logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 31 < 1 2 3 4 5 6 7 8 31 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
  06-01-2022 03:07 صباحاً   [10]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي عشر

صُدمت شهد كثيراً عندما رأت احدى الأشخاص وهو ملثم ويحاول ان يقتل عمر..!، كان يعطيه حقنه هواء..

ركضت للداخل لتمنعه من محاولته ثم حاولت ان تصرخ وارتبك هو من ظهورها المفاجئ امامه ثم نظر لعمر بسرعة وألقي ما في يده وتقدم بسرعة وكتم فمها حتى لا يسمعها اى شخص ثم شعر انه اصبح في خطر، دفع شهد بقوة وركض خارج الغرفة، كان عمر مستلقي لا يشعر بما حوله، فزعت شهد ثم نهضت بسرعة والدموع في عيونها، ثم ركضت واقتربت منه كثيراً ثم اخذت تهزه برفق قائلة بصوت مبحوح..
عمر، عمر انت كويس، عمر.

لم يستجيب لها ابداً كأنه في عالم أخر، ابتلعت ريقها بخوف واخذت تتنفس بصعوبة، لم تدرى لماذا ينتابها هذا الشعور بالخوف، استدارت بسرعة ثم خرجت من الغرفة وتلفتت حولها ثم صاحت قائلة..
دكتور ياا دكتور
اتت الممرضة بسرعة ونظرت لها بتفحص ثم هتفت بتساؤل..
: خير خير اهدى، في اية؟
اجابتها شهد مسرعة قبل ان تبدأ دموعها في الهطول بغزارة..
آآ اصل في حد كان، كان جوة وآآ.

اشارت على عمر وشرعت في البكاء بصوت عالي كالأطفال واكملت وسط شهقاتها قائلة: عمر مش بيفوق وكان في حد جوة، ك كان بيحاول يموته.

شهقت الممرضة بصدمة ثم اسرعت امام شهد ودلفت وهي تتفحص المُلقي على الأرض ثم وجههت نظرها لعمر الساكن، لحقتها شهد بسرعة واقتربت منه الممرضة اكثر ثم بدأت في فحصه ومطت شفتيها بعدم رضا وتنهدت ثم استدارت وخرجت من الغرفة وأنطلقت بأتجاه غرفة الطبيب الخاص بمعالجة عمر ووجدته في الطريق إليها، أردفت بجدية بالغة..
دكتور كنت لسة جاية لحضرتك، شكل المريض دخل في غيبوبة..!

نظر لها الطبيب بصدمة ثم زفر بضيق واسرع في خطواته نحو غرفة عمر، دلف وخلفه الممرضة ليجد شهد تجلس بجانب عمر ممسكة بيده وتهذى ببعض الكلام ودموعها تنزل كالمطر، قال الطبيب بصوت أجش..
لو سمحتي ما ينفعش كدة، اتفضلي استني برة عشان نشوف شغلنا.

نهضت شهد دون ان ترد ثم تركت يد عمر ببطئ وهي تنظر له كأنها تترجاه ان ينهض، خرجت من الغرفة واغلقت الممرضة الباب خلفها وبدأ الطبيب في فحص عمر، راقبتهم شهد عبر زجاج الباب بلهفة حقيقية ثم سندت رأسها على الباب وهي تحدث نفسها بخنقة..
ياارب، يارب اشفيه وعافيه يااارب
خرج الطبيب بعد دقائق ثم وقف ونظر لشهد وتنهد، قلقت شهد من معالم وجهه التي يبدو عليها الأسف والضيق، سارعت بسؤاله بلهفة قائلة..

طمني يا دكتور حصله اية؟!
اجابها الطبيب بأسف: دخل في غيبوبة وللأسف مانعرفش ممكن يقعد اد اية
ها هي تتلقي صدمة اخرى، شعرت ان قواها خارت ولم تعد تحتمل الوقوف، اقتربت من المقعد وجلست عليه بدبة، ثم نظرت للطبيب بهلع كأنها لم تستوعب ما قاله للتو وهمست: يعني آآ ي يعني أية!
نظر لها الطبيب بشفقة ثم اعاد كلماته..
انا أسف بس إلى حصل ماكنش متوقع، ادعيله كتير.

استدار وغادر ومعه الممرضة تاركين شهد في وحدتها وخوفها تماماً كالطفل الذي سيفقد والدته ويخاف من مواجهه كل شيئ بمفرده، بكت، بكت كثيراً بحرقة، كانت تعتقد انها لا تخشي حدوث شيئ له وانه واجب ليس إلا، ولكنها الآن تأكدت انها لا تستطيع الاستمرار وحدها..

وصل مصطفي إلى العنوان وقد اعني بالعنوان منزل عمر نعم ف عطيه كل ما يهمه في الحياة هو المال حتى وان كان سيبيع رب عمله ورفيق دربه، نزل من سيارته وهو يشعر بالأنتصار كلما يقترب من منزل عمر، لم يعلم مصطفي ان شهد تعيش مع عمر، لأن عطيه لم يخبره بأى شيئ سوى العنوان، تفقد المكان بعيناه ثم اقترب من الباب وطرقه ببطئ، كان يتوقع ان تفتح له شهد ويرى الرعب يدب اوصالها من رؤيته، ولكن خاب ظنه عندما لم يجد مستجيب، طرق الباب بقوة اكبر وهو بهتف بحدة..

شهد، انا عارف إنك جوة يا شهد يلا افتحي يا شهد يلاااا
ولكن ايضاً لم يفتح له بالفعل، كان يردد اسمها بمفرده دون جدوى حتى انقطع امله، صاح بغضب هادر..
مش هاسيبك يا شهد ومش هارجع البلد إلا معاكي أو مع، جثتك!
صمت لعدة ثوان وشرارة الغضب تشع من عيناه وأكمل بنفس الإصرار..
انتي لو مش هاتكوني ليا يبقي استحالة تكوني لغيرى، ايوة انتي ليا انا وبس!

