logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 11 < 1 3 4 5 6 7 8 9 11 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية جحر الشيطان
  07-03-2022 11:59 مساءً   [16]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل السابع عشر

تناهى إلى مسامع ياسين صوت جدته وهي ترحب بالضيوف وهو يتجه لإستقبالهم معها، حين توقف فجأة وصوتها الرقيق يتسلل الى مسامعه، ينفى وبشدة أنها هي من تقف في ردهته تشكر جدته على دعوتهما إلى العشاء، هل دعتها جدته بالفعل؟وترى من دعته أيضا بالإضافة إليها، لا، بالتأكيد ليس نبيل، ليتقدم بخطوات بطيئة تجاههم حتى وقعت عيناه عليهما لتستقر نظراته على فتون والتى استقرت نظراتها بدورها عليه، تبتسم تلك الابتسامة الخلابة والتى تجذبه اليها بشدة، ليلتفت الى نبيل الذى قال بابتسامة:.

مساء الخير ياياسين.
تقدم اليهم بهدوء يلاحظ نظرة جدته المعاتبة ولكنه تجاهلها مؤقتا حتى يستطيع أن يفسر لها موقفه، بينما قام بمصافحة نبيل قائلا:
مساء الخير يانبيل.
ثم مد يده اليها لتستقر يدها بين يديه قائلا:
إيه المفاجأة دى؟
رفعت فتون احدى حاجبيها قائلة:
ايه ده، انت مكنتش تعرف ان احنا جايين؟
ترك يدها وهو يشير الى جدته قائلا:
الظاهر تيتة حبت تعملهالنا كلنا مفاجأة.
قالت فتون وهي ترفع إحدى حاجبيها:.

بس الظاهر إنها مفاجأة وحشة بالنسبة لك.
عقد ياسين حاجبيه قائلا في ارتباك:
لأ، طبعا، أكيد مفاجأة حلوة، ليه بس بتقولى كدة؟
ابتسمت فتون ولم تعقب، ثم تركت يده قائلة للجدة:
الحقيقة نبيل لما قاللى ان جدتكم حابة تتعرف على الشركا الجداد، وانها عزمانا على العشا وافقت علطول لإنى كمان حابة أتعرف على الست اللى قدرت تربى ناس بالأخلاق دى.

ابتسمت الجدة ابتسامة لم تصل لعينيها، فلا تدرى لم شعرت بأن هناك المزيد تحمله كلمات تلك الفتاة، فهناك شعورا غامضا بالقلق اجتاحها لدى رؤيتها تلك الفتون، والتى تذكرها بحبيبة ياسين التى لاقت حتفها منذ مدة، ولتدرك أيضا السبب وراء عدم إخبارها أي شئ عن تلك الشراكة من قبل ياسين، فقد لاحظت تعلق نظراتهما، ربما خشي أن تتهمه بأنه يتعلق بتلك الفتاة لوجود ذلك التشابه في بعض الأشياء بين الفتاتين، رغم تفضيل الجدة لميسون رحمة الله عليها بينما تلك الفتاة لا تشعرها بالراحة ابدا.

افاقت من شرودها على صوت دارين وهي تقول:
احنا هنفضل واقفين كدة كتير، يلا بينا على أوضة السفرة، أكيد جعانين.
ابتسم الجميع، لتتقدمهم الجدة بينما تبعوها الى حجرة الطعام ليجلسوا ويتناولوا عشائهم في جو هادئ، تقطعه بعض التساؤلات والاجابات البسيطة والتى لم تفصح أبدا عن مكنونات صدورهم وما يخفيه كل منهم داخل قلبه.

كانت زينة تنظر الى الشارع خارج السيارة، حيث المارة والسيارات المجاورة في شرود حزين، لقد كان لديها أمل ضعيف، أضاعه مروان بالكامل، فعندما كانت بالمنزل أحست للحظات بقلقه عليها ليبزغ ذلك الأمل في قلبها، الأمل في أنه يحمل لها في قلبه بعض المشاعر، الأمل في أنه نادم على خطأه في حقها بالماضى، وربما، فقط ربما يريد الآن اصلاح خطأه، ولكن هذا الأمل قضي عليه مروان كلية عندما ذهبت معه الى الطبيب ليبدو باردا متباعدا تماما، متجهم الوجه وكأن ذهابه معها واجبا غير مستحب من قبله، وكأنها عبئا ثقيلا عليه يود التخلص منه في أقرب لحظة، حتى حين ألقى الطبيب كلمات مجاملة على مسامعها عاملها بقسوة وكال لها الاتهامات، وكأنها كانت تنتظر الفرصة لتخرج من بيته حتى تمارس عملها القديم والذى يذكرها به ليلا ونهار، يذكرها بكلماته القاسية أنها كانت يوما ما غانية، تباع وتشترى من قبل من يدفع أكثر، أحست زينة انها تجرح منه مجددا، ولكن جراحه تدميها وبشدة، لتصعب عليها نفسها المهانة دائما من جانبه، وتنزل منها دمعة خائنة، مدت يدها تمسحها بحزن.

