logo



أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في Forum Mixixn، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .




اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد

الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة


28-12-2021 09:03 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10






t21994_7561

اقتباس من الرواية

وهو على نفس حاله بل ازداد سواد عينيه اشتعالًا لاسـع شعر بحرقته فعليًا....
سـارع الخطى برفق نحو غرفتها ليدلف ببطئ شديد ويغلق الباب دون صوت وهو متيقن أنها لا تبدل ملابسها كالعادة فتنام بملابس محتشمة ترتديها امام الجميع فكان مرتاحا بعض الشيئ او لنقل متجاهلا نداء العقل.. نظر لها ليجدها تنام كملاك خطف قلبك ثم اتى واستراح هكذا!
نبض قلبه بعنف عندما فردت ذراعيها تتأثب لتعود وتنام باسترخاء...
سار على أطراف اصابعه حتى وصل لها وعيناه مثبتة على شفتاها الحمراء.. فهبط ببطئ شديد حتى لامس شفتاها برقة وقد حمد الله ان نومها ثقيل فلم تشعر.

بمجرد ان لامس شفتاها شعر انه ملك تُوج مؤخرًا على عرش المشاعر..
تخيل جمال قبلتها.. ولكن تلك اللذة التي يشعر بها الان لم تكن بالحسبان ابدًا !!!
وكأن فراشـات محلقة رسمت مسرى جوارحه التي خُلطت بحلم بات حلم يقظة الان !!...
ملس على شعرها وهو يعمق قبلته.. يود لو لا يترك شفتاها ابدًا فيروي ذاك الظمأ قليلا إن استطاع!!
ابتعد على الفور يلهث عندما شعر انه على وشك التهور.. كان صوت لهاثه عالي وهو يحدق في وجههـا..
خطأ احمق جعله يقبلها الان.. هو لن يستطيع التوقف... لن يكتفي!
همس امام شفتاها بصوت أجش مبحوح :
-سامحيني يا طفلتي، سامحي ضعفي قدامك وقسوتي معاكِ... !
ثم نهض مسرعًا ليحكم الحمم البركانية التي كادت تنفجر من جسده الان شوقا ورغبة فيها.. !!!!
فصول رواية احتلال قلب

رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الأول

كان يجلس في حديقة المنزل، مُرهق جسمانيًا قبل نفسيًا، نعم نعم، لم يهتم يومًا بأرهاقه النفسي!
على عكس الجميع، ولم لا فهو الظاهرة المُعاكسة، القاعدة الشاذة التي لا تخضع للفطرة!
هو تركيبة غريبة مزجت ما بين القسوة والصرامة و، الحنية!
هو صقر الحلاوي اسمًا على مسمى إيجازًا ووصفًا...
قاطعت تفكيره والدته وهي تناديه بهدوء بلهجة بلدتهم الصعيدية :
-صقر..

اقتربت منه بهدوء حتى جلست لجواره فربتت على كتفه بحنان امومي متساءلة:
-كيفك يابنيّ، مستعد تشوف عروستك؟ ولو على زعل مراتك متقلقش هي مش اخر ولا اول واحدة في الصعيد يحصل معاها كدة
تنهد وهو يجيبها مختصرًا شرح يعجز عنه:
-أنتِ عارفة يا أمي إن الطفل ده مهم بنسبة ليا اكتر من الزعل والهبل ده..

نظرت نحو زوجته التي هبطت لتوها من الاعلى بخطى هادئة ترتدي جلبابها الصغير الذي يلف جسدها الممتلئ قليلا، ثم أكملت وقد لغمت حروفها بمعان مبطنة:
-طب اطلع شوفها هي في اوضة الضيوف فوق
تنهدت قبل أن تكمل بنبرة هادئة:
-البنت اللي اخترناها ضعيفة، يعني بلاش كلامك الدبش معاها
استقام ناهضًا وهو يفكر بها رغم ارتياحه لموافقنها، اي فتاة تلك جلبوها حتى منزله!؟
الا تملك ذرة من الحياء...!

ظل يهز رأسه غير مصدقًا وهو يهمس لها:
-طب هي ملهاش اهل؟
ردت والدته بجدية تامة خلت من المشاعر:
-أنت قولت مش هتفرق معاك اي واحدة، المهم انها هتقدر تجيب لك الواد اللي نفسك فيه واهلها الفلوس عندهم اهم
أغمضت نيرمين عيناها بألم وهي تتحسس بطنها الفارغة، تشعر أن ذلك الفراغ في روحها، بين ثنايا قلبها وليس مجرد فراغ رحم، لا تذكر كم عدد المرات التي حملت فيها طفلهم ولكنه في كل مرة يموت قبل ولادته!

وصل صقر امام غرفة الضيوف، اخذ نفسًا عميقًا ثم اخرجه على مهل...
أستعاد هيئته الصرامة، المخشبة، القاسية، المعببة بجمود رهيب لملاقاة تلك الدخيلة!
رفعت هي وجهها شاهقة عندما فتح الباب هكذا فجأة، ظل يقترب منها ببطئ وهي كالفريسة مُقيدة بسلاسل خفية تسلبها الحرية...
قلبها يضخ بعنف، رافض، جاهر بالقلق، منذر بالسواد الذي لطخ الرؤية من الان!
ولكنها تماسكت...

جلس لجوارها على الفراش وهي تنظر ارضًا، وفجأة رفع وجهها بأصبعه بقوة حتى تأوهت بصوت عال..
ليسألها بخشونة:
-أسمك أية؟
تهيأ له أن صوتها لامس القمر في اختفاءه السريع:
-ترنيم...
مصمص شفتاه ببرود مكملًا:
-أنتِ طبعًا عارفة أنتِ هنا لية؟!
اومأت موافقة بصمت، لتجده يزمجر فيها بحدة:
-ارفعي راسك وبصيلي وأنتِ بتكلميني، أنتِ مش خرسه
رفعت رأسها له بالفعل فتفاجئ بلهيب عيناها البنية، لمعة غريبة لم يلمحها قبلًا!

مهلاً، ما الذي يفكر به!
هي هنا لمهمة ما...
نظر لها مرة اخرى وهو يردد بجمود:
-وعارفة إن مفيش فرح، مفيش حد هيعرف اصلا الا الناس القريبين مننا يعني العيلة
اومأت موافقة بصمت، لتجده فجأة يمد يده لها بورقة قائلاً:
-يبقى امضي هنا
رفعت عيناها له متساءلة بحشرجة مكتومة:
-أية دي!
نهض واضعًا يداه في جيب بنطاله يقول بنبرة صلبة قاسية:
-دي ورقة بتثبت إن ملكيش أي حقوق وإن مجرد ما هتخلفي هتسيبي الطفل وتمشي من هنا!

كانت أصابعها مرتعشة وهي تمسك بتلك الورقة..
تفكر ما الذي يجبرها على ذلك اصلًا؟!
أي اهل هؤلاء يلقون بأبنتهم للتهلكة مُهللين بأموال دنيئة...!
ابتلعت تلك الغصة المريرة في حلقها وهي تحاول مجادلته:
-بس ده آآ...
ولكنه قاطعها بعصبية:
-أنتِ وافقتي يبقى تمضي على الورقة من سُكات وأكيد هما يومين وهيطلبوكي لما يجيبوا المأذون..

كادت دموعها تنهمر فوقفت ببطئ تحاول الاتزان، خطوة واحدة وتعثرت في السجادة من أسفلها فصرخت بفزع وهي تكاد تسقط ارضًا:
-آآآه...
ولكنه أمسك بها قبل أن تصل للأرض، يداه أحاطت خصرها بتلقائية، ولكن قبل أن تلقي بكلمة شكر وجدته ينفضها عنه وكأنها وباء...
ثم قال ببرود مستطردًا:
-5 ايام بلياليهم والسادس تكوني في سريري.

نظر لها بازدراء من الاعلى للاسفل، متفحصًا البنطال الواسع الذي ترتديه من اعلاه تيشرت ذو اكمام واسعة وطرحة صغيرة تخفي اسفلها خصلاتها السوداء، ليكمل بسخرية جارحة:
-بس ياريت تحاولي تكوني مُغرية لاني مش شايف أي معالم للانوثة
وقبل أن تفتح فاهها بكلمة أردف بصرامة:
-بره!
كتمت شهقة كادت تنفلت منها بصعوبة وهي تجر أقدامها بخيبة مغادرة تلك الغرفة اللعينة...

وما إن خرجت حتى وجد زوجته تدلف مسرعة هاتفة بنبرة متقطعة ذرفت بها أطنان من الدموع:
-صقر، أنت عارف اني مُجبرة على الموافقة، ف ما تحاولش توجعني
لم يرد عليها وهو يستدير ناظرًا للشرفة المطلة على الحديقة، فاسرعت تحتضنه من الخلف وهي تهمس بألم:
-أنت عارف اني بحبك ووافقت بالعافية عشان تجيبلك الولد اللي نفسك فيه
سمعت صوته الخشن يرد بجدية ؛
-أنا عارف كل ده، أنتِ مش محتاجة تفكريني بيه، عارف انك مُضحية!

قال كلمته الاخيرة بسخرية ثم ابعد يداها عنه بهدوء تام ليتركها مغادرًا تلك الغرفة...
لم تحزن الان؟! فهي تعرف جيدًا أنه لم ولن يعترف بما يسمى العشق يومًا، تزوجها بعقله، وسيتزوج مرة اخرى بعقله ايضًا، حتى اشعار اخر!

في الاسكندرية عروس البحر المتوسط...
كانت فجر في غرفتها كالعادة ترسم لوحاتها الفنية التي تعشقها حد الهوس، دقيقة وسمعت خالتها تنادي بصوت هادئ مرددة ؛
-فجر، قومي صحي أخوكِ بسرعة عشان الاكل ما يبردش
اومأت موافقة برقة:
-حاضر يا خالتو.

نهضت بالفعل تلملم خصلات شعرها المفرودة بتوكة صغيرة، ثم أسرعت نحو غرفته، طرقت الباب عدة مرات ولكن لم تجد مجيب، تنهدت وهي تفتح الباب برفق وتدلف لتجده يغط في نوم عميق بقميصه المفتوحة اولى ازراره...
اتسعت ابتسامتها المشاكسة وهي تنظر له فاقتربت حتى جلست لجواره، اقتربت منه ببطئ مقربة خصلة من شعرها على وجنته تمسها ببطئ مزعج، فبدأ يتململ في نومته متأفف بانزعاج!

اعادت فعلتها عدة مرات ولكن عندما يأست اطلقت زافرة قوية وبقيت تتأمله بصمت..
ملامحه الخشنة، عيناه السوداء الواسعة التي تشعرك وكأنها ستبتلعك!





غموضه الغريب واحيانًا قسوته معها...
ما إن كادت تتحدث وهي تهزه حتى وجدته ينهض فجأة لتسقط هي مكانه وتصبح أسفله...
ابتلعت ريقها بتوتر شديد ثم بدأت تغمغم بصوت يكاد يسمع:
-ل ليث!
وهمسها لأسمه الان كان اكبر خطأ، خاصة بتلك الطريقة الناعمة التي لا تلاحظ تأثيرها عليه..

كان يحدق في عيناها الزيتونية فيرى سجنه المؤلم له حد الجنون، ومن دون شعور ظل يقترب ببطئ، ببطئ، حتى لامست شفتاه خدها الأيمن فاطبع قبلة رقيقة ناعمة كالفراشة عليه...
انتفضت هي كالملسوعة تبعده عنها مستندة على صدره...
مهلًا ماذا!
مستندة على صدره شبه العاري!
ابعدت يدها على الفور فبدا وكأنه عاد لوعيه، ليجدها تنهض مسرعة مرددة بنبرة حاولت زج المرح فيها:
-لولا أنك اخويا كنت شكيت فيك.

