logo


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 6 من 31 < 1 11 12 13 14 15 16 17 31 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
  07-01-2022 12:31 صباحاً   [40]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي والأربعون

في منزل عمر،
وقف شامخًا يضع يداه في جيب بنطاله بغرور، ملامحه جادة للغاية، وينظر لها بتفكير وفي عيناه بريق لامع مخيف، بينما كانت تقف هي تفرك اصابعها بتوتر لاحظه هو وتنظر للأرضية بهدوء كأنها منتظرة حكم القاضي عليها، قطع الصمت بصوته الأجش متسائلاً..
لما شوفتينا ماسألتيش ليه يا شهد؟

كانت متأكدة أنه سيسألها هذا السؤال ولكن الذي لم تكن متأكدة منه هو اجابتها على هذا السؤال، كانت اجابتها مثل الميزان هي التي ستحدد عمر سيميل لأى كفة، كفتها او كفة الإبتعاد عنها..!
إبتلعت زروة في حلقها ثم اجابته بأرتباك قائلة..
آآ انا آآ ق قوو..
قاطعها عمر وهو يرمقها بنظرات حادة أخافتها كثيرًا ثم تابع بجدية قائلاً..
ماتتكلمي على طول يا شهد ليه التوتر والارتباك دة كله.

رفعت ناظريها له ببطئ واجبرتها عيناه على التمعن في عيناه كأنها تبحث عن اى خيط تستنجد به، بينما نظر هو للجهه الاخرى وهو يقول بنبرة غليظة..
ولا إلى انا بفكر فيه صح، شكيتي فيا صح عشان كدة لما جات قولتيلها كدة وماكنتيش طيقاها
كانت تسمعه وهي تنظر في الأرض بخزى من فعلتها، فلو كانت سألته ما كان سيحدث كل هذا، اقترب منها فجأة وامسكها من ذراعيها بقوة وهو يصيح..
شكيتي فياااا صح، ردى عليا.

تلقلقت الدموع في عيناها، وحاولت إنقاذ الموقف قائلة بجدية مصطنعة..
انا إلى كان فيا مكفيني، ثم إني قولت اكيد هو هيجي يحكي ليا، لكن انت ماحكيتش اى حاجة وجاى بكل بساطة تقولي في واحدة جاية بكرة وحتى ماعرفتنيش مين الواحدة دى، وكنت بتعاملني ازبل معاملة
هزها بعنف وهو يحدجها بنظرات غاضبة ثائرة قائلاً بغيظ..
دة عشان اية، مش عشان انتي قبلها قولتي اني شهوانى والمهم عندى رغباتي وبس.

ثم تركها وهو يفكر للحظات، ويسترجع ما حدث، منذ عودتهم من دفن والدها فقط طرأ هذا التغير، اذًا شكه بمحله..
اعاد النظر لها قائلاً بحسرة..
كنتي مفكرانى بخونك عشان كدة اتغيرتي كتير وقولتي الكلام دة وكنتى بتمنعي نفسك عني صح.

لم يجد منها اجابة مما أثار جنونه اكثر، اقترب منها اكثر وامسكها من خصرها وشدها لتلتصق به، صُدمت هي من فعلته، وظلت محدقة به وعيناه تملؤها الدموع الحزينة، لفحت أنفاسه وجهها وظل ينظر لها من اسفل إلى اعلي بتمحص، وقد بث له الشيطان خطته الدنيئة، فجأة استدار وجعلها ناحية الفراش ثم رماها على الفراش بعنف وبدأ يفتح ازرار قميصه وهو يقول بحدة..
انا بقا هوريكي الشهواني هيعمل اية
انت هتعمل اي آآ.

ثم انقض عليها كالأسد الثائر المفترس يقبلها بعنف وبدأ ينزع عنها ملابسها بقوة، وجن جنونه اكثر عندما وجد قطته الهادئة اصبحت متمردة تبعده عنها بقدر ما استطاعت، ولكن هيهات لا تستطيع القطة هزيمة الأسد، واصبحت هي تبكي، فهي من اخرجت الجزء القاسٍ بداخله، هي من جعلت راويها الحنون يجن ويفعلها بها ذلك، خارت قواها ولم يعد بها قدرة على المقاومة، ولكن هل سيعود كل شيئ كما كان وتستطيع ترويض الأسد مرة اخرى..!

في منزل رضوى،.

كانت اكثر واحدة تعلم أن كل شيئ لن يمر بسهولة هكذا، كان قلبها يخفق بلهفة وخوف، كأنها رسالة يطلب منها فيها ان يذهب مع عبدالرحمن، ولما يطلب فهو قد ذهب بالفعل، كما ان تعلم عن ظهر قلب ان عبدالرحمن اكثر ما يجرحه هو إهانته بهذا الموضوع خاصتًا، وإن كان لا اردايًا، اغمضت عيناها تتذكر ما فعلته والدتها منذ دقائق ورد فعل عبدالرحمن الهادئ ولكن يبدو انه هدوء يسبق العاصفة، ووالدتها تجلس على الكرسي امامها ومازال الغضب مسيطر عليها فأصبحت تضرب بيدها على فخذيها بقوة وهي تهتف بأسف قائلة..

حرام عليكي يا امي، كنتي قوليله اى حاجة غير الإهانة، ليه كدة استفادتي اية
نظرت لها بحدة وردت بأستنكار قائلة..
إهانة!، دى حقيقة مش إهانة ثم انك كنت عايزانى اسكت لما يكمل إهانته هو ليكي ولا اية يعني!
هزت رأسها نافية بسرعة قائلة..
بس هو مكنش بيهني دة قال إنه مش رافض مع ان واحد مكانه كان هيقولي علاقتنا انتهت هنا ومع السلامة.

