان؟أمسك يدها ذات الإصبع المجبر وهو يمرر إصبعه عليه قائلا في مرارة:ربنا اللى عالم أنا نفسى أد إيه آخدك وآخد فارس بعيد عن ده كله، بس مش هقدر أسيب اللى آذونا وفرقونا عن بعض كل السنين دى يعيشوا حياتهم كدة مبسوطين، لازم أنتقم منهم ولو كان ده آخر شئ هعمله في حياتى.احتضنته في لهفة قائلة:.متقلش كدة يامروان عشان خاطرى، انت هتعيش، هتعيش عشانى وعشان فارس، اوعدنى يامروان، اوعدنى حالا.ضمها بقوة قائلا:أوعدك ياحبيبتى، أوعدك.رغما عنه خرجت حروفه مهزوزة وغير واثقة لتعبر عن شعوره بالخوف من أن يبتعد عنها وعن ولده مجددا وتلك المرة للأبد، لينتقل شعوره هذا إلى زينة فتزيد من ضمه، وكأنها ستحميه بذراعيها من قدر تخشاه، تحاول منعه ولكن ما باليد حيلة فهو آت لا محالة.أطرق عدنان برأسه يفكر في ما قالته له سوزان للتو، يتساءل لما عرض عليها الدخول في تلك الصفقة معهم، وهو يعلم جيدا أنهم قادرون تماما عليها وحدهم، ليفيق من أفكاره على صوت سوزى وهي تقول:مقلتليش ياعدنان رأيك إيه؟رمقها عدنان قائلا بهدوء:مش عارف ياسوزى بس مستغرب من عرضه.عقدت حاجبيها المنمقين قائلة بحيرة:ومستغرب ليه؟تراجع في مقعده بهدوء قائلا:.عشان الصفقة مش محتاجة شريك تالت ياسوزى، فليه يدخلك معانا إلا لو كان عنده سبب تانى، وهو ده اللى قالقنى.قالت سوزى في عصبية:وليه ما تقولش انه وقع تحت سحرى ومش بعيد يكون حبنى وعشان كدة حب إنى أشاركه في صفقة مهمة زي دى.قال عدنان بسخرية:بالسرعة دى؟نهضت سوزى قائلة في استنكار:وليه لأ، لما انت شاكك إنى مقدرش أخلى مروان زي الخاتم في صباعى لجأتلى ليه ياعدنان؟ابتسم عدنان قائلا في هدوء:.اهدى بس واسمعينى، أنا معنديش شك طبعا فيكى وفى سحرك اللى وقعتينى فيه أنا شخصيا قبل كدة، أنا بس لازم أفكر كويس في كل حاجة ومسيبش حاجة للصدفة وعشان كدة قلتلك انى عايز كل المعلومات اللى تقدرى تجيبيهالى من عنده عشان لو فكر يغدر بينا أبقى عامل حسابى، وأعرف إزاي أخليه يندم ع اليوم اللى فكر فيه يغدر بعدنان المسيرى.جلست سوزى مجددا وهي تقول:.صدق من سماك شيطان، عموما متقلقش، مروان اتغير فعلا، الفلوس عنده بقت كل حاجة واهم حاجة، واذا كان ع المعلومات اللى ممكن تخليه تحت ايدينا فبسيطة الزيارة الجاية ليه هجيبهملك، ده أنا سوزى ياعدنان ولا نسيت؟ابتسم وهو ينهض من مكانه مقتربا منها ليقف أمامها تماما يمسكها من كتفيها وينهضها لتكون في مواجهته قائلا:لأ طبعا منستش، بس انتى اللى نسيتى إنى عدنان ياقطة.ليلمس وجنتها بنعومة ناظرا إلى شفتيها برغبة قائلا:موحشتكيش؟ولا مبقيتيش تحبينى زي زمان؟نظرت إليه قائلة بارتباك:لأ، إزاي، أكيد وحشتنى.لتقول بحزن مصطنع وهى تمط شفتيها بإغراء قائلة:أنا قلت إن إنت اللى مبقتش تحبنى زي الأول وعشان كدة...اقترب منها بوجهه يقول بإستمتاع وهو ينظر إلى ملامحها الفاتنة:وعشان كدة إيه؟لترفع يدها بإغراء تلمس شفتيه بأظافرها الطويلة الملونة قائلة:.وعشان كدة لسة شفايفك ملمستش شفايفى ياعدنان.قال بأنفاس تثقلها الرغبة:غلطة منى ياقلب عدنان وهصلحها حالا.ليلتهم شفتيها بين شفتيه بقوة يجتاحها بقبلاته ولمساته، لتغمض عينيها تستسلم له وقلبها يإن اشمئزازا فمنذ أن وقعت بحب مروان ولم يعد هناك رجل آخر قد يرضيها، إنما هو وهو فقط من تتمنى أن يكون معها الآن يجتاحها بقبلاته، هو حبيبها الذى عذبها كثيرا ببعده ونفوره منها ولكنها قريبا، وقريبا جدا ستمتلكه، هو وحده ولا أحد غيره، إنه مروان، مروان فياض.