logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 11 من 31 < 1 24 25 26 27 28 29 30 31 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
  07-01-2022 04:26 صباحاً   [85]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية إستسلام غير معهود (مواجهة الأسد ج2) للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

كانت شهد تجلس على قدم عمر في حديقة منزلهم الصغيرة، توزع الابتسامات الغائبة هنا وهناك..
بالكاد تصدق أنها واخيرا إستطاعت إنتشال نفسها من بين أشباحًا لا تزداد ولا تقبل النقصان!
وهو يحيط خصرها بيداه وعلى قدمه الاخرى طبقا من الفراولة التي تعشقها شهد...
كادت تمد يدها لتتناول واحدة اخرى إلا أنه سحب الطبق للجهة الاخرى وهو ينظر لشفتاها مرددًا بخبث:
-احنا اتفقنا على إيه؟ بلاش نصب، كل فراولة قصادها بوسة!

مطت شفتاها بطريقة أثارته للحظة، قبل أن تهتف بشيئ من الحنق:
-لا أنت كداب، البوسه بتاخدها عشرة ومش بتسيبني
ضحك بمرح يشاكسها:
-اعملك إيه يا شهدي، ما أنا قولتلك إني مشتااااق يا عيوني
حاولت سحب الطبق الذي يحوي الفراولة منها مستطردة تحاول إستعطافه:
-طب هات الفراولة بقا يا عمر عشان خاطري؟
هز رأسه نافيًا يتشدق بأصرار خبيث:
-تؤ تؤ، كل فراولاية قصادها بووووسه، وبوسه زي الناس كمان.

تأففت قبل أن ترفع كتفيها مستسلمة، لتقترب من شفتاه ببطئ ترميه بقبلة وادعة ولكنه لم يكن ليتركها بهذه السهولة فلم يتركها تبعد شفاهها عنه، وكأن جوعه واشتياقه لها لا يموت ولا يقل!
اخيرًا بعد دقائق أستطاعت الابتعاد تلهث، لتنظر له غاضبة بنبرة طفولية:
-أنت نصاب على فكرة وبتغش، أنت قولت بوسه واحدة هه!

إتسعت ابتسامة عمر فيما اقتربت هي تحاول إلتقاط الطبق من يداه الاخرى فكانت وكأنها تحتضن طفلها وترتكز رأسه على صدرها الحنون...
إبتعدت ما إن اخذت من فراولة تردف بانتصار:
-هيييح، فراولتي
عض عمر على شفتاه السفلية يغمز لها بخبث راغب:
-على فكرة انا بدأت اغير من الفروالة دي؟!
رفعت حاجبها الأيسر وكادت تعترض ولكنه قاطعها هامسًا:
-يلا بقا اصلي بحب اخد حقي مقدما.

قال كلمته الاخيرة وهو يهجم عليها ملتهمًا شفتاها التي لا يقل اغرائها، لينهض حاملاً إياها معه وهي ملتصقة به، وإن حاولت الابتعاد ولكنها استسلمت لهوج قبلاته الساخنة التي توزعت تشمل كل جزء ظاهر منها...
ابتعدت عنه بعد دقائق تهمس بحروف متقطعة حانقة:
-أنت مابتكتفيش ابدا!؟
هز رأسه نافيًا وهو يقترب منها مرة اخرى:
-تؤ تؤ، ولا عمري هكتفي منك!

قطع سعادتهم الحالمة الهجوم المفاجئ وصوت إطلاق النار الذي دوى في المكان ليعم الصمت الرهيب ك اسوء رداءًا لهم والانظار مبثتة على اللاشيئ وفجأة...

بأقل من لحظات كان يدوي صوت إطلاق النار فصرخت شهد مرتعدة تضع يدها على اذنيها تحاول منع ذاك الصوت من الوصول لها، بينما زجها عمر نحو الداخل صارخا فيها بسرعة:
-ادخلي جوة واقفلي الباب
وبالفعل ركضت شهد تدلف وتغلق الباب ولكنها إستطاعت سماع صوت حسين الذي صدح بوضوح يقول بحقد:
-تدخل جوة لية ده الليلة لسة مطولة
رفع سلاحه يصوبه نحو عمر وهو يهتف بصوت هيستيري لا يليق سوى بشخصٍ فقد عقله مؤخرًا:.

-دايما أنت ليك كل حاجة حلوة، حب، عيلة، زوجة، وحتى الحرام قدرت تبعد عنه، ودبستني أنا في صفقة خسرانة بمليارات وانت عارف إنهم اخر حاجة امتلكها، انا بقيت ع الحديدة، يعني مليش في الحياة، لكن مش هسيبك تعيش حياتك عادي كدة، لازم ادمرك انت كمان
بينما كان عمر يبحث بعينيه عن ضباط الشرطة التي من المفترض أنها تقوم بحراسة المنزل ترقبًا لمجيئ حسين...

ومرت لحظات تنهي حياة أصبحت بداية حياة اخرى وسطرًا جديدًا ناقي من هالات سوداء تحيطه...
في اللحظة التي كاد يطلق فيها الرصاص على عمر أطلق عنصر الشرطة الرصاص عليه فسقط صريعًا وقد إنتهت تلك التي كانت تُدعى حياة!
ولكن ما هي إلا دار، دار نسبح فيها سواء للطريق الصحيح او المعاكس...
على كلاً، كلاهما يُحسب عليك وأنت غافل عما حولك!

كانت شهد تراقب ذاك المشهد الذي تصادم بتعاطفها الإنساني نحو ما كان يسعى لمحو ذرة تعاطف مسروقة من الحياة...
بينما عمر مرت امامه كل اللحظات التي عاشها معه، ولكنه لم يتأثر ولو للحظة بموته، فكان يتوقع له الأسوء!
اقترب منه - الضابط - يسأله متوجسًا:
-أنت بخير يا استاذ عمر؟
اومأ عمر مؤكدًا ولكنه إنفعل بغيظ وهو يسأله:.

