logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 7 من 31 < 1 14 15 16 17 18 19 20 31 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
  07-01-2022 01:27 صباحاً   [49]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الخمسون

عيناه متسعين بصدمة جلية على ملامحه الصارمة، كمن ضربه بمطرقة بقوة على منتصف رأسه، بينما لم تظهر شهد اى رد فعل، وكأنها اعتادت على الظلم، اعتادت على ان تعيش بالظلام، وعندما رأت نورًا طفيف ومدت يدها تتشبث به وجدت الظلام يتمسك بها بأيدى حديدية رافضًا الإبتعاد، بينما زمجر عمر فيه بغضب يشوبه الحدة:
انت مجنووون، شهد متجوزة اصلا، امال انا اية طرطوور حضرتك.

أشار له محسن بيده وقد تبلدت ملامحه ومن ثم تابع بجدية:
الكلام دلوجتي ماهينفعشي، لازم نسافر ونفهموا خالها براحة
مسح على شعره كنوع من تنفيث الغضب، ثم نظر لشهد بتفحص، وعيناه تتلهف للإطمئنان عليها متسائلاً:
شهدى انتِ كويسة؟
نظرت له بأعين ذبلت، وكأنها جسد بلا روح، ودموع أبت نزولها لشيئ لا يستحق، ثم اومأت دون كلمة اخرى، فتابع محسن بصوت قاتم:
انا هأروح اشوف الداكتور واخد اذن الخروج واجي تكونوا جهزتوا.

تنهد عمر بقوة، اما كان يكفيه كل تلك المشاكل، لتأتي هذه وتزيد من دستة مشاكله، ولكن كيف ستبتعد عنه، من المستحيل وإن كان الثمن حياته، نظر لمحسن ثم أردف بهدوء حذر:
محسن احنا لازم نفكر هانعمل اية قبل ما نمشي
أقترب منهم بخطوات واهنة وشعر أن قدماه تحملاه بصعوبة، فقد اوشكت على الكسر، خاله ليس بشخص هين ليتقبل أن ابنة اخته تزوجت من دون علم اى شخص، لن يمر الأمر هكذا، ولكن، ماذا عساهم ان يفعلوا!

نظر للأرضية وكأنه يبحث عن شيئ ما بعيناه، ثم قال جادًا:
مفيش غير حل واحد بس
نظر له عمر وشهد بسرعة ثم سأله عمر بلهفة:
قول اية هو بسرعة
رفع ناظريه لهم ولشهد بالأخص، وكأنه يتأكد من ان المكان فارغ ليلقي بالقنبلة المميتة، وقال بصوت أجش:
لازم تطلجوا.

أصدرت شهقة مكتومة بصدمة، فأخر ما توقعته هو هذا الحل، وقد اغرورقت عيناها بالدموع الساخنة، كانت كالطفل الرضيع ما بيده سوى البكاء، فقد عاندها لسانها وآسرها خلف قطبان الصمت، بينما أحمرت عينا عمر كجمرة مشتعلة، ثم صاح بغضب وحدة:
مستحييييييل، شهد مراتي وهتفضل طول عمرها مراتي
هز محسن رأسه نافيًا ثم عاد يقول بتوضيح:.

انتوا هتطلجوا مؤجتًا، لحد ما نروحوا البلد ونفهموا خالي أن شهد مخطوبة وابوى كان عارف بس لما تعب ملحجشي يغير الوَصية، ونكتبوا كتباكم هناك
خرجت شهد عن صمتها، وقد تبدلت نظراتها المصدومة بأخرى حازمة:
وانا مش عايزة اى ورث، انا بس عايزة افضل مع جوزى وابني.

أبتسم عمر عفويًا على جملتها، الوصية التي تريد تفرقتهم ستصبح سببًا لجمعهم، مثل السوط الذي كان سيجلدهم لينزل دون قصدًا على المتهم ويصبح سبب الأعتراف، وإخلاء سبيلهم بأرتياح، تنهد بحزن قائلاً:
ماشي يا محسن، بس يكون في علمك حتى لو موافقش هرد شهد واخدها وامشي، ومش هيهمني اى حد
اومأ محسن موافقًا بتأكيد، في حين أغمضت شهد عيناها تبتلغ غصة مريرة في حلقها، ليقول عمر بجدية لمحسن:.

روح جهز إلى انت قولت عليه وتعالي ونطلع على المأذون بعد كدة.

أولاهم ظهره وإتجه للخارج بخطي ثابتة، ثم اغلق الباب خلفه، لترتفع شهقات شهد الحادة، كالسوط الذي نزل على جسده للتو، اقترب منها بسرعة محتضنًا اياها دون ادنى مقاومة منها، يحتويها بين ذراعيه، يعتصرها بقوة ليمدها بقليلاً من القوة التي تجعله صامدًا، يقسم لها بطفلهم الغالي أنها لن تصبح لغيره، بينما تشبثت هي به بقوة، وبكاؤها يزداد، كأن حاجب الدموع قد ازيل الان، مسح عمر على شعرها بحنان، ثم استطرد مداعبًا:.

لو كنت اعرف ان الوصية هتخليكي تعترفي انك عايزانى جمبك وتحضنيني اوى كدة، كنت روحت فتحتها من بدرى
ضربته بقبضتها الصغيرة على صدره برفق، لتعود قائلة بصوت متهدج:
لا، انا مش عايزة ابعد عنك، اصلاً مش هأقدر والله، انت روحى، مهما عملت ماينفعش ابعد عنك وخصوصًا ان بقا في حاجة بتربطنا، انا بتنفسك
كلماته كانت كالسحر يُسكر روحَه وينعشها، كالدواء الذي يداوى حبيبًا ابتعد عن معشوقته مؤخرًا، تابع بفرحة:.

مش مصدق ودانى، شهدى إلى بتقول كدة
انفرج ثغرها بأبتسامة سعيدة، فها هي قد عادت لموطنها الحقيقي، وأُنير وجهها بضي العشق مرة اخرى، ليعزف معشوقها على ألحان عشقها، ويتسلل لشفتيها بأشتياق، رويدًا رويدًا حملها بين يديه كالعصفورة ليضعها على الفراش الصغير، ليعوض كل الأيام التي اجبرته على الابتعاد عنها، وتستسلم هي له تمامًا كأنه تودعه بكل حواسها..

أهو بحلم ام علم، كيف لا تتذكره، كيف استطاعت محو كل شيئ هكذا، او الأدهي كيف سمحت حتى للمرض أن يُنسيها ذكراهم، تخبطت افكاره، وتوقف عقله عن التفكير ليتساءل ببلاهة:
يعني اية!
أغمضت عيناها تستعيد رباطة جأشها، ثم أجابته بجمود:
يعني انت مين، انا مش فاكراك.

