logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





22-01-2022 07:40 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10






CEh3M_7064_615851418425873_769724852_n

دلو من الماء سقط فوق رأسها وهي تسمع صوته خلفها لتقول بارتباك: ها ده أنا بلعب خالتو قالتلي متعمليش حاجة جيت ألعب في تليفونك أصله حلو أوي بصراحة.
أدراها نحوه بعدما كانت تقف بنصف استداره ثم قال بمكر: تعلبى بردو، طيب إيدك دي لو لمست حاجة تخصني هاكلها ماشي .
مدت له كفها الأيمن وهي تقول: كلها اتفضل كلها .

أمسك يديها وهو يقول: من عنيا...
ثم غرس أسنانه بيديها فصرخت قائلة: اوعى يا مصاص الدماء أنت .
ابتعد عنها وهو يقول: ابعدي عني بقى علشان معضكيش في إيدك التانية، يالا يا حلوة.
خرجت من الغرفة وهي تقول بغيظ: حلوة حلوة، في إيه، متقولش تاني حلوة دي، بتعصب...
وقبل أن تخرج من الغرفة، كان هو يضغط على حروف كلمته بقوة: حلوووووة .
زفرت بحنق وهي تتجه إلى جدتها وخالتها وتهمس بغيظ: حلووووف.
فصول نوفيلا حطام فريدة
نوفيلا حطام فريدة بقلم زينب محمد و آية عبد العليم الفصل الأول

تسللت أشعة الشمس ومازلت جالسة موضعها تتفحص موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك تراقب الإيميل الخاص به تراقب جميع الصور المدونة له عليها كل من أبدى إعجابه بجماله وجمال عينيه البنية وغمازته الموجودة بالخد الأيسر وجع يعتصر قلبها كلما رأت فتاة تعلق له بعبارات الغزل والحب تريد الصعود له تسرق روحه وتنتهي الحكاية هنا وتنطفئ نار قلبها وتعيش بسلام وهدوء

استفاقت من تأملها بصوره على صوت جدتها الحاد: أنتي يا أبله فريدة بقالي ساعة بنادي

هزت رأسها وقلبها يكد يقف من صوت جدتها وهي تقول:
أيوة يا تيتا نعم

التوى فمها بسخرية وقالت: أيوة يا تيتا نعم!، ياترى قاعدة مبحلقة في تليفونك في صور الأستاذ خالد كالعادة

مدت شفتيها للأمام بغضب طفولي:
بحبه يا تيتا ابن بنتك ده ربنا يسامحه من كتر حلاوته البنات هتاكله وهو حلوف لا يبالي بحبي ليه

اقتربت منها وضربتها بخفه على رأسها وقالت بتوبيخ حاد: له يعمل كدل وأنتي مدلوقة عليه يا هبلة، اتقلي واسمعي كلامي هيجلك راكع، خدي بنصيحتي ده أنا جبت جدك الله يرحمه حافي كدة على رجله..
قالت جملتها الأخيرة بتفاخر كبير

ليتها لديها ثقة مثل جدتها كانت امتلكت قلبه من اليوم الأول لرؤيته لها لكن قلبها الخائب لا يمنحها فرصة لذلك فقالت: ومالك بتقوليها بفخر كدة ليه

تحركت جدتها بخطى واثقة نحو النافذة وبدأت بسرد قصتها وكالعادة نبرة الفخر لم تتخلَّ عنها، فتسللت إلى الخارج وصعدت إلى شقة خالتها حتى ترى معذب قلبها ومن يرهقها عشقًا، وعلى وجهها ابتسامة عريضة، دلفت إلى الشقة كعادة هذا المنزل لا يوجد باب مغلق، صاحت بصوت رقيق: خالتو، أنتي فين؟!.
خرجت خالتها من المطبخ وهي تقول: صباح الخير يا ست البنات..

ردت وعيناها تتفحص المنزل بأكمله لعلها تراه أو ترى طيف له يشبع قلبها المسكين: صباح النور

ابتسمت خالتها بمكر واتجهت إلى المطبخ قائلة: أنتي عرفتي إن خالد نزل إجازة ولا لأ

دق قلبها بعنف وهي تقول: لأ، آه بجد امتي فين ؟!

اتسعت ابتسامة خالتها وقالت بصوت خافت: ده على أساس إنك مشوفتهوش وهو طالع إمبارح الساعة ٢ بليل يا لئيمة

هتفت ببراءة: أنا أبدًا يا خالتو كنت في سابع نومة
ثم تذكرت بالأمس ما حدث
فلاش باك
تجلس علي مكتبها تذاكر آخر محاضرات هذا الأسبوع وعقلها لا يسعفها فقط ما يشغلها الآن هو،هو فقط والله لا ولن يخذلها أرادها تنام وقلبها مطمئن، وصل إلى مسامعها صوت سيارته تستقل أمام المنزل هرولت للشرفة لتراه يغادرها ببدلته السوداء المرصعة بنجوم ذهبية معبرة عن كونه فرد من أفراد الشرطة هرعت لباب المنزل تفتحه وتناديه بلهفة: خالد ازيك حمد لله على السلامة

التفت إليها وتوقف عن صعود الدرج وقال بنبرة رخيمة: الحمد لله يا فريدة إيه مصحيكي؟!

رددت والحُمرة تكسو وجنتيها: كنت بذاكر وسمعت صوت عربيتك طلعت اطمن عليك

هز رأسه ثم دقق النظر بها وتفحصها من رأسها إلى ساقيها ببطء وارتفع أحد حاجبيه بدهشة عندما رأي ما ترتديه، قميص قطني زهري اللون يبرز بشرتها البيضاء، وتفاصيل جسدها الأنثوي فقال بخشونه وهو يشير عليها: أنتي إزاي تفتحي الباب كدة،
ثم أكمل حديثه وهو يهبط تلك الدرجات التي تفصلهم وقال: أنتي بتطلعي كدة لأي حد، انطقي .

تحدثت بنبرة مهزوزة: والله أبدًا عمرى ما طلعت كدة لحد

ارتفعت نبرة صوته قليلًا وقال: بردو ولا حتى ليا، منا حد يا هانم

تنهدت بحنق مردفة: أي أوامر تانية

أجابها ببرود وهو يعاود الصعود: لأ، ويالا مع السلامة.

دلفت لمنزلها مرة أخرى وهي تكاد تبكي منه ومن طريقته معه
لتعود من ذكرياتها على صوت خالتها المرتفع: بت يا فريدة أنتي نمتي

قالت متلعثمة: ها، لأ، احم خالتو هو خالد لسه نايم.
هزت رأسها وهي تقطع الخضروات بهمة: آه، روحي صحيه بقى عشان يفطر لغاية ما أجهز الفطار

ذهبت لغرفته ودخلت بخطوات هادئة حتى لا توقظه مفزوعًا ورأت ما تراه كل مرة أعقاب سجائر تملئ الأرض ونائم هو علي بطنه والغطاء يكشف جذعه العارى وبجانبه هاتفه وسماعاته وتأكدت ككل مره أنه كان يتحدث مع فتاة يطلق عليها لقب صديقته

ذهبت نحوه بضيق تناديه بصوت مرتفع بعض الشيء: خالد يا خالد اصحي

فتح عينيه بتثاقل شديد، حاول التركيز عدة مرات حتى ظهرت أمامه منحنية بجذعها العلوي نحوه وملامح وجهها وجمة
تحدث بصوت يأثر عليه النعاس: أنتي بتعملى إيه في أوضتي!.

هكون بعمل إيه يعني بصحي جنابك
قالتها فريدة بحنق

جذبها من يديها بسرعة لتقع على فراشه شهقت بصدمة، ليقول هو بصوته الرجولي الذي يثير الشغف بقلبها بقوة: وفي واحدة تصحي واحد وهو قالع كدة

هتفت بارتباك:
دي، دي، دي،دي خالتي
أيوة خالتي هي اللي بعتتني أصحيك إنما أنا مكنتش هاجي أصحيك بس اتكسفت أقولها لأ ينفع أقولها لأ بردو بذمتك ؟!