-ايوة بس فين عناصرك اللي بتحرسني يا حضرت الظابط؟ تعملوا إيه لو كنتوا اتأخرتوا لحظة واحدة كان زماني مكانه!
تأفف الضابط وهو ينظر لهم بخزي مرددًا:
-معلش يا استاذ عمر، هما الظاهر اتلهوا شوية ولكن لكل واحد جزاؤوه
اومأ عمر موافقاً، فيما قال الضابط وهو يمسح على شعره بضيق:
-كدة احنا مش هنعرف نخليك تقابل الراس الكبيرة!
ضيق عمر ما بين عيناه وهو يسأله مفكرًا:.

-ازاي؟ دي حركة الصفقة دي كان المتوقع إنها تخلي حسين يجري ل الراس الكبيرة من غير تخطيط ولا يلحق يفكر كويس في الفخ عشان يلحقه من مصيبته!؟
اومأ الضابط متنهدًا:
-ايوة بس هو ماخرجش من العمارة اللي ساكن فيها إلا لما جالك على هنا! في لغز أنا لسة مش فاهمه
ربت على كتف عمر وهو ينظر ل جثة حسين التي نقلوها ل سيارة الإسعاف مردفًا بهدوء:.

-على العموم أنت لازم تيجيلي مكتبي في كام نقطة لازم نتكلم فيهم، وتجيب لي البت اللي اسمها چودي دي معاك ومعلش على الخضة دي
اومأ عمر موافقا بابتسامة عملية:
-ولا يهمك يا حضرت الظابط كتر خيرك تعبت معايا من البداية لحد دلوقتي، وتمام حاضر
وفي الدقائق التالية كان الجميع يغادر المنزل ليعم السكون مرة اخرى بعد حرب دامية كادت تُزهق فيها أرواح...

كروحه التي لم يتبقى منها في دنيانا لا جسد ولا حقد، لم يتبقى سوى اثر دماؤوه المكروهه والتي ستتكفل تلك الارض بابتلاعها!
دلف عمر مسرعًا لشهد ليجدها تبكي وهي ترتعش إلى حدًا ما، إحتضنها على الفور يحتويها بين ذراعيه هامسا:
-هشششش اهدي يا حبيبتي
تملصت من بين ذراعيه بصعوبة لتنظر في عيناه التي تابعتها بتوجس، ثم قالت بجمود:
-لو سمحت أبعد عني!
رفع حاجبه الأيسر يقلدها بسخرية:.

-لو سمحت ابعد عنك! نعم ياختي؟ ما احنا كنا كويسين وبناكل فراولة
أنهى جملته بغمزة من عينيه التي رأت فيها منحدر الخبث، لتخبره بشرود واهن:
-أنا كنت زي اللي مش واعيه غير إن البني ادم انا بريئة من لمساته، لكن اللحظات اللي عدت دي كانت زي ريفريش لذاكرتي إن كل اللي كان هايحصلي بسببك، وإن معاملتك الزبالة ليا كانت ما هي إلا وسيلة عشان تخلي حسين يصدق إنك فاقد الذاكرة.

كاد عمر يندفع بالكلمات مدافعًا عن نفسه ولكنها قاطعته بجدية حادة بعض الشيئ:
-ماتقوليش إنتقام وبلابلا بلا! انت كنت مطلع عيني حتى ف غيابه
نكس رأسه بخزي يحاول أن يشرح لها:.

-حسين كان عارف إني حاطط كاميرات في البيت كله معادا اوضة نومي طبعا، عشان كدة أصر لما جالي إننا نتكلم في اوضتي عشان يشوف الجهاز ويقدر يتابع التسجيلات من غير ما احس كل ما يجيلي، والبديهي إني مش هعرفك عشان مايلاحظش حاجة ولانك مش اد خبثهم، والاكيد بردو إني مش هعاملك جوه اوضتنا حلو واطلع امثل بره! كان مسيره هيلاحظ حاجة!

برغم عقلانية كلامه، بالرغم من سمات الذهنية التي ألصقها بتصرفاته الماضية، إلا أنها لن تغفر بسهولة، وستريه النجوم في عز الظهر كما يقولون!
إنتبهت له وهو يكمل بصوت كاد يأن ألمًا:
-لكن قبل ما يحصل اللي حصل أنا كنت فعلاً موجوع منك، مش مصدق أنك كنت احدى الاسباب ل انهم يقدروا ياخدوا ابننا ويرجعوه لنا جثه
نظر لبطنها بابتسامة حالمة مستطردًا:
-لكن خلاص ربنا عوضنا
اومأت بسخرية لتسأله بعدها مباشرةً:.

-ومراتك؟ طلقتها!؟
هز رأسه نافيًا:.

-حنان مش مراتي بالمعنى اللي إنتِ متخيلاه، أنا إذ فجأة لقيت خالي ف مرة بيتصل بيا وكان بقاله فترة مش بيسأل عليا، رغم إنه كان حنين عليا يمكن اكتر من ابويا نفسه، المهم انه كان صوته بيبكي وهو بيقولي إلحقني يا عمر مليش غيرك يلحقني، فهمت منه ان في واحد ابن حرام اعتدى على بنته وإنه كدة سمعته بقت في الطين والله اعلم مين هيصدق موضوع الاغتصاب ومين لا وانها كدة مستقبلها اتدمر، طلب منها اتجوزها كام شهر بس وهتعيش معايا هنا في القاهرة وهيقولوا لاهل البلد انها سافرت مع جوزها وبعد فترة ترجع مطلقة عادي احسن ما تكون مُغتصبة، انا كنت بين نارين، أنتِ او الراجل اللي زي ابويا واول مرة يستقصدني في مسألة حياة او موت بالنسباله، المهم اني وافقت وتمت كل حاجة، وكدة كدة حنان ماتعتبرش زوجتي الا بالاسم بس.