جزت على أسنانها بغيظ ثم أردفت بحدة قائلة: لا والله وانا هستناه لما يقولك كدة ان شاء الله واسكت
ثم صمتت برهه من الزمن واكملت بنفس النبرة يشوبها التهكم قائلة..
دة إن مكنش قالك كدة بس بطريقة افضل من كدة شوية
هنا ولأول مرة صاحت رضوى وهي تزمجر بوالدتها بغضب قائلة..
لأ ماقالش ومكنش هيقول، ارحميني بقااا انا تعبت
نهضت والدتها ثم اقتربت منها وأمسكتها من شعرها بعنف وقالت بأهتياج..

اصلك ماعرفتش اربيكي يا محترمة يلي بتعلي صوتك على امك، دة انتوا إلى ارحمونى انا تعبت منكم كلكم
كانت رضوى صامتة ودموعها تنهمر بهدوء، كأنها تتشفي بنفسها لأنها رفعت صوتها على والدتها، فمهما فعلت هي والدتها، ابتعدت عنها واولتها ظهرها قائلة بحدة وتوعد..
يا ويلك ياسواد ليلك مني لو عرفت انك كلمتيه تاني يا رضوى ألا اما يجي ويعتذر.

شهقت رضوى بصدمة، واصبحت تبكي بصوت عالي على حظها الذي يعاندها، ثم أردفت من بين شهقاتها برجاء قائلة..
حرام عليكي يا أمي، هو مش غلطان ابدًا عشان يعتذر، ارجوكى متعمليش كدة
خبطت كف بكف وهي تقول بصوت قاتم..
الكلام خلص والي عندى قولته.

ثم استدارت ودلفت إلى غرفتها بخطوات ثابتة، كأنها خرجت من معركة منتصرة، بينما نهضت رضوى وهي تجفف دموعها بيدها بأهمال وتنظر للفراغ، لقد قررت شيئًا ما وستنفذه وإن كان صعبًا، ثم اتجهت لغرفتها ودلفت بهدوء ثم ألقت نظرة اخيرة على غرفة والدتها واغلقت الباب خلفها بالمفتاح، واتجهت للمكتب الخاص بها وامسكت بهاتفها ثم أتصلت بعبدالرحمن ووضعت الهاتف على اذنها قائلة بهدوء حذر..
عبدالرحمن انا لازم أشوفك ضرورى...

في السجن،
دلف الضابط بهيئته الواثقة إلى السجن بعدما أخبره العسكرى بما حدث في السجن بسرعة ومعه الطبيب ليجد مها جُثَه هامدة مُلقاه على الأرض تنزف في دماؤوها، صُدم مما رأه واحمرت عيناه من الغضب وقد أتسعت مقلتاه بصدمة ظهرت واضحة وهو ينقل ناظريه لباقي النساء قائلاً بصوت عالٍ..
عملتوووا فيها اية، ومين إلى عملت كدة يا كلاب.

اصبحوا يرتجفوا بخوف، هم على علم مسبق بالضابط أحمد وصفاته الحادة، لا يتهاون ابدًا مع أى شخص، تهتهت احداهن برجفة قائلة..
والله ما احنا يا حضرة الظابط دى آآ دى دى عبلة هي إلى عملت كدة
رمق تلك بنظرات حادة كالصقر ثم أشار بأصبعه للعسكرى قائلاً بصوت امر..
خدوها على حبس انفرادى وتتوضب
شهقت عبلة وظلت تضرب نفسها بخوف ثم هتفت برجاء قائلة..
مع معلش يا باشا والنبي خلاص.

لم يأبه لصراخها ونزل لمستوى مها ليدقق النظر فيها ثم نظر للطبيب الذي كان يفصحها قائلاً بتساؤل..
خير يا دكتور؟
اجابه بجدية مماثلة: هي لسة عايشة طبعا، بس اظاهر فعلا كانت حامل والجنين نزل.

اومأ بأسي ثم اشار لبعض ممرضات السجن ومعهم ترولي ليحملوا مها ويضعوها عليه برفق متجهين للمستشفي الخاصة بالسجن، كانت المستشفى بجوار السجن فخرجوا من المستشفى ودلفت مها مع الاطباء إلى حجرة العمليات، بينما كان وجه الضابط واجم شارد، عاد لمكتبه مرة اخرى وبمجرد أن دلف رن الجرس ليدلف العسكرى بسرعة قائلاً..
ايوة يا احمد باشا
احمد بصوت آمر: ناديلي مراد باشا فورا.

اومأ الاخر ثم استدار وخرج بهدوء، وبعد دقيقتان دلف المدعو مراد وجلس على الكرسي امام المكتب ثم نظر لأحمد بتوجس وتابع بلهفة ومزاح قائلاً..
اية يا احمد باشا، القضية إلى استلمتها بدالي عجبتك، عشان تعرف اد اية كنت بعاني يا ريس
ظل احمد يحدقه بوجوم، بدى عليه الشرود والضيق والحيرة، أفاق من شروده على إشارة مراد له، فنظر له بهدوء ثم قال بصوت قاتم..
شوفتها يا مراد شووووفتها...

كان جالس في منزله شارد، حزين، نادم على ما قاله وفعله، تذكر اخر اجتماع له بصديقه الراحل حسن ، مشاعر مختلطة تضاربه، لم يكن هذا من يتقي الله ويخشاه في كل خطوة، كما كان يحلم يوميًا بحسن، او الاصح انه كابوس وليس حلم، وكان يجلس على فراشه يستند بظهره إلى الخلف وقد بدى وجهه شاحب وتكونت الهالات تحت عيناه، منذ رجعوه من قسم الشرطة وهو كذلك، لم ينعم بليلة هادئة ابدًا..