هز رأسه نافيًا بسرعة، ومد يده ممسكًا بكفها برفق، لتتلامس اصابعه السمراء بأصابعها الملساء، يكونوا مزيجًا غريبًا، سارت قشعريرة في جسدها، وحاولت إبعاد يدها ولكن من دون جدوى، ثبت ناظريه على عيناها البنية، متعمدًا اذابة جليدها الذي على وشك الانهيار، وقال بأبتسامة إصرار:
لا انتِ فكراني كويس اووى
رمقته بنظرات متعجبة، وقد إنعقد حاجبيه بدهشة حانقة، ليُكمل هو بما قضي على شتات صمودها المزيف:.

عشان انتِ لو مش فاكراني مش هأشوف النظرات دى ف عنيكي ولا هتترعشي اول ما امسك ايدك كدة، اكذبي على حد تاني.
ظلت محدقة به فاغرةً شفتيها من حدة زكاؤوه، ألهذه الدرجة يُركز معاها، حتى انه يلاحظ ارتعاشة جسدها، سمعت خُطي على السجاد قادمة، فأبعدت يدها عنه بقوة، ثم استعادت قناعها الجامد:
دى اوهام في دماغك بس، ولو سمحت اتفضل لو مش عايز حاجة.

أخذ نفسًا عميقًا ثم زفره على مهل بضيق، فهو على علم أن رضوى تستعين بأحدى الأقنعة لإبتعاده قليلاً، ولكنها لا تعرف أن هذا القناع يجرحه بقسوة يصعب علاجه، تقدمت والدتها منها بأبتسامة راضية وهي تمد يدها لها بكوب الماء:
اتفضلي يا حبيبتي المياه، الف سلامة عليكي يا روح قلبي.

يزداد شعوره بالأندهاش كل دقيقة تزداد، وكأنه اصبح مثل تنفسه، يُدهش ويندهش، بينما مدت رضوى يدها تمسك بالكوب لتشربه، وعلى ثغرها ابتسامة ساخرة، يبدو أن خطتها نجحت وما ارادته تم، اردفت بحزن مصطنع:
ماما مين ده، انا مش فاكراه خالص
ثم صمتت لبرهه ونظرت لها بطرف عينيها قائلة بخبث:
وفين شهاب، مجاش سأل عليا
تهللت أسارير والدتها، كمثل الطبيب الذي انعش مريض ليعده على قيد الحياة، ثم قالت بخبث مماثل يشوبه السعادة:.

لا طبعًا سأل، ومعلش يا حبيبتي بكرة تفتكرى كل حاجة، وده جارنا كان بيطمن عليكي
كأن الزمن توقف عند تلك النقطة، كيف لا تتذكره وتسأل عن شهاب، وتتذكر كل الأناس عدا هو!، ظل يحدق بهم بصدمة كطفل مندهش من مشاهدة الألعاب النارية، بينما تنهدت رضوى بحزن قائلة في خواطرها أسفة:
سامحني يا عبدالرحمن مضطرة اعمل كدة مؤقتًا.

كلماته دمرت كل الأحلام التي بنتها في لحظة ببساطة، تخَيلها أن حياتها ستصبح وردى، راح هباءًا!

ماذا ظنت اذا، فعلت ما فعلت وعادت لتجد كل شيئ كما هو مسبقًا، بينما كان وجه احمد خالي من اى تعبيرات، منتظرًا ما ستقوله والذي كان متوقعه، ينظر لها بهدوء تام كأنه اعطاها هدية ومنتظرًا شكره، بينما ألجمَت الصدمة لسانها، ودت لو صاحت فيه بحدة وضربته واخرجت غيظها به، ولكن ألتف لسانها قسرًا ولم يتحرك، بقوة اجبرتها على الصمت، فراح أحمد يتساءل بتوجس:
مها انتِ معايا؟

اومأت بشرود، وقد أيقنت الان، ان هذا إكمال عقابها المفروض، إن كانت ترغب في بناء عمارة متينة عليها أن تبني الأساس جيدًا، وهي دمرت هذا الأساس
تابع احمد بجدية قائلاً:
مها موافقة يا مها؟!
مسحت جبينها بيدها برفق ثم أجابته بتوتر:
موافقة بس عشان ابني، ولو ماعدلتش بينا يا احمد يبقي هننفصل تاني.

تقوس فمه بأبتسامة هادئة، الان فقط تأكد انها تغيرت للأحسن بالفعل، فهذه ليست مها الشرسة التي تغضب وإن لم يكن لديها حق، طرقات هادئة على الباب قطعت جلستهم السعيدة والحانقة، ليأذن احمد للطارق بالدلوف ويدلف العسكرى بعدما يلقي التحية قائلاً بجدية:
إبراهيم إلى انت طلبته بقا في مكتبك يا باشا
اومأ احمد ثم اشار له بالإنصراف، همت مها بالوقوف، فتنهد احمد بأرتياح، ثم هنأها بأبتسامة:.

ونقدر نقولك مبروك على البراءة يا مها
ثم صمت برهة من الزمن يتعمق تفاصيل وجهها الشاحب، ليقول بغموض:
وفي مفاجأة مجهزهالك بعدين.

صفق لها بيده السمراء الخشنة، وكلما تخبطت يده بالأخرى كلما زادت نظراته لها حدة وغيظ، بعدما قصت عليه كل ما حدث، وكانت أطرافها ترتعش بخوف، وضربات قلبها تزداد هلع وسرعة، اقترب منها ببطئ متعمدًا اثارة توترها، فإبتلعت ريقها بإزدراء وسألته بتوجس:
في اية انت مش قولتلي هتسيبني اول ما اقولك
أبتسم بسخرية، ثم وقف ينظر لها ببرود واجابها بلامبالاة:.

ايوة فعلاً، انا هسأل صاحب الحق، وبما اني خلاص سجلتلك إلى قولتيه فمش هحتاجك تاني
تهللت اساريرها وتنفست الصعداء، ها هو اخيرًا سيتركها، اقسمت في هذه اللحظات انها ولأول مرة تشعر بهذا الخوف، نظر لها مرة اخرى وعاد يقول بتحذير:
بس عيني هتبقي عليكي عشان لو لعبتي بديلك كدة ولا كدة.

اومأت موافقة بسرعة، في حين اولاها ظهره ثم اخرج الهاتف من جيب بنطاله، ثم أبتعد عنها حتى لا تسمع مكالمته واتصل برقم ما ليجيبه الشخص بعد ثوانٍ قائلاً بتساؤل:
ايوة يا عماار، ها تمام؟
طبعا يا عمر، اعترفت بكل حاجة وسجلتلها، وقاعدة دلوقت زى الكتكوت المبلول ورايا
تمام اووى، تسلم يا صاحبي
انا ف الخدمة
تسلم، سلام
مع السلامة.

اغلق الهاتف وهو يتنهد بأرتياح وابتسامة هادئة تزين ثغره، فها قد استطاع تسديد دين من الديون التي عليه لرفيق دربه الوحيد عمر.

