رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل الرابع عشر
لو فاكرة انوا كلامك ده هيأثر فيا تبقي غلطانه، انتي ليا يا سالي وانا عمري مهسمحلك تبعدي عني... تراقص داخلها سعادة بسبب كلماته تلك، اصرارها عليها يجعلها تشعر بقيمتها عنده، ضغطت على نفسها حتى لا تظهر السعادة على ملامحها... براحتك، بس بكره لما تشوف قرار الخلع بلاش تطلع جنانك عليا... اعتصر قبضة يده بقوة قائلا بتوعد: متستفزنيش يا سالي... انا مش بستفزك، انا بفهمك اللي هيحصل...
اقترب منها عدة خطوات حتى أصبح قريبا جدا منها، رمقها بنظرات ساخرة ثم قال بجدية: اعملي اللي انتي عاوزاه يا سالي، انتي ليا، برضاكي او غصبا عنك... خرج بعدها من الفيلا... تقدمت علياء من سالي وهي تقول بجدية: بيحبك وتبقي غبية لو ضيعتيه من إيدك... استدارت سالي ناحيتها قائلة بجدية هي الاخرى: وانا كمان بحبه، بس لازم اخد حقي منه الاول...
بعد مرور عدة ايام دلفت رزان الى مكتب وسام بعد ان طرقت الباب، تقدمت ناحيته ليهتف بها: خير، عاوزة ايه...؟ عاوزة اتكلم معاك فموضوع مهم... قالتها وهي تجلس قبالته ليسألها بتعجب: موضوع ايه...؟! اجابته رزان: إدارة الشركة، لازم تبقى بيني وبينك، متنساش انوا انا المسؤولة عن اسهمي انا وسالي، يعني انت النص وانا النص، يبقى انا من حقي أدير الشركة معاك... طبعا، محدش يقدر يقولك غير كده...
صمتت ولم تعقب وصمت هو الاخر للحظات، تحدث بعدها متسائلا: هو انتي ليه عملتي كده معايا يا رزان، ليه مطلبتيش مني اساعدك بدل ما تضحكي عليا...؟ اجابته رزان بجدية: عشان مكنتش هتساعدني يا وسام... مين قال كده...؟ بلاش نضحك على بعضنا يا وسام... نهضت من مكانها وي تقول بأسف: انا بعتذر منك يا وسام لو خدعتك، بس انا كنت مضطرة لده...
هز وسام رأسه بتفهم بينما خرجت رزان من المكتبه تاركة اياه يتابعها بنظرات تملؤها الحيرة...
كان يسير ذهابا وإيابا وهو يقول بغيظ: الهانم لسه مصرة عالطلاق، انا مش عارف اعمل معاها ايه... اهدي يابني وفكر بعقل... قالها هاني بجدية محاولا امتصاص غضبه الا انه هتف به بغيظ: مش قادر يا هاني، انت مشفتش هي بقت مستفزة ازاي... طب اقعد وخلّينا نتكلم بهدوء... جلس مازن على الكرسي المقابل له وهو يقول بضيق: اتكلم... سالي بتحبك يا مازن، انا متاكد من ده، بس هي مجروحه منك، لازم تراعي ده شوية...
تنهد مازن بقوة وهو يقول: انا مراعيها والله، بس كمان انا تعبت منها ومن عنادها، انا بجري ورآها طول الوقت وبترجي فيها... تطلع هاني اليه بحيرة ولم يعرف ماذا يقول له، نهض مازن من مكانه ليسأله هاني بتعجب: رايح فين دلوقتي...؟ اجابه مازن بجدية: راجع البيت، عاوز ارتاح شويه... ده انت جيت من شوية... معلش يا هاني، عاوز اقعد مع نفسي وأفكر شوية... براحتك...
كانت جالسة امام التلفاز تتابع احد البرامج التلفزيونية بملل شديد حينما اقتربت رزان منها وجلست بجانبها... تحدثت رزان متسائلة: مالك يا سالي...؟شكلك مدايقة...؟! اجابتها سالي بجدية: مفيش بس تعبانه شوية... من ايه...؟ سألتها رزان بقلق لتجيبها سالي: عندي صداع... خدتي دوا... هقوم اشرب دلوقتي... هزت رزان رأسها ثم التزمت الصمت وهي تتتابع سالي بنظراتها... عادت وسألتها: انتي مدايقة عشان مازن...؟ وهدايق ليه...؟
بلاش تكذبي عليا يا سالي، انا عارفة انك بتحبيه... زفرت سالي انفاسها بضيق وهي تقول بحنق: هو للدرجة دي باين عليا اني بحبه... بصراحة اه... اردفت رزان بجدية: طالما بتحبيه كده ارجعيله، ليه تعذبي نفسك كده وتعذبيه معاكي...؟ اجابتها سالي: هرجعله يا رزان، بس مش دلوقتي، لما يحس بقيمتي، ويعرف انوا انا معدتش زي الاول... براحتك يا سالي...
