logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية وادي النسيان
  05-03-2022 05:13 مساءً   [25]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل السادس والعشرونكيف أماثلك عشقا وقد أصبحت أنت في العشق أسطورةكيف أمنحك حنانا يماثل حنانا به أصبحت مغمورةكيف أمنحك ما منحتنى وانا بكرمك مازلت مبهورةفقط أتباهى بك بين النساء وبعشقك أصبحت مغرورة.ولكننى أعشقك حد الجنون وفى سمائك أحلق مسرورةحقا صار عشقنا قصة يتحدثون عنها وكلماتها في القلوب مسطورة.إقتربت جورية من سرير خالتها بهدوء، لتجلس بقربها للحظات بصمت قبل أن تقول بحزن:أنا عارفة إنك صاحية، وحاسة بيكى وباللى جواكى، بس الحل مش في الوحدة والبكا، صدقينى، هتتعبى أكتر، إنتى ناسية إنى مريت باللى إنتى مريتى بيه قبل كدة، وملقتش دوا لجرحى وحزنى غير في الكتابة والرسم.إلتفتت إليها جليلة بعيون منتفخة من أثر البكاء، وإعتدلت جالسة تستند إلى وسادتها قائلة في حزن:.بس أنا لا بعرف أكتب ياجورى ولا بعرف أرسم.إبتسمت جورية قائلة بحنان وهي تمسك بيديها:بس عندك إيدين تتلف في حرير، تعمل من بذرة صغيرة شجرة، قومى إزرعى، عندك البلكونة بتاعتنا أهى، خليهالنا مشتل، خرجى طاقتك السلبية فيها وإنسى الألم والحزن اللي ممكن يقضوا عليكى، خلينا نفكر إن بكرة أحلى لإننا لو مفكرناش بالشكل ده هنموت ياخالتى.نظرت إليها جليلة تتأملها قائلة بإبتسامة باهتة، ممتزجة بالحزن:.إنتى إمتى كبرتى بالشكل ده ياجورى؟إبتسمت جورى قائلة:من يوم ماعرفت إن الجرح بيعلم بس مابيقتلش، بيقوى مبيضعفش، من يوم ماعرفت إن حتى لو نهاية قصة الحب مش سعيدة المهم إننا عشنا الإحساس وبس، فيه ناس بتقضى طول عمرها تتمنى تعيش الحب ولو للحظة، وإحنا عشناه سنين، ولا إيه ياخالتى؟إبتسمت جليلة تلك المرة إبتسامة واضحة وهي تقول:معاكى حق ياقلب خالتك، معاكى حق.إبتسمت جورى قائلة:.طب يلا قومى إغسلى وشك وحصلينى عشان نفطر، أنا جعت خالص وناوية أحضرلك أحلى فطار يليق بجليلة هانم، خالتى أنا.إبتسمت جليلة وهي تومئ برأسها، لتنهض جورية وهي تقبل خالتها في رأسها قبل أن تغادر الحجرة، تتبعها دعوات خالتها قائلة في همس:ربنا يريح قلبك يا بنتي، زي ما ريحتى قلبى.جلست ليلة بضعف على سريرها بتلك المستشفى التي ستجرى فيها عملية إستئصال ذلك الورم السرطانى، ليقترب منها فراس يساعدها على التمدد، ويدثرها جيدا وهو يقول بحنان:إرتاحى دلوقتى ياحبيبتى، الصعب عدا خلاص.نظرت إلى عينيه قائلة بسخرية مريرة:.صعب إيه بس اللي عدا يافراس، ده كل الموضوع حبة تحاليل وأشعات، أنا لسة معملتش العملية، واللي معرضة فيها لمخاطر كتيرة أقلها فقد كليتى، ده غير ان ممكن ميقدروش يشيلوا كل الخلايا السرطانية وأكمل علاج بالكيماوى.جلس بجوارها يمسك يديها قائلا بحنان:.مهما حصل فهكون جنبك، إيدى في إيدك ومع بعض هنعدى الأزمة دى، تفائلى خير ياليلة، حالتك أحسن من غيرك كتير، كفاية إن إحنا إكتشفنا المرض ده بدرى، وبإذن الله بعد العملية هتكونى زي الفل وهيقدروا يشيلوا كل الخلايا السرطانية، أنا واثق في ربنا وإنه مش هيضرنى فيكى أبدا.نظرت إلى عينيه مليا ثم قالت بحب:أنا قلتلك قبل كدة إنى بحبك أوى يافراس.إبتسم قائلا:.هي أول مرة تقوليهالى بالنظرة دى وبالمشاعر دى كمان، بس أنا متأكد إنها مش هتكون آخر مرة ياليلة.تركت يده قائلة:مغرور.أمسك يدها مجددا يرفعها إلى شفتيه مقبلا إياها بحنان قبل أن ينظر إلى عينيها قائلا بعشق:مغرور بحبك وبس، ونبض قلبك اللي بتزيد دقاته بلمستى، مغرور عشان أميرتى الحلوة الرقيقة سابت كل الدنيا وإختارتنى أنا عشان أكون شريك حياتها.أطرقت ليلة بحزن قائلة:شريكها في الألم والمرض والعذاب بس يافراس.ترك يدها وأمسك بذقنها يرفع وجهها إليه لتتقابل نظراتهما سويا ويقول بعشق ظهر جليا في نبراته:ولو مكنتش أنا اللي أشاركك كل لحظة ألم، مين بس اللي مسموحله يشاركك، إنتى بتشاركينى نفسى اللي طالع من صدرى، بتشاركينى نبض قلبى، فرحى وحزنى، من يوم ما إختارنا بعض ياليلة، وأرواحنا إتداخلت، بقت أفراحنا واحدة وآلامنا واحدة، مينفعش واحد فينا ميحسش بالتانى ويشاركه مشاعره.ضمت يده بيدها بعيون يغشاها الدموع، تشكر الله في صمت على فراس، نعمة الله إليها، ليصل فراس إمتنانها لوجوده في حياتها بينما كان يدعو الله في صمت أن يديم ليلة كنعمة أنعم بها عليه، يرجوه أن يشفيها ويعيدها إليه سالمة بإذن الله، ليضم يدها بدوره وهو يشكر ربه على وجودها في حياته.سمعت جورية رنين هاتفها فأمسكته في يدها تنظر إلى شاشته فوجدته رقم دولي، ليدق قلبها بعنف، نظرت لها خالتها لترى توترها الواضح على ملامحها لتقول بقلق:مالك ياجورية، رقم مين ده؟نظرت جورية إلى جليلة قائلة بتوتر:الظاهر ده رقم فهد، قصدى خالد، لإنه رقم دولى.قالت جليلة بسرعة:ومستنية إيه؟ردى عليه وطمنينا على ليلة.ثم تركتها لتذهب إلى ورودها، لتجيب جورية على الفور وهي تقول:ألوو.إستمعت إلى صوته الرجولي العميق، وهو يقول بنبرات أدركت فيها توتره:إزيك ياجورى؟قالت جورية بقلق:أنا تمام ياخالد، طمنى، صوتك قالقنى.