بعد فترة، شهد تقف امام الشرفة، وقد اعتلي وجهها تلك الإبتسامة العاشقة، وعاصفة حب وسعادة قوية تغمرها بطياتها، وعمر يحتضنها من الخلف، مشابكًا اصابع يده الخشنة بيدها الصغيرة، ينظرون سويًا للزهور، بعيناهم بريق امل لامع، كأنهم ينظرون للمستقبل، وانفاسه تلفح عنقها الأبيض كالعطر الهادئ، هتفت بخفوت وقلق قائلة:
تفتكر خالو هيوافق ولا لا.

لم يرد عمر عليها، واكتفي بتنهيدة حارة، فأعتلي الضيق قسمات وجهها، وتأففت بضيق، فسألها عمر بهدوء حذر:
مالك يا شهدى قلقانة ليه؟
عضت على شفتها السفلية بقلق اكثر، ثم اجابته بنفَاذ صبر:
يا عمر خايفة مانبقاش مع بعض تاني
هز رأسه نافيًا بقوة، ثم غمس رأسه في عنقها يملأ رأتيه برائحتها التي يعشقها، لتسرى في جسدها رعشة من لمساته، فتابع هو بحنان:.

مش هيحصل كدة ابدًا، هاتفضلي حلالي وليا انا طول عمرك، محدش هيجي جمبك غيرى، ومحدش هيحط ايده ف ايد اخوكى ويقوله يا ابو النسب غيرى
وكأن محسن استمع إلى حديثه فطرق الباب بهدوء ودلف، ليجدهم هكذا، ابتسم برضا في حين ابتعدت شهد عن عمر بخجل، ثم تنحنحت متساءلة:
يلا؟
اومأ محسن بهدوء، ثم نظر لعمر قائلاً بجدية:
طب يلا يا عمر عشان نروح للمأذون.

اومأ عمر بضيق فشل في اخفاؤه وسار الجميع متجهين للخارج بهدوء، استقلوا سيارة عمر، ومحسن بجواره وشهد في الخلف شاردة حزينة وكأنها اخر مرة ستراه فيها، بعد قليل وصلوا للمأذون، ودلفوا له وهم يقدموا قدم ويؤخروا الاخرى، جلسوا جميعهم امام الشيخ ليهتف بجدية كمحاولة:
إن ابغض الحلال عند الله الطلاق، فكرى تاني يا بنتي
محاولته جعلت عمر يشعر بحقيقة الامر، فما كان منه إلا ان قال بصوت قاتم:.

خلاص اتفضل يا مولانا عشان مستعجلين بالله
اومأ موافقًا ثم قال له:
ارمي يمين الطلاق
اغمض عيناه يحاول أن يفعل، ولكن قلبه ينهره بشدة، يصعب عليه ولو مؤقتًا ان يفعل ذلك، تنهد ليعود يتذكر كلام محسن ونظراته التي حسته على النطق، فنطقها كحكم الأعدام:
انتِ طالق
كلمته كالسكين البارد الذي طعنها في منتصف قلبها وتمت اجراءات الطلاق ولم تعد زوجته الان، استقلوا سيارة عمر واتجهوا لمطار القاهرة..

بعد عدة ساعات في الأقصر، بلدة الهدوء والجمال الطبيعي، في شوارع واسعة تحديدًا داخل احدى المنازل الكبيرة ذات الاثاث القديم ولكنه مميز، منزل من ثلاث طوابق اشبه للقصر، يجلس في الاسفل رجل في اواخر الخمسينات من عمره، ذو شارب ابيض ولحية خفيفة، تعطيه مظهر الكبر، يرتدى جلبابه الاسمر الذي يزيد من حدة ملامحه، الا ان من يتعمق عيناه يلحظ الحزن والقسوة والحنان معًا، يرتدى عمته البيضاء، بجواره الكثير من رجال العائلة، ومن ضمنهم شاب في اوائل الثلاثينات من عمره، يرتدى جلباب من اللون البني، وملامحه عادية، ذو عضلات بارزة، وعينان سوداء، وبشرة سمراء، يبدو القلق على ملامح وجه بعضهم والصرامة على البعض الاخر، وخاصًا الشاب الذي كان يقول بنزق:.

يابوى ماهينفعشي اكده، انا مش هاتجوز شهد، شهد دى طول عمرها اختي
أشار له والده بالصمت، ثم قال حادًا:
نادى، هتعصي كلمة ابوك ولا ايِة!
اطرق رأسه نظر للأسف بأسف ولم يستطع التفوه مرة اخرى..
لا يا خال، شهد هي إلى مش هاتتجوزه، لان مينفعشي اصلاً
هتف محسن بها جادًا، وملامحه هادئة، وخلفه شهد وعمر، وشهد يتملكها القلق والخوف والتوتر، ليصبح لون وجهها اصفر، وعمر من يراه يصعب عليه التنبؤ بما سيفعله او يقوله..

رفع خاله حاجبه الأيسر ثم صاح مستنكرًا:
ليه يا محسن، نادى فيه عيب ولا اية
هز محسن رأسه نافيًا بسرعة بعدما جلس بجواره، ليمسك يده ويقول بأستسماح:
لا لا مين جال اكده، بس جصدى عشان شهد مخطوبة يا خال، وهاتتجوز جريب
إرتفعت معدلات الغضب لدى خاله الذي تشنجت عضلات وجهه ونظر لشهد بأعين حادة كالصقر، أرتعدت من نظراته، بينما نهض هو وبدى الغضب بوضوح على ملامحه و...


look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
  07-01-2022 01:48 صباحاً   [50]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي والخمسون

كان ينظر لهم نظرات غاضبة حانقة مشتعلة بلهيب العصيان، لم يكن بشخص عادى سلس ليمر الأمر بسهولة ويتغاضي عن أمر كهذا، صاح بوجههم بحنق:
يعني اييية الكلام ده انتوا مجانين
أقترب محسن منه بهدوء، ثم اجابه محاولاً امتصاص غضبه:
اهدى يا خال، احنا اصلا كنا جاين تخبركم، بس فتح الوصية سبج، ثم اني معرفش كيف اتفتحت الوصية وانا وخيتي مش موجودين!
أحمر وجهه الأسمر من كثرة الغضب، فأشار بيده محذرًا ثم تابع بحدة:.

جصدك اية يا محسن، اعرف لكلامك
كانت شهد ترتجف بخوف، مع كل حرف ينطق به خالها يزداد الخوف بداخلها، تتابعهم بأعين مذعورة، وبريق خافت يملؤه الأمل بعيناها، وعمر يرمقها بنظرات حانية، كأنها رسالة محاولاً طمأنتها، ود لو يستطع أن يحتضنها ليهدأها قليلاً، ولكن لم تعد حلاله الان!
كلمة في خواطره آلمته وجرحته بعمق، أستافق كلاً منهم على صوت محسن وهو يقول بهدوء حذر:
طب بعد اذنك يا خال نتكلم لحالنا جوة.

