logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة


03-01-2022 10:41 مساءً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10






t21998_2968تحت أضـواء القمـر المنير الذى يسطع بنوره الزهـي ليغطـي الكرة الأرضية، ليملئ القلـوب بالنور والأمل، ولكن القلوب الحالكة.. طيف نور لا يؤثر بها!تحديدًا في منزل اشبه للقصـر، كانت تقف هي و قدماهـا ترتعـش، لا تقويـان على حملها فيحملان ما لا طاقة لها به، وخوف حقيقي يسيطـر على خلاياها كليًا!دلفت الي المكتب، لتجـده يجلس كالعادة امام الجهاز الخاص به وأوراقـه.تنحنحت وهي تقترب منه بالقهـوة خاصتـه، لينظـر لها بعينيه السوداء الحـادة كالصقـر، نظرة داعبـت خوفها المكبوت فانفجر وظهر!لتُسقط كوب القهوة من يدها على الأوراق الخاصة به.وكأنها اسقطت النيران على فتيل غضبه فصرخ فيها بحدة مفرطة:_ أنتِ غبية مابتشوفيش ابدًاهـزت رأسهـا بخوف حقيقي وهي تغمغم متلعثمة:_ أسفة والله أسفة مش قصدىبدء يلملم اوراقـه وهو مستمـر في زمجرته بوجهها كأنه لا يستغنى عنها ابدًا!فهو بالفعل، القسوة والغضب جزئـان اساسيان في شخصيتـه.قواعده وسلوكه جميعهم يرتكزوا على ذاك الجزء.وهما ما يبعثـان الخـوف والرعب في نفوس الاخرين تلقائيًا كنسمات الهواء!واستمر في صراخه بقوله الحاد:_ اعمل إيه انا بأسفك ده، الورق ده مهم جدًا، ده يمكن أهم منك أنتِ شخصيًاتقديم الروايةقابلـتـه حجـرا لينا داخليا، وخارجيا زجاجا غلافا من القسـوة المعتـادة منه، فسلطـت ضـوء انجـذابهـا وطلتهـا، واقترابهـا المؤثـر، لتفتتها فتصبـح لها شظايـا قسوتـه.فصول رواية شظايا قسوتهرواية شظايا قسوته للكاتبة رحمة سيد الفصل الأولتحت أضواء القمر المنير الذى يسطَع بنوره الزهي ليغطي الكرة الأرضية، ليملئ القلوب بالنور والأمل، ولكن القلوب الحالكة، طيف نور لا يؤثر بها!.تحديدًا في منزل اشبه للقصر، كانت تقف هي و قدماها ترتعش، لا تقويان على حملها فيحملان ما لا طاقة لها به، وخوف حقيقي يسيطر على خلاياها كليًا!دلفت الي المكتب، لتجده يجلس كالعادة امام الجهاز الخاص به وأوراقه..تنحنحت وهي تقترب منه بالقهوة خاصته، لينظر لها بعينيه السوداء الحادة كالصقر، نظرة داعبت خوفها المكبوت فانفجر وظهر!لتُسقط كوب القهوة من يدها على الأوراق الخاصة به..وكأنها اسقطت النيران على فتيل غضبه فصرخ فيها بحدة مفرطة:أنتِ غبية مابتشوفيش ابدًاهزت رأسها بخوف حقيقي وهي تغمغم متلعثمة:أسفة والله أسفة مش قصدىبدء يلملم اوراقه وهو مستمر في زمجرته بوجهها كأنه لا يستغنى عنها ابدًا!ولمَ كأنه؟!فهو بالفعل القسوة والغضب جزئان اساسيان في شخصيته..قواعده وسلوكه جميعهم يرتكزوا على ذاك الجزء..وهما ما يبعثان الخوف والرعب في نفوس الاخرين تلقائيًا كنسمات الهواء!واستمر في صراخه بقوله الحاد:اعمل أية انا بأسفك ده، الورق ده مهم جدًا، ده يمكن أهم منك أنتِ شخصيًاجرح اخر بفضل كلماته اللاذعة التي تقطر سمًا حقيقيًا يقتلها تلقائيًا!اسبوع واحد اقامته معهم ولكنه كان كالدهر..وكل مرحلة فيه تعلمت أن تتحمل الألم وتصمت عن الأهانات اكثر..ودائمًا ما تستقبل الاهانات منه ومن خطيبته الحمقاء على وتيرة الصمت!نظرت لأول مرة وهي تلهث من انفعالها مرددة:فعلاً ماكنتش قاصدة واللهنهض وهو يشير لها بعصبية هبت في وجهها فأسارت القشعريرة في جسدها:لأمتى، هتفضلي تغلطي وتقولي مكنتيش قاصدة لأمتى!؟نظرت له ببلاهة، أى غلط هذا!؟أي غلط أكتنفته فتسببت في غضبه، هي دائمًا تحاول أن تتلاشاه نهائيًا!ولكن لمَ لا يمكن أن يكون الخطأ في حد ذاته هو بعدها وخوفها اللانهائي؟!أطرقت رأسها وهي تتراجع للخلف ببطئ علها تمنع أنفاسه أن تلفح صفحة وجهها الأبيض وقالت:أعتبرها أخر مرة، بعد كدة هبعت لك القهوة مع أي حدظل يقترب منها ببطى...بطئ متعمد ليلاعب أوتارها الحساسة!وهي تعود للخلف أكثر..كل خطوة تتراجعها وكأنه يُقسم أن يتقدم العشرات مثلها!حاصرها بذراعيه كالقيود الحديدية...قيود حقيقية لطالما تحكمت بها ولكن السبب مجهول!وفعليًا لفحت أنفاسه صفحة وجهها الذى زحفت الحمرة له تلقائيًا من ذاك القرب الذى يُخدر حواسها..مخدر لم ترغبه ولا تريده!ثم همس بصوته الأجش:أنتِ اللي هتجيبي القهوة وقت ما أطلبها، ماتنسيش إنك هنا مجرد خدامة بس، مش انتِ اللي هتتحكمي فينااومأت بدموع بدءت تحاول الانهمار من عينيها ولكن أبت النزول..وكالعادة إبتلعت تلك الغصة المريرة في حلقها وهمست:.صح، أنا هنا مجرد خدامة ف المطبخابتعد قليلاً وقد إنقلبت ملامحه تمامًا للضيق لتنطلق هي راكضة بحزن حقيقي أدمى قلبها!وصلت لتلك الغرفة الصغيرة التي تقيم فيها بجوار المطبخ لتغلق الباب عليها وتبدء بالنحيب كالعادة وهي تتذكر الذى جلبها لذاك المنزل واول لقاء لها بذاك الصقر...فلاش باك..ظلام دامس، ظلام يحيط بها من كل مكان، خيوطه تكاد تغطي من حولها، و عصبة قطنية تحيط بعينيها البنية لتمنع عنها ذاك النور...!ولكن أى نور، هى لم تعرف للنور معنى منذ وفاة والدتها!حياتها وتيرة واحدة لا تتغير، سلسلة تتكرر يوميًا بملل...ولكن دومًا كان الظلام سيدها!،حياة بائسة فعليًا واساس ذاك البؤس أب غير مبالى، وأم تركتها في الظلمات وتوفيت دون سابق إنذار...ولكن يبقي النور الطفيف الذى لم ينطفئ حتى الان، جدها الحبيبقطع سيل ذكرياتها المتقطرة صوت رجلاً أجش يقول بجوارها:هنعمل فيها أية؟رد صوتًا اخر لم تعرف كلاهما:مش عارف، كان لازمتها أية الورطة دىتأفف الاول مجيبًا:الفلوس، الفلوس هى اللي عملت كدةطرق الاخر يداه ببعضهما وهو يقول بغضب:طب فكر معايا ف صرفة بقي يا أستاذ، احنا اخدنا فلوسنا خلاص بس هنعمل اية ف المصيبة دىرد مسرعًا:طب ما نرجعها لأهلها بقي.صاح فيه منزعجًا:نرجعها أزاى وهى شافت وشي يا غبي، كدة احنا هنروح ف داهيةتقوس فمها بابتسامة ساخرة بالرغم من سوءها إلا انها زينت ثغرها الأبيض بشفتاها الورديتين..أشفق عليها القدر بنعمة جعلتها ترى وجه ذلك الوغد الذى اختطفها لتقاضيه حتمًا عندما يتركونها!صورته حُفرت بذاكرتها فعليًا، فأعطتهم كامل الحق للخوف منها..نعم ستقاضيهم، من الأساس هذا شغلها الفعلي، محامية مجتهدة..ولكن هل هي نعمة فعلاً، أم نقمة بسببها ستلعن ذاك اليوم!؟فجأة صدح صوت احداهم العالي وهو يقول بسعادة:لاقيتهاااسأله الاخر باستفهام:اية دى؟اجابه بتفكير خبيث:لاقيت فكرة جهنمية ياضهتف الاخر مسرعًا:الحقنى بيها بس تعالى برةخرجوا سويًا للخارج، تاركين اياها تنعى حظها وتبكِ قهرًا..وهنا جاء حكم القاضي على حياتها البائسة بصوته الخشن:أحنا نوديها لبيت الصقرحك طرف ذقنه محاولاً التذكير:الصقر مين!؟تأفف وهو يلكزه بقوة متابعًا:سليم الصقر يا أهبل، كدة كدة احنا بقينا ف البلد اهوو واهلها ف القاهرة مش هيخطر على بالهم إننا مابقيناش ف القاهرةسأله مرة اخرى مفكرًا:طب هنوديها ازاىرفع كتفيه وراح يشرح له بخبث ؛ياض ركز معايا، أنت عارف إن الصقر برغم قسوته إلا انه مابيبخلش على حد وبيمد إيده للمحتاجاومأ الاخر بتركيز:امممم فعلاً، يبقي أحنا نوديها له على أساس إنها مجرد بنت فقيرة مش لاقية شغل وهنغير اسمها.اومأ بتأكيد ثم قال:ايوة وكدة هو عمره ما هيعرف يوصل لأصلها، والبت هتفكر انه هو اللي خاطفهاضربه على رأسه برفق وهو يقول:ايوة تمامغمز له وهو يتجه للداخل بسرعة مغمغمًا:طب يلا بسرعة عشان نلحق نغورها ونستمتع بالخمسة مليوناومأ الاخر ثم استداروا متجهين لها مرة اخرى...اقتربوا منها، ونظر احدهم لجسدها المرسوم وملامحها الجذابة التي تعطيها نكهة خاصة، بنظرة امتلأت بالرغبة قبل أن يهمس بهمسة اثارت القشعريرة المريرة في جسدها:طب ما نظبط نفسنا بيها الاولهز الاخر رأسه نافيًا قبل أن يهتف بتحسر علي غنيمة مثلها:كان نفسي، بس للأسف مفيش وقت، أهلها اكيد مش هيسكتوا، ولا أنت ناسي دى بنت مينأهل!هل لها اهل من الاساس!؟مجرد حروف تسمعها يوميًا ولكنها لم تعرف معناها الحقيقي يومًا!لطالما كانت حبال علاقتهم من حرير..تتهشم بسهولة من مجرد شيئ بسيط!ولكنها حروف عليها غمامة من الهيبة أمام اى شخص..بعد ما يقرب من ساعة تصاحب فيها الظلام، تشعر به كالصديق يرافقها هو فقط ليس سواه!