logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 16 < 1 2 3 4 5 6 7 8 16 > الأخيرة


30-01-2022 01:18 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10







t22043_2611

أتعلمين، كان علي أن أبقيك كما كنت، مجرد عاهره تلبي رغباتي، لكنني أخطأت خطأ كبير حينما منحتك اسمي. تغاضيت عن علاقتي السابقة بك. وعن حقيقتك ورضيت بك زوجة لي، تناسيت أنك مجرد خائنة حقيرة ضحت بصديقتها المقربة و طعنتها في ظهرها.
نسيت أن من يخون مرة يخون ألف مرة، وأن التي ترضى بمغتصب صديقتها زوجا تفعل أي شيء.
مقدمة الرواية

كان يحمل بندقية الصيد خاصته بيده وهو ينظر الى السماء في ترقب منتظرا الوقت المناسب ليقتنص فريسته ويوقعها في مصيدته...
ظل يراقب الطيور التي تطير بحرية في أفق السماء باحثا بينهم عن صيده الجديد حتى وجد ضالته بينهم اخيراً...
أغمض احدى عينيه وهو يوجه فوهة البندقية اتجاه ذلك العصفور الصغير الذي يرفرف بجناحيه متبعا رفاقه الذين سبقوه قليلا ثم ضغط على زناد بندقيته لتخرج الرصاصه منها باتجاه الهدف المحدد وقد نجح في اصطياده كالعاده...

نظرت الى ذلك العصفور الصغير الذي سقط ارضا وريشه يتناثر حوله بينما تقدم احد رجاله بسرعه لالتقاطه وضمه الى رفاقه الذين سبقوه... شبهت نفسها بذلك الطير فمنذ شهرين وهي تحوم وتخطط ظنا منها انها سوف تجد حريتها الضائعه اخيراً الا انه اصطادها بسهوله كما اعتاد ان يفعل لتجد نفسها تقع في قبضته التي لا ترحم ابدا... وفِي سجن لا يهدد حريتها فقط بل يهدد حياتها باكملها...

في كل مره يطلق فيها رصاصته تشعر بها تخترق صدرها بدلا من ذلك الطير... وما ان تسمع صوت إطلاق النار حتى تشعر بقلبها يهوى أسفل قدميها... وكأنه ينوي اصطيادها هي بدلا منهم... وكأنه يوجه فوهة سلاحه اتجاهها بدلا من توجيهها الى السماء...
كانت تجلس على كنبة خشبيه تسع شخصين يديها الاثنتين مقيدتين خلف ظهرها... مربوطتان بأحد الحبال المتينه وفمها مكمم بالكامل بشريط لاصق... سخرت من فكره تقييدها وتكميمها على هذا النحو ولم تجد لهذا التصرف اي داعي فهي بالتأكيد لا تفكر بالهرب او الصراخ وهو بنفسه يقف امامها ورجلين أشبه بجدران متحركة يحيطان بها من جانبيها...

تطلعت الى الرجلين الذي يقفان على جانبيها... كانا ضخمان بشكل يصعب على العقل استيعابه...
سمعت احدهما يتحدث بخفوت ( يبدو ان شهيته مفتوحه على الصيد هذا اليوم... لقد اصطاد ما يقارب عشرة عصافير الى حد الان...)
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تحدث نفسها قائله ( شهيته مفتوحه على الصيد... يا الهي كم انا محظوظه... اخشى ان أكون انا صيده القادم... ارجوك يا الهي افرجها عليَّ )
تطلعت اليه فوجدته يبتعد عن المكان المخصص للصيد الذي كان يقف به منذ لحظات متجها نحوها... اضطربت بشده من رؤيته يقترب منها هكذا بينما كانت عيناها لا تحيد عن خطواته المتجهة نحوها...

ما ان وصل اليها حتى وضع احدى قدميه على الكنبة الخشبيه بجانبها تاركا قدمه الاخرى واقفه على الارض...
ذهبت ببصرها اتجاه يده التي ما زالت تمسك بالبندقية فشعرت بخوف شديد وهي تتخيل انه سوف يفرغ محتواها من الرصاص برأسها...
ويبدو انه قرأ افكارها فورا فتحدث بسخريه قائلا ( لا تقلقي... لا انوي التخلص منك فورا... يجب ان تأخذي فرصتك اولا...)
تطلعت اليه بنظرات مرعوبه وهي تشعر ان نهايتها اقتربت لا محاله فيبدو انه لن يسامحها على فعلتها ابدا... وكم هو سهل عليه ان يقتلها بسهوله ويرميها هنا في هذه الارض الواسعه الشبه خاليه من السكان... وحينها سوف تكون الذئاب اكثر من سعيده بوجبة العشاء الدسمه التي تنتظرهم...

اخرجها من افكارها المخيفة يده التي امتدت الى فمها محرره اياه من ذلك الشريط اللاصق الذي يغطيه بالكامل...
وما ان حرر فمها بالكامل حتى بدأت تتحدث بسرعه وهي تهتف به بتوسل ورجاء ( سيدي... ارجوك... سامحني... انا أسفه... ارجوك... اغفر لي فعلتي هذه... اعدك انني لن أكررها...)
كان تتحدث بسرعه شديده وكلمات غير مترابطة تخرج من فمها و هي لا تعرف ماذا تقول بالأساس فقط لسانها يخرج سيل من الاعتذارات والكلمات الغير مفهومه مما جعله يصرخ بها غاضبا ( اخرسي...)
فصول رواية الشيطان حينما يعشق
رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الأول

كان تتحدث بسرعه شديده وكلمات غير مترابطة تخرج من فمها و هي لا تعرف ماذا تقول بالأساس فقط لسانها يخرج سيل من الاعتذارات والكلمات الغير مفهومه مما جعله يصرخ بها غاضبا ( اخرسي، ).

ارتدت الى الخلف فورا جراء صرخته تلك التي هزت أوصالها وارعبتها بشده...
حل الصمت بينهما للحظات قطعها هو قائلا بهدوء تام يناقض صرخته تلك ( فعلت كل شيء سيء قد تتخيلنه ويخطر على بالك، ارتكبت افعال بشعه لن يستوعبها عقلك هذا، لم اترك ذنب الا واقترفته، ولم اترك عدو الا و قتلته، واي شيء يعجبني وهو ممنوع عني الا وانتهكته، لكن هناك شيء واحد لم افعله ابدا، الخيانه، ).

غامت عينيها بنظره تجمع ما بين الخوف من حديثه هذا وما سوف ينتظرها منه وبين الخجل الشديد منه نتيجة فعلتها الغبيه تلك...
فيما اكمل هو حديثه بنفس نبرته الهادئة ( اكره الخيانه بشده يا يارا، أمقتها كثيرا، وقد أسامح في اي شيء ما عداها، الخائن لا يوجد له عندي اي مجال للعفو، مكانه المناسب بالنسبة لي هو القبر، ).

امتلئت عينيها بالدموع و شفتيها بدأت بالارتجاف وهي تستمع الى حديثه هذا الذي يخبرها بكل صراحه بانه لن يسامحها او يغفر لها فعلتها تلك ابدا...
جال ببصره نحوها وعيناه تحملان نظرة سوداء قاتمه أشبه بالجحيم الذي ينتظرها منه، تحدثت اخيرا بصوت عميق قائلا ( لكن رغم هذا انا لن أقتلك فورا، فانا نويت ان أجعلك استثناء هذه المره، كما قلت لك قبل قليل سوف تأخذين فرصتك كامله، ).

نظرت اليه بعدم فهم وهي تحاول استيعاب مقصده بينما أشار هو الى الرجل الذي كان يقف بجانبها قبل قليل والذي أتى فورا وهو يحمل بيده تفاحه حمراء فاخذها منه ثم عاد ببصره اليها محدثا اياها ( هذه التفاحه هل ترينها، )
هزت رأسها بايماءه خفيفه على سؤاله ولسانها يرفض ان ينطق بكلمة واحده من شدة الخوف والجزع الذي تشعر به فيما اكمل هو حديثه قائلا ( حياتها مقابل حياتك، ).

أفرغت فاهها بدهشه وهي تحاول استيعاب ما يقوله، هل هو مختل عقليا، انه بالتأكيد مجنون رسمي ليتفوه بهذا الكلام، هل للتفاح حياة وهي لا تعرف بها ولم تسمع عنها من قبل...
فيما ابتسم هو بسخريه من مظهرها الحائر هذا وهي تبدو كالبلهاء بعينيها المتسائلتين وفمها المفتوح بدهشه...

استطرد في حديثه مكملا ما قاله قبل قليل موضحا مقصده من حديثه الذي بدا مشوشا لها ( ما اقصده انني سوف أضع هذه التفاحه فوق رأسك الجميل، وسوف اوجه سلاحي اتجاهها وأصوب، ان كان حظك جيد فالرصاصه سوف تصيب التفاحه اما ان كان حظك اسود فسوف تخترق رأسك بدلا منها، ).

تطلعت اليه ببلاهه مما يقوله، انه يضع حياتها مقابل هذه التفاحه، للحظه كانت سوف تظن انها في احد برامج المقالب وان ما يقوله مجرد مزحة لا اكثر لولا معرفتها وإدراكها جيدا لحقيقة وضعها الحالي وما يحيط بها...
اقترب منها ثم وضع التفاحه على رأسها ببطء وتمهل وهو يهتف بها بتحذير ( اياكِ ان تتحركِ، فاذا وقعت هذه التفاحه سوف يكون رأسك هو الهدف الوحيد امامي، ).

ضغطت على كفيها بقوه ونبضات قلبها المسكين ارتفعت لدرجه جعلتها تشعر انها سوف تموت بالسكته القلبيه بدلا من رصاصته هذه...
ابتعد عنها بضعة أمتار ثم وجه فوهة بندقيته اتجاه رأسها مما جعل جسدها يرتجف بالكامل من هول هذا الموقف الذي لن تعيشه مره اخرى ابدا هذا ان كتبت لها حياة من الأساس تعيشها بعد الان...

حاولت ان تقرأ الادعية وبعض الآيات القرآنيه الا ان الموقف التي هي فيه ورعبها مما يحدث حولها جعلها تنسى كل شيء...
أغمضت عينيها بقوه وهي تنتظر منه ان يصوب رصاصته نحوها لتخترق رأسها كما ظلت تتخيل منذ ان وطأت بقدميها هذا المكان...
سمعت صوت رصاصه يصدح في ارجاء المكان وهي تنطلق نحوها بالتأكيد ثم ما لبثت ان سمعت صوت عميق ينادي عليها قائلا ( افتحي عيناكِ، ).

فتحت عينيها ببطء وهي تناظر المكان حولها لتتأكد انها ما زالت حية ولم تمت، وما ان رأته امامها حتى أغمضت عينيها مره اخرى وهي تحدث نفسها بصوت غير مسموع ( طالما رأيته امامي، اذا ما زلت حية، بالتأكيد الشياطين امثاله لن اراهم في آخرتي أيضا، ) ثم فتحت عينيها مره اخرى لتجده يقترب منها بهدوء محدثا اياها ( يبدو ان اليوم هو يوم الحظ بالنسبة لك، )
سألته بترجي ( سيدي، هل عفوت عني الان، ).

( ليس تماما، ما زال هناك شيء اخر يجب ان تفعليه حتى أعفو عنك تماما، )
ضغطت على شفتيها بقوه وهي تتخيل طبيعة الشيء الاخر الذي ينتظرها معه فقبل قليل كانت سوف تنتهي حياتها برصاصه منه والآن ماذا سوف يفعل!

بعد حوالي نصف ساعه كانت جالسه امامه تمسك كوب العصير بيدها وتشربه بخفوت رغم عدم شهيتها لتناول اي شيء الا انه امرها بان تشربه كله مما اضطرها الى هذا...
ما ان اكملت اخر قطره فيه حتى وضعته على الطاوله بينما كانت عيناه ما زالت تنظر اليها وتتأملها بهدوء مما اربكها كثيرا...
خرج صوته اخيراً وهو يقول ( حسنا لنتحدث الان، ).

هزت رأسها موافقه على حديثه وهي منتظره سماع حديثه لتعرف ما هو الشيء المطلوب منها وعليها ان تنفذه ليعفو عنها...
أشار الى احد مرافقيه الذي تقدم منهما وبيده ملف أعطاه لها بالتحديد...
تناولت الملف بارتباك فيما صدح صوته الآمر قائلا ( افتحيه، ).

فتحت الملف بتوتر لترى امامها صورة لرجل اقل ما يقال عنه انه وسيم، كان رجل مليء بالرجولة والوسامه والجاذبية، يبدو في منتصف الثلاثينات من عمره، أزاحت افكارها هذه جانبا فهي ليست بوضع يسمح لها بالإعجاب به الان...
( قصي العمري، بالتأكيد سمعتي عنه من قبل، )
هزت رأسها بتفكير محاولة تذكر اين سمعت هذا الاسم من قبل فاجابته قائله ( انه رجل اعمال على ما اظن، ).

ابتسم ساخرا من جوابها ( يا لذكائك المحدود، وماذا سوف يكون غير رجل اعمال مثلا، هل يكون ضابط او طبيب مثلا، ما اقصده هل تعرفين عنه اشياء معينه، )
هزت رأسها بنفي وهي تقول ( كلا، قد أكون سمعت اسمه من قبل لكنني لم اره او اسمع تفاصيل عنه ابدا، )
( انه رجل اعمال مشهور وغني جدا، يعتبر أكبر عدو لي في حياتي، عدوي اللذوذ ومنافسي الأكبر، عدو على المستوى الشخصي قبل المهنى، )
سألته بترقب ( وما المطلوب مني انا، ).

( سوف تذهبين للعمل لديه، بالأحرى انت سوف تعملين لديّ جاسوسه، تخبريني بكل شيء يحدث معه وتنفذين ما أامرك به، وإذا كنت غير موافقه حينها سوف اضطر الى ان احفر قبرا لك هنا وسط هذه المزارع الجميله، ).

أغمضت عينيها بالم وخوف وهي تلعن نفسها الف مره لفعلتها الغبيه تلك وما أوقعتها به من مشاكل لا تنتهي، لو لم تتصرف بغباء و تختلس بضعة أموال من شركته لما حدث هذا كله، كيف تجرأت على ان تفعل شيء كهذا وفِي شركة شخص مثله وهي تعرف جيد مدى بطشه وقوته، لكن طمعها قد زين لها فعلتها هذه وها هي تدفع ثمن طمعها هذا جيدا...
سألها بهدوء وهو يعرف جوابها مسبقا ( موافقه ام لا، ).

( موافقه، ) اجابته بخفوت ويديها الاثنتين تضغطان على بعضهما بقوه و هي مستمره بالعض على شفتها السفلى بحركة معتاده عليها عندما تكون في اوضاع متوتره وسيئة كهذه...
ابتسم بانتصار بالرغم من تأكده من موافقتها مسبقا ثم قرب وجهه من وجهها مما جعلها ترتجف امامه لا إراديا...

حدثها بنبرة تهديد ( لكن انتبهي، اي خطأ سوف يحدث منكِ رأسك سوف يكون بدل هذه التفاحه، ) ثم أشار بيده الى التفاحه التي صوب فيها رصاصته منذ قليل بعد ان اخذها معه ويبدو انه ما زال مصر على ادخالها في اي حديث يخصهم...
هزت رأسها بتفهم وهي تهتف بخفوت ( لا يوجد اخطاء انشالله، ).

مد لها تلك التفاحه اللعينه مره اخرى مخبرا اياها ( ضعيها في حقيبتك دائما، وكلما تفكرين في خيانتي او غدري اخرجيها وتطلعي فيها جيدا وتذكري ما سوف يحدث لك حينها، )
تناولتها منه وهي تتطلع اليه برعب ثم ما لبث ان نهض من مكانه وهو يهتف بها ( اتبعيني مع هؤلاء الرجلين حتى اخبرك بما يتوجب منك فعله وكيفية دخولك لشركته وتواصلك معه ).

نهضت من مكانها وهي تشعر بالتخبط والجزع في نفس الوقت، فهذا المجرم الذي كان يحدثها قبل قليل سوف يرسلها الى مجرم اخر ينافسه في قوته وبطشه.

تقدم منها وهو يهتف بغضب مكتوم ( لم تتناولي طعامكِ كالعاده، لا افهم لماذا تفعلين هذا بنفسك، سوف تموتين من الجوع اذا استمريتي بعنادك هذا، )
كانت جالسه على سريرها تضم قدميها الى جسدها بقوه وعيناها تنظران الى نقطه ما في الفراغ الذي امامها، شعرها مربوط من الخلف بشكل غير مرتب نهائيا ووجهها احمر بشده وآثار الدموع ما زالت موجوده عليه فيبدو انها بكت كالعاده...






استدارت له تتطلع فيه وعلى وجهها ارتسمت سخرية حزينه وهي تقول بالم ( وهذا ما اريده بالضبط، )
اقترب منها وهو يتحدث بهدوء ( الموت، هذا ما تريدنه، لا افهم لماذا تفعلين هذا بنفسك، شابه صغيره وجميلة مثلك لماذا ترغب في الموت، )
( كل شيء يحدث معي يجعلني ارغب به اكثر وأكثر، يكفي انه حرمني من كل شيء، )
سألها بهدوء ( من تقصدين، ).

اكملت حديثها بخفوت و هي لم تنتبه الى سؤاله من الأساس فهي كانت غارقه في تلك الذكريات الاليمه التي بدأت تتدفق اليها وبقوة ( لقد سرق مني كل شيء، حرمني من ابسط حقوقي في هذه الحياة، ليرميني بعدها في هذه المشفى اللعينه، والتي يبدو انني سوف أقضي فيها ما تبقى من حياتي، )
ثم اكملت حديثها وهي ما زالت تنظر اليه والدموع بدأت تهطل على وجنتيها بغزاره ( لقد ترجيته ان يقتلني، لكنه لم يفعل، حتى الموت استخسره بي، ).

جلس على السرير بجانبها وهو يحدثها بتساؤل ( من هو يا دارين اخبريني، هل هو زوجك سيف الدين النصار، )
ما ان سمعت اسمه حتى انتفضت بهلع وهي تضع يدها على فمها وتنظر حولها يميناً ويسارا كأنها تبحث عن شيء ما...
ثم حدثته برعب قائله ( هش، اسكت، لا تذكر اسمه نهائيا، اخشى ان يكون قد سمعنا، )
قبض على ذراعيها محاولا تهدئتها من نوبة الخوف والرعب التي انتابتها ( اهدئي يا دارين، من اين سوف يسمع حديثنا هذا، ).

( بلى سوف يسمعه، انت لا تفهم، هو يسمع ويعلم بكل شيء يجري من حوله، ).

هز رأسه بأسف وهو يتسائل بداخله عما فعله معها هذا الرجل المسمى بزوجها لتصبح حالتها مترديه على هذا النحو، لقد سمع عنه كثيرا فهو رجل اعمال معروف جدا، اشهر من النار على العلم كما يقولون، وعندما جاء الى هنا وعلم ان دارين النصار زوجته مريضه هنا تفاجأ كثيرا، وفضوله جعله يزورها ويتعرف عليها وعلى حالتها المرضيه التي بدت له غير مفهومه، فهو ما زال لا يفهم سبب مجيئها الى هذه المشفى ومكوثها فيها لمدة عامين دون سبب محدد او حالة مرضيه معينه...

ربت على ذراعها بهدوء وهو يقول ( دارين انا اريد مساعدتك، احاول جاهدا ان افهم منك اي شيء يفيدني ويساعدني على هذا، ولكن في كل مره ازورك فيها اراكِ بنفس وضعك المزري هذا، )
تطلعت اليه بهدوء وهي تقول ( لا تتعب نفسك، لا احد في هذا الكون قادر على مساعدتي، لا احد يستطيع إنقاذي منه، ).

تطلع اليها بيأس ويبدو انه فشل مره اخرى في اقتناص الحديث منها ثم نهض من سريرها و ابتعد عنها خارجا من الغرفه باكملها وهو يفكر فيها وبوضعها هذا...
بينما تمددت هي على سريرها تنظر للسقف بشرود وقد بدأت الذكريات تتدفق اليها من جديد...

ذكريات لسنين عاشتها مع والديها بكل سعاده، والديها اللذان كانا يعاملانها بكل رقه وحنان ويدللانها بشكل مبالغ فيه كونها ابنتهم الوحيدة التي انجبوها بعد عناء، هل كانا يعلمان بما ينتظرها في المستقبل، بما سوف تعانيه من الم وعذاب مميت، من الجيد انهما توفيا قبل ان يروها بهذه الحالة...

