logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif رواية ليل يا عين
  10-01-2022 12:24 صباحاً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ليل يا عين للكاتبة رضوى جاويش الفصل الحادي عشر

قرر ليل بعد إلحاح من جابر المبيت في هذه المنطقة خلف التلة لان الرجال والبهائم في حاجة للراحة قليلا حتى يمكنهم استئناف الرحلة فجرا..
أضرمت النيران في ركوة حفرت بقلب الرمال وبدأ الجميع في الالتفاف حولها، كان الجميع يتضور جوعا فقام بعض الرجال بتجهيز عنزة صغيرة للشواء على ركوة أخرى جانبية..
بينما عمل البعض الاخر على تجهيز مواضع النوم
ووضع البعير بشكل يحميهم ليلا..

جلست عين الحياة على اطراف الدائرة حيث كانت التلة تقع خلفها تتابع ما يحدث في هدوء وداخلها سلام نفسي عجيب تتحاشى النظر تجاهه لا تعلم لما، كان يروح ويجئ مع الرجال في همة ونشاط يحسد عليهما بعد عناء الرحلة الطويلة يقف يساعد الجميع ويعاونهم مقسما المهام بين الرجال في سلاسة..
ضمت معطفها حول جسدها فقد بدأ البرد يشتد مع دخول الليل وأحكمت غطاء رأسها ليمنحها مزيدا من الدفء..

اقترب منها فقد كان يراقبها خلسة دون ان تنتبه فاستشعر إحساسها بالبرد الذي يعلم ان وتيرته ستشد مع ساعات الليل الأخيرة واقترابه من الفجر لذا سحب كوفيته الصوفية واتجه نحوها هامسا وهو يمد يده بها: - خدي، البرد لسه شدته مبدأتش وانت شكلك بردانة من دلوجت، لساته الليل طويل، خدي لفيها على رجبتك تدفيكِ شوية..

هزت رأسها رافضة متجاهلة النظر اليه هاتفة: - لا مفيش داعي، انا كويسة ودفيانة الحمد لله..
تجاهل كل كلامها هاتفا في نبرة صارمة: - هفضل مادد يدي كِده كَتير..
رفعت ناظريها اليه في محاولة للرفض من جديد لكن ما ان تلاقت نظراتهما الا وأذعنت ومدت كفها تتناول الكوفية فقد كانت نظراته تحمل رفقا وحرصا يناقض تماما لهجته الخشنة تلك..

لفت الكوفية حول رقبتها ليندفع هو مبتعدا، شعرت بدفء طاغ يحاصرها لا يمت بصلة للكوفية الصوفية ولكن له كل الصلة بصاحبها الذي انحنى يضع بعضا من لحم الشواء في صحن ويعود اليها من جديد مقدمه اليها هامسا: - بالهنا والشفا، كلي عشان احنا مكلناش م الصبح، وعشان تدفى كمان..

تناولت الصحن في طاعة وبدأت في إلتهام الطعام بشهية كبيرة فقد كانت جوعى بالفعل، ما ان انتهت حتى تأكدت انه كان على حق فقد شعرت ان الدفء غزا اوصالها الباردة..

بدأ الرجال حول الركوة في صنع الشاي والتسامر، طلبوا من احدهم في إلحاح العزف على مزماره وقد أطاع في رغبة حقيقية لإمتاعهم..
عزف عدة وصلات امتد صداها الشجي بطول الصحراء المترامية شرقا وغربا حتى انها استشعرت ان ساكني الصحراء من الجنيات قد اطربهن العزف فجئن يرقصن متمايلات..
وازدادت الروعة عندما شاركه احدهم الغناء شاديا في عذوبة بأحد المواويل الصعيدية: -
غايب بعيد بعيد عني والبعد طال واصل.

والشوج تعب تعب مني، واصل يا زين، واصل.

قام احد الرجال يرقص متمايلا بعصاه وسط تهليل أصحابه والغناء يشتد طلاوة: -
بعدت عني ليه، وبعت حبي ليه..
وذنب جلبي ايه لما بتجسى عليه..
ايه كان چرى، چرى مني، ما كنت متواصل..
والشوج تعب، تعب مني، واصل يا زين، واصل.

