logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 4 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة



look/images/icons/i1.gif رواية شظايا قسوته أشواك العشق
  03-01-2022 11:45 مساءً   [25]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

بدأت سيلا تستعيد وعيها تدريجيًا، وما إن ارتكزت عيناها على سليم و جميلة يجلسون من حولها حتى هبت منتصبة تتأوه من ألم رأسها..
أقتربت منها جميلة تسألها مستفسرة بخفوت:
-أنتِ كويسة يا حبيبتي؟!
اومأت سيلا مؤكدة، وبصوت مبحوح ردت:
-ايوة كويسة يا طنط
نهضت ببطئ حتى وصلت أمام الدولاب فبدأت تجمع ملابسها، إنتفض قلب جميلة فزعًا وهي تسألها:
-أنتِ بتعملي أية يا سيلا أنتِ رايحة فين!
ماج داخلها شعور مختلف...

شعور كزجاج تحطم لأشلاء متناثرة، أشلاء تُدمر أطرافها جدران الروح المنهزمة...!
نظرت لها وهي تخبرها بهمس غطته الكسرة:
-هاروح بيت أهلي، أنا مليش مكان هنا يا طنط
عضت جميلة على شفتاها بأسف مستنكرة:
-كدة يا سيلا، أنا طنط بعد ما كنت خالتو!؟
تقوست شفتاها على هيئة ابتسامة قُتلت الاف المرات، ثم أردفت باختناق:
-كنتي خالتو، كنتي خالتو اللي بتخاف عليا قبل ما تفكر بأنانية في مصلحة ابنها بس ومافكرتش فيا ولا في مشاعري!

أخفضت جميلة رأسها بخزي، بينما زمجر سليم غاضبًا:
-سييييييلا! إلزمي حدك واعرفي لكلامك
أيغضب!
يغضب ايضًا بعد كل ذلك؟!
ترى هل رأيت يومًا من يشعل النيران بجسدك كفتيل للموت ثم يحترق هو!
نظرت له بحرقة وهي تستطرد:
-أنا عارفة حدي كويس اووي يا سليم بيه مش محتاجة واحد زيك يعرفهولي
بينما إلتفتت له جميلة تتشدق ب:
-اوعى تسيبها تمشي يا سليم، ماتفرطش في مراتك يا حبيبي.

توجه سليم نحوها، ثم أمسك بيدها التي تجمع الملابس بعشوائية، ليقول بخشونة:
-سيلا سيبي الشنطة واعقلي
نفضت يده عنها كبلاء يردم روحها وتحاول هي الطفو منه حتى الان!
ثم صرخت فيه بحدة:
-أنت أعقل ولو عندك دم سبني أمشي وملكش دعوة بيا وورقة طلاقي توصلني يا سليم
ضغط على ذراعها بقوة، ثم أغمض عينيه للحظات قبل أن يستطرد بصوت قاتم:
-طلاق مش هطلق وخروج من هنا مش هتخرجي يا سيلا
كانت تحدق به باستهانة رهيبة..

أي حق ذاك يحاول التمسك به!
يستند متمسكا بسراب من الحقوق التي منحته اياها...
اقترب من خالته قائلاً بصوت أجش:
-يلا يا خالة نسيبها تفكر عشان مترجعش تندم
حاولت خالته المعارضة ؛
-يا سليم بس آآ...
ولكنه قاطعها وهو يقول بنبرة سقطت على جلد سيلا وكأنها تقطعها بلا رحمة، وبلا شفقة:
-قولت يلا يا خالة، سبيها تغور هي ادرى بمصلحتها انا اصلاً مش طايق خلقتها.

كانت هي صامتة ك روح إنتهت صلاحيتها، وقلب اٌهلكت اوتاره الشغوفة، وعين تفاقمت كراهيتها!
غادروا ببطئ وأغلق سليم الباب بمفتاحه الخاص، فبدأت هي تصرخ بنحيب عالي:
-افتح الباب يا سليم، افتح الباب حرام علييييك بقااا
ولكنه لم يكن يسمع لها، عُمي القلب بلفافه مجهولة المصدر!
سقطت سيلا على الأرض شاهقة بعنف، ومع شهقاتها المتتالية كانت تشعر أن روحها تلتف لتضمد تلك الشهقات...!

بعد مرور يومان...
وصل سليم إلى المنزل الذي أجره لزوجته الجديدة مرسين، طرق الباب بهدوء ليجدها تفتح الباب وابتسامة خبيثة توارت خلف سعادتها المزيفة وهي تنقض عليه لتحتضنه مسرعة:
-سليم، وحشتني اووي يا حبيبي
ابتسم بخفوت ثم أبعدها وهو يهمس لها بصوت هادئ:
-وأنتِ كمان
دلفا سويًا إلى الداخل، جلسا على الأريكة لتقترب منه مرسين مرددة بصوت ناعم كجلد ثعبان:
-سليم، في خبر حلو أوي، أنا حامل في أبنك.