إستمعت جورية إلى زفرته الحارة والتي نبعت من أعماق قلبه، قبل أن يقول:أنا فعلا قلقان ياجورى، نتيجة التحاليل طلعت، وخلاص حددوا ميعاد العملية بكرة الصبح، ورغم إن الدكاترة متفائلين بس أنا خايف، خايف على ليلة أوى، دى أول مرة أخاف بالشكل ده، خايف من إحتمال ضعيف بإنها...لم يستطع إكمال جملته، لتفهم هي ما يعجز لسانه عن نطقه، لتقول على الفور:قوم إتوضى و صلى وإدعيلها ياخالد، إدعيلها من قلبك وإنت واثق إن ربنا مش هيرد دعوتك، وهيقومهالك بالسلامة، أنا كمان هصلى معاك وأدعيلها وأنا واثقة إنى هشوفها تانى وهتكون بألف خير.طال صمت خالد لتقول جورية في قلق:خالد، إنت معايا؟قال خالد بصوت متهدج:معاكى ياجورى.أدركت من نبراته المتهدجة أنه يبكى، خالد، هذا الفهد المغوار يبكى خوفا على أخته، ليبكى قلبها شفقة عليه، لتقول بصوت تهدجت نبراته من عبراتها التي تساقطت بدورها:خالد، تحب أجيلك؟قال بصوت متهدج النبرات:كان نفسى ياجورى، بس مع الأسف مش حابب تشوفينى وأنا كدة.قالت بسرعة:بس أنا حابة أكون معاك.تنهد قائلا:مش أكتر منى، غمضى عنيكى ياجورى وهتلاقينى قصادك، زي ما انا شايفك قصادى دلوقتى.أدركت أنه يغمض عيناه الآن لتغمضهما بدورها وتراه متمثلا أمامها حقا، لتبتسم ومع إبتسامتها وجدته يقول:أحلى إبتسامة من أحلى جورية، أنا هقوم أصلى وفى صلاتى هدعى لليلة وهدعى كمان ربنا يجمعنى بيكى في أقرب وقت، خدى بالك من نفسك ياجورى.فتحت جورى عيناها لتقول:وإنت كمان خد بالك من نفسك ياخالد وطمنى على ليلة أول ما تخلص العملية.قال خالد بحنان:هطمنك، لا إله إلا الله.قالت جورية:محمد رسول الله.ثم أغلقت هاتفها وهي تنظر إلى شاشته، تتنهد في حزن لأنها ليست بجوار خالد في لحظة ضعفه تؤازره، وفى شوق عميق له، تود من كل قلبها لو سافرت إليه، ولكنها للأسف، لا تستطيع.كانت شاهيناز تجول في حجرتها بهياج وهي تتصل برقم خالد ربما للمرة الألف، تشعر بالغليان لعدم إجابته على إتصالاتها المتكررة، فمنذ أن عادت للمنزل وعلمت من مدبرة المنزل أن خالد قد سافر مع أختيه إلى فرنسا لعلاج ليلة، وأنه حادث مدبرة المنزل هاتفيا وأخبرها بذلك، موصيا إياها على صغيرته ريم حتى يعود، وهي في حالة غضب شديد لتجاهله إياها بهذا الشكل، لا يجيب على إتصالاتها أيضا وحتى عندما يحادث طفلته وتأخذ منها الهاتف لتحادثه، يغلق الهاتف في وجهها، تدرك أنه يعاقبها لتركها إياهم بالمستشفى وعدم إتصالها به، ولكنه زاد الحد في هذا العقاب، ولولا غياب مؤيد ما إهتمت له، وليذهب إلى الجحيم، فلن تبالى.أمسكت هاتفها تتصل به مجددا وإنتظرت حتى آخر رنين له فلم يجبها، لتتصل بمؤيد وهنا سمعت تلك الرسالة الآلية والتي تخبرها بأن الهاتف مغلق، لتزفر بحنق وهي تلقى بالهاتف على السرير قبل أن تتجه إلى الحمام لتأخذ حماما دافئا تريح به أعصابها المشدودة، وتطفئ به لهيب قلبها المحترق، غيظا.خرج الطبيب المصري والطبيب الفرنسي من حجرة العمليات ليسرع إليهما الجميع، كان خالد هو أول من وصل إليهما ليقول بلهفة موجها حديثه إلى الطبيب المصري:خير يادكتور، طمنى أرجوك.إبتسم الطبيب قائلا:الحمد لله، قدرنا نستأصل كل الخلايا السرطانية عند المريضة.ليتحدث الطبيب الفرنسي ببعض الكلمات، فإبتسم خالد براحة شاكرا إياه بلغة فرنسية سليمة ثم شكر طبيب ليلى المصري، ليبتعدا بإبتسامة ظللت وجهيهما، وما إن إبتعدا حتى قال فراس بلهفة:قالك إيه دكتور جان، ياخالد، طمنى؟نظر خالد إليه قائلا بعيون تغشاها الدموع من فرط سعادته وإنفعاله، يرى تلك الدموع فراس لأول مرة في عيون خالد:.قال إنهم كمان إستأصلوا بعض الخلايا السليمة عشان يتأكدوا إنهم قضوا على المرض نهائيا وإن لما المريضة تفوق هيعملوا التحاليل والأشعة عشان يتأكدوا من نجاح العملية، بس هو متفائل جدا.إندفعت لين إلى حضن أخيها تترك لدموع الراحة العنان في أن تشق طريقها إلى عينيها بعد أن حبستهم طويلا، ليضمها خالد إليه برفق يربت على ظهرها بحنان، بينما تمتم فراس بكلمات الحمد بعيون قد غشيتها الدموع بدوره، لا يصدق أن ليلة قد نجت من هذا المرض بهذه السهولة، فاللهم لك الحمد والشكر على كل شئ.قام خالد بالإتصال بذلك الرقم الذي قام صاحبه بمهاتفة خالد مرارا وتكرارا، أثناء عملية ليلة فلم يجب على إتصالاته وقتها، ليقول بهدوء عندما تحدث صاحب الرقم:أيوة، كلنا كويسين، الحمد لله، خرجت خلاص من العملية، لأ لسة مش دلوقت، أدامنا أسبوع على الأقل، متقلقش، متابعة بس وإطمئنان على حالتها مش أكتر، أيوة قبل ما أرجع هكلمك، تمام أوى، خليك هناك لغاية مانرجع...لتقسوا عينيه في آخر المكالمة وهو يقول:.قلتلك متقلقش، مش هتأخر، وساعتها هتقدر تنفذ كل اللي في دماغك وأنا كمان هكون معاك، سلام دلوقتى.ليغلق هاتفه وعيونه تزداد قسوة ليدرك من يراها الآن أن خالد في قمة حنقه، بل وغضبه أيضا.قالت جورية بسعادة:الحمد لله ياخالد، الحمد لله، ربنا نجاها ونجانا معاها.إبتسم خالد قائلا:نعمة وفضل من عنده ياجورى، هفضل أشكره العمر كله عليها.قالت جورية بإبتسامة:أنا هقوم أصلى حالا صلاة شكر لربنا على نعمته وهخرج عشان أخرج حاجة لله كمان شكر على إنه قومهالنا بالسلامة.إتسعت إبتسامته وهو يقول:.