logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية جحر الشيطان
  08-03-2022 12:00 صباحاً   [19]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل العشرونعاد مروان إلى المنزل فاستقبله فارس بأن جرى فورا إليه يضمه من خصره وهو يقول:وحشتنى أوى ياآنكل مروان.ابتسم مروان وهو يضمه ثم ينزل على ركبتيه ليصبح في مواجهة فارس يقرصه بخفة في وجنته قائلا بحنان:انت كمان وحشتنى يافارس، عملت إيه في غيابى؟هز فارس كتفيه قائلا:معملتش حاجة، حتى ماما تعبانة ومرضتش تلعب معايا زي كل يوم.ألقى مروان نظرة شاملة لمحيطه فلاحظ غيابها ليقول بصوت خفيض:.تعبانة مالها وهي فين دلوقتى؟قال فارس:قاعدة في أوضتها طول النهار، بتقول عندها صداع.أومأ مروان برأسه متفهما، ثم قال:تمام، طب انت اتغديت؟أومأ فارس برأسه قائلا:من زمان.ليبتسم مروان قائلا:طيب روح انت دلوقتى إلعب ع التاب وأنا هخلص شوية شغل وآجى ألعب معاك بلاي ستايشن، ماشى؟صفق فارس بيديه جزلا قائلا:ماشى ياآنكل هستناك.وقف مروان واضعا يده على مقدمة شعر فارس يبعثر شعره بحنان ليغادر فارس مبتسما يتابعه مروان بعينيه بابتسامة مماثلة قبل أن يتجه إلى غرفة المكتب ليدلف إليها ويغلق بابها خلفه بهدوء.استيقظت فتون تشعر بالدفئ يحيطها لتجد نفسها مستندة برأسها على صدر رجل يحيطها بذراعه، لتحرك رأسها تشعر براحة غريبة، وكأنها تحلم، لتدرك فجأة انها لاتحلم وأن وجوها بين ذراعيه واقع، فقد عرفت هويته على الفور من عطره الذى تسلل إلى أنفها، اعتدلت على الفور فتركها تخرج من محيط ذراعه، استرقت النظر إليه تشعر بالخجل فوجدته لا ينظر إليها بل ينظر قبالته تبدو ملامحه جامدة لا تعكس أي شئ، قالت متلعثمة:.أنا، يعنى، آسفة لو كنت ضايقتك.لم ينظر إليها قائلا ببرود:محصلش حاجة.عقدت حاجبيها تتعجب من بروده وتباعده، تتساءل عن السبب، وما الذى حدث ما بين نومها واستيقاظها ليجعله على تلك الحالة الغريبة، هزت كتفيها في حيرة لتنظر الى ساعتها ثم قالت:.لسة أدامنا ربع ساعة قبل ما نوصل بيروت، الوقت اتأخر أوى ياياسين، ومش هتلاقى حجز في فندق كويس دلوقتى وانا شقتى فاضية ومحدش موجود فيها حتى دادة محسنة مبتجيش غير الصبح بس، تروق البيت وتمشى.نظر إليها قائلا في جمود:تفتكرى ياسين تاج الدين هيسافر من غير مايكون عامل حسابه ومجهز كل حاجة، أنا حجزت خلاص في سيزر بارك.رفعت فتون إحدى حاجبيها قائلة:.سيزر بارك مرة واحدة، ماشى ياسيدى، عموما أنا عرضى لسة موجود ولو مرتحتش ودى حاجة مستحيلة طبعا، فشقتى موجودة وتحت أمرك في أي وقت.أومأ برأسه قائلا ببرود:تمام، ياريت بقى نسيب موضوع الشقة والفندق على جنب ونركز في الديل اللى احنا جايين عشانه، مش هنقبل بأقل من عشرين في المية من نسبة الأرباح، وده شرطنا الوحيد وغير قابل للتفاوض.تجاهلت فتون بروده وهي تومئ برأسها قائلة:.تمام، متقلقش، وليد صاحب الشركة فريند لية من زمان وأكيد هيقبل بالديل اللى احنا هنقدمهوله.جز ياسين على أسنانه في غيرة قائلا:هيقبل عشان ده ديل مناسب أوى بالنسبة له، فرصة مش هتكرر، مش عشان سيادته صديق سعادتك، مفهوم؟أومأت برأسها قائلة بهدوء:أوكيه، تمام، انت متعصب كدة ليه بس؟قال ياسين في عصبية:انا مش متعصب ولا حاجة انتى هتعصبينى بالعافية.نظرت فتون حولها قائلة بصوت خافت:.تمام، خلاص، اهدى، الناس بتبص علينا.أشاح ياسين بوجهه بينما اعتدلت فتون ونظرت الى الفضاء بالخارج ترتسم على شفتيها ابتسامة منتصرة تخللتها مشاعر سعادة فعلية لشعورها بغيرته عليها، لتعقد حاجبيها وهي تنفض تلك المشاعر وتركز فقط على ما جاءت إلى بيروت كي تحققه، نعم عليها ان تفعل ذلك فقط.كان مروان يجلس عل مقعده شاردا بتلك التى تجلس في غرفتها، لا يدرى أتتظاهر بالمرض كي تتجنبه أم أنها فعلا مريضة؟، ليصاب بالقلق عند تفكيره بهذا الإحتمال، يود لو ذهب الآن ليراها ويطمأن عليها ولكنه قاوم تلك الرغبة في قلبه، لتقع عيناه على اللاب توب الخاص به، ويظهر الحل في عقله فجأة لتلتمع عيناه، وهو يسرع بفتح اللاب يبحث بين الملفات على تحميلات الكاميرات الخاصة بالفيلا، تردد لثوان يخشى ان تكون الآن تبدل ثيابها او أنه يخترق خصوصيتها بشكل ما، ولكنه أسكت ضميره بحجة انه حقا يود الاطمئنان عليها وبالفعل ألقى نظرة على تسجيل الكاميرا الخاص بحجرتها، ليجدها جالسة بسريرها شاردة في أفكارها، تضع أصابعها في فمها تقرض أظافرها كعادتها عندما تكون قلقة، ليبتسم وهو يدرك أنها لم تتغير، مازالت هي كما هي، زينة عبد الكريم، تلك المرأة التى عشقها وعشق تفاصيلها، لينفض أفكاره بعنف وهو يوبخ نفسه مذكرا إياها بأن تلك المرأة ليست تلك البريئة التى أحبها بل إمرأة أخرى قامت بالتخلى عنه في أزمته ثم باعت نفسها من أجل المال، باعت جسدها لمن يدفع أكثر، لينتابه الغضب ويغلق شاشة اللاب بعنف، يغمض عينيه بألم لتمر صورتها الرقيقة بمخيلته، تضعفه مجددا وتجبره على فتح شاشة اللاب مجددا و العودة إلى تسجيلاته، يتساءل عن رد فعلها اليوم حين استيقظت ولم تجده بجوارها، ترى هل حزنت أم لم تهتم؟