logo




أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 3 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة




look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
  28-12-2021 03:33 مساءً   [16]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل السابع عشر

تجمدت ترنيم من وقع تلك الكلمة عليها، نعم هي طلبتها، ولكن لم تتوقعها قاسية لتلك الدرجة!
نعتقد احيانًا أننا قادرين على البُعد، قادرين على القسوة، ولكن ما إن تُصبح ضمن خيوط الواقع ينهار جمودنا!..
إنسحب جسار ووالدته التي كتمت صرختها بصعوبة، لشعورهم أنها في حاجة للأنفراد، جلس جوارها على الفراش، يدقق النظر لوجهها الابيض الذي سيشتاقه حتمًا...
أمسك وجهها بين يداه وهو يهمس:.

-ترنيم، اوعي تفكري إني اتخليت عنك، أنا محتاج ارجع لطبيعتي، بُعدك عني سنتين غيرني مع كل الناس بما فيهم إنتِ، بقيت واحد جاحد بيتصرف بقسوة عفوية مع الكل
قرب أنفه من خصلاتها وهو يتابع بصوت تدرج للاشتياق من الان:
-مش هقدر افضل معاكِ واخسرك للابد، انا اه هبعد لكن هتكوني تحت عيني دايمًا
صوتًا ما داخلها مكتوم يصرخ متوسلاً
لا تبتعد، ارجوك لا تتركني
ولكنها على عكس ذلك أبعدته عنها وهي تردد بجدية قاسية:.

-متشكرة، اتفضل امشي
شعرت بأنفاسه تحرق وجهها على بُعد خطوه وهو يهمس بأسمها برجاء حار:
-ترنييييم
ابتلعت ريقها بتوتر، لتشعر بشفتاه تُقابل شفتاها فجأة، يتلاقا في قبلة ربما تكون الاخيرة، لحين اشعار اخر!
حاولت الابتعاد ولكنه جذبها من خصلاتها برفق ليستطع إلتهام شفتاها التي سيموت شوقًا لها...
ابتعد اخيرًا بعد دقائق يستطرد لاهثًا:
-هتوحشيني اوووي، تأكدي أني مش هسمح لجنس راجل يقرب منك!

وحقك من عزيز هجيبه عاجلاً او آجلاً...
ابتعد عنها مسرعًا قبل أن يفقد السيطرة على نفسه...
وما إن رآه جسار حتى قال بصوت أجش:
-أنا مش هقولك أنت عملت كدة لية دلوقتي! لكن متأكد أنك هتديني تفسير مُقنع...
اومأ صقر دون رد، للحظة حمد الله أن جسار صديقه المقرب فيتفهمه نوعًا ما!
بينما ركضت والدته لترى ترنيم التي انهارت في البكاء مرة اخرى...

حاولت فجر الخروج عن طوق الصدمة وهي تحدق بالصورة...
اثناء ذلك طرقت روفيدا الباب لتدلف بنفس البسمة فاقتربت منها فجر تسألها بصوت متوتر بعض الشيئ:
-ممكن تحكيلي عن اختك اللي ماتت دي؟
بلحظة تبخرت بسمتها ولسعتها مرارة الفقدان وهي تخبرها بصوت مبحوح:
-إتخطفت وهي عندها 5 سنين من تجار أعضاء!
شهقت فجر مصدومة وقد اتسعت عيناها وهي تبتلع تلك الصدمة الجديدة...
فلمعت عينا روفيدا بالدموع وهي تُكمل:.

-رغم اني كنت 4 سنين لكن ليا ذكريات جميله اوي معاها
ثم نظرت الى فجر وهي تمسح دموعها متساءلة:
-الا بالحق انا لسه معرفش اسمك، اسمك أية؟!
-فج فجر!
بريق من نوع اخر حطم جذور المُعاناة وهي تتخيل روح شقيقتها المتوفاه تحتل أعماق تلك الفتاة التي انجذبت لها دون شعور!
لتهمس بشرود حاني:
-أسمك على أسمها..
ثم صفقت بيدها بحماس مرددة:
-وبأذن الله هنبقى احلى اخوات واصحاب زيها
حاولت فجر رسم ابتسامة صفراء وهي تفكر...

وأعماقها تُجمهر بأصرار
يجب أن ترى والدها وتتأكد!

وبالفعل بعد فترة...
وصلت فجر منزل والدتها، حاولت وحاولت تجاهل ضربات قلبها التي تضح بعنف وكأن حرب على وشك النشوب...
طرقت الباب ببطء وعقلها يُملي عليها ما يجب قوله...
ولكن كانت الصدمة وهي تشهق بعنف عندما وجدت أمامها...

بمجرد أن خرجت نور من الشقة الصغيرة التي كانت بها، كانت تسير وكأنها طفلة شريدة فقدت أهلها وكل ما لها...
تكاد تجن ومشهد سقوط شاهيناز تنزف في دماؤوها بغزارة لا يغيب عن بالها...
وفجأة وجدت شخص امامها يسألها متوجسًا من يدها الملطخة بالدماء:
-أنتِ مين يا استاذة؟
ثم أشار ليدها مكملاً بتعجب:
-وأية ده! أنتِ عامله اية فوق!؟
هزت رأسها بسرعة تنفي بخوف:
-لا لا انا مش عامله حاجة
أمسك بها وهو يطلب من رجل اخر بشك:.

-اطلع يا مجدي شوف في أية فوق!
اومأ الرجل مسرعًا وبالفعل صعد، لتبدأ نور في البكاء الحار الذي حال دون إرتباط الحروف وهي تنطق:
-أ آآ أنا موتها، كان، مكنش ينفع اسبها، انا ضربتها!
تجمد الرجل مصدومًا وبالطبع من دون مقدمات كان يتصل بالشرطة والاسعاف...