انهى الرجل وصلته ليندفع تجاه ليل ملقيا اليه العصا ليكمل وصلة الرقص مع تهليل الرجال واستحسانهم للإختيار..
ألتقط ليل العصى مبتسما ونهض وسط الدائرة وتطلعت اليه في لهفة تشاهد ما يفعل فاغرة فاها في دهشة وهى تراه يتمايل بعصاه بهذا الشكل الاحترافي وخطواته تنساب في عذوبة مع نغمات المزمار القوية التي تذيب الحجر وهو يضرب بعصاه الأرض ويقفز من جانب لأخر ملوحا بها في قوة والغناء مستمرا في حلاوة: -.

خاصم عنايا النوم، وسهرت استناك..
لا چيت تواصل يوم، ولا شفت راحة معاك..
يا غايب عني طمني ليه بينا ده حاصل..
والشوج تعب تعب مني، واصل يا زين واصل..

راح احد الرجال يمسك بعصاه لينازل ليل على نغمات المزمار والشدو المستمر ليبدأ التحطيب دورا وراء الاخر، كلما صرع رجلا نزل الاخر..
حتى كادت تنسى نفسها عندما هزمهم جميعا مصفقة في سعادة لكنها استعادت تعقلها باللحظة الأخيرة وخاصة عندما انهى ليل السامر هاتفا في لهجة ودودة: - بكفايانا كِده يا رچالة، خلونا ننام لنا ساعتين جبل الفچر عشان نوصلوا جبل الشمش ما تشد..

أطاع الرجال دون مناقشة ونهض الجميع كل الى حيث ضبط موضع نومه..
جلست هي موضعها لا تدرى الى اين تذهب فقد كانت المرأة الوحيدة بالقافلة كلها..
لم يطل انتظارها فقد جاء ليل اليها حاملا بساط هامسا: - اتفضلي معاي يا داكتورة ادلك على مكان نومتك..
قامت تسير خلفه في صمت لتجده يفرد ذاك البساط في منطقة ما بين جرف التلة المعسكرين خلفها وما بين جسد البعير الذي كان يحملها صباحا..

أشار للبساط هامسا: - هنا هترتاحي وتبجي مدارية اكتر بَعيد عن نومة الرچالة، ولو احتچتي حاچة، اني نايم جريب، تصبحي على خير..
تركها مندفعا الي فراشه المممدد بالقرب يفصل بينها وبين فرش الرجال، شعرت بالراحة والأمان انه بالقرب رغم شعورها بالاضطراب، وتعجبت لما يكتنفها هذا الشعور الان وهي التي كانت تبيت ليلها كله جواره بحجرة واحدة!؟.

تمددت موضعها وألقت نظرة مختلسة اليه لتجده قد تمدد بدوره يشد عباءته الصوفية حول جسده إتقاءً للبرد ملقيا احد اكفه على صدره وملقياً ساعده فوق جبينه..

حادت بناظريها عنه متطلعة للسماء فوقها كانت قمة في الجمال بتلك الزرقة الخلابة وانجمها الكثر والتي كانت تبرق في تتابع كأنما تنادي احداهما الأخرى شاعرة بالأنس، لم تر السماء يوما بهذه الروعة فتنهدت في صفاء نفس ورفعت ذراعها لأعلى تشير بأصبعها تصنع خطا للسير بين كل نجمة تضئ وأختها حتى كل ذراعها فاخفضته وتنهدت في سعادة وبدأ النعاس يداعب عيونها فراحت في سبات عميق وهي لا تدرك ان هناك اعين قد جافاها النوم تتطلع اليها من طرف خفي متتبعة كل شاردة وواردة تقوم بها حتى اذا ما هدأت تنهد هو في راحة بدوره مبتسما لأفعالها الطفولية محاولا ان يحيد اللحظ عنها حتى يتسنى له ان يسكن غافيا..

وجدت نفسها تقف فوق ربوة عالية وكذلك ليل على ربوة أخرى مقابلة، كلاهما ينادي الاخر ورغم ان كل منهما يرى صاحبه لكنه كان يناديه وكأنه لا يبصر موضعه، هو يناديها متلفتا حوله وهي تجيبه لكنه لا يدرك اين تكون وكذلك هي..

ظل الحال على هذا الوضع حتى سمعت صوت جابر يهتف بين ربوتيهما بنهاية قصته التي حكاها لهما يوما وفضلوا تايهين من بعضهم، هيا تنادي يا ليل وهو ينادي يا عين، لا هو لاجيها ولا هي لجياه، وچمعناهم ف الأغاني والمواويل...
انتفضت تتطلع حولها وهى تشعر ان حلقها جاف وكأنها كانت تركض لأميال دون ان تتوقف..

