logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية الثلاثة يحبونها
  05-03-2022 07:58 مساءً   [25]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل السادس والعشرونكانت نهاد تتطلع إلى مراد الجالس مكانه مطرقا الرأس بحزن، تشعر بما يدور في قلبه الآن من صراع، يتساءل عن تلك السيدات التي رأتهم نهاد أسفل تلك البناية التي يقطن فيها هو وشروق، وما سر ذلك الإعتداء الغاشم والغير مبرر على الإطلاق، وينتابه القلق على زوجته التي لم تفيق بعد، وكيف سيجعلها تتقبل خبر فقدانها جنينها، ليلاحظ رأفت نظراتها ويقول بحزن:شكله فعلا بيحبها، ربنا يصبره على اللى هو فيه.تنهدت نهاد قائلة:وهي كمان بتحبه أوي، اللى حصلهم مش قليل، ياما نفسى أوصل للى عملوا فيها العملة دى وأنا أقطعهم بسنانى.ربت رأفت بيده على يدها قائلا:إهدى يانهاد، الحمد لله إنها جت على أد كدة، على فكرة من رحمة ربنا عليها إنها لسة عايشة بعد النزيف اللى حصلها ده، وإن الرحم فضل سليم ومضررش.قالت نهاد بعيون غشيتها الدموع:الحمد لله، الحمد لله.تأمل رأفت عيونها بقلب حزبن وهو يقول:.إنتى مش هتهدى بقى؟، أنا مضطر أمشى عشان أعمل العملية اللى قلتلك عليها، ومش قادر أمشى وأسيبك بالشكل ده، حرام عليكى يانهاد، أنا لازم أركز.ربتت على يده التي إستكانت على يدها بيدها الأخرى قائلة بحنان:متخافش علية يارأفت، أنا هبقى كويسة، روح وإعمل العملية وأنا هستناك هنا عشان تطمنى،إبتسم وهو يومئ برأسه، قبل أن ينهض مغادرا، ليوقفه صوتها الهاتف بإسمه بخجل، ليلتفت إليها متسائلا، فإستطردت قائلة:.أنا آسفة يارأفت، آسفة لو بتلاقى نفسك دايما جوة مشاكلى ومضطر تتحملنى.نظر إليها قائلا بحنان:وأنا وإنتى إيه يانهاد، مش واحد، ياريت لو تحسيها بجد عشان تبطلى تتأسفيلى كل شوية.إبتسمت وهي تومئ برأسها، ليبتسم بدوره، قبل أن يغادر تتابعه عيناها بعشق، قبل أن تتنهد عندما إختفى من أمام ناظريها، لتلتفت إلى مراد وتقترب منه بهدوء، تجلس بجواره، ليشعر بها ويلتفت إليها قائلا:رأفت مشي؟أومأت برأسها، ليقول بهدوء:.إنسان كويس يا نهاد، ربنا يسعدكم.قالت نهاد:ويسعدك إنت وشروق يارب يامراد.تنهد قائلا:يارب.قالت له نهاد بصوت شابت نبراته مشاعر القلق:هتقول لشروق؟زفر وهو يمرر يده في رأسه قائلا:أكيد هقولها، ما هي أكيد هتحس، وهتعرف.أومأت نهاد برأسها في تقرير قائلة بحزن:معاك حق، ربنا يستر عليها من الخبر ده، إنت متعرفش كانت فرحانة أد إيه بالطفل اللى راح ده.قال مراد بمرارة:.عارف، عارف يانهاد، ومع الأسف، أنا طفيت فرحتها بيه قبل كدة، وهاجى النهاردة أكمل عليها.قالت نهاد بشفقة:معلش يامراد، إبتلاء من عند ربنا، ومع الأيام هتعوضوا اللى راح منكم.كاد مراد أن يقول شيئا حين وجد الممرضة أمامه تقاطعه قائلة بعملية:حضرتك زوج المريضة شروق؟أومأ برأسه إيجابا، يشعر بالوجل، لتستطرد قائلة:حضرتك عايزينك في الإستعلامات عشان يكملوا البيانات، وياريت يكون معاك بطاقتك وقسيمة جوازكم.أومأ برأسه لتغادر هي ويقول هو:أنا مضطر أروح الشقة أجيب قسيمة الجواز، أنا مبشلهاش معايا.قالت نهاد:مفيش داعى، أنا جبتها معانا عشان حسيت إننا هنحتاجها في إجراءات المستشفى، عشان يعني، وضعها، وإنها حامل.قال مراد بإمتنان:أنا مش عارف أشكرك إزاي يانهاد على اللى بتعمليه معانا.قالت نهاد:دى أقل حاجة أعملها لصاحبتى وعشرة عمرى،.لتفتح حقيبتها وتخرج منها القسيمة تمنحها إياه، ليخرج محفظته بدوره يفتحها ليضعها بها، لتتسع عينا نهاد برعب وهي تنظر إلى داخل المحفظة وتكتم صرخة كادت أن تخرج من بين شفتيها، ليلتفت إليها مراد ويلاحظ نظراتها المرتاعة إلى تلك الصورة الموجودة بمحفظته، ليعقد حاجبيه بشدة ونهاد تهمس بكره شديد مشيرة إلى تلك الصورة:هي دى، هي دى اللى كانت سايقة العربية وكان معاها بقية المجرمين، هي دى.ليمد مراد يده إلى تلك الصورة بالمحفظة ويخرجها منها ناظرا إليها بدوره بكره شديد، وهو يدرك الآن السبب وراء قتل طفله ومحاولة قتل شروق، إنها للأسف زوجته، بشرى.