قالتها رزان بابتسامة وهي تربت على كتفها لتبتسم سالي هي الاخرى ثم تنهض من مكانها لتجلب الدواء لها... عادت سالي بعد ان شربت الدواء لتجد رزان تتحدث في الهاتف، اغلقت رزان الهاتف ووجهت حديثها اليها قائلة: الدكتور محمد اتصل بيا يا سالي... بجد عاوز ايه...؟ سألتها سالي باستغراب لتجيبها رزان: بيقول انه هينزل مصر الاسبوع ده، عشان تجهزي للعملية... يااه تصدقي كنت ناسياها... ودي حاجة تتنسي يا سالي...
في صباح اليوم التالي اوقف مازن سيارته وهبط منها ليجد سالي تخرج من الفيلا، تقدم ناحيتها لتتأفف بضيق وهي تقول: خير...؟ جاي ليه...؟ اجابها ببرود: جاي عشان اشوف مراتي واطمن عليها، من حقي... انا بخير يا سيدي، تقدر تتفضل وتروح... اعتصر قبضة يده بقوة حتى لا ينفعل عليها، تحدث ببرود مصطنع: حبيبتي يا سالي، للدرجة دي واحشك، ايه الترحيب الحار ده... ابتسمت بسخرية وهي تقول: اه تخيل، كنت هموت وأشوفك...
تنهد بصمت وقال: هنفضل كده لحد امتى يا سالي...؟ ارتبكت سالي من سؤاله، حاولت استعادة رباطة جأشها وهي تقول: يعني ايه...؟ كلامي واضح يا سالي، مش محتاج تفسير... انا قلت اللي عندي... قالتها بإصرار ليزفر بضيق: كفاية يا سالي انا تعبت... وانا بقولك طلقني... مش هطلق، انا بحبك... وانا بحب واحد تاني وعاوزه اتجوزه... تصنم في مكانه مما قالته، هل تجرأت وقالت انها تحب اخر امامه، ضغط على كف يده بقوة وهو يقول:.
لو سمعتك بتقولي كده مرة تانيه قدامي مش هرحمك... انا خلاص يا مازن اتغيرت، قررت انسى الماضي وابدأ من جديد، انا محتاجة الغي الماضي ده، وعشان كده لازم اطلق منك... يعني انتي مصرة يا سالي...؟ سقط قلبها أسفل قدميها خوفا من ان يفعلها ويطلقها... بردوا مش هطلقك، حتى لو اصريتي لاخر عمرك... في هذه الأثناء توقفت سيارات الشرطة امامهم وخرج منها عدة الضباط، تقدم احد لضباط متسائلا: انت مازن الشربيني...؟ ايوه...
خير يا حضرة الضابط، فيه ايه... سألته سالي بقلق ليجيب الضابط موجها حديثه لمازن: انت متهم في الشروع بقتل حامد الشناوي، بعد ما لقينا تسجيل ليك وانت بتهدده بده... قبض الضابط على مازن وادخله الى سيارة الشرطه تحت انظار سالي التي ركضت بسرعة ناحية الفيلا...
دلفت سالي الى الفيلا بخطوات راكضه وهي تصرخ ببكاء: رزان، ألحقيني... انتفضت رزان من مكانها والتي كانت تتناول فطورها بجانب وسام وفادي وركضت نحوها... فيه ايه يا سالي..؟ مالك..؟ مازن، قبضوا عليه... ليه...؟ سألتها بصدمة لتجيبها بانهيار: بيقولوا انوا قتل جدي.. فيه الخير والله... قالها فادي بسخرية لترمقه رزان بنظرات حادة ثم تتقدم ناحية سالي مهدئة من روعها: اهدي يا حبيبتي، اكيد في حاجة غلط... تحدث وسام بشفقة:.
اهدي يا سالي، اكيد فيه حاجة غلط... عاوزة اروحله... قالتها سالي بضعف لتهز رزان رأسها موافقة على ما قالته وهي تقول: حاضر يا حبيبتي هاخدك هناك... استني، انا هاخدكم، مينفعش تروحوا وحدكم هناك... اخذ وسام كلا من رزان وسالي الى مركز الشرطة... بعد حوالي ساعة من الانتظار خرج المحامي من مكتب الضابط وهو يقول:.