تطلعت لمكان رقاده لتجده شاغرا، جالت بناظريها بحثا عنه لتبصر خياله على ضوء نيران الركوة التي بدأت تخبو قليلا خارج دائرة الرجال الذين كانوا راقدين على حالهم، كان يسلم لإنهاء صلاته، فازداد وجيب خافقها وهو يقترب وتذكرت حلمها الغريب الذي يشوش مخيلتها حتى اللحظة..
فجأة شعرت بحركة عجيبة اسفل بساطها الذي تتمدد عليه، فانتفضت في ذعر لتصطدم بصدره فقد كان عائدا لفرشته التي تجاورها..

همست في ذعر: - في حاجة بتتحرك تحت الفرشة..
كانت تلتصق بصدره في فزع حقيقي ليهمس بها مطمئنا: - طب اهدي متخافيش، اني هشوف..
حاول ان يبتعد للحظة ليستطلع الامر لكنها كانت تتشبث به في ذعر مرتجفة وذكرى الحلم يشوشها ولكن ما زاد الامر سوءا هو وظهورافعي صغيرة الحجم مندفعة من تحت فرشتها مبتعدة..

شهقت في صدمة عند رؤيتها للافعي الهاربة ملتصقة به وهو يهمس مطمئنا: - دي الطريشة، ام چنيب، متخافيش مبتأذيش الا لما تحس بالخطر..

انفجرت باكية لا تعلم ماذا دهاها!؟، يبدو ان ذاك الحلم المقبض وظهور الافعي بعدها قد زاد من تشوشها لتصبح بتلك الهشاشة التي تبدو عليها اللحظة وهي تتكئ على صدره بهذا الشكل المتطلب للحماية بينما ظل هو يقف متخشبا لا يحرك ساكنا كفاه بمحازاة جسده وقد تركها تفرغ ما بجعبتها من مشاعر مضطربة قبل ان يهمس بصوت متحشرج: - خلاص، اهدي، انا هنادم ع الرچالة، الفچر اهاا طلع، خلونا نمشوا..

ابتعدت عنه في اضطراب تستشعر حمق ما قامت به لا تقو على رفع ناظريها لتواجهه وهو لم ينتظر للحظة بعد ابتعادها بل اندفع يوقظ الرجال لاستئناف المسير الى مجهول لا تعلم عنه شيئا..


look/images/icons/i1.gif رواية ليل يا عين
  10-01-2022 12:25 صباحاً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ليل يا عين للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثاني عشر

بضع طرقات على باب الغرفة ثم انفرج بابها عن محياه مهللا في مودة: - حمدالله ع السلامة..
هتفت نجوى في سعادة لمرأى هشام موجهة حديثها لأمها التي تحسنت حالتها وانتقلت لغرفة عادية: - حضرة النقيب هشام يا ماما، ده اللي ماسك موضوع عين ف أسوان..
هتفت أمها في لوعة: - صحيح يا بني هي بخير!؟
نجوى قالت لي انها كويسة..

اكد هشام في اضطراب ونظراته حائرة بينها وبين نجوى التي اشارت اليه بلحظ خفي ان يؤكد على كلامها فأطاع هاتفا: - اه طبعا، هي بخير متقلقيش، بس هي مسألة وقت وهتكون معاكِ هنا باذن الله..

هتفت نجوى مؤكدة في مرح: - شوفتي يا ستي اهو حضرة الظابط قالك انها بخير، كان لازم تسمعيها منه يعني وانا كلامي ملوش لازمة..
ابتسم هشام مؤكدا: - لا طبعا ازاي يا آنسة نجوى، كلامك ع العين والراس، بس الظاهر ان الوالدة يهمها الكلام يبقى ميري..
هتفت نجوى في مزاح تحاول إلهاء أمها عن السؤال مرة أخرى عن عين مشيرة بتحية عسكرية صارمة: - تمام يا فندم..

قهقهت أمها على أفعال أبنتها بينما اتسعت ابتسامة هشام وهو يتطلع اليها في محبة لا يرغب في مفارقتها لكن يجب عليه العودة لأسوان فإجازته شارفت على الانتهاء، ربما عند عودته يستطيع ان يصل لموضع عين الحياة وينهي تلك القضية قبل ان يضع النقاط على الأحرف فيما يخص حياتهما..