بعد فترة وبعد طلب نور الاتصال بأهلها####
دلف جسار راكضًا وما إن رأته هي حتى إرتمت بين احضانه تبكي بارتعاد حقيقي وهي تهمس بأسمه وكأنها تستمد الامان المفقود منه:
-جسااار، انا مش مجرمه يا جسار، هي اللي خطفتني وكانت هتموتني
ظل يربت على خصلاتها عدة مرات، عقله مشوش حد الجنون...
لا يستطع تفسير ما حدث!
إن كانت نور امامه فمن تلك؟!
أبعدها بعد قليل وهو ينظر للضابط متساءلاً:
-ممكن افهم وضعها يا حضرت الظابط؟

زفر الضابط بهدوء مجيبًا:
-للاسف حتى لو ده دفاع عن النفس احنا مضطرين نحبسها 4 ايام على ذمة التحقيق لحين اثبات كلامها...!

في منزل صقر...
عاد هو ونيرمين الى منزلهم الاساسي، ولكن صقر لم يكن بطبيعته، كان صامت معظم الوقت...
توجهت نيرمين نحو غرفتها لتعيد ملابسها اما صقر استوقفه صوت منخفض جدًا يأتي من غرفة ما...
ضيق عيناه كالصقر تمامًا وبدأ يتحرك بخفة دون أن يُحدث صوتًا...
وقف امام الغرفة ليسمع صوت والدته تهتف بهمس:
-انسى يا عزيز، كفاية موضوع السم والبنيه الغلبانه اللي طلع عينها دي!

بعد مرور أسبوعان...
كانت ترنيم في منزل والدتها، تجلس امام الشرفة وتشرد بعمق...
لم تراه منذ غادر المستشفى، نفذ حروفه بدقة فلم يتعرض لها اطلاقًا...
رغم ارتياحها بعض الشيئ الا ان شعور داخلها يطلبه وبشدة...
فجأة شعرت بألم في بطنها، ألم كان يجتاحها ببطء منذ فترة...
اشتد الالم فصرخت متأوهه وهي تمسك ببطنها:
-اااااه.

سقطت على الارض تتلوى من الالم، كان المنزل مظلم لا يوجد به سواها، والدتها قد غادرت تشتري بعض الاشياء وجسار مهتم بقضية نور...
فبدأت تبكي خوفًا من فقدان طفلها...
وفجأة شعرت بيد تحيطها فصرخت فزعة و...



look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
  28-12-2021 03:33 مساءً   [17]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثامن عشر

فقدت هي وعيها دون سابق إنذار، حملها بين ذراعيه كريشة خفيفة، خفيفة جدًا بالكاد تشعر أنها بين ذراعيك، ولكنها تحبس أنفاسك وكأنها أثقل عبء...
اتجه بها مسرعًا نحو سيارته لينطلق نحو اقرب مستشفى...
ادخلها بعد وصولهم وهو يصرخ بالممرضة:
-فين غرفة الطوارئ؟
أشارت له نحو الغرفة مسرعة:
-اهي
ركض بلا تردد ليضعها برفق وهو يملس بحنان على خصلاتها...
دلف الطبيب ليبدأ فحصها تحت أنظاره الحارقة المترقبة..

بعد فترة###
نظر له الطبيب يهتف بجدية نفذ منها الصبر الذي أصبح فتات:
-صقر بيه، انا سبق وقولت لحضرتك إن نفسية الهانم مهمة جدًا، تعبها مش جسماني تعبها نفسي، الانفعالات بتأثر بطريقة غير مباشرة على الجنين من خلال الهرمونات!
ظل يمسح على شعره عدة مرات..
ماذا يفعل أكثر؟
أيستطع أن يُقدم لها أكثر من قربان موته!..
مؤكد لا، لن يستطع أن يعطيها روحًا هي سرقتها قبلًا!..
نظر للطبيب وهو يسأله بصوت عاجز:.

-والمفروض أعمل أية دلوقتي يا دكتور؟
أجابه متنهدًا ببساطة:
-حاول تعمل حاجة تفرحها! شوف اية اللي هيأثر بالايجاب عليها وأعمله
اومأ صقر موافقًا بشرود وهو ينوي بالتأكيد على ذلك...!
دلف إلى الغرفة التي تقطن بها غافية لا تعي شيىء...
جلس على طرف الفراش..
تحسس وجهها الابيض الذي رغم شحوبه لازال يحتفظ بنوعًا من الجاذبية التي رُسخت بتلابيبه...

آآهٍ من الاشتياق الذي يُعذبه، يقتلع جذور التعقل داخله فيدفعه نحو التهور...
كم اشتاقها...
كم فكر في أن يضرب كل شيئ عرض الحائط ويركض..
فكر وفكر، ولكن كل شيئ استقر في تربة اللوع والعقل هو من تغذى على عذاب الروح من جديد...
اقترب منها يهمس بصوت مبحوح:
-مكنتش متخيل إن صعب اوي كدة.

ابعد عنك، مكنتش متخيل ان البُعد بيوجع اوي كدة. كأنك أخدتي روحي وبعدتي بيها بعيد، فكرة أنك بتتنفسي نفس النفس اللي بتنفسه بس مش قادر ألمسك اخدك في حضني بتقتلتني، انا بتعذب ببُعدك عني، ارجعيلي!
ومع أخر قطرة ألم نزفت من اخر حرف كانت دمعة يتيمة حررها بصعوبة تهبط على وجنتها...
فرمشت عدة مرات، إختطف شفتاها الوردية في قبلة سريعة صحت وحوش الجوع داخله...