رمقها بنصف عين وقال بابتسامه جذابة لتظهر غمازته بخده الأيسر: لا ميرضنيش يا ديدي

همست بأنفاس مضطربة: خليني أخرج لخالتو المنظر كدة مش كويس يا خالد

تمسك بيدها أكثر وقال وهو يضغط عليها بقوة قائلًا بمكر: لما أنتي مش قدي حطاني في دماغك ليه، يا ديدي أنا لو كنت اتجوزت بدري كنت خلفت قدك يا حبيبتي.

صكت أسنانها بعنف وضيق من حديثه ومن السخرية الواضحة من حديثه فتمتمت: مش حطاك في دماغي حطاك في قلبي، أنا بحبك يا خالد

اعتدل في جلسته وجذب سترته ليرتديها وهتف متعمد تجاهل حديثها: ماما أظن بتنادي عليكي يالا روحيلها.

هتفت بضيق: عارف أنا بحبك آه بس هيجي يوم وأموت من حبي ليك ده يا خالد

التفت إليها بعدما كاد يدلف إلى المرحاض ليقول بصوت قوي وحاد: بقولك ماما بتنادي يالا
ثم أشار برأسه على الباب
خرجت من غرفته وهي تغلق الباب خلفها بقوة، ثم اتجهت نحو باب الشقه دون أن تعير الانتباه لأي من خالتها أو زوج خالتها، وهبطت إلى شقة جدتها، لتدخل إلى غرفتها وتبدأ بانيهارها وبكاءها الحاد، فسمعتها جدتها كالعادة وهزت رأسها بيأس عليها وعلى ساذجة قلبها.. بقيت بالغرفة معظم اليوم حتى طرقت بابها جدتها وقالت: فريدة يالا يا حبيبتي علشان نتغدا مع خالتك.

فتحت لها فريدة وعيناها كجمرتين من النار وقالت: اطلعي أنتي، مش عاوزة آكل دلوقتي.
ربتت جدتها على كتفها وقالت بحنان: فريدة مهما اللي كان بينك وبين خالد ده ميجيش على عاداتنا أبدًا، يالا نطلع ونتغدا.
هتفت بضيق طفولي: مش عاوزة أشوفه.

قهقهت جدتها بقوة لتقول بعدها: ياسلام قال إيه البت مش عاوزة تشوفه، ولسه من شوية سابتني وطلعت زي الهبلة تشوفه، يالا غيري هدوك وتعالي معايا..
أومأت برأسها وهي تتجه إلى الداخل لترتدي ثياب مريحة تناسب جلوسها اليوم بالمنزل، وصعدت مع خالتها بملامح وجمة، دلفا إلى الداخل وجلست على الأريكة دون أن تتفوه بكلمة، فمال عليها زوج خالتها رأفت: هو البأف ده زعلك

مدت شفتيها بحزن وهي تتمتم: هو في حد غيره مزعلني يا عمو

لكزها رأفت بكتفها وقال بهمس: الواد ابني ده مبيجبش إلا بالضرب على دماغه، اسمعي كلامي
ردت تتساءل: أعمل إيه يعني يا عمو

دلف الجميع إلى غرفه الطعام فصمتا معًا وترقبا دخوله، فدخل هو بطوله الفارع وهيبته التي تجعلها أسيرة له بثوانٍ، جلس كالمعتاد أمامها وبدأ في تناول طعامه ببرود كعادته
حمحم رأفت وقال بمكر: إلا قوليلي يا فريدة مين الولد اللي كان واقف معاكي إمبارح ده

وقف الطعام بمنتصف حلقها من الصدمة وأدركت مسرعة لعبة زوج خالتها حتى يثير غضب نجله فردت: ها ده شريف زميلي يا عمو

فمالت عليها جدتها وقالت بهمس: سيبك من عمك رأفت، هايوديكي في داهية، متسمعيش كلامه لما حب مرة يعمل فيها صايع اتمسك من جدك وهو ماشي ورا خالتك يعاكسها زمان

تشعر بالحيرة منها ومن رأفت لا تعرف لحديث من تنصت وتفعل ما يقوله لها حتى تحصل على قلب حبيبها

فقطع حيرتها هو بقوله: بجد أنتي خرجتي إمبارح أومال لما كلمت ماما قالتلي أنتي قاعدة إمبارح طول اليوم تعبانة ...
أنهى حديثه بغمزة خفيفة من عينيه لوالده ولها

هزت رأسها وتركت طعامها وهتفت: لا خرجت
بعد إذنكم أنا شبعت

هتف بصرامة: اقعدي كملي أكلك، أنتي ماكلتيش حاجة.

ردت بضيق وهي تجلس مرة أخرى: خدامين سيادتك يا خالد بيه
كاد أن يرد عليها لولا رنين جرس المنزل ذهب يرى من القادم وبعد دقائق عاد ومعه صديق طفولته أدهم مختار قبل رأس سميرة ويد نبيلة ورأفت ثم أمسك بخدين فريدة يقرصها منهما وهو يردد ببعض من السخافة: إيه كل الخدود دى يا فيرو

ضحكت بمرح وقالت: بقيت أكرة خدودي بسببك يا دومة

ضحك أدهم بقوة ليقول: حقيقي بعشقهم، نفسي بنتي تبقى بخدود زيك، هاكلهم والله.
انتفضوا جميعًا على صوت ركلة للكرسي وهو يقول بشئ من العصبية: لو خلصت دلعك في الهانم تعالى ورايا.

هتف أدهم باستفزاز: لا لسه مخلصتش محدش يقدر يبطل يدلع فيرو روح أنت ولما نزهق هجيلك

التفت بجسده يرمق صديقه بغضب وقال بحدة: أدهم ورايا، يالا.

همس بضيق لفريدة: ابن خالتك هياكل صحابه يا فريدة هروحله وأرجعلك.

ثم وجه حديثه إلى والدته ليقول: لو سمحتي يا ماما اعملي اتنين شاي، وتجبيه لينا في الأوضة، تجيبه يا ماما،، ها، تجبيه.

هزت والدته رأسها بإيجاب، بينما ذهب أدهم خلف صديقه بمضض وما إن دخلا إلى الغرفه ليجد صديقه يغلق الباب بقوة ويلتفت إليه قائلًا بصوت حاد: هو أنا مش قولتلك ميت مرة بطل تدلع فريدة بالطريقة دي، فريدة كبرت يا أدهم .

رد أدهم بابتسامة عريضة: الله ما هى لسه صغيرة من وجهة نظرك يا خلود

عقد خالد ذراعيه أمامه وقال: يعني أنت قاصد تعمل كدة..
صمت لبرهة وقال: أنت عاوز إيه يا أدهم بالظبط

ردد أدهم بهدوء: عايزك تحس بيها يا خالد أنت بتحبها بس مش حاسس

زفر خالد بقوة وقال بحنق: أنت مالك يا أخي، أحس ولا محسش، أحب ولا محبش، أنا حر الله !.

هتف بسعادة وهو يمسك هاتفه
: صح أنا أعبر أهلك ليه أخليني في نهال حبيبتي

أما في جانب آخر كان هناك صراع بين رأفت وسميرة...
جذب رأفت الصينية وقال: اسمعي بس مني يا حماتي، أنا أدرى واحد بابني، فريدة هتدخله الشاي.
زمت شفتيها بضيق وقالت وهي تجذبها منه: لأ فريدة مش هتدخلها يا رأفت، أنت مش شوفته وهو بينبه إن أمه هي اللي تدخلها.
قطب رأفت حاجبيه وحول بصره لنبيلة التي كانت تقف تتابع حديثهم وعيناها على أكواب الشاي وهي تنتقل من هنا إلى هناك بسرعة فيقع الشاي على الصينية، انتبهت إلى لكزات رأفت لها لتنتبه له وتقول: ها!..

جز على أسنانه وقال: ها إيه!، بقولك خلى أمك تديني الصينية.
وحاول جذبها مرة أخرى فتشبثت بها سميرة بعناد، زفرت نبيلة بحنق وقالت: بتشدوا في إيه، الشاي وقعتوه كله على الصنينة.
قالت سميرة بضيق: قولي لجوزك يبعد عن بنت بنتي بأفكاره المجنونة، هيوديها في داهية.