وصلا أخيرا لتلك القرية التي تتشابه دورها حجما ولونا، فقد كانت كلها على هيئة مبان من طابق واحد بيضاء اللون تعلوها القباب..
كلها تقريبا محفورة داخل جدران الجبل الذي تعتليه مشرفة على النيل..
أشار لها لتتبعه بعد مشاورة مع بعض الرجال..

تبعته في صمت تشعر بالتعب والأعياء والرغبة في الحصول على حمام دافئ والخلود للنوم ربما لأيام، ولم يكن هو باقل رغبة منها في ذلك، لكن مهامه التي جاء من اجلها لا تترك له فرصة للراحة..

دخل الى الدار التي اختارها بعناية كما سابقتها في قرية جابر النوبية، دار متطرفة ومنعزلة بعض الشئ عن باقي الدور..
أشار لأحدى الحجرات هامسا في إرهاق: - دي اوضتك يا داكتورة، شوفيها لو ناجصها حاچة جولي..
همست هي في حرج: - طب انا عايزة اخد حمام، بعد العاصفة والنوم ع الرمل و..
هز رأسه المنكس متفهما وهمس: - ايوه طبعا، معلوم يا داكتورة، هخليهم يحضروا لك الحمام..
ادخلي ارتاحي، ولما يچهز هنادمك..

همست شاكرة واندفعت لحجرتها، كانت حجرة بسيطة تحوي فراش صغير لكنه نظيف عليه العديد من الاغطية وطاولة صغيرة ومصباحان على كل جانب بالغرفة داخل كوة بالحائط..
جلست على طرف الفراش لا ترغب في تلويثه بما علق بها من رمال او ما شابه تمني نفسها بنوم عميق تعوض به ساعات السهاد لليلتين ماضيتين..
طرقات على الباب انبأتها ان الحمام قد تم تجهيزه بكل ما يلزم..

نهضت في عجالة تسير في الاتجاه الذي اشارت اليه احدى النسوة، هزت عين رأسها في امتنان فتركتها المرأة وانصرفت..
همت عين بدخول الحمام لكنها وجدت ان الفرصة سانحة تمام لتدرك ما تحويه كل هذه الصناديق التي كانوا يحملونها على طول الطريق وكانت بالدار الأخرى يضعون علي كل باب حارس لا يغادره..
اما هنا، فلم تجد أي من الحراس فقررت المجازفة لتعرف محتوى الصناديق التي يتم تهريبها..

تسللت في بطء نحو احدى الغرف التي رأت الرجال عند وصولهم يضعون بها حمولتهم الثمينة وفتحت بابها في حذّر ودخلت تحاول تلمس طريقها حتى اصطدمت قدمها بحافة صندوق ما كان موضوع جانبا، تأوهت بصوت مكتوم وتغلبت على وجعها وقد ارتفع فضولها لمستوى عالِ وهي تنحني عابثة بقفل الصندوق الذي عالجته قليلا حتى فُتح، مدت كفها لمحتوياته فلم يكن هناك الا بعض القش، مدت يدها في خوف مما قد يكون مدفونا به فاصطدمت كفها بجسد املس..

كادت ان تخرج يدها ذعرا الا انها تشجعت تتحسس باقي الجسد الأملس جاذبة إياه خارج القش
لتشهق في صدمة وهي تمسك بذاك التمثال الفرعوني بين يديها..
تمالكت أعصابها ومدت كفها من جديد تزيح القش في عجالة لتكتشف عدد من التماثيل الفرعونية المتعددة الأحجام والأشكال..
اذن فهو يقوم بتهريب ثروة بلاده والاتجار بها..
كانت تعلم انه مهرب لكن لم يكن يخطر ببالها ان تكون تجارته هي تهريب اثارالبلد وخيرها..

امسكت تمثال بكل كف واندفعت خارج الحجرة
ليتفاجأ كل منهما برؤية الاخر فشهق كلاهما في صدمة كان سببها مختلف لكلاهما..

كان ليل قد انهى حمامه لتوه خارجا لا يستره الا منشفة حول خاصرته يسير بها في أريحية تجاه غرفته معتقدا انها بدورها تأخذ حماما على الجانب الاخر من الدار وتفاجأ عندما وجدها تخرج من الغرفة التي حفظ بها صناديق البضاعة حاملة بعضها بيدها..
تجاسرت عين على مظهره الشبه عار متجاهلة إياه وهي تتقدم نحوه حاملة التمثالين بين كفيها هاتفة في غضب مكتوم: - ايه ده يا ليل بيه!؟.