بينما جلس مروان خلف مقود السيارة يقود بهدوء لا يعكس مشاعره الثائرة لوجودها بجواره، تجلس مستكينة هادئة، يبدو عليها الضعف والتعب، تمسك يدها اليمنى بيدها اليسرى بينما تميل بوجهها على نافذة السيارة تنظر بشرود الى السيارات المجاورة لهم، يعلم انه قد أهانها منذ قليل بشدة ولكنها هي من تستحق ذلك، فلقد تباسطت مع الطبيب ومنحته احدى ابتساماتها الجميلة ليقع الطبيب في سحرها ويلقى إليها بتلك الكلمات التى اشعلت نيران غيرته وغضبه، نعم هي السبب فهي من تخرجه عن طوره دائما ثم تجلس هكذا تتظاهر بالضعف وقلة الحيلة لتثير شفقته رغما عنه وينتابه احساسا صاعقا بالندم، حتى رأى تلك الدمعة التى مدت يدها لتمسحها ليجد نفسه رغما عنه يتوقف بالسيارة على جانب الطريق لتفيق زينة من شرودها وتنظر الى ماحولها بدهشة تدرك انهم لم يصلوا لوجهتهم بعد، لترنوا بعينيها الى مروان الذى وجدته يرمقها بدوره، أشاحت بنظرها بعيدا عنه لتتسع عينيها حين سمعته يقول بندم:.

أنا آسف.
التفتت اليه في صدمة تنظر الى ملامحه النادمة لتستشعر صدق أسفه لتقول بدهشة:
آسف، آسف على إيه؟
قال بندم:.

على الكلام اللى قلته من شوية، أنا عارف ان دى حياتك الشخصية وانى مش من حقى انى أعايرك بيها او ألومك عليها، انا مش من حقى أصلا انى أتدخل في حياتك الشخصية، وأوعدك من دلوقتى انى أخرج نفسى براها خالص، واللى انتى عايزاه إعمليه، أنا مش هعارضك ولا أمنعك في أي قرار حابة تاخديه فيما عدا القرارات اللى تخص فارس طبعا، فآسف هتدخل فيها، لإنى بعتبره زي ابنى بالظبط ومش هقدر متدخلش في حياته.

أحست زينة بمرارة شديدة في قلبها، فها هو يخبرها صراحة أنها لا تهمه على الاطلاق وأن ما يهمه هو فارس فقط الذى يعده بمثابة ولده، لتشعر زينة بسخرية الوضع، حسنا اذا كان كل ما يهمه هو فارس فلا بأس، فالأهم الآن هي سلامة فارس والتى تثق بأن مروان سيحرص عليها أما هي فستحرص بدورها على قلبها وألمه الذى يزداد في قرب مروان، ستحاول ان تبتعد عن طريقه قدر الامكان، فكفاها ألما لطالما كان هو السبب فيه، رمقته بنظرة طويلة احتار في تفسيرها، فمشاعرها كثيرة ومختلطة، كاد أن يتيه بها، لتشيح هي بنظراتها بعيدا عنه، تميل برأسها مجددا على النافذة تنظر الى الخارج ليتأملها مروان للحظات قبل أن ينظر الى الأمام ويبدأ بقيادة السيارة مجددا يتساءل عن سر تلك النظرة التى أشعرته مجددا بالذنب ومشاعر أخرى رفضها بشدة.

قال نبيل بابتسامة موجها حديثه الى الجدة قائلا:
الحقيقة الأكل جميل أوى يامدام سهير، ولما عرفت ان انتى ودارين اللى عملتوه بإيديكم،
قال جملته الأخيرة وهو ينظر الى دارين التى أطرقت برأسها خجلا ليستطرد قائلا:
ده شئ فرحنى أوى بجد.
ابتسمت فتون قائلة:
فعلا الأكل جميل أوى، تسلم ايديكوا.
ابتسمت الجدة لأول مرة ابتسامة صادقة وهي تقول:
ألف هنا، ثوانى هجيبلكم الشاي والحلويات.
قال نبيل بسرعة:.

لأ شاي وحلويات ايه بس؟، أنا محتاج أمشى شوية بعد الأكل ده كله، بعد إذنكم هخرج شوية أتمشى في الجنينة.
قالت الجدة بابتسامة:
اتفضل ياابنى، قومى يادارين روحى معاه وريه حوض الورد بتاعك، أكيد هيعجبه.
قال نبيل لدارين في سرعة:
لأ خليكى انتى لسة مخلصتيش أكلك.
ابتسمت دارين وهي تقف قائلة:
لأ خﻻص، أنا شبعت، يلا بينا.