لينهض بسرعة مغادرًا قبل أن تستيقظ وبالطبع لم ينسى الاتصال بجسار..!

بعد فترة###
إستعادت وعيها ببطء، بدأت تنقل تحرك جسدها لتستشعر هل يوجد شخص ام لا بالغرفة وكان جسار ووالدتها، بدت وكأنها تبحث عنه، ولكن لم تجده!
وكأنه سراب واختفى كما اتى...!؟
اقترب منها جسار بلهفة يردد بمرح:
-كدة تخضينا عليكِ
لم تجب، بل سألته بوهن:
-مين جابني هنا يا جسار؟
نظر أمامه بشرود، لازالت كلمات صقر المحذرة المرصعة بعناده تهفو داخله.

ترنيم مش لازم تعرف إن انا اللي ودتها المستشفى، مش لازم تعرف أني ساكن قصادها! لازم تحس أني بعيد عنها كل البُعد!
أنتبه لمظهر ترنيم المترقب فقال بصوت أجش:
-جارنا وزوجته، ناس مانعرفهمش!
ثم أكمل مسرعًا يُغير الموضوع:
-بس متقلقيش البيبي كويس
عادت رأسها وكأنها للفراغ بيأس..
كانت تنتظر تلك الاجابة بفارغ الصبر، تنتظر أن يخبرها بسعادة صقر
ربما هو يكذب...

ولكنها شعرت به، شعرت برائحته التي تخللت ثنايا الروح المُعلقة على امل القرب..!
شعرت بحضنه الذي أشتاقته حد الجنون، شعرت به بكل ما للكلمة معنى!
ترى هل يكذب شعورها؟!
تنهدت بأسى وهي تتحسس بطنها مغمغمة بهمس لا يُسمع:
-كدة إتساوينا، إتسببت في موت واحد وإتسببت في نجاة واحد تاني!..

بمجرد أن فُتح الباب لفجر وجدت فتاة ما في عمرها تقريبًا..
ترتدي -قميص نوم- قصير يظهر معالمها التي أسودت ربما من كثرة النظرة المُحرمة لها!
أنتبهت على سؤالها النازق:
-أنتِ مين يا أنسه وعايزة أية؟
لا تدري كيف خرج صوتها على مراحل مُتفرقة من الصدمة التي أطاحت به:
-ب بابا! عايزة بابا
ثم أستدركت نفسها لتسألها متعجبة:
-أنتِ اللي مين وبتعملي أية في بيتنا؟!

وضعت يداها في خصرها تلعك -لبان- بطريقة مُستفزة وهي تخبرها:
-أنا كاترينا، مرات أبوكِ الجديدة يا حلوووة
أطلقت أخر كلمة بضحكة خليعة جعلت فجر تذبهل وهي فاغرةً فاهها...
يتزوج؟!
ومن تلك الساقطة...!
عادت تنظر لها متابعة بصرامة مزدردة:
-ولو، ازاي تفتحي الباب بقميص النوم، لو مش خايفة على نفسك خافي على سُمعته حتى!

نظرت لها كاترينا بحدة وبدت كمن أطلقت سراح الشياطين داخلها، فظلت تصيح بصوت عال غير مبالية بأطار الهدوء الذي كان يُحيط بهذا المنزل قبل مجيئها:
-قصدك أية يا حبيبتشيييي!، لااا ده أنا مُحتشرمه اوي غصب عن عين*** اهلك!
أتسعت عينا فجر مصدومة من سبابها العلني الذي خدش الحياء داخلها بأظافر قذرة...
ولكن قبل أن ترد وجدت والدها يخرج وهو يسأل مستفسرًا:
-في أية يا كاتي في أي...

ولكن بمجرد أن رآى فجر تحولت نبرته فزمجر فيها بحدة قاسية:
-نعم! جاية هنا لية يا** لسة فاكرة إن ليكِ اهل بعد ما خليتي راسي في الطين!؟
همست مشدوهه من إتهاماته التي خنقت روحها الملكومة مذ زمن:
-أنا؟ أنا عملت أية، ده انا اتجوزت ومن واحد الف واحدة تتمناه، انا ماعملتش لا عيب ولا حرام، ده جوزي واللي حصل اه تهور لكن مش جُرم!
كاد يهجم عليها ولكنها أوقفته بقولها الذي يعكس معدنها السابق معه:.

-أنا مش جاية عشان أفتكرت إن ليا اهل زي ما أنت بتقول
ألقت نظرة كسهم صائب نحو كاترينا ومن ثم أردفت بجمود:
-أنا بالنسبه ليا أهلي ماتوا، انا جاية افهم حاجة واحدة، أنت ابويا فعلًا ولا لا؟!
لا تدري لم سألته عنه فقط...
لم تسأله عن والدتها الراحلة...
ولكن ربما لأنها لم تفعل يومًا ما يحول دون ذلك أو تخدش لمعان روحها حتى دون قصد...!
ولكنه أجاب بفظاظة:
-لأ ياختي، الحمدلله أني ماكانليش خلف عار زي خلفك...

ومن ثم أبتسامة شيطانية تليق بما تشدق به:
-أنتِ بنت حرام، أنتِ ملكيش أهل لقيطة! غلطة من واحد وواحدة حبوا يروقوا مزاجهم لكن معملوش حسابهم ل أكبر ذنب كان جاي!..
قال اخر جملة وهو يشير عليها، فوضعت يدها على أذنيها مسرعة تصرخ فيه بانهيار:
-بس اسكت ماتكملش أنت كداب
ولكنه لم يصمت بل أكمل بسخرية:.