ألقي خاله نظرة حانقة على شهد، ولكن نظراتها المذعورة آثرت فيه، رق قلبه لطفلته التي يعشقها، فهي تعد الغالية ابنة اخته الغالية، اخر ذكرى لشقيقته، اومأ برأسه، ولكن لفت نظره تواجد عمر الذي كان يقف يشاهدهم بهدوء، كمن يشاهد احد الافلام المثيرة، تفحصه من اعلاه إلى امحص قدميه، ثم سأله شرذًا:
انت مين انت يا اخ؟
تنحنح عمر بحرج وكاد يجيبه إلا ان قاطعه محسن مسرعًا:.

ده عمر خطيب شهد يا خال، جال لازم يجي يتجدم لها من تاني ليك
تصرف محسن بحكمة اجبرته على الموافقة ثم اومأ موافقًا، ثم استدار واتجه لأحدى الغرف، يتبعه محسن بهدوء، فيما تنهد عمر بأرتياح، فهو وافق مبدئيًا، فتح له بوابة الدخول وسمح له..
تنحنح نادى قائلاً لعمر بحرج:
طب اتفضل اجعد يا عمر
أبتسم عمر ابتسامة صفراء ثم نظر لشهد وساروا سويًا ليجسلوا بجوارهم..

الصمت سيد الموقف، ينظرون لبعضهم وكلا منهم يطمأن الاخر بعيناه غير قادرين على قطع الصمت الذي جثي على قلوبهم بينما في الداخل تنشب معركة كلامية بين محسن وخاله..
نظر خاله له ولم يتخلي عن غضبه ثم قال حادًا:
انا مافاهمش ازاى تنخطب جبل ما حد يعرف حاچة!
تنهد محسن ثم أجابه بهدوء حذر:
لا ماهو ابوى كان عارف وموافج بس تعب فجأة وملحجش يغير الوَصية.

نظر له بطرف عينيه مفكرًا، كالمقرر الذي يُعرض عليه عارضات ازياء ويدقق فيهم ليقرر الأحسن، قطع الصمت الذي دام لثوانٍ قائلاً بجدية:
وانت سألت عن عمر ده؟
اومأ عمر بسرعة بأستنكار مصطنع:
طبعًا، امال انا هدي خيتي لأى حد!
تأفف خاله بضيق ثم تابع بصوته الأجش: على ايية يعني تعمل اكدة، ما تاخد واد خالها وخلاص
رسم محسن اليأس على وجهه ببراعة، ثم اردف بحزن مصطنع:
يرضيك شهد تتعب يا خال وتتچوز واحد بتعتبره زى اخوها.

صمت برهه ثم اكمل مستعطفًا اياه:
انت ماشايفش وشها مخطوف كيف الكتكوت برة؟
أستدار خاله دون كلمة اخرى، متجهًا للخارج بخطوات تملؤوها الثقة وبعض الغرور، تاركًا محسن دون اى كلمة تبرد النار التي اشتعلت بداخله.

كان شهاب يجلس كالذئب يجوب بنظره في انحاء المنزل، وجه متورم اثر ضربات عبدالرحمن التي تركها له ذكرى تذكره دائمًا بخيبته وحسرته وعيناه تلمع بشرارة غاضبة حاقدة، عقله منشغل بالتفكير وجسده منشغل بالألم الذي سيطر عليه، وما ادى إلى ازدياد احمرار وجهه هو غضبه الذي طبع على ملامحه من كثرته، فجأة طُرق الباب ليقطع جلسة تحسره وانصهار غضبه الغير متناهي بسرعة، عقد حاجبيه ثم نهض متحاملاً على نفسه ليفتح الباب، ما إن فتحه حتى ارتمت شقيقته في حضنه وهي تبكي بحدة، ثم همست بتشنج قائلة:.

الحقني يا شهاااب الحقني
أختفت حقول الغضب المشتعلة ليحل محلها أنبات قلق وتوجس، فسألها بلهفة:
مالك يا جميلة مالك في اية؟
ثم ابعدها عنه قليلاً و نظر لملابسها الممزقة، والتي كانت تظهر بعضًا من جسدها، ودق الخوف بابه مرة اخرى، ليعيد سؤاله بتوجس:
مالك يا جميلة انطقي
حاولت إيقاف شهقاتها، ومن ثم اجابته بكلمات متقطعة:
م محم محمود خطيبي.

الجروح السطحية التي تغطي وجهها ورقبتها، ومظرها المثير للقلق، جعله يفهم ما حدث، ولكن كذب نفسه وسألها مرة اخرى بعدم فهم مصطنع:
ماله محمود انطقي حصل اية!؟
أجابته بخفوت وصعوبة:
م محمود آآ اع اعتدى عليا يا شهاب
إتسعت مقلتاه بصدمة، وجز على أسنانه بغيظ وهو يدخلها ويغلق الباب، ثم صاح فيه بصوتًا عالٍ:
ازااااى حصل ده ازاى.

كانت تضم ركبتيها إلى صدرها لتدارى جسدها الذي ظهر، والخوف يسيطر عليها، اقترب منها ثم امسكها من ذراعها وهزها بقسوة صارخًا في وجهها:
ازاى قدر يعمل ده فهميني ازاااااى يابنت امي وابويا!؟
لم تستطع أجابته فقط كانت تبكي بحدة وتنحب، صوت شهقاتها كانت كالقوس الذي اطلق شهاب كالسهم بإتجاه محمود ويركض إليه بسرعة آتيًا له على هيئة الموت!

كانت چودى تسير ذهابًا وإيابًا، تشعر ان قدماها لن تتحملها اكثر من ذلك، تكب بداخلها صرخة مكتومة مرتعدة أبت الخروج، كان القلق بادى على ملامحها، وتطبق على شفتها السفلية بتفكير وهلع، وكان عبدو يجلس على الأريكة يضع قدم فوق الاخرى ببرود، واجبرته عيناه على متابعتها، حتى زمجر فيها عبدو غاضبًا:
ماتهدى بقااا خيلتيني
نظرت له بحدة، وأقتربت منه، ثم قالت بنبرة أشبه لفحيح الأفعي:.

اصل معني ان لوزة مختفية، يبقي اكيد مخطوفة وعمر إلى خاطفها
مطت شفتيه بعدم رضا، ثم سألها بلامبالاة:
انتِ مين قالك كدة يا چودى؟
جلست بجواره، وقد بدى الغضب بوضوح على محياها واصبح وجهها كاللوحة التي تلونت باللون الاحمر، وقبضت على ذراعه بقوة، ثم أجابته بجدية يشوبها بعض الدلال:.

اسألني انا، انا اكتر واحدة افهم عمر، اكيد لما فاق افتكر مقاومته في البداية، واستغرب، ومش هايسيب لوزة من غير ما يفهم كل ده، لازم نتصرف يا بودى
نظر له بطرف عينيه، ثم عاد ينظر امامه بجمود، ومن ثم سألها بنزق:
انجزى يا چودى عايزة اية
ثم صمت للحظة وقاطعها قائلاً بسخرية باتت كالسكين تجرح كرامتها:
وبعدين ماتخافيش اوى كدة، من امتي وانتِ جبانة، ولا مش انتِ إلى صممتي على العملة دى!