اخذ يعود بذاكرته لأخر لقاء له مع حسن
فلاش باك
يجلس كلا منهم على احدى الكافيهات المشهورة، وامامه كوب من الشاى، وحسن بجواره سجائره ومدخنة ويجلس بغرور كعادته ولكن هذه المرة هناك شيئ مختلف قليلاً، مد صديقه يده وامسك بكوب الشاى قائلاً لحسن..
وهتعمل اية بقا يا حسن، مهو دة إلى انا نبهتك منه من البداية
تأفف حسن بضيق ومسح على شعره ببطئ وعقله منشغل بالتفكير ثم قال بشرود..

مش عارف يا إبراهيم، بس بحكم معرفتي بمها استحالة تسكت ومش هتنزل إلى ف بطنها وانا اصلا متأكد انه مني
عقد حاجبيه بتعجب قبل ان يترك كوب الشاى من يده قائلاً بدهشة..
طب لما انت متأكد ماتروح تصلح غلطتك وتتجوزها، وتكتب الواد بأسمك
نهره حسن بسخرية: انت عبيط يابني، لا استحالة اتحمل مسؤلية وبيت وادخل القفص برجلي ومش هعرف ابقي براحتي
جز على أسناه بغيظ وهو ينظر له بطرف عينه بينما استطرد حسن بتوجس قائلاً..

مش مها إلى انا خايف منها اطلاقًا
نظر له بعدم فهم ثم سأله بفضول قائلاً..
امال مين يا حسن؟
امسك بعلبة سحائره واخرج منها واحدة واشعلها واصبح يدخن بشراهة وهو يقول بتفكير..
ميريهان، ميريهان مش هاتسكت ابدًا، مسيرها تاخد حق اخوها وحق كذبي عليها
حك إبراهيم طرف ذقنه بيده ثم تابع بصوت متهكم قائلاً..
هتعملك اية يابني يعني متقدرش تعمل حاجة اصلاً
هز رأسها نافيًا بأعتراض شديد ثم أجابه برهبة..

لا خالص، دى تقدر تعمل كتير...
باك
مسح الدمعه التي فرت هاربة من عيناه على وجنتيه، ثم همس بندم قائلاً..
انا اسف يا مها بس اضطريت اعمل كدة.

في منزل عمر،
كانت مريم في الغرفة التي تخصصت لها مؤخرًا، تنام على بطنها على الفراش وشعرها الأسود الناعم منسدل على ظهرها، ترتدى بچامة منزلية من اللون الأزرق، و كانت تهز رجليها ببطئ وتضع الهاتف على أذنها وتتحدث بهدوء حذر قائلة..
يابني افهم بقاا، انا إلى بعمله دة اول خطوة بس، لكن لسة بدرى ع إلى انت بتقوله دة
...
لا لا مش هينفع دلوقتي خالص
...
عمر مش سهل زى ما انت فاكر، يعني دة مش سلق بيض
...

طب بما انك عارف اصبر بقا عشان ماتوديناش ف داهية
...
امشي ورايا وصدقني عمرك ماهتندم
...
طب ب آآ...
قاطعها فتح الباب ودلوف عمر المفاجئ دون اذن حتى وعيناه تشع شرارة غاضبة ويصيح بحدة قائلاً..
بتكلمي مييين دة يا استاذة.


look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
  07-01-2022 12:32 صباحاً   [41]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والأربعون

سَقطْ الهَاتف من يدها واصبحت ترتجف من الخوف، إن علم عمر لن يمر الأمر مرور الكرام مؤكدًا، بينما كان عمر يرمقها بنظرات حادة، ولكن لم يتملكه الشك ولو للحظة، فهو يثق بمَريم ثقة عمياء، حاولت إخراج الكلمات بصعوبة من بين شفتاها قائلة بهلع..
آآ با آآ ب بكلم واحدة آآ واحدة صاحبتي
جز على أسنانه بغيظ، ما مر منذ دقائق عليه أثر عليه بشكل كبير، ظل محدق بها ثم اكمل بحدة قائلاً..
بتكلميها ع اساس انه راجل لييية؟

أرجعت خصلة شعرها للخلف ومن ثم تمتمت بخفوت قائلة..
واحد زميلي فالشغل يا عمر
لم يهتز له جفن بل ازداد خشونة وحدة اكثر، ثم قال بقسوة غير معهودة منه..
وانتي تكلمي زميلك ف البيت ليه هاا
جاءهم صوت الشاب المنخفض عبر الهاتف قائلاً بلوع..
مريم، مريم انتي فين
أمسك الهاتف ثم أجابه بصوت عالٍ وجمود قائلاً..
اياك تتصل ع الرقم دة تاني فاهم.

لم ينتظر اكثر واغلق الاتصال، ورمي الهاتف على الفراش بقوة حتى كاد ينكسر ثم زفر بضيق واضح، وظهرت عروقه، ليسمع إندفاع مريم الغاضب قائلة..
عملت كدة ليه، ثم انك ليه محموق كدة قولتلك دة مجرد زميل، مش من حقك تقتحم حياتي بالشكل دة اصلا
شعر بوغزة في صميم قلبه، جملته كانت كالحقنة المهدأة التي اعادته لوعيه الان، مسح على شعره ببطئ وظل يجوب بنظره في إنحاء الغرفة ثم نظر وقال بهدوء حذر..