دلفت دارين إلى المنزل لتجد جدتها جالسة بالردهة تحتسى فنجالا من القهوة في شرود لتتسلل إليها من الخلف ثم تقبلها بقوة في وجنتها قائلة في سعادة:مساء العسل ياعسل.كاد فنجال القهوة أن يسقط وتنسكب محتوياته لولا ان تمسكت به الجدة بقوة لتضعه على الطاولة وهي تلتفت إلى دارين التى جلست إلى جوارها قائلة في تأنيب:.انتى مش هتعقلى بقى يادارين؟، ميت مرة أقولك متخضنيش بالشكل ده، افرضى فنجال القهوة كان وقع دلوقتى، كنت هتعملى إيه؟هزت دارين حاجبيها صعودا ونزولا قائلة بمرح:كنت هعملك غيره ياسوسو.ضربتها الجدة على رأسها بخفة وهي تبتسم قائلة:مفيش فايدة فيكى.ابتسمت دارين قائلة:أيوة كدة ياسوسو، خلى الابتسامة الحلوة تطلع وتنورلى الدنيا بقى.تفحصت الجدة ملامح دارين لتدرك أن خلف تلك الملامح السعيدة أمرا ما لتقول بهدوء:.طيب ممكن تقولى بنوتى الحلوة إيه اللى مفرحها كدة ومخلى ابتسامتها من هنا لهنا؟نظرت إليها دارين قائلة بابتسامة:.أقولك الحقيقة ياتيتة، مش عارفة، جوايا مشاعر حلوة أوى مخليانى طايرة فوق في السما، أول مرة قلبى يدق بالشكل ده وأول مرة أحس بالأحاسيس دى، وأول مرة أخاف، أخاف ميكونش هو كمان بيحس بالأحاسيس دى زيى، أخاف يكون اللى واصلى منه مجرد وهم بكبره في دماغى وبطمن بيه قلبى، أخاف أصحى في يوم وملقهوش جنبى، أول مرة ياتيتة أحب بجد وأخاف بجد، تعرفى، النهاردة افتكرت كلامك عن انى محبتش مروان بجد وانى لما هقابل الحب الحقيقى هعرفه، زي حب جدى ليكى الله يرحمه، ياااه، فرق كبير أوى ياتيتة بين الإحساسين، أنا مش عارفة إزاي أشكرك عشان اقترحتى علية أشتغل مع ياسين و خليتيه يوافق، عشان أشوف نبيل وأحبه، وأعيش السعادة اللى أنا حاساها دلوقتى،.لتضمها بقوة قائلة:أنا بحبك أوى ياتيتة، بحبك أوى أوى اوى.ضمتها الجدة وعينيها تشعان بالقلق، تندم على اقتراحها على ياسين بأن تعمل دارين معه، فهي لا ترتاح مطلقا للشركاء الجدد، تشعر بأن ورائهم سرا، يحملون غموضا لا يريحها مطلقا، وها هما حفيديها بخطر، إحداهما أحبت نبيل، والآخر وقع في غرام فتون، فكيف تنقذ حفيديها من مصير مجهول، حقا لا تدرى، ولكن حان الوقت لتنبش في ماضى هؤلاء الشركاء الجدد لعلها تجد ما يدحض شكوكها أو يؤكدها.


look/images/icons/i1.gif رواية جحر الشيطان
  08-03-2022 12:10 صباحاً   [23]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الرابع والعشرونكان ياسين يشتعل من الغضب وهو يرى ابتسامة فتون الساحرة لهذا المدعو وليد، والذى يوجه لها حديثه الآن يذكرها بماضيهم سويا، عندما كان يهدم قلاعها الرملية فتلاحقه هي حتى يصيبها الإنهاك وتبكى ليشفق عليها وليد، ويجلسان سويا يعيدان بنائهم من جديد، و تلك المرة التى كسر فيها زجاج سيارة والدها وتلقت هي تقريعه بدلا من وليد، أو تلك المرة التى كتب لها في المدرسة كلمات الاعجاب على ورقة وحين قذفها بها، ارتطمت بالمعلمة لتقرأها ويحمر وجهها خجلا وهي تظن أن تلك الكلمات تخصها، لتضحك فتون بشدة وإلى هنا وكفى، لم يعد ياسين يحتمل، ليقول في عصبية:.مش كفاية كدة بقى ونركز في شغلنا؟الوقت ضيق، ولا إيه ياأساتذة؟ابتسمت فتون بداخلها تدرك سر عصبيته بينما نظر إليه وليد قائلا بارتباك:آه طبعا، اتفضل يااستاذ ياسين، إعرض شروطك عشان نتمم الديل.