تسلل الهلع بداخلها كاللص، يسرق كل راحتها وشعورها بالاطمئنان، ثم اصبحت تضرب على قدميها وهي تبكي بخوف:
ايوة انا إلى غلطانة وغبية، بس عمر مش هايرحمني، ده مش بعيد يقتلني
ثبتت هذه الفكرة في رأسها، ووقف عقلها عن التفكير في مجرد شيئ كهذا، هل سيفعلها، سيقتلها حقًا ولما لا!؟
زاد بكاؤوها، مع ازدياد ضربات قلبها، وازدادت حالة الهلع المسيطرة عليها سوءًا، ومن ثم صاحت بقلق:.

فعلاً ده ممكن يقتلني، لا لا انا مش هستناه لما يلاقيني انا لازم اهرب
رفع عبدو اكتافه بلامبالاة، ثم قال بأستهتار:
وانا مالي، اهربي انا مش ماسكك
تعجبت من حالة اللامبالاة التي سيطرت عليه، وصُدمت، وتخبطت مشاعرها بداخلها بين الخوف، الصدمة، القلق، ولكن ليس وقت التفكير الان، هذا وقت التفيذ فقط..

قالت هكذا لنفسها بعزم، قبل أن تمسك بهاتفها الموضوع على الأريكة، ثم اتصلت بأحدى الارقام الدولية، لتجيبها سيدة ما قائلة:
ايوة يا چودى ازيك يا حبيبتي؟
الحمدلله يا مامى، ازيك انتِ؟
تمام، وحشتيني جدًا يا چودى
وانتِ اكتر، عشان كدة قررت اجيلكم
بجد، بجد هاتيجي يا حبيبتي
ايوة خلاص هاحجز اول طيارة مسافرة امريكا، وهاجي استقر معاكم
ده يوم الهنا يا حبيبتي، هاحجزلك على طول من هنا
ياريت يا مامي.

حاضر يا روح مامي، روحي جهزى حاجتك بقا وظبطي نفسك
اوكيه، باى يا مامى
باى يا حبيبتي
أغلقت ثم ألقت الهاتف على الأريكة وتنهدت بأرتياح، ولفت نظرها ابتسامة عبدو الساخرة، لم تبالي بها فها هي قد تخطت أول موجه قابلتها ام سفينة دلالها بنجاح، ولكن احيانًا تأتى الرياح بما لا تشتهي السفن..

تبادلت النظرات بينهم، الصدمة والضيق من عبدالرحمن والأنتصار من والدة رضوى، والسخط من رضوى على نفسها، رق قلبها له وودت لو نهضت وضربت نفسها ثم اعتذرت لعبدالرحمن وقصت عليه ما ارادته، ولكن ما باليد حيلة..
يوه يا عبدالرحمن، ما خلاص يابني مش اتطمنت، روح ريح بقاا هاا ريح واستريح.

هتفت والدتها بتلك الجملة وهي ترمقه بنظرات أنتصار وحادة، وتضغط على كل حرف بدقة، تحامل عبدالرحمن على نفسخ ولم يعطيها اى اهتمام، ثم وجه نظره لرضوى وكأنه يهتم برب عمله، او بالأحرى رَب قلبه المتيم بعشقها، ثم همس بجدية وإصرار قائلاً:
انا هأمشي دلوقتي يا رضوى، بس تأكدى انى مش هأبعد عنك ابدًا.

أبتسم قلبها فرحًا وتراقص قلبها بسعادة، وقد أعلن عشقه الأبدى لهذا الرجل الأسمر الوسيم، الذي يتمسك بها كأخر منقذ له، ومنعت أبتسامتها من الإرتسام بصعوبة وهي تقول بحدة مصطنعة:
لو سمحت انت مجرد جارنا بس، فياريت بلاش الكلام ده
اومأ بهدوء حذر، ثم أولاهم ظهره وغادر على عقبيه والغيظ يتملكه من هذه التي تسمي والدتها!
بينما تنهدت رضوى بضيق، ولم تعرف كيف استطاعت التوفيق بين عقلها وقلبها واستسلمت لعقلها هكذا!

بينما رسمت والدتها الأبتسامة المنتصرة على وجهه، وقالت بجدية:
انا هأروح اريح شوية يا حبيبتي، عاوزة حاجة؟!
هزت رأسها نافية دون ان تخرج كلمة من بين شفتاها، او تنظر له حتى..
لم تبالي هي الأخرى واتجهت للداخل بخطوات واثقة وتوجهت لغرفتها لتغلق الباب عليها تاركة رضوى تتذكر حديث عبدالرحمن وتبتسم بوهن..

بعد دقائق شعرت رضوى بالضيق من جلستها هذه الغير معتادة ومعدتها التي تتضرع جوعًا، فنهضت بهدوء متوجه للمطبخ الذي كان مجاور لغرفة والدتها، كانت امام غرفة والدتها، فسمعت والدتها تقول بسخرية:.

ايوة طبعًا مش بنتي وطبعاً ماتهمنيش، بس انا مش اصرف ده كله وف الاخر تتجوز واحد يجي ياخد كل ورث ابوها ويغوروا مع بعض، لازم واحد نكون وانا وهو متفقين عشان حقي في الورث إلى الراجل الناقص إلى ما يترحم ده كتبه بأسم بنته المضروبة رضوى دى.
أراد القدر وضيق المسافة بين المطبخ و غرفتها أن تسمع رضوى شيئًا دمر حياتها بلحظة وجعلها تشعر بالدوار يعاودها مرة اخرى دون رحمة.

خرج خالهم بهيبته المعتادة، وأنفه المرفوع، وحذائه المتعجرف، نهض عمر ناظرًا له بتفحص، ملامحه لا تظهر شيئ، عيناه توحي بالجمود والغموض، وتسلطت أعين الجميع عليه بلهفة وتساؤل، ليقترب منهم مثيرًا التوتر لديهم دون أن يقصد، خلفه محسن وحاله لا يختلف عنهم كثيرًا..
إرتكز على عصاه الخشبية الرفيعة التي يحملها بيده، ثم تنحنح قائلاً بهدوء:
محسن جالي على كل حاجة.

ثم نظر لعمر الذي كان يتابعه بلهفة ملحوظة، ليكمل بعكس ما ارادوه:
بس انا لسة ماقررتش، محتاج أفكر
ظهر اليأس والحزن على اوجه كلاً من عمر وشهد ومحسن ونادى، توقعوا اللين منه ولو قليلاً ولكن فاق كل توقعاتهم..
نظر لمحسن ثم استطرد بنبرة آمرة:
انت تروح تجعد في الأوضة إلى مرتك جاعدة فيها، وتودى عمر لأوضة الضيوف، وشهد في الأوضة إلى كانت بتجعد فيها.

اومأ محسن بقلة حيلة، ونهض الجميع متجهًا للخارج عدا هم، واتجه هو لغرفته بهدوء، بعدما رمي القنبلة تاركًا اياهم يحاولوا استدراك الموقف..
اتجه محسن للأعلي وخلفه عمر الذي كان يتابع شهد بنظراته، وشهد صعدت خلفهم للغرفة التي ستقيم فيها، ونادى إلى غرفته كلاً منهم يفكر بأحلامه التي كانت تتوقف على كلمة خالهم..