-معلش مهي دايمًا الحقيقة بتبقى مُره كدة، لكن هي الحقيقة، أنتِ بنت دار أيتام عشان كدة اللي عملتيه مع ال*** التاني مكنش غريب، ما إنتِ الوساخة بتجري في دمك!
ظلت تهز رأسها نافية وكلماته كجرس في كنيسة يُعلن أكبر هجوم مُميت على شيئ مُقدس...
إلى أن ركضت مسرعة وهي تبكي بانهيار مستقلة تلك -سيارة الاجرة- التي جلبتها وهي تخبره بصوت مختنق مُنهار نحو منزل ليث:
-العصافره لو سمحت، ش(، ).

وبالفعل خلال وقت قليل وصلت فركضت بعدما أعطت السائق أجرته...
لا تشعر بما تفعله، لا تترك للعقل مساحة، لا تفكر...
ولكنها تشعر أنها بحاجة له..
بحاجة شديدة لأحتضانه المحتوي لها!
ضربت الباب بعنف ودموعها تهبط كأمطار غزيرة لا تتوقف...
وكلمات ذاك الرجل كرعد يدوي في عقلها..!
فتح ليث الباب لتتسع حدقتا وهو يراها، حتى بات يشعر أن ذلك مجرد حُلم سينتهي حالا!

ولكن الحُلم أحتضن الواقع عندما ارتمت بين أحضانه بسرعة تبكي بانهيار وهي تضم نفسها له ويداها تُحيط عنقه...
حينها فقط ضمها له بكل قوته، أحاطها بكل ما للكمة معنى
غمس ووجهه الذابل منذ غيابها يستمد أوكسجين روحه -عطرها- عند عُنقها بلهفة...
ثم همس بصوت خشن مُحمل بالعاطفة:.

-ااااه يا فجر، نفسي أمسكك أضربك حق كل لحظة وجع عشتها لحد ما تموتي في إيدي، وفي نفس الوقت عايز أفضل واخدك في حضني جامد اوي لدرجة أن ضلوعك تتكسر عشان ماتبعديش عني تاني...!

واخيرًا...
اخيرًا خرجت نور مع جسار من القسم بعدما جلب تلك الفتاة شبيهة نور لتشهد بما حدث بالطبع بعما رشاها جسار بأموال مهولة...
كان يسير جوار نور التي لم تكف عن البكاء مذ لحظة خروجهم..
لم يستطع سوى رفع ذراعه ليحيط كتفها برفق يقربها منه...
آآهٍ كم يود زرعها داخله، بين تلك الصخور المحفورة بأسمها بلهب العشق!؟
بمجرد أن ركبا السيارة بدأت تشهق بنشيج عنيف لامس الجحيم من شدة أنهياره..

فلم يشعر بنفسه سوى وهو يجذبها برفق لتستقر رأسها عند صدره وهو يهمس لها برجاء حار:
-ارجوووكِ يا نوري كفاية عياط عينك ورمت
لم تجب بل أحتضنته بقوة لحاجتها الشديدة لذاك الحضن..
رفعت عيناها الحمراء لتسأله بعدها بصوت مبحوح:
-ازاي قدرت تجيب البنت دي؟
تنهد وهو يجيبها:.

-لما روحت هي طبعا ماكنتش تعرف اللي حصل لشاهيناز وكانت بتحاول تتواصل معاها، روحت وقولتلها اللي حصل وقولتلها إن اللي كانت هتديها الفلوس ماتت وإني هديها فلوسها لو اعترفت للبوليس وفعلا راحت معايا واعترفت، بس بصراحة لولا تدخل صقر مكناش خلصنا بسرعة كدة، الحمدلله على كل شيء
لم تصمت هي فظلت تردد بهيسترية:
-أنا قتلت يا جسار، أنت متخيل؟ أنا اللي كنت مابعرفش أدبح فرخه حتى قتلت..!

بدأ جسدها يهتز مع كل كلمة تخرجها فسارع هو ينفي عنها ما تلصقه بها:
-لا، ده كان دفاع عن النفس، مكنش في مجال للتفاهم، كنتي هتبقي يا قاتل يا مقتول
ثم رفع وجهها بين يداه ليكمل بحرارة:
-وانا مكنتش هسمح تبقي مقتول وبرضه كنت هبقى قاتل!

بعد مرور عدة أيام####
كانت نور في غرفتها كعادتها مذ ما حدث حبيسة شريدة تخنقها جدران الغرفة المظلمة أغلب الوقت..!
بعد دقائق سمعت طرقات هادئة على الباب يليها دخول زوج شقيقتها مصطفى وهو يردد لها بابتسامة:
-نور
أنتبهت له تسأله:
-هاا؟
اقترب منها حتى قال بصوت هادئ جاد:
-تعالي عاوزك بره، بس ألبسي هدوم خروج زي الناس
عقدت ما بين حاجبيها وهي تسأله متعجبة:
-لية!؟ في أية؟
أشار لها نحو -الدولاب- وهو يكرر بجدية:.

-ألبسي وتعالي هتشوفي
هدرت بأنفعال خفيف:
-مصطفى لو سمحت مش طالبه الهزار دلوقتي، يا تقولي في أية يا تسبني في همي الله لا يسيئك
زفر بعمق قبل أن يخبرها:
-في عريس بره عاوزك تشوفيه
صرخت مذبهله:
-عريس! عريس مين وفجأة كدة؟
-عم موسى جارنا، وبعدين دي مجرد زيارة عشان نشوف في قبول ولا لا
ظلت تهز رأسها نافية بقوة...
تتزوج ذاك الرجل الذي يتخطى الاربعون تقريبًا!؟
أي فاجعة خُطت لها تلك...!