رمق ياسين فتون شذرا ثم وجه انتباهه إلى وليد ليشرح له كل شئ بهدوء وعملية، لتجد فتون نفسها مجددا ورغما عنها منبهرة به، لتنفض عنها ذلك الشعور وهي تشيح بوجهها لتغمض عينيها تستحضر صورة أختها ميسون في عقلها بصعوبة فقد ظهرت لها كصورة باهتة لتركز أكثر حتى ظهرت صورتها بقوة، صورة لفتاة جميلة ضاحكة، ذهبت ضحكتها للأبد بسبب ذلك الرجل ليمتلئ قلبها بالحزن وتمتلئ عينيها بالدموع ولكنها تمالكت نفسها بسرعة ثم فتحت عينيها مجددا وقد اختفت نظرة الاعجاب من عينيها، تماما.هتيجى جون، والله هتيجى جونقال فارس تلك الجملة في حماس ليقول مروان وهو يناور لاعب فارس:بأمارة إيه بس؟ده أنا قافل عليك من كل ناحية.قال فارس وهو يميل بجهاز التحكم في يده:طب شوف كدة.ليفاجئ مروان بإلتفاتة من لاعب فارس ثم تصويب على المرمى ليحقق هدف الفوز، ليترك فارس الجهاز من يده وهو ينهض ويقفز فرحا قائلا بسعادة:كسبت، أنا كسبت.لينظر إليه مروان متأملا إياه بحنان، يشعر بقلبه ينتفض من الفرحة لرؤية تلك السعادة على ملامح طفله، فارس، من كان يصدق أن هذا الطفل الجميل والذى لطالما تمناه له ولدا أن يصبح بالفعل كذلك، من كان يصدق أن لديه طفل بهذا العمر ومن حبيبته الوحيدة زينة؟حقا إنها نعمة كبيرة يجب أن يحمد الله عليها كل يوم، لينوى إن مد الله في عمره بعد أن يحقق انتقامه أن يذهب هو وزينة وولده فارس لآداء الحج وسيقوم بالبحث في شركته عن غير القادرين على آداء تلك الفريضة العظيمة وسيجعلهم يؤدونها على نفقته الخاصة، هذا أقل ما يمكنه فعله ليحمد الله على نعمه الكثيرة عليه.أفاق من افكاره على صوت فارس يقول بحيرة وهو يجلس بجواره مجددا:انت زعلت يا آنكل عشان كسبتك؟نظر إليه مروان قائلا في حنان:لأ طبعا، ايه اللى خلاك تقول كدة ياحبيبى؟قال فارس بصوت خافت:أصلك سكت خالص ومتكلمتش.ابتسم مروان قائلا:عشان فرحان بيك يافارس، والفرحة مخلتنيش عارف أتكلم، أنا كدة، لما بفرح بسكت.ابتسم فارس قائلا:أنا العكس خالص، لما بفرح بخلى الدنيا كلها تعرف إنى فرحان.اتسعت ابتسامة مروان وهو يمد يده يبعثر مقدمة شعر فارس قائلا:طالع لمامتك يافارس، ودى أحلى حاجة فيك.نظر إليه فارس قائلا بصوت يملؤه الرجاء مما أوجع قلب مروان:يعنى انت مش زعلان من ماما ياآنكل ومش هتودينا للشيطان اللى بيضرب ماما تانى؟ضمه مروان على الفور يشعر بقلبه الآن يحترق، وهو يقول بألم:.لأ يافارس مش زعلان ومستحيل هوديكم عند الشيطان ده تانى وماما محدش هيقدر يمس شعرة منها طول ما أنا عايش، وأي حد آذاها أو حتى، أوعدك إنى هنتقم منه ومش هسيبه أبدا.ضمه فارس بقوة يشعر لأول مرة في حياته بالأمان هنا بين ذراعي هذا الرجل الغريب عنه ولكنه أصبح أقرب الناس إليه بعد والدته، ليبتعدا عن أحضان بعضهما عندما سمعا حمحمة قريبة منهما ليلتفتا سويا لمصدر الصوت يطالعان تلك الفاتنة الرقيقة والتى يعشقانها سويا، لينهض فارس مسرعا إليها ومحيطا خصرها لتضمه بين أحضانها بحنان بينما يتابعهما مروان بعشق، لتلتقى عيناه بعينيها في تلك اللحظة ليقرأ تلك الكلمة الصامتة في عينيها ورسمتها شفتيها متمتمين، أحبك، ليهمس لها بصمت عاشق، أحبك أكثر، فتبتسم تلك العينان اللتان سحرتاه من اللحظة الأولى، ولكنها تتذكر فجأة ماجاءت لتخبره به وأنساها إياه هذا المشهد الحان بين الأب وولده، لتقول في صوت استشعر فيه الغيرة فابتسم بداخله:.مدام سوزى تحت وطالبة تقابلك.ابتسم وهو ينهض قائلا:تمام، كملى مع فارس لعب يازينة وانا هخلص مع سوزى وأرجعلكم.أومأت برأسها قائلة وهي تجز بأسنانها:تحت أمرك يامروان بيه.