أخفض صوته وهو يقول بتذمر: شفتي أمك بتقول إيه، الله يسامحك يا حماتي، يعني أنا لما أطلب منها تدخل الصنينة كدة أبقى بهين كرامتها.
وضعت الصينية على الطاولة وقالت بضيق: ابنك قليل الأدب ولسانه زفر، وبيديها على دماغها وهي زي الهبلة بتاخد في جنابها وتسكت.
استغفر رأفت ربه في سره ثم قال بعدها: ما أنا عشان كدة عاوزاها تبدأ تديله على دماغه.
في هذه الأثناء أعدت نبيلة الشاي مرة أخرى ثم قالت: ماما على فكرة الساعة ٧ معاد جريمة في الصعيد جه.
حولت سميرة بصرها نحوها وقالت بحماس: بجد.

هزت الأخرى برأسها وقالت: آه روحي الحقيه، ده كان البرنامج إمبارح عامل تشويق على جريمة قتل رهيبة، هودي الشاي وآجي وراكي.
هزت رأسها بإيجاب وذهبت لتنصرف بخطواتها البطيئة وهي تقول: يالا بسرعة وهاتي البسكوت.
غادرت سميرة، التفتت نبيلة إلى زوجها وهي تقدم له الصنينة وتقول: امسكها لغاية ما أنادي على البت فريدة في الخباثة.
ابتسم لها وأرسل لها قبلة في الهواء وهي تغادر: حبيبتي يا بلبلة، يافهماني أنتي، ناديها بسرعة بقى...
أطلقت ضحكات مرتفعة، وذهبت دقيقة ثم عادت وهي تجذب يد فريدة خلفها بقوة: ادخلي لعمك رأفت عاوزك...
دلفت إلى الداخل وقالت: في إيه ياعمو رأفت.

أنهت حديثها وهي تنتقل بعينيها بينه وبين الصينيه الممسك بها.
قدم لها رأفت الصنينة وقال بابتسامة عريضة: خدي يا حبيبتي دخلي الشاي لأدهم وخالد.

ردت بذعر: أنت بتسلمني تسليم أهالي يا عمو رأفت

ابتسم بمكر وقال: أنا بردو!، أنا أقدر يا ديدي،يالا دخليها أصل خالتك رجليها بتوجعها...
فتصنعت نبيلة الألم وقالت وهي تجلس على أحد الكراسي: آه ياني، دخليها يا ديدى بالله عليكي!.

هزت رأسها بخوف وهي تأخذ الصينية من يده وتدخل إلى مكتبه وقلبها يرتجف ما إن رآها وهتف بغضب: أنا مش قولت ماما هى اللي تجيب الشاي
ردت بخوف: خالتو رجليها وجعاها
أخذ من يديها الصينية ووضعها على مكتبة بغيظ وجذبها من يدها اليمنى تحت نظرات أدهم الخبيثة وذهب بها لبلكون منزله وهو ينظر لها بحقد وغضب مرددًا بصوتٍ عالٍ: أنتي مفيش عندك كرامة ؟!
تاااااابع اسفل
 
 




look/images/icons/i1.gif رواية حطام فريدة
  22-01-2022 07:44 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا حطام فريدة بقلم زينب محمد و آية عبد العليم الفصل الثاني

صباح جديد وجالسة هي على فراشها وأغاني الشهير عمرو دياب تصدح بأرجاء الغرفة قطع ذلك صوت جدتها وهي تناديها تردد: بت يا فريدة أنتي يا مقصوفة الرقبة قومى اعمليلي شاي
نظرت لجدتها بحنق متمتمة: حاضر يا مرات أبويا أنتي مش جدتي لأ
توجهت للمطبخ وعلى شفتيها ابتسامة عريضة تتذكر كل ما مرت به أمس.

فلاش باك
ينظر لها بحقد وغضب مرددًا بصوتٍ عالٍ: أنتي مفيش عندك كرامة
وقع الحديث علي مسمعها كجمرة من النار لتردد بصوت متقطع: أنت بتقول إيه كرامة إيه ؟!
هز رأسه بغضب وقال: لما أقول ماما هي اللى تدخله وأنتي تتحججي عشان تدخليها يبقى إيه، يبقى معندكيش كرامة .
أخفضت رأسها تغمغم بضعف وبكاء: خالتو قالتلي رجليها وجعاها وأدخله أنا
أشار لها وقال بحدة: طب لو سمحتي انزلي تحت، ولما تلاقي هنا أي حد من صاحبي متجيش عشان متغباش عليكي
سقطت دمعة وراء الأخرى وهى تغادر قائلة بعتاب: ماشي
زفر بقوة ثم جذبها من مرفقها وقال: بصي متزعليش، أنا مش عارف ببقى معاكى قفل وجعفر ليه...

صمت لبرهة ثم قال: ما أنتي بردو بتعصبي أهلي بأفعالك دي..
ثم دفعها للخارج وقال: امشي يابت، لأ أنا مش هاعتذرلك
عقدت ذراعيها بحركة طفولية قائلة بعناد: مش ماشية، اعتذر لو سمحت
رفع أحد حاجبيه وقال بعبث واضح في نبرته: اعتذراي مش هيعجبك، بلاش
ردت بعناد أكبر: لا معلش اعتذر أنت وملكش دعوة
ردد بنفس نبرته وقال: متأكدة .

هزت رأسها بقوة وهي ترفعها بكبرياء، فجذبها بسرعة لزواية في البلكون تنخفض بها الإضاءة ولثم خدَّها بقبلة رقيقة، ثم همس بأذنها: يالا يا حلوة على تحت .
تعجبت من فعلته المجنونة وظهرت الصدمة على ملامحها وهى تقول بتعلثم: عارف، عارف أنت قليل الأدب تدري ليش لأني ما ربيتك ما ربيتك
قالت جملتها الأخيرة وهربت لمنزل جدتها تحتمي به ووقف هو يراقبها وهى تختفي عن أنظاره
صدعت ضحكاته عاليًا وقال: وأقسم بالله هبلة.
باك

فاقت من ذكرياتها على يد جدتها تدفعها بقوة وهى تقول: عوض عليا عوض الصابرين يارب ربنا رحمها نوسة ومختار منك ومن هبلك يا بنت بنتي
نظرت لها بوجع متمتمة: الله يرحمهم يا تيتا
تركتها وذهبت لغرفتها وألم قوي في قلبها بكت بصوت مكتوم عند ذكر سيرة والدها ووالدتها الراحلين وهى ترى صورتهما المعلقة أعلى الحائط وهى بينهم طفلة لم تتعدً الخمس سنوات، يئن قلبها كلما تذكرت يوم تشيع جنازتهم سويًا بعد تعرضهم لحادث سيارة قضت على حياتهم، التقطت إحدى فساتينها بعدما دخلت جدتها لغرفتها وخرجت من المنزل وقادتها قدميها لمكان ما.

تقلبت الجدة يمنيًا ويسارًا مرارًا، لتنهض وهي تقول: أنا زعلتها ولا إيه، باين عليا زعلتها بكلامي مكنش لازم أجيب سيرتهم وأنا عارفة إنها حساسة من ناحيتهم..
زفرت ثم قالت: وأنا أقعد أفكر ليه، أنا أقوم أروحلها وأراضيها..
نهضت واتكأت على عصاها ببطء متجهة صوب غرفتها، طرقت الباب بهدوء وقالت: بت يا فريدة افتحي عاوزكي في موضوع.
انتظرت ثوانٍ تسمع ردها ولكن لم يأتها صوت، فقررت فتح الباب وعيناها تجوب الغرفة بأكملها لم تجدها،قطبت جبينها وقالت: راحت فين دي...
خرجت من الغرفة وهي تصيح بصوتها وتبحث في أرجاء المنزل: بت يا فريدة، أنتي فين!