تركها مصطفى ليغادر فبدأت دموعها تهبط وهي تشعر بالعجز..
ماذا تفعل؟
مع من تتحدث!
أينتهي بها المطاف متزوجة من رجل فاق الجزع داخلها بمراحل...!؟
ركضت تمسك بالهاتف وهي تتصل بجسار الذي أجاب بعد دقيقة تقريبًا بهدوء:
-السلام عليكم
-وعليكم السلام، جسار الحقني!
-في أية مالك يا نور؟
-مصطفى عاوز يجوزني لعم موسى جارنا، والنبي الحقني مستحيل اتجوز الراجل ده بالذات!

صمت دقيقة تقريبًا، ومن ثم جاءها صوته الأجش الذي أطاح بما تبقى من تعقلها:
-اسف يا نور، مش حقدر أتدخل دلوقتي، أنا قولتلك نكتب الكتاب أضمن، لكن أنتِ اللي أصريتي أتحملي بقا
أتسعت حدقتاها مصدومة...
تخلى عنها هكذا ببساطة؟!
نظرت للهاتف بصدمة أكبر عندما وجدته أغلق الخط، فظلت تدور حول نفسها وهي تبكي بعجز حقيقي خاصة وهي تسمع مصطفى يناديها متعجلًا بصرامة!..

بعد مرور ثلاثة أشهر...
ثلاثة أشهر من الفراق..
ثلاثة أشهر تُعاني وحيدة من مرارة الفراق اللاذع..
الف مرة ومرة تمنت لو ركضت له وأخبرته ببساطة أنها تعشقه، أنها لا يمكنها الاستغناء عنه
ولكن للاسف تزداد الموانع ولا تقل...!
مسحت ترنيم دمعة سقطت من عيناها المتحجرة وهي كالعادة موجهة صوب الشرفة تعيش في منزل بمفردها هي و خادمتها المقربة زوبيدة
وفجأة سمعت زوبيدة تشهق مرددة باضطراب:.

-هيييه. لا لا يا صقر بيه استنى..
إرتجفت ترنيم وإرتجف كل شيئ داخلها بمجرد ذكر اسمه..
اسمه فقط يُزلزل جمودها الواهي...!
نظرت تجاه صوت زوبيدة بسرعة وهي تسألها:
-هو فين يا زوبيدة؟ أنتِ بتكلميه ازاي!
وضعت زوبيدة يدها على فاهها تفكر في حل لخطأ لسانها اللعين
ومن ثم همست بتوتر:
-ده آآ ده، ده آآ
صرخت فيها ترنيم بعصبية نفذ منها الصبر:
-إنتِ هتهتهي كتيير، بقولك هو فين
أشارت زوبيدة نحو الشقة المقابلة وكأنها تراها!

ونطقت بصوت مرتجف:
-صقر بيه عايش في الشجة اللي جصادنا من ساعة ما جينا نعيش هنا!
إهتزت عضلة فكها، ثلاثة شهور قريب منها ولم يستطع منها؟!
حاولت رسم التماسك الذي كان كقشرة ستنهار حتمًا وهي تأمر زوبيدة:
-تعالي وديني ادام باب شقته وامشي
أسرعت زوبيدة بالرد:
-بس آآ ياست هانم أ آآ
ولكن ترنيم قاطعتها بحدة صارمة مُهددة:
-زوبييييدة، هتوديني ولا أروح أنا لوحدي؟!
هزت كتفيها بيأس هامسة بحنق:.

-لا هاوديكِ طبعا، أنتِ عايزة راسي يتجطع ولا أية!
منعت ترنيم نفسها من الابتسام بصعوبة على تلك المسكينة البسيطة...
أوصلتها زوبيدة عند الباب وهي تهمس لها بتوجس:
-أنتِ كدة عند باب الشجة، خدي بالك الله لا يسيئك
اومأت ترنيم مؤكدة فانسحبت زوبيدة ببطء، شعرت ترنيم بهزة عنيفة داخلها أفزعتها عندما طرقت الباب بهدوء..
لتمر دقيقة وسمعت الباب يُفتح وعطره ينبعث من أمامها..
لم تغب عنها شهقته المصدومة وهو يحدق بها..

فنطقت هي بما أتت له لتكمل صدمته:
-على فكرة...
ثم صمتت برهه وكأنها تستجع شجاعتها الهاربة من ساحة القتال:
-أنا خونتك!..



look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
  28-12-2021 03:34 مساءً   [18]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع عشر

أحمق...
أحمق انت يا من تظن أن المشاكل كالماء تنساب بين أصابعك بسهولة!
هي كالنيران، لا تقترب منك، ولكن عندما تقترب أنت منها، تحرقك!
دقيقة ذهول قبل أن يستعر جحيم موحش ملأ عيناه التي ازداد سوادها حتى باتت مُخيفة..
جذبها من ذراعها بعنف صارخًا فيها بتساؤل عاشق على وشك الجنون:
-أنتِ مجنونة! خونتيني ازاي يعني؟
تنهدت بقوة ثم أجابت ببرود كاد يصيبه بذبحة صدرية:
-هي الخيانة فيها ازاي!؟ خونتك مع واحد يا صقر بيه.

أغمض عيناه يحاول تمالك نفسه، يحاول قتل ذاك الشيطان داخله بسكين الثقة..!
فقال بتحذير يسبق خط الانفجار بخطوة:
-ترنيييم، الموضوع ده مافيهوش هزار او استفزاز، ده حياة او موت! أحسنلك تجولي الحجيجة!
عضت على شفتها السفلية بقلق، هي بالفعل تخشى إنفجاره الذي قد يمزقها لشظايا لا تصلح للحياة...!
شعرت به عندما ظل يهزها بقوة كادت تفقدها وعيها ويزمجر بجنون:
-انطقي اييية اللي أنتِ بتقوليه ده!؟
اسرعت ترد بخوف:.