استدار ثم اتجه لسيارته وركب بضيق واغلق الباب ثم ادار المقوظ متجهاً لأحدى الأماكن...

في المستشفي،
نهضت شهد بعد بكاء مرير واتجهت نحو عمر وارادت الدلوف للغرفة، سبقتها الممرضة التي جاءت فجأة ووضعت يدها امام شهد ثم هتفت بجدية..
ماينفعش تدخلي يا أنسة
نظرت لها شهد برجاء ثم تابعت بصوت يكاد يسمع من كثرة البكاء قائلة..
ارجوكى عايزة أدخل، مش هأطول والله بس لازم ادخل وأتكلم معاه
مطت الممرضة شفتيها بعدم رضا ثم اجابتها بفتور ب..
: ياريت ماتتأخريش، خمس دقايق مش اكتر عشان ماتحصلش مشكلة.

اومأت شهد برأسها موافقة بلهفة ثم مسحت دموعها بطرف التيشرت الخاص بها في حين ابعدت الممرضة يدها لتترك لها العنان، دلفت شهد بسرعة كالمجنون ثم جلبت الكرسي بجوار الفراش وجلست عليه بهدوء حتى لا تزعجه، ما إن امسكت يده الباردة حتى شرعت في البكاء مرة اخرى، فقد كان البكاء هو وسيلتها الوحيدة لتخرج كل ما بداخلها، حسست على يده بأصابعها برفق ليبدو لون يده السمراء بجانب يدها البيضاء غير متناسقان ابداً..

كانت ناظرة ليده بتركيز ثم هتفت بصوت أرهقه البكاء..
عمر، انا صحيح ماقعدتش معاك كتير، يعني كام يوم بس انا خايفة اووى، خايفة اوجهه كل حاجة لوحدى، اتعودت على وجودك في الكام يوم دول طب افرض محسن جه تاني عشان ياخدني، مين هيدافع عني ويحميني، قوم يا عمر بقا ارجوك ماتحسسنيش بالذنب اكتر من كدة، انا مش عارفة دة شعور بالأحتياج ولا لا، بس كل إلى اعرفه إني محتجاك جمبي ومفتقداك جداً.

صمتت وشعرت كما لو انه يسمع لكل كلمة تقولها ويشعر بها، ابتسمت دون وعي منها ثم أستطردت حديثها بنبرات مختنقة..
عارف، احياناً كتير بأحس انك شبه بابا اووى، حنين وقاسي في نفس الوقت، احيانا بأخاف منك ومن زعيقك وبصتك ليا لما بضايقك، واحيانا بأحس انك حنين اوووى وملجأ ليا في عز محنتي، انت اية بالظبط انا مش فهماك خالص.

نظرت لجفنه المغلق بحزن، تمنت لو انه فتح عيناه ونظر لها بغضب كالمعتاد، لو انه يزمجر بغضب في وجهها كما يشاء، ولكن، بالطبع لم يحدث ذلك
نهضت من على الكرسي وابعدته عن الفراش ثم ألقت نظرة اخيرى وتنهدت واستدرات وخرجت من الغرفة لتجلس على المقعد امام الغرفة بتعب.

في احدى البارات،
يجلس حسن على منضدة ما، يرتدى كالمعتاد تيشرت اسود وبنطال جينز، يجلس بجواره شخص ولكنه هادئ، ينظر لحسن بصمت ولوم وحزن على حالته، هتف ذلك الرجل بتساؤل قائلاً..
وبعدين معاك يا حسن، انت مستفاد اية من انك تلعب ب مها
تأفف حسن بملل ثم نظر له واجابه ببرود..
يوووه يا إبراهيم، احنا مش هانخلص من السيرة دى بقا
جز إبراهيم على اسنانه بغيظ ثم أردف ببعض الحدة قائلاً..

لأ مش هانخلص يا حسن غير لما تقولي سبب مقنع من إنك تخلي واحدة متجوزة تتطلق عشان ترضي غرورك بس!
إرتشف حسن من كأس الخمر وبدى عليه السكر والإعياء، تابع بنفس البرود..
اديك قولت اهو بأرضي غرورى، ورغباتي كمان، واحدة لا بتطيق جوزها وتتمنالي الرضا أرضي اقول لا
ثم إرتشف رشفة اخرى وانزل الكأس على المنضدة بقوة وهو يستأنف حديثه البارد كأنه يتحدث عن لعبة..
حد يقول للنعنة لأ، وانا مابقولش لأ بصراحة اكتر.

إبراهيم بحنق: ارجع عن إلى بتعمله يا حسن عشان هاتندم صدقني
حسن بسُكر وكلمات متقطعة: مش هأندم بس أطلع منها انت يا إبراهيم
نهض إبراهيم عن الكرسي ودفعه بنرفزة ونظر له بحدة ثم هتف بأمتغاض..
انا ماشي يا حسن، سلام
لم يعيره حسن أهتمام وظل يشرب من تلك الخمرة التي جعلته غير مسيطر على نفسه واخذ يهذى بكلمات غير مفهومة.

بعد مرور ساعات،
قرر مصطفي ان يعود لمنزل عمر مرة اخرى لعلي تكون شهد قد عادت ويجدها في ذلك المنزل، كان يقيم مصطفي في احدى الفنادق ( المشبوهه )، بدل ملابسه ومازال الضيق بادياً على وجهه ثم ترك حقيبته واخذ هاتفه وخرج من الغرفة وهبط للأسفل، نظر لموظف الاستقبال ثم اقترب من اذنه وهمس له بشيئاً ما، في حين ازادت ابتسامة الموظف وهو يقول..
من عنيااا يا باشا.