لم تجدها وقفت تفكر ثوانٍ ثم قالت: تلاقيها طلعت تشتكيني لنبيلة، أما أطلع أراضيها فوق.
صعدت درجات السلم وهي تأن بتعب وتمسك ركبيتها،وصلت عند باب الشقة فدفعته بعصاها ثم دلفت تبحث عنها بلهفة، فوجدت نبيله ورأفت يجلسان يتابعان فيلمًا باهتمام، أما خالد فكان يتابع شئ ما في هاتفه بتركيز، حولت بصرها نحو باقي الشقة ببطء ليقطع صمتها صوت خالد: أنتي واقفة ليه كدة يا تيتة، ما تيجي تقعدي.
مازالت تبحث بعينيها وهي تتحرك ببطء قائله بنبرة مهزوزة: فريدة فين؟، طلعت هنا!.

التفتت إليها نبيلة وقالت: لا يا ماما فريدة مطلعتش، في حاجة.
لاحظ رأفت شحوب وجهها وارتجافة جسدها، اندفع نحوها وهو يجلسها على أقرب كرسي لها وقال: في إيه بس مالك، اهدي كدة.
رفعت بصرها له ومقلتيها مليئة بالدموع: فريدة راحت فين يا رأفت، أنا زعلتها ومشيت، مشيت زعلانة مني، والله ما كنت أقصد.
تحرك خالد نحوها بطوله الفارع وجثى على ركبتيه ثم ربت على يديها قائلًا بهدوء: تلاقيها راحت عند نهال صاحبتها، هانزل أجبهالك وأهزقها عشان تبقى تخضك تاني كدة.
هتفت سريعًا ببكاء يتخلله رجاء: لا يا خالد، جيبها ومتكلمهاش خالص أنا جيت عليها أوي.

جعد جبينه وسألها باهتمام: جيتي عليها إزاي؟!..
قال رأفت بقلق: مش وقته يا خالد، روحلها عند نهال كدة بسرعة، وأبقى طمنا...
هز رأسه بإيجاب وأخذ متعلقاته ثم ذهب صوب منزل نهال، فبحث بعينيه في الحديقة المجاورة لمنزل نهال، لعله يجدها هناك، فهي مجلسها الدائم هي وصديقتها لمح بطرف عينيه أدهم ونهال يجلسون على أحد المقاعد، هبط من سيارته سريعًا وذهب باتجاهم ليقول بصوته القوي من خلفهم: فريدة فين يا نهال .
التفت أدهم وقال: يخربيتك يا خالد إيه الدخلة بتاعت بوليس الأداب دي، خضتني يا جدع.

فوضعت نهال يديها على قلبها تهدأ من ضرباته العنيفة وقالت: خضتنا يا خالد.
زفر خالد بقوة وقال: سيبكوا من خضتكوا وقوليلي فين فريدة؟!.
هزت كتفيها وقالت: معرفش أنا مشوفتهاش طول اليوم، أنا مع أدهم من الصبح.
قال أدهم والفضول يكتسح ملامحه: في إيه، مالها فريدة!.
تحرك خالد سريعًا نحو سيارته وقال بصوته المرتفع: معرفش، لو كلمتك يا نهال قوليلي..

استقل سيارته والتقط هاتفه وأجرى اتصالًا بوالده، فآتاه صوته بعد ثوانٍ قائلا بلهفة: ها يابني لقيتها عند نهال.
حاول أن يكون نبرة صوته هادئة حتى لا يثير القلق في نفس والده وقال بلهجة حاسمة: أنا عاوز أعرف تيتة قالتلها إيه بالظبط زعلها!.
وصل إلى مسامعه صوت والده الخافت: جابت سيرة أمها وأبوها بالهزار فالظاهر هي زعلت ومشيت.
زم خالد شفتيه بضيق وقال: طيب اقفل يابابا، أنا خلاص عرفت هي فين!..

وقبل أن يسأله والده بفضول أين هى، أغلق الاتصال واتجه صوب مقابر العائلة عازمًا كل العزم على تكسير رأسها إلى نصفين بسبب تصرفها ذلك،ليقول لنفسه: الهانم رايحة المقابر المغرب، والله لأكسر راسها الكلبة دي.
وصل إلى المقابر بعد عشرون دقيقة ثم دلف إلى الداخل بملامح وجه غاضبة ليجدها تعطيه ظهرها وتقف أمام قبر والديها
كاد أن يقترب منها حتى تحدثت بصوت البكاء يغلبه وقلبًا يئن من الألم وضيق يحتل صدرها: بابا، ماما وحشتوني أوى وحشني أنام فى حضنك زي زمان يا ماما وحضنك يا بابا أنا محدش هيحبني ويحس بيا قدكم تيتا شايفة إن موتكم رحمة ليكم مني كل ده ليه علشان بحب خالد والله غصب عنى يا ماما طلعت لقيت نفسي بحبه وهو هو مبيحبنيش يا أمى الكل بيسهتين بمشاعري ومخلييني لعبة في إيديهم أعمل ده ومعملش ده عشان خالد يحس وياريته بيحس، قلبي واجعني أوي يا ماما أنا عايزة أجيلكم أنتوا أحن منهم خدوني عندكم عشان خاطرى.

أغمض عينيه بحزن على حديثها، لقد شقت قلبه تلك الصغيرة بحزنها وبكائها، ولكن لا ولن يضيع الفرصة دون توبيخها على ما فعلته، لقد جف حلقه من شدة خوفه وقلقه، فاقترب منها وصفعها على مؤخره رأسها بخفة قائلًا: بقى أنتي هنا بتشتكي لأمك وأبوكي مني، وأنا بلف عليكي ياعديمة الإحساس
مسحت دموعها بأكمام سترتها وهى تلتفت له بصدمة من تواجده قائلة: أنت هنا من امتى، وعرفت مكاني منين، ثم إنى مليش غيرهم أشتكي ليهم يا خالد
صفعها بخفه للمرة الثانية على رأسها وقال: هنا من وقت ما كنتي قالبة نكد وبتعيطي عليا، وعرفت مكانك منين أنا عارفك أكتر من نفسك عشان كدة بقولك الحب اللي في قلبك ده، ده وهم، اممم معجبه بيا وبشخصيتي وبوظيفتي مش أكتر.

مسحت على وجهها عدة مرات وقالت: أنت أناني يا خالد أناني ومؤذي مش شايف غير إني معجبة بيك وبشخصيتك ووظيفتك ما تغور وظيفتك هعمل بها إيه أنا، أنت حابب الدور اللي أنت عايش فيه ده إن بنت خالتك بتحبك وأنت مدوخها وراك عندك حق ما أنا اللى رامية نفسي عليك مش أنت
اقترب منها عدة خطوات وقال بتحذير شديد اللهجة: لسانك ميطولش، وميتعداش حدوده معايا ماشي، وحسابي معاكي بعدين، ويالا عشان عم الحج اللي وراكي ده اتخنق مننا.

لفت رأسها ترى من خلفها، لم ترَ أحدًا فقالت: عم الحج مين مفيش حد
أشار خلفها وقال بتعجب زائف: أهو إزاي مش شايفة !، حتى واقف بيضحك.
استغفرت أكثر من مرة وقلبها ينتفض من الرعب قائلة: خالد متهزرش مفيش حد والله متخوفنيش
اتسعت عيناه وهتف بنبرة متلعثمة: احييه ده جاي وراكي
بحركة سريعة كانت بين ذراعيه ترتجف من الرعب والخوف وهى تردد بصوت متقطع: يا نهار أسود يلا نمشي من هنا انصرف انصرف يلا نمشي يختاي
صدعت ضحكاته عاليًا وقال وهو يحتضنها: امشي يا عبيطة، ده مثال بسيط عشان أثبتلك إنك مازالتي هبلة وصغيرة ومكبرتيش..

لم يعجبه تمردها عليه أو لهجتها الحادة معه، فعل بها ذلك حتى يشعر باحتياجها له وضعفها وقوته هو ورجولته تطغي أكثر ويتزلزل كيانها بوجوده
وصلا إلى منزلهما، صعدا درجات السلم وكل منهم يلتزم الصمت، فتفاجئا بأدهم ونهال في وجوههم: بخ..
انتفض خالد وفريدة معًا، فقال خالد موبخا: أنت مجنون يا أدهم، يخربيتك.
غمز أدهم لنهال بطرف عينيه وقال بفخر: شوفتي أهو خليته يقطع الخلف..
اتسعت ابتسامتها لتقول بحماس طفولي: أحسن، عملتها تجنن.