-والله العظيم ما عملت حاجة أنا كنت بقولك كدة عشان أحسسك باللي أنا حسيت بيه لما خضعت لابوك وسبتني عشان تتجوز نيرمين!
أغمض عيناه يستغفر بصوت عال...
لو قتلها الان هل يلومه شخصًا ما؟!
بالطبع لا...
هي جعلت من حروفها الهوجاء جنودًا مُلثمة هاجمته فجأة من الخلف بطعنة غير متوقعة دون ان تنتبه للعواقب...!
وجدته يسحبها من ذراعها ليُدخلها المنزل ومن ثم سمعت صوت الباب يُغلق..
ابتلعت ريقها بتوتر وهي تهمس له:.

-أنت آآ ق قفلت الباب لية؟! أنا عايزة أخرج...
وفجأة كان يجذبها لصدره بقوة مطوقًا خصرها حتى إلتصقت به فقال بخبث إلتصق بأذنيها بوضوح:
-جولي بقا اللي كنتي بتقوليه كدة تاني
هزت رأسها نافية بسرعة مستنكرة ببراءة:
-انا؟ هو انا اتكلمت اصلًا!؟
منع نفسه من الضحك بصعوبة ومن ثم كشر عن أنيابه بشراسة مصطعنة وهو يخبرها:
-أنتِ غلطتي، ماتزعليش من العقاب بقا.

شهقت بخوف من نبرته ولكن قبل أن ترجوه أن يترك وجدته يُنفذ عقابه بالفعل...
قبلة عميقة لشفتاها التي لم تغادر أحلامه ولو لليلة واحدة فتؤرق لياليه!
قبلة بثها فيها شوقه وجنونه الذي أفتقدته واللهب الذي يحرق احشاؤوه في فراقها...
كانت يداه تضمها له بقوة وشفتاه تلتهم شفتاها بنهم ملحوظ فلا يتركها ولو للحظة...
غبي إن اعتقد أن هذا عقاب لها...!
هذا لم يكن سوى عذاب له؟!..

عاد يلتهم شفتاها من جديد وهي مستسلمة لقلبها المجنون الذي قادها لترفع يدها تحيط عنقه..
هي ايضًا تحس وتتألم، وتشتاق!
رفعها برفق قبل أن تسقط متخدرة فوقفت بطرف أصابعها على قدمه ليستطع أكل شفتاها بتمهل أكثر...
سار بها ببطء نحو غرفته فاصطدمت بالحائط عدة مرات اخرهم عندما إلتصقت بالحائط وحرارة أنفاسه اللاهثة تلفح صفحة وجهها...
عندها حاولت النطق بهمس من بين لهاثها:
-ص صقر، حرام، أحن آآ احنا اتطلقنا
نفى مسرعًا:.

-لأ. مجدرتش أنتِ لسه مرتي، وهتفضلي على أسمي لحد ما أمو...
ولكن قبل أن يكمل كانت تكتم باقي حروفه بشفتاها بجرأة لا تعرف من أين أتتها...!
وبالطبع هو لم يضيع الفرصة هباءًا بل ظل يشبعها تقبيلاً وجوعه واشتياقه لها يزداد لا يقل!..
وفجأة حملها بين ذراعيه ولم يفك عناق شفتاهما، وأصبحت قبلته قبلات عديدة تتوزع على وجهها ورقبتها وما بعدها بلهفة...!
أوصلها الفراش فوضعها عليه وهو يهمس أمام شفتاها مباشرةً:.

-مشتاقلك، مشتاقلك أوي!
عندها شعرت أنها عادت للواقع نوعًا ما فحاولت الاعتراض:
-بس آآ...
قاطعها وهو يعاود تقبيلها مرة اخرى فيفقدها عقلها كما تفعل هي...
دقيقها وشعرت بشفتاه تنتقل لرقبتها تلثمها بعمق ويداه تزيح عنها ملابسها ببطء...
فارتخت اعصابها وبدأت تُقنع نفسها أنه الحبيب الراحل...

كانت فجر في غرفتها وحيدة شريدة لا تستوعب حتى الان ما أفصح به ذاك الرجل الذي اعتقدته والدها..
الصدمة كانت اكبر من أن تستوعبها في وقت قليل...
منذ عادت للعيش مع ليث وخالتها وهي منعزلة أغلب الوقت بالكاد تراهم عند تناول الطعام..
وليث لم يضغط عليها بأي شكل، تركها حتى أنه لم يلومها على هروبها منه، فهو قدم البيئة التي جعلتها تفر وهي شكلت الصورة لا اكثر!

ولم تخبر والدها الحقيقي وروفيدا بما علمت، لا تدري السبب ولكنها لم تملك الشجاعة!..
كلاهما متورط...
ولكن كفى، غدًا موعد زفافهم!
الزفاف الذي وافقت عليه بلا اعتراض كعادتها على أي شيئ منذ عادت..!
لم تكن بطبيعتها..
لم تكن فجر الشرسة المتمردة دومًا، بل كانت شعلة منطفئة!
دلف لها ليث الذي جلس لجوارها يهتف بصوت أجش:
-فجر
نظرت له مهمهمة:
-ايوة يا ليث؟
مد يده يتحسس وجنتها بكفه ببطء وهو يهمس لها:.

-هتفضلي كدة لحد امتى انا بقالي 3 شهور سايبك براحتك بس كفاية ده بكرة فرحنا، حتى تجهيزات الفرح بتعمليها وأنتِ سرحانه كدة!
حاولت سحب عناصر الجمود من بين قسماتها وهي تغمغم بصوت مبحوح:
-معلش يا ليث انا اسفه بس آآ...
قاطعها وهو يقترب منها متابعًا بحنان:
-حبيبي أنا مش عايزك تعتذري أنا خايف عليكِ أنتِ
ابتسمت له بحب، تقريبًا بدأ ليث يخترق الساحة المغلقة التي حبست داخلها قلبها وكبلته بسلاسل العقل القاسية!..