كان ينظر لها بهدوء، تغدقت أذانه فرحةً وتهليلاً، حتى أحتضنها وهو يتشدق ب:
-مبروووك، ألف مبروك يا مرسين
تشبثت بأحضانه متابعة بتساؤل:
-مبسوط يا حبيبي؟
اومأ مؤكدًا وقد رُسمت لوحة من السعادة على ملامحه الرجولية بريشة خلطت مشاعره فبات غريبًا حتى على نفسه...!
ثم قال متنهدًا:
-اخيرًا هيجي الولد اللي كنت بحلم بيه من زمان
احتضنته مسرعة وهي تعض على شفتاها، وبداخلها صوت خبيث يردد ونشوة الانتصار تلفحه بجنون.

إنتهت الخطوة الاولى بنجاح!

بعد مرور أسبوع...
في غرفة سيلا كانت تنام على فراشها تضم ركبتاها لها كالجنين الذي حُرم من الأكسجين مؤخرًا!
كانت دموعها تهبط بصمت قاتل يتناسب خلفية الظلام التي تحيط بها..
وفجأة شعرت بمن يقيدها من الخلف فانتفضت وهي تحاول إبعاد يداه التي حاصرت خصرها عنها:
-أبعد عني
هز رأسه نافيًا وصار يلتصق بها أكثر، أخترقت رائحته أنفها فشعرت بالنفور الذي حط بأعماقها بدلاً عن القبول الذي كان يفترش قلبها!

غمس رأسه عند رقبتها وهو يهمس لها ببرود:
-ولو مابعدتش هتعملي أية يعني! دا حقي يا مدام
أبعدت يداه بعنف وهي تردد بحنق ساخط:
-جاك كسر حُقك، ملكش حقوق عندي لحد ما تطلقني يا سليم
نهض جالسًا ليجذبها من ذراعها صارخًا بعصبية:
-أنتِ مفكرة نفسك مين يابت أنتِ، أنتِ زيك زي أي فردة جزمة في البيت دا، أنا حر اعمل اللي انا عاوزه وكيفي كدة مش هطلق
ظلت تضربه على صدره بقبضتها الصغيرة وهي تردف بهيسترية جمدت أطرافها:.

-أنت عايز مني اية بقا سبني في حالي أنا بكرررررررهك!
ولاول مرة لم يتأثر، لم ينكمش قلبه فزعًا للخط الأحمر الذي وُضع لمسار عشقه!
بل نفضها عنه بقوة وفي اللحظة التالية كان يصفعها حتى سقطت على الفراش ليهتف بقسوة:
-مش أكتر مني...
ثم استدار ليغادر وهو يغمغم بغضب:
-غوري سديتي نفسي منك لله يا بومة!
ثم غادر لتجلس هي كما كانت ولكن هذه المرة بصوت بكاء عالي يتقطع له نياط القلب!

شعرت بخطى هادئة تقترب منها فعلمت أنها جميلة وقبل أن تنطق كانت تخبرها بصوت مبحوح ؛
-مش عايزة اشوف حد اطلعي بره اوضتي يا طنط
تقلصت ملامح جميلة بحزن حقيقي ثم غادرت كما أتت..
لتظل هي تندب حظها اللعين الذي أوقعها في براثن ذلك القاسي...
حتى الهاتف لم يتركه لها لتتصل بشقيقتها او والدها!

مر أسبوعًا أخر...
والفجوة تزداد بينهما، سليم لم يعد يأتي لمنزله الا قليلاً وباقي الأيام يقضيها لجوار تلك الثعبان مرسين
حتى أن جميلة لاحظت تغييره الجذري ولكنها لم تستطع التعليق ولو بحرف!
بينما كانت سيلا تعيش أسوء أيام حياتها، وكأنها استهلكت الجانب الوردي بأكمله فترى الشقاء هكذا وفجأةً...!

كما علمت أن سليم أخبر شقيقتها أنهم سيسافران رحلة وسيغلقان هواتفهما للراحة قليلاً، وبقية الاوقات يتهرب من اتصالاتها!

وفي يومًا كان سليم في عمله كالعادة صباحًا، ليرن هاتفه بصوت عالي، فأخرجه من جيبه ليجيب بصوت هادئ أجش:
-الووو مين؟!
-أنا فاعل خير يا سليم بيه، سيلا مراتك بتخونك في شقة، في (، )
ثم أغلق الخط دون سابق إنذار أغلق الخط لتشتعل النيران بين جوارح سليم فنهض راكضًا نحو سيارته كالثور الهائج...!
وفي الطريق أتصل بخالته جميلة لتجيبه بعد دقيقة مرددة:
-ايوة يا حبيبي
-سيلا عندك يا خالة؟!

صمتت قليلاً ليصرخ بها بعصبية مفرطة:
-سيلا في البيت ولا لا؟
-لا يا سليم راحت تزور اهلها
لم ينتظر أكثر فأغلق الخط والشيطان توسوس له الكثير والكثير...
إلى أن وصل إلى العنوان الذي قاله له ذاك ليصعد راكضًا والشك يتآكله..
حتى وصل الي الشقة فوجد الباب مفتوح، ولج مسرعًا ليرى سيلا تجلس على فراش ذلك الرجل بقميص للنوم وتضحك وهي تشرب كوب ماء!
لم يستطع التحمل فركض نحوها ليجذبها من خصلاتها وهو يصرخ بانفعال حاد:.