وبعد ساعات مساءًا، كانت شهد تتململ بكسل وتثاقل على فراشها بمنامتها الحمراء، وشعرها الذهبي ينسدل على ظهرها، لم يغمض لها جفن ولم تعرف طعم النوم، كانت تفكر بما سيقوله خالها فقط!
سمعت طرقات خافته على الباب، نهضت بهدوء لتفتح الباب فهي تعرف أن اولاد خالها لا يأتوا لغرفتها ابدًا، ربما محسن..

فتحت الباب لتجد عمر يدلف من دون مقدمات ويغلق الباب، شهقت بصدمة وكادت تتفوه بشيئ ما إلا ان قاطعها وهو يضع يده على فاهها، مثبتًا ناظريه على عيناها التي ملؤوها الاشتياق والعشق ثم همس بأسمًا لطالما احبته منه:
وحشتيني اوى يا شهدى.

أبعدت يده عنها ونظرت للأسفل بخجل، نظراته المثبتة عليها دائمًا تحطم كل حصونها الجادة ببساطة، لاحظت ما ترتديه، هذه ( البيچامة ) الحمراء الخفيفة, الضيقة التي تبرز مفاتن جعلت وجهها احمر من الخجل، حاولت التفوه بصعوبة قائلة:
عمر لو سمحت اطلع، مينفعش كدة.

أقترب عمر منها ببطئ متعمدًا اثارة توترها، ليفقدها سيطرتها على اعصابها ونبرات صوتها الشبه جادة، كأنه قائد في معركة العشق يفكر بزكاء، إلتصقت بالحائط، ثم أبتلعت ريقها بصعوبة، ومن ثم أردفت بهدوء حذر:
عمر اطلع بقا
اقترب اكثر لتلفح أنفاسه بشرتها البيضاء، يشتم عبيرها بأنف وحواس مشتاقة، يروى كل بذور الحب التي نَمت بداخله لها، ثم قال بخفوت بجوار اذنها:.

اية إلى مينفعش، انك توحشيني، انتي اصلاً بتوحشيني وانتِ معايا، وانا مش متعود انك تبقي ف اوضة وانا ف اوضة
كان اثر كلمات عليه واضح كالسحر او التنويم المغناطيسي الذي يجعلها غير قادرة إلا على ان تنفذ ما أراده..
أقترب منها اكثر وهو ينظر لشفتيها الوردى المنتكزة، كاد يقبلها بشوق وهو يحيط خصرها بيده كالسلاسل..
إلا ان افاقت في اخر لحظة وابعدت يده عنها، ومن ثم قالت بحرج:
عمر مينفعش احنا دلوقتي متطلقين.

احتقن وجهه من كلمتها التي رشت شيئ مضر بزهوره العاشقة دون أن تقصد، كاد يرد عليها إلا ان فاجئهم صوت خالها العالي والذي بدى عليه الغضب وهو يصيح:
كل إلى في البيت يجووا هنا فورًا
ارتبكت شهد، وأحتل الخوف أرض عيناها البنية بأريحية، ليهدئ عمر من روعها قائلاً:
هأطلع على الجنب من غير ما حد يشوفني، وانتِ ألبسي اى حاجة ومتنزليش كدة هاا.

اومأت بسرعة، ليستدير هو ويتجه للخارج على أطراف اصابعه، تاركًا شهد ترتدى ملابسها بعجلة وتنزل خلفه..
اجتمع الجميع خلفه، ولم يستطع اى شخص التنبؤ بما سيحدث سوى أن عاصفة قوية ستهب حالاً..
هتف بصوت جاد قائلاً وهو ينظر لمحسن:
بكرة هاتروح تجيب المأذون، انا خلاص قررت ومافيش تراجع او نقاش و...


look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
  07-01-2022 01:48 صباحاً   [51]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والخمسون

صاح هادرًا وهو ينظر لمحسن بالغة، جدية اجبرتهم على اعتقاد عدم رغبته في إتمام زيجة شهد وعمر، لم يكن منهم سوى الصدمة التي حددت ملامحهم بوضوح، بينما تسللت الأبتسامة الهادئة لتزين وجهه المتعرج، ثم قال بحنان لشهد:
يلا روحي جهزى نفسك يا عروسة.

إرتفعت نبضات قلبها، اصبح يخفق بعنف، وشحب وجهها الملائكي لمجرد تخيل أنها لن تعود لحبيبها ووالد طفلها، كانت عيناها متعلقتان بعيناه الذين بدوا صامدتين سوداوتين كظلام الليل الموحش، كانت تبحث عن نظرات تطمأنها ولو قليلاً..
رمق الخال عمر بنظرات هادئة ثم قال بحنان غير معهود منه تجاه عمر:
وانت يا عريس روح جهز نفسك عشان كتب الكتاب بكرة والفرح بليل.

تهللت أساريره وأنفجر ثغره بأبتسامة سعيدة، حالمة، رغم ارتفاعها لم تعبر عن ولو كم صغير من أطياف السعادة التي غمرته، كان قلبه يطرق الطبول على دقاته، بينما همست هي بعدم تصديق:
بجد، بجد يا خال؟
اومأ بأبتسامة صافية، لتنطلق راكضة له كالفراشة المحلقة من شدة سعادتها، ثم احتضنته وهي تقول بأمتنان:
ربنا يخليييك لينا يارب، شكرًا اووى يا خالو، شكرًا اوووى اووووى بحبك جدًا.

قهقه بسعادة على سعادتها، فما يغمرها يغمره، مسح على شعرها برفق، وراح يقول بخبث غير معتاد:
مش تجولي انك واجعة للدرجة دى
كست الحمرة وجنتاها، ونظرت للأسفل بخجل، في حين أكمل هو بأبتسامة:
ربنا يهنيكم يا بنيتي، ويرزجكم الذرية الصالحة يارب
ردد الجميع خلفه آمين بفرحة، كلماته وقراره لم يدخلوا السرور على قلب هذان العاشقان فقط، بل جعل السعادة رايتهم الوحيدة في هذا القصر الكبير
أبتسم محسن بهدوء ثم عاد يقول بثقة:.

كنت متأكد انك هتاخد القرار الصح يا خال، طول عمرك حكيم
لم يعرف ماذا يقول عمر، وكأن اسنانه احكمت القبضة على لسانه لتمنعه عن التفوه وكأنما توقفت عن العمل من فرط سعادتها، ولكنه همس بوعدًا جادًا:
مش عارف اقولك اية بس إلى اقدر اقولهولك انك مش هتندم ابدًا على قرارك ده طول منا عايش
اومأ خاله بتأكيد ثم قال بمزاح:
معلش بجا نزلتكم بس قولت لازم اعمل فيكوا المجلب ده.

ضحك الجميع بسعادة على مزاحه الذي تمنوا أن يطيل ويطيل لأيام، وربما للأبد ولكن يترك اثرًا واضحًا على نفسه الصارمة يلينها ولو قليلاً.