صح عندك حق، انا مش من حقي اقتحم حياتك بالشكل دة، انا مين اصلا
استدار وغادر تاركًا اياه تهوى على الفراش وهي تزفر بضيق وغضب معًا...

في مكتب أحمد،
نظر له مراد بتركيز وإنصات واقترب من المكتب بكرسيه أكثر قائلاً بفضول..
هي مين دى إلى شوفتها يا احمد؟
رجع بظهره للخلف ثم نظر للأعلي وأطلق تنهيدة حارة وهو يتذكر الماضي المؤسف، ومن ثم تذكر مظهرها وهي مُلقاه على الأرضية بهمدان، فتابع بشرود قائلاً..
مها، مها رشوان
حك مراد جبينه ليتذكر، وشهق فجأة وهو يقول بصدمة واضحة..
مها إلى متهمة بقضية قتل!

امأ بهدوء ولم يبالي بجملة مراد عن قضية القتل، فما يهمه الان ان حوريته جعلها القدر بين يديه مرة اخرى، يتخيلها تتراقص بنعومة كالفراشة بين يديه، افاق من شروده على صوت مراد الذي قال مستنكرًا..
متهمة بقضية قتل يا حضرت الظابط!
اقترب منه ثم نظر له بحدة قائلاً..
مايخصنيش قتل ولا مش قتل، انا عارف مها كويس استحالة تعمل كدة
صمت برهة وتقوس فمه بأبتسامة ساخرة ليكمل بتهكم قائلاً..

بس ريح نفسك، اصلا شكلها اتجوزت وهي متعرفش ان انا إلى ماسك قضيتها
خبط كف بكف وامتلأت عيناه بنظرات متحسرة على حال صديقه ورفيق عمره الوحيد، الذي لم يعد يفرق بين الصواب والخطأ مؤخرًا، لم يعد هو ذاك الضابط الجامد كالحائط لا تهتز له شعرة مهما حدث، هذا عاشق ولهان فقد سيطرته على نفسه بمجرد رؤيته لحوريته..
اصبحت نبرته اكثر حدة وشبه آمرًا وهو يردد لأحمد..

ومش هاتعرف يا احمد، مينفعش بعد كل حاجة حصلت تعرف، وانت اصلا لازم تنساها، تنساها خالص وبعدين دى مجرمة
ضرب احمد على المكتب بكلتا يديه بقوة، ورمق مراد بنظرات غاضبة للغاية ثم أردف بهدوء حذر قائلاً..
مراد، انا انساها مانساهاش ماشي، لكن مش هاسمح لك تجيب سيرتها ف حاجة وحشة ابدًا
مط شفتيه بعدم رضا ثم نظر أمامه ولم يرد عليه، هو يعلم أنه اخطأ ولكن خوفه على صديقه هو من دفعه لذلك..

نهض لشعوره أنه يحتاج إلى الجلوس بمفرده ليفكر بهدوء، وألقي عليه نظرة اخيرة قبل ان يفتح الباب ويخرج بخطوات هادئة...

في منزل عمر،.

تململت في فراشها ودموعها لم تجف من على وجنتيها، تشعر بالألم في جميع أنحاء جسدها الذي اصبح هزيل، فلقد تجرعت جرعة زائدة من عقابها عندما قاومته، شفتاها الحمراء المنتكزة اصبحت متورمة تنزف الدماء، ملابسها مُلقاه على الأرض بعد تمزيقها، لم تتخيل أن يكون حبيبها قاسٍ في عقابها لهذه الدرجة، اجهشت بالبكاء بصوت أعلي ليحل محل الصمت السائد في الغرفة صوت بكاؤها الذي يقطع نياط القلب، كانت تبكي بحرقة، فما يحدث ولم يكن متوقع يجعلك في حالة صدمة وألم..

حاولت النهوض من الفراش ببطئ، دوت في أذنيها اخر ما قاله لها انا هوريكي الشهواني هيعمل اية ، تخيلت اى عقاب منه ولكن لم تتخيل ذلك يومًا، أخذت الروب الخاص بها لتدارى جسدها، ثم وقفت امام المرآة تستند عليها بتعب، ثم نظرت على شكلها لتُصعق من مظهرها المثير للشفقة، بكت اكثر وهي ترى رقبتها حمراء من اثار قبلاته العنيفة..

اتجهت للدولاب ببطئ ومع كل حركة تشعر ان قدميها لم تعد تحتملها، اخرجت عباءة خاصة بالمنزل لتصلي، فلقد شعرت أن من سيسمعها ويخفف من الآمها هو الله فقط، دلفت إلى المرحاض ولم تكف عن البكاء للحظة حتى، قسوته معها تطاردها دائمًا كالوحش الثائر، وقفت تحت المياة لتختلط دموعها مع الماء ويزداد نحيبها اكثر، يصعب عليها حبها له قبل اى شيئ، ظلت تدعك جميع انحاء جسدها بقوة، كأنها تريد تطهير جسدها من لمساته ومحو كل ما حدث من ذاكرتها، بعد قليل خرجت من المرحاض ولم تتحسن حالتها كثيرًا بل ازدادت سوءً خشيتًا من مواجهته مرة اخرى، لفت المنشفة حول جسدها وخرجت بهدوء وهي تبكي كما دلفت، ظلت واقفة هكذا لثوانٍ معدودة تسترجع ما حدث، فجأة وجدته يدلف إلى الغرفة بهدوءه ورزانته، شهقت بصدمة ووقعت المنشفة لتظهر مفاتن جسدها، ظل عمر ينظر لها نظرات ذات مغزى، نزلت هي بسرعة ولفتها حول جسدها بإهمال فكان كل ما يهمها ان تدارى جسدها من عيناه، اغمض عيناه بحزن وامامه مظهر جسدها المتورم والذي اصبح لونه احمر، تقدم منها بثبات، رأى الذعر في عيناها واصبحت تعود للخلف بسرعة وجسدها يرتعش بخوف، اصبح امامها تمامًا وهي تبكي بصوت منخفض من الخوف، اغمضت عيناها استعدادًا لأى قسوة سيفعلها معها، تأمل حالتها المذعورة تلك بندم، ما كان عليه ان يعاقبها بقسوة هكذا، هتف بهدوء حَذر قائلاً..