بالطبع الاحتمال الأرجح أنها لم تهتم، ولكن كان لديه أملا صغيرا في أن يجدها قد حزنت ولو قليلا، لتبحث أنامله بسرعة عن التسجيلات لحجرته في ذلك الصباح، حتى وجده، لينظر إليها وهي تتململ في نومها ثم تستيقظ وتظل هكذا لثوان مصابة بالجمود، أحس بخيبة الأمل وكاد أن يغلق الحاسوب مجددا ولكنه توقف حين رآها تتفقد مكانه بقلق ثم تظهر على ملامحها خيبة الأمل مغلفة بالحزن، انبثق الأمل داخل صدره خاصة وهو يراها تحمل وسادته تستنشق عطره في حنين ظهر على ملامحها لتكون المفاجأة حين حركت شفتيها بكلمة أحبك، لتتسع عينا مروان بصدمة، يتساءل عن صحة تصريحها بحبه، فإن كانت حقا تحبه فلن يهمه سوى تلك الحقيقة، وليذهب كل شئ بعدها إلى الجحيم، ان كانت حقا تحبه فتبا لماض لن يهمه، فلن يهمه سوى أنها الآن تكن له تلك المشاعر الصادقة والتى رآها على وجهها، ليفيق من أفكاره على صوت طرقات على الباب ليأمر الطارق بالدخول وهو يغلق اللاب، دلفت دادة تحية قائلة:.سوزى هانم برة وطالبة تقابلك ياابنى.قست عيناه حتى صارتا قاتمتين وهو يقول بوعيد:دخليها يادادة، ومتخليش حد يقاطعنا.أومأت تحية برأسها وهي تغادر ليقول مروان بقسوة:جيتى لقضاكى ياسوزى، استعدى للضربة الجاية واللى هتكون أول مسمار في نعشك.دلفت دارين إلى حجرة مكتب نبيل بعد أن سمعته يسمح لها بالدخول، لتظهر على شفتيها تلك الابتسامة الرائعة وهي تقول:صباح الخير يامستر نبيل.رمقها نبيل قائلا في برود:صباح الخير.لاحظت دارين بروده على الفور، لتختفى ابتسامتها تدريجيا وهي تقول:فيه ميتنج لحضرتك النهاردة مع مستر توفيق الساعة ٢، تحب الميتنج يكون فين؟نظر إلى الأوراق أمامه يتظاهر بتفحصهم وهو يقول:.اتصلى بيه وخليه هو اللى يحدد المكان، بس ياريت المكان ده ميكونش بعيد عن الشركة، واتفضلى دلوقتى على مكتبك ومتدخليش حد علية عشان براجع ورق مهم ومش عايز أي ازعاج، مفهوم؟اومأت برأسها قائلة في خفوت:مفهوم.نبرة صوتها الضعيفة أجبرته على رفع عينيه إليها ليلمح لمعان عينيها قبل أن تلتفت مغادرة في هدوء ليزفر وهو يترك الأوراق من يده ويمرر يده في شعره بعصبية، يدرك أن لمعان عينيها من الدموع التى تمنعها عن النزول بصعوبة، ويدرك أنه السبب، فهو يعاملها بجفاء منذ البارحة، وهي رقيقة لا تتحمل، ولكنه فقط يحمى قلبه الذى رأى أن لا مكان له في قلبها وأن عليه أن لا ينجرف في مشاعره تجاهها أكثر من ذلك بل عليه الابتعاد كلية عنها، حتى وان اضطر للسفر إلى لبنان وترك تلك الخطة الانتقامية بالكامل.قال هارون بهدوء:زي ما قلت لحضرتك أخدها على الدكتور ورجعوا تانى، وتانى يوم راح لياسين الشركة ورجع الفيلا ومن ساعتها مخرجش.عقد عدنان حاجبيه قائلا:وسوزى فين؟مفيش أخبار عنها؟قال هارون:اللى عرفته من رجالتى، إنها موجودة هناك دلوقتى ياباشا.طرق عدنان على مكتبه بقوة قائلا بغضب:ولما هي هناك دلوقتى، مقلتليش من الأول ليه، ولا لازم اسألك بنفسى على كل حاجة ياهارون.قال هارون بإرتباك:.لأ طبعا، أنا كنت هقول لحضرتك حالا، بس انت سألت الأول.تراجع عدنان في مكتبه قائلا:انت جرالك إيه ياهارون؟، أنا منبه خمسين مرة، الأخبار توصلى أول بأول، أوامرى تتنفذ بالحرف، الشغل معايا حاجة تانية وانت عارف، لو مش أدها سيبها وغيرك يمسكها، اللى احنا داخلين عليه مش سهل ولا قليل، ومينفعش فيه الاهمال أو اننا نغفل عن أي تفاصيل، مفهوم؟قال هارون بضيق:مفهوم يافندم.قال عدنان بحزم:.أول ما سوزى تخرج من عنده تتصل بيها تجيلى حالا.أومأ هارون برأسه قائلا:حاضر ياباشا، أي أوامر تانية.أشار له عدنان بالذهاب ليغادر هارون وعيناه تنطقان بالشر ليقول بهمس حاقد:.بعد السنين دى اللى قضيتها معاك وإخلاصى وشغلى اللى سندك وعلاك، وخلاك عدنان باشا المسيرى، بتقوللى لو مش أدها غيرك يمسكها، صدق من سماك شيطان، بس أنا برده مش قليل، وإذا كنت انت شيطان فأنا جنى، وهنشوف ياعدنان مين اللى هيسيبها وغيره هيمسكها، هنشوف ياعدنان.