هز رأسه موافقا ليغادر الحجرة بهدوء تتبعه دارين، بينما مسحت فتون فمها بالمنديل في حركة لم تغب عن عيون ياسين، ليدق قلبه بشدة، فميسون كانت تمسح فمها بنفس الطريقة تماما، رفعت فتون عينيها في تلك اللحظة لتتقابل مع عيون ياسين القاتمة وتقع في تأثير نظراتهم العالقة بملامحها، ليفيق سويا من سحر تلك النظرات على صوت الجدة التى قالت بهدوء:
مش هنقوم احنا كمان نروح الليفنج نشرب الشاي؟ولا هنفضل قاعدين كدة؟

تنحنحت فتون قائلة:
احمم، لأ أكيد طبعا هنقوم نشرب الشاي، وياريت لو بنعناع يامدام سهير، أنا كتير بحب الشاي المصرى اللى بنعناع.
ابتسمت الجدة بينما كاد قلب ياسين أن يخرج من موضعه، يتساءل في قلق، هل تجسدت ميسون مجددا على هيئة فتون؟، أم أن تشابهما في الأفعال والتصرفات صدفة بحتة، وهل تعلقه بها لذلك التشابه أم أنها هي من تجذبه بجمالها ورقتها وثقتها الكبيرة بنفسها؟حقا انه لا يعرف.

مشيا الى جوار بعضهما تلفهما حالة من الصمت في ذلك الجو الرائع وتلك النسمات التى تحيط بهما مع تسلل رائحة الزهور الجميلة إلى أنوفهم تمنحهم شعورا رائعا بالراحة، أشارت دارين الى حوض به بعض الأزهار قاطعة الصمت وهي تقول في حماس:
ده الحوض اللى زرعت فيه الورد بتاعى.

اقترب نبيل من الحوض يتأمله في اعجاب، فقد امتلأ بالزهور الجميلة والرقيقة تماما مثلها، مرر يده على أوراق تلك الأزهار ليستشعر نعومتهم، لتتوقف يديه على زهرة جميلة وفريدة في شكلها ولونها ليمرر يده عليها بطولها، قالت دارين في جزع:
حاسب.

ندت عنه آهة ألم صغيرة وانبثق الدم غزيرا من إصبعه لتسرع دارين بإمساك يده تكتم الدم بإصبعها بقوة بينما تزيح باليد الأخرى ذلك المنديل والذى لفته حول رقبتها، لتضعه على إصبعه تلفه بسرعة، بينما كان نبيل يتابعها بقلب تشتعل دقاته، يشعر بالحرارة تغزو كيانه، يقاوم رغبة قاتلة في أن يأخذها بين ذراعيه يضمها إليه ويبثها مشاعره التى وصلت إلى ذروتها في تلك اللحظة، ليفيق على صوتها القلق وهي تنظر الى عينيه قائلة:.

مش تاخد بالك، الوردة دى صحيح حلوة وفريدة من نوعها بس مليانة شوك ولو قربت منها أكيد هتجرحك.
مال مقتربا بوجهه من وجهها تلفحها أنفاسه الساخنة وتثير مشاعرها الغضة وهو يقول:
أنا راضى أتجرح بشوكها لو في الآخر إيد زي إيدك هتطيب جرحى يادارين.

تاهت دارين بين ثنايا نظرته الساحرة وكلماته التى تحمل في طياتها تصريحا واضحا باعجابه بها لتفيق من سحر اللحظة وهي تشعر أنها على وشك الغرق في عشقه، تشتعل وجنتاها احمرارا وهي تتراجع خطوة الى الوراء قائلة بارتباك:
احنا، احنا، اتأخرنا أوى عليهم، يلا بينا نرجع.
اومأ برأسه لتتقدمه وهو يتبعها بابتسامة، يدرك وبكل قوة، أنه عشقها وانتهى الأمر.



look/images/icons/i1.gif رواية جحر الشيطان
  07-03-2022 11:59 مساءً   [17]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل الثامن عشر

جلس مروان أمام شاشة اللاب ينظر الى تسجيلات الفيديو لما حدث في الفيلا في هذا اليوم، تسللت الى فمه ابتسامة وهو يرى زينة تمزح مع صغيرها تعلو وجهها الضحكات، تذكره بتلك الفتاة التى عشقها بالماضى، لينفض أفكاره التى تؤلم قلبه وهو يدرك أنه كان مخدوعا فيها.

أفاق من أفكاره على رؤية زينة تفتح الباب لأحدهم ثم تكاد أن تغلقه ليفتح مجددا وتدلف سوزى، اعتدل مروان في جلسته وهو يعقد حاجبيه، يرى تراجع زينة الى الخلف وتقدم سوزى منها والذى يبدو على ملامحها كل إمارات الشر، يدور حديث بينهما لا يسمعه ليضرب المكتب بقبضته في حنق، لا يعرف لماذا اختفى الصوت، ولماذا الآن بالذات؟، وهو في أمس الحاج ليسمع حوارهما، لابد وأن يبعث للفني ليرى مامشكلة الصوت، اتسعت عيناه في جزع وهو يرى سوزى تثني إصبع زينة وتقوم بكسره وهي تكتم صرخات الأخيرة، يشعر بقلبه يكاد يخرج من مكانه ألما لذلك الألم الذى ظهر على وجه زينة قبل أن تتركها سوزى وترحل لتسقط زينة أرضا، فتسرع إليها دادة تحية ثم يدور بينهما حوارا، ليظهر الرعب مجددا على ملامح زينة ونفيها أمرا ما لتطرق الدادة برأسها بحزن ثم تأخذها معها.