-بتخونيني، بتخونيني انا يابنت ال*** بعد كل دا!
بينما ظلت هي تصرخ بألم وتستنجد بأي شخص، بخينما فر ذاك هاربًا قبل أن يمسك به سليم و...


look/images/icons/i1.gif رواية شظايا قسوته أشواك العشق
  03-01-2022 11:46 مساءً   [26]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث

كان يدلف بها إلى منزله يجذبها من خصلاتها بقوة وصوت صراخها يضفي نوعًا من موسيقى إنشقاق الروح!
وكان هو الاخر منفعل، غاضب، لا بل كاد يجن من فرط ذهوله...
خط محدد توقعه ينحني يمينًا ولكنه إنحدر نحو الهاوية فانقسم بانكسار!
كان يصرخ بعصبية جلية تحاوط خليط ملامحه:
-أنا يا سيلا، بقا انا مراتي تخوني على اخر الزمن!
ثم امسكها من كتفيها لتنهض، ثم بدأ يزمجر بحدة قاسية:
-لية!؟ لية عملتي كدة ليييييية.

وببرود هائل كاد يُميته صريعًا ردت:
-وأنت مالك! أنا حره
لم يشعر بنفسه الا وهو يسحبها نحو غرفته في الاعلى متجاهلاً نداء خالته التي جاءت تركض خلفه بفزع:
-في أية يا سليم حصل اية بس فهموني!؟
دلف إلى الغرفة ثم رماها ارضًا ليغلق الباب خلفه، كانت هي محدقة فيه بسكون غريب!
وكأن شللاً ما اصاب أطرافها المشعثة..
دلفت جميلة وحاولت جميلة ازاحتها من امام سليم ولكنه امسك بها ليصرخ بخالته:
-اطلعي بررره يا خالة.

حاولت الاعتراض بقلق:
-اسمعني بس يا سليم، آآ
ولكنه قاطعها مستطردًا بحدة عالية:
-لو سمحتي ماتخلنيش اعمل حاجة اندم عليها يا خالة، اطلعي بررررره
ابتلعت ريقها بقلق وقد أيقنت أن سيلا تعدت كل الخطوط الحمراء التي رسمها هو مسبقًا..
وبأقدام شبه مرتعشة خرجت بالفعل ليغلق سليم الباب بالمفتاح..
ثم خرجت خلع -حزام بنطاله- وهو يردد بشراسة:
-خونتيني وشوفتك بعيني، وبكل بجاحه بتقولي اه انا حره!

كانت تنظر له بخوف هذه المرة، سلسلة الجمود التي كانت متففنة في إظهارها على ملامح وجهها إنكسرت..
ليظهر هلع غزير تشبع تلك الجفون التي حفرت أسمه مسبقًا...!
هبط حزامه على جسدها بعنف فظلت تصرخ بألم:
-حرام عليك سبني!
ولكنه لم يكن ليتركها بل ظل يضربها بكل قوته، بانفعال كل آآهٍ صرخت بها كرامته ورجولته كرجل شرقي...
وكل ذرة جنون اجتاحته امام برودها!

لم يتركها إلا جثة هامدة مسطحة ارضًا، هبط يميل رأسها ولكن وجدها فقدت الوعي، ابتعد عنها ببطئ يعدل هندامه بسكون ثم استدار ليخرج من الغرفة مغلقًا الباب خلفه وكأن شيئً لم يكن!

كانت جميلة تجلس مع سيلا بعد رحيل الطبيب الذي داوى جروحها قدر الإمكان، وكتب لها على علاج وبالطبع لم يكن سليم في المنزل...
جميلة، مندهشة بحق من تصرف سليم الذي أنعش بذور الخوف من تصرفاته مرة اخرى!
واخيرًا بدأت سيلا تتململ في نومتها وهي تتأوه بصوت عالي باكية من الألم الذي خدر حواسها:
-اااه يارب مش قادرة
اقتربت جميلة تتحسس وجنتها بحنان هامسة:
-سلامتك يا حبيبتي، أية اللي حصل يا سيلا فهميني!

ازداد بكاؤوها الذي أصبح رحلة عميقة اختطفت اتزانها، ثم بدأت تغمغم:
-مش لما اعرف انا، والله ما فاكرة حاجة كويس، أنا في حد اتصل بيا وقالي سليم في الشقة دي وعمل حادثة، وانا مافكرتش كويس وغيرت طريقي من بيت اهلي للشقة دي، واول ما وصلت لاقيت ناس غريبة شربوني حاجة غصب عني وبعدها ماحستش بأي حاجة!
اخذتها جميلة في احضانها تربت على خصلاتها التي كانت تقريبًا مُقطعة، ثم همست لها:.

-طب اهدي يا سيلا، اهدي كدة في حاجة غلط لازم نفهم
أصبحت تهز رأسها بشكل هيستيري وهي تحاول النهوض:
-انا مش عايزة افهم حاجة ولا عايزة اشوف خلقته، انا عايزة امشي من هنا لو بتحبيني بجد ارجوووكِ
وقبل أن تجيب جميلة كان سليم يدلف ممسكًا بيد مرسين التي كانت تبتسم بخبث لم يلوح سوى لسيلا التي امتعضت رغم ألمها...
ثم قال بقسوة:
-تمشي فين! أنتِ مفكرة إن في حد ممكن يخلصك من تحت إيدي؟!