أنا خرجت خلاص، ولو مصممة يبقى تستنى لما أرجع ونخرج سوا صدقة بنية الشكر لله، أو اخرجى بالنهار، أنا خايف عليكى، متخرجيش في الوقت ده.قالت جورية بدهشة:الساعة لسة ستة.إبتسم قائلا:الليل على دخول ياجورى، إسمعى الكلام عشان خاطرى، مش عايز أفضل قلقان عليكى.إبتسمت بداخلها لإهتمامه بها وزادها إهتمامه شوقا له لتقول بنبرات إمتلأت حنينا:طيب إنتوا هترجعوا إمتى؟شعر خالد بحنين صوتها، ليزفر بقوة وهو يتمنى من كل قلبه لو كانت الآن أمامه ليغمرها بين ذراعيه، يشبع توقه إليها، ولكنه إكتفى بقوله:لسة أدامنا شوية، بيتابعوا بس حالتها، وبيتأكدوا ان محصلهاش عدوى أو مفيش أي جلطات دموية، وهيعملوها تحاليل وأشعة ولو تمام، هنيجى مصر علطول.تنهدت قائلة بدورها:ربنا يتمم شفاها على خير، طمنى عليها أول بأول ياخالد.قال خالد بحب:عيون خالد.صمتت وقد تسللت حمرة الخجل إلى وجهها، ليبتسم خالد وقد أدرك أنه أخجلها ليقول بعشق:هتوحشينى ياجورى.ظلت صامتة ودقات قلبها قد تسارعت بقوة لتستمع إليه يحادث أحدهم قبل أن يقول لها بصوته الرخيم:جورى، أنا مضطر أقفل دلوقتى، سلام.إستوقفه صوتها وهي تنادى بإسمه في لهفة، قائلة:خالد إستنى.عقد حاجبيه في حيرة قائلا:خير ياجورى؟قالت بنبرة رقيقة خلبت لبه وأطارت عقله:إنت كمان هتوحشنى، لا إله إلا الله.إبتسم وهو يقول بسعادة ظهرت على صوته:محمد رسول الله.ثم أغلقت الهاتف وهي تضمه إلى صدرها بعشق، لتنتفض على صوت خالتها وهي تقول بحب:مهما هربتى من مشاعرك، المكتوب مكتوب ياجورى.نظرت جورى إلى خالتها، تجد نفسها لأول مرة منذ أن رأت خالد مجددا، لا تريد الهرب من مشاعرها، بل تود الغوص بها كلية، وليكن ما يكون، لتنظر إلى خالتها بإبتسامة عاشقة وهي تقول:.خلاص ياخالتى، مبقاش فيه هروب، حبه وحبى قدر إنكتب على الجبين، وقالوا زمان في المثل، المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين.لتبتسم خالتها وهي تومئ برأسها موافقة، في حب.



look/images/icons/i1.gif رواية وادي النسيان
  05-03-2022 05:14 مساءً   [26]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل السابع والعشرونكل شيء فيك سحر.لا يشفى منه القلب. ، ولا تنسى آثاره.إلا غيابك...موت لا يحيي منه القلب، و لا تحلو بعده الأماكن.بقلم، نور محمد.تطلع الجميع إلى وجه الطبيب يتعلقون بكلماته، حيث وقف كل من خالد ولين بتوتر، بينما تمددت ليلة على السرير يجاورها فراس الذي أمسك بيدها داعما، ليبتسم الطبيب قائلا براحة:الحمد لله، نتايج كل التحاليل والأشعة بتقول إن مدام ليلة شفيت تماما من المرض.زفر الجميع بإرتياح وظهرت السعادة على وجوههم، بينما ضغط فراس على يد ليلة التي غشيت عيونها الدموع، ليومئ لها برأسه بحنان، فإبتسمت له من بين دموعها...ليقول خالد موجها حديثه للطبيب:بجد يادكتور؟ يعنى خلاص ليلة رجعت زي الأول؟إبتسم قائلا:بجد طبعا.قال خالد:الحمد لله، طيب نقدر نرجع مصر إمتى؟إبتسم الطبيب قائلا:يومين كمان بالكتير، وتقدروا ترجعوا مصر، بس مش هوصيكم، راحة تامة للمدام وممنوع الإنفعال الشديد، ده غير المتابعة المنتظمة.قالت لين في قلق:ليه يادكتور؟نظر إليها الطبيب قائلا:.مجرد إحتياطات مش أكتر، وبإذن الله بعد فترة بسيطة مدام ليلة هترجع تمارس حياتها بشكل طبيعى جدا.إطمأنت القلوب، ليقول فراس:الحقيقة يادكتور مش عارفين نشكر حضرتك والدكتور جان إزاي.إبتسم الطبيب قائلا:إحنا معملناش حاجة، ده واجبنا، حمد الله على سلامة المدام.قال خالد بهدوء:الله يسلمك.ليقول الطبيب:عن إذنكم.ثم غادرهم ليميل فراس على أذن ليلة يقول بخبث:.الدكتور ده عمال يقول مدام ليلة، مدام ليلة، إيه رأيك لما منكسفوش وأخليكى مدام ياقلبى.وكزته ليلة في كتفه بخفة، ليبتسم بمرح بينما قاطع مزاحهم صوت خالد الذي قال بحنان:حمد الله على السلامة ياليلة.إبتسمت ليلة قائلة بسعادة:الله يسلمك ياخالد.قبلت لين ليلة في وجنتها قائلة:وأخيرا ياليلة، الحمد لله ياحبيبتىقالت ليلة:الحمد لله يالين، الحمد لله.إبتسم خالد قائلا للين وفراس:.أنا رايح أجيب قهوة من الكافيتريا، تحبوا تشربوا حاجة؟قال فراس بخبث:هتجيب قهوة بجد ولا هتكلم اللي في مصر تطمنهم؟نظر خالد إلى فراس قائلا بلهجة ذات مغزي:على فكرة إحنا لسة على البر وبكلمة واحدة منى هخليك برة العيلة دى، مفهوم ياخفيف؟إبتلع فراس ريقه قائلا:مفهوم ياأخويا، إبقى هاتلى معاك شاي وكتر السكر.رمقه خالد بنظرته الباردة، قبل أن يلتفت مغادرا وقد تصدعت تلك الواجهة الباردة وإرتسمت إبتسامة رائعة على ثغره، بينما مال فراس على أذن ليلة قائلا:أخوكى ده جبار على فكرة.إبتسمت قائلة:وإنت بتلعب بالنار مع الفهد ليه بس؟قال لها هامسا:ما الحمل الوديع مش راضى يلعب معايا.أحست ليلة بالخجل وإحمرت وجنتاها لتتنحنح لين قائلة:إحمم، أنا خارجة برة أشم شوية هوا، لو إحتجتينى ياليلة، خلى فراس يندهلى.أومأت ليلة برأسها، فغادرت لين، لتقول ليلة بعتاب:عاجبك كدة؟قال فراس:والله أختك دى بتفهم.لتضع ليلة إصبعها أمامه محذرة وهي تقول بتهديد:إلزم حدودك يافراس، ياإما هنادى لخالد.إقترب منها فراس قائلا:بتهددينى بأخوكى ياليلة، طب أنا هوريكى حالا إنى مبخافش من حد.ليقترب منها أكثر ومع إقترابه دق قلبها في قلق، وشوق.