ورغما عنها ظهرت صورته امامها بعنفوانه الرجولي وقسوته المدمره، ارتسمت على ملامحها تعابير كثيره ما بين الكره والحقد والخوف والالم، ذلك الرجل الذي دمرها كليا وسحق كل ذرة حياة فيها، الرجل الذي أحبته في يوم ما وعشقته بشكل مبالغ فيه، أعطته مشاعرها بكل سخاء ولم تبخل عليه ابدا في اي شيء، كان هو اول من أحبته ووهبته مشاعرها البريئه ظنا منها انه ملاكها الحارس الذي سوف يحميها ويحافظ عليها، وكان هو اول من طعنها في ظهرها و ذبح روحها النقيه بكل قسوه...

هتفت بصوت خافت ودموعها تغطي وجهها ( أكرهك يا سيف، أكرهك بعدد نبضات قلبي التي خفقت لأجلك في يوم ما، بعدد الأيام التي قضيتها بجانبك واللحظات التي عشتها معك، بمقدار الكذب والخداع الذي نلته منك، بمقدار الأوجاع التي أتتني منك وبسببك، أكرهك يا سيف، أكرهك، ).

أغمضت عينيها بالم وهي تتذكر طفلها الصغير الذي حرمت منه لمدة عامين، طفلها الذي اخذه منها قسرا وهو يخبرها بكل غطرسة ان تنساه وتعتبره ميت فهو لن يسمح لها بان تراه ابدا...
حرمها من فلذة كبدها الذي لم يتجاوز عامه الاول بلا أدنى شفقة او رحمه، وها قد مرت سنتان كاملتان دون ان تراه او تعرف اي شيء عنه فهو حريص جدا على إغلاق جميع المنافذ من حولها وعزلها بالكامل عن العالم الخارجي المحيط بها.

كانت واقفه امام مياه نهر السين الهادئة وهي تتطلع اليها تتمنى في داخلها ان تكتسب تلك السكينه والهدوء الموجوده في هذه المياه والتي يبدو انها فقدتها للأبد في زحمة ما عايشته من اوجاع وأحزان في سنواتها الاخيره...
لفحتها نسمات الهواء البارده مسببه لها الارتجاف مما جعلها تلف وشاحها العريض حول جسدها بقوه لتقيها برد هذه الرياح ولو قليلا حتى...

كانت احدى ليالي باريس الشتويه البارده والتي تبدو انها سوف تكون من اقسى الليالي بردا وربما سوف تشهد هذه الليله سقوط الأمطار والثلوج أيضا...
لقد حذرتها والدتها من الخروج في هذا الوقت المتأخر من الليل لكنها ابت ان تستمع لحديثها فرغبتها في الخروج من المنزل واستنشاق الهواء طغت على كل شيء وهاهي واقفه امام هذا النهر منذ ساعتين تنظر اليه بشرود وعقلها في عالم اخر...

منذ حوالي عامين كانت فتاة اخرى تختلف تماما عن الفتاة التي تبدو عليها الان، فتاة جميلة مرحه تعيش الحياة بطولها وعرضها، لكن كل شيء تغير فالسعاده التي كانت تحيط بها تركتها الى الأبد، والابتسامات التي كانت لا تترك وجهها قد غادرت ملامحها الجميله ليحل الآلام والوجوم بدلا منها، لقد تحطمت كليا وانتهت تماما ولم يتبقَ منها سوى نسخه باهته تحمل في طياتها الكثير من الأوجاع والاحزان...

تنفست بعمق وهي تلقي نظرتها الاخيره على مياه النهر وتلك الاضواء الخافته المحيطة به ثم ابتعدت بهدوء عنه عائدة الى منزلها...
كانت تسير في شوارع باريس الهادئة على مهلها ونسمات الهواء التي تلفح وجهها ازدادت قوة حتى شعرت بقطرات صغيره من الماء تسقط على وجهها ويدها ومثلما توقعت تماما لقد أمطرت هذه الليله...

بدأت تمشي بسرعه حتى تصل الى منزلها فوالدتها الان سوف تقلق عليها كثيرا الا انها تسمرت فجأة في مكانها حالما رأت هذا المشهد امامها...
كان مشهد لشاب وفتاة من الواضح جدا انهما حبيبين وكان الشاب يضم الفتاة اليه بقوه فيما كانت هي تبكي بعنف وتضم نفسها اليه أكثر ويبدو انها تعاني من مشكله ما وهو يهدئها...

هطلت دموعها لا إراديا وهي ترى هذا المشهد لتمتزج مع قطرات المطر التي تسقط بغزاره فيما ذاكرتها عادت الى وقت سابق ولحظات جميله عاشتها مشابهه لما تراه الان امامها...
كانت تبكي بقوه وشهقاتها تعلو تدريجيا حتى اقترب هو منها محدثا اياها برجاء ( تمارا، اهدئي ارجوك ِ، لا داعي لكل هذا البكاء، )
اجابته من بين شهقاتها المتقطعه ( لقد طردني من المحاضره وامام الجميع، ).

ضم وجهها بقوه بين يديه وهو يمسح دموعها بأصابعه محدثا اياها ( هذا لا يستدعي بكائك يا جميلتي، دموعك أغلى من ان تنزل على شيء تافه كهذا، )
ثم استطرد غاضبا ( ان لم تتوقفي عن البكاء سوف اذهب انا بنفسي اليه وأضربه كف قوي عقابا على طرده لك وتسببه في بكائك وحينها سوف يفصلونني من الجامعه بكل تأكيد، )
تحدثت سريعا قائله ( اياك ان تفعل هذا ارجوك، تضرب أستاذ جامعي كف، لن يفصلونك فقط وإنما سوف يسجنوك أيضا، ).

( اذا توقفي عن البكاء، انت تعرفين جيدا انني ضعيف امام دموعك هذه ولا استطيع التحكم بنفسي و تصرفاتي حينما أراها، )
مسحت دموعها بأصابع يديها وهي تدرك جيدا صحة كامله، فهو لا يتحمل ان يؤذيها احد او يتسبب في اغضابها او بكائها، فكم من مره دخل في مشاكل وعراك بسببها بعدما تذهب اليه وهي تبكي مخبره اياه ان يتصرف مع احد الأشخاص الذين تسببوا في ازعاجها او بكائها...

( حسنا توقفت عن البكاء، لكن انت اجلس في مكانك ولا تتحرك، )
ابتسم بهدوء وهو ينظر اليها بنظرات عاشقه مما جعل وجنتيها تتورد خجلا فهتفت باستيحاء ( لماذا تنظر اليَّ هكذا، )
اجابها ببساطه ( معجب بك، هل لديك مانع، )
اطرقت رأسها بخجل وهي تهتف به قائله ( كلا، لا يوجد لدي اي مانع، )
لم تشعر بعدها به الا وهو يضمها الى جسده بقوه فيما بادلته هي ضمته تلك بكل لهفة وحبور وابتسامه رائعه تزين شفتيها...

ابتسمت بقهر من تلك اللحظات الجميله التي عاشتها والتي باتت مجرد ذكرى مؤلمة تسبب لها مزيد من الالم والوجع في كل مره تزورها فيها...
مسحت دموعها بهدوء وهي تهمس بمرارة ( اشتقت لك كثيرا، اشتقت لحضنك الدافئ الذي يأويني في كل لحظة هوان او حزن امر فيها، لحنانك الذي تغدقه عليَّ بلا انقطاع، لنظراتك العاشقه التي تشعرني باني اروع وأفضل انثى على وجه الارض، ).

ثم رفعت وجهها الى السماء وهي تهتف بدعاء ( يا الهي، ارح قلبي من هذا العذاب، ارجع لي سكينتي و راحتي، ارحمني يا الهي، ارحمني، ).

اقترب منها وهو يقبلها على وجهها ورقبتها برغبه متمتما بشغف ( حبيبتي، اشتقت اليك، كم انتِ رائعة يا جينا، )
أبعدته عنها برفق وهي تحدثه بدلع ( تيمو، تمهل قليلا، انت تعرف جيدا انني اخجل كثيرا من تصرفاتك هذه، ).

قبض على يدها وبدأ يقبلها هي الاخرى وهو يغمغم قائلا ( حبيبتي ليس بيدي صدقيني، انا ارغب بك وبشده، اووه يا جينا انتِ لا تعلمين ماذا يحدث لي حينما تقتربين مني او تكونين معي في نفس المكان، بمجرد ان اراكِ تحدث انفجارات غريبه في داخلي مولده صعقات كهربائية تسري في جميع اجزاء جسدي تجعله يهتز بقوه، اما قلبي فيصبح كأنه قنبلة موقوته قابلة للانفجار في أية لحظه، ).

ضحكت بشده من كلامه هذا ثم تحدثت بمكر وهي تتلاعب في أزرار قميصه ( يا لك من صبي مخادع، يحدث هذا كله فيك حينما أكون بجانبك، )
مسك أصابع يدها التي تتلاعب في ازرار قميصه وهو يقبلها واحدا تلو الاخر ( وأكثر من هذا جميلتي، )
أبعدت يدها عن فمه وهي تهتف بتساؤل خبيث ( وماذا عن رغد، )
بهت فجأة من سؤالها الغير متوقع ثم تحدث بخفوت ( ما بها رغد، )
غمغمت بخبث ( الا تخاف منها، ماذا ان عرفت بعلاقتنا هذه، ).

تحدث بثقه زائفه ( انا لا اخاف من رغد يا جينا، لا يهمني ان عرفت بعلاقتنا هذه ام لا، )
قربت شفتيها من شفتيه وهي تهتف بنبرة مغريه ( حقا، )
هز رأسه مؤكدا على كلامه ( حقا، )
ثم ما لبث الا ان تناول شفتيها بقبله جامحه ورغبه عميقه فيما امتدت يديها الاثنتين لتحيط برقبته وهي تبادله قبلته تلك بنفس الرغبه...

كانا غارقين في احضان بعضهما وهما يتبادلان القبلات بلهفه وما ان مد تامر يده الى سحاب فستانها محاولا فتحه حتى انفتح الباب بقوه ودخلت رغد منه مما جعله ينتفض بقوه من مكانه غير مصدق انها اقتحمت شقته وتقف امامه...
وقفت رغد وهي تضع يديها حول خصرها فيما شعرها الحريري يتناثر ثائرا حول وجهها وعينيها تلمعان بتوهج شديد ونار الغضب تشتعل فيهما مهدده بحرقهما سويا...

وقفت جينا مبتسمه بسخريه وهي ترسل نظراتها المستفزة الى رغد فيما بادلتها رغد نظراتها تلك باستخفاف وهي تهتف باشمئزاز موجهه حديثها الى تامر ( اذا هذه هي من تخونني معها، الم تجد غيرها يا تامر، على الأقل اختار واحده تليق بي يا رجل، ليس من المعقول ان تخونني انا رغد مع واحده مثلها، )
صرخت بها جينا بغضب ( ما هذا الذي تقولينه ايتها الحمقاء، )
رغد بحزم ( اخرسي انت، ).

الا ان جينا رفضت السكوت وبدأت توجه سيل من الشتائم اليها وصوتها الغاضب يصدح في جميع أنحاء الغرفه مما جعل رغد تفتح حقيبتها وتخرج مسدس منها كانت قد أحضرته معها عندما قررت اقتحام شقة تامر وامساكهم متلبسين...
وجهت المسدس نحو جينا مما جعل الاخيره تصرخ رعبا مما تراه امامها فيما قفز تامر مرتدا الى الخلف ووجسده ينتفض خوفا ورعبا...

اقتربت رغد منها ثم قبضت على شعرها بإحدى يديها فيما يدها الاخرى ما زالت تحمل المسدس، ثم حدثتها بنبرة قويه مسيطره وجينا تنتفض جزعا وخشية من تصرفات رغد الجنونية (ألم اقل لك سابقا ابتعدي عن تامر، الم أحذرك مسبقا بعدم الاقتراب من اي شيء يخصني، )
هزت جينا رأسها بهلع موافقه على كلامها، فرغد سبق وأن حذرتها اكثر من مره بهذا الشيء، لكنها عنيده ولا تهتم لتحذيراتها تلك ابدا...

( اذا لماذا تعاندين ولا تسمعين الكلام، ) نطقت رغد بهذه العباره وهي تكز على أسنانها من شدة الغضب ويدها تضغط بقوه أكبر على شعر جينا حتى أوشكت ان تقتلعه من مكانه مما جعل جينا تصرخ بالم قائله ( تامر تصرف ارجوك، ).

تطلعت رغد الى تامر الذي كان يقف امامها ومنظره أشبه بخروف مرعوب منتظرا من راعيه ان يأتي ويذبحه مما جعلها تضحك بقوه من تشبيهها هذا ثم تحدثت بنبرة متهكمه ( تامر من الذي يتصرف، لينقذ نفسه اولا مما ينتظره، اتركيه الان فهو أيضا سوف ينال عقابه بالتأكيد، )
تحدثت جينا ببكاء ( رغد سامحيني، ارجوك، ).

تطلعت رغد اليها بصمت ثم فجأة حررتها من قبضه يدها بعيد عنها وهي تنفض يدها من بضع شعرات لجينا التصقت فيها بقرف مما جعل جينا تسقط ارضا...
تحدثت رغد باشمئزاز ( خذي أغراضك واغربي عن وجهي الان، ولا تجعلينني اراكِ مره اخرى امامي لأني حينها لن ارحمك ابدا، ).

زحفت جينا على ارضية الغرفيه المرمريه برعب حتى وصلت الى الطاوله فاستندت عليها بارتباك حتى وقفت اخيراً وسحبت حقيبتها من عليها ثم هبت راكضه بسرعه وهي تخرج من الغرفه باكملها ونظرات رغد الساخره تتعبها...
استدارت رغد الى تامر الذي كان يقف امامها والرعب الشديد واضح عليه، كانت تضع احدى يديها على خصرها فيما يدها الاخرى أنزلتها للأسفل وهي ما زالت تحمل السلاح فيها...

غامت عينيها بنظرات قاتمه وهي تتطلع فيه وتحدثه بنبرة غامضه ( اذا تخونني يا تامر، )





هز تامر رأسه نفيا وهو يتحدث بخوف ( ارجوكِ اسمعيني، )
فيما اكملت هي بنفس نبرتها الغامضة وكأنها لم تسمع ما قاله ( تخونني مع الحمقاء جينا، )
تامر بذعر ( رغد، حبيبتي، دعيني أوضح لك كل شيء، ).

الا ان رغد لم تستمع اليه بل رفعت مسدسها مره اخرى في وجهه وهي تصرخ به بغضب وانفعال شديدين ( أيها الخائن الفاسد عديم المسؤوليه، الا تتوب ولو قليلا عن أفعالك الدنيئه هذه، ألا تستطيع العيش ليوم واحد بعيدا عن تصرفاتك المقرفه هذه، لكن ماذا اقول الخيانه تجري في دمك، احيانا اشك بان دمك المتعفن يحمل داخله كرات دم خائنه مخادعه الى جانب الحمراء والبيضاء، ).

تامر برجاء ( حبيبتي اقسم لكِ انها نزوه ولن تتكرر، اعدك بهذا يا عمري، )
رغد بقرف ( لا تكن جبانا هكذا يا تامر، توسلك وخوفك هذا يجعلني اقرف منك اكثر وأكثر، )
ثم ضربت الارض بقدميها وهي تشعر بالغضب الشديد منه ومن نفسها لانها ارتبطت يوما ما بشخص تافه وجبان مثله...

وأثناء حركتها العصبيه هذه لم تشعر بأصابع يدها التي ضغطت على الزناد بدون وعي منها لتخرج رصاصه من مسدسها مصدره صوتا قويا جعلتها تصرخ رعبا وهي ترمي المسدس بعيدا عنها فيما وقع تامر ارضا بشكل لا إرادي من هول ما حدث...
جالت رغد ببصرها في أنحاء الشقه وجسدها يرتجف بالكامل حتى وجدت ثقب واضح جدا في الحائط المقابل لها سببته تلك الرصاصه التي صدرت من مسدسها...

تنفست الصعداء قليلا وبدأت تعود الى حالتها الطبيعية ثم بحثت بعينيها عن تامر الذي اختفى فجأة من مكانه، حتى وجدته اخيراً وهو مختبئ تحت طاولة الطعام الموجوده بعيدا في ركن الغرفه وهي لا تعرف مالذي ذهب به الى هناك، ابتسمت بسخريه وتساؤل غريب قد جاء في بالها، كيف احبت شخص مثله في يوم ما، هي رغد الجميله ذات الشخصيه الواثقة والقويه ترتبط بشخص مثل تامر...

نفضت تلك الأفكار عن رأسها فهذا ليس الوقت المناسب لتحاسب نفسها على اخطائها هذه...
اقتربت من الطاوله بهدوء ثم انحنت بجسدها وهي تخفض رأسها أسفل الطاوله محدثه اياه بسخريه ( اخرج من تحت الطويله أيها الجبان، ).

بلع ريقه بتوتر ثم خرج بتردد من تحت الطاوله وما ان اخرج جسده بالكامل منها حتى جثى على ركبتيه امامها وهو يهتف بها بتوسل ورجاء ( رغد، ارجوك ِ اهدئي ولا تتصرفي بحماقة، ماذا سوف تستفيدين بقتل شخص مثلي، اذا قتلتيني سوف تدخلين السجن وتقضين باقي عمرك فيه، انا لا استحق ان تؤذي نفسكِ من اجلي، ).

هزت رأسها بيأس منه فيبدو انه لا ينوي التشجع ولو قليلا حتى، حدثته بحزم قائلا ( تامر، قلت لك للمره الألف لا تتصرف هكذا، انهض فورا من مكانك، هيا ماذا تنتظر، )
نهض تامر من مكانه ووقف امامها ينظر اليها بتوجس وشك مما جعلها تهتف بضجر ( اطمئن لا انوي قتلك، لست غبيه لاضيع سنوات عمري هبائا من اجلك، ).

ابتسم لا إراديا رغم الشحوب الذي سيطر على تقاسيم وجهه قائلا ( حبيبتي، كنت اعرف ان قلبك الطيب لن يسمح لك بإيذائي، )
ابتسمت بسخريه له ثم حدثته بلهجه أمره ( والآن اجلس امامي، ) واشارت بيدها الى الكرسي المقابل لها...
تطلع اليها بتوتر ثم تحدث قائلا ( ولكن لماذا، ).

( اجلس، )صرخه واحده منها كانت كفيله بإخراسه فجلس فورا على الكرسي الذي امامها فيما ابتعدت هي عنه وجلست على الكنبه المقابله له وهي تحدثه قائله ( حسنا تامر، ألن تخبرني الان لماذا خنتني، )
تطلع تامر اليها بصمت فيما أكملت هي بلهجه هادئة ( لا تنظر اليَّ هكذا، تحدث ارجوك، )
ثم اكملت بحزن مصطنع ( يا الهي كنت اعرف انك لا تحبّني، انت تحب جينا أليس كذلك، ).

هز رأسه نفيا وهو يحدثها قائلا ( لا تقولي هذا يا رغد، انتِ تعلمين اني احبك كثيرا، جينا مجرد نزوه، انها وقت للتسليه فقط صدقيني، )
( اممممم، اذا هي مجرد نزوه، وانت تحبّني انا )
( بالتأكيد حبييتي، )
تطلعت اليه بهدوء لبضعة لحظات ثم اقتربت منه فجأة وجلست بجانبه ويديها امتدت لتقبض على ذراعه قائله ( ومالذي يجبر حبيبي على الذهاب مع جينا او غيرها والدخول في هكذا علاقات وخيانتي معهم، ).

اجابها بصراحه لم تتوقعها منه ( انتِ، )
هتفت بعدم تصديق ( انا، )
ابعد يده عن ذراعها بينما قبض على يدها الاخرى بيده بحركة شجاعة أتته بعد ان تخلت عن مسدسها تاركه اياه على الطاوله ثم حدثها قائلا ( نعم انتِ حبيبتي، تحرمينني منك، ها نحن على علاقة منذ عامين ولم يحدث اي شيء بيننا، ).

ثم هز رأسه بأسف ( انا أيضا رجل يا روحي، ولدي رغبات واحتياجات كثيره، وطالما انتِ تمنعين نفسك عني، اضطر انا الى الذهاب مع جينا او غيرها، )
سخرت بشده من كلمة الرجل التي أطلقها على نفسه الا انها لم تبين له هذا، ظلت صامته لفتره ليست بقصيره وهي تفكر في أفضل اُسلوب للتعامل مع شخص مثله حتى تحدثت اخيراً بحزن مصطنع ( اذا انا السبب، معك حق يا تامر، في الحقيقه لقد كنت انانيه معك ولم افكر سوى بنفسي، ).