شعرت انها سقطت في دوامة قوية لا تنتهي تكاد تعتصرها من شدتها، كل شيئ مهزوز من حولها، اجتاحها شعور قوى بالغثيان وعدم السيطرة على نفسها، كلمات السيدة التي من المفترض أن تكون والدتها نزلت عليها كالسوط لتجلدها دون ادني رحمة، تلقلقت الدموع في أعينها على الفور، ولكنها لن تسمح لها أن تهبط هذه المرة، لن تكون ضعيفة بعد الان، فتحت الباب فجأة لتدلف، وقد إرتسم الجمود على ملامحها ليخفي قسمات وجهها الملائكي، أنتفضت والدتها ذعرًا، ثم سألتها بتوجس:.

ف في اية يا رضوى!؟
أبتسمت بسخرية مريرة، ثم رفعت اكتافها وقالت بلامبالاة مصطنعة:
لا خالص، كنت بسألك هاتكلي معايا ولا لا يعني؟
اومأت والدتها سريعًا، لتتجه رضوى للخارج دون أن تتفوه بشيئ اخر، بعدما لعبت على أعصابها ببرود ولو قليلاً مثلما كانت تفعل بها هي منذ ولدت..

تنفست الصعداء وهي تضع يدها بجوار قلبها وكأنها تتأكد من استمرارية النبض، كان سينهار جليد التخطيط الذي كانت تعيش من اجله، امام شعلة واحدة مفاجئة من رضوى..
بينما كانت رضوى تهوى على الأريكة بحمل جسدها، تتنهد بعمق تنهيدة حارة تحمل بطياتها الكثير من الألم والمشاعر المختلطة، لم يخطر ببالها سوى شخصًا واحدًا، هزت رأسها مؤكدة بما قد توصل له عقلها الذي عاد يشتغل لتوه..

نهضت بسرعة ثم أمسكت بهاتفها الموضوع على المنضدة الصغيرة واتصلت بأحدى الارقام ثم وضعته على اذنيها منتظرة الرد بلهفة، وبعد ثوانٍ اتاها صوت رجولي أجش قائلاً:
الوو سلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله، ازيك يا استاذ وحيد؟
بخير الحمدلله يابنتي
كنت عايزة اتكلم مع حضرتك بخصوص وصية بابا الله يرحمه
انا وريتها لوالدتك من بدرى
آآ ممم انا عارفة بس ضرورى اقابل حضرتك في اقرب وقت
تمام تمام انا فاضي بكرة الصبح.

طيب، هأتصل بحضرتك بكرة الصبح وشكرًا جدًا ليك
الشكر لله، مع السلامة يا بنتي
مع السلامة يا عمو
أغلقت وألقت الهاتف بعنف، ثم أطلقت زافرة قوية علها تعبر عن جزء بسيط من كم الغضب الهائل الذي يشتعل بداخلها، الكارت الوحيد الذي كانت تستخدمه وتصمت رغم اهانتها هو حقها عليها كوالدتها، ولكن، من الان لم يعد هناك ضعف امامها، هناك قوة وجبروت ترتعد منه رغمًا عنها فقط.

أنطلق شهاب كالسهم من القوس بإتجاه هذا الذي يدعي محمود، الذي تجرأ وتعدى كل الخطوط الحمراء، تجرأ ومس زهرته الجميلة بسوءٍ او ربما أنتشلها من مكانها من الأساس، كان وجهه أحمر بشدة من كثرة الغضب، عيناه السوداء توحي بظلمة غاضبة حاقدة مشتعلة ستحرق من يقف امامها حتمًا، يسرع بخطواته قدر ما استطاع ليعجل من القبض على رقبة هذا الحقير الخائن للأمانة..

وصل امام منزله ثم ترجل من سيارة الأجرة بسرعة، وألقي بالأموال ليهم بالركض للداخل دون أن يأبه بأى شخص، طرق الباب بعنف لدرجة أنه يمكن ان يُخلع بيده، فتح محمود الباب وهو يغلق ازرار قميصه القنطي الأسود وينظر للطارق ببرود، سرعان ما تحولت للهلع وهو يسأله بتوجس:
مالك يا شهاب في اية؟!

أجابة بأجابة واحدة يعجز اللسان عن قولها، أجابة تجبره على الصمت لأخر عمره، بل تجبر قلبه على التوقف عن النبض، ليعلن انتهاء حياته واخذ ثأره بأريحية ومهما كان العقاب..
طلقة مدوية خرجت من المسدس الخاص بشهاب وهو يرمق محمود الذي سقط صريعًا بنظرات قاتلة مثل الطلقة النارية تمامًا، اخترقت قلب محمود دون رحمة، لتنهي حياة واحدًا من أسوء رجال البشرية.

صباح اليوم التالي تسللت أشعة الشمس الصفراء لغرفة شهد، معلنة عن بدأ يوم جديد بسعادة جديدة، تدفئها بحرارتها، تغطي شعرها الذهبي لتعطيها مظهرًا جذابًا، يزيدها جمالًا فوق جمالها الخلاب، فتحت جفنيها بتثاقل وكسل، وبدأت تتململ في فراشها، ما إن فتحت جفنيها وعاودتها ذاكراتها بما حدث امس، تحسست بطنها بهدوء، وقد زينت الإبتسامة الحالمة ثغرها، نهضت ببطئ، واتجهت للمرحاض لتغستل وتؤدى فريضتها بأنتظام، كانت مستيقظة بسعادة غامرة على غير عادتها مؤخرًا، انتهت ثم صففت شعرها على شكل ذيل حصان ثم ارتدت احدى العباءات المنزلية، واتجهت للأسفل بخطي هادئة، لتجد الجميع يجلس على الإفطار يتناولوا الأفطار بشهية، أقتربت منهم بأبتسامة مرددة:.

صباح الخير، ازيك يا خالو
أبتسم خالها بهدوء، ثم اجابها بجدية:
صباح النور يا حبيبت خالك، اجعدى عشان نفطروا والمأذون هايجي، وزمان الناس بتفرش برة عشان الفرح بليل
قطب نادى جبينه متعجبًا ثم قال بدهشة:
كيف بالسرعة دى يابوى!
تنهد والده بقوة، ثم نظر له واستطرد بتوضيح:
عمتك ليها ورث في اراضينا وارض ابونا، ده غير إن انا متكلف بكل مصاريف الجواز لحد ما تروح بيت چوزها واطمن عليها، دى بنت الغالية مش اى حد.

أبتسم عمر بفرحة داخلية من موقف خالها وهذه الموافقة السريعة، بل سيقيم الفرح وليس كتب الكتاب فقط، يا الله كم كان الحظ يحالفه، ولكن أردف مستنكرًا:
بس ازاى ده يا عمي، انا بيتي موجود في القاهرة، والحمدلله معايا فلوس تقضي اني اتكلف بمصاريف فرحي زى اى عريس وعروسة
أجفل الخال ثم قال حازمًا:
انت وشهد زى ولادى، انا خلاص جولت إلى انا عايزه، فوتكم بعافية بجي اروح اجهز كل حاجة.