أغلق مروان شاشة اللاب في ألم وغضب يمزقان كيانه، تظهر على عينيه نظرة تحمل كل مشاعره وهو يقول بغضب:
حسابك تقل معايا أوى ياسوزى، وقرب وقت الحساب، ورحمة أبويا ما هرحمك يابنت المنشاوى.

قال ياسين موجها حديثه إلى نبيل:
بالمناسبة يانبيل، أنا لازم أسافر لبنان عشان أتمم الديل اللى عرضته علية فتون، وأكيد هحتاجك معايا، انتوا أصحاب وليد صاحب الشركة وأكيد وجودك معايا هيقوى موقفى.
قال نبيل بابتسامة:
الحقيقة أنا معرفوش أوى، معرفتى بيه معرفة سطحية بس هو صديق شخصى لفتون وهيكون أفضل لو هي سافرت معاك.

نظرت فتون إلى نبيل ثم إلى ياسين بسرعة والذى نظر إليها بدوره يكتم غيظه لمعرفته بأن ذلك الوليد هو صديق شخصي لفتون، ويرفض في نفس الوقت ذهابها معه، لتقول العيون ما عجزت الشفاه عن التفوه به، وهو رفضهم لذلك الاقتراح لتلتقط الجدة تلك النظرة وتطرق برأسها تفكر بينما قال ياسين في جمود:
فتون، فاضية؟قصدى هتقدرى تسافرى يعنى؟
قالت فتون بارتباك:
الحقيقة أنا ورايا اليومين الجايين مواعيد مش هقدر ألغيها و...

قاطعها نبيل قائلا:
انا هحضر مكانك المواعيد دى، بس زي ما انتوا عارفين، الصفقة دى مهمة للشركة ولو خدنا توكيل حصرى لمنتجاتهم، الشركة هتبقى في مكان تانى خالص.
أومأوا برءوسهم، ليقول ياسين بهدوء:
خلاص أنا هحجز تذكرتين لطيارة بكرة، ياريت تجهزى نفسك يافتون.
قالت فتون بدهشة:
بكرة كدة علطول.
أومأ ياسين برأسه قائلا:
أيوة، ميعادنا مع الشركة بعد بكرة الصبح ولازم نرتاح شوية قبل الميتنج.
أومأت برأسها في هدوء قائلة:.

تمام.
، ثم نهضت تقول بابتسامة لم تصل لعينيها:
الحقيقة يامدام سهير أنا مش قادرة اقولك انبسط أد إيه النهاردة، بس مضطرين نمشى لأن الوقت اتأخر أوى.
نهض الجميع والجدة تقول بابتسامة لم تصل لعينيها:
احنا انبسطنا أكتر وياريت تكرروها تانى.
قال نبيل:
بإذن الله، أكيد، بعد إذنكم.

ثم مد نبيل يده إلى فتون فتمسكت بها وهما يغادران غافلين عن عيون تعلقت بأيديهم المتشابكة في غيرة أشعلت القلوب غيظا، لتسرع دارين إلى حجرتها وعلى وجهها ظهر الحنق جليا، بينما ابتعد ياسين هاربا إلى حجرة المكتب، لتنظر الجدة في إثرهم وقلبها يرتعش وجلا، تدرك أن حفيديها قد وقعا في الحب، أما هي فلا تشعر بالإرتياح لما يحدث، لا تشعر بالارتياح أبدا.

قالت فتون بعصبية:
انت ازاي تدبسنى بالشكل ده؟
حاول نبيل تخطى تلك السيارة أمامه وهو يقول بهدوء:
انتى زعلانة ليه بس؟
نظرت إليه فتون قائلة في حدة:
نبيل متجننيش، انت عارف يعنى إيه مروان يروح بيروت معايا، يعنى لازم اعزمه يبات عندى، في بيتى اللى فيه خمسين صورة لميسون، غير ان ممكن يحصل أي حاجة هناك تكشفنا وأنا مش مش هعرف أتصرف ساعتها.
مد نبيل يده يربت على يدها مهدئا وهو يقول:.

متقلقيش، لو ع الصور هخلى دادة محسنة تشيلهم كلهم قبل ما تروحوا ومش هخليها تجيب سيرة ميسون خالص، ومعتقدش يعنى انكم هتقعدوا فترة كافية عشان يحصل مشاكل، كل الموضوع هتروحوا تمضوا العقد وتيجوا، وبعدين دى فرصة ياعبيطة عشان تقربوا من بعض أكتر، وأهو انتى شايفة بعينك إن ياسين بدأ يقع في غرامك، يعنى خلاص هانت،
نزعت فتون يدها قائلة في ضيق:.