هدر خالد بعنف وقال: أنتوا ياجوز المجانين أنتوا، امشوا برة لو سمحتوا عشان مش ناقص فقعه مرارة.
تجاهلت نهال حديثه وكأنها معتادة على طريقته الفظة معهما ووجهت حديثها لفريدة وقالت وهي تقرصها من وجنيتها: كنتي فين يابطة خضتني عليكي.
قال أدهم: شوفتي يا فريدة مش أنا بس اللي بحبهم، البت نهال بتعشقهم بردو..
زمجر خالد بغضب قائلًا: لا كدة كتير، امشي ياض قدامي.. امشي.

جذبه خالد بقوة خلفه فالتفت أدهم وراؤه: نهال خلصي بسرعة عشان بتوحشيني..
كان قاصدًا حديثه حتى يثير غضب صديقه أكثر فتلك متعته بالحياة...بينما ابتسمت فريدة بحزن فجذبتها نهال وجلسا معًا على الدرج وقالت بفضول: ها بقى إيه مزعلك كدة، احكيلي كل حاجة بالتفصيل ..


look/images/icons/i1.gif رواية حطام فريدة
  22-01-2022 07:44 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا حطام فريدة بقلم زينب محمد و آية عبد العليم الفصل الثالث

جلسا سويًا على الدرج، فقالت نهال بفضول: ها بقى إيه مزعلك كدة، احكيلي كل حاجة بالتفصيل...
وقبل أن تتحدث فريدة كانت نهال تشير بسبباتها في وجهها وتقول بلهجة حازمة: اوعي تكذبي، قولي الحقيقة عشان أحبك أكتر..
أنهت جملتها بضحكة عالية وهي تداعب وجنتي الأخرى .

علت أنفاسها وهى تخبرها بكل شيء جرى تحدق بصديقتها وهى تردد: بس يا ستي هو ده كل اللي حصل
مطت شفتيها للأمام بحزن طفولي وقالت: معلش يا ديدي،الله يرحمهم، أكيد تيتة مش قصدها حاجة دي بتحبك أوي .
ثم أكملت حديثها بعتاب: بس أنا زعلانة لأنك مفكرتيش فيا هو أنا مش صاحبتك يابت والأنتيم وكدة.
تمتمت بصوت حزين: غصب عني حسيت إني محتاجة بابا وماما يا نهال.

اقتربت منها وجذبتها لأحضانها وقالت بصوت حنون للغاية: عملتي إيه أنتي كدة، روحتي وشيلتيهم هم، أنا موجودة أهو تعالي واحكيلي اللي مزعلك.
سهام تصيب قلبها سهم تلو الآخر قلبها يصرخ من الألم وهى تقول: حتى أنتي كمان مضايقة انى روحتلهم مش هيبقي أنتي وخالد عليا يا نهال
اتسعت عيناها بدهشة وقالت: إيه ده حتى خالد زعلان كمان..
أكيد زعقلك عشان مجرتيش تحكيله وتشتكيله، الحب ولع في الدرة.
أنهت حديثها بغمزة خفيفة من عينيها وهي تبتسم بمكر.

ضيق احتل صدرها وهى تضع كفها أسفل رأسها: خالد ربنا يسامحه قفايا ورم، هه خالد مبقاش خالد اللى نعرفه يا نهال نازل الإجازة دى مش طايقني ولا عايزني أقرب منه ولا أعمله أي حاجة وبيكلمني وحش أوي
ضيقت عينيها الصغيرة بتركيز وحاولت التفكير وقالت: امم هو خالد أصلًا مبيتغيرش وأسلوبه زفت، بس ده مش معناه إننا مش نفكر أسلوبه بقى أوحش ليه، ياترى ليه!.
شردت وهى تقول لها: أنتي إيه رأيك تفتكري ليه ؟!

اقتربت منها أكثر وهمست بأذنها: أكيد في واحدة بيكلمها، الراجل لما بيتغير فجأة يبقى بيكلم واحدة تانية، صدقيني .
وضعت نهال كفها على جرح صديقتها وضغطت بقوة، تعلم فريدة أنه يعرف غيرها ولكن قلبها يرفض التصديق رددت بضيق: مين قدرت تملى قلبه وعينه غيري، وهنعرف إزاي ؟!
حكت رأسها بتفكير ثم قالت بصياح: بس احنا نكتب على الفيس في حد بيعرف يهكر أكونتات ونهكر الأكونت بتاعه وتليفونه كله
زفرت بضيق: إيه الهبل ده يا نهال.

قطبت جبينها وقالت بتعجب: هبل إيه،في إيه، أنا شوفت بنات كتيرة بتعمل كدة
رددت بضيق من غباء صديقتها الشديد: خالد ظابط يا أذكى أخواتك
زفرت بقوة ثم صمتت وهي تفكر مجددًا، ما إن مرت ثوانٍ حتى صاحت مرة ثانية بصوتٍ أقوى: بس لقيتها، أنتي تتسحبي من وراه وتاخدي تليفونه وتحاولي تفتحيه كدة زي الشاطرة وتعرفي مين
صمتت قليلاً ثم قالت بهدوء: اممم ماشي هحاول ربنا يستر.

شجعتها الأخرى قائله بحماس: لا هتعرفي إن شاء الله، ويمكن يكون مبيكلمش حد ولا إني متأكدة إنه صايع بس بيحبك
همست الأخرى بغيظ: وطة صوتك حبه برص البعيد
كادت أن تتحدث فقاطعها دخول أدهم وخالد، فصمتا معًا، ابتسم خالد بمكر: أكيد بتخططوا لمصيبة مدام سكتوا كدة.
ارتفع أحد حاجبي أدهم وقال: لا لو سمحت نونو مبتعملش مصايب، بطل تلزق فينا حاجات احنا كلنا براءة، مش صح يا نونتي .
اتسعت ابتسامتها وردت بسعادة وهي تنهض: طبعًا يادودو.

تعجب خالد من ذلك االلقب فقال: دودو!، العساكر هاتتبسط أوي بيك يا دودو.
همس لها أدهم وهو يقول بغيظ: مش أنا قولتلك ده ما بينا، قولتيه قدام اللي ما بيرحمش.
نظرت لخالد بضيق طفولي وقالت: بقولك إيه ابعد عننا، سيبنا كويسين مع بعض.
جذبت أدهم خلفها وهي تقول: نفذي اللي ما بينا يا ديدي..
فابتسم أدهم باستفزاز وقال: ابعد عينك عننا يا حقود.

غادرا معًا، وتركا خالد يقف أمامها ينظر لعينيها مباشرة يحاول فهم ما يدور برأسها
هزت رأسها تتساءل: في إيه
اقترب منها وهمس: عينك فيها كلام، قولي أنا عارفك
زمت شفتيها ببراءة وهى تقول: أنا أبدًا، خالص مفيش أي حاجة أنت عايز تقول حاجة
ضيق عينيه بتركيز ثم قال: مش مرتاحلك، المهم يالا نطلع فوق تيتة زمانها تعبانة واوعي تتعبيها زيادة
ردت باستفزاز: مش طالعة
رفع أحد حاجبيه وقال بخشونة: أنتي بسلامتك بتقوليلي انا كده، طب تعالي بقى .

وانحنى بجسده لكي يحملها ولكنها هربت وصعدت الدرج بسرعة كبيرة
صعدت بسرعة البرق ثماني درجات وأخرجت لسانها بطفولية وهي تقول: ممسكتنيش هييييييييه
هز رأسه بيأس وقال: والله إنك هبلة..
دلفت منزل خالتها بهدوء وهلل الجميع بمجرد دخولها وجدتها نطقت بوهن واضح: فريدة يا نور عين ستك حقك عليا يا قلبي والله يا بنتي ما قصدي حاجة
ردد رأفت ونبيلة مؤكديين: أنتي عارفه ستك يا فريدة متقصدش تزعلك.