تم حبسه على ذمة التحقيق، للاسف ليه تسجيل ليه وهو بيهدد حامد بيه والشرطة مصدقت لاقت حاجة اخيرا في القضية دي... انهارت سالي على الكرسي وبدأت تنتحب بشدة، جلست رزان بجانبها تواسيها بينما هز وسام رأسه بأسف شديد... بعد لحظات خرج مازن من غرفة التحقيق لتنتفض سالي من مكانها وتتوجه ناحيته... تحدث مازن بلهفة: سالي انا بريء والله، انا هددته اه بس مقتلتوش... مصدقاك يا مازن، مصدقاك والله...
سار مازن خلف الضابط وهو يتطلع خلفه نحو سالي التي تبكي بالم شديد.
مرت اسبوعين ومازن داخل السجن، وسالي منهارة و تبكي طوال الوقت... دلفت رزان اليها وهي تحمل صينية الطعام لتجدها كما هي جالسه على سريرها تحتضن جسدها بيديها وتبكي... جلست بجانبها بعد ان وضعت الصينية على الطاولة، احتضنتها وهي تقول بحنان: كفاية عياط يا سالي بقىً، هتموتي من العياط... مش قادرة يا رزان... مسحت رزان دموعها بكفي يدها ثم حملت الصينية ووضعتها امامها وهي تقول: طب كلي شوية عشان خاطري...
مش قادرة... عشان خاطري يا سالي... فجأة اقتحمت علياء الغرفة وهي تقول بلهفة: مازن يا سالي، واقف بره... انتفضت سالي من مكانها وخرجت راكضه من غرفتها لتجده امامها، ركضت اليه واحتضنته بقوة، بادلها حضنها وهو يقبل رأسها بشوق ولهفه، ابتعدا عن بعضهما اخيرا ليهتف بها: وحشتيني، وحشتيني اكتر مما تتخيلي... وانت وحشتني اكتر... سامحتيني با سالي، قولي انك سامحتيني... سالي بحب: سامحتكَ من زمان...
يا ريتني كنت اتحبست من زمان... ابتسمت بحب بينما تقدمت رزان قائلة بسعادة حقيقية: حمد لله على سلامتك... اجابها مازن بابتسامة: الله يسلمك... خرجوك ازاي...؟! سألته سالي ليجيبها مازن: ملقوش ادلة كافية عليا فاخلوا سبيلي.. ابتسمت سالي براحة بينما قال هو: مش يلا بقىً... يلا ايه...؟ سألته سالي بعدم فهم ليجيبها: مش يلا نرجع بيتنا... سالي بخجل: انت مستعجل ليه...؟ حرام عليكي يا سالي، انا مستني بقالي كتير...
تمام هروح اجهز هدومي واجي معاك... تنهد مازن براحة فهاهو اخيرا استعاد سالي بعد معاناة طويلة معها..
اتفضل يا دكتور محمد، اقعد... جلس محمد امامها وهو يسألها: امال مدام سالي فين...؟ سالي راحت مع جوزها، سافروا يومين يغيروا جو...
تنهد محمد بصمت ثم قال بجدية: انا عاوزك فموضوع مهم... موضوع ايه...؟ سألته بعدم فهم ليجيبها بعد تردد: هخش فالموضوع على طول، انا امي اسمها ماجدة صفوان احمد... انتفضت سالي من مكانها وهي تطالعه بعدم تصديق، أيعقل ان يكون الدكتور محمد أخاها من أمها، هزت رأسها بعدم تصديق وتكورت الدموع داخل عينيها... في نفس الوقت رن الجرس لتفتح الخادمة الباب، اقتحم الشرطة المكان ليتحدث احدهم قائلا: فين رزان الشناوي...؟
اشارت له الخادمة نحو صالة الجلوس ليدلف الضابط اليها ويتحدث قائلا: آنسة رزان انتي مطلوب القبض عليكي بتهمة قتل جدا حامد الشناوي...
رواية عروسي المشوهة للكاتبة سارة علي الفصل الخامس عشر والأخير
كان وسام يقود سيارته متجها الى الشركة حينما رن هاتفه، اخرجه من جيبه وأجاب عليه ليأتيه صوت علياء الباكي وهي تخبره بما حدث، اوقف سيارته بجانب الطريق وهو يحاول استيعاب ما يسمعه، اغلق الهاتف ورماه بجانبه ثم قاد سيارته متجها الى مركز الشرطة...