نظر يحيى إلى تلك المرأة المزينة بقناع الإهتمام والمحبة ببراعة، لتنتقل عيناه إلى سمرائه التي ملكت قلبه يدرك مدى طيبتها التي جعلت تلك المرأة مدعية الأمومة تقنعها ببرائتها في ثوان، بل وتجعلها تجلس أمامها الآن، تبدو على ملامحها السعادة وكأنها ملكت الدنيا ومافيها، يود من كل قلبه أن يفتح عيونها على حقيقة أمها البشعة ولكنه يخشى العواقب، إتجه إليهما بخطوات سريعة، ليقف أمام رحمة التي نظرت إليه بحب قائلة:.يحيى، النهاردة أسعد أيام حياتى بجد.مال يلمس وجنتها بحنان قائلا:كل أيامك هتكون سعادة ياحبييتى،إبتسمت له بدورها، لتقول بهيرة بمداهنة:رغم إنك شبه باباك، بس إنت مختلف عنه خالص في الطبع يايحيى.إعتدل يحيى ناظرا إليها ببرود قائلا:بالعكس يامدام بهيرة، أنا نسخة من والدى في الشكل والروح والمشاعر، ونظرتى في الناس، واللى بتوصل لروحهم وتفهمها، وزيه بالظبط في غضبه كمان ولو حد فكر يإذى عيلتى أكيد بدمره قبلها.إبتلعت بهيرة ريقها بصعوبة تشعر بالتوجس من مقصد يحيى من كلماته لتمتزج مشاعرها بالغيظ أيضا لهذا التحذير المبطن لها، لتتحاشى نظراته بينما قالت رحمة:طيب أقعد يا يحيى، إنت واقف ليه؟نظر إليها يحيى قائلا:رايح مشوار مهم، هخلصه وأرجعلك، مش هتأخر.أومأت برأسها بإبتسامة، ليميل ويقبلها في رأسها قبل أن يعتدل مغادرا ليوقفه صوتها الحنون وهي تقول:يحيى.إلتفت إليها لتستطرد قائلة:خد بالك من نفسك ياحبيبى.إبتسم لها وهو يومئ برأسه ثم إبتعد تتابعه عيناها، لتقول بهيرة:شكلك بتحبيه يارحمة.نظرت إليها رحمة قائلة:بحبه أوي ياماما، هو عوض الدنيا لية عن كل حاجة وحشة مريت بيها، هو سندى، حياتى ولو بعد عنى أموت.عقدت بهيرة حاجبيها تفكر في جملتها الأخيرة، لتعود فتنفرج أساريرها وهي تقول في نفسها، هراء ما قالته رحمة فمن ذا الذي يقتله الهجران، ستنسى يحيى مع مرور الأيام، نعم ستنساه، فالفراق آت، لا محالة.إقترب يحيى من مراد بخطوات سريعة وهو يراه يمشى أمام تلك الحجرة كليث جريح، وما إن رآه مراد حتى توقف وهو ينظر إليه بعيون رأى بهما يحيى إنكسارا، توقف يحيى أمام مراد تماما، ليندفع مراد إلى حضن أخيه، يترك لدموعه العنان، تلك الدموع التي حبسها طويلا، يرتعش جسده، لينفطر قلب يحيى حزنا على أخيه، يدرك مشاعره الآن جيدا، زوجته تعرضت للإعتداء ولم يكن هناك ليحميها منه، فقد طفله وكان من الممكن أن يفقدها معه، لو كان في مكانه ل...نفض تلك الفكرة بسرعة وهو يرفض بشدة مجرد التفكير بهذا الإحتمال، يشعر بروحه تسحب منه حرفيا، ربت على ظهر أخيه مهدئا وهو يقول:إهدى يامراد، المهم إنها كويسة وبخير.قال مراد بألم من وسط دموعه:كويسة فين بس يايحيى، دى فاقت من شوية ومجرد ماعرفت بإجهاضها، جالها إنهيار، وإدولها حقنة مهدئة، أنا عارف شروق، موضوع زي ده هيأثر فيها أوي، دى أرق من النسمة.أدرك يحيى أن مراد إكتشف حبه لزوجته والذي شعر به يحيى منذ فترة، ولذلك لم يخشى من وهم مراد بالحب تجاه رحمة، فمن يحب حقا لا يسمح لأخرى بالدلوف إلى قلبه، ليربت على ظهر أخيه مجددا وهو يقول بحنان:إنت موجود جنبها هتعديها من أي حاجة ممكن تأثر عليها، إنت سندها يامراد، والسند بيكون وقت الشدة.خرج مراد من حضن أخيه وهو يكفكف دموعه قائلا:.مبقاش فية حيل أستحمل يايحيى اللى بيحصلى، أنا إتكسرت، هسندها إزاي بس وأنا عايز اللى يسندنى.أمسك يحيى يده قائلا في حزم:إنت أدها وأدود ياإبن صديق الشناوي، مفيش حاجة ممكن تهزك أو تكسرك، واللى بيحصلك بيقويك، وعمره ما يضعفك.نظر مراد إلى عينيه لثوان قبل أن ينتقل عزمه وإصراره إليه، ليقول بحزم:معاك حق، ولاد الشناوي يقفوا قصاد الريح وميتهزوش.إبتسم يحيى قائلا:هو ده مراد أخويا اللى أنا أعرفه.نظر إليه مراد بإمتنان قائلا:أنا مش عارف من غيرك يايحيى كنت عملت إيه في حياتى، إنت سندى ياأخويا.ربت يحيى على يده قائلا:وإنت سندى.ليقول مراد وقد ظهر الإصرار على وجهه:بس لازم أنتقم من اللى عمل فيها وفية كدة، اللى حرمنى من طفلى و كان هيحرمنى منها، لازم أنتقم من اللى ضربنى في أعز شئ في حياتى يايحيى.ربت يحيى على كتفه قائلا بعيون إمتلأت بالقسوة وهو يقول:.اللى عمل العملة السودة دى مكنش يعرف إن شروق تخص عيلة الشناوي، وإلا مكنش عملها، لإن عملته دى عندنا بتبقى تار وردها بالدم.لينظر إليه مراد قائلا بعيون امتلأت بالألم:بس اللى عملها عارفنا كويس وعارف طباعنا وعوايدنا، اللى عملها مننا يايحيى.لينظر إليه يحيى وقد توجس قلبه خيفة من مقصد مراد ولكنه كان مضطرا لسؤاله قائلا:قصدك مين يامراد؟