وفجأة هب كالأعصار في وجهها يمسكها من ذراعها بقوة ضاغطًا عليه وهو يصرخ:
-قولتلك مليون مرة انا مش اخوكِ، انا مش زفت، أنا ابن خالتك بس!
ارتعشت شفتاها بخوف، فمن الذي لا يهابه؟!
ثم حاولت النطق بصوت مختنق:
-أنا اسفة يا ابيه، فكرتك، خلاص انا اسفة انا عارفة اني مش اختك ولا عمري هكون مش محتاج تكرر تاني
وقفت امامه مباشرةً تسأله بصوت على وشك البكاء يشبه الاطفال:.

-بس هو أنت لية بتعاملني كدة؟! أنا عملتلك أية؟ أنت مكنتش معايا كدة وانا صغيرة
ضغط على أسنانه بقوة، وارتجف قلبًا ألمًا لكلماته قبل أن يكون ألمًا لها وهو يخبرها بحدة:
-عشان دلوقتي أنتِ مابقتيش الطفلة وانا ابن خالتك اللي مربيكِ، دلوقتي في حدود لازم تعرفيها كويس وتفهمي لانك مابقتيش صغيرة!
سمع بداية شهقتها التي كادت تمزق قلبه لنصفين، ذلك القلب اللعين الذي يدق بأسمها حتى وإن عشقت غيره!
عشقت رجل اخر..!

غصة مريرة استقرت في حنجرته كحجر ثقيل ليأمرها بكتمان:
-اطلعي بره يا فجر
كادت تعترض بنبرة طفولية:
-أنت لية بتكرهني و...
ولكنه قاطعها صارخًا بوجهها بعصبية مفرطة:
-قولت اطلعي بره يا فجر برررره اوضتي اياكِ تدخليها تاني
بالفعل استدارت لتخرج ببطئ فاخترقت جملته اذنيها وهو يتحدث بعدما امسك بهاتفه:
-ايوة يا سوزي أنتِ فين؟
-في مكاني المعتاد يا بيبي
-انا جايلك حالًا
-مستنياك يا ليث باشا.

اغلق الهاتف دون كلمة فركضت فجر قبل أن يراها...
اغمض عيناه بألم حقيقي، لم كُتب عليه الموت عشقا لها؟!
لم تعجز كل النساء عن شغل عقله، تلك الطفلة التي يكبرها بخمسة عشر عامًا تستولي على عرش قلبه؟!
بدأت يدب على الحائط بقوة بيداه غير مباليًا بألمه الجسدي وهو يأن بصوت مكتوم:
-بس يا ليث بس، مينفعش، في الف سبب يمنع الجنان ده، هي مش عمرها ما هتكون ليك...!

وعند تلك الجملة تحديدًا ازداد صراخه وهو يتخيلها بين يدا ذلك الحقير يحتضنها ويُقبلها و...
تعالى صراخه رغمًا عنه كليث ذبيح، فأمسك بمقص صغير موضوع على الطاولة...
الالم هو الحل الوحيد ليخرجه من تلك الحالة الهيسترية بعشقها!
وبالفعل جرح يداه فترك المقص ليمسك قطعة قماش ملقاة ويلفها حول يده بأهمال ويبدأ تبديل ملابسه استعدادا لمقابلة تلك الساقطة...!

دلفت ترنيم إلى منزل أهلها تجر ازدال الخيبة خلفها...
لم تكن تتصور أن القادم سيكون بهذا الشكل المؤسف!
بمجرد أن رأت والدتها ركعت عند قدماه ترجوه بصوت مبحوح:
-ارجوك يا بابا بلاش تخليني اتجوزه، ارجووك عشان خاطر ربنا!
لم يتردد وهو ينهرها بقسوة:
-احنا اتفقنا مع الناس خلاص، عايزة راسي تبقى في الارض ولا أية؟! أنتِ هتتجوزيه والموضوع ده منتهي خلاص.

ومع اخر كلمة له كان يزجها بعنف بعيدا عنه فسقطت على الارضية تبكي وتندب حظها المتعثر دوما...
جاءت والدتها تحتضنها بحنان مزيف وهي تحاول ان تُلين ثليج رفضها:
-أنتِ عارفة إنك اخر امل لينا يا ترنيم، اخواتك هيقعدوا من المدرسة وصاحب البيت هياخد الشقة، الفلوس اللي هتديهالنا الست هانم هي المنقذ الوحيد يا حبيبتي، يرضيكِ اهلك يشحتوا يا ترنيم؟!
هزت رأسها نافية، ولكن هناك صوت عميق بقدر ما هو بعيد يأمرها بالرفض!

نظرت لها متمتمة بهدوء خال من الاتزان مشعث بضياع:
-انا حتى الذاكرة لسة مارجعتليش، انا تعبت يا امي
ظلت تربت على ظهرها بهدوء مكملة:
-مسيرها ترجعلك، المهم دلوقتي تجهزي نفسك عشان تروحي بيت جوزك في اقرب وقت
اومأت موافقة وقد بدأت دموعها تهبط بقهر معلنة رفضها لتلك الزيجة اللعينة...!

دلف جسار إلى المنزل الذي يكون هادئًا معظم الاحيان، صغير يضمه هو ووالدته فقط بعد زواج اخيه...!
ولكن سمع ضجة من الداخل، تنحنح وهو يفتح الباب ببطئ ويقول بهدوء ؛
-مساء الخير
وبمجرد أن رفع رأسه رآها، تجلس لجوار اخيه متأبطة ذراعه، في موضعها الطبيعي، مكانها، مسكنها الذي لا يتقبله حتى الان!
اشارت له والدته باللكنة الصعيدية أن يقترب:
-تعالى يا ولدي، تعالى بارك لاخوك ومرته
ضيق ما بين حاجبيه يسألها بعدم فهم:.

-ابارك لهم على أية يا امي؟
اجابت بنبرة مهللة لم يخل منها بريق السعادة اللاسع لقلبه الذي ينزف:
-اصل نور مرات اخوك حامل...
حامل، حامل، حامل !
ظلت الكلمة تتردد بعقله الاف المرات، معشوقته تحمل في احشاؤوه طفل ليس منه!
سيصبح اخر ابًا لاطفال كان يتمنى حد الموت ان يصبح هو اباهم...!
نظر لها بأعين مجروحة أخفتها الابتسامة السخيفة وهو يقول:
-مبروك يا نور، مبروك يا حسام
اجابا الاثنان في وقت واحد مبادلينه الابتسامة:.

-الله يبارك فيك يا جسار عقبالك
تهكم داخله بقوة، وهل كُتب له حياة هنيئة منذ ان اصبحت لرجل غيره؟!
وليس اي رجل...
بل اخاه!
ربااااه ما ذلك الالم الذي يخترق صدره كسهام مسممة كلما تردد صدى تلك الكلمة في اذنيه...
شعور كالموت يسلب منك ما تبقى من لذات الحياة هو عندما تتيقن أن معشوقتك اصبحت ملكا لغيرك للابد بل وتحمل طفله!
دلف الى غرفته على الفور تاركهم يتعجبوا من رحيله هكذا...

بينما هو يندب رحيل روحه عنه، هو يتألم منذ تزوجت اخاه، ولكن ذلك الالم تضاخم بجنون!
دقيقة ووجد الباب يدق وهي تدلف...
وكأنها تزيد الطين بلًا، نظرت له بهدوء مرددة:
-ماما عملت الرز بلبن ده يا جسار بمناسبة الحمل وطلبت مني اديهولك
اخيرا خرج صوته بحشرجة خشنة:
-شكرا
مدت يدها له بالطبق فلمس أصبعه رغمًا عنه كف يدها الناعم، شعر كأن كهرباء اصابته فأبعد يده على الفور كالملسوع ليسقط الطبق ارضا متهشما...
شهقت هي بخفوت:.

-انا اسفة، حالا هجيبلك واحد غيره
نفى مسرعا:
-لا، اخرجي سبيني لوحدي يا نور
اقتربت منه بهدوء تام تسأله كقطة وديعة:
-مالك يا جسار مش بطبيعتك؟!
كز على اسنانه غيظًا وحزنًا، أتسأله ايضا عما به؟!
أيخبرها هو بعشقه المكتوم منذ سنوات وسنوات...!
هز رأسه نافيا بصوت اجش:
-مفيش حاجة انا كويس
شهقت هي عندما رأت الدماء تسيل من يده، فأسرعت تمسك بيده بحركة مباغتة وهي تهمس:
-يا نهار ابيض، ايدك اتجرحت!

لم يكن ينظر ليده، كان ينظر لوجهها هي، عيناها السوداء بلمعة بنية تعطيها مظهرا جذاب، نزولا بالنمش الرقيق على وجنتاها، حتى، شفتاها الصغيرة المنفرجة وكأنها تدعوك للتقبيل!
لم يشعر بنفسه وهو يقترب من شفتاها ببطئ، وكأنه سيموت في التو إن لم يفعلها!
حقا سيُقتل في الصميم إن لم يتذوق شفتاها في قبلة صغيرة يلتهم فيها شفتاها كما يحلم كل ليلة تقريبا حتى باتت لياليه مؤرقة متعبة ثم...


تااابع اسفل
 
 






look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
  28-12-2021 09:04 صباحاً   [1]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني

هزة رقيقة منها لمنكبه العريض اوقظته من تخيلاته الحميمية!
نعم تخيلات، ما يجمعه بها خيال ولا يمكن أن يصبح غير ذلك..!
خيال نسجه قلبًا ضعيفًا آنيًا وبعشقها غاليًا...!
جذبته برفق من ذراعه تسحبه نحو الفراش لتجعله يجلس وهي تهمس له برفق:
-هاروح اسأل ماما عن مرهم بسرعة وجيالك
أسرع يمسك بيدها قبل أن تغادر مغمغمًا بصوت حار خفيض:
-لأ خليكِ ج، اقصد ريحي نفسك انا هاروح اشوف.

اومأت بابتسامة هادئة يليها قولها الحاني الذي ألهب رغبته في غمسها بين احضانه فلا يخرجها لشياطين تلك الدتيا التي حرمته اياها...!
وبالفعل سبقته الى الخارج فأغمض عيناه مستشعرًا ذلك الفراغ الذي تركته من خلفها...
جلس هو في غرفته، ونفسه اللوامة تشتعل وبشدة، ماذا يفعل!
هل يعشق زوجة اخيه!
رباااااه، ما تلك الفاجعة التي احتضنته فهوى بين طيات الألم متدحرجًا يتقلب على أشواك الاختناق..!

خرجت هي لتجده يتبادلون اطراف الحديث، فجلست لجانب زوجها، فوجدت والدته تهتف بجدية صارمة لا تقبل النقاش:
-أنت هتجيب نور وتيجوا تقعدوا معانا
ضربت تلك الجملة ذاك العاشق في مقتل، معاني كثيرة تضاخمت امام عيناه...
وكأن اثقال العالم وُضعت فوق كتفيه، تلك الفتاة شكلت له هاجسًا خاطفًا، ولكنه محيرًا حد الجنون!؟
بينما قال حسام بابتسامة هادئة:
-لا يا م...
ولكنها قاطعته ترد:.

-كدة كدة اختها عيالها بيمتحنوا مش هتقدر تروحلها، ف تعالوا اقعدوا معانا احسن
تنهد بالنهاية مستسلمًا وهو يخبر زوجته:
-خلاص خليكِ أنتِ مع ماما وأنا هاروح الشقة أجيب هدومنا واجي
اومأت نور موافقة بخنوع، وبالفعل نهض مغادرًا مؤقتًا..!
بينما في الداخل اتجه جسار لغرفة اسراره التي خصصها للملاكمة!
يفرغ بها طاقات، صراخه، واحيانا عويله وهو يتخيلها بين احضان اخر وإن كان شقيقه!
عفوا، فالغيرة لا دين لها...