شهد!
لم ترد عليه وزدات إرتجافه قلبها قبل جسدها من نطق إسمها من بين شفتاه، ود لو يحتضنها ليطمأنها، فها قد عاد حبيبها الحنون، اقترب منها اكثر وامسكها من كتفيها برفق، ليجدها انتفضت كأن كهرباء سارت في جسدها، وعادت للخلف اكثر حتى سقطت على الفراش، اصبحت تبكي اكثر وهي تهمس بهلع..
عمر، ارجوك خلاص كفاية مش قادرة.

عض على شفتاه السفلية بندم وحسرة، لقد اصبحت تخشاه كأنه وحش سيقتلها بدلاً من انها كانت تحتمي به دائمًا، اقترب منها وامسكها من ذراعيها برفق لتنهض، ثم نظر في عيناها البنية بحب، ثم اخذها في احضانه بحنان، فزعت وحاولت التملص منه بقدر ما استطاعت، ولكن لم تستطع، دفعته بقوة وقد عَلت شهقاتها قائلة بقوة..
ابعد عني بقا حرام عليك انت اية.

ها هي تتمرد عليه مرة اخرى، وشيطانه يبث بأذنيه كلامه السام، فبرغم انها من اخطأت وتستحق العقاب تتمرد مرة اخرى، اقترب منها بسرعة في لمح البصر ليقبلها بعنف، ظلت تبكي حتى شعرت أن حنجرتها لم تعد تحتمل، شعر بطعم دموعها بين شفتيه، ابتعد عنها وظل ينظر لها وعيناه تفيض بالندم، اخذها في احضانه مرة اخرى وهو يقول اسفًا..
انا اسف يا شهد حقك عليا سامحيني.

كأن شعوره بالندم صرح لها أن تخرج كل الطاقة السلبية التي بداخلها، وجففت دموعها ومن ثم صاحت فيه بتشنج وغضب هادر..
انت مجنوووون، عايزنى اسامحك على اية، انت عملت كدة عشان قولتلك انت شهواني، طب ما انت فعلا شهوانى، كنت حتى عاقبني بأى طريقة لكن كدة، ولا انت اية كل حياتك عنف
سقطت دموعها بألم لتمسحها بقوة وتظهر صامدة، جامدة، خالية من اى مشاعر، ثم استطردت بقسوة قائلة..

طب لو انا سامحت ونسيت، علامات عنفك إلى على جسمي هشيلها ازاى، طب شكلي وانا بترجاك وبعيط عشان تسيبني وانت بتدبحني بسكينة تلمة
كان ينظر للأرض بخزى من فعلته، فهو من جعل زهرته المتفتحة الجميلة اصبحت ذابلة، امسكت بملابسها وسارت متجهة وهي تقول بصوت قاتم..
لأ صعب، صعب اوى اسامحك يا استاذ عمر
صُدم من جملتها وظل قلبه يخفق بقوة وخوف من ما قد اوصله له عقله، امسكها بسرعة وهو يهزها برفق قائلاً بتوجس..

قصدك اية يا شهد
رمقته بنظرات متقززة من اعلي إلى اسفل ثم بخطي سريعة متجهة للمرحاض مرة اخرى، تاركة إياه يتخبط بأفكاره اينما اراد ويعتقد ما يشاء...!

في منزل رضوى،.

انتهت من إرتداء ملابسها التي كانت عبارة عن جيبة كعادتها وتيشرت احمر وطرحة من اللون الابيض والأحمر، وكانت على عجلة من امرها، تنظر على الباب بخوف خشيتًا من دلوف والدتها في اى لحظة ومنعها، اخذت حقيبتها وهاتفها وخرجت مسرعة وهي تسير على اطراف اصابعها حتى لا تسمعها والدتها، فتحت الباب وخرجت ومن ثم تنفست الصعداء، استقلت تاكسي متجهة لأحدى الكافيهات القريبة على البحر، كان عبدالرحمن يجلس على منضدة يفرك اصابعه بتوتر فقد اقلقه حديث رضوى ولقاؤوها، اقتربت منه وتنهدت وهي تجلس على الكرسي قائلة بهدوء حذر..

ازيك يا عبدالرحمن؟
اومأ بهدوء ثم تمتم بخفوت قائلاً..
الحمدلله بخير، قلقتيني يا رضوى خير حصل حاجة تاني ولا اية؟
أغمضت عيناها تُذكر نفسها بما قد عزمت على فعله، تبث الكلمات التي قالتها لنفسها قبل مجيئها لتتماسك امامه..
نظرت للبحر بشرود ثم تابعت بغموض قائلة..
بس يمكن إلى هقولهولك مايعجبكش
ازداد القلق بداخله، لينطق ما كان يريد قوله بداخله بتوتر..
في اية يا رضوى قولي على طول.