ظلام اعتادته واعتادها منذ زمن...وصلت، وصلت إلي منزل الصقر ...دائمًا ملامحها وتعابيرها تفضحانها، والان الذعر والخوف هم المسيطران على صفحة وجهها الأبيض..دلف أحدهم اولاً وبقي الاخر معها، اصبح امامها تمامًا وهو يزجرها بعيناه قبل أن يقول محذرًا:أسمعي اللي هقولهولك كويسنظرت له بتساؤل متوجس ليتابع هو بهمس:أنتِ من اللحظة دى أسمك سيلا ابراهيم، سيلا إبراهيم مش اى اسم تانى وانتِ فاقدة الذاكرةحدقت به قبل أن تسأله ببلاهة:أنت عايزنى أغير أسم والدى كمان وامثل اني فاقدة الذاكرةشقت وجهه أبتسامة ساخرة ومن ثم غمغم بصوت مسموع:كنت عارف إنك مش هتيجي بالزوق.ثم أخرج من جيبه هاتف ومن ثم بعد دقيقة أولى لها الهاتف لتشهق واضعة يدها على فاهها..جدها الحبيب وشخص ملثم يصوب سلاحه تجاهه من على بعد!والدقات توقفت هنا، لن تخسره، هو العامود الرئيسي في حياتها البائسة، سينهدم كل شيئ إن رحل هو بالتأكيد!تصاعدت الدماء لوجهها وهي تصرخ به:أنت مجنون، جدو ماله حرام عليكوانظر لها بطرف عينيه وقال ببرود:هاا يا أنسة سيلا، هتتشرفي كتير بإسم العيلة ولا عقلتي؟!اومأت موافقة برعب حقيقي:هعمل اللي أنتم عايزينه بس ملكوش دعوة بجدومط شفتيه واجابها:ده أكيد، بس تأكدى ف أي وقت لو خلفتي اللي أتفقنا عليه او قولتى لأى حد أى حاجة يبقي تقرأي الفاتحة على روح جدك!دموع حارة تلقلقت في ساحة عينيها التي تشبه كوب القهوة..دموع قهر وغلب من معاناة بدت أبدية، ولكن ستظل تحوم بداخلها، لأن لن ولم تسمح لها بالهطول مادامت أمام اى شخص فهي القوية المتينة، ظاهريًا!وقفت تنتظر جكم قاضيها الظالم، وبعد ثوانى تقدم الاخر وهو يشير لهم مسرعًا:يلا تعالوا بسرعةامسك بيدها وهو يشدها مسرعًا للداخل، ليدلفوا إلى صالة واسعة تابعة لذاك المنزل الكبير، أثاث حديث ملفت للنظر، والمنزل من طابقين، واللون المسيطر بجدارة، الأسود فقط!وكأنه يعبر عن حياة من به!وهبط سليم ...لتتعجب هي في نفس اللحظات!شاب في أواخر العشرينات من عمره، يمتلك بشرة قمحية وعيون سوداء حادة تناسب اسمه تمامًا الصقر ..يرتدي جلباب أسمر، شعيراته السوداء تكاد تصل لجبينه..ملامحه تجذب من يدقق فيها وكأنه يرسمها بسحر لا ينتهي مفعوله!اقترب منها ثم ظل يتفحصها من اعلاها الى اسفل قدميها..لم يستطع اخفاء نظرة الاعجاب التي لاحت في عيناه..فمط شفتاه وهو يقول باللهجة الصعيدية:مش بطالة يا ولد عمياسرع الرجل في القول:وفقدت الذاكرة يا حبت عيني، ف جولنا محدش هينصرنا غير الصقر اللي بيساعد الغلابةاومأ وهو مازال محدقًا بها ثم أمرهم:طيب خلاص، عشان خاطركم هشغلها مع الحاجة فاطيما في المطبخ، هي بردو محتاجة حد كبرت في السن، والخالة جربت ترجع من السفر وعايز البيت يبجى على سنجة عشرة زى ما بيجولواابتسم الرجلان بانتصار، ليقول احدهم بامتنان حقيقي:.ربنا يخليك لينا يا ريس ولا يحرمش الناس منك ابدًاابتسم بغرور ثم تابع:خلاص بجى روحوا انتوا واعتبروها اتعينت اههوبالفعل إنطلقوا مسرعين مهللين من امامه، لينظر هو لها ثم سألها بنبرة ذات مغزى:أسمك أية بقا؟فغرت فاهه بشكل مضحك ثم قالت ببلاهة:أية ده ما أنت بتتكلم زينا أهوواومأ مؤكدًا وهو يجيبها بجدية معتادة منه:ايوة، انا صعيدى اصيل بس درست برةكادت تهتف بشيئ اخر الا انه قاطعها بصرامة لاذعة وهو يشير لها:.على المطبخ، ماتتعوديش على الحديت الماسخ ده، الحاجة فاطيما حتفهمك كل حاجة مفروض تعمليهااومأت بضيق بدءت يجتاحها ومؤكد سيزداد مع ذاك الصقر!باكمسحت دمعاتها الهاربة، سيظل بكاؤوها يوميًا وقهرها شيئ يُخفي عن الجميع، حتى يعلن القلب نفاذ طاقته نهائيًا!الجو مشحون بالتوتر، وحالة من البؤس والتوتر قد سيطرت على ذاك المنزل، التوتر من فقدان الغالية كما يلقبها جدها..تساؤلات وبحث وقرارات صارمة من الجد قد صدرت، وسحابة حزينة سوداء قد سيطرت عليه، جلس في منزله الكبير الذى يعيش فيه هو وابنه..على أحدى الكراسي الخشبية المهتزة التي تحركه تزامنًا مع عصبيته المفرطة، صرخ في أبنه امامه بحدة مشيرًا له بيده التي ترتعش:.يعني أية يا عزت مش لاقينها، أقلبوا البلد عليهابينما عزت ، جبروت وبرود إرتسموا بدقة على تلك الملامح السمراء!وقف يتأفف بين كل حين ومين وكأن من فقدها ليست أبنته ابدًااشار لوالده وهو يقول بضيق:يعني أعمل اية يا ابويا، دورت عليها وبدور بقالي اسبوع اهو بس شكل الخاطفين مارجعوهاش ومش هيرجعوهاهز رأسه نافيًا وهو يستطرد بجزع:لا لا، سيلا مش هتستحمل الخطف والبهدلةمط الأخر شفتيه وتابع بحزن أصطنعه بمهارة:.منا عارف والله يابويا، بس ده قدر ربنا حد يقدر يعترض؟!هز رأسه بعصبية ثم سأله:لا طبعًا، بس أنت متأكد إنك عطيت لهم كل الفلوس اللي طلبوهاواخيرًا استخدم الجدية لمرة وقال:أيوة يابويا والله عطيناهم الفلوس، بس اخدوها وضربوا الراجل وهربوا ف اخر لحظة ومش عارفين نوصل لهمهز رأسه نافيًا ومن ثم هتف بأصرار:مليش دعوة أتصرف يا عزت، وإلا قسمًا بالله أنزل ادور على حفيدتي بنفسي، دي الغالية.امتعض وجهه وهو يجيبه بخشونة:خلاص يا بابا، أنا هدور تاني، ماتنساش الدكتور قالك أية، صحتك ماتستحملشلوى شفتاه متمتمًا بحنق:اما نشوف يا عزتوأنطلق عزت من امامه ليدعي البحث مرة اخرى..واي بحث هذا، هو لا يرغبها من الأساس!هي مجرد عبئ يصعب التخلص منه فقط!كانت تجلس هي في نفس المنزل بالأعلى في غرفتها الخاصة بها وبزوجها، تحديدًا في غرفتهم الواسعة، بأثاثها الحديث الذى يتناسب مع زواجها الذي لم يمر عليه ثلاث سنوات..أرجعت خصلاتها السوداء خلف أذنها لتنظر ل أبنة خالتها التي تجاورها ثم هتفت بصوت قلق بعض الشيئ:اختفاء سيلا كل الوقت ده مش مطمني ابدًا، والجد عمره ما هيسكتاومأت الأخرى مؤيدة ومن ثم تابعت بنبرة عادية غير مكترثة:أه منا عارفة يا رقية.ظلت تدور بعينيها في ارجاء الغرفة وهي تفرك أصابعها داعية:ربنا يرجعها بالسلامة ياربأبتسمت أمنية ثم همست بهدوء:حقيقي اللي يشوفك كدة مايقولش إنها اختك من الأب بسفعليًا هي لا تعرف ما الذر يربطها ب سيلا لهذه الدرجة!؟تعشقها وكأنها توأمها وليست أخت غير شقيقة، يربطهم رابط خفي متين لا يعرفانه حتى الان!اومأت وهي تقول بحب:أنا بحب سيلا جدًا، معرفش السبب لكني بحبها اكتر من أي حاجة، يمكن عشان أحنا ملناش غير بعض.اومأت امنية وهي تلكزها في كتفها متساءلة بتوجس:سيبك من سيلا دلوقتِ وقوليلي أنتِ عاملة أية مع جوزك؟جالت سحابة حزن عميقة في سماء عينيها السوداء المكحلة عند تلك السيرة...تلك السيرة التي لم تجلب لها سوى الألم والحزن الحقيقي في طياتها..ثم نظرت لها وأجابت بلامبالاة مصطنعة:زي ماهو يا أمنية، دايمًا تهديدات بإنه هيتجوز، وأنا زي ما تقولي أتعودت بقاإتسعت حدقتا عيناها وهي تغمغم بتعجب يشوبه الضيق:.أنتِ هبلة يابت ولا أية، هي في واحدة تسيب جوزها يتجوز غيرهاوفجأة صرخت فيها بحدة، حدة كانت من المفترض أن تنفجر بوجه ذاك الذى يدعى زوجها ولكن أخطأت مسارها:يعني أنا الغلطانة يا أمنية عشان ربنا مش كاتب لي أخلف!؟، هعترض على حكم ربنا كمان، ولا أنا كان بأيدي أية أعمله وماعملتوشمطت الأخرى شفتاها وقالت متهكمة:لأ معملتيش اللي عليكِ، أنتِ ناسية إنك روحتي لدكتور واحد بس ومش عايزة تشوفي غيره؟!توتر...سيطر بجدارة على ملامحها البيضاء الهادئة..ثم نظرت للجهة المقابلة واجابت متلعثمة:بردو آآ هو م آآ مش صابر وراح يتجوزغمزت لها بطرف عينيها وقالت بنبرة ذات مغزى:أسمعي كلامي وصدقيني هتتحلهزت رقية رأسها نافية بتصميم:مستحيل ابدًاوفجأة فُتح الباب ليدلف زوجها المصون ، بجسده العادي المتهالك وشعره الأسود ببشرته السمراء التي تزداد سوءً بملامحه السمراء ليهتف ساخرًا:قطعت قعدتكم الجميلة معلشنهضت لتجيبه بحدة:.في أية يا مجدي دي بنت خالتيأشَارت لها أمنية بهدوء قائلة:خلاص أنا اصلاً ماشية دلوقتِكادت تسير من جواره لتجده يشير لها بيده متابعًا بنبرة جادة:خليكِ، أنا حبيت بس أعرف زوجتي المصونة إني اتجوزت وخلاص، وأجرت شقة ليا ولمراتي!يا أهلا وسهلا يا خالة، كيفك؟قالها سليم بصوته الرخيم وهو يتقدم تجاه خالته الحبيبة التي اشتاقها، ملامحها التي حُفرت في ذاكرته تحت خانة الأحباء والذين لك يتخطوا الأربعة!