تكسر المتوقع وتهشم تحكمات العقل اللعينة!
ظل يضرب ذاك الجسم بعنف وقد بدأ وجهه يتصبب عرقا..
تخيل أن ذاك الجسم هو القدر للحظة، فظل يضرب بعنف أكثر، وكأنه اكبر عدو له!
بعد دقائق...
وجدها تدلف ببطئ حاملة مرهم وقطن فأشاح بوجهه بعيدًا عنها..
تنهدت وهي تقف امامه مرددة:
-حسام راح يجيب هدومنا وماما راحت تعمل عشا ومارضتش تخليني اساعدها.

لم يختلف وضعه كثيرًا، وكأنه يحارب تلك النفس الآمرة بالسوء من اختلاجها لصوتها الذي يخترق مسامها...
بينما اقتربت هي اكثر وهو لا يبالي يضرب ذاك الجسم بعنف، فقالت هي برقة بريئة:
-جسار أنت اخويا، وانا بعزك جدا واتمنى لو تعتبرني اختك بجد وتحكيلي مالك؟! أية اللي مغيرك بالطريقة دي، أنا اخت...

وقبل أن ترددها مرة اخرى فتدمر اخر احتماله كان يضرب بعنف اكثر في الجسم فاصطدم الجسم بكتف نور فجأة حتى تأوهت وكادت تسقط من الدفعة...
اسرع هو يلتقطها بين ذراعيه المتلهفة قبل أن تسقط..
آآهٍ من ذلك الشعور ما أجمله وهي بين احضانه هكذا؟!..
حاول تفحص ذراعها وهو يتساءل بنبرة متلهفة لم تلاحظها بسبب الم ذراعها وكتفها:
-نور، أنتِ كويسة؟ حصلك حاجة، انا اسف، اسف اووي يا نور.

لا يدري لم خانته تعبيراته فاحتوت تلك الكلمة اسف على اعتذارات تتخطى حدود الضربة الخفيفة تلك..؟!
بينما تمتمت هي بخفوت:
-لا عادي محصلش حاجة
أبعدها عنه بهدوء ليتشدق بعدها ب:
-أنا كويس يا نور، عايزة تعرفي مالي؟! أنا هقولك، انا بحب واحدة!
لم تتغير ملامحها كثيرًا وهي تحسه على الاكمال:
-كويس واعترفتلها؟!
هز رأسه نافيًا وقد تجسد الألم حرفيًا معلنًا وجوده بين كلماته المُشققة:
-لأ، ملحقتش! بقت ملك واحد غيري.

لمعت عيناها بتأثر وقد أشفقت على حالته تلك، فربتت على كتفه برفق هامسة:
-خلاص يا جسار، اتمنالها السعادة، يمكن ربنا شايلك حاجة احسن بعدين!
وجدته فجأة يحدق بها مغمغمًا بشراسة وكأنه يتحداها:
-لأ، انا مش عايز أحسن منها، أنا عايزها هي، عايزها هي بس
ثم لانت نبرته كثيرا وهو يكمل بصوت لمس احساسها ارتعاشًا لذلك العاشق:
-أنا عايزها هي، انا هموت من غيرها! مش قادر ولا عارف أبطل تفكير فيها.

لم تعرف لمَ رغمًا عنها تمنت عاشق مثله!؟
شخصا يموت شوقا لها دوما وإن اصبحت ملكه...
شخص لا يتعامل معاها بجفاء ملقيًا بمشاعرهم سويًا عرض الحائط ك حسام
حسام شخص رائع تعترف...
ولكنه يوما لم يهتم بأي ما يسمى مشاعر!
ظل جسار يمسح على شعره عدة مرات قبل أن يستطرد بخشونة:
-خلاص متشكر روحي شوفي ماما عاوزاكِ
لم تنتبه له فقالت بشرود حالم:
-عارف يا جسار، كان نفسي أكون مكان حبيبتك دي.

وفجأة انتبهت لم قالته عندما توهجت عيناه فاعتقدته حرقة على اخيه، فسارعت بالقول مردفة:
-مش قصدي والله، قصدي كان نفسي حسام يبقى زيك، لكن للأسف هو مش كدة ابدا، الحياة بالنسبة له تجربة، تجربة باردة جدا
اعطاها ظهره وهو يكتم زئير اسد يصارع نفسه حتى لا يحتضنها بعنف مهشمًا جسدها بين ذراعيه ويصرخ بها
اعشقك، اقسم بالله انني لم اعشق حواء غيرك يومًا !
سمعت حشرجته الحادة وهو يأمرها:
-نور اطلعي بره عايز اقعد لوحدي.

اعترضت ببطئ ظنا منها انه غضب لحديثها ذلك:
-جسار اسمعني...
ولكنه قاطعها بحدة أشد:
-اطلعي بره سبيني لوحدي، اطلعي
تنهدت مستسلمة وبالفعل غادرت ببطئ، فظل هو يضرب الحائط صارخًا بأسى العالم كله...!

ليلاً...
دلف ليث بخطى هادئة الى المنزل، بات ذاك المنزل يخنقه منذ وفاة والدة فجر وزواج والدها فأتت لتعيش معهم، كأخت!
كم تشعره بلهيب جهنم تلك الكلمة...!
تنهد بعمق وبدا كتمثال من حجر متجمد كليًا لا يشعر بصهب الدنيا من حوله وهو يراها تخرج من غرفتها مرتدية بنطال جينز حتى الركبة وتيشرت نصف كم يبرز جمال بشرتها البرونزية..
ابتلع ريقه بتوتر وهو يراها تقترب منه مرددة بخفوت:
-أبيه ليث!

مشاعر جياشة تبخترت داخله، فحاول كتمانها وهو يرد بحشرجة خشنة:
-نعم؟ اية اللي مسهرك لحد دلوقتي
همست وقد بدأ التوتر ينتقل إليها:
-كنت مستنياك
ابتسامة مشاكسة ظهرت رغما عنه معاكسة تظاهره بالجمود، متمردة وقد احب ذلك التمرد!
جذبها برفق من يدها ليجلس على الأريكة ثم جعلها تجلس على قدمه متابعًا بخبث حار ؛
-طالما فيها أبيه، يبقى تقعدي زي الاطفال وتقوليلي اللي أنتِ عاوزاه يا بنوتي!

عضت على شفتاها السفلية بخجل وقد زحفت الحمرة لوجنتاها الناعمة جعلته يود لو يقبلها الان، يقبلها بعمق كما لم يفعل يوما!
حاولت النهوض وهي تشرح له بخجل هامس:
-مش هعرف اتكلم كدة عايزة اقوم سبني
هز رأسه نافيًا وبحركة مباغتة أحاط خصرها بيداه هامسًا مثلها:
-هااا قوليلي بقا ياستي؟
ضغطت بأسنانها اللؤلؤية على شفتاها، ثم بدأت تنطق بصوت رقيق للغاية طفولي:.

-آآ، عمرو ع عايز يجي يقعد معاك عشان يحدد ميعاد الفرح، لان زي ما أنت عارف ب بابا دايما بيقوله مش فاضي
ضغطة قوية من يداه لخصرها جعلتها تتأوه بصوت عالي وهي تتعلق برقبته بتلقائية، فقال هو بحدة:
-أية عمرو كدة تلقائي! هو كان واحد صاحبك ولا أية؟ اعدلي كلامك واعرفي حدودك مرة بقا في حياتك!
كتمت ألمها من اصابعه الحادة كلسانه السليط ذاك، لتجده يخفف قبضته تلقائيًا وهو يرى تشنج قسمات وجهها التي ضخت المًا...

ثم ظل يزفر بقوة، حاولت ابعاد يدها التي تطوق رقبته، ولكنه امسك بها وشدد عليها هامسًا بحزم:
-هششش خليكِ زي ما أنتِ
ظهرت القطة الشرسة داخلها، فقالت دون وعي امام من تنطق ذلك:
-أنت بتعمل كدة لية كل ما اجيب سيرته! أنت عارف اني بحبه، لو مش متقبله يبقى على الاول حاول تتقبله عشاني...!
رغبة حارقة في صفعها اشتعلت مدمرة حقول الثبات المشتتة داخله!
فنهض مسرعًا حتى كادت تسقط هي، ليبدأ هو بالصراخ عليها:.

-لا لا أنتِ بقيتي عايزة تربية من اول وجديد، هو في بنت محترمة تقول لواحد واكبر منها انا بحبه انتِ مش هتتعلمي الاحترام ابدا؟!
كادت تبكي من اهانته، ولكنها تماسكت وهي تزمجر فيه بغضب طفولي:
-أنت مش من حقك تهيني كدة، وبعدين ده خطيبي وقريب هيبقى جوزي
وعندما رأى دموعها رق قلبه دون إرادته وإن تظاهر بالقسوة معها...
اقترب منها ببطئ ليمسح دموعها بأصبعه هامسًا لها:
-أنا اسف..

اكتفى بتلك الكلمة فتركها منصرفا يغادر لتمط هي شفتاها بضيق حقيقي وقد بدأت تشعر بالاختناق من ذلك المنزل...!

بينما هو في غرفته يدور الغرفة ذهابًا وايابًا، مشهد شفتاها الصغيرة التي ارتعشت عندما اوشكت على البكاء لا يغادر تخيله...
يتخيل نفسه يلتهم تلك الشفاه، يتذوق شهدهما باستمتاع، وربما يشبعها تقبيلًا!
ولكنه يصطدم بصخرة الواقع عاجزًا عن نسج خيوط الخيال ضمن صراعات الواقع...!
ولكن لا، لا يدري جنون ذلك ام ماذا الذي جعله سيجن ان لم يقبلها، الان، اليوم وعلى أي حال!
###مرت حوالي ساعة.

وهو على نفس حاله بل ازداد سواد عينيه اشتعالًا لاسع شعر بحرقته فعليًا...
سارع الخطى برفق نحو غرفتها ليدلف ببطئ شديد ويغلق الباب دون صوت وهو متيقن أنها لا تبدل ملابسها كالعادة فتنام بملابس محتشمة ترتديها امام الجميع فكان مرتاحا بعض الشيئ او لنقل متجاهلا نداء العقل، نظر لها ليجدها تنام كملاك خطف قلبك ثم اتى واستراح هكذا!
نبض قلبه بعنف عندما فردت ذراعيها تتأثب لتعود وتنام باسترخاء...

سار على أطراف اصابعه حتى وصل لها وعيناه مثبتة على شفتاها الحمراء، فهبط ببطئ شديد حتى لامس شفتاها برقة وقد حمد الله ان نومها ثقيل فلم تشعر...
بمجرد ان لامس شفتاها شعر انه ملك تُوج مؤخرًا على عرش المشاعر..
تخيل جمال قبلتها، ولكن تلك اللذة التي يشعر بها الان لم تكن بالحسبان ابدًا!
وكأن فراشات محلقة رسمت مسرى جوارحه التي خُلطت بحلم بات حلم يقظة الان!..

ملس على شعرها وهو يعمق قبلته، يود لو لا يترك شفتاها ابدًا فيروي ذاك الظمأ قليلا إن استطاع!
ابتعد على الفور يلهث عندما شعر انه على وشك التهور، كان صوت لهاثه عالي وهو يحدق في وجهها..
خطأ احمق جعله يقبلها الان، هو لن يستطيع التوقف، لن يكتفي!
همس امام شفتاها بصوت أجش مبحوح:
-سامحيني يا طفلتي، سامحي ضعفي قدامك وقسوتي معاكِ...!

ثم نهض مسرعًا ليحكم الحمم البركانية التي كادت تنفجر من جسده الان شوقا ورغبة فيها..!