قال مراد بكره شمل حروف كلماته:هقولك يايحيى، هقولك.قالت بشرى بعصبية وهي تغلق هاتفها:الباشا بتصل بيه مبيردش علية، قاعد جنب الهانم طبعا.قال مجدى وهو يتثائب:أكيد يابشرى، مش مراته.إتسعت عيناه وهرب النوم منهما وبشرى تهدر بغضب قائلة:بس متقولش مراته.ليعتدل قائلا وهو يحاول ان يبدل الموضوع:طيب إهدى، وقوليلى، إنتى مالية إيدك من اللى إسمها بهيرة دى؟نجح بالفعل في تحويل إنتباهها من شروق إلى تلك الفتاة الأخرى والتي تمقتها بشدة لتقول بشرى بسخرية، وهي تشير إلى إصبع يدها البنصر:.بهيرة بقت زي الخاتم في صباعى، دى ست ميهمهاش إلا الفلوس، إنت مشفتش بصت للمبلغ اللى إديتهولها عشان تجيب لبس تحسن بيه مظهرها إزاي؟وكأنها مشافتش فلوس من زمان، وأكيد دلوقتى بتحلم باللى لسة هتاخده منى، صحيح هي طماعة وطلبت كتير بس مش مهم، أهم حاجة تنفذ اللى قلتلها عليه، وساعتها هديلها اللى هي عايزاه.جذبها مجدى إلى أحضانه ممررا يده على جسدها برغبة إلتمعت في عينيه وهو يتأمل شفاهها التي تلونت بالأحمر القاني قائلا وقد غامت عيناه:طب واللى أنا عايزه يابشرى.إقتربت من أذنه تهمس بإغراء قائلة:طب وإنت طلبت حاجة ومخدتهاش يامجدى.ليذوب مجدى كلية من إقترابها وهمساتها، ليتخذ منها إشارة خضراء على أن ينفذ ما يحلم به الآن، ليتناول شفتيها بقبلة بطعم الفاكهة، يتلذذ بها تماما، فهو عاشق لفاكهته، حتى النخاع.كان مراد يجلس في حجرة شروق يتأمل بألم ملامحها الجميلة التي غطتها آثار الضرب ولكنها في عيونه تظل جميلة، تحمل روحها ورقتها مهما تشوهت، أغمض عينيه على دموع غشيتها لتسقط من عينيه الدموع تنعى ألمه لما حدث لها بسببه، لقد أصر على البقاء لوحده رافضا وجود نهاد ومصرا على رأفت كي يوصلها للمنزل ورافضا عرض يحيى بالبقاء معه أيضا، فهو يعرف أن شروق لن تحب أن يراها أحدا بهذا المظهر عندما تفيق، حتى هو، ولكنه سيقنعها أنها في عيونه جميلة الجميلات، تسلل إلى مسامعه صوت حبيبته وهي تقول بهمس حزين:.مراد.ليفتح عيونه ويرى عيونها العشبية التي يعشقها تتطلع إليه بألم، ليقول في لهفة:شروق حبيبتى، حمد الله على السلامة.نظرت شروق إلى دموعه لتقول بحسرة:أد كدة شكلى صعب يامراد، حتى إنت مقدرتش تتحمله وغمضت عنيك، وكمان بتدمع.ليمسك يدها يقربها من فمه يقبلها بقوة ثم ينظر إليها قائلا بعشق:.لو كنت غمضت عينية أو دمعت فمن ألمك اللى بحسه جوايا ياشروق، شكلك إيه بس اللى مقدرتش أتحمل إنى أبصله؟، دى شوية كدمات ومع الوقت هيروحوا، ولو حتى كان وشك متشوه ومش هيرجع طبيعى تانى، مكنش برده هيهمنى، أنا لما ببصلك بشوفك بقلبى مش بعينية ياحبيبتى، قلبى اللى بيعشقك بكل نبضة فيه.نظرت إليه بحب، تستشعر الصدق بكلماته، ولكن مالبث أن ظهر الحزن على ملامحها وهي تقول:.طب ملامحى وممكن ترجع يامراد، لكن إبننا هنرجعه إزاي؟ضم يدها بين يديه وهو يقول بحنان:كل شئ في الدنيا يتعوض، كل اللى راح ممكن نعوضه، لكن لو كنتى إنتى اللى روحتى منى كنت هعمل إيه ياشروق؟حبيبتى أنا من غيرك مقدرش أعيش.نظرت إليه شروق بعيون تغشاها الدموع قائلة:وأنا كمان مقدرش أعيش من غيرك يامراد، بس...وضعت يدها على بطنها المسطحة قائلة:.اللى حصل مش سهل علية يامراد، طفلنا أخد منى روحى، كان جزء منى ولما راح مبقتش أحس جوايا غير بالفراغ، إنت متعرفش الطفل ده كان بالنسبة لى إيه، ده كان أمل، حياة جديدة، دنيا فاتحالى دراعاتها وبتقولى خلاص مبقتيش وحيدة ياشروق.قال مراد بعتاب:.وأنا روحت فين بس، من اليوم اللى إتجوزتك فيه، مش بس اليوم اللى إعترفتلك فيه بمشاعرى، كنتى خلاص، مبقتيش وحيدة ياشروق، أنا جنبك ومعاكى في كل حاجة، على الحلوة وعلى المرة، أما موضوع الطفل، فالدكتور قاللى إنك ممكن تانى تحملى بس مش قبل ست شهور،أشاحت شروق بوجهها في ألم وهي تقول بصوت متهدج:ممكن آه وممكن لأ، مين عارف، هقدر أحمل تانى ولا لأ؟مد مراد يده وأمسك ذقنها يعيدها لتنظر إليه مباشرة يقول في تصميم:.هنستنى الشهور دى وبعدين هنحاول ياشروق، وصدقينى ربنا هيعوضنا خير ياحبيبتى.نظرت إلى عينيه بأمل ليبتسم لها مشجعا، وهو يقول:خلى أملك في الله كبير.تسللت إبتسامة إلى شفتيها وهي تقول بإيمان تسلل إلى قلبها:ونعم بالله.