ابتسم مصطفي ابتسامة بسيطة ثم استدار وركب سيارته وادار مقوده لمنزل عمر بنفس الاصرار والحماس...

في المستشفي،
نهضت شهد وتذكرت ذلك الرجل الذي حاول قتل عمر وزاد خوفها على عمر وشعرت انه ربما يعود ويحاول ان يقتله مرة اخرى وربما، ربما لا تستطيع انقاذه، اتجهت نحو مكتب الطبيب وترددت قليلاً ولكن تنهدت كأنها تشجع نفسها ثم طرقت الباب، اذن لها الطبيب بالدخول، ففتحت الباب ودلفت ببطئ، نظر لها الطبيب بتساؤل ثم هتف بترحاب قائلاً..
خير اتفضلي يا أنسة، استاذ عمر حصله حاجة ولا اية؟!

هزت شهد رأسها نافية ثم جلست على الكرسى امام المكتب واستطردت بشرح وجدية معاً قائلة..
ماحصلوش حاجة يس ممكن يحصله
عقد الطبيب حاجبيه بتعجب ثم تابع بعدم فهم قائلاً..
مش فاهم، ياريت توضحيلي اكتر
زفرت شهد وهي تتذكر شكل ذلك الرجل الملثم ودق قلبها بخوف شديد واصبحت تفرك اصابعها بتوتر، نظرت للطبيب مرة اخرى وهي تحاول ان تبدو ثابتة وجادة..
يعني انا لما جيت داخلة لعمر لاقيت واحد كدة وشه مش باين كان هيديه حقنة هواء.

حدق بها الطبيب بصدمة ثم اردف بحدة..
ازاى الكلام دة وفين الامن!
رفعت شهد اكتافها بمعني لا اعلم ثم تابعت بحنق وحدة..
مش عارفة يعني لولا ستر ربنا كان زمان عمر، حصله حاجة بعيد الشر، انا جاية لحضرتك عشان تحل الموضوع
اومأ الطبيب برأسه متفهماً ثم ابتسم ابتسامة صفراء وهو يقول..
مش عايزك تقلقي، انا هأنزل للمدير وهاشتكي الأمن وهخليهم يحطوا أمن على اوضة عمر وممكن نبلغ البوليس كمان.

اسرعت شهد وهي تهز رأسها نافية: لأ لأ مش بوليس، يكفي إلى حضرتك هاتعمله بس، وآآ شكراً
الطبيب بأبتسامة هادئة: عفواً
نهضت شهد ثم استدارت وغادرت الغرفة بهدوء وهي تفكر بعمر فهي اصبحت لا فكر غير به، نظرت لملابسها فهي ظلت بها 3 ايام تقريباً وبها اجزاء ممزقة، فكرت قليلاً ثم هتفت محدثة نفسها..
انا لازم اروح البيت اجيب ليا اى هدوم...!



look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
  06-01-2022 03:08 صباحاً   [11]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني عشر

سارت بخطوات بطيئة بأتجاه بوابة الخروج ثم غيرت اتجاهها وعادت بأتجاه غرفة عمر لتجد الممرضة تمر، اوقفتها بهدوء وهي تقول..
لو سمحتي، انا رايحة اجيب حاجات من البيت ومش هتأخر ربع ساعة
اومأت الممرضة برأسها ثم هتفت بجدية..
تمام ماشي
استدارت وسارت ثم خرجت من المستشفي بأكملها، كانت بحوذتها محفظة النقود الخاصة بعمر، استقلت سيارة اجرة واخبرته بعنوان منزل عمر وادار الرجل المقود متجهاً للمنزل...

بعد مايقرب من ساعة وصلت امام المنزل ونزلت من ( التاكسي ) ثم اخرجت النقود واعطتها للسائق فأدار المقود وغادر..

دلفت إلى المنزل ثم اخرجت المفتاح الذي كان مع عمر من الحقيبة ودلفت بهدوء، اتجهت للأعلي لتلك الغرفة التي كانت تجلس بها احياناً وفتحت الباب ودلفت ثم اغلقته خلفها، اتجهت للدولاب واخرجت طقم من الملابس التي جلبها لها عمر سابقاً والتي كانت عبارة عن تيشرت نصف كم من اللون الاصفر وعليه بعض الرسومات الرقيقة وبنطلون جينز ضيق وبلرو جينز، دلفت إلى المرحاض لتغتسل وهي تتذكر كل ما حدث معها منذ مجيئ محسن، اختلطت دموعها مع الماء دون ان تشعر، انتهت ثم خرجت وهي تلف المنشفة على جسدها، ارتدت ملابسها ثم صففت شعرها بسرعة واخذت الحقيبة مرة اخرى وهبطت للأسفل، ألقت نظرة اخيرة على المنزل ثم اتجهت للباب، كادت تفتح إلا انها وجدت الباب يدق بقوة، شعرت بالخوف فهي الان بمفردها وعمر ليس معها ليحميها، دق قلبها بخوف وحاولت ان تشجع نفسها وفتحت الباب، كانت لها الصدمة الكبرى عندما رأت مصطفي امامه وما ان رأها حتى ظهرت تلك الابتسامة المستفزة على ثغره، شهقت شهد بخوف وهي تتراجع للخلف ببطئ، ظل مصطفي يقترب وهي يرى نظرات الخوف والهلع في عيونها التي لطالما احب ان يراها في عيونها، شعرت شهد ان قلبها سيتوقف حتماً من شدة الخوف، تذكرت عمر في تلك اللحظة وتلقلقت الدموع في عيونها، هتفت بصعوبة بكلمات متقطعة..

