logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 5 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية وادي النسيان
  05-03-2022 05:17 مساءً   [31]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الثاني والثلاثون

وهذا الذي بيننا واد صغير بين جبال شاهقة.
يوماً يجف ويوماً تنحدر بين جنباته سيول جارفة.
يوماً تذبل ورود خريفه ويوماً بين تصدعات جباله تجد الورود مبتسمة مفعمة بالحياة وناعمة.
وهذا العشق إنما لغزاً يكبر ويكون يافعاً قوياً كلما ضربته العاصفة...
بقلم حنان صلاح.

لا يدرى مؤيد كيف نفض عنه صدمته وجزعه وهو يسرع إليها في ثوان، يجثو على ركبتيه بجانبها، يرفع الجزء العلوى من جسدها عن الأرض، يسنده بإحدى ذراعيه بينما بيده الحرة يضع إصبعيه السبابة والوسطى على العرق البارز في عنقها، ليزفر بقوة وهو يشعر بخفقاتها، حتى وإن كانت ضعيفة بعض الشئ فالأهم أنها حية، فتحت عيونها ببطئ لتطالعه، ليقول لها مؤيد بلهفة وعيون إمتلأت بالقلق والإضطراب:.

أنا لازم أنقلك المستشفى حالا يالين.
إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تقول بضعف:
ملوش لزوم، لو سمحت بس، هاتلى، شنطتى، جواها الدوا، ومتجيبش، مية.

عقد حاجبيه لايدرى عما تتحدث ولكنه تركها برفق وذهب بسرعة إلى الردهة يبحث عن حقيبتها حتى وجدها، ليسرع بها إليها ويجثو على ركبتيه مجددا يمنحها الحقيبة بعد أن فتحها، لتسحب من الحقيبة علبة من الدواء تأخذ منها قرصا، تضعه في فمها على الفور، يتابعها مؤيد بقلق ينهش أحشائه، يتساءل عن هذا الدواء الذي ما إن أخذته لين حتى عاد بعض اللون إلى وجهها، وأصبح تنفسها أكثر إنتظاما، ليحملها بين يديه ويدخل بها إلى الحجرة، يمددها على السرير، إبتعد عنها ولكنه لم يبارح المكان قربها، يتأملها بملامح قلقة، أدركتها، لتدرك من تلك الملامح أنه مازال يحمل لها في قلبه شيئا، ربما بعض مشاعر من الماضى لتقرر أن تبوح له بمكنون قلبها، حتى وإن شحذت منه الحب والإهتمام كما قال، فهذا أهون من فراق لن تحتمله، وكاد أن يقتلها، أفاقت من أفكارها على صوته وهو يقول لها بتوتر:.

بقيتى أحسن؟
أومأت برأسها بهدوء، ليستطرد قائلا:
كان مالك يالين وإيه الدوا اللي أخدتيه ده؟
أطرقت برأسها قائلة بضعف:
ده دوا الدكتور وصفهولى عشان أقدر أتنفس.
قال لها وقلبه يتوجس خيفة من كلماتها:
وليه محتاجة الدوا ده؟
رفعت إليه عيناها تقول بتوتر:
بعد ما إنفصلنا، إنهرت نفسيا وإضطريت أدخل المصحة.
إتسعت عيناه بشدة، ليردد قائلا بصدمة:
مصحة؟
أومأت برأسها بهدوء ثم قالت:.

مكنش جنبى حد ساعتها يقوينى على محنتى، خالد وكان مختفى، ليلة وفى دراستها ورواياتها، حتى سها صاحبتى كانت مشغولة أيامها بمرض والدتها، إحساسى بالوحدة والخيانة دمرنى وإبتدت تظهر علية أعراض حالة نفسية عاملة زي الفوبيا، الحالة دى كانت بتأثر على قلبى، أول ما أتوتر أو أزعل جامد تزيد دقاته أوى ويوجعنى صدرى وأحس إنى مش قادرة أتنفس، وللأسف الدكتور قاللى إن ممكن الحالة النفسية تأثر فعلا على القلب وساعتها...

تركت الجملة معلقة ليإن قلب مؤيد من تخيله لهذا المصير، يتمزق حزنا على محبوبته التي عانت وحدها ولم يكن بجوارها ليساندها، لتستطرد لين قائلة:
الدوا ده أصبح بالنسبة لى شئ أساسى وضرورى عشان أقدر أعيش، مقدرش أمشى من غيره، لما بتجيلى الأزمة باخد الحباية وببقى كويسة.

ظل مؤيد صامتا، يستوعب كلماتها، يتذكر تأكيد خالد عليها عندما إختطفها مؤيد على أنها تحتفظ بدوائها معها، إذا فقد كان يقصد هذا الدواء، دق قلبه بعنف، يخشى عليها من تلك الأزمة إن واجههتها وهي وحيدة أو غير مستعدة، كما كانت منذ لحظات، لينوى ان لا يفارقها قط ومنذ تلك اللحظة، إستطردت لين وهي تمد يدها تمسك يد مؤيد لينظر إلى كفها الصغير الذي تمسك بكفه، ثم عاد بنظراته إليها، وهي تستطرد قائلة بندم:.

مؤيد، أنا عارفة إنى غلط في حقك غلطة كبيرة وعارفة إنك مش هتسامحنى بسهولة، بس أنا بترجاك تدينى فرصة تانية، فرصة أقدر أثبتلك فيها إنى إتغيرت، وإنك تقدر تثق فية من جديد، أنا بموت في بعدك يامؤيد، وإنت بس اللي في إيدك تحيينى ب...

قاطعها بأن إقترب منها آخذا شفتيها في قبلة طويلة تفاجأت بها وبقوة تلك المشاعر التي إنتقلت لها عبرها، فقد حملت لها قبلته شوقا إمتزج بألم وخوف من الفقد وعشق، بعتاب إمتزج بسماح وثقة، نعم، ثقة في القادم، وفى أنها له، مهما حدث، هي له وستظل له طوال العمر، ليختتم قبلته واضعا جبهته على جبهتها قائلا وهو مغمض العينان، مضطرب الأنفاس، مثلها تماما قائلا:.

من اللحظة دى، الماضى إنتهى، مفيش عتاب، مفيش فراق، مفيش زعل.
ليبتعد عنها يرفع يديه يضم بهما وجهها وهو ينظر إليها بعشق قائلا:
بحبك يالين، من أول مرة شفتك فيها ولحد النهاردة، مقلش حبى ليكى أبدا، وفى اللحظة اللي إتخيلت فيها إنك روحتى منى، قررت، من اللحظة دى مش هسيبك تانى، وهتجوزك أول ماننزل القاهرة، لإن حياتى من غيرك متستاهلش تتعاش يالين.
إبتسمت لين قائلة في عشق:
بحبك يامؤيد، بحبااااك.

إبتسم وهو يعود لشفتيها ينوى تقبيلها مجددا لتضع إصبعها على شفتيه قائلة بمزاح:
لأ حضرتك، كدة غلط، إنت فاجأتنى في المرة الأولى بس المرة دى أنا مستعدة وبمنعك.
عقد حاجبيه وهو يقول:
بتمنعينى؟
إبتسمت قائلة في دلال:
طبعا بمنعك، مش من حقك تبوسنى غير وأنا مراتك ياحضرة البيه المحترم.
نهض يمد يده إليها قائلا بعيون لامعة:
طب يلا بينا علطول ننزل مصر وهناك هنشوف أقرب مأذون ونتجوز.