احتضنها بشوق حقيقي لم يظهر سوى لها منذ عمر..لتقول هي بحب نابع من غرزيتها الأموية التي حُرمت منها:كويسة يا حبيبي، أنت عامل أية وحشتني أويأبتسم بهدوء مرددًا:.وأنتِ اكتر يا حبيبتي، عملتي أية في السفر إن شاء الله تكوني بجيتي كويسة دلوقتِاومأت بابتسامة لم تزول منذ أن رأته:أه احسن كتير بفضل اللهجلسوا على الأريكة في تلك الصالة الواسعة ثم اقتربت خالته منه قليلاً وقالت بصوت متوجس:سليم كنت عاوزة أتكلم معاك ف حاجةنظر لها باهتمام ثم سألها:حاجة اية يا خالة أتفضلي جوليإبتلعت ريقها بازدراء استعدادًا للرفض الحتمي الذي ستواجهه الان بذراع من الصبر والأيمان، والأصول!ثم تشجعت واستطردت:كنت عاوزة أتكلم معاك بخصوص عمك يعني و، آآقاطعها وقد ظهر قناعه الجامد القاسي وهو يشير لها:للمرة المليون هجولك يا خالة لو بتحبيني جد ماتفتحيش معاي الموضوع ده تانيكادت تعترض إلا أنه قاطعها بسؤاله الهادئ وكأن شيئً لم يكن:شكلك تعبانة تحبي تشربي جهوة؟تلك النبرة التي أعلن بها بوضوح نهاية ذاك الحوار الذي اصبح يمقته هي من جعلتها ترد باستسلام:أيوة ياريتفنظر أمامه ونادى بصوت عالي:سيلاااااا.وبعد دقيقة كانت تتقدم هي بحاجبها الصغير الذي يزين وجهها ثم همست قبل أن ترفع وجهها:نعمكاد يأمرها كعادته ولكن قاطعته همس خالته المصدوم:مش معقول!تااااابع اسفل




 
 




look/images/icons/i1.gif رواية شظايا قسوته أشواك العشق
  03-01-2022 10:47 مساءً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية شظايا قسوته للكاتبة رحمة سيد الفصل الثانيظلت خالته محدقة في سيلا بصدمة بدت لهم واضحة كعين الشمس!تدقق في تلك الملامح التي كانت تعرفها عن ظهر قلب لعل عيناها تخطئ!ولكن نسبة الحقيقة وكأنها تزداد مع مرور اللحظات...قطع ذلك الصمت صوت سليم الأجش وهو يتساءل ببلاهة:في أية يا خالة؟واخيرًا إستطاعت السيطرة على الصدمة التي أفترشت على ملامحها المسنة لتسرع مبررة بتوتر:آآ مفيش يا سليمرفع حاجبه الأيسر وهو يسألها مرة اخرى بريبة:.أمال اية ده اللي مش معقول؟أبتسمت ابتسامة صفراء وهي تحاول معالجة الأمر:يا حبيبي يعني أقصد جمالها مش معقول، بشرتها وملامحها وعينيها البني دي تجذبك كدة ليهملم ينكر، بالفعل لعينيها بريق وسحر خاص، سحر لن يتركك إن رأيته مرة إلا بعد أن تصبح أسير رحمته!ولكن قال لها باستنكار:متأكدة جمالها يا خالة؟اومأت مؤكدة وهي تحاول قد الإمكان عدم التحديق ب سيلا وردت:ايوة يا سليم امال هيكون في أية يعني!؟مط سليم شفتيه بملل وهي يتابع:بس على فكرة هي مش رائعة الجمال للدرجة دي، جمالها عادي خالص زي أي واحدة بعيون بني وبشرة بيضة؟!ابتسمت الاخرى بشرود مرددة:واكيد شعر بني كمانضيق سليم عيناه السوداء، ليتغلب طبع الصقر على طبعه المسالم بسؤاله الخبيث:وأنتِ عرفتي منين ان شعرها بني إذا كان هي محجبة؟!خطأ!خطأ اخر أمام الصقر ..وفي قانونه من يخطأ اكثر من مرتان فهو كاذب ...وبالطبع هي لا ترغب في فتح تلك الأسئلة التي لا تنتهي..لا ترغب في فتح أبواب وسلاسل الأنتقام دون أن تدري!لتقول بتلعثم:أنا آآ أنا خمنت يعني يا سليم هو تحقيق ولا أية؟!هز رأسه نافيًا ليرد بهدوء:ما عاش ولا كان اللي يحقق معاكِ يا خالةنظر لسيلا ثم قال بصوت جاد:أعمليلنا أتنين قهوة لو سمحتي.اومأت دون أن تنظر لهم ثم غادرت بهدوء، كان عقلها منشغل بكلام تلك السيدة، معرفتها بها جعلتها تشك بها ولو قليلاً، وسؤال واحد يرتكز بجدارة وسط سماء تفكيرها الغارقهل تعرف والدتها؟! ...بينما في نفس اللحظات كان سليم يقول لها بهدوء:اسمعيني يا خالة جميلة، دي البنت اللي قولتلك عليها اللي جابوهالي وقالولي انها فاقدة الذاكرة وعايزة تشتغل وانا شغلتها مع الحاجة فاطيما في المطبخ.نظرت له الاخرى باهتمام ليتابع فتابع بقوله المتوجس:بس أنتِ عرفاني مابشغلش أي حد عندي وخلاص، بعت رجالتي يدوروا ويسألوا في كل حته عن سيلا إبراهيم عسى يلاقوا لها اهل، لكن في حاجة غريبةإبتلعت ريقها بإزدراء ثم سألته:اية اللي حصل؟هز رأسه ومن ثم أجابها بحيرة:البلد كلها محدش يعرف مين سيلا إبراهيم خالص، والناس هنا كلها عارفة بعضهاوقلق عارم بدء في السيطرة على مقاليد كيانها كله..يشك!الصقر يشك، وإن اجتاحه الشك سينقلب كل شيئ رأسًا على عقب..والمعنى الوحيد لذلك، أنه سيعرف كل شيئ، وستشتغل شعلة مدمرة و..وعند هذه النقطة ومن دون تردد وجدت نفسها تبرر:لا لا يا سليم، أكيد يعني محدش يعرفها أو اهلها مش ف البلد حاليًاهز رأسه وهو يحاول إقناع نفسه:امممم ممكناومأت هي الأخرى، لتتابع:اكيد يعني امال هيكون اية غير كدةاومأ ثم قال بإيجاز:.ماشي اتمنى كدة، بس أنا بقى فكرت ف حاجة عشان أعرف هي كذابة ولا صادقة وفاقدة الذاكرةطرق القلق بابها مرة اخرى بلا منازع، ونظراته تطوفها كليًا...فسألته بجدية حاولت التمسك بها:ازاي يعني يا سليم؟أراح رأسه للخلف وهو يقول بنبرة أعلمتها أن كل شيئ قد ينتهي بلحظات:انا اتصلت بالدكتور، وخدت ميعاد، هنروح نعمل أشعة ونشوف هي فعليًا فاقدة الذاكرة ولا لا.ظلت ناظرة امامها، رغبتها في عدم كشف أي شيئ توازي رغبته المتينة في الوصول للحقيقة الكاملة..ورغبة امام رغبة ولكن، رغبتها ستحاول - عنوة - ان تجعلها تفوز بدافعها القوي.فقالت بنبرة عادية بعض الشيئ:اللي أنت شايفه صح أعمله يا سليم، أنا واثقة في كل قراراتكاومأ بابتسامة صافية إحتلت ثغره..بينما كانت هي على الطرف الأخر بالقرب منهم، ترتجف فعليًا..ماذا عساها أن تفعل وكل كلامه مغلف بالإصرار والجدية؟!لن تستطيع ايقافه، ومن هي لتقف بوجه الصقر في شيئً يريد فعله!ماذا ستفعل؟!تهرب...وأي مهرب هذا، هي حتى لا تذكر انها رأت الشارع الخارجي منذ قدومها!وصفحة وجهها سطَورها غير مفهومة بالمرة، يملؤوها ضباب التعجب!؟او الصدمة الحالية!.نعم الحالية فأي صدمة هذه وهي تعي تمامًا أنه يومًا ما سيتزوج فعليًا!سيتزوج وسينجب قريبًا، وهي، هي زوجة ليست كاملة!شعرت بغصة مريرة في حلقها عندما تيقنت تلك الكلمة..يجب أن تتهيئ لسماعها مرارًا وتكرارًا!وسألته باستنكار حقيقي:اتجوزت!؟اومأ وهو يجيب ببساطة لا تليق بموقف كهذا:ايوة امال انتِ كنتِ مفكرة أية؟رفعت كتفيها لتقول باستهانة:لا مكنتش متوقعة، أنا عارفة إن مسيرك تتجوز يا مجدياومأ مجدي وهو ينظر لها بأمعان...ألم تكن تلك من من تزوجها لأنه يحبها؟!يحبها!وهل من يعرف الحب يومًا يتخلى عنه بهذه السهولة؟!لا هو لم يتخلى، هو أراد صبي من صلبه، جدار يستند عليه في الكبر!بينما نهضت أمنية لتقول بهدوء حذر:طيب عن أذنكم أنا بقى.سارت متجهة للخارج بخطى مسرعة، وكادت رقية تلحق بها إلا أنه أمسك بيدها يجذبها نحوه ليقول وحروفه تقطر لومًا لم يُخفى عليها:لية بتعملي كدة، لية بتعذبينا أحنا الاتنيننظرت له بحدة، حدة تمعنت عيناها لتُخرج شرارات حارقة وردت:مش أنا اللي بأعذبك يا مجدي، أنت اللي بتعذب نفسك من يوم ما فكرت تشرب الزفت المخدراتوالى متى سيلوم نفسه على غفوة شيطانية!؟نال قدرًا كافيًا من البُعد، والحزن والعتاب..أراد العودة، ولكنها بدت بعيدة جدًا عن نقطة إستطاعته..وللمرة التي لا يذكر عددها أردف:لحد امتى هفضل أقولك إني بطلت الزفترفعت كتفيها وهي تقول بجدية:وأنا ايش ضمني إنك ماترجعلهاش في اي وقت؟ لية أحط إيدي تحت سنان النمر؟جذبها لأحضانه، يتأوه بخفوت من فرط شوقه لها..شوق امتدت جذوره لدرجة رجاءها، ولكنه قطعه بسكين كرامته وشخصيته الشرقية..غمس رأسه عند رقبتها، يملأ رئتيه بعبيرها الذي وكأنه يعيد تنشيط خلاياه كليًا..ليقول بصوت اُرهق حرفيًا:أنا تعبت، وزهقت، كفاية بُعد، كفاية لوم كفاية بقاهزت رأسها نافية لتهمس له:أنا تعبت أكتر، انت هتروح تتجوز، لكن أنا، أنا هفضل طول عمري معنديش طفل يقولي يا ماما!شيئ من الألم إرتسم على ملامحه الخشنة، كيف لا وكل وغزة ألم تشعر بها وكأنه يقتسمها معها!؟ليبادلها الهمس الهادئ:صدقيني أبني مش هيقولك غير يا ماما.نظرت في عينيه، وتعلقت بأخر حبل للأمل والحب بينهما لتقول بما أشبه للرجاء:ماتتجوزش يا مجدي، طلقها!