تنهدت بعمق تنهيدة تحمل الكثير والكثير في طياتها قبل أن تهمس:
-ياااه يا عمر، أنت للدرجة دي حياتك كلها ألغاز في ألغاز؟!
أقترب منها ببطئ يحاول مواساتها فابتعدت وهي تشير له مرددة بصلابة قاسية بعض الشيئ:
-استوب، بريَك شوية من الدايرة اللي مابتنتهيش دي، إبعد عني الفترة دي يا عمر، عشان مانخسرش بعض اكتر من كدة!
ثم استدارت لتغادر دون أن تعطيه فرصة الرد، فيما تأفف هو وهو يمسح على شعره هامسًا بغيظ:.

-الله يحرقك يا حسين حتى بعد موتك مسبب لي المشاكل!

صباح يومًا ما...
إستيقظت والدة عبدالرحمن باكراً لتأخذ الطفلة مسرعًا متجهة للمنزل الذي تقطن به رضوى..
لسوء حظها أنها كانت قد غادرت عندما همس عبدالرحمن بأن رضوى على قيد الحياة، وللحق هو حتى لم يناقشها!
شكه يمنعه من اخبارها ولقب امي يُقيد يداه عن اي فعل متهور...
كان قد ارتدى ملابسه هو الاخر ليتبعها مسرعا حتى وصلت الى تلك الشقة فظل يتابعها بعدم فهم وقلبه ينبض بعنف..

دلفت الى المنزل وكادت تغلق الباب خلفها ولكن يد عبدالرحمن منعتها..
ظهر لها ينظر بتفحص خلفها فشهقت مصدومة بخوف:
-عبدالرحمن؟!
لم يرد عليها وانما دلف رغما عنها متجاهلا صوتها الذي صدح مرتبكا:
-أنت ازاي تراقبني؟
وفجأة رأها، رأى المعشوقة الغائبة والحنونة المفقودة، رأى رضواه تتكور في احدى الاجزاء كعادتها تبكي!
لم يصدق عيناه وهو يقترب مسرعا منها يحتضنها بلهفة غير مصدقا:.

-رضوى، رضوى إنتِ عايشة، إنتِ معايا يا حبيبتي!
لم تكن تسمع اخر كلماته فكل ما استطاعت ادراكه انها اصبحت بين يداه واخيرا، فسمحت لنفسها بالانغماس في عالم اللاوعي...!
لتسقط بين يداه كالجثة الهامدة!

كانت شهد عائدة من شراء بعض المشتريات، وتنبيهات عمر التي رمتها عرض الحائط ترن بأذنيها كالرعد يُنبئها بأمطار سوداء غزيرة قد لا تنتهي!
وصلت الى الشارع الذي يقطن المنزل به، وكان الشارع خالي تماما من البشر..
تنهدت بقوة قبل ان تسرع خطواتها الى حدا ما نحو المنزل...
ولكن صوت طرقات بالعصى التي تُدب على الارض اخترقت مسامعها كالرنين المنذر قبل حلول الانهيار!

نظرت امامها برعب لتجد نفس ذاك الشخص - الصعيدي الملثم - ولكنه باختلاف انه هذه المرة يرفع الحجاب عن وجهه، وعمر ليس معها ليحميها؟!
وكانت لها الصدمة التي جعلتها تشعر انها شُلت تماما تحت تخدير الصدمة..
فلم تستطع سوى الهمس بضياع:
-ع آآ عمي؟!


look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
  07-01-2022 04:27 صباحاً   [86]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية إستسلام غير معهود (مواجهة الأسد ج2) للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع والعشرون

وكأن قبضة قوية بل مميتة تعتصر قلبها في تلك اللحظات، لم يكن الخوف داخلها بمعدلاته الطبيعية بل تحجرت مشاعرها على الرعب الحقيقي فقط!
ظلت متجمدة لدقائق لتنظر حولها وكأنها تستنجد بالجماد حتى..
فصدح صوته الأجش يُزعزع بقايا ثبات حاولت إختلاقه:
-عتهربي مني يابت أخوي!
وكأنه لتوه أدرك رابطة الدم بينهم؟!

لتوه أكتشف أنها بالفعل إبنة أخية، ولكنه مسبقا تغاضى عن تلك الرابطة ببرود يقتنص منها على جريمة مغلقة ومجهولة لها!
أجبرت شفتاها على الإنفصال لتخرج حروفها مقطعة مرتعدة تُلائم وحدة الشعور:
-أنت، أنت عايز مني إيه يا عمي!؟
قال بوضوح سقط عليها كضربة أسقطتها لسابع أرض سوداء ومميتة:
-الإنتجام!
تشابكت التساؤلات بين جحور عيناها قبل أن تهمس متساءلة بصدمة:
-إنتقام! لية هو أنا أذيتك ف إيه يا عمي اصلًا؟

هز رأسه نافيًا بقسوة تحمل عواصف باردة:
-لاه، مش آني، أنا هانتجم ل إبني اللي مات بحسرته، إبني اللي ماخلتونيش أدفنه بيدي حتى!
حاولت الشرح مسرعة تدافع عن أنفسهم:
-مصطفى مات فجأة يا عمي، حتى أحنا إتصدمنا واضطرينا نروح ندفنه فورا!
سارت إرتعاشه مصطدمة بالرعب داخلها يتقابلا على طول عامودها وهي تسمع صراخه الحاد:.

-وهو المرض دِه أجاه من إيه؟ مش إنتِ السبب، رفضتيه وجولتي كلام مايجبلوش راچل على كرامته، رمتيه قبل فرحكم بليلة وعرتيه جوي جدام الناس كُلياتها! كل دِه وتجولي ماعملتيش حاچة!؟
رأت من زواية الإتهامات إن طريق الدفاعات واهي وأسود مُغلق، فاضطرت للأسف مسرعة يشوبه الرجاء:
-أسفة يا عمي اسفة، أنا أكيد مكنتش أتمنى له أي حاجة وحشة، بس ده بأيد ربنا محدش يقدر يعترض.