هتف ليل ساخرا: - هيكون ايه يعني!؟، انتِ شايفة ايه!؟، تماثيل فرعوني، مساخيط كيف ما بنجولها..
هتفت في غضب لازال مكتوما: - كنت أتوقع تتاجر ف أي حاجة الا ده..
هتف ليل بنفس النبرة الساخرة: - محسساني يا داكتورة اننا اتجابلنا على عرفات، ما انتِ عارفة م الأول اني بهرب بضاعة، ايه تفرج بضاعة عن التانية!؟.
هتف في ثورة: - تفرق كتير، ده تاريخ بلدك، ازاي تبيعه كده بالساهل!؟.

هتف في لامبالاة: - متكبريهاش جوي كِده، دول اسميهم لچية، حاچة لجيناها ف الأرض وبنبعوها للي يشتري، وبعدين انتِ محموجة جوي على شوية التماثيل اللي بنبيعهم، ما البني أدمين دلوجت بيتباعوا، وعادي..
دخل جابر في تلك اللحظة ليكتشف ما حدث ليهتف به ليل في غضب هادر: - اني مش جلت تحط راچل يوجف على كل اوضة!؟، محصلش ليه!؟.
هتف جابر معللا: - الرچالة كانوا بيفطروا وانتوا جلتوا انها ف الحمام وهطول..

ومال على ليل هامسا: - ايه العمل دلوجت يا بيه!؟
دي عرفت كل حاچة!؟.

هتفت عين في غضب: - عرفت وهبلغ البوليس كمان..
أشار ليل لجابر بالمغادرة وما ان خرج طائعا حتى اقترب منها ليل في استمتاع لتتقهقر هي حتى اصطدمت بمقعد خلفها اجبرها لتسقط جالسة عليه وهي لاتزل تحمل التمثالين بيدها لينحني ليل نحوها مستندا بكلتا كفيه على يدي المقعد هامسا وهو يتطلع لعينيها في مشاكسة: - جدامك حل من اتنين يا داكتورة، يا تموتي، يا تسكتي، تحبي ايه!؟.

همت بان تنطق الا انه وضع سبابته على شفتيها هامسا في تحذير: - لاااه، متجاوبيش دلوجت، خدي وجتك يا داكتورة..
واقترب اكثر لتبتعد ملصقة ظهرها بظهر المقعد الذي تشغله وهو يهمس مقتربا من مسامعها: - وفيه حل تالت بس نخليه بعدين..
وغمز بإحدى عينيه في عبث فاضطربت لقربه بهذا الشكل الحميمي وما ان هم بالابتعاد حتى عاد يهمس من جديد: - اه بالمناسبة، تعرفي تماثيل ايه اللي انت شيلاها دي!؟، اجولك اني..

أشار لأحدهما هامسا في نبرة ماجنة جمدتها حرفيا عن النطق: - دِه بيجولوا انه اله المحبة عند الفراعنة اسميه، (باسيت)، والتاني دِه اسميه (حتحور) يبجى اله الإخصاب والأمومة..
رفعت ناظريها اليه ليتطلع الى عمق عينيها في مجون مستمتعا قبل ان ينتصب واقفا واستدار راحلا وهو يشير لها امرا: - رچعني اللي ف يدك دوول يا داكتورة دي حاچات ناس، وادخلي فوچي وخدي حمامك ومتنسيش، فكري هتختاري ايه..

واغلق باب حجرته خلفه تاركا إياها تتطلع للتماثيل الفرعونية التي تحملها لتنهض تعيدهما موضعهما مغلقة باب الحجرة خلفها واتجهت للحمام في آلية تحاول ان تستنتج ما هو الحل الثالث الذي يخفيه عنها، ربما عليها اختياره، فهي لا تريد الموت بالتأكيد وكذلك لن تقف مكتوفة الأيدي امام ما تره يحدث من تبديد لثروة البلاد..