اجابها بأسف ( نعم حبييتي كنت انانيه جدا معي، لكن لا تقلقي انا لست بمتضايق منك، مهما تفعلين معي سوف اظل احبك، )
زمت شفتيها بحزن ( لكن انا لن أسامح نفسي ابدا، )
( اووه رغد لا تقولي هذا، )
اقتربت منه اكثر وهي تضع يدها على صدره بإغراء قائله ( بل سأقول اكثر من هذا، تامر انا احبك، لقد كنت غبيه ولم انتبه لما افعله معك، لكن اعدك ان كل شيء سوف يتم تصحيحه منذ الان، )
سألها بعدم فهم ( لا افهم، ماذا ستفعلين، ).

ابتسمت بخفوت وهي تقول ( بعد مرور عامين على ارتباطنا، لقد حان الوقت لتصبح علاقتنا جديه اكثر، )
هتف بعدم تصديق ( لا اصدق يا رغد، هل انت جاده، )
رغد بثقه ( نعم، جاده وكثيرا أيضا، طالما اني موجوده فلماذا تذهب لغيري، انا أولى منهم في تلبية رغباتك واسعادك يا حبييي، )
ابتسم بسعاده قائلا ( حبيبتي انتِ، كنت اعلم ان تامر حبيبك لن يهون عليكي، )
نهضت من مكانها وهي تحمل المسدس بيدها قائله ( سوف اذهب الان، ).

قاطعها بتساؤل ( الى اين، الم تقولي بأنك ِتنوين تصحيح مسار علاقتنا وتحويلها لعلاقة جديه، ).

ضغطت على يدها بقوه ورغبة جامحه في تحطيم رأسه قد سيطرت عليها الا انها أخفت شعورها هذا بمهاره وحدثته بابتسامه مصطنعه ( وما زلت على قراري هذا، لهذا سوف انتظرك اليوم مساءا في احدى الفنادق الفخمه لنقضى فيه ليلتنا الاولى سويا، ) اكملت حديثها وهي تغمز له بينما نهض هو مكانه وهو يقترب منها قائلا ( ولماذا نذهب الى الفندق، تعالي مساءا الى شقتي، ).

( هذه ليلة مميزه بالنسبة لي، لهذا يجب ان أقضيها في أفخم فندق في هذه البلاد، حسنا اسمعني سوف اذهب الان واجهز لكل شيء، وسوف ابعث لك مساءا رسالة تحوى عنوان الفندق ورقم الغرفه أيضا، )
ثم طبعت قبله خفيفه على خده وهي تهتف به ( حسنا حبيبي، )
هز رأسه بتفهم وهو ما زال غير مستوعب لما تقوله، فحديثها هذا جديد جدا عليه، فطوال عامين كانت رغد حازمه معه في هذه المواضيع وبشده...

الا انه نفض تلك الأفكار عن رأسه فورا مخبرا نفسه بان المساء بات قريب وسوف يفهم بالتأكيد ما تنوي عليه وان كانت صادقه في حديثها ام تخدعه...

في المساء
وقف تامر امام باب الجناح الذي تنتظره فيه رغد وهو يهندم ملابسه ويربت بيده على رأسه معدلا خصلات شعره...
ُفتح الباب امامه لتظهر رغد مبتسمه وهي ترتدي فستان اسود قصير مما جعله يبتسم لا إراديا وهو يتأملها بإعجاب، كانت تبدو جميله بفستانها هذا وشعرها الذي تركته حرا طليقا كعادتها...
اقترب منها بسرعه وهو يهم بتقبيلها الا انها أبعدته عنها فورا وهي تهتف به قائله ( انتظر قليلا، ليس الان، ).

ابتعد عنها وهو يزم شفتيه بضجر وكأنه طفل صغير قد فقد لعبته المفضله ( متى اذا، )
اقتربت منه وهي تحيط رقبته بذراعيها محدثه اياه بحب ( سوف اذهب لتجهيز نفسي اولا، )
( تجهزين ماذا، انت تبدين رائعة جدا، )
( حبيبي اتجهز بشكل مختلف، هناك في الداخل اشياء مثيره تنتظرني لارتديها، )
هتف بسعاده ( اووه، بالتأكيد هذه ليلة حظي، رغد لا اصدق انكِ رضيتِ عني اخيراً ووافقت ِ ان تكوني لي، ).

حدثته بحب مصطنع ( انا دائما لك وملكك حبيبي، )
ثم ابتعدت عنه وهي تحدثه بلهجه مرحه ( والآن اذهب الى الغرفه الداخليه وجهز نفسك من اجلي، اخلع ملابسك واجلس على السرير حتى أكون قد تجهزت انا أيضا، )
ثم اقتربت منه وتحدثت بجرأة جديده عليها ( أريدك ان تخلع جميع ملابسك، أريدك كما ولدتك أمك، وفِي المقابل سوف أرتدي لك ما سوف يعجبك بشده ).

حدثها بعدم تصديق ( لا اصدق يا رغد، منذ متى وانتِ جريئة هكذا يا فتاة، لم اعهدك جريئة هكذا من قبل، )
( انت لم ترَ شيئا بعد، اليوم هو يوم المفاجئات حبيبي، فقط افعل ما طلبته منك وانا أيضا سوف اذهب الى الغرفه الاخرى واتجهز لك، )
ثم اقتربت منه وهي تهمس في اذنه ( سوف أتأخر قليلا في تجهيز نفسي، اعدك بليلة مميزة جدا لن تنساها ابدا، ).

ابتسم بحبور وهو يبتعد عنها ذاهبا باتجاه الغرفه فيما ظلت هي تلاحقه بنظراتها وما ان تأكدت من انه دخل الى الغرفه واغلق بابها خلفه حتى خرجت بسرعه من الجناح وذهبت باتجاه كريستين صديقتها التي تنتظرها في اخر الممر الذي يقع فيه الجناح...

ما ان دخل تامر الغرفه حتى بدأ بخلع جميع ملابسه كما طلبت رغد منه، ثم جلس بعدها على السرير منتظرا اياها وهو يشعر بالسعاده فأخيرا وبعد عناء سوف ينال رغد، رغد الذي عرفها منذ سنتين لكنها كانت تمتنع عنه طوال الوقت رغم محاولته الكثيره معها، لكن يبدو انها اخيراً قد رضيت عنه...
مدت رغد رأسها قليلا وهي تنتظر الشخص المطلوب ان يأتي فيما هتفت كريستين بها بتساؤل ( هل جاؤوا، )
استدارت نحوها مجيبه اياها ( كلا، ).

وما ان استدارت مره اخرى حتى وجدتهم يأتون بالفعل لتهتف بخفوت ( لقد جائوا اخيراً، )
مدت كريستين رأسها وهي تتطلع الى الزوجين اللذان يبدوان في اسعد حالاتهما فصوت ضحكاتهم كان يملأ الممر والرجل يضم زوجته اليه وهو يقبلها باستمرار في الوقت التي كانت به زوجته تفتح باب الجناح، كان الرجل ضخم بشكل غير معقول، طويل جدا وعريض وجسمه عباره عن عضلات ضخمه بشكل فظيع...
همهمت كريستين بخفوت ( انه مخيف جدا، ).

اجابتها رغد بخبث ( وهذا هو المطلوب عزيزتي، )
تطلعا الى الرجل الذي دخل الى الجناح يتبع زوجته وأغلقا الباب خلفهما لتهتف كريستين بسخريه ( يبدوان متحمسين جدا ومتشوقين لبعضهما، مساكين فكلاهما لا يدري ما ينتظرهم في الداخل، )
ضحكت رغد بقوه وهي تترقب ماذا سيحدث بعد قليل وماذا سوف يفعل هذا الرجل ذو الجثة الضخمه بتامر...
دخل الزوجان الى جناحهما ليتحدث الزوج قائلا ( سوف اذهب لتجهيز المشروب لنا وأاتي به، ).

اجابته زوجته بحب ( حسنا انا سوف اذهب لاخلع ملابسي اذا، )
همس لها بشوق ( أرتدي لي قميص النوم الأحمر كما اتفقنا، )
ابتعدت عنه وهي تضحك بغنج وذهبت باتجاه الغرفه، فتحت الباب ودخلت وهي تخلع معطفها الا انها صدمت مما رأته، كان تامر متمددا على السرير وهو عاري بالكامل منتظرا رغد ان تأتي وما ان رأته على هذا الشكل حتى صرخت بصوت عالي مناديه زوجها فيما انتفض تامر فورا من مكانه وهو لا يصدق ما يحدث معه...

ركض الرجل بسرعه ناحية الغرفه ليتفاجأ بتامر وهو شبه عاري يغطي جسده بغطاء السرير فيما زوجته تصرخ بصوت يهز ارجاء المكان ( لقد وجدته عاري، وفِي سريري، تصرف معه، كيف يدخل الى جناحنا ويقيم به على هذا النحو، )
هتف تامر بتبرير ( ارجوكما، اهدئا قليلا ودعوني اشرح لكم، )
الا ان الرجل كان غاضب وبشده لما يراه امامه ولم يفكر لحظه واحده في سماع تامر...

تقدم الرجل اتجاه تامر وهو يقبض على يده بقوه وعيناه تشتعلان بغضب شديد وملامح وجهه لا تبشر بالخير ابدا...
لقد كان أشبه بأسد جائع يتجهز للانقضاض على فريسته ولم يكن تامر سوى بفريسه سهله المنال بالنسبة له خصوصا بوقفته امامه بهذه الوضعيه المخزيه والخوف مسيطر على ملامح وجهه التي تنطق بالرجاء والتوسل...

نطق الرجل بهدوء يناقض الغضب الذي يشتعل بداخله ( كيف تتجرأ على دخول جناحي الخاص والتمدد على سريري وبهذا الشكل، )
تامر ببكاء ( اسمعني، )
الا ان الرجل لم يعطه الفرصه للحديث بل قاطعه بلكمة قويه اطاحته ارضا ثم بدأ يسدد له اللكمات في مختلف أنحاء جسده وتامر يصرخ وجعا وزوجته تحثه على المزيد...
بعد فتره ابتعد عنه الرجل اخيراً ثم قبض على ذراعه وهو يجره خلفه وتامر يحاول ستر جسده في الغطاء الذي بيده...

تطلعت رغد الى الرجل الذي خرج من جناحه وهو يجر تامر خلفه الذي مال زال يمسك الغطاء بقوه محاولا ان يثبته على جسده العاري، كان وجهه مدمر تماما وجسده أيضا مليء بالكدمات...
صدح صوت الرجل في المكان وهو يصرخ ( اين المدير اريد المدير، )
فيما خرج نزلاء الفندق على صوته ليتفاجئوا بذلك الرجل وهو يقبض على تامر والذي كانت هيئته مزريه بشده...

بدأ النزلاء يضحكون بشده على هذا المنظر المبهج بالنسبه لهم فيما اخرج بعضهم هواتفهم وهم يصورون تامر بهيئته الساخره تلك...

اقترب احد الموظفين متسائلا عن سبب الفوضى والصراخ المنتشر بالمكان ليتحدث الرجل قائلا بغضب شديد ( لقد وجدت هذا المتخلف على سريري بهيئته العاريه هذه، ) بدأ النزلاء بالضحك مره اخرى فيما تحدث الموظف بهدوء قائلا ( حسنا سيدي، بالتأكيد حدث خلل ما في الموضوع، تفضل معي الى المدير انت والسيد الذي معك، هناك سوف نفهم بالتفصيل ما حدث، )
هتف تامر بتوجس ( هل سوف تأخذونني بهذا الشكل، ).

قبض الرجل على ذراعيه بغضب ( نعم بهذا الشكل، وإذا لم يعجبك فاني سوف اخلع أيضا هذا الغطاء الذي بالكاد يستر عورتك، )
تامر بهلع ( ارجوك لا، )
الرجل وهو ينظر الى الموظف محدثا اياها بأمر ( هيا خذني الى مكتب المدير حالا، ) ثم سحب تامر خلفه متبعا الموظف.

اغلقت كريستين الكاميرا الخاصه بها وهي تضحك بشده، تشعر بان قلبها سوف يتوقف من كثرة الضحك ولم تكن رغد تختلف عنها نهائيا فهي الاخرى كانت تضحك على ما تراه امامها...
تحدثت رغد وهي تمسح الدموع التي نزلت من عينيها بسبب شدة الضحك ( يا الهي لقد كان مشهد خرافي بحق، )
كريستين محاولة السيطرة على ضحكاتها ( في الحقيقه إنتقامك كان رائعا، )
رغد بصدق ( الفضل كله يعود لك انتِ، ).

كريستين تهز رأسها نفيا ( وما دخلي انا، انتِ صاحبة الفكره وانت ِمن خططتِ ونفذت كل شيء، ما دخلي انا اذا، )
رغد مجيبه اياها ( لولا جاك صديقك الذي يعمل بهذا الفندق لما كنا استطعنا الدخول الى الجناح وتنفيذ ما خططنا له، كما انه ساعدنا في اختيار الجناح المناسب أيضا، ) اكملت حديثها وهي تغمز لها بخبث فيما تحدثت كريستين قائلة ( انت خبيثه جدا يا رغد، الم تختاري سوى جناح احد أقوى المصارعين في البلاد، ).

رغد بضحك ( كان يجب ان اختار شخص كهذا، حتى يرسم تلك الخريطه في وجهه )
كريستين وهي تضحك بصوت عالي بعد تذكرها منظر تامر ووجهه الذي بالفعل كان يشبه خريطة العالم وجسده المليء بالكدمات ( نعم كان مضحك جدا، )
ثم عقدت حاجبيها فجأة وهي تهتف بتساؤل ( رغد، اين المسدس، هاتيه فورا لاعيده الى جاك، ).

اخرجت رغد المسدس من حقيبتها ثم اعطته الى كريستين وهي تنفض يدها منه بقوه ( خذيه حالا، لولا انني مضطره لما حملته من الأساس، )
كريستين بهدوء وهي تضع السلاح في حقيبتها ( لكنه جاء بنتيجه رائعه، )
هزت رغد رأسها موافقه على كلامها فيما استطردت كريستين بحديثها قائله ( لكنك لست بسهله ابدا يا فتاة، لقد انتقمتي منه شر انتقام، )
رغد بثبات ( يستحق اكثر من هذا، كان عليه ان يفكر جيدا قبل ان يخونني ويتلاعب بي، ).

كريستين بهدوء ( معك حق، فعلا هو يستحق هذا، )
ثم أردفت بصراخ ( يا الهي والدتك تنتظرنا، لقد قالت من يتأخر بعد الساعة العاشره لن يجد له طعاما، )
رغد بضجر ( حسنا لا تصرخي، هيا بنا لنذهب، )
ثم مشت متجهه خارج الفندق وكريستين تتبعها حتى أوقفها سؤال كريستين وهي تحدثها بخبث ( رغد، ما رأيكِ بان ننشر مقطع الفيديو هذا على مواقع التواصل الاجتماعي، سوف تكون فضيحه من العيار الثقيل، ).

تطلعت رغد الى صديقتها التي تشببها بخبثها ودهائها ثم بادلتها بسمتها الخبيثه بواحده مماثله لها وهي تهتف بتفكير (لما لا، لكن انتظري قليلا لأرى ان كان يستحق هذا أيضا ام سوف اكتفي بما فعلته الى حد الان، ).
تاااااابع اسفل
 
 






look/images/icons/i1.gif رواية الشيطان حينما يعشق
  30-01-2022 01:21 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثاني

وقفت يارا امام المرآة وهي تتأكد جيدا من مدى ترتيب ملابسها وحسن مظهرها، عدلت خصلات شعرها بارتباك وهي تتأمل الفستان الأسود القصير الذي يلتف حول جسدها النحيل بنعومة وجاذبية، كان راقيا جدا، في حياتها لم ترتدي فستان كهذا ابدا، لقد اشترى لها سيف مجموعة فساتين رائعة اضافة الى الاحذية والحقائب، وجهزها أيضا بمستحضرات تجميل فخمة، جميعها من أشهر الماركات العالميه، لم ينسَ شيئا واحد أو يغفل عنه، كان حريصا على تجهيزها لمهمتها بافضل شكل ممكن...

عادت مرة اخرى تتأمل فستانها الانيق والذي بالرغم من مدى رقيه الا انه قصير للغاية وهذا ما أزعجها بشده فهي غير معتادة على ارتداء هذه النوعية من الفساتين والملابس التي تعتبر فاضحه بنظرها، فهي دائما تحبذ ارتداء بناطيل واسعه ترتدي فوقها اقمصه طويله أو تنانير طويله واسعة تصل الى كاحلها، مما جعلها تتميز بهيئة كلاسيكية خاصه بها، اما الفساتين التي ارسلها سيف لها فجميعها كانت قصيره جدا وضيقة للغاية مما أزعجها كثيرا خصوصا انها مضطرة لارتدائها كما امرها، فهي لن تجازف ان تعارضه أبدا حتى في موضوع كهذا...

ألقت نظره اخيره على هيئتها في المرآة وشعرت بالرضا عن شكلها، خرجت بهدوء من غرفتها وما ان وصلت الى غرفة الجلوس حتى وجدت زوج والدتها يجلس على الكنبة يشاهد التلفاز ولا يرتدي سوى شورت اسود قصير، تنهدت بغضب منه فهو يجلس بهذه الهيئة المقرفه في صالة الجلوس بلا خجل و دون مراعاة لوجودها معه في نفس المنزل، سارت من أمامه متجهه الى الباب لتخرج من اجل موعدها المحدد لكن صوته أوقفها وهو يصيح عليها يارا...

استدارت له يارا وهي ترمقه بنظرات بارده فيما نهض هو من مكانه متجها نحوها بهيئته الشبه عاريه الى أين تذهبين منذ الصباح الباكر...
ما هذا السؤال، أين سأذهب مثلا، بالتأكيد الى عملي، أجابته بنبرتها الهادئة وبرودها المعتاد مما اغاظه بشده فهتف بها بعصبية اسمعيني يا فتاة، وضعك هذا لا يعجبني...
ومالذي لا يعجبك فيه...

عملك مثلا لا يعجبني، وملابسك هذه غير مناسبة للخروج بتاتا، انها عاريه بشكل فاضح، أجابها بغيرة لم يستطع ان يخفيها...

حدجته بنظراتها البارده ثم تحدثت بهدوء ان كان عملي لا يعجبك فهذه مشكلتك، انت لا يحق لك التدخل باي من شؤوني الخاصة، اما عن ملابسي التي وصفتها بالعاريه، استر جسدك اولا وحينها من الممكن ان نتناقش في وضعها هذا قالت جملتها الاخيرة بسخرية وهي تفتح الباب وتهم بالخروج الا انه قبض على ذراعها بقسوة قائلا يارا، لا تستفزيني...

ابتعد عني، وإلا اقسم لك انني سوف اصرخ بأعلى صوتي وأجمع جميع الجيران من حولنا وأقول لهم انك تحاول الاعتداء علي...
تهدديني يا يارا، سوف تأتي والدتك وحينها سوف اخبرها بجميع ما قلتيه...
اخبرها بما تشاء،.

قالت جملتها الاخيرة بلا مبالاة وهي تخرج من الشقة تاركة إياه يشتغل غضبا منها وغيرة في نفس الوقت فهو لأول مره يراها ترتدي هذه النوعية من الملابس التي اختلفت تماما عما كانت ترتديه في السابق مما زادها جمالا وجاذبية وزاده هو رغبة بها وشوقا اليها...

وقفت امام مجموعة شركات العمري الضخمه وهي تشعر بالارتباك الشديد، كانت شركة ضخمة جدا ذات تصميم هندسي رائع لا تختلف في ضخامتها وفخامتها عن شركة النصار التي عملت بها لخمس سنوات، ابتلعت ريقها بتوتر وهي تخطو أولى خطواتها نحو الشركة التي سوف تصبح موظفه فيها قريبا، تقدمت نحو موظفة الإستعلامات وهي تسألها عن المكان المخصص للوظيفة التي تم الإعلان عنها في الجرائد كما أوصاها سيف بالضبط...

بعد دقائق كانت يارا جالسه في احدى الغرف هي ومجموعة من الفتيات اللواتي ينتظرن دورهم في هذه المقابله، كانت تنظر الى الفتيات وهي تشعر بالاسف من أجلهن، فهم جاؤوا وكلهم أمل في ان يحصلوا على هذه الوظيفه دون ان يعلموا ان صاحبتها قد اختيرت مسبقا وللاسف كالشديد كانت هي...