هز رأسه نافيًا، لينقطع ذاك الحبل رويدًا رويدًا مع قوله:مش هينفع، للأسف مش هينفع، لو أنا سكت أهلي مش هيسكتوا، عايزين يشوفوا حفيد ليهم في أقرب وقتحاولت الابتعاد وهي تصرخ في وجهه مزمجرة بغضب:طول عمرك هتفضل كدة، تحت طوع أمك بسوصفعة كانت الرد!صفعة لم تأخذها منه يومًا، واليوم كانت مع دعوة صريحة منه للأبتعاد إن كان هذا هو قربها!ليصيح فيها حادًا:اولاً صوتك مايعلاش عليا، ثانيًا لازم تعرفي ازاي تتكلمي مع جوزك يا هانماومأت والغضب يتطاير من مقلتاها، لتكمل بعدها بنفس الغضب:ماشي يا مجدي ماشي، بس تأكد إنك مش هتلمس مني شعرة.وطوال قاعدة حياته كان رده جملة قصيرة مع - ضرورة التنفيذ - ليجذبها في لحظات يطبق على شفتاها الصغيرة بغضب وقسوة، وقوة من المفترض ألا تواجهها هي، ليبتعد بعد دقيقة تقريبًا وهو يتابع بخشونة:وقت ما أحب أقرب منك هقرب، بس أنا قرفان منك دلوقتِ.وأنطلق مغادرًا تلك الغرفة التي شهدت حديثهم - المهين - لتهوى هي على الفراش بغلب، واخيرًا اعطت الأذن لدموعها لتنفجر شلالات على وجنتاها البيضاء، لتهمس لنفسها بأسف حقيقي:دي كانت أخر فرصة عشان تثبتلي فيها إنك باقي عليا، لكن للأسف ضيعتها!ومالت على - الكمدين - المجاور للفراش لتفتح الدرج وتأخذ قرص - لمنع الأنجاب - وهي تغمض عينيها بألم!كانت سيلا تعمل بالمطبخ شاردة، هائمة وحزينة..تلك العينان البنية التي كانت تموج فرحًا وشقاوة طفولية، الان اصبحت تموج حزنًا وخوفًا!خوفًا من ذاك الصقر الذي وكأنه قاصد تمثيل حروف أسمه على شخصيته حرفيًا!أقتربت منها تلك السيدة الكبيرة - عمرًا - التي تحمل ملامح تنم عن طيبتها الفطرية..أقتربت من سيلا لتعدل من وضع الحجاب الكبير الأسود الذي يغطي خصلات شعرها التي بدءت تصبح بيضاء والذي يرتدونه - عادةً - في مدن الصعيدلتربت على كتفها بهدوء مرددة:مالك يابنيتي؟رفعت عيناه لتقابل نظراتها المشفقة!تلك النظرات التي كانت دومًا تكرهها، ولكن الأن وبكل صراحة هي تحتاجها، تجتاح لتراها تنغمس بين حروف وكلمات ذاك الصقر ولو لمرة!فهمست لها مجيبة:تعبت أوي يا خالة فاطيماسألتها بأشفاق حنون:.مالك يا عيون الخالة فاطيما، اية اللي مخليكِ على طول مهومة إكدِه يا بتي؟البوح بالسر!وهل لها فرصة كهذه من الأساس؟هل تبوح وتخرج ما في صدرها من هموم لم تعد لديها القدرة على أحتمالهاوتخاطر - فعليًا - بأحتمالية معرفة الصقر بذاك الكلام!دقاتها اختنقت من كثرة الاحتباس، وعقلها تشتت من فرط التفكير وحرفيًاأعان الله قلبًا نقيًا صافيًا رغم شدة الكرب لا يبوحنظرت لها لتتابع - بتمويه -:.كل حاجة تعبتني، حاسة إني مخنوقة أوي أويسألتها مرة اخرى بحزن:لسة مافكراش حاچة يابتي؟إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تومئ مرتبكة:اه للأسف، وحاسه أني مش هفتكر ابدًاهزت الأخرى رأسها نافيًا، لتقول بإيمان صادق خرج في صورة امل ل سيلا:ماتجوليش إكدة يابتي، ربنا بيجول أنا عند ظن عبدي بي ، اوثجي في ربنا إنه مش هيحطك في حاچة إلا لو فيها خير او امتحان ليكِابتسمت سيلا بامتنان لم يتخط حروفها:.ربنا يخفف عنك يا حاجة فاطيما زي ما بتحاولي تخففي عن غيركمسدت فاطيما على حجاب سيلا لتكمل متساءلة بفضول:لكن أنتِ لجوكِ فين يا بتي يمكن أهلك في نفس البلد؟عضت سيلا على شفتيها بحيرة شديدة، لتجيب بعدها مصطنعة التفكير:حقيقي مش فاكرة، أنا كنت اللي كنت بحاول اعمله إني أستنجد بأي شخص اشتغل وخلاصاومأت برأسها لتبتسم مرددة بهدوء:ربنا معاكِ يا حبيبتيوخاطرت بالفعل وهي تسألها بما يشبه الرجاء الحار:.هو انا ينفع أطلب منك حاجة يا خالة فاطيمااومأت بتأكيد وهي تهتف بلا تردد:أكيد لو في استطاعتي ماهتأخرشي عنك أبدًا يا بنيتياستطردت - مغمضة العينين - بتردد:ينفع تخليني أخرج من هناعقدت الاخرى حاجبيها متساءلة بشك:لية يا سيلا، أنتِ مش جولتي إنك عايزة تشتغلي على الأقل لحد ما تفتكري كل حاچة يا بتي؟اومأت سيلا مؤكدة وسارعت تبرر:عايزة أشوف أهلي وحضرتك عارفة إن سليم بيه مش سامح لي إني اخرج خالص طالما جيت بيته.هزت رأسها نافية لتدافع عنه بصوت جاد وهادئ معًا:يا حبيبتي سليم بيه هو طبيعته كدة ما بيثجش في اي حد بسهولة، وهو مايعرفكيش وبما إنك دخلتي بيته مش مسموح إنك تمشي لحد ما يتأكد إنك مثلاً مش جاسوسة او واحدة مزجوجة عليه، دِه راجل اعمال كَبير جوي وليه أعداء كتيراومأت بيأس، وفجأة لمعت عيناها وهي تردف:طب حتى أعمل تليفون صغير؟هزت رأسها نافية بأسف:.اعذريني يابتي انا اكل عيشي هينجطع لو سليم بيه عرف بحاچة، انا اسفةهزت رأسها بابتسامة صفراء مرددة:ولا يهمك يا حاجة، حقك طبعًاوإنقطع أخر امل لها، وانتهى الأمر!ولكن هل هو بدء بالفعل لينتهي؟.ام تلك مجرد - بداية حتمية -؟!كان سليم يهبط من غرفته العلوية، ليقابل سيلا التي كانت تسير مسرعة وهي تطالع الأرضية الرخامية، كادت تصطدم به وتقع، لولا إعتقاله لخصريها النحيفين، إعتقال صادم أربكها بشدة وجعل الحمرة تزحف لوجنتاها الناعمتين، لتحاول النهوض وهي تقول متلعثمة:أسفة ما آآ ماخدتش باليكز سليم على أسنانه بغيظ ومن ثم قال بحدة:مخدتيش بالك بردو!؟ ومين كان واخده بالك ده!؟للحظة أعتقدته يتحدث بجدية، ملامحه الجادة والحادة هي ما زودتها بأعتقاد ابله كهذا ففغرت فاهها:نعم!انتصب في وقفته وهو يبعدها عنه ليأمرها بجدية:ابقي خدي بالك بعد كدة، أنا مش عايش مع بنت اختي بتلعب في البيتيمزح!أهو يمزح بالفعل؟!لا لا هي تحلُم! الصقر لا يمزح ابدًا..ام استجاب الله لدعاؤوها بهذه السرعة!؟وسقطت من سماء الهدوء النفسي لأرض الحقيقة الحادة بقوله:روحي شوفي شغلك بلاش دلع ماسخ امال.نظرت له بحرقة ثم صاحت فيه:انا معملتش حاجة لده كله!نظر لها نظرة داعبت خوفها المكبوت، لتصمت فورًا ولكنها حاولت أن تبقى نظراتها حادة ليقول بخشونة معهودة منه:لما تتكلمي تتكلمي بأحترامك يا أنسة ههعضت على شفتاها لتتابع حانقة:إنسان دبشجحظت عيناه وهو يسألها بصدمة من جرأة تلك الفتاة التي مؤكدًا تريد في تفتتيت حياتها البائسة لمجرد شظايا:أنتِ قولتي أية؟ابتلعت ريقها وهي تلعن لسانها الأحمق الذي يتفوه - دفاعًا - دومًا دون الرجوع لعقلها لتسارع بالقول:معلش معلشثم ركضت مسرعة من امام ذاك الاعصار الذي كاد يهب بوجهها لتظهر شبح ابتسامة على ثغره وهو يهمس:طفلة واللهوسرعان ما اختفت وهو يعود لطبيعته الحادة متعجبًا من تلك الابتسامة التي ظهرت على وجهه خلسة!وكاد يخرج إلا أن قاطعه مناداة خالته الهادئة:سليمإلتفت لها يجيبها بتهذيب:خير يا خالة؟اجابته بهدوء متساءلة:.رايح ل نادين مش كدة؟اومأ سليم مؤكدًا:أيوة يا خالة، إنتِ عارفة إن ده ميعاد زيارتهااومأت وهي تبتسم له متمتمة:ربنا يديك على اد نيتك يابني، بس قوليسألها مضيقًا عيناه:اية؟سألته بتردد بعض الشيئ:انت هتاخد سيلا امتى للدكتور اللي قولت عليه هيكشف عشان تتأكدسار وهو يجيبها بجدية هادئة:اول ما اجي إن شاء اللهاومأت بهدوء موافقة وردت:ربنا يوفقك يا حبيبيأمين، تسلميلي.قالها وهو يخرج بشموخه المعتاد، تاركًا اياها تفكر لتنفيذ ما ألقت خيوطها عليه حرفيًا!عاد عزت بعد طول بحث دام لساعات تقريبًا، بحث لم يفعله ابدًا بأتقان بل يصطنعه!دلف الي غرفة والده، ليجد حاله كما هو منذ رحيل سيلا ليطرق رأسه آسفًا:اعذرني يا بابا ملقتهاشحدق به الجد بقوة، لا يكاد يصدق أن فقد صغيرته المدللةفقد أخر شيئ كان يعيش من أجله في هذه الحياة..وإن فُقد الدافع فمؤكد، تزول الرغبة!سأله وكأنه لم يستوعب بعد:يعني أية؟رفع كتفيه ليجيبه بشيئً من البرود:.يعني مش لاقيها انا يأست خلاص إني ألاقيهاصرخ فيه أبيه منفعلاً:لا، مستحيل هتكون راحت فين، مش ف الاقسام او المستشفيات او اي دار او اي مكان هتكون راحت فين، بس انا متأكد أنها عايشةلوى عزت شفتاه ليقول هذه المرة بحزن لم يصطنعه:انا مش عارف اقولهالك ازاي يا حج واللهسأله متوجسًا وهو يضع يداه بجوار قلبه:في اية يا عزت انطق على طولاشار له مهدئًا:طب اهدى يا حج كدة عشان صحتكصرخ فيه بنفاذ صبر ؛.انطق ماتشلنييييش يابنيسيلا ماتت يا بابانطق بها وهو يغمض عيناه بحزن حقيقي لم يستطع منعه من السيطرة على ساحة عيناه!