أغلقت جورية الهاتف لتشرد في قصتها مع خالد، كلما إقتربت منه أكثر، عشقها أكثر وظهر عشقه في نبراته وكلماته، فتلك المحادثة الأخيرة بينهما، قد عبثت بذرات كيانها تستشعر شوقه العميق لها وإستسلامه التام لعشقها، فلم تخلو عبارة له من دليل على ذلك، كلفظ تدليل لها، أو إشارة لشوقه لرؤيتها، أو طلبه منها بأن تحافظ على روحها من أجله، وهي تضعف أمام عشقه وإهتمامه، تبا، هي بدورها تستسلم له، تضرب بأفكارها عرض الحائط، تظهر لها صورة ريم وشاهيناز بجواره فتنحيها جانبا، مخبرة نفسها أن شاهيناز لا تحبه ولا تهتم به فإن كانت تفعل، ما تركته وحيد في سفرته تلك، يعانى القلق والخوف على أخته وحده، بل لساندته وكانت إلى جواره وجوار أخته تدعمهما بقوة، ورغم أن الصغيرة هي الضحية حقا في قصتهما تلك لكنها تثق بخالد في أنه سيستطيع تدبر الأمر، نعم، لقد خشيت عليه دائما بمعرفة ماضيه معها خوفا على عائلته من الإنهيار، إدعت أن فهد خطيبها المتوفى حتى لا يبحث أكثر عن الحقيقة، أما الآن فلا داع لذلك، ستخبره الحقيقة كاملة ما إن تراه مجددا، وستدع القدر يكتب النهاية لقصتها.أفاقت من شرودها على صوت خالتها وهي تقول بحنان:بتفكرى في إيه ياجورى؟نظرت جورية إلى وجه خالتها الذي يظهر حنينها إلى جدها وحزنها منه من تلك العيون التي حاولت جاهدة أن تخفى عبراتها ولكن إنتفاخهما كان خير دليل على بكاءها، لتقول بحنان يمتزج بالحزن:واحشك، مش كدة؟نظرت إليه خالتها تدرك جيدا من تتحدث عنه جورية لتقول بصوت رغما عنها إمتلأ بالحزن:.حتى لو واحشنى، مبقاش ينفع خلاص ياجورى، جدك قفلها في وشى، عزيز محسش بية عمر بحاله ياجورى، أنا إتعذبت كتير وأنا جنبه، كان عندى أمل يحس بية ولما فقدت الأمل وخلاص السنين دى كلها عدت، قلت أهو كفاية أكون جنبه، يونسنى وأونسه، لكن في الآخر يحولنى لحالة إنسانية بيعطف عليها، ويقولهالى في وشى كدة، آسفة، ساعتها أدوس على قلبى أدام كرامتى.ربتت جورية على يدها قائلة في عطف:.بس إنتى عارفة إن الكلام ده مش صحيح، وعارفة إنه قاله في لحظة غضب، إنتى متأكدة زي ما أنا متأكدة إن جدى بيعزك أوى، أدى بالظبط ويمكن أكتر بس هو كدة على أد ما قلبه طيب بس في غضبه بيخبط في الكلام ومش بعيد يكون دلوقتى ندمان.زفرت جليلة قائلة:ندمان ولا مش ندمان، قلتلك ياجورى مبقاش ينفع خلاص، اللي قاله جدك مش ممكن هقدر أنساه ولا...قاطعها رنين هاتف جورى لتنظر جورى إلى شاشته وتقول بعيون متسعة:ده رقم جدى.ظهر الحزن في عيون جليلة قائلة:ردى عليه، ده مهما كان جدك، وأنا هقوم أسقى الزرع.قالت جورية:إستنى بس...قاطعتها جليلة قائلة بحزم:قلت هسقى الزرع ياجورى.لتغادر بينما هزت جورية كتفيها بقلة حيلة قبل أن ترد على الهاتف، وما إن إستمعت إلى محدثها، حتى صرخت بجزع قائلة:إنت بتقول إيه؟إقترب خالد من لين التي تجلس في الكافيتريا، شاردة، أمامها فنجال من القهوة الباردة، تتذكر آخر موقف كان بينها وبين مؤيد، وكلماته عن القهوة، لتبتسم في مرارة، ثم تزيح الفنجال جانبا، لتنتفض على صوت أخيها وهو يقول بحنان:أنا قلت برده إنك مش هتشربيها.نظرت إلى خالد الذي جلس أمامها قائلا:طلبتلك فنجال قهوة تانى معايا.أومأت برأسها دون أن تنطق بكلمة، ليستطرد قائلا بحنان:.مش آن الأوان يالين، تفتحيلى قلبك وتقوليلى اللي جواكى، مش آن الأوان تعرفينى إيه اللي بيحصل في حياتك بجد، مش الكلام اللي بتحاولى تقنعينى بيه من يوم ما رجعت، عشان بجد أحلى ميزة في إخواتى، إنهم مبيعرفوش يكدبوا.نظرت إلى عيون خالد الحانية تكاد أن تخبره بمكنون قلبها، ولكن ماذا تقول؟وكل ما ستقوله سيجعل أخاها غاضبا منها لإخفائها الحقيقة عنه كل تلك السنوات، بل وماذا سيكون رد فعله أيضا عندما يعلم أن من فرق بينها وبين مؤيد هي زوجته شاهيناز؟بل ماذا سيفعل عندما يعلم بحقيقتها البشعة؟هي لا تستطيع المخاطرة بإخباره الآن، ربما عند عودتهما إلى القاهرة، وقتها، ستخبره بكل الحقيقة وتخرج مكنون صدرها الذي يمزق قلبها تمزيقا.رأي خالد ذلك الصراع على وجهها قبل أن تطرق برأسها في صمت، ليدرك كل ما تفكر فيه أخته، قرر أن يحسم الأمر ويخرج الكلمات من قلبها، لذا فقد تراجع في مقعده يستند بظهره إليه قائلا بحزم:لو بتفكرى تخبى علية تانى، فأحب أقولك إنى عرفت كل حاجة.رفعت رأسها بسرعة تنظر إليه في حيرة، ليومئ برأسه قائلا:.أيوة عرفت، عرفت ليه سيبتى مؤيد، ومين اللي كان السبب في اللي حصل، وعرفت كمان إيه اللي عمله مؤيد معاكى لما خطفك، أقولك عرفت إيه كمان؟كانت لين تنظر إليه بدهشة من كلماته، ليستطرد بصرامة:عرفت اللي هيخلينى أول ما أنزل مصر هطلق الأفعى اللي آويتها في بيتى وأول ما غدرت غدرت بية وبإخواتى، هطلق شاهيناز يالين.لتتسع عينا لين في صدمة رغما عنها إمتزجت، بالفرح.كانت جورية تنظر إلى الطريق بالخارج ولكنها لا تراه، تغشى عيونها الدموع وهي تتذكر كلمات فتحى، المسئول عن المزرعة، يخبرها أنه فور رحيلهم أصاب الجد عزيز أزمة قلبية نقل على إثرها إلى المستشفى، وأنه عندما أفاق منها، طلب منهم عدم إخبار حفيدته، تحسنت حالته بعض الشئ وهو تحت الرعاية بالمستشفى، ولكن عندما أعادوه إلى المزرعة، تدهورت حالته الصحية مجددا، ليخشى فتحى أن يحدث له شئ دون أن تكون جورية وجليلة إلى جواره، يدرك أن الجد عزيز يكابر وأنه يشتاق إليهم وبشدة، لديه يقين أنهما إن عادا سيتحسن الجد، كثيرا.