look/images/icons/i1.gif رواية جحر الشيطان
  08-03-2022 12:01 صباحاً   [20]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الحادي والعشرونتوقفت السيارة تحت تلك البناية والتى توجد بها شقة فتون، لتترجل فتون من السيارة يتبعها ياسين الذى اتجه إلى حقيبة السيارة يأخذ منها حقيبة فتون الوحيدة والتى جاءت بها إلى بيروت، كانت فتون تتابعه بعينيها تتساءل في حيرة وقلق عن سر حالته الغريبة تلك؟، أتراه عرف أنها أخت ميسون وأنها ما جاءت إليه إلا إنتقاما منه؟، ولذلك يعاملها بكل هذا الجفاء والبرود؟أم أنه فقط مشغول البال بتلك الصفقة الجديدة، لتنفض الاحتمال الأخير، فياسين الذى تعرفه، لا تهمه تلك الصفقات ولا توتره فلديه قدرة عملية كبيرة على إدارة كل شئ وقد لاحظت ذلك بنفسها وربما كان هذا هو السبب في أن مروان شريك ياسين يدع كل شئ في الشركة تحت قيادة ياسين وهو مطمئن، بالإضافة إلى أن ياسين كان على مايرام تماما قبل أن تنام هي في الطائرة، ترى ما الذى حدث؟تنهدت وهي تشعر بالإرهاق، عليها أن تدع التفكير في تلك الحالة التى عليها ياسين للغد، فقد كان اليوم مرهقا بما فيه الكفاية.اقترب منها ياسين لتمد يدها إليه تحاول ان تأخذ حقيبتها منه ليتجاهلها تماما وهو يسبقها إلى مدخل البناية لتهز كتفيها مجددا وهي تتبعه، حتى وصلا للمصعد ليدلفاه سويا وتضغط فتون زر الطابق الثالث بهدوء، وصلا إلى شقتها، ليقف ياسين أمام الباب فتمد فتون يدها إليه وهنا منحها حقيبتها وابتعد مغادرا دون كلمة ليتوقف عندما نادته فتون بإسمه قائلة:ياسين.إلتفت إليها ببطئ حتى استقرت نظراته عليها لتقول بهدوء:.ادخل إشرب حاجة قبل ما تمشى.هز رأسه نفيا وهو يقول:للأسف مش هينفع الوقت متأخر، وأنا مضطر أمشى.اومأت برأسها ليلتفت مغادرا تتابعه عيناها قبل أن تفتح الشقة وتدلف إليها.كاد ياسين أن يدلف إلى السيارة مجددا ليقودها متجها إلى فندقه ليرى فجأة في المقعد المجاور له حقيبة يد فتون والتى يبدو انها نسيتها، ليزفر في ضيق وهو يأخذها مغلقا السيارة مرة اخرى ومتجها إلى شقتها، دق جرس الباب فلم يجيبه أحد، ليعقد حاجبيه في حيرة يتساءل، هل نامت بتلك السرعة؟كاد أن يغادر ولكنه توقف في مكانه لدى سماعه لأنين مكتوم، ليعقد حاجبيه وهو يقترب من الباب بأذنه يحاول التأكد مما سمعه، ليتكرر الصوت مجددا فتتسع عين ياسين بصدمة وهو يدرك أن فتون في خطر، ليضرب الباب بكتفه بقوة فلم يستجب له في المرة الأولى ولكنه استطاع كسره في المرة الثانية ليتوقف في جمود وهو يرى ذلك المشهد أمامه، يرى ذلك الرجل المقنع والذى يحيط فتون بيد يكتم بيها فاهها بينما باليد الأخرى يحمل سكينا مسلطا على عنقها، وعيناه تحملان في تلك اللحظة وهما تواجهان عينا ياسين، كل الشر.دلفت سوزى بطلتها الساحرة و المعهودة، تبدو فاتنة واثقة من نفسها لمن لا يعرفها، ولكن مروان يعرفها حق المعرفة، يدرك أنها تخفى حية سامة خلف مظهر خلاب، يشعر بكل ذرة في كيانه، نافرة مشمئزة من تلك المرأة ولكنه أخفى مقته خلف مظهر هادئ وهو يقف مستقبلا إياها بطلته الساحرة لتتأمله سوزى بعيون راغبة، تتطاير شراراتها لتصل إليه بوضوح، ولكنه تجاهل تلك النظرات وهو يراها تمد يدها إليه ليمد إليها يده بدوره يسلم عليها لتضغط على يده وهى تقترب منه قائلة بدلال:.وحشتنى يامروان، يعنى لو مسألتش عليك، متسألش علية؟ترك مروان يدها وابتعد يتجه لمقعده خلف المكتب قائلا:إزاي تقولى كدة بس؟، طب ده أنا لسة كنت بفكر فيكى.قالت في لهفة:بجد يامروان؟بتفكر فية إزاي؟ابتسم في سخرية وهو يجلس على مقعده قائلا:طب اقعدى بس الأول وأنا أقولك.جلست قائلة:قعدت أهو، قول بقى إزاي؟مال للأمام قائلا:مش كنتى عايزانى أشغلك فلوسك معايا؟تراجعت في مقعدها تشعر بخيبة الأمل ولكنها قالت بهدوء:.آه، طبعا، عايزة.ابتسم قائلا:وأنا لقيتلك الفكرة اللى هتخليكى مش بس هتشغلى فلوسك معايا، لأ، وهتكسبى مليارات كمان.اتسعت عيناها في جشع لبيتسم مروان بداخله وهو يدرك أنها ابتلعت الطعم، خاصة وهي تقول:إزاي بقى؟تراجع مروان في مقعده قائلا:صفقة هتدخلى فيها معايا ومع شريك تالت كمان، الصفقة دى هنجيبها من برة بملاليم وهنبيعها هنا بمليارات، ها إيه رأيك؟