لكن تراه ما هو ذاك الحل!؟، لديها فضول لتعرف لكن تتمنى الا يكون ذاك الفضول نفسه الذي قتل القطة..


look/images/icons/i1.gif رواية ليل يا عين
  10-01-2022 12:25 صباحاً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية ليل يا عين للكاتبة رضوى جاويش الفصل الثالث عشر

شعرت بحركة غريبة داخل الدار وخارجه، كان الوقت قد اقترب على الفجر وسمعت أصوات جلبة بالخارج فاستشعرت ان هناك امر ما يحاك..
واربت باب حجرتها قليلا متطلعة لتلك الحركة الدؤوب التي تحدث والرجال يتحركون في نشاط هنا وهناك لتتأكد ان ليل على موعد مع تسليم هذه البضاعة التي يحفظ..

استشعرت الخطر وانقباضا غريبا بصدرها ولا تعلم لما تذكرت حلمها الذي رأته اول امس..
فتحت الباب فجأة ليتوقف الرجال لثوان عن عملهم لكن ليل الذي كان يقف في احد الأركان البعيدة عن مجال رؤيتها فهتف امرا: - وجفتوا ليه!؟، هموا ياللاه مفيش وجت..

تحركت باتجاهه وتوقفت ليتطلع اليها مستفسرًا: - خير يا داكتورة!؟، ايه اللي خرچك من اوضتك الساعة دي!؟.
همست عين متطلعة الي عمق عينيه: - على فكرة، انا فكرت واخترت..
تنبه لها تلك اللحظة وقد زم ما بين حاجبيه منتظرا سماع اختيارها لتهمس هي في ثبات: - اخترت الحل الثالث، انا مش عايزة اموت ولا هقدر اسكت ع اللي بيحصل ده، يبقى اكيد الحل الثالث حل وسط بين الحلين دول..

ابتسم ليل ابتسامة مبهمة لم تستطع تفسير مغزاها وهمس مقتربا منها: - لو رچعت بالسلامة، هاتعرفي ايه هو الحل الثالث اللي انت اخترتيه من غير ما تعرفي أصلا ايه هو..
تطلعت اليه في ذعر عندما نطق كلمة، لو رچعت بالسلامة وهمست وهو يهم بالخروج خلف الرجال الذين انهوا مهمتهم: - ليل..
توقف فقد كانت المرة الأولى التي تناديه بإسمه مجردا واستطردت وعيونها متعلقة بمحياه: - بلاش..

همس بصوت متحشرج وقد خطفت نظراتها تلك قلبه كليا: - بلاش ايه!؟.

همست وهي تزدرد ريقها في صعوبة تستشعر ألما مجهولا بصدرها: - بلاش تروح المشوار اللي انت رايحة ده، عشان خاطري بلاش..
ابتسم محاولا مداراة تأثره بها هامسا: - خاطرك على عيني يا داكتورة، بس ماينفعشي، لما ارچع نبجى نتكلم..
هم بالخروج لتعترض طريقه في جرأة هي نفسها تعجبتها هامسة: - ولو لا قدر الله مرجعتش..!؟.

تطلع اليها لبرهة في صمت قبل ان ينطق بصوت تغلب عليه نبرة المودع: - يبجى نصيبنا يا داكتورة، والحمد لله على كل حال..
دمعت عيناها غير قادرة على النطق بحرف فقد ادركت تماما انها لن تستطيع إثنائه عن عزمه ليهمس ليل مبتسما بعد ان تشرب ملامحها وقسمات وجهها الصبوح: - ممكن بجى تعديني، الرچالة مستنيانى بره واحنا اتأخرنا بچد..

تنحت جانبا ليتحرك هو مندفعا للخارج الا انه توقف على عتبة الباب الخارجية وعاد ادراجه لموضع وقوفها المضطرب هناك حيث كانت نظراتها معلقة به في امل ورغبة تعلم تماما انها لن تتحقق..
توقف قبالتها واخرج من جيب جلبابه سلسال فضي يتدلى منه رمز مفتاح الحياة الفرعوني، مد كفه واضعا إياه حول جيدها هامسا: - هدية مش مجامكِ، بس حاچة على كدي..

تطلعت للقلادة المعلقة برقبتها وأمسكت مفتاح الحياة الفضي بكفها هامسة: - جميل قوي..
رفعت ناظريها اليه هامسة وهي تهم بخلعه: - بس انا مقدرش اخد..
اخفض كفيها التي كانت تذيبه حرفيا ما ان يتطلع لهذه الوسوم على ظهرها بالحناء والتي رفعتها تهم بخلع القلادة هامسا في تأكيد: - دِه مش م البضاعة يا داكتورة، دِه تجليد، عارف انك مش هتجبلي تاخديه لو اصلي..