ليسرعا بالحضور إلى الوادى في أول طائرة، وهاهما في تلك السيارة التي نقلتهما من المطار تتجه بسرعتها القصوى إلى المزرعة، مدت يدها تمسح دموع وجنتيها حين تناهى إلى مسامعها صوت شهقات صغيرة، نظرت إلى خالتها التي تنظر بدورها إلى الطريق، اهتزازة جسدها تعبر عن ما يعتريها من ألم وخوف ودموع، مدت جورية يدها وأمسكت بيد خالتها القابعة على حجرها، لتنظر إليها الخالة، تعلقت العيون الدامعة القلقة ببعضهما البعض، لتحتضنها جليلة بقوة، تربت على ظهرها بحنان، بينما تهمس جورية من داخل حضنها قائلة:.هيكون كويس، قوليلى إنه هيكون كويس.قالت جليلة من خلال دموعها بألم:بإذن الله هيكون كويس، ربنا مش هيخسرنا فيه ياجورى، هيعيش عشانا، ربنا عالم إننا منقدرش نخسره.لتصمت لثانية قبل أن تستطرد في مرارة:خايفة أكون أنا السبب في اللي جراله، هفضل ألوم نفسى طول العمر لو جراله حاجة.خرجت جورية من محيط ذراعيها قائلة بمرارة:أنا السبب، مش إنتى.لتنزل دموعها وهي تقول:.لو مكنتش صممت أنزل مصر مكنش حصل اللي حصل، فكرت في نفسى وبس، مفكرتش فيه وفى زعله منى، جدى اللي ربانى عمر بحاله، إدانى كل حاجة ممكن بنت تتمناها من جدها، قلبه، مشاعره، فلوسه، مبخلش علية بحاجة أبدا، وكافئته بإنى زعلت منه وسبته في محنته لوحده، زي مايكون ملوش حد من لحمه ودمه يكون جنبه، يسنده لما يقع، أنا اللي لو جراله حاجة مش ممكن هسامح نفسى أبدا.أمسكتها جليلة من كتفها تنظر إلى عينيها قائلة بحزم:.جدك مش هيجراله حاجة، قلبى بيقوللى إنه هيبقى زي الفل، وهيعيش لغاية لما يربى أحفاده منك كمان، مفهوم؟كونى واثقة في ربنا، ربنا رءوف رحيم بعباده، ومش هنلجأله بدعانا ويرجعنا مكسورين، لأ، هيجبر خاطرنا وبكرة تقولى خالتى جليلة قالت.كانت كلمات جليلة كبلسم وضع على جراح جورية المتألمة فهدأ ألمها، لتمد يدها وتمسح دموعها وهي تنظر إلى عيون خالتها بثبات نبع من قلب إنبثق فيه الإيمان من أن الله لن يضرها، قائلة:.ونعم بالله ياخالتى، ونعم بالله.دخلت سها إلى الحجرة في خجل، تحمل صينية عليها بعض الحلويات والعصائر، أسرع نبيل بالنهوض يحملها عنها ويضعها على الطاولة القريبة، لتتلاقى عيناهما لثوان، فأسرعت هي بإطراق وجهها في خجل بينما إبتسم نبيل ثم زالت إبتسامته على الفور عندما قال عمه ممدوح:شوفوا الواد هيموت على البنت إزاي، بس بصراحة العروسة تستاهل، جمال وأخلاق، حسب ونسب، وإحنا يشرفنا يافوزى بيه إن إحنا نطلب إيد بنتكم سها، لإبننا نبيل.قال فوزى بإبتسامة:الشرف لينا ياحاج ممدوح.وكز مؤيد نبيل في جانبه فنظر له نبيل بإبتسامة بادله إياها مؤيد، ليقول الحاج ممدوح:كدة كل شئ تمام.نظر له نبيل بنظرة ذات مغزي فهمها الحاج ممدوح على الفور ليستطرد قائلا:إحنا عايزين نكتب الكتاب علطول وبإذن الله الفرح يكون قريب، يعنى بعد ما تسألوا علينا...قاطعه فوزى قائلا:إحنا موافقين.عقد الحاج ممدوح حاجبيه بينما أحست سها أنها على وشك الموت خزيا في مكانها، ليقول مؤيد بسرعة:.الحقيقة أهل سها عارفينى وعارفين نبيل من زمان ياحاج ممدوح، وسألوا علينا وإلا مش ممكن كانوا يدخلونا بيتهم، فبقول نحدد كتب الكتاب علطول وياريت لو أنزل حالا وأجيب المأذون، ماهو خير البر عاجله، أما الفرح فلازم نبيل يكون متفرغ تماما ليه وإحنا زي ما إنتوا عارفين بنبتدى مشروع جديد، أول ما هنظبط أموره هنعمل الفرح علطول، وزي ما قلت خير البر عاجله، إيه رأيكم؟قال الحاج ممدوح:.والله اللي تشوفوه ياإبنى، أنا معنديش أي مانع، المهم رأي أهل العروسة.قال فوزى:أنا موافق على اللي تقولوه.لتنطلق زغرودة من والدتها، التي ظلت صامتة طوال الوقت، كانت تلك هي كل مشاركتها الوحيدة في موضوع زواج إبنتها، بينما إحتضن مؤيد نبيل الذي همس في أذنه قائلا:تسلم ياكبير.ليبتعد عنه مؤيد وهو يغمز له، ليبتسم نبيل ثم ينظر إلى عروسه التي نظرت إليه بدورها، تدرك أن الله قد كافأها على صبرها بهذا الزوج الرائع الذي تثق بأنه سيكون لها كل ما حرمت منه.إقتربت جورية من سرير جدها الذي ينام عليه، جلست على هذا الكرسي بجواره تتأمله بشوق، مدت يدها لتمسك يده ولكنها تراجعت خشية أن تقلقه لتقول بهمس وقد غشيت عيناها بالدموع:.كدة ياجدى، كدة تبقى تعبان بالشكل ده ومتكلمنيش، حتى لو زعلان منى، كنت ناديلى، وزعقلى بعد ماتبقى كويس، بس متحرمنيش منك بالشكل ده ومتحرمنيش أكون واقفة جنبك وإنت تعبان، إنت متعرفش إنت بالنسبة لى إيه، إنت مش جدى وبس، إنت بابايا وأخويا وعيلتى كلها، أنا من غيرك ولا حاجة، موحشتكش؟طب إنت وحشتنى، وحشتنى أوى لدرجة إنك كنت بتجيلى في أحلامى.لتمد يدها تمسك بيده تميل عليها تقبلها بدموعها ثم ترفع عيونها إليه تقول:كنت بتمسك إيدى وتمسح دموعى وتقولى...صمتت وهي تسمعه يقول بصوت ضعيف:أنا جنبك ياجورى متخافيش.نظرت إلى فمه تدرك أنها لا تحلم وأن هذه هي كلمات جدها، لتنظر إلى عينيه فتجده ينظر إليها بحنان قائلا بعيون دامعة:وحشتينى ياجورى، وحشتينى أوى.