وصل بعد حوالي نصف ساعة ليهبط من سيارته ويركض بسرعة ناحية المركز، حاول اقتحام مكتب الضابط الذي يحقق معها الا ان احد الضباط منعه من هذا، وقف بجانب المكتب وهو يشعر بقلق وتوتر شديدين من اجلها، بعد حوالي نصف ساعة اخرى خرج المحامي وهو يهز رأسه بأسف شديد، تقدم وسام ناحيته بسرعة متسائلا: عملت ايه...؟ اجابه المحامي:.
للاسف فيه ادلة كتير ضدها، أهمها انها هددت حامد بيه انها تقتله باعلى صوتها وبشكل علني، كمان هروبها وقت الحادثه وسفرها بره وعودتها بعد موته زودت الشكوك... يعني ايه...؟ يعني هتتحبس...؟ للاسف حاولت اخرجها بس منفعش... في هذه الأثناء خرجت رزان من مكتب التحقيق ليركض وسام ناحيتها وهو يهتف بها: متقلقيش يا رزان، مش هسيبك هنا، هخرجك يعني هخرجك... انا مقتلتوش يا وسام، انا هددته اه بس مقتلتوش...
كانت تتحدث بدموع لاول مرة يراها فيها، لم يحتمل ان يراها هكذا فاقترب منها واحتضنها بقوة وهو يهدئها قائلا: متقلقيش يا رزان، هعمل المستحيل عشان أخرجك براءه... قبض الضابط على ذراعها وسحبها خلفه بينما اقتحم وسام غرفة مكتب الضابط بعصبية شديدة وهو يقول: هو انتوا كل شوية قابضين على حد من العيلة وجايبيه هنا، بحجة انوا هدد المرحوم... الزم حدودك يا استاذ وسام، انت مش بتكلم موظف عندك...
قالها الضابط بتحدي وهو ينهض من مكانه مواجها له، تحدث وسام بجدية محاولا ان يسيطر على غضبه: رزان بريئة، مش معنى انها هددته تبقى قتله... لو بريئة يبقى هتخرج براءه، مع اني اشك فده، لانوا كل المؤشرات بتقول انها قتلته... زفر انفاسه بضيق ثم تطلع الى الضابط بنظرات كارهه، خرج بعدها من غرفة التحقيق وتوجه خارج مركز الشرطة باكمله وهو يعد نفسه ان يجد دليل براءتها بأسرع وقت...
قبضوا عليها، انت بتقول ايه... ايوه يا ماما، قبضوا عليها، وانا رحت معاها وفضلت هناك، لحد ما إبن عمها جه، اول مشفته روحت على طول قبل ميشوفني... انا لازم اروح هناك... قالتها ماجدة بلهفة ليمنعها بسرعة: تروحي فين يا ماما، مينفعش... يعني ايه مينفعش، انا قلت هروح يعني هروح... طب استني اتصل بيهم الاول وافهم حصل معاها ايه... انا مش قادرة استنى... قالتها وهي تتجه خارج الشقة ليوقفها متسائلا: طب هتروحي فين...؟
اجابته وهي تخرج: هروح في القصر عندهم اشوف بيحصل ايه هناك...
كان مازن يقود سيارته بتوتر شديد وسالي جانبه تبكي بقوة، لقد عادوا من سفرهم قبل ساعتين، لتتصل علياء بسالي وتخبرها بما حدث مع رزان، انهارت سالي فورا وطلبت من مازن ان يأخذها الى منزلهم... وبالفعل هاهو يتجه بها الى هناك... اوقف مازن سيارته بجانب القصر فهبطت سالي منها بسرعة وتوجهت الى داخل الفيلا... رنت جرس الباب لتفتح الخادمة لها الباب، اقتحمت المكان وهي تصرخ: دادة علياء، انتي فين...؟
ركضت علياء ناحيتها وضمتها بقوة لتنهار سالي بين أحضانها باكية، تقدم مازن الى الداخل ايضا، اتجه الجميع الى صالة الجلوس فجلست سالي بجانب علياء وهي تحتضنها وتبكي بين أحضانها، اما مازن فجلس على الكنبة المقابله لهما وكان هناك فادي ايضا... طب هما حبسوها دلوقتي... تسائل مازن ليجيبه فادي: ايوه، بيقولوا كل الأدلة ضدها... تحدثت سالي من بين بكاءها: رزان مستحيل تعمل كده، مستحيل تقتله...
فجأة اقتحم وسام المكان وهو يهتف صارخا: فادي... انتفض فادي من مكانه متسائلا فيه ايه... تقدم ناحيته قابضا على قميصه وهو يهتف به: ارتحت دلوقتي، لبست التهمة لغيرك وارتحت... انت بتقول ايه، انت اتجننت... قالها فادي وهو يدفعه بعيد عنه بينما نهضت سالي وعليا ومعهما مازن وهم يتطلعون اليهم بعدم فهم... ابتعد وسام عنهم قائلا: اتجننت، اتجننت عشان بقول انك انت اللي قتلت جدي... ايه اللي انت بتقوله ده يا وسام...