تظاهرت سوزى بأنها لا تعرف شيئا عن تلك الصفقة وهي تقول:.والصفقة دى عبارة عن ايه؟ومين شريكنا التالت؟كادت ضحكة ساخرة ان تنفلت من فم مروان ولكنه تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة قائلا:شريكنا التالت إسم معروف عندنا في عالم الأعمال بالشيطان.حاولت إدعاء الدهشة وهي تقول:مش معقول، عدنان المسيرى مرة واحدة؟أومأ مروان برأسه، ليستطرد قائلا:وليه لأ؟الصفقة كبيرة وفى مجال خطير، ومحتاجة حد تقيل وخبرة معانا زي عدنان.عقدت سوزى حاجبيها قائلة:.انت قصدك ان الصفقة دى عبارة عن...قاطعها مروان قائلا:سلاح ومخدرات.لتتظاهر سوزى بالصدمة قائلة:سلاح ومخدرات، لأ طبعا، المجال ده خطير وممكن يودينا كلنا في داهية.تراجع مروان يستند إلى مقعده قائلا بلامبالاة:.مع قوة وسلطة ومعارف عدنان ومع دماغى، معتقدش ممكن يبقى فيه أي خطورة علينا، عموما ده اللى أدامى دلوقت، وتعرفى لولا العشرة القديمة وإنك لجأتيلى عشان اشغلك فلوسك أنا مكنتش عرضت عليكى الصفقة دى، أنا لو كنت اقدر عليها لوحدى مكنتش دخلت شريك معايا، أرباح الصفقة دى مليارات زي ما قلتلك، والطبيعى انى احب يكون مكسبها كله لية لوحدى.تأملته سوزى قائلة بنبرة صادقة:اتغيرت أوى يامروان وبقى كل همك الفلوس.قست عينا مروان وهو يقول:اللى شفته مش قليل، علمنى ان الدنيا غابة وان البقاء فيها للأقوى وأنا مش هتردد ثانية عشان أكون فيها الأقوى.أومأت سوزى برأسها قائلة:معاك حق، عموما سيبنى افكر وأرد عليك.أومأ مروان برأسه قائلا:تمام بس متتأخريش علية، عشان أرتب أمورى.نهضت سوزى وهي تمد يدها إليه قائلة:أكيد، هشوفك بعدين، سلام دلوقتى.نهض بدوره وهو يمد يده إليها مصافحا قائلا:هوصلك للباب.ابتسمت قائلة بدلال:.انت كدة بتدلعنى وانا خايفة آخد ع الدلع.ابتسم وهو يمشى معها إلى خارج الغرفة ثم توقف أمامها تماما قائلا:لأ متخافيش، الأيام اللى جاية كلها دلع ياسوزى.رأتهم زينة التى كانت تمر بالصدفة لتتوقف وهي ترمقهم بنظرة غيرة ظهرت جلية على ملامحها، لتبتسم سوزى بداخلها وهي تقول بدلال:أنا معايا تليفونك وأكيد هكلمك سلام.ثم مالت على وجنته تقبله ببطئ ليحاول مروان التماسك بينما اتسعت عينا زينة في صدمة لتتراجع مسرعة إلى حجرتها تحت أنظار الجميع، لتبتسم سوزى بانتصار بينما تغادر بخطوات أنيقة، بصق مروان خلفها، وهو يمد يده بمنديله يمسح وجنته قائلا باشمئزاز:هانت ياسوزى ونهايتك هتبقى على إيدى، هانت.ثم نظر في إثر زينة ليعقد حاجبيه، يتذكر ملامح الغيرة والصدمة على وجهها لتتأكد لديه حقيقة واحدة، زينة مازالت تحبه، اذا لم تخلت عنه بالماضى؟، بالتأكيد هناك سر ويجب أن يعرفه، لقد حانت لحظة المواجهة إذا، ليتجه إلى حجرتها بخطوات حاسمة.كانت سوزى تقود سيارتها بسرعة تشعر بالسعادة تغمرها فأخيرا سمح لها مروان بدخول حياته، وربما أصبحت تحتل جزء كبير من قلبه، فمجرد اقتراحه دخولها صفقة مثل تلك الصفقة هو اكبر دليل على ذلك، لابد وأن تشكر عدنان لإدخالها إلى حياة مروان مجددا، لا لن تشكره حتى لا تثير ريبته، يكفيها سعادتها بمايحدث، لترفع يدها وتلمس شفتيها التى قبلت وجنته بسعادة، تراجع تلك الذكرى مرارا وتكرارا، تعد نفسها بيوم يكون لها مروان قلبا وقالبا، وربما مع الوقت استطاعت التخلص من عدنان نهائيا ولكن ليس قبل أن يخلصها من تلك الزينة والتى تشكل أكبر خطر على علاقتها بمروان، نعم لابد وأن تفعل ذلك.تبادل ياسين مع هذا الرجل نظرة تحدى بينما ألقى ياسين نظرة إلى تلك الفتاة المرتعبة والتى تتسع عيناها من الخوف ليغمض عينيه ويفتحهما مجددا وهو يومئ برأسه يطمئنها بحركته تلك، ثم يعيد النظر إلى ذلك الرجل والذى ترتعش يداه ليدرك ياسين أنه خائف، مثلهم تماما.ليقول بهدوء:لو جاي هنا عشان الفلوس، خد الفلوس اللى انت عايزها وسيبها وامشى واحنا مسامحين.قال الرجل في توتر:.مافي مصاري هون، انتو خلاص شفتوني وعرفتوني، وماضل مجال أخليكم عايشين.نظر ياسين إلى محيطه يدرسه ليعاود النظر الى ذلك المقنع قائلا:وإيه اللى هتستفيدوا لو قتلتنا؟، وبعدين تفتكر انك لو حاولت حتى تقتلنا هتقدر علينا احنا الاتنين، ولو قتلت اللى انت ماسكها مابين ايديك دى، ايه اللى يضمنلك انك هتعيش ثانية واحدة بعدها وانا في جيبى مسدس، هيطير دماغك في ثوانى؟