ليهلل فارس وهو يتجه إلى مكانه باللعب، بينما إقترب منها مروان ومع كل خطوة تزداد دقات قلبها سرعة حتى أصبح بجوارها تماما ليهمس قائلا:وحشتى مروان بيه يازينة هانم.نظرت إليه فوجدته يرسل إليها قبلة في الهواء قبل أن يغادر الغرفة مبتعدا لتشعر زينة وكأنها قد عادت إبنة الثامنة عشرة مجددا، تشعر بالذوبان من نظرته، همسته بل من صورته حتى إن مرت بخيالها، لتفيق على صوت فارس وهو يقول:إيه ياماما، واقفة كدة ليه؟مش هتيجى تلعبى؟ابتسمت قائلة:جيم واحد بس يافارس عشان ماما مش فاضية.اومأ برأسه موافقا لتتجه إليه وتجلس بجواره تمسك بجهاز التحكم خاصتها، ليبدأ اللعب.جلست فتون إلى جوار ياسين في السيارة لتجده متجهما فابتسمت بداخلها، تدرك انه غاضبا للغاية من تباسطها مع وليد بالداخل وابتساماتها له ومازاد الطين بلة، حين قام وليد بدعوتهما للعشاء وعندما كاد ياسين أن يرفض، أسرعت هي بالموافقة لتشعر أن ياسين على وشك الغليان، من عروق جبهته ورقبته النافرين، مد ياسين يده يدير المفتاح لتوقفه يد فتون فانتفض مبعدا يده عن يدها وهو ينظر لها لتقول بنبرة إعتذار مصطنع:.خلاص بقى ياياسين، ميبقاش قلبك إسود، عايزنى أعتذر، تمام، أنا آسفة ياسيدى.نظر إليها متجهما وهو يقول:انتى عارفة الأول انتى بتعتذرى عن إيه؟إلتفتت إليه وهى تهز رأسها نفيا قائلة:لأ مش عارفة، بس حاسة انك زعلان منى وانى عملت حاجة ضايقتك، وبصراحة مش حابة اشوفك وانت كدة.رفع حاجبه قائلا:كدة اللى هو إزاي يعنى؟عقدت حاجبيها وهي تقول:مكشر كدة، لأ ياسيدى، أنا عايزاك زي الصبح.لتقترب منه وهى تمسك وجنتيه بيديها الإثنتين تمطهما وهي تقول:الابتسامة كانت من هنا لهنا.ليتوقف الزمن عند تلك اللحظة، الوجهين متقاربين والأنفاس متداخلة والعيون مسحورة كل منهما يتيه بعيون الآخر، يشعر بأنه يغرق ولكنه لا يتألم ولا يختنق، إنه غرق لذيذ لتترك فتون يديها ببطئ من على وجنتيه بينما ينظر هو إلى كرز شفتيها بأنفاس محبوسة، يدرك تماما أن مذاقهما كالشهد ولكنه حتى الآن شهد محرم عليه، ليغمض عينيه بقوة ليتمالك نفسه عن قبلة كانت آتية لا محالة، بينما تراجعت فتون إلى مقعدها تشعر بالخجل، بالإرتباك، بمشاعر عديدة ومختلطة، فآن الأوان أن تعترف لنفسها بعد أن أنكرت كثيرا أنها أرادت قبلته وبقوة، لتتنازعها المشاعر مجددا ولكن تلك المرة كانت الغلبة لمشاعر أخرى أدركت أنها لم يعد في إمكانها نكرانها، لتشعر بالتيه، أفاقت من افكارها على صوت ياسين يقول في هدوء:.انتى، يعنى، مش كنتى واعدانى بجولة في بيروت؟غيرتى رأيك ولا إيه؟لتلتفت إليه تنظر إلى عينيه قائلة بارتباك:آه، لأ طبعا مغيرتش، احم، إطلع بينا يلا؟نظر إلى عمق عينيها وهو يقول:على فين؟قال قلبها (جهنم) وقال لسانها (الروشة).دلف مروان إلى حجرة المكتب ليجد سوزى التى نهضت على الفور لدى رؤيته واقتربت منه تمد يدها إليه قائلة في دلال:ازيك يامروان، عامل إيه؟سلم عليها وهو يضغط على يدها ليقفز قلبها فرحا وهو يقول:أنا تمام ياسوزى، وحشتينى.قالت في لهفة:بجد يامروان وحشتك، ولا بتجاملنى؟مال عليها ينظر إلى عينيها مباشرة، تلفحها أنفاسه الساخنة وهو يقول:.لو مكنتيش وحشتينى مكنتش قلتهالك، وبعدين مش معقول تكونى شاكة في جمالك ورقتك اللى ممكن يأثروا على أي راجل.اقتربت منه أكثر وهي ترفع يدها تمرر أظافرها الطويلة المطلية بعناية على وجنته قائلة:أي راجل في الدنيا إلا أنت، ياما تعبتنى وسهرتنى الليالى عشان أسمع منك الكلمتين دول وإنت ولا إنت هنا، وده اللى محيرنى يامروان، إشمعنى دلوقتى؟