بعد حوالي ربع ساعة سمعت صوت الموظفة تنادي باسمها وتخبرها في الدخول لإجراء المقابله، دخلت يارا بتوتر لتجد أمامها موظفا شابا يبدو في الثلاثينيات من عمره ينظر الى احد الملفات بتمعن وما ان شعر بوجودها حتى طلب منها الجلوس في الكرسي المقابل له وهو ينظر لها بنظرات ذات مغزى فهمتها هي على الفور...
آنسة يارا، بالتأكيد اخبرك السيد سيف بكل شيء،
نعم، أجابته بخفوت وهي ما زالت تشعر بالقلق والتوتر...

سوف أعرفك على نفسي اولا، أنا مؤيد عباس، المدير المالي لمجموعة العمري للاستيراد والتصدير...
تعجبت يارا في داخلها كثيرا، فكيف لشخص ذو منصب مهم كهذا ان يخون مديره ويتعاون مع اكبر اعداؤه، كيف أتته الجرأة على فعل شيء كهذا خصوصا ان قُصي العمري ليس بالشخص السهل أبدا، فهي كما سمعت عنه قوي جدا وقاسي أيضا لا يختلف كثيرا عن سيف الدين النصار بقوته وجبروته...

اكمل مؤيد حديثه قائلا انت بالتأكيد تعرفين ان وجودك هنا الْيَوْمَ هو مجرد نظام روتيني حتى لا تحوم الشكوك حولنا، فأنت مقبولة لدينا والوظيفة هذه لك منذ اول يوم تم الإعلان عنها، ما يجب ان تعرفيه هو ان تكوني حذره جدا في تصرفاتك، السيد قُصي صعب المراس وحازم في عمله جدا، حاولي ان تكسبي ثقته في أسرع وقت ممكن، حينها سوف تصبح مهمتك اسهل بالتأكيد...

أومأت رأسها بتفهم دون ان تنبس بكلمة واحده بينما استمر مؤيد في حديثه قائلا سوف نتصل بك بعد ثلاث ايّام بالضبط لنبلغك انه تم قبولك في هذه الوظيفه، في الْيَوْمَ الرابع سوف تباشرين في وظيفتك، مفهوم...
مفهوم، أجابته يارا بهدوء فيما قال اخيراً انتهت المقابله، يمكنك الذهاب الان...

نهضت يارا من مكانها فورا بعد سماع كلمته هذه، ألقت التحيه عليه وخرجت من مكتبه فورا، تنفست الصعداء قليلا فهي قد أنهت مقابلتها هذه بسلام، الا ان هناك مقابله كبرى تنتظرها عن قريب وتحديدا بعد ثلاثة ايّام، مقابلة مع قُصي العمري، وَيَا لها من مقابلة مخيفة ومرعبة، حاولت ان تبعد هذه الأفكار عن رأسها فما زال هناك ثلاثة ايّام لديها ولا داعي لان تتوتر وتفكر فيما ينتظرها منذ الان...

جيد يا مؤيد، مكافئتك سوف تصلك اليوم مساءا، سوف يأتي احد رجالي الى منزلك ويعطيها لك...
أغلق سيف هاتفه وهو ينظر الى الصحيفه التي أمامه بتفكير، فاليوم سوف يتم دفن عدنان العمري والد قُصي الذي توفي بعد غيبوبه استمرت لسبع سنوات، هو ما زال محتار بما ينوي فعله، فهو لن يترك يوم كهذا يمر على عائلة العمري دون ان يترك بصمته فيه...
وأخيرا بعد تفكير عميق ابتسم بخبث وقد حسم قراره...

تقدم معتز من سيف وهو يجلس على الكرسي المقابل لمكتبه و يحدثه قائلا سوف يتم دفن عدنان العمري اليوم...
اعلم هذا، وتحديدا بعد ساعة واحده من الان، اجابه سيف بهدوء فيما ظل معتز يرميه بنظرات ذات معنى مما جعل سيف يهتف به قائلا لا تنظر الي هكذا، تحدث عما تفكر فيه...
من الذي يجب ان يتحدث، أنا من انتظر حديث منك، يبدو انك تخطط لشيء ما...

ابتسم سيف لمعتز بخبث مما جعل معتز يهتف بعدم تصديق وقد فهم على الفور ما يدور في رأس صديقه انت بالتأكيد لا تنوي الذهاب الى هناك...
بلى، سوف اذهب واحضر مراسم الدفن كامله، يجب ان أعزي قُصي العمري بنفسه، هذا واجب علي ويجب ان أؤديه، وانا لا اترك واجب كهذا ابدا، هذا عيب في حقي...
اكمل جملته الاخيرة وهو يغمز لمعتز والذي تحدث بدوره قائلا أنا لا أحبذ ذهابك الى هناك،.

الا ان سيف كالعادة لم يستمع لكلامه حيث نهض من مكانه مرتديا سترته وهو يقول كما تريد، انا سوف اذهب الان، هل تود مرافقتي أم سوف تنتظر في الشركة...
اجابه معتز على الفور ما هذا السؤال، بالتأكيد معك يا صاح، رغم عدم اقتناعي بذهابنا الى هناك...
حسنا هيا بنا اذا...
خرج كلا من سيف ومعتز خارج الشركة متجهين الى عزاء عدنان العمري...
أشار سيف لمعتز محدثا إياه
تعال معي في سيارتي، لنذهب سويا...

هز معتز رأسه بتفهم وهو يذهب معه باتجاه سيارته حيث ينتظره هناك جمال السائق الخاص به وأسد مرافقه الدائم...
سيف موجها حديثه الى أسد سوف نذهب الى المقبرة الخاصة بعائلة العمري، لنحضر مراسم الدفن هناك، اكمل حديثه وهو يدخل في سيارته فيما قبض أسد على ذراع معتز وهو يقول ماذا جرى له، لماذا يريد الذهاب هناك، ذلك الحقير لن يسكت بالتأكيد،.

قلت له هذا لكنه عنيد، انت تعرفه جيدا عندما يضع شيء في رأسه فلا يوجد شخص ما قادر ان يمنعه عنه...
هتف سيف بهما ساخرا وهو يمد رأسه خارج نافذة السيارة هل سوف تظلان تتناقشان حول عنادي وإصراري على الذهاب هناك، ثم اكمل بنبرة آمره تحركا فورا، وإلا سوف اذهب لوحدي...

تقدم أسد ليفتح باب السيارة ويجلس بجانب جمال اما معتز فجلس بجانب سيف وهو يهتف قائلا هيا يا جمال تحرك، ماذا تنتظر، فسيدك سوف يموت قهرا اذا لم يصل في الوقت المحدد ويحضر دفن السيد عدنان...

بعد ثلث ساعة توقفت السيارة بهم امام مقبرة عائلة العمري، خرج كلا من سيف ومعتز وأسد من السيارة متجهين الى الداخل ما عدا أسد الذي ظل ينتظرهم خارجا، خلع سيف نظاراته الشمسية وهو ينظر الى ذلك التجمع الكبير الذي جاؤوا لحضور مراسم الدفن ومعظمهم من كبار رجال الاعمال الذين يعرفهم سيف جيدا، تقدم سيف بثقة وغرور كعادته وخلفه معتز الذي يماثله تماما في الثقه والبرود وما ان وقع بصره على قُصي حتى ابتسم بشماته لم يستطع ان يخفيها وهو يراه واقف امام قبر والده الذي تم دفنه منذ دقائق يستقبل التعازي من الحاضرين...

كان قُصي العمري يقف مستقبلا المعزين وبجانبه رامي العمري ابن عمه وشريكه أيضا، ما ان رفع بصره حتى صدم بشده وهو يرى سيف يقترب اتجاهه، كز على اسنانه بغضب فأخر شيء كان يريده هو رؤية سيف وفِي يوم كهذا، اقترب سيف منه ومد يده اليه متحدثا بهدوء البقاء لله...

مد قُصي يده على مضغ وهو يهز رأسه دون ان يتحدث بكلمة واحده وهو يرى في عين سيف نظرة شماته واضحة جدا مما جعله يضغط على نفسه بقوه لكي لا يقوم باي تصرف متهور يفسد عزاء والده، ابتعد سيف عنه ليعزي رامي فيما اقترب معتز ببرود من قُصي وبالكاد يده لامست يد قُصي ولَم يتفوه حتى بكلمات المواساة المعتادة بهكذا مواقف...

لحظات معدوده وخرج كل من سيف ومعتز من المقبرة تحت نظرات قُصي المشتعلة غضبا ولَم ينس سيف ان ينظر له نظرته الاخيرة و وهو يرسم على شفتيه ابتسامه ساخره مما جعل قُصي يشتاط غضبا اكثر...
ما ان خرجا من المقبرة حتى وجدا أسد وهو يقبض على ذراع فؤاد الحارس الشخصي الخاص لقصي و يبدو انه على وشك ان يضربه، تقدما منه بسرعه وهتف سيف به قائلا أسد، اتركه...

تحدث فؤاد مالذي جلب سيف الدين النصار الى هذا العزاء، تأتون بكل جرأة الى عزاء الرجل الذي تسببتم في موته...
كلمة اخرى وسوف أفرغ رصاص مسدسي في رأسك، اجابه سيف ببرود تام وهو يتحداه ان يفتح فمه بكلمة واحده وحينها لن يتردد لحظه واحده في فعل هذا و فؤاد يعلم ذلك جيدا...
عاد ببصره مره اخرى الى أسد الذي يبدو انه مصر على موقفه هذا وهو مازال يقبض على فؤاد فحدثه مره اخرى أسد، هيا بِنَا لنذهب...

لم يتحرك أسد من مكانه خطوه واحده مما جعله يصرخ به بقوه
أسد...
تقدم معتز من أسد وهو يبعده عن فؤاد جاذبا إياه باتجاه السيارة...

في السيارة
لم يستطع أسد ان يسيطر على نفسه وهو يتحدث بحنق لماذا لم تتركني أتصرف معه يا سيدي، كنت سوف أربيه قليلا...
ليس الان يا أسد...
متى اذا، الى الان وأنا احاول ان اجد سببا مقنعا لعدم قتلك له، كان يجب ان نقتله فورا سيدي...
سوف اقتله...
متى، هتف أسد بنفاذ صبر فيما اجابه سيف بهدوء في الوقت المناسب يا أسد وليس الان...

اجابه أسد بتحفز اريد وعدا منك، انا من سوف يقتله سيدي، اريد ان أزهق روحه بيدي هاتين، لا تحرمني من هذا أرجوك...
دون ان تطلب هذا مني، لم أكن لأوكل غيرك لمهمه كهذه، اجابه سيف بصدق مما جعل أسد يرتاح قليلا وهو يعرف جيدا ان سيده حينما يوعد يوفي بوعده...

دفع باب غرفته بقوة وهو يكاد يشتعل غضبا من قدوم سيف بكل وقاحة الى عزاء والده...
خلع سترته ورماها على الارض بعصبية شديده فيما تقدم رامي منه وهو يحدثه قائلا قُصي اهدأ أرجوك...
بدأ قُصي يدور في الغرفه بعصبية شديده كوحش حبيس يرغب في الانقضاض على فريسته التي تقف أمامه على بعد أمتار بينما هو عاجز عن الامساك بها...

حقير، جاء بكل وقاحه ومد يده إليّ، يقدم التعازي لي بلا أدنى خجل، يقتل القتيل ويمشي في جنازته، كان يتحدث بحقد شديد وهو يتذكر كيف دبّر والد سيف هذه الحادثة لوالده منذ سبع سنوات، الا ان والده لم يمت وظل في غيبوبه طيلة السنوات السابقة اما والد سيف فتوفي بعد سنة واحده من تلك الحادثة بعد اصابته بجلطة قلبيه مفاجئه...
لكنك تصرفت بشكل جيد، كنت خائف من ان تفتعل مشكله معه...

كنت اريد ان اقتله بيدي لكنني لم ارغب بان أكون السبب في خراب عزاء والدي، لهذا اضطررت الى مجاراته في تصرفاته الحقيره تلك،
قُصي، اهدأ أرجوك، وتذكر ان بعد اقل من ساعتين يجب ان نكون متواجدين في سرادق العزاء...
ما ان اكمل رامي حديثه حتى دخلت مونيا والدته وهي تهتف بهم قائله لماذا لم تتجهزوا الى الان، ماذا تنتظرون العزاء سوف يبدأ بعد حوالي ساعتين، يجب ان تتواجدوا هناك وتتأكدوا من كل شيء بانفسكم...

أجابها قُصي بهدوء حسنا عمتي، سوف نتجهز حالا، تفضلي انت واهتمي بالعزاء الخاص بقسم السيدات وانا ورامي سوف نتدبر الباقي، اطمئني...
حسنا اذا، أجابته بهدوء وهي تخرج من غرفته ورامي ابنها يتبعها فيما ظل قُصي واقفا في مكانه يضغط على كفه بقوه وهو يتوعد لسيف ونار الانتقام تشتعل في داخله اكثر وأكثر.

تقدمت رولا بسرعه وهي تسمع جرس الباب يرن، وقفت للحظات امام المرآة تتأمل هيئتها المنمقة، ابتسمت برضا عن مظهرها ثم ذهبت باتجاه الباب وفتحته ليتقدم سيف الى الداخل وهو يقول كيف حالك رولا...
اغلقت الباب على الفور واقتربت منه وهي تضمه من الخلف مجيبة إياه أصبحت بخير عندما رأيتك...

استدار اتجاهها وهو يتأملها بنظرة تقييمه من رأسها الى اخمص قدميها، كانت ترتدي قميص نوم اسود اللون قصير يبرز بشرتها البيضاء، اما شعرها الاشقر فتركته منسدلا يغطي ظهرها من الخلف، كانت تبدو رائعة الجمال وكل شيء فيها ينطق بالانوثه...
قبض على خصرها بين ذراعيه وهو يهتف بها قائلا تبدين جميله جدا، كل يوم تزدادين جمالا عن الذي قبله...
وضعت يدها على صدره وهي تحدثه بإغراء هل اشتقت الي...

كثيرا، همس كلماته تلك بجانب شفتيها ثم اطبق عليها بشفتيه وهو يقبلها بقوة...
وبعد فترة ابتعد عنها وهو يحاول أخذ انفاسه ثم حملها بين يديه هذه المره وعاد يقبلها بهدوء متجها بها الى غرفة النوم...

ابتعد عنها بعد فترة وهو يلهث بقوه، استند بنصف جلسه على الجدار الخلفي السرير وهو يدخن سيجارته فيما لفت هي غطاء السرير حول جسدها الأبيض واقتربت منه، مد سيجارة اليها فتناولتها منه وهي تضعها داخل فمها ثم تنفث دخانها بقوه...
أسبوعين لا اراك يا سيف، حتى لم تتصل بي على الأقل...
لقد كان لدي اعمال مهمه، لم انتهي منها سوى اليوم، أجابها بهدوء
اقتربت منه وهي تلمس ذراعه بيدها تبدو متعبا،.

قليلا، طوال أسبوعين وانا اعمل على صفقة جديده، حتى انني لم أنم جيدا بسببها...
بالتأكيد كسبتها
هل لديك شك بهذا...
أبدا...
نهض من على السرير وهو يرتدي بنطاله فيما وقفت هي على السرير مستنده على ركبتيها وتحدثه بتساؤل ما رأيك في وجبة عشاء فاخره، قل فقط نعم وسوف أباشر فورا في تحضيرها...
لا مانع لدي، في الحقيقة لم أتناول شيئا منذ الصباح، لهذا لن أمانع بالتأكيد...
أردفت بحماس سوف أعده فورا...

بعد حوالي ساعة كان سيف جالسا على المائدة يتناول طعامه بهدوء وفِي مقابله تجلس رولا وتتناول طعامها هي الاخرى...
قطع سيف الصمت بصوته العميق وهو يقول غدا، سوف اسافر الى باريس
أجابته بتساؤل حقا...
نعم لدي اعمال مهمه هناك...
سألته بخفوت كنت أرغب بشده ان اسافر الى هناك، ما رأيك ان اذهب معك...
أجابها بحزم لا أستطيع، هذه السفرة من اجل العمل فقط يا رولا...
حسنا كما تريد، كم المده التي سوف تقضيها هناك...

أجابها بإيجاز ثلاثة ايّام فقط وسوف اعود...

هزت رأسها بتفهم ثم عادت تتناول طعامها بصمت تام وهي تفكر في سيف وعلاقتها معه، عادت بذاكرتها الى تلك الفترة التي تعرفت بها عليه، لقد التقت به صدفه وأعجبته بشده، وخلال فترة قصيره دخلا في علاقة سويه، منذ ثلاث سنوات وهي عشيقه له، هي لم تكن المرأة الوحيدة في حياته بالتأكيد، فهي تعرف جيدا انه لديه العديد من العلاقات مع نساء غيرها، الا انها الوحيدة التي استمر معها طوال هذا الوقت، في الحقيقة هو يعاملها بشكل رائع كما انه كريم معها جدا، فقد جهز لها كل ما تحتاجه بدءا من هذه الشقة الفخمه انتهاءا بمركز التجميل الذي فتحه لها وتديره هي بنفسها، لقد وفر لها رفاهية لم تحلم بها يوما وهي ممتنه جدا له، وهذا ما يجعلها تتغاضى عن صرامته معها وأسلوبه الجاف في بعض الأحيان...

تقدمت تمارا من والدتها التي كانت جالسة على طاولة الطعام تتناول فطورها بهدوء وما ان رأتها حتى ابتسمت فورا وهي تهتف بها قائلة صباح الخير حبيبتي...
تمارا وهي تجلس على الكرسي المقابل لوالدتها صباح النور ماما...
قدمت لها والدتها كوب الشاي الخاص بها وهي تقول هيا جميلتي تناولي فطورك،
فأخذت تمارا الكوب من يد والدتها وبدأت تشرب الشاي دون ان تنبس بكلمة واحده...

تأملت هناء ابنتها التي كانت تجلس شارده وكأنها في عالم اخر، كانت هذه الحالة التي اعتادت ان تراها فيها منذ وقت طويل، منذ عامين تحديدا، ابنتها التي فقدت كل معاني الحياة وتحولت الى فتاة بائسة تقضي معظم وقتها معزولة عن الجميع غافلة عن جميع ما يحيط بها وملامحها يكسوها الحزن والوجوم...

من كان يصدق ان تمارا الهادي سوف تصبح يوما ما بهذا الشكل المزري والهيئة المحطمه، ابنتها التي كانت كالشمس المتوهجه تشع جمالا وحيوية بشقارها المميز وشقاوتها المحببة تسلب القلوب وتجذب جميع الأنظار، لقد تحطمت تمارا تماما و انطفئت بكل ما فيها من مرح وتوهج بعد ان سقتها الحياة الآلام والاحزان على اصولها...

تنهدت هناء بالم وهي تحدثها قائلا تمارا لم تتناولي شيئا من طعامك، كالعادة اكتفيتي بكوب الشاي فقط، هذا ليس جيد من اجلك حبيبتي...
ماما أرجوكي لا تضغطي علي...
ليس بيدي يا ابنتي،
اكملت بأسى أنا اموت كل يوم من اجلك وانا اراك في هذه الحالة ولا أستطيع ان افعل لك اَي شيء، اشعر باني عاجزة عن مساعدتك، أنا أمك التي أنجبتك وربتك لا أستطيع ان أخرجك من هذه الوضع المؤلم،.

اقتربت تمارا منها وهي تمسك كفها بيدها وتضغط عليها ماما لا تلومي نفسك أرجوك، ولا تفكري كثيرا بوضعي، انا بخير اطمئني، لا اريد ان أكون سبب في حزنك أبدا...
ليس بيدي تمارا، انت تنطفئين امامي كل يوم اكثر، وانا لا اعرف ماذا يجب ان افعل لأعيدك الى سابق عهدك...

تأملت تمارا والدتها بحزن فهذه المرأة تعذبت كثيرا في الفترة الاخيرة، يكفيها موت والدها المفاجئ والذي أذاها بشدة، والدتها التي كانت تعشق زوجها كثيرا لم تتحمل وفاته أبدا، كانت صدمة موجعة لها ونكبة احتاجت وقت طويل حتى تخرج منها، لم يكفيها هذا كله لتأتي هي وتزيد من أوجاعها وأحزانها...

لكن الامر ليس بيدها أيضا، فهي قد ذاقت من الالم والمعاناة ما يكفيها، ما حدث معها لم يكن هينا، ولو كانت اخرى بدالها لما ترددت في ان تنهي حياتها أبدا، في الحقيقة لقد فكرت جديا في الانتحار، لقد كان هو الحل الاسهل بالنسبة لها، تنهي حياتها بيدها لتتخلص من مرارة الفقدان التي احتلت كل إنش فيها وعذاب الضمير الذي يلاحقها في كل لحظه، لكن هناك شيئا ما كان يمنعها من هذا، كلما تقرر المضي في هذه الخطوة يقف في وجهها ويحذرها منها لتعود الى ادراجها كما ذهبت وشعور غريب بالراحة يسيطر عليها بالرغم من كل ما تعانيه...