مرت الخمس ليال التي اعطاهم صقر لها سريعًا..
لا تدري أتعاندها الايام ام هي التي تفزعها فكرة الزواج منه فلا تدرك ليلها من نهارها...!
كانت في غرفتها عندما سمعت صوت اخيها يبكي بصوت عالي ووالدته تصرخ فيه بنفاذ صبر:
-اعملك اية يعني؟! مفيش فلوس تغور بيها المدرسة اترزع بقا
ظل الصغير يبكي وهو يتشبث بملابسها مرددًا بعصبية طفولية:
-الابله قالت النهاردة في امتحان انا عايز اروح يامه والنبي.

اغمضت عيناها بألم، كلما تذكرت أنها بيدها مفتاح دائرة الفقر اللعينة تلك ودت لو تزوجته في الحال فخلصت اهلها من بين براثن الفقر..!
مسحت دمعتها ثم تقدمت منهم بصمود تهتف موجهه حديثها للطفل:
-هتغيب النهاردة بس يا ياسو ومن بكرة هتروح المدرسة عادي أنت واخواتك، معلش حبيبي النهاردة بس
اومأ الطفل موافقًا على مضض:
-ماشي يا ابله ترنيم
وبالفعل غادر متوجهًا لغرفته، فهللت والدتها وابتسامتها تتسع:.

-ده معناه انك وافقتي تتجوزي الباشا؟!
اومأت باستسلام كاد يثير شراسة دفينة داخلها قتلت هي بسكين العقل..
ثم قالت:
-عشان الاطفال البريئة دي ماتستاهلش تفضل طول عمرها متبهدلة!
اومأت والدتها مؤيدة بقوة:
-عين العقل يابنتي ده حتى ربنا هيقف معاكِ ومش هيحرمك من ابنك عشان أنتِ بتفكري في غيرك ومش أنانية
كلماتها اصابت الهدف، فازداد التصميم في خلد ترنيم التي رحلت لغرفتها تتجهز لذاك الزواج المؤسي..

كانت تدلف مع زوج خالتها الى منزل صقر بأقدام مرتجفة..
نعم فقد اخبرتها تلك انها خالتها التي ربتها منذ ان كانت طفلة بعد وفاة والديها في حادث...
مظهرها المؤسف يشعرك وكأنها ستدلف لجهنم بقدماها تلك...!
تشبثت بكفه التي ابعدتها عنه بغلظة يتشدق:
-ماتتلزقيش فيا زي العيل الصغير كدة! أنتِ مش طفلة حضرتك
وبالفعل ابتعدت عنه كالمنبوذة ووالدتها تسير مع اولادها خلفهم...

دلفوا جميعهم فلم يجدوا سوى والدة صقر والشيخ، وشخصان، وهو!
الصقر، يجلس بتلك الهالة من الهيبة الجبارة محيطة به كالعادة، خفق قلبها بقوة وعي تلمحه يحدق فيها، لم يخفق هيامًا به او عشقًا...
وانما عجبا من تلك القسوة واللامبالاة التي يتظاهر بها بينما خانة محفوظة من الحنان لمحتها داخله لوهله!
جلسوا جميعهم وبدأ المأذون في اداء المراسم، لم تنتبه الا على جملة الشيخ يقول:
-من هو وكيل العروسة؟

اجاب زوج خالتها بهدوء:
-انا يا مولانا لان والدها مش موجود
اومأ الشيخ دون رد ليكمل ما بدأه بعدما اخذ بطاقات الشخصية...

واخيرًا دلفت القطة عرين الاسد، كانت ترنيم ترتجف حرفيًا خاصة وهي تنظر لنفسها بقميص النوم القصير للغاية الذي جعلتها حماتها ترتديه في حزم...!
ابتلعت ريقها بتوتر عندما لاحظت باب الغرفة الذي ينفتح فاغمضت عيناها بقوة تحاول جذب تلك الشجاعة الهاربة، وفجأة صعقتها كهرباء عندما شعرت بأصابعه الخشنة ترفع وجهها مع صوته الخشن ذو الترنيمة الحادة:
-جولتلك لما اجي ارفعي وشك فورا
اومأت موافقة بطاعة غريبة:
-حاضر.

مسكها من ذراعيها وهو يخبرها بجدية:
-انفضي الخوف ده عنك، أنا مش حبيبك اللي اول مرة هتجتمعي بيه، انا مش هقربلك الا عشان عايز منك الواد
كم شعرت بأهانة عميقة كطير يُذبح عندما شعرت أنها مجرد آلة مؤقتة للانجاب!
اومأت موافقة دون رد، لتجده بشرود يمظ اصبعه ليسير ببطئ من عنظ كفها الصغير الابيض صعودًا ببطئ شديد حتى وصل لرقبتها فارتجفت رغما عنها...
مال عليها برفق حتى تمددت وهو فوقها ليهمس وشفتاه امام رقبتها:.

-اول مرة حد يقربلك بالطريقة دي طبعا
اومأت مؤكدة وشعرت انها بكماء سلبت لمساته منها صوتها...
وكأنها شعرت بابتسامة غامضة منه وهو يكمل همسه:
-وهبقى انا اول واخر واحد، مفيش راجل غيري هيلمسك!
لم ترد وانما اكتفت بالصمت فشعرت بشفتاه تغزو رقبتها وقد شابك كفيهما معا، اغمضت عيناها تغيب وسط امواج لمساته الحريرية والتي اثرت فيها كأنثى لم تجربها من قبل...

انتهى الامر وقد نال منها مراده، لم يكن عاشق حراري مشتعل يموت شوقا لمعشوقته، ولكنه كان رجل معطاء، قدر جهلها ولامسها برفق!
ولكنها شعرت انه بارد رغم ذلك، وكأنه جف من كثرة العطاء، او يقضي عمل واجب عليه لا اكثر!

صباح اليوم التالي...
استيقظت فلم تجده جوارها، لم تتعجب فهي شعرت به عندما أنهى مهمته فتركها كقطعة مُهملة!
لم تلحظ انها مازالت بقميص النوم فخرجت كطبيعتها من غرفتها لتجده يخرج من غرفة زوجته الاخرى، اشتعلت عيناه بلهيب احمر حارق وهو يراها تخرج بقميص النوم!
بلحظة وجدته امامها يقبض على ذراعها بعنف وهو يدخلها الغرفة مزمجرًا:.

-شغل الاچانب ده بكرهه، إنتِ مرتي وانا صعيدي يعني ال و**** دي مش في بيتي، خليكِ محترمة او مثلي انك محترمة على الاجل!
بدأت الدموع تترقرق بين لؤلتيها البنية، وفجأة وجدته يقترب بحركة فجائية ليمزق ذاك القميص نصفين بيداه عند منطقة الصدر...
فشهقت وهي تنكمش لتداري جسدها وتهمس بصوت باكِ مكتوم:
-أنت بتعمل أية!
ليجيبها بصوت اجش:
-عشان لا تعرفي تخرچي بيه ولا حتى تلبسيه تاني.

ثم تركها ليود الرحيل، ولكنه توقف للحظة عند الباب يهتف بقسوة:
-وبالمناسبة اصلا مفيش خروچ ليكِ أنتِ الاكل هايجيلك هنا، وماهتخرچيش من الاوضة لحد منا اجي بليل عشان نخلص من القرف ده!
ابتلعت تلك الغصة المريرة ليغادر هو صافعا الباب خلفه فتنهار هي باكية تندب حظها التعيس...

بعد فترة...
كان جسار في غرفة الملاكمة يتحدث مع ابن عمه صقر على الهاتف بعصبية مزمجرًا على نفسه:
-بقولك بقيت افكر في حاجات كتير يا صقر، انا مش قادر اشيلها من دماغي لدرجة اني بقيت عايز اقرب منها وخلاص، انا بقيت قذر اووي يابن عمي، انا خاين انا مانفعش ابقى اخوه
حاول صقر تهدأته بجدية حازمة:
-انت مش قذر يا جسار لانك لو قذر كنت هتلوم نفسك، قلبك مش بأيدك لكن عقلك بأيدك
زفر وهو يكمل بصوت مختنق:.

-انا تعبت، مخنوووق حاسس اني في حد طابق على نفسي، نفسي ارتاح بقا
ثم عاد يقول بسخرية مريرة:
-تصدق ده جنان وتخلف، انا بحب مرات اخويا! يعني بلعب بعرض اخويا، انا واحد**** لا يمكن اكون طبيعي
نفى صقر بجدية:
-اسمعني يا جسار، انت دلوقتي محتاج تبعد فعلا لانك تصرفاتك قربت تبقى مش طبيعية من كتر الضغط، سافر تعالى لنا الصعيد
ثم استطرد بسخرية:
-واهو بالمرة تتعرف على عروستي الجديدة.

ولكن قبل أن يجيب جسار انتبه لظل عند الباب الذي نساه مفتوحا، فتحه فجأة ليرى نور تقف بملامحها التي تقلصت بصدمة فجذبها فجأة ليغلق الباب فظلت تعود هي للخلف هامسة بتوتر رهيب:
-أنت آآ قفلت الباب لية!
سألها مباشرة:
-سمعتي كل حاجة صح
رمته بنظرة ازدراء جعلته يشعر انه سقط لسابع ارض ثم ردت بصراحة:
-ايوة.

جن جنونه حين اذًا، ظل يقترب منها فلم تجد مفر سوى الباب تلتصق به، حشرها عند الباب وهو يكاد يلتصق بها فهمست بصوت مبحوح مرتعد:
-أنت هتعمل اية يا جسار، ابعد عني.

ولكنه لم يعد يبالي، خرج عن طور العقل تمامًا، لم يعد يرى سوى انه خسر كل شيئ، كانت شفتاه على بُعد خطوة من رقبتها فحاولت هي الابتعاد ولكن فشلت، وكهرباء صاعقة لمستها عندما شعرت بيداه تحيط خصرها بتملك مفاجئ وتجذبها له حتى إلتصقت به وجذبة قوية منه لوجهها كانت طرف خيط لشفتاه التي لثمت رقبتها بعمق يغمض عيناه وهو يشم عبير رائحتها التي يعشقها حد الهوس، وبصوت ذو بحة خاصة يهمس ؛.

-انا تعبان، تعبان اوي من غيرك وبموت بالبطيئ ببعدي عنك، انا بعشقك، مجنون بيكِ من قبل ما يشوفك حتى!



look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
  28-12-2021 01:15 مساءً   [2]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث

شيطان أخرس، ولكن خيوطه كالفهرس، يعرض نفسه امامك ويتركك تغرق وسط الغرس !
شعور خانق، او لربما اختناق عميق يتطاير ملوحًا بلقب الخيانة جعلها تنفضه عنها بقوة قدر ما استطاعت لتصرخ فيه بصوت حاولت جعله منخفض رغم تدرجات العصبية النافرة به:
-أنت مجنون، مريض! أنت استحالة تكون اخوه، أنا مرات اخوك يا حيوان
أنهت كلمتها بصفعة مدوية، صفعة كان لابد منها الان لتختطفه من عالم لم يُخلقا كلاهما له...!

امسك بوجهها بين يداه يزمجر فيها بصوت مبحوح:
-انتِ حبيبتي انا، المفروض تكوني مراتي انا!
فصرخت فيه:
-اخررررس
بينما هو كان يحدق بها صامتًا، وعندما بدأ يستعيد وعيه همس وهو يبتعد عنها متمتمًا بعجز:
-انا اسف، سامحيني يا نور، أنا آآ
ولكنها قاطعته وهي تشير له جازة على أسنانها بحدة:
-بس، دي مش غلطتك لوحدك أنا اللي غلطت لما اعتقدت انك اخويا فعلا وكنت بتعامل معاك بتلقائية.

لا يدري أي وحش خلقته بحروفها العشوائية فتحكم بسطوة مشاعره الفياضة وعندها هدر فيها بوحشية:
-أنا اللي ليا الحق على فكرة، أنا حسيت بمشاعري دي قبل ما تتجوزيه مش بعد، انا مش و*خ للدرجة!
ابتسامة لعينة سمجة رُسمت على ثغرها يتبعها همسها المُهين:
-لأ مهو واضح.