ياسلام ياأخويا، طيب والصفقة اللى شغالة عليها هنا واللى هتودى ياسين في ستين داهية.
ابتسم نبيل وهو يستدير بسيارته قائلا:
دى بقى سيبيها علية، على ما ترجعى هكون ظبط كل حاجة.
زفرت فتون بقوة قائلة:
ماشى يانبيل، ماشى، همشى وراك للآخر وأما نشوف بقى آخرتها معاك إيه؟

طرقت الجدة باب حجرة المكتب بهدوء لتستمع الى صوت ياسين يسمح لها بالدخول، دلفت إلى الداخل لترى ياسين جالسا على المقعد المقابل للمكتب ليقول ما إن رآها:
تعالى ياتيتة، أنا كنت مستنيكى من بدرى.
جلست الجدة في المقعد المواجه له قائلة:
يعنى عارف هقول إيه.
أومأ برأسه لتستطرد قائلة:
وردك إيه ياياسين؟
مال ينظر إلى عمق عينيها قائلا:
هتصدقينى لو قلتلك، مش عارف.
عقدت الجدة حاجبيها قائلة:
يعنى إيه مش عارف؟

تراجع ياسين وهو يزفر قائلا:
مش عارف ياتيتة، بسأل نفسى كتير، ياترى مشاعرى من ناحيتها لإنها بتشبه ميسون ولا لإنها هي فتون؟، بس كل اللى أعرفه إنها كل يوم بتتسلل لمشاعرى أكتر، بتمشى في دمى، أنا قاومتها كتير وقاومت مشاعرى من ناحيتها، بس غصب عنى بلاقينى بفكر فيها، بشتاق أشوفها وأسمع صوتها، وإبتسامتها، ابتسامتها مش قادر اقولك بتعمل فية إيه.
قالت الجدة في حيرة:
بس ياابنى...
قاطعها قائلا:.

عارف هتقولى إيه، إنى حبيت فيها ميسون، يمكن في الأول بس لما عرفتها لقيت فيها حاجات كتير مكنتش في ميسون، زي ثقتها الكبيرة في نفسها، عيونها الغامضين واللى تحسيهم مليانين أسرار نفسى أعرفها، سحرها اللى بتفرضه ع المكان اللى بتبقى فيه، قلبى اللى بحسه مش في مكانه أول ما بتقرب منى، الخوف والقلق اللى دايما موجودين جواها واللى بتحاول تخبيهم بس بحس بيهم، ورغبتى القوية ساعتها في إنى أضمها وأطمنها بإنى جنبها ومش هسيبها، مشاعرى من ناحيتها مبقتش سهلة ولا بسيطة، وده يمكن مخوفنى شوية.

ربتت الجدة على يده قائلة:
أنا كمان خايفة ومش مرتاحة، بس عندى ثقة كبيرة فيك، متأكدة إنك قدها وقدود ياياسين، وإنك أقوى من الأول بكتير، بس برده عايزاك تاخد بالك كويس.
ربت ياسين بيده على يدها قائلا:
اطمنى ياتيتة، اطمنى.
ابتسمت قائلة:
طول ماانت جنبنا فهكون دايما مطمنة ياحبيبى.
منحها نظرة ممتنة، لتبتسم بحنان، قبل ان تنهض مغادرة الحجرة بهدوء.

نهضت زينة من نومها تشعر بدقات قلبها المتقاذفة، تتذكر ذلك الكابوس والذى عاشت فيه أسوأ مخاوفها، لتشعر بجسدها كله ينتفض، نظرت إلى فارس النائم كالملاك بجوارها، قبلته من جبينه، حاولت أن تهدئ حالها وهي تراه أمامها سليما معافى فلم تستطع، مازال كابوسها متجسدا أمامها، تشعر بالخوف يرجف أوصالها لتنهض وتغادر الحجرة تتجه بخطواتها إلى حجرته رغما عنها، تشعر بأن راحتها تقبع في تلك الحجرة.

كان مروان يتكئ على جنبه يحاول أن ينام فلم يستطع، يشعر بالغليان مما رآه على شاشة اللاب، يحكم خطته الانتقامية ويلملم خيوطها، حتى يستطيع أن يشفى غليله، حين تناهى إلى مسامعه صوت فتح الباب، تظاهر بالنوم فأغلق عينيه بهدوء، ليسمع خطوات رقيقة تقترب من سريره، ثم توقفت تلك الخطوات، كاد أن يفتح عينيه ولكنه آثر إغماضهما ورائحتها العطرة تتسلل إليه ليدرك أنها هي، لابد وأنها تشعر بخوف شديد أو ربما رأت كابوسا لتلجأ إليه كما كانت تفعل بالماضى، أحس بها تتسلل إلى جواره وتنام بجانبه، ليقع على وجهه بعض خصلاتها الحريرية فيأخذ نفسا عميقا يحاول أن يمنع نفسه بقوة عن احتضانها ولكنه فشل فشلا ذريعا ليجد نفسه رغما عنه، يمد ذراعيه ويأخذها بين أحضانه يضمها إليه ويخفى وجهه في ثنايا عنقها، لتغمض زينة عينيها بارتياح قبل أن تستسلم للنوم، بينما استسلم مروان بدوره لسبات عميق بعد سنوات حرم فيها النوم براحة.