ماما ليس بيدي أنا أيضا، ما فقدته لم يكن هينا أبدا، اشعري بي ولو قليلا حتى، ما تطلبينه مني صعب، صعب جدا، بدأت الدموع تفيض من عينيها بقوه فيما اكملت هي حديثها بصوت منتحب أنا احاول جاهده ان اعود الى ما كنت عليه في السابق، اريد بشده ان تعود تمارا القديمة الي، ابحث عنها طوال الوقت لكنني لا اجدها، وحتى ان وجدتها فسوف تهرب مني بالتأكيد، فتمارا الجديده لا تناسب القديمة بتاتا بتلك الجروح والآلام التي تنهش فيها، قالت كلماتها الاخيرة بحسره وهي تنهض من مكانها متجه الى غرفتها ونظرات والدتها المتألمة تتبعها...

دخلت الى الحمام الملحق بغرفتها وهي تبكي بقوة، استندت بيديها على المغسلة وهي تنظر الى وجهها في المرأة المقابله لها، كانت تبحث بعينيها عن اَي شيء يدل انها ما زالت تمتلك ولو جزء بسيط من روحها القديمة، الا انها فشلت في ذلك، مسحت دموع عينيها بقوة وبدأت تتأمل وجهها الأحمر والمنتفخ من شدة البكاء، كان وجهها الأبيض شاحبا بشده وعيناها الزرقاوتان فقدتا بريقهما المميز، لمست شعرها الأشعر القصير بوجع وهي تتذكر كيف كان رائع وطويل يصل الى منتصف ظهرها، من شدة حبها له واهتمامها وهوسها الزائد به قصته، وكأنها تعاقب نفسها بهذا...

لم تتحمل النظر الى هيئتها المزريه اكثر من هذا فابتعدت فورا من امام المرأة وبدأت بخلع ملابسها بسرعه و رغبه جامحه في التحرر منها سيطرت عليها...
وقفت تحت الدوش والمياه تنساب فوق جسدها العاري، كانت تريد منها ان تغسل ذنوبها و تطهرها جيدا، تلك الذنوب التي ارتكبتها دون إرادة منها، لكنها ظلت تلاحقها دائما وتبث فيها الغم والاسى...

كانت المياه الصافية تختلط بدموعها التي ابت ان تكف عن الهطول، بدأت تفرك وجهها بيديها بقوة ودموعها ما زالت تنسكب على وجهها بغزارة...

بعد فترت خرجت من حوض الاستحمام ثم ارتدت الروب الخاص بها، وقفت مرة اخرى امام المرآة وهي تتطلع الى وجهها بهدوء، كادت ان تبكي هذه المره أيضا الا انها تماسكت جيدا وهي تضغط على عينيها بقوه مانعه الدموع الحبيسة فيهما من الهطول وهي تحدث نفسها قائله لن ابكي، لن ابكي مره اخرى...

كانت تشعر في تلك اللحظة بشيء غريب تغير فيها، وكأن هناك قوه غريبة تولدت في داخلها، قوة تحثها على شيء لم يخطر في بالها من قبل، لقد اضاعت سنتين كامله من عمرها دون ان تفعل اَي شيء، سنتين كاملتين قضتهما في حزن ولوم لا ينتهي، كانت تحاسب نفسها و تعذبها ظنا منها انها تستحق هذا، حملت نفسها مسؤولية ما حدث بينما الجاني الحقيقي جالس في مكانه يزداد علوا ويزهو انتصارا، وبدل ان تفكر في كيفية محاسبته على ما فعله جلست تنتحب حظها العاثر وتبكي مأساتها الدائمه...

لقد حان الوقت لأبدأ من جديد، لاتحرر من السجن الذي دخلته بإرادتي، انا لن أظل طوال حياتي هكذا، ابكي على الاطلال، تطلعت الى وجهها في المرآة وهي تهتف بعزم وقوة لا تعرف متى اكتسبتها سوف انتقم منك، سوف أخذ حقي منك كاملا، لن ارتاح حتى اراك تتعذب امامي وتعاني مثلي تماما...

طرقات قوية على الباب ايقظتها من نوم عميق بعد ليلة صاخبة قضتها بالحديث والضحك الذي لا ينتهي مع كريستين...
كانا قد عادا الى المنزل فورا بعد فعلتهما الخبيثه مع تامر فوجدا والدة رغد في انتظارهم وقد أعدت لهم عشاء رائع كما وعدتهم في وقت سابق وذلك بمناسبة الترقية التي حصلت عليها في وظيفتها كأستاذة جامعية...

وما ان أكملا تناول طعامهما حتى دخلا سويا الى غرفتها ليكملا أحاديثهم الصاخبة ومشاغباتهم التي لا تنتهي...
قضيا ليلتهم سويا ما بين الأحاديث والضحك والرقص والغناء مما اضطر والدتها في الأخير الى اقتحام خلوتهم وإيقافهم عن جنونهم هذا وطرد كريستين من المنزل...
نهضت من سريرها وهي تزفر بضجر متجهه الى الخارج من اجل فتح الباب لهذا الطارق المزعج والذي اصبح يزيد من قوة ضرباته...

فتحت الباب وهي تفرك عينيها بنعاس لتجد كريستين أمامها والتي دخلت فورا وهي تجر ورائها حقيبة سفر كبيرة...
طردني، قالتها كريستين بغضب وهي تجلس على الكنبة وتضع حقيبتها على الارضيّة المقابله لها...
رغد بعدم فهم طردك! من تقصدين...
وهل يوجد غيره، والدي العتيد...
اووه معقول، لماذا طردك، ماذا فعلت...

كالعادة، نبدأ بنقاش لطيف حول موضوع معين يطرحه امامي، يتبعه اختلاف في وجهات النظر، يتحول الى صراخ، والصراخ يعني شجار كبير بيننا، كدت ان اضرب الفازة الزجاجية برأسي الا انني تراجعت عن هذا في اخر لحظه...
من الجيد انك لم تتهوري وتفعليها، لكن اخبريني ما هذا الموضوع الذي سبب هذا العراك كله...
لن تصدقي بالتأكيد،
هل هو موضوع تافه لهذه الدرجه، اخبريني.

كنّا نتناقش حول الانتخابات الامريكية ومدى أحقية ترامب بان يفوز بها، من وجهة نظري ان كلينتون كانت الاجدر بها، وعندما أخبرته بهذا أجابني بان المرأة فاشله بهذه المواضيع واكبر شيء ممكن ان تديره هو منزل يحوي عائلة صغيرة، تجادلت معه كثيرا، وبدأت أصواتنا بالارتفاع وكلانا متمسك برأيه، وهكذا تشاجرنا...

هزت رغد رأسها بعدم تصديق وتحدثت بلهجة ساخرة تشاجرتما من اجل ترامب وكلينتون، يا له من موضوع مهم و يستحق هذا...
أقول لك انه يقول عن النساء فاشلات و...
قاطعتها رغد وهي تقول منذ متى وصديقتي أصبحت مناضلة في مجال حقوق المرأة،
ماذا تقصدين...
طوال حياتي لم اراك مهتمه بهكذا مواضيع، اعترفي انك لا تتحملين اَي كلمة تصدر من والدك، وتبحثين عن اَي حجه لبدأ شجار معه...

وهو أيضا نفس الشيء، اجابتها كريستين ببساطه فيما تنهدت رغد بتعب وهي تفكر في كريستين وجنونها الذي لا ينتهي وعلاقتها بوالدها التي باتت فاشله وبشده...

كريستين كانت الابنة الوحيدة لوالديها وهما ادوارد وبيلا، كان اداورد شاب عربي من عائلة ثريه وعندما جاء الى فرنسا تعرف على بيلا والدة كريستين وهي شابة فرنسية تصغره بعام واحد، احبا بعضهما بشده وتزوجا وبعد عام واحد أنجبا كريستين، كانت حياتهما تسير بشكل رائع حتى بدأت صحة بيلا تتدهور فجأة واكتشفا اصابتها بالمرض الخبيث لتموت بعد ستة أشهر من اكتشاف المرض تاركة كريستين التي لا تتجاوز السبعة الأعوام، بدأ حينها ادوارد يعتني بكريستين ويدللها بشكل مبالغ فيه وهذا ما جعل كريستين تصبح على هذا النحو من الجنون والاهمال، لكن أدوارد اكتشف هذا متأخرا عندما دخلت كريستين جامعتها وتطورت افعالها الحمقاء وأصبحت اكثر استهتارا، حينها تغيرت معاملته لها وبات يحاول بكل الطرق ان يغير منها ومن شخصيتها، الا انه لم يستطع ان يفعل اَي شيء سوى ان العلاقة بينه وبين ابنته ازدادت سوءا واضطرابا...

وضعت رغد يدها على فمها وهي تتثائب ثم وجهت حديثها لكريستين حسنا كريستين، خذي راحتك، سوف اذهب أنا وأكمل نومتي البيت بيتك...
ستنامين وتتركيني لوحدي...
انت مقيمه لدينا يا كريستين لدرجه أني اراك هنا اكثر مما ارى والدتي، فلا تتصرفي وكأنك غريبه...

هل تعايريني لأني أقضي ليلي ونهاري معك، هل هذا جزائي لأني ارغب في تسليتك واسعادك بوجودي جانبك أجابتها بحزن مصطنع بينما تنهدت رغد بهدوء كريستين، انا حقا متعبه واشعر بالنعاس...
وانا أيضا، أجابتها كريستين بابتسامة ثم اكملت حديثها وهي تنهض من مكانها لهذا سوف انام انا أيضا، بجانبك...

طبعا لا يحلو النوم لك الا بجانبي وعلى سريري، إجابتها رغد بسخرية فهي دائما تصر على النوم بجانبها في سريرها صغير الحجم بالرغم من وجود غرفه إضافية مخصصه للضيوف...
كريستين وهي تغمز لها بالطبع...
اشارت رغد الى حقيبتها وهي تقول لها اخرجي بيجامه لك، بالتأكيد لن تنامي بملابس الخروج...
لماذا سوف اخرج بيجامه لي، وبيجاماتك الورديه موجودة وتنتظرني لارتديها...

هتفت رغد بنفاذ صبر سريري، بيجامتي، منزلي، مالذي تبقى لدي لم تحتليه يا كريستين...
ثم أكملت حديثها وهي تسأل نفسها لا اعرف مالذي يجبرني على تحملك...
قلبك، يحبني ولا يستطيع الابتعاد عني، رفعت رغد حاجبيها بتهكم فيما مشت كريستين أمامها وهي تهتف بها قائله هيا رغد، انا متعبه جدا وارغب بالنوم، بيجامتك في مكانها المعتاد أليس كذلك...
فيما كانت رغد تتبعها وهي تهز رأسها بيأس من تصرفات صديقتها المجنونه...

بعد حوالي ثلاث ساعات
كانت رغد جالسه على الكرسي تعمل على حاسوبها الشخصي وهي تشرب قهوتها فيما كريستين كانت متمدده على الكنبه المقابله وهي تتابع احد الأفلام المعروضة على التلفاز...
فتحت الباب لتطل منه لميس والدة رغد والتي تفاجأت بكريستين وهي متمدده على الأريكة ترتدي البيجامة الخاصة برغد وتتابع التلفاز خصوصا وأنها طردتها فجر البارحه من المنزل بعد الفوضى التي احدثاها هي ورغد...

لميس بتعجب كريستين، اشتقتي إلينا بهذه السرعة...
نهضت كريستين من وضعيتها المتمدده وهي تحدثها بابتسامة اهلًا خالتي، في الحقيقة نعم لقد افتقدتك كثيرا،
رفعت لميس حاجبها بتهكم فيما تحدثت رغد قائله لقد طردها والدها، وسوف تقيم لدينا هذه الفترة...
لميس بدهشة حقا، لماذا...
كريستين باختصار خلافات عائلية...

تطلعت رغد اليها بسخرية فيما تحدثت لميس قائلا معه حق، منذ فترة طويله وانا انوي على هذه الخطوه لكنني أتراجع في اخر لحظه قالت كلماتها هذه وهي ترمي رغد بنظراتها والتي هبت من مكانها فورا وهي تتحدث بتعجب ماذا تقصدين ماما، من ترغبين في طرده من المنزل، هل تقصدينني انا،
وهل يوجد غيرك مثلا، أجابتها بتهكم فيما تحدثت رغد مره اخرى نعم يوجد، كريستين فهي تقريبا مقيمه لدينا...

رغد، اخرسي، صرخت كريستين وهي تقترب منها وتنقض على عنقها بغضب مصطنع سوف أقتلك يا رغد، نعم انا مقيمة لديكم وأنتم مجبورين على تحملي...
تطلعت لميس بسخرية إليهما ثم تحدثت قائله انا سوف ادخل لأرتاح قليلا، اعدا طعام الغداء من فضلكما...
وقفت كريستين بجانب رغد وهي تزم شفتيها بعبوس اعدا طعام الغداء، هذا يعني ان والدتك لن تطبخ...

أكملت رغد عنها وهذا يعني اننا يجب ان ننهض فورا لنعد الطعام، وإذا لم نفعل هذا فهي لن تتردد لحظه واحده في طردنا من هذا المنزل وحينها سوف نقيم بالشوارع...
انا لن أعد الطعام، لست بمعتاده أصلا على أشياء كهذه...
اقتربت منها رغد وهي تحدثها بتهديد اذا لم تشاركيني في إعداد الطعام فخذي حقيبتك التي تقطن في غرفتي واغربي من هذا المنزل، نحن لا نأوي المتقاعسين أمثالك...

ثم ابتعدت عنها متجهه نحو المطبخ وكريسيتين تتبعها بغضب...

اقتربت كريستين من رغد التي كانت واقفه تقلي البطاطا وهي تهتف بها قائلة رغد، لقد وصلتك رسالة على هاتفك...
سألتها رغد من...
وهل توجد غيرها صديقتك البائسة، إجابتها كريستين بسخرية فيما أخذت رغد منها الهاتف وهي تقرأ محتوى الرسالة الذي جائتها...
سألتها كريستين بفضول ماذا تريد...
تريد رؤيتي مساء اليوم، تقول ان لديها موضوع مهم تريد ان تخبرني إياه...
انا لا اعرف كيف تصادقين واحده مثلها انها كئيبة وممله...

هي لم تكن هكذا أبدا، بل على العكس تماما دائما كانت مرحه ولطيفه، لكن ما حدث معها منذ سنتين جعلها هكذا...
كريستين بعدم فهم مالذي حدث معها...
استدارت رغد نحوها وهي تجيبها بحزن مات زوجها ليلة زفافها...
هزت كريستين رأسها بعدم تصديق وهي تقول ماذا، كيف
مات في سكتة قلبية مفاجئة، تخيلي تستيقظين صباحا يوم زفافك لتجدي عريسك ميت بجانبك...
كريستين بأسف يا لها من مسكينة، بالتأكيد كانت صدمه مفجعه اليها...

هزت رغد رأسها وهي تعود الى عملها اخرى، فهي لا تريد خوض احاديث اكثر بخصوص هذا الموضوع، خصوصا ان هناك أشياء اخرى لا تستطيع ان تفشيها لأي احد حتى لو كانت كريستين اقرب صديقة لها.

وضعت رغد كوب قهوتها على الطاولة وهي تهتف بخوف لا تستعجلي يا تمارا، ما تنوين فعله خطر جدا،
أجابتها تمارا بهدوء لم يعد هناك شيء اخاف عليه يا رغد، لقد انتهيت تماما، لم يعد هناك شيء قد اخسره،
لكن سيف الدين النصار رجل صعب جدا والاقتراب منه مخيف، انت بنفسك قلت هذا، اذا علم بما تنوين فعله لن يتركك ابدا...

ماذا سوف يفعل لي، سوف يقتلني مثلا، انا بالأساس ميته، تطلعت رغد اليها بأسف فيما اكملت هي بغضب ونار الانتقام اشتعلت داخل عينيها الزرقاوتين لن ارتاح حتى أخذ حقي منه، سوف افعل المستحيل حتى أراه يتعذب مثلما فعل بي، يجب ان انهي حياته كما انهى حياتي يا رغد...
ربتت رغد على يديها وهي تحدثها بهدوء انا لا ألومك فيما تقولينه، لكن انا خائفة عليك منه، أرجوك فكري بعواقب هذا الشيء،.

تمارا بإصرار لقد فكرت جيدا وانا مستعده لجميع العواقب الاتيه منه، وانا على أتم الاستعداد لتقبّله بكل ما فيه من اوجاع...
تطلعت رغد اليها بصمت وهي لا تعرف بماذا تجيبها فتمارا تبدو مصره على الانتقام وبشده، هي تفهمها جيدا وتضع الاعذار لها لكنها لا تمتلك تلك القوة التي تساعدها في انتقامها هذا، هي سوف تدخل حرب بلا اسلحه تحارب بها، حرب سوف تكون هي الخاسر الوحيد فيها.

جلست تمارا امام حاسوبها الشخصي بعد ان وصلت منذ قليل الى منزلها، لقد ارتاحت قليلا حينما فضفضت الى رغد بنواياها الجديده، رغد صديقتها المقربه والوحيدة التي حدثتها بجميع ما فعله سيف معها دون ان تخبئ عنها اَي شيء، كانت اول من شاركها أحزانها تلك ودعمها بقوه...

بدأت تقلب في المعلومات التي تخص سيف الدين النصار وهي تبحث عن أشياء معينه قد تفيدها في خطوة انتقامها القادمة، فجأة وقعت عينيها على ذلك الاسم وهي تهز رأسها بعدم تصديق، كيف غابت هذه المعلومه المهمه عنها، ابتسمت لا إراديا وهي تكتب اسم الشخص المطلوب في خانة البحث ليظهر لها عدة معلومات وصور عنه...

همست بخفوت حازم النصار، الأخ الأصغر لسيف الدين النصار، في الثامنة والعشرين من عمره، مقيم في أمريكا، بدأت تسترسل في قراءه المعلومات الخاصة بحازم وهي تشعر في كل معلومة تقرأها ان هدفها اصبح واضحا جدا اليها...
اغلقت حاسوبها الشخصي وهي تبتسم بهدوء فقد نجحت اخيراً في تحديد خطوتها الاولى والتي سوف تصل من خلالها الى مبتغاها وتحقق انتقامها...



look/images/icons/i1.gif رواية الشيطان حينما يعشق
  30-01-2022 01:24 صباحاً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الثالث

في حي شعبي وتحديدا في احدى الشقق البسيطه تستيقظ نورا صباحا وعلى شفتيها ابتسامة رائعه فاليوم سوف تبدأ عملها الجديد والذي وجدته بعد بحث طويل...
نهضت من سريرها بحماس وهي تتجه الى خزانة ملابسها حيث اخرجت منها تنورة سوداء متوسطة الطول وقميص زهري اللون، ارتدت ملابسها وسرحت شعرها الأسود الطويل ثم ارتدت حذاء اسود ذو رقبة طويله وألقت نظرة اخيره على المرآة لتتأكد من ترتيب مظهرها...

خرجت من غرفتها وهي تجر ورائها حقيبة كبيرة تحتوي على ملابسها وأغراض اخرى تخصها قد جهزتها منذ مساء البارحه، تقدمت نحو والدتها التي كانت تجلس بملامح واجمه حزينه فهي لا تريد ان تبتعد ابنتها عنها ابدا بالرغم من انها مضطره لهذا فهم بحاجة لهذه الوظيفه وبشدة، جثت على ركبتيها امام والدتها وهي تحدثها بحب
ماما ارجوكِ لا تفعلي هذا، لا اريد الذهاب وانت هكذا...

لا زلت غير متقبلة لفكرة ان تعيشي بعيد عنا، ومع ناس غرباء، صحيح اننا محتاجين لتلك الوظيفه وبشده، لكنني ما زلت غير مقتنعه بها...
لا تقلقي علي ابدا، انا لن اسافر الى دولة اخرى، صحيح سوف أعيش في مكان اخر، لكنني قريبة منكم وسوف ازوركم دائما، واصحاب العمل عائلة معروفة من ارقى العائلات و ذوي سمعة محترمة اكملت كلماتها تلك وهي تبتسم بلطف...

نهضت من مكانها ووقفت امام والدتها التي نهضت هي الاخرى بدورها وضمتها اليها وهي توصيها بان تنتبه على نفسها جيدا، خرجت نورا من الشقة بعد توديعها لوالدتها والتي ظلت تدعو لها بالتوفيق في عملها الجديد...