م مصطفي!
ابتسم مصطفي ببرود ثم اومأ برأسه وأردف بنبرة اشبه لفحيح الأفعي..
ايوة مصطفي وجاى عشان اخدك
ايقنت شهد انها وقعت في مأزق حقاً ولكن حاولت ان تبدو ثابتة، تابعت بسخرية واضحة قائلة..
لا والله، وتاخدني بصفتك مين ولية
مصطفي بأستنكار: بصفتي مين! ولية!
اومأت شهد ببرود مستفز ثم عقدت ساعديها وهي تنظر له بسخرية، في حين استطرد مصطفي بحدة قائلاً..
بصفتي خطيبك وزوجك المستقبلي.

زفرت شهد بضيق ثم ابتلعت ريقها بصعوبة وتابعت بتوتر حاولت اخفاؤه..
لأ انت مش خطيبي
رفع مصطفي حاجبه الأيسر بتعجب ثم مط شفتيه واردف بصرامة..
انتي مش شايفة انك سوقتي فيها ولا بقالك كتير ماشوفتيش الوش التاني
صاحت شهد بضجر: يوووه بقا انت اية يا اخي مش بطيقك مش عايزاك، اية مابتزهقش بقاا.

جز مصطفي على اسنانه بغيظ فكيف لها ان تقول بوجهه انها لا تريده، كان يعلم ذلك ولكنه لم يتوقع ان تتجرأ وتقل له هكذا يوماً ما، اقترب منها اكثر ثم امسك ذراعها بقوة وضغط عليهم بشدة ألمتها ولكنها لم تظهر ذلك، هتف بنبرات جامدة قاسية..
: مش انا إلى واحدة زيك تقولي مش عايزاك، انتي مفكراني عاشق جمالك في الضلمة، لا انا عايز اثبتلك انك زيك زى غيرك بس إلى مانعني من دا عمي عشان كدة هثبتلك بس وانتي مراتي..!

لم تعرف ماذا تقول، حاولت جاهدة تخليص يدها من قبضته، تركها وهو ينظر لها نظرات ارعبتها، لم تشعر بنفسها إلا وهي تقول بتلعثم..
ماينفعش واحدة تتجوز مرتين
صُدم مصطفي وحدق بها مثل الصقر، نظرت للجهه الأخرى ثم اكملت بجدية مصطنعة..
ايوة، انا آآ اتجوزت وآآ
لم تستطيع ان تكمل حين وجدت مصطفي فجأة ينقض عليها ويمسك بفكها وهو يضغط عليه بيده ثم زمجر بغضب قائلاً..

كدااابة، بتقولي كدة عشان اسيبك بس ورحمة امي ما هسيبك يا شهد
لم تجد امامها مفر سوى ان تمسك بالزهرية المجاورة على المكتب ثم خبطت مصطفي بها على رأسه ليتبعد وهو يتألم ورأسه تنزف دماء، ابتلعت ريقها بخوف ولكنها لم تفكر وركضت للخارج بسرعة ثم اوقفت اول سيارة اجرة تقابلها وركبت بسرعة ثم هتفت وهي تلهث..
ارجوك اطلع بسرعة
ادار السائق المقود وسار بسرعة ثم اردف بتساؤل..
خير مالك يا بنتي وعايزة تروحى فين.

نظرت شهد للخلف لتتأكد ان كان مصطفي يلحقها ام لا، تنفست الصعداء عندما لم تجده، نظرت للسائق ثم تابعت بأمتنان..
انا عايزة اروح مستشفي (، )
اومأ السائق برأسه ثم اتجهوا للمستشفي...
نهض مصطفي بسرعة خلفها وهو ممسك برأسه ويسير بصعوبة ولكن رأها تركب السيارة، لم يكن بحالة تسمح له بالأسراع خلفها، ركب سيارته ثم اتجه لأقرب صيدلية ليداوى جروحه..
حدث نفسه بتوعد وغيظ من فعلتها..

ماشي يا شهد، بس على جثتي إني اسيبك حتى لو هضطر إني اخطفك لو متجوزة فعلاً!

في الصعيد ( منزل والد مصطفي )،
فييين مصطفي يا عمي؟!
هتف محسن بتلك الجملة بغضب وهو يحدق بعمه ويبدو الغضب على ملامح وجهه كلياً، في حين يقف عمه في الجهه المقابلة له بكل برود وهو يستند على العصاة الخاصة به، تحول بروده لصرامة وهو يقول..
لما تتكلم مع عمك تتكلم بطريجة احسن من اكدة يا محسن
زفر محسن بضيق شديد وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً، تابع بهدوء مصطنع..

منا بجالي ساعة بسألك فين مصطفي يا عمي وماراضيش تجولي!
اقترب العم من المقعد ثم جلس ووضع قدم فوق الاخرى ثم نظر لمحسن مرة اخرى واردف بجدية..
ما انت عارف هو فين وإلا مكنتش جيت سألتني فجأة كدة
ضغط محسن على شفتيه بأسنانه محاولاً ان يمتص غضبه في حين اكمل عمه بحنق قائلاً..
على العموم هريحك، مصطفي سافر عشان يرجع شهد
كان محسن يتوقع ذلك ولكنه حاول تكذيب نفسه على امل ان يكون شكه خاطئ، هتف بتساؤل..

وعرف مكان شهد منين بجا!
عقد عمه حاجبيه ثم استطرد بشك..
انت اية ماعايزش مصطفي يلاجيها ولا انت لاجيتها ومارضيتش ترجعها ولا تكونش ضحكت عليك بكلمتين عشان تسيبها يا محسن؟
تنهد محسن وتوتر ولكنه نجح في اخفاء توتره وتابع ببرود قائلاً..
لأ يا عمي بس مانسيتش انها اختي!

استدار ليغادر دون ان يسمع رده في حين دب عمه بعصاته على الأرض بغضب واخذ يفكر ماذا قد يفعل مصطفي ان وجد شهد، وماذا، ماذا ان قتلها حقاً!، ستكون مصيبة فعلاً، فهو يعرف اخيه جيداً لا يفرط في ابنائه مهما حدث.