ظهر الخوف جليا على عيني المقنع ليتمالك نفسه بسرعة قائلا:لو انت بدك تضل ع السنيورة هي، طلع المسدس من جيبتك وحطو تحت رجلك، وارميه لعندي.تظاهر ياسين بالتوتر ثم الرضوخ لذلك المقنع، وهو يخرج مسدسه من جيبه بهدوء تحت أنظار اللص، وينزله عند قدميه ثم يركله بقوة وهنا غفل اللص عن ياسين للحظات وهو يتابع المسدس لتكون هذه اللحظات كفيلة لياسين كي يهجم على اللص ليركل السكين وهو يبعد فتون عنه ثم يكيل ذلك الرجل اللكمات وقد اعجزته المفاجأة، ولكن سرعان ما تمالك نفسه وهو يرد تلك اللكمات لياسين الذى تفاداها بسهولة ليعيد لكم ذلك اللص حتى وقع مغشيا عليه، وما ان إلتفت ليطمأن على فتون حتى وجدها تندفع إلى حضنه تضمه بقوة ودموعها تنهمر بغزارة، ليجد يده رغما عنه ترتفع وتضمها يتأكد بأنها على قيد الحياة لتتناهى شهقاتها إلى مسامعه، يدرك أنها تحت تأثير الصدمة ليربت على ظهرها بحنان، قائلا بهمس:.خلاص يافتون، انتى بخير، أنا مش ممكن أسمح لحد يإذيكى طول ما أنا عايش.قالت من وسط شهقاتها:أنا مش عارفة لو مكنتش رجعت كان حصلى إيه؟ليضمها بقوة يستبعد ذلك الاحتمال الذى كاد أن يطيح بعقله، وهو يقول بلهفة:عشان خاطرى متفكريش بالشكل ده، أهم حاجة دلوقتى إنك بخير يافتون، دى نعمة من ربنا.اومأت برأسها قائلة بهمس:الحمد لله.ليبعدها ياسين عن مرمى ذراعيه وهو يمسح دموعها بيديه قائلا في حنان:.روحى يلا اغسلى وشك واهدى وكل شئ هيبقى تمام.اومأت برأسها ليبتعد قليلا ولكنها تمسكت بيده قائلة:انت رايح فين؟ابتسم وهو يقرصها من وجنتها قائلا:مش همشى، أنا بس هكتف الباشا اللى مرمى ع الأرض ده وهتصل بالبوليس ولا عايزاه يفوق ويهددنا من تانى.قالت بسرعة وخوف:لأ، كتفه، كتفه بسرعة ياياسين.ابتسم قائلا:هكتفه، بس انتى روحى زي ما قلتلك إغسلى وشك وتعالى وأنا هكتفه وأعملك أحلى لمون عشان يهدى اعصابك.ابتسمت في امتنان وهي تومئ برأسها، ثم مشت بخطوات بطيئة باتجاه الحمام لتلتفت مرة أخرى باتجاه ياسين تنظر إليه وقد خلع حزامه وشرع يقيد ذلك اللص به، لتبتسم مجددا ولكن تلك المرة، في عشق.


look/images/icons/i1.gif رواية جحر الشيطان
  08-03-2022 12:09 صباحاً   [21]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والعشرونكان نبيل يجز على أسنانه لايدرى ربما للمرة الخمسون في تلك الساعة التى قضاها في ذلك الإجتماع مع ذلك المدعو توفيق والذى منذ أن رأى دارين وهو لم يرفع عينيه من عليها سوى للحظات يتحدث فيها مع نبيل ثم يعاود النظر مجددا إليها بطريقة أثارت حفيظة نبيل وغيرته وغضبه، ولولا أهمية تلك الصفقة في القضاء على شركة ياسين لألغاها في التو واللحظة، فهو يعلم أن أعمال هذا المدعو توفيق مثيرة للشبهات، وأن بضائعة التى لجأ إلى شركتهم لاستيرادها بالتأكيد ستكون محملة بالمخدرات، لذا اضطر إلى احتواء غضبه ونفوره من ذلك المدعو توفيق وهو يقول بثبات:.أظن احنا كدة اتفقنا مبدئيا على شروط الصفقة، وفاضل بس نمضى على العقود، وطبعا هنضطر نستنى ياسين وفتون لغاية ما يرجعوا من السفر، يعنى بعد يومين بالكتير.أومأ توفيق برأسه وهو يقول:تمام وانا هستنى من الآنسة دارين تليفون عشان تحددلى الميعاد اللى هنمضى فيه العقود.إلى هنا وكفى، خاصة عندما ابتسمت دارين، صحيح أنها ابتسامة مجاملة لم تصل إلى عينيها ولكنها جعلت ملامح توفيق تشع بالسعادة ليقف نبيل قائلا في عصبية:التعامل هيبقى معايا أنا وبس، حتى الاتصال اللى هنحددلك فيه الميعاد واللى هنمضى فيه العقود، أنا اللى هعمله، مفهوم ولا نلغى الصفقة؟قال توفيق بارتباك:مفهوم طبعا.نظر نبيل إلى دارين التى ما تزال جالسة تنظر إلى انفعال نبيل بدهشة ليقول في عصبية:.الهانم لسة قاعدة بتعمل إيه؟عجبتك القعدة، تحبى أمشى وتكملى إنتى؟نظرت إليه في صدمة من كلماته، ثم نهضت بارتباك، ليبتعد نبيل مغادرا تتبعه دارين وقد أحست لأول مرة في حياتها، بالإهانة.كانت زينة تجلس في سريرها تنهمر دموعها بغزارة، تتساءل بألم، ألا يكفيه ما فعله بها في الماضى؟ألا يكفيه عذابها معه؟حتى يكون مع عدوتها، يبادلها المشاعر وكأنها لم تكن يوما زوجة أبيه، وكأنها لم تكن يوما تلك الحقود التى لطالما اخبرها بأنه لا يرتاح لها، فجأة أصبحت مناسبة له، فجأة يريدها في حياته، هل تأثر بجمالها؟