إبتسمت قائلة وهي تمد يدها تسحبه من يده لتجلسه مجددا وسط حيرته:
المأذون في الطريق يافندم، جايباه لحد عندك ومعاه الشهود كمان.
عقد حاجبيه قائلا:
قصدك إيه؟
إتسعت إبتسامتها قائلة:.

بصراحة كنت عاملاهالك مفاجأة يامؤيد، الحقيقة نبيل دلوقتى في الطريق ومعاه سها والمأذون والشاهد التانى على العقد، ما هو أنا مقلتلكش إن نبيل هو اللي عرفنى على المكان هنا بعد ما حكيتله انت عنه وهو اللي جابلى مفتاحه وهو صاحب إقتراح المأذون والجواز علطول، قال يدبسك بقى ويخلص، أصل سها مش راضية تعمل الفرح غير بعد جوازنا.
قال مؤيد بدهشة:
بقى كدة؟كل ده يطلع منك إنتى ونبيل.

إبتسمت بخجل ليبتسم بدوره ثم تغيم عيناه وهو يقترب منها مجددا ولكنها أوقفته قائلة بلهجة تحذيرية:
مؤياااد.
إبتعد عنها على الفور وهو يزفر قائلا:
صبرنى ياااارب.

كان خالد يتمشى في طرقات المزرعة يتأملها بعمق، كم تعجبه تلك المزرعة حقا، تحتاج فقط إلى بعض التعديلات وربما بعض التطوير وإضافة بعض الآلات التي قد تزيد من إنتاجيتها، ربما سأل الجد أن يساعده في تطويرها، أو يشاركه إن أراد.

الجد عزيز، إنه شخصية متناقضة تماما في رأيه ولكنه لا ينكر أنه يزداد إعجابا بها يوما بعد يوم، في البداية كان من حديث جورية عنه، ثم من مقتطفات تعود له منذ أن جاء إلى المزرعة البارحة، ربما لم يمنحه الجد عزيز ردا على طلبه الزواج من حفيدته ولكنه يراها في عينيه، فقط هو يؤجلها لسبب ما، فبعد أن إستمع إلى كلماته بالأمس ورأى ورقة طلاقه من شاهيناز وشهادة وفاتها والتي لم يذكر خالد ملابساتها فقد إكتفى بما يعرفه الجميع ماعدا مؤيد بالطبع، أنها قد تعثرت وسقطت في النيل، وقتها نظر إليه الجد نظرة طويلة قبل أن يقول لحفيدته أن تعد له حجرة الضيوف بالمنزل، وعندما أراد خالد أن ينام بالكوخ، إكتفى الجد بأن قال:.

محدش من عيلتى بينام برة بيتى.
إذا لقد إعتبره فردا من عائلته، موافقة ضمنية بالتأكيد على زواجه من جورية، وها هو منذ الصباح الباكر، يدور في المزرعة، تتدفق إليه الذكريات، كلما مر من مكان، ولكن كفى، عليه العودة فقد تعب وشعر بالجوع.

عاد أدراجه، ودخل من البوابة ليتوقف فجأة وهو يرى حبيبته تقف بجوار شجرة، تمسك وردة في يد، بينما تشب بجسدها لتلمس باليد الأخرى أوراق تلك الشجرة برقة، تتطاير خصلاتها الناعمة خلفها فتمنحها منظرا خلابا حبس أنفاسه، إقترب منها بهدوء، حتى أصبح خلفها تماما، لينطق إسمها بحنان، إرتبكت جورية وكادت أن تسقط ولكنه أسندها بذراعه، لتنظر إليه وقد تبعثرت أنفاسها من لمسته لظهرها ونظراته المركزة على ملامحها، لتعتدل بسرعة وهي تبتلع ريقها قائلة بصعوبة:.

خالد، كنت، كنت فين؟
إبتسم قائلا:
وحشتك؟
وضعت خصلاتها خلف أذنها اليمنى وهي تطرق برأسها تهرب من نظراته قائلة بخجل:
جدى اللي كان عايزك عشان تفطر معاه، ولما خالة جليلة خبطت عليك وملقتكش، أنا قلقت.
مد يده يرفع ذقنها لتواجهه عيناها قائلا:
فكرتينى سافرت مش كدة؟
قالت وهي تنظر إلى عمق عينيه لا تستطيع أن تحيد بنظراتها عنهما:.

في البداية، بس خالتى جليلة قالتلى إن موبايلك ومفاتيحك على الكوميدينو، فإطمنت، وقلت أكيد بتتمشى.
إبتسم قائلا:
وإفرضى كنت سافرت؟
غشيت عيونها لمحة حزن أدركها ليقول على الفور:
عموما أنا مستحيل هتنقل من هنا غير وإنتى مراتى ياجورى.
إحمر وجهها خجلا، ليدرك أنه الآن يحتاج لكل قوته كي يتمالك نفسه حتى لا يقبلها بقوة في تلك اللحظة، ليترك ذقنها قائلا بمزاح مفتعل:
طيب فين جدك والفطار ده؟، أنا ميت من الجوع على فكرة.

وجدت صوتها لتقول بهدوء:
الساعة ١١، جدى فطر من زمان مع خالتى جليلة.
نظر إلى عمق عينيها قائلا:
طيب وإنتى، فطرتى؟
هزت رأسها نفيا قائلة بإبتسامة خجولة:
لأ، مستنياك.
قال بإبتسامة:
طب يلا بينا.
أومأت برأسها بهدوء وكادت أن تذهب معه حين توقف ينظر إلى الشجرة التي خلفها قائلا:
أنا اللي زرعتها صح؟
أومأت برأسها بهدوء، ليبتسم قائلا:
وكنتى معايا لحظة بلحظة.
أومأت برأسها مجددا، ليتأمل وجهها بحنان قائلا:.

ذكرياتى معاكى بتمحى كل ذكرى وحشة في ماضى قربت أنساه خلاص، ويحل محله كل حاجة حلوة عشتها معاكى ولسة هعيشها ياجورى.
نظرت إلى عيونه في عشق قائلة:
ربنا يحلى كل أيامك ياخالد.
تأملها للحظة قبل أن يزفر قائلا وهو يمد يده إليها:
يلا ياجورى، يلا نروح نفطر، لإنى ثوانى ومش هكون مسئول عن تصرفاتى.
أدركت مايقصده لتمسك يده بسرعة، إبتسم بهدوء ثم مشي وهي إلى جواره، لتتشابك أصابعهم وتتداخل كما تشابكت أرواحهم، تماما.

قالت لين لليلة في حنق:
أخوكى مبيردش، ومؤيد على آخره، عايزنى أرجع معاه البيت وأنا مصممة مرجعش غير لما خالد يرجع وأستأذنه، أعمل إيه بس؟
إبتسمت ليلة قائلة:.

إهدى بس يالين، كلها النهاردة أو بكرة بالكتير وتلاقى أخوكى راجع وفى إيده عروسته وساعتها الفرح هيبقى فرحين وتلاتة كمان يا ستي، صحيح مش هنقدر نعمل حفلة كبيرة نعزم فيها كل الناس بسبب موت شاهيناز، بس إحنا ميهمناش الناس، كل اللي يهمنا نكون مع اللي بنحبهم والمقربين لينا وبس.
تنهدت لين قائلة:
يارب ياليلة يارب، نفسى الفرح يدخل بيتنا بقى، تعبنا من الحزن، بقالنا سنين مقهورين.