حدثته سالي بصوت متحشرج ليجيبها وسام: ايوه يا سالي، أخوكي هو اللي قتل جدك... ثم استدار ناحية فادي: مش انت بردوا اللي جيت وطلبت مني اني اقتله معاك... شهقت سالي بصدمة بينما تحدث فادي بخوف: انا قلت اه بس ده مش يعني اني القاتل... عالعموم قول الكلام ده للشرطة لانوا انا سجلت كلامك ليا ساعتها وهوريه للشرطه... ايه... صرخ فادي بعدم تصديق بينما تحدثت علياء بصوت جهوري: لا فادي مقتلوش، فادي ميقتلش...
وانت عرفتي منين...؟ قالها وسام بسخرية لتجيبه علياء: عشان انا اللي قتلته... ايه... صرخ سالي بعدم تصديق ثم قالت بدموع: انتي بتقولي ايه يا داده... ايوه انا اللي قتلته يا سالي، انا اللي سميته، طلبت من الشغالة تحطله السم كل يوم فالاكل، والكلأم ده من ساعة جوازك من مازن... ليه، ليه عملتي كده...؟ سألها وسام لتجيبه بمراره: عشان ان لازم انتقم منه... ليه يا دادة، تنتقمي منه ليه...؟ عشان حرمني من ابني...
تطلع اليها الجميع بدهشه بينما اكملت ببكاء: ايوه، فادي يبقى ابني، ابني اللي انحرمت منه طول عمري... اتسعت عينا فادي بعدم تصديق وهو يستمع الى ما تقوله، ايعقل ان تكون علياء مربية سالي هي والدته... لم تكن صدمة سالي ووسام ومازن باقل منه، انهارت علياء على الكنبة وهي تنتحب بقهر... انتي كدابه، انا امي ماتت، ماتت من زمان... قالها فادي بملامح ذابله لتهز رأسها نفيا وهي تقول من بين دموعها:.
لا مماتتش، انا أمك وعايشة... ازاي...؟! سألها فادي لتجيبه:.
كنت فقيرة زمان وأبوك حبني واتجوزني قبل ما يتجوز ام سالي، حامد كرهني من اول يوم وحاربني، لغاية ما هددني انوا هيقتلك لو مطلبتش الطلاق وبعدت عن ابنه، طبيت الطلاق وأطلقت، ولما ابوك مات اترجيته انوا يساعدني لاني كنت فقيرة ماديا جدا، انا بصراحة كنت عاوزة اقرب منكِ باي طريقة، ولقيت دي فرصتي، وفعلا قرر انوا يخليني داده لسالي، مش حبا فيا بس عشان سالي كانت مشوهة وكان فاكر اني هعيش حياتي فرعب وخوف منها، مكنتش اشوفك الا نادرا ومن بعيد، اتحرمت منك سنين طويلة بسببه، ولما شفت تعذيبه ليك ولسالي اللي بعتبرها بنتي ولبقية أحفاده، قررت اني اتخلص منه، أنقذكم من جحيمه وبنفس الوقت انتقم منه...
ما ان اكملت كلامها حتى اندفع فادي خارجا من الغرفة متجها خارج الفيلا باكملها، بينما انهارت علياء تبكي لتنهض بعدها وهي تقول لوسام: خدني عشان اعترف بجريمتي واخرج رزان، هي ملهاش ذنب... تطلع وسام اليها بشفقة ولم يعرف ماذا يفعل، كان يراها ضحية أكثر مما هي قاتلة، تحدث اخيرا قائلا بجدية: خليكي انتي هنا ومتعمليش حاجة دلوقتي، انا هحاول اثبت براءة رزان، من غير ما احتاج ليكي...
بعد مرور اسبوعين كان وسام يقف امام مصلحة السجون بانتظار خروج رزان بعد ان ثبتت براءتها اخيرا، وصل ايضا كلا من مازن وسالي... خرجت رزان اخيرا من السجن لتركض سالي ناحيتها وتحتضنها بلهفة، ضمتها رزان بقوة مبادلة اياها حضنها... وحشتيني، حمد لله على سلامتك... وإنتي اكتر... ابتعدا عن بعضهما بعد لحظات ليتحدث وسام قائلا بنظرات متلهفة: حمد لله على سلامتك يا رزان... شكرا يا وسام... تحدث مازن الاخر:.