تعوجت شفتاه بحركة ساخرة وغليظة ستُظلم إن أطلقنا عليها إبتسامة، ثم أردف:
-أسفك ده هايرچع لي إبني من تربته وهو في عز شبابه؟
هزت رأسها نافية بسرعة و ردت بصوت يكاد يسمع:
-ولا إنتقامك مني هايرجعهولك برضه!
تابع بحدة مفرطة:
-بس هاينشف دمه وهيريح روحه في تربته على الأجل
ظلت شهد تهز رأسها نافية بهيسترية، لقد تيقنت أن موت مصطفى جعل من عقلانية عقل عمها جنون يفرزه بلا هوداة!
بينما أكمل هو بابتسامة شيطانية:.

-إستعدي للچحيم يا شهد!
بدأت تخرج حروفها متوسلة,باكية مختلطة بنغمات مؤثرة، ولكن مؤثرة على قلبًا على قيد الحياة، لا على قلبًا دُفن برماد الحرقه!، :
-ارجوك يا عمي، أنت كدة هاتدمر حياة عيلة كاملة عشان بس تنتقم لأسباب في عقلك أنت وبس!
في تلك الأثناء كانت تضع يدها خلف ظهرها وتمسك بالهاتف تتصل بأخر رقم وهو بالطبع - عمر - ولحسن حظها كانت المسافة عازل بينها وبينه تمنعه على إدراك تصرفها...

فيما أستطرد هو بخشونة قاسية:
-مايهمنيش أيتها حاچة كد مايهمني أشوفك مذلولة وشبه ميته زيه!
أجاب عمر على الإتصال في نفس اللحظات:
-شهد إنتِ فين مش قولتلك ماتخرجيش؟
ولكنه سمع صوت شهد تقول برعشة خفيفة ظهرت:
-أنت مش هتقدر تعملي حاجة اصلاً يا عمي، ماتنساش إني في منطقتي وجمب بيتي كمان يعني أنت اللي ف خطر مش أنا!
هز رأسه نافيًا يجيبها ببرود:.

-لاااه لاااه، أنا ماجايش أنفذ دلوك، أنا چاي أخلي اللعب على المكشوف، بيجولوا لما بتعرفي مين هيموتك الرعب بيزيد، وأكيد إنتِ ذكية وعارفه أنا ممكن أعمل فيكِ إيه يا، يا بت اخوي!
وبالفعل إستدار وغادر مسرعاً يترجل السيارة التي كانت تنتظره، وكأن نظراتها الخائنة تكفلت بإيصال صك التنفيذ له!
بينما هي حمدت الله أنها لم تصرخ بالنجدة وإلا لكانت تجاور مصطفى في تربته الان على يد هؤلاء الأوغاد!..

كانت تنظر لأثره مدة دقيقة تقريبًا تحاول المساهمة في إيصال أنها بخير لعقلها الذي تجمد بيد الصدمة...
وظهر عمر يركض نحوها لاهثًا إلى أن استطاع امساكها يسألها بلهفة:
-إنتِ كويسة؟ عمل لك حاجة!
هزت رأسها نافية بجمود يخفي خلفه ألاف التزعزعات المزدحمة:
-لأ, جه عشان يهددني ويخوفني ويعرفني إنه هاينتقم ويمشي! لسة ساعة وفاتي ماجتش!
هنا صرخ فيها بحدة وهو يهزها بقوة:.

-إسكتي، مهو ده بسببك، أنا مش عارف هو إنتِ هواية عندك إنك تعارضيني وتحرقي دمي؟
هزت رأسها نافية وهي تحاول التملص من بين يداه، ثم أردفت:
-لأ، بس أنا قولت لك ملكش دعوة بيا يا عمر، ومتهيألي إني كنت بشتري اكل مش بتفسح يعني!؟
سحبها من يدها قابضًا على ذراعها بقسوة بالطبع مقدمتها تُظهر الأثر الذي ستتركه على جسدها بعيدًا عن روح مُهشمة من كثرة الأثار السلبية عليها، وهمس:
-أمشي قدامي، حسابنا في البيت.

أبتعدت عنه بصعوبة لتسبقه متجهة للمنزل بخطوات شبه راكضة...
حتى وصلت ف دلفت مغلقة الباب خلفها، أخرج مفتاحه ليدلف هو الأخر، أسرع يمسك بها قبل أن تصعد مزمجرًا:
-لحد امتى هتفضلي متهورة؟! هتفضلي تعرضي نفسك لخطر كدة كتير! أفرض كان جاي ينفذ وأنا ملحقتكيش هه كان هيحصل إيه؟
رفعت كتفيها مغمغمة ببرود أدهشه حقًا:
-قضاء وقدر، حد يقدر يعترض!؟

كز على أسنانه بغيظًا، ولم يستطع كتم الشتيمة التي إنطلقت من بين شفتاه قبل أن يصرخ بصوت كاد يزلزل جدران المنزل عليهما:
-إنتِ إييييية، إيه البرود اللي إنتِ فيه ده؟ إنتِ مدركة انا حسيت بأية لما سمعت صوتك، مدركة كام فكرة سوده جت في دماغي وانا بجري ليكِ!؟
لم يتغير إنش واحد من ملامحها المنحوتة، تقريبًا هي كانت كالبحر الثائر متقلب الامواج الذي هدأ فجأة يبتلع ذاك الثوران داخله، لحين الأنفجار!

نفضت نفسها عنه تخبره بصلابة باردة:
-أنا كدة، لو مش عاجبك طلقني
ثم غادرت تصعد للأعلى بخطى شبه راكضة، كاد وجهه يحمر من كثرة الغيظ، صدح صوت رنين هاتفه فأخرجه يرد بخشونة:
-إيه يا حنان؟
-عمر إلحقني، أنا مش قادرة، بطني هتموتني!
-انا جاي، سلام
أغلق الهاتف مسرعًا، ينظر لباب الغرفة التي تقطن بها تلك العنيدة، ويتذكر كلمات تلك المستنجدة...