تراجعت ليلة في مقعدها قائلة بإبتسامة:
الفرح خلاص من النهاردة دخل بيتنا ومش هيخرج منه تانى يالين.

كانوا يجلسون على المائدة يتناولون طعامهم بصمت، حين قال الجد بهدوء:
النهاردة زي ما إنتوا عارفين كتب كتاب علا وفايز، وأنا وعدت عابد يكون كتب الكتاب في بيت المزرعة، مش هوصيكى ياجليلة انتى وجورى، عايز كل حاجة تكون جاهزة، مفهوم؟
أومأوا برءوسهم، ليلتفت الجد إلى خالد الذي قال بهدوء:
طب وبخصوص موضوعى أنا وجورى ياجدى، حضرتك لسة مردتش علية.
نظر إليه الجد قائلا بغموض:.

هنلعب النهاردة دور شطرنج ولو كسبتنى هقولك ردى بعد كتب الكتاب، أما بقى لو خسرت...
قاطعه خالد قائلا في ثقة:
مفيهاش لو، هكسبك ياجدى، هكسبك.
إبتسم الجد بهدوء ثم ترك ملعقته وهو يقول:
الحمد لله.
نهض ولكن قبل أن يبتعد، قال لخالد:
إنت معاك بطاقتك صح؟
أومأ خالد برأسه قائلا:
طبعا، لكن ليه بتسأل عنها؟
قال الجد بهدوء:
حابب تكون شاهد على عقد الجواز.
أومأ خالد برأسه متفهما ليقول الجد موجها حديثه لجورية:.

أنا جبتلك فستان عشان تحضرى بيه كتب الكتاب ياجورى، هتلاقيه على سريرك، ياريت يعجبك.
إبتسمت جورية قائلة بسعادة:
أكيد هيعجبنى ياجدى، ربنا يخليك لية.
إبتسم الجد بحنان بينما تأمل خالد جورية بعشق وإبتسامتها تضئ وجهها وتجعلها أكثر جمالا، إلتقت عيناها بعينيه في تلك اللحظة لترى نظرته إليها فأطرقت برأسها في خجل، بينما قال الجد لجليلة بنبرة ظهر بها اهتمامه الواضح بها:.

إنتى كمان ياجليلة، فستانك على سريرك، يارب يعجبك.
نظرت إليه جليلة في دهشة قائلة:
فستان لية أنا؟
إبتسم بهدوء وهو يومئ برأسه قبل أن يلتفت مغادرا، لتنظر جليلة في إثره ومازالت ملامح الدهشة تعلو وجهها، لتقول لها جورية:
أيوة بقى، فستان وحركات، جدى خلاص رفع الراية البيضا ياخالتى.
وكزتها جليلة قائلة بحزم إمتزج بإبتسامة فرح لم تستطع إخفائها:
إختشى ياجورى.

ثم نظرت جليلة إلى خالد المبتسم ليحمر وجهها خجلا وهي تنهض لتصعد إلى حجرتها ترى هدية الجد لها، بينما قال خالد لجورية بإبتسامة هادئة:
كدة كسفتيها؟
قالت جورية بإستنكار:
وأنا قلت إيه بس؟
إتسعت إبتسامة خالد وهو يقول:
مقلتيش حاجة يا ستي، مش هتيجى بقى تورينى الفستان اللي هتلبسيه النهاردة عليكى؟
إتسعت عيناها بشدة قائلة:
أوريهولك إزاي يعنى؟

قهقه خالد لتتوه جورية في ضحكته الرائعة والتي تراها لأول مرة، ليتوقف خالد عن الضحك قائلا في مرح:
مش عارف ليه مصممة تفهمينى غلط ياجورى، أنا بس عايز أشوف شكل الفستان، وأشوف لو مكشوف من هنا أو من هنا، ساعتها طبعا مش هسمحلك تلبسيه ياقلبى.
نهضت جورية قائلة بحنق:
جدى مش هيجيبهولى مكشوف ياخالد، وأنا فاهماك كويس على فكرة.

لتمشى من أمامه بخطوات حانقة، ليتناهى إلى مسامعها ضحكته الرائعة مرة أخرى، ليعلو ثغرها إبتسامة واسعة، رغما عنها.

كانت جورية تطمأن أن كل شئ جاهز من أجل عقد القران، تتأكد من أن الحديقة مزينة ومعدة لإقامة حفل بسيط من أجل العقد، لتبتسم براحة، فلقد أحسن الجد بالفعل إختيار من أعدوا الزينة لذلك الحفل، فالحديقة أصبحت رائعة حقا، سمعت صهيل فرستها مهرة، بالتأكيد إفتقدتها، فلم تراها منذ الأمس، لتبتعد متجهة إلى الإسطبل، غافلة عن عينان كانت تتابعانها وعندما رآها صاحبهما تتجه إلى الإسطبل، تبعها بهدوء.

قال نبيل بحنق:
أنا نفسى أعرف إحنا لسة مأجلين جوازنا ليه ياسها؟مشكلة مؤيد ولين إنتهت خلاص، وكتبوا كتابهم وكلها يومين وخالد يرجع ويعملوا حفلة بسيطة يشهروا بيها جوازهم، إيه بقى اللي مخلينا لسة مأجلين؟
قالت سها بإبتسامة:
على فكرة بقى، أنا كنت بتصل بيك أصلا عشان كدة، إنت بقى اللي دخلت فية شمال علطول ومستنتش تسمعنى.
عقد نبيل حاجبيه قائلا:
قصدك إيه؟
إتسعت إبتسامة سها وهي تقول:.

يعنى هات عمى وتعالى بكرة عشان تحددوا ميعاد الفرح يانبيل.
ليدق قلب نبيل بقوة وترتسم على ملامحه أعتى مشاعر السعادة.

مررت جورية يدها على عنق مهرتها قائلة بحنان:
إنتى كمان وحشتينى يامهرة، معلش إنشغلت عنك بخالد، بس أوعدك مفيش حاجة تانية هتشغلنى عنك.
مالت لها مهرة لتضع جورية جبهتها على جبهة فرستها وقد أغمضت عينيها، لتنتفض على صوت خالد وهو يقول:
يابختك يامهرة.
نظرت إليه جورية تبتلع ريقها بصعوبة وهي تلاحظ إقترابه منها، ليبتسم وهو يلاحظ توترها، ليقول بهدوء:.

متخافيش ياجورى، أنا وعدتك قبل كدة في نفس المكان ده وأدام مهرة إنى مش هلمس شفايفك غير وإحنا متجوزين، وأنا لسة عند وعدى لإنى يوم ما هلمسك مش هسيبك ياجورى.
أطرقت برأسها في خجل:
إنت إفتكرت؟
إبتسم وهو يدرك إلى أين ذهبت بأفكارها ليقول في خبث:
بصراحة إفتكرت وإفتكرت طعم شفايفك بين شفايفى وإحساسى لما بوستك.
إزدادت حمرة الخجل على وجهها لتتسع إبتسامته وهو يستطرد قائلا:.