look/images/icons/i1.gif رواية الثلاثة يحبونها
  05-03-2022 08:00 مساءً   [26]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل السابع والعشرونكان يحيى واقفا في شرفة حجرته يعقد حاجبيه بضيق وهو يتطلع إلى الأفق البعيد، حين أحاطت خصره بذراعيها ومالت برأسها تسندها على ظهره تخرجه على الفور من حالة الضيق التي تعتريه وتحيطه بحالة من السلام النفسي وهي تهمس قائلة:حبيبى بقاله ساعة بعيد عنى ليه؟تنهد وهو يضع يديه على يديها قائلا:حبيبك ميقدرش يبعد عنك ثوانى يارحمة.ليلفها كي تواجهه، تتأمل عيناه ملامحها بشغف قائلا:.ومين بس يقدر يبعد عن روحه ياأغلى عندى من روحى.إبتسمت قائلة:كلامك حلو أوي، بيدوبنى يايحيى، تعرف؟أنا بقى عندى إدمان إسمه، كلام يحيى الحلو، لازم كل يوم، لأ كل ساعة وكل دقيقة أسمعه.قرص وجنتها بخفة قائلا بلهجة ذات مغزي:كلامى بس اللى حلو؟أطرقت برأسها في خجل قائلة:إنت قليل الأدب على فكرة.إبتسم وهو يرفع ذقنها بيده قائلا:وإنتى دماغك شمال يارحومتى، ليه فهمتيها بالشكل ده؟مايمكن قصدى عيونى، غمازاتي...ضربت يده بخفة قائلة بغيظ:بقى كدة، ماشي يايحيى.كادت أن تمشى ليجذبها من يدها يوقفها ثم يعيدها إلى مكانها قائلا بضحكته التي تذيب ضيقها وغضبها دائما:تعالى بس، رايحة فين، أنا بهزر معاكى.نظرت إلى وجهه الذي تشرقه إبتسامته، أما ضحكاته فتجعله ساحرا، لتجد نفسها تقول دون وعي:إنت حلو أوي يايحيى.نظر إليها بعينيه اللتين تذيبانها عشقا، عيناه اللتان تبتسمان بعشق الآن وهو يقول:أنا حلو عشان عيونك حلوة يارحمتى.نظرت إليه بعيون رائعة وهي تقول بدهشة:أول مرة تقولى كدة.إتسعت إبتسامته وهو يقول:عشان حاسسها بجد، إنتى رحمتى من وحدة عشت فيها قبلك، ورحمتى من أي عذاب شفته في بعدك، ورحمتى اللى دايما معايا كل ما أحس بضيق واللى بتقدر تبعده عنى في ثوانى وتبدله براحة عمرى ما حسيتها غير وأنا معاكى بس.رفعت يديها تحيط بها وجهه قائلة:وإنت كمان عوض ربنا لية عن كل حاجة حصلتلى، مبحسش بالسعادة غير وأنا وياك بس يايحيى.مال يقبل يدها الرابضة على وجنته قائلا:قلب يحيى وعمره كله.أحست رحمة بأنها تذوب بين يديه وكادت أن تستسلم لمشاعرها ولكنها تذكرت فجأة ما جاءت إلى يحيى كي تسأله عنه، لتخفض يديها قائلة بمشاعر مازالت مضطربة من أثر قبلته وهمساته:صحيح إنت خرجت النهاردة روحت فين وراجع مضايق كدة ليه ياحبيبى؟لاحظت رحمة لمحة من القسوة مرت بعينيه، تعجبت لها خاصة وأن صوت يحيى لم يحملها وهو يقول:كنت مع مراد في المستشفى.إتسعت عينا رحمة بجزع وهي تقول:ليه، حصله حاجة تانى؟قال بنفي وبصوت شعرت فيه بحزنه:لأ، مراد كويس، الموضوع بس إن شروق حصلها حادثة وخسرت البيبى.شهقت بقوة وهي تضع يدها على فمها ثم رفعتها قائلة بصدمة:وهي عاملة إيه دلوقت؟ومراد عامل إيه؟مخدتنيش معاك ليه بس يايحيى؟أمسك يديها بين يديه قائلا:.إهدى بس، هما بخير، أكيد الموضوع مش سهل عليهم بس مع الوقت هيتقبلوه وهيعوضوا اللى راح منهم، ومكنش ينفع آخدك ولسة حالة شروق النفسية مش مستقرة، ده غير رجوع مامتك النهاردة، والأمور كانت متلخبطة شوية.أومأت برأسها قائلة:معاك حق، طيب انا عايزة أشوفها يايحيى وأطمن عليها بنفسى.قال يحيى:هوديكى ليها، بس يومين كدة على ماتبقى أحسن، على الأقل نفسيا يارحمة.أومأت برأسها موافقة، ثم تنهدت وهي تنظر إلى عينيه قائلة:.طيب الوقت متأخر، مش هتنام ياحبيبى؟، إنت شكلك بجد تعبان.نظر إلى عينيها الجميلتين وهو يقول:وهتاخدينى في حضنك عشان أرتاح يارحمة؟تنهدت قائلة:حضنى ده ملكك ياقلب رحمة.إبتسم وهو يضمها إلى صدره يغمض عينيه، يشعر بالإرتياح وهو يستنشق عبيرها، فبين ذراعيها هي فقط، وجد راحته.دلفت شروق إلى تلك الشقة الجديدة مع مراد الذي صمم أن يحملها رغم أنها تستطيع المشي جيدا، فالحمد لله لم تصب بكسور من ذلك الإعتداء الذي أصابها، فقط فقدت جنينها وإمتلئ جسدها ووجهها بالكدمات البشعة، أدخلها مراد إلى الحجرة الرئيسية ومددها ثم جلس بجوارها قائلا:حمد الله على السلامة ياشوشو، نورتى بيتك.تأملت المكان حولها قائلة بضيق:.مكنش ليه لزوم تنقلنا شقة تانية يامراد، واضح إن الشقة دى أغلى كتير من التانية.إبتسم قائلا:مفيش حاجة تغلى عليكى ياحبيبتى، النقل كان ضرورى، أولا عشان الأمان، الشقة اللى كنا عايشين فيها مبقتش أمان خلاص، ثانيا الشقة التانية هتفكرك بكل حاجة حصلتلك، وعشان كدة نقلتك هنا، ثالثا إحنا مش هنقعد فيها كتير، فترة كدة وهنروح حتة تانية.قالت في لهفة:هنرجع شقتنا؟قال في غموض:.لأ، هنروح مكان كان المفروض كنت أعيشك فيه من زمان.نظرت إلى عينيه في حيرة قائلة:مكان إيه ده؟قرص وجنتها بخفة قائلا:متشغليش بالك دلوقتى، وقوليلى، أخبارك إيه؟إبتسمت قائلة:أنا بخير طول ما إنت في حياتى يامراد، وجودك جنبى هون علية كل حاجة.أمسك يديها بين يديه قائلا:أنا جنبك وهفضل طول عمرى جنبك، أنا ماصدقت لقيتك ياحبيبتى.إبتسمت وهي تتأمله بعشق، لتقول بعد لحظة:.