وهو غارق في حيرة عميقة بين ذلك وذاك، وبالطبع المتأسف كان الإنتصار للعقل فانصرف مسرعاً يتجه نحو الشقة التي تقطن بها حنان!

حانت ليلة الإعدام، جاءت الليلة التي غيمت على كل الآمال التي كانت تتمسك بها، الليلة أقسى ليلة ستُخط بقلم القدر!
حانت الليلة ليتزوج جاسر ، حان وقت تنفيذ عقابه...
وما أقسى ذلك العقاب، صدق من قال إتقي شر الحليم إذا غضب !
ولكن هي لم تتقيه، بل منذ أن رآته كانت تسكب الجاز الحار على نيران غضبه المكبوتة عنها...!

كانت أسيل تجلس في غرفتها تمسك بالصورة التي تجمعها ب جاسر ليلة زفافهم على هاتفها تتحسسها وهي تبكي بحسرة...
كانت تكابر بأنها لا تتأثر بزواج او بغيره، ولكنها أكتشفت أن ذاك لم يكن سوى فراغ قبل الصراع المحتوم!
أكتشفت أنها تتآكل داخليا كالصدئ في الحديد كلما رأته يتجهز من اجل تلك الملعونة...!
دلف جاسر في نفس اللحظات ليلاحظ إرتباكها وهي تخفي الصورة خلفها..

اقترب منها ببطئ ينظر لعيناها الملونة بحمره عميقة وهو يسألها:
-إنتِ بتعيطي؟ ومخبية إيه وره ضهرك!؟
إبتلعت ريقها متوجسة قبل أن تجيبه بصوت مبحوح:
-مش مخبية ده موبايلي، ومش بعيط أنا بس في حاجة دخلت في عيني
شدد على حروفه وهو يهمس:
-اسييييل، قولي مالك في إيه بالظبط؟
سحب منها الهاتف فجأة عنوة ليرى صورتهم معًا!
صُدم في البداية ولكن سرعان ما كان يستنتج سبب بكاؤوها، بصدمة!
هل تبكيه؟

هل دقت الساعة ليحين ما تأخر كثيراً حتى فقد الامل في تحقيقه؟!
اقترب منها اكثر وهو يسألها متعجبًا:
-كنتي بتعيطي عشان كدة؟
هنا إنفجرت في البكاء الحاد وهي تهتف من بين دموعها:
-جاسر انا مش قادرة، عشان خاطري ماتتجوزهاش!
في البداية لم ينكر أنه صُعق، ولكن تلك الصدمة تفتت لسعادة هاربة رغم تغيير الاحوال...
ولكن سعادته اصطدمت بصخرة الواقع المرير، لابد أن يبتعد عنها!

أغمض عيناه بقوة قهرًا قبل أن يبتعد وهو يسألها بحدة حاول تصنعها:
-وياترى كل ده لية هه؟! مش معقول عشات خايفة ع نفسك بس
إقتربت منه هذه المرة، وتقريبا سُجلت في التاريخ فهي أول مرة تسير خطوة للأمام في علاقتهم الميؤس منها!
أحاطت وجهه بيديها، وعيناها البنية مُسلطة على عيناه المتوترة، لتهمس دون مقدمات:
-عشان أكتشفت إني بحبك، بحبك أوي يا جاسر.

جفت الأقلام وقلبت الصحف عند تلك النقطة تحديدًا، لم يشعر يوما في حياته أن روحه عانقت القمر كما الان!
أنه في أجمل وأنعش حُلم يمكن أن ينسجه خياله الضعيف...
أن قلبه المسكين يرفرف كطائر تحرر لتوه!
واخيراً إستطاع النطق متسائلاً بصدمة:
-إنتِ قولتي إيه؟
أجابت بثبات دون تردد:
-قولت إني بحبك يا جاسر، بحباااااااك
قالت كلمتها الاخيرة بصراخ مجنون جعله يضع يداه على شفتاها مسرعا:.

-هششش يقولوا علينا إيه!؟، وعلى فكرة الكلمة دي مينفعش تكون تمثيلية زي عوايدك
اصبحت ملتصقة به تمامًا، لتهمس امام شفتاه بحرارة:
-اقسم لك بالله أني المرة دي مابكذب، عيني في عينك، حس بيا وانت تعرف اذا كنت بكذب ولا لأ!؟
وهو الاخر ضعيف، ضعيف جدًا امام هجومها ذاك، وخاصةً وهو يستشعر صدقها ولأول مرة!
إبتلع ريقه بصعوبة وهو يشعر بيدها تعبث في أطراف قميصه، فأمسك بيدها على الفور مرددًا بحزم:
-مينفعش.

وقفت على أطراف أصابعه لتصبح امامه تمامًا ملتصقة به، اقتربت بشفتاها منه رغم الإرتعاشة الخجولة التي لم تستطع قتلها، لتخرج حروفها تقريبا بين شفتاه مغمغمة:
-ب ح ب ك، كفاية العقاب خلص أنا أستويت والله!
ثم صارت تحرك شفتاها ببطئ تتحسس شفاهه وهالة حرارية مجنونة تحيط بهم، لتجده يأكل شفتاها في قبلة جائعة ومُشتاقة، متطلبة وعنيفة بعض الشيئ!
تشبثت بقميصه وهي تبادله برقة لتشجعه على ما هو متردد فيه...

عبثت يداه ب - البرولو - ليسقط ارضًا، ويظهر ذراعها الابيض، يحيط خصرها بقوة متحسس مناطق جسدها برغبة بينما هي مغمضة العينين مستسلمة للمساته التي تشعرها أنها في اسمى واعلى مشاعرها التي لم تعيشها سابقا!
سقط فستانها لجوار قميصه وذاك البرولو قبل يدفعها برفق بجسده للفراش، حتى سقطت وهو فوقها يشبعها تقبيلاً، و يأخذها في رحلة جديدة تزيد تطلبهم للقادم...!