وبلحظة كان أمامها يصفعها بقوة مصيحًا بنبرة سقطت على أذنيها كرعد زلزل كمائن عشق دفين:
-أنتِ مش هتمشي من هنا الا على قبرك، يا تموتي في ايدي من العذاب يا انا اموت واخلص من العار دا!
ظلت تبكي وهي تحاول إخباره بصوت متقطع الأشلاء:
-حرام عليك يا سليم، أنا والله ما عملت حاجة ولا فاكرة أي عار بتتكلم عنه
أشار لمرسين أن تقترب، ثم شابك أصابعه بأصابعه وهو يكمل بجمود حاد:.

-احسن برضه، مرسين هتعيش معانا، ومن الليلة دي أنتِ الخدامة بتاعتها، ويا ويلك يا سواد ليلك لو اشتكت منك! هيكون يوم أسود على دماغك
لم تعلق وإنما ازداد بكاءها العالي، ليجذبها من خصلاتها محذرًا:
-ساااامعة؟!
اومأت مسرعة بخوف مرتعد:
-سامعة، سامعةة!
أولاها ظهره ليخبر جميلة قائلاً بنبرة ذات مغزى:
-اسمعي، لو عرفت إنك ساعدتيها هيبقي ليا تصرف تاني معاكِ واظن أنتِ عرفاني كويس!

لم تعلق جميلة وإنما اكتفت بالتحديق به، إلى أن انتهى ثم غادر متجهًا لغرفته، فاقتربت مرسين من سيلا تنغزها بقوة آمرة:
-قومي اعمليلي حاجة اكلها يابت انتِ
نهضت سيلا ببطئ بعدما نظرت لها بحدة، تحاول لملمة ما تبقى من كرامة تحولت لشظايا داخلها!

مر حوالي أسبوع...
وفي يوم صباحًا، كانت سيلا قد أعدت الافطار لكلاً من سليم و مرسين
تحسست ظهرها الذي كان يؤلمها بسبب نومتها على الارضية في غرفة الخدم، مسحت الدمعة التي كادت تفر هاربة من بين أسر جفنيها ثم دلفت ببطئ دون ان ان تطرق الباب كعادتها...
ولكن فوجئت ب مرسين التي كانت تُقبل سليم بشغف شديد وهو يحيط خصرها بيداه...

نغزة قوية مرت عاصفة على ذلك القلب، ولكنها لم تكن عشقًا، بل كانت لنفسًا اصبحت ذليلة بعد أن كانت ملكة العالم وما فيه!
وما إن رأتها مرسين حتى اقتربت منها تدفعها للخلف بعنف مزمجرة:
-أنتِ متخلفة يابت أنتِ، في حد يدخل اوضة البهاوات من غير أذن كدة؟! ولا جاية تتصنتي!
هزت سيلا رأسها نافية وبصوت مبحوح حاولت الرد:
-لا بس كنت آآ شايله الصينية م معرفتش أخبط.

رفعت مرسين يدها تنوي صفعها ولكن يد سليم التي امسكت بها اوقفتها عما تريد، ثم همس لها بضياع:
-أنتِ، أنتِ بتعملي آآ أية!
نظرت له مرسين بذهول وقد لاحظت إختفاء نظرة الجمود التي كانت تتلبسه، ثم أخفضت يدها سريعًا والقلق يتآكلها مما تشك به...
حاولت العودة للسابق وهي تهتف بضجر:
-أنت مش شايفها يا سليم كمان بتحاول ترد عليا!

كان يحدق بها بتشوش صامت، والآم رهيبة تحيط رأسه، لم تنتظر سيلا اكثر فركضت من الغرفة تشهق باكية..
فيما امسك هو برأسه وهو يهمس بصوت يكاد يسمع:
-سيلااا!

وفي اليوم التالي...
كانت سيلا تتمدد في غرفة الخدم كالعادة على الارضية، دموعها هي صاحبها الوحيد!
كان جسدها يهتز مع ارتجافة قلبها كلما تذكرت ذلك المشهد، فجأة شعرت بمن يدلف ويغلق الباب خلفه، نظرت له لتجده سليم
ارتجفت تلقائيًا وهي تعود للخلف مرددة بخوف:
-أنت، أنت آآ عايز أية جاي هنا لية!
اقترب منها حتى أصبح أمامها، ثم جذبها لأحضانه فجأة وهو يردف بنبرة شبه باكية:
-وحشتيني، وحشتيني اووي يا حبيبتي!

دفعته عنها بكل قوتها، ثم صارت تصرخ بعصبية هيستيرية:
-ابعد عني أنت مجنون أنت عايز مني أية تاني حرام عليك بقاااا
رفع يده ليضعها على شفتاها، ولكنها اعتقدته سيصفعها كالعادة مما جعلها تخبئ وجهها وهي تعود للخلف شاهقة بعنف مرتجف:
-لا حرام عليك كفاية أنا معملتش حاجة!
أمسك يداها الاثنان ليهمس بصوت مبحوح:.