امام المستشفي،
وصلت شهد امام المستشفي ثم نزلت من السيارة واخرجت بعض النقود واعطتها للسائق واستدارت ودلفت وهي تتلفت حولها خوفاً من ان يكون مصطفي يلحقها، اتجهت لغرفة عمر ووجدت امام غرفته رجلان أمن والممرضة تخرج من الغرفة، سارت بسرعة ووقفت امامها ثم هتفت بتساؤل قائلة..
لو سمحتي مفيش اى جديد ف حالته؟
اجابتها الممرضة بجدية معتادة قائلة..

لا في انه تقريباً بيبدأ يستعيد وعيه لاني اما كنت بشوفه لاقيته بيحاول يحرك ايده وكنت رايحة انادى الدكتور
تهللت اسارير شهد وابتسمت بسعادة وهي تقول بفرحة..
انتي بتتكلمي بجد
الممرضة بأبتسامة: ايوة والله
شعرت انها استردت روحها التي سلبت منها مرة اخرى، تكونت الدموع في عيونها ولكنها مسحت عيونها رافضة نزولها في حين استدارت الممرضة وسارت متجهه لغرفة الطبيب...
جلست شهد على المقعد امام الغرفة وهي تتمتم بخفوت..

الحمدلله الحمدلله، انت كريم ياارب
بعد دقائق جاء الطبيب مع الممرضة ثم ألقي نظره على شهد ودلف إلى الغرفة بهدوء وكشف على عمر وما ان انتهي وخرج حتى نهضت شهد وسألته بلهفة..
طمني يا دكتور هيفوق امتي؟
الطبيب بتفاؤل: طبعا محدش يعلم الغيب بس احتمال كبير يفوق النهاردة
تنهدت شهد براحة ثم اردفت بأمتنان...
شكرا يا دكتور
اومأ الطبيب بهدوء ثم استدار ليغادر وخلفه الممرضة، اوقفتهم شهد بتساؤل وقلق..

طب آآ هو انا ممكن ادخله شوية
ابتسم الطبيب رغماً عنه ثم اومأ بموافقة وهو يقول..
اتفضلي بس ياريت ماتزعجيهوش
شهد مسرعة: طبعا طبعا
استدارت في لمح البصر ودلفت إلى الغرفة في حين ضحكت الممرضة على فعلتها وهتفت بأبتسامة..
شكلها بتحبه اووى..!
جلبت شهد الكرسي بجانب الفراش ثم جلست بهدوء شديد وامسكت بيد عمر واخذت تنظر لملامحه بتدقيق شديد ثم همست بخفووت..
عمر، مش ناوى تقوم بقاا، على فكرة، انت وحشتني اوى!

في منزل رضوى،
كانت رضوى تجلس على مكتبها وشعرها مبعثر وهي تتابع عملها بتركيز شديد، قطع تركيزها صوت طرق الباب، اذنت للطارق بالدخول لتجد والدتها، التفتت لها ثم قالت..
اتفضلي يا أمي خير؟!
اقتربت والدتها ثم ردت بجدية قائلة..
كل خير، العريس وأهله جايين النهاردة بعد شوية، يادوب تقومي تجهزى نفسك.

تجمدت ملامح رضوى وهي تحملق بوالدتها غير مصدقة، كانت تعتقد انها نسيت هذا الأمر ولكنها مصره حقاً، حاولت اخراج الكلمات بصعوبة قائلة..
نعم، لا طبعا انا مش موافقة
صاحت والدتها بحدة وهي ترفع يدها في وجهها قائلة..
انا قايلالك من 5 ايام يعني مافاجئتكيش، وبالنسبة لموضوع موافقة ولا لا ف انا قولتلك انا مش هأتحمل نتيجة اختياراتك المتخلفة
كادت تجيب رضوى إلا انها قاطعتها وهي تكمل بغضب قائلة..

مش دة إلى احنا مكناش موافقين عليه وصممتي وقولتي عايزاه، خلاص يبقي تتجوزى إلى انا اختارهولك، مش كل الرجالة زى الزبالة اياه
هبت رضوى واقفة وبدأت دموعها في الهطول واردفت بنحيب قائلة..
انا مش عايزة اتجوز غيرت رأى، انا جايبلكوا الاذى ف اية ما انا بأشتغل ويصرف على نفسي وكمان بتاخدوا مني احياناً، كفاية بقا انا تعبت
تلقت صفعة من والدتها صدمتها، حدقت بها والدتها بغضب هادر ثم زمجرت فيها قائلة..

الظاهر انك عايزة تتربي تاني بس هتتربي في بيت جوزك مش هنا، الناس زمانهم على وصول، اقسم بالله لو ما لبستي زى الناس وطلعتي قابلتي الناس بأبتسامة كويسة ما هتكوني بنتي ولا اعرفك وتغورى من البيت دة..!

استدارت وغادرت بغضب تاركة رضوى تبكي بشدة وتلعن حظها الذي اوقعها في طريق ذلك الذئب الذي جعلها تكره كل الرجال، ظلت تدعو الله ان لا يوافق الشاب على تلك الزيجة، ظلت حوالي نصف ساعة هكذا حتى ارهقت عيناها من كثرة البكاء فنهضت بجمود وهي تمسح دموعها لتجهز نفسها...

في المستشفي،
كانت شهد مازالت على وضعها ممسكة بيد عمر وتحدثه بخفوت كأنه يسمعها، فجأة وهي تنظر له وجدته يحرك يده، انتفضت في مكانها بسعادة ثم هتفت بسعادة غامرة..
عمر عمر انت سامعني!
وجدته يبدأ بفتح عيناه ببطئ لتظهر عيناه السوداويتين، ابتسمت بفرحة في حين بدأ هو في استعادة وعيه تدريجياً، فتح عيناه ليجدها امامه، نظر لها ثم اردف بوهن قائلاً..
شهد.