على فكرة، على أد ما كنت بغير من رحمة، على أد ما بحبها دلوقتى، زيارتها لية في المستشفى وكلامها خففوا عنى كتير،إبتسم قائلا:رحمة ما تفرقش عنك ياشروق، انتوا الاتنين ملايكة، مكان مابتكونوا بتنشروا فرحة وراحة وحب.نظرت إلى عينيه قائلة بلهفة:يعنى انت بجد شايفنى زيها يامراد؟قال مراد بعشق:أنا دلوقتى شايفك غير الكل، إنتى بالنسبة لى دلوقتى وعلى رأي كاظم بتاعك ده، ست النساء.أدمعت عيونها قائلة:بجد يامراد؟رفع يده يمررها على خد شروق السليم قائلا بحب:بجد ياقلب مراد.غرق كل منهم في عيون الآخر، ليتنحنح مراد قائلا:إحمم، على فكرة كدة غلط، أنا شوية ومش هقدر أمنع نفسى عنك، والدكتور منبه علية، متودنيش في داهية أبوس إيدك.تعالت ضحكاتها، ليتيه فيها ثم نهض قائلا:لأ، أنا همشى بقى قبل ما أتهور يابنت الناس،توقفت عن الضحك وهي تقول بحزن:إنت هتمشى وتسيبنى.مال يقبل وجنتها برقة ثم يقول وهو يستمع إلى جرس الباب:.غصب عنى، بقالى كام يوم غايب عن البيت والشغل، هروح أظبط شوية حاجات وهرجعلك، ونهاد جت أهي، هتقعد معاكى لحد ما أرجع، وأوعدك، مش هتأخر.إبتسمت تعلن بإبتسامتها موافقتها على ذهابه ليقبل رأسها ثم ينظر إليها نظرة أخيرة قائلا:لا إله إلا الله.إتسعت إبتسامتها وهي تقول:محمد رسول الله.ليغادر تتبعه عيناها بعشق قبل أن تتنهد قائلة:بحبك يامراد، بحبك أوي.قالت بشرى بعصبية:قصدك إيه يابهيرة؟تلفتت بهيرة حولها تتأكد من عدم وجود أحد يمكنه سماعها وعندما إطمأنت قالت بهدوء:زي ما قلتلك، اكيد محتاجة وقت عشان أكسب ثقتها من تانى، وبعدين يحيى آخد باله منى كويس، حاساه مش مرتاحلى ومراقبنى، فمينفعش أتسرع عشان مغلطش.زفرت بشرى ثم قالت:تمام يابهيرة بس إنجزى، على ما أشوف مراد كمان ده راح فين، بس خليكى جاهزة، عشان ممكن أتصل بيكى في أي وقت، مفهوم؟قالت بهيرة:مفهوم.أغلقت بشرى الهاتف بوجهها لتقول بهيرة بضيق:بتتكلم كدة ليه وبتتأمر بس على إيه؟أمال لو مكنتش محتاجانى كانت عملت فية إيه؟، حاجة تجيب الضغط.لتبتعد بخطوات غاضبة، ليظهر يحيى من أحد الأركان يتابع إبتعادها بعيينه، ليتأكد تماما من حدسه، وتقسو عينيه وهو يتوعد لها ولمن خلفها بعذاب شديد.كانت بشرى تجلس على الأريكة تمسك مجلة الموضة تتصفحها بلا مبالاة، فمزاجها اليوم غير رائق بالمرة، حين فتح الباب ودلف مراد، لتقول بشرى بسخرية:لسة بتفتكر إن ليك زوجة وبيت تسأل عليهم يامراد.نظر إليها مراد مطولا للحظات، لتشعر هي رغما عنها بالإضطراب من نظراته الخالية من المشاعر، والتي تمتلئ ببرودة كالجليد تماما، تتساءل هل عرف بفعلتها؟، لتنفض هذا الإحتمال فأنى له أن يعرف؟ليقاطع أفكارها قائلا ببرود:.بشرى، أنا لسة راجع البيت وتعبان ومش فاضى أبدا لتلميحات سخيفة عن تقصيرى معاكى.لتنهض قائلة بعصبية:أمال فاضى لإيه بالظبط، ها؟كنت فين يامراد المدة اللى فاتت دى كلها؟نظر إلى عيونها مباشرة وهو يقول ببرود:كنت مسافر في شغل.رفعت حاجبيها قائلة بسخرية:شغل برده؟شغل إيه اللى الشركة متعرفش عنه حاجة، وشغل إيه اللى مخلى شكلك كدة؟، وكأنك منمتش من شهور.قال بهدوء يحمل بعض السخرية:.مظنش إن الوقت يسمح أشرح لسموك الشغل ده، ده غير إنك قولتيها بنفسك، انا فعلا منمتش ومحتاج أنام، عن إذنك.كاد ان يغادر متجها لغرفته حين إستوقفه صوتها وهي تقول بغضب:إنت هتستعبط يامراد؟ليلتفت إليها يمسك ذراعيها بيديه قائلا بقسوة:إنتى إزاي تتكلمى معايا بالشكل ده، إنتى نسيتى نفسك ولا إيه؟انا مراد الشناوي واللى يطول لسانه علية، أقطعهوله، مفهوم؟نظرت إليه بصدمة ليهدر قائلا:مفهوم؟اومأت برأسها لينظر لها ببرود ثم يتركها ويبتعد متجها لحجرته، تتابعه بعينيها بغيظ قبل أن تقول بغل:والله وطلعلك صوت يامراد، بقى عايز تقطع لسانى، طب نهايتك هتكون على إيدى، وبكرة تشوف.قالت رحمة بإستنكار:إنتى بتقولى إيه بس ياماما؟، لأ طبعا، يحيى مستحيل يتجوز علية أو يفكر حتى يعملها.قالت بهيرة بهدوء:وليه لأ يارحمة، ماباباه عملها قبل كدة وإتجوز مامة هشام، وباباكى عملها بعده وإتجوزنى، ويحيي نفسه إتجوزك بعد راوية، إيه اللى يمنعه يتجوز تالت، ده شئ بيجري في دمهم ياحبيبتى مجرى الدم.كادت كلمات بهيرة ان تفتك بقلب رحمة شكا، فبالفعل حدث كل ما قالته والدتها، ولكن لوالد يحيى ويحيي ظروفا أجبرتهم على الزواج، وهو وفاة زوجتهم الأولى، وإضطرارهم للزواج مرة ثانية، أما أباها فخضع لسحر أمها، ولم يكن له حق أبدا في ذلك، ولكنها لن تلومه الآن وقد واراه الثرى، لتتساءل بقلق، ترى هل من الممكن أن تأخذه منها أخرى؟، خاصة وهو يعلم بعدم قدرتها على الإنجاب، كادت بهيرة أن تبتسم إنتصارا وهي ترى ملامح الشك على وجه إبنتها، ولكنها مالبثت أن شعرت بالصدمة، حين إختفت تلك الملامح ليحل مكانها يقينا وهي تقول:.مستحيل أصدق إن يحيى ممكن يتجوز علية، أنا بحب يحيى، ويحيي بيحبنى ياماما، ومستحيل يعمل كدة، عن إذنك أنا رايحة لهاشم عشان ده ميعاد أكله.تابعتها بهيرة بعينيها يتآكلها الغيظ، وهي تقول:طالعة هابلة زي أبوكى.بينما إبتسم يحيى بعشق وهو يتابع صعود رحمة، بعد ان إستمع إلى كلماتها ليدرك انها أصبحت تثق بعشقه لها، لينظر إلى بهيرة ويدرك أنها أصبحت أيضا خطرا شديدا لابد من إقتلاعه، فورا.