look/images/icons/i1.gif رواية شظايا قسوته أشواك العشق
  03-01-2022 10:47 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية شظايا قسوته للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالثشعر بالكون يدور من حوله...ماتت!كيف ومتى!، لا لا هي ما زالت على قيد الحياة، شعور فطري يؤكد له ذلك..وإن لم تكن أبنته ولكنها أغلى من أبنته..ظل يهز رأسه نافيًا بقوة..قانونه الحانِ لا يُقبل به شيئً كهذا!ونغزة قوية نبعت من دقاته الأبوية التي كادت تتوقف فصرخ في وجهه:كدااااب بنتي عايشة أنت قولت إنك مش لاقيهاهز رأسه نافيًا ليقول بعدها مبررًا:قولت إني مش لاقيها لانها ماتتسأله دون تردد:عرفت إزاي؟أغمض عيناه ليقول بعدها متأثرًا:بعتولنا صورتها وهي مرمية ميتة، عشان مانتعبش نفسنا وندور عليهاكز على أسنانه وهو يسأله مرة اخرى:وعرفوا ازاي إننا بندور عليها؟اجابه متأففًا:اكيد مراقبينا يا باباهز رأسه نافيًا ومن ثم قال بأصرار:لا أنت بتكذب عليا عشان أبطل ادور عليهازفر الأخر زفرة ضيق حقيقية ليشرح له محاولاً إقناعه:.لا طبعًا يا بابا، صدقني دي بنتي قبل ما تكون حفيدتك، انا يمكن اكون باين متهاون وبارد لكن ده عشان انا يأست، وفي اختها محتاجانى دلوقتِ، وبعدين والله مش هستفاد حاجة لو كذبت عليك.جلس على الكرسي الخشبي بهمدان حقيقي، لم يعد يحتمل صدمة كذلك، لا الدقات الضعيفة عادت تحتمل..ولا ذلك العقل الذي شاب يحتمل ضغط مفاجئ كهذا..وفجأة سقط متأوهًا بألم..ليركض عزت بأتجاهه مسرعًا بلهفة:مالك يابويا مالك يا حج فيك أيةكان يضع يداه على قلبه وكأنه يريد إيقاف الألم الذي يزداد..وهمس وهو يختنق:هموت مش قادرواغمض عيناه ليصرخ الاخر بجزع وهو يحاول حمله لينقله لأقرب مستشفي!وصل سليم الى دار خاصة للأيتام ليترجل من سيارته بهدوء لا يفارقه كظله، حتى دلف متجهًا نحو غرفة نادين ، تلك الأخت - معنويًا - والتي يلتزم بزيارتها في ميعادها..وكأنها فعليًا كالدواء او الادمان لا يستطيع الأبتعاد عنه!ولمَا لا، فهي بالفعل تذكره بما مضى..ولكن تذكره بالجزء الذي ينعشه ويجعل السعادة تغمره كليًا وكأنها تسلط الضوء عليه لتنيره دون إرادةً منها!؟دلف إلى غرفتها ليجد الممرضة بجوارها كالعادة..ابتسم بمجرد أن وقعت عيناه عليها ليقترب منها محتضنًا اياها وهو يهمس بأشتياق حقيقي:وحشتيني يا نادوولكنها - أسفًا - كانت كالجسد بلا روح!عيناها الزيتونية شاردة امامها في اللاشيئ، ولكنه ليس بشرود مؤقت يجتاحها لتعود لطبيعتها..بل هو شرود أبدي يسيطر عليها!لم يجد أي رد فعل فأمسك بصفحة وجهها الأبيض بين كفي يده السمراء ليسألها متوجسًا وهو ينظر لوجهها الواجم:.نادو حبيبتي أنتِ سمعاني، أنا اخوكِ سليم مش فكراني؟بالطبع لم يجد أي رد فعل..زفر بضيق وهو يبتعد عنها ليسأل الممرضة بنبرة جادة:لسة على نفس الحالة؟اومأت وهي تجيبه بأسف:للأسف اه، وكأننا مابنعملش اي حاجة طول الشهور دي، من ساعة ما حضرتك جبتها وهي كدة، لا بترد على حد ولا بتكلم حد ولا حتى بتبص على حدزفر بضيق قبل أن يسألها مرة اخرى:طب حتى لو حصلت أي حاجة ماتنتبهشهزت رأسها نافية لتبدء الشرح له:.بردو لا، لو كانت أقل من 3 سنين كنا قولنا ده مرض التوحد، لكن دي 23 سنة تقريبًا فالتوحد لو كان عندها كان ظهر من سن 3 سنين او اقل، وحضرتك قولت إن يوم ما جبتها كانت بترد ولو بهزة راس؟!اومأ موافقًا بحزن لتكمل:بس عامةً في دكتور نفسي جه جديد بقاله أسبوع تقريبًا بيستكشف وبيدرس حالتها وهيبدء يقعد معاها من النهاردةاومأ مغمغمًا بامتنان:متشكرابتسمت مجاملةً لتخرج بهدوء تاركة اياه يجلس بجوار نادين..وعيناه تموج حزنًا حقيقيًا، حزنًا شعر به من مجرد شعور هاجس بأنه يخسر عائلته مرة اخرى!جلس لجوارها، لينظر لها وقد زين ثغره ابتسامة اشتياق - منكسرة -ليتحدث وكأنها تسمعه:عارفة يا نادين، أول ماشوفتك فكرتيني بأبويا اللي خسرته..صمت برهه يبتلع تلك الغصة التي ألمته في حلقه ليتابع باختناق:وبتفكريني بأمي اللي خسرتها وادام عنيانظر لعينيها تحديدًا ليبتسم تلقائيًا وهو يستطرد:.وبتفكريني بالأخت اللي كان نفسي فيها تكون جمبي دلوقتِ تخفف عنيتلقلقت الدموع التي كان يحتجزها في جحر القسوة المكبوت..لتلتمع عيناه ببريق الحرمان الأسري!وفجأة شعر بيدها تمسح تلك الدموع!جحظت عيناه بصدمة..لقد تحركت!أثرت بها تلك الدموع لتداعب الحنان التي اختزنته هي بالمقابل؟!وبعد أن استوعب نهض مهللاً بأبتسامة:نادو حبيبتي أنتِ حاسه بيا صح، سمعاني وفاهمة أنا بقول أية.وبالخارج امام نفس الغرفة التي تقطن بها نادين..كان يقف هو بمنكبيه العريضين الذي يغطيهم معطفه الأبيض الخاص بالأطباء، يرتدي نظارته الشمسية علها تغطي عيناه البنية التي مثبتة فعليًا على نادين من خلف الزجاج!تراقبها دائمًا وحتى دون الأذن منه!تجبره على التأمل لتلك الغابات الزيتونية الشاردة وكأنهما يلتقيان في ملكوت أخر...أستفاق من شروده على صوت الممرضة وهي تناديه مسرعة:.دكتور ياسين، المريضة اللي حضرتك هتدخلها اخوها بيقول إنها تجاوبت معاه بتحريك ايدها ياريت حضرتك تيجي تشوفهااومأ مسرعًا بهدوء ليرد بصوته الرجولي:جاي وراكِ حالاًاومأت لتوليه ظهرها ليبتسم هو ابتسامة صافية واساسًا قد رأى ما حدث بتلك العينان التي لم تكف عن مراقبتها!فسار متجهًا لها بحماس شديد...كانت رقية في غرفتها، كلما تخيلته مع زوجته الثانية الان شعرت بالدماء تغلي بين أوردتها..ولكن تبقى هي من تركته!هي من قدمت لها تلك الفرصة لتقتلها بها رويدًا رويدًا!نهضت متجهة الى الدولاب الخاص بهم، لتفتحه بغل ثم اخرجت ملابسه ومن ثم اتجهت للكمدين لتجلب المقص وجلست على الفراش لتبدء بقصهم جميعًا!ظلت تردد بهيستريا:خااااين خااين ندل اتجوزلا تعرف لمن تردد هي تلك الكلمات!؟لها لانها هي التي تركت الخيوط التي بينهم تذوب وخانت عهدهم!ام له لأنه سيتزوج مرة اخرى من دون أن يضيع وقت؟!ام هذه الكلمة خرجت - تلقائيًا - لكلاهما!ما إن انتهت حتى وجدته امامها، شهقت وهي تضع يدها على فاهها بصدمة من تواجده المفاجئ:اية!مط شفتيه بسخرية مجيبًا:شوفتي عفريت ولا اية؟كزت على أسنانها بغيظ حقيقي لتجيبه:لا بعيد عنك أسوءضغط بقبضة يده، وتنفسه الغير منتظم كان دليل لها على تمالك نفسه بصعوبة!ليقول بعدها مزمجرًا:رقية، ياريت لما تتكلمي تعرفي تتكلمي ازاي مع جوزك ومش هحذرك تاني؟!رفعت كتفيها لتقول باستهانة غير مقصودة:اية هتعملي اية وأهلي عايشين معانا في نفس البيت؟والغيظ تعدى كل المراحل المسموح بها..ليصبح في مرحلة - خطيرة - فعليًا قد تتحول لشرارات تتقافز منه لتحرقها دون رحمة!فصاح فيها بحدة اخافتها قليلاً:.أقدر اعمل كتير، واقدر اشتكيكِ لأهلك واقول بنت الأصول مش مخلية جوزها يجي جمبها بقاله شهر يمكن!وتحول ما في حدقتيها من غضب وغيظ لرجاء حار وهي تهمس:لو سمحت أهلي مايعرفوش حاجة، حتى جوازك انا مخبياه عليهم، كفاية عليهم خطف سيلا وتعب جدي اللي في المستشفى ده!سألها مستفهمًا:ماله جدي؟اجابته وقد تلقلقت الدموع في عيناها:تعب وابويا اخده المستشفى ومعرفش اية اللي حصل بينهم خلاه يتعب كدةسألها بتوجس:طب وحصل اية؟