اني عارف انك بتعتبري اللي بنعملوه دِه سرجة واني مش ممكن اهاديكِ حاچة مسروجة..
اخفضت كفيها ولم تعقب ليندفع هو من جديد للخارج واستدار قليلا هاتفا: - افتكرينى بالخير يا داكتورة، سلام عليكم..
خرج تاركا إياها تتطلع لموضع رحيله تستشعر ان شيء ما هاهنا بصدرها قد فُقد لغيابه ورحل مغادرها لرحيله، شيء ما لا سلطان لها عليه ولا تستطيع توجيهه فيما يحب او يكره..

شعرت باختناق يعتصر قلبها اعتصارا فاندفعت للخارج حيث كان في ذيل القافلة التي كانت تحمل بضاعته وهتفت باسمه فتوقف فرسه مستديرا يتطلع اليها في رغبة قاهرة بترك كل العالم عاداها والعودة اليها لكنه ظل على ثباته وهي تهتف به في نبرة يحدوها الأمل: - ليل، لا اله الا الله..
صمت للحظة وتطلع اليها مرددا في صوت متحشرج: - سيدنا محمد رسول الله..

واطلق لفرسه العنان ليلحق بالقافلة رغبة في التغلب على ضعفه الذي بدأ يغالبه تاركا إياها تذرف الدمع على رحيله الذي تستشعر بقوة ان لا لقاء بعده...

اندفع هشام لداخل مكتب العقيد حسان هاتفا في حماس: - الإشارة وصلت يا فندم..
هتف العميد حسان: - طب القوة جاهزة..!؟.
اكد هشام: - ايوه يا فندم وكله تمام..
هتف حسان: - طب ياللاه على بركة الله، ربنا ييسرها المرة دي ونمسكهم متلبسين..
هتف هشام متضرعا: - يا رب يا فندم، دي بجد هاتبقى ضربة معلم..
هتف العقيد حسان رابتا على كتف هشام في تقدير: - يااارب، همتك يا بطل..

هتف هشام في تواضع وهو يتجه لعربته بمقدمة القوة التي تنتظرهما: - كله على الله يا فندم..
وتحركت العربات في سبيلها لإتمام مهمتها...

فتحت نجوى باب شقتهن هاتفة في سعادة وهي تسند أمها لتساعدها على الجلوس على اقرب مقعد حتى تلتقط أنفاسها: - حمدالله على سلامتك يا ست الكل، البيت نور..
ابتسمت أمها في سعادة: - البيت وحشني قوي، ووحشتني لمتنا جواه، ربنا يرجع اختك بالسلامة يا نجوى وترجع تكمل لمتنا الحلوة بيها..

لثمت نجوى جبينها في مودة هامسة: - باذن الله يا ماما، سيادة النقيب هشام طمني قبل ما يرجع على أسوان ان باْذن الله هيكون فيه أخبار كويسة عن قريب..
همست أمها في تخابث: - ابن حلال هشام ده، ربنا يكرمه، شكله فعلا ابن ناس..

تنبهت نجوى لتلميح أمها الخفي فاحمرت خجلا لتتسع ابتسامة أمها هامسة داخليا بتضرع الى الله ان يكون هشام من نصيب ابنتها الصغرى التي طالما كانت مصدر اهتمام الجميع اما عين الحياة فقد كانت على يقين من عودتها سالمة حيث هتفت في ثقة: - عارفة يا نجوى، اختك راجعة باذن الله
هتفت نجوى: - يا رب يا ماما، يسمع منك ربنا..

استطردت أمها مؤكدة: - ابوكِ جالي ف المنام امبارح وقالي متخافيش عليها، هترجع، بس العجيب انه برضو كان زعلان، بقوله شكلك زعلان ليه كِده يا كامل، مردش عليا ومشي..

اضطربت نجوى فهي على قدر سعادتها بهذه البشرى الرائعة بقرب عودة اختها على قدر حزنها لانها تعلم لما ابوها كان حزينا بالرؤية، بسبب فقدانهما الوشيك للمصنع الذي كان احب اليه من نفسه، ذاك السبب الذي لم يكن من الجائز ان تخبر به أمها بعد وعكتها الصحية جراء ما حدث لعين الحياة، تنهدت نجوى في هم ولم تعقب بل همست تبتهل داخليا، يااارب..