حمد لله على سلامتك... الله يسلمك يا مازن... اكيد تعبانه دلوقتي، خلينا نروح البيت فورا... قالتها سالي لتجيبها رزان بإرهاق: فعلا تعبانة اووي... يلا بينا... قالها وسام وهو يتجه ناحية سيارته بينما ذهبت رزان مع مازن وسالي التي رفضت ان تتركها ابدا... بعد حوالي ساعتين كان الجميع جالسا يتناولون طعامهم ومعالم السعادة بادية على وجوههم... تحدثت رزان متسائلة: امال فادي فين، مشفتهوش يعني...
ابتلعت سالي ريقها بتوتر بينما اجابها وسام بجدية: منعرفش... يعني ايه... سألته رزان بعدم فهم لتجيبها سالي بخفوت: اختفى فجاة، من ساعة ما... ساعة ايه، متتكلموا... هنا تحدث وسام وأخبر رزان بكل شيء، بدءا من معرفتهم بان علياء هي القاتلة انتهاء بخروج فادي واختفاءه لأكثر من اسبوعين... تطلعت رزان اليهم بصدمة محاولة استيعاب ما يقولونه، هزت رأسها بعدم تصديق وهي تتسائل: انتوا بتتكلموا بجد ولا بتهزروا... لا بجد...
قالها وسام بجدية لتتطلع اليها بنظرات حائرة... ربتت سالي على كتفها وهي تقول: كلنا انصدمنا زيك يا رزان، الصدمة كانت كبيرة علينا... هزت رزان رأسها بتفهم ثم نهضت من مكانها مخبرة اياهم انها ستتجه الى غرفتها...
مساءا طرقت رزان باب غرفة مكتب جدها ودلفت الى الداخل لتجد وسام هناك والدي ابتسم ما ان رأها، ابتسمت له وهي تجلس على الكرسي المقابل له... ترك وسام الملف الموجود بين يديه واخذ يتأملها كانت تبدو متوترة من امر ما... مالك يا رزان...؟ عاوزة تقولي حاجة...؟! تسائل وسام بجدية لتجيبه رزان: انا عاوزة اشكرك يا وسام، لولاك مكنتش خرجت براءه... متقوليش كده يا رزان، احنا ولاد عم، يعني دم واحد...
تطلعت رزان اليها بصمت بينما أردف متسائلا: بقيتي احسن دلوقتي..؟ بحاول استوعب كل اللي حصل بس مش قادرة... قالتها بالم ليتنهد وسام بصمت ثم يقول: عارف الموضوع صعب بس لازم نتقبله، امال سالي تعمل ايه...؟ وسام انا عاوزة اقولك موضوع مهم... ايه...؟ سألها بقلق لتجيبه بتردد: امي رجعت... عارف... عرفت منين...؟! سألته باستغراب ليجيبها: مهي جت هنا وشافت سالي... انتفضت من مكانها قائلة: بتقول شافت سالي، ازاي تتجرأ وتجي هنا...
اهدي يا رزان واسمعي... اهدى ايه، هي عاوزة مننا ايه اصلا، هي مش اختارت تبعد عننا... على فكرة الست طلعت مظلومة... يا سلام، مظلومة... قالتها بسخرية ليقول وسام بضيق: ممكن تقعدي وتسمعي... جلست رزان على مضغ بينما اخذ وسام يسرد لها ما قالته ماجده بعد ان عرفه من مازن...
فلاش باك جلس مازن بجانب سالي وهو يربت على يدها بصمت، تحدث قائلا بقلق: شكلك تعبانه اوي يا سالي، ايه رأيك تنامي...؟! اجابته سالي بدموع: انا تعبانه فعلا، مش عارفة اعمل ايه، رزان فالسجن، ودادة علياء هتتحبس... متقلقيش، رزان هتخرج عشان هي بريئة ودادة علياء اكيد وسام مش هيبلغ عنها، هي متستحقش ده... أردف قائلا بسخرية: لا وسام ولا اي حد فيكم زعلان عشان موت الراجل ده، يعني محدش يفكر يبلغ عنها...
تفتكر الموضوع سهل كده...؟! سألته ليجييها: باذن الله هيكون سهل... مسحت دموعها باناملها بينما سمع الأثنان صوت جرس الباب يرن، جاءت اليهم الخادمة بعد لحظات لتخبرهم بوجود ضيوف في غرفة الاستقبال، اتجه مازن وسالي هناك ليجدا محمد وبجانبه ماجده والتي انتفضت ما ان رأت سالي... تقدمت سالي وهي تقول: اهلا دكتور محمد...