اقترب منها ببطء يطبع قبلة خفيفة على شفتاها جعلت جيوش الحمرة تزحف محتلة موطن وجنتاها الناعمة..
ثم ابتعد مسرعًا قبل أن يفقد السيطرة واخبرها بخبث:
-من بكره هيبقي ليا حق اكتر من البوسه البريئة دي بكتييير
ابتسمت بخجل ليحتضنها بحنان والابتسامة السعيدة لا تفارق وجهه...
ولكن ما يقلقه حقًا هو إختفاء عمرو منذ ما حدث...
لم يظهر قط، وبالطبع عندما يظهر سيظهر بفاجعة تلتقطهم جميعًا،!

بعد فترة طويلة...
كانت ترنيم مُسطحة على صدر صقر العاري، تركها اخيرًا بعد فترة طويلة فكلما جاءت لتبتعد عنه وجدته يجذبها له مرة اخرى ولا يشبع منها...!
رفعت رأسها له تهمس بصوت مبحوح:
-ماكنش ينفع ده يحصل
امسك بوجهها بين يداه ويجيب بصوت وصلتها حرارته فسارت رعشة عميقة على طول عمودها:
-اعذريني، أنا مُشتاق، جعان، كنت مستحيل ألاقي ثمرة مُغرية ادامي وما أكولهاش!

عادت تضع رأسها على صدره تخفي ملامحها التي تقلصت بخجل جم دفين، لتسمع صوته الاجش يقول:
-ترنيم، أنا عايز أجولك حاجة
غمغمت متساءلة:
-امممم؟
تنهد ثم تشدق بصراحة ب:.

-لما ضربتك بالقلم في اليوم اياه، ماكنش بمزاجي، في اليوم ده جالي تهدي من مجهول بيجولي اني لو مابعدتش عنك هيأذوكِ، واليوم اللي جبله بالظبط زوبيدة جت واعترفتلي ان في ناس مجهولة هددتها تحط ليكِ دواء عشان الجنين يموت، وانتِ زودتي الطين بله لما زعقتي فكان رد فعل ضروري عشان اثبت لهم اني لسه زي منا، لان لو نيرمين اللي عملت كدة كنت زماني موتها مش بس ضربتها بالقلم
رفع رأسها له ليكمل بصوت ذو بحة خاصة:.

-يعني ده كان غصب عني خوفًا عليكِ مش قسوة مني بس!
صمتت ولا تستطع سوى الصمت..
كيف؟!..
هل ظلمته وكان يفعل ما به مصلحتها؟
حاولت طرد وساس الشيطان من مخيلتها وهي تتنهد بقوة خاصة عندما سمعته يردد برجاء حار:
-ترنيييم، ارجعيلي، أنا بموت من غيرك!
لم ترد عليه وأكتفت بالصمت حليف فاقترب منها اكثر يسألها بلهفة:
-مسمحاني يا ترنيمتي؟
-ونيرمين؟

سألته هكذا دون مقدمات، لابد أن تضع النقاط على الحروف لتٌشكل الجملة التي ستحدد مصيرهما!..
زفر هو عدة مرات ثم اخبرها بشرود:
-انا اصلاً من ساعة ما بعدت عنك وأنا مابقعدش هناك وبشوفها صدف، وفي حاجة شاكك فيها، اول ما اتأكد منها هطلقها فورًا!
لم تفعل سوى أنها احتضنته ببطء تطوق خصره بقوة كأنها تود دفن نفسها داخله، فضمها هو له بقوة اكبر قبل ان يتابع بجدية ؛.

-بكره فرح واحد صاحبنا ليث أنتِ أكيد عرفاه، هتيجي معايا هه
كادت تعترض بخفوت:
-بس أنا آآ
ولكنه قاطعها بصرامة مُحببة:
-ترنيم، هتيجي معايا، عشان خاطري!
اومأت عدة مرات بصمت لتجده يقترب منها بشفتاه من اذنها هامسًا بعبث:
-طب أية؟! ماتيجي احكيلك حاجة سر
كادت تبعده عنها بخجل:
-صقر كفاية أنت مابتشبعش
هز رأسه نافيًا وهو يقترب منها اكثر ليخترقها ببطء:
-تؤ تؤ، خالص!

في اليوم الموعود...
كان الجميع في إنتظار العروسين أن يهبطوا، والعرس مُقام في فندق من أشهر فنادق مصر!
جسار يقف مع نور في أحد الاركان يحيط خصرها بيداه بتملك، فتأففت هي عدة مرات مغمغمة بخجل:
-جسار احترم نفسك بقا وابعد عني
ابتسم بعبث وهو يسألها مشاكسًا:
-اية يا نوري بقا، ده انا زي خطيبك برضه
إنتفخت ادواجها بغضب جم وكأن النيران على وشك إلتهامه حيًا..
فأردفت بغيظ:
-اسكت ماتفكرنيش يا رخم.

جذبها له وهو يضحك متذكرًا ذلك اليوم...

فلاش باك قبل الثلاث شهور###
إنتهت نور من إرتداء ملابسها ولم تكف عن البكاء لحظة، وكأن شيئ داخلها إنفجر ولا يستطع العقل إيقافه..!
دلفت لها شقيقتها لتشهق مصدومة من مظهرها:
-اية ده يا نور؟ هو احنا رايحين ندفنك، ده عريس يا بنتي!
زمت نور شفتاها بغضب مغمغمة:
-بس ملكيش دعوة بيا ما إنتِ مطاوعة جوزك في كل حاجة
ضحكت هي بخفوت ثم جذبتها من ذراعها برفق وهي تردد بخبث زُج وسط حروفها فلم تلحظه نور:.