ودون أن تعطيه فرصة اخرى للرد كانت تغادر تلك الغرفة التي اطبقت على أنفاسها حد الاختناق فلم تعد تشعر بقلبها تسير دقاته في خط الحياة، بل وكأنه يحفو على جمرات ملتهبة!

ساعتان تقريبًا وهو يحبس نفسه في تلك الغرفة، يصرخ بجنون بعدما قتل ذلك الشعور بالنشوة تجاهها فلم يعد يشعر سوى بجمرات الذنب التي استقرت بحلقه فتجعله يأن كل ثانية!
وفجأة سمع صراخ نور من الخارج بفزع تصيح:
-حساااااام
ركض مسرعا للخارج ليجدها تمسك بالهاتف وتصيح منهارة، ابتلعتها دائرة من الجنون وهي تردد بلا توقف:
-حسام لا لا يارب متعاقبنيش بالطريقة دي!
سألها جسار متوجسًا بسرعة:
-ماله حسام؟

أتت والدته ايضا فغمغمت نور بحروف متقطعة:
-واح واحد آآ كلمني من تليفونه بيقول انه من المستشفى وانه عمل حادثة!
شهقت كسكين قسمت أرواحًا مثلجة لأنصاف مشتتة نازفة...
خلال نصف ساعة كانوا جميعهم وصلوا المستشفى تحديدًا امام غرفة العناية المركزة التي خرج منها الطبيب لتوه يمسح جبينه المتعرق..
فسألته والدتهم:
-طمني يابني الله يباركلك ابني كويس؟!
تنهد الطبيب بقوة، وبأسف حاوط حروفه من كل جهة قال:.

-للأسف وضعه سيئ جدا وفي اصابات في اماكن خطيرة
ثم نظر لجسار يسأله متمعنًا النظر فيه:
-أنت جسار؟
اومأ جسار متعجبًا:
-ايوة انا
اشار له الطبيب نحو الممرضة مرددًا بنبرة مشفقة:
-المريض مش مبطل يجيب سيرتك عايز يشوفك الممرضة هتديلك الحاجات اللي مفروض تلبسها وادخله بس رجاءا ماتطولش
وبالفعل دلف خلال دقائق قلبه ينبض بعنف، لا يصدق أي صدمة تلك زجت نفسها بحياته هكذا!

وجد اخيه بحالة يرثى لها، اشار له بأصبعه أن يقترب، فقال بصوت مبحوح يكاد يسمع ؛
-أن كحكحكح، أنا مش محتاج، مش محتاج اوصيك على امك، ل لكن نو، نور يا جسار..
نبض القلب بعنف رغم إرادته، يعلن أن صياح سوط العقل لم يفلح في تسرب دقاته بعد!
ليكمل حسام بوهن:.

-اتجوزها، هات منها الابن اللي كان نفسي اشوفه، خ خليها تسامحني ان اني مكنتش زي ما هي كانت بتتمنى إني اكون، ق قولها اني نس نسيت دور العاشق وركزت على الزوج بس، ان وصيتي ليك يا جسار اتجوزها، أآآ...
ثم بدأ يسعل مرة اخرى بشدة، بينما جسار، اين هو جسار الان اساسا؟!
جسار اختطفته حفرة الصدمة تعبئه فيصبح مسلوب، مهوم، مخطوف وشريد يحاول الاستغاثة بذاك العقل الهارب..!

امسك اخيه الذي بدا وكأنه يلتقط أنفاسه الاخيرة وهو يخبره بصدق:
-أنا م مش هأمن على شرفي غير لأخويا، أنت اللي هتحافظ على عرض اخوك، و، وتعوضها! ولما تتجوزها، ه هتفهمني!
نظر للاعلى بصمت، لا يجاهد ذلك القدر بعد الان، رص ما استطاع من خطى محت ثكنات الماضي...
لتنقطع انفاسه هكذا وفجأة راحلًا عن تلك الدنيا التي يعتقدها البعض خالدة..!
عندها صرخ جسار والاف الخناجر تُشرح حنجرته من قوة صرخته:
-حسااااااااااام.

اتى الطبيب والممرضات على صراخه فبدأ يفحصه الطبيب ليمط شفتاه بأسف نافيًا برأسه...
خرج جسار يجر ازدال الخيبة، الالم العميق، التوهان وسط متاهات تقطع انفاسك ولا تصل لنهايتها!
وجد كلا من والدته ونور يركضون نحوه ويبدو انهم كانا في غرفة اخرى...
لتسأله نور بلهفة متوترة ؛
-حسام قالك أية يا جسار؟ هو كويس؟!
ظل صامتًا للحظة، وكأنه يجاهد ليستقبل الرد المناسب من العقل، فاستطرد:
-قالي اتجوزها عشان تعوضها!

ركضت والدته نحو الغرفة تصرخ بذهول بينما ترنجت نور حتى اوشكت على السقوط على الارضية فاقدة الوعي، ليلتقطها جسار بلهفة فتصبح بين احضانه يربت على خصلاتها التي ظهرت برقة هامسا بشرود غريب:
-هاتجوزك يا نوري، أنتِ بتاعتي من ساعة ما اتولدتي، هنفذ وصيته ووصية قلبي!

كانت ترنيم تجلس في غرفتها وحيدة كالعادة تناجي الظلام أن يتأهب للحياة فيهيئها معه...!
الى أن دلفت صديقتها الجديدة الخادمة لتبتسم ترنيم بلهفة مرددة:
-أنتِ قولتيلي هتحكيلي السر عن صقر واستنيتك كتير احكي بقا
تنهدت بعمق ثم بدأت تسرد عليها بهدوء:.

-كان بيحب واحدة اوي اوي وتقريبا محدش كان ميعرفش أن صقر بيه بيحب الهانم، بس معرفش اية اللي حصل خلاه يسيبها فجأة ويتجوز نيرمين هانم بنت صاحب باباه، من ساعة ما اتجوزها وهو اتغير، واتغير اكتر خصوصا لما الهانم الله يرحمها ماتت في حادثة وهو مبقاش ابدا صقر بيه اللي نعرفه، بقا قاسي وبارد وبيتعامل في اي حاجة ب لامبالاة حتى انه لما عرف ان نيرمين هانم يصعب انها تكمل اي حمل حسيته فرح، او يمكن انا متهيألي.

بدت ترنيم شاردة وبعمق بين اسطر قصة ذلك العاشق التالف ببُعد ذرات الهواء عن خلايا روحه!
فهمست دون وعي:
-ياااه يعني ف الاخر طلع بيحب زي البني ادمين اهو
ابتسمت الخادمة فرحة بأشفاق مكملة:
-ده بيعرف يحب اوي كمان، عشان كدة لما اتكسر اتكسر اوي
تنفست ترنيم بهدوء فلمحته يتجه نحو غرفته ويبدو أنه اتى لتوه من العمل، فنهضت دون تردد خلفه..

دلفت الى الغرفة خلفه بخطى سريعة لتجده يخلع الچاكيت ويفكك ازرار قميصه العلوية دون أن يعيرها اهتمام وكأنها هواء شفاف لا يستطع حتى العبور لشق رئتيه!
فقالت بجرأة لا تعرف من اين اكتسحتها فأفرزت الشراسة داخلها:
-بتعاملنا كلنا ببرود ولامبالاة وقسوة، كل ده عشان حبيبتك اللي ماتت؟! ده الحي ابقى من الميت حتى!
استدار لها فجأة وكأنها رسمت التعويذة المناسبة لتحكم خيوط انتباهه حولها، والان ستحرز نتائجها!

ظل يقترب منها ببطئ إلى أن حشرها عند الأريكة التي استندت عليها حتى كادت تسقط فتسألها بأعين حادة تناسب اسمه تمامًا صقر :
-أنتِ مين قالك الكلام ده؟
ابتلعت ريقها بتوتر وخلاياها تدور حول محور الشجاعة الهاربة ولكن دون جدوى...!
اغمضت عيناها وهي تردف مسرعة:
-ملكش دعوة، انا عرفت بطريقتي
أحمرت عيناه بانفعال حقيقي فود لو يختنقها في التو!
من هي لتذكر سيرة معشوقته الراحلة؟

هي دخيلة بين نيران الجحيم التي ستكويها حتمًا...!
اصبح على بُعد خطوة من وجهها، توقعت انه سيصفعها، حتما سيفعلها الان!
امسكها من ذراعيها بقوة يصرخ فيها:
-ماتنسيش نفسك وتتدخلي ف اللي ملكيش فيه، أنتِ هنا عشان تخلفي العيل بس
صمتت دقيقة وكادت تنطق بخوف، ولكن ذُهلت عندما وجدته يمد إصبعه ليتحسس شفتاها التي ترتعش هامسًا بشرود:
-شفايفك بتترعش، لما بتتوتري؟!

لا تدري أكان سؤالا ام معلومة جديدة، ولكنها اماءت مسرعة وكأنها تحاول الهروب من حقول غضبه...!
لا يدري لمَ ظل يهمس بشرود وكأنه يستعيد موقف ما مع معشوقته الراحلة:
-حاولي تتحكمي في رعشة شفايفك ادامي عشان أنا اجدر اتحكم في نفسي ادامك..!
احمرت وجنتاها خجلًا، ولكن شيئ ما اقوى من الخجل رن داخلها بجبروت!
لم يشعر بنفسه سوى وهو يقترب منها ببطئ شديد ليُقبلها..

شفتاه لم تكن باردة كليلة زواجهم بل كانت ملتهبة متطلبة، مشتاقة!
يداه تحاوط خصرها وهي متيبسة في الارض لا تستطع الاقتراب او حتى الابتعاد!؟
وفجأة فُتح الباب على مصرعيه لتدلف زوجته وهي تصيح مصدومة:
-صقر! البت دي بتعمل أية ف اوضتك!
كادت ترنيم تدفعه والحرج يتآكلها، ولكنه امسك كفها يضغط عليه بهدوء..
لينظر لزوجته مغمغمًا ببرود ؛
-زي ما إنتِ شايفه، مرتي وجت تشوفني عادي يعني!؟

كزت على أسنانها بحقد حقيقي ثم أمرتها بعنف قاسي:
-امشي اطلعي بره يابت أنتِ
جذبتها من يدها بالقوة ثم صفعتها بنفس القوة والعنف اللذان احاطهما الغل وهي تزمجر ؛
-حقيرة حشرة نسيتي حدودك!
نظر صقر لها بأعين حمراء من كثرة الغضب، غضب اعمى سيتفجر من عيناه للتو!
وقبل أن ينطق كانت ترنيم تمسك برأسها صارخة:
-آآآه، دماغي!
ثم كادت تسقط ارضا لولا ذراعا صقر التي لحقت بها يحيط خصرها بلهفة مناديًا بأسمها بتلقائية:.

-ترنيييم، حبيبتي!
حملها مسرعا متجاهلًا زوجته واندهاشها ليطلب لها الطبيب...
لم يكن يقصدها هي ب حبيبتي ابدًا لم يكن يقصدها، كان يقصد روح معشوقته التي تخيلها للحظة تتلبسها من كثرة التشابه بينهما!
بينما زوجته تهمس بغل:
-وديني ماهسيبكوا تتهنوا يا صقر..!

كان ليث يقف بالشرفة يدخن بشراهه وعيناه معلقة على الاسفل بشرود، دلفت والدته بعد دقيقة وهي تهتف بضيق:
-ليث، ماتكلم فجر خليها ترجع يابني
التفت لها مسرعا يسألها مشدوهًا:
-ترجع منين؟
فركت والدته يدها بتردد ثم همست له:
-اصلها قامت من صباحية ربنا سابت البيت وقالت هتعيش مع ابوها ومرات ابوها
لم يتحكم في غيرته العمياء التي نطقت مغطية الدماء التي تفور داخله:.