-سيلا، أنتِ خايفة مني! أنا سليم حبيبك، أنا مكنتش واعيي يا سيلا، خالة جميلة هي اللي حكتلي كل حاجة دلوقتي حصلت، انا حتى مش فاكر كويس انا عملت أية ولا أزاي مرسين بقت هنا!
نظرت له بسخرية مريرة وهي تقول:
-والمفروض إن انا اصدق بقا!؟ لية لايكون معمولك عمل! امشي اطلع بره يا سليم
كاد يهتف بشيئ ما ولكنها وضعت يدها على اذنيها مزمجرة بجنون:
-بررررره بررررره مش عايزة اشوفك انا بكرررهك يا سليم بكررررهك...

شعر بطعنات متتالية تحطم فؤاده من كلمتها تلك!
وكأن سكين بارد غُرز بقلبه فجأةً فدمره كليًا...
-سامحيني يا حبيبتي انا اسف
همس بها ثم بالفعل استدار ببطئ يجر اذال الخيبة، وما إن خرج يسير دون صوت حتى سمع صوت مرسين تتحدث في الهاتف بانفعال مرددة ؛
-يعني أية رجع لطبيعته! أنت مجنون، مش هو دا اللي اتفقنا عليه
صمتت دقيقة تستمتع للطرف الاخر ثم اكملت بحدة:.

-يعني أنت وقفت ام العمل عشان الفلوس! ما احنا متفقين أن هجبلك الفلوس بس مكنش معايا، وبعدين لما أنت لسة موقفه ازاي رجع لطبيعته بسرعة اذا كنت قايلي لما اوقفه بعدها بأسبوع هيبتدي يفوق...
ثم عادت تصرخ بجنون:
-الله يخربيتك هتوديني في داهية، أنت عارف انك لو وقفته انا اللي هتأذي مش هو لان يعتبر انا اللي عملاه ومع ذلك وقفته، دا انا هاوديك في داهية!

كان سليم متجمد مكانه يستمع بذهول قاتم جعله راسخ مكانه يرفض التحرك...!
معناها صحيح ما قالته خالته، هو ظلم محبوبته، اهانها، حطم كبرياء الانثى داخلها ودفن رماد العشق بنفسه!
هل هذا وعده لها بالامان والحماية و، والثقة!
دمعة يتيمة سقطت من عيناه، ليمسحها مسرعًا وهو ينظر ل مرسين بشر و...


look/images/icons/i1.gif رواية شظايا قسوته أشواك العشق
  03-01-2022 11:46 مساءً   [27]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
نوفيلا أشواك العشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

شيطان خلف شيطان امتزجوا بفكره في تلك اللحظات، ولفافات الجحيم كادت تودي بروحه للتهلكة!
لم ينتظر اكثر فركض نحوها ومن دون تردد كان يصفعها بكل قوته، ذُهلت هي في البداية من إعصار فُجائي كاد يهتك ثباتها، ولكن حاولت لملمة شتات نفسها المرتعدة من هيئته وهي تسأله مصدومة بصوت مرتجف:
-في أية يا سليم أنا عملتلك أية أنت اتجننت؟!
كانت عيناه تختلط بوميض أحمر غريب نم عن مدى بشاعة جهنم بين مجحري عيناه الان!

ثم هتف بنبرة خطيرة:
-قولي أنتِ معملتيش أية، أنتِ دمرتي حياتي أنا هانتقم منك على كل لحظة وحشة شوفناها
كانت تهز رأسها نافية بخوف، لم تره بحياتها يومًا كهذا معها هي!
كان كمرقد للغضب تحرر من سلاسل تحكمه النفسي...!
بينما قبض هو على شعرها ثم ظل يسألها بغضب هادر:
-عملتي كدة لية هاا لييية انا أذيتك في أية يابنت ال****
واخيرًا استطاعت النطق تلفظ من بين قبضة مميتة تكاد تسلبها اولى الخطى للحياة:.

-أنا م مش فاهمة انت بتتكلم عن أية يا سليم
دفعها نحو الأرض بعنف وهو يصفعها لتصرخ هي متألمة، بينما أكمل هو بحدة شيطانية:
-أنا بقا هاوريكِ عملتي أية وبالحرف!
وما إن هم بالأقتراب منها حتى وجد سيلا أمامه فجأة تقف كحاجز بينهما...
أتحميها بعد كل هذا؟!
أتحميها وهي القاتل، هي المجرم، هي المخطط، ولكن اسفًا كان هو الجلاد الأعمى!
نعم اعمى، اعمى القلب والبصيرة!

لم تخترقه شعيرات الألم التي كانت متناثرة تلجم حروفها، ولا شغفًا حقيقيًا كاد يتبادل الادوار مع الشمس الحرة...!
أمسك سيلا من ذراعها برفق يهمس لها بطرقة بدا يحاول جاهدًا التحكم بأعصابه:
-سيلا لو سمحتي اطلعي أنتِ دا موضوع ملكيش دعوة بيه
هزت رأسها نافية، وبدت كأنها تصارع تلك الشجاعة داخلها لتبقى وهي تقول:
-لا مش هبعد، أنت مالك طايح في خلق الله كدة لية!