عشان كدة أنا ماسك نفسى بالعافية عنك، لحد ما جدك يرضى عنى ويوافق على جوازنا.
نظرت إليه بإبتسامة خجولة، تأملها بحنان، بعشق ملك جوارحه، ليضرب على رأسه بخفة يقول مستطردا:
بمناسبة الكلام عن جدك، كان المفروض هلعب معاه دور شطرنج ونسيت خالص، أنا هروحله حالا، إدعيلى ياجورى.
إبتسمت وهي تتابعه يغادر بسرعة قائلة:
يارب تكسب ياخالد، يارب.


look/images/icons/i1.gif رواية وادي النسيان
  05-03-2022 05:18 مساءً   [32]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية وادي النسيان للكاتبة شاهندة الفصل الثالث والثلاثون والأخير

منحتنى حبا، ثم زدتنى
منحتنى حضنا، به غمرتنى
وداخل قلبك وبين جفونك أسكنتنى
حتى حنانك لم تبخل به علي، أخجلتنى
في الوادى إلتقينا، أحببتنى ثم نسيتنى
إفترقنا وجمعنا القدر ثم إلى الوادى عدنا فتذكرتنى
وهناك أسرتنى بعشقك ورقة كلماتك، وحقا أسعدتنى.

ولجت جورية إلى الحجرة التي توجد بها عروس الليلة، علا، صديقتها القديمة والتي تزينها مختصة التجميل التي إستدعاها جدها خصيصا لتلك المناسبة، إلتفت الجميع لدى رؤية جورية بذلك الفستان الوردي والذي يضيق حتى خصرها ثم ينزل بتنورة واسعة مزينة بالورود حتى ركبتيها، ليبرز جمالها الرقيق، مع شعرها الذي رفعته على هيئة شنيون وتركت غرتها على جبينها، تكمل الصورة الجميلة زينة وجهها الرقيقة، فأعطاها مظهرها حقا إطلالة مميزة، لتقول خبيرة التجميل بإبتسامة:.

إيه الجمال ده كله ياآنسة جورية؟
إبتسمت جورية بخجل، بينما قالت علا بإبتسامة واسعة:
طول عمر جورى جميلة وزي القمر.
إبتسمت جورية في حب وهي تقول لعلا:
الأجمل هو إنتى ياعروسة.
إبتسمت علا قائلة:
أنا مش عارفة أشكركم إزاي على كل حاجة عملهتوهالى ياجورى، وآخرهم الفستان ده.
لتشير إلى فستانها الفضي الرائع والذي أبرز جمالها بوضوح، لتستطرد قائلة:.

ومدام حور خبيرة التجميل اللي جابهالى جدك عزيز مخصوص هنا في البيت وقلبت كيانى بالشكل ده.
قالت حور بإبتسامة:
إنتى أصلا قمر ياعلا وانا معملتش حاجة معاكى، يادوبك شوية حاجات خفيفة بس تبرز الجمال ده.
قالت جورية بإبتسامة:
أهي مدام حور قالتلك بنفسها إنك قمر ومش محتاجة حاجة، ده كفاية عنيكى الخضرا دى واللي جننت فايز من أول نظرة، وبعدين شكر إيه ياعبيطة اللي بتشكريهولنا، ده انتى زي أختى.
إبتسمت علا بخجل قائلة:.

ربنا يسعدكم زي ما فرحتونى.
كادت جورية أن تقول شيئا ولكن قاطعها دخول خالتها جليلة التي قالت بإبتسامة:
أخبار العروسة إي...
لتقطع جملتها وهي تتأمل جورية في سعادة، مستطردة بعيون دامعة:
بسم الله ما شاء، إيه الجمال ده ياجورى؟، لأ، ده أنا لازم أبخركم من العين انتى وعلا، ربنا يحميكم يابناتى.
قالت علا بإمتنان:
ويخليكى لينا ياخالة جليلة.
إبتسمت جورية قائلة وهي تقترب من الخالة جليلة:.

مش إحنا لوحدنا اللي هنتبخر ياخالتى، إنتى مش شايفة نفسك ولا إيه؟، الفستان هياكل منك حتة.
لتغمز لها هامسة في خبث:
جدى مطلعش سهل أبدا، وجايب الفساتين على المقاس بالظبط.
أمسكتها جليلة من أذنها قائلة:
إتلمى ياجورى أحسنلك، ولا نسيتى عقاب زمان؟
تأوهت جورية قائلة:
خلاص خلاص حرمت، سيبينى ياخالتى.
تركتها الخالة جليلة وهي تبتسم قائلة:
أيوة كدة إتعدلى وتعالى حصلينى، جدك عايزنا في مكتبه.

إبتسمت جورية قائلة وهي تؤدى التحية العسكرية:
تمام يافندم.
لتغادر الخالة تتبعها جورية التي غمزت لكل من خبيرة التجميل والعروس علا، ليبتسما على مزاحها قبل أن تعود خبيرة التجميل لعملها، تضع اللمسات النهائية على زينة العروس.

تأمل مؤيد ملامح ريم بحنان قبل أن يقول بلطف:
طب ولسة زعلانة ليه ياريمو؟مش قلتى ان بابى كلمك وقالك إنه جاي بعد يومين.
قالت ريم بحزن:
أيوة بس بكرة عيد ميلاد تيمو وأنا كنت عايزة أروح.
عقد مؤيد حاجبيه قائلا:
تيمو ده يبقى مين إن شاء الله؟
نظرت إليه ريم ببراءة قائلة:
صاحبى في المدرسة.
رفع مؤيد حاجبيه بإستنكار قائلا:
صاحبك؟صاحبك ده إيه ده كمان، لأ، معندناش الكلام ده ياريم، إنسى ياماما.

عقدت حاجبيها فبدت أكثر شبها بوالدتها وهي تقول:
ليه بس ياآنكل؟
قال مؤيد بإرتباك:
عشان، عشان...
قاطعه صوت لين وهي تقول من خلفه:
عشان البنت الحلوة ياريمو، مبيبقاش ليها صحاب صبيان.
إبتسم مؤيد للين، بينما نظرت ريم لها قائلة بحزن:
يعنى خلاص تيمو مش صاحبى وأنا مش هحضر عيد ميلاده؟
إبتسمت لين قائلة:
لأ، تيمو مش صاحبك لكن زميلك، وإيه رأيك لو خدتك أنا وآنكل مؤيد وروحنا الحفلة بكرة.

ظهرت ملامح السعادة على وجهها لتنهض وتحتضنها قائلة:
إنتى آحلى آنطى في الدنيا.
ضمتها لين قائلة:
وإنتى أحلى بنوتة في الدنيا ياريمو.
نظر مؤيد إليها شاكرا إياها في صمت لتغمض عيناها ثم تفتحهما بإبتسامة، أن لا عليك.

كان خالد يجلس مع الجد في المكتب متوترا، يتساءل عن سبب طلب الجد منهم الحضور إلى المكتب قبل عقد القران، هل جمعهما ليبلغهما قراره في أمر زواجهما بالسلب ام بالإيجاب؟ أم أن ذلك الإجتماع لا علاقة له بذلك القرار، فتح الباب لتدخل الخالة جليلة إلى الحجرة تتبعها جورية، لينهض خالد وقد توقفت دقات قلبه تماما لمرآها بهذا الجمال الملائكي، ثم عادت دقاته للعمل بقوة، قد سحرته بطلتها الرقيقة الرائعة في هذا الفستان الوردي الذي يبرز جمالها وشعرها الذي إرتفع بكلاسيكية رائعة مبرزا جيدها الجميل، لينظر إلى عينيها ذات الكحل الطبيعي والتي رمقته بها الآن بنظرات خجول لإدراكها تأمله لها، تمتزج نظرات الخجل بنظرات إعجاب واضحة تعبر عن إستحسانها لمظهره في تلك البذلة الرائعة، ليتنحنح الجد قائلا:.