تطلع مازن اليها بغيظ ما ان رأي محمد ومدى وسامته بينما تقدمت ماجدة ناحيتها بلهفة دون ان تستطيع السيطرة على نفسها: سالي بنتي... تراجعت سالي الى الخلف قابضة على ذراع مازن الذي تطلع الى المرأة امامه بعدم فهم... نهض محمد من مكانه قائلا: سالي ممكن نتكلم شوية... هزت سالي رأسها نفيا فهتف بها مازن: سالي، اهدي يا حبيبتي... سالي انا أمك، متخافيش مني...
قالتها ماجدة بتوسل ورجاء لتهز سالي رأسها نفيا والدموع تهطل من عينيها بغزارة... سالي خليها تحكي من فضلك... قالها محمد برجاء لينهره مازن: وانت ايه علاقتك فالموضوع ده، دي مشاكل عائلية... انا ابقى ابن الست دي يعني اخو سالي... صمت مازن ولم يعقب ثم قبض على يد سالي واجلسها على الكنبة وجلس بجانبها ثم طلب من محمد وماجدة ان يجلسوا... تنهد محمد ثم تحدث بجدية:.
انا كنت عارف انكم اخواتي من ساعة مبعتوا الملف الطبي، عرفتكم فورا، طلبت من الدكتور اني اتولى عمليتك يا سالي عشان تكون فرصة ليا اقرب منكم... أردف قائلا: والدتي عاوزة تحكيلك كل حاجة، عاوزة تفهمك، اسمعيها من فضلك... هنا انتفضت سالي قائلة ببكاء: افهم ايه، افهم انها سابتنا واحنا أطفال صغيرين عشان نلاقي نفسنا فجأة من غير ام، افهم انها حرمتنا من حنان الام واتخلت عننا...
انا متخلتش عنكم بإرادتي، انا انجبرت على ده... قالتها ماجدة بدموع ثم استرسلت في حديثها قائلة:.
انا هحكيلك كل حاجة، انا قابلت ابوكي وكنت ساعتها مطلقة وعندي طفل صغير هو محمد، حبينا بعض واتجوزتي غصبا عن ابوه، عشنا حياتنا بعيد عنه، لغاية ما ابوكي مات، ساعتها جه وهددني انوا لازم اسيبكم ليه وابعد عنكم، انا رفضت اني أتخلى عنكم، قام هو خطف محمد ابني وهددني انوا هيقتله لو مسبتش البلد كلها، اضطريت أنفذ كلامه، بعتكم ليه وخدت محمد وهربت من البلد، مكانش قدامي حل تاني...
سبتينا ليه بالسهولة دي، ضحيتي بينا، تخليتي عنا، انتي عارفة احنا عشنا ازاي، احنا عشنا فجحيم، عارفة عشنا ازاي بعد ما عملت الحادثة واتشوهت، وانتي هتعرفي منين، مانتي كنتي عايشة مع ابنك فامان الله... انا اتعذبت اوي فبعدكم... قالتها ماجدة بالم الا ان سالي نهضت من مكانها قائلة: كلامك وتبريراتك ملهاش معنى يا ماجدة هانم، عن إذنك انا تعبانه وعاوزة ارتاح شوية...
قالت سالي كلماتها تلك وخرجت من الغرفة متجهه الى غرفة نومها بينما اعتذر مازن منهم نيابة عنها... باك.
ما ان اكمل حديثه حتى قهقهت رزان بصوت عالي ثم قالت: والمفروض اني اسامحها بعد اللي قالته ده...؟! يا رزان... قاطعته: ده مش مبرر، هي سابتنا سنين طويلة مع جد مفيش فقلبه رحمه، تخلت عننا عشا خاطر ابنها، خليها تشبع بيه بقى، جايه عاوزة مننا ايه... اردفت بعدها قائلة: من فضلك انسى الموضوع ده يا وسام، وبلاش نفتحه تاني، الست دي مكانش ولا هيكون ليها دور فحياتنا...
قالتها وهي تنهض من مكانها متجهة الى الخارج الا انه استوقفها صوت وسام وهو يسألها: تتجوزيني...؟! استدارت ناحيته وهي ترمقه بنظرات غير مصدقة: العمر مفاضلش فيه كتير يا رزان، نتعب نفسنا ليه، خلينا نتجوز... ياريت كان عندي ثقة كفاية فيك يا وسام، بس انا بخاف منك... قالتها بصدق حقيقي ليقول بجدية: نجرب، مش هنخسر حاجة، مش يمكن خوفك يطلع مش فمحله...
تطلعت اليه بعدم اقتناع بينما تنهد وسام وهو يدعو ربه ان توافق على طلبه فهو يريدها ولا يريد شيء اخر غيرها...