look/images/icons/i1.gif رواية الثلاثة يحبونها
  05-03-2022 08:00 مساءً   [27]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية الثلاثة يحبونها للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والعشرونكانت بهيرة تقف في الحديقة إلى جوار رحمة التي كانت تلاعب هاشم بالكرة، ينتابها التوتر الشديد، فقد هددتها بشرى في الهاتف اليوم، إن لم تحضر رحمة إليها بعد ساعة من الآن فلتعتبر إتفاقهما لاغى، وسترسل ليحيي ورحمة كل تسجيلات محادثاتهما مع حذف صوتها بالطبع، لتخشى بهيرة غدر بشرى وتهديدها، وها هي تتحين الفرصة لإحكام خدعتها، حتى حانت من رحمة إلتفاتة لوالدتها، لتتظاهر بهيرة بأنها على وشك الإغماء، لتصاب رحمة بالجزع وتسرع إليها تسندها وهي تقول بقلق:.ماما مالك، فيكى إيه بس؟قالت بهيرة بصوت حاولت أن تبث الضعف به:قعدينى بس يابنتى وأنا أقولك.أجلستها رحمة وهي تجلس بجوارها تضم يدها بين يديها قائلة:طمنينى ياماما، إنتى كويسة؟قالت بهيرة بعيون غشيتها دموع التماسيح:الحقيقة يارحمة، إن أنا مريضة بالقلب،كتمت رحمة بيدها شهقة كادت ان تخرج منها وبهيرة تستطرد قائلة:.أنا كنت متابعة مع دكتور بس لما الدنيا ضاقت بية مبقتش أروحله، وفى الفترة الأخيرة بقت تجيلى نوبات دوخة وضيق نفس زي ما إنتى شايفة.قالت رحمة من خلال دموعها التي سقطت حزنا على والدتها:ياحبيبتى ياماما.تظاهرت بهيرة بالإستكانة وهي تقول:كان المفروض أروحله من شهر أعمل باقى الأشعة والتحاليل، بس للأسف مروحتش، وشكل حالتى متأخرة يارحمة أو جايز قربت أمو...قاطعتها رحمة وهي تضع يدها على فم والدتها قائلة بجزع:.بعيد الشر عنك ياماما، طول ما فيه أمل لحالتك يبقى مفيش يأس، وأنا معاكى وبإذن الله هتقوميلنا بالسلامة ياحبيبتى.أمسكت بهيرة بيد إبنتها الموضوعة على فمها بين يديها قائلة:لكن يارحمة العلاج غالى و...قاطعتها رحمة قائلة بصوت قاطع:مفيش لكن، أنا قلتلك طول ما فيه أمل يبقى هنمشى وراه ولو كلفنى علاجك كل حاجة بملكها، هدفعها ياماما وأنا مبسوطة إنك موجودة في حياتى.ربتت بهيرة على يدها قائلة بحنان زائف:.يخليكى لية يابنتى.لتمسح رحمة دموعها وهي تنهض قائلة في تصميم:أنا هاخد هاشم أوديه لروحية عشان تاخد بالها منه وهتصل بيحيي وأجيلك عشان نروح للدكتور بتاعك، دقايق بس، مش هتأخر.اومأت بهيرة برأسها موافقة، لتتجه رحمة لهاشم الذي يلعب بالكرة تحمله بين ذراعيها متجهة إلى داخل المنزل بينما تتابعها عيون بهيرة بإبتسامة ساخرة قائلة:مش قلتلك هابلة زي أبوكى.لتتسع إبتسامتها الساخرة وعيونها تلمع، بإنتصار.طرقت بهيرة جرس الباب لتفتح بشرى وتلمع عيونها وهي ترى مجدى الذي يحمل رحمة الغائبة عن الوعي لتفسح له الطريق بالدخول تتبعه بهيرة لتنظر بشرى خارج المنزل تتأكد من أن أحدا لم يرهم أثناء دخولهم المنزل، لتغلق الباب بهدوء وقد شعرت بالراحة لتشير لمجدى الواقف بهدوء ينتظر أن ترشده لحجرتها، لتسبقه وهي تفتح باب الحجرة بحذر، ليدلف مجدى إليها ويضع رحمة الغائبة عن الوعي على السرير بجوار مراد الغائب عن الوعي بدوره، ثم يخرج من الحجرة تتبعه بشرى لتقول بسرعة:.كدة تمام أوي، إمشوا بقى بسرعة لإنى كلمت يحيى وأكيد قرب ييجى، مش عايزاه يلمحكوا، مفهوم؟قال مجدى:وقلتيله إيه؟قالت بشرى:زي ما إتفقنا، قلتله إلحقنى يايحيى، انا لقيت مراد مع واحدة في البيت، هو طبعا فضل يهدينى، أكيد فاكر إنها أي واحدة ميعرفش إنها مراته رحمة، الصدمة هتبقى كبيرة عليه وأكيد هيفكر يموتهم بس أنا هكون موجودة وهمنعه.أومأ مجدى برأسه قائلا:تمام وأنا هكون قريب عشان لو إحتجتينى.قالت بسرعة:.كويس أوي، يلا بقى إمشوا بسرعة.قالت بهيرة في جشع:طب وفلوسى، انا مش جبتها لحد عندك.قالت بشرى بحنق:يخلص بس الموضوع ده وكل اللى طلبتيه هتاخديه، يلا بقى إمشوا عشان ألحق أظبط الدنيا قبل ما ييجى.