أمسك مروان بيدها يقبلها في نعومة خلبت لبها وأطارت عقلها لينظر إليها مجددا وهو يقول:أياميها كنتى مرات بابا وكان مستحيل أبصلك ولو كنتى ملكة جمال، إنما دلوقتى...وترك جملته معلقة لتظهر السعادة على وجهها وهي تقول:بجد فرحتنى بكلامك يامروان، لدرجة إنى حاسة إنى طايرة في السما.إبتسم داخله بسخرية ولكنه قال في نعومة وهو يترك يدها مشيرا إلى المقعد المواجه لمكتبه قائلا:.طب إنزلى على الأرض يابرنسيسة وأقعدى عشان نتكلم في الشغل، مبقاش فيه وقت.ليتركها ويتجه إلى مقعده بينما قالت هي بإحباط:نزلت ياسيدى، ها، قول اللى عندك.جلس يبتسم قائلا:مش أنا اللى عندى كلام أقولهولك، انتى اللى عندك قرار هتقوليهولى حالا، معانا ولا مش معانا؟جلست قائلة:معاكم طبعا.أحس بالإنتصار ليقول بإبتسامة حقيقية:كدة تمام أوى، يبقى هنمضى العقود بكرة في جحر الشيطان.عقدت حاجبيها قائلة:بكرة كدة علطول؟ابتسم قائلا:طبعا علطول.ليشير إلى هاتفه القابع على مكتبه وهو يقول:الناس لسة مكلمينى النهاردة وهيبعتوا البضاعة على آخر الأسبوع فلازم نكون جاهزين ونمضى معاهم العقود بكرة.قالت سوزى بهدوء:تمام، بكرة نتقابل ونمضى العقود، و...قاطع كلماتها صوت طرقات على الباب ليسمح مروان للطارق بالدخول وهو يعرف هويته مسبقا، لتظهر فاتنته على الباب، ترمق سوزى بنظرة حادة بادلتها إياها سوزى لتتجاهلها زينة تماما وهي تنظر إلى مروان قائلة:ممكن كلمة على إنفراد؟رمقتها سوزى بغل بينما قال مروان ببرود:تمام بس بسرعة، إنتى شايفة إنى في إجتماع مهم.أحست سوزى بالإنتصار لترمق زينة بنظرة فوز تجاهلتها الأخيرة وهي تغادر يتبعها مروان الذى أغلق باب المكتب خلفه، لتقول زينة بغيرة واضحة:يعنى مش كفاية قافل عليكم باب المكتب، كمان بتكلمنى بالطريقة دى أدامها.قال مروان بأسف:معلش ياحبيبتى إنتى عارفة كل اللى بعمله ده عشان إيه؟زفرت زينة قائلة:.وده اللى مصبرنى، المهم، أنا عارفة إنك من ساعة ماعرفت الحقيقة ومانعنى أشتغل في البيت بس دادة تحية تعبانة ولازم أساعدها، ممكن؟رفع يده يمررها على وجنتها بحنان قائلا:ممكن، بس لغاية ما أجيب شغالة جديدة تريحك وتريح دادة تحية، مفهوم؟أومأت برأسها بابتسامة ليبتسم إليها بدوره قائلا:إمشى بقى من أدامى دلوقتى قبل ما أتهور وأبوسك وسوزى تشوفنا وكل اللى بعمله يبوظ.ابتسمت قائلة:لأ وعلى إيه، الطيب أحسن، سلام.وأسرعت تمشى من أمامه ليوقفها صوته المنادى بإسمها التفتت اليه بحيرة ليقترب منها بسرعة يمسك رأسها بيده آخذا شفتيها في قبلة حبست أنفاسها ثم تركها لتبتلع ريقها بصعوبة تشعر بقلبها تتقاذف دقاته ليربت على وجنتها بحنان يدرك قوة مشاعرها الآن وضعفها اللذان يشعر بمثيلهما في قلبه قائلا:امشى يازينة، ياإما هجازف بكل حاجة ومش هيهمنى سوزى، أنا على أخرى.أسرعت تغادر ليتابعها بعينيه في عشق، ثم مالبث أن إلتفت متجها إلى تلك الحية، ليدلف مجددا إلى الغرفة، حيث وجد سوزى جالسة تنظر إلى أظافرها المطلية بملل، فقال لها بهدوء:أنا آسف، طولت عليكى بس دادة تحية تعبانة شوية وكنت بطمن عليها.قالت سوزى بأسف مصطنع وهي تنهض متجهة إليه:لأ، سلامتها الف سلامة يامروان، عموما أنا كنت ماشية حالا لإنى إتأخرت على ميعاد مهم، أشوفك بكرة.لتميل عليه مقبلة إياه في وجنته، قبل أن تغادر ليمد يده في جيبه يخرج منديله ويمسح به آثار قبلتها في إشمئزاز ملقيا نظرة على هاتفه الذى تغير وضعه ليبتسم في سخرية، وإنتصار.