بعد مرور اسبوعين اخرين في المستشفى وتحديدا في احدى الغرف الخاصة كانت سالي ترقد على سرير المشفى بعد ان اجرت العملية، بجانبها يجلس مازن ممسكا بيدها، ويجلس حوليها وسام ورزان وريم ووالدة مازن... كان الجميع يتحدثون سويا بمرح وسعادة فعملية سالي نجمت بامتياز...
سمعوا طرقات على الباب يتبعها دخول الدكتور محمد مبتسما وهو يسأل سالي عن احوالها، لقد اصرت سالي ان يجري هو لها العملية كونها ارتاحت له، وبالرغم من معارضة رزان لهذا في بادئ الامر الا انها وافقت على مضغ خوفا على سالي... بعد ان تأكد م حمد من سلامتها استأذنهم خارجا وهو يرمي رزان بنظراته المترجيه مما جعلها تلكز وسام في ذراعه... فيه ايه...؟ هتف بها وسام حانقا لتقول له:.
بيبصلي بنظرات غريبة، فاكر اني هعطف عليه وعلى امه... متبقيش قاسية كده يا رزان... قالها وسام بنفاذ صبر لتضربه على ذراعه قائلة بغيظ: انا قاسية ولا انت اللي نحنوح... نحنوح...! فيه بنت تقول لخطيبها كده... قالها بصدمة شديدة بينما أشاحت هي وجهها بعيد عنه... في هذه الأثناء دلف فادي الى الغرفة فانصدم الحميع حالما رأوه خصوصا بذقنه الطويلة التي نمت... تقدم ناحية سالي قائلا:.
حمد لله على سلامتك يا سالي، عاملة ايه دلوقتي... انا بخير الحمد لله، انت عامل ايه يا فادي...؟ كويس الحمد لله... التفت اليهم جميعا قائلا: انا جيت عشان اطمن على سالي واودعكم... تودعنا... قالها وسام متسائلا ليجيبه فادي: انا قررت اسافر أمريكا واشتغل هناك... تطلعت اليه رزان بحزن شديد بينما تسائلت سالي بالم: ليه يا فادي...! متخليك معانا... حابب ابعد شويه وابتدي من جديد...
اقترب من سالي بعدها وقبلها من رأسها ثم قال: سامحيني يا سالي، انا مكنتش ليكي الاخ اللي بتحلمي بيه... مسحت دموعها وهي تقول: عمري مزعلت منك يا فادي انت اخويا الوحيد... ربت على كتفها بحب ثم ودع ماز وأسرته بعد ان أوصاه على سالي... اشوفك بخير يا ابن عمي... قالها وسام وهو يضمه بقوةً، ابتعد عنه بعدها وتقدم ناحية رزان التي بالكادداستطاعت ان تخفي دموعها... ضمها اليه وقبلها من رأسها ثم ابتعد عنها قائلا:.
سامحيني يا رزان... مسامحاك يا فادي... تنهد بارتياح ثم استدار لهم قائلا: اشوف وشكم بخير... خرج بعدها لتدلف ماجده بدلا عنه، انتفضت رزان من مكانها بعصبية وهمت ان تخرج الا ان يد ماجده أوقفتها وهي تقول: استني يا رزان، استني ارجوكي... المكان اللي انتي فيه انا مليش مكان فيه... سامحيني يا بنتي، سامحيني ارجوكي... مقدرش..
قبض وسام على ذراع رزان وجذبها خارج الغرفه بينما تقدمت ماجدة من سالي التي أشاحت بوجهها بعيدا عنها... انحنت ماجدة ناحيتها وهي تقول: حمد لله على سلامتك يا حبيبتي... ثم بدأت في البكاء، شعرت سالي بالشفقة من اجلها فاستدارت ناحيتها متسائلة: طب بتعيطي ليه دلوقتي...؟ سامحيني يا بنتي، سامحيني بالله عليكي... قالتها وهي تهم في تقبيل يدها لتبعدها سالي فورا وهي تقول بدموع: مسامحاكي، مسامحاكي يا ماما...
ضمتها والدتها بقوة ثم جلسا يتحدثان سويا، بعد حوالي ساعة ودعتها والدتها وخرجت وكذلك والدة مازن وريم... اقترب مازن منها قائلا بحب: وحشتيني... وحشتك ايه، منا قدامك طول الوقت... انتي بتوحشبني على طول... ابتسمت بخجل بينما أردف: بحبك... وانا بحبك... قالها وهو يقبل شفتيها برقة إذابتها سويا ثم احتضنها بشده ضاما اياها الى صدره.. تمت نهاية الرواية أرجوا أن تكون نالت إعجابكم