-وبالنسبة لابن مرات ابوها هتقعد معاه في بيت واحد عادي؟! لية هي اتجننت
نظرت له والدته بصمت، ثم بعد دقائق أردفت بنبرة ذات مغزى:
-ما أنت كمان مش اخوها وعايش معاها ف بيت واحد، الفرق أنك اخوها ومستحيل تبقى غير كدة لكن الشاب ده منعرفوش
ولو للفوران صوت لكان اصدر ضجة عالية للغاية...
كلمات والدته تسقط على صدره كأخشاب ثقيلة الحمل فلا تجعله يطفو على عشق تلك المعشوقة...!

وصلته رسالتها، وهو اوصل تلك الرسالة لذلك القلب عله يرضخ للعقل قليلا!
غادرت والدته، وقبل ان يغادر الغرفة هو الاخر لمح فجر تدلف الى باب المنزل باكية وذلك الذي يُدعى عمرو يسير معها يحاوط كتفيها بذراعاه وكأنه، يحتضنها!
سقط العقل من الحسبان عند تلك النقطة فركض كالثور الهائج على السلم...
الا فجر...
فجر لا يمسها سواه بهذه الطريقة، لا يمسها سواه اصلا!

فجر ملكية خاصة لا يقبل مشاركتها مع أي لعين يفكر في غير ذلك..
بمجرد أن رآها على السلم سحبها من يدها متجاهلا اعتراض عمرو ليدلفا ويغلق الباب بوجه عمرو معلنا رفضه لدخوله...
فشهقت فجر بأحراج:
-ليث انت بتعمل اية عمرو بره!
لم يرد عليها فجرها خلفه كحقيبة خفيفة ولكنها ثمينة للغاية...
وما إن اغلق الباب عليهما ظلت هي تعود للخلف فسألها هو بشراسة:
-أية وداكِ عند ابوكِ لوحدك واية اللي جابك مع كلب البحر ده؟!

ابتلعت ريقها بتوتر رهيب، ثم بدت كطفلة تحاول تهدأة الاسد من تناولها وهي تشير بيدها بحركات عشوائية:
-ليث، ليث اهدى الله يهديك، والله انا رحت ازور بابا و، وصدمني انه عايز يجوزني لابن مراته غصب فمشيت من عنده وملقتش في وشي غير كلب البحر يوصلني، آآ قصدي عمرو
صرخة ناعمة منها يليها وقوعها على الأريكة وهو كان أكثر من مرحب بسقوطه المتعمد فوقها...
كان وجهه امام وجهها مباشرةً، يجز على اسنانه بغيظ وهو يهمس:.

-كل الناس مسموح لها تقرب منك عادي الا انا تتنفضي لو قربت لك بالغلط حتى!؟
هزت رأسها نافية بتوتر، ثم مدت يدها تحاول ابعاده عنها، فقالت مصدومة بنبرة طفولية:
-هو أنت علطول نصك الفوقاني حران وفاتحله الزرار؟!
ابتسامة مشاكسة كادت تشق ثغره، دائما تنجح وببساطة في أنتشاله من بين براثن غضبه...
فاستغل الموقف لصالحه وهو يميل عليها اكثر هامسا وشفتاه تلامس اذنيها عن عمد:.

-وأنتِ مركزة مع زراير القميص مفتوحه ولا مقفوله لية؟! لاتكونش عجباكِ عضلات صدري ولا حاجة!
احمرت وجنتاها بفزع بعد نجاحه في زرع الاحراج بين ثناياها، فحاولت النطق بتوتر:
-آآ ان، انا
اقتربت بابتسامة هادئة يود مشاكستها بقبلة بريئة على وجنتها الحمراء على سبيل المزاح لا اكثر ولكنها امالت رأسها بسرعة بخجل فوقعت شفتاه على رقبتها البيضاء...

آآهٍ من تلك البشرة الناعمة التي سلبته عقله، كم هو شاكرا لخجلها ذاك الان!
استغل الفرصة فلثم رقبتها بقبلة رقيقة جعلت فراشات غريبة تزغزع اعماقها، لتسمعه يكمل بصوت اجش وهو على وشك الابتعاد:
-أنا بحاول اطنش في كل حاجة الا ان واحد تاني يحضنك كدة! اية البجاحه دي...!
نهضت هي الاخرى لتمسك كفه بتلقائية وبنبرة وادعة همست له:.

-ليث والنبي انت لازم تساعدني، انا مستحيل اتجوز خالد ده واحد فاشل وصايع وامه اصلا طمعانة ف فلوس ماما اللي سابتهوملي فعايزة تجوزني ابنها المعفن ده...
ابتسم بطريقة غامضة ليقول لها:
-هحلها
ضيقت ما بين حاجبيها بتعجب متساءلة وهي تنهض لتدور في الغرفة بشرود:
-ازاي؟!
شهقت مصدومة عندما وجدته خلفها فجأة يحشرها عند الحائط هامسًا بصوت ملتهب حار اشتاق لمجرد الفكرة:
-هاتجوزك...

بعد مرور ثلاث اسابيع تقريبا...
كان جسار جالسًا في غرفة الملاكمة كعادته منذ وفاة شقيقه، لا يخرج منها ابدًا، يشعر بالذنب يحاوطه من كل مكان، كضابط عقابه الموت وهو متهم برئ!
نبتت حليته قليلًا فبدا شكله جذابًا اكثر، اقترب منه صقر الذي ظل يأتي كل فترة منذ وفاة ابن عمه حسام ليطمأن عليهم، يربت على كتفه وهو يقول له بجدية:
-مش ناوي تخرچ من القوقعه دي بقا؟!

لم يرد عليه بل ولم يهتز له جفن، يا الله ما اقساه عقابك!
نجح الشيطان في مهمة اغواءه وسقط هو في بئر ضاع سلمه، ربما للأبد!
تنهد صقر مكملا بخشونة:
-أنت لازم تنفذ وصية اخوك يا جسار وتعرف السر وتتكلم مع نور
عندها نظر له جسار هامسا بصوت واهن:
-تفتكر؟
اومأ صقر مشجعًا اياه:
-ايوة طبعا يلا جوم وانا هجوم امشي لاحسن مراتاتي هيشكن فيا كدة
ابتسم جسار بحبور وبالفعل نهض ليسلما على بعضهما ويغادر صقر...

طرق جسار باب غرفة نور التي لم تأذن لشخص بالدلوف كعادته ففتح الباب ليدلف ببطئ..
همس بصوت مكتوم:
-ممكن ادخل يا نور؟
فجأة انتبهت له فنهضت صارخة فيه بهيسترية:
-أنت عايز مني اية! ابعد عني انا مش طايقه اشوفك ابدا
حاول امساك ذراعيها محاولاً تهدأتها:
-اهدي يا نور، اهدي يا حبيبتي أنا...
ولكنها قاطعته وهي تضحك بسخرية هيستيرية وبشكل جنوني حاولت فك أزرار بلوزتها وهي تحدق به صارخة بقسوة مجنونة:.

-مش هو ده اللي أنت عايزه! تعالى خد اللي أنت عايزه يلا مفيش حد يمنعك مستني اية قرب انا قدامك اهو!
ظل يهز رأسه غير مصدقا...
الى أي حالة اوصلها بيداه؟!
اتظنه يريدها كرغبة بجسد انثى!
نعم هو ليس المتحكم في شوقه ورغبته المجنونة بها، ولكن تلك الرغبة لم تأتي الا عن عشق متيم بها!
جذبها فجأة من ذراعها لتصطدم بصدره يضمها له بقوة وكلاهما يحتاح لذلك الحضن، فانهارت داخل احضانه باكية بعنف وهي تردد بلا توقف:.

-ده عقاب ربنا ليا، مات من غير ما اودعه حتى
استمر بكاءها لدقائق عديدة، الى أن ابتعدت فجأة وهي تقول بجمود:
-أنت عايز تتجوزني عشان ابن اخوك!؟
لم يرد، لم يقوى على الرد اصلا!
هربت الحروف من بين شفتاه تاركة اياه في ذلك المأزق اللعين...
لتصدمه بما جمده مكانه وهي تكمل قائلة:
-...

في منزل صقر...
كانت ترنيم قد إنتهت من تنظيف المطبخ كما أمرتها نيرمين، عفوا
كما امرتها كلما غادر صقر المنزل!
وبالطبع تموت الحروف فوق حافة لسانها قبل ان تخبره هي فتصمت متجرعة تلك الكاسة المليئة بالاسى...
كانت تزفر بأرهاق وهي ترى نيرمين قادمة اليها، ولكن قبل ان تأمرها وجدت حماتها تظهر امامها وهي تلومها بحدة:
-لا ده أنتِ كدة اڤورتي اوي يا نيرمين، سيبي البنت في حالها شوية
هزت رأسها نافية بعند:.

-لأ، وديني ما هسيبها الا ما تقول حقي برقبتي!
امسكتها حماتها من ذراعها بقوة وهي تزمجر بغضب:
-احترمي كلمتي على الاقل ولا إنتِ آآ
قاطعتها دفعة نيرمين التلقائية لذراعها في محاولة لابعادها عنها...
ولكن بنفس التلقائية كادت والدة صقر نظرا لجسدها النحيل أن تسقط لولا يد ترنيم التي حاولت الامساك بها ولكن فشلت فسقطت المرأة العجوز متدحرجة على السلم كله صارخة الى أن قطع صراخها بسكون مخيف...

يليها صراخ صقر المذهول باسم والدته:
-اميييييييي
الذي لم يظهر الا عند ترنيم وهي تمسك يد والدته فبدت له الصورة ان ترنيم، قصدت أذية والدته!؟

تم كل شيئ سريعا نُقلت والدة صقر الى اكبر مستشفى بالاسعاف بينما ترنيم تيقنت أن صقر لن يرحمها باعتقاده الخاطئ..!
ونيرمين تزيد جروحها اشواكًا فتمثل أنها تبكي خوفا على حماتها متهمة ترنيم بكل بجاحة...!
مرت ساعات وترنيم جالسة بغرفتها...
الى أن انفتح الباب فجأةً ليدلف صقر الذي بدا مظهره غير مرتب بالمرة مُخيف...
عادت للخلف بخطى مرتجفة وهي تراه يتقدم نحوها ببطئ متابعًا بشراسة:.

-امي اتشلت شلل مؤقت بسببك يا بنت ال****
مؤكد انه اطمأن على والدته في المستشفى فأتى ليجعلها تنزف الان كما والدته تمامًا..!
همست ترنيم هكذا لنفسها خاصةً وهو يبدأ بفتح ازرار قميصه مرددًا بقسوة خبيثة:
-أنا مش جولتلك ماتخرجيش من اوضتك وبرضه خرجتي، انا بجى هخليكِ ماتعرفيش توري لهم وشك تاني ولا تكوني في حالة تسمح انك تشوفي حد اصلا..!
ارتجفت اوصالها فزعًا وظلت تهز رأسها نافية وهي ترجوه بضعف:.

-لا ارجوك يا صقر بلاش كدة، لا لا
تفكك تماسكها الواهي لتبدأ بالصراخ الفزع، فتمسكت بطرف الملاءة بقوة وهي تراه قد نزع عنه ملابسه ليجذبها له بقوة متجاهلاً رجفتها الفزعة و...



look/images/icons/i1.gif رواية احتلال قلب
  28-12-2021 01:25 مساءً   [3]
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 01-11-2021
رقم العضوية : 116
المشاركات : 6453
الجنس :
الدعوات : 2
قوة السمعة : 10
رواية احتلال قلب للكاتبة رحمة سيد الفصل الرابع

كانت ترتجف حرفيًا، اختلطت مشاعره هو الاخر حتى بدت وكأنها وعكة مشاعر !
لا يدري اهو مصدوم من اعتقادها الخاطئ ام هو مشفق عليها ام حانق منها؟!..
وعندما تتراكم الاسئلة، يختفي الجواب معلنًا انسحابه مفرغًا الساحة لها!
جذبها من يدها برفق هذه المرة ثم امرها بجدية:
-اهدي
وبالفعل انصاعت لاوامره تدريجيًا، تتأهب الحياة بداخلها لاسد اوشك الدخول في عرينه!
تنهد بعمق ثم بدأ يفسر لها على غير عادته:.