اومأت برأسها وهي ممسكة بيده وتبتسم بسعادة جلية على وجهها، حاول هو النهوض فأقتربت شهد بدون تردد وساعدته، نظر لها بتعجب ولم ينطق، جلس ببطئ وهو يتآوه بسبب كتفه، فجأة اقتربت شهد اكثر واحتضنته بشغف وهي تقول بحنان و همس..
وحشتني اوى يا عمر
صدم من فعلتها فأبتعدت هي على الفور ونظرت في عيناه التي لطالما عشقتها ثم استطردت بنظرات حانية..
عمر انا بحبك اووووى.



look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
  06-01-2022 03:08 صباحاً   [12]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث عشر

نظر لها عمر بصمت تام، تحبه! كيف ومتي، لم يرغب ذلك ابداً فهو اغلق قلبه عليها ولن يسمح لغيرها ان يتسلل لقلبه مرة اخرى، في حين ظلت هي معلقة بصرها عليه وهي نفسها لم تعلم كيف اعترفت له هكذا، تنحنحت بحرج ونظرت على الأرضية وظلت تفرك اصابعها بتوتر شديد، ثم حاولت اخراج الكلمات بصعوبه من شدة خجلها قائلة..
عمر انا آآ بس ما...
قاطعها عمر وهو ينظر لها بحدة ويشير بيده بمعني اصمتي ثم اردف بصرامة..

مفيش حاجة اسمها حب اصلاً والموضوع دة مايتفتحش تاني
تلقلقت الدموع في عيونها وشعرت انها ستنهار امامه ولكنها عزمت على ان تبقي قوية صامدة، اغمضت عيونها وفتحتها ثم نظرت له وهتفت بجمود مصطنع..
على فكرة انا كان قصدى بحبك يعني زى اخويا مش اكتر
نظر للجهه الأخرى ثم تابع بنبرات حادة..
لو خلصتي كلام ياريت تطلعي وتنادى الدكتور معاكي.

نهضت بتثاقل دون ان تتفوه بكلمة، شعرت انها تحطمت، اصبحت مثل الزجاج الذي انكسر فجأة، دقات قلبها تتسارع بسرعة رهيبة وهي تنظر له، ارادت لو انها تستطيع ان تكتم دقات ذلك القلب الذي جعلها في هذا الموقف المحرج الان، استدارت متجهه للباب ثم مدت يدها لتفتح الباب ونظرت له نظرة سريعة ولامت نفسها على تلك النظرة ايضاً ثم خرجت بسرعة لتنادى الطبيب او الممرضة..

وصلت امام غرفة الطبيب وطرقت الباب بهدوء ليأذن لها بالدخول، فتحت الباب ودلفت لتجد طبيب اخر شاب في اوائل الثلاثينات من عمره ذو ملامح هادئة وجسد رياضي، عريض المنكبين، شعره اسود غزير وعيناه رصاصية واسعة، تعجب قليلاً ولكنها هتفت بسرعة بتساؤل..
هو انا جيت اوضة غلط، انا كنت عايزة دكتور هادى
ابتسم بهدوء ثم نهض من كرسيه وتقدم قليلاً ثم اردف بجدية قائلاً..
انا هابقي مكان دكتور هادى بعد كدة.

عقدت شهد حاجبيها واكملت بفضول..
بجد لية كدة، ودكتور هادى راح فين
اجابها بأبتسامة هادئة: دكتور هادى ساب المستشفي لأسباب خاصة بيه
اومأت برأسها متفهمة ثم نظرت له وتذكرت عمر وتابعت بهدوء وحزن بدى على ملامحها بمجرد تذكره..
طيب، دكتور هادى كان بيتابع حالة آآ عمر و، ويعني هو فاق من شوية وكدة
اومأ برأسه ثم استطرد حديثه بعزم..

منا عارف ودرست حالته ودكتور هادى قالي عليه وكان متوقع انه يفوق طبعاً، ثواني بس وهأجي أشوفه
حاولت رسم ابتسامة صفراء على وجهها ثم تمتمت بخفوت قائلة..
ماشى تمام
استدار الطبيب بخفة وجلب اوراقه واشيائه الخاصة وتقدم مرة اخرى ثم نظر لشهد واردف بتعريف..
بالمناسبة انا اسمي دكتور محمود.

هزت شهد رأسها بهدوء دون ان ترد، وشعر هو بالحرج فأكمل سيره وخرج من الغرفة لتتبعه هي، اخبر الممرضة في طريقه ان تأتي خلفه فأنصاعت لأمره بالطبع وتقدمت معهم بسرعة، وصلوا امام غرفة عمر ودلف هو اولاً ثم الممرضة خلفه تلحقهم شهد، نظر محمود لعمر متفحصاً ثم قال بجدية..
احم، انا دكتور محمود إلى مفروض هتابع حالتك عشان دكتور هادى اعتذر.

انتبه عمر له الذي كان في عالم اخر سارح يفكر في عدة اشياء ويقرر اشياء ايضاً، اومأ برأسه فأقترب الطبيب وبدأ في فحصه بدقة وساعدته الممرضة، انتهي من فحصه وبدأ بكتابة بعض الاشياء في حين اردف عمر بتساؤل قائلاً..
هو انا ممكن اخرج امتي يا دكتور؟!

الطبيب بشرح وجدية: انت تمام بس انا رأى تخليك يومين ولا حاجة عشان الجرح إلى ف كتفك مش بسيط ولو عملت اى حركة غلط فيه ممكن يحصل تطورات جامدة وتدخل في مواويل كتير ومتحركش كتفك تاني
زفر عمر بضيق ثم تابع بحنق قائلاً..
بس انا مابحبش قاعدة المستشفي، طب ممكن اكون ف البيت احسن واعمل كل حاجة هناك
صمت الطبيب لثواني يفكر قليلاً ثم استطرد بتفكير قائلاً..