-تعالي بس الاول وبعدين هتشكريني انا وجوزي!
وبالفعل خرجت معها نور...
كانت تشعر كأنها تسير على جمر يحرقها ويُشعرها بلهب جهنم المُميت!..
رفعت رأسها عندما سمعت صوته الخبيث:
-ما ترفعي راسك يا عروستي ولا مش عايزة تشوفي عريسك
اتسعت حدقتا عيناها، فلم يكن ذاك العريس الا جسار
ذاك المخادع اللعين!..
سبته في قرارة نفسها التي اهتاجت تود اختناقه على كل قطرة دمع سحبت روحها معها...
فنظرت نحو مصطفى المبتسم تهمس:.

-مصطفى أنت آآ...
ولكن جسار قاطعها مسرعًا يهتف بلهفة:
-الله يهديكِ ملكيش دعوة ب مصطفى خالص دلوقتي ده انا كان ناقص ابوس رجله عشان يوافق!
اقترب منها ليهمس لها بصوت ضمن الا يسمعه غيرها:
-كنتي مفكراني هاسيبك تبقي لغيري ولا اية؟!
ابتسمت عندما غمز لها بخبث وهو يبتسم ليضحك الجميع عليه وكأنه طفل يُحايل والدته...
باك###.

اقترب منها يهمس بمكر برئ:
-شوفتي اختي الشطوره متشعلقه ف جوزها ازاي مُطيعه!؟
ابتسمت وهي تنظر لهم بحبور:
-بالمناسبه، إتفاجأت أنه ماطلقهاش بس فرحت اوي ليهم
لكزها برفق مرددًا والخبث يتقافز من بين عيناه:
-ده بيتنفسها يا بنتي، زي منا هموت على ناس كدة منفضالي!
ضحكت برقة ولم تُعلق، فأكمل همسه الخبيث لها:
-على فكرة انا مجهزلك مفاجأة جميله بعد شوية.

على الطرف الاخر...
كان ليث في قمة سعادته، يشعر كما لو انه اُعطى مفاتيح الدنيا بما فيها...
يشعر بأكتفاء بات يزعجه..
فهذه الدنيا لا تُعطيك كل شيئ بلا مقابل، تعطيك وتعطيك ولكنها عندما تأخذ، تأخذ بقسوة تجعلك صريعها...!
فجأة صعد صقر على حلبة الرقص يمسك ب -المايك- ويهتف بصوت رجولي عميق:
-احم، منورين جميعًا، فالاول احب اقول حاجة ادامكم كلكم وبعدين حاجة تاني، اول حاجة.

نظر لترنيم نظرات حملت ألوانًا محملة بعشق جارف كتيار يمكنه أن يسحقكك امامه ثم بدأ يستطرد:
-عايز اقول لترنيمة قلبي وحبيبتي ومرتي وام عيالي، انا اسف يا غالية، الصقر معروف مابيعتذرش. لكن ادامك يعتذر ويركع كمان، حبيت زي ما جرحتك ادام ناس اعتذرلك ادام كل الناس، بحبك!

وضعت يدها على فاهها لا تُصدق جرأته، فاقترب منها يجلس على ركبتاه وهو يردد بابتسامة حالمة:
-تقبلي تعيشي معايا؟ مسمحاني من كل قلبك وموافقه تكوني ام عيالي؟! موافقه تكوني شريكة حياتي الاولى والاخيرة!؟..
لم ترد سوى انها قفزت بأحضانه تتعلق برقبته وهي تتشدق بسعادة واضحة:
-وانت بعشقك اقسم بالله
احتضنها بقوة فتعالى تصفيق الموجودين مُهللين يزفوا ذاك العشق...
حينها امسك جسار بالمايك يهتف بمرح:.

-احم احم، خلاص يا استاذ معانا سناجل راعوا شعورهم
تعالت الضحكات على كلماته فأكمل هو بهدوء:
-دلوقتي بقا أنا عاوز الكل يشهد على كتب كتابي
عادت نور خطوتان للخلف تهمس بذهول:
-نعم! كتب كتاب اية؟
ابتسم جسار وهو يشير فدلف مأذون مع مصطفى وشقيقتها...
وبالفعل أجلسها معه عنوة وهي تردد وسط صدمتها:
-ازاي يعني، انت مجنون أنا، المفروض حامل!
لكزها في ذراعها بعنف مغمغمًا:.

-الله يخربيتك اسكتي، انا قولتلهم إنك نزلتي الجنين لما كنتي معايا فمره وإننا خبينا مؤقتًا عشان كان حزن ماما على حسام لسه حديث، ف اسكتي خالص دلوقتي
وبالفعل صمتت ليبدأ الشيخ بعقد قرآنهم...!

إنتهى الزفاف ليغادر الجميع..
السعادة تغمرهم وكلاً منهم يحمدالله على نصفه الاخر الذي يُكمل ما ينقصه..
فهذه حكمة الخالق...
دائمًا ما يضع في نصفك الاخر ما ينقصك، لتكونا ماسة كاملة..
مُبهرة، مزودجة ما بين النار والثلج..
يجتمعا ويفترقا...
يحرقا ويُبردا، ولكنهم يكملان بعضهما!

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 3 من 10 < 1 3 4 5 6 7 8 9 10 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1532 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1126 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1165 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 965 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 1735 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، احتلال ،











الساعة الآن 06:49 PM