أغمض عيناه بغل، يحاول تنظيم وتيرة تنفسه قبل أن يخبرها بهدوء ما قبل العاصفة:
-أبعدي من قدامي يا سيلا مش عايز أأذيكِ افهمي بقا!
رغمًا عنها دمعت عيناها وتناثرت كقطرات مؤلمة تحوي الفجع داخل عينيها اللؤلؤية، ثم همست ساخرة:
-ياااه أنت كل دا ومأذتنيش يا سليم؟!
كانت الاخرى تتابعهم بأعين مترصدة، وسرعان ما كان يبعد سيلا من امامه بقوة صامتة ثم جذب الاخرى من خصلاتها بقوة يجذبها متجهًا نحو الخارج..

وقفت امامه جميلة وقبل أن تهتف بشيئ كان يستطرد بحدة:
-ماتخلونيش أعمل حاجة أندم عليها، أبعدوا أنتم الاتنين من ادامي دلوقت
أغمضت جميلة عيناها متنهدة باستسلام:
-براحتك يا سليم
خرج بها نحو غرفة صغيرة بالحديقة ليدفعها بعنف نحو الغرفة حتى سقطت ارضًا متأوهه بخوف..
ثم بدأت تسأله بتوتر يحمل رنينًا مشعثًا من الارتعاب:
-أنت هتعمل أية يا سليم!

لم يرد عليها وإنما ربطها بحبل متين بالحديدة من خلفها وهي جالسة على الأرضية جلسة غير مريحة بالمرة...
انتهى ثم نفض يده ببرود وهو يهمس لها بصوت خشن:
-لأني راجل، وصعيدي مابمدش إيدي على ست، خاصةً لو كانت ست** زيك، أنا هاكتفي بعقاب خفيف اووي وبعدها أسلمك للبوليس!
نظرت له مستفهمة بقلق لتجده ينادي بصوت عالي:
-يا شناااااوي
جاء شناوي مسرعًا وهو يحيه باحترام:
-اؤمر يا سليم بيه.

ابتعد به عن تلك قليلاً، ثم بدأ يخبره ماذا سيفعل بالتحديد بهدوء تام ولكنه خبيث لأبعد حد:.

-عايزك تعمل فيها كل اللي أنت عايزه، أستمتع بيها بكل الطرق، لكن اوعى تلمسها يا شناوي، أنت هتعمل كل حاجة من غير ما تلمسها وأكيد أنت فاهمني، بس مش هتعمل دا بهدوء كدة، لا أنت هتطلع عينها، تهزيق شتيمة إهانة، كل اللي قلبك يحبه، بعدها عايزك تطلع تشتري كام فار على كام تعبان مش سامين وتسبهم معاها يومين تلاتة، وبعدها تناديني وأنا هشوف هعمل أية تاني عشان مبحبش اذية حد.

كان المدعو ب شناوي فاغرًا شفتاه مذهولاً من كم الغيظ الذي رسم حروفه الخبيثة...
بينما ربت سليم على كتفه بهدوء ليغادر، فيما همس هو مصدومًا بتعجب:
-امال لو كنت بتحب اذية الناس كنت عملت فيها اية يا قادر!؟ كنت سلختها حية!
ثم توجه نحو التي ترقد بالداخل تبكي بصمت مقهور، لتتسع ابتسامته الخبيثة وهو يعدل هندام ملابسه:
-استعنا على الشقى بالله، خليني اخلص قبل ما اخد نصيبي من هتلر اللي انا عايش معاه دا.

بعد فترة...
كان سليم مع جميلة التي قرأت له -الرقية الشرعية- بعدما قص عليها كل ما سمعه واستنتجه..
بالرغم من ذهولها من الشيطان الذي يحكم أنفاس تلك الخبيثة الا إنها قالت له بلوم:
-برضه يا سليم أنت غلطان
رفع حاجبه الايسر مستنكرًا:
-غلطان في أية يا خالة؟
اجابت بفتور:.

-اولاً أنت بعيد عن ربنا اووي، عايزه ازاي يبعد عنك الحاجات دي ويحميك! أنت لو كنت بتصلي كل يوم وبتتوضى عمر الحاجات دي ما كان هيبقى تأثيرها عليك بنفس الشكل دا، دا زائد بقا انك يعتبر مابتلمسش المصحف، أية اللي هيحميك بقا؟! شغلك اللي أنت مكرس كل حياتك له!
كان سليم ينكس رأسه ارضًا وهو متيقن من صحة كلامها...
ثم همس بعد الصمت ليتابع:.

-أنا عارف إني غلطان وهحاول أقرب من ربنا قد ما اقدر وهقرأ الرقية الشرعية كتير
ثم سرعان ما أمسك يدها يرجوها بصوت مُلح:
-بس ساعديني أرجع مراتي ليا، أنا مش متخيل حياتي من غيرها يا خالة
مطت هي شفتيها بانزعاج تقول:
-جيت لك يا عبدالمعين تعيني، يابني هي كانت طيقاني عشان أقنعها؟! دي لو عليها هتفجر فيا قنبلة حية وتخلص مني عشان أيدتك تتجوز، ياكش كان لساني اتعوج نصين جالي شلل نصفي قبل ما اقولك اتجوز الحربوءة دي!