-أنا بس جلعت عشان الجو حار، لكن اللي فكرتي فيه ده عمره ما يحصل
رفع وجهها له ببطئ، يتمعن النظر في عالم اخر عرى شوقه المبطن الذي حاول تغطيته بأوراق الجفاء ولكن فشل...!
ثم اكمل هامسًا لها بصلابة:
-أنا مستحيل اجرب من واحدة غصب، حتى لو ساعة غصب، خاصة أنتِ!
سألته ببلاهه:
-لية؟!
دون تفكير، دون تردد، دون تلون لسواد الحروف او لازدهار خلفياتها قال:
-عشان أنتِ مميزة!
وتلك الكلمة كانت كافية، لا بل كافية جدا!

غطت جوانب النقصان داخلها، قطعت تلائف الكآبة، وبخترت رواسب الضياع...!
وجدته يضع رأسه على قدماها ويتمدد على السرير هامسًا لها:
-أجريلي قرآن
تلعثمت في البداية، من المفترض أنها فاقدة لتلك الذاكرة!
ولكن الفطرة تغلبت على شظايا التوتر داخلها فمدت يدها بتلقائية تعبث بخصلات شعره الطويلة ثم بدأت ترتل بصوت عذب:
-بسم الله الرحمن الرحيم، الم
ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ.

الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ
وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ
أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ.

خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ.

رفع عيناه لها مسرعًا يسألها بنبرة غريبة ؛
-أنتِ حافظه القرءان على كدة؟!
ابتلعت ريقها، وحاولت نفض شذوذ الفطرة عنها وهي تجيبه برقة:
-المفروض اني فاقدة الذاكرة ومش فاكرة حاجة، لكني حاسه اني اه حفظاه واني بحب سورة البقرة اوي، بحسها بتمسني من جوه!
وكلماتها مسته هو من داخله، لا يدري أي شعور ذلك...
ولكن شيئ كالشبح يتمحور داخله يتفنن في رسم الهراءات!
وهل هي هراءات فعليًا؟!

لا يدري، ولكن لم يتمنى يومًا كما تمنى الان ان تحلق تلك الهراءات وسط سماء واقع مشعث بأشواك فتلطفه قليلا...!
تنهد بعمق وهو ينهض ثم استطرد بهدوء:
-يلا عايز أنام
كادت تنهض بتلقائية، ولكنه امسك بيدها برقة وكأنه من حرير ليهمس بحزم:
-عايز انام يعني أنتِ كمان هتنامي معايا!
اومأت موافقة على مضض، فتمدد هو على الفراش، وفتح ذراعيه ليظهر صدره الصلب العاري وهو يقول:
-تعالي.

عضت على شفتاها بخجل، لم تُوضع يوما تحت ضغط من جيوش الاحراج هكذا!
ولكنها اقتربت ببطئ لتتمدد جواره وتضع رأسها على صدره العاري...
كانت منكمشة خجولة، كطفلة تختطف الانظار، وهو كان كأب محتوي يضم حُبيبات الانهيار داخلها!
ضمها بقوة محيطًا ظهرها بيداه، فلفحت أنفاسها المضطربة صدره العاري...
انفاسها اللاهبة ألهبت ما دفنه هو بصعوبة..!
كانت كنيران أكلت غطاءه الواهي فكشفت عن كم الجمر المبطن داخله الان..!

لم يشعر كلا منهما بنفسه الا عندما شعرت بيداه تمس خصرها اسفل التيشرت الخفيف الذي ترتديه، فشهقت محاولة الابتعاد:
-لأ، ل لو سمحت!
كانت أصابعه تسير على ظهرها بحركة دائرية، فاغمضت عيناها تحاول كبت تلك الرعشة الواضحة...
دقيقة ولم ينتظر اكثر فرفع وجهها بأصبعه لها برفق، وبتمهل شديد التقط شفتاها في قبلة مُتيمة..
ظن أنه شعر باللهب داخله، ولكنه لم يشعر به كما الان!

لم يشعر ان وحوش مستعرة داخله تطلبها وبشدة كما الان...
ظلت تهز رأسها نافية بصوت ملكوم مكتوم:
-صقر، لا سبني
بينما هو لم يكن يستمع لها، كان يشبعها تقبيلًا، يلتهم شفتاها بنهم كما لم يفعل سوى مرة يتيمة مع تلك المعشوقة!
يأكل شفتاها وكأنها الشهد الذي يخشى اختفاءه...!
اصبح هو فوقها يطل عليها بهيئته بينما لم يترك شفتاها، فوضعت هي يدها على صدره بقوة وقد نجحت في ابعاده قليلًا فقط، فقالت بصوت مبحوح:
-لأ، مش دلوقتي.

أمسك يداها برفق فاحتوى كفها وهو يهمس وشفتاه على عتبة رقبتها:
-لأ، دلوقتي
ثم وضع كفها على قلبه مردفًا بحرارة:
-هنا في نار، نار محدش هيطفيها غيرك!
لم ينتظر لحظة اخرى فاكتسحها دون تردد، نجح تلك المرة في اشعالها معه، لا تعرف ما يدور بداخلها...
ولكن تلك المرة مختلفة عن المرة السابقة، مختلفة تمامًا!

بعد فترة طويلة نوعا ما...
كان متسطح على الفراش وهي تنام على صدره ببراءة، عيناه لم تفارق وجهها لحظة...!
يحاول حل تلك المتاهات داخله ولكن يفشل...
أبله هو إن اعتقد أنه سيكتفي منها، لا ابدا بل شعر أن تلك النيران تتزايد مطالبة بالمزيد..!
تمعن النظر لوجهها ثم قال:
-عندي شعور قوي أنك هي، حاجات كتير اوي بتقولي كدة، أنتِ اكيد هي، أنتِ ترنيم حبيبتي؟! روحي اللي مستحيل اضيعها تاني...!

في وقت اخر في منزل ليث...
كان ليث يقف مع والدته التي أعلنت رفضها التام لم يقترحه، وعناده هو الاخر الغريب، كظاهرتان من اادهر تضاهيان بعضهما بقوة فتصبحا اشلاء...!
تنهد بقوة وهو يسألها بضيق واضح:
-أنا مش فاهم أنتِ رافضة لية؟! هو أنتِ عمرك شوفتي حاجة وحشة منها!
هزت رأسها نافية، ثم راحت تخبره بجدية:
-لأ، بس فجر أختك، اختك ومستحيل تبقى اكتر من كدة!
وعاكس كل التيارات التي هبت داخله، ثم تابع:.

-ما هي هتفضل اختي بس، انا مش هلمسها! أنا هتجوزها مؤقتا وهسيبها بعد فترة تتجوز عمرو وساعتها ابوها هيفكرها خلاص مطلقة محدش هيرضى بيها الا عمرو! فهيضطر يوافق
تعالت ضحكات والدته الساخرة، كانت كرنين يضغط على جراحه بقوة فسألها بعنف:
-بتضحكي على أية يا امي؟!
وقفت امامه مباشرة تمسكه من ذراعاه قائلة بصلابة متساءلة:
-أنت مصدق نفسك يا ليث؟!
تلعثم في البداية وهو يسألها عن مقصدها:
-قصدك أية؟ مش فاهم.

عندها زمجرت فيه بعنف:
-لأ فاهم، وفاهم كويس اوي كمان، وعارف أنك لو اتجوزت فجر مش هتسبها، أنا امك يا ليث، يعني حاسه بيك وشايفه نظرات عيونك ليها وتصرفاتك معاها، مش كل الناس فجر البريئة اللي معتقدة انك بتعمل كدة كأخ مش اكتر، لكن سكت وكنت بقول مسيره هيفوق لنفسه
لم يشعر بنفسه سوى وهو يصرخ منفعلًا لكل ذرة داخله تأهبت للحرب:.

-ولما أنتِ عارفة كل ده بتحاولي تمنعيني لية؟! عارفة أني مش هقدر اسيبها لواحد غيري واني ما صدقت ربنا يديني فرصة تيجي أنتِ وعايزة تضيعيها مني!
نظر لها مرة اخرى متابعًا بخشونة:
-لأ، يبقى اسف، انا ما صدقت وافقت على الاقتراح المجنون ده وبكره هروح اكلم ابوها
ثم تركها هكذا ليرحل، حمدالله أن فجر تنام في غرفة بعيدة عن مقرهم...
بينما والدته تشتعل، تشتعل من الغضب الذي بدأ يقودها الان!
خاصة وهي تهمس بأصرار جاد:.

-مش هاسيبك تعمل اللي في دماغك يا ليث، اتجوز اي بنت، الا فجر!

وبالفعل في اليوم الثاني كان في منزل والد فجر...
وقف امامه بشموخ يهتف:
-أنا عارف انك مش موافق على عمرو، فقولت انا اولى من الغريب..
ابتسم والدها بخبث، كان متيقن حد الثقة الجنونية أن فجر حتمًا ستخبره بما قاله لها!
وها هي خطته الان تسير على ما يرام، ابدى الرفض المزيف وهو يجادله:
-بس يعني يا ليث...
ولكن ليث قاطعه بحدة وهو يتشدق ب:.

-انا متكفل بكل حاجة تخص الجوازة دي، شقتي موجودة ونص العفش تقريبا، واعتقد انك عارف اني مقتدر ادفع اي مهر تطلبه، يعني هاخدها بشنطة هدومها وجهازها اللي والدتها الله يرحمها جابتهولها!
وهل ترك له ردًا سوى بصمة الموافقة المؤكدة؟!
لمعت عيناه بفرح فقال موافقًا بجدية:
-يبقى خير البر عاجله، على البركة!
قاطعه ليث بقوله الخشن:
-بعد يومين بالظبط هانكتب الكتاب بس ف بيتي انا، وبعد فترة حددها أنت هيبقى الفرح!

اومأ موافقًا بهدوء:
-تمام، شهرين كويس طالما انتم الاتنين جاهزين
اومأ ليث موافقا دون رد، وبعد دقيقة كان ينهض بخفة مغمغمًا:
-فجر هتفضل مع خالتها زي ما كانت، وبعد اليومين هتبقى معايا انا
وبالطبع لم يُلاقي سوى الموافقة، غادر منزله بهدوء كما اتى...
ولكن شعوره تبدل مائة وثمانون درجة، يشعر أن فراشات الحب المقتولة وعصافير الحنين الذابلة بدأت تغرد داخله مهللة!

معلنة قرب أعلان ملكيته لتلك المعشوقة التي سرقت قلبه وعقله معًا...!

شعر جسار أن الدنيا تدور من حوله، حرف وحده لا يشكل فارقًا، وحرفان متفرقان ايضا لا يشكلا، ولكن عندما يجتمعا الثلاثة يفجرا غبارًا ملكوم مفرقين ثناياه!
كلماتها تتردد على اذنيه كصوت الرعد:
-ريح نفسك أنا مش حامل اصلا، مفيش داعي تتجوزني!
بعد دقائق حاول فيها استعادة نفسه سريعا هتف متساءلاً بذهول:
-ازاي يعني! امال لية قولتوا انك حامل؟!