طيب ممكن تخلي ممرضة معاك ف فترة العلاج وانا ابقي اعدى عليك كل اسبوع لحد ما تخف تماما
اومأ عمر برأسه موافقاً وهو يقول بأرتياح..
تمام كدة احسن طبعاً، اقدر اخرج النهاردة يعني
الطبيب بهدوء: اه هأكتبلك على خروج، بس ياريت ماتنسوش الحساب تحت
رد عمر بصوت أجش قائلاً: طبعاً يا دكتور بس الفلوس معايا وانا زى ما حضرتك شايف
هنا فجأة هتفت الممرضة بأبتسامة وود..
بجد مرات حضرتك كانت خايفة عليك جداً ومنهارة لحد ما فوقت.

نظر الطبيب لشهد بهدوء في حين نظر لها عمر نظرات لم تفهمها ابداً واحمرت وجنتاها من فرط خجلها واستدارت لتدارى وجهها بكفيها وهي تتحسس حرارة وجنتيها، هنا تنحنحت الممرضة بحرج قائلة..
احم آآ ربنا يخليهالك يعني
خرج عمر من صمته قائلاً بصوت قاتم..
شكراً ويخليكي.

تعجبت شهد من رده، فلماذا لم يقل لهم انها ليست زوجته، لماذا لم يبادلها نفس شعورها، هو يراها مجرد فتاة عابرة ولكنها احبته، احبته وبشدة، كم تمنت ان يبادلها نفس الشعور..
ابتسم الطبيب ثم كتب لعمر على خروج واستدار ليغادر ومعه الممرضة، ودت شهد ان تخبر عمر بما حدث معه وهو في الغيبوبة ولكن لا تعرف من اين تبدا، بدت جادة جداً ثم هتف بجدية ايضًا..
على فكرة حصل حاجة وانت نايم لازم تعرفها.

رفع عمر حاجبه الايسر بتعجب ثم سأل بعدم فهم: يعني اية، واية هي؟
اقتربت شهد منه ثم تنهدت واخذت تتذكر ما حدث ثم تابعت بضيق..
كان في واحد ملثم وبيحاول يديك حقنة هواء وآآ..
قاطعها عمر بدهشة: ايييية، ازاى!
تأففت شهد ثم اكملت برتابة: ما انت لو تسيبني اكمل، ولما دخلت فجأة رمي كل حاجة وزقني وطلع يجرى
نظر لها عمر بنصف عين ثم قال بترقب..
بلغتوا البوليس ولا لا؟
تنحنحت شهد ثم اجابته بتوضيح..

لأ انا آآ ماحبتش اكبر الموضوع
هز رأسه موافقاً بهدوء وهو يحدج بالفراغ ثم اخذ يحدث نفسه وهو يعرف وعلى يقين بمن فعل ذلك، توعد له واخذ يدبر لما سيفعله معه في حين رمقته شهد نظرات حانية مترجية...

في منزل رضوى،
استعدت رضوى تماماً وارتدت ملابس تقليدية عادةً ما ترتديها في العمل ولم تضع اى مساحيق تجميل، فهي من الاساس لم تعطي موافقتها على هذه الزيجة، سمعت صوت جرس المنزل يرن فعلمت انهم وصلوا، دلفت مها اليها وهي ترتدى جيبة طويلة سوداء وتيشرت احمر ذو أكمام خفيفة وتضع بعض مساحيق التجميل، دهشت من مظهر رضوى وشهقت وهي تضع يدها على صدرها..
صاحت في رضوى بغضب حقيقي وهي تشير عليها من اسفل إلى اعلي..

ايية إلى انتي مهبباه دة، دة منظر واحدة جايلها عريس
نظر لها رضوى ثم جزت على اسنانها بغيظ وادرفت ببرود نجحت في اظهاره..
اها وهو دة إلى عندى وإلا مش هأطلع
اقتربت مها منها بغل ثم امسكت يدها وضغطت عليها وهي تقول بحنق..
عشان كدة ماكنتيش عايزة حد يدخل غير لما تخلصي والناس يجوا
تألمت رضوى ولكن لم تظهر ذلك فهي معتادة على معاملة مها الجافة والقاسية، فقط اومأت برأسها واكملت بنفس البرود المستفز..

ايوة بالظبط كدة يا برنسيس.

سمعوا صوت والدتهم تهاتفهم للمجيئ، رفعت رضوى اكتافها ببرود في حين نظرت لها مها نظرات نارية وعيناها تشع شرارة غضب، ثم سحبتها من يدها خلفها وتركتها امام الباب ثم فتحت الباب وخرجت وهي ترسم ابتسامة بسيطة على ثغرها وخلفها رضوى تنظر لهم بعبوس وصرامة مما زاد تعجبهم غير مظهرها العادى، كان متواجد العريس ووالدته وشقيقته يرتدون ملابس انيقة جميلة، صُعقت والدتها من مظهرها واخذت تتوعد لها بصمت، نظرت رضوى في الاسفل عندما وجدت انظارهم جميعاً مسلطة عليها، حاولت الام تلطيف الجو قائلة بمرح خفيف..

اية يا جماعة احنا هانفضل ساكتين كدة
ابتسم الجميع ابتسامة صفراء عدا رضوى التي لم تظهر غير العبوس، هنا هتف والد العريس بجدية قائلاً..
طبعاً احنا جايين نطلب ايد الأنسة رضوى لأبني عبدالرحمن
ابتسمت الأم وردت بترحيب قائلة..
واحنا يشرفنا اننا نناسب ناس زيكوا يا استاذ ناصر والله
اكمل الأب بفتور قائلاً وهو ينظر لزوجته..
يبقي نقرأ الفاتحة بقا ولا اية.