شعت السعادة في عيون جورية وهي تندفع إلى حضنه قائلة:انت كمان وحشتنى ياجدى، وحشتنى أوى.ضمها بحنان يريت على ظهرها وهو يقول:متسيبينيش تانى ياجورى، أنا كمان من غيرك ولا حاجة.إبتعدت عنه جورية تنظر إلى عينيه قائلة بثقة وعزم:مستحيل هبعد عنك تانى، إنت روحى ياجدى، إنت متعرفش أنا بحبك أد إيه؟إبتسم عزيز قائلا:أنا كمان بحبك ياجورى، ربنا يخليكى لية ياحبيبتى.إبتسمت جورية قائلة:ويخليك لينا ياجدى.نظرت إليه بإبتسامة ملأت وجهها، لتجد جدها مترددا، لتتسع إبتسامتها وهي تقول:واقفة برة على فكرة.نظر إليها قبل أن يقول بإضطراب:هي مين دى؟قالت جورية:اللي عنيك وصوتك بيدوروا عليها، خالتى جليلة ياجدى.قال عزيز وهو يطرق برأسه:جرحتها أوى ياجورى، ومكسوف منها أوى، خايف تكون زعلانة منى و...قاطعه صوتها الذي قال في حنان:وأنا من إمتى زعلت منك ياعزيز؟نظر إليها عزيز يتأمل ملامحها التي إشتاق إليها، لم يعلم كم تعنى له في حياته حتى إبتعدت عنه ليدرك أنها بالنسبة إليه لم تعد جليلة، أخت زوجته الراحلة، بل أصبحت لقلبه نبضاته وبإبتعادها ضعف قلبه وكادت أن تزوى تلك النبضات، ليقول إسمها بنبرات لم تسمعها منه من قبل:جليلة.نظرت إلى عيونه تلاحظ إختلاف نظراته ورقتها، تكمن في أعماق عينيه نظرة لطالما تمنتها، لتقترب منه وتمسك يده برقة تبتسم قائلة بحنان:.اللي فات مات ياعزيز، وإحنا ولاد النهاردة.إبتسمت جورية وهي تلاحظ ما يحدث بين هذين الزوجين، تدرك بكل قوة أنهما قد نسيا كل من حولهما حين تعلقت نظراتهما وتمسكت أيديهما ببعضهما البعض، لتبتعد جورية ببطئ، تاركة لهما الحجرة، يعبران عما أخفياه بصدريهما، ويبوحان بأسرار قلبيهما، ربما، لأول مرة.أغلق خالد هاتفه في عصبية، ليستمع إلى صوت خلفه يقول بإبتسامة:لسة برده مبتردش عليك؟إلتفت إليه خالد عاقدا حاجبيه وهو يقول:وإنت عرفت منين؟هي كلمتك؟قالتلك حاجة؟قالتلك مبتردش علية ليه؟قال فراس بسرعة:حيلك حيلك، هي لا كلمتنى ولا أنا كلمتها، وعرفت منين بقى فمن وشك، هتكلم مين ومش هيرد فتتعصب كدة وينقلب حالك، غيرها هي.نظر إليه خالد في حنق قائلا:طب خليك في حالك بقى.قال فراس:.طب إهدى بس، هتلاقيها نايمة شوية، أو عاملة تليفونها سايلانت، مش هتكون قاصدة يعنى متردش عليك.رمقه خالد بنظرة جليدية ليقول فراس:خلاص خلاص وأنا مالى.ليلتفت مغادرا وهو يقول:وأنا اللي كنت هديلك رقم خالتها تكلمها، يلا بقى ملكش في الطيب نصيب ياجدع، وعلى رأي المثل خير تعمل شر تلقى.ليتوقف وترتسم على شفتيه إبتسامة وصوت خالد يصل إليه يناديه بحنق، ليلتفت إليه مزيلا إبتسامته، راسما وجه البراءة على ملامحه والذي أثار حنق خالد أكثر وأكثر، ليقول بحدة:إبعتلى الرقم.عقد فراس حاجبيه قائلا:رقم إيه؟قال خالد بحنق:فراس.قال فراس بسرعة:خلاص خلاص هديهولك، بس هو مش المفروض تكافئنى وتعجل فرحى أنا و ليلة.هدر خالد قائلا:فرااااااس.أمسك فراس بهاتفه بسرعة يبعث رقم خالة جليلة إليه وهو يقول:.أدينى ببعتهولك أهو، هو الواحد ميعرفش يهزر معاك أبدا؟ليسمع خالد نغمة الرسالة، ليفتح هاتفه بسرعة مبتعدا عن فراس دون كلمة، ليقول فراس بدهشة:يالهوووى على الحب، بهدلتى الراجل ياجورى.



look/images/icons/i1.gif رواية وادي النسيان
  05-03-2022 05:15 مساءً   [27]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الثامن والعشرونوبعض الحب يبقينا على ناصية الوجع.وبعض القلوب إذا عشقت نشب بها العشق واستعر والنوم عليهم امتنع.فرت جيوش الليل تملأ العين دمعاً ورسم الشوق السبل لعطر معشوق طاقت له المقل وكل الخطوب بالليل هاهنا تجتمع.بقلم، حنان صلاح.ربت الجد عزيز على يد جورية قائلا بحنان:وليه مقلتليش الكلام ده كله ياجورى، ليه خبيتى علية؟مسحت جورية دموعها بيدها الحرة وهي تطرق برأسها قائلة:خفت أضايقك، ما أنا عارفة أد إيه بتخاف علية، فاكرنى ضعيفة ومش هقدر أميز الصح من الغلط ومشاعرى بتغلبنى، أنا فعلا مشاعرى بتغلبنى بس بقدر كويس أميز الصح من الغلط، وعشان كدة رفضت علاقتى بخالد، لإن خالد مش زي فهد، فهد كان لوحده، لكن خالد وراه عيلة، زوجة وطفلة.لترفع عيناها إليه قائلة:بس ياجدى، مراته حقيقى متستاهلوش، ومبتحبوش ولا هو بيحبها، يبقى ليه أعذب نفسى وأعذبه عشان واحدة زي دى؟قال الجد بشفقة:.عشان ده الصح ياجورى، لإن خالد عشان يكون ليكى، مينفعش تكونى مشاركاه مع واحدة حتى لو متستاهلوش، لازم يحسم قرارات علاقاته القديمة قبل ما يقرر يبدأ معاكى علاقة جديدة، وده معناه إنك عشان تفكرى في علاقة تربطك بخالد لازم يكون خالد مش مرتبط بأي حد، متشيليش ذنب مخلوق في رقبتك، فاهمانى يا بنتي؟نظرت إليه جورية في حزن، تدرك أن جدها محقا، يقول بالضبط ما قاله لها عقلها مرارا وتكرارا، لقد حاولت التحايل على عقلها وهي تتبع قلبها ولكن جاء جدها وواجهها بتحذيرات عقلها، لتطرق برأسها تنوى الإبتعاد مجددا عن خالد، حتى يحسم علاقته مع تلك المرأة الأخرى، شاهيناز.قال فراس بقلق:برده مبتردش؟لم يجبه خالد ولكن إنعقاد حاجبيه وملامحه المكفرة كانا خير جواب على سؤاله، ليقول فراس مستطردا:انا كدة قلقت عليها بجد.