هل تغير إلى تلك الدرجة، بل هل كانت زينة مخدوعة فيه وأنه هكذا منذ البداية؟إنها حقا لم تعد تدرى، كل ما تدركه الآن أنها تموت ألما لرؤيتهما سويا، تشعر بالغيرة الحارقة تكوى فؤادها، تتساءل في مرارة، لما كان هو من دون كل البشر و الذى ركبت سيارته هربا من جحر الشيطان؟لماذا إلتقيا مجددا؟كفاها ألما، فلم تعد تحتمل، نعم ستنهض الآن وتغادر ذلك المكان وستأخذ فارس معها، حتى وان وجدها عدنان ورجاله، سيكون الأمر أهون بكثير مما تعانيه من عذاب مع هذا الرجل، مروان.نهضت بالفعل وتوجهت لتغادر الحجرة وما ان فتحت الباب حتى تواجهت مع هذا الرجل الذى تهرب منه، توقفت في جمود تطالعه بعينان غاضبتان مشتعلتان بينما يطالعها هو ببرود، يختلف عن مشاعره الثائرة لرؤية دموعها التى تغرق وجهها فتمزق قلبه حزنا، ليقول بعد لحظة:بتعيطى ليه؟قالت في عصبية:وانت مالك؟ابعد من طريقى عشان أمشى من هنا.تحطمت تلك الواجهة الباردة وقد اشتعلت عيناه قائلا في حدة:والهانم رايحة فين بقى؟قالت في غضب:قلتلك وانت مالك بية؟أخصك في إيه أنا عشان تسألنى رايحة فين أو جاية منين، بعد اللى شوفته النهاردة خلاص، مش هقدر أقعد هنا ثانية واحدة بعد كدة.اقترب منها وملامحه تشتعل لتتنافر عروق جبهته بطريقة أوجفت قلبها خيفة لتتراجع خطوة للوراء، وهو يقول بصرامة:والهانم شافت إيه؟قالت بارتباك:شفت، شفت...اقترب منها مجددا لتتراجع اكثر وهو يقول بحدة:ماتنطقى، شفتى إيه؟لتتوقف وهي تقول بغضب:.شفتك مع الست سوزى، شفتها بتبوسك من خدك والبيه مبسوط ومعترضش، شفت انها بقت ملازماك بشكل كبير أوى ومقرف، إيه، دلوقتى سوزى بقت حلوة ومناسبة لسعادتك، مش دى سوزى مرات أبوك؟، مش دى سوزى اللى ياما قلتلى إنك مبتحبهاش وإنك مش مرتاحلها، هي ولا مش هي؟أمسكها من كتفيها يقول بغضب:هي فعلا، وتعرفى ليه احلوت في عينى دلوقتى؟اضطربت انفاسها لاقترابه منها تلفحها أنفاسه الحارة الغاضبة على وجهها وهو يستطرد قائلا:.عشان طول عمرها واضحة وصريحة، عمرها ما بانت عكس حقيقتها، عايزانى وقالتهالى، مستخبتش ورا مشاعر الحب وبعدين غدرت بية زيك، ما اديتهاش قلبى وكسرته زيك، عايزة تعرفى أنا ليه معاها؟عشان هي مش زيك.طفرت الدموع من عيون زينة وهي تقول:فعلا هي مش زيى، ولا يشرفنى انها تكون زيى، هي زيك انت، انت اللى سلمتلك قلبى وروحى وعمرى كله وغدرت بية،عقد مروان حاجبيه لتستطرد زينة قائلة في إنهيار:.انت اللى بعد ما حبيتك من كل قلبى بعتلى ورقة طلاقى، ورميتنى وسافرت وسيبت كلبة زي سوزان تبيع وتشترى فية، سيبتها تبيعنى لعدنان عشان أعيش في بيته أسوأ أيام حياتى، وبعد ده كله جاي بترمى كل اللى عملته علية، وتقول انى أنا اللى عملته، حرام عليك ياشيخ اتقى الله بقى، وكفاية كدة، حرام، أنا تعبت والله العظيم تعبت، تعبت.لتنهار بين يديه فأسرع بإسنادها وإجلاسها على السرير قائلا بصدمة:.مين ده الل بعتلك ورقة طلاقك وسافر، انتى بتقولى إيه؟تمالكت نفسها لتنظر إليه في مرارة، لتعود وتنهض مجددا قائلة بألم:.بقول الحقيقة اللى انت دلوقتى بتحاول تغيرها، إنت، أيوة انت السبب في عذابى طول السنين اللى فاتت، ورغم كل اللى عملته فية لسة قلبى الخاين بيحبك، ولسة بيتألم من غيرته عليك، بس خلاص، خلاص انتهينا، أنا مش هفضل طول عمرى زينة الطيبة اللى الكل بيلعب بيها، لأ، أنا هخرج من هنا وصدقنى هنتقم منكم كلكم، وبكرة هتشوفوا.كادت ان تغادر ليفيق مروان من صدمته وهو يسرع إليها يجذبها من ذراعها لتواجهه قائلا:.استنى هنا رايحة فين؟، أنا مطلقتكيش، والله العظيم ما طلقتك ولا أعرف حاجة عن الورقة اللى جتلك دى، ولا حتى كنت مسافر، أنا كنت في المعتقل، كنت بتعذب كل يوم، مش من الكهربا ولا الضرب ولا حتى الحبس الانفرادى، كنت بتعذب عشان بعيد عنك ومش قادر أشوفك، ولما جتلى سوزى في المعتقل وهي شمتانة فية، لما قالتلى ان البنت اللى حبيتها وفضلتها عليها هربت مع عزت الجناينى واللى كنت عارف انه معجب بيكى من زمان، مصدقتش، بس لما اديتنى الاسورة الى كنت اديتهالك وقلتلك انها بتاعة أمى وانها شبكتك منى ورمز لحبنا اتأكدت من كلامها، وحلفت يومها انى هتحمل عذاب المعتقل لسبب واحد بس، إنى أخرج وأنتقم من كل اللى خدعونى وظلمونى وأولهم انتى، دورت عليكى كتير ملقتكيش فبدأت بالتانيين ولما لقيتك، قلت ده حظى عشان أقدر انتقم منك بس مع الأسف قلبى مطاوعنيش، عشان انا كمان لسة بحبك، رغم انى عارف انك بعتينى بالرخيص يازينة.