انطلقت إلى حضن جدتها تنفجر في البكاء ويقف على باب المنزل يستمع لحديثهم الحزين حتى قالت فريدة: بابا وماما وحشوني يا تيتا حاسة إني لوحدي من غيرهم لولا وجودكم جنبي كان فعلًا جرالي حاجة عارفه يا تيتا وأنا صغيرة رغم إن خالتو كانت بتعملي كل حاجة أنا عايزاها وعمو رأفت كمان بس كان بيوحشني أقول يا بابا وماما ولما خالد كان بيقولهم كنت ببقى غيرانة هو بيقول وأنا لأ، عارفة حتى لما حسيت بحب ناحية خالد كان نفسي أجري على ماما أول حد أحكيله بس ملقتهاش عشان أحكيلها
ليه كل اللى بنحبهم بيفارقونا كدة يا تيتا.

امتزج صوت سميرة بالدموع وهى تقول: مكتوب يا فريدة مقدر ومكتوب نفارق ونتفارق هما دلوقتي في مكان أحسن بكتير يا قلب تيتا
ردد رأفت هو الآخر: أنا أبوكي يا فريدة ده الأب اللي ربى مش اللي خلف يا حبيبتي
وقالت نبيلة بمرح: كدة يا فريدة يا كلبة أبقي شوفي مين هيجوزك ابنه بقى، ده أنا أمك يا عبيطة يعلم ربنا يا ضنايا
رددت هى ببكاء: ربنا يخليكم ليا يا خالتو وما يحرمني منكم أبدًا
صفق بيديه وهتف بحزن مزيف: هاعيط والله...إيه الدراما دي ارحمونا.

رمقته بنظرة غاضبة وهى تقول: معلش أصل احنا ناس حساسة مش زي ناس أول حرف من اسمهم خالد
أرسل إليها ابتسامة سمجه قبل دخوله غرفته
وقال: مش هرد عليكي، عشان مزعلكيش
رددت بضيق طفولي: لا رد، رد يا شيخ وأنا أخلي عمو رأفت يملص ودانك
فتح باب غرفته مرة أخرى قائلًا بلهجه حادة: لسانك يا فريدة ميطولش أكتر من كده، عشان مجيش أنا وأملص ودانك بجد
رددت بثقة مزيفة وصوت منخفض: ميقدرش على فكرة
أغلق الباب خلفه بقوة، فالتفت لهم وقالت: شوفته قولتلكو ميقدرش...

ربتت جدتها على يديها وقالت:صح ياحبيبتي محدش يقدر يقرب منك طول منا موجوده.
ابتسمت فريدة لها بحب وعانقتها بقوة، ثم ابتعدت قائلة: صح يا أحلى تيته في الكون .
نهضت نبيلة وهي تزيل تلك القطرات التي سقطت رغمًا عنها، عندما تذكرت أختها المتوفية وقالت: أنا هاقوم أجهز العشا بقى.
قالت سميرة: لا يابنتي احنا هاننزل تحت، أنا لسه مخدتش الدوا بتاعي.
قال رأفت بحزم: لا والله أبدًا هنتعشا مع بعض، وإذا كان على الدوا أبعت خالد يجيبه .
قالت سميرة: لأ يابني وتتعبه ليه، كفاية خرجته يوم إجازته.

ابتسمت نبيلة بتهكم قائلة: يا سلام ده على أساس إنه مكنش هيخرج بالليل يسهر، والله مبسوطة فيه أحسن الخروجة اتفشكلت.
عض رأفت على شفتيه وهو ينظر لها بتحذير ثم قال هامسًا لها: ناقص تقولي إنه كان رايح يقابل هتكسري بقلب البت.
لاحظت هى أمر ما في حديث خالتها، ونظرات زوج خالتها المحذرة، فقالت سريعًا: خلينا نسهر مع خالتو يا تيتة، وإذا كان على خالد أنا هاقوم أقوله وهو لايمكن يرفض طلب ليكي.

وقبل أن تتحدث جدتها اتجهت صوب غرفته تحت نظرات جدتها الحانقة فقالت نبيلة سريعًا لكي تمتص غضب والدتها من تلك الساذجة: بقولك يا ماما تعالي اقعدي معايا في المطبخ أحكيلك بقى على المسلسل الهندي اللي احنا متابعينه حصل إيه، فاتك نص عمرك لما نمتي بدري إمبارح ومشوفتهوش.
فابتسم رأفت وقال: آه روحوا يالا، لغاية ما أنزل أجيب فول وفلافل لحماتي حبيبتي.
نهضت وهي تتكأ على يد ابنتها وقالت: يالا ياختي، يالا، أهو الهندي أحسن من هبل البت دي.
ذهب كل منهم فى اتجاهه، بينما هي كانت تقف في غرفته أمامه وهي تقول بنفاذ صبر: يا خالد أنا بكلمك، كلمني، أوووف، كلمني.
رفع عينيه بعدما كان يصب كل تركيزه في هاتفه: نعم يا أبله فريدة عاوزة إيه .

قالت بضيق زائف: بقولك تيتة عاوزاك تنزل تجبلها الدوا من الشقة.
قال خالد: وأنا مالي،ما تنزلي أنتي، مشلولة ولا حاجة.
اقتربت منه تجذبه لينهض وهي تأخذ هاتفه وتلقيه بإهمال على السرير وقامت بدفعه خارج الغرفة وهي تقول بمكر طفولي: يابني عاوزة أروح أساعد خالتو في العشا، وبعدين أنت عاوز تيتة تتقمص منك بعد ما قالت خالد اللي يروح يجبلي الدوا، لأ اخص عليك بجد.
زم شفتيه بضيق ثم قال بحنق: طيب ماهو مفيش إلا خالد في أم البيت ده، هى لسه حطاه جنبها على الكمدينو.
رددت وقال وهى تهز رأسها بقوة: آه، هاته كله يالا.

خرج من الشقة على مضض، بينما هى قزفت بسعادة عندما نجحت خطتها، دلفت إلى غرفته ثم أغلقت الباب خلفها واقتربت من هاتفهه وحاولت فتحه مرارًا وتكرارًا، وفي كل مرة يعيطها خطأ في إدخال الرقم السري، بدأت تذفر بضيق، وتتذمر بطفولة على ذلك الهاتف اللعين، شعرت هي بأنفاس ساخنة قرب أذنها ثم وصل إلى مسامعها: متعامليش فوني كدة، أصل أزعل واتقمص.

دلو من الماء سقط فوق رأسها وهي تسمع صوته خلفها لتقول بارتباك: ها ده أنا بلعب خالتو قالتلي متعمليش حاجة جيت ألعب في تليفونك أصله حلو أوي بصراحة
أدراها نحوه بعدما كانت تقف بنصف استداره ثم قال بمكر: تعلبى بردو، طيب إيدك دي لو لمست حاجة تخصني هاكلها ماشي
مدت له كفها الأيمن وهى تقول: كلها اتفضل كلها
أمسك يديها وهو يقول: من عنيا...

ثم غرس أسنانه بيديها فصرخت قائلة: اوعى يا مصاص الدماء أنت .
ابتعد عنها وهو يقول: ابعدي عني بقى علشان معضكيش في إيدك التانية، يالا يا حلوة.
خرجت من الغرفة وهي تقول بغيظ: حلوة حلوة، في إيه، متقولش تاني حلوة دي، بتعصب...
وقبل أن تخرج من الغرفة، كان هو يضغط على حروف كلمته بقوة: حلوووووة .
زفرت بحنق وهي تتجه إلى جدتها وخالتها وتهمس بغيظ: حلووووف.

فى اليوم التالي
تجلس هى وجدتها يتحدثان عن أحداث المسلسل الهندي المفضل لديهما وتقبلها جدتها بحنان وحب وهى تقول: تعرفى يا بت يا فريدة ربنا ما أرادش لما أموت أموت لوحدي خلاكي جنبي ومعايا يا ضنايا
هتفت بخوف شديد: بعد الشر عليكي يا تيتة متقوليش كدة
دخلت فى ذلك الوقت نهال وهى تقول بمرح: نفسي مرة أخبط على الباب قبل ما أدخل لكن إزاي باب بيتكم ولا باب الجامع مفتوح طول اليوم
ردت سميرة بغضب مزيف: أنتي يا بت يا نهال وحشك الشبشب بتاعي لو وحشك قولي.