look/images/icons/i1.gif رواية جحر الشيطان
  08-03-2022 12:11 صباحاً   [24]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الخامس والعشرونتطلعت فتون إلى المارة بهدوء ثم نظرت إلى فنجال قهوتها لتغمس طرف إصبعها الخنصر فيه ثم تتذوقه وهي تغمض عينيها إستمتاعا ثم تفتحهما وهي ترفع فنجال قهوتها إلى شفتيها ترتشف منه برقة، حانت منها في تلك اللحظة نظرة إلى ياسين الذى وجدته ينظر إليها بصدمة عاقدا حاجبيه، كادت أن تشرق ولكنها تمالكت نفسها وهي تنزل فنجالها من يدها قائلة في حيرة:مالك ياياسين؟بتبصلى كدة ليه؟قال ياسين دون وعي منه:.الحركة اللى عملتيها دى.قالت في حيرة:حركة إيه؟أشار إلى إصبعها الخنصر وهو يقول:لما نزلتى صابعك في فنجال القهوة.قالت بحيرة أكبر:وفيها إيه دى؟أغمض عينيه في ألم قائلا:فكرتينى بواحدة كانت بتعمل كدة بالظبط.ابتلعت ريقها في صعوبة وهي تقول:والواحدة دى مين؟أختك؟فتح عينيه وقد ظهر الألم بهما لتشعر فتون بالحيرة وهو يقول:لأ مش أختى، بس هي كانت واحدة عزيزة علية أوى.قالت فتون بأنفاس مختنقة:كانت؟أطرق برأسه قائلا:.مع الأسف مبقتش موجودة معانا في الدنيا.ليرفع إليها عينين تلمع فيهم الدموع لتشعر فتون بصدمة شديدة وهو يستطرد قائلا:للأسف ماتت.لم تدرى فتون سبب تلك الدموع الساكنة بعينيه، هل هي مزيفة أم أنها ناتجة عن ندمه الشديد، ترى هل قتلها بالخطأ وشعر بالندم بعدها، أم أنه فقط ممثل بارع؟هي حقا لم تعد تدرى.قالت بحزن:الله يرحمها.اغمض ياسين عينيه ليتمالك نفسه ثم يفتحهما قائلا بصوته الرخيم:الله يرحمها.لينظر ياسين إلى عمق عينيها قائلا:بتفكرينى بيها أوى يافتون، فيكى كتير منها.أحست فتون بالخطر، تشعر بانه على وشك كشف سرها، لتحاول تغيير الموضوع وهي تلمح طفلا صغيرا يحمل باقة ورد فأسرعت تقول:شايف الطفل اللى هناك ده؟نظر ياسين بإتجاه ذلك الطفل ليومئ برأسه قائلا:آه شايفه، ماله؟نظرت إليه قائلة:.كل ما بآجى هنا بشوفه، دايما كان في إيده الورد والبسمة على شفايفه، لكن لما بصيت جوة عينيه لقيت دمعة مستخبية، الدمعة دى من حزنه على والدته، مرة قعدته معايا وخليته يحكيلى، قاللى إنها مريضة وإنه بيشتغل عشان يساعدها، حاولت أديلو فلوس مرضاش، عزة نفسه مش قادرة أقولك أد إيه بتجنن رغم فقره، بقيت آجى مخصوص هنا عشان آخد منه كل الورد وأديلو فلوسه، دى الحاجة الوحيدة اللى قبل إنى أعملهاله.نظر ياسين إلى نبرات صوتها الحانية الحزينة على حال الطفل الصغير وطيبة قلبها الظاهرة ليشعر بأنه يغرق أكثر في عشقها، ليقوم بالإشارة للطفل الذى جاء على الفور بإبتسامة مشرقة حين رأى فتون قائلا:أهلا وسهلا ست فتون، طولتى الغيبة والله، نورتى المكان كلياته.ابتسمت فتون قائلة:ده نورك إنت ياجود.نظر جود إلى ياسين قائلا:وإنت يابيك نورت بيروت، إنت من مصر ما هيك؟ابتسم ياسين قائلا:هيك.إبتسم الطفل قائلا:أؤمرونى.قال ياسين:الحقيقة ياجود، أنا كنت بدور على عقد ورد عشان فتون ملقتش حد ممكن يعملهولى، تقدر تعملهولى إنت؟قال جود في حماس:طبعا يابيك، إذا بدك أنا بوصله لعندكقال ياسين وهو يتظاهر بالحيرة قائلا:مش هتعرف توصلى، طب هنعمل إيه؟أقولك، إدينى عنوانك وأنا ابعتلك واحد النهاردة ياخده منك، واللى تطلبه هتاخده، ها إيه رأيك؟ظهرت الفرحة جلية على وجه الطفل وهو يقول:تكرم عيونك يابيك، اكتب عندك العنوان.