بعد مرور الوقت وصل عمر إلى منزله مُرهق يتأفف كل دقيقة من حظه المعاكس دائمًا في كل شيئ وأي شيئ!
أتجه الى غرفة شهد مباشرةً، بالتأكيد هي تغلي من مغادرته المفاجأة..
ولكن على أي حال، هو سيتكفل بأرق مهمة؛ إصلاح ما افسده بغباؤوه قبل أن يزداد عمقه في اللاعودة...!
فتح الباب برفق ليراها مسطحة على الفراش مستكينة لا يصدر منها صوت او حركة، اغلق الباب خلفه برفق واقترب منها حتى جلس جوارها يهزها برفق هامسًا:.

-شهد، شهدي؟
ولكنها لم تستجيب فازدادت هزته صلابة مكملاً:
-شهههد
لم تتحقق الأستجابة التي ينتظرها فأمسك بها يوجهها نحوه، ليُصعق من مظهر الوسادة الملطخة بالدماء، بالطبع دماؤوها التي تُغرق منتصف وجهها حتى باتت لوحة منتهية من الدمار الاحمر و...!


look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
  07-01-2022 04:27 صباحاً   [87]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية إستسلام غير معهود (مواجهة الأسد ج2) للكاتبة رحمة سيد الفصل الخامس والعشرون

كانت عيناه تتسع رويدًا رويدًا تبتلع ذاك المشهد الصادم بين الجفون فلم يكن سوى شرارة حارقة مميتة!
أمسك وجهها بين يديه يهزها بقوة صارخًا بهيسترية:
-شهد، شهد فوقي، شههههد
وكأن عقله توقف تمامًا عن العمل فلم يدري ماذا يفعل...!
ينظر للدمار وهو يقترب ببطئ مثير للشفقة، ويأذن للموت أن يتمهل في تعجيزه!؟

واخيرًا إستطاع الحركة فنهض مسرعًا يركض نحو المطبخ ليجلب زجاجة مياه وتناول العطر وهو في طريقه للفراش ليبدأ برش قطرات عليها مسرعًا يكاد يرجوها أن تحقق النتيجة المرجوة...
قررت إعفاءه من شبح الجنون الذي كاد بتلبسه فبدأت تفتح جفناها ببطئ شاهقة من المياة، فأسرع عمر يساعدها على الجلوس وهو يهتف بلهفة:
-شهد، شهد إنتِ كويسة؟!

هزت رأسها موافقة دون أن تنطق، فكان هو الأسرع ليحتضنها متشبثًا بها بقوة وكأن أصبح يخشى الأذى أن يلاحقها كما يفعل دومًا...
أن ينتشلها من بين براثن دنيا لم ترحم الضعف الفطري الذي تستند عليه حياتها!
وهي لم تمانع فارتكزت على صدره مغمضة العينين بأرهاق نفسي متلاحق حتى بدأ يتزعزع للجسد عله يخف حمولة الضغط الدائمة...
فيما ظل يهمس عمر بصوت واهن مصدوم وقلق حتى تلك اللحظة:.

-حرام عليكِ والله كنت هموت، إيه اللي حصلك؟!
لم ترد عليه فنهض يبعدها برفق قائلاً بصوت حازم:
-أستنيني هنا هروح أتصل بالدكتور وجاي على طول
هزت رأسها نافية بهدوء، لتجبر نفسها على النطق بصعوبة ونبرة واهية:
-لا لا أنا كويسة، هو بس نزيف من مناخيري بيجي لي لما أتوتر كتير او اتضايق من حاجة
جلس لجوارها مرة اخرى يسألها متعجبًا:
-إزاي؟! دي اول مرة تحصل لك من ساعة ما اتجوزنا!
لم تنظر له وهي تتشدق بسخط:.

-مهو أنا مش عايشة حياتي بتضايق واتوتر للدرجة دي أكيد!
شعر بمرارة الذنب ترتكز بقوة بين ثناياه، هل فرح الان بتلك الحالة التي وصلت لها؟!
أمسك وجهها بين يديه يقبل جبينها هامسًا بحنان دفين:
-أنا أسف، إنتِ عارفة إن ده بسبب خوفي عليكِ بس، وبعدين إنتِ بتاخدي له دواء او عرفتي السبب يعني؟
إبتعدت عنه ببطئ لتسأله مباشرةً بثبات:
-أنت كنت فين يا عمر؟
قال متجاهلاً سؤالها:
-هتصل احجز بالدكتور نروح نشوف الموضوع ده بكرة.

كررت سؤالها كازة على اسنانها بغيظ:
-كنت فييين يا عمر؟
حدث ما يخشاه وكاد يسقط في - المصيدة - يناجي الفرار..
ف تنهد بقوة عميقة قبل أن يخبرها بهدوء متردد:
-كنت عند حنان
زاغت عيناها في أنحاء الغرفة تتقازفها السخرية، هي كانت تموت قهرًا حتى نزفت دماؤوها بغزارة، وهو مع تلك يعتني بها ويجلس معها!
وكأنه شعر بها فأمسك ذراعها برقة يكمل:
-كانت تعبانة جدا فكان لازم أروح لها
حاولت النهوض فأسرع هو يمسك بها هاتفًا بقوة:.

-اقعدي هنا إنتِ رايحة فين!
صرخت فيها بغيظ:
-ابعد عنيييي يا عمر، اوعى من قدامي
حاول إحتضانها، تطويقها بين ذراعيه كما كان يفعل، ولكنها كانت كالكهرباء لا تمتزج مع الخشب ابدًا!
وهو قلبه لم يكن صلبًا بالمعنى الحقيقي، وإنما صلابة تُحطم من غيوم خوف مفاجئ...
ولكنها أبعدته عنها تدفعه بكل قواها التي نتجت عن سلبيات تتمحور حول الحياة بأكملها:
-ابعد بقاااا، مش عايزاك تقرب مني أنت إيه!