اجابته وهي تحارب لمنع دموعها من الهطول بغزارة:بابا قال هيتصل يطمني لما يروحواقال مسرعًا:طب هتصل بأبوك واروح اشوفهمهزت رأسها نافية بأصرار:لا بابا قال ان شاء الله مش هنطول ومحدش يجي غشان منعملش شوشرة عشان الصحافة كمانللحظة كان سيسحقها في عناق قوي يمتص منها تلك الهالات الحزينة!رجاؤوها كان كالسحر عليه يجعله كطفل مطيع!؟ومن قال إن اللين لا يجدي نفعًا؟فمعه يجدي نسبة لا تعد من النفع...أمسك كتفيها برفق يقول:متقلقيش محدش هيعرف حاجة وان شاء الله الجد هيكون بخيرتمتمت متمنية:امييين يارب يا مجديولم تعطه الفرصة وكأنها ضمنت فعادت تسخر:وأنت أية اللي جابك هنا مش المفروض تبقى مع العروسة الجديدة ف اول ليلة؟هز رأسه نافيًا، ويجهل ما جعل لسانه الذي اُحكم تحت قلبه يجيب بدلاً من عقله القاسي ليرد:أنا عايزك أنتِ مش عايزها هيبدت له مرتبكة..خجولة بعد سنتين الزواج!دقاتها تسرع من اللحن الذي راق لها..وعيناها تبحث عن مهرب من حصار عيناه التي تود فضحها..لتسمعه يقول بعدها مداعبًا:أية فين صوتك القطة أكلت لسانك ولا اية؟فأجابته حانقة:لا لسة موجودعادت لهجته تلين وهو يقترب ليلصق جبينه بجبينها:لية بتحرمينا من بعض؟من بعض!وكأنه قرء الشوق له بين سطور عيناها التي فضحتها فما عاد يتحدث عن نفسه فقط!هزت رأسها نافية لتتابع بعند:بس ياريت متقولش من بعض لو سمحت!ومن ثم استطردت بنبرة مختنقة:وهجاوبك، عشان انا بقيت مانفعش وفي واحدة بدالي وآآ..اسكتها بقبلته العاصفة..القبلة التي هدمت كل حصونها وشفتاه تصل لمآوها اخيرًا بعد طول انتظار!والشوق كاد يقتله إن كبته اكثر من ذلك...ليبتعد قليلاً لرغبته في الهواء وهو يتابع لاهثًا:ابدًا، محدش يقدر ياخد مكانك، هي مجرد اسم زوجةهزت رأسها نافية، لتكمل بحزن:.الكلام ده زمان لما كنت أنا مراتك الوحيدة وأنت جوزي حبيبي، قبل ما تدخل حد تالت بينناوقبلة اخرى كانت الرد..قبلة يعبر لها فيها عن مدى خطأ حديثها اللاذع..ودون شعور منها تسللت يده لبلوزتها القصيرة عابثة بأزرارها..وكادت تعترض بخجل واضح:مجدي لأولكنه لم يكن يسمع لها من الأساس، بمجرد موافقة ولو خفية منها هدت كل حصون قسوته التي كان يحاول الحماية خلفها من نيران عشقها الأبدي!كان عزت بالمستشفى الخاصة مع والده وبعض الرجال الأقربون...كان يجول امام تلك الغرفة التي بينه وبين والده ذهابًا وايابًا بقلق..قلق!اهو كان يعرف للقلق معنى بعمره!؟ولما لا؟.الدم عمره ما يبقي مياه كما يقولون..شعوره - الفطري - بالخوف نحو من تربطهم علاقة متينة لا يقل بسبب قسوته المعروفة!ماذا سيحدث إن فقد والده العزيز؟!إن فقد من كان يجمع شمل تلك العائلة - بقدر المستطاع - سينهار كل شيئ بالطبع في نفس الوقت!والسبب مخجل بالفعلفبسبب شيئ - هو غير متأكد به - اقحم والده بين جدران تلك الغرفة اللعينة!وقطع شروده خروج الطبيب بهيئته الجادة المعتادة ليركض نحوه متساءلاً بتوجس:خير يا دكتور طمني على والدياومأ له مجيبًا بجدية:اهدى الحمدلله عدت على خيرنظر له مستفهمًا ليتابع شارحًا:.هو بس القلب تعب تاني بسبب الضغط المفاجئ وكان هيتعرض لأزمة قلبية بس الحمدلله لحقناهأخذ نفسًا عميقًا قبل ان يغمعم حامدًا:الفضل والشكر لله، الحمدلله ياااربابتسم الطبيب بهدوء قبل ان يردف:بس طبعًا مش هأكد عليك تاني إن مايتعرضش لانفعال او غيره، الله هو اعلم هنلحقه ولا لا المرة الجايةاومأ عزت بهدوء ليسأله مستفهمًا:طب هيخرج امتى يا دكتور؟اجابه بنفس الجدية:يوم او يومين بس نكون اتطمنا عليه تمامًا.همس عزت بامتنان:متشكر يا دكتوراومأ الطبيب بابتسامة معتادة ليغادر على عقبية في حين كان كانت تلابيب عقله منشغلة فعليًا بالتفكير في والده الحبيب وإن كان لن يبحث من اجل سيلا نفسها..فالغاية تبرر الوسيلةوغايته في شفاء والده أكبر وأقوى من أي شيئ، وسيبحث عنها بالتأكيد!الفرصة الان وكأنها تعرض نفسها حرفيًا على سيلا ...المنزل شبه خالٍ، سليم خارج المنزل وخالته بالأعلى تنام في غرفتها والخدم بعملهم..ماذا عساها تنتظر أكثر من ذلك لتهرب!لتركض للحرية كعصفور خرج من القفص واخيرًا لترفرف جناحاته اخيرًا كما كانت؟!نظرت حولها يمنًا ويسارًا..أمر إن كُشفت فجأة لا يجعل الخوف ينهش بين جنبات قلبها فقط!بل يجعلها تعيد التفكير للتراجع!هذا خاطفها الصقر..جلبها تلك المسافة ومؤكد أنه اقنع اهلها بأي شيئ فسيغلب عليه أن يأسرها بقيود تحكمه وجبروته الشامخ؟!تحركت على أطراف اصابعها، لتتجه نحو باب المنزل، كادت تمد قدمها لتخرج إلا انها فجأة وجدت حارس ضخم يسألها بصوته الأجش:خير رايحة فين؟فزعت وكادت تصرخ قبل أن تشهق مصدومة بجزع:اعوذ بالله من غضب الله، في اية يا أخ انتَاجابها مشيرًا بسخرية:أنا بردو اللي فيه أية، أنتِ اللي طالعة تتسحبي زي الحرامية كدة لية؟وقفت امامه بقوة..اخيرًا سنحت لها الفرصة لتهاجم وتواجه، قبل أن تفقد قاموسها سوى كلمة نعم، حاضر، مخدتش بالي !نظرت له لتقول بحنق:أنا مش حرامية ثم إنك أنتَ مالك اصلاً بيارفع حاجبه الأيسر ليتابع بخشونة:انا حارس البيت ومسؤل عن من فيههزت رأسها نافية وقالت:مش عليا، ملكش دعوة بيا، هلاقيها منك ولا من الصقر بتاعكم ده اللي قرفنيفغر فاهه بصدمة..صدمة من إنفلات لسانها عن الصقر.الصقر الذي كانت هيبته تسبقه لتقبض لسان من يحاول التفوه دون الاذن منه!ليسألها بعدها ببلاهة:أنتِ واعية للي أنتِ بتقوليه؟اومأت لتتابع بفخر:طبعًا واعية جدًا، أنا مش جبانة زيكمنظر امامه وهو يتابع ببرود كالأنسان الآلي:طيب يلا يا قطة هش على جوة، عندي أوامر من الصقر إن أنتِ بالذات متخرجيش في غيابهصرخت فيه بحدة:.يعني أية، أنا مليش دعوة بالتخلف بتاعكم ده، الصقر ده يمشي اوامره عليك أنت معندكش شخصية لكن أنا لأوالغضب كان كالغمامة امام عيناه فدفعها بقوة وهو يرد لها الإهانة اضعافًا:أنتِ هنا أقل مني، أنتِ مجرد خدامة لا راحت ولا جات!سقطت على صخرة كبيرة حادة، لينجرح باطن قدمها، ظلت تتألم وكادت تبكِ وهي تصرخ بألم حقيقي:آآه رجلي وجعاني اويلم تكن لتأبه بألم نفسي الان..الألم الجسدي لأول مرة يتفوق على ألامها النفسية ويتشبعها كليًا بجدارة!كاد يقترب منها إلا أن قاطعته مزمجرة فيه:ابعد عني ملكش دعوة بيا يا حيوانكز على أسنانه بغيظ وهو يغمغم:تصدقي أنك عايزة قطع لسانك تستاهليحاولت النهوض ولكن محاولتها بائت بالفشل لتسقط على الأرض باكية..فجأة وجدت يد الصقر السمراء ممدودة لها لترفع واجهه لتلاقي سحابة عيناه الجامدة دائمًا لتهمس متلعثمة:أنت آآ أنتوتاهت منها الحروف..وتحداها لسانها!تاهت حروفها بين موجات أرتباكها وخوفها اللانهائي منه!لتحتد عيناه وهو يأمرها:قومي، هاتِ أيدكمدت يدها بتردد، لتثبت اخيرًا بين راحتي يده..لتشعر بسخونة يداه، لا تعلم ماذا بعثت فيها تلك السخونة تحديدًا...ولكن ما شعرت به الأن تحديدًا ينبعث منها الأمان فقط!ذاك الشعور الذي ينعشها حرفيًا فيمدها بالقوة..وتلك النظرات التي كانت دائمًا تخشاها منها وتبعثرها لشظايا مرتبكة..الان هي فرحة داخليًا لأنها وجهت نحو ذاك الوحش الأحمق..وفجأة لم تدري إلا ويد الصقر تهبط بصفعة على وجه الرجل بعنف و...!