نظرت زينة إليه بصدمة لتدرك ملعوب تلك الشريرة سوزى، لتتبدل نظراتها المصدومة إلى نظرات غضب وهي تقول:للأسف كنا ضحية للعبة قذرة يامروان،لتمسك يده تبعده عن يدها التى يتمسك بها وترفع كمها قليلا وهي ترفع رسغها إليه ليرى في صدمة علامة قطع بشعة في رسغها بينما تقول وقد بدأت دموعها في النزول:.ليلة ما باعتنى سوزان لعدنان، كانت مصممة اقلع الاسورة وأديهالها، ورغم انى كنت عارفة انك بعتنى بس مقدرتش أديهالها، فأخدتها غصب عنى.لتتركه وسط صدمته وتتجه إلى دولابها تفتحه وتخرج من بين طيات فستانها الوحيد ورقة مهترئة ناولته إياها ليفتحها بيد مرتعشة ويقرأ محتواها والذى هو عبارة عن ورقة طلاق تحمل امضاءه في أسفلها ليدرك أن تلك الورقة كانت من ضمن الأوراق التى جعلوه يمضيها في المعتقل تحت تأثير العذاب، ترك الورقة من يده لتقع على الأرض وهو يمسك قلبه بضعف، يشعر بالوجع يمزقه لتتسع عينا زينة في صدمة وتسرع إليه تسنده بقوة إليها وهي تجلسه على سريرها قائلة في وجل:.مروان، انت كويس؟أومأ برأسه في ضعف قائلا:متقلقيش، الصدمة بس شديدة علية، بس أنا هبقى كويس.نهضت زينة قائلة في قلق:لأ أنا هتصل بالدكتور بتاعك عشان نطمن.أمسك يدها يجلسها بجواره مجددا وهو ينظر إلى عينيها مباشرة قائلا في حنان:قلتلك متقلقيش، بس بجد خايفة علية يا زينة، بجد لسة بتحبينى بعد كل اللى حصلك بسببى.رفعت يدها تمررها على وجهه بحنان قائلة:.ولو رجع بية الزمن من تانى هختار حبك يامروان خصوصا بعد ماعرفت انك بريئ، وحتى لو العذاب كان التمن، انت متعرفش انت إيه بالنسبة لى، انت روحى، حبك بيجرى في دمى، انت مش حبيبى وجوزى وبس يامروان، انت...لتصمت وهي لا تدرى أتخبره الآن وقلبه بهذا الضعف؟أم تنتظر قليلا؟لتحسم نبراته الحانية ونظراته العاشقة رأيها وهو يقول:أنا إيه ياقلب مروان؟أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول:انت أبو إبنى كمان.اتسعت عيناه في صدمة لتقول هي مستطردة:أيوة يامروان، انت أبو فارس.أمسك قلبه وهو يأخذ نفسا عميقا لتشعر زينة بالخوف ولكنه مالبث ان قال بأمل:انتى متأكدة؟قالت بصوت قاطع:طبعا متأكدة.أحست بتردده وأن كلماته التى يود قولها تؤلمه وهو يقول:ايه اللى خلاكى متأكدة بالشكل...قاطعته وهي تضع يدها على فمه قائلة:لأن انت الراجل الوحيد اللى لمسنى يامروان.اتسعت عيناه في صدمة لترفع يدها عن فمه وهي تطرق رأسها في خجل قائلة:دى الحقيقة وربى شاهد عليها.قال مروان في صدمة:بس انتى قولتيلى...قاطعته قائلة في حزن:كنت عايزة أوجعك زي ما وجعتنى، أنا صحيح كنت في جحر الشيطان، وصحيح كانوا بيودونى كل فترة لراجل عشان يعنى، يعنى...أغمض مروان عينيه في ألم ليفتحهما مجددا وهي تقول بسرعة:.بس دادة نجاة حست بية وعرفت ان ده لو حصل هموت نفسى، فاديتنى علبة منوم، كنت بطلب من الراجل اللى باعونى ليه عصير وكنت بحطله فيه المنوم من غير ما ياخد باله والصبح كنت بظبط الدنيا عشان يفتكر أنه قضى معايا الليلة وبسيبه نايم وبخرج ألاقى عربية الشيطان واللى بترجعنى تانى لجحره،أخذها مروان بين ذراعيه في ألم لتضمه بقوة وتنزل دموعها حزنا وهي تقول:.كنت كل يوم بفكر في الهروب بس وجود فارس عندهم كان بيمنعنى، كنت بضطر أرجع ليهم تانى ولما كنت بحاول اهرب منهم مع فارس، كانوا بيمسكونى ويضربونى، بس عمرى ما يإست، وجود فارس معايا كان بيقوينى، وجود فارس كان نعمة خليتنى اصبر على كل اللى حصلى، رغم انى لغاية النهاردة معرفش ليه خلونى احتفظ بيه مع ان كان بامكانهم يقتلوه.قال مروان بقسوة:.عشان يضغطوا عليكى بيه، عدنان بيلوى دراعك بيه، لأنه عارف ومتأكد انك مش هتهربى وتسيبيه زي ما قلتى، حرمونى الكلاب منك ومن ابنى بس والله ما هسيبهم.ليبعدها عن محيط ذراعيه وهو يضم وجهها بين يديه قائلا في تصميم:اوعدك، وحياتك عندى، وغلاوة فارس، لهنتقم منهم كلهم وبكرة تشوفى.