تعالى ياجليلة وانتى ياجورية، قربوا.
أفاق الجميع من شرودهم وهم يقتربون من الجد الذي جلس خلف مكتبه، لينظر الجد إلى خالد قائلا:.

بص ياخالد أنا معنديش في الدنيا أغلى من جورية، بخاف عليها من الهوا طول عمرى، كنت خايف تمر بتجربة زي تجربة مامتها ولما جيت المزرعة بصفتك فهد، خفت أكتر بس لما عاشرتك إرتاحتلك، ووافقت على جوازكم قبل كدة زي ما إنت عارف، لكن لما رجعت بصفتك خالد، قلقت، انت واحد غنى ومتجوز، خفت عليها من تانى، خفت تكون بتلعب بيها، وجورى متستاهلش غير الحب وبس، يمكن كنت متردد كتير في إنى أجوزهالك، بس الحب ياإبنى بيبان، بيبان في العين والتصرفات، وإسألنى أنا.

لينظر إلى جليلة في تلك اللحظة والتي إبتسمت في خجل، ليبتسم بدوره وهو يعود بنظراته إلى خالد قائلا:
وعشان كدة قررت النهاردة أوافق على جوازكم من كل قلبى.
نظر خالد بسعادة إلى الجد ثم نظر إلى جورية التي شعت السعادة في ملامحها بدورها، ليعودا بناظريهما إلى الجد الذي قال مبتسما:
وعشان كدة حبيت النهاردة أعملهالكم مفاجأة وأكتب كتابكم مع علا و فايز.

كاد خالد أن يطير من السعادة في تلك اللحظة، بينما إحتضنت جليلة جورية في سعادة، ثم أسرعت جورية إلى الجد تقبله في وجنته قائلة:
ربنا يخليك لية ياجدى وميحرمنيش منك.
ربت على يدها قائلا:
ويخليكى لية يا بنتي.
ليقول خالد بسعادة:
أنا مش عارف أشكرك إزاي ياجدى؟
قال الجد بإبتسامة هادئة:
شكرى هو إنك تاخد بالك منها ومتزعلهاش أبدا ياخالد.
نظر خالد إلى جورية في عشق قائلا:
جورية في عيونى ياجدى.

بادلته جورية نظرات العشق، بينما قال الجد بإبتسامة:
طب يلا ياولاد، كل واحد فيكم يجيب بطاقته وإرجعولى من تانى.
إتجهت جورية للخارج هي وخالد، ليتوقفا عند الباب، مد خالد يده إليها فمدت إليه جورية يدها بدورها، لتتشابك الأيدى وتبتسم الشفاه وهما يغادران الحجرة في سعادة، تتبعهما نظرات الجد عزيز والخالة جليلة، لتقول جليلة بإبتسامة:
أحلى قرار خدته في حياتك ياعزيز.

نهض عزيز وإقترب من جليلة، يمد يده ويمسك يدها لتنظر إليه في حيرة وهو يقول:
لأ، فيه الأحلى.
عقدت حاجبيها في تساؤل ليستطرد الجد قائلا:
الأحلى كان قرارى بإنى أفتح قلبى للحب من تانى وأنسى فرق السن اللي بينا وأنسى كل حاجة ممكن تبعدك عنى ياجليلة.
إبتسمت له جليلة بحنان ليستطرد قائلا:
تقبلى تتجوزينى ياجليلة؟
إتسعت عينا جليلة في دهشة ليستطرد عزيز قائلا:.

أنا مش هقدر أقدملك كتير، عمرى وبيجرى وقلبى وضعيف بس القلب ده بيحبك وهيسعدك لغاية آخر لحظ...
قاطعته بوضع يدها على فمه قائلة بلهفة:
وأنا راضية، راضية ياعزيز، جوازى منك حلم عمرى اللي مش قادرة لغاية اللحظة دى أصدق إنه هيتحقق.
إبتسم عزيز وهو يقبل يدها الرابضة على فمه، لتنزل يدها في خجل بينما إبتسم عزيز ينظر إليها، بحب.

إنتهى عقد القران منذ لحظات، في جو بهيج، فقد إمتلأت الحديقة بسعادة إقتران كل من علا وفايز، جورية وخالد، جليلة وعزيز، ليمسك خالد يد جورية يسحبها خلفه إلى الإسطبل وسط حيرتها، توقف أمام مهرة ثم نظر إلى عيون جورية المتسائلتين قائلا بعشق:
أنا جبتك هنا عشان حبيت أشارك مهرة فرحتى بجوازنا ياجورى.
إبتسمت جورية لينظر إلى مهرة قائلا:.

أخيرا يامهرة، أخيرا إتجوزتها، فاكرة لما كنت بجيلك وأشتكيلك مشاعرى ناحيتها وخوفى من إن جدها ميوافقش، أهو وافق خلاص، وافق وبقت مراتى، جورى بقت مرااااتى.
ضحكت جورية قائلة:
مجنون.
نظر إليها قائلا بعشق:
مجنون بعشقك ياجورى، وهفضل مجنون طول العمر.
إبتسمت برقة قائلة:
بحبك ياخالد، بحبك.

نظر خالد إلى شفتيها التي تفوهت بكلمات الحب بنظرات تهيم شوقا ليميل ويقبل تلك الشفاه بنعومة أذابتها، تدع مشاعرها له كلية ليعبث بها كيفما يشاء، ليبتعد عن شفتيها واضعا جبهته على جبهتها مغمض العينان، يتنفس بصعوبة وهو يقول بصوت متهدج من المشاعر التي تغمره الآن:
هو أنا لو طلبت من جدك نعمل الفرح بكرة مع فرح علا وفايز، تفتكرى هيوافق؟

إبتعدت عنه وهي تنظر إليه بدهشة قبل أن تتبسم بخجل تاركة إياه وهي تركض إلى الخارج ليتبعها بنظراته العاشقة، صارخا:
بحبك ياجوووورى.

، بعد مرور شهران
كانت القاعة خيالية حقا، تليق بعرس أبناء نصار الثلاثة، حيث توقف العرسان الثلاث كالأمراء ينتظرون أميراتهم واللاتى أتين الآن في عربة مكشوفة تشبه تماما عربة سندريلا في هذا الفيلم الكرتوني الشهير لينظر فراس إلى خالد وهو يهز رأسه يمنة ويسار قائلا بعينيه، أترى أفعال أختك مجنونة الروايات ياخالد؟

ليبتسم خالد ثم يعود بعينيه إلى العربة التي توقفت وهبط منها أجمل ثلاث أميرات رأتهن أعين الرجال، ليتجه كل أمير إلى أميرته يقف أمامها ويمسك يدها يرفعها لفمه يقبلها برقة لتبتسم كل أميرة بحب، قبل أن يدخلوا جميعا إلى القاعة وسط تصفيق الحضور، لتتناهى إلى مسامعهم معزوفة رائعة خيالية تليق بالأجواء حقا، ليتنهد الجميع حين أخذ كل أمير أميرته يراقصها، يظهر الحب واضحا جليا على ملامحهم جميعا، وكأن كل واحد منهم قد سكن في عين وقلب الآخر...