look/images/icons/i1.gif رواية جحر الشيطان
  08-03-2022 12:00 صباحاً   [18]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية جحر الشيطان للكاتبة شاهندة الفصل التاسع عشر

فتحت زينة عينيها لترى أنها ليست بغرفتها، وإنما بغرفة أخرى تعرفها وتعرف صاحبها جيدا، أغمضت عينيها مجددا بقوة وهي تتذكر كيف جاءت إلى تلك الغرفة، تشعر بالندم على ضعفها وخوفها واللذان أحضراها إليه، كما كانت تفعل بالماضى، ولكن بالماضى كانت تظن أنها تلجأ لحبيبها أما الآن فهي تدرك جيدا أنه ليس ذلك الحبيب، إذا لماذا بحق السماء لجأت إليه؟ترى إن استدارت الآن ستجده يطالعها بعشق كما كان يفعل بالماضى أم سترى عينين مليئتين بالسخرية؟

يالسخافتها، بالطبع الاحتمال الأخير هو الأرجح، فتحت عينيها، واستدارت ببطئ لتتسع عينيها دهشة وهي ترى مكانه الخالى، ثم مالبثت أن تحولت دهشتها لخيبة أمل، تلعن قلبها الذى ظن للحظة أنه من الممكن أن يكون بجوارها ينظر إليها بعشق كما كان يفعل بالماضى، لابد من أنه عند استيقاظه ورؤيتها نائمة بجواره قد ظن أنها تريد أن توقعه مجددا بشباكها، كم هو مخطئا، ظلمها بالماضى ومازال يظلمها حتى الآن،.

تأملت الوسادة التى كان ينام عليها بحنين لتمد يدها وتنتزعها برقة تضمها إليها وكأنها تضمه هو، تستنشق رائحته العالقة بها وهي تغمض عينيها لتهمس بكلمة واحدة:
بحبك.
ثم فتحت عينيها تنظر إلى وسادته قائلة بعتاب وهي تشير إليها بإصبعها وكأنها تحادثه هو:
صحيح زعلانة منك ويمكن مش هقدر أسامحك بس من جوايا عارفة إنى لسة بحبك، كان نفسى تحبنى نص الحب اللى حبيتهولك يامروان، بس مع الأسف، مش كل اللى نفسنا فيه بيتحقق.

نظرت إلى الوسادة نظرة أخيرة قبل أن تعيدها إلى مكانها وهي تتنهد بحزن لتنزل من السرير وتتجه بخطوات حزينة مكسورة إلى خارج الغرفة.

قال ياسين بقلق:
فيه إيه يامروان؟قلقتنى مش عادتك يعنى تيجى الشركة وبدرى أوى كدة.
زفر مروان وهو يجلس على المقعد المواجه لياسين قائلا:
مش عارف ياياسين، حسيت انى مخنوق أوى ومضايق، وعايز أتكلم مع حد، وانت عارف إنى مليش حد غيرك أتكلم معاه.
قال ياسين ومازال القلق يغلف نبراته لرؤيته مروان القوي والذى لا يؤثر به شئ بذلك الضعف:
اتكلم يامروان، فضفض باللى جواك ياأخويا، إيه اللى تاعبك بس؟
نظر مروان إليه قائلا:.

لسة بحبها، ومبقتش قادر ياياسين أستحمل بعدها عنى.
تراجع ياسين قائﻻ في هدوء:
عارف، شفت الحب في عينيك ومن أول يوم، وحذرتك من قربها منك لإنك أكيد هتضعف، بس انت مسمعتش الكلام، وآدى النتيجة.
قال مروان بضيق:
أنا مش جايلك تأنبنى ياياسين، أنا جايلك تشوفلى حل.
قال ياسين:
الحل في ايديك، خرجها برة حياتك، إبعدها عنك.
نظر مروان إليه يشعر بروحه تزهق وهو يفكر في أنها من الممكن أن تتبعد عنه مجددا ليقول بحزم:.

مش هقدر، مستحيل هعمل كدة.
مال ياسين شابكا اصابع يديه أمامه على طاولة المكتب قائلا:
يبقى مفيش حل تانى غير إنك تتجوزها، بس ياترى هتقدر تنسى هي عملت فيك إيه زمان، هتقدر تنسى هي كانت شغالة إيه عند عدنان؟هتقدر تنسى كل ده يامروان؟
هز مروان رأسه في ألم قائلا:
لأ طبعا مش هقدر أنسى.
تراجع ياسين في مقعده قائلا:
حيرتنى معاك ياصاحبى.
فرك مروان وجهه بيديه ثم قال:.