قبلت مقدمة رأسها وهى تقول بحب: لا يا ست الكل وعلى إيه احنا آسفين عملتي إيه مع خالد يا هانم
وقف الحديث بمنتصف حلقها عندما تلقت نظرة تحذيرية من فريدة
فردت نبيلة بحنان: قومي اقعدي مع صاحبتك وسبيني أتفرج على المسلسل قومي
دخلت لغرفتها وتبعتها نهال وهى تقول بلهفة: ها عملتي إيه.

زفرت بضيق شديد وهى تقول: معملتش يا غبية خالد قفشني وأنا ماسكة تليفونه ومعرفتش أفتحه ولا أعمل حاجة يا نهال
أخذت تفكر لثوانٍ ثم قالت بمكر: مفيش إلا حاجة واحدة بس هي اللى هتعرفنا الحلوف ابن خالتك ده بيكلم مين، أكلم أدهم هو اللي هيقولنا اللي فيها استني ...


look/images/icons/i1.gif رواية حطام فريدة
  22-01-2022 07:45 مساءً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا حطام فريدة بقلم زينب محمد و آية عبد العليم الفصل الرابع

جلس بالمنتصف بينهما بحنق وحول نظرة بينهما وهما ينظران للباب بترقب شديد، زفر بقوة وقال: لا كدة كتير بجد، بقالنا ساعتين قاعدين وهو مجاش، قومو يا بنات أروحكوا أنا زهقت.
نظرت له فريدة برجاء وقالت برقة كعادتها عندما تريد أن تصل لمرادها: بقى كدة يا دومي، مش عاوز تساعدني.
وقبل أن يتحدث كانت تلك المصيبة رئيسة العصابة تتحدث بنفي قاطع: لا يا شيخة أدهم عاوز يساعدك بس هو زهق من القعدة مش صح يا دومي.
ضغطت على حروف جملتها الأخيرة، مع لكزة خفيفة في يده، رفع أحد حاجبيه مستنكرًا لفعلتها تلك، متى انقلبت الأدوار، فقال: لا ياشيخة...

جذبته من مرفقه ناحيتها فمال قليلًا وهمست بأذنه: خلينا قاعدين شوية علشان نثبتلها إنه مبيحبش حد إلا هي.
ثم نظرت في ساعتها وهي تكمل بنفس همسها: أهو فات عن المعاد اللي أنت قولته نص ساعة أكيد مش جايين، نقعد نص ساعة كمان وبعدين نمشي.
وافق على مضض قائلًا: ماشي يا نهال نص ساعة كمان مانشوف أخرتها، وعالله ما يعرف هايوديني في داهية.
غمزت له بطرف عينيها وقالت بشقاوة: محدش يقدر يعمل فيك حاجة أنت مع نونو.
وفي أثناء حديثهما كانت الأخرى تنظر بشرود اتجاه الباب وتتذكر ما حدث بالأمس...

( فلاش بااااك )
وقفت خلف صديقتها وهي تحاول أن تسترق السمع لأي شىء، فنهرتها نهال بعينيها الصغيرتين وأبعدت الهاتف عنها قليلًا وقالت بهمس غاضب: مش لازم تسمعي وأنا بدلعه ياختي عشان آخد منه معلومات.
امتعض وجه فريدة وقالت باستنكار: يعني هو أنتي لازم تدلعيه، إيه العلاقة الرخمة دي.
جذبتها نهال من مرفقها وقالت بتحذير طفولي: بت أنتي، متتريقيش علينا عشان وربنا ما أساعدك، ويالا روحي هناك اقعدى على السرير.
أطاعتها فريدة وذهبت صوب السرير بتذمر، أما الأخرى عادت وتتحدث بغنج حتى تصل لمبتغاها، وعندما انتهت من وصلة الغنج الزائدة مع حبيبها، قالت بمكر: يعني يا دومي مش هتقولي خالد بيكلم مين!..

_ وأنا أقولك ليه هتستفادي إيه، مالكيش دعوة بخالد عشان ده لسانه زفر وعيل قليل الأدب.
اتسعت ابتسامتها وقالت بدلال: أنت خايف عليا منه.
إلى هذا الحد وكفى، لم تعد تستطيع الصبر لتستمع لهذا الحديث السخيف من وجهه نظرها، فقامت تندفع نحو صديقتها وقامت بجذب الهاتف منها بقوة وهي تقول بحزم: بص يا أدهم لو مقولتليش حالًا خالد بيكلم مين بالظبط وكل معلومات عنها، وربنا اتقمص منك..، لا اتقمص إيه أنا هاروح لعمو عزت بابا نهال وأقوله إنك صايع وبتاع بنات وأخليه يفركش قراية الفاتحة دي وهو هايصدقني.

شهقت صديقتها بصدمة من تهديدها الصريخ، فقالت بعتاب: بقى كده يا ديدي بساعدك بتهدديني.
تجمعت الدموع بعينيها سريعًا وقالت بنبرة أشبه للبكاء: ماهو مفيش حد راضي يساعدني، حتى أدهم بيتهرب مني، مع إنه المفروض بيحبني، يبقى يساعدني أطرد أي حد من حياة خالد.
ردد أدهم على الطرف الآخر قائلًا بحنو ': يابنتي والله أبدًا، أنا بس خايف عليكي من خالد لو عرف إنك بتدوري وراه .
قالت هي: لا متخافش وساعدني بقى بالله عليك.

_ طيب يا ديدي، هو بكرة هيقابلها الساعة خمسة في كافيه على النيل، هابقى آخدك أوريهالك من بعيد، شوفتي يا ستي عملت الواجب معاكي أهو.
كانت صديقتها تستمع لحديثه فقالت بحماس: لا، بعيد إيه، احنا لازم نقعد ونراقبهم، اقفل أنت وأنا هاحط الخطة..
انتبهت على لكزات صديقتها وهي تقول: وصلوا يا فريدة، استخبي...
نزلوا ثلاثتهم خلف المنيو الخاص بالكافيه، وبدءوا فى رفع رؤوسهم ببطء، وهم يتفحصون غريمتهم بتركيز واضح.

دلف للمطعم وتتعلق في يده فتاة شقراء جميلة كأميرات الفترات والعصور السابقة تخطف الأنظار من شدة جمالها وجمال شعرها المموج سحب لها الكرسي وجلست وجلس هو أمامها مبتسمًا
لسوء الحظ وقعت الملعقة من يد نهال فصرخت فريدة صراخ مكتوم قائلة: الله يخربيتك هتفصحينا
على الجانب الآخر رنين عالي جعله ينتبه لثلاثي لا يرى منهم سوى ظهرهم دب الشك فى قلبه لرؤيته قصيرة قامة بمواصفاتها، قام نحوهم يتأكد ثوانٍ وتأكد من صوتها وصوت صديقه يوبخون ثالثتهم قائلين: أنتي غبية يا نهال
اقترب منهم أكثر قائلاً بلهجة حادة: أنتوا بتعملوا إيه هنا
دلو من الماء البارد سقط فوق رأسها ورعب تملكها وهى تراه وشرارت الغضب تتطاير من عينيه فتقول بتوتر: ها، مبنعملش حاجة.

ضيق عينيه بتركيز ثم قال وهو يشير على ثلاثتهم والغضب يزحف بهدوء إلى ملامح وجهه وعضلات جسده: يعني إيه مبتعملوش حاجة، مستخبين ورا المنيو يا أغبية وبتراقبوني.
نظر أدهم إلى نهال بعتاب قائلًا: مش قولتلك بلاش ده، لسانه عاوز قطعه.
انحنى خالد بجسده صوبه وقام بجذبه من تلابيب ثيابه قائلًا بشر واضح في نبرته: أنت حسابك معايا بعدين.
أزاحت نهال يده بقوة عن حبيبها وقالت بعصبية: بقولك إيه الناس بتتفرج علينا، وبعدين مين قالك احنا مهتمين بيك احنا جايين نتفسح نغير جو، مش صح يا فريدة.

رددت بتوتر ووجع: صح يا نهال

جذبها من مرفقها وأوقفها أمامه لينظر في عينيها مباشرة قائلًا بضيق: أنتي إزاي تخرجي من غير ما تقوليلي.