أمسكت زينة وجهه بين يديها بدوره وهي تقول برجاء:لأ يامروان، أبوس إيدك بلاش انتقام، متعرضش حياتك للخطر، عشان خاطرى وخاطر فارس.مسح مروان دموعها بحنان قائلا:متقلقيش ياحبيبتى، أوعدك انى احافظ على نفسى عشان خاطركم بس انتقامى مش هقدر أتنازل عنه، لو مكنش عشان خاطرنا والسنين اللى ضاعت مننا وعذابنا وبعدنا عن بعض، يبقى عشان خاطر بابا اللى مات وانا بعيد عنه والله أعلم ان كان موته طبيعى ولا لأ، عشان خاطرى متمنعنيش.احتضنته زينة مجددا بقوة ليتمسك بها مروان وهو يضمها ليتنفس رائحتها الهادئة والتى يعشقها، يشعر بروحه قد عادت إليه بعودتها مجددا إلى حضنه.كان نبيل يمشى بالحجرة ذهابا وإيابا بغضب، يؤنب نفسه بشدة على ما فعله اليوم، ويتساءل عن حالة دارين الآن، فلم يكفيه توبيخها أمام توفيق وصمته طوال الطريق رغم رؤيته لها تمسح دمعة سقطت من عينيها داخل السيارة، بل إنه حين أدخلت إليه ورق شركة الحديدى والذى كان به ورقة ناقصة صرخ بها بغضب واتهمها بالإهمال، لتلتمع عيناها بالدموع وتخرج من الغرفة بسرعة، ويظل هو بين نارين، يريد أن يطلب غفرانها ولكن الخجل من اعترافه بغيرته عليها يكبله، لينتصر قلبه الذى يخبره بأنه يجب أن يعتذر لها حالا وبأية طريقة.ليسرع بالخروج من الغرفة ليجدها جالسة على مقعدها مطرقة الرأس تخفى ملامحها خصلات شعرها تهتز قليلا ليدرك في وجع أنها تبكى بسببه، تنتحنح لتدرك وجوده وتسرع بمد يدها تمسح دموعها وهي ترفع وجهها إليه قائلة ببرود:أفندم.ما إن رأى عيونها المنتفخة حتى أحس بالنيران في قلبه ليذهب إليها على الفور دون تفكير ويركع أمامها وسط دهشتها وهو يمسك يديها قائلا في ندم:أنا آسف، سامحينى.نظرت إلى عينيه في حيرة ليستطرد قائلا:.أنا غبى، عارف إنى قسيت عليكى بس والله غصب عنى، لما شفتك في الأول بتضحكى مع واحد كان خارج من عند أخوكى، لما شفت نظرتك ليه، اتجننت، ولما شفت توفيق مشالش عينه من عليكى ولما حسيت انك مبسوطة من نظراته مشفتش أدامى، سامحينى.كادت دارين أن تطير من السعادة من كلماته التى تعبر عن غيرة شديدة هي بالتأكيد عنوان لعشق قوي، ربما لم يصرح به جهرا ولكنه صرح به في طيات كلماته، لتحاول هي إخراج الكلمات من فمه ليرتاح قلبها وهي تقول:وليه حاجة زي دى ممكن تضايقك؟نظر إليها في تردد، لتحثه عيناها على الحديث، فأخذ نفسا عميقا قائلا:.كل اللى أقدر أقولهولك دلوقتى إن جوايا حاجات كتير تخصك يمكن فيه حاجات لسة مانعانى انى أصرح بيها بس أنا متأكد من مشاعرى وفى الوقت المناسب أكيد هتعرفيها، المهم دلوقتى انى مش عايز أكون السبب في دموعك الغالية دى تانى وإنك بجد تكونى مسامحانى.نظرت إلى عينيه بحب، يكفيها ما قاله الآن وستنتظر أن تسمعها منه، فهي تشعر أنها لن تكون بعيدة بل أقرب مما تتصور، لتبتسم قائلة:مسامحاك.زفر بارتياح ليترك يدها ويمسح بقايا تلك الدموع من على وجهها قائلا بحنان:هي دي دارين اللى حبي...ليقطع كلامه وهو يستطرد قائلا:اللى عرفتها.ونهض متجها إلى غرفته ليوقفه صوتها الرقيق، التفت ليواجهها فقالت بتلك الابتسامة التى تخلب لبه:.اللى كنت ببتسمله وهو خارج من مكتب اخويا، ده مروان شريكنا في الشركة وهو، يعنى، زي أخ كبير بالنسبة لى، أما توفيق فأنا مكنتش طايقاه وكنت عايزة من اول لحظة أطلب منك نمشى بس خفت الصفقة تبوظ، اللى زي توفيق مستحيل أقبلهم او ارتاحلهم يانبيل.أحس بالراحة من كلماتها التى طمأنت قلبه ليبتسم قائلا:لو اتكرر الموقف ده تانى، قوليلى نمشى ومتتردديش، أنا أهم حاجة عندى هي انتى، وتولع الصفقة، مفهوم؟اتسعت ابتسامتها وهي تومئ برأسها في سعادة ليلتفت متجها إلى غرفته بارتياح بينما تابعته عينا دارين بعشق حتى اختفى لترفع يدها تضعها على خافقها قائلة بهمس:اهدى ياقلبى مش كدة، أومال لو قالى إنه بيحبنى، هتعمل فية إيه بس؟

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1411 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1006 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1047 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 867 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1588 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الشيطان ،










الساعة الآن 10:41 AM