أنا كمان محتار ومش عارف أعمل إيه، تعرف، إنبارح جاتلى الأوضة زي زمان، ونامت جنبى، أكيد كانت خايفة، بس كان لازم ما أضعفش، كان لازم أطردها برة أوضتى، بس مقدرتش، ومقدرتش أمنع إيدى وهي غصب عنى بتروحلها عشان تضمها جوة حضنى ولما صحيت الصبح، وشفتها نايمة جنبى بملامحها البريئة نسيت كل حاجة عملتها وافتكرت بس حبى ليها اللى مالى قلبى وقربت منها هصحيها واعترفلها إنى لسة بحبها وانى محتاجلها في حياتى، أعترفلها إنى محسيتش إنى عايش من تانى غير بوجودها هي وفارس في حياتى، لقيت حاجة جوايا بتمنعنى، حاجة بتسألنى، هتقدر يامروان تعيش مع واحدة مبتحبكش، هتقدر تعيش مع واحدة خايف في يوم تتخلى عنك زي ما اتخلت عنك زمان، مقدرتش أتحمل دوامة الأسئلة واللى لقيتها بتلفنى بسرعة، قمت علطول وجيتلك، ولقيت عندك نفس أسئلتى واللى ملهاش إجابة، وحقيقى مش عارف اعمل إيه ولا أتصرف إزاي؟

قال ياسين:
سافر.
عقد مروان حاجبيه ليستطرد ياسين قائلا:
أيوة سافر، روح مع فتون النهاردة بدالى سفرية بيروت وامضى العقد مع صاحب الشركة هناك، منها تبعد عنها شوية يمكن تلاقى إجابات أسئلتك ومنها...
صمت ياسين وقد كاد يقول أنها فرصة لكي يبتعد هو أيضا عن فتون ولكنه تراجع قائلا:
ومنها أتابع أنا شغلنا هنا.
نظر إليه مروان نظرة متفحصة وهو يقول:
انت خايف من إيه ياياسين؟
قال ياسين بارتباك:
أنا، خايف؟هخاف من إيه بس؟

قال مروان بهدوء:
دى مش عشرة يوم، دى عشرة سنين في المعتقل، يعنى أنا عارف كويس، امتى بتكون خايف وامتى بتكون قلقان أو العكس ياياسين.
زفر ياسين قائلا:
مش هكدب عليك ياصاحبى، زي ما انت خايف من قربك من زينة، أنا كمان خايف من قربى من فتون واللى بيعلقنى بيها كل يوم أكتر من اليوم اللى قبله.
قال مروان في دهشة:
طب وايه المشكلة؟ما تتعلق بيها؟
ظهر الحزن جليا على ملامح ياسين وهو يقول:.

حاسس انى بخون ميسون بتعلقى بفتون يامروان، ده غير انى خايف أكتر أكون متعلق بفتون عشان بس فيها روح ميسون.
مال مروان للأمام يقول بحزم:.

فتون مش ميسون ياياسين، أنا يمكن مشفتهاش بس وصفك ليها بيقوللى كدة، فتون شخصية قوية جدا مش زي المرحومة، اسمعنى وافتح قلبك، مش معقول هتفضل عايش على أشباح الماضى وقافل قلبك، ومش راضى تدخل واحدة تانية حياتك عشان متظلمهاش معاك، صدقنى هينتهى بيك الأمر وانت عايش وحيد بتندم على إنك مفتحتش قلبك للحب من جديد.
أطرق ياسين برأسه للحظات ثم رفع رأسه يواجه بعينيه مروان وهو يزفر قائلا:.

مش هقدر اوعدك إنى هقدر بس هوعدك إنى أحاول.
ليتراجع في مقعده قائلا في جدية:
المهم، سيبنا من فتون وزينة وخلينا في عدنان وسوزى، مفيش أخبار جديدة؟
قست عينا مروان وظهر الكره في نبراته وهو يقول:
صحيح عدنان شيطان بس سوزى طلعت حية، عمايلها السودا معايا زادت وحسابها تقل أوى ولازم أصفيه.
نظر إليه ياسين بدهشة قائلا:
ليه، عملت إيه الحرباية دى تانى؟
تراجع مروان في مقعده وهو يزفر قائلا:
هحكيلك ياياسين، هحكيلك.

كان مروان خارجا من حجرة مكتب ياسين فكاد ان يصطدم بفتاة ولكنه تفادى ذلك الاصطدام بأعجوبة لتتسع عينيه بدهشة حين تعرف على الفتاة وهو يقول:
مش معقول، دارين؟
ابتسمت دارين وهي تتأمله قائلة:
ازيك يامروان، أخبارك إيه؟
ابتسم مروان قائلا:
أنا كويس، انتى كمان اخبارك إيه، اختفيتى فجأة ومبقتش اشوفك ولا أسمع صوتك زي زمان، كنتى مسافرة ولا إيه؟
قالت دارين في عتاب:.