ابتسم عمر بهدوء، واجبرته عيناه على النظر لمعشوقته التي كانت تود أن تطير بأجنحتها محلقة على ارض قلبه بسعادة ليمتزجوا معًا احتفالاً بزواجهم للمرة الثانية ولكن بأختلاف..
تمر الساعات ويسدل الليل ستائره وظهر القمر لينير الأرض بخفوت وينير معه قلوب العاشقان اللذان ينتظران هذا المساء بفارغ الصبر..

تم تحضير كل التجهيزات على أكمل وجه وبسرعة فائقة، والاتفاق على الاقامة في غرفة شهد هذه الليلة ويسافران في الغد عائدين للقاهرة، كما طلبت زوجة خال شهد بعض فساتين الزفاف لتنتقي منهم احلاهم، الفستان الأبيض الذي تحلم به اى فتاة، كانت تقف امامه في غرفتها تنظر له بشوق وقد تلقلقت الدموع الفرحة في عيناها، آآه كم كانت تتوق لإرتدائه لحبيبها وزوجها كأى فتاة، أصدرت انينًا خافتًا وهي تتحسسه ببطئ وبأصابع مرتعشة، وحال عمر لا يختلف عنها كثيرًا، بل كان الشوق اضعاف الاضعاف بداخله لها، مر الوقت سريعًا، وبدأ الزفاف الأسطورى الذي أقيم لهم، ونزلت شهد بفستانها الأبيض الذي كان ضيق عند منطقة الصدر مُطرز بفضة، ينزل للأسفل لأوسع بطبقتين سميكتين، يُبهر من يراه، وشعرها منسدل على ظهرها، وترتدى تاجًا ابيض اللون ليجعلها مثل الملائكة، متأبطة ذراع خالها، ظلت عيناه متعلقة بها، وقلبه يخفق بعنف، ها هي حبيبته بعد دقائق ستصبح له وللأبد مرة اخرى، ود لو استطاع ان يركض ويحتضنها ليخبأها بأحضانه ويختلع أعين كل من ينظر لها بأعجاب، كلما اقتربت منه كلما التهبت نظرة الشوق والرغبة في عيناه لها، تأبطت ذراعه والخجل يكسو ملامحها، سارا متجهين للمنضدة التي يجلس عليها المأذون، اقترب من اذنها هامسًا بعشق:.

انتِ ازاى حلوة اوووى كدة.

نظرت للأسفل بخجل، كلماته تؤثر عليها بشكل يجعلها مضطربة تلفت الانظار من شدة ارتباكها، ولا تعلم أن خجلها يفعل به اكثر من ذلك، يثيره اكثر ويزيد رغبته بها اكثر واكثر، بدأ كتب الكتاب وبالطبع كان خالها وكيلها، وها اخيرًا قد تحقق ما ارادوه، وعطف القدر عليهم ليعطيهم ما ارادوه، بعد كم هائل من المشاكل والعذاب، انتهي كتب الكتاب وتعالت الزغاريد السعيدة، وقد اُعلنت زوجته امام الجميع، وبدأت فرحتهم الاساسية، كان يود عمر أن ينهي كل هذه الاحتفالات ويأخذها ويختفيان عن الأنظار، انتهي الفرح بالفعل ليحمل شهده بين ذراعيه المفتولتين بخفة، بينما وضعت هي رأسها بحوار قلبه بخجل شديد، تسمع ضربات قلبه المضطربة من قربها، دلف بخطي واثقة ليضعها على الفراش بهدوء، ثم اخذ ينظر له بعشق، بينما هتفت هي بخفوت:.

ممكن نصلي مع بعض، احنا قبل كدة ماصليناش، خلينا نصلي وابننا معانا
اومأ بتأكيد، ثم نهضت هي لتقول بهدوء يشوبه بعض الحرج:
طب يلا عقبال ما اغير الفستان روح انت غير ف الحمام ومتخرجش دلوقت
ضحك بخفة على خجلها، ثم قطب جبينه قائلاً بدهشة:
انتِ لسة بتتكسفي مني بعد ده كله يا شهدى.

اومأت بخفوت وهي تنظر للأسفل بوجنتا أشعلتها حمرة الخجل، سيطر على نفسه بصعوبة وإتجه للمرحاض كما قالت له، لتبدل هي ملابسها بقميص نوم من اللون الأحمر ضيق يبرز مفاتنها، ثم فردت شعرها الذهبي على كتفيها، ثم ارتدت الإسدال الخاص بالصلاة، لتأذن له بالخروج، لتدلف هي لتتوضأ، بدأوا يصلوا وعمر إمامها، كان يخجل من نفسه بشدة، فالمرات التي صلي فيها تعد على الأصبع، انتهوا من الصلاة وعمر يدعي الله ان يوفقهم في حياتهم، حملها بخفة للفراش، ثم وضعها عليه برقة، وفك طرحتها، وجعلها تخلع الإسدال، لتظهر فاتنته وترى الإنبهار في عيناه السوداء، هجم على شفتاها بشغف ينال منهم أسمها الشهد ويغرقا في عالمهم، عالم هي ملكة فيه على عرش قلبه معلنة بدأ سيطرتها من جديد على قلبه.

صباحًا..
وصلت رضوى لإحدى الكافيهات على النيل، بعدما نزلت من المنزل بصعوبة وهرب، بعدما اخبرت والدتها انها سترى صديقتها ولكن تتأخر، وبعد إلحاح شديد وافقت على مضض، لترتدى ما ظهر امامها وتنزل بسرعة، فهذه مسألة حياة او موت بالنسبة لها، اقترب من احدى المنضدات الذي يجلس عليها رجل كبير بالعمر، تظهر كبره بعض الخصلات البيضاء وتجاعيد وجهه الأبيض، اقتربت منه وهي تجلس على الكرسي امامه ثم هتفت بجدية قائلة:.

ازيك يا عمو وحيد
أبتسم بهدوء مجيبًا ببشاشة:
الحمدلله، ازيك انتِ ووالدتك ومها؟
اختفت الابتسامة على الفور، لتكمل بحنق:
عمو وحيد انت عارف اني مش بعتبرك بس المحامي بتاع بابا لكن كأب تاني ليا بعد موت بابا الله يرحمه
اومأ بهدوء ثم استطرد بحنان دفين:
ايوة يا بنتي وربنا يعلم اني بعد ما والدك وصاني عليك تحديدًا حبيتك اكتر
طمأنها كلامه، كأنه يحثها على قول ما تريد، لتقول بحزم:.

عمو وحيد انا عايزة اشوف الوصية والورث لو سمحت
لم يستطع الإجابة اذ وجدوا من يقترب منهم بصراخ حاد:
رضوووووى.

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 7 من 31 < 1 14 15 16 17 18 19 20 31 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، مواجهة ، الأسد ، إستسلام ، معهود ،











الساعة الآن 08:20 AM