هتف ليل وهو يقف على رأس رجاله في مرعي الزعيم الأكبر والرأس المدبر لكل عمليات حداد وعصابته: - أديني چيتكم لحد عنديكم وبنفسي، و دِه مابيحصلش الا مع الحبايب وحداد عارف كِده ومع ذلك المرة اللي فاتت طلع مخون بالجوي..
هتف حداد مدافعا عن نفسه في وجود ولي نعمته مرعي: - حجي يا واد عمي، هي اللي ظهرت دي مش كانت تبعكم برضك..

هتف ليل مؤكدا: - لا تبعنا ولا نعرفوها، من ميتا الحريم ليهم يد مع ليل الچارحي، وبعدين خلاص راحت لحالها وخلصنا منيها، خلونا ف اللي چاي..
هتف مرعي أخيرا: - صح يا ليل، خلينا ف اللي چاي، ايه بجى اللي عنديك ومدوخ وراك المعلمين كلها!؟، ما تفرچنا كِده حاچة تستاهل ولا باينها حكاوي ملهاش عازة!؟.

هتف ليل مقهقها: - لو انت واعي انها ملهاش عازة مكنتش تبجى مشرفنا هنا بنفسك يا واد عمي، ولا اني غلطان..!؟.
ابتسم مرعي مؤكدا: - صح الصح، تعچبني، ياللاه فرچنا بجى لحسن الواحد مشتاج لحاچة نضيفة يطلع منيها بمصلحة زينة..
هتف ليل مشيرا لجابر الذي تقدم بأحد الصناديق واضعا إياها في حرص امام مرعي..

انفرج الصندوق عن بعض التماثيل الفرعونية المدفونة بالقش ليمد مرعي كفه متطلعا اليها بعين خبير يقلب فيها ذات اليمين وذات الشمال حتى هتف بعد برهة من الوقت: - ايه العظمة ده يا ليل!؟، هو ده الشغل ولا بلاش، اصلي اصلي يعني، دي معدية يا واد أبوي..
هتف ليل في ثقة: - ما احنا جلنا الكلام دِه ورچلك كان هيودرنا بالكدب..

ضرب مرعي على صدر حداد في حنق هاتفا: - عشان غشيم، وحجك عليا اني يا كَبير، طالب فيها كام بجى الحتة اللوز دي!؟.
هتف ليل في تعال: - كلك نظر يا معلم، دي حتت لو راحت مش هترچع تاني، وانت واعي ان كلامي مظبوط..
هتف مرعي في مهادنة: - واني مش هرچع كلمتك واللي تطلبه هتاخده، عشان تعرف ان المعلم مرعي بيعرف يجدر..

هتف ليل بمبلغ طائل نظيرا للقطع الموجودة بالصندوق ليهتف مرعي هازا رأسه في إيجاب: - ماشي، والله ما ارد لك كلمة، لأن البضاعة فعلا تستاهل، وانت ليك حج تتشرط ما انت ابوالعروسة..

قهقه الجمع ومرعي يشير لحداد ليناول ليل حقيبة النقود ليفتحها ليل متطلعا اليها ليهتف مرعي: - متعدش وتجل بركتهم والله زي ما طلبت بالمليم..
ما ان اغلق ليل الحقيبة حتى بدأت النيران تُصوب اليهم من كل حدب وصوب..
تسابق الجميع للإختباء لحماية أنفسهم وبدأ تبادل اطلاق النار بين الطرفين، الشرطة من جانب وعصابة مرعي وليل على الجانب الأخر..

استمر الوضع طويلا حتى توقف اطلاق النار و هتف هشام بداخل جهاز اللاسلكي مؤكدا في فخر: - كله تمام يا فندم، العملية تمت بنجاح، صناديق البضاعة تحت ايدينا، وبنحصر عدد المصابين والوفيات..
واستطرد هشام مجيبا على تساؤل من قبل العقيد حسان على الطرف الاخر: - اه يا فندم، كلهم ماتوا، حداد ومرعي....
تطلع هشام الى جثة المذكورين وأخيرا هتف في ثقة: - وطبعا ليل الجارحي..

قال كلماته وهو يتطلع الى جثة ليل التي كانت ملقاة امامه مدرجة في دمائها..

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 5 < 1 2 3 4 5 >




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1761 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1267 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1315 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1134 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2056 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ،












الساعة الآن 09:39 AM