رمقه خالد بحدة ليسرع فراس مفسرا:ياخالد إفهمنى، جورية بالنسبة لى الأخت اللي خدت بالى منها سنتين، كنت فيهم ليها زي ضلها وكانت زي ضلى، مكنش لينا حد واستقوينا ببعض، جورية أختى وهتفضل أختى، ودى حقيقة ثابتة، سواء عجبتك او لأ.نظر إليه خالد بملامح جامدة لثوان ثم مالبث أن لانت ملامحه وهو يتنهد قائلا:معاك حق، بس غصب عنى، بحبها وبغير عليها، وكمان قلقان عليها أوى.إبتسم فراس بداخله، فتلك هي المرة الأولى التي يعترف فيها خالد بمشاعره صريحة وأمام فراس، ولكن لم تظهر إبتسامته على ملامحه وهو يقول بثبات رابتا على كتف خالد:طيب اهدى شوية عشان البنات متلاحظش حاجة، و عموما بكرة هننزل مصر وتطمن عليها ياخالد.أغمض خالد عينيه، فغدا يبدو بعيدا الآن، وهو قلق عليها بشدة، يود لو سافر الآن ليطمأن قلبه على حبيبته، جورية.إقتربت جليلة من فتاتها الشاردة أمام شجرة الريحان، لتدرك تماما ماتفكر فيه، توقفت أمامها تماما، تقول بحنان:جورى.إلتفتت إليها جورية تبتسم إبتسامة باهتة وهي تقول:جدى نام؟أومأت جليلة برأسها قائلة:أيوة، ووصانى نروح نطمن على شقة علا ونشوف لو ناقصها حاجة نكملها، إنتى عارفة إنهم أجلوا الفرح عشان خاطر جدك، وجدك شايل ذنبهم، وعايز يفرح بيهم في أقرب وقت.تنهدت جورية قائلة:جدى ده مفيش منه.إبتسمت جليلة وهي تومئ برأسها في هدوء لتقول جورية:وإمتى بقى هنفرح بيكم ياخالتى، مش خلاص، المية رجعت لمجاريها.إبتسمت جليلة ولكن رغما عنها شاب إبتسامتها بعض الحزن وهي تقول:صحيح أنا وجدك إعترفنا لبعض باللى في قلوبنا، بس جدك معرضش علية الجواز، الظاهر إن جوازنا هيفضل حلم في خيالى وبس ياجورى.قالت جورية:تحبى أكلمه؟قالت جليلة بسرعة:لأ طبعا، القرار ده لازم يكون نابع من قلبه وبس ياجورى وإلا مش هقبله.لتحاول أن تنفض تلك الفكرة عن حديثهما مستطردة:وبعدين متضيعيش وقت كتير، يلا كلمى علا عشان تيجى معانا الشقة ونشوف ناقصها إيه.قالت جورية وهي تضرب بيدها على رأسها بخفة:تليفونى، نسيناه في البيت من إستعجالنا ولبختنا.قالت جليلة:مش مشكلة هنكلمها من تليفونى.قالت جورية بحنق:ماهو كان جنب تليفونى وإحنا نزلنا من غير ماناخد حاجة غير شنطة إيدى وبس، واللي فيها الفلوس وجوازات السفر.خبطت جليلة بيدها على جبينها بخفة بدورها قائلة:يادى الحوسة، هنعمل إيه دلوقتى؟قالت جورى بقلق:ممكن نبعت حد لعلا، بس دى مش المشكلة، المشكلة في خالد اللي دلوقتى بيكلمنى ومبردش عليه، أكيد هيكون قلقان علية.أومأت جليلة برأسها قائلة بأسف:معاكى حق.نظرت إليها جورية لثوان قبل أن تنظر إلى شجرة الريحان قائلة في أسى:.يمكن كدة يكون أحسن، لإنى مكنتش هعرف أكلمه من غير ما أقوله على قرارى الأخير، وده صعب بجد أقولهوله في التليفون، لازم أشوفه ويكون وشى في وشه، ويارب أقدر.نظرت جليلة إلى ملامح جورية الحزينة، لتدرك أن نهاية قصتهما لا ترضيها هي أيضا، ولكنها للأسف هي النهاية الصحيحة لعلاقة حكم عليها القدر بالفشل، او هكذا تظن.تمددت ليلة على هذا السرير في حجرتها الجديدة، ودثرتها لين بالغطاء، لتنظر ليلة إلى محيطها موجهة حديثها إلى خالد وهي تقول بحيرة:إحنا مرجعناش على بيتنا ليه ياخالد، جبتنا هنا ليه؟تبادل خالد مع لين النظرات ثم نظر إليها قائلا بغموض:هتعرفى بعدين ياليلة، المهم إنى مش عايز حد يعرف أبدا برجوعنا، مفهوم؟أومأت برأسها دون أن تنطق لينظر خالد إلى فراس الذي يقف متابعا الحديث في صمت، ليقول بحزم:.تروح دلوقتى دار النشر بتاعتك وتشوف لو جورية سايبة رسالة هناك، إنت عارف إن عاصم لما بعته يسأل عليها قال إن البواب قاله إنها سابت البيت هي وخالتها، وإنها كانت مستعجلة ومن ساعتها مرجعتش، فالأغلب إنها رجعت المزرعة وسايبالك رسالة بكدة، رغم إنه إحتمال ضعيف، لكن مفيش أدامى غيره، لو ملقتش رسالة منها، تطلع على المطار وتسأل عنها وتتأكدلى إنها سافرت في طيارة الوادى في اليوم اللي قال عليه البواب، لو مكنش ورايا النهاردة كذا مشوار مهم، كنت سافرت وراها علطول، عموما نفذ اللي قلتلك عليه ورد علية، مفهوم؟أومأ فراس برأسه قائلا:مفهوم.ثم نظر فراس إلى ليلة يقول لها بشفتيه دون صوت:مش هتأخر.أومأت برأسها يعلو وجهها إبتسامة رقيقة، ليبتسم بدوره ولكنه إنتفض على صوت خالد وهو يقول بحدة:يلا يافراااس.قال فراس بسرعة:طيب، طيب، ماشي علطول.وإلتفت مغادرا بسرعة، لتقول ليلة بعتاب:ليه بس كدة ياخالد؟، بالراحة شوية على فراس، هو لسة مخدش على طبعك.قال خالد بلا مبالاة:بكرة ياخد.ثم نظر إلى لين قائلا:.أنا مضطر أمشى دلوقتى، ورايا شوية حاجات هخلصها وأرجعلكم، لو إحتاجتوا حاجة بلغونى علطول.أومآ برأسيهما بينما إقترب خالد من ليلة ليميل مقبلا جبهتها بحنان قائلا:إرتاحيلك حبة وحاولى تنامى.أومأت برأسها موافقة، ليعتدل مقتربا من لين مقبلا رأسها وهو يقول:مش هوصيكم على بعض، وأنا مش هتأخر، سلام.ليبتعد مغادرا تتابعه عيون الفتاتين، إحداهما تعلم ما ينتوى أن يفعله خالد، تماما.لم تصدق نفسها حين رأت رقمه يزين شاشتها، لتفتح الهاتف على الفور تقول بعتاب إمتزج رغما عنها بالشوق:كدة برده، كل ده متكلمنيش؟قال بمداهنة:معلش ياقلبى، كنت مشغول أوى، ما إنتى عارفة.