ليخرج ياسين مفكرته ويدون بها العنوان، لتدرك فتون أخيرا ما يحاول فعله، تتساءل بحيرة شديدة عن طبيعة ذلك الرجل، والذى بداخله كل ذلك الذكاء إلى جانب ذلك الحنان وتلك الطيبة التى تعامل بها مع الصبي، قبل أن يأخذ منه الورد وينفحه مبلغا من المال ليغادر جود وقد ارتسمت على ملامحه السعادة جلية، ليلتفت ياسين إلى فتون قائلا:النهاردة ياستى هيروحلهم فاعل خير وهيخلى مامته تتعالج على حسابه وبكدة مشكلة جود اتحلت،.ليتنهد قائلا:ياريت مشاكل الدنيا فلوس، مكنش هيبقى فيه حد مضايق أو زعلان.نظرت فتون إليه في حيرة قائلة:وإنت مشكلتك إيه ياياسين؟نظر إليها لثوان يتأمل ملامحها الرقيقة قبل أن يزفر وهو يشير إلى قلبه قائلا:مشكلتى ده، قلبى، مهوش مرتاح، أدامه الراحة ومش عارف يوصلها ولا قادر يطولها أو يقرب منها.عقدت حاجبيها قائلة:وإيه اللى مانعك؟تراجع ياسين في مقعده قائلا:.مش عارف، يمكن خايف أو متلخبط، يمكن حاسس بالذنب وعشان كدة مش مرتاح، يمكن ويمكن، بس الأكيد إنى تعبان، تعبان أوى يافتون.أحست فتون بالألم، اذا هو الذنب، الذنب هو ما يعذب كليهما، فهو يشعر بالذنب لقتل أختها، وهي تشعر بالذنب لأنها أحبت قاتل أختها، تبا لذلك الإحساس البغيض، وتبا لذلك العشق الذى حملته بقلبها.جلست سوزى أمام عدنان وهي تمنحه الفلاشة قائلة بغرور:وآدى الفلاشة اللى عليها كل حاجة تخص فون مروان ياعدنان، قلتلك إنى هقدر أجيبها وبسهولة كمان.قال عدنان وهو يأخذ الفلاشة منها:متأكدة إن عليها كل حاجة ياسوزى؟قغلت سوزى بثقة:طبعا متأكدة.إلتمعت عينا عدنان بإنتصار وهو يقول:كدة تمام أوى، هتأكد من اللى عليها ولو اطمنت يبقى هنمضى العقد وبكدة هنعلى أوى في السوق ياسوزى، أنا ممكن أعتزل خالص بعد الصفقة دى.التمعت عينا سوزى قائلة:وانا كمان هعمل القرية السياحية اللى نفسى فيها.نظر إليها عدنان قائلا:هو لسة مصمم يدخلك شريكة معانا ياسوزى؟قالت سوزى بحدة:وانت عندك مانع ياعدنان؟ابتسم عدنان ابتسامة شيطانية مثله وهو يقول:لأ طبعا ياحبيبتى، إيه اللى هيخلينى أرفض بس؟نظرت إليه سوزى قائلة بسخرية:المليارات اللى هاخدها واللى أكيد كنت هتبقى عايزها لوحدك.اتسعت ابتسامته الخبيثة قائلا:وأنا وانتى إيه ياسوزى، مش واحد؟تراجعت سوزى في مقعدها وهي تضع قدما فوق الأخرى قائلة:مش عارفة ياعدنان، قول إنت.مال ينظر إلى عينيها وهو يقول بغمزة:تحب أثبتلك وحالا على المكتب ده، إن احنا واحد ياسوزى.انطلقت ضحكتها لتقول بعدها:مفيش فايدة فيك ياعدنان، دماغك دايما شمال.ابتسم عدنان قائلا:وماله الشمال، ماهو اللى معيشنا في العز ده كله، المهم خلينا في الشغل.قام بالضغط على زر، ليسمع بعدها طرقات على الباب فيسمح للطارق بالدخول فإذا به هارون الذى قال بهدوء:تحت أمرك ياعدنان باشا.أشار له عدنان بالتقدم ليمد يده إليه بالفلاشة قائلا:الفلاشة دى تتفرغ حالا وتتأكدوا من كل المعلومات اللى عليها، ولما تتأكد تدينى الأوكيه في خلال ساعة بالكتير.تناولها منه هارون وهو يعقد حاجبيه قائلا:مش هنلحق ياباشا.طرق عدنان المكتب بقبضته في قوة وهو يقول:.لما أقول ساعة تبقى هي ساعة، ولو مش هتقدر عليها ياهارون، أجيب اللى يحل محلك ويقدر عليها، مفهوم؟جز هارون على أسنانه وهو يتمالك نفسه من غضب اشتعل بأحشائه قائلا:مفهوم ياباشا، عن إذنكم.وغادر الغرفة لتقول سوزى:تؤ تؤ، مش كدة ياعدنان، هارون مساعد شاطر جدا وانت كدة هتخسره.أشار عدنان بيده بلا إهتمام قائلا:.هارون واللى زيه كلاب، موجودين في كل حتة، يغور واحد، ييجى عشرة، المهم أنا عايزك بكرة بعد مانمضى العقد مع مروان تبقى زي ضله، عينك متنزلش من عليه أبدا، مفهوم؟