غادر الإثنان، لتدلف بشرى إلى الحجرة، تخلع عن رحمة هذا الجاكت القصير التي تلبسه على فستانها ليظهر كل من كتفها و ذراعيها العاريتان ثم تلقى بالجاكت أرضا، لتبعثر شعر رحمة الرائع بيدها، تود لو قصته لها من غلها، ولكن هذا ليس الوقت المناسب لتفعل ذلك، نظرت إلى مراد لتسحب يده وتضعها على خصر رحمة، لتبتعد ناظرة إليهما بإبتسامة راضية، قبل ان تخرج من الغرفة، وتحاول ذرف بعض الدموع وهي تنتظر قدوم يحيى، بفارغ الصبر.دق جرس الباب لتسرع بشرى بفتح الباب وهي تتظاهر بالإنهيار التام، ليقول يحيى بجزع:فين مراد يابشرى؟أشارت بشرى بيد مرتعشة إلى حجرة النوم ليتجه يحيى إليها، فأسرعت بشرى ووقفت بين يحيى والباب تقول في جزع مصطنع:بلاش تدخل يايحيى، صدقنى مش هتتحمل الصدمة ولا هتقدر تتقبل اللى أنا شفته.عقد يحيى حاجبيه قائلا:قصدك إيه يابشرى؟قالت بشرى بحزن مفتعل:.الإتنين اللى جوة دول أقرب الناس لقلبك والإتنين خانوك وخانونى يايحيى.إزداد إنعقاد حاجبي يحيى وهو يشعر بالتوجس في قلبه ليقول بصرامة:إبعدى عن طريقى يابشرى.قالت بشرى:بس...هدر بها يحيى قائلا:قلتلك إبعدى.تظاهرت بالخضوع وهي تبتعد عن طريقه، ليدلف إلى الحجرة ويشاهد هذا المنظر الذي هز كيانه وأعاده إلى الماضى بكل قسوة، ليقف متجمدا يطالع أخاه وهو يضم زوجته شبه العارية في سرير، لتبدو زوجته على وشك الإستيقاظ ببطئ، لتفتح عيونها وترى زوجها الواقف بوجه خال من المشاعر ينظر إليها لتقول بضعف:يحيى...لتتسع عينيها بصدمة وهي ترى وضعها المخجل وتدرك أنها تقع مجددا فريسة لخدعة محكمة، كل هدفها تفريقها عن يحيى لتنتفض مبتعدة عن مراد تضم جسدها بقوة تبحث بعيونها عن مايسترها لتجد الجاكت خاصتها ملقى أرضا، فسحبته بسرعة ولبسته تحت أنظار يحيى الذي ينظر إليها دون أية مشاعر تظهر على وجهه، طالعته بعد ان إرتدت ملابسها، تريد أملا، ثقة، أي شئ يدفعها لتبرير ما حدث والتي باتت واثقة الآن من تلك المؤامرة وخيوطها التي حيكت ضدها، خاصة مع تلك النظرة المنتصرة والقابعة في أعماق عيون تلك الأفعى التي تقف بجوار يحيى، هي فقط تريد أن تشعر بأن يحيى قد تغير، أنه قد بات يثق بها، فلا يكرر أخطاء الماضى، لمحة من الحنان في بئر عينيه قد ينقذ قصة عشقهما من ضياع باتت تشعر به الآن، وهي تلاحظ، تلك العيون التي إكتست ببرود جليدي، كذلك الذي أحاط بقلبها الآن، لتقول بشرى عندما طال الصمت:.قلتلك متدخلش، إنت اللى مرضتش...هدر بها يحيى قائلا:إخرسى يابشرى.صمتت بشرى على الفور ليقول يحيى بنبرة جليدية:إنزلى إستنينى في العربية.أطرقت رحمة برأسها لتغادر الحجرة بخطوات منكسرة، تشعر بأنها الآن لديها رغبة واحدة، الموت، فلم يعد هناك سبب تعيش لأجله فالضربة تلك المرة قاصمة، فيحيي الذي منحته كل شئ، دون حدود او قيود، خذلها من جديد، ولكن تلك المرة قاتلة، نظرت إلى سيارته بحزن، لا، هي لن تعود معه، فقد إنتهى كل مابينهما، وربما آن أوان فراقهما، للأبد.كادت بشرى أن تتحدث ليقول لها يحيى بصوت حاد:إطلعى برة يابشرى.قالت بشرى بقلق:هتعمل إيه يايحيى؟هدر بها قائلا:إطلعى برة.غادرت الغرفة بسرعة، لتزرع الصالة جيئة وذهابا بقلق حتى رأته على أعتاب الحجرة، عيونه بلون الدماء لتقول متوجسة:عملت إيه في أخوك يايحيى؟قال يحيى بصوت متهدج:.كنت هقتله وأقتلها، بس خسارة أضيع روحى في واحد زيه وواحدة زيها، أنا همشى دلوقتى، هروح أطلقها وإبقى قوللى للى جوة ده إن أخوه يحيى مات.ليبتعد متجها إلى الباب ليغادر المنزل فإستوقفه صوتها وهي تقول:يحيى.إلتفت إليها لتقول بتسرع:أنا هعمل إيه؟نظر إليها بتساؤل لتقول متلعثمة:اللى، يعنى، عملته ده، عين العقل، بس أنا هيكون مصيرى إيه؟عقد حاجبيه قائلا:مش فاهم، قصدك إيه؟إقتربت بشرى من يحيى قائلة:.أخوك وطلع خاين وحقير وأكيد هطلق منه وإنت أكيد هتساعدنى، ورحمة وهتطلقها، طيب، أنا وإنت هنعمل إيه؟إزداد إنعقاد حاجبيه لتقول مستطردة:بما إننا أخلصنا في حبنا وملقيناش من اللى حبيناهم جزاء غير الخيانة فإيه رأيك نبقى أنا وإنت مع بعض يايحيى، وأهو بالمرة يكون ده إنتقامنا الحقيقى منهم.لم يظهر على وجهه أي تعبير، لتقول مستطردة وقد إنتعش الامل بقلبها لعدم رفضه القطعي، تقرر بكل تسرع أن تصارحه بمشاعرها لتقترب منه أكثر حتى توقفت أمامه تماما قائلةوهي تضع يدها على صدره ناظرة إليه بعشق:.