بدأوا الجميع في قراءة الفاتحة ورضوى تنظر لهم بغل مكبوت فهي العروس ولم تصلي استخارة، لم تقرأ معهم، لم تبتسم حتى، انتهوا بعد دقيقتان وهنا قالت الزوجة بحماس لزواج ابنها..
نسيبهم يتكلموا مع بعض شوية بقاا
اه اه طبعاً، روحوا يا ولاد في البلكونة
هتفت الام بتلك الجملة وهي تنظر لرضوى بتحذير، فهمت رضوى نظراتها فتأففت بملل ونهضت مع عبدالرحمن متجهين للبلكون وكلاً منهم يفكر في شيئ مختلف.

امام الفندق،.

وصل مصطفي امام الفندق وهو مُضمد رأسه في الصيدلية ويتآوه من شدة الألم، دلف وحاول ان يبدو ثابتاً، نظر له موظف الاستقبال بتعجب في البداية ولكنه سرعان ما ابتسم، نظر له مصطفي دون ظهور اى رد فعلاً ونسي تماماً ما قاله له قبل ان يذهب لمنزل عمر، وصل امام غرفته واخرج المفتاح من جيبه وفتح الباب ودلف ليجد فتاة ذات شعر اصفر ووجه ابيض وتضع مساحيق تجميل صارخة ترتدى فستان احمر قصير جداً يصل إلى قبل الركبة تجلس على الفراش وهي تأكل العلكة وتضع قدم فوق الاخرى، ما ان رأته حتى هبت واقفة بشهقة وهي تقول..

يالهوووى، انت بتموت ولا اية؟!
حدقها مصطفي بنظرات غاضبة وتذكر عندما اوصي ذلك الموظف ان يجلب له احدى الفتاة ليقضي معها ليلته، خبط على رأسه بخفة ثم نظر لها بتفحص وهتف بصوت أجش..
يلا اطلعي برةة خلاص
وضعت يداها في جانبيها وهي تهتز برفق وتصيح بغضب قائلة..
نعممم، بقا انا سايبة شغلي بقالي ساعة وقاعدة مستنية جنابك عشان ف الاخر يجيلي واحد متخرشم وصعيدى واطلع من المولد بلا حمص!

اقترب منها مصطفي ثم امسك ذراعها وضغط عليها وتابع بحدة قائلاً..
اتكلمي زى الناس يابت وفلوسك هأرميهالك على الجزمة يا جزمة
مطت شفتيها بعدم رضا ثم نظرت له من اسفل إلى اعلي واستطردت ببرود قائلة..
طب يلااا ورايا شغل غيرك.

اخرج مصطفي الاموال من سترته واعطاهم لها وهو ينظر لها بضيق في حين اخذتهم هي ووضعتهم في صدرها وهي تأكل العلكة بطريقة مستفزة للغاية ثم استدارت واخذت حقيبتها الصغيرة وسارت لتخرج من الغرفة بدلال تعمدت اظهاره لإثارة مصطفي...

في المستشفي،
اعطي عمر الاموال لشهد لتدفعهم وبالفعل دفعتهم شهد للحسابات، كانت تنصاع لأوامره دون نطق اى كلمة او مجادلة، لم تعرف لماذا تفعل ذلك ولكنه كان برغبتها، انتهت اجراءات الخروج لعمر واستعد على اكمل وجه، كاد يسير ليخرج من الغرفة فتقدمت منه شهد ببطئ لتساعده فأبعد عمر يده على الفور وهو ينظر لها بحدة ويقول بتحذير..
مش عايز مساعدة، واياكي ثم اياكي تفكرى تقربي من اى مكان اكون فيه.

اومأت شهد رأسها دون نطق اى كلمة، شعرت انها لو تحدثت ستكون مثل القنبلة التي تنفجر بعد حبس وكبت الكثير، سار عمر ببطئ وخرج من الغرفة وهي تتبعه بنظراتها حتى خرج فتحركت هي ببطئ كما امرها هو بالحرف، خرجوا امام المستشفي ووقف عمر وشهد إلى جانبه منتظرين احد سيارات الاجرة، جاءت سيارة فأشار له عمر وركب بجانب السائق وشهد في الخلف واخبره عمر بالعنوان لينطلقوا للمنزل، اسند عمر رأسه واخذ يفكر كثيراً منذ ركوبهم حتى وصلوا امام المنزل وافاق على صوت السائق وهو يقول بجدية..

هنا يا استاذ صح؟
اومأ عمر برأسه بهدوء ثم اخرج المال واعطاه ونزل ونزلت شهد من الخلف وسارت بأتجاه الداخل دون ان تتفوه بحرف وعمر يتابعها بنظره تاركين السائق ينطلق لمحل رزقه..

وقفت شهد امام الباب لان المفتاح كان مع عمر ليأتي عمر ويدلف وهي خلفه، جلس على اقرب اريكة بهمدان ثم تنهد وهو ينظر لشهد، توترت شهد قليلاً من نظراته وابعدت نظرها عنه وجلست على كرسي ليس ببعيد ولكنه ليس قريب ايضاً، كانت تقول لنفسها انها هكذا ستتفادى غضبه والحديث معه إلا للضرورة..
نظر لها عمر بجدية ثم تنحنح قائلاً..
شهد..

التفتت له شهد بهدوء وهي تبتلع ريقها استعداداً لأى توبيخ منه فهي اعتادت عليه يوبخها يغضب منها فقط..
هتف بنبرات هادئة وهو ينظر لها ليدقق في معالم وجهها قائلاً..
تتجوزيني يا شهد...!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 31 < 1 2 3 4 5 6 7 8 31 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، مواجهة ، الأسد ، إستسلام ، معهود ،











الساعة الآن 06:57 PM