ليبتسم الجد عزيز بحب وهو يرى حفيدته تتهادى بثوبها الأبيض الرائع بين يدي عريسها، يدرك أن حفيدته في أيد أمينة وعيون خالد تنطق لها بعشق ووعد أبدي بالسعادة ليضم عزيز بدوره يد زوجته ينظر إليها بحنان واعدا إياها بنظراته، نفس الوعد، تماما.
بينما مال نبيل على أذن سها يقول لها بنفاذ صبر:
هو الفرح مش هيخلص بقى؟
نظرت إليه بدهشة قائلة:
يخلص إيه بس؟ده لسة بيبتدى؟
قال نبيل بحنق:.

يعنى كان لازم نقطع شهر عسلنا وننزل عشان نحضر الفرح ده؟
قالت سها بحيرة:
نقطعه إزاي يعنى؟ما كدة كدة الشهر كان هيخلص بكرة وكنا هنرجع.
إبتسم بخبث قائلا:
ليه هو أنا مقلتلكيش، شهر العسل في بلدنا بيعادل ٣ شهور في بلدكم.
عقدت حاجبيها قائلة:
بلدنا إيه وبلدكم إيه؟ما كلها مصر، إنت بتشتغلنى يانبيل؟، طيب مش هنرجع شرم تانى، وهنفضل هنا، وهتشوف شغلك من بكرة، أنا مبحبش الدلع يانبيل، مفهوووم؟

نظر إليها نبيل بإستنكار ثم هز رأسه يمنة ويسارا قائلا:
مفيش فايدة، ماشي ياسها، بصى على العرايس، بصى ياحبيبتى.
نظرت سها إلى قاعة الرقص، لتلين ملامحها وهي تقول بإبتسامة:
شكلهم حلو أوى.
ليقول نبيل في حنق:
آه فعلا، أوى.

، بعد مرور بعض الوقت.
طرقت السيدة فريدة مدبرة المنزل، باب حجرة المكتب الخاصة بجورية، لتطلب منها جورية الدخول وهي تترك الكتابة على اللاب الخاص بها، قالت فريدة بإحترام:
خالد بيه بيقول لحضرتك، إنه جاي في الطريق وإنه بيتصل بحضرتك مبترديش.
أومأت لها جورية قائلة بإبتسامة:
تمام يافريدة، تقدرى تتفضلى دلوقتى.

غادرت فريدة، بينما نظرت جورية إلى هاتفها الذي جعلته صامتا حتى تستطيع التركيز على ماتكتبه، لتضرب بخفة على رأسها، قبل أن تعود إلى اللاب خاصتها تكتب بسرعة.

وهكذا تزوج كل عاشق بحبيبته، نصفه الآخر، روحه التي إقترنت بروح تملأ الفراغات في قلبه وعقله ليشعر بالإكتمال، والآن يعيش ماجد مع زوجته لورا وإبنته رنا في سعادة بعد أن عرفت بأنه أباها الحقيقي، بينما تعيش لورين قصتها الرومانسية مع زوجها فادى بسعادة وهي تنتظر مولودها الأول والذي سيولد بعد سبعة أشهر من الآن، أما جميلة فهي تعيش بدورها أجمل ايام عمرها مع زوجها فهد، هذا الذي تحول من رجل أعمال بلا قلب إلى رجل بسيط سعيد، أحبها في الوادى ونسيها في تلك المدينة الكبيرة ليتذكرها مجددا في واديهما، وها هي الآن تحمل لزوجها مفاجأة تثق بأنها ستسعده، فقط عندما يعود حبيبها من واديهما، ذلك الوادى الذي أحبه مثلها تماما، وسعي إلى تطويره بنفسه ليحوله إلى جنة لهما، فقد أخبرها أنهما عندما سيقعان تحت ضغوط الحياة، سيلجآن إليه، يلقيان بضغوطهما في مياهه الرائقة وبين جنباته الخضراء الرائعة، ويبعدان عن عقليهما كل المشاكل التي تحملها لهما الحياة، كما حدث له بالماضى عندما فقد ذاكرته هناك ونسي كل همومه ومشاكله بين جنباته، ليصبح واديهما حقا، وادى للحب و للنسيان.

لتغلق اللاب خاصتها وهي تبتسم برضا، قبل أن تنهض لتستقبل زوجها، فلديها بالفعل مفاجأة له، لا، بل مفاجأتان، إحداهما انها أنهت روايتها بالفعل لتتفرغ تماما للمفاجأة الثانية، والتي تثق حقا في أنها ستطير عقله وقلبه، من السعادة.


ما بعد الختام

في عشق جوريتى، وردتى الجميلة الفاتنة الحمراء
قد أصبحت أسيرا راضخا، راض بقيودى جمعاء
قد بدلت صقيعى بدفء، وإمتزج عشقها في شرايينى بالدماء
ولدت على يدها من جديد فأصبحت لها ولقلبها من الأوفياء
على الأرض كتبنا حروف عشقنا، ورسمنا حروفنا في السماء
منحتنى ما لم يمنحنى إياه بشر، فلقد أنارت عقلى وقلبى بالضياء
وأنا في مهد العشق أحبو، قد كنت آدم، فخلقها لى ربى حواء.



نظرت ليلة إلى فراس بحنق إثر إبتعاد كل من أخيها خالد مع زوجته جورية على جواديهما، لتقول بصوت غاضب:
كان فيها إيه يعنى يافراس لو سبتنى ركبت خيل معاهم؟ ما إنت عارف بحبه أد إيه، وعارف كمان إن فرصتى الوحيدة لركوب الخيل بتبقى هنا في الوادى.
إقترب منها فراس وهو يمسك يديها لتنفض يديها من بين يديه بغضب فأعاد إمساكهما بحنان مشددا عليهما ورافضا إطلاق سراحهما قائلا بهدوء يحاول به أن يستوعب غضبها:.

أنا عارف أد إيه بتحبى الخيل ياليلة، بس مش أكتر من حبى ليكى، وخوفى عليكى و اللي بلاقيه أدام عيونى وفى قلبى كل أما أفكر إيه اللي ممكن يجرالك لو الحصان فلت زمامه منك أو لا قدر الله وقعك.
أدركت ليلة خوفه الكامن في أعماقه من فقدانها مجددا بعد أن كاد أن يفقدها أكثر من مرة في خلال هذين العامين المنصرمين، لتضم يديه بدورها قائلة بحب وبنظرات تبدل الغضب بداخلهما لحنان وتفهم:.

مهما حاولت تحاوطنى بأسوار عشان تحمينى ومهما حاولت تمنع عنى أي شئ يإذينى، مش هتقدر تمنع حاجة كتبها ربنا لية يافراس، أنا عايزاك تكون متأكد من حاجة واحدة بس، إنى مش خايفة من أي حاجة وأنا جنبك وإن لو حتى ربنا كتبلى الموت...
أخذها في حضنه بقوة يرفض كلماتها بشدة لتستطرد قائلة بإبتسامة يشوبها الحزن وهي تضع رأسها على صدره، تستمع لدقاته العاشقة:.

شفت أنا فين؟في حضنك يافراس، مكانى اللي بتمنى تكون آخر أيامى فيه...
ضمها فراس أكثر يقاطعها قائلا في لوعة:
كفاية بقى ياليلة، أبوس إيدك كفاية كلام عن الموت.
خرجت من حضنه تضع وجهه بين يديها قائلة بعيون غشيتها الدموع:.