تمددت في سريرها تمسك خصلة من شعرها تلفها على سبابتها وهي تقول بدلال:مشغول عنى أنا، حبيبتك شاهيناز.كاد أن يطلق ضحكة ساخرة ولكنه إمتنع في اللحظة الأخيرة وهو يقول:محبتش أكلمك غير وأنا محضرلك مفاجأة.لمعت عيناها وهي تقول:.مفاجأة؟قال بصوت ظهرت فيه إبتسامته:أنا جيت القاهرة.إعتدلت بسرعة وظهرت الفرحة جلية على ملامحها وهي تقول:إنت بتتكلم جد يا مؤيد؟قال مؤيد:طبعا بتكلم جد، أصلك وحشتينى أوى، ومستنيكى في أي وقت، ها، فاضية إمتى؟قالت بلهفة:دلوقتى حالا طبعا.قال بصوت ظهرت به سخريته رغما عنه وهو يقول:تمام أوى، تنورينى ياقطة، سلام.أغلقت الهاتف بسعادة فلم تلاحظ نبراته الساخرة من فرط سعادتها، لتهبط من على السرير بلهفة، تسرع إلى دولاب ملابسها، تختار منه ما يناسب هذا الميعاد المصيري، مع حبيب قلبها، مؤيد.كان خالد يقود السيارة يحاول تفادى الزحام في تلك المنطقة بهذا الوقت، يشعر بالتوتر في جميع أنحاء جسده، فاليوم لديه العديد من المشكلات والتي يجب أن يضع لهم جميعا حلا، وقد بدأ بالمشكلة الكبرى في حياته، شاهيناز، لقد طلقها الآن وأصبح حرا، حرا أخيرا ليستطيع الإقتراب من حبيبته دون أن تخشى شيئا من ماضيه، حرا ليتبع قلبه، لتتبقى أمامه فقط مشكلة بسيطة بالعمل وسيعمل على حلها اليوم أيضا أما المشكلة التي يرغب لها في حل ولكن إرتباطاته اليوم تمنعه من أن يسعى إلى حلها، هي معرفة مكان جورية، ورغم ثقته بوجودها في المكان الذي يلى شقتها هنا في القاهرة أهمية لديها(المزرعة)، إلا أنه يتعجب من سفرها إلى الوادى بعد ما حدث في المرة الأخيرة، يتساءل في صمت، ترى هل حدث شئ هناك إضطرها للذهاب؟كاد أن يصطدم بالسيارة التي أمامه ليتفاداها بصعوبة وهو يخبر نفسه بأن عليه تنحية أفكاره جانبيا وهو يقود، وإلا حدث حقا ما لا يحمد عقباه.إقترب فراس من ليلة يجلس بجوارها قائلا بهدوء:يا ستي قلتلك متقلقيش، هي صحيح مسابتليش رسالة في الدار، بس ده عشان كانت مستعجلة زي ما البواب قال، بس أنا إتأكدت بنفسى إنها سافرت الوادى.قالت ليلة:ما هو إستعجالها ده اللي قالقنى ومش مريحنى، تفتكر جدها كلمها وهددها يا تيجى الوادى وتتجوز اللي هو إختارهولها يايحرمها من الميراث؟خبط فراس على رأسه بخفة قائلا:.يادى الروايات اللي لحست دماغك دى، الكلام ده مبيحصلش في الحقيقة يا ماما.قالت بعناد:أولا إنت اللي بتنشر الروايات اللي لحست دماغى يافراس، ثانيا، الحاجات دى بتحصل، إش فهمك إنت؟أومال هم بيجيبوا الكلام ده منين؟إبتسم قائلا:.من خيالهم ياقلبى، ثم تعالى هنا، لنفترض مثلا إن ده بيحصل في الحقيقة، في حالة جورية مستحيل يحصل، لإن لا جدها ممكن يغصب عليها في الجواز، وإلا كان غصب عليها من زمان، ولا جورية ممكن تتأثر بتهديد زي ده، ساعتها هتقوله إحرمنى من الميراث ياعم الحاج.جورية ميهمهاش الفلوس، أهم حاجة عندها قلبها واللي بتمشى وراه وموديها في داهية دايما.مطت ليلة شفتيها بحزن قائلة:وهو خالد داهية برده يافراس؟نظر فراس إلى شفتيها الممطوطتين بعيون غائمة من المشاعر ليقول بصوت ظهرت فيه مشاعره:أنا يا ستي اللي داهية بس أبوس إيدك إرحمينى وخدى بالك من تصرفاتك شوية، أنا ماسك نفسى بالعافية.مررت لسانها على شفتيها تشعر بجفاف في حلقها من نظراته التي إنصبت عليها لتقول بحيرة:وأنا عملت إيه بس؟جاءت حركتها تلك لتقضى على كل ذرة مقاومة لديه ليقترب من شفتيها يخبرها بطريقة عملية ما الذي فعلته لتجعله يتلظى بنيران الشوق إليها.كانت لين تجلس في حجرتها بعد أن تركت حجرة أختها عندما جاء فراس، تشعر بأنها تقف بينهم كعزول أو شرطي حراسة، أحست بالخجل فإنسحبت بهدوء وإتجهت إلى حجرتها، ترجع بذاكرتها إلى الوراء، إلى أيامها مع مؤيد حيث كان الحب يظلل بجناحيه عليهما كما يفعل الآن مع أختها وزوجها، تندم بشدة لإستسلامها لسموم تلك الأفعى والتي تركتها تسمم حياتها، وتقتلها بالبطئ، مدت يدها وأخرجت سلسالها الذهبي من داخل ياقة فستانها، تنظر إلى ذلك القلب الذي يتوسطه، لتفتحه بتردد، تنظر إلى تلك الصورة بداخله، كانت صورة لها مع مؤيد، تحمل نظرات الحب بينهما وتلتمع العيون بسعادة لطالما ظللت حياتهما، نفس الصورة التي تقبع على مدفأة منزلهما، تقصد ما كان منزلهما، ترى هل أزال تلك الصور؟هل مزقها أم أحرقها، أم إحتفظ بها؟لا تدرى حقا، رفعت إصبعها تمرره على وجه حبيبها بحنان، كم إشتاقت إليه حقا، إشتاقت لكلماته، لتدليله إياها، لأنفاسه التي لطالما إمتزجت بأنفاسها، لحضنه، مأواها وملجأها، إشتاقت إليه بكل ذرة في كيانها، ترى هل إشتاق إليها بدوره؟وأين هو الآن؟إنها تبغى قربا مستحيلا، ولكنها ستظل تأمل في أن يجمعها به القدر يوما بإرادته أو حتى، رغما عنه.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1416 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1028 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1054 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 867 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1598 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، وادي ، النسيان ،











الساعة الآن 12:03 AM