إبتلع الغصة المريرة في حلقه وراح يحاول تهدأتها:
-طب اهدي يا حبيبتي انا اسف، قوليلي إيه اللي يرضيكِ وأنا اعمله
هتفت دون تردد:
-تطلقني!
صرخ هو بالمقابل مصعوقًا:
-إيه!
اومأت مؤكدة بقسوة:
-أيوة، طلقني و روح ل بنت خالك وعيش حياتك، لكن بعيد عني وعن ابني، انا مش هقبل إني اكون زوجة تانية ابدا
أقترب منها ببطئ وهي تعود للخلف حتى تسطحت على الفراش، فاقترب بشفتاه من أذنها يعضها قبل أن يهمس بصرامة محببة:.

-ده لما تشوفي حلمة ودنك، إنتِ واللي ف بطنك مش هتبعدوا عني لحظة واحدة حتى!
ثم نهض بهدوء ليغادر دون كلمة اخرى، يحاول أن يعطيها المساحة الكافية لتفرش مشاعرها المكممة، وهنا يصدر القرار الصائب، والذي محتمل ألا ينال إعجابه، إطلاقًا...!

كانت أسيل تتسطح على الفراش لجوار جاسر، تحديدًا تستند برأسها على صدره العاري الصلب...
وهو يحيطها بيداه وكأنه هكذا يحافظ على إتزانها النفسي والذي نال إستحسانه وبجدارة!
رفعت رأسها ببطئ لتضع ذقنها على صدره، ثم سألته متوجسة من تلك الإجابة التي ربما تعيدهم لنقطة الصفر او تنتهي مرحلة العذاب ويغلق بابها للأبد، :
-هتعمل إيه يا جاسر؟

نظر للأعلى بشرود يتنفس بصوت عالٍ ينم عن صراع نفسي قوي كاد يُذيب قواه، ثم اجاب:
-مش عارف يا أسيل مش عارف، الناس زمانهم على وصول وانا اديتهم كلمة وامي فرحانه وكلهم بيجهزوا و..
ثم استدار ليواجهها بجسده مكملاً بصوت اشبه للهمس تشع منه حرارة عاشق تُذيب جليد الظروف:
-وفي نفس الوقت أنا متأكد إني حتى لو اتجوزتها مش هقدر اقرب من واحدة غيرك هزت هي رأسها نافية بسرعة:
-وانا مش هقدر أشوفك متجوز اصلًا ولو بالأسم!

أغمض عينيه مستمتعًا بذاك الشعور الذي تسلل إليه ليضمها له اكثر، هامسًا:
-حاسس إني ف حلم هفوق منه على واحدة بتصرخ أبعد عنييي أنا مش طايقاك
ضحكت هي بخفوت لترد:
-تؤ تؤ، الواحدة دي خلاص مابقتش موجودة
فما كان منه إلا أن يلتهم شفتاها مسرعًا وكأنها ستطير من بين يداه، مال عليها بجسده كله يشبعها تقبيلاً فحاولت ابعاده بيداها هامسة:
-جاسر، كفاية خلينا نشوف حل احسن.

نهض فجأة يرتدي ملابسه على عجالة من امره، فهتفت تسأله بقلق:
-في إيه يا جاسر؟
أشار لها مسرعا بصوت يكاد يسمع:
-قومي إلبسي ولمي هدومك في أقل من ساعة
ضيقت ما بين حاجبيها بعدم فهم:
-لية يعني أحنا هنمشي؟
إرتسمت أبتسامة ساحرة منتعشة على وجه أمواج متقلبة راقت لتوها وهو يقول بخشونة هادئة:
-ايوة، بس مش هنروح بيتنا، هنروح شالية بتاع واحد صاحبي في مطروح.

كادت تسأله مرة اخرى، ولكن الوقت الذي يمر يصنع حاجز بينهم وبين خططته السريعة، فأردف بحزم:
-قومي يا أسيل مش وقت اسئلة هفهمك في الطريق
اومأت موافقة مسرعة لتنهض ترتدي ملال فيما غادر هو وهو يخبرها:
-هروح اخلص كل حاجة مع ابويا لحد ما إنتِ تخلصي لم الهدوم، وإياكِ حد يعرف إننا ماشين
اومأت موافقة، ليخرج هو مغلق الباب خلفه، ف ظلت تقفز هي عدة مرات وكأنها تقتسم مقدار سعادة العالم كله داخل صدرها وتهمس:.

-Yes yes yes
فتح جاسر الباب فجأة يتابع مشاكسًا:
-بس يا هبلة وخلصي الشنط
كتمت ضحكاتها بصعوبة لتبدأ بالفعل بأعداد حقائبهم...
ولكن بعد دقائق معدودة سمعت صوت وصول رسالة ل هاتفها، مالت على الكمودين تمسك به وهي تفتح الرسالة بهدوء، لتصطدم عيناها بما كاد يشلها عن الرؤية تمامًا!
وكان محتوى الصدمة صورة ل جاسر وفتاةٍ ما بين احضانه يحتسون الخمر سويًا ...!

دلف أحمد من باب المنزل يفك رابطة عنقه، واخيرًا طلق رودينا رسميًا، وكأن جبلاً ثقيلاً كان ضد إعتراضات راغبة والان حدثت معجزة ليتزحزح عنه!
سمع صوت موسيقى تأتي من غرفتهم، إتجه نحو الغرفة ليفتح الباب ببطئ شديد فصُدم من مظهر مها وهي تتراقص على بعض الأغاني الشرقية ببراعة...
ظل يحدق بها لمدة دقيقتان تقريبًا، فقد كانت اول مرة يراها تتراقص هكذا وهي منغمسة بين الألحان وكأنها تفصلها عن ذاك العالم المُشوه!