الموت شبح بيهددنى في كل لحظة ومخليك دايما خايف علية وقلقان ومش مرتاح يافراس، إنت فاكر كل لما نيجى نعمل التحاليل، ببقى مش حاسة بيك؟مش حاسة بخوفك وقلقك اللي بتداريهم عنى وبتطمنى وأنا عارفة إنك ساعتها بتكون خايف أكتر منى؟ لأ يافراس، أنا حاسة بيك، وحاسة بخوفك علية، حتى أغلى أمنية عندى وعندك رفضتها، رفضت حملى منك لإن الحمل ممكن يأثر علية ويموتنى، مش هي دى الحقيقة يافراس؟

غشيت عيونه الدموع وعجز عن الكلام لتستطرد بحنان قائلة:.

حتى لما حملت من وراك والدكتورة طمنتك بإنى كويسة، فضلت لآخر لحظة خايف وقلقان، كنت بشوفك وانت سهران طول الليل صاحى مش عارف تنام، وكنت بحس بيك لما تحضنى، كنت بحس ساعتها إنك مش عايز تخرجنى من حضنك أبدا وكأنه حضنى الأخير ليك، بس الحمد لله كمل حملى على خير وبقى عندنا أحلى بنوتة في الدنيا، لورين، بس إنت لسة مصمم تخلى الخوف يسيطر على حياتنا ويحرمنا نتمتع بيها وبمباهجها.
قال فراس بإضطراب يمتزج بالألم:.

أنا، أنا...
إبتسمت ليلة قائلة بحنان:
إنت بتحبنى وأنا كمان بحبك، واللي بيحب حد بيحب يشوفه فرحان وسعيد يافراس، فعشان خاطرى لو بتحبنى خلينى أشوفك دايما بس فرحان، أما الخوف والقلق، فخليهم بعيد عن حياتنا وكون واثق إن اللي عدانى من كل محنة مريت بيها وكنت كل مرة بحس إنها الأخيرة لية في الدنيا، قادر يعدينا من كل اللي جاي، وإن اللي جمعنا مش ممكن هيفرقنا يافراس.

نظر فراس إلى عينيها يتأمل ثقتها الرابضة في أعماقهما ليبتسم وقد أشعلت فيه الحماس وزرعت فيه الثقة، ليقول بيقين:
ونعم بالله ياليلتى، ونعم بالله.

عقد مؤيد حاجبيه وهو يمشى وراء لين التي سحبته من يده بقوة خلفها، حتى دخلا حجرتهما معا في منزل المزرعة بالوادى، وما إن أغلقت الباب خلفهما حتى تركت لين يده وهي تجول في الحجرة بإضطراب، يتابعها مؤيد بعينيه في حيرة، يشعره توترتها بالقلق، ليقول بتوتر:.

خير يالين، خرجتينى من ماتش الشطرنج واللي تقريبا كنت هكسب فيه جدى عزيز وصممتى متقوليش عن السبب لغاية مانبقى جوة أوضتنا، وأدينا بقينا في أوضتنا ممكن أعرف بقى فيه إيه؟
إلتفتت إليه لين تقول بصوت مضطرب:
الحقيقة انا مش عارفة أقولك إيه، وإبتدى منين، الموضوع ميتصدقش يامؤيد.
إقترب منها يمسك يديها بين يديه قائلا بهدوء:
إبتدى من الأول وواحدة واحدة، أنا معاكى وهصدقك.

نظرت إلى عينيه، تستمد منهما الشجاعة، ثم أخذت نفسا عميقا قبل أن تقول:
الحكاية بدأت قبل ما نيجى هنا علطول، إنت عارف إنى إديت أجازة لفتحية عشان إبنها كان تعبان، وكدة كدة إحنا كنا قربنا نسافر ونيجى الوادى، النهاردة الصبح لقيتها بتكلمنى وهي بتعيط، مع الأسف يامؤيد، إبنها ده مات.
تأمل مؤيد عيونها قائلا بحزن وهو يضغط على يدها:
ربنا يرحمه ويصبرها، وإنتى عايزة تسافريلها؟صح؟
نفضت يديها عن يديه قائلة بألم:.

إستنى وإسمعنى، الحكاية أكبر من كدة.
عقد حاجبيه لتنظر إلى عمق عينيه قائلة بحزن:
فتحية إعترفتلى بإنها كانت بتحطلى دوا في أكلى عشان مخلفش منك يامؤيد.
إتسعت عيناه بصدمة قائلا بذهول:
فتحية، طب ليه بس؟
نظرت إلى عينيه بثبات قائلة:
مع الأسف حد تانى كان وراها وإداها فلوس كمان عشان تعمل كدة، عارف الحد ده كان مين؟

لم يكن بحاجة لجوابها ليدرك أن شاهيناز من كانت وراء تلك اللعبة الحقيرة، لتومئ لين بعينيها وهي تنظر مؤيد قائلة:
أيوة هي، ربنا يرحمها بقى، آذتنا بكل حاجة كانت في إيديها.
عاد ليمسك يدها قائلا:
خلاص يا لين، هي ماتت ومات معاها أي أذى ممكن تتسببلنا فيه.
قالت لين بإرتباك:.

تعرف يامؤيد، لولا، يعنى، موت ابن فتحية وإحساسها إن ربنا حرمها من ابنها زي ما حاولت تحرمنى من انى أكون أم، مكنتش هعمل الإختبار النهاردة وأكتشف إنى فعلا هبقى أم.
عقد مؤيد حاجبيه يشعر أنه أخطأ السمع ولكن ملامح لين المرتقبة لرد فعله جعلته يدرك أنه أبدا لم يخطئ، لتتسع عينيه في ذهول قائلة:
انتى حامل؟
أومأت برأسها قائلة بإضطراب:.

أنا بصراحة مشكتش لكن لما سمعت كلام فتحية بدأت أشك وخصوصا ان أعراض الحمل كانت واضحة بس يمكن عشان الموضوع ده كان مستحيل فمشكتش للحظة واحدة قبل كدة في حملى.
ضمها مؤيد على الفور قائلا بسعادة:
أنا مش مصدق نفسى يالين وأخيرا هيكون لى طفل منك إنتى.
ضمته لين بدورها قائلة:
وأنا كمان مش مصدقة نفسى ياحبيبى، وخايفة، خايفة اوى.
أخرجها من حضنه وهو ينظر إلى عيونها قائلا بقلق:.

أنا إزاي مفكرتش في حالتك الصحية واللي أكيد حملك هيأثر عليها وعلى قلبك.
إبتسمت وهي تمد يدها تضعها على وجنته قائلة:
أنا خلاص بقيت كويسة يامؤيد وزي ما الدكتور قاللى دى كانت حالة نفسية أكتر منها صحية وكان سببها بعدك عنى لكن أول ما رجعتلى وبقينا مع بعض من تانى والحالة دى مبقتش تجينى، والدليل على كدة إن آخر مرة جتلى الحالة فيها كانت ليلة ما كتبنا كتابنا.
عقد حاجبيه قائلا:
أمال خايفة من إيه ياحبيبتى؟

أنزلت يدها وهي تطرق برأسها قائلة بتوتر حزين:
خايفة مقدرش أديله كل الحاجات اللي حلمت أديهاله وأعيشها معاه، خايفة معرفش أكون أم يامؤيد.
رفع ذقنها بيده لتواجهه عيناها القلقتان ليقول بإبتسامة حانية:
من الناحية دى اطمنى خالص، اللي قدرت تدى طفلة عدوتها كل الحنان والحب والرعاية اللي انتى بتديهم لريم، مستحيل تقصر مع طفلها يالين، انتى أحسن أم لولادى ياحبيبتى.