إبتلعت ريقها بإزدراء ثم نظرت له بهدوء، لتحاول توقع رد فعله ولكنها فشلت بالطبع لإنه شخص غامض جدًا، ثم اردفت بصوت أجش..
احنا لازم نبعد عن بعض يا عبدالرحمن
شهق بصدمة، وإتسعت حدقة عيناه مما قد سمعه للتو، توقع اى شيئ إلا هذا، هز رأسه نافيًا بسرعة وامسك يدها دون وعي منه قائلاً برجاء..
لا يا رضوى ارجوكى اوعي تقولي كدة، ولو على مامتك مش مشكلة انا نسيت وممكن كمان اعتذر لها بس إلا انك تبعدى عني ولو للحظة حتى.

ابعدت يدها بخجل وقد توردت وجنتاها وهي تنظر للأرضية، ثم إستعادت قناع الجمود قائلة..
بس انا ماقبلش ليك الإهانة يا عبدالرحمن
تنهدت تنهيدة حارة تحمل الكثير ثم استطردت بحزن..
ف البداية كانت ماما هي إلى اجبرتني عليك، لكن اخر فترة بقيت حساها مابتصدق تلاقي حجج ترفض بيها، فالأحسن لينا احنا الاتنين نبعد عن بعض.

في منزل عمر،.

نزل من الأعلي وهو يجر ازدال الخيبة، فقد ايقن ان قطته الهادئة اصبحت قاسية ومتمردة وعنيفة إلى حدًا ما، ولكن هذا مجرد رد فعل لما فعله معها، شعر أنه بحاجة ان يذهب لصديقه ويتحدث معه، وبالطبع لم يكن لديه اى اصدقاء سوى البحر الذي يحمل همومه، ليتجه للخارج بخطوات هادئة، ليجد الباب يقرع بهدوء، عقد حاجبيه ليلتقيا ويكونا شكل السبعة، ثم فتح الباب بهدوء ليجد محسن امامه، وقد اصبحت حالته سيئة وظهرت ذقنته والحزن بدى بوضوح في عيناه، وقف قبالته بثبات ليقول محسن بصوت أجش..

اية مالك يا عمر، امشي ولا اية
هز عمر رأسه نافيًا بسرعة ليدرك لنفسه قائلاً بترحاب..
لا طبعًا ازاى، اتفضل البيت بيتك
دلف محسن وهو يتفحص المنزل بعيناه كأنه يبحث عن شهد، فهم عمر ما يدور بعقله فقال له بتساؤل..
شهد فوق، اطلع اناديها لك؟
هز رأسه نافيًا وتقوس فمه بأبتسامة هادئة ثم جلس على الأريكة وأشار لعمر على الأريكة قائلاً بجدية..
لا اجعد يا عمر عايز اتكلم معاك.

جلس عمر ونظر له بتركيز وخوف معه، هل أخبرته شهد بما حدث!
لا لا هي لن تفعل ذلك، ولكن ماذا يريد محسن الان ولما لم يريد شهد!
تابع بنبرة جادة ومتوجسة قائلاً..
انت عامل اية مع شهد؟
اومأ بأبتسامة صفراء واجابه بتوتر نجح في إخفاؤه إلى حدًا ما..
بخير الحمدلله، اية إلى خلاك تسأل السؤال ده يعني؟
ربت محسن على كتفه بهدوء، وظهرت الإبتسامة الهادئة على ثغره قائلة بحزن..

من يوم وفاة ابوى وانا اتعهدت اني احافظ على شهد، ومش هاسمح لك او لأى حد انه يزعلها او بظهر الحزن ف عينيها ابدًا يا عمر
زاد التوتر لديه من كلامه، لعب محسن على الوتر الحساس لديه بهدوء، ليومأ عمر بتأكيد ليخفي توتره وخوفه من فقدانها..
نهض محسن ليهم بالرحيل فتنهد عمر بإرتياح فهو سيرحل وتظل شهد معه كما كانت..
سارع عمر بالسؤال بسعادة قائلاً..
تعالي اوصلك في طريقي يا محسن.

قاطعته شهد التي نزلت من الأعلي وتنظر لهم بهدوء ما يسبق العاصفة ثم قالت ببرود وهي تكمل درجات السلم..
لأ ماهو انا ماشية مع محسن يا عمر...!


look/images/icons/i1.gif رواية مواجهة الأسد إستسلام غير معهود
  07-01-2022 12:32 صباحاً   [42]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية مواجهة الأسد الجزء الأول للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والأربعون

ركض مهرولاً نحوها دون إنتظار دقيقة اخرى، وصعد وأمسك بيدها جيدًا ومن ثم نظر في عيناه يبحث عن اى حنان بداخلها، ولكن خاب ظنه عندما وجدها تبعد يدها عنه بسرعة وترمقه بنظرات حادة، تمتم بخفوت وتوجس قائلاً..
شهد انتى رايحة فين؟
لم تجيبه فتمسك بيدها بقوة كأنه طفل يخشي فقدان والدته، ثم نطق قلبه وليس عقله برجاء قائلاً..
شهد لأ انتي مش هاتروحي ف حته.

حاولت إبعاد يدها عنه ولكن فشلت ثم نظرت لأخيها نظرة ذات معني، ومحسن يتابعهم بعيناه بهدوء وصمت، فضل عدم التدخل بينهم الان، غمغمت بحدة قائلة..
عمر سيب ايدى، انا مستحيل اقعد بعد إلى عملته ابدًا
هز رأسه نافيًا بقوة، ثم امسك رأسها بين يديه مثبتًا عيناه في عيناها علها تؤثر فيها ولو قليلاً، ثم هتف بألم ورجاء..
شهد انا اسف حقك عليا بس اعذريني انا مكنتش ف وعيي ساعتها.