إنتبهت له مها فأسرعت تعدل من هندامها سريعاً وتغلق الأغاني، اقترب احمد منها ببطئ مصفقًا بيده وهو يهتف بنبرة ساخرة حوت بعض الخبث في طياتها:
-وقفتي لية، كملي يا فنانة كملي، ده انا طلعت عايش مع رقاصه صغيرة وانا مش حاسس
شهقت مها، لترد بحنق:
-إيه رقاصه دي! حسن ألفاظك، يا بيئة على رأي الواد سيف
سحبها فجأة من خصرها يجذبها له ليقرب وجهه منها هامسًا بأنفاس حارة تكاد تكون حارقة ل أي مزاح في وضع كهذا:.

-رقاصه ده اية قُطع لسان اللي يقول عليكِ رقاصه، دي الرقاصة تتعلم منك يا معلمز
عضت على شفتاها السفلية بخجل مصطنع لتسحبه من لياقة قميصه مغمغمة امام شفتيه:
-كدة يابو سيف هتشوه سُمعتي باللقب ده؟!
أبتعد عنها قليلاً ليفك ازار قميصه مسرعًا وهو يردف غامزًا لها بخبث:
-لا انا بقول نغير سيف بقا نشوف غيره، هو احنا مابننتجش غير سيف بس ولا اية
صرخت بهيسترية مرحة:
-بتعمل اية يا مجنووون!

شغل ذاك التسجيل ليجلس على الفراش يضع قدم فوق الاخرى متابعًا بخبث دفين مع إنطلاقة الاغنية:
-ورقصني يا جدع
تلعثمت في البداية ولكن بدأت تمحور حركاتها الأنثوية على نغمات الموسيقى وتغمس هي افكارها التي تزعجها دافنة اياها في محيط الصمت...!
وبعد دقائق سحبها أحمد له لتسقط على حجره، فهمس امام شفتيها:
-أنا بقول كفاية كدة نخش على المرحلة اللي بعدها
تمتمت ببعض الحياء:
-احمممممد.

جعلها تتمدد على قدماه ونصفها الاخر على الفراش، ليستطرد برقة رومانسية وقد بدأ في إلتهام قسماتها قبل أن يصل لشفتاها:
-حبيبة احمد، وحياة احمد، ونن عيون احمد
انهى كلمته بقبلة كاسحة يأكل فيها شفتاها ويداه تنزع عنها تلك الملابس ببطئ مثير، بعد غياب حارق دام لفترة قد تكون طويلة، كثيرًا!

صباح اليوم التالي..
أنهى عمر لقاؤوه مع الضابط بعدما سلمه چودي في القسم، ولكن هذه المرة بضمان ألا تخرج من القضية قبل مرور سنتان او اكثر!
إتجه بسيارته إلى المنزل، ورغمًا عنه كانت ذاكرته تحوم في ذكريات اليوم الماضي بعدما نقلها للمستشفى ما إن وجدها تنزف بغزارة...

فلاش باك
كان ينتظر امام غرفة الطوارئ، والقلق كاد يتآكله بلا رحمة، رغم أي شيئ وكل شيئ رابطة الدم تظل كوحشًا لا يهدئ إلا برضاه!
واخيرًا خرج الطبيب فأسرع له يسأله:
-خير يا دكتور؟
سأله بجدية:
-أنت جوزها؟
تردد كثيرًا ولكنه أجاب مؤكدًا:
-ايوة انا، في حاجة ولا إيه يا دكتور؟
تنهد الطبيب قبل ان يخبره بأسف:.

-للأسف يا استاذ احنا خسرنا الجنين، الرحم عندها ضعيف جدًا فمقدرش يستحمل حدوث الحمل، أنا كتبتلها شوية ادوية تلتزم عليها وتتابع في عيادتي الخاصة
ثم ربت على كتفه هامسًا:
-وربنا يعوض عليكم ان شاء الله
بااااك.

لا يدري هل من المفترض أن يسعد الان!
ام يُشق قلبه نصفين احدهما حزين على تعمق جراح تلك المسكينة والاخر يكاد يتراقص فرحا بتخلصها من اكبر مشكلة تقف كعقبة في منتصف طريق حياتها!؟
بدأ يشعر أن حياته اصبحت مجرد مغزى لطوفان لا يقل ولا ينتهي...
كمرحلة طويلة الامد تمامًا!

مسح على شعره عدة مرات، وصل إلى المنزل فترجل من سيارته بهدوء إلى أن دلف مغلقا الباب خلفه، اتجه على الفور إلى غرفتهم فأخترق اذنيه صوت شهد تدندن بخفوت قرب المرحاض..
اتجه له ليُصدم من تلك التي كانت تقف امامه شبه عارية...!
نقطة ومن بداية السطر، لفحة ساخنة جدًا شعر بها تكاد تخنقه في حلقه، وكأن نفس القبضة الملتهبة تعتصر قلبه الملهوف دومًا..

لم يمنع نفسه من الدلوف من الباب الكبير للمرحاض، ويغلقه خلفه ثم ينظر لتلك التي كادت تنزع جميع ملابسها فصرخت فيه:
-انت مجنون! اطلع بره
هز رأسه نافيًا، واخيرًا استطاع اخراج حروفه:
-لا طبعًا، اطلع بره ده اية، ده احنا هنبات هنا النهاردة
رغمًا عنها كست الحمرة وجهها وهي تحاول مدارة جسدها عن عيناه التي كادت تلتهما بالنيران التي اشتعلت بين مركزي عيناه، فاقترب منها ببطئ...
فيما اشارت هي له بأصبعها:.

-خلي بالك أنت مش هتقرب لي فمتحاولش ويلا عشان عايزة استحمى، أكيد مش هتستحمى معايا!
خلع التيشرت بحركة سريعة وهو يهتف بخبث مشاكس:
-طب عليا الطلاق منا طالع يا شهد
هجم عليها فجأة يحاوطها ملتصقًا بها وهو يكمل:
-وأنا معنديش إستعداد أطلق!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 11 من 31 < 1 24 25 26 27 28 29 30 31 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، مواجهة ، الأسد ، إستسلام ، معهود ،











الساعة الآن 11:21 PM