بعد حوالي نصف ساعة نزلت نورا من التاكسي بعد ان أعطت السائق اجرته، تطلعت الى القصر الضخم الذي سبق وان أتته منذ أسبوع لإجراء المقابلة الخاصة بهذه الوظيفه وقد شعرت بالدهشة من هذا البناء الضخم والراقي الذي رأته أمامها، ذهبت ببصرها الى الرجلين الضخمين اللذان يقفان عند البوابة الرئيسة للقصر، سبق وأن رأتهم في زيارتها الاولى، كانا ضخمين بشكل مرعب ويحملون السلاح بايديهم مما أشعرها انها تدخل معسكر أو شيء مشابه وليس مجرد قصر عائلي، تقدمت منهم بارتباك اقل من المره الفائتة ويبدو ان الرجلين عرفاها فورا ولديهم معلومات عن مجيئها حيث هتف بها احدهم قائلا تفضلي معي...

مشت هي في الامام بينما كان هو يتبعها وما ان وصلت الى الباب الداخلي حتى فتحت الخادمه الباب لهما فورا بعد ان تلقت التعليمات من الرجل الذي يرافقها لتدخل هي ويتبعها ذلك الرجل والذي حدث الخادمه قائلا اخبري السيدة جميلة بقدوم الموظفة الجديده، هزت الخادمه رأسها بتفهم وهي تقول لها اتبعيني...

ما ان همت نورا في التحرك من مكانها واتباعها كما طلبت حتى وجدت السيدة جميلة تتقدم نحوها وهي توجه حديثها اليها نورا، لقد آتيتي في موعدك، السيد سيف ينتظرك في الداخل، فهو يريد مقابلتك قبل ان يسافر...
نورا بهدوء حسنا لاقابله اذا...
التفتت جميلة نحو الخادمه وهي تقول بتول انت عودي الى عملك، انا سوف أوصل نورا الى السيد سيف وبعدها سوف الحق بك...

هزت بتول رأسها بتفهم وهي تبتعد عنهم فيما هتفت جميله بنورا وهي تقول هيا بِنَا نورا...

كانت نورا تسير وراء جميلة وهي تشعر بالتوتر الشديد من مقابلة رب عملها الحالي، وقفت وراء جميله التي طرقت على باب مكتبه بهدوء ليصدح صوت عميق يأمرها بالدخول، دخلت جميله ونورا تتبعها وتوترها يزداد اكثر، نظرت الى سيف الذي كان يجلس على مكتبه بكل أريحية وهو يرميها بنظرات هادئه حتى تحدثت السيدة جميله وهي تقول سيدي، هذه نورا، المربية الجديده...

حسنا يا جميله، يمكنك الذهاب فأنا سوف اتحدث معها قليلا قبل ان تبدأ عملها...
ابتعدت جميله بتفهم وخرجت من المكتب تاركه نورا لوحدها في مواجهة سيف...

سيف بنبرة هادئة لكنها حازمه في نفس الوقت اسمعيني يا نورا، لقد اختارتك السيدة جميلة من بين العديد من الفتيات لهذه الوظيفه وانا اثق في اختيارها جدا، انت من الان سوف تصبحين المربية الخاصة بابني سيف الدين والمسؤولة عنه، تعجبت في داخلها عندما ذكر اسم ابنه الصغير والذي يماثل اسمه فيبدو انهم من العوائل الذين يورثون كل شيء لابنائهم حتى أسمائهم كتخليد لذكراهم، فيما اكمل سيف حديثه قائلا سيف هو مسؤوليتك يا نورا، انت غير ملزمه باي شيء اخر سوى الاهتمام والعناية به، لكن انتبهي جيدا، اريد ان تتعاملي معه بافضل شكل ممكن، لا تتركيه لوحده ابدا، ولا تسمحي بان يحدث اَي مكروه له...

اتبع حديثه بتهديد واضح وأقسم انه اذا رأيته يبكي أو يتألم أو اَي شيء من هذا القبيل وتكونين انت السبب في هذا فحينها لن أرحمك ابدا...
ابتلعت ريقها بقلق وهي تهز رأسها له بتفهم فيما اخرج هو حزمه من الأموال وهو يقول الفين دولار هذا الشهر جيد...
فتحت أعينها الاثنتين على وسعهما وهي لا تصدق المبلغ الذي طرحه أمامها فهي لم تطمح في اكبر أحلامها ان تحصل على مبلغ كهذا في يوم ما...

بالتأكيد جيد جدا، أجابته نورا بصدق مما جعله يخبرها قائلا سوف تنالين أضعافها اذا احبك سيف وارتاح معك...
أنشالله سيدي...
نهض من مكانه وهو يخبرها قائلا تعالي معي، سوف آخذك الى غرفته...
تبعته نورا بهدوء فيما فتح هو الباب لها وما ان همت لتخرج منه حتى تفاجئت بشاب يقطع الطريق أمامها...
معتز موجها حديثه لسيف من هذه...
انها المربية الجديده لسيف...

كانا يتحدثان ونورا تقف في المنتصف بينهما، ظلت تنظر إليهما وهي بالكاد تصل الى منتصف بطنهما، كانت محاصره بين معتز الذي يقف مغطيا فتحة الباب بجسده الضخم و سيف الذي يقف خلفها مما جعلها تحرك رأسها يميناً ويسارا بغباء وهي تنظر الى هذين الرجلين الأشبه بجبلين يحيطان بها ويغطيانها بالكامل...
تحدث معتز بنبرة متهكمه وهو يرميها بنظرات ساخره الم تجد اقصر منها...

همت بالرد عليه الا انها تراجعت على الفور فهي لا ترغب في خسارة وظيفتها قبل ان تبدأ بها حتى، الا انها لم تستطع ان تمنع عينيها من إرسال نظراتها الغاضبة له...
سيف بهدوء معتز، ابتعد من امام الباب، لأخذها الى غرفة سيف...
الا ان معتز لم يستمع لكلامه بل ظل واقف أمامها ينظر لها بطريقه مستفزه مما جعلها تشتعل غضبا منه ومن تصرفاته...

سيف بنفاذ صبر معتز، ابتعد معتز عنها فيما خرجت هي من الغرفه وسيف يتبعها والذي رأى بتول الخادمه تتقدم اتجاهما فهتف بها قائلا تعالي يا بتول، خذي نورا الى غرفة سيف...
حاضر سيدي، أجابته بتول وهي تأخذ نورا معها باتجاه غرفة الصغير...
فتحت بتول باب غرفة سيف ثم دخلت اليها ونورا تتبعها...

نظرت نورا الى الطفل الصغير ذو الثلاثة أعوام والذي كان يجلس على سريره يحمل جهاز إلكتروني صغير ويبدو انه مندمج في اللعب فيه، تعجبت نورا كثيرا فكيف لطفل في سنه ان يفهم في هذه الأجهزه الالكترونية المعقدة...
اخرجها من افكارها صوت بتول وهي تحدث سيف الصغير قائله سيد سيف، هذه نورا، المربية الجديده لك...
تطلع سيف الى نورا قليلا ثم هز رأسه بلا مبالاة وعاد بتركيزه نحو جهازه الالكتروني...

بالتأكيد سيد سيف اخبرك بأوامره التي تخص طبيعة عملك، لكن أيضا سوف أحذرك، انتبهي جيدا على الصغير يا نورا، وعامليه بشكل جيد واياكِ ان تصرخي في وجهه أو تتسببي في بكائه حينها لا يوجد احد سوف ينقذك من السيد سيف، مهما أزعجك الصغير بمشاغباته تحمليه، وحاولي أيضا ان تكسبيه في صفك، فإذا احبك الصغير وارتاح معك حينها السيد سيف سوف يرضى عنك، وسوف تنالين من نعيمه الكثير...

هزت نورا رأسها بهدوء وهي بدأت تشعر بالخوف من هذه الوظيفه التي كانت متحمسة لها بشده منذ ساعات قليله فيما اكملت بتول حديثها قائله جميع اللواتي سبقوكِ فشلن في هذه الوظيفه، ما عدا واحده فقط احبها الصغير وتأقلم معها لكنها ماتت...
سألتها نورا بصدمة ماتت، كيف...

وجدوها مقتوله في شقتها، كانت سيدة لطيفة، حزنا من اجلها بشده اكملت بتول حديثها بأسف بينما ظلت نورا تشعر بالخوف والقلق مما هو قادم، نظرت الى الصغير بتوتر وهي تدعو ربها ان تكون هذه الوظيفه خير لها.

عاد سيف الى مكتبه فاستقبله معتز وهو يقولهذه المربيه الجديده اذا...
جلس سيف على مكتبه فيما اكمل معتز حديثه وهو يجلس على الكرسي المقابل له ما اسمها...
نورا، اجابه سيف بهدوء فيما اكمل معتز تساؤله قائلة هل هي جيده، هل أخذت معلومات كافيه عنها قبل ان تعطيها هذه الوظيفه...
اطمئن معتز، لولا أني واثق منها لم أكن لأدخلها الى منزلي واسلمها ابني...
ثم اكمل بضجر المشكلة ليست هنا أساسا...
اذا أين المشكلة...

المشكلة تكمن في مدى حسن معاملتها لسيف ومدى تقبل سيف لها، انه مشاغب جدا، كما ان التعامل معه صعب فهو لا يتقبل اَي احد بسهوله، هذه عاشر مربية اجلبها له...
مثل والده تماما، عصبي جدا، و...
قاطعه سيف وهو يقول لا تبدأ الان أرجوك، انت بالذات لا يحق لك ان تتحدث عن صفاتي السيئه، وانت تحمل في جبعتك ما هي اسوء منها...
حسنا كما تريد...
ثم اكمل قائلا ما اخبار الصفقه الجديده...

اعود من هذه السفرية ونبدأ بالتخطيط لها...
قُصي العمري يبدو متحمس جدا لها، سمعت هذا من أشخاص مقربين منه...
دخل هذه الصفقه خصيصا من اجل منافستي...
انها صفقه ضخمه جدا يا رجل، اهم صفقه سوف ندخلها هذا العام، سوف نحرز المليارات اذا كانت من نصيبنا...
وسوف نخسر مليارات مماثلة لها اذا لم تكن من نصيبنا...
معك حق، انت فقد توخى حذرا من قُصي العمري، فهو أقوى منافس لنا...

هز سيف رأسه بهدوء مؤكدا على كلامه ثم حدثه قائلا رشاد الصاوي كان موجود في مراسم الدفن، هل رأيته...
لم انتبه عليه، لكن من الطبيعي ان يكون موجود هناك، أساسا اغلب معارفنا من رجال الاعمال والمسؤولين حضروا الجنازة...
اعرف هذا، لكن جائتني معلومات بان ثمة تعاون بين قُصي ورشاد الصاوي بدأ منذ فترة، يبدو ان قُصي يحاول ان يضع رشاد في صفه حتى يساعده في الحصول على هذه الصفقه...

هذه مصيبه سيف، رشاد الصاوي بمنصبه المهم يضمن لقصي الصفقه وبكل بساطه تصبح له...
وهل سوف اسمح انا بشيء كهذا، اجابه سيف بثقة فيما سأله معتز قائلا وماذا سوف تفعل...
سيف مجيبا إياه ببساطه في الحقيقة ما زلت لا اعلم ماذا سوف افعل لأني لم أفكر في الموضوع من الأساس، لأعود من السفر وبعدها أفكر في هذا الموضوع، يارا أيضا سوف تبدأ في العمل بعد ثلاثة ايّام، من الممكن ان تساعدنا في بعض المعلومات...

حقا اتعجب منك يا سيف، تضع آمالك في فتاة مثل يارا، واحده مثلها ماذا باستطاعتها ان تفعل...
اجابه سيف بجديه لم أقل لك باني اعتمد عليها في ان تجلب لي معلومات مهمه، بالأساس انا ارسلتها هناك ولا أرجو منها شيئا مفيد، فقط تجربه لا اكثر، ان عادت إلينا بشيء نافع فخيرا وإذا لم نحصل منها على شيء فلن نتأثر نهائيا، بكل الأحوال لن نخسر شيئا...
وماذا ان كشفها قُصي العمري...

حينها سوف يقتلها بالتأكيد، ثم اكمل قائلا يارا بكل الأحوال سوف تقتل، اذا لم يقتلها قُصي العمري، فأنا سوف أقتلها فورا بعد إكمال مهمتها، الفرق مجرد في التوقيت لا أكثر...
كنت أظن انك سوف تسامحها بالفعل كما أخبرتها...
اجابه سيف بتعجب أسامحها، هل انت مجنون يا معتز، منذ متى وانا اسامح امثالها، كما انها باتت تعرف أسرارنا الخاصة، لهذا يجب التخلص منها بعد ان تنهي مهمتها على الفور...

هز معتز رأسه بتفهم وهو يقول معك حق، ثم اكمل حديثه وهو يسأله كيف حال ليان، لم ارها منذ فترة طويلة...
لم يتغير بها شيء نهائيا سوى انها تزداد تفاهه ورعونه...
كان يجب ان تجلب مربية لها أيضا، فهي تحتاجها اكثر من الصغير سيف، ما ان اكمل معتز جملته حتى اقتحمت ليان المكتب وهي تهتف بسرعه قائله سيف اريد أموال...
سيف بغضب كم مره يجب ان تفهمي ان عليك طرق الباب والاستئذان قبل دخولك مكتبي...

أجابته ليان وهي تزم شفتيها بملل سيف ارجوك لا داعي لهذه المقدمات المعتادة، لم أكن لاقتحم مكتبك العظيم الا عندما علمت انك سوف تسافر بعد قليل، وانا محتاجه أموال وبشدة..
ثم استدارت نحو معتز وهي تهتف به معتز كيف حالك...
بخير وانت...
في أحسن حال، أجابته ليان وهي تبتسم بغرور فيما حدثها سيف وهو يخرج دفتر الشيكات من مكتبه متسائلا كم تريدين...

التمعت عينيها بتحفز وهي تنظر الى دفتر شيكاته فتحدثت قائله خمسون الف...
ماذا سوف تفعلين بهذا المبلغ الكبير يا ليان، سألها بحزم اربكها قليلا فأجابته باضطراب عيدميلاد صديقتي غدا، وانا يجب ان اشتري فستان راقي من اجل هذه المناسبه فهي اقرب صديقة لي أضافه الى الهديه التي سوف أاخذها لها، ثم اكملت بجديه وانت تعرف ان ليان النصار لن تذهب وبيدها هديه عاديه، يجب ان تكون هدية فخمه و مميزه مثل صاحبتها تماما...

مسك القلم بيده ثم كتب المبلغ الذي ارادته على دفتر الشيكات خاصته، أعطى الشيك لها وهو يحدثها بتحذير خذي المبلغ الان، لكن انتبهي على تصرفاتك جيدا يا ليان، لقد كثرت خروجاتك وسهراتك وهذا لا يعجبني، انت تعرفين وضعنا ومدى خطورته يا ليان، العيون علينا طوال الوقت، واعدائنا يترقبون أية فرصة للايقاع بِنَا...
ليان بملل من تلك التحذيرات المستمرة اعلم هذا جيدا يا سيف، لا تقلق...

ثم اكملت بتساؤل والدتي، متى سوف تعود من المزرعة...
الأسبوع القادم، اومأت ليان رأسها بتفهم ثم خرجت من المكتب
ليدخل أسد بعدها وهو يقول سيدي كل شيء جاهز، الحقائب أيضا وضعناها في السيارة، يجب ان ننطلق الان...
سيف وهو ينهض من مكانه ثم توجه بحديثه الى معتز يجب ان اذهب الان يا معتز، الشركة والمنزل وكل شيء تحت وصايتك...
لا تقلق يا صاح، اذهب وانت مطمئن...

سيف بصدق انا مطمئن بالتأكيد طالما انت موجود بدلا عني، ثم استدار نحو أسد وهو يقول هيا بِنَا يا أسد...
خرج أسد من المكتب وسيف يتبعه بعد ان ودع معتز متجها نحو باريس
^^
انا سوف اسافر الى أمريكا لفترة، هتفت تمارا بتلك الكلمات الى والدتها والتي ما ان سمعت كلامها هذا حتى سألتها بدهشة لماذا...
أجابتها تمارا بهدوء اريد تغيير الجو المحيط بي قليلا...
رمقتها هناء بنظرات مشككه ثم حدثتها قائله سوف اسافر معك...

لا، أجابتها تمارا بسرعه فهي لا تريد لوالدتها ان تأتي معها ابدا بينما رفعت هناء حاجبها بعدم تصديق وهي تقول لا، لا تريدين ان اسافر معك يا تمارا، لا تريدنني معك يا ابنتي...
تمارا برجاء ماما ارجوك، ارغب بشده ان أكون لوحدي، لا داعي لهذا الكلام...

الا ان هناء كانت مصره على الذهاب معها فهي لا ترغب ان تترك تمارا لوحدها نهائيا وقد تصدر منها افعال طائشة خصوصا في وضعها هذا انا لن اسمح لك بالسفر وحدك يا تمارا، ان كنت مصرة على الذهاب الى هناك فأنا سوف أكون معك...
غضبت تمارا بشده من حديث والدتها مما جعلها تصرخ بعصبية شديده دون وعي منها انا قلت أني سوف اسافر لوحدي، الا تفهمين ما قلته...

أدمعت عينا هناء بشده فابنتها تصرخ بوجهها هكذا وتتعصب عليها بهذه الطريقة، تحدثت بحزن تصرخين بوجهي يا تمارا، هذا كله لأني خائفة عليك وارغب في ان أكون بجانبك...
قبضت تمارا على مقدمة شعرها وهي تضغط عليه بعنف حتى كادت ان تخلعه من مكانه ثم بدأت بالبكاء كالعاده وهي تقول ارجوك يا ماما ارحميني قليلا، لماذا تفعلين هذا بي، لماذا تضغطين علي طوال الوقت...

شعرت هناء بان صبرها كله قد نفذ و طاقة تحملها انتهت فهي لم تعد تتحمل تصرفات تمارا هذه، طوال عامين وهي تقنع نفسها انها سوف تنسى وتعود الى حالتها الطبيعية، لكن يبدو ان تمارا مصرة على الغرق في دوامة أحزانها اكثر...

يكفي يا تمارا، لقد تحملت منك الكثير، عامين من البكاء والعذاب الذي لا ينتهي، عامين وانا احاول مساعدتك وإخراجك من هذه المأساة لكن بلا فائدة، لقد طفح الكيل يا تمارا، لم يعد لدي طاقة لاتحمل تصرفاتك هذه اكثر...
ثم اكملت بقسوه وهي تضغط على كل كلمة تخرج من فمها محمود مات، هذا قدره يا تمارا، انت لن تعيشي طوال حياتك تبكي عليه، لا ذنب لك فيما حدث، هذا قدره يا ابنتي...

هزت تمارا رأسها بعلامة النفي وهي تقول كلا، لم يكن قدره، لقد مات بسببي، انا من قتلته...
هناء بعدم تصديق ماذا جرى لك يا تمارا، ما هذا الكلام، محمود مات بعد ان إصابته سكته قلبيه، لماذا تتهمين نفسك...
بدأ الكلام يخرج من فم تمارا التي لم تتحمل ان تخبئ ما جرى معها اكثر فقالت ببكاء نعم مات بسكتة قلبيه، هل تعلمين لماذا، شاب في مثل سنه لماذا قد يموت في السكته القلبية مثلا...

نظرت هناء اليها بخوف وترقب في نفس الوقت بينما أكملت تمارا حديثها ودموعها تغطي وجهها بغزارة محمود مات حينما اكتشف ان عروسه التي احبها وانتظرنا لأربعة سنوات لم تكن عذراء، لم يتحمل صدمة كهذه فاصابته سكته قلبيه قتلته على الفور، اكملت كلماتها الاخيرة ثم سقطت أرضا وهي تنتحب بقوه فيما ظلت هناء تنظر اليها بعدم تصديق...

اقتربت هناء من تمارا التي كانت جالسة على الارض تبكي بقوه، لمست ذراعها وهي تهتف بخفوت قائله انت يا تمارا، كيف فعلتي شيء كهذا، لماذا يا ابنتي...
هزت تمارا رأسها نفيا وهي تهتف بصراخ لم يكن بمزاجي، اقسم لك انه حدث غصبا عني، لقد اغتصبني يا ماما، ولَم يكن بمقدوري ان افعل شيئا...

من، من الذي اغتصبك يا تمارا، سألتها هناء بنبرة متحسره ودموع القهر بدأت تتسلل على وجنتيها فأجابتها تمارا على الفور سيف الدين النصار، تعرفيه بالتأكيد...
سيف الدين النصار، رددت والدتها الاسم بعدم تصديق وهي تقول سيف فعل هذا، كان يبدو انه رجل محترم...
قاطعتها تمارا بسخرية محترم، انه مجرم، قاتل، مغتصب، وكل شيء قذر تجديه فيه...