ما انت لو كنت بتسأل كنت عرفت اذا كنت مسافرة ولا لأ، عموما ياسيدى، أنا مكنتش مسافرة ولا حاجة.
لترفع ذلك الملف بيدها قائلة:
أنا بس اشتغلت هنا في الشركة، وعشان كدة كنت مشغولة حبتين.
قال مروان بابتسامة مرحة:
بجد اشتغلتى هنا، ألف مبروك يادارين، طب مش كنتى تقوليلى، كنت وصيت المدير عليكى، أصله صاحبى الروح بالروح.
ابتسمت دارين قائلة:.

لأ ياسيدى شكرا، هو متوصى بية لوحده ومخلينى مش عارفة حتى أشرب فنجال قهوتى من كتر الشغل اللى حاطه فوق راسى.
قال مروان بابتسامة:
لأ اذا كان على فنجال القهوة فاسمحيلى أكلمهولك وأستأذنه نخرج في أى كافيه نشرب أحلى قهوة لاتيه لأحلى دارين.
نظرت دارين إليه قائلة في دهشة:
انت لسة فاكر انى بحب القهوة اللاتيه يامروان؟
قال مروان بإبتسامة:
أنا مبنساش حاجة ابدا يادارين، انتى متعرفنيش كويس ولا إيه؟
ابتسمت دارين قائلة:.

لأ عارفاك كويس طبعا، انت اللى مبقيتش تعرفنى على فكرة، أنا بشربها دلوقتى بلاك ومع الأسف كان نفسى أخرج معاك نشرب القهوة في أي مكان بس فيه ميتنج مهم دلوقتى و مش هقدر أكنسله، فرصة تانية باذن الله.
ابتسم مروان قائلا:
أكيد، أنا همشى بقى عشان معطلكيش، سلام.

أومأت براسها محيية بينما غادر مروان تتبعه عينا دارين التى مالبثت أن هزت رأسها بابتسامة وتابعت سيرها غافلة عن عيون اشتعلت غضبا وقلبا ثار من الغيرة، ذلك القلب الذى كان شاهدا على هذا اللقاء والذى رأى أنه ليس لقاءا عاديا على الإطلاق.

كان ياسين يجلس على مقعد الطائرة المتجهة الى بيروت، يحاول التركيز على تفاصيل تلك الصفقة والتى تظهر بياناتها على شاشة اللاب الخاص به، ولكنه لم يستطع، فوجود فتون الى جواره يتسلل إليه عطرها الهادئ يفقده التركيز تماما، يسترق النظر إليها كل فترة ليراها تنظر الى الفضاء بالخارج في شرود ليعاود النظر الى الشاشة والتركيز على عمله فلا يستطيع، إلى جانب مروان وما يمر به حيرة وألم، يشابهان الى حد كبير ما يمر به هو شخصيا وان اختلفت الظروف بالطبع، أفاق من أفكاره على رأس فتون والذى مال على كتفه فجأة ليدرك أنها ذهبت في سبات عميق، أغلق شاشة اللاب في هدوء وعدل من وضع رأسها على كتفه حتى تشعر بالراحة أكثر ليتناثر شعرها ويخفى وجهها، مد يده الأخرى وأزاح شعرها ببطئ خلف أذنها لتلامس يديه نعومة بشرتها رغما عنه وينتفض قلبه بشدة داخل أضلعه، يستدعى كل قوته كي لا يميل على وجنتها يختطف قبلة ترضى بعضا من مشاعر قوية تجتاحه في تلك اللحظة، ليجد نفسه يميل باتجاهها رغما عنه يحول افكاره إلى واقع، ليتوقف في جمود حين سمعها تغمغم قائلة:.

نبيل.

عقد حاجبيه وهو يتراجع برأسه يستند على المقعد خلفه يشعر بالغضب يسرى في كيانه، تجتاحه غيرة قاتلة لنطقها اسمه في منامها، ليشعر بأن ما بين الشريكين مشاعر أكثر مما تعترف بها فتون، ليتساءل في قلق عن صحة ظنونه، فلو كان ظنه صائبا، فجرح قلبه تلك المرة سيكون عميقا جدا، فرغم تلك الفترة الصغيرة والتى عرف بها فتون، إلا أنها استطاعت ان تحتل جزءا كبيرا من قلبه، ان لم يكن قلبه بالكامل، والدليل على ذلك ما يشعر به الآن من غيرة تكاد تفتك به، نعم لابد ان يعترف بأنه وقع في الحب وبشدة، ولكن يبدوا أن قدره يعانده مرة أخرى.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 11 < 1 3 4 5 6 7 8 9 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1976 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1454 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1465 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1271 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2447 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الشيطان ،











الساعة الآن 08:27 AM