رغم كل الألم الذي يجتاحه حالاً، إلا انه ابتسم وهو يردد متجرعًا مرارة الشعور في تلك اللحظات:
-صدقيني أنا ماطاوعتكيش على الجواز بمزاجي، بعدين لو انا اتجوزت بمزاجي ازاي الصبح هكون بقولها مأقدرش اخلف من غيرك وتاني يوم انتِ بتعرفيني ان مراتي التانية حامل! يعني أنا مجنون كدة! أنا متأكد إنها كانت بتعمل السحر دا من بدري عشان يلحق يأثر فيا واحدة واحدة...!

اومأت جميلة موافقة وهي تفكر بكلامه، ثم ربتت على كتفه وهي تهمس مشجعة:
-طب قوم يلا حاول تصالح مراتك الاول من غير تدخل مني
اومأ موافقًا ثم تنهد وهو يستعد للسواد القادم الذي بدأ يحيط به!

دلف إلى الغرفة التي تقيم بها ولم تغيرها حتى بعد أن اعتذر لها طالبًا السماح...
وجدها تجلس على الأرضية تضم ركبتاها لصدرها وهي تهمهم بكلمات غير مفهومة شققتها الدموع...
جلس لجوارها فانتفضت هي تعتدل وهي تزمجر فيه:
-أنت قعدت هنا لية اتفضل اطلع بره
مد يده يمسح تلك الدمعة الماسية التي أقسم الا تهبط بسببه...
ولكنها لم تكن دمعة بل كانت شلالاً من الدموع تفجر ما إن لمس وجنتاها الساخنة من البكاء..!

وسرعان ما كانت تنفض يده عنها بغضب جم:
-أبعد عني قولتلك متلمسنيش أنا مش طايقاك
تنهد قبل أن يبدأ باخبارها:
-سيلا أنا كنت غصب عني، مرسين طلعت كانت عامله لي سحر عشان تتحكم في تصرفاتي! أنا كنت زي المشلول
إتسعت عيناها على اخرهما، لم تصدق للحظة أن ذلك الكائن يختزن سموم كافية لتدمير العالم لهذه الدرجة!
ولكن لم تدري أي شيطان أهوج وسوس لها فقالت بغيظ:
-وانا ايش عرفني انك مش بتكذب، انا بقيت اتوقع كل حاجة منك.

سارع بقوله المتلهف:
-اسألي خالة جميلة هي شاهدة على كل حاجة
أغمضت عيناها تحاول الاسترخاء، تحاول التنحي عن كم الضغوطات التي تشد أعصابها حد الجنون..
بينما كانت لسليم فرصة لتأمل ملامحها التي اشنتاقها، اشتاقها بجنون يكاد يجعله يمحو اي عبارات خانقة ويلتهمها بجوع...!
مد يده يتلمس قسمات وجهها ببطئ متناغم مع صوته المبحوح وهو يخبرها:.

-سيلا أنا لسة بحبك، أنا بتنفسك مش بس بحبك، أنتِ لو بعدتي عني هاتخنق، أنا مشتاق لك اوووي
ثم هبطت يده يتحسس شفتاها بنفس التمهل الذي جعلها وكأنها مخدرة صريعة لمساته التي افتقدتها كالأزهار وقت الربيع...!
ثم أكمل بنفس النبرة ؛
-وحشوني، وحشني طعمهم اوي
همست ببلاهه مصدومة:
-اية دا!؟
اجاب بنفس الهمس:
-شفايفك!
وقبل أن يقترب بوجهه منها يحاول إقتناص شفتاها كانت تدفعه بقوة بعيدًا عنها صارخة:.

-برررررره، برررره يا سليم أنا مش قادرة هرجع من قربك دا بجد مش طايقاك
وبالفعل أمسكت فاهها مسرعة لتركض نحو المرحاض الصغير وتبدأ بأخراج كل ما في معدتها...
بينما هو مذهولاً!
ألهذه الدرجة أصبحت تتقزز منه؟!
اصبحت تنفر قربه الذي كان يجعلها كشمعة مُقادة بولع عشقه...!
انتبه لها بعد أن انتهت وهي تهمس له بجزع:
-ارجوك اخرج يا سليم مش قادرة.

ولكنه لم يفعل بل على العكس جذبها بقوة لتصطدم بصدره ثم دفعها نحو الحائط برفق وهو يحيط بها، توترت أنفاسها من ذاك القرب كثيرًا...!
ليردف هو بصلابة:
-مش هخرج، وهاقرب، هاقرب اووي لحد ما تسلمي وتقولي خلاص، وتبطلي جنان أنا مفيش واحدة تقرف مني!
ولم يعطيها الفرصة للرد اذ التهم شفتاها بقوة جعلتها تأن بضعف، كان متمكن يعرف خطورة ضرباته في الحرب!
بينما هي جندي أعزل يحاول الدفاع بقوته الواهية...