أنا طول عمرى معجبة بيك يايحيى، طول عمرى بقول بشرى ليحيي ويحيي لبشرى، ولما إتجوزت راوية وأنا إتجوزت مراد رضيت بنصيبى، بس غصب عنى كنت شايفاك كتير على راوية وكتير على رحمة، غصب عنى كنت بشوفنى نفسى أنا وبس مناسبة ليك، وبعد خيانة الإتنين دول، مبقاش فيه داعى أكتم مشاعرى أكتر من كدة،رأت إبتسامته الساخرة قبل أن يقول:تعرفى يابشرى، لو إنتى آخر ست على وش الأرض مستحيل هقرب منك، عارفة ليه؟نظرت إليه وهي تعقد حاجبيها قائلة:ليه يايحيى؟إنتفضت وإتسعت عيناها على آخرهما حين إستمعت إلى صوت مراد وهو يقول بحقد:عشان إنتى أحقر إنسانة خلقها ربنا يابشرى.إلتفتت تنظر إلى هذا الذي يقف أمامها ينظر إليها بكره شديد، لتعود بنظراتها إلى يحيى الذي نظر إليها بسخرية، لتدرك ماحدث، لقد أرادت أن تنصب لرحمة فخا فكانت هي من أعد لها الفخ ووقعت هي فيه بكل رعونة، لتقول بتوجس:.إنتوا مالكو، بتبصولى كدة ليه، هو أنا عملت إيه يعنى؟إقترب منها مراد قائلا:يابجاحتك يابشرى، بتخدرينى وبتخدرى رحمة وبتحاولى تعملى عملتك السودة دى لتانى مرة، وبرده بتسالى عملتى إيه؟بتعترفى لأخويا بحبك ليه وبإنك عايزة ترتبطى بيه وبرده بتسألى عملتى إيه؟بتقتلى إبنى وبتحاولى تقتلى مراتى ولسة بتسألى عملتى إيه؟إنتابها الغضب وهي تدرك أنه تم كشفها وأن كل شئ قد ضاع من بين يديها لتقول بغل:.انتوا السبب ياولاد الشناوي.لتلتفت قائلة ليحيي:طول عمرى بحبك، لكن إنت مشفتنيش وفضلت علية اللى إسمها رحمة فكان لازم أفرق بينكم بأي طريقة.ثم إلتفتت إلى مراد قائلا:حتى إنت إتجوزتنى بس عاملتنى زي أي واحدة غريبة، لا حبيتنى ولا إديتنى أي مشاعر تخلينى أقدر أنساه.قال مراد بنبرة جليدية:مسألتيش نفسك ليه محبتكيش؟قالت بغل:عشان كنت بتحب رحمة.إبتسم بسخرية قائلا:طب ليه حبيت شروق وأنا بحب رحمة زي ما بتقولى؟عقدت حاجبيها ليستطرد قائلا:عشان لقيت مع شروق اللى عمرى مالقيته معاكى، حب حقيقى، تضحية، حنان وسكن وراحة، الواحدة في إيدها تخلى جوزها مش بس يحبها، لأ كمان يعشقها.ليضيف بصرامة:وإحمدى ربنا إنى محبتكيش وإلا كان عقابك دلوقتى الموت على إيدية يابنت الدرملى، مش بس العقاب اللى هتتعاقبى بيه أبدا.نقلت بصرها بين الأخوين وقد إتسعت عيناها توجسا وهي تقول:عقاب إيه، إنتوا هتعملوا فية إيه؟قال يحيى بسخرية:.متقلقيش، قرصة ودان بس تقيلة شوية.كادت أن تصرخ مستنجدة ليضربها مراد بخفة على مؤخرة رأسها وتسقط فاقدة الوعي، بينما قال يحيى بهدوء:.وديها المخزن يامراد، وأنا هنزل بسرعة ألحق أفهم الغلبانة اللى تحت دى الحقيقة واللى أكيد فاكرة إنى صدقت فيها زي زمان، متعرفش إن إحنا إتفقنا في المستشفى، على إننا هنحاول نوقع بشرى ونسجلها صوت وصورة بلاويها عشان العيلة متلومش عليك طلاقها، كنا عايزين إعتراف منها بإنها اللى قتلت طفلك بس هي ساعدتنا وعملت أكتر من كدة كمان، عملت اللى يخلى العيلة غضبانة عليها عمر بحاله.أومأ مراد برأسه قائلا:.تمام، روح إنت ومتقلقش، أنا مش عارف أشكرك إزاي على إنك وقفت جنبى وفتحت عيونى اكتر على بلاويها ولولا فهمتنى حقيقتها، كانت هتبقى صدمة كبيرة علية وأنا بسمع كلامها دلوقتى.قال يحيى بهدوء:متشكرنيش يامراد، الحمد لله إن شرها وقف لحد هنا ولحقناه قبل ما تضر حد فينا أكتر من كدة، سلام دلوقتى.قال مراد:سلام.ليسرع يحيى وينزل درجات السلم إلى حيث سيارته، كاد أن يجن وهو يلاحظ عدم وجود رحمة، ليشعر بالرعب في أوصاله، وهو يتأمل المكان الخالى من حوله، يصرخ قلبه بإسمها، في لوعة.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1007 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 835 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 749 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 732 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 965 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، الثلاثة ، يحبونها ،










الساعة الآن 09:40 PM