لم تجيبه وإنما زفرت بحنق وهي تنظر للأرضية بضيق بدى على محياها، ليكمل هو بجدية..
طب اوعدك انى مش هاجي جمبك بس خليكي جمبي، انا مليش غيرك
كادت تضعف للحظة ولكن استدركت نفسها سريعًا واغمضت عيناه بتنهيدة قوية لتستعيد نفسها الجامدة، وبحركة مباغته ابعدته عنها لتنزل درجات السلم بخطي ثابته موجها نظرها بإتجاه اخاها، ووصلت امام اخاها لتقول بهدوء أتقنته..
10 دقايق بس اجهز شنطتى واجي معاك.

سألها محسن مستفهمًا وهو يشير لها..
اية إلى حصل يا شهد لدة كله؟
لم ترد عليه وظلت تنظر للأرضية بهدوء بينما كان قلب عمر يدق بسرعة رهيبة خوفًا من ان تخبرها اخيها، قطعت شهد الصمت قائلة بحزم..
مفيش يا محسن هنبقي نتكلم بعدين
اومأ محسن متفهمًا، في حين نزل عمر بسرعة وامسكها من ذراعها ولكن هذه المرة بقوة وتابع بحدة قائلاً..
معلش يا محسن بس شهد مش هتخرج من البيت ده ابدًا.

نظر له محسن بطرف عينه ولم يبدى رد فعل، كانت شهد ترسل له بعيناها أن لا يتركها، تنهد محسن موجهًا حديثه لعمر بجدية..
سيبها يا عمر دلوقتي وبعدين إلى عايزه ربنا هايكون.

تركت شهد يده ونظرت له بحدة ثم إتجهت للأعلي بخطوات سريعة، شعرت بطاقة إيجابية تخترق جسدها من تواجد اخاها لتقف امامه بقوة بدلاً من ذعرها منه، بدأ عمر يفقد أعصابه من مجرد تخيله أنها ستبتعد عنه، بعد دقائق معدودة نزلت شهد بسرعة كأنها متهم حصل على براءته، ثم تأبطت يد اخاها وباليد الاخرى حملت حقيبتها بخفة، فلم تأخذ كل ملابسها، إتجهوا للخارج وسط نظرات عمر المترجية والنادمة، ودوى الهمس في الارجاء، خرجوا من المنزل بخطوات ثابتة، وعمر ينظر له بين الحين والاخر وعيناه تلمع ببريق أمل، إنقطع الأمل حينما اختفوا من امامه، ظهر الغضب في عيناه وظل يصيح بصوت عالي ونحيب..

لااااااااا لا يا شهد لاااا مش هاسمحلك تبعدى عني، انتي بتاعتي انا بس
كسر كل شيئ امامه بغضب جامح، كسر كل الزينة والاثاث والمكتبة، كل من ظهر امام عينه دمره كنوع من تنفيث غضبه...!

في الكافيه على النيل،
لا يا رضوى، عمر البعد ما كان حل ابدًا
هتف عبدالرحمن بهذه الجملة وهو ينظر لرضوى بحزن وإشتياق وكسرة، وكأن طوق النجاة الذي انقذه من الغرق الان شخص يأخذه ويبعده عنه، نظرت رضوى للجهة المعاكسة على الفور، فحزنها لم يكن اقل من حزنه ابدًا..
ضغطت على أسنانها لتمنع دموعها من النزول ثم تابعت بصوت اشبه للبكاء..
صدقني يا عبدالرحمن مش سهل عليا انا كمان اني ابعد عنك.

ثم نظرت له وأكملت بتساؤل يشوبه بعض الجدية قائلة..
بس تقدر تقولي هو في حل تاني وانا رافضاه يعني!؟
أسرع عبدالرحمن بأيماءه برأسه واردف مؤكدًا..
ايوة في يا رضوى، احنا هنفكر ف حل وهنتجوز، ومش هاسيبك تبعدى عني
هزت رأسها وقدى بدى صوتها أكثر حدة وهي تقول موجهة نظرها له..
امي مش هاتقبل بالسهولة دى يا عبدالرحمن، انت مش عايز تفهم ليه، انل بعمل كدة عشان امنع عنك الإهانة.

رمقها بنظرات حانية لا ينظر سوى عاشق ولهان ثم هتف بهدوء حذر..
هتحمل اى حاجة عشان ابقي جمبك
بدأت دموعه تعرف طريقها لعيناه واستطرد بكسرة وحزن قائلاً..
انا حبيت مرة واتكسرت لما خانتني وبعدت عني، لكن مش هستحمل تاني لو بعدتي عني، هموت يا رضوى
مسحت دمعه فرت من عيناها بألم، وقالت بحزن واضح..
بس انا عشان مش عايزاك تتهان لازم ابعد يا عبدالرحمن.

نهضت بسرعة وهي تضع يدها على فمها لتمنع نفسها من البكاء بصعوبة، ثم ركضت لخارج الكافيه وسط نظرات الجميع المندهشة من ركضها، بينما ظل عبدالرحمن مكانه واضعًا رأسه بين يداه يود البكاء بشدة ليستطيع المقاومة...

في المستشفى الملحقة بالسجن،.