تطلعت والدتها اليها بأسف وهي تقول كيف خبأتي عني هذا الموضوع يا تمارا، تحملتِ كل هذا لوحدك يا ابنتي...
فيك ما يكفيكِ انت أيضا، لم ارغب في ان أزيد همومك...

نظرت اليها والدتها بقهر ثم اقتربت منها وهي تضمها اليها بقوه غير مصدقة ان ابنتها قد تعرضت لكل هذه المصائب وهي لم تكن تعلم بكل هذا، كانت تريد ان تعرف اكثر عن هذا الموضوع وكيف حدث لكنها فضلت ان تؤجل أسئلتها هذه، فتمارا ليست بوضع يسمح لها بالحديث وهي منهارة بهذا الشكل.

دخل سيف هو وصديقه الفرنسي كريستيان الذي يملك احدى اكبر شركات المقاولات في فرنسا الى احدى الكافيهات الراقية في باريس، فسيف قد وصل باريس منذ ساعتين وقد استقبله كريستيان الذي قرر ان يدعوه في هذا المكان الراقي ولَم يرفض سيف دعوته...
جلسا على احدى الطاولات الموجودة في الكافيه بينما على الطاولة التي بجانبهما كانتا رغد وكريستين يجلسان سويا في انتظار الطعام...

كريستين بملل ما رأيك ان نذهب بعد العشاء الى احدى النوادي الليلية، نشرب شيئا هناك ونرقص قليلا...
رغد بهدوء حسنا لا مانع لدي، لكن لن نتأخر كثيرا فغدا لدينا عمل...
لن نتأخر بالتأكيد، أجابتها كريستين بجديه فيما تقدم النادل وهو يضع الطعام أمامهم...
ما ان ابتعد النادل عنهما حتى هتفت رغد بعدم تصديق ما هذا الطعام كله يا كريستين، من سيتناول هذا كله...
نحن بالتأكيد، هل يوجد غيرنا، أجابتها كريستين بابتسامه.

هذه الوليمة تكفي لعشرة أشخاص...
أووف يا رغد تناولي طَعَامِك وانتِ ساكته...
حدجتها رغد بنظرات ساخره ثم بدأت تتناول طعامها بهدوء حتى سألتها كريستين هل سمعت اَي اخبار عن تامر...
ابدا، لقد اختفى تماما، بالتأكيد لا يستطيع النظر في وجهي مره اخرى بعد ما فعلته له...
معك حق...
أجابتها كريستين بهدوء وما ان رفعت بصرها حتى وجدت تامر يقترب نحوهما ووجهه ما زال يحوي العديد من الجروح و تغطيه بعض اللواصق...

هتفت كريستين بعدم تصديق يا الهي، مالذي جاء به الان...
تطلعت اليها رغد بعدم فهم وما ان استدارت حتى وجدت تامر يجلس على الكرسي الذي بجانبها ويحدثها بحب رغد، اشتقت إليك...
رغد بعدم تصديق تامر، مالذي جاء بك الى هنا...
تامر وهو يمسك يدها جئت من اجلك حبيبتي...

أبعدت رغد يدها من يده بقرف وهي تقول اللعنه، انت معدوم الكرامة فعلا، تأتي الي وبكل جرأة بعد جميع ما فعلته معك، لو كنت مكانك لما استطعت ان ارفع عيني في وجه احد ابدا...
أجابها تامر بغضب ماذا جرى لك يا رغد، الا يكفي ما فعلتيه في الفندق، بدلا من ان تقدمي لي اعتذار على تصرفك السخيف تتحدثين معي هكذا...

انتفضت رغد من مكانها بعصبية شديده وهي تقول اخرس أيها المتخلف عديم الكرامه، يكفي انني تحملت سفالتك وخيانتك لي طوال الفترة السابقة...

كانت تتحدث بصوت عالي وعصبية شديده بلهجتها العربية مما جعل جميع الجالسين في المكان ينظرون اليها دون ان يفهموا اَي شيء من حديثها ما عدا شخص واحد فهمه وهو سيف الذي كان يتابع الموقف بانتباه شديد وقد جذبته تلك الفتاة الثائرة والتي تتحدث بعصبية شديده وتبدو على وشك قتل الشخص الجالس أمامها من شدة غضبها...
نهض تامر بدوه من مكانه وهو يقول اخرسي يا رغد، وإلا حينها لن تتوقعي ما قد افعله لك...

ماذا سوف تفعل أيها التافه، اريني قدراتك هيا...
تطلع تامر اليها بغضب ثم رفع يده وهو ينوي ان ينزل بها على وجهها الا ان سيف سبقه وهو يمسك يده بقوة مانعة إياها من الوصول الى رغد.



look/images/icons/i1.gif رواية الشيطان حينما يعشق
  30-01-2022 01:25 صباحاً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية الشيطان حينما يعشق للكاتبة سارة علي الفصل الرابع

قبض سيف على كف تامر بقوه مانعا إياه مما ينوي فعله بينما ظل تامر ينظر له بارتباك...
سيف بهدوء ليست هذه الطريقة لمناسبة ابدا لإظهار قدراتك
تامر بتلعثم وهو يحاول ان يظهر قويا من انت، لماذا تتدخل بيننا...
تحدث سيف بهدوء مخيف كلمة اخرى وسوف أدمر الجزء السليم المتبقي من وجهك الذي يشبه لوحه فنية...
ثم اكمل بتهديد بما تبقى لديك من كرامة لملم أغراضك واخرج من هنا حالا...

بلع تامر ريقه بخوف من هذا الوحش الكاسر الواقف أمامه والذي يفوقه ضخامة وقوة بالتأكيد...
حمل هاتفه الذي وضعه على الطاولة عندما جاء وفر هاربا تحت أنظار رغد الغاضبه وسيف الساخرة...
تحدث سيف موجها حديثه لرغد جبان حقا...
ما دخلك انت، ما علاقتك في الموضوع أساسا، لماذا تحشر نفسك بيننا، صرخت به بغضب لم يتوقعه بتاتا...
رفع سيف حاجبه الأيمن بتهكم وهو يقول هل هذه هي كلمات الشكر التي كنت انتظرها منك...

أشكرك على ماذا
كوني أوقفته عند حده ومنعته من صفعك...
أجابته رغد بسخرية وهل يجب ان اقدم لك جزيل الشكر والعرفان على ما فعلته، اطمئن يا هذا انا اعرف ان ادافع عن نفسي جيدا، بمقدوري ان أرد الصفعة الواحدة بعشرا بدلا منها...
تأملها بنظراته جيدا من رأسها الى اخمص قدميها وهو يهتف بإعجاب واضح ونظرات جريئة لم تخفى عليها واضح جدا...

أزعجتها نظراته المصوبه نحوها بكل وقاحه فحدثته بغضب مكبوت اسمعني جيدا، انا لا أحب امثالك ممن يحاولون ابراز عضلاتهم امام النساء ظنا منهم انه بهذه الطريقة يستطيعون ان يلفتوا نظرهم ويكسبوا إعجابهم...
سيف بسخرية ابرز عضلاتي فقط لكي ألفت أنظار النساء، اطمئني يا آنستي، وجودي في اَي مكان هو بحد ذاته مُلفت للأنظار، حتى لو لم أتحرك من مكاني إنش واحد تجدين الأنظار تتخذ طريقها الي والإعجاب يتهافت من حولي...

اغاظها غروره وثقته العمياء بنفسه بشده، همت بالرد عليه الا ان يد كريستين التي امتدت وهي تضغط على ذراعها أوقفتها عن الرد...
كانت كريستين تراقب الموقف بين رغد وسيف بحماس كبير، ما بين رجولة سيف الطاغيه وجرأة رغد هناك شيء مميز جعلها تراقبهم باستمتاع، الا ان حديث سيف الأخير جعلها تسارع فورا في إنقاذ الموقف الذي سوف يتحول الى صراع محتدم بينها...

كريستين وهي تبتسم بتوتر موجهه حديثها الى رغد يكفي يا رغد، لقد تأخرنا كثيرا ويجب ان نذهب...
حملت حقيبتها وحقيبة رغد التي كانت واقفه تنظر الى سيف بتحدي من ان يفتح فمه بكلمة واحده بينما يقابل هو نظراتها ببرود تام...
قبضت كريستين على ذراعها وهي تجرها بقوة متجهه نحو باب الخروج وما ان وصلت اليها حتى وجدت النادل يهتف بها قائلا آنستي، الحساب...

ضربت كريستين على رأسها بكف يدها وهي تهتف قائلة اوووه كيف نسيت، اعتذر بشده
ثم اخرجت من حقيبتها بضعة نقود أعطتها للنادل وهي تقول تفضل، هذا يكفي الحساب ويتبقى منه قليلا خذه لك، واعتذر مرة اخرى منك...
هز النادل رأسه بهدوء وهو يقول لا داعي للاعتذار سيدتي...

ابتسمت له كريستين وهي تخرج من المطعم تجر رغد ورائها، بينما في داخل المطعم عاد سيف مرة اخرى الى طاولته وعقله ما زال يفكر في الفتاة الثائرة الأشبه بنمرة متوحشة خصوصا بعينيها الخضرواتين الناريتين...
كريستيان وهو يقول تبدو جريئة جدا وقويه، ماذا قالت لك، تصرفك كان رجولي وبشده، احييك عليه...
تطلع اليه سيف بسخرية وهو يقول لم تقل شيئا مهما
انها موظفه لدي...
سيف بعدم تصديق موظفة لديك، حقا...

هز كريستيان رأسه مؤكدا على كلامه وهو يقول نعم، تعمل مهندسة في شركتي، في البداية لم أتعرف عليها، لكن ميزتها بعدها عن طريق صاحبتها الشقراء، هي الاخرى تعمل لدي...
حمل سيف كوب قهوته وهو يبتسم بخبث فيبدو ان أيامه القادمة سوف تكون مثيرة بوجود تلك الفتاة الثائرة التي لفتت انتباهه في دقائق قليلة...

دخلت رغد الى منزلها وكريستين تتبعها...
كريستين وهي تهتف بإعجاب انه رائع، مما جعل رغد تتأفف وهي تقول يكفي يا كريستين، فهمنا انه رائع، طوال الطريق وانت تتحدثين عنه وعن وسامته ورجولته واشياء اخرى...
لانه يستحق، منذ فترة طويلة وانا لم أرَ رجل وسيم وشجاع مثله...
ثم أردفت قائلة بضجر تصرفك سخيف يا رغد، كان عليك ان تشكريه بدلا من ان تلقي كلماتك التي تقطر سما في وجهه.

تصرفي سخيف اذا، انه يستحق اكثر من هذا، من سمح له ان يتدخل بيني وبين تامر
قالت كريستين بتعجب يتدخل! كان تامر سوف يضربك لولا تدخله هذا الذي تعتبرينه فضول، ولا تقولي لي أستطيع التعامل معه وإيقافه عن حده قالت جملتها الاخيرة وهي تقلد رغد بتهكم...
لم يفعل هذا شهامة منه كما تظنين، انه يحاول جذب الأنظار اليه لا أكثر...

هل انت مقتنعه فعلا بما تقولينه، رجل مثله هل يحتاج الى جذب الأنظار، اعترفي يا رغد بخطأك عالاقل...
زمت رغد شفتيها بضجر ثم قالت بملل كما تريدين يا كريستين، انا مخطئة...
ثم ابتعدت عنها متجهه الى غرفتها وكريستين تتبعها كالعاده...
ما ان فتحت رغد باب غرفتها حتى شهقت بقوة وهي ترى والدتها تجلس على سريرها وتنظر اليها بغضب بينما ارتدت كريستين فورا الى الخلف...
لميس بسخرية وهي تنهض من مكانها هل رأيت عفريتا...

ابتلعت رغد ريقها بتوتر وهي تقول تفاجئت فقط من وجودك في غرفتي في هذا الوقت...
لقد جاء تامر الي منذ ساعتين وسألني عنك...
اذا انت يا خالتي من أخبرتيه بمكاننا، لماذا فعلتي هذا بِنَا، هتفت كريستين بضجر بينما اجابتها لميس وهي تقول نعم انا من أخبرته، ثم استدارت الى رغد وهي تسألها هل ما قاله تامر صحيح...
ابتلعت رغد ريقها بتوتر وهي تقول ماذا قال...

اخبرني بفعلتك السخيفه معه والفضيحة التي تسببتي بها، هل هذا صحيح يا رغد، هل وصلت بك الجرأة ان تتصرفي بهذه الطريقة المبتذلة، قالت كلماتها الاخيرة بعصبية شديدة
ماما اسمعيني، قالتها رغد برجاء وهي ترى والدتها تتقدم منها مما جعلها تركض اتجاه كريستين...
رغد وهي تختبئ خلف كريستين اسمعني اولا ارجوك، افهمي أسبابي على الأقل...
ماذا افهم، كيف تفعلين شيء حقير كهذا...
رغد وهي تمد رأسها من وراء كريستين.

لانه خانني وتلاعب بي كثيرا، كان يجب تلقينه درسا لا ينساه...
تستحقين هذا، حذرتك كثيرا من هذه العلاقة، ونصحتك كثيرا، تامر شاب طائش ولا يصلح للعلاقات الجديه، لكنك اصريتي عليه ونفذتي ما تريدنه كالعاده...
ثم اكملت وهي تقلدها لا تتدخلي انت يا ماما، انه ليس كما تظنين، صحيح هو مستهتر قليلا لكنه يحبني...
رغد مقاطعه إياها كنت اظنه يحبني...
وماذا تغير الان...
تبين انه سافل...

هذا لا يعطيكي الحق بما فعلتيه، هذه التصرفات عيب في حقك، فتاة في الخامسة والعشرين من عمرها تتصرف بهذه الرعونة...
ثم أردفت قائلة لقد تحملت استهتارك بما فيه الكفاية يا رغد، اقسم لك اَي تصرف خاطئ سوف يصدر منك مره اخرى فسوف تخرجين من هذا البيت ولن تعودي اليه ابدا، وتأخذي صديقتك التافهه معك أيضا...

في صباح اليوم التالي
في مستشفى الأمراض النفسيه
أكرهك، أكرهك، مجرم، حقير، كانت صرخات دارين تصدح في جميع أنحاء المشفى مردده تلك الكلمات بكل حقد وصورة واحد تتقافز امام عينيها لمن سبب لها كل هذه الآلام...

كانت تلك حالتها المعتادة منذ دخولها الى هذه المشفى، تستيقظ صباحا ثم تبدأ بالصراخ والبكاء وهي متمدده على سريرها، جسمها الممدد على السرير ينتفض بقوة وعينيها تذرف الدموع وصرخاتها تخرج منها بعذاب يوازي عذاب قلبها المحطم وجروحها الغائرة...

سارعت احدى الممرضات الموجودات في المشفى بالذهاب اتجاه غرفتها وهي تحمل بيدها حقنة مهدئة وتتبعها ممرضتين ممن يعملون تحت يدها، ما ان دخلوا الى الغرفة حتى تقدمتا مرافقتيها اتجاه دارين لتقبض كل واحده منهما على احدى ذراعيها بينما دارين تنتفض بين أيديهم وتقاومهم بقوة...

ما ان استطاعوا تقييدها وكبح ثورتها حتى اقتربت الممرضه وهي تغرز الحقنة في يدها بينما صرخات دارين الثائرة بدأت تخف تدريجيا لتصبح مجرد همهمات خافته باسم صغيرها سيف، صغيري...
ظلت تردد اسم طفلها حتى نامت نهائيا بينما ابتعدت الممرضه عنها وهي تنظر اليها بأسف، امرت مرافقتيها بالخروج من الغرفة و هي تتبعهما...

ما ان خرجت من الغرفه حتى وجدت أيمن يقف في وجهها مما جعلها تتراجع للخلف بارتباك وهي تهتف به قائلة دكتور أيمن، خير هل تريد شيء...
ماذا اعطيتي لدارين حتى جعلها تهدأ هكذا...
تلعثمت بتوتر وهي تقول ماذا سوف اعطيها، بالتأكيد حقنة مهدئة...
رمقها بنظرات مشككه وهو يقول اريد رؤيتها من فضلك...
رميتها في القمامة...
اجلبيها من هناك...

اومأت له برأسها وهي تدخل مره اخرى من الغرفة لتجلب له الحقنة التي استخدمتها لدارين بينما دخل هو ورائها ليتأكد من صدقها، تقدمت الممرضه منه وهي تحمل بيدها الحقنة بعد ان أخرجتها من القمامة فأخذها أيمن منها فورا ليراها وَيَا للمفاجئه فقد كانت بالفعل حقنة مهدئة يتم استخدامها في مثل هذه الحالات...

اذا لماذا توترت هكذا، تسائل في داخله عن سبب ارتكابها الواضح عندما سألها عن نوع الحقنة فهو ليس بغبي لقد ميز توترها وخوفها على الفور...

لقد سألتك للاطمئنان فقط، فهناك انواع من الحقن المهدئة مضرة جدا وتترك اثار سلبيه في المستقبل، يمكنك الذهاب الان، اومأت رأسها بتفهم وهي تبتعد عنه بينما اقترب هو من دارين ليجدها نائمة بكل سكينة وهدوء وَيَا للغرابة كانت ابتسامه خافته تزين شفتيها! وكأنها لم تكن هي نفسها الفتاة المعذبة التي تبكي قهرا وعذابا منذ لحظات قليله...

انا لا زلت غير مقتنع نهائيا بما تنوي فعله، الا انني مضطر لمسايرتك فيه...
قالها كريستيان بحنق وهو موجها حديثه الى سيف الذي كان جالسا على الكرسي المقابل لمكتبه يتناول قهوته بكل أريحية...
سيف وهو يجيبه بملل كم مرة يجب ان أقول لا تقلق...
ابتسم له كريستيان بتهكم بينما اكمل سيف حديثه قائلا لا تقلق يا كريستيان، انا اعرف ماذا افعل...
الفتاة ليست غبيه، سوف تفهم جيدا غايتنا من هذا كله...
اعلم هذا جيدا...

اذا لما كل هذه المراوغه، اخبرها عن رغبتك بها بكل صراحة، بدلا من هذه الحيل الكاذبه والمكشوفة، وبدلا من استغلال العمل كوسيلة لهذا...
زمجر سيف به غاضبا وهو يقول ما بك يا رجل، انا حر فيما افعله، وبالنسبه للعمل فأنا اخر شخص قد يضره، وانت تعرف هذا جيدا...
اجابه كريستيان بخفوت معك حق...

اصدر هاتف سيف صوتا منبئا عن وصول رسالة نصيه، فتح سيف الرسالة وهو يقرأ محتواها سيد سيف، متأسف جدا لإزعاجك، لكن السيدة دارين حالتها تزداد سوءا كل يوم، تتحدث بكلمات غريبه باتت تثير الكثير من الشكوك حولها، حتى ان احد الأطباء بدأ يبحث ورائها كثيرا ويبدو انه يشك في سبب دخولها هذه المشفى...

كانت هذه الرسالة من مدير المشفى التي تقطن فيها دارين وقد ارسلها لسيف بعد ان أخبرته الممرضه بما طلبه منها الدكتور أيمن ونظراته الغريبه نحوها...

أغلق هاتفه بعصبية وهو يتحدث بصوت لا يسمعه سواه ما زلتي تتصرفين بغباء يا دارين، لم تتعلمي ابدا من أخطائك السابقة، أساسا الحق علي لأنني لم أقتلك وقتها، كان يجب ان أتخلص منك أو على الأقل أقص لسانك قبل إدخالك الى هذه المشفى، لكن لا بأس ما زال لدي الوقت، لانتهي فقط من أعمالي الحالية، وبعدها سوف اتصرف معك على طريقتي الخاصة.

هل هناك مشكله ما، سأله كريستيان بقلق بعد ان رأى وجه سيف الذي ظهر عليه الغضب قليلا فأجابه سيف بسرعه مشاكل بسيطه في العمل...
بعد لحظات قليله دخلت رغد مكتب كريستيان بعد ان طرقت الباب وسمح هو لها بالدخول، تقدمت منه بهدوء وهي على شفتيها ابتسامه خافته تبخرت فورا عندما رأت الشخص الجالس على الكرسي المقابل...

اندهشت بشده من وجوده في المكتب الخاص برب عملها وأول شيء خطر على بالها انه جاء ليحاسبها على تصرفها الوقح معه مساء البارحه، هل يكون عقله صغير لهذه الدرجه حتى يأتي ويشكوها الى مديرها، ومن أين علم بمكان عملها ومديرها أساسا...
تحدثت بنبرة هادئة على الرغم من التوتر الذي سيطر عليها وبشدة سيد كريستيان أخبرتني سكرتيرتك انك تريدني...