تأملت عيناه الحانيتان بإبتسامة إرتياح منحتها إياها كلماته، قبل ان تضع رأسها مجددا على خافقه ليضمها بحنان بينما هي تستمع لخفقاته التي تصرخ بعشقها لتسمعها هي، بوضوح.

إنطلقت جورية على صهوة مهرتها بينما كان خالد يسابقها على ظهر جواده الأسمر، ليسبقها بالفعل و يصيبها بالحنق، حتى وجدته يتجه بسرعة إلى مكانها المعتاد والذي كانت تذهب إليه كلما ضاق صدرها بالماضى، ليزول حنقها وسط حيرتها تتساءل كيف عرف بهذا المكان، توقف خالد عندما وصل لتلك الشجرة الكبيرة وترجل من على جواده وهو يربطه بجزع الشجرة، بينما هدأت هي من سرعة مهرتها حتى توقفت تماما بجواره، إتجه نحوها يحملها من فوقه وينزلها إلى الأرض، لتتسارع دقات قلبها وهي تشعر بقربه وكأنه ظل لها، أدرك خجلها الذي مازال حيا رابضا في عروقها رغم مرور مايزيد عن العام ونصف منذ زواجهما، ليبتعد قليلا تاركا لها مساحة صغيرة لتأخذ أنفاسها التي ضاعت في قربه، أخذ لجام المهرة وربطها إلى جوار جواده في جزع الشجرة، ثم إلتفت إليها عندما قالت بحيرة:.

إنت جايبنا هنا ليه ياخالد؟
أمسك بيدها يجلسها على العشب الأخضر الجميل، يقول بنبرات حانية:
إنتى عارفة المكان ده يبقى إيه؟
نظرت إلى عيونه بحيرة قائلة:
أنا عارفة بس إنت إزاي عرفت؟
إبتسم قائلا:.

في البداية مكنتش عارف، كان بالصدفة مكانى اللي بحس فيه بالراحة وفى مرة كنت جاي هنا وشفتك هنا، جنب الشجرة دى ومن وقتها وانا حسيت ان المكان ده مكانا سوا، وخليته شاهد زي مهرة على كل كلمة جوة في قلبى كانت ليكى وكل دقة كمان.
نظرت إليه بعشق، لتتسع إبتسامته وهو يمد يديه يحفر بجوارهما وسط حيرتها، حتى أخرج صندوقا منحه إياها قائلا:.

في الصندوق ده كل لحظة حب كانت في قلبى ليكى، كل كلمة حبيت أقولهالك، في الصندوق ده قصة عشقى ليكى ياجورى.

نظرت جورية إلى الصندوق قبل ان تمد يدها وتفتحه لترى العديد من الرسائل، نظرت إليه في دهشة، فأومأ لها برأسه، فأمسكت تلك الرسائل تجرى عيناها على كلماتها ومابين الكلمة والكلمة كانت تذوب في العشق من جديد، تغشى عيونها دموع السعادة وهي ترى كم أحبها فهد وكم عبر عن مشاعره بكلمات تذيب القلب، أمسكت إحدى رسائله تقرأها بقلب تتسارع دقاته قائلة بهمس:
، وما العشق إلا حروف إسمها العذب الرقيق، زهري الورود.

يطوف قلبى حولها، يخبرها أنها غايتى في الوجود
تتوقف دقاتى عن الخفقان إن غابت وبعودتها للحياة تعود
يمنحنى عشقها أجنحة فأحلق في سماء العشق بلا حدود
ليكمل معها تلك الكلمات الساحرة وهو يقول بهمس عاشق:
أشعر معها أنى مكتملا، ودونها يصبح كيانى غير موجود
نظرت إليه بعيون دامعة قائلة:
كل الكلام ده لية أنا؟
وضع يده على قلبها يقول بحنان:
قلبك بيقولك إيه ياجورى؟
إبتسمت من وسط دموعها قائلة بسعادة:.

بيقولى إنى إتجوزت أرق وأحسن راجل في الدنيا.
إبتسم بسعادة وهو يشعر بدقات قلبها المتسارعة عشقا، تتوافق مع دقاته، ليرفع يده يمسح دموعها برقة قبل أن يترجم عشقه بأن مال آخذا شفتيها بين شفتيه قى قبلة رقيقة خلدت تلك اللحظة الأسطورية لقصة عشق عجز عن محوها النسيان.

إجتمعوا حول النيران في ليلة شتوية رائعة، جلس كل زوجين بجوار بعضهما البعض، ليستمعا إلى كلمات الجد وهو يتلو تلك الأشعار الرائعة من كتاب يمسكه بين يديه بعنوان(في عشق جوريتى، وردتى الحمراء)..

ليتوقف عن القراءة فجأة وهو يتأمل محيطه بنظرة راضية، فها هي حفيدته قد عادت تقبع راضية سعيدة بجوار زوجها خالد الذي يضمها إلى جواره بإحدى ذراعيه، بينما ينام طفلهما فهد قرير العين في مهده بعد أن أطلت جورية عليه لتطمأن على وليدها منذ قليل وفى طريقها إطمأنت على لورين إبنة ليلة والتي تنام بدورها في سلام، وتأكدت من أن ريم نائمة كالملاك، تلك الطفلة الرائعة والتي تناديه جدى عزيز فتذكره بجورية في صغرها، وها هم أحفاده الآخرون والذين صاروا جزءا من عائلته، يشعر تجاههم بكل الحب والرضا وهم يبدون بدورهم في قمة العشق والسعادة، مؤيد الذي يجلس ضاما لين إلى جواره وفراس الذي يمسك بكف ليلة يتخلل أصابعها بأصابعه لا يترك يدها أبدا، في حركة باتت ملازمة له، وكأنه يتأكد بها دائما من أن ليلة معه، وإلى جواره، ولن تتركه أبدا، ليبتسم الجد براحة وهو يمسك بيد زوجته جليلة التي تجاوره بدورها، يتخلل أصابعها بأصابعه لتنظر إليه بعشق مبتسمة بينما تأملها بحنان قبل أن تعود عيناه إلى هذا الكتاب الذي ضم بين جنباته أشعار الحب التي كتبها فهد لجورية وضمت أيضا بعض أشعار خالد، ليعتقد في نفسه من روعة الكلمات أن خالد قد يعتزل العمل في شركته ويتفرغ تماما للكتابة، ليبتسم لتلك الفكرة وهو يقول بصوت رخيم ملئ بالمشاعر.

، قد كنت تائه بين الدروب، لا وطن لى ولا كيان
، فإذا بها تصبح طوق نجاتى، ودليل العقل والوجدان
، صارت ملهمتى، جوريتى الحمراء ذات القلب الرائع الفتان
، لم أنساها يوم بل راودت أحلامى، ذكرياتى، وكل مكان
حتى عادت إلى، عادت إلى حياتى فاتنتى، زهرة البستان
فلم يعد وادينا، واد للذكرى أو الحزن ولم يعد رمزا للفقدان
بل صار وادينا واد للعشق، للراحة، وأصبح حقا وادى النسيان.

، ففيه أنسى كينونتى بين ذراعيها وأشعر فقط أنى أسكن
الجنان.
تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 5 من 11 < 1 4 5 6 7 8 9 10 11 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1767 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1273 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1324 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1138 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2074 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، وادي ، النسيان ،












الساعة الآن 12:20 PM