ابتلعت ريقها بتوتر، ثم بدت وكأنها تصارع الحروف لتخرج لترميها ضمن مجرى الواقع، فقالت بصوت مبحوح:
-حسام كان عنده مشكلة ف الخلفة فاقترح اننا نعمل كدة عشان محدش يضطره في مرة انه يكشف وساعتها كل حاجة هتتكشف ادام كل الناس!
كان صوت تنفسه العالي دليل على محاولته في التحكم بنفسه...
فأكملت هي بأصرار قاسي على قلبه كسوط لاسع:
-مستحيل اتجوزك لو كنت اخر راجل في الدنيا يا جسار.

رغم عمق الدماء التي شعر بها تنزف داخله من كلمتها الا انه هز رأسه نافيًا، ومن ثم امسكها من ذراعها يهتف بصوت حازم:
-لأ ده بقى مش بمزاجك ولا بمزاجي، دي وصية حسام، لو اخويا بنفسه طلب كدة يبقى اكيد حاجة ضرورية خلته يعمل كدة وانا مش هنزل كلمته الارض، وماما مش هتعرف انك مش حامل لان الطفل ده كان اخر امل ليها لو ضاع ممكن نخسرها
تركها تحدق بالفراغ بصمت تام...
الى ان قال هو بجدية:
-اعملي حسابك هفاتح ماما بليل.

ثم نظر لها، يرسم ملامحها تلك داخله، احاط وجهها بيداه هامسًا:
-وصدقيني مش هلمسك الا برضاكِ
زمجرت فيه بشراسة:
-أنت مش هتقرب مني اصلًا، انسى..!
تنهد مبتسمًا بسخرية:
-وانا عمري ما هفرض نفسي على واحدة ست..!
تركها بهدوء ليغادر دون كلمة اخرى...
يكفيه الجو المشحون الان!
بينما سقطت هي ارضًا تبكي ذاك الحظ اللعين الذي اسقطها بين تلك العائلة...!

بعد يومان...
وعندما تظن أنك امتلكت زمام الامور بكل جوانبها، تنفلت منك شعره واحدة فتهدم كل شيئ رأسًا على عقب، كل شيئ!
كان الجميع قد اجتمعوا في منزل ليث لعقد قرآنهما...
انتهى كل شيئ ورحل الجميع وقد اصبحت ملكه، ملكيته الخاصة التي لن يفرط بها ولو على موته...!
كان ينظر لها بعمق، لم يراها أجمل من الان يوما!

كان يشعر انها ماسه اخيرًا فاز بامتلاكها...! كان معها في غرفة الصالون من المفترض انهما يتحدثا قليلا وحدهما...
ولكن بمجرد ان اُغلق الباب عليهما سحبها ليث بقوة من ذراعها لتصطدم بصدره، لم يعطيها الفرصة فابتلع شهقتها بين شفتاه...
يا الله وما اجمله شعور، وكأنه ملك متوج بعد صراع استنفذ جهده!
وضعت يدها على صدره تحاول ابعاد شفتاها عنه وهي تردد:
-ليث، ليث ابعد عني انت اتجننت انت هتعمل اية.

ولكنه دفعها بجسده ببطئ حتى إلتصقت بالحائط وهو يتمهل في تذوق شفتاها التي لطالما حلم بها، كان كالمهووس يقبلها دون توقف فبدأت دموعها تهطل ببطئ..
ابتعد بعد قليل يلهث وهو يحدق بها مذهولاً مما اوصلها له...
ومن ثم احاط خصرها بتملك هامسًا من وسط لهاثه:
-اسف بس خلاص مابقتش قادر اكتم جوايا اكتر!
تهيأ لها انه لثم، او ربما لم يكن بوعيه فتخيلها فتاة اخرى..
بينما هو شعر في تلك اللحظات انه الان بين احضان جنة!

ولكن مهلا، ف جنة الدنيا لا تدوم!
ودون اي مقدمات كان الباب يُطرق بقوة نوعا ما فانتفضا مبتعدان عن بعضها ليخرجا مسرعين نحو الخارج...
نهضت والدة ليث الصامتة تمامًا لتفتح، فدلف فريق من مستشفى الامراض العقلية
ليسألها قائدهم بجدية:
-فين المريض؟!
رفعت إصبعها المرتعش نحو ليث لتشير لهم هامسة بصوت يكاد يسمع:
-اهو!
تعالت الشهقات من فجر ووالدها، وهو نفسه!
شعر أنها تسببت بثقب عميق داخله لن يُغلق مهما طال الزمان...!

ابتسم بسخرية وهو يراهم مقبلون عليه، وسؤال واحد يتردد داخله
هل كل عاشق يصبح مريض؟!
تقدم منه الطبيب قائلاً بجدية:
-استاذ ليث لو سمحت تعالى معانا من غير شوشرة
جز ليث على أسنانه بحدة ومن ثم زمجر فيه:
-وتاخدوني لية ان شاء الله ومين اداكم الاذن؟!
اجابه بهدوء:
-والدة حضرتك قالت انك تعبان شوية، ف أنت هتيجي معانا شوية لحد ما تبقى كويس وبعدها هترجع
صرخ فيه ليث بانفعال:
-منا كويس اهو ادامك أنت شايفني بشد ف شعري!؟

عندها صدح صوت والدته وهي تقول موجهة حديثها للطبيب دون ان تنظر لليث فتشعر بسهام نظراته نحوها:
-لأ، هو بيقول كدة لكن هو تعبان، ده آآ، ده احيانا يتخيلني واحدة تانية وح، ح حاول يقرب مني!
الصدمة لجمت الجميع، والد فجر الذي شعر انه يشاهد اسوء سيناريو بحياته، وفجر التي تهاوت على الأريكة تحاول استيعاب ما يحدث، ومن ثم هو...
هو الذي شعر أنه بحلم، لا لا بل كابوس، كابوس يخنق ثناياه فيشعره انه على حافة الموت...!

لم يشعر سوى بذلك الطبيب وممرضيه يحاولون تكبيله، ووالدته تهتف بتوجس:
-من غير شوشرة يا دكتور مش عايزه حد من الجيران يعرف!
عندها صار ليث فعليًا كالمجنون، ولكنها من وضعته على حافة الانهيار!
صار يحاول ابعادهم عنه بكل الطرق، يصيح ويضرب ويسبهم بأبشع الالفاظ ايضًا...
الى أن شعر فجأة ب حقنه تخترق ذراعه ويتنشر مفعولها داخله فيهدأ تدريجيًا...!
ليسقط ببطئ فيحملوه هم، واخر ما سمعه كان شهقة فجر المصدومة وهي تصيح:.

-لالالالا مستحيل هو مفيهوش حاجة كل ده كذب...!
ولكن لا حياة لمن تنادي، حملوه معهم وغادروا كما اتوا، ولكن بعدما بدلوا حيوات بأكملها!
فهمست والدته بألم وهي تغمض عيناها:
-اسفة يا ليث ملاقتش طريقة غير دي امنعك بيها!

وعندما كانت نور تسير في حديقة المنزل بشرود سمعت صوت نقاش عالي يأتي من عند البوابة...
فسارت ببطئ متجهة لها لتجد الحارس يمنع فتاة ما من الدخول قائلاً:
-يا انسة افهميني قولتلك مش هينفع تخشي!
نهرته بحدة مكملة:
-وأنا قولتلك لازم اقابل جسار
عندها وقفت نور تسأل الحارس مستفسرة بهدوء:
-في اية يا عم مصطفى؟!
اشار لتلك الفتاة مجيبًا:
-يا نور هانم الانسة عايزة تخش ومش مصدقاني اما بقولها جسار بيه خرج.

تعجبت من سؤال الفتاة الجاد:
-أنتِ نور؟!
اومأت نور مؤكدة:
-ايوة أنا، أنتِ تعرفيني؟
اومأت الفتاة مؤكدة، فأشارت لها نور ان تدلف...
ابتعدا قليلاً عن الحارس فسألتها نور بجدية مباشرة:
-أنتِ عايزة اية؟!
تنهدت الفتاة بعمق، تحاول تنظيم تلك الحروف التي ستخرج منها فتنظم اقدارًا بحالها!
ثم قالت بصلابة ؛
-انا شاهيناز، صاحبة حسار
ثم وضعت يدها على بطنها مكملة بنفس النبرة التي جعلت نور تشهق مصدومة وهي تحدق بها:.

-وحامل ف ابنه...!

وبعد مرور اسبوعان...
كان صقر في غرفته هو وزوجته يبدل ملابسه بهدوء عندما دلفت زوجته تهتف بغيظ حزين نوعا ما:
-أنت مش ملاحظ انك مابقتش تنام في اوضتي خالص؟
زفر بضيق وهو يرد بلامبالاة:
-معلش بقا حال الدنيا
احتضنته من الخلف بقوة ثم ظلت تهمس بتوق مغلول:
-أنت وحشتني اوي، أنت حتى مابقتش تقرب مني خالص! هو أنا عملت حاجة ضايقتك مني؟!
التفت لها ليزمجر فيها بغضب:.

-هو أنتِ مش ملاحظة ان امي مريضة والجو متوتر بسبب تعبها اللي الله اعلم هيستمر لحد امتى؟!
تراكم الغيظ اكثر، وكادت الشحنات الحانقة تنفجر بداخلها فلم تشعر بنفسها وهي تصرخ بانفعال:
-وهو أنت امك بتعرف انها تعبانة عندي انا بس؟! ما أنت كل يوم في حضن الهانم مابتشبعش منها!؟
ضغط على يداه بعنف محاولًا التحكم في اعصابه، ولكن قبل ان يبدي اي رد فعل كان صوت الممرضة التي جلبها لوالدته يصدح من خلف الباب:.

-صقر بيه، والدة حضرتك ابتدت تتكلم
لم ينتظر فركض مسرعا نحو غرفة والدته، قابل ترنيم عند السلم ولكن لم يتوقف لها فأكمل نحو والدته...
اسرع نحوها يمسك يدها مقبلًا اياها في حنو:
-حمدلله على سلامتك يا ست الكل
حاولت الرد بصعوبة وهي تبتسم:
-الله، آآ الله يس يسلمك يا ولدي
صوت الترقب داخله عَلى، عَلى بشدة مطالبًا الإنتقام لتلك النيران السوداء الهوجاء التي تود حرق صاحب الفعل الشنيع ذلك...
فسألها مباشرة:.

-مين عمل فيكِ كدة يا امي، أنا عارف ان ترنيم مش هي اللي، آآ
قاطعته والدته وهي تشير بأصبعها المرتعش نحو ترنيم المتجمدة مكانها، لتنطق بصوت مبحوح:
-ه هي البت دي، ز، زجتني من آآ السلم
خالفت توقعاته، كسرت اعتقادته، وأماتت خلجاته التي كانت تهفو بأسم تلك!
تجمد مكانه للحظة...
ولم يشعر بنفسه سوى وهو ينهض وبخطى اشبه لخطى اسد على وشك التهام فريسته كان يسير نحو ترنيم التي كانت تهز رأسها نافية بخوف:
-لا، لا...

ولكنه لم يستمع لها، لم يستمع سوى لجملة والدته، جذبها من شعرها الاسود بعنف يقبض عليه بين اصابعه حتى صرخت هي من الالم، فسار يجذبها من خصلاتها متجهًا نحو غرفتها غير آبهًا بسقوطها خلفه ولا لصراخها الذي ملئ المكان و...

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد
الصفحة 2 من 10 < 1 2 3 4 5 6 7 8 10 > الأخيرة




المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
رواية صغيرتي الحمقاء زهرة الصبار
39 1976 زهرة الصبار
رواية انتقام ثم عشق زهرة الصبار
38 1455 زهرة الصبار
رواية حبيب الروح زهرة الصبار
39 1470 زهرة الصبار
رواية لا ترحلي زهرة الصبار
36 1287 عبد القادر خليل
رواية أحببت فاطمة زهرة الصبار
74 2455 زهرة الصبار

الكلمات الدلالية
رواية ، احتلال ،











الساعة الآن 02:22 PM