أومأت برأسها في هدوء غافلين عن أذنين سمعت حديثهم وأدرك صاحبهما أنه بلا قيمة عند رب عمله، وأنه يجب أن يتخذ خطوة تجاه ذلك، ولكنه فقط سينتظر الوقت المناسب.كانت دارين تسير خلف نبيل الذى سبقها بخطوة، تتساءل في حيرة عن سر عصبيته الشديدة اليوم، حتى إنه لم يتطلع إليها ولو لمرة واحدة لتنتابها الشكوك مجددا حول مشاعره تجاهها وها هما الآن في مرآب السيارات الخاص بشركة ذلك المدعو توفيق، لتلتمع الفكرة في رأسها فجأة وتتساءل أهذا ما يؤرقه، ذهابهما إلى توفيق؟، أكان من المفترض أن تقول له أنها لا تزد الذهاب معه؟لتقول بسرعة ودون تفكير:نبيل!إلتفت إليها فجأة فإصطدم بها وكادت أن تقع ليسرع بإسنادها لتقع بين ذراعيه تغمض عينيها بقوة تتناثر خصلاتها على وجهها في صورة خلبت لبه ليرفع يده يزيح خصلاتها خلف أذنها لتفتح عينيها ببطئ لتقابل عينيه اللتان تاهت في ملامحها، ابتلعت ريقها بصعوبة، وهي تتأمل ملامحه بدورها لتذوب كلية حين مرر يده على وجنتها قائلا بهمس ملئ بالمشاعر والتى ظهرت جلية في عينيه ونبراته:مش تاخدى بالك يادارين.قالت بتيه:أنا، أنا...تأمل شفتيها الجميلتين قائلا:انتى إيه؟حبست أنفاسها وهي تشعر بأن قلبها على وشك الإنفجار، لتغمض عينيها ثم تفتحهما مجددا وهي تعتدل ثم تبتعد عن مرمى ذراعيه ليتركها على الفور وهو يفيق بدوره من تلك المشاعر التى تملكته، لتقول هي بتوتر وهي تفرك يديها:أنا مش عايزة أحضر الاجتماع ده.تأمل ملامحها بهدوء قائلا:ليه يادارين؟نظرت إلى عينيه قائلة:.لإنى مش حابة البنى آدم ده ومش برتاح لنظراته لية، والأهم إنك بتزعل لما بجامله حتى بابتسامة باردة وأنا مش عايزاك تزعل منى.تأمل ملامحها قائلا:ويهمك اوى زعلى يادارين؟قالت في لهفة:أكيد.لتجده يبتسم فتطرق برأسها خجلا قائلة:قصدى، يعنى، انت رئيسى في الشغل وأكيد مش هحب إنك تكون زعلان منى.لتتسع إبتسامته وهو يرفع حاجبه قائلا:رئيسك؟ماشى يادارين.ليمسك يدها يتجه بها عائدا إلى السيارة لتقول بحيرة:.انت رايح بينا على فين؟قال وهو يضغط ذلك الجهاز في يده لتفتح السيارة:هوصلك الشركة وأرجع تانى.توقفت دارين مكانها ليتوقف نبيل بدوره ينظر إليها وهي تقول:وليه بس تتعب نفسك، أنا ممكن أروح لوحدى على فكرة.مال عليها قائلا:وأنا مش هسيبك تروحى لوحدك، هوصلك.نظرت إليه بحيرة قائلة:بس إنت كدة هتتأخر على ميعادك مع توفيق.إبتسم وهو ينظر إلى عمق عينيها قائلا:مش مهم، المهم إنى أبقى مطمن عليكى يادارين.حبست أنفاسها من كلماته التى جعلت قلبها ينتفض من السعادة، ليمرر يده على وجنتها قائلا بابتسامة:هنفضل واقفين كدة كتير؟أطلقت سراح أنفاسها وهي تترك يده متجهة إلى مقعدها بسرعة تضع يدها على وجنتيها التى اشتعلتا من الخجل يتابعها نبيل بعينيه قبل أن يتنهد وهو يتجه بدوره إلى مقعد القيادة، يشعر بأنه لن يستطيع الابتعاد عنها أكثر من ذلك، هو يحبها، يعشق تفاصيلها، يريدها في حياته وبقوة، ولكن يظل انتقامه من أخيها الحائل الأكبر بينهما، ولا سبيل لتفادى مرارة الفقدان.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1010 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 836 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 749 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 732 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 967 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الشيطان ،










الساعة الآن 07:02 AM