انسه رغد، دعيني أعرفك اولا صديقي وشريكي الجديد، سيف الدين النصار، رجل اعمال عربي ومن نفس بلدك أيضا...
تطلعت رغد بصدمة الى الرجل الجالس أمامها بكل عنفة وغرور بينما عيناه السوداوتان تطوفان حول ملامح وجهها الناعم...
رددت اسمه داخلها بعدم تصديق اكثر من مره، انه هو، بنفسه يجلس أمامها، من نعتته بالمجرم القاتل، سيف الدين النصار، مغتصب تمارا صديقتها!

ضغطت على كفها بقوة وهي تحاول السيطرة على مشاعرها المتضاربة في هذا الوقت، يا لها من صدفة حقيرة وضعتها مع شخص مثله، شخص سمعت عنه الكثير مما يجعلها تنفر منه وبشده، لم يخطر في بالها انها سوف تقابله يوما ما ولَم تتمنى ذلك من الأساس...

تشرفنا سيد سيف، قالتها بفتور دون حتى ان تنظر اليه بينما اكمل كريستيان حديثه قائلا انا والسيد سيف سوف نبدأ بمشروع جديد قريبا، ونحن بالتأكيد سوف نختار عدة مهندسين لتنفيذ هذا المشروع، وقد كنت انت يا رغد من ضمن خيارتنا...
نظرت اليه بتعجب وهي ما زالت غير مستوعبة لما يقوله اخترتني من اجل هذا المشروع...

هز كريستيان رأسه مؤكدا كلامها وهو يستطرد في حديثه قائلا ولهذا انت يجب ان تسافرين بعد غد من اجل تحضيرات المشروع...
رغد بعدم فهم أين سأسافر، ولماذا اخترتني انا لهذا المشروع من الأساس سيد كريستيان...
هذه المره تحدث سيف بنفسه قائلا سوف تسافرين معي، تعودين معي الى البلاد حيث هناك سوف ينفذ المشروع...

ضغطت على كفها بقوة اكبر حتى شعرت بان اضافرها سوف تخترق جلدها وهي تحاول كبح تلك الرغبه في لكمة على وجهه والاطاحة به بينما أردف كريستيان مجيبا على باقي سؤالها نحن اخترناك يا رغد لان اغلب المهندسين الذين يعملون لدي اجانب، انت العربية الوحيدة بينهم كما ان هذا المشروع سوف يتم في بلادك، لهذا انت سوف تفهمين اكثر من الباقي بتقاليد وطباع الناس هناك وتنفذين المشروع بطريقة تثير إعجابهم...

رغد بنبرة هازئة لم تخفى عليهم افهم بتقاليدهم كيف سيد كريستيان، و انا في حياتي كلها لم اذهب الى تلك البلاد...
هذا ليس مهم، بكل الأحوال سوف تكونين أفضل من الباقين حتى لو لم تزوريها من قبل، لقد اخترناك لهذا المشروع وانتهى الامر، يمكنك الذهاب الان والعوده الى عملك...

كان سيف يحدثها بتعالي وكأن ما يقوله امر واقع وتنفيذه مفروغ منه، مما جعلها تظل واقفه أمامه دون ان تتحرك من مكانها خطوة بالرغم من كونه امرها بالخروج من المكتب والعودة الى عملها...
تحدث سيف بتعجب وهو يقول ماذا تنتظرين انسه رغد، عودي الى عملك حالا...
رغد بتحدي لن اذهب حتى يطلب مني السيد كريستيان هذا، هو مديري وانا لا أنفذ أوامر احد غيره...

كز على اسنانه بغضب من حديثها هذا، فلاول مره يمتنع احد عن تنفيذ اوامره بل ويخبره هذا بكل وقاحة...
حاول كريستيان الإسراع في إنقاذ الموقف خصوصا انه يدرك ان سيف لن يعجبه ما قالته ابدا فوجه حديثها اليها قائلا يمكنك الذهاب الان آنسة رغد...
حاضر سيدي...
خرجت رغد من الغرفة بسرعة تاركة سيف يلاحقها بنظراته المشتعله حتى اثار انتباهه كريستيان الذي تحدث قائلا تبدو قوية هذه الفتاة...
وهذا اكثر ما يعجبني فيها...

لقد أصبحت متحمسا لأرى ما سوف يحدث معك، رغم انني ما زلت على رأيي، هذه الفتاة لن تقع في قبضتك بسهولة كما تظن...
اجابه سيف بثقة أعطني شهر واحد فقط، شهر لا اكثر، وسوف تكون بين يدي على سريري، وسوف تكون اكثر من راضيه بهذا ومستمتعة أيضا...

عادت رغد الى مكتبها بسرعة وهي تشعر بخوف رهيب يسيطر عليها، لقد كانت في مواجهة سيف الدين النصار منذ لحظات قليلة، خوفها لم يكن من مواجهته تحديدا بل من شيء اخر اهم بكثير، يبدو انه وضعها في رأسه، هي ليست بغبيه وتعلم جيدا ان موضوع المشروع هذا ليس سوى لعبه سخيفه يحاول استدراجها من خلاله، حتى تقع في قبضته وحينها يفعل بها ما يشاء، لعنت حظها الذي وضعها في طريقه وهي تعلم جيدا حسب ما سمعته من تمارا انه حينما يضع شيء في باله يحصل عليه دائما...

اخرجت هاتفها من حقيبتها ثم بحثت عن اسم تمارا وما ان وجدته حتى ضغطت على زر الاتصال لكنها لم تجبها...
زفرت بغضب حينما لم ترد عليه فكتبت لها رسالة تخبرها فيها انها تريد مقابلتها مساء اليوم في احد المطاعم القريبة من منزلها...
نهضت من مكانها وبدأت تلملم أغراضها تنوي الخروج من الشركة فهي ليست بمزاج يسمح لها بمواصلة بقائها فيها والعمل أيضا...

حملت أغراضها واتجهت للخارج الا انها شهقت بقوه وهي تراه واقف أمامها ينظر اليها بجمود أرعبها بشده...
تراجعت الى الخلف قليلا بينما ظل هو واقف أمامها ونظراته ما زالت جامده...
قطع الصمت بينهما وهو يقول لها بتهكم اذا انت لا تنفذين أوامر احد سوى مديرك...
حاولت ان تضفي بعض الشجاعة اليها فتماسكت قليلا وهي تقول كيف تتجرأ على اقتحام مكتبي بهذا الشكل، انا لا اقبل بهذا ابدا...

تقدم اتجاهها اكثر مما جعلها ترتد للخلف حتى كادت ان تسقط أرضا الا انه لحق بها وهو يقبض على رسغها بقوه مانعا إياها من السقوط...
همست له باضطراب وصوت بالكاد يسمع ابتعد...
جال ببصره نحوها بدئا من عينيها الخضراوتين ثم انفها الدقيق وشفتيها الكرزتين...

اقترب من اذنيها وهو يهمس بنبرة متحكمة انت تشبهين نمرة متوحشة تحتاج الى رجل قوي يكبح ثورتها الجامحة ويخمد لهب جرئتها التي ليس لها مثيل، تحتاج الى من يروضها ولا يوجد أفضل مني لهذا، سوف أكون اكثر من سعيد بترويضك يا جميلتي الثائرة...
ألقى عليها كلماتها تلك ثم ابتعد عنها وهو خارجا من مكتبها بينما ظلت هي تتبعه بنظراتها وكلماته تلك ما زالت تتردد في اذنيها.

توقفت سيارة سوداء مظلله امام قصر عائلة العمري لتنزل منها فتاة شابه في مقتبل العمر بعد ان فتح السائق الباب لها، كانت ترتدي فستان اسود من الدانتيل قصير وأنيق جدا، وجهها ابيض يحيط به شعر قصير مدرج مصبوغ باللون الأصفر، خلعت نظارتها الشمسيه لتظهر عينان بنيتان جميلتان...

ما ان تقدمت من الباب الرئيسيّة للقصر حتى سارع الخدم لاستقبالها بعد ان اخبرهم الحارس الخاص به عن هويتها، ادخلها الخدم الى صالة الاستقبال لتتجه مونيا اتجاهها وهي تهتف بها بترحيب قائلة هايدي حبيبتي، اهلًا بك...
تحدثت هايدي بهدوءسيدة مونيا البقية بحياتك...
حياتك الباقيه حبيبتي، اجابتها مونيا بينما تقدمت الخادمه وهي تقدم لها القهوة، اخذتها منها هايدي وهي تسأل مونيا بقلق كيف حال قصي، بالتأكيد حزين جدا...

يحاول ان يبدو قويا لكنه من الداخل حزين جدا، كان يحب والده كثيرا...
ثم أمرت الخادمه قائلة اخبري السيد قصي بقدوم الانسة هايدي...
ذهبت الخادمه فورا لاخبار قصي بقدوم هايدي بينما ظلت مونيا تتحدث معها وهي ترحب بها بشدة...

بعد حوالي عشر دقائق تقدم قصي الى صالة الجلوس ليجد هايدي تجلس مع مونيا التي ما ان رأته حتى نهضت فورا وهي تحدثه قائلة من الجيد انك اتيت قصي، هايدي جائت لتعزيتك عزيزي، سوف اترككما الان فلدي بعض الاعمال يجب ان انتهي منها، خرجت مونيا من الغرفه ليتقدم قصي ناحية هايدي التي نهضت من مكانها فورا واقتربت منه لتضمه اليها بقوه...
ابتعدت هايدي عنه بعدها وهي تتحدث برقة البقية في حياتك قصي...

شكرا هايدي، أجابها قصي بهدوء وهو يجلس على الكنبة فتقدمت بسرعه لتجلس بجانبه، تطلعت اليه فوجدت لحيته قد نمت كثيرا وجهه يبدو متعبا، كان يحاول ان يبدو متماسكا وقويًّا أمامها الا انها اكثر من يعلم بمقدار النار المتأججه بداخله، نار فقدانه لأب يعني له الكثير، عاش لسنوات على أمل ان يستيقظ من غيبوبته الا انه توفي في الأخير...

قبضت على كفه بيدها وهي تقول قصي، اعرف ان ما حدث صعبا عليك، لكن هذا قدره ونصيبه...
قصي بثبات لم يكن نصيبه، مات مقتولا وانت تعرفين هذا جيدا...
حاولت التحدث الا انه قاطعها فورا فهو لا يرغب ان يسمع تلك المقالات المعتادة التي بات الجميع يلقيها على مسامعه محاولين إقناعه ان ما حدث لم يكن سوى قدره ويجب ان يتقبل هذا الامر وبسهوله...
متى عدت من إيطاليا اذا...

اليوم صباحا، علمت البارحة بوفاة والدك، حجزت في اول طائرة قادمة الى هنا وجئت...
جئت من اجلي اذا...
نعم من اجلك، لو الامر بيدي لما تركتك لحظه واحده وظللت معاك طوال الوقت...
ربت قصي على يدها وهو يقول أشكرك كثيرا على زيارتك يا هايدي، حتى لو لم تستطيعي ان تكوني بجانبي فأنا اعلم جيدا انك ترغبين بهذا، وهذا وحده يكفي...

بعد حوالي ربع ساعة خرجت هايدي من قصر العمري بعد ان ودعت قصي فيما تقدمت مونيا على الفور يتبعها رامي ابنها، مونيا وهي تتحدث بخبث هايدي كانت حزينه جدا من اجلك يا قصي، طوال فترة جلوسي معها تسأل عنك وعن وضعك...
الى ماذا ترمين في كلامك هذا عمتي، تحدثي بصراحة
ماذا تنتظر يا قصي، الفتاة واقعة في غرامك، انها ابنة رشاد الصاوي ولا داعي لاقول ماذا يعني ان تناسب شخص مثله، تزوجها يا قصي...

أجابها قصي بتعجب هل ترين هذا الوقت المناسب لفتح موضوع كهذا، والدي لم يكتمل عزاؤه بعد وانت تريدين مني التخطيط لزواجي من ابنة الصاوي...
تحدث رامي هو الأخر قائلا قصي معه حق أمي، هذا ليس بالوقت المناسب ابدا...
انا لم اقل اذهب الان واخطبها، لكن اريد منك ان تأخذ الموضوع على محمل الجد وتفكر في المميزات التي سوف تكسبها منه...

ثم استطردت في حديثها وهي تقول هذه فرصتك الذهبيه يا قصي، وانا لا اريد بتاتا ان تضيعها من يدك...

ورغما عنه وجد قصي تفكيره ينساق وراء ما تقوله زوجة عمه وهو يدرك جيدا انه معها كل الحق فيما قالته فهايدي فرصته الذهبيه التي من خلالها سوف يسيطر على كل من حوله، يكفي ان والدها رشاد الصاوي الذي يعد من اهم رجال الدولة ورموزها أضافه الى كونه من أغنى رجال الاعمال في البلاد، كما ان هايدي تحبه بل تعشقه أيضا وهو متأكد من انها تتمنى اقدامه على خطوة كهذه، اذا لماذا التردد...

فتح ضياء باب غرفة يارا بهدوء ثم دخل فيها ليجد يارا نائمة على سريرها بعمق وهي ترتدي قميص نوم خفيف وقصير نوعا ما...

ظل يتأملها لفترة طويلة وعينيه تحومان حول جسدها النحيل برغبة، اقترب منها على مهل حتى اصبح قريبا منها ويكاد يلامسها، حاول ان يسيطر عَلى أعصابه الا ان هيئتها وهي نائمة بهذا الشكل وقميص نومها يبرز تفاصيل جسدها الناعم اثارته بشده، ودون إرادة منه تحركت أيديه لتلمس وجهها الناعم ورقبتها ثم انحدرت الى الأسفل لتتلمس باقي اجزاء جسدها...

بدأت يارا تستعيد وعيها وهي تشعر بشيء غريب يتحرك على جسدها، فتحت عينيها الواسعتين لتفاجئ بزوج من العين تنظر لها بلهفة ويد تربت على فخذها بحركات غاوية...
انتفضت من مكانها فورا وهي تمسك الروب الخاص بها والذي كان مرمي على الارض لترتديه فورا...
صرخت بغضب قائلة أيها الحقير، كيف تدخل غرفتي هكذا وتتلمس جسدي أيضا بيدك القذرتين...

لم يجبها نهائيا بل ظل يقترب منها بخطوات بطيئة مما جعلها تتراجع الى الخلف حتى اصطدمت بالحائط...
اقترب منها محاصرا جسدها بجسده الضخم مما جعلها تصرخ به برعب ابتعد فورا...
لقد مللت من عنادك هذا يا يارا، انا اعلم جيدا انك تلاحظين جيدا نظرتي لك ومشاعري نحوك...
أيها المتخلف، ماذا تقول، هل جننت.

قبض على ذراعها بقوة وهو يصيح بها قائلا نعم جننت، جننت بك، يارا انا احبك، أعشقك، ليس الان بل منذ وقت طويل، منذ ان أصبحت فتاة ناضجة بجسد أنثوي وملامح جذابة، انا أحببتك منذ سنين طويله يا يارا، وقد صبرت عليك كثيرا...
هتفت به بعدم تصديق انت زوج والدتي، كيف تقول هذا...
سوف اطلق والدتك، فقط قولي نعم وسوف اطلقها حالا، من الأساس انا باقي معها من اجلك فقط...

دفعته عنها وهي تتحدث باشمئزاز انت حقا قذر، ومقرف أيضا، تكون مجنون وغبي اذا ظننت انني سوف أفكر بشخص مثلك...
حاول ان يتحدث الا ان صوت زوجته التي يبدو انها عادت من عملها قاطعه...
قال اخيراً بصوت هادئ لنكمل حديثنا فيما بعد يا يارا...
ثم أردف قائلا بعد ان شملها بنظره متفحصة أرتدي ملابس ثقيله يا فتاة، الجو شتاء وانت ترتدين ملابس خفيفه الى هذا الحد...

ثم خرج من الغرفة متجها الى والدتها بينما جلست يارا على سريرها وهي تضع يدها على صدرها بخوف، دائما كانت تلاحظ نظراته المقرفه لها وطريقة حديثها معها وكانت تفهمها جيدا، وقد قررت ان تتجاهله ولا تعطيه الفرصة للاقتراب منها، لكنه ما فعله اليوم أخافها بشده، فيبدو انه وصل لمرحلة يصعب السيطره فيها عليه، فاليوم تجرأ ودخل غرفتها ولمس جسدها بكل وقاحه، تصرفاته باتت تتطور وهي تخاف بشده مما ينوي عليه في الأيام القادمة...

وقف امام النافذة يطالع تلك الاضواء المتلألئة التي تغطي شوارع باريس مضيفة جو شاعري مثالي...
كان شاردا يفكر في رغد وموقفها من السفر معه، شعور في داخله يخبره انها سوف ترفض الذهاب معه...
وفِي هذه الحالي سوف يضطر الى استخدام طرق اخرى لكي يحصل عليها...

أعجبته كثيرا، اعترف لنفسه بهذا الشيء، لم يكن جمالها هو من جذبه اليها، فهو عرف غيرها من النساء يفوقنها جمالا بالتأكيد، لكن تلك النيران المشتعله والتي تتدفق من عينيها بقوة تجذبه اليها، نار أوقدت في داخله انجذاب غريب اتجاهها، رغد كانت كشعلة ثائرة وهو يريد ان يخمد شعلتها تلك بنفسه...
اخرجه من شرودهه رنين هاتفه ليذهب اتجاهه ويرى المتصل الذي كان حازم اخاه...

ما ان ضغط على زر الإجابة حتى جاءه صوت حازم وهو يصدح عاليا اين انت يا رجل، اتصلت بك اكثر من عشر مرات...
كانت لدي اعمال مهمه، كيف حالك...
اشتقت إليك، انت في القصر الان أليس كذلك...
انا حاليا في باريس
في باريس، متى سافرت اليها...
البارحه وصلت هنا...
بما انك جئت الى باريس، لماذا لا تأتي الي وتزورني قليلا، اشتقت إليك كثيرا...

اجابه سيف بصدق غدا اخر يوم لي في باريس، بعدها سوف اعود فهناك اعمال كثيرة تنتظرني، لماذا لا تأتي انت...
حازم بتهكم سيف بنفسه يطلب مني المجيء، طوال الوقت وانت مرتاح لكوني بعيد في هذه البلاد، منذ متى وأصبحت تريد مجيئي...
لا تكن سخيفا يا حازم، انت تعرف ان رغبتي في بقائك بعيدا عنا من اجلك انت، عالاقل انا مطمئن عليك هناك، يكفيني ليان ومتابعتي الدائمه لها...
سأله حازم بقلق هل بها شيء ليان...

اطمئن حازم هي بخير، لكن خروجها المتكرر وسهراتها تقلقني وبشده، فهي صيد ثمين لكثير من اعدائنا، أفكر جديا ان ارسلها إليك بعد ان تكمل دراستها...
حازم مؤكدا على كلامه هذا أفضل حل، وماذا عن أمي، كيف وضعها...
سأله باستغراب الا تتصل بها...
كلا اتصل بها يوميا، لكن اريد ان أتأكد منك، فهي بالتأكيد لن تخبرني اذا كانت تشكو من شيء سيّء...

لا تقلق عليها، الطبيب يتابعا بشكل دائم، الفترة السابقة ارسلتها الى المزرعة لكتي ترتاح قليلا...
جيد انك فعلت هذا، حسنا سيف، يبدو ان هناك احد ما يطرق الباب، قد يكون ياسر جاء، أحدثك فيما بعد، انتبه على نفسك...
أغلق سيف هاتفه وعاد بتفكيره مره اخرى اليها، غدا اخر يوم له في باريس وبعدها سوف يعود الى بلدها، والمشكله انه لا يريد العودة الا وهي معه، لكن كيف سوف يحقق هذا...

تحدثي يا رغد، ماذا تنتظرين...
نظرت رغد الى تمارا بارتباك وهي لا تعرف كيف تبدأ حديثها معها، شجعت نفسها قليلا وبدأت في سرد تفاصيل ما حدث معها دون ان تذكر هوية الشخص الذي تسبب في كل هذا...
سألتها تمارا بعد ان اكملت رغد حديثها قائلة انه جريء حقا...
رغد بارتباك تمارا، انت لم تعرفِ بعد من يكون هذا الرجل الذي حدثتك عنه...
تمارا باستفهام من يكون...

رغد وهي تبتلع ريقها بتوتر مجيبه إياها انه سيف يا تمارا، سيف الدين النصار...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 16 < 1 2 3 4 5 6 7 8 16 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، الشيطان ، حينما ، يعشق ،











الساعة الآن 08:53 PM