look/images/icons/i1.gif رواية شظايا قسوته أشواك العشق
  03-01-2022 10:48 مساءً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية شظايا قسوته للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابعقد تكون خلاياها الان تهلل لأخذ ثأرها، ولكن يبقى جانبها الأنساني يحزن من أجل تلك الصفعة الذي صبغت العار والخزي وخاصةً امامها على وجنة ذاك الرجل...كانت عينا سليم أقل ما يُقال عنها جمرتان من النيران تحترق الان!لا تعرف فتيل الاحتراق بدء من خوفه عليها ام غضبه من ذلك الرجلام كلاهما؟!ولكن ما هي تعرفه جيدًا، أن نيرانه ستسقط حتمًا على سماء فرحتها لتعكرها على الفور!وصدح صوته القوي هاتفًا بغضب تسبب بقشعريرة جسد كلاهما:اية اللي أنت عملته ده؟كان الاخر ينظر للأرض بخزي، قبل أن يحاول النطق:يا سليم بيه أنا بس كنت بمنعها تخرجصرخ فيه بحدة مفتعلة:ومن امتى انا بجولك اوامر بضرب الحريم يا صادق؟هز صادق رأسه نافيًا ليسارع مبررًا:لا هي بس كانت عايزة تخرج بالعافيةضغط على قبضة يده ليتابع بجدية لا تخلو من الحدة اللازمة:ماتمنعهاش بالضرب، من متى وأحنا بنضرُب حريم هه؟نظر للأرض بحرج ليهمس:حجك عليا يا سَليم بيههز رأسه ليقول بعدها بصوته الأجش:أنا مامديتش يدي عليك إلا عشان أعرفك أنها حاچة واعرة جوي إنك تضرب حد ماجادرش يردهالك، ما بالك بمَرة بجى بتضربها!؟اومأ الأخر بأسف مغمغمًا:فهمتوقاعدة أخرى تكتشفها في شخصيته الغريبة من جميع النواحييتحدث بالصعيدية عند الغضب!؟ ..وشيئً ما لم تفهمه ابدًا..كانت دائمًا القاعدة الوحيدة في حياتها - القاسي لا يبرر - ولكن ماذا إن برر بعد العقاب وقلب كل شيئ!لمَا لا فهو الصقر في مملكته الخاصة، فليفرض سيطرته اذًا ومقاليد حكمه على كل من يقطن معه، ليخنقهم رويدًا رويدًا بمقاليده الحديدية!ولكنها، لن تكون معه ابدًا!أستفاقت على صوته وهو يأمر الرجل ببعضًا من الحدة:أعتذر لها دلوجتِإبتلع الاخرى ريقه ليعتذر لها بضيق:حجك عليّ يا أنسةاومأت هامسة بحروف لم تتخط شفتيها:.خلاص مفيش حاجة حصل خيركانت قدمها قد بدءت بنزف الدماء وهي تحاول التماسك امامهم..ولكن لا، الألم اقوى من أي تحمل!فصرخت متأوهه:مش قادرة رجلينظر لها سليم لثواني، وفي لمح البصر كان يحملها بين ذراعيه المفتولتين..كانت دقاتها لم تهدء ابدًا، وكيف تهدء وهي محاصرة بين ذراعي من لا يرحم دقات ولا غيرها؟!وعيناها البنية اصبحت ترمش كل لحظة، وكأنها تحاول إستيعاب ما حدث!ملمس يداه على جسدها تشعر بها تحرقها!تحرقها بالفعل وتخدرها كأنها اصبحت لا تشعر بها!فهمست بتوتر ملحوظ:نزلني لو سمحتوالاجابة كانت بكلمة واحدة حازمة:لا!ولم يأبه لصدمتها او اعتراضها الذي كانت تبديه..ولكن، لأول مرة يجد رائحتها تؤثر عليه، وكأنها تُسكر روحه!أغمض عيناه ينفض تلك الأفكار عن رأسه ليسير مسرعًا نحو، غرفته!وصل الى غرفته وكانت هي مغمضة العينين، تحاول جمع شتات نفسها المبعثرة من هجومه المفاجئ..لتشعر بنفسها اخيرًا قد وضعها على الفراش، فحاولت إخراج الحروف عنوةً عنها:أنت إزاي ت آآقاطعها وهو يشير لها آمرًا:أسكتِوبالفعل إلتزمت الصمت..كلمة واحدة منه كانت كافية لجعل حروفها لا تتخطى شفتيها التي كادت ترتجف!إتجه للمرحاض الملحق بغرفته ليجلب الأسعافات الأولية...وتقدم منها بهدوء المعتاد - ما يسبق العاصفة - ليجلس بجوارها بمسافة واضحة..ثم بدء يعد الدواء والمطهر لتسأله هي ببلاهة:أنت بتعمل أية؟اجابها بغيظ واضح:أنتِ شيفاني بعمل أية؟إبتلعت ريقها بازدراء لتقول بعدها بشجاعة مزيفة:لو كنت سبتني عليه كنت خدت حقي تالت ومتلت بس حظه إنك جيت وهو اعتذر وسمع الكلاملا والله!قالها وهو رفع حاجبه الأيسر بسخرية، خُيل له أنها استقبلت دفاعه عن مبدء ضرب الأنثى على وتيرة خاطئة..وتيرة مسارها يودي لطريق يكرهه!ليتنحنح مستطردًا بخشونة شابتها بعض الحدة:.اولاً هو سمع الكلام لإنه راجلي وبيحترمني مش مفكر إن مفيش حد اده!صمت بعدها ببرهه ليلقي بقنبلة إهانته القادمة:ولما ضربته او قولت اي حاجة، ده كان دفاعًا عن مبدء ضرب الست نفسها، لكن مش عشانك إنتِ لإنك لا تعني لي شيئ اصلاً يا أنسة!إبتلعت تلك الغصة المريرة في حلقها بصعوبة..هي من جلبت لنفسها تلك الأهانة، ليداعب جروحها المكبوتة التي حاولت مرارًا وتكرارًا اخفاؤوها..هي من دفعته ليقتلها بكلماته من مجرد حروف مميتة مثلت لها معنى الإهانة، وسقطت من سماء تخيالاتها وفرحتها لأرض الواقع المرير!لتهمس وهي تومئ بحزن:صح، أنا أسفةلا يعلم لمَ شعر بأطراف ضيق تحتله!هو عادةً لا يهتم بأي شخص..ولكن لمَ الان، تحديدًا مع تلك الفتاة التي يرى فيها شيئ شفاف يجذبه نحوها ولو واحد بالمائة؟!نفض تلك الأفكار من رأسه وهو يجيبها بجمود يعكس ما بداخله من اهتياج ضيق برود وهدوء:العفوا.نهضت فجأةً لتصرخ بألم ثم ترنجت مكانها لتسقط عليه وهو ينهضاقترابها منه لهذا الحد يفزعها حرفيًا!واختلطت انفاسهم المضطربة من ذاك القرب، وزحفت الحمرة تلقائيًا لوجهها بينما هو في عالم اخر..عالم سارح فيه في بحر عيناها البنية الذي لم ينتبه له من قبل!وافاق من شروده على دفعتها الضعيفة وهي تحاول النهوض قائلة:أسفة آآ..قاطعها وهو يقول مشاكسًا:ماخدتيش بالك مش كدة؟كادت إبتسامة تنفلت منها لتشق طريقها لشفتاها الوردية ولكن منعتهت بصعوبة لتومأ بعدها ببلاهة:أيوةاستقامت في جلستها لتجلس وهي تمسك بقدمها التي عادت تؤلمها من جديد وجلس هو لجوارها ثم مد يده يخرج الدواء ليضعه على قدمها ويبدء بدعك قدمها، وتلك المرة لمسته كانت أخطر..وكأن فيها طيفًا من الاعتذار الرقيق على تلك الكلمات!انتهى ليقول بعدها هادئًا:خلاص تمام، ماتمشيش عليها كتير بقا عشان الجرح يلم.اومأت كالقطة المطيعة وهي ترد:حاضرنهض ليغسل يده في المرحاض، بينما هي انتبهت للباب الذي تركه مفتوحًا - عن عمد - وقد تأكدت أنها فعليًا في حماية صقر، ولكن آمن وليس جارح!جالت عيناها على جميع انحاء غرفته، التي كانت بالطبع يغلب عليها اللون الأسود، نظرت لشهادات التقدير التي كانت معلقة على الحائط لتضحك بصوت عالي كاد يخرج منها وفجأة صدح صوته يقول:بتفكرك ب صعيدي في الجامعة الأمريكية صح؟حاولت كتم ضحكتها ولكن لم تستطع فانفجرت ضاحكة ومن ثم هتفت من بين ضحكاتها:بصراحة اه، اللي يشوفك وأنت بتزعق لصادق ده تحت بالصعيدي وبتقولهمن متى وأحنا بنضرُب حريم يا صادقمايعرفش إنك دارس في امريكا خالص يعني!وشيئً اخر لم ينتبه له منذ أن رآهاضحكتها الساحرة !يُفترض الغضب في تلك اللحظات، ولكنه ليس بخطأه إن سيطر الشرود على خلاياه كليًا!لتابع مبتسمًا نصف ابتسامة:بتحصل في أحسن العائلات.وفجأة عاد لجديته وهو يأمرها مشددًا على كل حرف:يلاا عشان تلحقي تريحي رجلك عشان هنروح مشوار النهاردة بليل كدةإبتلعت ريقها بازدراء..وطيف خوف حقيقي داعبها، ماذا سيحدث!ولكن ما يحيرها بدرجة كبيرةكيف يساهم في اخفاءها ويتعاون مع هؤلاء الحمقى ثم يرغب في التأكد!؟وسمعت صوته يقول:يلاا مستنية أية؟!نهضت مسرعة وهي تجر أزدال خيبتها...!كانت رقية تتوسط صدر مجدي العادي على فراشهم الكبير والذي شهد مراسم حبهم الذي يعاندوا فيه دائمًا!تغمض عيناها بضيق حقيقي، لم تكن ترغب أن يمسها أبدًاوخاصةً بعد زواجه بمن لا تعرفها!ولكن الان أصبحت شفافه امامه، لقد ظهر له الجزء الذي كانت تحاول دائمًا اخفاؤه!