واخيرًا ابتعد بعد دقائق اكل فيها شفتاها بجوع، ثم همس بأنفاس لاهثة:
-أنا هاسيبك دلوقتي بس، انما لو عليا انا عايز أكلك كلك
بدأت الحمرة تزحف لوجنتاها لا تدري خجل ام غضب...
ولكنها حاولت دفعه وهي تردد بحنق:
-قولتلك ابعد عني يا سليم، أنسي اني ممكن انسى واغفر!
اختطف قبلة سريعة لرقبتها البيضاء التي ظهرت، ثم اكمل غير مباليًا بحديثها الفظ:.

-هروح اخد دش واشوف حسابي مع بنت ال*** اللي بره وهارجعلك تاني مش هتأخر، هتوحشيني الشوية دول يا روح الروح
ثم رحل دون أن يجعلها تفسد صفاء تلك اللحظات، لتغمض عيناها وهي تزفر بغضب حقيقي:
-بقا هي غصب يا سليم! طب وديني منا قاعدالك فيها ووريني دلوقتي بقا انهي عفريت هيمنعني!

وبالفعل في المساء كانت قد إنتهت من لملمة ملابسها...
تذكرت مكالماتها لاختها طيلة الفترة الماضية أنها تعيش حياة طبيعية، فكيف ستخبرها هكذا فجأةً بما حدث؟!
نفضت تلك الأفكار كلها عن رأسها وهي تهمس بأصرار:
-مش مهم، مش مهم كل دا، المهم أخلص منه!
وفجأة ظهر خلفها يحتضنها من الخلف وهو يردد بسماجة تخفي اطنانًا من الألم:
-تخلصي من مين يا روح الروح، أنا لازق لك للأبد مفيش مهرب مني.

قال كلمته الأخيرة وهو يحدق بها بخبث، بينما قالت هي بحدة لفحها البرود:
-لو هموت يا سليم، مش هستسلم لك ابدًا
ثم اقتربت خطوة للأمام لتهمس امام شفتاه مباشرة:
-عارف لية؟ لاني بكرهك يا سليم، بكرهك لدرجة مش طايقة الهوا اللي أنت بتشاركني فيه، وبحمد ربنا الف مرة إن مينفعش أخلف منك والا كان زماني مربوطة بعيل ابوه مريض نفسي وشكاك واتهم مراته في شرفها الي هو شرفه يعني مش راجل اصلاً.

وما إن انهت اخر حرف حتى ضغط على ذراعها بصراخ زلزل أركان المنزل:
-سيييلاااااااااا، إياكِ تعيديها، أنا بحاول اتحكم في عصبيتي ومقدر موقفي، لكن أنتِ كمان حاولي تفهميني، اية شعورك وأنت لعبة فأيد قذرة بتحرك بمزاجها عشان تعملي حاجات عمرك ما كنتي تتخيلي انك تعمليها، اية شعورك وأنتِ اهنتي اكتر ناس بتحبيهم ولما تقوليلهم مش بمزاجي يقولولك كذابة!
تنهد بقوة مكملاً بوجع:.

-صدقيني شعور وحش أوي خصوصاً على الراجل، واللي زيي بالذات اللي كان بيمشي كل حاجة بمزاجه
حاولت إمساك دموعها وهي تخبره بجمود:
-مش ذنبي يا سليم، أنا تعبت واتجرحت منك بطريقة مش ممكن تتعالج، طلقني يا س...
ولكنه وضع يده على فاهها يمنعها إكمالها وهو يتشدق بحدة لاذعة:
-ابدًا، اليوم اللي هتكوني فيه حرة مني هو يوم ما أموت بس
أعتقد أنها ستهتف بلهفة بعيد الشر
ولكن على العكس تمامًا قالت وهي ترفع كتفيها ببرود:.

-اممم هي اقدار بس أنا مأعرفش ومايخصنيش موت وقت ما تموت بس انا استحالة افضل على زمتك، انا عايزة راجل يقدرني بجد، يحسسني اني ست بجد وانه بيثق فيا حتى لو شافني مع حد غيره، راجل يقدر يديني الطفل اللي بتمناه، راجل يقدر محاولاتي اني أسعده بكل الطرق!
كان يستمع لها ولهيب محرق لاقصى حد أشتعل داخله...
لا يتخيلها مع غيره ابدًا، حتى الاحلام حُرمت في تلك النقطة!
هي له، هي خاصته، خاصته وحده لأخر نفس له...!

زفر بعمق وهو يردف:
-أنا مش هطلق يا سيلا
دفعته بقوة مرددة بقسوة:
-يبقى المحاكم بينا يا سليم...!
سحبها من ذراعها ببطئ نحو الغرفة متجاهلاً كل محاولاتها في البُعد عنه وهي تصرخ:
-ابعد عني بقاااا
وصل امام غرفتها ففتحها وجعلها تدلف عنوة، ثم هتف وهو يغلق الباب متجاهلاً تمامًا نحيبها المكتوم:
-لو وصلت اني مأخرجكيش الا وأنتِ مسامحة او تحصل معجزة وتبقي حامل ساعتها هعملها يا سيلا!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 4 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، شظايا ، قسوته ، أشواك ، العشق ،












الساعة الآن 04:10 AM