احتل الضيق صدرها منه ومن طريقته لتقول بسخرية ممزوجة بقهر: معلش أصلك مش فاضي فمحبتش أعطلك

كاد أن يوبخها على طريقتها الساخرة لولا صوت صديقته تسأله برقة: خالد في حاجة.
همس أدهم قائلًا بغير وعي: لا طلعت مزة.
نهرته نهال بنظراتها الغاضبة، ثم التفتت إلى تلك الغريمة قائلة بترحاب مزيف: أهلًا يا قمر، لا مفيش حاجة، احنا قرايبه وكنا بنتكلم، ده أنا لسه كنت بقول لخالد هاتها تقعد معانا.
نظر لها خالد بدهشة من جرائتها، فتجاهلته وأشارت لهم بالجلوس ...

جلسوا جميعًا،وبدأت فريدة في مراقبة غريمتها بكره واضح، وخاصة بعد تعمدها الالتصاق بخالد بوقاحة، زفرت بضيق، فقابلت نظرات صديقتها وكأنها تقول لها تريسي قليلًا لنعرف مدى علاقتهم عزيزتي، أومأت برأسها بخفة بمضض، نظرت في المنيو مجددًا، تحاول اختيار أي مشروب يروي جفاف قلبها قبل حلقها، ولكنها تسمرت فجأة عندما وجدته يهتف للنادل الذي يقف أمامهم: واحد قهوة واحد عصير مانجا مش كدة يا حبيبي.

رفعت بصرها نحوهما وجدته ينظر لغريمتها بحب، أما هى فأومأت له وهي تقوم بقضم شفتها دليلًا على خجلها المزيف، تدارك أدهم نظراتها المصوبة تجاه خالد وتلك الشقراء، فقام بالتحدث سريعًا للنادل طالبًا له و لحبيته عصيرًا، أما هى فلم يعير أحد انتباه لها، حقًا ماذا تريد أكثر من ذلك، يعاملها كحبيبته والأخرى تجلس بأريحية بجانبه أما هو فكان ينظر لها بشغف وعيناه تلمع بوميض غريب لم تراه من قبل، الآن عرفت مكانتها بداخله هى ليست إلا أخت، دائمًا كان يحاول إيصال تلك الفكرة لذهنها ولكنها لم تستوعبها وغاصت في أحلامها الوردية، مقتنعة بحبه لها ولكنه يرفض الإفصاح عنه لأسباب غير معلنة مجهولة، لا أحد مجهول غيرها في هذه اللحظة، بلعت تلك الغصة بحلقها واستفاقت من شرودها على صوت صديقتها وهي تحثها على مخاطبة النادل، نظرت لهم جميعًا بوهن وحاولت جمع شتات نفسها، رفعت رأسها بكبرياء ثم وقفت متحدثة: أنا اتخنقت من المكان ده، لو عاوزه تكملي يا نهال براحتك، أنا هامشي.

رمقها أدهم باستفهام ولكنها حولت بصرها بعيدًا عنه حتى لا تنهار وتبكي أمامهم، حسنًا من اليوم لن يرى ذلك الخالد دموعها بعد الآن، يجب أن تعزز نفسها وكرامتها قبل كل شئ، فليذهب ذلك الحب إلى الجحيم، لن تموت من بعده أو جفائه..
جذب أدهم يد نهال وهو يقول: طيب عن إذنكوا هانمشي احنا، الغي لو سمحت اللى طلبناه .

وقبل أن يتحرك أدهم ونهال كانت هي تسرع بخاطها نحو الخارج ودموعها تسيل بغزارة على صفحة وجهها هاربة من نظراته المتصفحة لها، وفور الوقوف أمام سيارة أدهم، فأطلقت العنان لنفسها وهي تجهش بقوة، وصدرها يعلو ويهبط بغرابة نتيجة لنحيبها القوي، مطت نهال شفتيها بحزن قائلة وعيناها تلتمع بالدموع: فريدة خلاص بقى،عشان خاطري، محدش في الدنيا يستاهل تعملي كدة عشانه.

أما أدهم فزم شفتيه بضيق وغيظ في آن واحد من صديقه الأحمق، الذي فقد حبًا طاهرًا نقيًا مثل هذا، وسأل نفسه بتعجب ماذا يريد ذالك المعتوه أكثر من قلب نقي وجميل لم يعرف رجلًا إلا هو، ولم يدق إلا له، لعن صديقه بسره، وسبه بجميع أنواع السباب اللاذع، فانتبه إلى حديثها الطفولي وهي تزيل دموعها بظهر كفها كالأطفال تمامًا: أنا عاوزة آكل كتير أوي، وعاوزة أروح ملاهي...
لم يتعجبا من طالبها فتلك هى فريدة عندما تغضب أو تحزن،تلجأ إلى الطعام تلتهمه بنهم، والملاهي لتفرغ طاقتها بالصراخ في الألعاب الخطيرة...

جلبا لها كل ما تشتهيه نفسها من الطعام أخذت تأكل بشراهة ودموعها تتساقط تأخذ ملعقة من الطبق أمامها الذى أصبح ممتلئ بدموعها، ذهبا بها للملاهي تلعب وتصرخ كما تشاء ومع أول لعبة صرخت وسط مئات الصارخين يصرخ قلبها ويئن، ضعف، ألم، خذلان،خذلان،خذلان، قهر
وبعد وقت طويل رجعت لمنزلها تجر أذيال الخيبة وراءها رأته يقف بشموخ عاقدًا ذراعيه أمام صدره

قائلًا بحده وهو ينظر في ساعته: كنتي فين يا هانم لغاية دلوقتي

ردت بحدة: ميخصكش يا خالد، أو مبقاش يخصك خلاص

جذبها من مرفقها بغضب قائلًا: أنتي اتهبلتي كلك أصلًا يخصني، أنا لسه معاقبتكيش على الخروج مع أدهم لوحدك من غير إذني ياهانم

ضحكت بصوتٍ عالٍ قائلة بغضب: لا مبقتش أخصك ومخصش غير نفسي أخرج مع أدهم أخرج مع الجن الأزرق مبقاش يخصك يا خالد أنت فاهم فوضت أمري فيك لله وخلاص مبقتش لا عايزة أشوفك ولا عايزة منك حاجة

وقبل أن يتحدث بكلامه اللاذع، كانت جدتها تخرج من شقتها قائلة بحزم: فريدة يالا علشان ننام تصبح على خير يا خالد.
نظر في اتجاه جدته وجد نظراتها حادة غاضبة لأنه بالتأكيد أغضب صغيرتها وأحزنها، لاحظ عينيها وهي تنظر على يده التى تتركز بقوة على مرفقها، نفض يده بعيدًا عنها وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة لهما، صاعدًا الدرج بغضب، أما هي فاندفعت صوب جدتها تعانقها وتبكي بصمت، فجذبتها جدتها إلى الداخل وأجلستها بجانبها، ثم قامت بإزالة دموعها قائلة بحنو: احكيلي حصل إيه النهاردة.

اندفعت لحضن جدتها تبكي بقوة: شوفته معاها يا تيتة، كان بيبصلها بصة عمره مابصلي كدة عمره، ليه محبنيش ناقصني إيه

ربتت جدتها على ظهرها بحنان قائلة بعتاب ممزوج بحزن على حفيدتها وكسرة قلبها: مش قولتلك يا فريدة، خالد مبيحبكيش يابنتي، لو حبك كان جرى وراكي زي أدهم لما حب نهال وخطبها، أما خالد بيعاملك كأخته، هو بطبعه متملك، فطبيعي يبقى معاكي كدة، فسرتي حبه بطريقة غلط يا حبيبتي، وآن الأوان تشوفي حقيقته وحبه ليكى مجرد أخ وبس.

شهقت بوجع وهى تقول: عندك حق يا تيتة عندك حق

انتهى الحديث بينها وبين جدتها وذهبت لغرفتها وقفت بمنتصفها تنظر لكل صورة معلقة له على الحائط تبكي على قلبها الضعيف، داهمها ألم قوي فى معدتها وقبل أن تصرخ وقعت مغشيًا عليها.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 3 < 1 2 3 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 2072 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1523 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1549 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1396 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2613 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، حطام ، فريدة ،











الساعة الآن 06:13 PM