تنهد قبل أن يسألها بهدوء:مالك يا روكا؟رفعت كتفيها قليلاً لتقول باستنكار مصطنع:مالي يعني مفيشرفع وجهها بيده لينظر في عيناها التي تفيض ندمًا!ندمًا ازعجه بالفعل وأحزنه ايضًا!؟ليردف بلوم:إنتِ ندمانة يا رقية؟ ندمانة إنك اديتِ جوزك حقوقه؟هزت رأسها نافيةً وحاولت التبرير بانزعاج:لا مش كدة، بس يعني آآ أنا متضايقة شويةسألها دون تردد:متضايقة من أية؟اجابته متهربة:مُش لازم يعني تعرف وتقرف نفسك معاياإبتسم بهدوء قبل أن يستطرد بود حقيقي:ومين قال إن إنتِ قرف، أنا كُلي تحت أمركتنهدت قبل أن تقول بحزن لم تستطع اخفاؤه:.مخنوقة، حاسه إني مش كاملة، إنك اتجوزت عشان أنا مُش قادرة احققلك رغبتك، عشان أنا نص أنثى في نظركوجحظت عيناه بصدمة!لم يتوقع أنها تخفي مشاعرها خلف قناع القوة والقسوة!أنها حزينة لهذه الدرجة المغزية!.امسك وجهها بين كفيه ليسارع بالقول:.رقية إنتِ لية مش مصدقة أني فعلاً حاسس إنك كل حاجة ليا، إنتِ في نظري كاملة وست البنات مش نص انثى، إنتِ أول واخر واحدة ببقى مبسوط معاها، جوازي ماهو إلا وسيلة عشان الطفل اللي العيلة كلها هتموت عليهتحاول إقناع نفسها بكلامه، ولكن كأنها تزيد تعري لتظهر نفسها السيئة اكثر!نعم السيئة فهي من منعت نفسها ومنعته من ذاك الحق!هي من دفعته للزواج بأخرىوبسبب غلطة يكفر عنها حتى الان!حاولت الأبتسام وهي تومئ هامسة:.متقلقش عليا يا حبيبي، عادي مفيش حاجةقبل جبينها بحب خالص، لينتبه بعدها مهللاً:إنتِ قولتي أية؟كست الحمرة وجهها وهي تسأله بعدم فهم مصطنع:أنا مقولتش حاجة قولت اية؟هز رأسه نافيًا باصرار سعيد:لأ قولتِثم برجاء حار قال:قوليها تاني يا رقية عشان خاطري، أنا حبيبك؟اومأت بخجل لتجيبه بما أثلج صدره سعادة شعر أنها ربما لن تنتهي:حبيبي وجوزي وكل حاجة حلوة لياتأوه بخفوت...كلماتها المعسولة التي طالت الغياب على أذنيه، الان تروي ظمأه من عشقها..ليميل عليها يقبلها بشغف، فحاولت دفعه وهي تقول بدلال:مجديغمغم مغمضمًا عينيه مستمتعًا بعطرها الذي يجذبه:عيون وقلب مجديأبعد بقاهمستها وهي تبتسم بمشاكسة، وقد ازدادت نبرتها لينًا لينقض عليها مشبعًا رغبته العاشقة فيها بعد ان أردف:وإنتِ متوقعة إني أسيبك بعد الدلع ده كله!كانت خالته جميلة في غرفتها، متسطحة على فراشها الكبير، وتمسك بيدها صورة ما عائلية كبيرة..تشق ابتسامة شاردة وجهها المُجعد، شاردة الذهن، شاردة في ماضي قد يكون رحل فعليًا، ولكن شظاياه مازالت تتردد إلى الان!اخذت تتلمس الصورة بابتسامة هادئة قبل أن تهمس:ياااه، مكنتش أعرف إن الدنيا دوارة كدةثم تنهدت تنهيدة طويلة حارة تحمل الكثير قبل أن تتابع بنفس النبرة:معقول اللي حصل زمان يتكرر تاني.اومأت وهي تتذكر سيلا...نفس تلك العينان البنية التي يغطيها شعاع لامع جاذب وغامض في آن واحد!نفس الملامح التي تحمل المعنى الصحيح للطيبة والود للجميع!نفس الشعر البني الناعم والتي لم تراه الى الان!وكأن الزمن يعيد نفسه مرة اخرىأيعقل ذلك؟!اومأت مؤكدة وهي تهتف بأصرار غريب:أيوة، هعمل أي حاجة ومش هخلي سليم يعرف مهما حصل لحد الوقت المناسب بس.نهضت ثم اتجهت الي الدولاب الخاص بها ثم اخرجت ملابسها لترتديها في دقائق ثم عدلت هندامها واتجهت الى الأسفل، عازمة على الذهاب معهم الى ذلك الطبيب الذي يلجأ له الجميع!منذ دلوف ياسين الى نادين لم يكف عن النظر لها..ليس بأرادته، فهي ليست طبيعته أن يحدق بالمرضى هكذا..ولكن شيئً ما غريب بها يجعله يحدق بها كأنه طفل صغير منبهرًا بشيئً ما!لا يصدق الوضع الذي اقحمها القدر فيه، وفشلت كل محاولاته للتحدث معها كطبيب..جلس بجوارها مرة اخرى، ليبدء بالحديث متنحنحًا بابتسامة مشرقة:أنا مش عارف إية اللي مخليني عندي فضول أعرفك أوي.بالطبع لم تعيره أدنى اهتمام، كانت تنظر امامها وكأن شيئً ما شفاف يرغب في التوغل داخلها وهي لا ترغبه!مد يده يربت على كتفها ليقول:نادين، أعتبريني اخوكِ، لازم تحكي لي كل حاجةوكأن كهرباء صعقتها فهبت منتصبة تضع يداها على اذنيها، واخيرًا خرج صوتها متحشرجًا بصراخ:لاااااااا ابعد عني!ظل ينظر لها مذهولاً بالفعل..صراخها ينم عن حدوث صدمة تسببت لها في ذاك الصمت الأسر!وابتعد على الفور وهو يقول مهدئًا:.اهدي اهدي انا اسفبالرغم من فزعه عليها إلا أنه ارتاح قليلاً لكونها مدركة ما يحدث حولها..جلس بهدوء مرة اخرى ليسألها ببعض الجدية مستفسرًا:فين أهلك يا نادين؟لم ترد عليه وظلت أسيرة الصمت، ليسألها مرة اخرى بابتسامة:طب ليكِ اخوات؟عند هذه النقطة ظلت تهز رأسها نافية وهب متشنجة وقد شعر أنها ستعاودها تلك الحالة من جديد فابتعد برفق وهو يشير لها:اهدي، خدي نفس واهدي، إنتِ لازم تتكلمي، لازم تخرجي من صمتك ده.لم ترد عليه بالطبع..ولكنه أخيرًا استطاع معرفة نقطة ضعف واحدة لها..فقال متساءلاً بهدوء مصطنع:طب فين اخواتك وسيبينك كدة لية؟نهضت لتبدء بتكسير كل شيئ، كل ما تطوله يدها تدمره مع استمرارها بالصراخ والنحيب..لا تتحدث بالطبع ولكن هذا يعد مؤشرًا مبشر بالقادم!ظلت هكذا حوالي خمسة دقائق لينهض هو مقتربًا منها..وفجأة جذبها لأحضانه ليحتويها بذراعيه بحنان، وكأنه يخبأها بين ضلوعه التي تعد كالحصن لها وأنفاسهم المضطربة جنودًا مرتبكة فيها!وفجأة صدح صوت يعرفه جيدًا وهو يناديه بنزق مصدوم ؛ياسين!جلس كلاً من سليم و جميلة بالأسفل بأنتظار سيلا التي كانت ترتدي ملابسها، كان سليم ينظر أمامه بهدوء ولكن عقله شارد!عقله في سماء الامنيات متمنيًا أن لا تصبح كاذبةهو يكره الكذب وبشدة، وإن فعلتها...لا يضمن ماذا سيفعل بها، ولكن غالبًالن يجعل عيناها تلمع بفعل سطوع شمس الدنيا مرة اخرى!تنهد بقوة وهو يمسح على شعره الأسود الغزير..بينما جميلة لم تكن أقل شرودًا منه، ولكنها لا تتمنى.تفكر بدقة لتنفذ ما خططت له منذ أن رأت سيلا اول مرة!واخيرًا تقدمت منهم، وقد شحب وجهها، لا تعلم شحب من الخوف ام قلة الطعام!ولكن المؤكد أن الخوف لم يترك خلية من خلاياها إلا وتوغلها كليًا!تخشى إن علم هؤلاء بمعرفة سليم ماذا سيحدث لجدها الحبيب!وبالأخير خشيت على روحها هي..روحها التي ستُزهق إن علم ذاك الصقر بالتأكيد!صدحت جملة سليم الساخرة:اية يا عروسة كل ده بتجهزيمطت شفتيها وهي ترد بغيظ مكبوت:.منا كنت بلبس بس احتارت اعمل إية يعنيرفع حاجبيه ليتابع بنفس السخرية المغتاظة:لية حد قالك إننا خارجين ده احنا رايحين لدكتور؟!اومأت مردفة ببرود:بردورفعت جميلة يدها لتصيح بانزعاج مصطنع:خلاص صدعتوني، عاملين زي القط والفاراكملت سيلا وهي تشير له بغضب:لأ يا طنط هو اللي مش طايقني كل ما اعمل حاجة يعلق لي عليها تعليق سخيف!رد مسرعًا بلاذعة مماثلة:لية إن شاء الله كنتِ مرات أبويا ولا اية!؟رفعت كتفها لتقول ببرود ظاهري:معرفش اسأل نفسكضحكت جميلة لتشيى لهم منهية الحوار:خلاص يا سليم، خلاص يا سيلا اسكتوا، يلا عشان نلحقوهنا قد عاودها ذلك القلق الذي افترش على ملامحهاخاطفًا روحها المشاكسة في لمح البصر..جاهدت لتخرج حروفها ولو متلعثمة قائلة:لأسألها سليم رافعًا حاجبه الأيسر:لأ اية؟هزت رأسها وهي تنظر للأرضية وتفرك يدها البيضاء:لا مش هروح لدكتور!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة





الكلمات الدلالية
رواية ، شظايا ، قسوته ، أشواك ، العشق ،










الساعة الآن 01:30 PM