مها مسطحة على الفراش في غرفة صغيرة بها شرفة صغيرة بها الفراش فقط وكرسي، تطل على احدى الحدائق المبهرة تسر اعين الناظرين، وكان وجهها شاحب اكثر من قبل، وجسدها تبلد، والمحاليل معلقة وبيدها، من يراها يشفق عليها بشدة، دلف احمد في ذاك الوقت، سار ببطئ واقترب منها متأملاً قسمات وجهها بدقة، برغم كل ما هي به تبدو ملامحها جميلة وهادئة، قرب الكرسي الخشبي من الفراش وجلس وهو مثبت نظره عليها، لقد اشتاق لها كثيرًا، لم يتخيل أن يراها مرة اخرى، مد يده ببطئ ومسح على وجهها برفق بطرف اصبعه ليبعد خصلات شعرها عن عيناها، ثم اقترب هامسًا بشوق..

وحشتيني اووى يا مها
ظل ينظر لها بتمعن ثم أكمل كأنها تتحدث معه قائلاً بحزن..
يا ترى لسة فاكراني ولا نسيتيني يا مها
هز رأسه بحسرة قائلاً وهو يتذكر..
انا مش عارف انتي ليه بعدتي عني، بس إلى متأكد منه اني لسة بحبك وعايزك
في نفس اللحظة دلفت رضوى مسرعة دون أن تطرق الباب ووجهت نظرها على مها قائلة بهلع..
مها، مالك يا حبيبتي.

لم تجيبها بالطبع وظلت ساكنة كما هي، بينما تنحنح أحمد بحرج من رؤية رضوى وهو مقترب من مها لهذه الدرجة، وحتى الان لم تلحظه رضوى او تنظر له، أحمرت وجنتاها من الحرج ولم تنظر له قائلة..
اسفة مخدتش بالي منك يا حضرت الظابط بس أي آآ...
لم تنتهي من جملتها وشهقت بصدمة وهي تتراجع للخلف عندما نظر لها، لم تصدق ما تراه عيناها الان، هتفت بصدمة قائلة..
أ آآ احمد!
اومأ احمد ونهض بهدوء ثم نظر لها بهدوء ورد بجدية ب..

ايوة اصل انا إلى ماسك القضية بتاعتها
تعددت صدامتها وعضت على شفتاها السفلية بخوف، هل سينتقم احمد من مها في هذه القضية!.
استدار احمد ليخرج من الغرفة دون نطق كلمة اخرى تاركًا رضوى تحاول إستيعاب ما يحدث الان..

امام النيل،.

ترجل عمر من سيارته بهدوء، وملامح وجهه خالية من اى مشاعر، كل ماهو امامه هو اخر لقاء له مع شهد اخاها، قلبه ينبض بعنف كأنه سيتوقف حتمًا من بعدها عنه، وقف في الهواء الطلق ينظر للنيل بحزن ثم أطلق زافرة قوية، لم تعد معه الان، لم تعد بين يديه، سيعود للمنزل ولن يجدها، لن يشتم رائحة شعرها التي يعشقها، اصدر انينًا خافتًا وود لو يصرخ بصوت عالي، وظل يسأل نفسه بحسرة، لماذا كل من احببتهم يبتعدوا عني، هل انا سيئ لهذه الدرجة ام هم السيئون..!

قطع شروده صوت رنين هاتفه معلنًا عن إتصال، اخرج الهاتف من جيبه وحاول أن يبدو صوته طبيعيا وهو يرد بهدوء..
الووو يا بدر
اية يا برنس عاش من سمع صوتك فينك
موجود بس مشاغل الدنيا بقا
طب اية ماحنتش لسهرات زمان بتاعتنا، ماتيجي هنسهر النهاردة سهرة هتعجبك
لا يا بدر انا اتجوزت خلاص
ياعم ماتخفش تعالي بس
بعد صمت دام ثوانٍ من التفكير اجابه بغنج..
انتوا فين يا بدر
ايووة كدة، احنا ف شقة عبدو إلى ف (، ) ماتتأخرش بقاا.

مسافة السكة
اشطات، سلام يا صاحبي
سلام
أغلق الهاتف ثم تنهد بضيق ومازال الحزن يسيطر عليه، إتجه لسيارته وادار المقود متجهًا لأصدقاء السوء، دون ان يفكر بعواقب ما سيفعله فمن يحصد شيئ يجنيه لاحقًا...

في احدى السيارت، تركب شهد بجوار محسن في احدى السيارات في الخلف متجهين لمطار القاهرة ليعودا للأقصر، فليس لهم ملجأ في القاهرة بعد الان، كانت شهد طوال الطريق صامته تمامًا وتضع رأسها على كتف اخيها بحسرة وألم ويتجسد امامها ما فعله عمر معها، والسائق امامهم يشغل بعض الاغاني الهادئة ويدندن بإرتياح، ودت شهد لو تخنقه بيدها من غيظها، قطع ذاك الصمت رنين هاتف محسن الذي زفر بضيق وهو يرى اسم المتصل ثم اجابه بملل قائلاً..

ايووة خير؟
وفي لحظة ابعد رأس شهد وهو يحملق قائلاً بصياح مصدوم..
انت بتقول ايييية!
هز رأسه نافيًا بصدمة تامة ولم يتفوه بكلمة قط، ثم اغلق الهاتف، بينما كانت شهد ترمقه بنظرات متفحصة، لتسأله بتوجس قائلة..
في اييية يا محسن؟
اجابها بشرود وهمس: مصطفى!
ظهر الذعر والخوف في عيناه لتهزه قائلة بهلع..
ماله يا محسن
نظر لها بهدوء وتنهد بقوة وهو يتشدق بنغنج قائلاً..
...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 6 من 31 < 1 11 12 13 14 15 16 17 31 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، مواجهة ، الأسد ، إستسلام ، معهود ،










الساعة الآن 07:56 PM